البحث في الموقع
المحتوى عن 'العمل عن بعد'.
-
فصلنا في المقالين السابقين مدخل إلى العمل عن بعد ومقال تأسيس بيئة عمل عن بعد مدخلًا إلى العمل عن بعد، ثم انتقلنا إلى تأسيس بيئة العمل البعيدة، والخطوة التالية لهذا منطقيًا هي توظيف العاملين في تلك البيئة، وهو ما نشرحه في هذا المقال، فسننظر في حالات التوظيف وأنواعه وكيفية إرسال الرواتب وأنواع العقود. ذلك أن الشركة تحتاج إلى النظر في أسلوب التوظيف المناسب لها قبل تأسيس بيئة عملها عن بعد، وفي الغالب يكون الأسلوب الذي تتبعه قريب من أسلوب التوظيف الذي كانت لتتبعه إذا كان الموظفون يعملون من مقرها في حال أرادت تبني نهج العمل عن بعد سواءً جزئيًا أو كليًا. حالات التوظيف المختلفة تسهل إدارة عملية التوظيف إذا كان مقر الشركة يقع في نفس البلد الذي يعيش فيه الموظف، بسبب العلم بلوائح العمل وقوانينه وسهولة إجراء المقابلة وجهًا لوجه إذا تطلب الأمر ذلك. التوظيف المباشر عن بعد أول خيارات التوظيف التي تتبادر إلى الذهن هي التوظيف المباشر من الشركة وتولي مسؤولياتهم بنفسها دون تعهيد هذا إلى شركة خارجية، وتجري مقابلات العمل إما عن بعد أو بمقابلات شخصية إن تيسر ذلك، وقد يعمل الموظف مباشرة عن بعد أو يظل فترة يعمل من مقر الشركة إن كانت قواعد العمل في الشركة تتطلب ذلك. وقد تكون العلاقة بين الموظف والشركة علاقة مباشرة أو يكون للشركة تمثيل منفصل متمثل في شركة محلية تابعة لها في دولة الموظف، أو قد يكون التمثيل المحلي للموظف وليس للشركة، كما سنفصل في الفقرة التالية وما يليها. التمثيل المحلي للشركة وهو أن يكون للشركة تمثيلًا قانونيًا في الدولة التي يعمل منها الموظف، وحينئذ تتعامل الشركة مع الدولة مباشرة فيما يتعلق بضرائب الدخل على الموظفين والتأمينات الصحية والاجتماعية لهم وغيرها من المنافع التي يحصل عليها الموظفون، وإن كانت الشركة نفسها أجنبية ومقرها الرئيسي في دولة أخرى. أحيانًا قد لا يرغب صاحب الشركة في افتتاح فرع له داخل الدولة التي له موظفين فيها لسبب أو ﻵخر، فيلجأ إلى إنشاء شركة محلية داخل تلك الدولة، وتكون تلك الشركة الجديدة هي المسؤولة عن رواتب الموظفين وبقية الشؤون المالية والإدارية، غير أن أعمال الشركة المحلية تتبع الشركة الأم، وكذلك قراراتها الإدارية، وذلك يشبه شراء الشركات الأجنبية للشركات المحلية ثم الإبقاء على هيكلها الإداري كما هو لدرايتها بالسوق المحلي. التعاقد من خلال شركات توظيف قد توكل الشركة مهمة توظيف العاملين إلى شركة توظيف محلية لها خبرة بالسوق وتتولى تلك البنود المادية من رواتب وضرائب وغيرها، لقاء عمولة على كل موظف يعمل في الشركة من خلالها، إما تُدفع عند تمام عملية التوظيف أو في كل شهر من أشهر عمل الموظف. ويُستخدم هذا الحل حين يكون عدد الشواغر الوظيفية كبيرًا، وتكون الوظيفة نفسها لا تحتاج إلى مقابلات متخصصة، كوظائف خدمة العملاء مثلًا للشركات الكبيرة، حيث تعهد شركات مثل أمازون ومايكروسوفت وكثير من شركات الطيران وشركات ألعاب الفيديو وغيرها بمهمة خدمة العملاء إلى شركات توظيف محلية في بلاد مثل المجر ومصر والهند وألبانيا وباكستان، ويكون لمثل تلك الوظائف معدل دوران عالي في الغالب، لذا لا تريد الشركات أن تشغل نفسها بمهمة تتكرر دورتها كل بضعة أشهر، فتوكل هذه المهمة إلى شركة توظيف محلية، أو شركة توظيف دولية لها فروع محلية. وكذلك يُستخدم حين ترغب الشركة بتعهيد مسؤولية شؤون العاملين إلى شركات وسيطة يقوم نموذجها الربحي على ذلك فقط، وهي شركات توظيف PEO - Professional Employer Organization، ومثل هذا الخيار يصلح في العموم للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تريد توفير المال والوقت الذي يذهب في توظيف العاملين وإدارة شؤونهم. وتأتي مثل تلك الشركات في عدة صور، فإما أن يتبع العامل الشركة اﻷصل إداريًا ويكون رقمه الوظيفي تابعًا لها، في حين تتولى شركة التوظيف مهام التأمينات والضرائب ونحوها فقط، وهنا تكون شركة التوظيف بمثابة قسم الموارد البشرية في الشركة الأصلية التي تريد الموظفين. أو يتبع الموظفون شركة التوظيف إداريًا مع توليها لشؤونهم المادية كذلك، بل قد توفر شركة التوظيف تلك مساحات عمل ومكاتب للموظفين للعمل منها، وإن كان العمل نفسه للشركة الأصل، فالموظف في هذه الحالة يعمل في شركة التوظيف، وما الشركة الأصلية إلا عميل من عملائهم، ويحق لشركة التوظيف أن تنقله بموجب العقد بينهما إلى عميل آخر أو شركة أخرى. وهاتان الحالتان هما الأشهر في شركات التوظيف الوسيطة، غير أن هذا الأسلوب في التوظيف ينطوي على ثغرة يجب أن ينتبه المدير وصاحب الشركة إليها، وكذلك الموظف أيضًا، وهو التأكد أن شركة التوظيف تدفع الاستقطاعات التي تأخذها من رواتب الموظفين إلى الدولة في صورة ضرائب وتأمينات وغيرها، فقد وقعت جريمة سرقة في 2014، قام فيها أربعة مسؤولين كبار في شركات توظيف في ولاية تيكساس بسرقة قرابة 133 مليون دولار من أموال الشركات التي عهدت إليهم بتولي مهام التوظيف للعاملين فيها، وتلك الأموال كانت مخصصة للتأمينات الصحية والضمانات الاجتماعية وغيرها للموظفين. فينصح المدير العاملين معه بهذا الأسلوب من التحقق الدوري من شركة التوظيف حول الاستقطاعات التي تخرج من راتبه، ومقدارها، وطلب طريقة للتحقق منها بنفسه، كأن يتحقق من الدولة نفسها باستخدام رقمه التأميني أو غير ذلك، وهو اﻷمر الذي حدثني به أحد من يعمل في شركة برمجية بهذا النمط، إذ تتولى شركة وسيطة أموره المادية، وقد أخبرني أنه صار يتحقق دوريًا من هذه البنود بعد رؤية حالة أمامه اكتشف فيها الموظف أن شركة التوظيف خدعته بعدم دفع نفقات الضمان الاجتماعي طيلة فترة توظيفه. هيكلة الأجور والرواتب للفرق العاملة عن بعد تتحكم عوامل عدة في تحديد رواتب الموظفين العاملين عن بعد من عدة دول في الشركات ذات فرق العمل الموزعة -في حالة الشركات العاملة عن بعد- التي ذكرناها في مقالات سابقة، أو الشركات متعددة الجنسيات، ويقال أن رأس المال جبان، أي أنه يتبع مصلحته في الغالب، وهذا ظاهر لمن يتتبع حركة السوق ورؤوس الأموال في اﻷسواق المحلية والعالمية، ويبدو جليًا للناظر في حركة التوظيف عن بعد التي ازدهرت للبحث عن الكفاءات من ناحية، ولتوفير النفقات من ناحية أخرى على الشركات. وصحيح أن خبرات العاملين وعلومهم تحدد الرواتب التي تُدفع لهم، فإذا لم تستطع الشركة دفع تلك الرواتب انتقلوا إلى غيرها أو رفضوا العمل فيها ابتداءً، إلا أن العامل الأبرز في تحديد رواتب العاملين عن بعد في السنين الماضية هو الموقع الجغرافي لكل من الشركة والموظف. كما أنه لا توجد قواعد حاكمة لسياسات الرواتب، فتختار الشركة منها ما يناسبها، على أن عامي 2020 و 2021 شهد بدء مطالب للموظفين أن تعطي الشركات رواتب وفقًا للقيمة التي يقدمها الموظف بغض النظر عن محل عمله الجغرافي حيث ينبغي أن الشركة تدفع للموظف وليس لعنوان بيته، خاصة مع بدء بعض الشركات باتباع هذا النهج كما ذكرنا، رغم أن الشركات تلجأ للتوظيف من الدول الأقل في تكلفة المعيشة توفيرًا للنفقات بالدرجة الأولى، خاصة تلك التي تنقل أقسامًا كاملة منها إلى دول أقل في تكلفة التشغيل، كما حدث في 2022 مع كبريات الشركات التي تريد الخروج من ألمانيا إلى دول أقل في تكلفة الكهرباء والغاز، رغم أن هذا يعني أحيانًا خسارة بعض المعدات التي تقدر بعشرات الملايين -مثل بعض أفران الصهر التي تعمل منذ عقود ولا يمكن إطفاؤها تجنبًا لتصلب المواد المنصهرة وخسارة الفرن-، وإنفاق ملايين أخرى في بناء مصانع جديدة في دول أخرى. وتتبع الشركات التي تنتهج نمط العمل عن بعد بضعة أساليب في إعطاء رواتبها: إما تختار الشركة مدينة أو دولة ما وتحدد متوسط الرواتب عليها، كما تفعل شركتي 37Signals و Reddit. أو تحدد فئتين للرواتب واحدة لمن يعمل من مدينة مرتفعة التكلفة، وفئة أخرى لباقي الموظفين، كما تفعل Buffer. أو تأخذ العامل الجغرافي أثناء حساب الرواتب، فتعطي رواتب تتوافق مع متوسط الرواتب داخل الدولة التي يعمل منها الموظف. أو تعطي رواتب أقل للموظفين الذين يرغبون في الانتقال إلى العمل عن بعد من مدينة أقل تكلفة، كما تفعل جوجل مع الموظفين الذين يرغبون في العمل عن بعد خارج سان فرانسيسكو. وتفصيل ذلك أن بعض الشركات تدفع لجميع موظفيها نفس رواتب المدينة أو الدولة التي تعمل منها الشركة، وفي هذا أفضلية كبيرة للعاملين من دول العالم النامي أو من مدن نائية حيث تقل تكلفة المعيشة كثيرًا عن المدن المزدحمة، ويكون هذا في الشركات البرمجية أكثر منه في غيرها، فإذا حصل الموظف على ألف دولار في مدينة مثل القاهرة وحصل زميله على نفس الألف في الكويت أو عمّان في الأردن، فلا شك أن القوة الشرائية لكل منهما تختلف كثيرًا، ما بالك أن يحصل عليها زميل ثالث في لندن! فتكون المحصلة أن يشعر الموظف العامل من المدينة الأعلى في التكلفة أنه مغبون في عقده مع الشركة. غير أن الشركات التي تعتمد مثل ذلك الأسلوب لها مزاياها وحالاتها المناسبة لها، والأمثلة عليها تشمل شركة Reddit التي تعطي نفس الرواتب بغض النظر عن المنطقة الجغرافية، وشركة 37Signals التي تعطي نفس رواتب منطقة سان فرانسيسكو، وغيرهما، وعلى ذلك تتبع بعض الشركات الأخرى نهجًا مختلفًا بأن تعطي متوسط الأجور المتبع في الدولة لنفس الوظيفة، فإذا وظفت ثلاثة مبرمجين من مصر والكويت وبريطانيا كما في الحالة السابقة، فإنها تنظر إلى متوسط أجر المبرمج في كل دولة من تلك الدول مع نفس الخبرات والمهارات التي لدى الموظف من تلك الدولة، فيكون لدى كل منهم نفس القوة الشرائية وإن اختلفت الرواتب. بل صارت بعض الشركات منذ بدء الانتقالات الجماعية إلى العمل عن بعد في 2020 وما بعدها ترشد موظفيها إلى أنها ستقلل أجور العاملين في مدن أقل تكلفة عن زملائهم، مثل شركة فيس بوك وتويتر، بل توفر شركة مثل Buffer كشفًا علنيًا بأجور موظفيها ومواقع عملهم، مع حاسبة لمن أراد أن يعرف ما سينقص من راتبه أو يزيد إن غير مكان عمله. ولا شك أن في هذا توفيرًا للشركة نفسها، مع وجود شيء من العدل كما ذكرنا بين العاملين في ميزان القوة الشرائية، إلى حد أن شركة مثل Stripe الخاصة بالمدفوعات تخصص مكافأة قدرها 20 ألف دولار لمن يفكر في الانتقال إلى مكان أقل تكلفة، مع خفض في راتبه بنسبة 10% بعدها. وينبغي على تلك الشركات التي تقدم الأجور الموافقة لمتوسط الأجور المحلية أن تتابع تغير حال السوق المحلية نفسها، فتغير الرواتب عند حدوث أزمات اقتصادية مثل انهيار العملات أو زيادة التضخم أو غيرها، لتحقيق نفس مبدأ العدل في توزيع الأجور. التأمين الصحي والضمان الاجتماعي إذا كان للشركة تمثيلًا قانونيًا داخل الدولة التي يعمل منها الموظف فإنها تتولى مسؤولية التأمين الصحي عليه وكذلك إدخاله في منظومة الضمان الاجتماعي، أما إذا لم يكن لها تمثيلًا قانونيًا فينبغي أن تضع في حسابها هذه التكاليف ليدفعها الموظف بنفسه إلى الدولة التي يعمل منها، خاصة في حالة التأمين الصحي، إذ يكون لبعض الشركات سياسة مختلفة في الضمان الاجتماعي، كما في شركة حسوب مثلًا إذ تدفع بديلًا عنه بمقدار أجر شهر عن كل عام قضاه الموظف في الشركة منذ 2017. وتختلف الشركات هنا مع العاملين فيها مع تغيرات الأوضاع الاقتصادية، فقد تفرض الدولة ضرائب جديدة على العمل عن بعد كما حدث في مصر في الربع الأول من 2022، ولم تكن رواتب العاملين عن بعد تتناسب مع هذه الزيادات الجديدة، فطلب العديد منهم من شركاتهم زيادة رواتبهم لتتوافق مع تلك الاستقطاعات، واستجاب بعض تلك الشركات ورفض البعض الآخر بما أنها تدفع ضرائب أو زكاة عن الموظف بالفعل في الدولة المسجلة فيها الشركة. وهذه معضلة كبيرة حقيقة. وهنا لجأ الموظفون إلى ترك تلك الشركات إلى غيرها أو الانتقال إلى دول أقل في الاستقطاعات المفروضة على العاملين عن بعد، وهذا تفصيل لما ذكرناه في نقطة سياسات الرواتب قبل قليل، إذ يبدو أن الاتجاه السائد في تحديد الرواتب وفقًا للدولة التي يعمل منها الموظف قد لا يصمد في السنوات القادمة، وقد تضطر الشركات إلى زيادة رواتب العاملين عن بعد على الأقل بما يعادل تلك التغيرات الطارئة. هنالك حالة أخرى تتمثل في دفع الشركة لضرائب الموظف البعيد في الدولة التي فيها مقرها، وبعد إرسال الراتب إلى الموظف تقتطع دولته -التي فيها تشريعات وقوانين تنظم مسألة العمل عن بعد- أيضًا جزءًا للضرائب والتأمينات، لذا عالجت بعض الشركات ذلك الأمر بأن ينشئ الموظف لدى الدولة التي يعمل فيها شركة شخصية تمثِّل كيانًا تجاريًا لنفسه، أي يسجل لنفسه حسابًا تجاريًا لشركة من شخص واحد متمثلة في نفسه، ويتعامل مع شركته التي يعمل فيها بشخصه الاعتباري الجديد -أي بصفته شركة- فترسل إليه الشركة مستحقاته في صورة تعاقد بين شركتين، وليس في صورة راتب، وعلى ذلك يدفع الموظف ضرائبه وتأميناته من راتبه الذي يصله، وتتجنب الشركة بذلك تكرار دفع هذه المستحقات في الدولة التي فيها مقرها وهذا ما أخبرني به صديق يعمل مع شركة أمريكية عن بعد، ويمكنك النظر في كيفية حل هذه المشكلة -إن حصلت في شركتك- تبعًا لموقع الشركة وموقع الموظف البعيد. إرسال الرواتب لنقل أن الشركة والموظف قد اتفقا على الراتب المخصص للشاغر الوظيفي، فكيف سترسل الشركة ذلك المال إلى الموظف؟ تختلف الشركات في إرسالها الرواتب لموظفيها باختلاف الدولة المسجلة فيها الشركة والدولة التي فيها الموظف، فإما تستخدم الطرق التقليدية مثل التحويلات البنكية أو ويسترن يونيون، أو الخدمات المالية الإلكترونية مثل باي بال ووايز Wise وغيرها (قد تتغير تلك الخدمات لاحقًا ولكن ذكرناها لضرب المثل)، بينما تفضل بعض الشركات الأخرى إصدار بطاقة رواتب من بنك محلي في الدولة المسجلة فيها، ثم إرسالها إلى الموظف في محل عمله ليستلم عليها راتبه، لتلافي تكاليف التحويل العالية وأيام الانتظار حتى تمام المعاملة المالية. ولا شك أن تلك التحويلات تقتطع منها نسبة لعمولة التحويل وتزيد أو تنقص وفقًا للراتب، فلقد أخبرني بعض العاملين عن بعد أن راتبه يُقتطع منه نحو سبعين دولار قيمة التحويل، وأن بعض الشركات تتحمل تلك العمولة، وبعضهم يزيدها في الراتب في صورة بدَلات ويدفعها الموظف عند استلامه للراتب، وهكذا. أنواع العقود مع الموظفين تتنوع العقود التي تبرمها الشركة مع الموظفين بتنوع تلك الوظائف نفسها ومدى حاجة الشركة إليها، وفيما يلي بيان لأهمها. التوظيف غير محدود المدة هذا النوع هو الأكثر شيوعًا وإذا ذُكر عقد العمل مجردًا فيُقصد به هذا النوع، وفيه يتعين على الشركة تقديم عقد مكتوب عن العمل بينها وبين الموظف، يتضمن حدًا أدنى للإجازات مدفوعة الأجر على الأقل، وشروط العمل بما فيها الحقوق والمسؤوليات والواجبات، ويحق لكلا الطرفين إنهاء التعاقد بينهما وفقًا للشروط المتفق عليها بينهما، وقد تكون تلك العقود إما لدوام كامل أو جزئي. التوظيف المشروط يعامَل الموظف في هذا العقد نفس معاملة الموظف في النوع السابق، وقد ينتهي هذا العقد عند اكتمال مهمة محددة أو وقوع حدث معين، فلا تُشترط المدة وحدها كشرط لإنهاء التعاقد، ولا يتم تصنيف العامل كموظف داخل الشركة إذا كان عقده مع وكالة يعمل بها بدلًا من الشركة كما أوضحنا في شأن شركات التوظيف الوسيطة، لكن قد يكون له أولوية في الانضمام إلى الشركة عند فتح شواغر وظيفية إن أبدى نتائج مميزة والتزامًا في أدائه. عقود العمل المؤقتة تستطيع الشركات توظيف عمالة مؤقتة لتلبية ظروف العمل في مواسم معينة من السنة أو زيادة طارئة في الطلب على منتجاتها، وتعطي الشركات وكالات التوظيف البيانات اللازمة حول شروط العمل وأحكامه ليخبروا العمالة بها، وإذا زادت فترة العمل عن 12 أسبوعًا -وهي الفترة الانتقالية في أغلب الشركات- يحصلون على نفس حقوق ومزايا الموظفين الدائمين، إلا إذا نص قانون العمل المعتمد عند توقيع العقد على خلاف ذلك. التوظيف أم التعهيد الخارجي تقرر الشركات أسلوب التوظيف الأنسب لها في كل قسم من أقسامها وفقًا لحاجة ذلك القسم، فبعض الأقسام لا يمكن فيها التعهيد الخارجي لا الدائم ولا المؤقت، وهي الأقسام المتعلقة بصلب عمل الشركة، لما يقتضيه ذلك من حساسية لبيانات العمل وتوجيه صناعة القرار داخل الشركة، لكن توجد بعض الاستثناءات لهذا مثل شركة RedBull، إذ تركز هي على الدعاية والتسويق مع التعهيد بصناعة المشروب نفسه إلى شركة خارجية، فهنا لا ننظر إليها على أنها عهدت بصلب عملها إلى شركة خارجية، فصلب عملها الذي برعت فيه في تلك الحالة هو التسويق، بما أنها لم تخترع المنتج أصلًا وإنما أُعجب به صاحب الشركة أثناء زيارته لتايلاندا ومن ثم ذهب إلى الشركة التي تنتجه واتفق معها على جلب المنتج إلى السوق الأوروبية. فتلك الأقسام لا يصلحها إلا التوظيف الدائم، أما التعهيد الخارجي فينقسم إلى شقين، أحدهما هو التعهيد المستمر إلى طرف ثالث لتنفيذ مهمة متكررة لدى الشركة لكنها لا تريد تنفيذها بنفسها، والتعهيد الظرفي لتنفيذ مهام أقل تكرارًا أو ربما لا تتكرر إلا نادرًا. ونحن هنا لا ننظّر لفكر جديد، فكما يعلم أصحاب الشركات أن هذه أمور تحدث من قديم في السوق على اختلاف مجالاته، كما تعهد شركة برمجية أو بترولية أو غيرها إلى شركة مختصة بتقديم خدمات التغذية لإطعام العاملين لديها، فهذه مهمة تتكرر كل يوم ويجب أن يكون لدى القائم بها إمكانيات مادية ولوجستية تلبي حاجة الشركات التي يتعاقد معها، وهنا مرة أخرى فإننا نأتي بأمثلة من خارج المجالات التقنية أو البرمجية كي نوضح المثال ونعممه. أما الخدمات التي قد لا تتكرر أو تكون وتيرة تكرارها أقل مما سبق، مثل تصميم غلاف لمنتج جديد أو حملة دعائية لكتاب أو برنامج أو ترجمة لدليل استخدام أحد البرامج داخل الشركة، فتلك يفضل تعهيدها إلى مستقلين لما يتميز به المستقلون من مرونة عن الشركات الكبيرة، ومن سهولة التواصل معهم بما أنه فرد واحد في الغالب، فلا توجد مداولات بين هذا المسؤول وذاك، وموافقة من هنا وهناك، مما يكون أكبر من حجم المشروع المراد تنفيذه ابتداءً، وكذلك من ناحية أخرى ستكون أجور المستقلين أقل بكثير من تكلفة نفس المهمة إذا طُلبت من شركة تقدم تلك الخدمات. مزايا وعيوب التعهيد الخارجي وبعد أن سقنا هذا الإجمال، نريد التفصيل قليلًا لما ذكرناه في مزايا التعهيد الخارجي، فقد رأينا أن تنفيذ المهام بهذا الأسلوب من التعهيد أو "المقاولة" باصطلاح السوق يعالج فجوة أو حاجة لدى الشركة بسرعة ودون انتظار كوادر مدربة، وفيه مرونة أكثر من التوظيف الدائم، حتى في حالة التعهيد إلى شركة ثانية، بما يعني إمكانية إحضار بعض العمالة لتلبية زيادة في الإنتاج لفترة مؤقتة، وإن كان هذا يندر إلا في اﻷعمال السهلة التي لا تحتاج إلى تدريب، وإلا فإن الشركات تلجأ إلى طلب ساعات إضافية من الموظفين بدلًا من توظيف كوادر جديدة وتدريبها. كذلك يمثل التعهيد الخارجي خيارًا مثاليًا عندما يكون لديك حاجة لا تتكرر إلا قليلًا بحيث يكون التوظيف الدائم لها إهدارًا للموارد، وتركها تعطيل للشركة. أما سلبيات التعهيد الخارجي التي يجب الانتباه إليها، فأهمها أن المتعهد قد لا يكون لديه ولاء للشركة التي يعمل لها، خاصة إن كان لديه عدة أعمال بين يديه، فيلزم متابعة تنفيذه للعمل والرقابة عليه، على الأقل في البداية إلى أن يصل الطرفين إلى مرحلة من الثقة تكفي لتخفيف الرقابة قليلًا. مزايا وعيوب التوظيف الدائم قد تبدو تلك الفقرة بدهية ولا حاجة لها، فالأصل في العقود بين الشركات والعاملين هو التوظيف الدائم، على الأقل هذا هو النظام الأكثر شهرة، غير أنه في السنوات اﻷخيرة بدأت شركات ناشئة كثيرة تعتمد أسلوب توظيف المستقلين أو التعهيد لأطراف غيرها لتنفيذ المهام في البداية إما لقلة الموارد البشرية أو لقلة الخبرة، أو من ناحية أخرى، لعدم رغبة صاحب الشركة بالالتزام بعقود طويلة الأمد مع موظفين في مؤسسة لا يدري هل تستمر أم لا، أو لرغبته في تجربة كفاءات ومهارات مختلفة للمهمة التي لديه بدلًا من البقاء مع خبرة شخص واحد. وقد رأينا أمثلة كثيرة لهذه الشركات على منصة مستقل في الأعوام الأخيرة، لعل أبرزها ما تنشره مدونة مستقل بين الحين والآخر لأمثلة ناجحة من تلك الشركات التي تعتمد كليًا أو جزئيًا على مستقلين، انظر صفحة قصص النجاح على مدونة مستقل. فأما إيجابيات التوظيف الدائم لأصحاب الشركات فتظهر في استقرار وتيرة العمل لوجود الكفاءات التي تدفعها العقود الدائمة مع الشركة للعمل بما تحمله من مزايا من ناحية وشروط جزائية من ناحية أخرى، ويضمن صاحب الشركة إلى حد ما أن الموظف يرغب بالبقاء في الشركة إن لم يكن يسعى للتطور داخلها طلبًا للأمان الوظيفي. وأما سلبياته فتظهر في تكلفة التوظيف الدائم التي تكون أعلى دومًا من أي وسيلة توظيف أخرى، وهذا يعني النظر بعناية شديدة في العناصر التي يقع الاختيار عليها لتكون ضمن الأفراد العاملة في الشركة، وكذلك تكون تكلفة استبدالهم عالية خاصة في الوظائف التي تتطلب منحنى تعلم كبير، وتزيد تلك التكلفة كلما ارتقى العامل في السلم الوظيفي، فالتخلص من أحد شركاء الشركة يكاد يكون كابوسًا ثقيلًا على الإدارة لما له من تبعات، ويليه التخلص من موظف موهوب يتمتع بمهارات تحتاج الشركة إليها ويصعب وجود مثيلها في غيره أو تحتاج إلى فترة لصقلها في غيره، وهكذا، فقد تضطر الشركات إلى تحمل بعض الموظفين سيئي الأخلاق مثلًا لأنهم يسدون ثغرًا لا يسده غيرهم، ولا تجد الشركة بديلًا مكافئًا لهم أو تكون تكلفة استبدالهم أعلى مما تتحمله الشركة مع هذا الموظف السيء. المنصات المساعدة في التوظيف يجدر بنا الآن أن نذكر أمثلة للمنصات التي تستطيع الشركات استخدامها في التوظيف عن بعد أو تعهيد المهام عن بعد، من التي تيسر عملية فحص المرشحين وإجراء المقابلات وخطابات عروض العمل وغيرها، من أجل تقليل احتمالات دوران الموظفين من ناحية، ومن أجل الحصول على أفضل الفرص والكفاءات من ناحية أخرى. منصة بعيد تتيح منصة بعيد للشركات إضافة وظائف عن بعد من أجل استقطاب الكفاءات بغض النظر عن الحيز الجغرافي، وتوفر على الشركات مهمة البحث عن تلك الكفاءات بما أن الموظفون ينشؤون حسابات على منصة "بعيد" ليتقدموا بالعروض على الوظائف المعلنة. ومنصة بعيد نفسها تتبع شركة حسوب التي تعمل عن بعد أيضًا كما ذكرنا، والشركة تطبق ما ذكرناه في الكتاب إلى الآن من نظم العمل عن بعد وساعات العمل المتراكبة وغيرها، ومن خدمات المنصة ما يلي: نشر الوظائف لأصحاب الشركات تتيح منصة بعيد نشر إعلان وظيفتك لجذب أفضل الكفاءات المتاحة من الباحثين عن عمل عن بُعد في مختلف المجالات ومن مختلف البلدان للتقدم لوظيفتك، وترسل المنصة عروض العمل إلى قاعدة كبيرة من المهتمين بالحصول على جديد وظائف العمل عن بُعد، كلٌ ضمن مجال تخصصه، مما يسهل عليك الوصول إلى أفضل الخبرات المتاحة وتوظيفها في زمن قياسي. ويجب أن تكون مهام الوظائف قابلة للتنفيذ عن بعد بالكامل كي تكون صالحة للنشر في منصة بعيد، أي تلك التي تعتمد على الإنترنت لإنجاز العمل والتواصل بين الموظف ومديره، ولا تحتاج إلى وجود الموظف بمقر الشركة الحقيقي. باقات التوظيف توفر باقات التوظيف على الشركات التي تنوي توظيف فريق عمل كامل أو تخطط لتوظيف أكثر من فرد عن بعد لاحقًا، من خلال الخصومات المتاحة في تلك الباقات. خدمة التوظيف للشركات يعمل فريق من المختصين بالتوظيف على تأمين احتياجات الشركة التي لا ترغب في إجراء المقابلات بأنفسها مع المرشحين، من خلال اعتماد معايير قياسية في عملية الاختيار تضمن جودة المرشح وتقلل معدل الدوران الوظيفي، كما تجنب العميل نفقات التوظيف الإضافية. فتختار أفضل المتقدمين وفقًا لتلك المعايير وبما يتناسب مع المعايير التي حددتها الشركة لمنصة بعيد، مما يوفر عليها الوقت والموارد في انتخاب المرشحين. يُرجع إلى صفحة البدء لأصحاب الوظائف في مركز مساعدة بعيد للمزيد من التفاصيل. منصة مستقل كما أن منصة بعيد مناسبة للتوظيف الدائم في شاغر وظيفي تحتاج إليه في صلب عملك، فإن منصة مستقل تُستخدم عند الحاجة إلى أمر قد لا يتكرر مرة أخرى أو على فترات بعيدة، أو يكون خارجًا عن تخصص شركتك، ولا تريد توظيف أحد توظيفًا دائمًا لتلك المهمة، فهي سوق للتعاقد الحر وفق المشروع مع نبذة من أفضل الكفاءات العربية في مجالات البرمجة والتصميم والدعاية والمحاسبة والترجمة والكتابة وغيرها. فهي تصل المدير الذي هو صاحب المشروع هنا بأفضل المستقلين المحترفين لتنفيذ أفكارهم ومشاريعهم، في الوقت الذي يتيح للمستقلين فرصة لزيادة دخولهم بشكل حر. وتستطيع إضافة مشروعك في مستقل الذي ترغب بتنفيذه مجانًا لتحصل على عشرات العروض التي تختلف في ميزانيتها ووقت تنفيذها وتفاصيل إنجازها: وتضمن منصة مستقل لك حقك في الحالتين، سواء كنت صاحب المشروع أو المستقل الذي سيعمل عليه، حيث تكون المنصة وسيطًا بين الطرفين إلى أن يتم تسليم العمل كاملًا. خدمة مستقل للمؤسسات تستهدف خدمة المؤسسات من مستقل الكيانات الكبيرة لتيسر عليها تنمية أعمالها وإدارة المشاريع إدارة مشتركة من مكان واحد عبر نظام يمكّن المدراء من توظيف المستقلين وإضافة أعضاء الشركة كافة بما في ذلك فريق العمل أو أي شخص آخر إلى حساب الشركة في المنصة، للمساعدة في عملية التوظيف والتواصل مع المستقلين وفق صلاحيات محددة. ويستطيع المدير هنا أن يطلع على أعمال مؤسسته ومعرفة ما يعمل عليه كل مستقل في كل مشروع من المشاريع المفتوحة، وتوظيف مستقلين آخرين وتفويض مهمة إدارتهم إلى أحد أعضاء فريق العمل، بل وتحديد صلاحيات الوصول لكل فريق وفقًا للتخصصات المختلفة في الشركة. كذلك فإن المعاملات المالية تدار من حساب واحد حيث يربط حساب المؤسسة بين عدة حسابات فرعية لكل عضو من أعضاء فرق العمل المختلفة ووفقًا للصلاحيات التي يحددها صاحب المؤسسة، فيمكن لأي عضو إضافة مشاريع جديدة وتوظيف المستقلين ومتابعتهم والدفع لهم. وكل ذلك يقتضي تواصلًا مع فريق العمل، وهو ما تتيحه المنصة عبر إمكانية مشاركة الملاحظات عن المستقلين والمشاريع مع فريق العمل. يُفتح حساب المؤسسات على مستقل من داخل حساب مستقل المعتاد وتوضع بيانات المؤسسة في النافذة التالية: ثم يُنشأ المشروع ويُسند إلى أحد الفرق الخاصة بالمؤسسة كما يلي: يُرجع إلى مدونة مستقل لمراجعة المقالات التي تشرح استخدام المنصة بالتفصيل. منصة خمسات نموذجًا للأعمال المصغرة أما موقع خمسات فيُستخدم للمشاريع الأصغر والتي قد تكون في شكل خدمات مصغرة يقدمها أصحابها في التخصصات المختلفة، ويبحث صاحب المشروع أو المدير هنا عن الخدمة المطلوبة ويطلع عليها وعلى حساب البائع الذي يقدمها، ثم يضيفها إلى سلة المشتريات ويسدد ثمنها من خلال وسيلة الدفع المناسبة، وهذا على عكس موقع مستقل الذي يضع المدير المشروع الذي لديه ثم ينتظر العروض التي يقدمها المستقلون. يُرجع إلى صفحة إرشادات الاستخدام في خمسات لمعرفة كيفية عمل المنصة بالتفصيل. منصات أجنبية أخرى قد تحتاج الشركة في بعض المشاريع إلى توظيف مستقلين آخرين أو موظفين من خارج هذه المنصات العربية، ربما لحاجتها لخبرة محلية متخصصة في بلد أجنبي أو لخبرة بسوق تريد الشركة الدخول إليه، وعندئذ يُنظر في أشهر المنصات الأجنبية آنذاك من منصات التعهيد الخارجي والتوظيف المستقل والتوظيف عن بعد ويُلجأ إليها. خاتمة قد يبدو أننا خرجنا عن نطاق التوظيف عن بعد بذكرنا لمنصات العمل الحر في آخر هذا المقال، لكننا نذكرها لعلمنا أن الشركات لا محالة محتاجة إلى بعض الوظائف المؤقتة التي تلجأ إلى شركات خارجية لتنفيذها، مثل بناء موقعها على الويب أو إعادة صياغة هويتها التجارية، أو إعداد تقرير، مما قد لا يتكرر مرة أخرى أو يتكرر على فترات طويلة، إضافة إلى المهام التي قد لا تجد الشركة خبرة محلية ذات جودة مناسبة لتنفيذها، وعندئذ تلجأ إلى منصات العمل الحر. وتعرفنا في هذا المقال على مفاهيم التوظيف المختلفة اللازمة للشركات العاملة عن بعد، وبينا الحالات التي يكون التوظيف الدائم فيها خير من التعهيد المؤقت والعكس، وكيفية هيكلة الرواتب وإرسالها للفرق العاملة عن بعد. ننتقل في المقال التالي إلى آليات الإدارة البعيدة وعناصرها الأساسية، ثم نفصلها بإسهاب أكبر في المقال الذي يليه مع تحديات الإدارة البعيدة. حرر المقال وأضاف عليه أسامة دمراني. اقرأ أيضًا المقال السابق: تأسيس بيئة عمل عن بعد كيفية اختيار الأشخاص وتوظيفهم في الشركات كيفية التعامل مع الموظفين غير المندمجين أهم معايير مشاركة الموظفين التي يجب مراقبتها إدارة الموارد البشرية وعلاقات العمل في الشركات 5 طرق لبناء الثقة بفريق يعمل عن بعد بشكل كامل ولماذا يعد ذلك الفريق أمرًا هامًا
-
يحتاج إعداد بيئة العمل البعيدة إلى تخطيط سليم لدراسة الأدوات وأساليب العمل التي يجب استخدامها واتباعها، ثم طرق مراقبة ذلك العمل لتقييمه وتصحيحه وقياس أداء العاملين، وتدريب العاملين الجدد على العمل أيضًا، ثم تأتي النشاطات المكملة للعمل نفسه، والتي تمثل حاشية العمل التي تكمل الجوانب الناقصة في علاقات الموظفين ببعضهم جراء العمل عن بعد، من لقاءات دورية وحوافز معنوية ومسابقات وغيرها. وقد عرفنا فوائد هذا النمط من العمل للشركات في المقال السابق، وعرفنا صوره المختلفة وعوامله التي تؤثر فيه ويجب النظر فيها عند تأسيس الشركة لتعمل عن بعد أو نقلها لهذا النمط إن كانت قائمة بالفعل، ولعلك عرفت الآن إن كان مناسبًا لك أم لا، وننطلق الآن لنتعرف كيف نؤسس بيئة العمل الجديدة لتكون مناسبة للعمل البعيد. ولتعلم أنك كمدير فريق أو مؤسسة ستراجع أدوار الموظفين ومهامهم عند النظر في تبني هذا النمط، وكذلك قد تعيد النظر في مخططات سير العمل لهؤلاء الموظفين لترى إن كنت تحتاج إلى برامج أو أدوات جديدة لمتابعة العمل ودمجه مع بقية الشركة التي تعمل من المكتب مثلًا في حالة تبني العمل عن بعد جزئيًا، وهل سيعمل الموظفون من حواسيبهم الخاصة فتحتاج إلى أدوات سحابية أو شبكية لضمان أمان البيانات وتوحيد منصات العمل، أم من حواسيب خاصة بالشركة، وكم سيحتاج ذلك من ميزانيات مادية، وتجهيزات لوجستية لتجهيز تلك الحواسيب وإرسالها إلى الموظفين ومتابعتها بعد توصيلها للدعم الفني والتحديثات وغيرها، وهل سيؤثر هذا على مستوى إنتاج العاملين أم لا. تأسيس بيئة عمل عن بعد مقابل الانتقال من بيئة عمل تقليدية سيكون الأمر أسهل في بعض الجوانب إن كانت الشركة قيد التأسيس وأصعب في جوانب أخرى، فمن ناحية لن تحتاج إلى إقناع العاملين بالانتقال إلى هذا النمط إذا وُجد منهم من يفضل العمل من المكتب بما أنك ستضع شرط العمل عن بعد في إعلانات التوظيف، وسيأتيك من هو مستعد نفسيًا وتقنيًا لهذا النمط من العمل، وقد يكون أصعب في جوانب التجهيز والإعداد من طرفك بما أنك ستخوض عملية إنشاء الشركة من ناحية مع مخاطرة التجارة الملازمة للشركات إلى أن تصل إلى نقطة التعادل على الأقل، ومن ناحية أخرى سيكون عليك تأسيس بيئة العمل الجديدة ومتابعة أداء الموظفين والشركة عن بعد، وهو الجانب الذي نريد تيسيره وشرحه في الكتاب. أما إذا كانت الشركة قائمة بالفعل فستحتاج إلى تنفيذ مرحلة تجريبية قليلة المخاطر لدراسة جدوى الانتقال إلى العمل عن بعد مع مراجعة العاملين ومتابعتهم في تلك الفترة التجريبية لتعرف ما الذي نجح من سياستك فتعتمده، كما ستحتاج إلى تحديث السياسات المتعلقة بالعمل عن بعد وإجراءات السلامة والصحة البدنية والنفسية في مكان العمل البعيد، وقد نشرت شركة حسوب دليلًا للعمل عن بعد لتوفر على الشركات كثيرًا من الخطوات اللازمة لإدارة العمل البعيد بكفاءة. وستعطيك تلك البيانات التي تجمعها من الفترة التجريبية فكرة عن الميزانية المطلوبة للاستثمار في بنية تحتية تقنية للفرق العاملة عن بعد من حواسيب وأدوات وبرامج كما تقدم بيانه، وهذا يعني بالضرورة توظيف مختصين بهذه البنية التحتية إن كانت الشركة متوسطة الحجم إلى كبيرة، خاصة إذا كنت تنوي إرسال حواسيب إلى الموظفين، لتلافي إرسال عتاد تالف أو غير مناسب، أو إرسال قطع مختلفة أو ناقصة، وهكذا، فإنك تريد الانتقال إلى النمط البعيد لتتخلص من بعض أوجه القصور في العمل المكتبي، لا أن تضيف إلى نفسك مشاكل جديدة! الأهلية التقنية للعاملين عن بعد تفترض الشركات في الغالب أثناء التوظيف معرفة الموظف التقنية في شأن التعامل مع الحواسيب وبرامج العمل، أو على الأقل تشترط ذلك، وقد يبدو الحديث عن هذا اﻷمر سخيفًا إذا كان مجال الشركة تقنيًا بالأساس، غير أني رأيت من العاملين من لا يعرف في تعامله مع الحاسوب أكثر من فتح بعض البرامج الأساسية، وقد كان ذلك في شركة تقنية، لذا يفضل أن تتأكد الشركة من أهلية الموظف ابتداءً وقدرته على التعامل الصحيح مع برامج العمل وأدواته، أو حتى توفير بعض التوجيه والإرشاد إذ قد يعلم الموظف كيف يستخدم أدوات العمل لكن ربما ليس الاستخدام الأمثل. وبما أننا ذكرنا هذه النقطة، فنعرّج على أمر آخر قد يغفل عنه المدراء، وهو تعلم المدراء أنفسهم للأدوات والتقنيات التي يستخدمونها، فإذا لم تكن للشركة سياسة محددة للبرامج والأدوات الخاصة بالعمل وأغراضها، أو كان المدير وصاحب الشركة من يسن قوانين العمل فيها، فقد ينزع إلى استخدام الأدوات والتطبيقات التي ألفها وتعود عليها، مثل البريد والهاتف والفاكس رغم بياننا لأهمية تخصيص قنوات التواصل وأدوات العمل بأغراض محددة تناسب العمل أولًا وآخرًا. تدريب العاملين عن بعد كذلك ينبغي أن يحتوي منهج تدريب العاملين عن بعد على سياسات الشركة وثقافتها، وطرق تنفيذ المهام والتدريب عليها، وتنفيذ محاكاة لتنفيذ بعض المهام إن لزم، مع محاضرات أو مواد تعليمية عن أمن المعلومات وإجراءات الاتصالات الآمنة والعلاقات بين أعضاء الفريق مما يجب قوله وما يجب تجنبه، والأدوات المستخدمة لمتابعة تنفيذ المهام والجداول الزمنية للعمل اليومي والأسبوعي. كذلك، توضع قواعد واضحة للتواصل النصي والمرئي، فلا يُنصح بالتواصل في غير أوقات العمل، لما يسببه ذلك من إحراج أو إرهاق للعاملين أمام أهليهم -خاصة في حالة الموظفات من النساء-، وذلك أن ثقافات التواصل بيننا تختلف عن ثقافات التواصل في الشعوب غير العربية أو المسلمة، وكنت أرى أكثر المواد التي تفصل في أساليب العمل عن بعد تكون إما باللغة الإنجليزية أو مترجمة منها، ولا تُعرَّب تلك الأساليب لتناسبنا نحن العرب. وعلى ذلك تضع الشركة قواعد للتواصل المرئي بألا تكون الاجتماعات في أوقات غير مناسبة ما أمكن، ويُتجنب قطعها لأوقات العبادة بأن تُجعل الاجتماعات قبلها أو بعدها بوقت كافي، لئلا تُقطع الاجتماعات في منتصفها، وإذا كان الاجتماع مرئيًا فيكون اللباس ومحل الاجتماع على قدر من المهنية والالتزام، فقد عملت مع فرق من قبل كانت تعقد كثيرًا من الاجتماعات المرئية، وكانت الشركة أجنبية تترك حرية السلوك مفتوحة إلى حد كبير، فصدرت مع الوقت تجاوزات مؤذية من بعض الأعضاء إلى زملائهم بقصد أو بغير قصد، ثم نسمع بعدها عن جلسات تأديبية وتحقيقات وغيرها، مما كان يمكن تجنبه إذا التزم العاملون ببعض الجدية والمهنية أثناء التعامل فيما بينهم. فإذا كان لا بد من الاجتماعات المرئية فليعاملها الموظفون كأنهم ذاهبون إلى مقر الشركة، من هندامهم الذي يظهرون به أمام الشاشة وأسلوب حديثهم، مع الحرص على مراعاة خصوصية منازلهم بألا تكون الكاميرا مواجهة لممر يظهر فيه أفراد المنزل إن كانوا يعملون من المنزل، وذلك أولى من التفكير في جودة صوت الاجتماع والإضاءة وغيرها، فتلك تأتي في المرتبة الثانية، وإن كانت مثل هذه النصائح تقال للعاملين عن بعد مطلقًا إما في شركات أو عملًا حرًا، لما ثبت من أثر نفسي على معاملة العمل من المنزل بنفس الجدية التي يُعامَل بها العمل التقليدي. كذلك تُحدد الألفاظ التي يجب استخدامها بين الموظفين في قنوات التواصل، وحدود المعاملات بين الجنسين خاصة لئلا تقع مشاكل من غير أن يشعر الواقع فيها أنه يؤذي زميله. وإذا كانت الشركة تدرب الموظفين الجدد في مقر الشركة ليعملوا عن بعد، فينبغي أن تعودهم على العمل عن بعد وهم في مقرها، بأن تُدرب الشركة العاملين فيها على استخدام برنامج اجتماعات مرئية من أجل الاجتماعات، وبرنامج محادثات نصية للنقاشات السريعة، وكذلك البريد الإلكتروني للرسائل المهمة ونشرات الشركة ووثائقها، مع استخدام خدمة تخزين سحابية لمستندات الشركة وأدلة استخدام البرامج وتنفيذ المهام وغيرها، وكل ذلك تمهيدًا لنقل بيئة العمل التقليدية لتكون عن بعد. وعندئذ قد يأتي أحد المتدربين بحاسوبه إلى جوار المدرب أو أحد زملائه على مكتبه ليسأله عن أمر ما، فينبغي للمدرب أن يوجهه إلى قناة التواصل الصحيحة في هذا، وهذا مثال لواقعة حقيقية من عاملين في شركة تقنية كانت تدرب العاملين فيها على العمل عن بعد، فرغم أنه أتى يمشي إلى مكتبه، ومكتبه لا يبعد عنه بضع خطوات، إلا أنه يدرَّب ليعمل عن بعد في غضون أيام، وعلى هذا ينبغي أن يوطن نفسه على استخدام قنوات الاتصال المناسبة. وهو تمام على ما سنذكره أدناه من توفير أدوات المساعدة والدعم في صورة يسهل الوصول إليها والاستفادة منها وإلا فسيلجأ الموظفون إلى سؤال بعضهم بعضًا أو سؤال من هم أكثر خبرة منهم، ومن ثم تضييع مزيد من أوقاتهم وأوقات زملائهم. دور مجال الشركة في صلاحية العمل عن بعد قد تحكم طبيعة العمل لديك مقاييس زمنية ترتبط بعوامل خارجة عن الشركة نفسها، مثل العمل في الدعم الفني أو الاستقبال أو غيرها، فتلك الوظائف ترتبط بعملاء الشركة وليس بالشركة نفسها، وتتعلق مواقيت العمل فيها بالأوقات المناسبة للعملاء وليس للشركة، فقد تعمل الشركة من دولة تختلف مواقيتها الزمنية عن مواقيت العملاء، وحينئذ تضطر الفرق العاملة في الدعم الفني إلى التواجد أو العمل في مواقيت تختلف عن مواقيت عمل الشركة، لكن هل هذا يعني أن العمل عن بعد لا يصلح هنا؟ في الواقع، كلا، وليس لهذا علاقة البتة بصلاحية العمل عن بعد في الشركة، فكل ما تحتاج المؤسسة إليه في هذه الحالة هو توظيف مدراء يعملون في نفس مواقيت عمل الدعم الفني وحسب، وهذا هو واقع مراكز الدعم الفني وخدمة العملاء في الشركات الكبرى التي تعمل في أسواق عدة مثل أمريكا الشمالية وأوروبا وغيرها، فتلك الشركات تنقل خدمة العملاء إلى مراكز تابعة لها في دول أخرى مثل ألبانيا والهند ومصر وباكستان والمجر لتخفيف الالتزامات المالية والقانونية عليها، أو ربما تعهد إلى شركات خارجية في تلك الدول تنوب عنها في هذه العملية، ولا تحتاج عندئذ إلا لتوظيف من يدير تلك العملية كأنها عملية مستقلة بذاتها، وتسجيل مجرياتها في نظام رقمي سحابي أو على خوادم الشركة بما يكون من تحديث لبيانات العملاء، أو نقل ذلك لأقسام أخرى من الشركة إن كانت طلبات العملاء تتطلب نقلًا إلى أقسام مثل البيع أو الشحن أو الإدارة العليا أو غيرها. ولن تكون عملية التواصل المباشر بين العاملين مشكلة في بيئات خدمة العملاء، وهي البيئة التي تشبه في عملها خطوط الإنتاج في المصانع من حيث وتيرتها السريعة وحاجتها الشديدة للتواصل الفوري، ذلك أن الموظفين يستطيعون التواصل في قنوات اتصال في الوقت الحقيقي مثل التي توفرها برامج الاجتماعات أو المحادثات الفورية، ومراجعة المشاكل التي سبق التعرض لها في قاعدة بيانات يسجلها الموظفون أنفسهم مع كل حالة أو تسجلها الشركة وتوفرها للموظفين كدليل يُرجع إليه لتوفير وقت الرجوع إلى المدراء. فإذا كان العمل عن بعد يصلح في مثل تلك الحالات فإنه ولا شك يصلح لما هو أقل منها في الحاجة إلى التواصل، والتي يكفيها وجود عدة موظفين تتقاطع ساعات أو أيام عملهم مع بعضهم بحيث لا تسقط بيانات مهمة أثناء العمل. الانتقال إلى بيئة عمل عن بعد لا شك أن الشركات تستفيد عند الانتقال إلى العمل عن بُعد استفادة كبيرة، خاصة في شأن توظيف أفضل المواهب وإسعاد موظفيها كما ذكرنا، غير أن الاستغناء عن المكتب ثم إدارة العاملين عن بعد ليست مهمة سهلة لمن لم يعتادها، وتحتاج إلى تخطيط وتحضير إذا تم تنفذها الشركة من قبل أو تكن لها خبرة بها، وهناك عدة طرق تحول بها شركتك من مكتب تقليدي إلى شركة عاملة عن بُعد. تطوير معايير ومبادئ توجيهية جديدة ينبغي أن تراجع الشركة البيانات التي تحصل عليها من العاملين لديها قبل الانتقال إلى العمل عن بعد، وكذلك لوائح العمل التنظيمية، من أجل معرفة إن كانت تحتاج إلى تعديلات للوضع الجديد، ثم يبلَّغ العاملون المتأثرون بتلك اللوائح بالإرشادات والتعديلات الجديدة من خلال الوسائل التي توثق تلك الإرشادات، ومن خلال جلسات مرئية تطول أو تقصر وفقًا لحجم التعديلات على تلك الإرشادات من قِبل مدربين من الشركة للتأكد أن جميع الموظفين قد فهموا الوضع الجديد. تحديد لوائح العمل عن بعد تحمل سياسات العمل عن بُعد أهمية لكل من الموظفين وأصحاب العمل، ويجب أن تغطي جميع الجوانب الهامة للعمل عن بُعد ليصبح من السهل على أعضاء الفريق فهم كيفية التصرف بأنفسهم. على سبيل المثال، يجب أن تذكر سياسة العمل عن بُعد بوضوح إذا كان مسموحًا للموظفين تثبيت برامج غير برامج العمل على أنظمة الحواسيب التي توفرها لهم الشركة أم لا، وذلك للأسباب التي ذكرناها من قبل في شأن حماية أمن البيانات مثلًا. وصحيح أن هذه السياسات تتوقف على عدد الموظفين وحجم الشركة واحتياجاتها، لكنها في العموم تدور حول ما يلي: هل يجب أن يكون الفريق متصلًا بالإنترنت خلال ساعات عمل محددة أم أن جداول العمل مرنة؟ وما هي ساعات العمل في تلك الحالة؟ وهل يحتاج العاملون إلى مراعاة المناطق الزمنية المختلفة في عمليات التواصل؟ ما هي الأدوات التي يستخدمها الفريق للتواصل والتعاون بفعالية؟ كيف يتتبع الفريق التقدم المحرز في المشاريع ويقيس النتائج؟ على سبيل المثال، تحدد سياسة العمل عن بُعد في Google التدريب الافتراضي والفصول الدراسية التي عُقدت من التي ستساعد الموظفين في عملية الانتقال، ويرجع الموظفون إلى هذا المستند متى احتاجوا إليه، مما سيوفر لهم الوقت في التواصل مع مديريهم. وبالمثل، توضح سياسة العمل عن بُعد Shopify أفضل أدوات الاتصال، ولماذا يطلبون من الموظفين استخدامها، وكيف سيؤثر اختيارهم في برنامج العمل عن بُعد بشكل إيجابي على الفرق البعيدة. وفي العموم، توضع المراحل التالية في الحسبان عند كتابة سياسة العمل عن بُعد ومشاركتها من أجل تحقيق الاستفادة المثلى منها نسردها بالتفصيل. 1. وضع جداول العمل الرسمية ينبغي ذكر الساعات التي يتعين على الموظفين التواجد فيها عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو برامج المراسلة، وتحديد الوقت الذي يجب أن يبدأ فيه الموظفون العمل وينتهون العمل كل يوم، وتستخدم الشركات وسائل شتى لذلك، من المتابعة اليدوية إلى رسائل البريد إلى تطبيقات المكاتب الافتراضية التي يسجل العاملون الدخول إليها عند بدء العمل ويسجلون الخروج عند الانتهاء منه، وصولًا إلى أدوات تستخدمها الشركات الكبرى مثل Avaya و Cisco. 2. تقييم كفاءة العمل عن بعد حدد كيفية تقييم جودة عمل الموظف عن بُعد وما هي عمليات المراجعة التي سيتم تنفيذها للتأكد من أن الجميع لا يزال يبذل قصارى جهده، واطلب من رؤساء الأقسام تزويدك بتعليقات حول مسودة سياسة العمل عن بعد لأنك قد تفوتك الفروق الدقيقة في بعض المناصب التي تحتاج إلى تغطيتها. 3. إجراء مراجعات منتظمة للسياسة راجع سياسة العمل عن بعد كل ثلاثة أشهر أو عند وقوع أحداث كبيرة داخل مؤسستك أو خارجها للتأكد من أنها لا تزال ذات صلة. ويمكنك الاستفادة في هذا الصدد من دليل العمل عن بعد لشركة حسوب، وكذلك دليل حسوب للموظفين. إنشاء قاعدة معرفية داخلية يعد برنامج إدارة المعرفة الداخلية عاملًا آخر يجب عليك مراعاته عند نقل مكتبك التقليدي إلى نظام العمل عن بعد، وسيكون هذا بمثابة مركز التعليمات بين العاملين في الفريق، ويجب أن تكون قاعدة المعرفة تلك جيدة التوثيق وقابلة للبحث فيها بالكلمات المفتاحية، وإلا فسيلجأ الموظفون إلى الدوران حولها وسؤال زملائهم الأقدم منهم أو مدراؤهم، إما مباشرة أو من خلال وسائل الاتصال والمحادثة الأخرى، وذلك في أحسن الحالات، أو يتوقفون لا يدرون كيف ينفذون المهمة التي بين أيديهم، مما يزيد وقت التشغيل لتلك المهمة. وأما إن كان لدى الشركة قاعدة معرفية مسبقًا، فتضاف اللوائح والإرشادات الجديدة الخاصة بالعمل عن بعد فقط. إنشاء مقاييس للأداء كما أن الشركة في الوضع العادي لها لديها مؤشرات للأداء مثل الالتزام بالمواعيد وجودة الأعمال المسلمة ورضا العملاء وحجم المبيعات وغيرها، فيجب اعتماد تلك المقاييس في العمل عن بعد، مع الحرص على استخراج بيانات العمل قدر الإمكان لتحديد إنتاج الموظف وكفاءته في أداء مهامه من جهة لإدارة شؤونه الوظيفية من حوافز وجزاءات وإجازات وغيرها، وكفاءته في التواصل مع زملائه وفهمه لتفاصيل العمل وإدارته للمشاكل التي تواجهه أو تواجه فريقه، من أجل تقييم فرص ترقيته من جهة أخرى. وتزيد أهمية مقاييس الأداء هنا في العمل البعيد بما أن كثيرًا من جوانب التواصل المرئي وتحليل أداء الموظفين بمجرد المراقبة قد تعذر بسبب عمل الموظف عن بعد، فقد كانت تتحكم عوامل الحكم البدهي من قِبل المديرين والمسؤولين عن التوظيف في جزء كبير من ترقية الموظف أو مكافأة أو توقيع الجزاء عليه، بمجرد مراقبة سلوكه في المواقف العارضة والاجتماعات ومعاملته لأفراد الشركة وعملائها وغيرهم. أما في العمل البعيد فلا يرى المدير إلا أداء الموظف في مهامه فقط، وقد يقال أن هذا يكفي للحكم على عمله، وهذا صحيح إن كانت الترقية لوظيفة فنية أخرى فيمكن إهمال الجوانب الشخصية حينها إلى حد ما، أما إن كانت الترقية لإدارة مشروع أو فريق فمن السذاجة إغفال سلوك الموظف هنا وأسلوب تفكيره وقناعاته الشخصية وتغير مزاجه في المشاكل الطارئة. تحديد الغرض من الفريق البعيد يقترب التأسيس الناجح للعمل عن بعد من الهندسة والفن على حد سواء، شأنه في ذلك كأي نمط أو نهج للعمل، لذا ستحتاج إلى تهيئة الظروف المناسبة وتنفيذ أفضل الممارسات لضمان أن يكون فريقك البعيد منتجًا وفعالًا وناجحًا. يجيب ذلك الغرض على "سبب" إنشاء الفريق من الأساس، فيرسم المسار الذي يجب أن يكون عليه الفريق في هيكلته وأدوات عمله وغير هذا، ونعده ضروريًا قبل بناء فريقك البعيد لأنه سيرشدك في المرحلة التي تسبق التشغيل، فتعرف من تريد توظيفه وما الذي تبحث عنه في المرشحين. اختيار مدير الفريق أما توظيف مدير الفريق فيختلف ميقاته وفقًا لحالة الفريق نفسه والمشروع الذي يعمل عليه، فالمشاريع ذات المتطلبات الدقيقة والمتغيرة تحتاج إلى توظيف مدير الفريق أولًا، ويكون أدرى الناس بالغاية من ذلك المشروع وإن لم يكن أتقنهم لأدوات تنفيذه، ثم يُختار أعضاء الفريق بعد ذلك، وتُعطى صلاحية ذلك للمدير نفسه إن أمكن. أما في حالة الفرق ذات المهام الروتينية أو المتكررة أو التي عُرفت أبعادها فلا بأس من اختيار أعضاء الفريق قبل مدير المشروع، بل قد يعمل الفريق دون مدير فترة من الزمن لتوفر دليل العمل للمهام التي يعملون عليها في الغالب. وضع أطر العمل ثم نأتي بعدها لإعداد أطر العمل المناسبة، وتبرز أهميتها عند العمل مع فرق افتراضية يكون فيها موظفين ذوي ثقافات مختلفة ومن مناطق زمنية متباينة، حيث تعمل هذه الأطر على تناغم سير العمل وتحديد المسؤوليات، فيجب إنشاء مخطط تنظيمي لذلك الإطار وفق الإرشادات التي نوردها في هذا المقال والتي سنوضحها في الفصول التالية. مخططات سير العمل Workflow Charts يكون لكل مشروع أو مهمة مخطط لسير العمل يختص به، ويكون الغرض منه ضمان كفاءة تنفيذ العمل، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يبدو سير العمل لمشروع محاسبة كما يلي: وهكذا تختلف مخططات سير العمل باختلاف المشاريع والمهام، ومن المهم كتابة تلك المخططات في بداية كل عمل سواء كان عن بعد أم من الشركة، ووضعه في دليل عمل للموظفين، غير أنه في حالة العمل عن بعد يكون آكَد وأوجَب لأن الموظف -خاصة الجديد- يحتاج إلى دعم أسرع في البداية، فيمثل مخطط سير العمل طريقًا مختصرًا لتنفيذ المهام دون تخبط أو مشاكل في التواصل. توظيف المواهب المناسبة تولي الشركات عناية كبيرة باختيار الموظفين لديها، فلا حاجة هنا إلى إسهاب في الشرح حول هذا الأمر، فأقسام الموارد البشرية تتولاه بكفاءة، لكن ربما يجب أن نشير إلى أن المهارات المطلوبة في العاملين عن بعد هي التي تنشئ برامج تأهيلية ليتعلمها الموظفون الحاليون لديك. فيفضَّل توجيه أسئلة المقابلات لدراسة نفسية الموظف من تلك الجوانب، فيُسأل مثلًا عن سلوكه عند مواجهة مهمة صعبة أو عند تعذر الدعم المناسب، أو عند رغبته في اقتراح فكرة جديدة على باقي فريقه عن بعد، وهواياته التي يقضي فيها وقته لترى مدى جديته في العمل وانضباطه، ومدى حاجته إلى التوجيه أو المتابعة في فترة عمله الأولى على الأقل، ومدى صبره على العمل بمفرده ونمط شخصيته فهنالك شخصيات إجتماعية بنسبة كبيرة قد لا تحتمل العمل خلف الحاسوب دون وجود زملاء حولها. ويمكن سبر نفسية المرشح للعمل عن بعد بأسئلة على النحو التالي: كيف تتصرف في حال انقطاع وسائل التواصل أو الطاقة عن حاسوب العمل؟ لقياس حسن تصرف الموظف بالإبلاغ عن المشاكل التي قد لا تراها الشركة من طرفها إلا في وقت متأخر. كيف تقضي وقت فراغك خارج نطاق العمل؟ لقياس تأثير العمل عليه ومدى تحمله لإجهاده، وطبيعة شخصيته من حيث الانطوائية أو الانبساطية في سلوكه خارج نطاق العمل. ما المكان الذي تفضل العمل فيه في المنزل أو مساحة العمل؟ لقياس قدرته على العمل في بيئة هادئة أو تحتوي على مشتتات من حوله، وتحديد مواضع الخلل إن طرأت لاحقًا أثناء العمل. وغيرها من الأسئلة التي تخبر الشركة بسلوك الموظف أثناء مواجهة المشاكل أو المهام المملة أو العمل مع فريق من عدمه وفقًا لحاجة المهمة أو المشروع الذي سيعمل عليه، فقد تتطلب بعض المشاريع أن يستطيع الموظف العمل ضمن فريق مفرط النشاط، وربما لا يهم ذلك لأن المشروع الذي سيعمل عليه يتطلب الكثير من البحث والتركيز أو ليس فيه أفراد إلا قليلًا. تعزيز التواصل بين الموظفين العاملين عن بعد لا شك أن طباع الناس تختلف في تفضيلات بيئة العمل، فبعضهم لا يريد أن يسمع همسًا أثناء تركيزه على ما بيده، وغيرهم لا يستطيعون العمل إلا وسط جماعات أو في بيئة تفاعلية. ولعل تلك المشكلة لم تكن تظهر كثيرًا بين العاملين عن بعد قبل انتشار العمل عن بعد نفسه، ربما لأنه يكثر في الأوساط التقنية والبرمجية التي يفضل العاملون فيها بيئات العمل الهادئة، وقد وجدوا في العمل عن بعد بيئة مثالية للتفكير العميق في المهام التي بين أيديهم، فلما أن جاء الحظر إبان جائحة كورونا وفُرض العمل عن بعد على أكثر المؤسسات وجد بعض العاملين أنفسهم في بيئة غريبة عليهم، وصعُب عليهم التعامل معها في البداية وتسيير يومهم تسييرًا طبيعيًا في البداية. وتزيد حساسية العاملين عن بعد لمشاكل التواصل عن زملائهم من العاملين في المكتب، فقد يخشى الموظف من التجاهل إذا تُرك طلبه دون رد مدة يسيرة لم يكن ليلقي لها بالًا إذا كان يعمل من المكتب، فيسارع إلى محاولة التواصل مع نفس الجهة أو غيرها من خلال عدة وسائل تواصل، خاصة إذا كانت المسألة طارئة ولا تحتمل تأخيرًا. وعلى ذلك ينبغي التفكير في قواعد محددة للتواصل بين العاملين عن بعد وبقية الشركة من الموظفين والإدارة، ويكون ذلك أسهل إذا كان الفريق كله يعمل عن بعد، وقد ذكرنا ذلك في المقال السابق، في شأن تخصيص قنوات التواصل لتكون كل منها لغرض معين، وهذا النظام مفيد للمؤسسة إذ يقلل الوقت الضائع في دوران الموظفين في حلقات تواصل مفرغة لحل مشاكل كان يمكن حلها بسهولة أو تجنب تكرار حدوثها إذا استُخدمت أدوات مناسبة، خاصة قنوات التواصل النصية إذ تسهّل استخراج حلول المشاكل المكررة ووضعها في توثيق أو قاعدة بيانات يبحث فيها الموظف عند مواجهته لمشكلة ما. كذلك يجب وضع قواعد واضحة لتدريب الموظفين الجدد وتعريفهم بثقافة الشركة والموظفين العاملين بها، بداية من نطاق عمل الشركة وتاريخها إلى كيفية التواصل بين العاملين بعضهم بعضًا والألفاظ التي تُعد غير لائقة مثلًا، ويزيد أثر هذا في البيئات ذات الالتزام الديني أو العرفي مثل دولنا العربية أو الإسلامية، فرغم أن الشركات الأجنبية تسن قواعد للتعامل بين الموظفين لتجنب المشاكل الناتجة عن العنصرية أو الكلمات غير اللائقة، إلا أن قوانينها في المجمل أكثر تساهلًا من التي تصلح للعمل في بيئاتنا، وقد رأيت أثناء عملي في بعض الشركات الأجنبية تفريطًا وتساهلًا كثيرًا في شأن هذه القواعد أو في تطبيقها، أدى إلى عواقب وخيمة على من تساهل في شأنها وصلت إلى الفصل من العمل، مما يدعو إلى الوقاية الاستباقية لهذا بتوضيح تلك القواعد للعاملين الجدد توضيحًا بيّنًا، وتطبيقها بصرامة على من يخالفها. ذلك أني رأيت أكثر المتضررين من مخالفة تلك القوانين يكن من النساء في الغالب، إما لحياء المرأة عن طلب حقها أو لعجزها إثبات حالتها في حال التعرض لها، وقد سبق أن وضحنا كيف يتعامل المرء مع مثل تلك المضايقات في كتاب دليل المستقل والعامل عن بعد، غير أن هذا كان مع العملاء في المشاريع المستقلة، حيث يتحكم العامل المستقل في قوانينه بشكل كبير، أما هنا فيختلف الوضع إذ يدخل فيه عوامل أخرى مثل قوانين العمل في الشركة والدولة العاملة فيها أو التابعة لها، وسيأتي بيان مثل تلك القواعد في فصول تالية. الخصوصية وحماية أمن البيانات تمثل معالجة الانتهاكات الأمنية تحديًا خاصًا عندما ترتبط بموقع عمل بعيد، إذ يستطيع طرف ثالث -الأزواج مثلًا والأطفال والزائرين، والمارين أمام معدات العمل- أن يصل إلى أنظمة الحاسوب والوثائق الورقية واستخدام مزود خدمة الإنترنت الخارجي للوصول إلى بيانات الشركة أو العميل ونقلها، فيجب عليك التشاور مع فرق تقنية المعلومات الخاصة بك حول إمكانية ضمان تأمين مواقع العمل عن بُعد بجدران الحماية المناسبة وغيرها من التدابير الأمنية، مثل الشبكات الخاصة VPNs وأدوات مراقبة الحواسيب عن بعد إن كان الحاسوب يتبع الشركة، وهو الخيار الذي يجدر بالشركة اللجوء إليه في حالة مخاوف سرقة البيانات أو وقوعها في أيدي غير أمينة، وكذلك إعداد تدريبات ووسائل تعليمية تشرح كيفية تجنب الوقوع في تلك المشاكل الأمنية، وحظر تثبيت برامج من مصادر غير معروفة أو غير متفق عليها داخل الشركة على حواسيبها، وهكذا. وتختلف الشركات في أساليب تأمينها لتلك البيانات، خاصة مع زيادة عدد الموظفين فيها وصعوبة التحكم في سلوكياتهم، فتلجأ ابتداءً إلى إحكام سيطرتها على معدات العمل، فتوفر حواسيب خاصة بالعمل، وشبكات VPN خاصة بها، وتجهز الحواسيب بحيث تكون مراقبة من طرف الشركة، وبحيث يُمنع إمكانية التعديل على مكوناتها البرمجية أو عتادها إلا بموافقة الشركة ومن خلال الفرق المختصة بذلك. ويكون دافع هذا أحيانًا إما رغبة الشركة في الحفاظ على سرية البيانات الخاصة بها، أو بسبب القوانين المفروضة عليها من الدول العاملة فيها، فالدول الواقعة في الاتحاد الأوروبي مثلًا تفرض قوانين مشددة على التعامل مع بيانات العملاء، وعلى ذلك تتبع الشركات التي تتعامل مع تلك البيانات أساليب صارمة في هذا، فلا يُسمح بالدخول إلى مكاتب العمل إلا الأفراد المصرح لهم فقط، وبعد التأكد من عدم حمل أية أوراق وأقلام أو هواتف داخل مكتب العمل لمنع تسجيل بيانات العملاء على وسائل خارجية. وكذلك التحكم في حواسيب العمل وبرامجه نفسها، فلا يُسمح باستخدام برمجيات إلا التي تصرح بها الشركة وتعتمدها، ويُعطى العاملون عن بعد في تلك الشركات توجيهات أمنية في شأن ترك الحواسيب مفتوحة دون رقابة عليها، أو في شأن من يرى شاشة العمل الخاصة بالموظف، فيُنصح العاملون بجعل ظهورهم إلى حائط إن كانوا يعملون في مساحات مفتوحة أو مساحات عمل مشتركة، أو في مكاتب خاصة في منازلهم مثلًا. وفيما يلي بعض الأمثلة للاحتياطات الأمنية التي يجب النظر فيها عند الانتقال إلى بيئة عمل بعيدة، وإن كان يجب تطبيقها عند الحاجة إليها حتى في المقرات العادية للشركة. العتاد توفر كثير من الشركات العاملة عن بعد عتاد العمل للموظفين، إما بإرسال العتاد نفسه أو تغطية نفقات شرائه، أو على الأقل نفقات إصلاحه وتحديثه كل عام، فقد تعطي الشركة للموظف حاسوبًا للعمل عليه، وربما هواتف أو أجهزة لوحية أو غيرها من المعدات الإلكترونية إن كانت تعمل على تطوير برمجيات لتلك الأجهزة وتريد اختبارها مثلًا، وهنا قد تسمح الشركة للموظف باستخدام تلك الأجهزة لأغراضه الشخصية أو لا، ويختلف هذا بحسب كل شركة وبحسب طبيعة البيانات التي تتعامل معها الشركة كما ذكرنا من قبل. فمن ناحية أخرى، قد توفر الشركة عتاد العمل ولكن بشرط ألا يغير الموظف فيه قطعًا من تلقاء نفسه، أو لا يغير نظام التشغيل مثلًا، أو لا يثبت برمجيات غير برامج العمل أو البرامج المتفق عليها داخل الشركة، بل قد تمنعه الشركة من نسخ ملفات إلى خارج حاسوب العمل، أو إدخال ملفات إليه، وقد يكون للشركة مستودع آمن للبرامج التي تحتاج إليها أقسامها، يصل إليها الموظفون ويثبتوا البرامج التي يحتاجون إليها، أو قد تخصص الشركة فرقًا تقنية مختصة بتلك العملية تتولى تلك المهام كلها. وهنا قد تحدث مشكلة للشركات التي ترسل عتادها إلى الموظفين عن بعد، إذ قد يصل إلى الموظف قطعًا مكررة أو تالفة أو ناقصة، ثم يستغرق تصحيح ذلك الخطأ أيامًا أو حتى أسابيع، وتكاليف إضافية للشحن من أجل حل مشكلة بسيطة كهذه. ونحن نذكر هنا حل هذه المشكلة لأني رأيتها تحدث في شركة كبيرة تقنية يصعب أن يُتصور معها ذلك الخطأ التافه، وهو أن يُجهز خط تجميع صغير لإرسال ذلك العتاد -خاصة إن كان يتكون من أكثر من قطعة لكل موظف-، ويُعطى رمزًا أو رقم تعقب لكل قطعة مع اختبار كفاءة عملها، ويُسجل نجاح عملها من عدمه مع رمزها، ويوضع كل صنف من القطع في أرفف أو صناديق مرتبة ترتيبًا متتابعًا حول صف في المنتصف -ولو حتى على طاولة أو أكثر تُصف مع بعضها-، ثم تؤخذ القطع من صناديقها أو أرففها إلى طاولة التجميع، وتُسجل أكواد القطع المرسلة إلى الموظف في حزمة واحدة. فهكذا نتجنب إرسال لوحتي مفاتيح مثلًا إلى الموظف دون الفأرة، أو إرسال أسلاك ومقابس غير متوافقة، وهكذا، ويُفضل في هذا إرسال حواسيب محمولة أو التي تكون أجزاؤها مجتمعة في الشاشة All-In-One لتجنب هذه المشكلة من الأساس، مع اختبارها قطعًا. البرمجيات لعل هذه النقطة أسهل في بيانها بما أن الشركات معتادة عليها، فهي تدفع اشتراكات البرمجيات المطلوبة أو أثمانها للموظفين على أي حال، غير أننا نشير إلى جزء آخر هنا، وهو المتعلق بأمان البرمجيات. فإذا كانت الشركة تستخدم شبكات خاصة VPN، فيمكن أن تربطها بتطبيقات استيثاق ثنائي مثل تطبيق Authenticator من مايكروسوفت، بحيث لا يستطيع الموظف الدخول إلى الحاسوب أو إلى الشبكة الخاصة أو تطبيقات الشركة دون كتابة الرمز الظاهر على شاشة الحاسوب في التطبيق، وذلك لضمان التحقق من أن الموظف المصرّح له فقط هو الذي يستخدم عتاد العمل. كذلك قد تحتاج الشركة في الحالات التي يعمل فيها الموظف على بيانات حساسة أن تستخدم برمجيات لمراقبة حاسوب العمل، مثل SecureDesk و InterGuard و Hubstaff، التي تراقب عمل الموظف على الحاسوب وتسجل نقرات لوحة المفاتيح، ويكون في بعضها خاصية التقاط صورة من كاميرا الحاسوب في أوقات عشوائية للتأكد من عدم تواجد شخص غير مصرح له أمام الحاسوب، وهكذا. على أن هذه النقطة شائكة جدًا بالنسبة للموظفين، فإننا نرى المبرر الوحيد للجوء إليها هو التعامل مع بيانات حساسة لا يجوز لغير الموظف الاطلاع عليها، لما فيها من مراقبة زائدة قد تتجاوز كثيرًا المراقبة الحقيقية في المكتب، وأما في غير تلك الحالة، فإن الثقة أفضل في التعامل بين أفراد الشركة، وقد بيّن عالم الاقتصاد الأمريكي فرانسيس فوكوياما أثر الثقة في تحقيق الرخاء والرفاهية في كتاب "الثقة: الفضائل الاجتماعية وتحقيق الرخاء Trust: The Social Virtues and The Creation of Prosperity". وتستخدم الفرق العاملة عن بعد مزيجًا منظمًا من الحزم البرمجية في تواصلها أثناء العمل، وإدارتها للمشاريع التي تعمل عليها، ويختلف المقدار المطلوب للتشغيل من شركة لأخرى وفق احتياجات الشركة ومجال عملها، وعدد أفرادها كذلك، ولكنها تشترك جميعًا في حزم أساسية لا غنى عنها ولا غنى لصاحب الشركة عن معرفتها نسردها فيما يأتي. برامج إدارة المشاريع والمكاتب الافتراضية تتبع الشركات العاملة عن بعد نهجين أساسيين في البرامج التي تعتمدها لإدارة مشاريعها، ويختلف سلوك الشركة وفقًا للنهج الذي تتبعه. فالنوع الأول يحاول قدر الإمكان نقل المحتوى الحقيقي لمقر الشركة بسلوكياته ولوائحه إلى البيئة الافتراضية، ولا بأس بنقل الملفات والأرشيفات ومواد العمل وملفاته والمواد التدريبية من كتب ودورات إلى بيئة افتراضية يسهل الوصول إليها لمن له حق الوصول، بل هذا من ضروريات الانتقال إلى العمل عن بعد. لكنها تجمع إلى هذا نفس السلوك الإداري الذي كانت تتبعه في العمل من المكتب، فتظل الاجتماعات في نفس مواعيدها ولكن عبر تطبيقات الاجتماع الافتراضي عن بعد وكذلك مواعيد الحضور والانصراف والتحركات الدقيقة لكل موظف أثناء اليوم، والاستجابات الفورية لرسائل العمل. أما النوع الثاني من الشركات فيسلك نهجًا مختلفًا يوظف فيه خصائص العمل البعيد في معالجة بعض أوجه القصور في العمل المكتبي، ذلك أن بُعد العاملين عن بعضهم يؤثر تأثيرًا مباشرًا على العلاقة بينهم كأشخاص، وعلى أداء العمل نفسه إن لم تحكمه قواعد سليمة، غير أنه من ناحية أخرى أتى بفائدة عظيمة يعاني منها الموظفون في المكاتب، وهي الحاجة إلى التركيز التام دون ملهيات أو مشتتات، وهذا يندر حدوثه لأغلب الموظفين إلا من له مكتب خاص به داخل الشركة، وحتى هذا لا يسلم من طارق يطرق عليه أو اتصال يأتيه. فيلجأ بعض الموظفين إلى البقاء بعد مواعيد العمل ليلًا أو الذهاب إلى مقر الشركة مبكرًا عند الحاجة إلى إنجاز مهام كبيرة أو مشاريع مهمة، وأكاد أجزم أن كل من عمل في شركة من مقرها قد لجأ إلى هذا بغض النظر عن مجال عمله، وقد فعلت هذا بنفسي كثيرًا لتأثري بالمشتتات من حولي ثم المعاناة لاستجماع انتباهي وتركيزي على ما كنت أعمل عليه. أما في حالة العمل عن بعد، فإن الموظف يستطيع الخلوة بنفسه وإنهاء المهام التي بين يديه دون إزعاج من أحد، فلا أحد يدخل عليه في بيته إلا بإذنه، ويستطيع إخبارهم أنه لا يريد مداخلات في وقت كذا وكذا، ويكون أفضل من هذا إذا كان يتخذ مكانًا مستقلًا له يعمل منه كغرفة مستقلة في البيت أو مكتبًا خاصًا به، ففي تلك الحالات لا يضطر إلى القدوم مبكرًا أو المكث ليلًا إذا أراد وقتًا يركز فيه على العمل. وقد عالجت الشركات التي اتبعت النهج الثاني هذه المشكلة باستغلال خصائص العمل البعيد، فقللت من وقت الاجتماعات وجعلتها للضرورة فقط، وتبنت التواصل غير المتزامن Asynchronous -والذي سنشرحه بتفصيل لاحقًا في الكتاب إن شاء الله- مع الحفاظ على ساعات عمل متراكبة بين العاملين في الفريق الواحد على الأقل، وبين العاملين في الشركة إن تيسر، بحيث تسمح تلك الساعات المتراكبة أن يتلاقى الزملاء ويجتمعون ويتناقشون في العمل والمهام التي بينهم، وكذلك تسمح بالنقاش خارج نطاق العمل إن أرادوا، فهي لا تؤثر على سير العمل بحيث يشعر العاملون أنهم يعملون وحدهم في عزلة، مع ضمان إنجاز المهام على أكفأ وجه ممكن بسبب فرصة العمل الهادئة التي يحظى بها كل موظف. أما الأمثلة على برامج إدارة المشاريع تلك والمكاتب الافتراضية فهي ما يلي: تطبيق "أنا" من شركة حسوب. سلاك Slack تطبيق Basecamp من شركة 37Signals أسانا Asana تريلو Trello وغيرها من البرامج واﻷدوات التي تُستخدم وحدها أو تُستخدم بعضها معًا بحيث يكون لكل منها وظيفة محددة أو أكثر. برامج التواصل المرئي والاجتماعات يفضَّل نقل كل ما لا يمكن شرحه في أقل من ثلاثة أسطر إلى اجتماع صوتي أو مرئي بحسب الحاجة، على أن الاجتماعات الصوتية تكون أفضل في حالات العصف الذهني لأن أعضاء الاجتماع يركزون على الأفكار المطروحة فقط دون إضافة عوامل أخرى مثل التواصل البصري ولغة الجسد وغيرها، وفيما يلي أمثلة على برامج التواصل والاجتماعات التي تستخدمها أغلب الشركات الآن: برنامج زوم Zoom Microsoft Teams Google Meets وتُستخدم البرامج أعلاه في الغالب في حالة الشركات التي تتعاقد مع الشركة المقدمة للتطبيق، من أجل الحصول على المزايا الإضافية التي تحصل عليها الشركات، مثل السبورة البيضاء للشرح ومساحات التخزين الكبيرة والأعداد الكبيرة لأعضاء الاجتماع. لكن مما رأيناه فإن كثيرًا من الشركات التي لا يتجاوز عدد موظفيها خمسين إلى مئة موظف تكتفي بوسائل اتصال أخف مثل تليجرام أو واتس اب مثلًا، وقد تحدثت إلى العديد من العاملين عن بعد في شركات -أغلبها برمجية- وأخبروني أنهم يستخدمون تليجرام للتواصل في رسائل العمل، وكذلك لاجتماعاتهم الصوتية أيضًا. فالأمر فيه مرونة وفق احتياج الشركة وتعود موظفيها على ما يحقق لهم النتائج المطلوبة من التواصل، فالشركات الكبيرة التي توقع عقودًا لاستخدام زوم أو تيمز Teams تريد بعض المزايا الإضافية من وراء ذلك كما ذكرنا، والتي قد لا تحتاج إليها الشركات الأصغر أو لا تهتم لها. خدمات التخزين والحوسبة السحابية تقدم شركات مثل أمازون ومايكروسوفت خدمات حوسبة سحابية للشركات والمؤسسات، خاصة الصغيرة منها، لتحمل عنها مهام إدارة الخوادم وقواعد البيانات والوصول لعملاء في دول بعيدة ومساحات التخزين وخدمات التحليل ونشر التطبيقات وأدوات التطوير والإدارة وغيرها، وهي خدمتي AWS و Microsoft Azure على التوالي. وقد سهلت تلك الخدمات على الشركات أن تعمل عن بعد بأريحية لأنها لم تعد مضطرة إلى إنشاء مقرات مركزية تجمع العاملين وقواعد البيانات معًا، إضافة إلى تجهيزات الأمان والحماية الخاصة بملفات الشركة وأرشيفاتها وبياناتها، حيث كان من الصعب قبل تلك الخدمات أن يستطيع العامل الوصول إلى ملفات كبيرة الحجم أو حساسة إلا بالذهاب شخصيًا إلى مقر العمل وتقديم ما يثبت أهليته للاطلاع على تلك المواد، وكذلك لم يكن ممكنًا أن يعمل فريق على مشروع كبير الحجم -وإن كان تقنيًا- إلا بالتواجد في مقر الشركة لأن ملفات المشروع والحواسيب اللازمة للتعامل معه تكون غالية الثمن في العادة ولا يمكن الوصول إليها إلا محليًا. أما بعد أن نقلت الشركات خدماتها وملفاتها إلى خدمات الحوسبة السحابية تلك، يستطيع العاملون أن يصلوا إلى ملفات المشروع الذي يعملون عليه، ويديروا المهام التي يجب تنفيذها في كل مرحلة منه، ويعدلوا على أجزائه ويعتمدوا تلك التعديلات، كل ذلك وأكثر منه عن بعد! صلاحيات الوصول تخصص الشركة حواسيب للعاملين فيها، أو تشترط عليهم تخصيص حواسيب خاصة بهم، أو حتى ترسل إليهم أصابع عليها نظم تشغيل تُدخلهم إلى خوادم عليها أنظمة وهمية Virtual Machines للعمل عليها في بيئة الشركة الآمنة، أو غير ذلك من الأساليب التي تضمن الشركة بها أمان نظام التشغيل كما ذكرنا في النقطة السابقة. ثم يأتي بعدها عناوين البريد وعناوين IP التي يجب أن يستخدمها العاملون في الشركة، فتخصص الشركة نطاقات domains خاصة بها موسومة باسم الشركة مثل name@company.com غير خدمات البريد المعتادة التي تكون فيها أسماء تلك الشركات مثل name@gmail.com، ولا تُستخدم في المراسلات الشخصية أو المراسلات إلى جهات اتصال خارج العمل. ويُحدد صلاحيات وصول للعاملين على حواسيب العمل أو ملفات الشركة، فلا يُعطى أحد الموظفين صلاحية لا يحتاج إليها بداعي الثقة، فإن كان الموظف نفسه لا غبار عليه، إلا أنه معرض للاختراق أو الإهمال أو غيرها من العوارض التي تضع البيانات التي يصل إليها في خطر، لذا يجب تضييق أمر صلاحيات الوصول إلى حدود آمنة، فيُطبَّق هنا مبدأ "المعرفة على قدر الحاجة"، مع استبدال صلاحية الوصول بالمعرفة. وماذا عن مستندات الشركة الداخلية أو التي ينشئها الموظفون؟ توجد خيارات تخصص مستوى الأمان الخاص بالمستند داخل طقم برامج المكتب، كما في قائمة Protect في برنامج MS Word، التي تحدد صلاحيات الوصول للمستند، إضافة إلى مستويات الأمان التي تحددها لشركتك، والتي ينبغي أن يستخدمها الموظفون في كل مستند ينشئونه، مع وضع ذلك كخيار افتراضي داخل البرامج المستخدمة الوعي الرقمي قد لا يكون مجال الشركة تقنيًا بالضرورة بحيث يكون أفرادها على علم بالهجمات الرقمية والاختراقات الأمنية واستخدام الهندسة الاجتماعية فيها، بل ثَم كثير من العاملين في التقنية ينقصهم وعي كافي في هذه الأمور، فيفضَّل هنا تنظيم توعيات دورية للعاملين في الشركة بالمخاطر الرقمية وحدود العالم الافتراضي وما يجب اتباعه فيه، واستخدام المواد المناسبة للتوعية سواء كانت مرئية أو غيرها. وقد أصدرت حسوب كتاب دليل الأمان الرقمي في 2021، وهو موجه إلى عموم من يستخدم الحواسيب والأجهزة الذكية، ويهدف إلى توعيتهم بالمسائل المتعلقة بالأمن الرقمي، إضافة إلى مواد متقدمة مفيدة حتى للمتخصصين في المجال، ومن الجيد ترشيح مثل هذه المواد للموظفين لقراءتها ضمن برامج التطوير والتدريب. الشروط القانونية للعمل عن بعد وضعت الكثير من الدول تشريعات جديدة خاصة بالعمل عن بعد والعمل عبر الدول Multi-State Remote Work لحماية مواطنيها العاملين في شركات أجنبية أو حتى العاملين في شركات محلية لكنها تعمل عن بعد، ويجب قراءة تلك التشريعات بعناية شديدة للدولة التي توظف منها لتوافق العقود مع الموظفين تلك القوانين واللوائح، ويمكن الاطلاع على نسخة شبه كاملة منها في تقرير التشريعات الجديدة للعمل عن بعد من وكالة Lockton، أو من جمعية إدارة الموارد البشرية في الولايات المتحدة SHRM. تدور تشريعات الدول في العمل عن بعد حول حق الموظفين عن بعد في بدلات لصيانة المعدات التقنية ونفقات الاتصال بالإنترنت، والحد الأدنى للأجور، والاشتراكات الشهرية التي يحصل عليها زملاؤهم من العاملين في مقرات الشركة، وكيفية التصرف في حالة فصل الموظفين أو توقيع الجزاءات عليهم إن كانوا يخضعون لدول مختلفة، وقد لا تختلف تلك التشريعات كثيرًا في حالة الشركات التي تعمل عبر عدة دول منذ بدايتها، لكنها ستكون دليلًا خصبًا للشركات القادمة إلى نمط العمل عن بعد حديثًا ولم تعتده من قبل. فمثلًا، تدفع الغالبية العظمى من العاملين عن بُعد مقابل اتصالها بالإنترنت، ويدفع معظم أصحاب العمل مقابل البرامج والأدوات السحابية المستخدمة، ولكن في حالة تزويد الشركة للعاملين بمعدات العمل، إما لطبيعة عمل الشركة أو امتثالًا لقوانين العمل عن بعد في دولة الموظف أو لغيرها من الأسباب، فيجب تفصيل بنود الميزانية المخصصة للفرق البعيدة. وذلك قد لا يكون فيه اختلاف كبير عن البنود المخصصة للفرق العاملة من المكتب في شأن معدات العمل، فستدفع الشركة لا محالة تكاليف تلك المعدات إن كانت ستوفرها، أو على الأقل تدفع بدلًا لصيانة وتحديث المعدات إن كان الموظف يستخدم أجهزته الخاصة، إضافة إلى قيمة الاتصال بالإنترنت. وكذلك في شأن بعض البنود المادية الأخرى مثل اشتراكات الدورات التعليمية أو صالات الرياضة أو مساحات العمل وغيرها، فالموظف البعيد يشترك في هذا مع زميله العامل من المكتب، باستثناء قيمة مساحات ركن السيارات مثلًا، بل يفضُل التوظيف عن بعد هنا في أنه يوفر بعض التكاليف التي تُدفع للموظفين من المكتب، عدا بعض التكاليف الهامشية مثل إرسال الهدايا إلى الموظفين عن بعد عند إعطاء مثيلها للموظفين في المكتب، فستزيد هنا تكلفة الشحن فقط إلى الموظفين عن بعد. خاتمة تعرفنا في هذا المقال على كيفية التأسيس لبيئة عمل عن بعد، والأخطاء الشائعة التي يقع فيها الموظفون والمدراء أثناء العمل البعيد، والبنود التي يجب مراعاتها في لوائح العمل الجديدة والاختلافات التي تكون في بيئة العمل البعيدة عن التقليدية، وننظر في المقال القادم في كيفية التوظيف عن بعد وحالاته وأنواعه المختلفة، وما يتعلق به من إجراءات. واعلم أن الأدوات التي ذكرناها في هذا المقال وبقية السلسلة ما هي إلا أمثلة لتلك الخدمات، وليست حصرًا لها، فللشركة أن تنظر في الأداة التي تناسبها، فقد تكون تعاقدت مع شركة تقدم لها الخدمات التي تستخدمها، فتضيف فقط ما ذكرنا ها هنا إن كانت تلك الشركة تقدمها، وهكذا فلا تقيد الشركة نفسها بالأمثلة المذكورة. كتبت فاطمة أحمد المسودة الأولية لهذا المقال. اقرأ أيضًا المقال السابق: مدخل إلى العمل عن بعد دليل مدير المنتجات لاختيار مقاييس أداء صحيحة أفضل أدوات التواصل للعمل عن بعد العمل عن بعد عندما يكون الجميع ضمن مناطق زمنية مختلفة التواصل غير المتزامن: السر وراء نجاح الفرق العاملة عن بعد لقاءات فريق العمل البعيد: إليك بعض التجارب
-
ذكرنا في المقال السابق تحديات الإدارة البعيدة، أنواع التحديات التي يقابلها المدير أثناء إدارته لفرق عاملة عن بعد، وسنتحدث في هذا المقال الأخير من السلسلة عن الأمور التي ينبغي الالتفات إليها لضمان استقرار الشركة البعيدة وتطورها أيضًا، وإن كان المقال عامًا للشركات البعيدة والتي تعمل من مقراتها، إلا أنه للبعيدة أقرب لما فيه من تفصيل لها. وسيجد القارئ أننا ندور بالمقال حول الاهتمام بالموظفين بشكل أو بآخر، وذلك أن الموارد المادية وسمعة الشركة وغيرها من العوامل التي تؤثر في نجاح الشركة أو فشلها تقوم على الموظفين بالدرجة الأولى، ويكاد الحديث عنها لا يختلف في الشركات التقليدية عن البعيدة، ويبدو أن العامل الوحيد الذي يتغير في العمل عن بعد هو حال الموظف نفسه، وما يدور حوله من إعادة توجيه للموارد التي كانت تُصرف له. ربط ثقافة شركتك بعلامة تجارية لا تختلف استراتيجيات بناء العلامة التجارية سواء على الأرض أو على الويب للشركة إلا في بعض الفروق التي لا تظهر إلا أثناء العمل عن بعد، مثل التركيز على المزايا التي تقدمها الشركة للموظفين فيها من دعم إضافي لهم أثناء العمل عن بعد، والمنافع التي يحصلون عليها في عملهم من منازلهم، والتسهيلات التي يحصلون عليها كذلك أثناء التوقيع على العقد مع الشركة، مثل توصيل العقد ومعدات العمل إلى منازلهم إن كانت الشركة هي التي توفر ذلك، وكل ذلك يصب في ولاء العاملين للشركة ابتداءً، ثم سمعة الشركة بطريقة غير مباشرة، كما سيلي بيانه في هذا المقال. وقد يرى المدير أن سمعة الشركة -خاصة في شأن تعاملها مع الموظفين- ليست مهمة بما أنها ليس لها مقر على الأرض، فما لا يُرى لا يمكن قياسه، أليس كذلك؟ كلا على الحقيقة، فالقوى العاملة الشابة حاليًا ممن وُلد في رحم الإنترنت، ولا يتأثر بهذه النظرة الانتقالية التي لدى الجيل الأكبر منه والذي قد لا يزال غير مقتنع بمكافئة العالم الافتراضي للعالم الحقيقي في كيانات الشركات والمؤسسات وصناعة القرار مثلًا. وعلى ذلك كنت أرى ما يشبه حملات الاستقالة الجماعية من بعض الشركات العاملة عن بعد بسبب زيادة ضغط العمل فيها وعدم وجود فرص للترقية، وكلما طلب أحد المدراء تثبيته في منصبه أو ترقيته تعللت الشركة بأنه تجاوزت ميزانيتها بالفعل بكذا وكذا مدير، فكأن الشركة تشبعت بالكفاءات من سمعة سابقة لها أو من ظرف سابق للسوق، لكن هذا لم يعد صالحًا فترك الموظفون الشركة إلى غيرها، فاضطرت إلى رفع رواتبها ونشر حملات توظيف جديدة، مما يكلفها تدريب عمالة جديدة بعد خسارة الكفاءات التي قضت أربعة إلى ستة أعوام في المتوسط في الشركة، فأي توفير كان هذا؟! فتلك أول فوائد السمعة الجيدة للشركة المبنية على سلوكيات صحيحة للعمل فيها، وهي تقليل التكاليف الناتجة في عمليات التوظيف والتدريب، بل ربما تكوين فريق من السفراء للشركة بما أن الموظفين لديهم حماس للعمل معك والتسويق للشركة. أما الفائدة الثانية فهي جذب أفضل الكفاءات المتاحة في السوق، فأولئك يبحثون عمن يقدِّر مهاراتهم، وإذا أحسوا أن شركتك لن تعطيهم ذلك لسبب أو لآخر فلن يخاطروا بتوقيع عقد ملزم معك أو حتى بتخصيص وقت من مسيرتهم المهنية في شركتك، لأن ذلك قد ينعكس سلبًا على معرض أعمالهم أو سيرهم الذاتية، وقس على ذلك إن كانت شركتك على النقيض لها سمعة جيدة، حيث ستتسابق الكوادر المميزة للعمل معك. رغم أن العلامة التجارية وثقافة الشركة متداخلان بحيث لا يكاد يُعرف من منهما جزء من الآخر، إلا أن إطلاع العاملين معك عليهما يضمن ولاءهم للشركة وإيمانهم بأهدافها، كما تفعل شركة حسوب بتوضيح أنها في مهمة لتطوير العالم العربي منذ بدايتها، وفي كل مناسبة تقريبًا وكل كتاب أو دورة أو مقالة تُنشر على منصاتها، بل وفي قراراتها التي تشتري فيها منتجات أو تطور أخرى، وكل ذلك لا يخفى على الكوادر الموجودة في السوق والتي تبحث عن كيان تعمل فيه. جاذبية الشركات البعيدة لكي تصير الشركة البعيدة جذابة للعمل فيها فيجب توافر عدة عوامل في إدارتها وأسلوب عملها، والمزايا التي توفرها للعاملين فيها. تفهم مشاكل العاملين عن بعد ينبغي أن تدرك الشركة البعيدة مشاكل العمل عن بعد من عزلة وقلة حركة وخلط بين العمل والحياة العائلية وغيرها، ومن ثم تضع السياسات والإرشادات التي تعالج هذه المشاكل، وسنأخذ حسوب مثلًا هنا بما أنها شركة عربية تعمل عن بعد منذ بداياتها تقريبًا، وعبر عدة دول أيضًا. فتضع حسوب في دليلها الإرشادات الخاصة بالعمل عن بعد للعاملين فيها، وسلبيات هذا النمط وكيفية التغلب عليه، من ذكر للأساليب الصحيحة للجلوس على مكتب العمل إلى الدعوات التي ذكرناها من قبل للعاملين فيها من مواطني نفس الدولة لقضاء أوقات غير رسمية، وغيرها من توضيح لأدوات وبرامج العمل والأغراض التي تستخدم فيها. بناء الثقافات العابرة للحدود من عاصر فترة الثمانينيات وما حولها (أواخر السبعينيات وأوائل التسعينيات) في الوطن العربي يعلم حركة النهضة التي ازدهرت في تلك الدول، واحتياجها إلى أيدي عاملة من جيرانها، والخبرة التي اكتسبها من سافر للعمل في تلك الدول ثم عاد بها إلى بلده، لصعوبة التحصل على هذا الكم من الخبرات والتعامل مع الثقافات المختلفة في سياق العمل وجهًا لوجه لفترات زمنية طويلة. وقد سنحت فرصة أخرى لاكتساب نفس الخبرات وأكثر منها أحيانًا في مثل هذه الشركات البعيدة، فهي لا تجمع العناصر المختلفة فقط في الجنسيات، بل والدول التي يعملون فيها أيضًا بما يتبع ذلك من تفاصيل قانونية أو سياسية أو اقتصادية، ذلك أن كل موظف يعمل من دولة مختلفة، على خلاف المثال اﻷول الذي اجتمعوا فيه في ظل دولة واحدة. فحالة الشركات البعيدة حالة فريدة من نوعها، فهي ليست كالشبكات الاجتماعية وما اعتاده الناس في الإنترنت من التواصل اللحظي قصير المدى، بل هي علاقة طويلة الأمد لشخص يعمل بين ظهراني أهله في الغالب، مع مجموعة متنوعة من الثقافات المختلفة والعادات والتقاليد وساعات العمل والمناطق الزمنية المتعددة، فيخرج منها بتجربة لا تكاد تضاهيها تجارب العمل في الشركات التقليدية أبدًا، ولو كانت شركة متعددة الجنسيات لكنها تعمل من مكتب واحد. وصحيح أن الشركات التقليدية أو متعددة الجنسيات لها مزاياها التي قد لا تكون موجودة في الشركات البعيدة، لكن هذا لا ينفي مزيج الثقافة الجديد الذي يتحصل عليه من يعمل في الشركات البعيدة. تطوير الفرق العاملة عن بعد يمثل تطوير فريق العمل طريقة ناجحة في جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها ، وبناء نموذج عمل عن بُعد ناجح. ومن أهم الركائز التي تساعدك كصاحب عمل على تطوير فريق يعمل عن بُعد هي تدريب العاملين وترقيتهم. تدريب العاملين عن بعد يوفر التدريب في مكان العمل للموظفين مزايا مثل زيادة الرضا الوظيفي والروح المعنوية، وتحسين المهارات وكفاءة الأداء، وزيادة احتمال الترقيات الرأسية، ولكن رغم أن أرباب العمل مسؤولون عن تسهيل فرص التدريب الوظيفي، إلا أن تنفيذها في بيئة العمل البعيدة قد يشكل تحديًا لهم. فتنظر الشركة في أسلوب التدريب المناسب لها، والذي يختلف بين التدريب المرئي أو عبر الاجتماعات أو الدورات أو الشراكة الوظيفية أو غيرها، فالمهم هو توفير التدريب المناسب والدوري الذي يسمح للموظفين بالتطور داخل الشركة. فمثلًا توفر بعض الشركات اشتراكًا في مواقع الدورات التدريبية، فيتعلم الموظف منها ما شاء من التعامل مع برامج المكتب إلى إدارة المشاريع إلى التعامل مع زملائه والعملاء، بل إن شاء أن يغير مجاله بالكلية لوظيفة يريدها داخل الشركة درس المقررات المطلوبة لها! وهو ما تفعله شركة حسوب أيضًا إذ تتيح الدورات والمواد العلمية داخل الشركة للموظفين مجانًا. الترقيات لا يحب الموظف أن يتدخل المدير في عمله أو يراسله كل يوم أو كل بضع ساعات ليسأله عن أدائه، ولكنه في نفس الوقت يريد أن يري الإدارة جودة عمله وأنه يستحق الإجازة أو الترقية أو زيادة الراتب التي سيطلبها حين تسنح وظيفة أفضل أو فرصة لزيادة الراتب، فكيف نوفق بين الجانبين؟ سيكون هذا الأمر مجهدًا إذا حاولنا إقناع جميع العاملين عن بعد في مؤسسة ما أن تنفذ النقاط التي سنذكرها أدناه، ولا نستطيع ضمان تنفيذها منهم بالشكل الذي يضمن العدل في المكافآت والوظائف وغيرها، لهذا فإن الأيسر أن يتعلمها المدير نفسه ثم يطبقها مع الموظفين، وستكون في صورة نصائح يخبر بها الموظف مباشرة أو إرشادات يخبره بها في الوقت المناسب إما على انفراد أو له ولزملائه أثناء اجتماع مثلًا. وقد أظهرت دراسة أجريت في المملكة المتحدة أن عدد من حصلوا على ترقيات منذ جائحة كورونا حتى عام 2021 قد انخفض إلى النصف، ولعل هذا كان بسبب إيقاف الشركات للترقيات بسبب تأثرها بالجائحة من باب تقليل النفقات، لكن بالنسبة للشركات التي رقّت موظفين لديها، فقد تعددت أسباب قلة الترقيات بين ضعف التواصل مع العاملين عن بعد بما أن أساليب التواصل القديمة هي التي كانت سائدة ولم يتسن للشركات أن تنتقل نفسيًا إلى فهم أساليب التواصل البعيدة أو تدرب العاملين عليها. ومن ناحية أخرى، فقد صعُب على المدراء تحديد الإنجازات الفردية لكل موظف بسبب برامج العمل المشترك التي تظهر تمام المشروع ككل، فيطلع المدير على نسخة الملف النهائية أو ينظر إلى مشاركات العاملين في الوقت الحقيقي دون أن يكون ذلك في صورة مرئية يستخرج منها إنجاز كل فرد على حدة، وهو ما كان يحدث بدهيًا في العمل من مقر الشركة. وقد يقفز هنا خاطر إلى القارئ بما أننا ذكرنا أن التقييم البعيد له أدواته التي تجمع أداء العاملين وتخرجه إلى المدير في هيئة يستطيع تقييم أدائهم منها، غير أننا نذكر ما حدث في تلك الدراسة بعد الجائحة مباشرة، ولم تكن أغلب الشركات قد اعتادت تلك الأساليب بعد. أهمية الترقيات في استقرار الشركة وإذا أردنا أن ندرك الدور الذي تلعبه الترقيات في استقرار الشركة ونموها، فإن المحرك الرئيسي الذي يدفع العاملين -خاصة المميزين منهم- إلى البقاء في الشركة هو فرصة الترقي الوظيفي فيها، إما بزيادة الراتب أو الانتقال إلى دور وظيفي أفضل مع زيادة الراتب أيضًا، وقد رأيت من يظل يعمل أربع سنوات أو أكثر مع وعود وهمية بالترقية وترقيات أفقية -زيادة مسؤوليات دون زيادة الراتب-، ثم يضجر بحاله هذه وينتقل بخبرته إلى شركة أخرى. وهذه خسارة للشركة الأولى التي استثمرت في الموظف كل هذه السنوات، ولعلها وفرت له دورات وتدريبات وغيرها، وستكون تكلفة استبدال موظف جديد به أعلى من ترقيته لو كان بقي في الشركة، وإن قال المدير نرقي أحد العاملين القدامى مكانه لتوفير تكلفة الموظف الجديد، فلماذا تركنا الموظف يرحل من الشركة من الأساس؟! التواصل وإظهار العمل الفردي اقترح على الموظفين أن يرسلوا إليك تقارير دورية بالمهام والمشاريع التي يعملون عليها إن لم يكن مجال الشركة يعتمد أحد أنظمة إدارة المشاريع مثل سكرم Scrum مثلًا التي يكون فيها اجتماع قصير كل يوم يتعرف فيه المدير وأعضاء الفريق على ما تم عمله وما يلي من المهام التي لم تُنجز بعد. كذلك، شجعهم على الاطلاع على خطط الشركة في المستقبل القريب، ومراسلتك بالخطط التي لديهم أفكار حول تطويرها أو تنفيذها، وتقديم المساعدة لزملائهم ولمدرائهم في المهام التي يعملون عليها. التشجيع على المساهمة لا شك أنك كمدير لا تراقب كل موظف لديك كما يراقبك الموظفون، فأنت واحد وهم كثير، لكنك تريد ملاحظة سلوكهم وأدائهم لتبني قاعدة معرفية حول كل موظف لديك، حتى إذا احتجت إلى ملء شاغر وظيفي عرفت من يصلح له. وهذا يكون من الموظفين بمساهماتهم أثناء العمل والاجتماعات باقتراحاتهم أو آرائهم، فقد يكون هذا عفويًا أثناء الاجتماعات الحقيقية أو المحادثات العابرة في المكتب، لكن يقل كثيرًا في الاجتماعات الافتراضية التي يُتاح الحديث فيها لشخص واحد في كل مرة لتلافي التشويش على المتحدث. ولو انتبهت إلى فحوى النقاط أعلاه ستجد أنها تدور حول محاكاة التواصل الذي كان يتم في مقر الشركة عفويًا أو دوريًا أثناء الغداء مثلًا أو الخروج من العمل أو في اللقاءات الرسمية أو غيرها من المواقف التي يتلاقى فيها الموظفون مع بعضهم أو مع المدراء، وهي المواقف التي تقوي العلاقات بين العاملين والمدراء وتعرّف المدراء على ذوي الأداء الضعيف والمتميز، فلدى المدير خبرة في الغالب في تحديد مستوى كفاءة الموظف من خلال أسلوب حديثه أحيانًا، لكن هذا يختفي أثناء التواصل البعيد، ويزيد الأمر أن المدير قد لا يرى من الموظف إلا أرقامه فقط. إجراءات عملية الترقية فإذا وصلت إلى النقطة التي ترقي فيها الموظف، فاحرص على نشر معايير الاختيار بوضوح قبل موعد الترقية بفترة كافية، وتمسك بها أثناء الترقية، بأن تصب الجزء الأكبر من وقت المقابلة على أوجه مطابقة المرشح لتلك المعايير، فتتحدث معه عن دوره في مساعدة زملائه وتطوير أدائهم وفهمه لكيفية إدارة المشروع إذا كانت الوظيفة إدارية، وعن البرامج التي صحح زلات برمجية bugs فيها وفهمه للأبعاد التقنية للوظيفة الجديدة إذا كانت برمجية. ثم بعد ذلك لا تهمل جانب الملاحظات التي تجمعها من الموظف أثناء حديثك معه، فهذا يفيد الشركة والإدارة قبل أن يفيد المتقدم للترقية، فالمتقدم لها يعمل بالفعل في الشركة، وهذا يعني أن مجرد وجوده مكلف للشركة إن لم يكن أداؤه يغطي تلك التكلفة، فمن مصلحة الشركة والموظف على حد سواء أن يكون الموظف على علم بأوجه القصور التي لديه كي يتجنبها في المرات التالية. وهذا يعني من ناحية أخرى استمرار تقديم الدعم له حتى بعد حصوله على الوظيفة، في صورة ملاحظات أو اجتماعات ثنائية دورية بعد توليه الوظيفة الجديدة أو دورات تدريبية، خاصة إذا كانت الوظيفة إدارية، ذلك أن الانتقال من وظيفة إلى أخرى يبدو للموظف كأنه عمل جديد في الغالب. وتبرز أهمية الدعم بعد الترقية إن كانت الوظيفة إدارية، لما تسببه من حساسية بينه وبين بقية العاملين، فقد كانوا زملاء بنفس الدرجة حتى هذا الصباح، فما لبثوا أن صار أحدهم بين عشية وضحاها مديرًا عليهم أو في قسم زميل لهم، فسيكون من غير المقبول أن يمازحهم بنفس القدر الذي كان عليه معهم قبل الترقية. ولاء الموظفين عن بعد يعلم أصحاب الشركات الذين يديرون بأنفسهم فرق الموظفين مدى صعوبة استبدال الموظفين وارتفاع تكلفة هذه العملية، من توظيف وتدريب وتأهيل وغيرها، لهذا يفضلون تقديم مزايا إضافية عند إحساسهم ببوادر استقالة أحد الموظفين الذين يصعب استبدالهم، والواقع أن العامل سواء كان عن بعد أو من المكتب لا يريد أكثر من حياة مهنية مجزية من حيث العائد المادي المباشر في صورة الرواتب أو الحوافز أو غير المباشر في صورة التأمينات الطبية والاجتماعية، ومتوازنة في مقدار العمل المطلوب مقابل أوقات الراحة المقدمة من الشركة. دوافع ولاء الموظفين لم أر سببًا يجعل الموظف يعمل بحب في شركته أكثر من الغاية التي تكون للشركة -إن كانت لها- والهدف الذي تريد تحقيقه، ويُتأكد من هذا بالنظر إلى الشركات التي تقوم حول هدف غير المال، مثل شركة تسلا TESLA أو شركة أبل أو غيرها من الشركات التي نشأت حول هدف أو منتج تريد نشره وإن كان معاكسًا للتيار السائد في السوق. ومن رأى الفريق العامل على حاسوب ماكنتوش الأول في الثمانينيات من القرن الماضي يرى الحماس في أعين أولئك الشباب عند حديثهم عن هذا الحاسوب الجديد، وعن مقابلات التوظيف المرهقة التي يجرونها من أجل توظيف فرد جديد، وهي شركة كانت تعاني عدة مشاكل في الإنتاج وقتها بسبب حاسوب Apple III وحاسوب Lisa، وكان البعض يتهم ستيف جوبز في تلك المشاكل بسبب قراراته في تصميم تلك الحواسيب أو بيعها، ولم يمنع هذا أن يحب فريق العمل الجديد حاسوب ماكنتوش كأنه مولود طال انتظاره. فنستنتج من مثل هذا أن الموظف سيشعر بالفخر أنه عمل على المنتج الفلاني، أو في الشركة التي تعمل لهدف كذا وكذا، وقد كانت شركة حسوب تنال لنفسها نصيبًا من هذا في الهدف الذي تدور حوله منذ بدايتها، وهو تطوير العالم العربي، وترى ذلك يظهر في أغلب قرارات الشركة وإن لم يكن القارئ مطلعًا على مجريات ما يحدث وراء الكواليس، فإذا كنت ترى أمهات الكتب البرمجية والشروحات ومقالات أبرز العاملين في المجال التقني تُترجم ترجمة عالية الجودة إلى العربية ثم تُنشر للقراء العرب، وتُسجل دورات برمجية باللغة العربية الفصحى، وتُنشأ منصات للعمل الحر والعمل البعيد ونشر الصور والتصاميم والقوالب وغيرها تكون بديلة لمثيلاتها الأجنبية، ومصممة من البداية للعرب، مع قلة من يسير في هذه الطريق من الشركات التي تفضل تكرار منتجات السوق العربية أو استهداف الأسواق الأجنبية. إذا كان الموظف يرى هذا التوجه رأي عين على مدار سنوات وسنوات من العمل والإخفاق والنجاح، أفلا يشعر بالانتماء إلى كيان يحبه ويحب العمل فيه، بل والعمل على تطويره أيضًا؟ هذا ونحن لم نتحدث بعد عن كيفية معاملة الشركة للموظفين فيها، وهو ما ذكرناه من قبل في هذه السلسلة من المتابعة الشخصية والاهتمام وتوفير فرص التطور الشخصي والوظيفي، والاحتفاء بالإنجازات، والمعالجة العقلانية المنهجية للأخطاء، فقد عملت في شركات من قبل توفر مكاتب فارهة للعاملين فيها، وخدمات ترفيهية، واشتراكات مجانية في مواقع دورات تدريبية، وبطاقات شراء مخفضة، وحوافز مادية عالية مقارنة بأقرانهم من القوى العاملة تصل إلى الضعف إن لم تكن أربعة وخمسة أمثال متوسط الرواتب في الدولة، غير أن العاملين فيها كانوا يكرهون الشركة والعملاء على حد سواء، ويكرهون ثقافة الشركة في الخفاء، ومن وجد منهم فرصة للانتقال من الشركة سارع باقتناصها، إلى حد استقالات جماعية لفرق في تلك الشركة! وهي شركة كبرى متعددة الجنسيات. وعلى ذلك ينبغي أن يُعلم أن سعادة العاملين الحقيقية في العمل -وليست الناتجة عن الرفاهيات التي تقدمها الشركة- وشعورهم بالانتماء إليها ينبع أصلًا من قيمة ما ينتجونه في تلك الشركة، والكيفية التي ينتجونه بها، وأسلوب العمل بين أعضاء الفريق وبين الإدارة. الحصول على ولاء الموظفين تمامًا على ما ذكرنا أعلاه، فإن فتح مجال النقاش المثمر حول الأفكار والمشاريع واتباع الأصلح منها دون تحيز أو كِبر يزيد من احترام الموظفين للإدارة، وقد تحتاج إلى ذكر هذا شفاهة أحيانًا للموظف أو أثناء الاجتماع حين تشتد لهجة الحديث حول أحد البنود ويجتهد كل فرد في إظهار وجهة نظره، بأن يذكر أعضاء الفريق بعضهم بعضًا بأنهم مجتمعون لاتخاذ قرار يصب في مصلحة الشركة، وأن الاقتراح الذي يخدم هذا الهدف هو الأولى بالاتباع، وأن انتقاد الأفكار الأخرى لبيان صحتها من عدمها، وليس قدحًا في من يقدمها. وهكذا مع الوقت سيتعود أعضاء الفريق على موضوعية النقاش والعدل فيه، ونسبة الفضل لأهله، ومن ثم تصل الأفكار الفضلى فقط إلى حيز التنفيذ، ويرى الموظفون نتيجة ذلك بأعينهم، فيشعرون بقيمة الاقتراحات التي يقدمونها. كذلك من الطرق التي تزيد بها ولاء الموظفين هو ترك حرية التصرف المشروطة للموظفين الأكفاء، بحيث لا يحتاجون للرجوع إلى الإدارة في كل صغيرة وكبيرة، بل يُقرَّون على القرارات الصحيحة التي اتخذوها دون الرجوع إلى الإدارة رغم ضرورة ذلك لتعذر الاتصال مع المدير أو لحاجة الموقف إلى التصرف السريع، وهذا ينافي البيئة الصارمة الهرمية التي لا تُحرك فيها ورقة إلا بإذن خطي مكتوب وقع عليه عشرون مكتبًا! ومنها أيضًا إفساح الطريق للدماء الجديدة أن تتولى مسؤوليات أكبر كلما سنحت الفرصة، وهو أمر كنت أحبه كثيرًا في كل مرحلة أمر بها في حياتي، من الدراسة إلى العمل في الشركات إلى التجارات التي أدرتها، ربما لكراهيتي للإدارة الدقيقة أو لأني لا أستطيع التعامل مع التفاصيل الصغيرة دون أن أفقد الصورة الكبيرة التي يفترض بي الانتباه إليها، ومما رأيت فإن أغلب الأسباب التي تمنع المدراء من تولية المسؤوليات للكوادر ذوي الخبرة الأقل من غيرهم هو الخوف من إفساد العمل، وهذا يعالج بالتدريب الجيد قبل تولي تلك المسؤوليات. وكذلك، فمن ناحية أخرى، يزيد التأخر في ترقية ذوي الكفاءات رأسيًا من رغبتهم في ترك الشركة، وهو أحد أسباب ترك الشركة متعددة الجنسيات التي ذكرتها في النقطة السابقة، فكانت الشركة تحرك الموظفين أفقيًا دون ترقية رأسية حقيقية، فكانت النتيجة أن الموظف ينظر إلى عمره يجري منه دون نيل ما يستحقه في تلك الشركة، في نفس الوقت الذي يحصل فيه زميله زيد أو عمرو في شركة أخرى على المزايا التي يطمح هو إليها، فيترك الشركة غير آسف عليها. وتلك حالة طفت على السوق المصرية التقنية في الأعوام الثلاثة الأخيرة، حيث دخلت السوق بضع شركات رفعت سقف المنافع الوظيفية والرواتب للعاملين في البرمجة والتصميم وغيرها بمقدار جعل العاملين في الشركات المصرية البرمجية يوازن بين راتبه ومنافعه التي يحصل عليها مع تلك التي في الشركات الجديدة، فيرى أنها تساوي ثلاثة أمثالها على الأقل! ويحدثني أحد أصدقائي الذين يعملون في تلك الشركات، وهو يعمل في شركة سعودية برمجية من مكتبها من مصر، أن تلك الشركات شهدت هجرة خمسة إلى ستة موظفين في كل شهر، بمقدار اضطر باقي الشركات إلى رفع سقف تلك المنافع، ومن لم يستطع أوشك على الخروج من السوق أو خرج بالفعل! ومما لم نذكره أو ذكرناه لمامًا من قبل في السلسلة، هو مظاهر الاهتمام الشخصي بالعاملين التي تترك أثرًا طيبًا في نفوسهم، مثل سؤال المدير عن حالة الموظف الشخصية أو العائلية عند تغيبه فجأة أو طلبه إجازة طارئة، وتوفير الدعم المادي له دون سؤال من الموظف إزاء ذلك الطارئ قدر المستطاع، أو ملاحظة الموظف ذي الأداء الضعيف مرة بعد مرة ثم سؤال زملائه عن حالته الاجتماعية لربما لديه مشاكل في أسرته أو ضغوط نفسية أو مادية أخرى، قبل الحديث معه هو شخصيًا حول تلك المشاكل وإبداء تفهم سبب ضعف الأداء والرغبة الصادقة في مساعدته للخروج من تلك الظروف إما بإجازة أو دعم مادي أو ترشيح من يقدم استشارات أسرية أو طبية أو غير ذلك. وأؤكد أن تلك الأمور قد تبدو تافهة بادي الأمر، غير أني رأيت من يعاملني بمثلها ورأيت أثرها في نفسي، فقد عدت مرة من إجازة فقام إلي أحد زملائي يستقبلني فرحًا بعودتي وكان معه وجبة خفيفة في يده اشتراها لنفسه فأهدانيها، وأسعدتني هذه اللفتة البسيطة أيما سعادة، وحفرت حفرًا في نفسي إلى الآن بعدما مر عليها نحوًا من عشر سنين! وكذلك انتقلت إلى مدينة جديدة للعمل منها قبل بضعة أشهر، وظللت يومًا أو يومين من وصولي دون سكن مناسب، فسألني مدير فريقي عن هذا وعرض علي أن يكلم بعض من يعرفهم في المدينة إن كانت لديهم خيارات سكن مناسبة أو يستطيعون إخباري بمن لديه مثل هذا، بل عرض علي مالًا إن كنت أحتاج إلى المال، وأعيد القول بأن مثل هذه اللفتات البسيطة تترك بالغ الأثر في نفس من يتلقاها. ومثله ملاحظة الموظف ضعيف الأداء، فبدلًا من البدء باللوم والتقريع، ينبغي النظر إلى سلوكه العام فلربما لديه مشاكل كما ذكرنا، وحينئذ يكون الحل في إجازة بدلًا من الجزاء! ومنه أيضًا الاعتراف والإشادة بإنجازات الموظف، وقد ذكرنا هذا في موضع سابق من السلسلة غير أنها تستحق التوكيد عليها، فالإشادة بمجهود الموظف لا ينتقص من المدير بل يزيد إليه، فنجاح الموظف نجاح لسياسة المدير في الغالب، والتنحي جانبًا ليتقدم الموظف في الحديث أو الاقتراح أو العرض أو حل المشكلة دلالة على حكمة المدير ونضجه، فكذا ينبغي أن يكون كل راعي أو في منصب إدارة، بأن يكون آخر من يتحدث، وأحكم من ينطق، وأعدل من يحكم، وأول من يساعد. خاتمة تحتاج الشركات إلى الاستثمار في التكنولوجيا المناسبة لدعم العمل عن بُعد طويل الأجل، وكذلك الاستثمار في بناء علامة تجارية، بالإضافة لتعلم كيفية بناء الثقة والولاء في بيئة العمل عن بُعد، وبذل المزيد من الجهود في تطوير الفرق العاملة عن بُعد وإظهار المزيد من التعاطف والتفهم مع المشاكل التي يواجهها العاملون عن بُعد. وبعد، فقد أردنا في هذه السلسلة أن نخاطب المدير الذي لديه فريق أو شركة يود نقلها لتعمل عن بعد، أو كان انتقل بالفعل ويشق طريقه في هذا النمط الجديد، أو لا يزال يفكر في إنشاء شركة جديدة، وقد ذكرنا فيه أبعاد هذه البيئة الجديدة وأكثر التحديات التي واجهتنا وغيرنا أثناء العمل فيها، وكيفية التغلب عليها، لتكون دليلًا للمدير يرجع إليه كلما أشكل عليه أمر. وقد كان جاي كاوازاكي -مؤلف كتاب فن البداية The Art Of The Start- يحدّث رواد الأعمال المقبلين على إنشاء شركات جديدة أن اﻷمر صار سهلًا هذه الأيام -وذلك قبل نحو عشر سنين- بما أنهم لن يحتاجوا إلى شراء الخوادم والبنى التحتية إذ توفرها أمازون ومايكروسوفت وغيرها، فكيف لو أردنا تكرار النصيحة لمن يريد إنشاء شركة الآن وقد انتفت الحاجة حتى إلى مقر حقيقي للشركة؟! فإني أرى الآن أن إنشاء الشركة الجديدة صار من السهل للغاية من حيث التكاليف المادية والبنى التحتية اللازمة لها، بل توفرت مزية لم تكن متاحة من قبل، وهي سهولة توظيف الكفاءات حتى لو كانت في دول أخرى بعيدة دون الحاجة إلى نقلهم إلى مقر عمل الشركة وتقديم تسهيلات مادية وإدارية لجلبهم، فأي شيء يراد بعدها؟ ونحن نأمل بهذه السلسلة أن نشجع كثيرًا من القراء على إنشاء شركات عربية جديدة تخدم السوق العربي ابتداءً ولا حرج عليها في توسيع عملها إلى أسواق جديدة، فقد ازدهرت السوق الرقمية العربية والتجارة الإلكترونية ووسائل الدفع وتطورت البنى التحتية بما لا يدع حُجَّة لمعتذر، وكما رأينا الفائدة التي عادت على القراء من الكتب السابقة في أكاديمية حسوب، إلا أن فائدة مثل هذه السلسلة ستكون أكبر وأعلى كثيرًا، بما أن القارئ قد ينشئ شركة أو يطورها فيعود النفع على السوق العربية ككل، وليس على شخصه فقط. حرر المقال وأضاف عليه أسامة دمراني. اقرأ أيضًا المقال السابق: تحديات العمل عن بعد والإدارة البعيدة التحول الأكبر: من إدارة الأداء إلى تطوير الموظفين كيف تبني علامة تجارية ناجحة لمشروعك التجاري الصغير تشجيع الموظفين وإشراكهم في العمل التعزيز وتغيير سلوك الموظفين 9 أشياء تعلمتها حول الإنتاجية من العمل عن بعد 53 نصيحة سريعة للشركات الناشئة حول الإنتاجية وسير العمل
-
رأينا في المقالات السابقة من هذه السلسلة أن إدارة القوى العاملة عن بعد تأتي بتحديات فريدة بما في ذلك حاجة أصحاب العمل إلى توفير الأدوات والخدمات المناسبة للموظفين وإيجاد طرق مرنة وتشاركية للتواصل، ورأينا أهمية إحسان إدارة تلك العناصر العاملة عن بعد، خاصة بالنسبة لأولئك الذين اعتادوا العمل مع فريق في موقع العمل، وهذا ما سنناقشه ونركز عليه في هذا المقال. تحديات العمل عن بعد للمديرين لا يعدو المدير كونه أحد الموظفين في الشركة في الغالب، وعليه ما على الموظف من مسؤوليات والتزامات تجاه الشركة وإن اختلفت، فما يصلح للموظف من نصائح لمواجهة تحديات العمل عن بعد يصلح للمدير أيضًا، مع بعض الفروقات التي يختص بها المدراء لطبيعة عملهم الذي يديرون فيه بقية الموظفين أو يتابعون تحقيق المقاييس المطلوبة منهم، وقد يكون له نسبة في الشركة أو يكون هو مالكها. وقد يرتاح الموظف لعدم وجود إشراف مباشر من مديره في حين يزداد الضغط على المدير لحاجته إلى متابعة الموظف في عمله، وهو ما تعرضنا له في المقال السابق، آليات الإدارة والتطوير لشركة تعمل عن بعد، وبينا كيفية معالجته بأدوات مراقبة العمل وقياس أداء العاملين، كذلك قد تُسجل الاجتماعات الصوتية بين الموظفين وبعضهم أو بين الموظفين والعملاء، ويتم ذلك في الغالب بداعي مراقبة الجودة أكثر منه لمراجعته ممن لم يتمكن من حضور الاجتماع، بل الأولى أن يحضر الموظف الاجتماع الذي يراد منه حضوره، وذلك أنه قد يستفيد من النقاش الجاري أثناء الاجتماع أكثر من المادة نفسها، فإن كان المطلوب اطلاعًا على مادة مقروءة أو مسموعة فيكفي توفيرها للموظف دون الحاجة إلى تسجيل اجتماع، فتسجيل الاجتماعات المرئية أو الصوتية تشغل مساحة تخزين كبيرة، وتكون مكلفة في حالة الشركات التي تشتريها ضمن حزمة برامج الاجتماعات المرئية. الطائرة ليست سيارة بأجنحة عند انتقال الشركة إلى نمط العمل عن بعد أو تأسيس شركة وإدارتها عن بعد، يظن المدير أنه سيديرها أو يدير الفريق المسؤول عنه بنفس طرق الإدارة التقليدية بما أنه عمل مديرًا من قبل على الأرجح، وهو نفس الظن الذي يكون لدى من يظن أن التحليق بالطائرة يشبه قيادة السيارة بما أن الاختلاف الأبرز بينهما هو وجود أجنحة وذيل في الطائرة! وكما أن الفرق بين هذين كبير للغاية ولا وجه للشبه فيهما إلا أن تشغيلهما يتطلب إنسانًا خلف عجلة القيادة، وأن كليهما يحتوي على إطارات، فإن إدارة الفريق البعيد يتطلب عقلية تختلف عن عقلية الإدارة التقليدية في محل العمل. ويمكن إسقاط مثال الطائرة والسيارة هنا على كثير من مواقف العمل البعيد للاستفادة منها ولتكون مرجعًا سهل التذكر للمدير، فالشرخ الصغير على زجاج السيارة قد يظل شهورًا دون أن تسوء حالته أو يؤثر على سلامة القيادة، لكن ذلك الشرخ في زجاج قمرة القيادة يعني خطرًا وشيكًا ونهاية كارثية إذا لم يعالج على الفور. وكذلك لا يحدث شيء في الغالب حين يأخذ الركاب حواسيبهم المحمولة وبطاريات إضافية أيضًا داخل السيارة، لكن هذا له شروط وقواعد عند السفر بالطائرة، تصل إلى حد حظر نقل بعض تلك البطاريات أحيانًا، وقس على ذلك ما شابهها من أمثلة. التواجد الدائم كنت أظن أن كوني مديرًا في شركتي أو على فريقي يعني تواجدي الدائم للرد على أي استفسار أو سؤال حتى لو كان تافهًا، ويعزز هذا المقطع الذي انتشر لإيلون ماسك يقول فيه أنه متاح 24/7 لأي أحد في شركته، وكان مكتبه في إحدى شركاته ضمن المكاتب المفتوحة مع الموظفين لتقليل المراحل التي يمر بها الموظف حتى يصل إليه، وكذا كان يفعل مؤسس تويتر الذي كان يتبنى سياسة المكتب المفتوح لتسريع توارد الأفكار ومعالجتها وتطويرها، وذلك كله كان قبل انتشار العمل عن بعد قطعًا. غير أني وجدت -كما وجد مؤسسو 37Signals في كتبهم التي أشرنا إليها في هذه السلسلة- أن ذلك قد يكون نافعًا في حالات وضارًا في حالات أخرى، فليس عليك كمدير أن ترد على كل رسالة وكل بريد وإشعار وتعليق وملاحظة وغيرها، بل اجعل لنفسك مواعيد عمل محددة واحرص على بيانها للعاملين معك كتابة ولفظًا، خاصة إن كان فريق العمل البعيد الذي لديك أو تريد إنشاءه فيه أفراد من مناطق زمنية مختلفة. وهذا له فائدتان، الأولى أنك تضبط وقتك وتخصص فيه مدة محددة للرد على تلك الرسائل وإجراء اجتماعات إن لزم الأمر، ويفسح لك وقتًا تصرفه في أعمال الشركة الأخرى الإدارية أو لشخصك خارج العمل. والثانية أن الموظفين يتعودون على البحث وأخذ زمام الأمر بأنفسهم واستنفاذ الجهد في حل المشكلة التي بين أيديهم، فتتطور مهاراتهم في العمل من ناحية وفي الإدارة من ناحية أخرى، ولا يصل إليك إلا المشاكل التي تحتاج حقًا إلى تدخلك فيها. الردود الفورية حين تذهب إلى مكتب أحد الموظفين لتناقشه في أمر ما أو تستدعيه إلى مكتبك، فلن يستغرق هذا أكثر من بضعة دقائق للوصول إلى قرار أو التعمق في تفاصيل أكثر، أما عندما ترسل نفس الأمر في رسالة إليه فقد لا يرد إلا في اليوم الثاني مثلًا، وقد يرسل المدير الرسالة في البريد، ثم يرسل إليه على واتس اب بعدها بدقيقتين يخبره أن يتفقد البريد، ثم يتصل بعدها بعشر دقائق ليسأله هل رأى الرسالة بعد؟ وهذا يقضي على الفائدة التي يمكن تحقيقها من العمل عن بعد، ويسبب توترًا للعاملين يقلل إنتاجهم ويزيد تشتتهم، وعليه ينبغي تخصيص وسائل الاتصال الخاصة بالعمل، وتحديد غرض واضح لكل منها، وفترات سماح للرد على الرسائل البريدية وغيرها كي يتمكن العاملون من إنهاء مهامهم التي بأيديهم قبل النظر في الرسائل، وأن تُخصص قناة للأمور الطارئة التي لا تحتمل التأخير حقًا، كأن تكون على قناة دردشة أو متاح للاتصال الهاتفي، بينما تخصص برامج الاتصال المرئي أو المؤتمرات للاجتماعات المجدولة فقط، وهكذا. نموذج الإدارة البعيدة يقودنا هذا إلى نقطة أدوات الإدارة البعيدة نفسها، والتي سيأتي ذكرها عدة مرات في هذا الكتاب، وتكمن أهميتها عند النظر إلى نموذج الإدارة البعيدة كثلاثة تروس: أسلوب الإدارة. الأدوات التقنية والبرمجية التي تستخدمها الإدارة في التواصل مع العاملين. النتيجة النهائية من تطور مهارات العاملين وأثر قرارات الإدارة على منتجات الشركة. وترتبط تلك التروس الثلاثة ببعضها بحيث يكون ترس الأدوات في المنتصف، فإذا استُخدمت أدوات غير مناسبة فلن يدور الترس الثالث "ترس النتيجة النهائية" والذي هو المراد من تلك العملية كلها. وحل ذلك هو ما ذكرناه في النقطة السابقة وغيرها، من تخصيص قنوات التواصل بحيث يكون لكل منها غرض محدد، وذلك خطأ يقع فيه المدراء كما قلنا بسبب اعتمادهم على الوسائل التقليدية مثل البريد الإلكتروني والهاتف أثناء إدارة العاملين في مقر الشركة. التعقب الدقيق يحضر العاملون إلى مقر الشركة التقليدي ويسجلون حضورهم ببصماتهم أو توقيعاتهم، وتراهم كاميرات الشركة أثناء تواجدهم فيعلم المدير كيف يقضون أوقاتهم، وكذلك عند خروجهم بعد نهاية يوم العمل، أما عند العمل عن بعد، كيف يعرف المدير أنهم يعملون حقًا؟ هذا الأمر له جانبان، فبعض الوظائف تحتاج إلى تلك المراقبة الدقيقة كوظائف خدمة العملاء في القطاعات التي ترتبط بمواعيد مناسبة للعملاء أنفسهم، إما بمراقبة أوقات الحضور أو مراقبة مقاييس الأداء لتقديم أفضل خدمة ممكنة مع تقليل الوقت اللازم للتعامل مع كل عميل، انظر مثلًا مقال عشرة مقاييس تنتبه إليها أثناء مراقبة نشاط الموظفين في الشركة. أما في القطاعات اﻷخرى مثل الأعمال التقنية والإدارية وغيرها من الوظائف فلا تُشترط تلك المراقبة الدقيقة إلا في تحقيق مقاييس الأداء مثلًا، وتلك تقيسها أدوات وبرامج بالفعل فلا حاجة لتتبع تسجيلها، وفي تلك الحالة يُفضل إعطاء العاملين فسحة يعملون فيها من غير أن يتدخل المدير في كل صغيرة وكبيرة، ويؤدي سوء إدارة هذه النقطة إلى ما سنذكره أدناه من تظاهر الموظفين بالعمل ليريحوا أنفسهم من لوم المدير. فقر التواصل غير الرسمي يقابل المدير العاملين في الشركة وأفراد فريقه أثناء السير في أروقة الشركة ومكاتبها، ويتخلل هذا المحادثات العارضة بين الحين والآخر من السؤال عن الحال واﻷهل وآخر المشاريع التي يعملون عليها، وقد يخبره أحدهم بمشروع أو فكرة يود طرحها على الإدارة أو يظن أنها قد تحل المشكلة التي تعيق تقدم المشروع، فيتناقشان فيها لبضع دقائق ويقرر المدير أن يرشح هذا الموظف في الاجتماع التالي، خاصة إن كان من الموظفين الأحدث الذين قد يخشون الحديث في اجتماعات الشركة أو إبداء آرائهم بسهولة. وذلك الترشيح وتبادل الأفكار في المحادثات الجانبية وغير الرسمية يفتح الباب أمام الموظفين المميزين للظهور ويعزز فرصهم في الترقيات والمكافآت، وهو ما ليس متاحًا عند العمل عن بعد، أو على الأقل ليس بتلك السهولة وذلك التواتر، فقد يخشى الموظف أن يراسل غيره في أمر غير العمل أو المهمة التي يعملون عليها خشية تشتيت غيره أو إلهائه عن المهمة التي بيده، ظنًا منه أن زميله أو مديره لا شك يعمل الآن. فعلى المدير هنا أن يفسح الطريق لمحاكاة مثل هذه المحادثات، بتخصيص قناة للحديث غير الرسمي أو المتعلق بالعمل، وبمبادرته بالتواصل مع كل موظف على حدة كل يوم أو في الأسبوع عدة مرات على الأقل، ليتجاذب معه أطراف الحديث دون أن يكون ذلك بدافع العمل بالضرورة. وتكون قناة التواصل غير الرسمي محاكية لردهة المكتب الحقيقي التي يلتقي فيها العاملون لتجاذب أطراف الحديث، ويجب أن يشدد المدير المسؤول عن قنوات التواصل تلك على خصوصية الأحاديث التي تجري فيها، فلا يُنقل حديث من أحد العاملين فيها ليساءل عنه إلا بإذنه كونها قناة تواصل خاصة ولا تتعلق بالعمل، مع التنبيه على الموظفين من الناحية الأخرى بالتزام أعلى درجات المهنية والأخلاق العالية أثناء التواصل في تلك القنوات، وسيأتي الحديث مرة أخرى عن أمثلة النشاطات التي يمكن تنفيذها للتغلب على عزلة العمل عن بعد، ولا تُهمل فرص اللقاءات الافتراضية غير الرسمية والجوائز التي تُرسل إلى المتميزين في العمل شهريًا أو أسبوعيًا، سواء كانوا من المكتب أو كانوا عن بعد، فذلك يزيد الترابط بين العاملين عن بعد ويوحد لديهم الشعور بالزمان والمكان الذي يعملون فيه. انتهى يوم الموظف يتعاقد المدير مع الموظف على ساعات محددة في اليوم، فإذا قضاها ترك الشركة وذهب إلى بيته، فلا يكون بينهما وسيلة تواصل إلا في اليوم التالي، ثم ظهر الهاتف فصار المدير يستطيع إزعاج الموظف في بيته ليلًا إن شاء، ثم ظهرت الأدوات التي بين أيدينا الآن، فما عاد للموظف بيت ولا سكن! وتلك مشكلة تعاني كثير من الشركات منها سواء العاملة منها عن بعد أو من المكتب، وتتسبب في إرهاق نفسي لأكثر الموظفين وقد تؤدي إلى مشاكل أسرية بسبب انزعاج زوجاتهم من انشغالهم الدائم بالعمل، على أنه توجد شركات تمنع التواصل مع الموظفين في شؤون العمل خارج ساعات العمل الرسمية. وتظهر هذه المشكلة جلية في العمل عن بعد، بما أن مكتب الشركة هو الحاسوب الذي بين يدي المدير أو برامج إدارة المشاريع التي يستخدمها، ولا يبعد التواصل مع الموظف إلا بضع نقرات فقط على لوحة المفاتيح أو شاشة الهاتف، فكلما تذكر أمرًا أرسل به للموظفين. محمد، تذكرت اليوم أني لم يعجبني تصميم التطبيق، هلا عدلت قالب الألوان غدًا إن شاء الله ليبدو رسميًا أكثر؟ أبو أحمد، كيف الحال؟ هلا نظرت في العقد الذي سنوقع عليه غدًا؟ أظن أني رأيت بعض البنود التي قد تسبب مشاكل في الصفحة الرابعة أو الخامسة. بانتظار ردك. حسن، لماذا يتعطل التطبيق كلما أدرت شاشة الهاتف، لقد كان يعمل البارحة، ما التعديلات التي أجريتها عليه؟ ولماذا لم ترد إلى الآن؟ أعلم أنها الواحدة ليلًا، لكن هذه مشكلة طارئة وأريد ردًا عليها لو سمحت! إن مثل هذه الرسائل مؤذية للغاية وتخرب نمط عمل الموظفين وروتينهم اليومي، وإني أعلم من يغلق وسائل التواصل الخاصة بالعمل ولا يفتحها بعد انتهاء يوم العمل أو في الإجازات الأسبوعية، وكذلك يفعل أحد أقربائي في شركته إذ يغلق هاتفه بعد العشاء مباشرة ولا يفتحه إلا في اليوم التالي، وهو المدير نفسه في هذه الحالة، وشركته لا تعمل عن بعد، بل هي مواقع عمل موزعة في الصحراء وأعالي البحار، فمجرد التفكير في أن لي شركة كهذه يصيبني بالقلق من مقدار المشاكل المحتملة في كل موقع منها كل يوم! ورغم هذا فهو لا يتواصل مع أحد البتة بعد العمل. فاحرص على إرجاء إرسال تلك الرسائل، أو إن خشيت نسيانها، جدول إرسالها لتكون في صباح اليوم التالي، وذلك متاح في أغلب التطبيقات المستخدمة في العمل عن بعد. أولويات المشروع صحيح أن العمل عن بعد يوفر مرونة كبيرة في الجدول الزمني للعمل، سواء كان عملًا حرًا أو منتظمًا، غير أن تلك المرونة تعني أن الموظف معرض أكثر للتشتت من زميله الذي يعمل من المكتب، وهذا بدوره معرض أكثر لذلك الذي يعمل من حاسوب الشركة الذي تمنع الوصول فيه إلى شيء غير العمل. وهنا يجب وضع أساسيات لأولويات العمل عن بعد لضمان إنجاز الموظفين للمهام في مواقيتها دون تأخير في تنفيذها أو إرهاق للعاملين، والأسهل أن تهيأ بيئة تضمن حدوث تلك التدابير بدلًا من الاعتماد على قوة الإرادة لكل موظف، بدءًا من إضافات المتصفحات التي تحظر مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات العمل مثلًا وصولًا إلى أدوات إدارة جداول العمل اليومية ومتابعة الأداء وتوزيعها الأسبوعي على الفرق العاملة، ونحيلك هنا إلى مقال رفع أداء الموظفين عبر تحديد أهدافهم. والشائع في إدارة تلك الأولويات والمهام هي أدوات مثل "أنا" التي عملت شركة حسوب على تطويرها مدة لتلبي احتياجاتها الخاصة ابتداءً من إدارة للمشاريع والعمل المشترك، لكن يجب التنبيه هنا على الموظفين أن يسجلوا الدخول إلى أدوات العمل تلك من أجهزة مخصصة للعمل، فلا يسجلوا الدخول إلى صناديق بريد العمل أو لوحات متابعة المهام من حواسيب شخصية أو هواتف خاصة، لتجنب ما نذكره في غير موضع من هذا الكتاب من إرهاق الموظف العامل عن بعد من ناحية، وللحفاظ على أمان بيانات الشركة من ناحية أخرى. وتلك نقطة يغفل كثير من الموظفين عنها ويقعون فيها رغبة في تسهيل الوصول إلى أدوات وبيانات العمل، دون وعي بمشاكلها، وهي تسجيل الدخول إلى أدوات العمل من الأجهزة الشخصية، فتأتي بالعمل إلى جيب الموظف ليل نهار، ولا يكون عنده فصل حقيقي لا جسدي ولا نفسي عن العمل، وهو أحد أسباب الإرهاق الذهني والجسدي للموظفين سواء العاملين من المكتب أو عن بعد، وأحد أسباب تراجع أدائهم في العمل كذلك على المدى المتوسط والبعيد. ويفضل تحديد التوقعات المطلوبة من الموظفين في بداية كل مهمة أو أسبوع عمل أو حتى يوم عمل، خاصة إن كان ذلك في بداية عمل الموظفين، أما العاملون الأقدم والأكثر خبرة فلن يحتاجوا إلى كثير متابعة من المدراء، وعلى هذا يبدو الكتاب موجهًا في أغلبه للمدراء الذين يتعاملون مع الموظفين الجدد، أو المنتقلين إلى نمط العمل عن بعد حديثًا، وفي الواقع هذا قريب من هدف الكتاب الذي وُضع له، إذ استهدفنا به المدراء الذين يفكرون في اعتماد العمل عن بعد أو التوظيف عن بعد، إما توظيفًا دائمًا أو تعهيدًا خارجيًا، أو إدارة لمستقلين عبر خدمة مثل مستقل للمؤسسات كما رأينا في الفصول السابقة. إدارة فريق هجين قد يعمل بعض أعضاء الفريق من المكتب والبعض الآخر عن بعد، وهنا ينبغي أن ينتبه المدراء انتباهًا شديدً إلى كيفية معاملة الفريق العامل من المكتب. فقد أتت إحدى المديرات التي لدينا في الشركة ذات صباح ومعها قطع حلوى توزعها على العاملين بالمكتب، ثم أرسلت هي أو أحد الموظفين من المكتب صور الحلوى وهي مع الموظفين إلى العاملين عن بعد، يمازحونهم أن لو أتوا إلى المكتب لحصلوا على الحلوى. وقد يقف القارئ المدير هنا قائلًا، هذا أمر سخيف، فهل تريدني أن أعدل في مثل هذا؟! والإجابة التي لدينا هي نعم، لا ريب! لكن دعنا نوضح الأمر قليلًا … هذا المثال البسيط قد يكون في صور أخرى، تتمثل في المكاتب التي توفرها الشركة للعاملين من المكتب والمكاتب التي لدى العاملين من منازلهم، أليس من العدل أن توفر الشركة نفس المعدات المكتبية للعاملين لديها؟ إن المفاضلة في هذا لصالح مكتب الشركة يرسل رسالةً مفادها أن لو أردت راحة العمل تعال إلى المكتب، فماذا لو كانت امرأة لا تستطيع ترك أولادها أو تعول بيتها لمرض زوجها أو وفاته؟ بل ماذا لو كانت شركتك موزعة في أكثر من دولة؟ وقل مثل هذا على أي شيء قد يحصل عليه العاملون في مقر الشركة ويراه العاملون من المنزل لكنه ليس لديهم أو عليهم توفيره بأنفسهم، ثم يتعدى هذا إلى فرص الترقيات التي ستكون أسهل للعاملين من المكتب بما أنهم يحتكون بالمدراء أكثر. وهذه الحالة للفرق الهجينة تحتاج إلى رعاية دقيقة من المدراء، إذ يقول فِل جولد Phil Gold صاحب دورة إدارة الفرق البعيدة على موقع LinkedIn Learning أنه قابل من الموظفين في الشركات من يخبره أن مثل تلك الأمور أثرت فيه سلبًا، هذه الأمور التي قد تبدو تافهة مثل الطعام أو الحلوى أو غيرها، وهو أمر غاية في الدقة ينبغي أن ينتبه إليه من يسوس الناس في شركة أو بيت أو غيرها، وإن كان الولد أو الموظف لا يقولها صراحة أحيانًا إلا أنها تبني في النفس غيرة يمكن تجنبها بقليل من الحكمة. فمثلًا، هناك حل لطيف يبدو سهل التنفيذ وقد حدثني به أحد العاملين في شركة عاملة عن بعد، كما ذكره فِل أيضًا ضمن الأمثلة التي ذكرها في إدارة الفرق الهجينة أن أحد المدراء نفذه أيضًا، وهو ترتيب مع بعض المطاعم لإرسال طعام إلى الحاضرين في الاجتماع في نفس الوقت أثناء الاجتماع. العدل في المكافآت وفقًا لأداء الموظفين من المهم عن مكافأة الموظف العامل عن بعد أن يكون ثمة عدل أيضًا، فأولًا ينبغي أن تكون المكافأة أمام الفريق كله سواء العامل عن بعد أو من المكتب، في رسالة بريدية أو أثناء اجتماع أو غير ذلك. وإن أرسلت هدية إلى رامي أو أظهرت إنجازه كمكافأة فيجب أن تفعل هذا أيضًا لمحمد وسلمى وعمر، بنفس الأسلوب، في كل مرة، أما في حالة الأداء الضعيف، فهذه تكون محادثة على انفراد، فالتوبيخ على العلن أمر ليس محمود العقبى في الفريق، لا للذي توبخه ولا لباقي الفريق الذي لا محالة سيكون في نفس موقفه يومًا ما. توفيق مواعيد اللقاءات والاجتماعات المهمة ذكرنا من قبل أن الشركات البعيدة قد تعتمد أسلوب الساعات المتراكبة، وأن هذا له عدة منافع، لكن من ناحية أخرى، كيف تنسق اجتماعًا بين أشخاص في مناطق زمنية مختلفة؟ لنفترض أن لدينا اجتماعًا مهمًا والفريق يعمل عبر عدة دول، من البرازيل إلى الهند مثلًا، فنختار حينها موعدًا مناسبًا لأكثر الفريق، وسيكون لدينا بعض أعضاء الفريق عندها حاضرين للاجتماع في وقت غير مناسب لهم، لكن هذا أفضل ما يمكن فعله، وينبغي عليك كمدير أن تتحمل أنت ذلك الموعد بين الحين والآخر، ليكون أكثر فريقك في مواعيد مناسبة لهم، بينما أنت الذي تحضر في موعد غير مناسب لمنطقتك الزمنية. الحفاظ على العلاقات قوية مع الموظفين من السهل التواصل مع أعضاء الفريق كل يوم أكثر من مرة أثناء العمل من المكتب، والدخول إلى تفاصيل عائلية للاطمئنان عليهم دون أن يشعر من يُسأل بالحرج أو الغرابة، لكن هذا مختلف قليلًا حين تأتيك رسالة أثناء العمل تقول "كيف أبلى أحمد في الاختبار اليوم"! لكن مرة أخرى مثل هذا التواصل ضروري بين أفراد الفريق، فكيف نوفقه؟ لتحرص كمدير على تحديد مواعيد ثابتة كاجتماعات دورية قصيرة للاطمئنان على أعضاء الفريق، والسؤال عن حال كل واحد فيهم كل يوم على حدة، سؤالًا يتعدى "كيف الحال" الذي ستكون إجابته لا شك "الحمد لله"، فتسأله أسئلة تجعله يجيبك بما يجري معه في حاله، كأن تسأله ما أخبار ابنتك سلوى اليوم، أو كيف حال القطة التي كانت مريضة بالأمس، أو هل ذهبت إلى الشاطئ في عطلتك الفائتة؟ وهكذا. بناء الثقة في الموظفين على بداهة أمر مثل الثقة بين أي جهتين تتعاملان معًا، إلا أن الثقة تُكتسب في العادة ولا توهب، وتُبنى أهم معايير استحقاقها على عوامل سمعية وبصرية يراها الطرفان المتعاملان، فكيف وقد تعذر ذلك بسبب التواصل البعيد؟ وبناء عليه سيحتاج المدير إلى المبادرة بمنح هذه الثقة للموظفين مع توضيح الأهداف المشتركة والمطلوبة منهم، والحرص على توفير الدعم والمساعدة التي يحتاجون إليها ولو لم يطلبونها، فذلك جزء من تلك الثقة الممنوحة. وتشمل صور الدعم تلك معاملة الفريق بالاحترام الذي يستحقونه لو كانوا اكتسبوه بالمعاملة، ما لم يثبت ما يقتضي خلاف هذا الاستحقاق، ومطابقة الفعل بالقول وإنجاز الوعود التي تعطيها للفريق. كذلك ستجد تجاوزات في حق تلك الثقة الممنوحة ينبغي أن تُقابل بالحِلم والنصيحة الحسنة، لئلا تستفز ردود فعل دفاعية بداعي الكِبر وحفظ ماء الوجه فتُحدث شرخًا يصعب التئامه، فيصير التزام الفريق بالعمل دافعه كراهية مساءتك، وليس خشية المساءلة. وتمامًا على هذه النقطة، وبما أن الدليل موجه للمدراء بالأساس، وقد ذكرنا مرة بعد مرة أهمية النشاطات الاجتماعية غير الرسمية بين أعضاء الفريق، فيجب أن ننبه إلى ألا ينخرط المدير في أحد تلك النشاطات وهو يعلم أنه يخرج فائزًا، خاصة إن كان ذلك الفوز يعني الحصول على جائزة مادية أو امتياز في العمل. كذلك من صور بناء الثقة ما ذكرناه في موضع آخر في هذا الدليل من إرشاد الموظفين لتحين فرصة ليعملوا معًا في جلسة افتراضية وإن لم يكن العمل على مشروع واحد، أو ضبط موعد راحة أثناء العمل لكوب قهوة أو وجبة خفيفة في تلك الجلسة الافتراضية. العمل والحياة الشخصية ذكرنا أن المدير ما هو إلا عامل عن بعد أيضًا كباقي الموظفين الذين تحته، غير أنه يختلف عنهم في أن المدير ينزع كثيرًا إلى العمل أكثر من الموظفين، لمتابعة أدائهم، ومراجعة التقارير التي رفعوها إليه، وحل المشاكل التي تطرأ لبعضهم، والنظر في كيفية سد العجز الذي سببه غياب هذا الموظف أو ذاك، وهكذا، لا تكاد مهام المدير تنتهي إن حملها على كاهله وحده. ويكاد يبرر لنفسه كل ما يفعله إذا كان يمت للعمل بصلة، فهو يبرر متابعته لبريد الشركة على هاتفه بحرصه على متابعة سير العمل، ودخوله بعد وقت العمل إلى مكتب الشركة الافتراضي أو مراجعة المهام المنجزة أو التي يُخطط لها بأنه يريد اكتشاف أي مشكلة قد تطرأ ليحلها مبكرًا، وليتأكد من كفاءة الخطط الموضوعة والمهام المنجزة. وهذا واقع مشاهد في حياة أغلب المدراء سواء العاملين عن بعد أو في مقرات الشركات، ويزيد عدد ساعات العمل ومقدار الإجهاد النفسي والجسدي على المدير طرديًا مع زيادة مسؤولياته، فترى المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى يعملون سبعين ساعة وثمانين وتسعين أحيانًا كل أسبوع، وقلما يقتطعون من أوقاتهم إجازات سنوية، ولربما تأثرت حياتهم الاجتماعية سلبًا فلم تتحمل زوجاتهم تلك الحياة -غير الموجودة- فيطلبن الطلاق. ولا أتوقع أن يكون حل تلك المشاكل في هذه الفقرات البسيطة التي نكتبها، فهذا سيكون تسطيحًا فجًا لهذه المشكلة العميقة، وإنما نترك بين يدي القارئ المفاتيح التي عثرنا عليها أثناء بحثنا لحلول تلك المشاكل لنا أنفسنا حين كنا ندير الموظفين سواء عن بعد أو من مقرات أعمالنا. تحديد الأولويات قبل أن تقرر عدد ساعات العمل الأسبوعية والمهام التي تريد العمل عليها، يجب أن تنظر أولًا في أي تلك المهام يجب أن تعمل عليها في هذا الأسبوع، وأيها لا يمكن لغيرك أن ينفذها كي تفوض تنفيذ الباقي إلى غيرك من العاملين معك. الدنيا "لن تطير" كنت أحاول استغلال وقتي إلى آخر ذرة فيه كل أسبوع في الأعوام الماضية، ما بين تفقد سير العمل في فروع تجارتي إلى ممارسة الرياضة أحيانًا إلى القراءة إلى الترجمة والكتابة، إلى تعلم دورات ومساقات جديدة، واجتماعات العمل التي لا تبدأ في الأوقات التي خططنا لها، ولا تُناقش فيها البنود التي جُدولت لها، ولا تنتهي إلا بعد ساعة على الأقل من الوقت الذي أردنا إنهاءها فيه! وكان ذلك كله يضعني في دوامة الإجهاد التي ذكرتها أعلاه للمدراء، وكنت كلما نظرت إلى المهام التي بين يدي لا أرى مهمة يمكن تأجيلها أو إلغاؤها، فلم يكن لدي حل إلا التفويض، فبدأت في هذا رويدًا أحيانًا وبسرعة أحيانًا أخرى، مع تقديم الدعم اللازم للقائم بتلك المهمة حتى يتقنها، وظللت هكذا بضعة أشهر حتى تركت إدارة تجارتي بالكلية إلى أحد شركائي! والغالب في مثل هذه السلوكيات هو رغبة المدير في إنجاز أكبر قدر من المهام في أقل وقت ممكن، غير أن المرء لو ذكر حديث الحض على غرس الفسيلة ولو قامت القيامة لعلم أن أغلب الطوارئ يمكن التعامل معها بضبط نفس، وبتفويض لها إلى بعض الموظفين، ليحافظ المدير على جدول عمله مناسبًا بما يضمن كفاءة عمله من ناحية، وسعادته العائلية من ناحية أخرى، فأي طارئ أعظم من قيام الساعة! ومع هذا لا يترك العامل ما بيده يأسًا أو جزعًا لينظر هذا الطارئ الجديد، فلكلٍ وقته. العمل للعمل والبيت للبيت لعل المديرين يتعلمون هذا الأمر من العاملين معهم، فأغلب الموظفين يفصلون هواتف العمل بعد انتهاء ساعات العمل، ويغلقون حواسيب العمل، ولا يردون على الرسائل البريدية الخاصة به، وذلك كله من حقهم، بل من الحقوق التي صارت تكفلها الدول في التشريعات الجديدة للعمل عن بعد. غير أن المدير يكون على عكس ذلك في الغالب، خاصة إن كان يدير فرق عمل تعمل بساعات متراكبة، فيلجأ إلى استخدام هاتفه الشخصي لمتابعة أداء العاملين، وحاسوبه الشخصي، بل وربما حاسوب أحد الموجودين معه في المنزل إن تطلب الأمر! وقد يكون في اجتماع أثناء عودته من مكتبه إلى البيت إن كان يعمل من مساحة عمل مشتركة، فيدخل البيت وهو بعد في الاجتماع، ثم بعد العشاء يعود إلى البحث في مجريات ذلك الاجتماع إلى منتصف الليل، ويرد على رسائل بعض العملاء والموظفين وغيرهم، ولا يجد إلا بضع ساعات قبل بدء يوم عمله التالي. وهذا -على أثره الضار- أتفهمه لطبيعة عمل المدير، غير أنه إن كان ديدنه فيجب أن ينظر جديًا في المهام التي يمكن لغيره تنفيذها فيفوضها إليه، ولجدول عمله مرة أخرى فيحاول تأجيل بعض المهام إلى أسابيع لاحقة إن كانت تؤثر على حياته العائلية، فبعض الشركات مثل 37Signals تتبنى مبدأ النمو البطيء الهادئ، فتقلل ساعات العمل الأسبوعية، وتقلل أيام العمل في الصيف، كي يحظى العاملون بأوقات كافية مع ذويهم، وقد ثبت بتجارب تلك الشركة وغيرها بل وبعض الدول أيضًا أن ست ساعات كل يوم أكثر من كافية لإتمام العمل، وتكون الساعات الباقية هدرًا كان يجب استغلاله في أمور غير العمل، وهذا واضح في غير مجال، كما في حالة مجال التعليم في فنلندا والولايات المتحدة مثلًا، حيث تزيد كفاءة التعليم في فنلندا عن الولايات المتحدة كثيرًا، رغم قلة الساعات التي يقضيها المعلمون في فنلندا عن الولايات المتحدة في التدريس. ونعيد التذكير بألا يستخدم أجهزته الشخصية لأغراض العمل، فإن كان هذا صحيحًا في حالة الموظفين فإنه في حالة المدير أشد ضرورة، وألا يدخل إلى مكتبه بعد مواعيد العمل أيضًا، فقد ذكرنا مثال مدير الشركة كثيرة العمال والمواقع التابعة لها الذي يغلق هاتفه عند عودته من العمل، وهو رأس الشركة، وكنت أتعجب غاية العجب وقتها من فعله، فماذا لو حدث كذا، وماذا لو وقع كذا، غير أنه فوض إدارة تلك المهام إلى غيره في حال حدوث طارئ أثناء تلك الأوقات، ويحيل مدير كل موقع مشاكل موقعه في ورديات العمل الليلية إلى يوم العمل التالي في الصباح حين يُبلَّغ ذلك إلى إدارة الشركة في مقرها الأم. العمل من مكتب خارجي أم من المنزل يختلف تفضيل المدير في عمله من منزله أو من مكتب خاص أو من مساحة عمل مشتركة وفقًا لطبيعة المدير نفسه، ولكل مزاياه وعيوبه، فالبيت يفتقر إلى الخصوصية إلا إذا وضعت قواعد لتنظيم عمله فيه وفصله عن سائر مهام البيت، شأنه في هذا شأن الموظف العامل عن بعد، والمكتب الخاص قد يكون مكلفًا لكنه مفيد في حال إجراء اجتماعات مع عملاء أو موظفين آخرين، سواء عن بعد أو في المكتب نفسه، وكذلك مساحات العمل المشتركة -وإن كان مكتبًا خاصًا فيها- توفر فرصة الوصول إلى عقول جديدة وتقلل عزلة العمل عن بعد. والواقع أن الغالب سيكون عملًا من المنزل، لتوفير نفقات الإيجار ولباقي المزايا التي ذكرناها في أول السسلسلة وفي كتاب دليل المستقل والعامل عن بعد، خاصة إن كان يتولى المدير رعاية بعض أهله، فإن لم يستطع العمل من المنزل فليتخذ مكتبًا خاصًا به منفصلًا عن المنزل، وإن كان هذا يزيد في تكاليف العمل إلا أنه جد مفيد للتركيز على العمل كما ذكرنا في سياق الكتاب في فصول سابقة وفي هذا المقال، وقد جربته بنفسي لفترات طويلة ورأيت أثره، وكيف أن تكلفة ذلك المكتب لا تعدو كونها بضعة ساعات عمل، ثم يكون كل ما وراءها ربح وزيادة تركيز في العمل، إلى حد أني كدت أن أقلب الغاية التي استأجرت المكتب من أجلها بأن كنت أبيت بعض الليالي فيه لشدة إعجابي بالنتائج التي رأيتها منه! وهذا الخيار على ندرة ما رأيت اتباع المدراء له إلا أني الآن أنصح به لمن يستطيع، فهو يحقق نقطة "البيت للبيت" التي ذكرناها من قبل، ويحقق فائدة نفسية عظيمة للمدير ولمن يسكن معه في نفس البيت، وهي نقطة لا ينتبه المرء إليها، فالزوجة والأولاد ينتظرون اليوم كله حتى يقضي الرجل من عمله ليجلس إليهم، وكذلك بقية العائلة التي لها حق صلة الرحم، وقد شهدت بنفسي شكاوى زوجات بعض العاملين معنا من استيلاء العمل على وقت زوجها في الليل والنهار، وفي أيام العمل والإجازات، إلى حد أننا كنا نتحايل عليه بشتى الحيل ليقضي إجازة مع أهله، ثم لا نلبث أن نراه عاد إلى مقر العمل مرة أخرى في يوم إجازته لفكرة أراد إخبارنا بها أو لمهمة تذكرها، وذلك قبل عدة أعوام، أي قبل وباء كوفيد وازدهار العمل عن بعد. أما العمل من مساحات العمل المشتركة، فهو على وجهين بالنسبة للمدراء الذين يديرون فرق عمل عن بعد، فإما أن تكون مساحة العمل تابعة للشركة نفسها، غير أنها تخصصها لمن يرغب في العمل منها أو للموظفين الجدد أو لغير ذلك مما يوافق احتياجات الشركة، وقد رأيت شركات كبيرة تعامل مقراتها على أنها مساحات عمل مشتركة حقًا بعد اعتمادها نظام العمل عن بعد، بل وعلى عكس ما جرى للشركات والمصانع التي كانت تغلق فروعها وتبيعها لعدم حاجتها إليها بعد اعتماد العمل عن بعد، فإن تلك الشركات استثمرت في مقرات أفضل وأكبر وأحدث تجهيزًا وملائمة للعمل عن بعد، وأنشأت تطبيقًا للهاتف فيه تخطيط جميع مقراتها في الدول العاملة فيها، بمواقع المكاتب الموجودة في كل طابق وكل مبنى منها، مع رمز خاص بكل مكتب، وما على الموظف الراغب في العمل من أحد تلك المقرات سوى الدخول إلى التطبيق وحجز المكتب الذي يريده في الأيام التي سيعمل فيها من المكتب، ويوضح كذلك عدد الساعات التي سيشغل فيها مكتبه. وأما الوجه الثاني فهو أن تدفع الشركة اشتراكات في مساحات العمل القريبة من مواقع عمل موظفيها عن بعد، ليلتقي فيها الفريق في أيام العمل العادية أو في الاجتماعات الهامة ليستفيد من الموارد المتاحة في مساحة العمل المشتركة، أو حتى تدفع ذلك الاشتراك للموظفين الراغبين في ذلك ولا يرغبون في العمل من المنزل لأي سبب كان، ولا يريدون استئجار مكتب خاص أيضًا. شحن النفس وتخليتها بعد انتهاء ساعات العمل ينبغي صرف الوقت فيما ينفع لا ريب، ومما ينفع النفس هنا تخليتها مما شغلها سائر يومها في العمل، بممارسة الرياضة أو قضاء الوقت مع الأهل أو القراءة أو حتى مجرد التفكر في الكون أثناء المشي أو الجلوس في المنزل أو في الحديقة، فمطاردة حلول مشاكل العمل في كل وقت يرهق الذهن ويقعده عن تحصيل تلك الحلول، والأولى إعطاؤه فسحة يتنفس فيها من تلك الحلقات المتعاودة للعمل والمهام والمشاكل. ومنه أيضًا إمتاع العين والنفس بالطبيعة المحيطة بصاحبها، بالنزهات القصيرة في الحدائق أو المناطق ذات الطبيعة الخلابة، أو التخطيط للنزهات المتوسطة أو الطويلة في العطلات كذلك. الروتين الثمين وفوائده السبعين نعيد ذكر هذه النصيحة التي نكاد نشير إليها في كل مناسبة تقريبًا، لعلمنا أن العاملين عن بعد يميلون إلى المرونة في العمل، وتنفيذ المهام في الأوقات التي يرغبون فيها، غير أن هذا النمط لا تستقيم الحياة به، خاصة مع إدارة موظفين آخرين. وعلى ذلك ينبغي تحديد المهام المتكررة كل يوم، وتخصيص وقت ثابت لها ما أمكن، فوقت للقهوة ووقت لمراجعة البريد ووقت للرياضة وأيام أو أوقات للاجتماعات، هذا خلاف الأيام المحددة للإجازات الأسبوعية. فهذا الروتين سيضع كل جزء في حياتك في موضعه الصحيح تلقائيًا، ويعلم الموظفون معك متى تكون متاحًا ومتى لا تفضل الاتصال بك. وكذلك تخصيص مساحة فارغة من المهام ما أمكن في كل يوم أو كل أسبوع، وتخصيصها للطوارئ أو للراحة في غير الطوارئ، لئلا يبدو جدولك مزدحمًا طوال الوقت بالمهام، حتى إذا جاءت مهمة طارئة لم تستطع تنفيذها. اليوم الهادئ يفضل أن تبدأ يوم العمل قبله بساعتين إلى أربع ساعات مثلًا، يتهيأ فيها جسدك لليوم الجديد رويدًا، فتبدأ بالصلاة والرياضة والإفطار مثلًا، فتكون قد غذيت جسدك وروحك معًا، ورفعت مستويات طاقة جسدك إلى أقصاها، وذلك كله ولم تبدأ العمل بعد. ثم بما أنك المدير هنا ولست الموظف، فلا شك أن مهامك ستكون متغيرة من يوم لآخر وإن تشابهت القوالب العامة لها، لذا أفضل للمدراء أن يراجعوا صناديق بريدهم في بداية اليوم، ثم تنسيق اليوم وفقًا لها، ما لم يكن ثمة طارئ أو مهمة أولى يجب تنفيذها. وذلك من خبرتي المتواضعة في السنوات الماضية كمدير، إذ لم أكن منخرطًا في المهام اليومية بقدر بقية من معي من الذين كانوا ينظرون في المهام العالقة مباشرةً في أول اليوم، أو يكملون ما كانوا يعملون عليه في اليوم السابق، أما أنا فكنت أتلقى في الغالب الملاحظات والرسائل التي تركوها لي من اليوم السابق لأرى ما يجب فعله بشأنها وتنسيق الموارد البشرية أو المادية وفقًا لها. لماذا نذكر هذا النمط وكأنه دعوة إلى التراخي في العمل؟! في الواقع، تكون مهمة المدير في الغالب إدارة أفراد العمل لا العمل نفسه، وعلى ذلك تكون أغلب الأمور التي يفعلها في اليوم تؤدي إلى قرارات بالنهاية، فهو في الاجتماع يشرح فكرة أو يستمع إليها، وفي الرسائل يكتب قرارًا أو يقرأ ليتخذ قرارًا، ويوافق على تعديل ما أو يرفضه، وهكذا. ومثل تلك الأمور كلها تحتاج إلى شخص هادئ النفس رائق البال، ليستطيع الوصول إلى أفضل القرارات المناسبة لشركته، فمثله كمثل القاضي الذي يجب ألا يحكم بين اثنين وهو جائع أو غضبان أو غير ذلك. تحديات العمل عن بعد للموظفين تختلف شخصيات العاملين وتفضيلاتهم في العمل، وكذلك تختلف ظروف الشركات التي تسمح بالعمل عن بعد أو تفرضه، ونذكر هنا بعض التحديات التي يواجهها الموظفون أثناء العمل عن بعد، إما التحديات التي ليس لهم يد فيها أو التي تنتج عن سلوك مباشر منهم. العزلة في العمل لا شك أن كل موظف يطمح في مكتب خاص به في الشركة، لكنه في الغالب يعمل في مكتب مفتوح فيه غيره من أعضاء فريقه، وسيمر خلال اليوم لا محالة على زملائه وأفراد الأمن وربما بعض أطقم الصيانة للمبنى، هذا غير من يقابلهم في طريقه من البيت إلى العمل والعكس. أما عند العمل من المنزل، فسيقصر الطريق إلى العمل من بضعة كيلومترات إلى بضعة خطوات، ولن يرى فيها سوى زوجه أو ابنه مثلًا، ثم يدخل إلى مكتبه ويعمل وحيدًا فيه حتى نهاية اليوم. وقد يمثل هذا بيئة العمل المثلى للبعض، وكابوسًا مخيفًا للبعض الآخر، فالناس تختلف في طبائعها وبيئة العمل التي تكون مريحة لها، وكذلك تختلف باختلاف نوع العمل نفسه، فبعض الوظائف تتطلب هدوءًا وقلة مشتتات، وبعضها يصلحه اجتماع العاملين معًا في مكان واحد. التظاهر بالعمل يسمح العمل عن بعد للموظف بحرية أكبر بما أنه في الغالب ليس عليه رقيب في محل العمل، وهذا الأمر فيه بعض أوجه القصور كما أن فيه مزايا عظيمة. فقد ذكرنا في مقال مدخل إلى العمل عن بعد، أن فيه فوائد اجتماعية للعاملين عن بعد في تمكينهم من تنفيذ مهام لم يكن باستطاعتهم تنفيذها من قبل أو كانوا يقتطعون إجازات من أجلها، كصلة الأرحام وزيارات الطبيب وتوصيل الأولاد إلى المدارس، ومثل الشؤون اليومية التي لا بد منها مثل صلاة الجماعة والذهاب إلى صالات الرياضة في الأوقات التي لا تكون مزدحمة فيها، وهكذا، فتلك من المزايا الكبيرة التي يوفرها العمل عن بعد في كثير من الشركات. أما وجه القصور هنا فهو شعور المدير أن الموظف يتظاهر بالعمل أو يريد التفلت منه، وشعور الموظف أن عليه المبالغة في إظهار عمله، فتحدث بعض السلوكيات من المدراء والموظفين على حد سواء تجعل بيئة العمل عن بعد غير صحية. فقد يتهم المدير موظفيه بأنهم كسالى أو مراوغون في أعمالهم، وقد ذكرنا أن إيلون ماسك يريد العاملين في شركة تيسلا أن يعودوا للعمل من مقر الشركة، وأن من يريد العمل من بيته فليذهب إلى شركة أخرى "ليتظاهر" بالعمل فيها. غير أنه في نفس الوقت كان ينوي السماح للعاملين في شركة تويتر التي أراد شراءها بالعمل من المنزل، فكيف ننظر إلى هذين الموقفين من نفس المدير؟ نقول هنا أن الشركة الأولى في فترة صعبة في إنتاجها، وهي شركة تصنع منتجات حقيقية في مصانع، فإذا أخرج أحد الموظفين تصميمًا جديدًا يقلل معامل السحب Drag coefficient للسيارة بحيث تقل مقاومة الهواء لها فيقل استهلاك البطارية، أو تحديثًا جديدًا لنظام تشغيل السيارة، فهذا يحتاج إلى التواجد على أرض المصنع لاختبار هذا التصميم أو ذلك التحديث مع من سيصنعه ويختبره. أما في مثال الشركة الأخرى، وهي تويتر، فهي شركة برمجية لا تحتاج من أحد أن يجرب محركًا جديدًا أو يراقب سبائك الصلب أثناء خروجها من الفرن، بل لا تحتاج إلى تزامن عمل أغلب الموظفين حتى أو التصاقهم بالحواسيب طول اليوم، وعلى ذلك فهي تعتمد نفس النهج الذي تعتمده حسوب و 37Signals و Buffer مما ذكرناه في المقال السابق في شأن التواصل غير المتزامن. وفي تلك البيئات البرمجية التي يكون أغلب العمل التقني فيها هندسيًا ويحتاج إلى كثير من التركيز والتحليل المنطقي، وحتى الأعمال غير الهندسية مثل الترجمة والتصميم المرئي والكتابة وغيرها تحتاج إلى كثير من التفكير والبحث والترتيب، فيغلب على العاملين فيها فترات نشاط وفتور في العمل، فقد يظل الموظف في عصف ذهني واختبار للأفكار والحلول والتصاميم المقترحة وحده أو مع فريقه أسبوعًا أو أسبوعين، دون كتابة سطر برمجي واحد، ثم يصلون إلى نتيجة فينطلق في العمل عدة أيام متواصلة مثلًا، على أنه توجد أنظمة مثل Scrum تعالج مثل تلك العيوب في سير العمل. وعلى ذلك يخشى الموظف أن مديره في العمل يلاحظ سكونه في أيام العمل أو يظن أنه ترك العمل مبكرًا أو تكاسل فيه، فيلجأ إلى سلوكيات تشبه ما يفعله الموظفون في مقرات الشركة التقليدية من بقاء في المكتب بعد ساعات العمل أو قبله حتى لو لم يكن ينفذ مهامًا حقًا لمجرد أن يراه المدير فيظن أنه مجتهد في العمل. وأمثلة تلك السلوكيات أن يترك الموظف آثارًا وبصمات إلكترونية في مستندات العمل المشتركة أو ملفات المشروع الذي يعمل عليه لمجرد أن يعرف المدير وزملاؤه أنه كان موجودًا في ذلك الوقت، حتى لو لم تكن تلك المساهمات ذات أهمية، أو يظل متاحًا بعد ساعات العمل مدة أطول لئلا يظن أحد أنه ترك العمل مبكرًا بما أنه لا يراه أحد، وغيرها من السلوكيات التي تزيد من الضغط النفسي على العامل عن بعد ليثبت جدارته في العمل أمام مديره. ويحضرني في هذا مثال شهير يحدث بين الطلاب في دراستهم، ولا شك أنه ينتقل معهم إلى بيئة العمل، وهو بين الطالب الذي يفكر بيده فيكتب المسوّدات وينشئ نماذج أولية ويجرب الحلول التي يراها للمسائل على الورق فإذا تبين له خطؤها ألقى الأوراق وجلب أوراقًا جديدة، وبين الطالب الذي يظل مطرقًا محدقًا في المسألة دون أن يحرك ساكنًا، ثم إذا وصل إلى الحل السليم أخرج الأوراق وبدأ يكتب. وباعتبار أن كلا الطالبين مجتهد وعالم بالمسألة التي يحلها، فإن ما يبدو للمعلم أن الطالب الأول هو المجتهد الذي يستحق المكافأة، وأن الثاني إذا جاء بالحل صحيحًا فإنه لا بد قد غشه من غيره بما أنه لم يذكر كيف وصل إليه. وتلك حالة حقيقية رأيتها وتحدث في بيئتي التعليم والعمل كثيرًا، فيُرفض حل الطالب الثاني لأنه لم يذكر كيف وصل إليه، وهو درس للمدراء الذين لديهم موظفين من ذلك النوع الثاني والذي يُعرف بنمط عمله، فتراه يكتم إشعارات قنوات التواصل أثناء العمل، ويرد على الرسائل البريدية في وقت محدد في اليوم، ويفضل نمط العمل غير المتزامن لأنه يحتاج إلى فترات هدوء للتركيز على إخراج الحل المناسب بما أنه يعالج المشكلة داخل عقله وليس على ورق مفصل بين يديه أو على شاشة الحاسوب. وإن كنت أنا من النوع الثاني إلا أني أشهد بالكفاءة الشديدة لإخراج الأفكار والحلول على الأوراق أو الحاسوب أو أي وسيط آخر لاختبارها فيه، غير أني أشير بهذا إلى المدير كي لا يسارع بالحكم على الموظف الهادئ الذي لا يترك فوضى خلفه قبل معرفة حقيقة مجريات العمل، وتوضع مقاييس أخرى لقياس الأداء كما ذكرنا تقيس تحقيق خطوات العمل، وليس تحقيق النتائج فقط. العمل المفرط وإرهاق العمل قد تكون هذه النقطة مخالفة للمنطق بادي الرأي، فكيف يشعر الموظف الذي يعمل من بيته بالإرهاق؟ والواقع أن الإرهاق هنا يحدث نتيجة خلل في ضبط منظومة العمل من المنزل أو عن بعد، ويمكن سداد ذلك الخلل بوضع قواعد دقيقة للعمل ومتابعته، بحيث لا يختلف العمل من المكتب عن العمل من المنزل. وهذه مشكلة تمتد جذورها إلى ما قبل العمل عن بعد ووباء كوفيد الذي فرض نظام العمل عن بعد من قبل على العالم، فالمعتاد في اليابان مثلًا أن الموظفين يعملون ساعات كثيرة كل يوم، وليس غريبًا أن ترى موظفًا عائدًا من عمله في الثالثة فجرًا، بل تشكلت حول تلك الثقافة مظاهر بدت خالصة لتلك الأمة، مثل برج ناكاجين Nakagin الذي أنشئ في السبعينات من القرن الماضي إبان ثورة اليابان الصناعية، والمكوّن من كبسولات يمكن فكها وتركيبها، والذي كان أحد أبرز الفئات التي استخدمته هي فئة الموظفين الذين يعملون على مشاريع مهمة وحرجة لكن مساكنهم بعيدة عن الشركة، حيث كانوا يستأجرون كبسولة أو يشترونها ليعودوا إليها آخر النهار للراحة إذ هو أقرب من منازلهم، أو لمتابعة العمل فيها إذا كان يصعب متابعته في المنزل! فكانت إحدى نتائج تلك الثقافة للعمل المضني وتشجيعه أن ظهرت حالة الموت نتيجة العمل الزائد Overwork death أو التي تُعرف باسم كاروشي Karoshi. وهذه المشكلة لم تكن مقصورة على اليابان وحدها وإن برزت فيها، وباتت الشركات تعلم التأثير السلبي للعمل الزائد دون إجازة على الصحة النفسية والجسدية للموظف، فشرعت شركات كثيرة في وضع قواعد وشروط للعمل الذي يضمن تجنب تلك المشاكل في بيئاتها إذا لم تكن قوانين الدولة العاملة فيها الشركة كافية، خاصة إذا كانت المجالات مستحدثة ولم تواكبها القوانين بعد أو تُرى آثارها بوضوح، كما في المجالات التقنية أو الحوسبية، فإما تمنع الشركة الوصول إلى خوادمها بعد ساعات العمل إلا بتصريح مسبق، أو تضع قواعد صريحة للتعامل مع العمل الزائد برفضه صراحة عند طلب الموظف له أو مساءلته إذا تم من غير إذن وحاجة ملحة، كذلك تشجع الشركات العاملين فيها على قضاء الإجازات الأسبوعية مع ذويهم وبعيدًا عن حواسيب العمل وصناديقه البريدية ما لم تكن ثمة ضرورة لواحد أو أكثر من الموظفين. خاتمة تطرقنا في هذا المقال إلى أبرز التحديات التي تواجه المدير العامل عن بعد في تنظيم يوم عمله، وأفضل الاستراتيجيات التي يمكن لكل شركة استخدامها للتغلب على هذه المشكلات والاستمتاع بالمزايا الكاملة التي يقدمها العمل عن بُعد. بالإضافة لعرض أساليب حول التوازن بين العمل والحياة الشخصية للمديرين، وحاولنا الإجابة عن تساؤل حول خيار المكان المناسب للعمل عن بُعد، وأخيرًا تحدثنا حول عادات لصياغة يوم عمل مثالي لك عن بُعد كمدير. ونكون بهذا قد شرحنا ماهية العمل البعيد من منظور مدير الفريق أو الشركة، وكيفية تأسيس بيئة العمل المناسبة للعمل عن بعد، ثم توظيف العاملين وإدارتهم، وها نحن في تحديات الإدارة البعيدة، ويبقى لنا المقال الأخير الذي نتحدث فيه عن استقرار الشركة البعيدة وتطورها. كتبت فاطمة أحمد المسودة الأولية لهذا المقال. اقرأ أيضًا المقال السابق: آليات الإدارة والتطوير لشركة تعمل عن بعد الفن السري للتفويض لماذا يجب أﻻ نعمل في السرير؟ كيف يبدأ الأشخاص الناجحون يومهم: أفضل نماذج للروتين الصباحي تجاوز التحديات العشرة التي تواجه المدراء الجدد استراتيجيات تعزيز مسؤولية الموظفين تجاه العمل 8 طرق لتحقيق الاستفادة القصوى من العمل في البيت
-
لا تختلف إدارة الفرق البعيدة عن التي تعمل من المكاتب الحقيقية إلا في بعض الشؤون البسيطة المتعلقة بالجوانب الإنسانية للعدل بين الموظفين العاملين عن بعد والعاملين من المكتب، مع اختلاف أدوات المتابعة التي تكون برامج وأدوات في الغالب، أما اتباع الإدارة الدقيقة micro-managing أو المرنة فيعود لطبيعة عمل الموظف نفسه، فبعض اﻷعمال تحتاج إلى الإدارة الدقيقة سواء من المكتب أو عن بعد، كوظائف الدعم الفني عبر الهاتف مثلًا، وإن كان الدعم الفني عبر المحادثات النصية يكون أقل ضغطًا منه إذ قد يرد الموظف على ثلاثة أو أربعة عملاء في نفس الوقت ولا يكون مشغولًا بالقدر الذي يكون فيه حين يرد على عميل واحد عبر الهاتف. أما الوظائف اﻷكثر تعقيدًا والتي تتطلب مهارات أعلى مثل المحاسبة والبرمجة والتصميم والترجمة وغيرها، فتسمح في الغالب بمرونة أكبر في تنفيذ المهام اليومية، مع تفضيل أصحابها -خاصة في البرمجة والتصميم والترجمة وما شابهها- لفترات انقطاع عن التواصل من أجل التركيز في العمل، لهذا فإن نظام عمل الساعات المتراكبة الذي ذكرناه من قبل يوفر كثيرًا من مساحة التركيز المطلوبة لإنجاز مثل تلك الأعمال، وتُخصص الساعات المتراكبة للاجتماعات والنقاشات كما ذكرنا من قبل. وإن كنا نركز هنا على الجوانب التي ستكون ظاهرة في العمل عن بعد فقط لبداهة بقيتها من حيث الإدارة، فبعض مهام المدير لا تتغير بتغير أسلوب العمل، مثل متابعة العاملين على المستوى الشخصي والعائلي، للتأكد أن عمله لا يؤثر سلبًا على علاقته بأهله أو العكس، والنظر في حلول هذا إن جد طارئ في حياته الشخصية، وأن يبادر المدير بإخبار الموظفين بأن بابه مفتوح لهم إذا أرادوا الحديث معه حول أي أمر يقلقهم أو يريدون نصيحته حوله، فتلك وإن كانت لا تمثل شيئًا للمدير إلا أنها تشعر الموظف بأنه يحظى باهتمام المسؤول عنه. كذلك سيعني العمل عن بعد أن المدير نفسه قد يقع في المحاذير التي ننصح بها الموظفين عن بعد بما أنه موظف أيضًا في الغالب، من مقال للحياة الشخصية عن الحياة المهنية، فلا يُراسل الموظفين في غير أوقات العمل ما أمكن. متابعة أداء الموظفين عن بعد تحدث كل من جيسون فِريد Jason Fried وديفيد هانسون David Hansson في كتابهما العمل البعيد: المكتب غير ضروري، الذي أشرنا إليه في أول مقال، عن تجربتهما في إدارة شركتهما عن بعد كليًا، وذكرا فيه أن المدراء الذين يخشون تجربة هذا النظام يتحججون بصعوبة متابعة أداء العاملين عن بعد. وفي هذا بعض الصحة، فلا شك أن متابعة العاملين من المكتب أقل تكلفة وأسهل من متابعة عامل عن بعد كما ذكرنا في مقالات سابقة، وكيف أن شركات كبيرة مثل جوجل لا تريد الإبقاء على سياسة العمل عن بعد، بل لقد استقال المسؤول عن قسم الذكاء الصناعي في شركة أبل إثر رفضها لعمله من المنزل وطلبها منه أن يعود إلى مقر الشركة. غير أن الواقع الجديد للعمل والذي فرض العمل عن بعد على مؤسسات العالم كافة دفع الكثير منها إلى اتباع سياسات جديدة وفق طبيعة كل عمل، فبعض الأعمال مثل هندسة البرمجيات والتصميم والكتابة وغيرها كانت تتم عن بعد من سنين طويلة، ومواقع إدارة المهام والعمل المشترك على المشاريع البرمجية والمكاتب الافتراضية مثال على ذلك، وتُستخدم المكاتب الافتراضية لتسجيل الدخول في الغالب من قِبل الموظفين في ساعات العمل ليُعلم من المتاح للتواصل المباشر. وكذلك في شأن تنظيم الاجتماعات والعمل على المهام، فتُستخدم تطبيقات المحادثة والتواصل وإدارة المهام -التي ذكرناها في المقال الثاني- وخدمات التطبيقات المكتبية السحابية وغيرها من أجل تنظيم العمل، فكلها لا تحتاج إلا إلى ضمان تسجيل دخول الموظف فيها، وهو أمر يسهل مراقبته بمجرد النظر. أما إذا دعت الحاجة إلى مراقبة أكثر من هذا في حالة الشركات ذات البيانات الحساسة فتُستخدم أنظمة مراقبة الحواسيب والتحكم في نشاط الموظف في المتصفح والتطبيقات المتاحة على الحاسوب، فقد عملت في بعض الشركات التي توفر حاسوب العمل للموظفين، وكانت الحواسيب تُعد بحيث لا تفتح مواقع ويب غير مواقع العمل، وكذا لا يمكن تثبيت تطبيقات غير تطبيقات العمل، ولا تُعطى صلاحية تغيير ذلك للموظفين، بل حتى تحديثات النظام في الحاسوب كانت تتم من قبل الفريق التقني في الشركة، وتُستخدم عندئذ أنظمة لمراقبة الموظفين إذا دعت الحاجة لسرية البيانات أو غيرها من الأسباب. نأتي الآن إلى نقطة قد تحير المدراء، وهي استجابة الموظفين لأدوات التواصل، فهل يعني عدم استجابتهم أنهم بعيدين عن حواسيب العمل؟ في الواقع، ليس دائمًا، فقد بينا في المقالات السابقة أن بعض الأعمال تستفيد من ساعات العمل المتراكبة في تنفيذ مهام تحتاج إلى التركيز، وقد كنت أحيانًا أعمل من مقر الشركة وعلى حاسوب الشركة، غير أني أكتم أصوات إشعارات برامج التواصل الخاصة بالعمل من بريد إلكتروني وبرنامج التواصل الذي كان يُستخدم للتواصل النصي السريع والتواصل المرئي، وغيرها من برامج التواصل، ذلك أنني لا أستطيع العمل إلا في بيئة هادئة، إلى حد أن مديري يرسل إلي على برامج التواصل الخاصة -والتي هي من باب أولى مكتومة أيضًا- ثم يأتي يحدثني أن أرد عليه، فأجد سيل الرسائل من كل قناة من زملاء العمل أو الشركة الذي كنت أكتمه من قبل، ومن بين تلك الرسائل كلها ليس لي إلا رسالتان فقط تقريبًا، فكنت أضطر إلى كتمها مرة أخرى، والبحث مع فريق العمل عن وسيلة أخرى يستطيعون التواصل معي بها، كأن يذكروني mention في رسالة نصية أو يتصلوا علي بمكالمة صوتية خاصة، أو حتى أخبرهم أني أكون متاحًا في أوقات كذا وكذا. لكن هذا لا يعني أن بعض الموظفين لا يستغلون العمل عن بعد في التراخي في أداء العمل، وأنا أيضًا أقع في هذا المرة بعد المرة، غير أن الأعمال التي تسمح بالتراخي في التنفيذ يصلحها وضع قواعد للتواصل ومواعيده. وتمامًا على ما سبق، فيفضل أن تضع الشركة قواعد لاستخدام أدوات التواصل فيها، فلا تُستخدم أداة في غير الغرض المتفق عليه، وقد علمت من بعض العاملين في شركة حسوب مثلًا أن الرسائل البريدية التي تزيد عن حد معين تُناقش في اجتماعات صوتية وليس في البريد، والحديث غير الرسمي له قناته الخاصة كما هو مذكور في دليل الموظفين في حسوب، وهذا يمنع استخدام أكثر من برنامج لنفس الرسالة، مما يأتي بأثر عكسي في النهاية. آليات تقييم أداء العاملين عن بعد ينبغي أن يستند الأداء على الجمع بين النتائج والسلوك، وفي هذا يقول ديك جروت Dick Grote مؤلف كتاب "انضباط من غير عقاب: الطريقة المجربة التي ترفع أداء الموظفين قليلي الكفاءة Discipline Without Punishment: The Proven Strategy That Turns Problem Employees into Superior Performers" أنه لا ينبغي أن تكافئ الإدارة الموظفين الذين يحققون النتائج من خلال تجاوزهم لسياسات الشركة، ومن باب أولى الذين يتبعون القواعد ولكنهم لا يحققون شيئًا لأن هذا يغريهم على اتباع أساليب ملتوية في تحقيق النتائج. ومن ثم يجب على المدراء معرفة طرق تقييم الأداء والسلوك معًا، وتُعد الثقة من أهم المعايير السلوكية التي يجب اعتمادها، وهو ما ذكرناه في مقال سابق عن كتاب فوكوياما "الثقة: الفضيلة الاجتماعية وتحقيق الرفاه"، الذي يدور فيه حول أهمية الاعتماد على الثقة المستقاة من الفضائل الدينية والاجتماعية في ازدهار اقتصاد من يعتمدها، ثم يأتي بعدها إحسان إدارة الوقت وغيرها من العوامل. وتؤدي بعض السلوكيات أحيانًا لدى بعض الشركات إلى نتائج عكسية بالمرة، فقد ذكر جيمس وير James Ware الأستاذ السابق بكلية هارفارد للتجارة ومؤسس Future Of Work أنه وضع مقياسًا لتقييم فريق خدمة العملاء يقيس كفاءته وفق متوسط مدة المكالمات مع العملاء، فأدى ذلك إلى إنهاء المكالمات قبل تقديم حل حقيقي للعميل، في حين اتبع الرئيس التنفيذي لشركة زابوس Zappos نهجًا مختلفًا، عبر تشجيع المكالمات الطويلة مع العملاء، وقد أدى ذلك لبناء علاقات قوية مع عملاء الشركة. وصحيح أن هذا قد لا يصلح في كل بيئات العمل، فالشركات موجودة لاستغلال الموارد المتاحة إلى أقصى حد لتحقيق أعلى ربح ممكن مقابل تلك الموارد، فيُنظر في النقطة المناسبة لتحقيق الربح مع تجنب السلوكيات التي تأتي بنتائج عكسية. التقييم الذاتي للموظفين يفضل تجنب التقييم الذاتي للموظفين لأنه لن يخلو من كونه أحد أمرين، إما أن يفرط الموظف في تقييم عمله فلا يستفيد من تقييم من الإدارة ويراه انتقاصًا من إنجازاته، أو أن يحقر ما أنجزه خشية الاتهام بالعجب أو الرياء أو الفخر، أو بسبب الحياء أحيانًا، وكلا الأمرين يجب تلافيهما في التقييم الموضوعي للأداء. وقد علمت من أحد المسؤولين أنه كان يكره المبالغة في تقدير قدرات العاملين لئلا يطغوا ويظنوا أن إمكانياتهم أكبر مما هي عليه، أو يفرط في تحقيرها فيصيبهم بالهزيمة النفسية. على أن تجنب استخدام التقييم الذاتي لا يعني أن يرسل المدير تعليماته من وراء الشاشة فقط، فعلاقة العاملين عن بعد أشد حساسية من العاملين في المكتب، فقد كنت في شركة برمجية في 2016 أناقش واجهة تطبيق جديد سنطلقه، إذ شكى لي المدير المسؤول عن تطوير الواجهة من فريقه الذي يديره، إذ كان أغلبهم من الشباب حديثي التخرج قليلي الخبرة بالسوق، وكان كلما ناقش أحدهم في تفاصيل المشروع من خلال الرسائل تطور الآمر إلى خلاف شخصي! فلما بحث في الأمر وجد أن الكلمات المجردة على الشاشة لا تعبر عن مزاج قائلها، فقد تبدو تعليمات جافة غليظة إذا لم يصحبها صوت قائلها على الأقل، فضلًا عن لغة جسده وتعابير وجهه، على عكس العمل في المكتب الذي تكفي فيه نظرة واحدة من الموظف إلى مديره ليعلم هل هو راضٍ عن عمله أو اقتراحه أم لا. وقد يشعر الموظف أنه مُهمل وأن عمله لم يحصل على التقدير الكافي، ومن ثم قد لا يحصل على أجره الذي يستحقه أو الترقية التي ينتظرها، فلا تبخل بكلمات التقدير والتحفيز والشكر في تسليمك للمهام وفي اجتماعاتك، واحرص على سؤالهم كل فترة ووضع سياسة تقييم دورية في شركتك وفتح أبواب التواصل بينك وبين فريقك وعدم وضع حدود المدير والموظف التقليدية، وأخبرهم أنك بعيد عنهم بُعدهم عن شاشتهم كي تبعد عنهم شعور العزلة أولًا وتكسر حواجز التواصل للتحدث إن حصل أي سوء فهم والأهم أنك تقدر وجودهم في الشركة -حتى لو كانوا بعيدين عنها- وما يقدموه من عمل و جهد، وستجد في المقال التالي تفصيلًا لمثل هذه الحالات التي تسبب مشاكل للعاملين إذا عملوا عن بعد، في حين أنها ليست ذات شأن إذا وقعت لهم في المكتب. ولن نتوسع كثيرًا في الحديث عن تقييم الموظفيين فهو خارج سياق الكتاب وهو أمر مهم ويحتاج إلى تفصيل وتوسع، وهنا نحيلك إلى المقالات التالية: تقييم الموظفين: الدليل الكامل تعديل السلوك في المؤسسات التعزيز وتغيير سلوك الموظفين معالجة مشاكل الأداء في العمل عن بعد وجدت دراسة استقصائية أجريت على عدد 1700 مهني في مختلف الولايات الأمريكية للعمال أن 68٪ من المستجيبين شعروا أن أصحاب الأداء المنخفض يخفضون الروح المعنوية العامة في مكان العمل. وشعر 44٪ آخرون أن أصحاب الأداء المنخفض زادوا من عبء العمل على بقية الموظفين، وأظهر العديد من المشاركين أن الإدارة قضت وقتًا طويلاً في التعامل مع ذوي الأداء الضعيف والمشكلات التي تسببوا فيها، مما يحد من نمو المنظمة. ويمكن أن تحدث مشاكل الأداء في أي فريق. لكن المشاكل المتعلقة بنقص التفاعل الشخصي وظروف العمل غير المثالية وانعدام الحدود بين العمل والحياة الشخصية تؤثر تأثيرًا بالغًا على العاملين عن بعد إذا لم توضع سياسات تضبطها. وقد ذكرنا ذلك بالتفصيل في كتاب دليل العامل المستقل في فصل العناية بالصحة النفسية والجسدية للعامل المستقل، أما هنا من ناحية الإدارة فيكفي أن تلم الإدارة بتلك الأمور لتحاول معالجتها أو تجنبها، وسنذكر بعض ذلك أدناه وفي المقالات التالية. نعرج هنا أيضًا على بعض المصادر التي تفيدك في نقطة الأداء: العوامل المؤثرة على أداء الموظفين ودافعيتهم دفع العمل ورفع الأداء النظريات المنهجية للدافعية كيفية تدريب الموظفين وتخطيط أدائهم وتقييمه في الشركات التدرج في تقييم الأداء الضعيف من السهل أن نفترض أن الأداء الضعيف هو خطأ الموظف، وأنه يفتقر إلى المهارات أو الدافع للنجاح، وقد يكون هذا هو الحال حقًا، لكن ينبغي قبل وضع هذا الافتراض من التأكد أن نظم العمل ومقاييس الأداء الموضوع للموظفين تحقق النتائج المطلوبة منها، ثم يُناقَش الموظف في مدى استطاعته تنفيذ تلك النظم، وتوضع عدة خطوات لمعالجة القصور الحادث في أدائه. فيُبدأ بالتدريج بالتنبيه اللفظي لمرتين مثلًا، ثم تنبيه مكتوب في رسالة بريدية يرد عليها الموظف بتأكيد استلامها، وهي تصعيدات نفسية تزيد من قيمة التنبيه في نفسه، ثم بعدها يُحال للنظر في اتخاذ إجراء تتدخل فيه الشركة، مثل الاجتماعات الثنائية مع مديره، أو وضع خطة تطوير لمدة أسبوع أو أكثر بما يلائم قصور الموظف، قبل اتخاذ قرار بلوم الموظف مباشرة ثم فصله من العمل تعسفيًا أو وضع جزاءات قد تكون مجحفة. دور الاجتماعات الثنائية في تقييم الأداء من غير المحتمل أن يتحسن الموظف ضعيف الأداء إذا تُرك لاجتهاداته الشخصية، وهنا يحتاج أصحاب العمل إلى إجراء محادثات الأداء وهذا لا يعني الاستغناء عن الموظف، ولكن يحتاج أصحاب العمل إلى شرح مدروس للمكان الذي لاحظوا فيه ثغرات في الأداء والعمل بصراحة مع الموظف من أجل التحسين. وقد ذكرنا قبل قليل أن أحد خطوات معالجة الأداء الضعيف الموظف هو بالاجتماعات الثنائية مع مديره المباشر، ويجب أن تكون هذه المحادثات وجهًا لوجه -على سبيل المثال مكالمة فيديو- وتغطي ما يلي: أمثلة صريحة على المكان الذي يتضاءل فيه أداء الموظف. معيار محدد بوضوح يجب على الموظف الوفاء به حتى لا يعد من أصحاب الأداء الضعيف. أسئلة استقصائية لتحديد مجالات المشكلات، مثل: ما الذي تحتاج إليه لتطوير عملك أو معالجة ضعف الأداء؟ ما هو تقييمك لعملك مؤخرًا؟ ما الذي يختلف الآن عما كان عليه عندما كان أداؤك أفضل؟ ما الذي يعيق تقدمك، سواء كانت مشكلة في سير العمل أو ترتيب عمل جديد أو علاقة زميل في العمل أو أي شيء آخر؟ ما هي العوائق التي تواجهها في الأداء بأفضل ما لديك؟ أي من هذه الحواجز تعتقد أنه يمكنك حلها؟ في رأيك، ما الذي يمكنك فعله بشكل واقعي بشكل مختلف للمضي قدمًا؟ متى ترغب في التحقق من هذا مرة أخرى؟ هدف متفق عليه وجدول زمني لتقييم التحسين. يجب أن يكون الهدف النهائي من هذه المحادثات هو تصحيح المشكلة، وليس بالضرورة معاقبة الموظف، انظر مقال دليل مختصر لتحسين المحادثات الثنائية مع الموظفين في شركتك. إبقاء العواطف تحت السيطرة يبدو الأمر واضحًا ولكنه يستحق التكرار، فيربط المدير جأشه عند مناقشة مشكلات الأداء، ويلتزم جانب الحِلم على أخطاء العاملين، بدلًا من إلقاء مشاكل الأداء في صورة اتهامات تجعل الموظف يتخذ أسلوبًا دفاعيًا لحفظ ماء وجهه، وربما أعاد الاتهام على المدير نفسه وصُعِّد الموقف من غير داعي إلى مدير أعلى، في حين كان يمكن تجنبه بتلك الأسئلة التي ذكرناها أعلاه. خاتمة ذكرنا في المقالات السابقة تعريفات مهمة للعمل البعيد من منظور المدراء والمسؤولين في الشركات، ثم انتقلنا إلى تأسيس بيئة العمل البعيدة نفسها، ثم توظيف العاملين عن بعد بالإضافة وأنظمة الأجور للفرق البعيدة حول العالم. ومع نهاية هذا المقال من السلسلة تعرفنا على أهم آليات التطوير في الشركات التقنية العاملة عن بعد، وكيفية إدارة العمل عن بُعد في المؤسسة لأول مرة لمن ينشئ الشركة لتكون بعيدة ابتداءً، وننتقل في المقال التالي لنفصل هذه الآليات تفصيلًا أكبر، مع ذكر لتحديات الإدارة البعيدة. حرر المقال وأضاف عليه أسامة دمراني. اقرأ أيضًا المقال السابق: التوظيف عن بعد طرق الحفاظ على التوازن بين الحياة والعمل عبر الإنترنت التعامل مع مشاكل العمل عن بعد الشخصية والاختلافات الفردية في بيئة العمل دليلك المبسط لتدريب ومراجعة أداء أفضل في شركتك الناشئة فهم فرق العمل وإدارتها مدح الأداء والمكافآت
-
كثر العاملون عن بعد في اﻷعوام الأخيرة إما عملًا حرًا أو نظاميًا، وقفز هذا النمط قفزات كبيرة وتغير كذلك عدة مرات في تلك الأعوام، وربما نشهد استقرارًا نسبيًا لتقلباته على المدى القريب، وإن كانت الطبعة الأولى من هذه السلسلة التوظيف عن بعد، تبشر به وتدعو الناس إليه وإلى مزايا التعامل مع الموظفين عن بعد، فقد كان لزامًا علينا تحديث السلسلة والتوسع فيها وعرض المشاكل التي تواجه الذين يوظِّفون عن بعد، فقد طرأت مشاكل جديدة لم تكن موجودة من قبل استحداث هذا النمط من العمل، وسنذكر بعض الحلول لتلك المشاكل مما رأيناه في السوق أو جربناه بأنفسنا. وكانت الوظائف التي تسمح بالعمل عن بعد في الغالب في المجال التقني أو المجالات التي تعتمد على التقنية في مهامها اليومية، حيث يكون المنتج مادة تُنشأ وتعالَج وتُخرَج على الحواسيب، إما برمجيات أو تصاميم أو نصوص أو مرئيات أو مواد مالية أو غيرها، على عكس المجالات التي تكون المنتجات فيها حقيقية مثل المصانع والمتاجر التي لا بد من تواجد حقيقي للموظفين في محل الإنتاج أو البيع. ولم يتمتع برفاهية العمل عن بعد إلا قلة ممن اضطروا إليه أو كانت شركاتهم تسمح بهذا، إلا أن التطورات التي حدثت في الأعوام الأخيرة -خاصة وباء كوفيد- أجبرت المؤسسات قاطبة على تبني هذا النمط من العمل، وتبع ذلك تغيير للبنية التحتية التقنية، وتدريب الموظفين الحاليين أو الجدد على أداء المهام عن بعد والتنسيق بين العاملين وبعضهم، وكذلك تغير في لوائح العمل التنظيمية بين الموظفين والشركات. وفي هذا نشر كل من جوناثان دِنجل Johnathan Dingel وبرِنت نيمَن Brint Neiman من جامعة شيكاغو دراسة حول مجالات العمل التي يمكن إتمامها عن بعد، خلصت إلى أن 37% من الوظائف التي في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن تنفيذها عن بعد، وأن الوظائف التي يمكن إتمامها عن بعد يحصل أصحابها على أجور أعلى في الغالب من نظرائهم، مع الاستثناءات التي تدخل في حساب الأجور لبعض الشركات، مثل محل إقامة الموظف وسياسة الشركة في العمل عن بعد، فقد يحصل بعض الموظفين عن بعد على رواتب أقل من زملائهم إذا كانوا يعملون من مدن أرخص في تكاليف المعيشة، أو يحصلون على مكافآت إضافية إذا كانت الشركة تريد من موظفيها أن يعملوا عن بعد. وقد تصدرت في تلك الدراسة وظائف مجالات الحوسبة والتعليم والتدريب قائمة الوظائف التي يمكن إتمامها عن بعد، تليها الوظائف القانونية والإدارية ووظائف التصميم والهندسة المعمارية، في حين أتت الوظائف التي لا بد لها من حضور في أسفل القائمة، مثل الوظائف التي في مجال تجهيز الطعام وتقديمه، والبناء والتنظيف والصيانة، وكذلك الوظائف الإنتاجية والزراعية والصيد وغيرها. وتلجأ الشركات الآن إلى التوظيف عن بعد بطرق مختلفة، غير أن الأسباب تكاد تكون نفسها في كل حالة، وهي أن التوظيف عن بعد يوفر كفاءات غير موجودة محليًا، ويوفر على الشركة بعض نفقات التوظيف المحلي، فقد رأت الشركات تلك النتائج في الأعوام الماضية بعد فرض نمط العمل عن بعد طوعًا أو كرهًا على أغلب المؤسسات الخاصة والحكومية، وربما يحسن بنا شرح بعض المصطلحات التي سيرد ذكرها في هذه السلسلة قبل أن نشرع في مادته. العمل عن بعد واختلافه عن أنواع العمل الأخرى يحدث أحيانًا خلط بين العمل عن بعد والعمل المستقل أو الحر، فصحيح أن كلاهما يعمل بعيدًا عن مقر العمل أو الشركة، ولكن هنالك فرق كبير في تبعية العامل لصاحب العمل أو الشركة التي يعمل معها أي تحديدًا في عقد العمل، ومن ذلك تنبثق مفاهيم أخرى تأخذ تسميات تبعًا لعقد العمل ولكن كلها تصب كما ذكرنا في مفهوم العمل بعيدًا عن مقر الشركة أو صاحب العمل، ولن نتطرق بالطبع إلى مفهوم العمل التقليدي الذي يحضر فيه العامل إلى مقر العمل فهو خارج نطاق هذه السلسلة. العمل البعيد أو العمل عن بعد نقول أن وظيفة ما تدخل تحت مظلة العمل عن بعد إذا كان الموظف يعمل من موقع غير تابع للشركة، فهو بعيد عنها أثناء وقت العمل وبعده، فيعمل من بيته أو من مساحة عمل مشتركة أو أي مكان آخر، وهو يتبع الشركة إداريًا وتنطبق عليه لوائحها التنظيمية، وتكون الشركة مسؤولة عنه أمام قانون العمل في الدولة التابعة لها الشركة -تدخل فيها غالبًا التأمينات والضرائب- وفق الشروط المتفق عليها بينها وبينه، فهو جزء من الشركة غير أنه لا يعمل في مكتبها المعتاد ولا يذهب إليها في أيام العمل. أود التنبيه على أمر، وهو أنه عندما نذكر العامل عن بعد فإننا نشير إلى المفهوم السابق تمامًا، ولكن قد يُطلق مجازًا على عامل مستقل على أنه عامل عن بعد إشارةً إلى أنه يعمل بعيدًا من منزله مثلًا. العمل الحر أو المستقل يختلف نظام العمل الحر أو المستقل على الإنترنت عن العمل النظامي عن بعد في أن العامل به لا يكون تابعًا للشركة أو العميل الذي ينفذ له العمل، بل يتعاقد مع الشركة في كل مشروع ينفذه لها، وهذا يعطيه حرية التعاقد مع غيرها في نفس الوقت، وهو الأمر الذي قد لا يكون مسموحًا به في العمل النظامي، وإن سمحت به الشركة فيجب أن يكون في غير أوقات العمل التي تخصصها. وهذا اختلاف آخر للعمل الحر، فالعامل المستقل أو الحر يعمل في الأوقات التي يختارها وتناسبه، وفي الأيام التي يختارها كذلك، ولا نعني بهذا أنه لا يعمل بنظام لنفسه، وإنما نقصد أنه لا يتقيد بمواعيد عمل العملاء والشركات التي يتعاقد معها. كذلك فإنه يعمل لحسابه الخاص، وهذا يعني أنه مسؤول عن تأميناته الاجتماعية والصحية وضرائبه وغيرها أمام الدولة التي يعمل منها إن كان لديها تشريعات للعمل الحر، وهنا قد يعهد بتلك الأمور إلى متخصصين ينظمونها له أو قد يقوم بها بنفسه إن كان يستطيع أو كان لديه وقت. يختلف هذا في حالة العمل البعيد المنتظم في أن الشركة تتولى تلك المسؤوليات عن الموظف، لكن هذا يعني أنه يخضع للوائحها التنظيمية أيضًا فيما يخص المكافآت والجزاءات وغيرها. التوظيف النظامي والتعاقد الحر تعرضنا في النقطتين السابقتين لنموذجين من العمل، هما التعاقد المنتظم، وذلك في حالة العمل البعيد، والتعاقد الحر في حالة العمل المستقل، وعرفنا أن التعاقد المنتظم هو نفسه التعاقد مع الموظف على العمل للشركة، ولكن دون الحاجة إلى الذهاب إلى مقر الشركة، فلا يختلف عن العمل المعتاد إلا في مكان العمل ليس إلا. وتظهر الحاجة للتفريق بين النظامين لأن كليهما عمل عن بعد، غير أن المتعاقد الحر أو المستقل يعمل لحسابه، ولا يتبع الشركات التي يتعاقد معها إداريًا، وقد يمثل نفسه أو يمثل شركة يملكها أو فريق عمل ينفذون جميعًا المهام المتفق عليها مع الشركة أو العميل. التعهيد الخارجي تلجأ الشركات إلى التعهيد الخارجي لبعض المهام التي لا تريد إدراجها ضمن نشاطاتها لسبب أو لآخر، فقد تكون خارجة عن تخصص الشركة أو لا تحتاج إليها بالقدر الذي يتطلب معها توظيف عمالة دائمة، أو تعهد الشركة بعملية توظيف العمالة في بعض الوظائف إلى شركات توظيف خارجية إلى حين مدة معينة أو إلى حين تحقيق نتائج معينة، ينتقل بعدها الموظفون -إداريًا- من شركة التوظيف إلى الشركة الأساسية. كذلك يلجأ بعض المستقلين إلى تعهيد بعض مهامهم إلى مستقلين آخرين أو شركات أخرى توفيرًا للوقت ولضمان جودة التنفيذ إذا كانت المهام تخرج عن تخصصهم، لكن هذا يكون في حالة المستقل الذي له عملاء كثر بحيث لا يستطيع متابعة المهام الإدارية بنفسه، فقد يعهد حينئذ بمهام المحاسبة والضرائب إلى شركة محاسبية، ويوظف مساعدًا افتراضيًا لتنظيم مهامه الإدارية، وهكذا، وإن كان يعمل على مشاريع كبيرة فقد يوظف بعض المستقلين ليحملوا عنه بعض المهام، مثل الترجمة الأولية أو المراجعة اللغوية أو تصميم تطبيقات الويب أو برمجة الواجهات الخلفية، أو اختبار التطبيقات، وغيرها مما يخرج عن صلب تخصصه. وتعاقد الشركة مع شركة التوظيف هو تعهيد خارجي، وتعاقدها مع مستقلين هو تعهيد خارجي كذلك، فكل تعاقد حر لا تنطبق عليه اللوائح التنظيمية للعميل يُعد تعهيدًا خارجيًا، وإن كان المصطلح يُستخدم في المهام التي يُعهد بها بانتظام كالأمثلة التي ذكرناها. فوائد العمل عن بعد للشركات تبرز عند الحديث عن فوائد العمل الحر فائدتان عظيمتان تكادان تتفردان بأغلب الحديث، وهما توظيف الخبرات وترشيد التكاليف، إضافة إلى فوائد أخرى نتناولها تباعًا. الوصول إلى أفضل الكوادر يعني اعتماد الشركة للعمل عن بعد أنها لم تعد مقيدة بالكفاءات المحلية، ولا مضطرة لافتتاح فرع في المدينة التي توجد فيها الكفاءات المطلوبة فضلًا عن تأسيس الشركة في تلك المدينة، وهو ما كان يمثل عقبة في طريق الكثير من الشركات ويضطرها للانتقال إلى العاصمة أو إلى دولة أخرى حتى من التي توجد فيها تلك الكفاءات والكوادر. وهذا الاتصال الجديد يقرب بين رؤوس الأموال والشركات وأصحاب الأفكار بالكوادر المهنية والتي قد لا تجد مجالًا للعمل بتخصصها في محيطها المحلي، تقاربًا عظيمًا يحقق فوائد لأي طرف تمسه هذه العملية، فهي توفر بيئة خصبة لرؤوس الأموال والشركات أن تزدهر وبسرعة، مع استخدام أفضل الكوادر المتاحة للعمل بغض النظر عن الموقع الجغرافي لتلك الكوادر، وهذا بدوره يحل مشكلة البطالة من جهة، ومشكلة المدن الطاردة للسكان أو تكدس السكان في المدن الصناعية والعواصم المالية، فلا يضطر العاملون لترك أهليهم للعمل في تلك المدن، أو حتى الهجرة بهم إلى تلك المدن، بما أنهم صاروا يعملون عن بعد. ويؤدي اجتماع تلك الكوادر متعددة الخلفيات العلمية والثقافية إلى تطور سريع للمؤسسة أو الشركة لم تكن لتشهده لو كان العاملون من مدينة واحدة، وهذا معلوم بالمشاهدة في الحضارات التي ازدهرت من قبل، أيام الخلافة العباسية، وفي الأندلس، وفي العصر الحديث في الشركات الكبرى التي توظف من جنسيات متعددة مثل جوجل وإنتل وفيس بوك وغيرها. وقد كان لشركة حسوب باع سابق في هذا إذ اعتمدت العمل عن بعد منذ بدئها، واستفادت منه في جمع كوادر نابغة عربية من شتى بلدان الوطن العربي، فاجتمع من في المغرب مع من في العراق وسوريا ليعملوا معًا دون عوائق جغرافية أو سياسية، أو حتى زمنية. ترشيد التكاليف كذلك يحقق العمل عن بعد فائدة أخرى لأصحاب الشركات، وهي ترشيد النفقات وتقليل مصارفها، مما يسمح بإعادة توجيهها مرة أخرى في صورة استثمارات أو تطوير للشركة نفسها، ولكن كيف هذا؟ تحتاج الشركة في حالة التوظيف المحلي إلى الانتقال إلى العواصم المالية أو المراكز الصناعية ابتداءً، وهذا وحده يعني زيادة في تكاليف التشغيل، ثم توظيف الكفاءات الموجودة محليًا، والتي ستنفق نصيبًا لا بأس به من الراتب في الانتقالات وتكاليف المعيشة الغالية في تلك المدن الكبيرة، مما يضطر الشركة إلى رفع متوسط الرواتب لتعادل غلاء المعيشة، وهذا يزيد مرة أخرى من تكاليف التشغيل للشركة. أما عند اعتماد نفس الشركة للعمل عن بعد، فلا تحتاج إلى الانتقال لتلك المراكز المالية في الغالب، وإن احتاجت لأسباب قانونية أو إدارية فإنها ستكون على الأقل انتهجت سبيلًا أقل كلفة من التوظيف المحلي، ذلك أنها ستوظف كفاءات عن بعد، مما يعني أن العاملين يكونون في الغالب من مدن تكلفة المعيشة فيها أقل من تلك المراكز الصناعية والمدن الكبيرة، وهو ما تفعله بعض الشركات التقنية الكبرى الآن من حث لموظفيها على الانتقال إلى مدن أقل تكلفة في المعيشة. وهنا تنقسم الشركات في سياساتها المالية بين من يعتمد على متوسط الراتب للمدينة أو الدولة التي فيها الموظف، وبين من يرفض تلك السياسة جزئيًا، مثل شركة ريديت Reddit التي ألغت سياسة الدفع الجغرافي في 2020 للموظفين الأمريكيين فيها، واعتمدت بدلًا من هذا على نطاقات للرواتب للمدن عالية التكلفة مثل نيويورك وسان فرانسيسكو، وتبعتها في هذا كل من شركتي زيلّو Zillow وأُكتا Okta في العامين التاليين. وكذلك تبعتهم شركة بافر Buffer بنهج مشابه، إذ حددت نطاقين للرواتب فيها، هما النطاق العالمي، والنطاق الخاص بالمدن عالية التكلفة، إذ تقول جيني تيري Jenny Terry مديرة العمليات فيها أن الشركة تريد نقل جميع الموظفين إلى النطاق العالي، لكن هذا قد يكلف الشركة نحو مليون دولار، لذا تنتهج أسلوبًا مرحليًا للوصول إلى هذه النقطة، ويقول مدير الشركة أنه يهدف بالنهاية إلى تقديم نفس الراتب للوظيفة الواحدة بغض النظر عن موقع العامل فيها، غير أن هذا سيكلف الشركة أموالًا كثيرة، لذا يؤجل هذا القرار إلى حين توفر القدرة المادية على ذلك. ثم إن الشركات وفرت أموالًا طائلة كانت تدفعها في نفقات المكاتب الخاصة بالموظفين وتشغيلها، وإن كانت لا تزال تدفع تكاليف برامج الاجتماعات والعمل المشترك عن بعد، وقد استغلت بعض الشركات نمط العمل عن بعد في تخصيص مقراتها لتدريب الموظفين الجدد تحت إشراف من موظفين أقدم منه وأكثر خبرة، ثم ينتقلون بعدها إلى العمل عن بعد كليًا أو جزئيًا وفق سياسة الشركة، وهكذا وفرت الشركات على نفسها تكلفة زيادة سعة المقرات الحالية لها، ولم تخسر تلك المقرات بتركها فارغة عند عمل الموظفين عن بعد. فوائد العمل عن بعد للموظفين تنقسم الفوائد التي يجنيها الموظفون عند العمل عن بعد إلى قسمين رئيسيين أحدهما اجتماعي والآخر مادي، مع بعض الفوائد الأخرى التي قد لا تندرج بالضرورة تحت أي منهما. الفوائد المادية تظهر الفائدة المادية بداهة في توفير نفقات الانتقال من العمل وإليه إن كان الموظف في نفس المدينة، وتكلفة السكن في المدينة التي فيها الشركة إن كانت في مدينة مختلفة فضلًا أن تكون في دولة مختلفة، كما تظهر في جانب آخر كان موجودًا من قبل ثم برز بعد ازدهار العمل عن بعد مؤخرًا. ذلك أن بعض الدول والشركات تقدم مكافآت للعاملين الذين ينتقلون إلى مدن بعينها شهرية أو سنوية، أو تُدفع مرة واحدة عند الانتقال إليها، وذلك كانت تفعله مصر في بعض المدن الساحلية النائية لتشجيع الانتقال إليها، فيزيد راتب العامل فيها إلى قرابة الضعف، وكذلك تفعل بعض الولايات في أمريكا إما لقلة عدد سكانها أو لأسباب أخرى، مثل ولاية ألاسكا. ثم برز هذا الأمر في السنوات الأخيرة لتقدم بعض تلك الولايات تسهيلات أخرى خاصة بالعمل الحر والعمل عن بعد، سواء للمقيمين في الولايات المتحدة أو الراغبين في الانتقال إليها، فيما صار يُعرف بمدن زووم Zoom Towns إشارة إلى برنامج الاجتماعات المرئي الذي يُستخدم بكثرة في العمل عن بعد، وأُطلقت مبادرات قبل عدة أعوام -كمبادرة تولسا ريموت Tulsa Remote في 2018 لمدينة تولسا الأمريكية- لتدشين حركة الانتقالات تلك رسميًا، كما توفر بعض الولايات مثل مينيسوتا تسهيلات أخرى غير الحوافز المادية، مثل مساحات العمل المشتركة المجانية. وكذا في بعض الدول الأخرى مثل إسبانيا وتشيلي وسويسرا وإيطاليا واليونان وكرواتيا وغيرها، والجامع فيما يظهر من تلك المدن والدول أنها جميعًا تسعى لجذب مجموعة متنوعة من الكوادر العاملة إليها لتنويع مجتمعاتها، خاصة النائية قليلة السكان منها والتي ليس فيها محفزات للانتقال إليها والاستقرار بها كأن تكون بها موانئ أو مصانع أو مساحات زراعية أو غير ذلك. الفوائد الاجتماعية أما الفائدة الأخرى، وهي الفائدة الاجتماعية، فتظهر في قرب العاملين من ذويهم والقدرة على صلة أرحامهم في الأوقات التي كانت تضيع في الانتقالات أو الإجازات الأسبوعية التي كانت في مدن غريبة عليهم ليس فيها أحد من عوائلهم. كذلك يستطيع العاملون تنفيذ بعض المهام المنزلية التي لم يكونوا يجدوا لها وقتًا في العادة، أو كانوا يضطرون لاقتطاع إجازة من العمل من أجلها، مثل إيصال الأولاد إلى المدارس أو زيارة الطبيب، وتزيد أهمية هذه الأمور في حالة المرأة العاملة، خاصة التي لها أولاد، فليست مضطرة إلى السفر والاغتراب في هذا النمط، كما تستطيع العناية بأولادها مع تنفيذ مهام العمل دون تعارض بينهما. كما يوفر نمط العمل البعيد فرصة لمن يريد قضاء بعض الوقت في مدن أو قرى هادئة لكنه لا يستطيع بسبب انشغاله بعمله، حيث يستطيع العامل عن بعد أن يحمل معه مكتبه حيث شاء بما أنه لا يحتاج إلا إلى حاسوب محمول في الغالب، ويعمل من تلك المدن دون الحاجة إلى اقتطاع إجازة مخصصة لهذا الغرض. عوامل ازدهار العمل عن بعد سار العمل عن بعد بوتيرة بطيئة منذ نشأته، ولم تكن المؤسسات مقتنعة بجدواه ولا تملك رفاهية تجربته في الغالب أو ليست مضطرة إلى تجربته فالإنسان عدو ما يجهل، وبدأ بالصورة التي نعرفها الآن منذ سبعينيات القرن الماضي في شكل تجربة داخل شركة IBM لخمسة موظفين زاد عددهم بعدها إلى ألفين، ثم بدأت بعض الشركات الناشئة في التسعينيات بتبنيه رويدًا بسبب قلة الموارد المتاحة لها في نشأتها، ثم أتت الألفية الجديدة. العوامل التقنية مع دخول هذه الألفية أتى التطور المتسارع في البنى التحتية للسوق البرمجي، بداية من تقنيات الاتصال الإلكتروني والإنترنت فائق السرعة، إلى البرمجيات التشاركية collaborative software وبرامج الاتصال المرئي والصوتي والحوسبة السحابية، ومرورًا بالقفزات الكبيرة التي حدثت في تصنيع الرقاقات الإلكترونية والمعالجات الدقيقة للحواسيب، وقد اجتمعت تلك العوامل كلها في خدمة الشركات التقنية الراغبة في تطوير أعمالها. ثم أتت طبقة الشركات التي تخدم تلك الأولى بتوفير برمجيات تسهل أعمالها، وهي شركات البرمجيات الخدمية Software as a Service أو SaaS التي وجدت في نمط العمل عن بعد خيارًا ممتازًا لها مثل شركة 37Signals التي كانت من أبرز المتبنين لثقافة العمل عن بعد حيث لم تكتف به فقط، بل دعت إليه في عدة كتب ألفها مديرو الشركة إضافة إلى الكثير من المقالات التي تحث العاملين في التقنية ابتداءً ومن يستطيع تبعًا على الانتقال إلى هذا النمط الجديد. وقد استفادت الشركات العاملة عن بعد كليًا أو جزئيًا من التطور المذهل في تقنيات الاتصال والعمل المشترك عن بعد أيما فائدة، فانتقلت المشاريع من خوادم الشركة وحواسيبها المحلية إلى الخوادم السحابية، ليتمكن أفراد الشركة من متابعة العمل من أي مكان وفي أي وقت، كما استفادت من هذا التطور في أوجه أخرى كما سنرى أدناه. تطور البنية التحتية للإنترنت لم يكن العمل عن بعد متاحًا بالصورة التي عليها الآن لو عدنا بالزمن عشرين أو خمسًا وعشرين سنة إلى الوراء مثلًا، ذلك أن البنى التحتية للاتصالات لم تكن تتحمل النقل السريع للبيانات والملفات الكبيرة، ولا العمل المشترك عن بعد، فضلًا عن جمع هذا إلى أمر بسيط مثل الاجتماعات المرئية، وقد سمح تطور البنى التحتية الإلكترونية من معالجات وتقنيات لنقل البيانات عبر الألياف الضوئية وغيرها، سمح ذلك بإنشاء شركات لخدمات برمجية ما كان يمكن إنشاؤها على البنية القديمة التي كانت سرعات الإنترنت فيها بطيئة للغاية. العوامل الاقتصادية لازدهار العمل عن بعد تتأثر الشركات بالتغيرات الاقتصادية في الدولة العاملة بها تأثرًا مباشرًا، وقد تفقد حصة كبيرة من سوقها في ظرف مفاجئ، أو تفقد بعض العاملين فيها لظروف خارجة عنها أو حتى اختيارًا من العاملين أنفسهم كما حدث في الولايات المتحدة إبان وباء كوفيد-19، فتلجأ إلى التوظيف عن بعد لحل تلك المشاكل، هذا غير الشركات التي اختارت هذا النمط ابتداءً كما ذكرنا سابقًا دون عوامل تضطرها إلى ذلك. وقد اتجه كثير من العاملين إلى نمط العمل البعيد اختيارًا لما وجدوا فيه من حرية أكبر للعمل بما أنهم ينجزون مهامهم دون الحاجة إلى التواجد الفعلي في المكتب، وهذا التفضيل يفيد الشركات في الغالب ولا يضرها بما أنه يفتح فرصة للشركة أن توظف كفاءات بعيدة دون الحاجة إلى استجلابها محليًا وتقنين وضعها داخل الدولة. والناظر إلى الواقع في الأعوام العشرة الماضية يجد كل حدث كبير وقع حول العالم يزيد التوجه إلى العمل عن بعد ولا يقل منه، وما يجده العاملون في نمط العمل عن بعد من فوائد مما ذكرناه من قبل، وقد ساعد في هذا التطور التقني الذي لا يهدأ في سوق الخدمات الرقمية المُقدَّمة للشركات فيما يخص التحول الرقمي أو العمل عن بعد، فشكل هذا مخرجًا لأي أزمة تؤثر على سوق العمل في أي دولة، فبدلًا من زيادة البطالة وما يتبعها، يبحث العاملون عن فرص متاحة للعمل عن بعد إما في مدينة أخرى أو دولة أخرى. ومن ناحية أخرى، فإن العمل عن بعد يوفر لصاحب الشركة فرصة تسجيل الشركة في المكان الذي يريده ويناسبه بغية الحصول على مزايا بعينها جراء التسجيل في تلك الدولة، مع الحفاظ على إمكانية توظيف من يشاء من أي مكان يريد، وهو الأمر الذي لم يكن متاحًا من قبل بتلك السهولة، إذ كان عليه معالجة الإجراءات القانونية الخاصة بكل دولة سيعمل فيها أو يوظف منها. العوامل الاجتماعية لازدهار العمل عن بعد استغل كثير من الموظفين فترة العمل عن بعد في الانتقال إلى جوار عوائلهم إن كانوا يعملون في مدن بعيدة، وإيلائهم مزيدًا من الاهتمام والرعاية، فالعامل عن بعد يوفر وقتًا بين ساعة إلى أربع ساعات كل يوم كانت تضيع في الذهاب إلى العمل والعودة منه. كذلك ظهرت حالات هجرة إما فردية أو جماعية أحيانًا إلى مدن هادئة أو ذات مناظر طبيعية جذابة من أجل العمل منها بما أن العمل سيكون عن بعد على أي حال، وقد ذكرنا أن بعض المدن والدول تشجع العاملين على الانتقال إليها، خاصة أولئك العاملين عن بعد، وهنا نضيف أنهم قد يفعلون ذلك اختيارًا من أنفسهم، غير أن هذا التنقل العشوائي قد يتسبب في بعض المشاكل لأهل المدن الصغيرة، كما حدث في مدينة كريستد بَت Crested Butte في ولاية كولورادو الأمريكية، وهي مدينة صغيرة بالكاد تتعدى مساحتها 2 كم مربع، إذ شهدت حالات هجرة إليها منذ بداية العمل عن بعد في ظل وباء كورونا. وإن كانت تلك الحرية في الانتقال عاملًا في ازدهار العمل عن بعد ومثلًا عليه إلا أنها من ناحية أخرى خلقت مشاكل لم تكن موجودة من قبل، فتلك المدينة السابقة شهدت زيادات خيالية في تكلفة المعيشة بسبب حركة الهجرة الجديدة إليها إلى حد اضطرار المدينة إلى إعلان حالة طوارئ لندرة المنازل المتاحة للسكنى. وإن كان هذا المثال بعيدًا عن العالم العربي إلى الآن على الأقل، إذ أن زيادة العمل عن بعد تعني ازدهاره في الوطن العربي لازدياد فرص توظيف الكفاءات العربية بين الدول العربية نفسها، كما هو الحال في شركة حسوب وغيرها من الشركات العاملة في الوطن العربي، وبين كافة الدول التي كان يصعب عليها جلب الكفاءات العاملة من الوطن العربي إليها. بل قد يشكل هذا فيما رأيت فرصة كبيرة على النقيض مما حدث في تلك المدينة الأمريكية، فالعديد من البلاد العربية تتسم بالمركزية الشديدة التي تكثف فرص العمل والتعليم والصحة وغيرها في العاصمة الإدارية أو الاقتصادية للدولة وما جاورها، مما يثقل كاهل العاصمة نفسها ابتداءً، فتعداد السكان في منطقة مثل القاهرة الكبرى في مصر يزيد على بعض الدول العربية مثل تونس والإمارات مجتمعتين، ويساوي ضعف تعداد سكان الأردن، وأربعة أمثال تعداد سلطنة عمان، وأكثر من نصف تعداد المملكة العربية السعودية! ومن ناحية أخرى يشبه تأثير المركزية في تلك الدول تأثير الهجرة تمامًا، فكما يهاجر الموظفون إلى دول أجنبية للعمل فيها ابتغاء فرص أفضل للحياة فإنهم ينتقلون انتقالًا شبه دائم إن لم تكن هجرة حقيقية إلى تلك المدن المركزية للاستقرار فيها لذات السبب، وقد حدثني كثير منهم أنه قد لا يرى بعض أفراد عائلته القريبين منه إلا كل عام أو اثنين! وذلك لغلاء تكلفة المعيشة في تلك المدن إلى حد اضطرارهم إلى العمل في وظيفتين أو أكثر. وهنا يأتي دور العمل عن بعد إذ شهدنا عودة كثير من أولئك العاملين في المدن المركزية إلى أقاليمهم وقراهم التي فيها عوائلهم، بل وفيها بيوتهم التي تركوها من أجل العمل في المدينة، بعد أن صاروا يعملون عن بعد إما بسبب جائحة كوفيد أو بعدها لما قررت شركاتهم بقاء نمط العمل عن بعد على ما هو عليه، وحدثني بعضهم عن التوفير في النفقات وعودة صلة الأرحام وراحة النفس مما كانوا قد فقدوه بالعمل لسنوات في المدن الكبرى. ثم ظهرت فرص جديدة لم تكن موجودة من قبل أو متاحة، إذ قرر بعض أولئك العاملين الانتقال إلى دول أخرى تمامًا للعمل فيها لأسباب أو ظروف طرأت عليهم ولم يكن بأيديهم حل لها من قبل، إذ رأينا سفر بعض العاملين عن بعد في مصر وعمان مثلًا إلى دول مثل تركيا للسياحة -أثناء العمل عن بعد!- أو طلبًا لتعليم أفضل لأولادهم، ومن الأردن والسودان إلى مصر لحضور دورات أو تعلم مهارة جديدة لم يكونوا يستطيعون ترك أعمالهم والسفر لها من قبل. تحديات العمل عن بعد والتغلب عليها يشكل العمل عن بعد نقلة نوعية للشركات قد تكون غير جاهزة لها لا تقنيًا ولا إداريًا، ومن ثم جاءت هذه السلسلة وأمثالها ليمهد الطريق لها، لتجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى عواقب قد يصعب إصلاحها، وتدور أغلب التحديات التي تواجهها الشركات هنا حول ما يلي: انضباط العاملين عن بعد. ضمان تنفيذ العمل على أكمل وجه. كفاءة التواصل بين العاملين والإدارة وبين العاملين وبعضهم. حل مشكلة رواتب العاملين عن بعد وضرائبها، وبقية البنود المالية من تأمينات اجتماعية وصحية وغيرها. هذا إضافة إلى الآثار الجانبية للتقنيات التي تُستخدم في العمل البعيد، كأن تتسبب أدوات متابعة العمل في تشتت العاملين عن بعد إذا كثرت قنوات العمل، كأن يرسل المدير رسالة على بريد العمل ثم يخبر العاملين أنه أرسلها في قناة محادثات أخرى مثل واتس اب أو سلاك أو تليجرام أو كامب فاير وغيرها، وإن كان من يفعل هذا يتعذر بقلة وعي العاملين باستخدام الأدوات التقنية أو بمحاولة ضمان وصول أخبار العمل ورسائله إلى العاملين، إلا أن هذا يؤدي إلى آثار عكسية أحيانًا كما سنبين لاحقًا. انضباط العاملين عن بعد يريد المدير وصاحب العمل أن يضمن عمل الموظف عن بعد بكفاءة تضاهي العمل من المكتب، وهذا حقه بما أنه يدفع المال كل شهر في صورة رواتب وضرائب ومنافع أخرى للموظف، وقد أظهر العديد من مدراء الشركات الكبرى عدم رضاهم بنمط العمل البعيد لأنه يشجع على الكسل وقلة الإنتاج، وقد كان أبرزهم في هذا إدارات شركة جوجل وتيسلا وأبل، حيث صرحت الأولى أنها تريد إعادة العاملين إلى المكتب تدريجيًا مع استثناءات، وكذلك شركة أبل التي استقال منها إيان جودفيلو Ian Goodfellow، وهو أحد مدراء الذكاء الصناعي بعد رفضه للسياسة الجديدة التي تريد فيها الشركة أن يعود العاملون إلى الشركة ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع. وكذلك كان إيلون ماسك يصرح بين الحين واﻵخر إما علنًا على تويتر أو داخليًا في رسائل شركة تيسلا البريدية أنه يريد للعاملين أن يعودوا للعمل من الشركة، ولا يُحسب للعامل حضوره إلا إذا كان من فرع الشركة الذي يتبع له العامل، في حين أنه وافق على سياسة العمل عن بعد للعاملين في شركة تويتر التي دخل في مفاوضات لشرائها. فالأمر بين الشركات يدور وفق الحاجة، بحيث تحتاج الشركات التي تصدر منتجات حقيقية مثل السيارات والطائرات أن يتواجد المدراء والمهندسون على أرض المصنع جنبًا إلى جنب مع الفنيين الذين يعملون في الغالب ساعات طويلة، وهو ما صرح به ماسك أن من يريد العمل عن بعد في تيسلا يجب أن يعمل 40 ساعة على الأقل كل أسبوع من الفرع التابع لها. أما الشركات التي تكون منتجاتها تقنية وبرمجية، فلا يُشترط العمل من المكتب بنفس القدر المطلوب في النوع السابق. ولا شك أن لكل نظام عمل مزايا وأوجه قصور تعتريه، ويفاضل صاحب العمل بين هذا وذاك لتحقيق أفضل النتائج، فإن كان العمل من المكتب يسهل على صاحب العمل "حصر الرؤوس" أو "Headcount" ليطمئن إلى سير العمل وأنه لا يدفع مالًا لغائب، وأن الأفكار تتلاقى في المكتب فقط، والحق أن هذه دعاوى مردها إلى أن صاحب العمل أو المدير لا يعرف كيف يدير الفرق البعيدة، وأنه يجب وضع المهام والأعمال التي تحتاج إلى تواجد حقيقي في حسابات العمل الحر، كما رأينا في مثال تويتر وتيسلا أعلاه. ويُضمن انضباط العمل البعيد بأوجه كثيرة تكاد تنفي الحاجة إلى التواجد في المكتب إلا في أضيق الحدود، فتفضل بعض الشركات التواصل غير المتزامن مثل حسوب و 37Signals وغيرهما، وتعتمد شركات أخرى من التي تتعامل مع بيانات أكثر حساسية طرقًا مختلفة لضمان تواجد الموظف في أوقات العمل الرسمية، بل ولضمان عدم جلوس غيره على الحاسوب كذلك، بأن تثبت برمجيات تلتقط صورًا للشاشة مع لقطة من كاميرا الحاسوب، وتوجد صورة أخف من هذا في بعض منصات العمل الحر التي تعتمد نظام العمل بالساعة مثل Freelancer، إذ توفر تطبيقًا يثبته المستقل على حاسوبه ليلتقط صورة من شاشة الحاسوب أثناء ساعات العمل التي يحددها المستقل، تُرسل إلى العميل على موقع المنصة ليطمئن العميل أنه يدفع حقًا مقابل ساعات عمل حقيقية. ضمان تنفيذ العمل سيقول بعض المدراء أنهم يريدون ضمان تنفيذ العمل على الوجه الأمثل، وهذه حجة يسهل تفنيدها ودحضها، ذلك أن الموظفين في الغالب يعملون على حواسيب ولا يتأكد المدير من عمل الموظف إلا من نتائجه التي يحصل عليها دوريًا أو من ملفات العمل المشتركة، وسواء هذا أو ذاك يتم تنفيذه رقميًا ويمكن تنفيذه عن بعد. فإن قال بأنه يريد ضمان عمل الموظف في ساعات العمل عدنا إلى النقطة السابقة التي نستخدم فيها البرمجيات اللازمة لضمان تواجد الموظف في ساعات عمله، واستخدام الساعات المتراكبة لضمان تفاعل الموظفين معًا، وهكذا. كفاءة التواصل هنا لا نقول أن التواصل الحقيقي في المكتب يضاهيه شيء، ولكن نحاول إثبات أنه غير ضروري في أغلب الوقت، بل ويأتي بنتائج عكسية أحيانًا! فكر في الأمر قليلًا، هل تقضي يوم العمل تتحدث مع الموظف في اجتماع يحتاج إلى تواجدك معه شخصيًا، أو يفعل الموظفون هذا مع بعضهم بعضًا؟ كلا، بل ينقضي أغلب الوقت في مهام يحتاج الموظف إلى التركيز الشديد فيها دون مشتتات، ألم يكن هذا الغرض من مقرات الشركات بالأساس؟ أن يستطيع العامل التركيز دون مشتتات من أهله أو غيرهم؟ بل يظل الموظف يطمح أن يكون له مكتب مستقل خاص به لئلا يزعجه أحد أثناء العمل، ويرى أن من يحصل على هذا المكتب فاز بحظ وافر، فكيف ونحن نقول أن العمل عن بعد يوفر ذلك المكتب الخاص لكل موظف! أما الاجتماعات وما يحدث فيها من تواصل، فقد حلت محلها الاجتماعات الافتراضية وجربتها مؤسسات العالم كله في فترة وباء كوفيد-19 دون مشاكل، بل ونحن نفعلها كل يوم في اتصالاتنا بأحبابنا، غير أننا نفضل الاجتماع الشخصي بهم لما يجمع بيننا من أرحام وعلاقات شخصية، فالإنسان يأنس بوجوده مع أناس آخرين وهو اجتماعي في نهاية المطاف، أما في العمل فهو كما يقول مؤسسو 37Signals، أن "الشركات ليست عائلات، وإنما تحالف بين عائلات"، ويقصدون بها تحالف بين عوائل الموظفين. وكذلك كثرت قنوات التواصل الخاصة بالعمل وما يتبعه من احتياجات من سبورة للشرح أو تواصل مرئي أو رفع لليدين لطلب الحديث أو كتم أصوات غير المتحدثين للتركيز على المتحدث، وغيرها مما لم يعد معه حاجة للاجتماعات الحقيقية، بل تذكر مراجعات هارفارد للأعمال Harvard Business Review أن الاجتماعات الافتراضية تفضُل هنا في جلسات العصف الذهني لابتكار الحلول للمشاكل وتمثل خيارًا أفضل للشخصيات الانطوائية أو الموظفين الأحدث. وعلى المدراء هنا أن يتخلوا عن الحاجة للرد الفوري على الرسائل، فهذا يقلل إنتاج الموظفين ويزعجهم بسبب التشتت على أي حال، ثم يصعب عليهم العودة للتركيز على المهمة التي كانوا يعملون عليها، بل بما أن الرسالة أُرسلت في بريد أو قناة تواصل، فينظر الموظف في الرد عليها حال إنهائه للمهمة التي بين يديه، وحينئذ يكون رده عليها أفضل بما أن ذهنه خلا للتفكير فيها. الأثر العكسي لبرامج العمل المشترك تحتاج هذه النقطة إلى كتب مطولة لبيانها بتفاصيلها، وقد كُتبت حقًا فيها كتب عظيمة النفع مثل كتاب العمل العميق Deep Work لكالفن نيوبورت Calvin Newport الأستاذ المساعد لعلوم الحاسوب في جامعة جورج تاون، وكتابي "It doesn't have to be crazy at work" و "Remote, Office Not required" اللذين ألفاهما جيسون فِريد Jason Fried وديفيد هانسون David Hansson، وهما مؤسسا شركة 37Signals، ذلك أن العاملين عن بعد يحاولون تعويض التواصل الحقيقي إلى أقصى قدر ممكن، فتجدهم على قنوات التواصل مثل تريللو وعلى البريد الإلكتروني الخاص بالعمل، إضافة إلى برنامج للتواصل المرئي مثل زوم أو تيمز Teams، فضلًا عن المجموعات الخاصة بين العاملين وبعضهم أو بينهم وبين مدرائهم على برامج المحادثة مثل تليجرام أو واتس اب! وتلك فوضى حقيقية، فكأن لدى كل موظف خمس نسخ من مديره في العمل، تخرج عليه كل واحدة من باب مختلف بنفس الرسالة كي يضمن أنها وصلته، وكذلك في حال زملائه في العمل، ويكثر هذا في حالة الموظفين الأصغر سنًا ممن ولدوا في الألفية مثلًا إذ لم يتعودوا على العمل العميق أو بدون مشتتات، أو استخدام قناة واحدة للتواصل مثلًا كالبريد الإلكتروني، إذ أخبرني بعض المدراء أنه يلجأ لاستخدام برامج المحادثة النصية مثل واتس اب في أغراض العمل لأن الموظفين الذين هم دون الخامسة والعشرين لا يعرفون كيف يستخدمون البريد الإلكتروني! ولم أصدقه حتى رأيت بنفسي عينات عشوائية لأولئك الموظفين، وهم حقًا يبدو أنهم لم يتعرضوا للبريد في حياتهم لاستغنائهم عنه بوسائل التواصل الأحدث مثل برامج المحادثة. وتُحل تلك المشكلة بالاتفاق على أغراض لوسائل الاتصال المختلفة، فلا تُستخدم برامج الاجتماعات المرئية إلا لذلك الغرض، ولا تُرسل رسائل أطول من ثلاثة أسطر مثلًا في البريد الإلكتروني، وإنما تُحول إلى اجتماعات صوتية أو مرئية، وتُخصص قنوات للإشعارات اللازم الاطلاع عليها بحيث تبقى لدى الموظف مفعّلة إشعاراتها إذا ما أراد كتم بقية وسائل الاتصال. ويعود هنا أسلوب التواصل غير المتزامن لتظهر فائدته، ففيه يحظى كل موظف ببضع ساعات من العمل العميق دون مشتتات أو إشعارات لأن بقية زملائه في العمل لم يبدأ يوم عملهم بعد أو قد انتهى بالفعل، فحتى لو ترك إشعارات وسائل التواصل الخاصة بالعمل مفعلة فلن يسمع منها شيئًا لأنه لا يحدث فيها شيء ذا بال في الغالب، ولو حدث فسيكون مهمًا على الأرجح. وتلك النقطة مهمة للمدراء خاصة بما أنهم يريدون ردودًا فورية على أغلب ما يرسلونه إلى الموظفين، وينزعجون من تأخر الموظف لانشغاله بمهمة أو اجتماع، والأولى ترك فترة زمنية كافية لكل موظف حتى ينتهي من عمله أو المهمة التي بين يديه، أو تخصيص وقت كل يوم يُنظر فيه في رسائل البريد، قبل أن يُحاسَب الموظف على تحديث في شروط العمل أو لوائحه لم يلتزم به لأنه لم يقرأ الرسالة البريدية الخاصة به، ويفضّل الاتفاق على قناة تواصل ما للأخبار التي لا يمكن تأجيل الاطلاع عليها. البنود المادية قد يظن بعض المدراء أن أمر الرواتب سهل بغض النظر عن محل عمل الموظف، وينظر البعض إلى التفاصيل والخطوات والشروط الواجب تحقيقها لكل دولة من الدول التي لديه أيدي عاملة فيها فيحجم عن التوظيف عن بعد، ويقتصر على التوظيف المحلي فقط. ولا تمثل هذه الأمور مشكلة في حالة التعاقد وفق المشروع مثل حالات العمل على منصات العمل الحر، كمنصة مستقل أو خمسات أو غيرها، حيث لا يتحمل صاحب الشركة أي تكاليف أو التزامات من طرفه، وإنما يتحمل المستقل تلك التكاليف ويقتطعها من قيمة مشروعه، أما في حالة التوظيف المنتظم، فإن صاحب العمل في الغالب هو من يحمل عبئها، وتنتهج الشركات عدة أساليب لحل هذه الأمور ننظر فيها في مقال لاحق. الآثار الاجتماعية للعمل البعيد قد تواجه الشركة مشكلة في بناء تواصل فعال بين العاملين عن بعد، لغياب التواصل البصري ولغة الجسد المعبرة عن مزاج المتحدث ومدى جديته في طرح الحديث، مما يوصل قصده إلى السامع وصولًا واضحًا لا يشوبه لبس ولا سوء فهم، فيُنظر في حل تلك المشكلة إن وجدت أو تلافيها عن طريق التواصل المرئي باجتماعات الفيديو مثلًا. كذلك سيعاني العديد من العاملين عن بعد من العزلة أثناء العمل وانخفاض معدل الإنتاج والتركيز في العمل، وهو ما كان العمل في المكتب التقليدي يعالجه بسبب بيئة العمل التي تحفز على الإنتاج، وتُحل تلك المشكلة بتوجيه الشركة للعاملين لتصميم بيئة عمل مناسبة من حيث التصميم المكتبي نفسه وصولًا إلى قواعد العمل عن بعد لكل من الموظف والمحيطين به إن كان يعمل من المنزل، وبتنظيم اللقاءات الدورية ووسائل التواصل غير الرسمي لتشجيع انسياب التواصل غير المتكلف بين العاملين. وتمامًا على تلك النقطة الأخيرة، فلعل أحد أكثر الأمور التي يصعب تنفيذها في نمط العمل عن بعد هو بناء روابط تتعدى حاجز علاقات العمل بين الموظفين في الشركة الواحدة، وتحل الشركات التي تنتهج العمل عن بعد تلك المشكلة بعدة طرق. فشركة حسوب على سبيل المثال تنظم اجتماعات سنوية يلتقي فيها الزملاء ببعضهم وجهًا لوجه، وتنظم بعض الشركات الأخرى رحلات سنوية لأحد فرقها في دولة ما ليعمل مع فريق آخر تابع للشركة في دولة أخرى لمدة أسبوع مثلًا في مكتب مشترك، من أجل تعزيز التواصل والعلاقات البشرية بين الزملاء، فيتعرفوا على شخصيات بعضهم بعضًا. تقييم مزايا وتحديات العمل عن بعد ذكرنا المزايا والتحديات هنا لنستطيع المفاضلة بينهما، كي يقيم المدير موقفه من نمط العمل عن بعد ويرى إن كان يصلح له أم لا، فقد يوفر تكاليف كبيرة في تكاليف المساحات المكتبية مثلًا وما يلحقها من تجهيزات، لكن قد يواجه صعوبة في تدريب الموظفين الجدد عن بعد، وتحل بعض الشركات تلك المشكلة بتخصيص مقراتها كلها أو جزء منها للموظفين الجدد، وتعيين موظفين قدامى لتدريبهم يعملون معهم لفترات مؤقتة من مقر الشركة لتسريع عملية التدريب، وإن كان يمكن تنفيذ نفس الأمر عن بعد دون الحاجة إلى مقرات الشركات ابتداءً، بإرسال الحواسيب إلى الموظفين عن بعد وتنفيذ التدريب افتراضيًا كعملية تعليمية بحتة باستخدام برامج التواصل المرئي وأدوات العمل المشترك الأخرى. لكن من الناحية الأخرى، قد تجد بعض الشركات أن العمل عن بعد يقلل من فرص التعاون المباشر الذي يُستغل في فترة تدريب الموظفين الجدد، أو قد يرى العاملون أنهم يرتاحون للعمل من المنزل أكثر، خاصة في حالة النساء اللاتي لا يردن الإهمال في حق بيوتهن وأولادهن. ومثل تلك البيانات التي تجمعها المؤسسة أو المدير المسؤول عن الفرق العاملة عن بعد توجه قرار اعتماد المؤسسة على هذا النمط إما كليًا أو جزئيًا، أو تقرر أنه لا يصلح لها أصلًا. الصور المختلفة للعمل عن بعد في الشركات تختلف الشركات عن النهج الذي تتبعه في العمل عن بعد إذ يعتمد هذا على إمكانيات الشركة نفسها واحتياجاتها، فقد تعمل بعض الفرق فيها عن بعد كليًا أو جزئيًا، أو قد تقيد الشركة العاملين فيها بالعمل ضمن نطاق جغرافي معين، وهكذا. شركات تعمل عن بعد كليا هي شركات تعمل بالكامل عن بُعد، ومنها نوع يعمل في نطاق زمني أو جغرافي محدد، وتلك الشركات قد يكون لها مكاتب أو مساحات عمل مشتركة أو لا يكون، فإن كان لها تلك المكاتب فإنها تخصصها لتدريب الموظفين الجدد، أو لمن لا يستطيعون العمل من منازلهم لسبب أو لآخر، وقد تخصص بعض تلك الشركات تطبيقات هاتفية لحجز المكاتب الموجودة في مقر الشركة لعدة ساعات أو أيام إذا كان الموظف ينوي الحضور إلى الشركة. وتفرض تلك الشركات على موظفيها أن يعملوا من حيز جغرافي -كدولة أو مدينة بعينها- أو زمني محدد مسبقًا، إما لأسباب قانونية تتعلق بالدولة التي تعمل فيها الشركة، أو لأسباب إدارية إذا كان العمل يعتمد على متغيرات زمنية أخرى، مثل مشاريع متزامنة أو عملاء في منطقة زمنية بعينها، أو لأسباب أمنية تتعلق ببيانات الشركة نفسها، وإن كانت هذه تندر لأن الشركات تعالجها باستخدام شبكات خاصة VPN أو حواسيب مخصصة للعمل تكون مراقبة ولا تسمح بالعبث بها. أما النوع الثاني منها فهي شركات أكثر مرونة حيث لا تشترط حيزًا جغرافيًا معينًا للعمل، وقد تسمح بالتواصل غير المتزامن بحيث يعمل الموظف من أي مكان شاء طالما يضمن تراكب ثلاث ساعات أو أكثر مع بقية زملائه أثناء ساعات عمله، وفي الغالب يحدد أيام العمل والإجازات بالتنسيق مع الموارد البشرية في الشركة، ويكثر هذا في الشركات التقنية. من أمثلة تلك الشركات شركة حسوب، وشركة 37Signals، و Buffer، وغيرها. شركات تعمل عن بعد جزئيا تسمح تلك الشركات لموظفيها بالعمل عن بعد بضعة أيام في الأسبوع، أما بقية الأيام فيجب أن تكون من المكتب، وينطبق عليها بقية الشروط التي ذكرناها في النوع السابق، ومن أمثلة تلك الشركات جوجل وأبل، بعد انتهاء فترة العمل عن بعد إثر جائحة كورونا. الجمع بين نوعي العمل عن بعد قد تجمع الشركة بين نوعي العمل عن بعد عند الحاجة، كأن تسمح بالعمل عن بعد كليًا لبعض الفرق التي لا تحتاج إلى الحضور إلى المكاتب، مثل فرق الدعم الفني والتطوير، وتسمح للبعض الآخر بالحضور عند الحاجة، ويكون ذلك بالتنسيق مع بقية أفراد الشركة إن كان العدد كبيرًا، فتستخدم بعض الشركات تطبيقات داخلية لحجز المكاتب الموجودة في مقرات الشركة مسبقًا لئلا يحدث زحام داخل الشركة في أحد الأيام دون غيره. وشركة جوجل مثلًا إحدى الشركات التي تريد للموظفين أن يعملوا من الشركة عدة أيام في الأسبوع، لكنها لم تمنع إلى الآن من يريد العمل عن بعد كليًا، خاصة إن كان من مدينة أخرى غير التي فيها مقرات الشركة، مع شروط معينة منها تخفيض الراتب إن كان يعمل من منطقة أقل في تكلفة المعيشة. فترات العمل عن بعد قد تعمل بعض الشركات عن بعد من بداية تعاقد الموظف فلا تعتمد لها مقرًا للموظفين أو مساحة عمل، وتترك حرية مكان العمل للموظف مطلقًا، غير أنها قد تعالج بعض تحديات العمل الحر التي تؤثر على أداء الموظفين بعدة طرق، فقد تخصص ميزانيات لتجهيز مكاتب منزلية للموظفين، أو اشتراكات في مساحات عمل قريبة ليعملوا منها، أو تخصص فترة كل عام يسافر فيها العاملون في إحدى الدول للعمل مع زملائهم من نفس الفريق في دولة أخرى في مقر للشركة أو مساحة عمل لمدة أسبوع أو أكثر، يلتقي فيها العاملون وجهًا لوجه، لتوطيد العلاقة بينهم وتقريب الثقافات المختلفة. ومن ناحية أخرى تختار بعض الشركات أن يعمل الموظفون عدة أيام فقط من المنزل، والبقية تكون في مقر الشركة، خاصة إن كان أغلب العاملين في مكان واحد قريب من الشركة، وسواء كان هذا أو ذاك فإن الأمر يعود إلى احتياجات الشركة نفسها وإمكانياتها المادية والإدارية، فليست كل الشركات يناسبها العمل عن بعد بنمط محدد دون غيره. تواصل الفرق العاملة عن بعد كما أن العمل عن بعد فيه عدة صور وأنواع، فإن له عدة أساليب مختلفة للتواصل كذلك لكنها تقع في الغالب تحت تصنيفين أساسيين، وهما التواصل المتزامن وغير المتزامن، هذا إضافة إلى التواصل الحقيقي إن كانت الشركة تعمل عن بعد جزئيًا، فحينئذ قد تخصص أوقاتًا من أيام العمل من المكتب للاجتماعات المهمة أو المكلفة إن كانت تتم عن بعد، ذلك أن اعتماد العمل عن بعد جزئيًا يعني أن الشركة لا زالت تدفع تكاليف لمكاتبها في كل شهر أو كل عام، فإضافة تكاليف الخدمات السحابية لاجتماعات الفيديو قد تكون عبئًا على الشركة إذا كان ممكنًا إجراء الاجتماع في مكتب الشركة. التواصل المتزامن يحدث الاتصال المتزامن في نفس الوقت ، مما يعني أن الاستجابات فورية في الغالب، وأكثر طرق التواصل اللحظي ذاك هي المكالمات الهاتفية ومؤتمرات الفيديو والاجتماعات الافتراضية، وهذا الأسلوب يناسب المواقف التي يُحتاج فيها إلى الرد المباشر والنقاش المثمر في جلسات العصف الذهني أو الاجتماعات أو الردود الفورية. لكن هذا يعني أن يعمل الموظفون في نفس التوقيت الزمني بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية، وأن تكون احتمالات تعطل أدوات العمل أو معدات الاتصال نتيجة انقطاع للطاقة أو الاتصال بالإنترنت قليلة الحدوث، بل يُفترض وجود اتصال بالإنترنت لا تقل سرعته عن 5-10 ميجابت/ث من أجل التواصل المرئي البسيط. التواصل غير المتزامن أما في حالة التواصل غير المتزامن فلا يُشترط تواجد اﻷطراف المتواصلة في نفس الوقت من أجل تحقيق ذلك التواصل، فيُستخدم البريد الإلكتروني وتطبيقات إدارة الأعمال والبرمجيات التشاركية في تنفيذ المهام وتطبيقات المكتب السحابية وغيرها. وهنا لا تُشترط الاستجابة الفورية، بل يرد كل موظف في الوقت الذي يناسب جدول عمله، وتكفي ساعات عمل متراكبة لإجراء أي اجتماعات قد تكون طارئة أو لازمة، سواء صوتية أو مرئية أو حتى تواصلًا فوريًا في محادثة نصية من أجل الحصول على رد سريع، وهو لا يتأثر بتعطل تقنيات الاتصال أو انقطاع الطاقة كما يحدث في التواصل المتزامن، كما أن له مزية أخرى تصلح للأعمال التي تحتاج إلى تركيز كبير لعدة ساعات، وتظهر في طبيعة عمل الساعات المتراكبة، فتلك الساعات تعني وجود فترات زمنية لا يتحدث فيها الموظف مع باقي زملائه، فيصرفها في التركيز على المهام التي بيده وإنهائها كما ذكرنا من قبل، ثم تخصيص الأوقات التي يشترك معه زملاؤه فيها للنقاشات حول المهام والاجتماعات وغيرها. هل يصلح العمل البعيد لشركتي؟ يتبادر إلى الذهن سؤال هنا بعد الاطلاع على مفهوم العمل عن بُعد وفوائده وعيوبه، عن جدوى تبني هذا النظام إن لم يكن المدير أو المؤسسة قد تبنوه من قبل، فما هي الدوافع التي تجعلنا نختار تحويل الشركة إلى نظام العمل عن بعد، فهل نحتاج إلى إبقاء الموظفين في بيوتهم لظرف طارئ عام على الدولة التي فيها مقر الشركة أو خاص على مستوى الشركة نفسها، كأن تكون حالة صحية أو أمنية أو مناخية لا يمكن السماح فيها للعاملين بمخاطرة القدوم إلى مقر الشركة، أو يكون الأمر مجرد تغير بعض ظروف العمل في الشركة، كأن تحتاج مقر الشركة في تدريب موظفين جدد أو إخراج فرق عاملة على بعض المشاريع إلى أماكن منفصلة عن باقي الشركة لحاجة تلك الفرق إلى ذلك، ولعل القارئ تبادر إلى ذهنه الآن سبب أو مجموعة من الأسباب من بيئة عمله تدفعه لتبني ذلك النظام. من المقبول عقلًا أن العمل عن بعد لا يصلح لكل الشركات، بل لا يصلح لكل الفرق داخل الشركة الواحدة، وقد بدا هذا جليًا إذ أعلنت جوجل بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية من جائحة كوفيد-19 عن نيتها لإعادة الموظفين إلى مقرات الشركة في خلال بضع سنين. ومن ناحية أخرى فقد يرغب بعض المدراء في تواجد الموظفين معهم تحت نفس السقف، فهذا أسهل في الإدارة من جانبهم عن الفرق البعيدة التي تتطلب أدوات وبرمجيات متابعة وغيرها، ويصعب هذا في الأعمال التي تحتاج إلى تركيز عميق واجتماعات قد لا تكون مجدولة مثل أعمال البرمجيات، خاصة في حالة المدراء الذين لم يتعودوا على الإدارة البعيدة. فعند تعذر تقييم العاملين عن بعد بسبب طبيعة عمل المؤسسة نفسها أو حاجتها إلى أنماط أعمال تتطلب وجودًا في مقر الشركة وتواصلًا أسرع من العمل عن بعد فحينئذ يكون العمل من مقرات الشركة هو الأنسب، فالعمل عن بعد ليس خيرًا محضًا ولا شرًا في نفسه، بل هو أسلوب للعمل قد يصلح لكثير من الشركات والمؤسسات العاملة في السوق ويوفر لها كفاءات لم تكن متاحة محليًا، ويوفر نفقات كانت لتُنفق في جلب تلك الكفاءات أو تجهيز بيئات العمل المحلية لها، غير أنها من الناحية الأخرى قد تعطل أداء بعض المؤسسات التي لا يصلح العمل عن بعد لها. أمثلة لشركات تعمل عن بعد قد ذكرنا أن العمل عن بعد ليس جديدًا في ذاته ولا مستحدثًا بظرف طارئ، وهنا نذكر أمثلة لبعض الشركات التي اعتمدت العمل عن بعد منذ بدئها أو بعده من غير اضطرار بسبب جائحة أو غيرها، وقد بدت نتائج العمل البعيد عليها في صور إيجابية. حسوب تعمل شركة حسوب عن بعد منذ نشأتها في 2011، وقد استفادت من العمل عن بعد في توظيف كفاءات من مختلف أنحاء الوطن العربي إن لم يكن من خارجه دون التقيد بمحل إقامتهم أو تكلف جلبهم إلى مقر الشركة نفسها، وهذا مفيد للشركات في بدئها لتقليل التكاليف والجهود الضائعة في إدارة الموارد البشرية والتركيز على المنتج نفسه. وقد أثمر هذا عن مجموعة من المنتجات التي صبت في نهر العمل البعيد أيضًا فقد أرادت تعميم الفائدة التي جنتها منه من توفير منصات للعمل الحر ومنصات للتوظيف والعمل عن بعد وخدمات أخرى مكملة لها تعلم العاملين العرب وتطور مهاراتهم التقنية والمهنية، إضافة إلى الكتب التي أصدرتها الشركة من خلال أكاديمية حسوب، والتي منها هذا الكتاب نفسه في طبعته الأولى، وكتاب دليل المستقل والعامل عن بعد، ودليل الأمان الرقمي، إضافة إلى الكتب المتخصصة في البرمجة والتسويق والتصميم وغيرها. مساق تأسست شركة مساق عن بعد كليًا عام 2020 واستفادت أكبر استفادة من ذلك بضم خبرات من كامل الوطن العربي الأمر الذي يساعدها على التوسع فيه بما أنها تستهدف العالم العربي في المقام الأول، وقد وصل فريقها الموزع عن بعد إلى 15 من السعودية والإمارات والبحرين ومصر وسوريا وفلسطين. وكان هدف مساق مساعدة المعلمين والمدارس والأكاديميات على إنشاء منصاتهم التعليمية على الإنترنت بسهولة ويسر دون الاهتمام بالجانب التقني والبرمجي، وبذلك ينصب التركيز على المحتوى التعليمي المقدم، وتستهدف كما ذكرنا العالم العربي بتوظيف الخبرات العربية أينما كانت في خدمة العالم العربي بنشر الأكاديميات التعليمية على الإنترنت ليستفيد منها أي متعلم عربي أينما كان. 37Signals شركة برمجيات أمريكية تأسست في 1999، كان تركيزها في البداية على تصميمات الويب، ثم انتقلت إلى بناء تطبيقات للويب، وقد طورت إطار العمل Ruby On Rails لاستخدامه داخليًا قبل نشره للعامة في 2004، وتعمل عن بعد بأسلوب التواصل غير المتزامن. لدى الشركة فلسفة في العمل تختلف عن أغلب الشركات الأمريكية التي تأثرت بصبغة شركات وادي السليكون، وتقوم على العمل الهادئ المنتظم، وعدم إرهاق العاملين بكثرة وسائل التواصل، والتشجيع على العمل العميق الذي لا يزيد عن 40 ساعة أسبوعيًا، وقد تعمقت في تفصيل تلك الفلسفة كثيرًا إلى حد أنها خرجت بعدة كتب تدعو إلى هذا النمط، مثل Rework و It doesn't have to be crazy at work و Remote: Office not required وغيرها. نماذج أخرى تكثر نماذج الشركات العاملة عن بعد إما كليًا أو جزئيًا في الواقع وقد يُخصص لها مقال طويل أو كتيب صغير يجمعها، لكننا جمعنا الفوائد التي تُستخرج من نمط عملها البعيد في هذه السلسلة، ويُنظر في بقية الأمثلة لمن أراد البحث عنها، فهي تتغير وفقًا لرغبات الشركة وحاجاتها، غير أن أهم الشركات التي تتبع هذا النهج وقت كتابة هذه الكلمات هي ما يلي: Buffer: شركة برمجية اشتهرت بتطبيقها الذي يحمل نفس الاسم لإدارة الحسابات في الشبكات الاجتماعية. Reddit: موقع النقاش وتقييم المحتوى. Google. شركة ميتا: وهي فيس بوك -قبل تغيير اسمها- الغنية عن التعريف. تويتر: صاحبة شبكة التواصل الاجتماعي الغنية عن التعريف. شركة SAP: شركة برمجيات ألمانية مختصة ببرمجيات إدارة العمليات في الشركات. شركة ليفت Lyft: شركة نقل الركاب المثيلة لشركة أوبر. 3M: شركة صناعية لها منتجات في طب الأسنان والمواد اللاصقة وأدوات الحماية وغيرها. خاتمة حاولنا في هذا المقال التمهيد للعمل عن بعد بإجمال ليعلم القائمون بالإدارة والتوظيف في الشركات أبعاده إن كانوا يفكرون في اعتماده بشكل أو بآخر، ثم نفصل في بقية السلسلة إن شاء الله ما ذُكر ها هنا، من آليات لمتابعة العمل عن بعد، وقياس أداء العاملين والحلول التي تتبعها أشهر الشركات العاملة عن بعد في العالم العربي لمتابعة الموظفين وتطويرهم وكذلك من الشركات العاملة في السوق الأجنبية، والأساليب المختلفة للتوظيف عن بعد، إما توظيفًا دائمًا أو تعهيدًا خارجيًا. ولا شك أننا سنفصل قبل كل هذا كيفية التأسيس الصحيح لبيئة العمل عن بعد في الشركة، كي يتلافي القارئ الأخطاء والتخبطات التي حدثت أثناء الانتقال السريع إلى العمل عن بعد من كثير من المؤسسات في السوق العربية والعالمية. كتبت فاطمة أحمد المسودة الأولية لهذا المقال. اقرأ أيضًا ما هو العمل عن بعد؟ دليلك لبناء فِرق عمل عن بعد والحصول على وظيفة أحلامك من المنزل 8 دروس يمكن تعلمها من أفضل الشركات التي تعمل عن بعد في العالم تعرف على منصات العمل الحر والعمل عن بعد كيف تبدأ – وتنجح في – خدمة العملاء عن بعد ما هو العمل المشترك الافتراضي؟ متى يحقق العمل عن بعد النجاح المطلوب في مشروعك الريادي
-
هذه الكلمات الخمس عشرة المشهورة، تعود إلى أرسطو. لم أكن أصدقه في معظم أيام حياتي. لقد حاربت تنمية العادات الجيدة ونمط الحياة، لأني لم أكن أريد الشعور بأنه يجب أن أعيش حياتي بناءً على قواعد وضعها آخرون. أردت أن أكون أنا وأفعل أشيائي الخاصة. بالإضافة إلى أن الحفاظ على نمط الحياة يعد عملًا صعبًا. هل تعلم ما الذي اكتشفته؟ عدم وجود نمط للحياة أو هيكل يستنزفك ذهنيًا، وجسديًا وعاطفيًا أكثر من أي نمط قد تعيش عليه! حرمت جسدي وذهني من الطاقة التي تخلقها هذه التمارين الإيجابية، بعدم القيام بالأشياء التي أعرف أنها قد تجعلني أفضل - عادات مثل تمارين التأمل وعمل قوائم الامتنان. شعرت بالتعب داخليًا وخارجيًا. ولتصبح الأمور أسوأ، بدأت أحلامي وأهدافي بالاختفاء. قررت اتخاذ مسارًا آخر قبل عدة سنوات.. وهو أن أستمع لأرسطو وأعمل لتحقيق الامتياز في حياتي عن طريق تأسيس نمط حياة إيجابي يومي. الآن وبعد أن أنشأت ممارساتي اليومية الخاصة والتزمت بها (أسميه 'يومي الأفضل' - جد الروتين كاملًا في أسفل هذا المنشور)، لم أصبح أكثر إنجازًا من قبل فقط، بل أشعر بأني أفضل بـ 100 مرة خلال القيام بها! أحب أن أشارك معك كل عناصر نمط حياتي اليومي الناجح، ورؤية ما إذا كانت الأجزاء تساعدك في إنشاء نمط حياة رائع! لماذا تنشئ نمطًا للحياة؟ ولكن أولًا، قد ترغب في البحث عن فوائد خلق نمط للحياة تكون أكثر إقناعًا. إنّ إنشاء نمط حياة إيجابي يعني استثمار نفسك وهو طريقة للقيام بأفضل ما لديك لباقي العالم. بالإضافة إلى أنه يقدم فوائد أخرى مثل: إعطاء هيكل تنظيمي، وبناء عادات مستقبلية ويخلق حماسًا يساعدك في تخطي الأيام التي لا تشعر بالقدرة على تخطيها. إنّ اتباع نمط حياة يومي يومي يساعدك في تأسيس أولوياتك، وتخفيف المماطلات، ومتابعة الأهداف، ويجعلك أكثر صحة. وهو يقلل اعتمادك على قوة الإرادة والتحفيز، كما يقول تيان، كاتب Superhuman by Habit: لدي اليوم أكثر توجيه، وتحفيز وشغف، مما يجعل تحقيق أهدافي أسهل.. وأكثر تحقيقًا. لدي طاقة جسدية وذهنية أكبر لإكمال أيامي… حتى الأيام الصعبة جدًا (والتي لا أزال أواجهها). أشعر بسعادة وراحة أكبر مع جودة وعمق حياتي. ومع ذلك، أنا أعترف: خلق عادات جيدة لا يعد أمر سهل دائمًا. يقول براين ترايسي: وهنا شيء مهم جدًا لتذكره: ما يمكن أن يناسب شخصًا ما، قد لا يناسبك. وهذا هو سبب أهمية اختيار نشاطات تتناسب معك. النشاطات التي تدفعك لتصبح في أفضل حالاتك… والاستمرار في فعلها. لا تخف من تجربة عادات جديدة ورؤية ما إذا كانت تناسبك. إذا كانت تجعلك تشعر بأنك مفعمًا بالطاقة وملهمًا، استمر في فعلها.. وإذا لم تكن كذلك، حاول تجربة عادات أخرى حتى تجد ما يناسبك. إنّ المفتاح هو خلق أنماط يومية ثابتة ومنتظمة، والتي ستأخذك حيث تريد بمساعدتك على الوصول إلى الحد الأقصى في كل مرحلة ممكنة. الآن، لنتحدث عن بعض الأشياء التي يمكنك فعلها في نمط حياتك اليومي، للوصول للمراحل الذهنية الأعلى (أي قوة عقلية أكبر ووضوح!). الجزء الأول: حسّن ذهنك يساعدك نمط الحياة اليومي الناجح على الوصول لقوة تركيز عالية، من لحظة استيقاظك صباحًا… حتى تغلق عينيك وتنجرف في عالم الأحلام ليلًا. وهنا بعض الطرق لتحقيق هذا: كن إيجابيًا: ابدأ يومك بأذكار الصباح وفقًا لـ Mayo Clinic، يساعد التفكير الإيجابي على إدارة التوتر، وحتى تحسين صحتك. أبدأ كل يوم بقول تلك الجملة البسيطة (بصوت مرتفع) عندما أخرج من السرير. نعم، حتى أني أخبر نفسي هذا في الصباحات التي تلي الليالي القصيرة، أو الصباحات التي أشعر بأن العالم كله على كتفيّ. لماذا؟ هذه الكلمات الست تضع تفكيري في المسار الصحيح قبل بداية يومي. ما يجعل اليوم جيدًا أو سيئًا، ليس الأحداث التي تحصل، بل استجابتك لها. يقول جيم رون: اعتاد بين فرانكلن سؤال نفسه السؤال التالي كل صباح: اختر جملة أو سؤالًا يناسبك. قد يكون بسيطًا كابتسامتك وقولك "شكرًا لك" بصوت مرتفع وإخطارك بأنّك قد مُنحت يومًا آخر. كن نشيطًا: لا تتفقد بريدك الإلكتروني أولًا! هل تتفقد بريدك الإلكتروني وحساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما تستيقظ في الصباح؟ إذا كنت هكذا، فإنك تبدأ يومك بأسلوب رد الفعل بدلًا من النشاط. كتبت جوسلين جلي في كتابه Manage Your Day to Day: ".. المشكلة في هذا النهج هو أنه يعني أن تقضي أفضل أوقات يومك في أولويات الناس الآخرين". مثلًا، إذا استلمت بريدًا إلكترونيًا لطلب وثائق متعلقة بالعمل، قد تكون مجبرًا على تقديمها فورًا… على الرغم من كونك تملك مخططات لتسويق مشروعك. أو إذا كنت قد رأيت إحدى مشاكل أصدقاءك على فيسبوك، وأصبحت محط تركيزك، من المحتمل أنها ستمنعك من التركيز على مشاكلك الخاصة واهتماماتك. ابدأ أيامك بالتركيز على نفسك، وعندها ستكون في حالة صحية أفضل بكثير لمساعدة الآخرين وتحقيق إنجازات أكثر خلال اليوم. جهّز نفسك ذهنيًا: تصور نجاحك يستخدم بعض أعظم رياضيي العالم التصور للمساعدة في تجهيز أنفسهم ذهنيًا للتفوق في رياضتهم. وقد تم اعتماد آرون رودجرز، لاعب خط وسط في كرة القدم الأمريكية، من قبل العديد من الناس ليكون أفضل من تحدث عن قوة التصور في مقابلة مع USA اليوم سنة 2011: يقترح جاك كانفيلد، كاتب مشارك في the Chicken Soup for the Soul Series، أن تمارس التصور لمدة 10 دقائق يوميًا "لتستفيد من طاقة العقل الباطن." ببساطة، أغلق عينيك وتخيل أنك تتفوق وتصبح في أفضل حالاتك. ضع نفسك في مواقف تكون متألقًا بها، متصورًا لأفضل مخرجات ممكنة. تضمن أكثر تفاصيل ممكنة في تصورك، باستخدام كل حواسك وجعل "تدريبك" أكثر قوة. أما بالنسبة للناس الذين يواجهون صعوبة في إغلاق أعينهم"ورؤية أي شيء"، فأوصيك باستخدام قلم وورقة وكتابة كيف تريد أن يسير يومك. كن محددًا قدر الإمكان… وتأكد من جعله إيجابيًا. الهدف من هذا هو إرسال أمر من عقلك الواعي إلى عقلك الباطن. يريد عقلك الباطن تصديق ما تخبره (جيد أو سيء)، وسيفعل أي شيء لتحويل هذه الأوامر إلى حقيقة. اقرأ كتابًا (حتى لو كان صفحة واحدة فقط) تقدم قراءة الكتب فوائد قائمة على أسس علمية. يمكن للقراءة أن تعزز ذكاءك، وتزيد قوتك العقلية (حتى 5 أيام، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة Emory) وتقوي قدرتك على التعاطف مع الآخرين. كما وُجد أيضًا أنّ القراءة تساعد في تخفيض نسبة خطر إصابتك بمرض الزهايمر لأكثر من الضعف… كل هذا يتزامن مع مساعدتك في الحصول على شعورٍ أكبر بالراحة! جوشوا بيكر، أفضل مؤلف ناشر، جعل هدفه قراءة كتاب أسبوعيًا؛ لأن القراءة تجعله يصبح قائدًا أفضل، وتزيد نظرته للعالم ومعرفته، وتعزز انضباطه. لا أعلم عنك، ولكني لا أجد الوقت لقراءة كتاب كامل. أعني أنّه من يملك ساعات عديدة في الأسبوع للقراءة فقط؟ ولهذا أنا ملتزم بقراءة فصل واحد يوميًا من كتاب أنا أختاره. أنا الآن في عملية قراءة مجموعة مختلفة من الكتب، ولذلك اخترت الكتاب الذي يناسبني بشكلٍ أكبر في ذلك اليوم وجلست لأقرأ فصلًا منه. إذا أردت قراءة المزيد، سأفعل. من خلال تقسيم العملية الكبيرة (قراءة كتاب كامل!) إلى شيء يمكن إدارته (فصل واحد)، أستطيع قراءة حوالي 50 كتابًا في السنة. اجعل نفسك خاضعًا للمساءلة: اختر شريكًا أو مستشارًا لدي مستشار وأتصل به يوميًا، حتى لو كنت أترك له رسالة فقط. هذه المهمة البسيطة تجعلني خاضعًا للمساءلة. بالإضافة إلى أنها تجبرني (وذهني) على التحرك باتجاه إيجابي. إذا لم يكن لديك مستشار، فكر بطريقة الحصول على أحدهم. أو جد شخصًا تثق به على الأقل، والذي من الممكن أن يكون شريكك في المساءلة. شخص يساعدك في الحفاظ على وعودك. يؤمن إيريك ثوماس،* مرشد الهيب هوب*، بضرورة شركاء المساءلة للنجاح وأن شركاءه قد غيروا حياته: وهو يوصي بعمل قائمة من ثلاثة أشخاص تثق بهم وتحترمهم. تحدث مع كل واحد منهم وتناقش معهم عن الإنجازات التي تريد تحقيقها. بعد ذلك، قرر من منهم سيخدمك بشكلٍ أفضل كشريك في المساءلة للعلامة الفارقة المحددة التي تريد الوصول إليها. يؤكد اقتراح واحد سريع على أنها حالة مربحة لهم بشكلٍ كامل. وبكلمات الكاتب رايان هوليدي "حضّر شيئًا ما". اكتب: تميز بالإبداع يساعدك قضاء الوقت يوميًا في الكتابة لتصبح أفضل في التواصل، ويحسن قدرتك على تذكر المعلومات المهمة ويعزز إبداعك. اكتب على شكل مذكرة وستحصل على فائدة إضافية في فهم نفسك بشكل أكبر. أحد أول الأشياء التي أفعلها كل صباح، هي كتابة صفحات الصباح. وهو ممارسة ابتكرتها جوليا كاميرون. هذه الممارسة تصفي ذهني وتساعد في توضيح ما أريده في الحياة. لكتابة صفحاتك الصباحية الخاصة، اجلس ببساطة واكتب ثلاث صفحات. يمكن أن تكون عن أي شيء تريده. فقط اكتب كل يوم. إضافةً لهذا، فأنا أكتب 10 أفكار، وهو مفهوم تعلمته من جيمس ألتشر، كاتب Choose Yourself. الهدف من هذا التمرين هو تشغيل عقلك والحصول على العصارات الإبداعية المتدفقة. قد تكون أفكار كبيرة (كيفية معالجة مرض السرطان)، أو صغيرة (طرق لإيقاف خدش القطة للأثاث). يقال بأن كل شخص لديه فكرة واحدة بمليون دولار على الأقل في حياته. قد تجد فكرتك في هذه القائمة! أنشئ قائمة مهمات يومية إحدى الطرق الرائعة لتكون مستعدًا لليوم المقبل هي إعداد قائمة مهام، تمامًا مثل: باربرا كوركوران من Shark Tank، وجيم كوتش مؤسس Sam Adams، وجيم مكان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة 1-800-FLOWERS. أخطط لما يصل إلى ست مهام أريد إكمالها خلال اليوم بنفسي وهناك سببين لعمل هذا. أولًا، يساعدني في التخطيط ليومي بطريقة تسمح لي بالحصول على أقصى مخرجات ممكنة، مقابل القيام بمهام عشوائية على أمل أن تدفعك إلى الأمام. ثانيًا، إنشاء قائمة مهام تجعلني أعمل دائمًا؛ فأنا أعرف ما الذي تريد القيام به ومتى بالضبط، مما يجعل احتمالية القيام بها أكبر. اجعل قائمة مهامك اليومية صغيرة بحيث يمكن التحكم فيها ولا تكون هائلة. وهناك طريقة رائعة للتأكد من أنّ قوائمك تبقى بسيطة هي استخدام أوراق الملاحظات اللاصقة. أبعادها المثالية تكون عادةً (3 × 3)، وهذا الحجم سيجبرك على كتابة أهم الأشياء التي عليك القيام بها كل يوم فقط. لا يمكنك احتواء أكثر من 6 عناصر على أوراق الملاحظات هذه (ما لم تغش وتكتب بخط صغير جدًا… لكنك لن تفعل هذا، أليس كذلك؟) ويجب أن تكون هذه المهام هي الأهم. بالإضافة إلى ذلك، عندما تكون قادرًا على حذف العناصر من هذه القائمة، فإنها تلهمك لمواصلة العمل وإنجاز المزيد! خذ فترات راحة منتظمة طوال اليوم على الرغم من أن كل هذه النصائح تهدف إلى مساعدتك في التقدم، إلا أنك تحتاج في بعض الأحيان للتوقف وإعطاء عقلك استراحة. يمنعك أخذ فترات راحة منتظمة من الشعور بالملل وفقدان التركيز، ويزيد من وظيفة عقلك في نفس الوقت. كما يفرض عليك إعادة تقييم ما تعمل عليه، للتأكد من أنك تسير في الاتجاه الصحيح. لقد وجدت أن تقنية بومودورو لا تقدر بثمن في مساعدتي بالحفاظ على مستويات الطاقة مرتفعة و"إجباري" على أخذ فترات راحة منتظمة. إن نظام إدارة الوقت الثوري هذا، سهل التعلم بشكلٍ مخادع، ولكنه يغير الحياة عند تطبيقه تطبيقًا صحيحًا. وهنا عرض سريع لكيفية عمله: تقنية بومودورو: اختر مهمة (واحدة فقط) اضبط الوقت على 25 دقيقة اعمل على المهمة حتى يرن المؤقت، ثم ضع علامة على ورقة المتابعة خذ 5 دقائق راحة (لقد أنهيت أول بومودورو!) أعد الخطوات 1-4 عدة مرات وخذ 15 دقيقة كفترة راحة بعدها باستخدام هذه التقنية، أستطيع الآن الحصول على 40 ساعة من العمل في 16.7 فقط! طوال الوقت، بالحفاظ على مستويات الطاقة الخاصة بي لتكون أكثر استقرارًا والتخلص من الإرهاق (بشكل كبير). وفي التحدث عن الاستراحات، بينما تضغط عقلك وتعطيه فرصة لتبديل التروس، فلماذا لا تغمض عينيك وتنام قليلًا؟ وفقًا لمؤسسة National Sleep، يمكن لغفوة قصيرة تتراوح من 20 إلى 30 دقيقة، أن تساعد في تحسين حالتك المزاجية، ويقظتك وحتى أداءك. وكان كل من وينستون تشرشل، وجون كينيدي، وتوماس إديسون وسلفادور دالي من المنتظمين في أخذ القيلولة. قسم يومك إلى أجزاء يساعدك تقسيم يومك لتكون في أفضل حالاتك؛ حيث أنّ قضاء الكثير من الوقت في عمل شيء واحد يمكن أن يؤدي إلى فقدان التركيز… والاهتمام. وإذا كنت تعمل على شيء لا تريد فعله حقًا، فهذا يجعل الأمر أكثر سهولة لأنه عليك القيام به لفترة قصيرة فقط. يعد تيم فيريس، مؤلف كتاب The 4-Hour Workweek، أستاذًا في هذا؛ لأنه يضع جدوله اليومي بطريقة لا تجعله يعمل على نفس المهمة لفترة طويلة جدًا. إليك ما بدا عليه اليوم "النموذجي" بالنسبة إلى تيم قبل بضع سنوات: 10 صباحًا - الإفطار 10:30 صباحًا - 12 مساءً - مقابلات الراديو وتوليد الأفكار 12 مساءً - البدء بالعمل 12:30 مساءً تناول الغداء 1-5 مساءً - الكتابة ولكن ليس كل الوقت 5:30 مساءً - تناول العشاء 6:30 - 8:30 مساءً - التدريب على رياضة الـ Jiu Jitsu 9 مساءً - تناول العشاء 10 مساءً - حمّام بارد 11 مساءً - 2 صباحًا - الراحة بعض النصائح السريعة المهمة من تيم: لا يوجد يومان متماثلان أبدًا اقض أكثر وقت ممكن في فعل ما تريد عن طريق زيادة المخرجات في أقل وقت ممكن… هذا هو الهدف كل يوم. كيف تستخدم الوقت وتبادله بالخبرة… هو ما يهم حقًا. الآن، انظر إلى يومك واكتشف كيف يمكنك تقسيمه إلى أجزاء… وحدد ما عليك القيام به لقضاء وقتك في القيام بما تريد فعله (قدر الإمكان). ضع موضوعًا لكل أسبوع اعتاد جاك دورسي، المؤسس المشارك لكل من Twitter و Square، على إدارة هاتين الشركتين في نفس الوقت دون الشعور بالارتباك. لقد فعل ذلك من خلال تخصيص مهام مختلفة لأيام الأسبوع المختلفة. إليك ما بدا عليه: الإثنين: الإدارة الثلاثاء: المنتجات الأربعاء: التسويق والنمو الخميس: المطورين والشراكات الجمعة: ثقافة الشركة والتطوير السبت: عطلة الأحد: الانعكاس والاستراتيجية حتى إذا لم يكن بإمكانك تخصيص أيام كاملة للتعامل مع بعض المسائل، يمكنك حظر ساعات محددة من اليوم للتعامل معها (نعود إلى تقسيم يومك إلى أجزاء). يمكن أن يوفر لك هذا، الوقت الذي تحتاجه لإحراز تقدم في تلك المناطق المحددة… دون تحميل عقلك حملًا زائدًا. الجزء الثاني: حسّن جسمك يتطلب أن تكون في أفضل حالاتك، أن تهتم بجسمك من جميع النواحي أيضًا! وهنا بعض الأشياء التي يمكنك إضافتها إلى نمط حياتك اليومي للقيام بذلك. تنفس: تمرن على التنفس العميق بالطبع، إذا توقفت عن التنفس، ستموت … أنا أتحدث عن التنفس الحقيقي. تُطلَق 70٪ من السموم الموجودة في جسمك من خلال رئتيك وزفيرك مما يجعل "التنفس الكامل" مزيلًا طبيعيًا وقويًا للسموم. ويوصي توني روبنز، خبير الأداء الأفضل، في التنفس بعمق كجزء من تحدي العشرة أيام. تأخذ 10 "أنفاسًا قوية" ثلاث مراتٍ في اليوم باستخدام نسبة 1-4-2. مثلًا، إذا أخذت شهيقًا لمدة 6 ثوان، فستحتفظ به لمدة 24 ثانية، وسيكون الزفير لمدة 12 ثانية. يوفر هذا النوع من التنفس الطاقة لجسمك، مما يجعله أكثر صحةً وأقل إجهادًا في العملية. ستشعر بالتحسن على الفور غالبًا… جربه الآن. سوف انتظر. تناول الأطعمة "المنتجة" تحدثنا عن عدد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لجعل أيامك أكثر إنتاجية، ولكن هل تعلم أن الأطعمة التي تتناولها يمكن أن تساعد في ذلك أيضًا؟ هذا صحيح. يمكن للعناصر التي تختار أن تستهلكها كل يوم، أن تؤثر فعليًا على مدى فعالية وظائف عقلك، مما يسهل عليك (أو أصعب) تحقيق أهدافك في النهاية. وجدت الأبحاث أن عقلك يعمل على بشكل مثالي عندما تستهلك كمية محددة للغاية من الجلوكوز (25 غرامًا، بالتحديد)، في شكل يتم إطلاقه ببطء مع مرور الوقت. تتضمن الأطعمة التي تندرج في هذه الفئة والتي لها آثار إيجابية على جسمك وعقلك: السمك المكسرات البذور الأفوكادو التوت البري الجزر الخام الشوكولاته الداكنة كل أطعمة كهذه، وسيشكرك جسمك وعقلك! اشرب ماءً أكثر: 9-13 كأسًا في اليوم لا يشرب حوالي 75 ٪ من الأميركيين ما يكفي من الماء على أساسٍ يومي. هل أنت منهم؟ إذا كان الأمر كذلك، فإنّ هذا قد يجعلك تشعر بالتعب طوال الوقت، مما يؤدي إلى المزيد من الصداع المتكرر، ويقلل أيضًا من قوتك وقدرتك على التحمل، مما يجعل من الصعب إنشاء أي نمط للحياة، ناهيك عن الاحتفاظ به. هناك طريقة واحدة للتغلب على هذا الأمر الشائع، وهي إبقاء الماء معك في جميع الأوقات. أولًا، اشرب كأسًا ممتلئًا أولًا في الصباح، واحصل على كوب واحد بعد التمرين الصباحي (الذي سنتحدث عنه قريبًا)، واشرب مع كل وجبة. استمر في شرب الماء لبقية اليوم أيضًا حتى تحصل على ما أوصت به Mayo Clinic وهو شرب 9 أكواب يوميًا للنساء و13 كوبًا للرجال. اشرب بعض الشاي: يفيد البوليفينول الجسم عندما لا تشرب الماء، قد ترغب بتناول كوبًا من الشاي. تقول كلية الطب بجامعة هارفارد، أنّ البوليفينول الموجود في الشاي يقوم بالعديد من الأشياء الجيدة لجسمك. وبالأخص، هي مضادة للالتهابات وتوفر فوائد تشبه مضادات الأكسدة. فيما يلي بعض أفضل أنواع الشاي التي يجب تناولها بالإضافة إلى الأسباب: الشاي الأخضر - له تأثير مضاد للخلايا السرطانية، ويعد جيدًا لجهاز الدوران والدماغ. الشاي الأسود - يحسن صحة الرئتين. الشاي الأبيض - له تأثير قوي في الوقاية من السرطان. الشاي الأسود الصيني - يخفض مستوى الكوليسترول الضار. شاي Pu-Erh - يساعد على اكتساب الوزن ويخفض مستوى الكوليسترول الضار. استرخِ، واستمتع بكوب أو كوبين في اليوم، واجنِ الفوائد. قم عن مقعدك في كثير من الأحيان إنّ قضاء أيامك في حالة من الاستقرار، عالقًا خلف مكتب، يمكن أن يُحدث فسادًا في جسمك. يشير المركز الوطني للصحة والنشاط البدني والإعاقة (NCHPAD) ببعض الآثار الجسدية المترتبة على الجلوس كثيرًا، والتي تشمل: زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي، ومرض السكري من النوع 2، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، بالإضافة إلى الانخفاض في المستوى العقلي وفقدان العضلات والعظام. يقدم كيفان لي في مقالته The Healthiest Way to Work، محتوى احتياطي استثنائي لبعض النصائح التي تساعدك في الخروج من مقعدك والتحرك كثيرًا. يمكنك التفكير بالقيام كل 20 دقيقة، باستخدام مكتب قائم، والجلوس على كرسي سرج أو كرسي توازن. تمرن (تحرك!) التمرين هو جزء واحد من نمط الحياة اليومي الذي يحب الجميع أن يكرهوه. وهناك الكثير من الأعذار لعدم ممارسة الرياضة: القائمة طويلة، ولكنك فهمت. يعرف ألتشر في Choose Yourself، الأعذار بأنها "أكاذيب سهلة نتستر فيها على إخفاقاتنا". كيف يمكنك تجاوز تلك الأكاذيب؟ ابدأ في رؤية الأشياء الإيجابية التي يجب أن تقدمها التمارين لك… وليس ما لا يعجبك في ذلك. يمارس رجل الأعمال جوشوا ستيمل تدريباته لأنه "إذا توقفت عن التمرين، فإنّ صحتي ستنحدر". هذا يقلل من إنتاجيته، جنبًا إلى جنب مع محفزاته، مع زيادة مشاعر الاكتئاب في نفس الوقت. تشمل المزايا الأخرى لممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قضاء وقتٍ أسهل في التحكم في وزنك، وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 والسرطان، وتحسين الحالة المزاجية والمزيد! التمرين ليس بالضرورة أن يعني جلسة تمرين شاقة لمدة ساعة. امشِ من 10-20 دقيقة. مارس اليوغا أو التمدد أو الرقص في غرفة المعيشة الخاصة بك. استخدم جهاز الجري. أو استخدم التمرين العلمي لمدة 7 دقائق: لا يهم ما تفعله؛ افعل شيئًا لتحريك جسمك فقط! احصل على قدر كافي من النوم: ليس أقل من 7 ساعات يعد النوم مهمًا للغاية لصحتك العامة لعدة أسباب. على المدى القصير، يؤثر عدم النوم بما يكفي على حُكمك، وحالتك المزاجية وقدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات. على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي الحرمان المزمن من النوم إلى السمنة، ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الموت المبكر. بالإضافة إلى المشكلات الجسدية والعقلية، يصعب الالتزام بنمط حياة كامل عندما تكون متعبًا لدرجة أن كل ما يمكنك التفكير فيه هو الرجوع مرة أخرى إلى السرير، وتغطية رأسك، والعودة إلى النوم. للحصول على ليلة نوم جيدة، يمكنك: تحديد الكافيين في وقت مبكر من اليوم اختر أطعمة متأخرة تساعد على النوم، مثل الموز، ودقيق الشوفان والبطاطس استخدام سدادات الأذن أو آلة الضوضاء البيضاء لخفض الضوضاء الخارجية في الليل غمّق لون غرفتك ابتعد عن التكنولوجيا لمدة ساعة قبل النوم تذكر أن الثبات ونمط الحياة أمران أساسيان عندما يتعلق الأمر بخلق عادات نوم صحية. وفقًا للدكتور لورانس إبشتاين، مؤلف مشارك في The Harvard Medical School Guide to a Good Night’s Sleep، فإنّ "جسمنا يتوق إلى نمط الحياة ويحب أن يعرف ما سيحدث". يشير إبشتاين إلى مبدأين بسيطين للنوم الصحي: (1) الحصول على ما يكفي (لا تقل عن 7 ساعات) و(2) الحصول عليه خلال نفس الإطار الزمني كل يوم (قدر الإمكان). الجزء الثالث: حسّن روحك مثلما يمكن للجوانب الذهنية والبدنية في نمط حياتك اليومي أن ترفعك وتدفعك للأمام، فإن الشيء نفسه صحيح عندما تتجه إلى نفسك عاطفيًا وروحيًا. فيما يلي بعض الخيارات التي يجب مراعاتها: كن هادئًا: جرّب التأمل حسنًا، يُسمى هذا تقنيًا بالتأمل، ولكن إذا كانت فكرة "التأمل" عبارة عن منعطف، فكر فقط في الأمر على أنه قضاء وقت هادئ يوميًا وحدك. كنت واحدًا من هؤلاء الناس الذين كانوا يظنوا أنني لا أستطيع التأمل (هل كنت مخطئًا!) الانخراط في هذه الممارسة اليومية له الكثير من الفوائد الإيجابية. يشير جيوفاني من خلال مدونة Live and Dare إلى 76 منها، مثل زيادة التركيز، وتحسين اتخاذ القرارات ومهارات حل المشكلات، وتحسين الذاكرة، ووقت أسهل في إدارة فرط النشاط أو اضطراب نقص الانتباه. يفعل ذلك عن طريق تغيير هيكل عقلك. (إنه ينمو بالفعل!) يقلل التأمل أيضًا من الإجهاد، والقلق والاكتئاب، وفقًا لدراسات جامعة هارفارد، والتي تعد من الأسباب الأخرى لتجربة التأمل إذا لم تكن قد فعلت ذلك من قبل. هناك الكثير من تمارين التأمل الرائعة والمصحوبة بمرشدين متاحة مجانًا عبر الإنترنت، وهي طريقة رائعة للبدء (أو لتحسين ممارستك) للعديد من الأشخاص. مركز أبحاث الذهن في جامعة كاليفورنيا: تعد هذه الملفات الصوتية الثمانية مقدمة رائعة للتأمل الذهني الذي يمكنك ممارسته بمفردك. مركز شوبرا للرفاهية بودكاست: يدير كل من ديباك شوبرا، دكتوراه في الطب، وديفيد سيمون، دكتوراه في الطب، مركز شوبرا للرفاهية، وقدموا تأملات إرشادية ممتازة على البودكاست. تركز الجلسات على مواضيع محددة تتراوح من الامتنان إلى اتخاذ القرارات الحاسمة. 20+ ساعة قائمة تشغيل على سبوتيفي: هذه قائمة تشغيل رائعة للتأملات الموجهة لمستخدمي Spotify. يوتيوب ممتلئ بتوجيهات التأمل: يعد يوتيوب منجم ذهب للتأملات الموجهة. يمكنك اختيار المشاهدة والاستماع أو الاستماع فقط. سوف ينقلك الرابط أعلاه إلى قائمة بأكثرها شعبية. AudioDharma: يقدم هذا الموقع ثروة من التأملات الموجهة من مختلف المعلمين وعلى العديد من المواضيع المختلفة. نزلها جميعًا مجانًا أو وجهها مباشرةً. فيما يلي نظرة عامة على الأنواع المختلفة من التأمل وبعض النصائح المناسبة للتأمل في العمل. جد مصدرًا للإلهام يمكن أن يأتي الإلهام والتحفيز من أماكن عدة - الكتب، والموسيقى، والبودكاست، والفيديوهات، ورسائل البريد الإلكتروني وناس آخرين. كل ما عليك فعله هو إيجاد أكثر ما يناسبك والتزم بالتشارك معهم، يوميًا. وأظهر بحثٌ أنّه يمكن تفعيل، والتقاط والتلاعب بالإلهام… ولولديه تأثير كبير على مخرجات الحياة المهمة. لديّ بعض التطبيقات على هاتفي والتي أقرؤها يوميًا لإلهامي وتحفيزي. فهي تجعلني أبقى متمحورًا، ومرتكزًا وتعطيني تأسيس ذهني ثابت. وهناك طريقة أخرى للحصول على الإلهام وتتضمن إعادة التأكيدات الإيجابية، وهذا هو سبب قيامي بذلك صباحًا ومساءً. في الحقيقة، وجد باحثون من جامعة ستانفورد، أنّ التأكيدات تحسن التعليم، والصحة وحتى العلاقات. إذًا، جد كلمة أو عبارة تمكينية ومحفزة لك، وأعدها مرارًا وتكرارًا. مارس الامتنان: اكتب ما أنت ممتنٌ له إذا استيقظت غدًا ووجدت الأشياء التي كنت ممتنًا لها اليوم، ما الذي ستملكه؟ من خلال قضاء وقت للتعبير عن امتنانك لكل الخيرات الموجودة في حياتك يوميًا، أنت تفعل شيئين. الأول، تدرك أنه على الرغم من عدم سير الأشياء كما تريد تمامًا، أنت محظوظ لوجود ما تفعله. الثاني، كلما زادت الخيرات التي تكون ممتنًا لها، كلما استقطبت أو جذبت أكثر. إنها كعملية الضرب. بالإضافة إلى مجرد إدراك الخيرات، فهي تساعد أيضًا على تقديرها دائمًا. مثلًا، أتأكد أنا من قضاء بعض الوقت يوميًا مع زوجتي وابنتي، لأني أريدهما أن تعرفا كم أنا مسرور لوجودهما في حياتي. أكتب قائمة امتنان بسيطة يوميًا (حتى عندما لا أريد ذلك). ونتيجةً لكتابة أكثر من 1000 قائمة، أصبحت أكثر إيجابية، وإدراكًا واهتمامًا. أنشئ قائمة بكل الأشياء الممتن لها، واقرأها عندما تستيقظ ومرةً أخرى قبل أن تنام. يمكنك أيضًا أن تأخذ خطوة إضافية، وتختار شخصًا كنت تعرفه في الماضي وأنت ممتن له، تواصل معه ودعه يعرف ذلك. تخيل تأثير هذا عليه… وعليك! تعلم شيئًا جديدًا يوميًا! وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ولاية سان فرانسيسكو، فإن تعلم شيء جديد يجعلك أكثر سعادة على المدى الطويل. بينما قد يسبب لك هذا بعض التوتر على المدى القصير، حتى تصل إلى بعض الراحة على الأقل. النتيجة النهائية ستكون درجة أعلى من الرضى في الحياة، مما يجعلها تستحق العناء في البداية. ما هي بعض الأشياء التي قد تتعلمها ولم تكن قد تعلمتها من قبل؟ ماذا عن الطلاء، أو الرسم أو الكتابة؟ أو قد تفضل شيء جسدي أكثر مثل تسلق الصخور أو تعلم نوع محدد من الرقص؟ أو قد تقيس قوتك بتجربة American Ninja Warrior؟ لمَ لا! اقضِ وقتًا أقل مع الناس الذين لا يحفزونك يشدد الكاتب جيمس ألتشر أهمية قطع الاتصال مع أولئك الذين يسحبونك للأسفل. فكر بالناس الموجودين في حيانك… هل يعطونك طاقة عاطفية أم يأخذونها؟ إذا كانوا يعطونك إياها، اقضِ وقتًا أكثر معهم. وإذا لم يكونوا كذلك، حافظ على مسافة بينك وبينهم وستكون أكثر سعادة. أعطِ الآخرين هناك شيء ما يعطيك شعورًا كبيرًا بالرضى عند مساعدة من حولك. ولا يجب أن تكون خدمة كبيرة أيضًا. قد يكون لشيء بسيط كفتح الباب لأحدهم أو إعطاء شخص غريب (أو محبوب) مجاملة صادقة، القدرة على التأثير بشكل كبير على يومهم… ويومك. اجعله هدفًا، أن تفعل شيئًا مفيدًا لشخص ما كل يوم… وستكون الابتسامة على وجهك كما هي على وجهه. إذا كان لديك وقت، فقد ترغب أيضًا بالتطوع في مؤسسة خيرية محلية أو منظمة غير ربحية. يمكن أن تساعدك مواقع إلكترونية مثل VolunteerMatch، وGiveBack و AllForGood، في العثور على موقع مناسب لك. قيِّم. تابع، عزز هل تقرأ هذه القائمة وتفكر في شيء كهذا؟ إذا كان الأمر كذلك… فقد يكون الوقت قد حان لإلقاء نظرة صادقة على ما تقوم به حاليًا في يومك ومعرفة أين تقضي وقتك. هذا هو المكان الذي يمكن للتكنولوجيا أن تقدم المساعدة لك. هناك العديد من التطبيقات القائمة على الإنتاجية (وهذا أقل من الواقع!)، والتي يمكن أن تساعدك على التعرف على المكان الذي تقضي فيه معظم وقتك. مثلًا، يحتوي موقع Exist على تطبيق يساعدك في تتبع يومك، مما يعطيك تحليلات حول مقدار الوقت الذي تكون فيه مشتت الذهن مقابل الوقت الذي تكون فيه منتِجًا. كما يخبرك كم من الوقت تقضي في النوم وممارسة النشاطات البدنية. حتى أنه يتعقب مزاجك. يمكنني أيضًا استخدام تطبيق Way of Life لمساعدتي في تتبع عاداتي بشكل يومي. اقضِ حوالي دقيقة كل يوم لتتبع وتحديد، وتغيير عاداتك… وكلما جمعت المزيد والمزيد من المعلومات، ستتمكن من اكتشاف الاتجاهات الإيجابية والسلبية بسهولة في حياتك. أيضًا، هناك مواقع إلكترونية يمكنك استخدامها لمساعدتك في أن تكون في أفضل حالاتك. مثل موقع The Daily Practice. يتيح لك هذا الموقع تحديد أهدافك المتكررة، مما يساعدك في تحويلها إلى عادات. أو يمكنك التحقق من موقعtheXeffect on redditٍ. ثلاثة أسئلة تسألها لنفسك السؤال الأول: "هل أفعل ما أحب؟" لنكن صادقين. من الصعب أن تكون في أفضل حالاتك إذا لم تكن راضيًا عما تفعله في حياتك … تطرق الراحل ستيف جوبز إلى هذا المفهوم في الخطاب الرسمي الذي ألقاه على طلاب جامعة ستانفورد عندما قال: إذا لم يكن الأمر كذلك، فربما تحتاج إلى التفكير فيما يمكن أن تفعله ويجعلك تشعر بمزيد من الرضى ومفعمًا بالحياة. أنشئ قائمة بالأنشطة التي ترضيك وأضفها إلى أيامك حتى تكون إجابتك على هذا السؤال، "نعم". السؤال الثاني: "ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟" هل سبق واستيقظت في الصباح وكنت قلقًا بشأن شيءٍ قد يحدث في وقت لاحق من ذلك اليوم، أو الأسبوع، أو الشهر أو السنة؟ أو ربما تقضي الكثير من الوقت طوال اليوم في التفكير حول المستقبل، وتشعر بإحساس ساحق بالفزع وأنت تفكر في أن كل شيء قد يحدث بشكل خاطئ. توقف! يمكن لهذا النوع من التفكير أن يمنعك من أن تكون مستعدًا عقليًا للانتقال إلى المستوى التالي. لذلك، فإنّ إحدى طرق التغلب على هذه العقبة هي أن تسأل نفسك: " في الحقيقة، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث إذا كان حقيقة (اشمل الوضع السيئ المحتمل في المستقبل هنا)؟" يقول أوليفر بوركمان، مؤلف كتاب The Antidote: بمعنىً آخر، من خلال التفكير في المواقف المحتملة ونتائجها حقًا، من المحتمل أن ترى أنها ليست صفقة حياة أو موت. أو يمكنك القيام بـ "The Work"، وهي عملية بسيطة جدًا، تم إنشاؤها بواسطة المؤلف بيرون كايتي، والتي ستساعدك على تحديد والتشكيك بأفكارك الضارة. تمنحك هذه الأداة أربعة أسئلة بسيطة تطرحها على نفسك، وتتيح لك تجربة سعادة التراجع عن هذه الأفكار. هل هو صحيح؟ (نعم أم لا.إذا كان لا، انتقل إلى رقم ٣) هل يمكنك التأكد بشكل قطعي من أنه صحيح؟ (نعم أم لا) كيف تكون ردة فعلك، وما الذي سيحصل، متى تؤمن بتلك الفكرة؟ من ستكون بدون تلك الفكرة؟ فكر في موقف، أو شخص، أو موقف يزعجك حقًا سواء كان ذلك أمرًا تقلق بشأنه، أو خائفًا أو مستاءً بالفعل أو أيا كان… ثم اسأل نفسك هذه الأسئلة الأربعة. كن صادقًا. ستندهش مما يحدث. يمكن تطبيق هذه العملية البسيطة على أي شيء تعاني معه بشكلٍ أساسي. السؤال الثالث: "ما هو الشيء الجيد الذي فعلته اليوم؟" دائمًا ما كان ينتهي يوم بنيامين فرانكلين بطرح هذا السؤال والإجابة عليه، "ما هو الشيء الجيد الذي فعلته اليوم؟" إنّ طرح هذا السؤال البسيط والإجابة عليه في نهاية يومك يوفر لك فرصة للتفكير ويعطيك منظورًا. يجبرك على التفكير فيما إذا كنت تسير في الاتجاه الذي تريده مع أخذ الآخرين في الحسبان. هل ساعدت الآخرين؟ لا تنسَ، فكلما فعلت شيئًا جيدًا، كلما زاد الخير لك. يضع صديقي هيتن شاه هذا الاقتباس البسيط في توقيعه على البريد الإلكتروني والذي يجسد هذا بشكل مثالي (والذي أراه حيًا): أكتب في مجلتي نهاية كل يوم (أو أستخدم تطبيق Day One app على هاتفي)، كل الأشياء الإيجابية التي حدثت خلال ذلك اليوم. أذكر أيضًا الأشياء التي أرغب في تحسينها، مما يساعد في إضفاء المزيد من الوضوح والتوجيه على ما يمكنني فعله لجعل اليوم التالي أفضل. تجميعه معًا: نمط حياتي اليومي قضيت معظم حياتي في قتال الهيكل ونمط الحياة، وهذا أمر مثير للسخرية… والآن أساعد الآخرين على إدراك قوته. إنّ اتباع نمط حياة يومي صحي يحافظ على الأداء في أعلى مستوى ممكن على جميع مستويات الوجود الثلاثة- العقل، والجسم والروح. أحتاجه لجعل نفسي شخصًا أفضل. أحتاجه لأرى باستمرار الفرصة والمشاكل على أنها "مواقف". وباختصار، أحتاجه حتى أكون حرًا. 5:00 صباحًا - أستيقظ (لا تأجيل!) وأنهض من السرير. أقول "سيكون هذا اليوم الأفضل علة الإطلاق" ثم أدعو بشكل سريع. أقرأ بعض الرسائل الملهمة من التطبيقات بينما أشرب كأسًا من الماء. 5:15 صباحًا - أقرأ فصلًا من كتاب (حاليًا أقرأ Shift Your Mind, Shift the World لـ ستيف تشاندلر، وأعيد قراءة The Obstacle is the Way لـ ريان هوليداي) 5:45 صباحًا - أكتب صفحاتي الصباحية (بينما أشرب كوبًا من القهوة) 6:15 صباحًا - أتأمل لمدة 20 دقيقة (هنا طرقي التسع للتأمل) 6:35 صباحًا - قل التأكيدات الإيجابية بصوت مرتفع أثناء الاستماع إلى ملف صوتي كهذا (حوالي 6 دقائق)، وممارس التصور (لحوالي 3-5 دقائق)، واكتب قائمة امتنان (حوالي 3 دقائق) 7:00 صباحًا – أصنع الإفطار لي ولابنتي والكلب (لقد أنقذنا هذا الطفل الصغير مؤخرًا) 7:30 صباحًا - أمشي إلى Central Park مع كلبي وابنتي وأترك كل منهما يركض 8:15 صباحًا - أضع اللمسات الأخيرة على خطة العمل اليومية والمهام وأتصل بمستشاري 8:30 صباحًا - أبدأ العمل بالتركيز على (أهم المهام) في اليوم (والتي عادةً ما تكون الكتابة) 9:00 صباحًا - أتفقد البريد الإلكتروني، أراجع مبيعات الموقع الإلكتروني، والإحصاءات، وما إلى ذلك 9:30 صباحًا إلى 4 مساءً - العمل (باستخدام حلمي. التفريغ. الخريطة. قطعة. نظام الإنتاجية) 4:00 مساءً - التمرين (إما في النادي أو الركض في Central Park) 5:30 مساءً - أقابل شخصًا لتناول القهوة أو التواصل 7:00 مساءً: أقضي بعض الوقت مع عائلتي، وأتوصل إلى 10 أفكار وأتعلم شيئًا جديدًا. 9:30 مساءً - التنظيف (كانت هذه عادتي الحقيقية الأولى)، أراجع يومي، أقول التأكيدات الليلية ، أقدم الامتنان مرةً أخرى 10:00 مساءً - أُطفئ الأنوار… وأنام. لا تخف من الإخفاق؛ ابدأ فقط! يهمني إخباركم بأن نمط حياتي اليومي لم يكن كهذا في البداية… لم يكن قريبًا حتى. لقد كنت سعيدًا لمجرد القيام بشيء ما من هذه يوميًا! لا، لقد كانت هذه عملية ثابتة من التجارب، والتحسين والتغيير… لا تكون سهلة دائمًا، ولكنها تستحق. لا بأس بجعلك مهملًا، عندما ننشئ عادات جديدة. بمعنىً آخر، حدد ما تريد، ولكن حافظ على المرونة لتناسب نمط حياتك وجدولك، لتستطيع الالتزام بها. ابدأ صغيرًا. تقترح الرابطة الأمريكية لعلم النفس أنه "لتحسين نجاحك، تحتاج للتركيز على هدف واحد أو التغيير." يأتي أحد الأمثلة المفضلة لدي عن البدء صغيرًا للحصول على نتائج عالية، من الكاتب جون جريشام. هل تريد أن تعرف ماذا كان هدفه عندما بدأ الكتابة؟ صفحة واحدة يوميًا. هذه هي. قد يستغرق كتابة صفحة واحدة في بعض الأحيان 10 دقائق… وفي أحيان أخرى، قد يستغرق ساعة. وفي الكثير من الأوقات، قد يستغرق ساعتين في الكتابة قبل أن يبدأ عمله اليومي كمحامٍ. لقد استغرق جريشام ثلاث سنوات لإنهاء روايته الأولى (A Time to Kill)… ومنذ أن نشرها سنة 1988، أصبح يكتب كتابًا كل سنة… لقد تم بيع أكثر من 300 مليون نسخة حول العالم وجمع ثروة تقدر ب 200$ مليون! كل هذا بدأ من كتابة صفحة واحدة يوميًا… لا تقلل أبدًا من قوة الإجراءات الصغيرة المقصودة والتي تقوم بها بشكلٍ ثابت، والتأثيرات المجتمعة التي قد تعكسها على حياتك. كما قال الراحل جيم رون: "حتى عادة إيجابية واحدة تقوم بها يوميًا، يمكن أن تكون أساس التغيير الهائل في حياتك. ابدأ فقط. هذه الأسئلة لك ما الذي يتضمنه نمط حياتك اليومي؟ ما الذي تفعله لتصبح في أفضل حالاتك ذهنيًا، وجسديًا وروحيًا؟ ألا تتبع أي نمط حياة يومي؟ لا بأس بهذا أيضًا! دعنا نعرف ما الذي ستبدأ به.. أو أين تريد المساعدة. بعد النظر في كل هذه الأفكار، أي منها تستطيع تنفيذه لتصبح في أحسن حالاتك؟ أتطلع لمعرفة كل هذا من خلال التعليقات أدناه! ترجمة - وبتصرف - للمقال The Ultimate Guide to Becoming Your Best Self: Build your Daily Routine by Optimizing Your Mind, Body and Spirit لكاتبه Chris Winfield
- 3 تعليقات
-
- 2
-
- العمل عن بعد
- الصحة النفسية
- (و 7 أكثر)
-
ستتعرف في هذا المقال على مزايا العمل المشترك الافتراضي ومساوئه في حال كان الخيارَ المناسب لك، وكيف تبدأ ببعض الخيارات الممتازة المتاحة الآن. سواء أكنتَ تحب العمل عن بعد أم لا تحبه، فمن سلبياته التي يتفق عليها الكثيرون افتقارُه إلى وجود المجتمع الذي يُمثّله مجموعةٌ من الناس متشابهي الذهنية والذين يعملون لتحقيق هدف مشترك، وفي أسوأ حالاته، قد يُشعرِك العمل المشترك بالوحدة، وهو ما قد يكون قاتلًا للتحفيز، ولكن لحسن الحظ هناك دائمًا طرق للتعامل مع هذه الآثار السلبية، ولا جديد في القول إنّ مساحات العمل المشترك، وغيرها من خيارات مساحات العمل المشترك المَرِنة قد أصبحت تطوّرًا طبيعيًا للعمل عن بُعد بالنسبة للمزيد من القوة العاملة، وقد أُثبِتَ أنَّ العاملين عن بُعد أكثر سعادةً وإنتاجيةً أثناء استخدامهم مساحات العمل المشترك، كما بات العثور على مساحة مناسبة أمرًا سهلًا مع العديد من الشركات العالمية؛ إلا أن انتشارها على مستوى البلاد العربية مازال ضعيفًا نسبيًا، ولو أن أكثرها موجود في دبي وأبوظبي، غير أنه هناك دائمًا مجال للتطور، إذ يرى كثيرون أن إنشاء مكتب افتراضي أو بيئة مكتب افتراضية، يحل كثيرًا من المشاكل التي قد يتسبب بها العمل عن بُعد. لم يستخدم الناس مساحات العمل المشترك؟ مساحات العمل المشترك مثالية للأشخاص الذين ما تزال لديهم رغبة في بعض مزايا العمل ضمن بيئة مكتبية، حيث تتضمن هذه المزايا أمورًا مثل امتلاك مساحة عمل مُخصصة، وفرصة تشبيك مع آخرين في مناصب مشابهة، كما يمكن أن يقترن ذلك بمَزية امتلاك تحكُّم كامل في جدول عملك. لا يُعَد العمل المشترك مهمًا للعاملين عن بُعد فحسب، فوجود شخص يُحمّلك المسؤولية على نحو مُتلقٍّ وداعِم مثلًا، هو أحَدُ التكتيكات المُثبَتة للذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، كما أن وجودُ شخص مُرافق (وحتى مرافق افتراضي) -بوسعه تنفيذ مهام الأشخاص الذين يعانون من ذلك الاضطراب، والبقاء حاضِرًا معهم- مثلًا، يمكن أن يعزز الإنتاجية كثيرًا، وأن يُبقيَك مُركِّزًا على مهامك. ويُعَد ذلك أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص الذين يعملون عن بُعد ميّالين إلى الانجذاب نحو العمل في مَقاهٍ، ومساحات عمل مشترك في المقام الأول. ولكن إذ لم تتمكن من الوصول إلى مساحة عمل مشترك تقليدية، فهل ستفضِّل العمل من منزلك؟ أم هل ترى أنَّ مساحات العمل المشترك ذات تكلفة باهظة؟ قد تكون مساحةُ العمل المشترك الافتراضية الحلَّ الأكثر مرونةً الذي تبحث عنه. ما مزايا العمل المشترك؟ بالتوازي مع بقائنا قسرًا في المنازل منذ العام 2020 وحتى عام 2021، فقد ظهرت جليًّا -وعلى نحو مفاجئ- حاجة إلى العمل المشترك الافتراضي. وبفضل تقنيات الاتصالات، فقد كان ذلك انتقالًا سَلِسًا بالنسبة للكثير من الناس، فقد وجدَ العديد من فِرَق الموظفين ومجموعات الأصدقاء أنَّ تنظيمَ جلسات العمل -لضمان تعاونهم والتركيز على مهامهم- طريقةٌ مفيدة لأداء عملهم اليومي أثناء العمل من المنزل، كما إنّ فِرَقَ المكتب الافتراضي قادرة على مشاركة المهام بسرعة، والتعاون في إنجاز المشاريع، وتبادُل الأفكار دون الحاجة إلى رسائل البريد الإلكتروني المُشتِّتة للانتباه، ولا الرد على المكالمات، أو الوقوع في سوء تفاهم فيما بينهم. تترافق مساحات العمل المشترك الافتراضية المنظَّمة مع منصات مخصصة توفر جوانب عديدة مثل امتلاك مكتبك أو مقعدك الافتراضي الخاص، وغُرفًا للاجتماعات عبر الإنترنت لخوض نقاشات مع أعضاء المجموعة الآخرين، فسرعان ما باتَ العمل الافتراضي المشترك يمثّل حلًّا للمشكلات الثلاثة المذكورة أعلاه بالتوازي مع مزايا واضحة، حيث تتضمن تلك المزايا ما يلي: يمكنك الاستفادة من مكتبك المنزلي وتوفير مصاريف إضافية مثل الطعام والشراب. يمكنك توفير المال الذي تنفقه على الاشتراكات في مساحات العمل المشترك (والتي قد تكون باهظة التكلفة). يمثل العمل المشترك الافتراضي حلًّا مثاليًا للأشخاص غير القادرين على مغادرة منازلهم بسبب مرض مُزمِن أو إعاقة. الموقع غير مهم بالنسبة للعمل المشترك الافتراضي، فلا يهم إن كنتَ في منطقة ريفية أو معزولة لا تتوفر فيها مساحة عمل مشترك تقليدية. يمكنك -بفضل مساحة العمل المشترك الافتراضية- الاندماج ضمن مجموعة أكبر من العاملين عن بُعد من مناطق مختلفة حول العالم، مما يتيح لك إنشاء مزيد من الفرص التشابكية مع الآخرين. لا تلتزم بالعمل من موقع محدد، فإذا كنت تعمل جليسًا منزليًا مثلًا، فيمكن لامتلاكك مساحة عمل مشترك افتراضية أن يبقيَك مركِّزًا على إنجاز المهمة الموكلة إليك. تسهّل عليك مساحاتُ العمل المشترك الافتراضية تنظيمَ الفعاليات والأحداث الاجتماعية عبر الإنترنت مع المجموعة الخاصة بك، وذلك بعد الانتهاء من العمل، بما فيها نوادي الكتب وجلسات المتابعة (التي تُعقَد في حال تغيّب أحد العاملين عن العمل، فيجتمع بزميل له للاطلاع على التقدم المتحقق أثناء غيابه). هل تناسبك مساحة العمل المشترك الافتراضية؟ رغم أن للعمل المشترك الافتراضي بعض المزايا التي لا تخفى، فقد لا يكون مناسبًا لجميع الأشخاص فإذا كنت تسعى للعثور على مساحة عمل مشترك أو على مقاهٍ، لتحقق بالتحديد بعضَ الانفصال عن مكتبك التقليدي مثلًا، فإنّ عدم مغادرة منزلك جسديًا قد يُصعِّب تحقيقَ ذلك الانفصال بين المنزل والعمل، والذي نحتاج إليه معظمُنا، كما إنك ستعوِّل على امتلاك اتصال جيد بالإنترنت، وهو ما يُعَد معيارًا لمساحات العمل المشترك الواقعية. أضف إلى ذلك المشاكلَ التي قد تظهر فيما يخص جدولة العمل، والمنطقة الزمنية التي تعمل منها إذا كنتم في الفريق أو مجموعة العمل التي تتعاون معها تعملون من مناطق زمنية مختلفة. وعليك أيضًا الحرص على ارتياح أعضاء المجموعة التي تعمل معها تجاه إعدادات مساحة العمل المشترك الافتراضية، إذ يضمن نقاشًا سريعًا حول القواعد الأساسية -قبل البدء بالعمل- أنَ الجميع متفق على ذلك. خمس مساحات عمل مشترك افتراضية مِن أسهل الطرق لتجهيز نفسك للعمل المشترك الافتراضي هي استخدام برنامج زووم Zoom أو سلاك Slack، مع فريقك الموجود المكون من أصدقائك العاملين عن بُعد والتوّاقين إلى الانضمام إليك، كما يمكنك أن تُعلِن على الفيسبوك لأحد المستقلين العديدين، أو لمجموعات العاملين عن بُعد، لترى ما إذا كان هناك راغبون في الانضمام إليك. وإذا كنت تفضل شيئًا منظّمًا أكثر، وكنت مهتمًا في توسيع مجتمعك، فيمكنك أيضًا الانضمام إلى واحدة من مساحات العمل المبتكَرة التالية: ماي وورك هايف My workhive: هو مجتمع ودود جاهز لتجربة العمل الافتراضي معه، فهم يعملون افتراضيًا لسنوات عديدة جمَّعوا خلالها شبكةً عالميةً من المستقلين والعاملين عن بُعد، حيث تُعقَد جلساته على برنامج سلاك Slack، بحيث يُحافظ العاملون هناك على مساحة عمل مرنة- أي لا تحتاج إلى الحضور يوميًا-، كما أنك تُعَد مدعوًا لمشاركة الأفكار، وتساعدك القناة الخاصة بأهداف العمل اليومي على البقاء متحفزًا، أضف إلى ما سبق أن العاملين في مساحة العمل هذه مرحِّبون دائمًا باستقبال أعضاء جدد، وما عليك سوى إرسال رسالة بريد إلكتروني إليهم لتلقّي دعوتك. فوكاس ميت Focusmate: هو موقع جيد يربطك بأشخاص آخرين يريدون التركيز على مهمة ما لمدة خمسين دقيقة بالضبط، حيث يصرح كلاكما عما يريد إكماله، ثم تبدآن الجلسة (مع إمكانية تفعيل الوضع الصامت أو تشغيل الصوت) قبل مشاركة ما أكملتماه في النهاية. ويمثل مكان العمل هذا طريقةً ممتازةً للالتقاء بمحترفين من حول العالم وإنجاز المهام التي تنتظرك. كيف دي CAVEDAY: أنت مُرحَّبٌ بك لتكون جزءًا من هذه الشبكة العالمية التي توفر جلسات افتراضية، وللانضمام إليهم "في الكهف" بوصفه "المكان الأكثر تركيزًا في العالم"، وبدلًا من الاكتفاء بالتركيز على العمل المشترك الافتراضي؛ يتمثل هدف مكان العمل هذا في جعلك تعمل بأعلى مستوى ممكن من الإنتاجية، وذلك بتطبيق خطوات "الكهف" المذكور وقواعده المدعومة بالأبحاث، كما توفر لك وصولًا إلى الدعم من جانب مشرفين ومدربين. سوكوكو Sococo: تمثل مساحة العمل الافتراضي هذه حلًا مثاليًا للفِرق أو الفصول الدراسية (الصفوف) الباحثة عن مكان افتراضي ذي مساحة مكتبية منظمة، فهي تُعَد أشبه بمساحة العمل المشترك الافتراضية، ولكن عبر الإنترنت، حيث تُجدوَل عليه فترات الغداء الافتراضي، كما يتوفر فيه مكتب افتراضي كامل مع مساحات للاستراحة، ومنصة وظيفية لإجراء محادثات. ريموت فيسيز Remote Faces: هو خيار عمل مشترك افتراضي مجاني لفرق الموظفين العاملين عن بُعد، والمجتمعات على الإنترنت، وروّاد الأعمال الوحيدين. وكل ما عليك فعلُه هو أن تُدخل عنوان بريدك الإلكتروني وتنضم إلى غرفة، ثم تبدأ العمل. ترجمة -ويتصرّف- للمقال What is Virtual Coworking? (And Is It Right for You?) لصاحبته Jessica Esa. اقرأ أيضًا نصائح للتغلب على الوحدة نتيجة العمل عن بعد من عاملين عن بعد حول العالم 10 طرق للتغلب على القلق والاكتئاب كعامل مستقل العناية ببيئة عمل العامل المستقل 6 طرق بسيطة لتحسين إنتاجيتك في العمل 4 تحديات للعمل أثناء السفر وكيفية التغلب عليها
-
يبدو العمل المستقل من المنزل حلمًا يتحقق لهؤلاء العالقين في دوامة الدوام الكامل، إلا أنه بدوره يحمل في طياته مشاكله الخاصة، الجسدية والنفسية، والتي لا تكون واضحة في البداية، وقد يشكل التعامل معها أكبر تحدٍ يواجهك كمستقل، إلا أنه يمكن الفوز به، إذا كنت ترحب ببعض التغييرات في أسلوب حياتك. بالنسبة لكاتب المقال وربما بالنسبة لك أيضًا، أكبر تحديات هي: العزلة، ونقص التمارين، والإجهاد العقلي، سيتحدث المقال عنها على حدى، وكيف يمكن التعامل معها. سلبية العمل من المنزل يخبرنا كاتب المقال عن مدى شعوره بأنه محظوظ في أول يوم بعد أن استقال من آخر عمل مكتبي له ليبدأ مسيرته كمستقل متفرغ، إذ يستيقظ المرء الساعة التاسعة صباحًا ويحضر فطورًا معدًا من القلب، ويتلذّذ بأول كوب قهوة قبل الشروع في العمل، ولا تبدأ صعوبات أسلوب الحياة الجديد هذا بالظهور إلا بعد الأسابيع الأولى القليلة. العزلة لا تشعر بقيمة القدرة على الانخراط الاجتماعي السهل أثناء قيامك بأي عمل عادي إلا عندما تبدأ العمل كمستقل، فحينما عمل صديقنا في مطبخ، كان زملاؤه يمازحون بعضهم البعض طوال اليوم، وعمل آخر جعله يجلس في مهجع محاطًا بكثير من الأشخاص الذين كان يعرفهم، إذ لا يمكنك تجنب الانخراط الاجتماعي إذا كانت حياتك تعتمد عليه. عندما بدأ صاحبنا مسيرته كمستقل، كان يمكن أن تمر أيام كاملة دون أن يحادث أحدًا إلا بالرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو الاتصالات الهاتفية، ومن المؤكد أن العديد منكم مر بهذا، ويمكن لهذا أن يؤثر عميقًا، ويسبب لك القلق خصوصًا إذا كنت مستقلًا يعيش وحده. يمكن لعمل كهذا أن يتسبب بجداول عمل غريبة ويوتر علاقاتنا الاجتماعية الهشة أساسًا، وقبل أن تدرك ذلك ستجد نفسك ذلك الشخص ذا اللحية الشعثاء الذي يبتاع البسكويت في منتصف الليل مرتديًا خفّين. نقص التمرن ينتج عن الجداول اليومية الغريبة عادة سيئة أخرى، نقص التمرن، حيث يمكن أن يكون جسدك رشيقًا طوال حياتك لكن تفسد ساعات الجلوس الطويلة أمام الحاسوب ذلك في سنة أو سنتين، فيمكن أن يسبب هذا مشاكل قلبية، فتجد نفسك تتعرّق أكثر من الإنسان العادي بعد الجلوس من مشية خفيفة لمدة خمس دقايق، فتكون قد عوّدت جسدك على عدم التمرن والحركة. والمعلومة الصادمة هي أن هذا شائع بين المستقلين، الذي قد يعرضون أنفسهم لخطر أكبر من أمراض القلب والأوعية الدموية إذا ظلوا ملتصقين بالحاسوب، أغلبنا غير معتاد على التمرن في المنزل، بل يرونه نشاطًا غير منزلي، فيتهمون العمل المكتبي بتسبيب المشاكل الصحية بساعات عمله الطويلة، بينما يرتكبون نفس الخطأ في عملهم المستقل. الإجهاد النفسي هذه مشكلة أقل شيوعًا بين المستقلين إلا أن هذا ليس مؤشرًا إيجابيًا، فالسبب هو بيئة العمل الغريبة التي تسمح لك باستخدام فيس بوك أو Reddit أو أي مصدر تشتيت تختاره وتضيع وقتك به بعيدًا عن الضغط، فكأننا نستبدل مشكلة بأخرى. لكن تجنب الإجهاد العقلي أو الإنهاك أكثر من مسألة مصادر تشتيت، فيمكن للبعض قضاء أيام على مشروع واحد دفعة واحدة باستثناء بعض الاستراحات القصيرة، والبقاء مستيقظين طيلة بعض الليالي، مؤدين بأنفسهم إلى كارثة. للمشكلة عدة تجليات، فصاحبنا مثلًا يعاني من قلة الإنتباه للتفاصيل، قد تعاني أنت من نسيان مواعيدك النهائية، أو شيء مشابه، والفظيع في الإجهاد العقلي هو استمراره لفترة دون أن يُلاحَظ إلا عندما يكون قد نال من أدائنا. يقود هذا إلى نقطة سيتم تكرارها في أقسام المقال التالية: أفضل وسيلة للتعامل مع هذه المشاكل هي الإجراءات الوقائية منها، وسنتحدث الآن عن كيفية تطبيقها. كيفية التعامل مع هذه المشاكل التعامل مع العزلة كمستقلين، فإن أبسط طريقة للتخلص من العزلة هي إيجاد محيط عمل تعاوني، من المحتمل أن هذا الاقتراح قد خطر لك إذا كنت تعمل كمستقل منذ مدة، لنناقش إذًا بعض الحلول الأخرى. تزويد جدول عملك بالمكافآت لنفسك فكرة جيدة، يمكنك وضع موعد محدد لك لأخذ راحة وقضاء بعض الوقت مع أصدقائك بعد أن تنجز قدرًا جيدًا من مشروعك، هل أنهيت مشروعك خلال المدة المطلوبة، لم لا تتناول العشاء مع أصدقائك إذًا؟ قد يبدو نهجًا آليًا، لكن قد تكافئ نفسك بطريقة مختلفة، كالانضمام إلى دورة لليوغا أو دروس رقص، ما يقودنا إلى القسم التالي. التعامل مع نقص التمرن يمكنك تبني حلول في غاية الفعالية حيث تحل مشكلتين في النفس الوقت، كالانضمام إلى تمارين جماعية حيث يحل لك مشكلتين سبق لنا ذكرهما: العزلة، والنقص التمرن. في حالة صديقنا الكاتب، فإنه يأخذ دروسًا في الرقص، لذا علاوة على مقابلته لأشخاص جدد وإعادة جسمه لرشاقته، فإنه يكسب مهارة جديدة، أليس انتصارًا ساحقًا؟ النادي الرياضي خيار وارد، لكن إذا لم تكن من محبيه فهناك العديد من التمارين اليومية التي يمكنك القيام بها في المنزل بقليل من الاستثمار للبدء، مثل P90X، أو Insanity، أو DDP Yoga. التعامل مع الإجهاد العقلي وها قد وصلنا إلى مشكلتنا الأخيرة، الإجهاد العقلي، والمقال سيختصرها عليك ليتجنب إجهادك ولا يتسبب بها. أفضل وسيلة للتعامل مع هذه المشكلة هو التقليل من حدوثها قدر الإمكان، ستواجه دومًا كمستقل مواعيد نهائية مباغتة تستنزف قواك العقلية، لكن يمكن احتواء الضغط الناتج بتنظيم عبء العمل، وهذه بعض النصائح لمجابهة الإجهاد: حاول الالتزام بجدول حتى لو كان غير رسمي، إذ سيساعدك في تقدير مدة التي تلزم كل مشروع. ارفض المواعيد النهائية اللامعقولة، فلن يستفيد أحد من ضغطك على نفسك بالعمل بلا مغزى. نفّس عن نفسك بطريقتك المفضلة سواء كانت الطبخ، أو تناول الطعام في الخارج، أو الخروج مع الأصدقاء، أو لعب لعبة فيديو جديدة. خاتمة المشاكل السابق ذكرها من عزلة ونقص التمرّن والإجهاد العقلي ليس مما يجب التغاضي عنه، وإلا انحرفت بحياتك عن الطريق السوي وضرّت صحتك على المدى البعيد. الوقاية هي النهج الأساسي لمجابهة هذه المشاكل والتخلص منها إلى الأبد، لنراجع إذًا معًا خلاصة الحلول لها: كرّس وقتًا لأصدقائك وقابل أناسًا جدد. اجعل أسلوب حياتك أكثر حيوية واختر أي تمرين تفضله، طالما أنه يبعدك عن الكرسي. ابقِ حياتك الوظيفية مرتبة ومارس هواياتك المفضلة. ما المشكلة التي تعتبرها الأكبر حول العمل في المنزل؟ شاركنا تجربتك في تعليق في الأسفل! ترجمة -وبتصرف- للمقال How to Work From Home (And Stay Physically and Mentally Healthy) لصاحبه Alexander Cordova
- 15 تعليقات
-
- 12
-
- الصحة النفسية
- الصحة الجسدية
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
منصات العمل الحر عبر الإنترنت كثيرة جدًا ومتنوعة، بعضها موجود كمنصة متكاملة على الإنترنت والبعض الآخر موجود كتطبيق على الهواتف المحمولة ومنها من يمتلك كلا التطبيقين. لهذه المنصات مزايا عديدة من أهمها أنها توفر للمستقل (العامل الحر) فرصة لعرض خدماته وممارسة نشاطاته مقابل عوائد مادية مع ضمان حقوقه كاملة من قبل المنصة، وبالتوازي مع ذلك تقدم هذه المنصات فرصة للشركات المتوسطة والصغيرة وكذلك للأفراد العاديين للحصول على خدمات متنوعة من قبل مستقلين وبمقابل مادي زهيد بالموازنة مع مؤسسات التصميم الاحترافية التي تقدّم نفس الخدمات. يعمل المصممون على تقديم خدماتهم وعروضهم للعمل على مشاريع التصميم المختلفة لقاء مبلغ مالي يضمن حصولهم عليه سياسات المنصة التي تفرض على صاحب المشروع أو طالب الخدمة أن يدفع المال مسبقًا لتحتفظ به المنصة حتى فترة من الزمن بعد تسليم العمل لحل أية مشاكل أو منازعات قد تطرأ بين الطرفين وإعطاء كل ذي حق حقه. ويجب التمييز بين العمل الحر والعمل عن بعد، مع أن كلاهما يتمحوران حول الصفة ذاتها، بحيث يعمل هذا العامل من منزله أو أي مكان وفق فترات عمل مريحة، ولكن العامل الحر يعمل لنفسه فقط وليس لصالح أي شركة أو مؤسسة ويتقاضى أتعابه لقاء كمية الأعمال التي ينفذها ولقاء ما يتفق عليه مع العملاء، بينما العامل عن بعد يعمل لصالح شركة أو مؤسسة عن بعد، بحيث يعمل من منزله أو أي مكان يريده، وضمن فترات عمل مرنة بحسب الاتفاق مع الشركة، ويتقاضى راتبًا ثابتًا من قبل الشركة، ويلتزم بتعليمات النظام الداخلي للشركة بالكامل. لهذا يجب علينا التمييز بينهما، وخصوصًا أننا سنتحدث في هذا المقال عن منصات العمل الأشهر على الويب العربي، وهما منصات خمسات ومستقل للعمل الحر، ومنصة بعيد للعمل عن بعد. حساب حسوب الموحّد جميع هذه المنصات تتبع لشركة حسوب، التي دأبت على تطوير الويب العربي وخلق الفرص للشباب العربي للعمل والاستثمار والتوظيف من خلال منصات عربية تغنيهم عن المنصات الأجنبية، مراعية بذلك المبادئ والقيم التي تتميز بها الشعوب العربية. وقد وفّرت حسوب حسابًا موحدًا لكافة منصاتها وذلك لتسهيل استخدام هذه المنصات والتنقل بينها دون الحاجة للتسجيل لكل منصة في كل مرة، لذلك يكفي إنشاء حساب واحد في موقع حساب حسوب الموحد لاستخدام كافة المنصات. يمكننا تسجيل حساب جديد من أي منصة من منصات حسوب عبر خيار حساب جديد أعلى يسار الصفحة، أو استخدام خيار دخول في حال امتلاكنا المسبق لحساب ضمن منصات حسوب. انقر من أي منصة من منصات حسوب على خيار حساب جديد أعلى يسار الصفحة، دعونا نبدأ من منصة خمسات لنعمل على تسجيل جديد حساب عبرها. سننتقل تلقائيًا إلى صفحة الحساب الموحد لحسوب، يمكنك استخدام أحد حساباتك على جوجل أو مايكروسوفت لتسجيل حساب جديد، أو أدخل بياناتك في الخانات الفارغة في الصفحة ومن ثم انقر على زر تسجيل. ستظهر لك صفحة تشير بنجاح عملية التسجيل، ولتفعيل حسابك الجديد هذا، عليك أن تفتح بريدك الإلكتروني وأن تفعّل الحساب من خلال الرسالة التي ستصلك من حسوب لأجل ذلك. بمجرد النقر على زر التفعيل المرسل برسالة إلى بريدك الإلكتروني ستفتح لك صفحة جديدة تطلب منك إدخال اسم المستخدم بالأحرف الإنجليزية لاستخدامه ضمن تعاملاتك في المنصة. الصفحة الأخيرة ستظهر لك في كل منصة من منصات حسوب عند الدخول إليها لأول مرة حيث يطلب منك إدخال اسم المستخدم بالأحرف الإنجليزية والأرقام فقط. ويجب العودة إلى حسابك على حساب حسوب الموحد لتعديله وإضافة صورتك ومعلوماتك الشخصية إضافة إلى توثيق هويتك لتتمكن من استخدام كافة منصات حسوب ونشر خدماتك وتقديم عروضك وكسب أرباحك بطريقة قانونية دون مشاكل أو مساءلات. انقر على صورة ملفك الشخصي أعلى يسار الصفحة واختر تعديل الحساب من القائمة المنبثقة. في صفحة حسابك على حساب حسوب الموحد أدخل بياناتك الصحيحة مع إدراج صورتك وتأكيد هاتفك المحمول ثم احفظ هذه التعديلات. ولتأكيد هويتك انقر على أيقونة القائمة أعلى يمين الصفحة ثم اختر خيار تأكيد الهوية. تظهر لك صفحة تأكيد الهوية كما في الشكل التالي. انقر على زر تأكيد الهوية لتبدأ عملية التأكيد. املأ البيانات بدقة كما هو مذكور في البطاقة الشخصية أو جواز السفر. الآن عليك إدراج الصورة الأمامية من الوثيقة الهوية، يمكنك إدراج صورة الوجه الأمامي باستخدام الماسح الضوئي أو باستخدام كاميرا الحاسوب مباشرة. كرر العملية بالنسبة للوجه الخلفي للوثيقة. الآن عليك أن ترفع صورتك وأنت ممسك بالوثيقة بيدك بحيث نظهر ملامحك وملامح الوثيقة بصورة واضحة، أو يمكنك التقاط صورة مباشرة لك في هذه الوضعية باستخدام كاميرا الحاسوب. بعد الانتهاء من رفع الصور انقر على زر إرسال طلب تأكيد الهوية ليتم إرسال هذه البيانات ومراجعتها من قبل فريق حسوب خلال مدة قصيرة ومن ثم يتم تأكيد هويتك وتظهر إشارة الموافقة الخضراء بجانب صورتك في كل منصات حسوب، الأمر الذي يمنحك الموثوقية من قبل العملاء ما يشجعهم على التعامل معك باطمئنان. والآن سنبدأ بالتعرّف على منصات العمل الحر والبداية ستكون مع منصة خمسات. منصة خمسات منصة خمسات هي أشهر وأقوى منصة عمل حر للخدمات المصغرة في الويب العربي، وهي منصة متكاملة يكمن دورها في إدارة وتنظيم وتنسيق عمليات الشراء والبيع بين مقدمي الخدمات وطالبيها بشكل كامل، بما يضمن حقوق الطرفين. وهي إحدى منصات شركة حسوب التي تهدف لمساعدة الشباب العربي على تحقيق دخل من خلال مهاراتهم واهتماماتهم، وأيضاً مساعدة أصحاب العمل في إيجاد خدمات مفيدة بأسعار مناسبة. تجد في المنصة خدمات متنوعة مثل خدمات تصميم الرسوميات وبرمجة المواقع وتطبيقات الهواتف المحمولة وكتابة المحتوى والترجمة والتسويق والاستشارات والتدريب عن بعد وخدمات المونتاج والصوتيات. بعد التسجيل في حساب حسوب الموحد يمكنك تسجيل الدخول إلى هذه المنصة مباشرة، وقد يطلب منك اختيار اسم مستخدم في الدخول الأول إلى المنصة فقط. إضافة خدمة الآن أصبح لديك حساب على خمسات وأصبح بإمكانك البدء بالعمل على إضافة الخدمات لكسب الأرباح. انقر على خيار + أضف خدمة الموجود في الشريط العلوي للموقع لإضافة خدمة تصميم جديدة. عنوان الخدمة يقع ضمن خانة ماذا ستفعل مقابل 5$؟، أدخل العنوان ثم اختر تصنيف التصميم ومن ثم اختر التصنيف الفرعي لأحد أنواع التصاميم المتعلقة بالخدمة التي تنوي تقديمها، بعدها اكتب وصفًا مميزًا للخدمة تشرح فيها الأمور المميزة في تصاميمك وحاول أن تقدّم عرضًا يتميّز عن باقي الخدمات الأخرى المشابهة لتجتذب العميل. الآن اختر مجموعة من الصور التي تبرز مهاراتك في تنفيذ الخدمة مثل مجموعة من التصاميم المنفذة من قبلك بأسلوب هذه الخدمة، ومن الأفضل أن تكون التصاميم المعروضة هنا من أفضل ما صممت يومًا. يجب ألا يتجاوز عددها العشرة ويجب أن تكون ضمن نطاق السمات المذكورة من حيث القياس والحجم. الكلمات المفتاحية هي الكلمات التي تدل على خدمتك والتي تساعد رفع مرتبة خدمتك في محرك البحث، ثم حدد مدة التسليم بالأيام وأخيرًا اكتب المعلومات التي تحتاجها من المشتري مثل الألوان والحجم والهدف من التصميم وكل ما يمكن أن تحتاجه من معلومات أساسية لتبدأ التصميم. هذه الخدمة ستكون حصرًا بخمسة دولارات وستحصل أنت كمصمم على أربعة دولارات وتحصل منصة خمسات على عمولتها المتمثلة بدولار واحد، ولكن إن أردت أن تحصل على مبالغ إضافية من هذه الخدمة فيمكنك أن تضيف تطويرًا لهذه الخدمة يتضمن الميزات الإضافية التي ستقدمها كتتمة لهذه الخدمة مع تحديد المدة الزمنية الإضافية التي ستحتاجها لتنفيذ هذه الأعمال الإضافية وقيمة ما ستقدمه من أعمال إضافية وهنا لن تكون مرتبطًا بقيمة الدولارات الخمسة بل يمكنك أن تضع أرقامًا من مضاعفات العدد 5 وصولًا إلى مئة دولار. ويمكنك أن تضيف تطويرات أخرى للخدمة ذاتها أيضًا. نصائح لتحقيق النجاح ضمن منصة خمسات تذكّر بأنك لست الوحيد الذي يعرض خدماته ضمن المنصة، فأنت واحد من الآلاف الذين يقدمون مختلف الخدمات، وحتى على مستوى خدمة محددة مثل خدمة تصميم الشعارات فستجد الآلاف من هذه الخدمة بالذات وكذلك غيرها الكثير، ومع ذلك لا تشعر بالإحباط واليأس إن مر وقت دون أن يصلك طلب لخدمتك، فالأمر يحتاج للصبر أولًا وللتخطيط ثانيًا. يظن البعض بأن المشترين يبحثون عمّن قدم الخدمة عشرات وربما مئات المرّات بتقييم جيد ليطلبوا منه الخدمة وبذلك تنعدم فرص المصممين الجدد في المنصة وهذا خطأ. عند البحث عن خدمة معينة فإن المنصة تعرض النتائج بطريقة عشوائية في كل مرة لتوحيد الفرص أمام جميع البائعين، ولهذا فإن الشيء الوحيد الذي سيدفع المشترين لطلب خدماتك هو اسم مميز لخدمتك والأهم معرض نماذج الخدمة، هذا المعرض في الحقيقة ليس معرض نماذج للخدمة التي تقدمها فحسب، بل يعد بمثابة معرض أعمال مصغّر يدل على مهاراتك وإمكانياتك، بمجرد أن تقع عين المشتري على النماذج الرائعة لخدمتك وعلى العنوان الجذاب سينتقل دون تردد نحو فتح صفحة الخدمة ليقرأ تفاصيل الخدمة والتي ستكون السبب الأخير والنهائي الذي سيدفع المشتري لطلب الخدمة منك. لذلك لا تضع مجرد عنوان عادي مثل "تصميم شعار مقابل 5 دولارات فقط" فالجميع يقدمون هذه الخدمة ولكن ضع عنوانًا مميزًا أكثر يشد الانتباه مثل "تصميم شعار احترافي مميز جذّاب مفتوح المصدر وبعدة تنسيقات مقابل 5 دولار فقط"، عندما يبحث العميل عن خدمة تصميم شعار ويجد هذين العنوانين فلن ينظر للخدمة بالعنوان الأول طالما أن العنوان الثاني موجود أمامه في الصفحة، لأنه سيشعر أن الخدمة الثانية ستقدم له شعارًا مميزًا وأفضل من الخدمة الأولى. والأمر الأهم هو معرض نماذج الخدمة وهو سيقنع العميل بالدخول لصفحة خدمتك بغية طلبها لاحقًا. حاول أن تضع في معرض النماذج أفضل ما نفّذته يومًا من تصاميم، والأفضل في بعض أنواع التصاميم أن تلجأ لزيادة جمالية التصميم من خلال استخدام النماذج المحاكية (MockUp) حيث تبرز به جمالية تصاميمك أكثر، فشكل الشعار التالي ضمن النموذج المحاكي مثلًا مقنع أكثر بكثير من عرضه بدون نموذج محاكي. تعرض الصورة في الأعلى نماذج تظهر فيها الشعار بطريقة اعتيادية في اليمين وبطريقة العرض عبر النموذج المحاكي إلى اليسار، الفرق واضح والشعار في اليسار أكثر إثارة للاهتمام ويكتسب المزيد من الجمالية والحياة بالموازنة مع الشعار الجامد في اليمين حتى وإن كان الشعار جميلًا. وأخيرًا اكتب شرحًا مميزًا للخدمة ولتكن عباراتك جذابة وحاول أن تُشعر المشترين بأنك محترف وتعلم تمامًا ما يحتاجونه لأنك متمرس وقادر على تنفيذ التصاميم بحرفية عالية فلا تكتب مثلًا شرحًا للخدمة بطريقة عادية مثل غيرك، مثال: " سأصمم لك شعارًا احترافيًا مميزًا بخمسة دولارات فقط ، وسيكون احترافيًا وفي يوم واحد…. الخ" بل اشرح واستفسر بطريقة المتمرسين المحترفين فعلًا مثل: "أرجوا أن تمنحني شرحًا بسيطًا عن الهدف من تصميم الشعار والألوان التي ترغب بها، أو يمكنني أن اختار الألوان المناسبة لطبيعة الهدف من الشعار من خلال خبرتي في هذا المجال ويمكنك أن تحكم بنفسك على جودة الشعار" الاختلاف واضح من حيث الثقة بالنفس والطلب التفصيلي عن المعلومات المطلوبة للتصميم ومن ثم إثبات القدرة على التنفيذ مع التحكم الكامل بخيارات العملية التصميمية. وأخيرًا عليك التسويق لخدماتك من خلال مشاركة روابطها على مواقع التواصل الاجتماعي وموقعك الشخصي أو برسائل البريد الإلكتروني وغير ذلك من وسائل التسويق المتوفرة، ومع تنفيذك للأساليب التي تحدثنا عنها سابقًا فإن احتمالية اختيارك من قبل المشترين ستكون مرتفعة للغاية. منصة مستقل منصة مستقل هي إحدى منصات شركة حسوب أيضًا، وتختلف هذه المنصة من حيث طريقة العمل عن منصة خمسات، فهنا لا يعرض المصممون خدماتهم بل يعرض المشترون مشاريعهم التصميمية ليتقدّم المصممون بعروضهم لتنفيذ هذه المشاريع، وتختلف القيمة بدورها أيضًا حيث أن المشروع يبدأ من 25 دولارًا فما فوق، وقد تصل قيمته للآلاف، ومن الممكن أن يعمل أكثر من مصمم على المشروع الواحد بحسب رغبة العميل. بعد التسجيل في حساب حسوب الموحد يمكنك تسجيل الدخول إلى هذه المنصة مباشرة، وقد يطلب منك اختيار اسم مستخدم في الدخول الأول إلى المنصة فقط. لوحة التحكم في مستقل تختلف شاشة العمل في مستقل عن خمسات حيث تعرض خمسات لك أهم الخدمات والفئات الخدمية على شاشتها الرئيسية بينما تعرض لك مستقل لوحة التحكم الخاصة بك ويظهر فيها من أعلى يمين الصفحة صورتك الشخصية والتي ستمهر بالعلامة الخضراء بعد توثيق هويتك في حسوب ما يمنحك الموثوقية من قبل العملاء المحتملين، وفي نفس السطر يظهر الرصيد الكلي والرصيد القابل للسحب، حيث أن مستقل تحتفظ بأرباحك عن المشروع الذي سلمته للعميل بعد الانتهاء منه بنجاح لمدة 14 يومًا لضمان حقوق كافة الأطراف في حال وجود أي اعتراضات أو مشاكل تظهر لاحقًا، وهذا لا يحتسب من الرصيد القابل للسحب ولكنه ضمن الرصيد الكلي. أسفل هذا السطر ستكون خانة الرسائل الخاصة بمشاريع مستقل مع العملاء وبجانبها تفاصيل المشاريع التي نفذتها والتي تقدمت بعروض إليها وغير ذلك، يحق لك التقدم بعروض تصل إلى 12 مشروعًا في نفس الوقت فقط. في السطر التالي تظهر خانة أعمالك. وهي أهم ما يجب عليك تحسينه والعمل عليه لتضمن حصولك على المشاريع بنسبة عالية. معرض الأعمال يعد المفتاح الحقيقي للحصول على مشاريع ضمن مستقل، وهو ميزة وخدمة مقدمة من مستقل للمصممين حيث يمكنك اعتماد معرض أعمالك هنا رسميًا لعرضه على جميع عملائك في أي مكان، كما يمكنك التسويق لنفسك كمصمم من خلال تسويق معرض أعمالك في مستقل في كل مكان من مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت الأخرى وحتى عبر إضافة رابط له في بطاقة الأعمال. يجب أن تعمل على تنفيذ تصاميم عالية الجودة ومبتكرة مع أسلوب عرض مميز لها مثل النماذج المحاكية (MockUp) لزيادة جاذبية ورونق التصميم، فإن عرضك لتصميم غلاف كتاب سيظهر أجمل إن عُرِض على غلاف كتاب حقيقي. لا تعرض أعمالًا منخفضة الجودة، بغرض زيادة عدد أعمالك فالعملاء لا يهتمون إن كان لديك 100 عمل في معرض أعمالك، لأنهم غالبًا لن يشاهدوها جميعها، فليكن عدد الأعمال وسطيًا بين 25 إلى 50 عملًا، وركّز على وضع أفضل أعمالك ضمن الأعمال العشرة الأوائل التي ستظهر في المعرض، ويمكنك تحقيق ذلك عبر إضافة أفضل أعمالك العشرة كآخر أعمالك في معرض الأعمال. ولإضافة عمل في المعرض انقر على + أضف عمل جديد من لوحة التحكم أو انتقل إلى صفحة معرض أعمالك وانقر على الزر ذاته هناك. ستظهر لك صفحة إدخال عمل جديد، أضف العنوان المناسب والمميز للتصميم ثم أضف شرحًا لهذا التصميم والغرض منه وميزاته، وفي حال كان التصميم فيديو أو موقع انترنت قمت بتصميم واجهته أو تطبيق هاتف محمول فيمكنك وضع رابط للعمل من الخانة التالية، حدد تاريخ انجازك للعمل وأخيرًا حدد المهارات المستخدمة في تنفيذ العمل، هناك مهارات محددة مسبقًا يمكنك أن تختار من بينها أو أن تضيف مهارة خاصة بنفسك. والأهم هنا وضع الصورة المصغرة لهذا العمل بحيث يظهر العمل بأحلى حلة مثل استخدام النموذج المحاكي، وفي حال وجود أكثر من صورة للعمل يمكنك إضافة جميع الصور المتعلقة أيضًا. تصفح مشاريع التصميم بعد أن تكمل ملفك الشخصي في حسوب وتوثق هويتك، ومن ثم تنجز معرض أعمال مميز، يمكنك الانطلاق إلى البحث عن المشاريع التصميمية لتقديم عروضك، انقر على تصفح المشاريع من الشريط العلوي للموقع، ستظهر لك صفحة المشاريع المفتوحة وهي تشمل كافة الاختصاصات، حدد خيار تصميم وأعمال فنية وإبداعية من الشريط الجانبي الأيمن لتظهر لك مشاريع التصميم فقط. حدد المشاريع التي قد تناسب خبراتك ثم ادخل عليها وتصفحها بدقة مع إيلاء كل تفصيل فيها حقه. صفحة المشروع تتضمن إلى اليسار صورة واسم صاحب المشروع (العميل)، إضافة إلى الميزانية التي رصدها العميل لهذا المشروع والمدة الزمنية التي يريد أن ينفذ المشروع خلالها. وعلى اليمين شرح للمشروع من خلال خانة تفاصيل المشروع والتي يشرح بها العميل ما يحتاجه من المصمم بالتحديد ليفعله. وتحتها يضع العميل المهارات التي يتوقع توفرها لدى المصمم ليتمكن من وجهة نظره من تنفيذ المشروع بطريقة صحيحة، وبعدها تظهر خانة التقدم إلى المشروع، حيث يمكنك التقدم بعرضك على هذا المشروع وبعدها تظهر العروض المقدمة من قبل بقية المصممين. كيف تحصل على نسب قبول عالية لمشروعك من المهم أن تضيف مهاراتك مثل تصميم الشعارات أو الفوتوشوب أو سواها من ملفك الشخصي ضمن مستقل، ولا تنسَ معرض الأعمال المميز الذي سيقنع أي عميل بالتعامل معك فورًا بمجرد رؤية مهاراتك وإبداعاتك، وبداية القبول تكون عند عرضك المكتوب للمشروع. تجنب تكرار ما يفعله معظم المستقلين من كتابة عبارات مثل "أستطيع تنفيذ المشروع بمهارة" أو "قرأت وفهمت المشروع وأنا جاهز للتنفيذ" وغيرها من العبارات التي ستجعلك مجرد نسخة عن بقية المستقلين غير المبدعين، والأفضل أن تحدّث العميل عن مشروعه نفسه كأن تستفسر عن بعض الأمور التكتيكية التي تساعد على فهم وتنفيذ المشروع بطريقة أفضل، واشرح له مهارتك في تنفيذ مثل هذه المشاريع واعرض عليه خبرتك في هذا المجال، واطلب منه بثقة مطلقة أن يزور معرض أعمالك ليطلع على أعمال مشابهة مميزة قد نفذتها سابقًا حتى يعلم بأنك متمرس واحترافي في تنفيذ مشاريع مثل مشروعه، فيضعك في قائمة خياراته، وغالبًا ما يبدأ بإرسال رسالة إليك مرتبطة بالمشروع، يستفسر فيها عنك وعن مهاراتك ومقدرتك على التنفيذ وقد يطلب نماذج أكثر من مشاريع مشابهة قمت بتنفيذها، ليختارك بعدها لتنفيذ المشروع. لا تضع سعرًا أقل من كل الأسعار الأخرى ظنًا منك أن تشجّع العميل على اختيارك فقد فعل العشرات ذلك قبلك على ذات المشروع وهو لا يدل على المهنية والاحترافية، ولا تضع سعرًا عاليًا جدًا لأن العميل يبحث عن المصمم الجيد بالسعر الجيد في النهاية. كن منطقيًا بتسعيرك للمشروع، ففي بعض الأحيان قد لا يحتاج المشروع فعليًا لأكثر من 25 دولارًا للتنفيذ وهي القيمة الأقل في المنصة. نصائح أثناء تنفيذ المشاريع التزم بالمدة الزمنية المتفق عليها ولا تتجاوزها، لذلك عليك تحديد المدة التي تستطيع الالتزام بها أساسًا في عرضك، وضع العميل في الصورة كاملة في كل مرحلة من مراحل التنفيذ عبر الاستمرار بمراسلته في صفحة نقاش المشروع، وتجنب التواصل معه خارج المنصة حتى وإن طلب منك ذلك لأن هذا سيحول دون قدرة المنصة على حمايتك وضمان حقوقك وقد يتسبب بإيقاف حسابك في المنصة. حاول أن تكون متفهمًا دائمًا لطلبات العميل وتعديلاته، وإن لم يعجبه النموذج الذي قدمته له فلا تفزع بل اعمل على نموذج مغاير بعد أن تستفسر منه عن رؤيته لشكل العمل وعن أعمال مشابهة في أرض الواقع ينظر إليها العميل كمثال عما يحتاجه لتتمكن من تنفيذ نموذج أقرب إلى تطلعات العميل والاستمرار بالعمل. لا تتجادل مع العميل في حال نشوب خلاف في الآراء بينكما واتجه دومًا لمركز المساعدة في حسوب عبر فتح تذكرة ليعمل المختصون هناك على حل الخلاف بينكما ومساعدتكما على متابعة المشروع وإعطاء كل ذي حق حقه. منصة بعيد على عكس منصات العمل الحر خمسات ومستقل، فإن منصة بعيد مختصة بالعمل عن بعد، حيث تطرح الشركات والمؤسسات الوظائف الشاغرة لديها ضمن مجال العمل عن بعد في المنصة ليتقدم الراغبون في الحصول على الوظيفة بطلباتهم. العمل عن بعد يعني أن تعمل ضمن شركة أو مؤسسة عن بعد من منزلك أو أي مكان ضمن أوقات زمنية مرنة بالاتفاق مع الشركة وبراتب ثابت مع كافة المزايا المقدمة من الشركة لموظفيها من إجازات ومكافآت وخلاف ذلك، يتعين على العامل عن بعد الالتزام بقوانين الشركة التي توفرها ضمن دليل العاملين أو ضمن النظام الداخلي للشركة، حيث سيتعرض للعقوبات الإدارية في حال ارتكابه للمخالفات، كما ستضمن الدليل نظام المكافآت والحوافز والعقوبات والإجازات والزيادات الدورية على الراتب وكل ما يتعلق بأمور العمل التنظيمية. بعد التسجيل في حساب حسوب الموحد يمكنك تسجيل الدخول إلى هذه المنصة مباشرة، وقد يطلب منك اختيار اسم مستخدم في الدخول الأول إلى المنصة فقط. آلية عمل المنصة تقوم الشركات والمؤسسات بطرح الإعلانات عن الوظائف الشاغرة لديها بحسب الاختصاصات وهي البرمجة والتطوير والتسويق والكتابة والترجمة وإدارة الأعمال والدعم الفني والتصميم. ويمكنك التوجه مباشرة إلى قسم التصميم لمشاهدة عروض الوظائف المطروحة ضمن هذا الاختصاص، وستجد طلبات توظيف لاختصاصات متنوعة في مجال تصميم الرسوميات مثل مصمم رسوميات الألعاب ومصمم واجهة وتجربة المستخدم ومصمم هويات بصرية وتصاميم وسائل التواصل الاجتماعي كما في الصورة التالية. وعند النقر على أحد هذه الطلبات ستظهر لك صفحة الطلب بعنوان الطلب في الأعلى ثم يليها وصف الوظيفة المطلوبة ثم المهام الوظيفية التي يجب على العامل عن بعد تنفيذها والعمل بها، ثم تعرض الشركة المؤهلات الواجب توفرها في المصمم وعادة لا يُطلب شهادات جامعية في عالمنا العربي بل الخبرات في التعامل مع برامج التصميم المختلفة، ثم تذكر الشركة مواصفات العمل مثل ساعات العمل والإجازات وطبيعة العمل، ثم طريقة التوظيف التي توضح الشركة فيها مراحل التوظيف التي يجب أن يمر بها العامل ليتمكن من الحصول على الوظيفة، ثم تظهر مميزات العمل وهي المزايا التي يحصل عليها العامل من خلال العمل في الشركة، وأخيرًا المعلومات المطلوبة من العامل للتقدم إلى الوظيفة. كيفية التقدم الصحيحة للحصول على وظيفة لإثارة اهتمام الشركات والمؤسسات تجاهك وزيادة نسبة قبول طلبات التوظيف بالنسبة لك، يجب أن تبني ملفًا شخصيًا قويًا، فهو أساس النجاح في الحصول على وظيفة ضمن إحدى الشركات عبر منصة بعيد. لبناء هذا الملف الشخصي انقر على صورتك أعلى يسار الموقع ثم انقر على اسمك. اضغط على زر "تعديل". الآن ابدأ ببناء ملفك الشخصي والذي يتضمن نبذة تعريفية عنك، اكتب فيها مسيرتك المهنية ومعلومات عامة عنك، يمكنك إضافة عناصر جديدة أو تعديل العناصر السابقة وإزالتها من خلال أزرار العناصر المختلفة أسفل لوحة الملف الشخصي. أضف الخبرات التي تمتلكها ويمكنك إضافة عنصر قائمة جديدة من الأسفل بعنوان مهاراتك لتضع فيها المهارات التصميمة التي تمتلكها أو أن تضيف قائمة تتضمن برامج التصميم التي تحترف العمل عليها، ثم أضف الشهادات العلمية التي حصلت عليها سواء أكانت من جهات تعليمية حكومية أو خاصة أو حتى الدورات التدريبية التي تلقيتها، والأهم أضف أفضل أعمالك وأميزها، ثم أضف روابط لمعرض أعمالك في مستقل وحساب خدماتك في خمسات وموقعك الشخصي وأي روابط ذات صلة بأعمالك مثل بيهانس وأدوبي ودريبل وغيرها. حاول أن تجعل ملفك الشخصي مكتظًا بالمعلومات عنك وعن أعمالك ومهاراتك وإمكانياتك لإثارة اهتمام وإعجاب مسؤولي الموارد البشرية في الشركات التي تبحث عن مصممين للعمل عن بعد من خلال منصة بعيد. وعند التقدم بعرض للحصول على وظيفة يجب أن تشرح للمسؤول عن التوظيف في الشركة مهاراتك وخبراتك السابقة في العمل ضمن المجال الذي يحتاجونه تحديدًا وأرفق معه سيرتك الذاتية، ويجب أن يكون لديك سيرة ذاتية مصممة بعناية فأنت في النهاية مصمم رسوميات ولن ينفع أن تكون سيرتك الذاتية بسيطة، بل يجب أن تعبر سيرتك الذاتية من خلال تصميمها إضافة إلى المعلومات المتوفرة فيها عن مهاراتك التصميمية، وأرفق ملفات لأعمال سابقة لك تتعلق بمجال الاختصاص الذي تحتاجه تلك الشركة، وأوضح لهم أنك اجتماعي ومتعاون وتحب العمل ضمن الفريق. خاتمة يوجد العديد من مواقع العمل الحر العربية والأجنبية عبر الإنترنت إلا أن منصات العمل الحر والعمل عن بعد الخاصة بشركة حسوب هي الأكثر تميزًا ونشاطًا، وفرص حصولك على عمل وتنفيذك لمشاريع وتقديمك لخدمات أكبر من خلال هذه المنصات. ولكن تذكّر أنك لست الوحيد وأنه يوجد الآلاف غيرك يجاهدون للحصول على فرصة للعمل، لذلك اتبع النصائح الواردة في هذا المقال لتحسين فرصك بالحصول على عمل واكتساب أرباحك بسرعة أكبر من سواك.
-
هل تحلم بالعمل من المنزل أو بإنشاء شركتك الخاصة التي تعمل عن بُعد؟ أبشر! فالعمل من المنزل لم يحقق شهرةً وربحًا في تاريخه قط أكثر من هذه اللحظة. العمل عن بُعد هو أن تعمل في أي مكان في العالم دون أن تكون مقيدًا بمكان عمل محدد أو زملاء محددين، حيث تعمل في مكان من اختيارك، ومن المكان الذي تشعر فيه بالسعادة والإنتاجية، ناهيك عن أنه يمثل نسبة أكثر من 40% من صفوف القوة العاملة في أمريكا. فضلًا عن أن 43% من العاملين الأمريكيين يستقطعون وقتًا يعملون فيه لدى قائمة من الشركات النامية في مجال العمل عن بُعد. ونحن هنا في حسوب - أحد هذه الشركات التي تعمل عن بُعد – نأمل أن يفهم كل الناس طبيعة العمل عن بعد وأن يتذوقوا ثماره. نقدم لك هذا الدليل للعمل عن بُعد، كي تجد وظيفة أحلامك من المنزل وتُنشئ عملك الخاص. سيكون هذا المصدر متجددًا وسنحدِّثه بانتظام، ولا تتردد في وضع إشارة مرجعية كي تتمكن من الوصول إليه من وقت لآخر؛ نتمنى أن تجد كل ما تبحث عنه هنا! هل تود أن تعرف من يُوظِّف عن بُعد؟ إليك قائمة بأكثر من 600 شركة تعمل عن بُعد وقائمة أخرى للوظائف الشاغرة حاليًا. ما هو العمل عن بعد؟ يُقصد بـ "العمل عن بُعد" (remote work) إتمام مهام العمل خارج المكتب، ويُسمى أحيانًا "العمل من بُعد"، والعديد من الناس يطلِقون عليه "العمل من المنزل". هناك أنواعًا عديدة للعمل عن بُعد: فبعض الناس يُسمح لهم بالعمل خارج المقر لمدة يوم أو يومين فقط كل أسبوع؛ وآخرون يعملون عن بُعد متى شاؤوا. في الحقيقة، لاحظنا وجود خمسة محاور للعمل عن بُعد نبيِّنها كما يلي: 1- العمل من داخل المقر (عكس العمل عن بُعد): يعمل الفريق في مكتب واحد أو عدة مكاتب، وهو نموذج تقليدي للعمل (لكنَّه يظل أساسيًّا). 2- العمل من المقر أو المكتب مع وجود خيار العمل من المنزل: هذه الشركات لديها مكتب فعليّ أو ربما أكثر من مكتب، لكنها تعطي أفراد فريقها خيار العمل من المنزل لمدة يوم واحد في الأسبوع أو أكثر. 3- فريق يعمل عن بعد ولكن في نطاق زمني واحد: في هذا النموذج، لا يُتوقّع من أفراد الفريق الذهاب إلى مقر العمل (إن وُجِد) لأنهم يعملون من منازلهم (لا يُشترط وجود مكتب فعليّ). 4- فريق عمل عن بُعد أفراده من دول مختلفة وفي مناطق زمنية متنوِّعة: وهي خطوة أكثر تقدمًا للعمل عن بُعد لوجود أفراد لهم مناطق زمنية مختلفة، وسمة هذا النموذج أنه غير متزامن، الأمر الذي يجعل مسألة التعاون فيه أكثر حيوية، فأفراد الفريق لديهم ساعات عمل قليلة متداخلة مع بعضهم بعضًا، مما يجعل هذا النموذج بحاجة إلى نظام لجعل التواصل والتعاون فيه أكثر فاعلية. 5- فريق عمل موزَّع في دول مختلفة مع وجود بعض الأفراد كثيرو السفر: يعد هذا النموذج للعمل عن بُعد الأكثر تطورًا؛ فأفراد الفريق يعملون من دول مختلفة تمامًا، بالإضافة إلى أن بعضهم يسافرون ويتنقَّلون بانتظام من منطقة زمنية إلى أخرى. أفضل الأماكن والشركات التي تعرض وظائف من المنزل وتتيح العمل عن بُعد يُقدِم كثير من الموظفين على العمل عن بُعد لأسباب عدة منها: المرونة والثقة وزيادة الإنتاجية والرغبة في الاستقلالية وحب العزلة، وإذا أثار هذا الأمر اهتمامك، توجد الكثير من الوظائف المفتوحة للعمل مع شركات عن بُعد بانتظارك! وبشكل أساسي، هناك طريقين للعمل عن بعد: أن تكون رائد أعمال أو أن تعمل لحسابك الخاص بشكل مستقل أو بصفتك موظف مؤقت. العمل لدى شركة تتيح خيارات العمل عن بُعد. هل تريد البدء الآن والعمل من المنزل لحسابك الخاص؟! حان وقت الانطلاق! كثير من الأشخاص يبدؤون عملهم عن بُعد على نحو بسيط، فيعملون على مشاريع جانبية صغيرة، وفي الوقت نفسه ينشئون قاعدة من العملاء أو المشاريع؛ لكن عملهم هذا عادةً من يكون جنبًا إلى جنب مع وظيفتهم ذات الدوام الكامل أو الجزئي، حتى إذا صار عملهم الجانبي أكبر (يحقق ربحًا أكثر) حينها يلتفتون إليه بشكل كامل ليكون هو مصدر رزقهم. كثيرةٌ هي المجالات التي يمكنك أن تحقق فيها نجاحًا إذا عملت لحسابك الخاص – بشكل مستقل – وعلى رأس هذه المجالات وجدنا الآتي: البرمجة التسويق الالكتروني وسائل التواصل الاجتماعي الاستشارات التصميم ولهذه المجالات منتديات تحتضن أعدادًا هائلة من العمال المستقلين، يتواصلون فيما بينهم ويتعلمون المزيد ويشدّون أزر بعضهم بعضًا. وإليك بعض منها (مُفضَّلة): للبرمجة، جرِّب Stack Overflow للتسويق الالكتروني، جرِّب Growth Hackers لوسائل التواصل الاجتماعي، جرِّب Social Media Mastermind للاستشارات، تابع لينكد إن للتصميم، جرِّب دريبل وهذا ليس كل شيء، فهناك العديد من المنصّات التي تتيح لك المزايدة على المشروعات وتقديم عروضك والحصول على عمل مستقل. وما يلي أفضل هذه المنصات التي يمكنك العثور فيها على هذه النوعية من الوظائف، اكتشفها وجرِّبها إذا ما أثارت اهتمامك: مستقل خمسات بعيد آبورك 99 ديزاينز أما إذا أردت الانضمام لشركة ما للعمل عن بُعد... هل ترغب في الانطلاق والانضمام إلى شركة بدوام كامل من المنزل؟ حسنًا، كثيرةٌ هي الأماكن التي ستفتح لك ذراعيها للعمل عن بُعد – خاصةً في مجال التقنية والشركات الناشئة – حيث يوجد بها قائمة عريضة ومتنوعة من الوظائف الشاغرة التي تناسب مهاراتك. وضعنا لك منشورًا به أكثر من 600 مكانًا للعمل عن بُعد، يمكنك قراءة التفاصيل؛ وإليك 25 شركة نرى أنهم من أفضل الشركات الأجنبية في العمل عن بُعد، نتمنى أن تجد ما يناسبك منها. Automattic ألق نظرة على الوظائف الشاغرة لديهم. BaseCamp ألق نظرة على الوظائف الشاغرة Buffer ألق نظرة على الوظائف الشاغرة CoinBase انظر الوظائف الشاغرة Digital Ocean-انظر الوظائف الشاغرة Docker - انظر الوظائف الشاغرة Doist - انظر الوظائف الشاغرة Envato انظر الوظائف الشاغرة Githhub - انظر الوظائف الشاغرة Intercom- انظر الوظائف الشاغرة Invesion- انظر الوظائف الشاغرة Khan Academy- انظر الوظائف الشاغرة Living Social انظر الوظائف شاغرة Moz- انظر الوظائف شاغرة Mozilla- انظر الوظائف الشاغرة Recurly- وظائف شاغرة Sales Force - انظر الوظائف الشاغرة Shopify- انظر الوظائف الشاغرة Skillshare- انظر الوظائف الشاغرة Spotify - انظر الوظائف الشاغرة Stackoverflow– انظر الوظائف الشاغرة Stripe- انظر الوظائف الشاغرة Treehouse - انظر الوظائف الشاغرة Twilio - انظر الوظائف الشاغرة Zapier - انظر الوظائف الشاغرة لكي تبحث بسهولة ويسر عن صفحات وظائف الشركات السابق ذكرها، نقدم لك مصادر أخرى وخطوات ستساعدك على اقتناص وظائف عمل عن بُعد . يعد موقع We work remotely الذي تقوم بصيانته شركة Basecamp وهي منصّة مخصصة لوظائف العمل عن بُعد. أما موقع Remote.co فيحتوي على فرص ونصائح للعمل عن بُعد. وهناك أيضًا موقع Remotive.co الذي يتضمن جدول ببيانات الشركات التي توظِّف الأفراد عن بُعد. وإليك مواقع مثل Angel List للبحث عن الوظائف وفلترتها بوضع علامة أو شارة "عن بُعد"، أو موقع Hiring tools like Homerun لأماكن التوظيف. هل تريد العمل عن بُعد مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بوظيفتك الحالية (من المكتب أو المقر، عكس العمل عن بُعد)؟ يمكن تناول هذا الأمر بأكثر من طريقة، أقصد بدء العمل عن بُعد دون الحاجة إلى الانتقال إلى وظيفة جديدة. لدى أصدقاؤنا في Remote Year دليلًا يبين الخطوات الأولى والاستفسارات حول إمكانية العمل لمدة يوم واحد في الأسبوع خارج المكتب. كيف يمكنك أن توظِّف (أو أن يتم توظيفك أنت) عن بُعد؟ بكل تأكيد بإمكان كل شخص العمل عن بُعد، ولكن إذا أردت أن تحرز النجاح منذ اليوم الأول، ستحتاج إلى التمتع بعدة مهارات؛ أما إذا كنت تبحث عن أفرادًا لتوظِّفهم، فإليك معايير الاختيار. ولكن إذا كنت أنت من تتقدم بطلب للعمل عن بُعد، فكِّر إذا ما كانت هذه الصفات تنطبق عليك. العمل مستقلًا بكفاءة وفاعلية العمل عن بُعد من الممكن أن يعني البقاء بمفردك طوال اليوم (إذا كان هذا غير مريح بالنسبة لك، جرِّب العمل من داخل مقهى أو مساحات/ أماكن العمل الجماعية كي تستمتع برفقة الآخرين). ولكن، إذا أردت أن تكون عاملًا ناجحًا – عن بُعد –فيجب أن تكون في كامل إنتاجيتك وأنت بمفردك. على قدر كبير من المسئولية الشخصية سؤالٌ كثير ما يُطرح وهو "أليس من الممكن أن يقضى العامل عن بُعد وقته في اللهو طوال اليوم، كيف يمكنك التحقق من ذلك؟". حسنًا، نحن نوظِّف أفراد الفريق الذين لن يفكروا ولو للحظة في اللهو بينما هناك عمل يتعين عليهم القيام به! لأن تحليك بالمسئولية لن يجعلك تنتظر رقيبًا عليك بينما أنت تعمل، نحن نثق بك أنت. التواصل كتابيًا بشكل جيد أثناء عملك عن بُعد لن تحظى بفرصة الحديث مع باقي أفراد الفريق وجهًا لوجه كثيرًا، عديدة هي الأدوات التي تيسر هذا الأمر (مؤتمرات الفيديو، على سبيل المثال)؛ ولكن، يجب أن تكون قادرًا على التواصل النصي بشكل ممتاز من خلال: البريد الإلكتروني والرسائل الفورية ومجلدات العمل التعاونية. لا يكفيك التعبير عن نفسك بشكل جيد، عليك أن تحقق أقصى استفادة من التواصل الوجداني وأن تعي بمشكلة النبرات غير الواضحة للكلمات المكتوبة. الالتزام بموعد التسليم يرتكز العمل عن بُعد بشكل كبير على النتائج. هل أنجزت المهمة التي وعدت باتمامها؟ ممتاز! إذا كنت تريد التعرف على المزيد عن هذه المهارات التي تؤهلك للعمل عن بُعد، إليك قسم العمل الحر في أكاديمية حسوب ، تجد هناك عدد من أعضاء فريقنا يدرِّسون بعض فصول هذه الدورات التدريبية. هل العمل عن بُعد مناسب لي؟ كيف أعرف ذلك؟ لاشك أنك تتسائل في هذه اللحظة، ما الذي ينتظرني في العمل عن بُعد؟ بالطبع، هو أسلوب رائع للحياة، وبالمناسبة، هناك دروس عديدة تعلمناها في السبع سنوات الماضية -وربما أكثر- عن تأسيس الشركات التي تعمل عن بُعد، سردنا 40 درسًا منها في أحد المنشورات بالمدونّة إليك أفضل أربعة منها، ولكن يمكنك الضغط على الرابط لقراءة المقالة كاملة: ستتضاعف انتاجيتك (عشرة أضعاف) يمكن لأي شخص العمل عن بُعد بشكل كامل أو شبه كامل – مرن – (تقريبًا)! وتتعامل به كثير من الشركات، أكثر مما تظن. إذا أردت أن تتبنى نظام العمل عن بُعد داخل شركتك، حاول أن تجعل كل فرد يشعر بالمساواة داخل الفريق. فمن السيء أن تكون "مواطن من الدرجة الثانية" فقط لأنك لا تعمل من داخل المكتب. وجود طقوس صباحية ومسائية سيساعدك في تنظيم أيامك، ستجد الأمر في غاية السهولة إذا ما عوّدت نفسك. إذا عيّنت أشخاصًا تثق بهم (وإذا لم تفعل، لم لا؟) كن على ثقة بعملهم. معظم الناس يعرفون جيدًا هل العمل عن بُعد يناسبهم أو لا، وإذا فكّرت وقلت لنفسك "لا أستطيع العمل على هذا النحو، ربنا سيفضي بي الأمر وأنا أشاهد التلفاز طوال اليوم"، حسنًا ربما أنت محق، لا تجرِّبه. إذا كنت انطوائيًّا، نادرًا ما ستشعر أن الأمر يستحق العناء. أما إذا كنت شخصًا اجتماعيًّا، فكثيرًا ما ستشعر أن الأمر يستحق العناء. أغلق الحاسوب المحمول في نهاية اليوم وفكِّر في الأمر، لأن العمل سيكون بهذه الكيفية كل يوم. إذا كانت القواعد مناسبة لك، فلن تتردد في تطبيقها؛ سيقول لك كثيرٌ من الناس انهض وارتدي ملابسك كل يوم كما لو كنت ذاهبًا إلى العمل. بالنسبة لي، بعد خمسة أيام تقريبًا كنت أرتدي سروال اليوجا بدون وضع أي مكياج، لذا، اكتشف ما يناسبك أنت. عيوب العمل عن بُعد 1- السبيل إلى الإنتاجية في العمل عن بُعد رغم كل الترتيبات، ستحل عليك أوقاتًا تشعر فيها بضعف الإنتاجية والحماس، وهذا أمر طبيعي في أي مكتب أو مقر عمل أو العمل عن بُعد ...إلخ، إلا أنه يصعب اكتشافها في فِرَق العمل عن بُعد. لدينا في Buffer خبرة كبيرة في اختبار إنتاجيتنا وقياس مداها، وإليك مجموعة من النصائح التي نعمل بها حتى الآن: نظِّم أيامك أنظم أيام عملي بشكل عام، فأخصص بعض الأيام للتركيز على إدارة ودعم فريقي التنفيذي الرائع، وفي البعض الآخر أعمل على المشاريع وأنسِّق الملفات وأبحث عن استراتيجيات للتطوير أو أبحث عن عملاء أو أقوم بقياس المنتجات للبحث عن فرص. أخصِّص يوم الأربعاء للعمل بتركيز أعمق، فلا يوجد اجتماعات، واستغل ذلك الوقت في القراءة والتفكير مليًا في النهوض برؤيتنا واستراتيجيتنا لمستوى أعلى. لدى مديرنا التنفيذي "Goel Gascoigne" نصائح بعنوان "كيف ينظِّم المدير التنفيذي عمله عن بُعد"، يُنصح بقراءته. التهم الضفدع! ابدأ يومك بإنجاز المهمات الشاقة، ولن يزعجك أي شيء بعدها طوال اليوم. نصيحة "مارك توين" هذه مفيدة للجميع. ولكن لا تقلق، لن يجبرك العمل عن بُعد على تناول ضفادع حقيقية! فالـ "ضفدع" يُقصد به أكبر المهام التي تنتظرك في قائمة الأعمال، ومن ثم، عليك بإنجاز أكبر المهام أولًا، وسيمر عليك باقي اليوم كالنسيم (ناهيك عن شعورك بالإنتاجية وأنت في أول اليوم). قائمة أعمال الغد انطلاقًا من فكرة "التهم ضفدعك"،اعتاد كل منا كتابة قائمة بضفادعه الخاصة باليوم التالي، ليقبل على إنجازها بكل حماس في الصباح. في نهاية اليوم اكتب المهام التي تريد إنجازها في الغد. استيقظ وليكن أول شيء تفعله هو قراءة قائمة المهام التي أعددتها في الأمس. اختم يومك بكتابة قائمة أخرى للغد، وهكذا. اخترنا لك "نصائح لـ روتينك الصباحي"، تعرَّف على قائمة كاملة بالروتين الصباحي لأكثر الأشخاص نجاحًا أما إذا كنت تريد تحقق أقصى استفادة من يومك، إليك قائمة بأفضل المصادر ومختلف النصائح التي تساعدك على تنظيم يومك وجعله أكثر إيجابية وإنتاجية. دليلك الأفضل لكي تصبح الشخص الذي تريده: عزز عقلك وجسدك وروحك واصنع روتينًا يوميًا ممتازًا 2. كيف تتغلب على الشعور بالوحدة المصاحبة للعمل عن بُعد كل عام، ننشر تقريرًا عن أحوال العمل عن بُعد يضم بيانات آلاف العاملين عن بُعد. في تقريرنا الأخير، اتضح لنا أن أكثر من واحد لكل خمسة أشخاص يعاني الوحدة التي هي أكبر معوقات العمل عن بُعد بالنسبة لهم. أضف إلى ذلك، أن الوحدة تكثر بين الشباب الراشدين، وهم الأكثر اقبالًا على العمل عن بُعد. نحن نعي خطورة هذه المشكلة، ونحاول التركيز على سلسلة من النصائح التي تشجع على بناء العلاقات الضرورية في العمل والحياة عمومًا. إليك نصائح لا غنى عنها اخترنا لك أفضلها، تفضّل بقراءة منشورنا بعنوان التغلب على الوحدة الناجمة عن العمل عن بُعد. ابحث عن الأشخاص الذين لديهم طبيعة عمل وحياة مشابهة لك تعاون مع الناس ووطِّد علاقاتك الإنسانية. حاول أن تفهم ذاتك. نوِّع أنشطتك اليومية. سِرْ على مهل. يقدم لك هذا الرابط نصائح أكثر عن التغلب على الشعور بالوحدة بسبب العمل الحر. تغلّب على الشعور بالوحدة في العمل عن بُعد: نصائح الموظفين المستقلين من مختلف دول العالم. أدوات تسهِّل عليك العمل عن بُعد: انتقينا لك أفضل عشر منها أتم عملنا عن بُعد الآن ثمان سنوات، حظينا فيهن بفرصة التعاون والنمو بين فِرَق تتسم بالذكاء والمهارة والموهبة. ومن الرائع أن الناس نجحوا في اكتشاف مجال العمل عن بُعد وتعمّقوا فيه جيدًا، بفضل مجموعة من الأدوات المدهشة التي سهّلت تواصلهم في كل مكان. إليك قائمة بأفضل هذه الأدوات التي ساعدتنا على تحقيق الإنتاجية وإنجاز المهام وجعلتنا سعداء في ظل تواصل رائع Slack رائع في إرسال رسائل نصية فورية بسرعة ممتازة. Dropbox Paper يقدم لك مستندات عمل تعاونية، تمكِّنك من إضفاء التعديلات ومشاركتها بشكل غير متزامن. (يُنصح أيضًا باستخدام مستندات جوجل). Zoom لمؤتمرات الفيديو الجماعية لكامل الفريق أو المحادثات الثنائية. Trello لإدارة المشاريع وتنظيم فِرَق العمل، نستعين به في حملاتنا ومهام عملنا. Gmail، لإرسال البريد الإلكتروني والتواصل مع جميع أفراد الشركة. Officevibe، يساعدنا في مواكبة أخلاقيات العمل داخل الشركات. Timetastic، من خلاله نعرف مواعيد إجازات الزملاء وأوقات العطلات. Discourse، عبارة عن منتدى نتشارك فيه الأخبار وكل جديد. Zenefits، لوحة المتابعة و بوابتنا الإلكترونية للموارد البشرية. Expensify، موقع ذكي لحساب النفقات والفواتير. إذا أردت معرفة كيف نستخدم هذه الأدوات والمواقع، تفضّل بقراءة هذا المقال بعنوان "12 أداة رئيسية تسهِّل عملنا عن بُعد". أمّا إذا كنت مهتمًا بتعلُّم كيفية استخدام Trello داخل فِرَق العمل عن بُعد، إليك هذه المقالات التي تشرح لك بالتفصيل كيفية استخدامه لإدارة وتنظيم العمل! لماذا ينبغي عليك التفكير بتأسيس مكان عمل عن بُعد؟ لاشك أن هذا السؤال قد دار بذهنك من قبل سواء كنت من أصحاب المشاريع الناشئة، أو ربما يبحث مدير تنفيذي عن الجديد. قرار كهذا يحمل في جنباته الكثير من التفاصيل المتعلقة بالطريقة التي ينتهجها فريقك في العمل، والثقافة التي أنت بصدد بنائها، وسواء كنت ضد هذه الفكرة أو ترى أن مزاياها تفوق سلبياتها، إليك بعض العناصر التي عليك التفكير بها عند بناء فريقك للعمل عن بُعد. المزايا 1- إنتاجية أعلى: كشفت دراسة أجرتها Harvard Business Review أن الموظفين عن بُعد يفوقون الموظفين داخل المكاتب من حيث الإنتاجية، وهذا لسببين: العمل عن بُعد لا يقضي وقتًا في الذهاب والعودة، ويقل فيه التشتيت مما يعطيك مساحة أكبر للتركيز بعمق. 2- أقل تكلفة: كان لدينا مكتبًا صغيرًا في سان فرانسيسكو، والآن ليس لدينا أي مكتب فعليّ على الإطلاق، مما يعني توفير 84 ألف دولارًا في العام الواحد، مدهش أليس كذلك! توفير كل هذا المال دون الحاجة إلى وجود مكتب! ولنفترض أنك أردت تعويض الموظفين عن فاتورة الأنترنت ونفقات مكاتب/مساحات العمل الجماعية (كما هو الحال بالنسبة لنا) ستظل التكلفة أقل مقارنة باستئجار مكتب. 3- أكثر حبًا للعمل وتعلّقًا به: ذكرت دراسة أجراها Leadership IQ أن أكثر من 45% من العاملين عن بُعد يحبون وظائفهم مقارنة بالموظفين من المكتب الذين لا تتجاوز نسبتهم 24%. تصوُّرات خاطئة 1- التواصل السيء: لم نمر بتجربة تواصل سيئة خلال عملنا بفضل الأدوات التي نستخدمها؛ فنحن نتحدث طوال اليوم عبر Slack أو Zoom متى أردنا. قد يتطلب الاتصال بزميل عمل في النصف الآخر من الكرة الأرضية بعد اللحظات لإعداد المكالمة، لكن الأمر في النهاية يستحق العناء. 2- التراخي: كما ذكرنا سابقًا، إذا وظّفت أشخاصًا يتمتعون بالمسئولية وأخلاق العمل، فلم القلق؟ المهام تُنجز في النهاية. إذا عيّنت أشخاصًا تثق بهم (وإذا لم تفعل، لم لا؟) كن على ثقة بعملهم. 3- حدِّد أوقات عملك: حاول أن تقاوم إغراء البقاء متصلًا ومتاحًا طوال اليوم عند عدم وجود حاجة تستدعي ذلك، وتذكر أن هناك العديد من الأدوات التي تساعدك في التغلب على ذلك. في حسوب، نحن نبذل قصارى جهدنا في الالتزام بالأوقات المحددة للعمل (البعض يختار ساعات عمل تقليدية، والبعض الآخر يفضِّلون ساعات عمل أكثر مرونة)، وكثير منا يبني لنفسه روتينًا يوميًا له بداية ونهاية محددة. قصص واقعية لأشخاص حققوا السعادة في العمل عن بُعد إذا كانت حياة العمل عن بُعد تثير فضولك، سواء أردت هذه الحياة لنفسك، أو نويت تقديمها لفريقك كي يتعرفوا عليها، يسعدنا أن نقدم لك قصتين لاثنين من الموظفين تحدثوا فيهما عن تجربتهما في العمل عن بُعد. المقال الأول لمايكل إيراسموس بعنوان كيف تعلمت الموازنة بين حياتي وعائلتي وعملي عن بُعد والثاني لمايكي غاست بعنوان 5 نصائح للموازنة ما بين العمل عن بعد وتربية الأطفال. ترجمة بتصرُف للمقال What is Remote Work? A Guide for Building Remote Teams and Finding Your Work-from-Home Job بقلم Kevan Lee
- 13 تعليقات
-
- 6
-
- العمل عن بعد
- فريق عن بعد
- (و 5 أكثر)
-
تتابعت الدراسات ثم المزيد منها واحدة تلو الأخرى مثبتةً أن العاملين عن بعد منتجون أكثر من الآخرين المرتبطين بمكتبهم، لكن السؤال الذي لا يملك إجابة واضحة هو: لماذا؟ قد يوفّرون على أنفسهم الوقت والطاقة التي يكلفهم إياها الذهاب لمكان العمل، ويتجنبون كذلك مصادر الإلهاء التي في المكتب، ويكسبون شعورًا بامتلاك زمام السيطرة على عملهم، والمزيد من الوقت للعائلة والأصدقاء وممارسة الهوايات، لكن بغض النظر عن هذا، جميع هذه الفوائد نتيجة عنصر ثانوي خرج من التفاعل، وهو التواصل غير المتزامن -منح الموظفين الحرية للتحكم وقت تواصلهم مع زملائهم- وليس الاستقلال المكاني. يسأل العديد من أصحاب الشركات أنفسهم إذا كان عليهم تبني سياسة العمل عن بعد، لكن القليل جدًا منهم يضع التواصل غير المتزامن بعين الاعتبار. أعتقد أن العمل عن بعد هو ما يتطلّع إليه المستقبل، لكنني أؤمن أن التواصل غير المتزامن عامل أهم للانتاج الجماعي، سواء كان الفريق يعمل عن بعد أم لا، حيث أنه لا يؤدي إلى نتائج أفضل للعمل فقط، بل يجعل أيضًا ما يقوم به الناس مجديًا وحياتهم حرةً ومُرضيةً أكثر. ويقول كاتب المقال انطلاقًا من خبرته مع شركته العاملة عن بعد، والمتبنّية لثقافة التواصل غير المتزامن: Doist، سيتولى هذا المقال شرح ما هو التواصل غير المتزامن، وكيف يعزّز إنتاجية الفريق، والإجراءات المادية لتطويع محيط العمل لهذه الثقافة. ما هو التواصل غير المتزامن؟ بكلمات بسيطة، التواصل غير المتزامن هو التواصل الذي تُرسَل فيه الرسالة دون أن يُتوقَّع الرد عليها حالًا، فمثلًا عندما تُرسل إليّ بريدًا، أرد عليك بعد عدة ساعات، ونقيضه هو التواصل المتزامن، الذي تُرسل فيه الرسالة ويستقبل المستقبِل فحواها ويرد عليك حالًا، ويندرج تحته التواصل الشخصي المباشر، كما في الاجتماعات، فيتكلّم المتكلم ويستقبل المستقبل المعلومة أثناء كلام الأول ويرد عليه في اللحظة. ويمكن لوسائل التواصل الرقمية مثل الدردشات الفورية أن تكون متزامنة أيضًا، فحينما ترسل رسالة يصلني اشعار لها وأفتح التطبيق لأقرأها وأرد عليها بتوقيت شبه فوري، بل إن البريد الإلكتروني يُعَدّ على نطاق واسع أحد أشكال التواصل التزامني، فوجدت دراسة أجرتها شركة Yahoo عام 2015 أن الوقت الشائع للرد على رسائل البريد استغرق دقيقتين. لنتحدث أولًا عن لمَ علينا أن نشكّك في أسلوب تواصلنا المتزامن الحالي المتّبَع لدينا، قبل الخوض في فوائد المنهج غير المتزامن. عيوب التواصل المتزامن الدائم نظرًا إلى أن الموظفين منتجون أكثر عندما يعملون خارج المكتب، نستنتج أن هناك خطئًا ما في محيط عملنا المعاصر. وفقًا لمقالة بعنوان "موجة تعاونية" لكلية هارفارد للأعمال، يقضي الموظفون الوقت في التعاون فيما بينهم أكثر بنسبة 50% مما فعلوا قبل عقدين من الزمان، وجد الباحثون أنه من غير المحتمل أن يقضي الموظفون 80% من يومهم في العمل في التواصل مع زملائهم على البريد الإلكتروني -والذي يقضي العاملون متوسط ست ساعات عليه يوميًا- وتشكل الاجتماعات ما نسبته %15 من أوقات الشركات كمتوسط، ومؤخرًا بدأت تطبيقات الدردشة الفورية تظهر حيث يرسل مستخدم تطبيق Slack العادي متوسط 200 رسالة يوميًا، ومع ذلك يبقى من يرسل 1000 رسالة يوميًا في النطاق المتوسط. هذا التوجه تجاه التواصل الشبه دائم يعني أن على الموظف العادي تنظيم يومه وفق عدة اجتماعات، بينما يقضي وقت عمله مشتّتًا ما بين استعمال تطبيقات الدردشة والبريد الإلكتروني، وما يزيد الطين بلّة هو تطور تكنولوجيا الهواتف التي تجعل التواصل غير محصور في مكان وزمان العمل، فيمكننا استعمال بريدنا الإلكتروني في أي وقت نشاء، ليلًا أم نهارًا، ونتيجةً لذلك، فإننا لا نتوقف. يمكن تفهم هذا الحال إذا كان يقابله نتائج إيجابية، لكن الدلائل تشير مرارًا وتكرارًا أن هذا النوع من التواصل يستنزف الكثير من التركيز وأذهان الموظفين، وبشكل عام يجعل تقدم العمل عقيمًا. كتبت من قبل مقالة حول لمَ نراهن ضد التواصل الفوري لفريق العمل لكن الأمر يستحق تلخيص المشكلات الجوهرية وتعميمها على أغلب أشكال التواصل المتزامن: يؤدي إلى المقاطعات التي تشتت الانتباه وتصعّب التقدم المجدي في العمل، فالأعمال شديدة الأهمية ومتطلّبة التركيز كالتّشفير والكتابة والتصميم ووضع الخطط وحل المشكلات تستغرق فترات من التركيز الشديد، والتواصل المتزامن يجعل من انجاز كميات كبيرة من العمل دون مقاطعات مهمة مستحيلة. مهمات كبيرة مهمات بسيطة وضع مسودة لخطة اطلاق منتج جديد ترتيب الرسائل في بريدك الوارد البرمجة الرد على الزملاء على أدوات التواصل الجماعية كـ"Slack" التحضير لخطاب مهم القيام بالمكالمات الهاتفية لمناقشة الخدمات إجراء البحوث للمعلومات حول مشكلة معينة حضور الاجتماعات المتعلقة بمواكبة تحديثات الشركة table { width: 100%; } thead { vertical-align: middle; text-align: center; } td, th { border: 1px solid #dddddd; text-align: right; padding: 8px; text-align: inherit; } tr:nth-child(even) { background-color: #dddddd; } يولي اهتمامًا أكثر للتواصل من الإنتاج، ففي بيئة العمل التي يسود فيها التواصل التزامني، يُطلب منك أن تكون متّصلًا ومتوافرًا طوال الوقت، وإذا فقدت الاتصال فسوف يفوتك القطار قبل أن تحظى بفرصة للرد، أو حتى رؤية النقاش، ولتجنب حصول هذا فإن الناس يحاولون أن يبقوا متصلين بالإنترنت ويحضروا الاجتماعات قدر المستطاع، على حساب طاقتهم وانتاجيتهم. يثير ضغطًا لا ضرورة له، فيُطلب من الموظفين البقاء متاحين مما يفرض قيودًا على جدول أعمالهم، ويقضون يومهم في الرد على الرسائل بدلًا من تحضير برنامجهم. وجدت دراسة أن الناس يحاولون تعويض الوقت المفقود بالعمل أسرع ما ينعكس بـ"مزيد من الضغط والإحباط وضيق الوقت وبذل الجهد"، مما يؤدي إلى حالة من الإنهاك. يؤدي إلى نقاشات وحلول دون المستوى الأمثل، فهو لا يعطيك فرصة للتفكير بالمشكلات الرئيسية للخروج بإجابات رصينة لها، فردك الأول على أي قضية مطروحة ليس أفضل ردودك على الأغلب. فوائد التمتع بمحيط غير متزامن التواصل يتقبّل معظم الناس الإلهاءات والمقاطعات كجزء من جو العمل، إلا أن بعض الشركات مثل Doist، Gitlab، Zapier ، Automatic ، Buffer تتبنى نهجًا غير متزامن للتعاون، وإليك بعض الفوائد التي نعطيها لموظفينا من ذلك: الحرية في التحكم بيوم العمل ما يؤدي إلى سعادة وزيادة إنتاجية الموظف، ففي بيئة غير متزامنة، لا يوجد عدد ساعات عمل محدّد، فيمتلك الموظّفون الحرية التامة في وضع برنامج أعمالهم اليومية بحيث تتفق وأساليبهم المعيشية، وساعاتهم البيولوجية، ومسؤولياتهم الأخرى كالرّعاية بأطفالهم، فيعمل بعض الموظفون في Doist طيلة الليل إذ أن ذلك يناسبهم، فتستطيع قضاء ساعة مع ابنك في الصباح، دون أن يؤثر ذلك على عملك. التواصل الجاد، فعلى الرغم من بطء التواصل غير المتزامن إلا أنه يميل لأن يكون أجود، حيث أنه أوضح وأدق من التواصل المليء بالكثير من الأخذ والعطاء الغير ضروريين، ويعطي الوقت للتفكير بالمشاكل أو الأفكار والخروج بإجابات رصينة عن تفكير، فيمكن للموظفين الرد في الوقت الذي يجهزون في إجابة، وكفائدة إضافية، تقل التصرفات المتهورة، ولهذا السبب لم نواجه مشكلة واحدة جدية في المصادر البشرية منذ 8 سنوات. تخطيط أفضل يؤدي إلى ضغط أقل، فالتخطيط المسبق يصبح واجبًا في غياب الطلبات العاجلة التي تُطلب في أسرع وقت ممكن، فيتعلم الناس التخطيط والتعاون بحرص ليمنحوا زملائهم الفرصة لرؤية والرد على طلباتهم، مؤديًا ضغط أقل في التعاون ما يقود بدوره إلى جودة عمل أعلى. يصبح العمل الجاد هو المُتوقّع من الموظفين غير منشغلين بالردّ على كل رسالة تصلهم حالًا، فيمكنهم إنجاز كميات كبيرة من العمل الذي يخدم الشركة بأفضل وسيلة بلا مقاطعات، ثم يمكنهم العودة لرسائلهم لتفقدها وترتيبها على شكل دفعات مرة إلى ثلاث مرات يوميًا بدلًا من التنقل بينها والاجتماعات وبين العمل ذهابًا إيابًا. التوثيق الأوتوماتيكي والمزيد من الشفافية، فلأن معظم التواصل يتم عن طريق الكتابة، فإن المواضيع الرئيسية والمعلومات المهمة توثّق تلقائيًا، خصوصًا إذا كنت تستعمل وسيلة أكثر عمومية من البريد الإلكتروني، فمن الأسهل إذًا الإشارة لها في وقت لاحق، ففي Doist على سبيل المثال، بدلًا من الاستفسار عن سبب إصدار قرار ما أو حالة مشروع ما، يمكنك ربطه بما يقابله على Twist أو البحث عنه. التوافق في التوقيت، فالتواصل بين أشخاص يقعون في عدة مناطق زمنية يجعل العملية سلسة، فلا أحد يجد صعوبة في متابعة المعلومات بسبب توقيته الذي يقع فيه، فتزول الحدود التي يفرضها عليك اختلاف التوقيت في اختيار موظفيك، فتبني لنفسك فريقًا باهرًا ومتنوعًا في أي مكان في العالم. القدرة على الاحتفاظ بالموظفين مدعاة للمفخرة، وتعتقد شركة Doist أن السبب الرئيسي وراء بقاء معظم الموظفين الذي وظفتهم خلال السنوات الخمس الأخيرة هو التواصل غير المتزامن، فمعدّل احتفاظهم بالعميل يزيد عن 90% وهو معدّل أعلى بكثير من المعدل العام في مجال التقنية، فمتوسّط مدّة احتفاظ شركة مثل Google بموظفيها هو ما يزيد بقليل عن سنة، على الرغم من مزاياها الشهيرة من الوجبات إلى قصّات الشعر المجانية، ما يثبت أن الحرية في اختيار مكان وزمان العمل أهم من تلك المزايا، رغم أنه لا يكلّفنا شيئًا. ولكن، ستحتاج إلى التواصل التزامني كذلك! للتوصل غير المتزامن مزاياه وعيوبه كما هو أي شيء في الحياة، وقد مرت شركة Doist بالاثنين، ففي بداية عملهم على هذا النظام التواصلي، ألغوا معظم الاجتماعات ظنًا منهم أنها مضيعة للوقت، فكان يمكن الاستعاضة عنه بالتواصل المكتوب، لكن قبل أن نسير طويلًا في ذلك الطريق، نبّهتنا رئيسة قسم تسويقنا، Brenna، إلى أننا فقدنا العنصر البشري وعبرت عن مدى شعورها بأننا مفكّكون وكم تشتاق لرؤية زملائها وجهًا لوجه. وهكذا تعلمنا الدرس الذي يقضي بأن علينا الجمع بين نظامي التواصل كلٌّ في مكانه المناسب، فمن الصعب بناء علاقات شخصية أثناء اجتماعات الفريق أو المحادثات بين شخصين بالتواصل المكتوب فقط، وبكلمات Daft Punk: "نحن بشر في نهاية الأمر." هذه بعض الخطوات التي نتبعها لبناء العلاقات الشخصية بين الفريق: لدى الجميع لقاء واحد شهريًا على الأقل مع مشرفه لمعرفة أحوال بعضهم ومناقشة ما يواجهانه من مشكلات ووضع خطط التطوير المهنية، إلخ. نجرّب حاليًا للفرق جلسات لقضاء الوقت المرح معًا للحديث عن أمور خارج العمل. ننظّم سنويًا اجتماعات على مستوى الشركة والفرق المختلفة للتواصل الشخصي. نمنح أعضائنا الجدد تذاكر طيران لقضاء أسبوع للعمل شخصيًا مع مشرف فريقه، ما يعطيه شعورًا بالترابط والحرية لسؤال أي سؤال مباشرة. نغطي نفقات محيط العمل المشترك ليستطيع أعضائنا الخروج من بيوتهم والعيش في بيئة مجتمعية أو مكتبية. نخفض اليوم عدد اجتماعاتنا لكن لا نلغيها، فخطة اجتماعاتنا تبدو هكذا تقريبًا: غير متزامنة على Twist، وGithub، وPaper. متزامنة على وسائل كـZoom و Appear.in أو Google Meet. اجتماعات شخصية كالاجتماعات السنوية على مستوى الشركة أو الفرق. عمومًا، استعمل التواصل المتزامن في هذه الحالات: إذا كنت ترغب ببناء علاقات مع الأعضاء (الاجتماعات بين أعضاء الفريق أو بين شخصين). طرح رأي نقدي أو مسألة حسّاسة. لديك العديد من الأشياء المجهولة وترغب باستعراض مختلف الأفكار والحلول بعملية عصف ذهني. هناك العديد من التغيرات الحاصلة وترغب بتوحيد الجميع على نفس الموجة (كاجتماع ابتدائي للإعلان عن مشروع جديد). حدوث كارثة تحتاج الكثير من الانتباه، كتعطّل أحد الخوادم، فنستعمل تطبيق تلغرام بالاشعارات المنشطة للحالات الطارئة فقط. فعلى التواصل المتزامن أن يكون الإستثناء لا القاعدة. كيف تبني ثقافة التواصل غير المتزامن بين فريقك لن يحدث التغيّر في يوم وليلة، بل يتطلب تغييرًا عويصًا في وسائل التواصل والإجراءات والعادات والثقافة المتبعة في الفريق. إليك بعض الإجراءات التي يمكنك اتخاذها على مستوى الأفراد كقائد للفريق للبدء. أشياء لفعلها كفرد: التواصل المعبّر، بجعل رسائلك مشتملة على معلومات قد الإمكان، مصحوبة بالمرئيات كالصور أو الفيديوهات، ووضّع ما تريده من الشخص محدّدًا موعدك النهائي، فيمكن للدقائق الإضافية القليلة التي تمضيها بتضمين التفاصيل والتعديلات من أجل الوضوح أن توفّر أيامًا من تبادل الرسائل الموجود في بيئة تزامنية التواصل. التخطيط المسبق لإعطاء الناس الوقت لوضع رسائلك بعين الاعتبار، مثلًا، إذا كنت تحتاج إلى إنهاء المهمة في يومين وتريد ردّهم خلال تلك الفترة، أعلمهم بذلك بدلًا من اخبارهم بأنك تريد ردًا خلال ساعة تأكد من أن وثائقك متاحة للجميع، فرغم أن هذا يبدو شيئًا بسيطًا، لكن إذا احتاج أحدهم إلى إرسال طلب دخول إلى ملفاتك فقد يؤدي هذا إلى تأخير قد يدوم يومًا. شارك كل جديدك من معلومات ومواضيع للطرح قبل الاجتماعات كي يحضر الجميع مستوعبين الأمور الموضوعة تمامًا. استكمالًا للنقطة السابقة، شارك تلك المعلومات مع الأشخاص الذين لم يحضروا الاجتماع، بل إننا نعمل الآن على تصوير اجتماعاتنا في فيديو لمشاركته مع الغائبين كي "يحضروه" لا تزامنيًا. أغلق اشعاراتك وحدّد لنفسك بدلًا منها أوقاتًا تتفقد فيها خلال اليوم ما لديك من رسائل وترد عليها. استغل أوقات الانتظار، فقد وجدنا أن انتظار الرد على رسالتك ليس بمشكلة كبيرة وأنه بإمكانك العمل على شيء آخر أثناء ذلك. أشياء لفعلها كقائد ازرع في الفريق مهارات الكتابة والتواصل كمهارات أساسية، هذا سيقلل تبادل الرسائل بناء على قاعدة خير الكلام ما قلّ ودلّ. قيم الأعضاء حسب انتاجهم وانجازهم لا سرعة ردهم أو عدد ساعات عملهم. ألغِ أي عدد مطلوب للساعات أو المتطلّبات لحضور مكان عمل، مما سيسمح لك بالتوظيف من أي مكان في العالم وبالطبع يدفع بشركتك نحو تبني نظام تواصلي غير متزامن. شدّد على أهمية الثقة، والنظام، والاستقلالية، وتحمّل المسئولية، فبدون هذه القيم لن يكون للتواصل غير المتزامن أي معنى، فأحد أهم قيم Doist الأساسية على سبيل المثال، هي أن يثق بك الآخرون في إنجاز مهماتك في الوقت المحدّد وأن يطمئن إليك زملاؤك وإلى التزامك بكلمتك. كتبت Brenna Loury، مديرة المصادر البشرية لـDoist، أكثر عن كيفية بناء الثقة في بيئة عمل غير متزامنة عن بعد. عيّن فردًا لمنصب "المسؤول المباشر العام" الذي صاغته شركة Apple وأشهرته، وفكرته هو أن فردًا واحدًا يكون مسئولًا عن أي مشروع أو قطاع داخل الشركة، حيث لا يقوم بكل شيء بمفرده لكن ينظّم الفرق والمشاريع ويتّخذ القرارات الحاسمة وعمومًا يضع الخطة التنفيذية والنتائج، فكلما قلّلت عدد الأشخاص الذين يتدخلون في القرارات، بحيث تقلل من مركزية السلطة، وتزيد من مسئولية الفرد، كلما زدت من فعالية فريقك، ينطلق هذا على أي فريق لكنه هام خصيصًا لنجاح التواصل غير المتزامن. ضع وقتًا معقولًا للوقت المُتوقّع للردود على مستوى الفريق، فيتوقعون في Doist مثلًا من الموظفين الرد خلال 24 ساعة. أعطِ الشفافية أولوية، فالجميع في Doist مثلًا يستطيع قراءة المواضيع الرئيسية بغض النظر عن فريقهم، وهذا يضم المواضيع القيادية، بوجود الشفافية لا يفوّت الوظّفون أي أحداث أو قرارات مهمة، ويعملون بكفاءة واستقلالية أكبر حيث لا يلزمهم أن يسألوا الآخرين عن أي معلومات يحتاجونها. استعمل الوسائل التي تعزز الشفافية، والعمل الجاد، والتواصل غير المتزامن، كالمشاريع المفتوحة في Github، والمحادثات التي نجدها Basecamp، والمواضيع على Twist. لا تستعمل البريد الإلكتروني، فرغم أن يمكن التواصل به لاتزامنيًا لكنه يحجز المعلومات في البريد الوارد حيث لا يستطيع أن يصل إليها الآخرون، ما يضعف الترابط، اقرأ أكثر عن مضار استعمال البريد الإلكتروني للتواصل الجماعي. احتفظ بوسائل تواصل للحالات الطارئة، فـDoist تمتلك محادثة Telegram تستعملها كوسيلة طارئة، إلى جانب أرقام هواتف الموظّفين. تُستعمل هذه الوسائل قليلًا سنويًا، فمعظم الأمور غير طارئة ولا تتطلّب الرد الحالي. تبني التواصل غير المتزامن كثورة على الوضع القائم ندرك أننا نتحدى الوضع القائم بما أن التواصل غير المتزامن ليس شائعًا، فسوف يتطلّب الأمر تغيرًا جذريًا. نراهن على أن المستقبل سيحمل النجاح للشركات التي تتبنى هذا التغيير وللفرق التي لا تطلب من أعضائها أن يكونوا متاحين طيلة الوقت، والتي تولي أهمية للتواصل غير المتزامن، لخلق مساحة للعمل الجاد، وتسمح للموظفين بالحركة بحرية، ونحن متحمسون لمشاركة التجربة ودعوتك لاستكشافها معنا. ترجمة وبتصرف للمقال Asynchronous Communication: The Real Reason Remote Workers Are More Productive لصاحبه Amir Salehifendic
-
- إدارة التواصل
- التواصل المتزامن
- (و 2 أكثر)
-
يروي كاتب المقال أنه تعلم واحدًا من أفضل دروس حياته من شاحنات نقل البريد، ففي رأس عام 2010، وُظّف في مكتب بريدي للعمل في وردية ليلية للمساعدة في تولي الحجم الكبير للطُّرُد في أيام العطلة، وتتابعت الشاحنات واحدة تلو الأخرى كل ليلة لتتوقف وتفرغ شحنتها، ومهما كان الجهد الذي يبذلونه إلا أن العمل كان يتزايد باستمرار. كان العمل محبطًا ومرهقًا، والأسوأ أن العاملين المسنين كانوا يعملون ببطء في شحن وتفريغ الشاحنات طوال الليلة، لم يفهم صديقنا المغزى من ذلك، حتى قال لهم أحدهم في غرفة الاستراحة: كان على حق، وحتى بعد سنوات مر فيها صاحبنا بالعديد من المهن، لم ينسَ هذا الدرس قط. ففي صخب عصر الأعمال الحديث المتسم بانتشار المعرفة والعمل عن بعد، يضيع صوت الفرد الذي يحتاج إلى توجيهات دقيقة حول كم العمل الذي يفترض به إنجازه في يوم واحد، فيواجه يومًا بنهاية مفتوحة وحافلًا بالاتصالات والتعاونات والتقلب بين الأعمال التي لا يحدها حد، بدلًا من حصوله على مهمات معقولة ومحددة وواضحة. فرسائل البريد الإلكتروني الجديدة لا تنتهي، والأفكار لا تنضب، والاجتماعات تُعقد على الدوام، لذا فليس من العجيب أن يشعر الكثير منا أننا لا نستطيع التوقف عن العمل، حتى في المساء أو في أيام العطل، فكيف نعرف إذا ما كنا أنجزنا ما "يكفي"؟ وعجزنا عن قطع الصلة بالعمل لا ترهقنا فحسب، بل تؤثر بعمق على ساعدتنا، وانتاجيتنا، وابداعنا، فكيف إذًا نخرج من دوامة الشعور بالنقص في الإنتاج ونتعلم أن "نكتفي"؟ كيف بدأ الأمر أصلًا؟ إذا كنت تملك مصنعك أو مزرعتك فتعريفك للإنتاجية على الأرجح سيكون الزيادة في المردود غير المصحوب بزيادة في الوقت اللازم أو الموارد، هذا التعريف يصدق على مثل هذه الحالات، إلا أنه من الخاطئ تطبيقه على الإنتاج الفردي في عصر المعلومات، والعديد منا لا يتفهم هذا للأسف، فيركزون على كمية العمل الذي يتم يوميًا بدلًا من جودته، ولا نحتمل رؤية إشعارات أو رسائل غير مقروءة في بريدنا الوارد على نحو مهووس، ونحضر كل اجتماع ونحرص على شطب جميع المهمات الخمسين في قائمة مهماتنا اليومية. ويفرز هذا التوجه نحو الكم على حساب الجودة عواقب وخيمة، أحدها هو أنه يتشكل لدينا ربط لقيمة الشخص بعدد المهمات المشطوبة على قائمته، وهو ما يسميه علماء النفس "النزعة الإنجازية"، حيث يبدأ دماغك بتفضيل المهمات الصغيرة سهلة الإنجاز على المهام الكبيرة المعقدة والتي تكون في العادة أهم. وهذا لا يشير فقط إلى تركيزنا على ملء أوقاتنا بالأعمال مهما كانت أهميتها، بل أيضًا كما كتب كاتب هذا المقال في مقال آخر بعنوان "المفارقة في الانشغال": والأسوأ أننا بذلك نمحو كل الحدود بين عملنا وحياتنا، ففجأة تتحول كل دقيقة من حياتنا إلى فرصة لانتهازها لإنتاج المزيد. وكما كتبت Brigid Schulte مؤلفة كتاب "كيف تهزم الضغط وضيق الوقت لتعمل وتحب وتتسلى": وينتهي بنا المطاف بالشعور غير المجدي بالانشغال، وصاغت الكاتبة Jocelyn K.Glei هذه الحالة بالمصطلح "عقدة نقص الإنتاجية": يمنعك عقدة نقص الإنتاج من الشعور بالاكتفاء، ما يسبب لك شعورًا بالذنب عندما تشاهد التلفاز أو تأخذ كلبك في نزهة في وقت تعتقد فيه أن بإمكانك القيام بشيء أكثر إنتاجًا، شعور فظيع يقف في طريق سعادتك وصحتك. خمس وسائل للتحرر من دوامة عقدة نقص الإنتاجية يترتب على الشعور المستمر بعدم إنجاز ما يكفي في يومك شعور بالتوتر، الضغط، وأخيرًا الإنهاك، وتتحول الإنتاجية من مهارة تعينك على استغلال وقتك بأفضل طريقة، إلى طبول حرب تدق بلا توقف لتضغط عليك أكثر وأكثر. إليك خمس مؤشرات لتشخيص العقدة، وعليك البدء بوضع أهداف أنسب وأكثر واقعية لنفسك كل يوم وإنجاز الأمور الأكثر أهمية. 1. غير مفهومك للإنتاجية فجوهر هذا العقدة هو المفهوم الخاطئ للإنتاجية، فعندما تتعامل مع يومك على أنه مجرد مصنع يضخ المنتجات، ستظن أنك تنتج عندما تقضي يومك في الرد على الرسائل الغفيرة للبريد الإلكتروني غير ذات الأهمية، وهذا هو ما يقع فيه بعضنا. بتحليل بيانات أكثر من خمسين ألف مستخدم لـRescure Time، وُجد أن العاملين يتفقدون بريدهم الإلكتروني أو تطبيقات دردشاتهم بمتوسط كل 6 دقائق أو أقل، ووجدت دراسة جديدة نشرت حول التفاعل البشري-الحاسوبي، أن الأشخاص يتقلبون بين التطبيقات والنشاطات بمتوسط كل 20 ثانية وقلما يمضون أكثر من 20 دقيقة على نشاط واحد بلا مقاطعات من نشاطات أخرى. لهذا التقلب المستمر بين الأعمال أثر عميق على قدرتك على التركيز وإنجاز الأمور، لم نستمر بهذا إذًا؟ المشكلة أننا عودنا أنفسنا على الافتخار بهذا النوع من العمل، فطالما تبقي نفسك مشغولًا مهما كان مضمون هذا الانشغال، تُشعِر نفسك بأنك ذو قيمة وفائدة. وكما كتبت Brigid Schulte في مجلة Harvard Business Review: يبدأ إذًا التخلص من العقدة بتغيير مفهوم الإنتاجية فبدلًا من الانشغال المحض عليك أن تحوله إلى انشغال مجدي بالقيام بالأشياء الصحيحة. يشرح جيمس كلير مؤلف كتاب "العادات الجوهرية" قائلًا: هذه إشارة إلى نقطة أخرى مهمة هنا، فتغيير مفهومك للإنتاجية يجعلك حازمًا وواثقًا من نفسك في استغلال وقتك، وسيترتّب على هذا التغيير أثر كبير في قدرتك على اختيار أي أشياء تركز عليها. في هذا الكتاب، "نهوض الرجل الخارق"(https://www.stevenkotler.com/book-pages/the-rise-of-super-man)، وجد المؤلف ستيفن كوتلر أن إنتاجية أفضل المدراء أعلى بنسبة 500% عندما يكونون في حالة تركيز أو نشاط شديد، منها عندما يكونون مشتتين ومبعثري الذهن والتركيز. Britany Berger وهي مؤسسة شركة WorkBrighter.co، ومستشارة تسويق محتوى، تفسح مجالًا في يومها ليطابق مفهومها للإنتاجية ولتتعرف على ما يدفعها إلى الأمام، فتقول: عندما تشعر بأن دوامة الانشغال تسحبك خذ خطوة إلى الخلف واسأل نفسك: هل هذا هو وقت مناسب للعمل فيه؟ 2. استفد من مبدأ التقدم هناك سبب رئيسي آخر لعدم شعورك بإنجازك وهو أن التقدم الذي تحرزه في يوم واحد يكون غير ملحوظ، فمن طبيعة الدماغ البشري أن يميل إلى الرغبة بإنهاء المهمات (أتذكر النزعة الإنجازية التي ذكرناها فوق؟). إذا كنت تلاحق أهدافًا ضخمة على الدوام فسوف تشعر باستمرار بأنك لا تحقق شيئًا. والسبب ليس تلك الأهداف فقط، فنحن كذلك سيئون في تقدير الأوقات اللازمة لإنجاز المهمات، وهذه نزعة نفسية إدراكية أخرى تدعى الخلل التخطيطي. اسأل نفسك كم ساعة تحتاج للعمل أسبوعيًا؟ أربعون؟ أم خمسون؟ أو ربما ستون؟ أكثر؟ وفقًا لتحليل أكثر من 250 مليون ساعة عمل، صافي الساعات المنتجة منها هو 12 ساعة ونصف الساعة أسبوعيًا، فإذا كنت تخطط للعمل لخمسين ساعة يفترض أن تكون مثمرة في الأسبوع، وبالكاد تحصل على خمسها، فلا عجب من شعورك بنقص في إنتاجك. الهدف إذًا ليس مراكمة الأهداف الضخمة والمبالغ فيها، بل بتقسيم هذه الأهداف أجزاء يسهل إنجازها، ويعود عليك هذا بكثير من الفائدة. فهذا أولًا يجعلك تستفيد إيجابيًا من نزعتك الإنجازية، فأنت تطبقها هكذا على أهداف ذات مغزى في قائمتك، وليس فقط ما تتصوره طارئًا كالرسائل والمحادثات، لكن الأهم من هذا هو أنه يبني لك زخمًا ويعطي مغزى ليوم عملك. وكما تقول Teresa Amabile، البروفيسورة في جامعة هارفارد: تطلق البروفيسورة وزملائها على هذا المفهوم مصطلح "مبدأ التقدم"، باختصار، عندما ننظر خلفنا ونلاحظ تقدمًا مثمرًا فإن ذلك يعطينا شعورًا بالدافعية والرضى، بل أيضًا يساعدك تتبّع هذا التقدم في أهدافك على وضع تقدير أفضل للوقت اللازم لإنجاز المهمات، وهكذا لا توسع مدى توقعاتك على نحو مبالغ وتتفادى الوقوع ضحية الخلل التخطيطي في المستقبل. نصيحة مثمرة: أنجز أكبر أهدافك بوضع مشروع قائمة الأعمال المصممة من Doist. وإضافة المهمات والمهمات الفرعية إليه، فتحقيق التقدم أسهل عندما تقسّم مشروعك إلى أجزاء أصغر. 3. ضع لنفسك أنظمة دعم بأدواتك المتاحة يضع كثير منا لأنفسهم أهدافًا ضخمة ثم يتوقعون أن يحملهم مجرد الحماس والالتزام اللذان يكونان في البداية إلى خط النهاية، إلا أن هذا نادر الحدوث، فالدافعية تختفي بشكل ساخر في أكثر أوقات الحاجة إليها، وفقدان التحكم بدافعيتنا وحماسنا مصدر آخر لهذا العقدة. تشرح ذلك الكاتبة Glei الذي سبق ذكرها في مدونتها الصوتية، قائلة أن عقدة نقص الإنتاجية تحصل عندما تضع لنفسك أهدافًا خيالية دون وضع خطة منظمة لذلك، ثم تتهم نفسك بافتقارك للإرادة والدافعية عندما تفشل. يطلق علماء النفس على هذا مصطلح "فخ الدافعية": فكيف إذًا تبدأ عملك قبل أن يكون لديك شعور بالدافعية تجاه هدفك؟ يكمن الحل في استغلال اللحظات التي تشعر فيها بالدافعية بوضع خطط منهجية وأدوات لتدعمك عندما يكون هذا الشعور غائبًا، يطلق BJ Fogg مؤسس ومدير معمل ستانفورد للتصميم السلوكي على هذا مصطلح "موجة الدافعية"، بكلمات أخرى، انطلق بقوة من بداية المشروع لتدعم نفسك طواله وعلى المدى البعيد. لكن ما هي الخطط أو الأدوات التي يمكنها مساعدتك؟ إليك بعض الاقتراحات لتنظر فيها. استعن بمؤقت تتبعي مثل RescueTime الوقت هو أكثر مواردك قيمة، فكلما استغليته كلما زاد شعورك بالإنجاز الذي حققته في يومك، لكن معظمنا لا يعرف أين يضيع وقتهم، ففي مقابلة مع أكثر من 500 عامل حول شعورهم حيال أيامهم، قال 90% منهم أنهم لا يشعرون بامتلاك زمام السيطرة على وقتهم. ستنبهك أداة تتبعية للوقت والإنتاجية مثل Rescue Time وتجعلك أكثر حذرًا في قضاء وقتك لتعيد زمام السيطرة عليه إليك لتقضيه على المهمات الصحيحة. يعمل تطبيق RescueTime في الخفاء في هاتفك حيث يراقب التطبيقات والمواقع التي تستعملها خلال يومك ويصنفها حسب مدى جدواها -الذي تضبطه بنفسك- يمكنك تفقد التطبيق في أي وقت من اليوم لترى مدى إنتاجيتك وإنشغالك، ويمكنك أيضًا تفقده أسبوعيًا أو شهريًا ويمكنه حتى تزويدك بتقارير سنوية للكشف عن النتائج بعيدة المدى للنزعات وعادات العمل السيئة. مثلًا، تستعمل رسامة الكارتون الحائزة على جوائز، Collen Doran، تطبيق RescueTime ليساعدها على إيجاد المزيد من الوقت للممارسة فنها بدلًا من الانشغال بأعمال أخرى، فمجرد تتبع وقتها سهّل لها رؤية مدى الوقت الذي كان يضيع من يومها على نشاطات أخرى غير متعلقة بالفن، ونقتبس منها: يمكن لـRescueTime أن يساعدك أيضًا في تحقيق الاستفادة الكاملة من مبدأ التقدم بوضع أهداف مصحوبة بمنبهات خلال اليوم، فمثلًا يمكنه أن تجعله ينبهك عندما تنجز 3 ساعات من الكتابة في يوم. يجعلك تفعيل هذه الخدمة في RescueTime أكثر مسؤولية في قضاء وقتك يوميًا، وهكذا لن يصيبك الشعور بالحيرة حيال ما إذا كنت قضيت ما يكفي من الوقت المفيد المنتج. قائمة أعمال رقمية مثل تلك المقدمة من Doist يتتبّع RescueTime قضاءك لوقتك بدقة بين التطبيقات والمواقع والنشاطات بدقة، بينما تتبع قائمة أعمال Doist المهام التي تعمل عليها إلى جانب الأهداف الكبرى، ومدى تقدمك، وإجمالي إنتاجيتك. إذا تذكرت تعريف جيمس كلير للإنتاجية حيث هو إنجاز الأمور المهمة باتساق، فستلاحظ أن قائمة أعمال Doist تساعدك في هذا عن طريق ترتيب مهماتك حسب أولويتها وتخصص لك الأوقات لكل منها وتساعدك على تسليط طاقتك على الأشياء الصحيحة. مثلًا، يمكنك استعماله في تنظيم قائمة لمهماتك الخاصة بمشروع إبداعي مثل كتابة كتاب، فبدلًا من أن تضيع بين المهام منعزلة عن بعضها البعض، اجمعها في قائمة أعمال Doist، وسجل فيها مواعيدك الدورية وأوقاتك إلى جانب درجة الأولوية لتعرف ما عليك العمل عليه أولًا. يزوّد التطبيق أيضًا بمخططات بيانية تظهر تقدمك وإنتاجيتك خلال الزمن. نظام مثل GTD وأخيرًا، هناك نظام رصد إنتاجية من تطوير David Allen وهو Getting Things Done "وسيلتك لإنجاز الأمور" (GTD)، ويمكنه مساعدتك في تنظيم نفسك وإجبارها على إعادة النظر في عملك دوريًا لمعرفة جدوى جهودك. نظام GTD هو نظام لرصد جميع الأعمال التي تحتاج إلى إنجازها في مكان واحد وتنظيمها لإختيار أولاها باهتمامك، فهو أكثر من مجرد وسيلة لإدارة قائمة أعمالك بل نظام على مستوً أعلى وأشمل لإدارة مهامك ومشاريعك وأفكارك ككل، بل ومسؤولياتك الأخرى التي تلهيك وتسبب ضياع وقتك. جوهر نظام GTD هو عملية من خمس خطوات: الرصد: استعمل أي أداة (مثل قائمة أعمال Doist) لخلق محور تدور جميع مهماتك وأفكارك ورسائلك ومشاريعك وأي شيء آخر يحتاج اهتمامك- في فلكه، والفكرة هنا هي استعمال أداة سهلة الاستخدام وتزويدها بالبنود خلال اليوم. الإيضاح: بسِّط كل بند في قائمتك إلى أبسط جزء ممكن، فمثلًا، بدلًا من "كتابة مقالة للمدونة" بسِّط البند إلى "كتابة الخطوط العريضة لمقالة للمدونة"، إذا كان يمكن إنجاز هذه المهام في دقيقتين أو أقل، أنجزها الآن أو فوّض ذلك إلى أحدهم. التنظيم: يحتاج الآن كل بند يمكن إنجازه إلى الوقت الذي يمكن إنجازه خلاله، مع تقييم لأولويته وتصنيفه، على هذا النحو: المهام الحالية: ضع موعدًا نهائيًا ثابتًا لإنجاز المهام التي تحتاج، وتريد، ومضطر إلى إنهائها الآن وأدرجها في تقويمك. المهام المُنتظَر إنجازها : لأي من المهمات التي كلفت بها شخصًا آخر أو التي تنتظر مراجعة أحدهم لها. المشاريع: المهمات الضخمة التي تحتاج إلى تقسيم إلى خطوات أصغر سهلة التولّي. المهام المؤجَّلة: مشاريع أو أفكار قليلة الأهمية حاليًا لكن لا تريد نسيانها. المراجعة: خصص موعدًا دوريًا للمرور على قائمة المهام الحالية وتفرغها (يفضل أسبوعيًا). التنفيذ: اشرع بالعمل! اختر أول بند من قائمة المهام الحالية وابدأ بتنفيذه. وعلى هذا المنوال ستمر أي مهمة أو فكرة جديدة حالًا في مكانها المناسب من هذه المنظومة التنقيحية، قد يبدو أن الأمر يحتاج الكثير من الجهد، لكن استغلال موجة الدافعية لديك لوضع هذا المخطط يحرر عقلك ويساعده على التركيز على العمل المُجدي. 4. حاول قطع صلتك بالعمل في نهاية اليوم قد يتولد لديك شعور بعقدة النقص وأنت خارج الدوام لأنك لا تستطيع فصل حياتك الوظيفية عن باقي جوانب حياتك، فقد تسلل العمل إلى منازلنا وكل مكان آخر في حياتنا مع الهواتف الذكية والعمل عن بعد والتطورات الأخرى على محيط العمل، لهذا ستشعر دومًا بالوخز للعمل إذا لم تستطع قطع الصلة بعملك عندما يلزم ذلك. أمضى علماء النفس سنوات في دراسة كيفية إمكانية قطع الناس للصلة بعملهم، وقد اكتشفوا أربعة عناصر تساعدك في هذا إذا تضمنها روتينك في نهاية اليوم: الانفصال: افصل نفسك جسديًا عن أدوات وبيئة العمل. الاسترخاء: امضِ بعض الوقت مع أفكارك لمراجعة اليوم. الإجادة: مارس هواية أو اهتمامًا يشدّك. الكبح: جد لنفسك "روتينًا اختتاميًا" تتبعه كل مساء ليصرفك عن العمل. يمنح شدّ انتباهك إلى هذه النشاطات بدلًا من العمل عقلك وجسدك فرصة للراحة بدلًا من الشعور بأنه ما زال عليك بعض العمل للقيام به. 5. كرس بعض الوقت لنفسك لتستوعب مفهوم "الاكتفاء" وأخيرًا، أحد أسهل طرق الوقوع في عقدة النقص وهو عدم معرفة مفهوم "الاكتفاء" من البداية. ليس هذا سؤالًا بالبساطة التي يبدو عليها في البداية، فجميعنا نريد التميز في عملنا فلا نكتفي بالأهداف الصغيرة بل ندفع بأنفسنا فوق طاقتنا، وهذا -مع الأسف- نادرًا ما يفلح. إيجاد هذه الحالة عملية حساسة، وأفضل وسيلة للقيام بها هي أداة OKR لـغوغل. يتكون اختصار OKR من الحروف الأولى للكلمات الإنكليزية: Objective and Key Results أي: النتائج الموضوعية الأساسية، وهو هيكل لتنظيم الأهداف، يدمجها مع معيار نجاحها، وروعته تكمن في إمكانية تحديد مقياس النجاح به بدلًا من الانطلاق إلى أهداف قد تجدي أو لا تجدي شيئًا إطلاقًا. مثلًا، لدى شركة غوغل أهداف غير قابلة للتحقيق واقعيًا، لذا يضعون مقياس نجاح يتراوح بين 60-70% وهي نسبة كافية لمنحك الدافعية وتحدي نفسك، بدلًا من إشعار نفسك بالفشل. حاول اكتشاف الحالة المثالية التي تكون عندها قد شعرت بالرضى تجاه يومك وتحديت فيها أيضًا نفسك لتتقدم. هذه العقدة لن تمنحك الدافعية كما نظن لم يدم وجود صديقنا الكاتب في مكتب البريد، بل إن المنشأة بأكملها أغلقت بعد فترة قصيرة بسبب بعض الخلافات، لكن هذا لا يقلل من شأن الدرس الذي تعلمه. يمكنك تفريغ شاحنة بأكملها ومع ذلك سيبقى لديك مزيد من رسائل البريد الإلكتروني لترسلها، أو الاجتماعات لتحضرها، أو المكالمات لتجريها، أو الوثائق لتكتبها، وسيستمر كلا بريديك المادي والإلكتروني بتزويدك بالرسائل، ومدى رضاك عن يومك وسعادتك لدى مغادرته، ودافعيتك للعودة إليه، كلها تعتمد عليك. ترجمة -وبتصرف- للمقال How to Stop Feeling Productivity Shame لصاحبه Jory MacKay
-
- 1
-
- رفع الإنتاجية
- إدارة الوقت
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
المقالات التي تتناول موضوع العمل عن بعد كأسلوب حياة، تميل في العادة التركيز على الجانب الإيجابي منها، خصوصًا المقدرة على السفر والاستمتاع بقضاء أوقات ممتعة، لكن لن يتم التطرق لهذا الجانب في المقال. عندما كنتُ في عمر 23، يقول كاتب المقال، حصل تغيّر جذري في حياتي، اضطررت لبيع جميع متعلقاتي والانتقال من الدنمارك إلى تايوان، بدأت عيش حلم كل مسافر بالانتقال من بلد لآخر دون أي صعوبة، لكن لم أدرك أنها ستكون من أتعس اللحظات في حياتي. الأشخاص الذين يعملون عن بعد ويسافرون بإستمرار لا يكتبون بالعادة عن الشعور بالوحدة في حياتهم، لكنهم بالتأكيد اضطروا للتعايش معه، لأن السفر لفترات طويلة تدفع الشخص لفقدان جميع الروابط الاجتماعية في حياته، أو الشعور بالإنتماء و عيش روتين ثابت وصحي بشكل يومي. ستكتشف أن الإلتقاء بأشخاص جدد سهل للغاية، لكن بناء علاقات متينة وحقيقة صعب للغاية، بالنسبة لي تمكنت من العيش في تايوان لما يقارب العام قبل الرجوع إلى أوروبا، وفي هذه الفترة تعلمت العديد من الدروس الصعبة في الوقت الذي بدأت اشعر بخليط من الكآبة، القلق، الأرق، والوحدة، ولم أتمكن من التعافي من هذه التجربة إلا بعد سنوات لاحقة. الاختيار بين السفر أو الإستقرار كأسلوب حياة يوجد العديد من الأشخاص الذين يستمتعون بأسلوب الحياة القائم على السفر والعمل عن بعد، لكن العديد منهم لا يُظهرون الوجه الآخر لحياتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، لأننا بطبيعتنا البشرية نحتاج أصدقاء حقيقيين وعائلة بقربنا، وبحاجة لمكان نشعر بالإنتماء إليه. كما تطرقت العديد من الدراسات على أن الأشخاص الذين يمتلكون روابط اجتماعية قوية، يعيشون حياة أطول وأكثر صحة وسعادة، بغض النظر عن الحملات الإعلانية لوكالات السفر التي تعلن بأنه يمكنك الانتماء في كل مكان، لأن بناء الروابط والمجتمعات يحتاج إلى الكثير من الوقت. أعمل في شركة Doist وهي من أول الشركات القائمة في أساسها على العمل عن بعد، بمعنى أن موظفيها يستطيعون العمل من أي مكان في العالم بشرط التمكن من الاتصال بالانترنت طيلة الوقت، لكن أكثر من 95 من موظفي الشركة يعيشون أسلوب حياة مستقر دون الاضطرار للسفر المستمر، يميل أغلب الأشخاص لتأسيس حياتهم في أماكن مستقرة قريبين من عائلاتهم وأصدقائهم، و الجميل في أسلوب العمل عن بعد هو المقدرة في اختيار المكان الذي يناسبك. لا ينبغي للعاملين عن بعد الشعور بضرورة السفر لعيش حياة شيقة في محاولة للشعور بالرضى عن حياتهم، فلا بأس من تفضيل الاستقرار بقرب العائلة على حياة السفر المستمر للحفاظ على السلامة النفسية. معيقات العمل من المنزل البديل للسفر والعمل عن بعد هو العمل من المنزل، لكن قد يكون هذا بحد ذاته دافعا للعزلة الاجتماعية. لم يسبق لي العمل في مكاتب حقيقية، فقد انشأت أول شركة لي بطريقة تعتمد في العمل عن بعد، وفي الغالب لم أكن أستطيع الفصل بين حياتي الشخصية أو المهنية. منذ بداية حياتي الجامعية كنت اعمل من السكن الجامعي، بوجود آخرين معي، وكان التفاعل الاجتماعي أمر لا يمكن تجنبه، لكن استطعت بناء نوع من التوازن في بين أداء الواجبات الجامعية والمشاريع المهنية، بالإضافة لتخصيص بعض الوقت مع أصدقاء الدراسة. بدأت مع مرور الوقت بكسب المزيد من المال يمكنني من الاستقلال في السكن، و كمبرمج منطوي على نفسه فأنني أقدر قيمة الصمت للتركيز على العمل، واعتقدت أن الاستقلال في السكن سيحسن من انتاجية العمل، لكن كنت مخطئًا في اعتقادي. قضيت أغلب الأيام فقط في العمل، وبالرغم من إدراكي لأهمية وضع حدود ما بين الحياة المهنية أو الشخصية، لكنني لم أستطع الفصل بينهما، والذي أدى اكتسابي عادات سيئة بسبب العزلة. الإستمرار في حالة العزلة بسبب العمل ضاعف من الضغط النفسي وظهور مشاكل الأرق والإكتئاب مما أثّر على انتاجية العمل، لذا حاولت خلق روتين، ووضع حدود ما بين العمل والحياة الشخصية، وتنظيم ساعات النوم وأخذ المزيد من فترات الاستراحة خلال اليوم، لكن لم أستطع من تحويل هذه الأفكار لعادات ثابتة. أدركت حينها أنه يتحتم عليّ القيام بتغييرات جذرية للعودة إلى حالة عقلية سليمة، فبدأت تغيير الأماكن التي أعمل فيها بالعادة، حتى وإن تحتم عليّ دفع المزيد من المال، لكنه عاد بالنفع على نتائج العمل، كل ما احتجته هو الفصل المكاني ما بين حياتي المهنية والشخصية، وتحديد أوقات زمنية واضحة لبدء وانتهاء العمل. الخروج من المنزل للعمل ساعد على عودة حياتي الاجتماعية، وصحتي العقلية، وبالتالي ساعد على زيادة مستوى الطاقة والإنتاجية وأصبح من السهل التعامل مع الضغوط. يجب البحث عن الأشياء التي تساعد في التحول إلى حياة صحية وأكثر إنتاجية، لأن العمل من المنزل قد يدفع للسقوط في عدد من العادات السيئة التي تؤدي لتراجع الإنتاجية. لا يوجد قاعدة ثابتة لتنظيم بدء وانتهاء العمل، كما لا يوجد زملاء عمل للمساعدة في الخروج من لحظات الضغط وعدم الإنتاجية، ومن الصعب الاكتفاء بالقليل من الانجازات خلال اليوم، مما يؤدي للانخراط في ساعات إضافية من العمل و التي سترهقك خلال الأيام اللاحقة. تعامل الشركات مع المشاكل الصحية لموظفيها تجربتي في العمل لا تختلف عن جميع الموظفين الذين يعملون عن بعد، ويُعد اكتساب المرونة للعمل في أي مكان تريد العمل مهمًا لتحقيق التوازن ما بين الحياة الشخصية والمهنية، لكن بعض الأحيان قد تسبب هذه المرونة بنتائج معاكسة تمامًا، لأن العمل عن بُعد يُركز على النتائج أكثر من آلية إنجاز العمل، وبما أنه يوجد حس بالمسؤولية لدى العاملين عن بعد، فإنهم يميلون إلى زيادة ساعات العمل والوصول إلى مرحلة الإرهاق وعدم الإنتاجية، ومن ثم يسقطون مرة أخرى في عادات سيئة من الصعب الخروج منها. النقطة الجوهرية هنا أن ليس على المستقلين أو العاملين عن بعد السفر لإثراء تجاربهم المهنية، بإمكانهم الاستقرار وتوفير المال لاستئجار مكتب خارج حدود المنزل لإنجاز العمل، وهذا ما يُقصد بالمرونة في العمل عن بعد وهو اكتساب الوعي لتنظيم العمل والتخلص من العادات السيئة قبل التسبب في المزيد من الضرر، ينبغي أن تبحث باستمرار عن أفضل الظروف التي تساعد في إبقاء نظام صحي في الحياة الشخصية والمهنية. شاركت عام 2016 في مخيم تدريبي للقيادة خاص بالمدراء التنفيذيين، وساعدتني هذه التجربة على استيعاب الصراعات الداخلية التي يعاني منها الجميع بما فيهم أكثر الأشخاص نجاحًا في حياتهم المهنية، من المهم معرفة أنه من الطبيعي حصول العديد من المشاكل التي يجب التعامل معها وحلها، لكن لا ينبغي تعريض أنفسنا للقلق والإكتئاب وكتمان هذه المشاعر أو عدم طلب المساعدة من المختصين. اقترحت بعض الدراسات أننا كبشر لا يمكننا العمل في العزلة، إمكانية الارتباط بشريك الحياة تزداد سبع أضعاف في بيئة العمل، بالإضافة للعديد الذين يكونون أكثر إنتاجية عند امتلاك صديق مقرب في العمل، و تزيد فرصة بقائهم في وظائفهم لفترات أطول ويسجلون رضا أكبر عن وظائفهم. كما يوجد دراسة حديثة ركزت بشكل خاص على العمل عن بعد، أكثر من نصف الخاضعين للتجربة قرروا عدم الإستمرار في العمل من المنزل طيلة الوقت، بغض النظر أنهم كانوا أكثر انتاجية في العمل خلال اليوم، مع الاخذ فترات استراحة أقل، كما كانوا أقل عرضة للاستقالة بنسبة 50% بالمقارنة مع زملائهم الذين عملوا من المكتب، والنتيجة أنهم قرروا العودة للعمل في المكتب لأنهم شعروا بالعزلة التامة أثناء عملهم في البيت. موضوع العمل عن بعد يطرح العديد من التحديات بخصوص الصحة العقلية، لأنه عندما لا تتمكن من رؤية زميل العمل بشكل يومي يصبح من السهل افتراض أن جميع الأمور تسير بسلاسة، بينما في الواقع يحدث العكس، ومن المهم جدا لنا كشركات تعمل عن بعد الإقرار بحدوث الآثار السلبية للعمل عن بعد، وبذل المزيد من الجهود لمساعدة الموظفين في تعزيز جميع الجوانب في حياتهم المهنية والشخصية. ربما ما زلنا في المراحل الأولى لإكتشاف الآثار الجانبية للعمل عن بعد على صحتنا العقلية، لكن من المهم العمل على تطوير آليات العمل لتصبح أكثر كفاءة على المدى الطويل. يوجد بعض الأفكار التي من الممكن تطبيقها كمحاولة للحفاظ على الصحة العقلية: الاعتراف بشكل صريح بإمكانية حدوث مشاكل صحية يجب التعامل معها بجدية بخصوص العمل عن بعد، من الطبيعي الشعور بالضغط والإكتئاب، ويُفضل طلب المساعدة من متخصصين. خلق بيئة عمل تشجع على نقاشات مفتوحة بخصوص مواضيع يجد الآخرين صعوبة في مناقشتها، ويفضل أن تكون النقاشات على جميع المستويات سواء بشكل شخصي أو نقاشات جماعية. دعم الأشخاص الذين بالفعل يعانون من مظاهر القلق والإكتئاب، سواء الدعم من الزملاء أو التنفيذيين وممثلي الشركة. كما يمكن الإستفادة من بعض الأفكار لتقديم مساعدات ملموسة على أرض الواقع ومنها: منح إجازات مدفوعة الأجر، فالابتعاد الكامل عن العمل يساعد على التخلص من الضغوط ورفع المعنويات. مساعدتهم على الإستفادة من الإجازات المرضية عند حاجتهم إليها. زيادة التجمعات الترفيهية مع زملاء العمل. نشر المزيد من المحتوى الذي يساعد على نشر الوعي والطمأنينة بين الموظفين. بالمحصلة تستطيع جميع الشركات مساعدة موظفيها على الإسترخاء، لأن الشعور بالرضا هدف في حد ذاته، وكما أظهر الباحثون العديد من المرات أن الموظفين الذين يشعرون بالرضى ينعكس ذلك على مستوى أدائهم وبالتالي مستوى شركاتهم. ايجاد التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية لا يتعلق بتفضيل صحتك العقلية على حساب العمل، وإنما الإقرار أنه على المدى البعيد ستكون جميع الجوانب في حياتك أفضل إذا اهتممت بصحتك العقلية بشكل دائم. كشركات تعمل عن بعد، ملتزمين لبناء ثقافة تساعد الناس على مواجهة التحديات المحتمل حدوثها للعمل عن بعد، ومساعدتهم في تحسين جميع جوانب حياتهم. ترجمة-وبتصرف- للمقال What Most Remote Companies Don’t Tell You About Remote Work للكاتب Amir Salihefendic
-
- 1
-
- العمل عن بعد
- رفع الإنتاجية
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
عندما تكون الشركات قائمة على أساس العمل عن بُعد، فإن حاجتها تزداد للبحث عن الأدوات المناسبة لإمكانية تحقيق التواصل بأفضل الطرق مع فريق العمل والتي من الممكن اعتبار هذه الأدوات كمساحات عمل مشابهة للمكاتب التقليدية. كما أن تصميم هيكلية الشركة يحدد الأشخاص المؤهلين للمشاركة في نقاشات العمل، ويحدد الأشخاص الذين يمتلكون إمكانية الوصول إلى جميع المعلومات ضمن نطاق الشركة، وبالتالي يؤثر ذلك على مقدرة الموظفين في التركيز على أداء مهامهم، وبالتالي تحديد ثقافة فريق العمل. يُفضل العمل على بناء مساحات مكتبية رقمية لفريق العمل عن بعد بشكل تساوي في كفاءتها مساحات العمل المكتبية التقليدية الموجودة على أرض الواقع. يمكن الإستفادة من بعض النصائح التي تساعد على بناء مساحات مكتبية رقمية لمجموعات عمل كبيرة تضم العديد من البلدان باختلاف الفترات الزمنية، كما يمكن تعلّم الطريقة المثلى في إختيار الأدوات المناسبة لبناء نظام تواصل فعال، وتشكيل ثقافة منتجة وشفافة لفريق العمل. التواصل في الشركات التقليدية والرقمية معرفة الفروق بين آلية التواصل بين موظفي الشركات التقليدية والرقمية يساعد على فهم آليات العمل عن بعد، لأن مكاتب العمل التقليدية تعتمد بشكل أساسي على تواجد الموظفين في نفس المكان في نفس الفترة الزمنية، يتضمن ذلك عقد الاجتماعات المجدولة أو الطارئة، بالإضافة إلى أن تواصل الموظفين في مكاتب العمل التقليدية يحتاج إلى رد فعل فوري لتسيير العمل. أما جوهر التواصل في الشركات الرقمية أو للعاملين عن بعد هو إمكانية اختلاف التواجد الزمني والمكاني، ربما تقوم بإرسال بريد إلكتروني وتحصل على الرد لاحقًا، في الغالب يتوقع الحصول على الرد خلال 24 ساعة من التواصل. هذا المفهوم بسيط للغاية، لكن لديه تأثير كبير على كل ما يتعلق بمجال العمل عن بعد، فيمكّن الموظفين من البقاء على تواصل بغض النظر عن اختلاف المناطق الزمنية، مع الحفاظ على معدلات عالية من الإنتاجية، ويمكن استخلاص بعض الفوائد من تجارب العاملين عن بعد: لا يضطر الموظف للانقطاع عن عمله بشكل مستمر بسبب الرسائل التي تحتاج إلى رد فوري. إمكانية البقاء بشكل غير متصل مع الانترنت لساعات للتركيز على انجاز العمل وتسليمه في الموعد المحدد. إمكانية وضع جدول عمل مرن يناسب الظروف الخاصة بغض النظر عن ساعات عمل باقي فريق العمل. إمكانية إجراء المحادثات بغض النظر عن الفرق الزمني أو جدول العمل. إمتلاك الوقت اللازم للتفكير حول أفضل الردود على رسائل العمل. الاحتفاظ بسجلات مكتوبة للمحادثات تتعلق بجميع المعلومات والقرارات التي تم الإتفاق عليها، وإمكانية الرجوع لها لاحقًا. المحادثات الجماعية والرسائل الخاصة المحادثات الجماعية غير فعالة بما فيه الكفاية، فقد تتم إضاعة الكثير من المعلومات المهمة في فوضى المحادثات الجماعية، بالإضافة إلى أن هذه الآلية في التواصل من شأنها إقصاء الموظفين من المناطق الزمنية المختلفة من النقاشات المهمة لأنه يصبح من الصعب إيجادها. لذا يوجد العديد من التطبيقات كخيار بديل وأكثر فعالية لإدارة المشاريع والمحافظة على هرمية التواصل داخل المؤسسات الرقمية، يمكن استخدام التطبيق المعروف Slack لإدارة المشاريع والتواصل بين أعضاء الفريق. يوجد تطبيق آخر يمكن اعتباره أكثر فعالية لتنظيم العمل وهو تطبيق تويست Twist فقد تم تصميمه لتنفيذ المشاريع بطريقة أكثر تنظيمًا سواء في تنظيم تسلسل المحادثات بين أعضاء الفريق أو الرسائل المباشرة. تسلسل المحادثات هذه الأداة تسمح بتنظيم المحادثات بشكل تسلسلي على حسب الموضوع ضمن القنوات العامة، فعلى سبيل المثال، إذا أردت الحصول على رأي فريق العمل حول تدوينة جديدة قبل النشر، بالإمكان إنشاء محادثة جديدة داخل القناة المخصصة للمدونة، وتدعو الأعضاء المعنيين للتعليق على التدوينة. تسمح هذه الآلية في إبقاء المحادثات منظمة بشكل دائم مع إمكانية البحث عن أهم المعلومات خلالها، كما تعتبر آلية مثالية لاستخدامها على المدى البعيد، وتمكن من التعمق في المحادثات، ومفيدة بشكل خاص لأعضاء الفريق المتواجدين في مناطق زمنية مختلفة، يمكن استخدام تسلسل المحادثات لمتابعة العديد من المجالات الأساسية والتي تساعد على إنجاز العمل بكفاءة، ومن هذه المجالات: التحديث على المنشورات تقارير الأخطاء مقترحات المشاريع المسودات الأولية ونماذج العمل التنسيق والتخطيط للمشاريع حل المشاكل اتخاذ القرارات ملخصات أسبوعية أفكار ملهمة الإعلانات والخدمات اللوجستية الرسائل بينما تُعتبر المحادثات التسلسلية أساس عمل تطبيق تويست، لكن الرسائل الخاصة أو الجماعية تُقدم نموذج متكامل للتواصل مع أعضاء الفريق وبطريقة تفاعلية وديّة. تُعتبر المحادثات التسلسلية والرسائل في تطبيق تويست ضمن المراسلات الغير تزامنية، لأنه لا يتطلب الرد الفوري على هذه الرسائل، والهدف منها تنظيم المعلومات وجعل إمكانية الوصول لها سهلة. سياق المحتوى المستوى الثاني في هرمية التواصل للشركات الرقمية هو العمل على المحتوى ضمن سياقه المحدد، وكمثال على ذلك استخدام تطبيق Todoist لإنشاء قائمة المهام ومتابعة إنجازها مع فريق العمل، أو استخدام مستندات جوجل لمشاركة نصوص المحتوى، استخدام تطبيق Paper لوصف المنتجات، وتطبيق Marvel لمشاركة نماذج التصاميم، والعديد من التطبيقات المختلفة. ويمكنك استخدام بعض التطبيقات كما يلي: تطبيق Todoist يساعد هذا التطبيق على تنظيم مشاركة المشاريع، وتحديد المهام والمواعيد النهائية للتسليم، ويمكن في هذا الإطار استخدام تطبيق Twist لهذا الغرض أيضًا عبر إضافة محادثة تسلسلية خاصة تحت مسمى قائمة المهام لتحويل المحادثات إلى نتائج. بالعودة لتطبيق Todoist بالإمكان استخدام خانة تعليقات المهام أو task comments لرفع الملفات المتعلقة بالعمل، وتبادل المعلومات، أو الإستفسار عن مواضيع محددة. مستندات جوجل يتم استخدام ٍمستندات جوجل في الغالب لمشاركة جميع ما يتعلق بالعمل سواء في التدوينات والإيميلات وصفحات الهبوط، يساعد هذا على إضافة أي اقتراحات أو تعديلات مطلوبة على المحتوى بشكل مباشر داخل المستندات. تطبيق Marvel يمكن لفريق التصميم الإستعانة بتطبيق Marvel لعرض النماذج الأولية من التصاميم، ليتمكن فريق العمل من إبداء أي ملاحظات أو تعديلات بشكل مباشر ضمن القسم الخاص بالتعليقات داخل التطبيق. تطبيق Paper يتم استخدام هذا التطبيق عبر الخدمة السحابية Dropbox لإنشاء وصف مفصل للمنتجات أو المشاريع، ويعمل هذا التطبيق بشكل متكامل مع تطبيق Marvel للتفاعل والتعليق على نماذج المنتجات المعروضة بالحجم الطبيعي وتوجيهها بشكل مباشر إلى تطبيق Paper. كما يمكن مشاركة المحتوى في هذا التطبيق ضمن المحادثات التسلسلية عبر تطبيق تويست مع تحديد جميع أعضاء الفريق المعنيين بالموضوع، يتم الإستفادة من المحتوى المستمد من تطبيق Paper لإبداء الملاحظات أو توجيه الأسئلة، بينما يتم الإحتفاظ بأهم المعلومات ضمن المحادثات التسلسلية في تويست. تطبيقي Github و Azure يمكن لمطوري الويب الإستفادة من هذين التطبيقين في إدارة البرمجيات الخاصة بالمواقع، وإدارة النقاشات حول برمجيات محددة مع فريق العمل، كما يمكن استخدام الأدوات المتوفرة في التطبيقات للتخطيط ومتابعة تطور العمل. تطبيق Zeplin يساعد تطبيق Zeplin بأن يكون حلقة الوصل مابين المصممين ومطوري الويب، يقوم المصممين بإنشاء مشروع جديد ضمن التطبيق لمشاركة جميع التصاميم ليتمكن مطوري الويب من الإطلاع على جميع التفاصيل بالإضافة إلى إمكانية اطلاعهم على النسخ الأولية من التصاميم، كما يتم إشعار مطوري الويب بأي تحديثات يتم العمل عليها في التصاميم. المستوى الثالث: محادثات الفيديو يمثل هذا المستوى الشكل التزامني في التواصل ضمن الشركات الرقمية، وكما هو معروف عن اجتماعات العمل في الشركات التقليدية بأنها تأخذ الكثير من الوقت لإعدادها، بالتالي صرف المزيد من الوقت والجهد، نفس الشيء قد ينطبق على اجتماعات الفيديو لفريق العمل عن بعد، لذا من الأفضل إقامة هذه الاجتماعات فقط لإضافة قيمة للعمل لا يمكن إنجازها عبر التواصل في محادثات تطبيق تويست تختلف معايير الإجتماعات بشكل عام، لكن يمكن إجمالها كما يلي: اجتماعات شهرية لشخصين يقوم المشرف المباشر على فريق العمل بإقامة اجتماعات مع كل شخص من الفريق بشكل منفصل، تتيح هذه الاجتماعات مناقشة العمل بشكل مفصل وإمكانية إعطاء ملاحظات متبادلة تساعد على دفع إنتاجية العمل. اجتماع الفريق يوجد اجتماعات على مستوى أعضاء الفريق لوضع خطة سير العمل وتحديد الأولوية لبعض المهام، يمكن إقامة هذه الاجتماعات بشكل شهري أو كل اسبوعين أو بشكل أسبوعي، يتم ذلك حسب الحاجة وحسب اختصاص كل فريق سواء كان فريق التصميم، التسويق، أو فريق مطوري واجهات الويب. اجتماع انطلاق المشروع يتحدد ذلك على حسب دورة كل مشروع، فعلى سبيل المثال، إذا كانت دورة كل مشروع لشهر واحد، فيتم عقد اجتماع لتحديد انطلاق المشروع، وتوضيح سير العمل لأعضاء الفريق، يتضمن ذلك الأهداف والمسؤوليات، والجدول الزمني لسير المشروع، ومناقشة المشاكل التي من الممكن مواجهتها وكيفية التعامل معها. الإجتماعات الطارئة يوجد دائما احتمالية ظهور مسألة طارئة بحاجة لمناقشتها بشكل خاص، وبالتالي يتم عقد اجتماع من قبل مدير المشروع مع الأشخاص المعنيين، ويكون للاجتماع هدف واضح ومحدد مسبقًا، ويشمل الاجتماع فقط الأشخاص المشاركين في اتخاذ القرار. بعض الأدوات التي من الممكن الاستفادة منها لعقد اجتماعات لفريق العمل عن بعد: موقع Appear.in: يوفر طريفة سريعة لإقامة اجتماعات صغيرة، ويمكن ربط تطبيق تويست مع هذا الموقع والإعلان ضمن التطبيق عن زمن ورابط الإجتماع. موقع Google Meet: يمكن استخدام الموقع لعقد الاجتماعات متوسطة الحجم أو الاجتماعات التي تم تحديدها مسبقًا عبر تقويم جوجل، بحيث يتم إضافة رابط بشكل تلقائي لحضور الإجتماع، كما يمكن استخدام البرنامج الشهير سكايب. موقع Zoom: يتم استخدام الموقع لانضمام ما يزيد عن 10 أشخاص من فريق العمل، ويُعتبر الموقع ذو مصداقية في توفير جودة عالية للاجتماعات التي تتم عبر الفيديو، وقد تشكل جودة الاتصال العامل الأساسي في نجاح الاجتماع. تم ترجمة المقال أثناء اجتياح وباء كورونا، وتطبيق سياسات الحجر الصحي على ما يقارب مليار شخص حول العالم، وصل عدد مستخدمي التطبيق في هذه الفترة 200 مليون مستخدم يوميًا بسبب اتباع السياسات الجديدة التي فرضت على الأشخاص العمل من منازلهم. المستوى الرابع: الاجتماعات الشخصية يعتمد العمل عن بعد بشكل أساسي على الاتصالات الكتابية، لكن لا يمكن تقوية الروابط بين أعضاء فريق العمل دون الإلتقاء بشكل شخصي، لذا تعمل بعض الشركات على عقد اجتماعات دورية لجمع شمل فريق العمل في مكان واحد. وتشمل هذه الرحلات ثلاث أنواع: رحلات على مستوى الشركة: الهدف من هذه الاجتماعات العمل على توفير تجارب متنوعة لفريق العمل، قد تشمل اقامة العروض أو ورش العمل الفترة الصباحية، والذهاب في رحلات استجمام مساءً. رحلات على مستوى الفريق: كما من الممكن تقسيم هذه الرحلات في مجموعات صغيرة للاجتماع ومناقشة مواضيع أو مشاريع محددة، والعمل على تطوير أولويات العمل لدى الفريق. رحلات للموظفين الجدد: التواصل الشخصي مهم جدًا للشعور بالانتماء لفريق العمل، وقد تكون فكرة مهمة إشراك الموظفين الجدد في رحلة تمكنهم من العمل بشكل مباشر مع المشرف لتعزيز العلاقات بين أعضاء الفريق. المؤتمرات: بعض الشركات تعمل على إرسال موظفيها للمؤتمرات التي تُعقد على المستوى المحلي أو الإقليمي، تساعد هذه المناسبات لمواكبة آخر التطورات التقنية والتي قد تساعد في تطوير عمل الشركة. المستوى الخامس: خطة الطوارئ التواصل الغير متزامن يُشكل نسبة كبيرة من آلية التواصل، لكن قد يواجه فريق العمل خلل قد يؤدي لتعطل الخدمة أو فقدان المعلومات، وبالتالي يحتاج فريق العمل للتصرف بشكل سريع واللجوء إلى خيارات بديلة، يمكن العمل على حفظ جميع البيانات المتعلقة بالعمل بشكل مشفر عبر مواقع سحابية تقدم هذه الخدمة، مثل موقع Telegram، فعند فقدان أي معلومات مهمة أو تعطل إحدى الأدوات الرئيسية في تواصل فريق العمل، يكون من السهل استرجاع جميع المعلومات من موقع تلجرام. البريد الإلكتروني يُستخدم البريد الإلكتروني في العادة للاتصالات الخارجية، ويمكن الإستفادة من جهات الاتصال الخارجية والتعاون معهم للعمل داخل الشركة كوسيط بين الشركة والعملاء الآخرين. بالمجمل، لا يمكن الإستغناء عن البريد الإلكتروني بشكل كامل للتواصل، لكن إذا اعتمد فريق العمل عليه، فإنه سيفقد العديد من الفرص لمشاركة وتنظيم المعرفة التي يمتلكونها والإستفادة منها بأفضل طريقة ممكنة. في فرق العمل التي تعمل عن بعد، يُعتبر التواصل الفعال العامل الأكثر أهمية للتعامل مع جميع المشاكل، وإذا لم يستطع فريق عمل مكون من عدد قليل من الأفراد حل المشاكل التي تواجهها الشركة، فإن زيادة عدد الموظفين لن يحل المشكلة، طالما لا يوجد آلية منظمة للعمل. ستظهر دائما مشاكل متعلقة بالتواصل بين أعضاء الفريق، لكن من الممكن تطوير نظامًا يعمل على: ربط كل فرد في الفريق بالأشخاص والمعلومات التي يحتاجونها لأداء مهامهم. العمل مع جميع الأشخاص بغض النظر عن المناطق الزمنية المختلفة. الحرص على إزالة أي مخاوف من فقدان أي معلومات مهمة، عبر وضع خطط احتياطية. السماح للجميع إمكانية البقاء غير متصلين بشبكة الإنترنت للتركيز على العمل لتقديم النتائج المطلوبة للعملاء. ترجمة -وبتصرف- للمقال The Pyramid of Remote Team Communication Tools للكاتب
-
- 1
-
- إدارة التواصل
- العمل عن بعد
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
احتفلت في هذا الشهر بالذكرى الرابعة لانضمامي لفريق Buffer الرائع – أو "Bufferversary" كما نُطلق عليه. إن أي عمل تنخرط فيه، تتعلم من تجاربه، تصنع فيه صداقات جديدة وتبني ثقتك بنفسك مع تقدّمك اتقانك لهذا العمل، كل ذلك يترك أثرًا فيك ويساهم بتغيير ذاتك. وشخصيًّا كنت محظوظةً لتمكّني من ترك بصمةً جيّدة في جميع الأعمال والوظائف التي عملت بها مُسبقًا، وترك كل واحدٍ منها أثرًا طيّبًا فيّ. ولكن العمل مع فريق Buffer؟ حسنًا هذه التجربة كانت مُختلف بحقّ. إنّه لمن المُذهل حقًّا التفكير في الأثر والصبغة الرائعة التي خلّفتها القيم والأفكار التي تبنّاها فريق في حياتي خلال الأربع سنوات الماضية، مُساهِمةً وبعمق في هيكلية وإعادة هيكلة شخصيّتي وذاتي. إلا أن العنصر الذي حمل معه الوقع الأكبر وكان له النصيب الوافر في هذا التغيير هو واقع أنني كنت طيلة تلك السنوات الأربع أعمل عن بعد، سيّما أنني لم أخض تجربة العمل عن بعد (ولا حتى قليلًا) في السابق. ولا زالت ذكرى مقابلتي فريق Buffer للمرّة الأولى تلوح في فكري كل حين، بعد رحلةٍ طويلةٍ وشاقّةٍ إلى جنوب إفريقيا من أجل اجتماع فريق Buffer الأول لي. كانت اللحظات والتحيّات الأولى التي ألقيتها عليهم لا تُنسَ. العمل عن بعد من المواضيع الأساسية التي تستهدفها مجموعة Buffer، ذلك لأننا نعتقد أنّه نهج المستقبل وأساسه – ونعلم أنه بالإمكان إنشاء منظمات ومجموعات العمل عن بعد أكثر مما يعتقده الكثيرون. ولا يجب أن تتقوقع هذه المنظمات والمجموعات في مكان واحد كما هو الحال مثلًا في وادي السيليكون (والذي ينحصر العمل فيه في مكان واحد) بل بالإمكان أن تكون في كلّ مكان وأيّ مكان. بعد المقدّمة السابقة، يسعدني أن أشارك وأطرح 40 مُلاحظة وعبرة استنبطّها خلال سنواتيَ الأربع في العمل عن بعد. وللعلم فقط عندما بدأت العمل عن بعد لم أكن واثقة تمامًا من جدوى هذا الأمر أو حتى إذا ما كان مناسبًا لي، والآن لا أستطيع تخيّل نفسي أقوم بأيّ نوعٍ آخر من الأعمال. ستزداد فعاليّتك وهمّتك في العمل 10 مرّات. العمل عن بعد في معظم مستوياته وتصنيفاته مُتاح (تقريبًا) للجميع! وهو في متناول الشركات أكثر مما تعتقد. إذا ما كنت تنوي خوض تجربة العمل عن بعد في شركتك الخاصة فاحرص على أن يسود العدل بين جميع العاملين لديك، سواءً العاملين في مؤسستك في مكاتبهم أم أولائك الذين يعملون عن بعد، فإنه لمن المزعج حقًّا أن تشعر بأنك موظف من الدرجة الثانية فقط لأنك تعمل عن بعد وليس في مكتب الشركة. سيساعدك العمل عن بعد على خلق روتين صباحي ومسائي منّظم ليومك. وقد يكون روتين العمل عن بعد بسيط لدرجة تشبه ري الأزهار يوميًّا أو الذهاب في نزهة. الثقة هنا ليست معيار ضروري للتوظيف عن بعد في شركتك، فسواءً أقمت بتعيين موظفين تثقت بهم أو لا (ولا مانع من ذلك)، فثق تمامًا في كلا الحالتين أن الموظفين يعملون حتمًا. يدرك معظم الأشخاص تمامًا استعدادهم وقدرتهم للعمل عن بعد، فإذا ما كنت تعتقد أنك عند توظيفك للعمل عن بعد، أنّك ستمضي يومك كلّه على التلفاز دون العمل، فلا تجرّب العمل عن بعد، لأنه يحتاج إلى همّة في العمل في المنزل. وإذا كنت من النوع الانطوائي الذي يفضل البقاء في المنزل، فمع العمل عن بعد ستكون أقل حاجةً إلى خوض الحياة والعمل خارج منزلك. وعلى النقيض مما سبق، إذا ما كنت منفتحًا جدًا، فإن العمل عن بعد سيزيد حاجتك إلى الانفتاح ويتيح لك وقتًا جيّدًا لتقضيه خارج المنزل. أغلق حاسوبك المحمول في نهاية يومك وأعلن نهاية العمل، فالعمل لن يهرب وسيكون جاهزًا لك في اليوم القادم، لذا امنح نفسك قسطًا من الراحة. في العمل عن بعد يمكنك صياغة قوانينك وظروفك بنفسك. فهناك الكثير من الناس سيخبرونك أن تتجهّز جيّدًا وترتدي ثيابًا رسميّة أثناء عملك عن بعد، حتى في منزلك. ولكن بالنسبة لي بعد اليوم الخامس من بدئي العمل عن بعد قررت أن بنطال اليوغا هو الأكثر راحة لي، حتى أني لم أعد أضع مكياجًا أبدًا. فجد أنت ما يناسبك وما يريحك أثناء عملك. قد تكون سعيدًا بعملك عن بعد لكن خمّن من سيكون أكثر سعادةً منك؟ نعم إنهم أفراد أسرتك سيسعدون بك طوال اليوم بجانبهم. لا يُشترط أن تكون حاضرًا حتى يكون العمل جيّدًا ومُتقنًا، هذه القاعدة عقيمة تمامًا. خذ قسطًا من الراحة متى شئت واذهب في نزهة خارج منزلك. من أكبر أسرار العمل عن بعد والتي لا يُفصح لك الناس عنها هو المراقبة الذاتيّة والإحساس بالمسؤولية، وأعتقد أن السبب في ذلك هو أن "المراقبة" المستمرة لك لا تُحيط بك في منزلك كما هو الحال في مكتبك، تخيّل نفسك وأنت تنظر من حولك في منزلك لترى أنك الوحيد الذي تعمل منتظرًا الكعكة التي في مطبخك. إذا ما كنت وفريق العمل عن بعد تعملون عن طريق تطبيق سلاك، فسيكون هنالك مهام طارئة كاذبة لك دومًا، فلا ضير من التباطئ قليلًا في تنفيذها. سرعة الإنترنت لديك قد تجعل يومك مثمرًا أو قد تحيله مضيعةً للوقت. لذلك فإن سرعة الإنترنت لديك عاملٌ حاسم، فإذا ما كنت تسافر وتعمل عن بعد فاحرص دومًا على السؤال عن سرعة الواي الفاي في مكانك وتأكّد من أنها تناسب عملك. أما في منزلك فإذا استطعت تجهيز شبكتك بألياف ضوئية فلا مانع من ذلك. إذا كنت تعمل في منزلك معظم الوقت فخصّص مكانًا لك، مكانًا خاصّا بالعمل فقط (إذا كان ذلك بالمقدور). هذه الخطوة قد تكون مهمّة إذا ما كانت زوجتك (أو زوجك) تعمل عن بعد أيضًا (من ناحيتي قمت بدفع زوجي للعمل في الطابق الثاني، لآخذ راحتي أنا في مساحتي الخاصّة!). بإمكانك إعداد طعامك متى ما أردت وكيفما أردت، هذا مُذهل حقًّا. جانب سلبي: عندما تُعدُّ كميّة طعام فائضة فلا يمكنك مشاركتها بين زملائك في العمل، لذا إن حصل ذلك احفظها في الثلّاجة. بالرغم من إمكانية العمل عن بعد من المنزل، فلا غنى (حتى الآن) عن الاجتماعات بين الأعضاء العاملين عن بعد. فلا يمكننا كفريق في Buffer المُضي لأكثر من 6 أشهر دون الاجتماع ولو ببعض الأعضاء. هذه الاجتماعات تترك وقعًا قوّيًا وتأثيرًا جيّدًا لشحذ الهمم وتنظيم العمل. بإمكانك ارتداء ملابسك الرياضية المريحة طيلة اليوم، لامانع من ذلك. من الأفكار المميّزة وأنت تعمل عن بعد في منزلك هي وضع إحدى النباتات الجميلة في نافذتك التي تُطلق نظرك فيها وأنت تعمل، فمن الرائع مشاهدتها وهي تنمو يومًا بعد يوم وأنت تمضي وقتك في العمل. ثلاث كلمات يمكنني أن أنصحك بها لتجربة عمل عن بعد فريدة في منزلك وهي: «اشترِ أرجوحة شبكية». عندما تعمل عن بعد فلابُدّ من تخصيص بعض الوقت للسرنديبية (وهو مصطلح يُطلق على الاكتشاف بالصدفة). فخذ استراحةً من العمل وألق التحيّة عبر فيديو على مجموعتك ثم عد للعمل ببساطة. ففي فريق Buffer نخصص ما نُطلق عليه مُحادثات "الساعة المُفاجئة" من أجل تدعيم العلاقة وتطويرها بين الأعضاء. عندما تشرع في البدء في عملك اليومي فمن الصعب التوقّف حتى الانتهاء منه، لذلك احرص على أن تبدأ صباحك بنشاط. عندما تكون في خضمّ عمل معقّد أو يتطلّب بعد الإبداع فلا مانع من أن تأخذ نُزهة قصيرة لمدّة 20 دقيقة، هذا سيساعدك على العودة إلى العمل بهمّة ونشاط أكبر. بإمكانك الإعلان عن انتهاء عملك في هذا اليوم بوجبة عشاء شهيّة. يمكنني القول بأن موسيقى العمل هي من الأمور المهمّة جدًّا! فعندما أبدأ العمل أبحث أولًا عن موسيقى هادئة وطويلة (ساعة إلى ساعتين) إذ تساعدني دومًا على التركيز في العمل. وبإمكانك البحث في راديو Soullection الفريد عن موسيقاك المفضّلة. محادثات الفيديو هي طريقة رائعة في العمل! فهناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لجعل تجربة العمل عن بعد مع زملائك تجربة واقعية جدًّا. في فريق Buffer نقوم دومًا بتخصيص وقت لمحادثات الفيديو عن الموسيقا واستراحات اليوغا والعديد من النشاطات الأخرى. تنويه بسيط بشأن محادثات الفيديو: عند استخدامك له عدّة ساعات للتواصل مع زملائك في العمل عن بعد ستلاحظ أنك تألف شكل وجهك كما لم تألفه من قبل. التواصل من دون الحضور على أرض الواقع هو أمر صعب حتمًا، وذلك إذا ما أردنا معرفة النوايا والغاية الحقيقية من تفاعلات الشخص معنا. تحديد المناطق الزمنيّة المختلفة حول العالم بدقة أمرٌ ليس بالسهل ولاسيّما أثناء العمل وتوزيع المهام، لذلك هنالك مواقع رائعة لمساعدتك في ذلك مثل Every Time Zone و Timezone.io . تنوّع المناطق الزمنيّة في مجال العمل عن بعد مُذهل حقًّا! فتخيّل أن العمل يجري على مدار 24 ساعة يوميًّا، حتى وأنا أغط في نوم عميق فإن هنالك أحد ما يعمل في ذلك الوقت، أليس هذا رائعًا؟ إذا كان باستطاعتك، قم بتخصيص وقت محدد لاجتماعاتك ومقابلاتك مع زملائك في العمل وسخّر الوقت المتبقي في التركيز على عملك. بالنسبة لي أخصّص وقتي في الصباح من أجل المقابلات أو المحادثات مع زملائي حتى أتفرّغ بشكل كامل للعمل ليلًا. تواصل قدر الإمكان مع زملائك واحصل منهم على توجيهات ونصائح دومًا، فالعمل بشكل أعمى وعلى غير هدى يقتل الكثير من وقتك ويتعبك. إذا كانت لديك سيّارة فقد تنسى تمامًا ساعة الازدحام اليوميّة التي لطالما عانيت منها سابقًا وأنت ذاهب أو عائد من عملك. فعندما تتذكر تلك اللحظات العصيبة من الانتظار الطويل قد تلوم نفسك كثيرًا، ثم لا تلبث أن تكون ممتنًّا أن حصلت على فرصة العمل عن بعد ولم تعد مضطرًّا للعودة إلى ذلك المستنقع المُزدحم. قد يغار من حولك من سهولة عملك وسلاسته. فالعمل السهل اليسير مطمع الكثيرين وأول ما يسألني عليه الناس عندما أتحدّث لهم عن عملي عن بعد. لذا لا ضير في مساعدتهم وتوجيههم إلى محاولة تحصيل فرصهم للعمل عن بعد هنا أو هنا. أدوات وبرامج العمل عن بعد هي الأساس. فلم نكن لنستطيع أن نحافظ على فريق Buffer وأن نضمن استمراريّة عمله قبل 10 سنوات من الآن، فالتطور البرمجي الحديث ساعدنا كثيرًا، وأنا شخصيًّا ممتنّةٌ جدًا لجميع البرمجيات والأدوات التي كانت عونًا لنا في فريق Buffer. يمكنك في بعض الأحيان استخدام الرموز التعبيرية في المحادثات (GIFs و الايموجي) للاستعاضة عن التعابير الحقيقية. فقد أرفقنا في منصّة سلاك الخاصّة بفريق Buffer الكثير والكثير من التعابير كـ Slackmojis و Bitmojis و Giphy. إذا كنت محظوظًا وسنحت لك الفرصة للعمل عن بعد فساعد الآخرين من حولك وعرّفهم بهذه الفرص الرائعة وساعدهم على تحصيل عمل لهم أيضًا. المزيد من أجلك إذا كنت تعمل مسبقًا عن بعد فأود حقًّا سماع تجربتك الفريدة. هل لفت أي من الدروس التي طرحتها سابقًا انتباهك؟ ماذا كنت لتضيف أيضًا إلى هذه القائمة؟ أودّ حقًّا الاطّلاع على قائمتك والتعرّف على رأيك في ذلك الصدد. ترجمة -وبتصرف- للمقال 40 Lessons From 4 Years of Remote Work لصاحبته Courtney Seiter
- 2 تعليقات
-
- 2
-
- العمل عن بعد
- نصائح
- (و 5 أكثر)
-
يعد العمل عن بعد طريقة رائعة للحياة للعديد من الناس والشركات حول العالم، ولكنه يأتي أيضًا بمجموعة عادلة من التحديات. حتى مع المميزات الرائعة - المرونة، والعمل من المكان الذي يجعلك سعيدًا، ووقت عمل مركز، واحتمالية السفر حول العالم وغيرها - يصعب تجنب لحظات الوحدة بهذا النوع من العمل. وبما أنّ هذا شيء يجربه العديد من فريق Buffer من وقتٍ لآخر، أردنا جمع أكبر عدد ممكن من النصائح وتقديمها لكم! ولذلك، قررنا الدخول في شراكة مع أصدقائنا في 7in7 - مؤتمر ومجتمع للرحالة الرقميين، والعاملين عن بعد وأصحاب المشاريع المستقيلين مكانيًا - للتحدث عن الوحدة التي يمر بها العاملين عن بعد، واكتشاف طرق لحلها. طلبنا من الأعضاء الخبراء في مجتمعات 7in7 و Buffer أن يشاركوا نصائحهم، وقصصهم والدروس التي تعلموها بصعوبة من تجاربهم. ونحن متشوقون لإعطائكم مجموعة من حكمتهم! ما هي أهمية التحدث عن الوحدة الناشئة من العمل عن بعد بدأت العمل على الفريق (عندما كنت أعمل بشكل مستقل)، خلال وجودي في Buffer والسنة التي تسبقها. وعملت من المنزل خلال السنوات الأربع الماضية. في حين أني أحب العمل عن بعد وأشعر بالسعادة للعمل مع فريقي الرائع، فإن أكبر تحدياتي تتلخص بلحظات شعوري بالوحدة. تؤثر هذه اللحظات على إنتاجيتي، وتواصلي مع زملائي في العمل وكل من حولي. ولهذا أصبحت أول أولوياتي هي إيجاد طرق لمقاومة هذا الشعور. عرفنا في تقرير العمل عن بعد الذي نُشِر في فبراير 2018، أنّ 21٪ من العاملين عن بعد يشعرون بأنّ التحدي الأكبر الذي يواجهونه هو الوحدة أيضًا. بالإضافة إلى أنّ الوحدة تزيد لدى الشباب، وهم العدد الأكبر لأخذ فرص العمل عن بعد. وجدنا في Buffer أن وضع بعض المقاصد المدروسة في أيامنا وأسابيع عملنا، يمكن أن يصنع اختلافًا كبيرًا في تقليل الشعور بالوحدة. سنكتشف أدناه طرقًا وجدناها تساعد في التغلب على الشعور بالوحدة الناتج من العمل عن بعد في Buffer، ونشارك النصائح والقصص التي تعلمناها من مجتمعات 7in7 وBuffer. يعمل بعض هؤلاء الأشخاص عن بعد لشركة ما من المنزل، وبعضهم رحالة رقميين يعملون بدوام كامل وآخرين مستقرين مكانيًا ويعملون لأنفسهم. لقد جرب جميعهم الشعور بالوحدة في مرحلة ما من رحلتهم وخرجوا من الجانب الآخر. لنتعمق أكثر! نصيحة للبدء بالعمل عن بعد يصعب عادةً توقع ماذا ستكون طبيعة العمل عن بعد بشكلٍ كامل، حتى تجربته فعليًا! لا يزال هناك العديد من الأشياء التي يمكنك فعلها لبناء عادات صحية لتجربة إيجابية للعمل عن بعد، ومعالجة الوحدة من البداية. اعلم أنك لست وحيدًا فيما تشعر من خبرتي، يسهل الشعور بأنك الوحيد الذي تعاني من الوحدة، وبعدها الحكم على أنفسنا. كما عبّر أحد أعضاء المجتمع قائلًا: وبالمثل، هذه هي النصيحة التي تمنت كيت ويلان، أحد مؤسسي 7in7، أن تحصل عليها في وقت مبكر من رحلتها في العمل عن بعد: إدراج التواصل البشري يعمل معظم الأشخاص الذين انضموا إلى فريق Buffer عن بعد للمرة الأولى. ووجدنا أن مساعدة زملائنا الجدد في معرفة أهمية جزء التواصل البشري في ثقافة العمل عن بعد، أمر مهم للغاية. في البداية، يتم توصيل الموظفين الجدد مع زميل مختلف في العمل أسبوعيًا بما يسمى "الاتصالات المزدوجة". إنها فرصة للتعرف على شخص جديد (غالبًا ما يكون شخص لا يعملون معه مباشرةً). يشارك كل منهم معلومات عن أنفسهم، وأهدافهم وطريقة عملهم لتنمية أنفسهم. في هذه المكالمات، يتحدث الزملاء الجدد عن قصتهم ويتحاورون مع شخص يستمع لهم بتركيز بنسبة 100٪ - والتي قد تكون تجربة ذات معنى بعض الشيء. وجدنا أن هذه المكالمات المزدوجة تعد طريقة رائعة لتوجيههم بلطف لجعلهم يتصلون بالآخرين خلال أيام عملهم بشكل مدروس. تقول سوزان كولبي، أحد أعضاء مجتمع 7in7، وتقيّم صوت أحد ما كل يوم: كما تقول كيري ميلنيك، مؤسسة مشاركة في 7in7: جد ناس حولك يشبهون طريقة تفكيرك ما هو أفضل شيء تفعله عندما تبدأ العمل عن بعد؟ جد عاملين آخرين عن بعد! التواصل بشكل شخصي مع آخرين يفهمون أسلوب عملك، قد يكون نظام دعم رائع كلما تأقلمت في العمل. تقول ليلى فون ألفنسليبين، أحد أعضاء مجتمع Buffer: في حين أنه قد يكون ممتعًا أن تخرج من العمل في مكتب تقليدي، تحتاج لبعض النوايا في تبديل الاتصالات التي تحصل عليها في مكتب. كما تشرح نيشا جاريجارن، من مجتمع Buffer: نصيحة لمعرفة نفسك أحد أهم الأشياء التي تحصل لك عند البدء بالعمل عن بعد هو أنك تتعرف على نفسك. تبدأ بفهم كيف تعمل بشكل أفضل، متى تعمل بأفضل شكل، ما هي مستويات طاقتك خلال اليوم، كيف تعيد تجديد طاقتك وغيرها الكثير. قد تكتشف في عمل محدد، أن البقاء وحيدًا في منزلك تعمل بهدوء، هو مفتاح شعورك بالإنتاجية والكمال. بينما في عمل آخر، يكون التحدث عن طريق الفيديو مع زميل في العمل، هو تذكرة الإنجاز بشكل أكبر والشعور بتواصل أكثر. هذا التوازن قد يناسبك، أو قد تكون بحاجة للتواجد مع الناس يوميًا! مهما كانت الحالة، عندما تعرف نفسك ومدى حاجتك لطاقة الناس المرتبطين بك، ستتمكن من التغلب على شعور الوحدة الذي قد تواجهه خلال اليوم. افهم نوع شخصيتك المميز أجرى فريق Buffer كاملًا اختبارات الشخصية الستة عشر، في منتجع الفريق في مدريد سنة 2017. كانت هذه طريقة رائعة لمعرفة المزيد عن أنفسنا وعن زملائنا في العمل. إذا لم تجري أي اختبار للشخصية مسبقًا، فأنا أوصيك بتجربة هذا أو أي اختبار آخر! بالنسبة لي، أحد الأشياء التي تعلمتها عن نفسي هي أني منفتح بشكل كامل. أعيد شحن مستويات طاقتي عن طريق التواجد بين الناس. إذًا، عندما أشعر بالكسل أو عدم الاتصال، أعرف بأني أحتاج أن أغادر المنزل وإيجاد شخص ما للتحدث معه. معرفة هذه المعلومة عن نفسي قد تساعدني في التخطيط للأسبوع بنشاط، وبالتالي أعيد ملئ طاقتي خلال حصولي على الكثير من العمل. خذ وقتك لتعكس احتياجاتك من أجل التعلم بعمق عن أنفسنا، نحتاج وقتًا للقيام بهذا. هنا نصيحة كيت ويلان حول سبب وكيفية القيام بهذا: ولذلك، فإنّ نصيحتي هي استخدام هذا الوقت للتعمق ومحاولة فهم ما يجعلك مميزًا. قد يكون هذا أمرًا صعبًا عندما تشعر بأنك تسعى جاهدًا للعثور على قاعدتك، ولكن قضاء بعض الوقت مع نفسك، سواء كان ذلك عبر المشي لمسافات طويلة، أو تسجيل اليوميات، أو التأمل ، هو أمر أساسي. بعدها، عندما تكون مستعدًا للعثور على مجتمعك وصياغة حياة تناسبك حقًا، ستعرف بالضبط ما تحتاجه. وإذا كنت قد تجاوزت مرحلة الشعور بالوحدة في العمل عن بعد… حسنًا، فلا يوجد وقت مثل الآن لتتعرف على نفسك! " ومن خلال الانعكاس، قد تكتشف أنّ العمل بمفردك أمر رائع حقًا لإنتاجيتك، وأنّ يوم العمل لا يكون عندما تحتاج إلى الاتصال مع الآخرين. تعرف آمنة شميم، رحالة رقمية بدوام كامل في مجتمع 7in7، نفسها جيدًا وتقول: أدرج كمية مناسبة من التنوع في أيامك بمجرد معرفة الطريقة التي تعمل بها بشكل أفضل، يمكنك هيكلة أيام العمل الخاصة بك بحيث تساعدك على الشعور بالاتصال حسب حاجتك. بالنسبة لي، هذا يعني التأكد من جدولة أيام للعمل في المقاهي، أو مقابلة زملائي من العاملين عن بعد، أو التوجه إلى مكان للعمل، حتى لا أكون وحيدًا في المنزل كل يوم. بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من البيئات، يمكن أن يكون التنوع موجودًا في نوع العمل الذي نقوم به أيضًا. يمكن أن يكون خلط يوم عمل مع وقت تركيز منفرد، ومشاريع جماعية تعاونية ومحادثات الفيديو مع الزملاء، طريقة رائعة لجلب طاقة جديدة ومختلفة ليومك. تقول كريستين روفوني، من مجتمع Buffer: وتقول إليسا سوتي، من مجتمع 7in7: نصيحة للاستفادة القصوى من مكانك يمكن أن يصيبك الشعور بالوحدة من أي مكان، سواء كنت تعمل من المنزل، أو في المدينة، أو في البلاد، أو في أماكن العمل أو من المقاهي. هناك العديد من الطرق للشعور بأنك أكثر تواصلًا في أي موقف تكون فيه. السماح بالتفاعل صدفةً مع الآخرين خلال يومك في حين أنه من السهل البقاء في المنزل يوميًا، إلا أنّ وضع نفسك في مواقف تتيح فرصًا للتحدث مع أشخاص آخرين، قد يكون مفيدًا. يشارك آدم فارمر، أحد زملائي في Buffer، قصته ويقول: عندما أعمل من أماكن العمل، أود حقًا أن أغتنم الفرصة لبناء اتصالات مع الأشخاص الموجودين حولي. يعد المطبخ مكانًا رائعًا جدًا لهذا الغرض، كنت أقوم بهذا في كل مكان تقريبًا، وتوافق كات لوغري، من مجتمع Buffer، على ذلك وتقول: في بعض الأحيان، يمكن أن يساعدك الروتين في الدخول والخروج على أن تشعر بأنّ العالم يبدو صغيرًا. يقول جريس تايلور، من مجتمع 7in7: وتقول آمنة: "اذهب للخارج وتحدث مع الناس. ليس من الصعب أن تصبح شخصًا منتظمًا في المقهى الموجود في الشارع، أو في المطعم الذي يقدم المقبلات الجيدة أو حتى متجر المثلجات. يمكنك التحدث مع البواب في المبنى الخاص بك (على افتراض أنّه يوجد واحد) أو مع أمين الصندوق في البقالة. لا يجب أن يكون كل اتصال تقوم به عميقًا. يكفيك شخص ما يتذكر اسمك و / أو القليل عنك، وبهذا تكون أقل عرضةً للشعور بالوحدة. تباطئ، بغض النظر عن مكانك إنّ أحد أفضل الطرق للشعور بالاتصال بشكل أكثر، سواء كنت تعيش في مدينة كبيرة أو في بلدة صغيرة، هو تقدير العالم من حولك. يقول مارك بوتر، من مجتمع 7in7: تقول جاكلين جينسين، من مجتمع Buffer و7in7: نصيحة لتكون جزءًا من المجتمع تعد هذه المفضلة بالنسبة لي، بصفتي منشئًا للمجتمع. بالنسبة لي، أن أكون جزءًا من المجتمع يعد أكثر من مجرد كوني في نفس المساحة مع الآخرين. إنها تجربة التواصل مع الآخرين الذين يشاركونك قيمك، أو يقدرون نفس الأشياء التي تفعلها، أو يرغبون في دعمك أو مشاركة الهوية معك بطريقة أو بأخرى. وهذا شيء قوي. يمكن أن يبدو المجتمع وكأنه مجموعة صغيرة من الأشخاص يقومون بالأشياء سويًا، ومنتدى عبر الإنترنت، ومجموعة محلية في منطقتك، ومؤتمر منتظم والعديد من الأشكال الأخرى أيضًا. مهما كان الشكل الذي تتخذه، فإنّ كونك جزءًا من المجتمع، يتيح لك الشعور بالاتصال بأشخاص آخرين، بغض النظر عن مكان وجودك في العالم. المشاركة في مجتمع على الإنترنت في هذا اليوم والعصر، هناك العديد من المجتمعات التي تتشكل في عدد كبير من المساحات على الإنترنت. هناك مجتمعات Slack، ومجموعات Facebook، ومحادثات Twitter ومنتديات المجتمع الخاص التي تجمع الأشخاص معًا - أشجعك على تجربة عدد قليل منها حتى تجد المكان الذي تشعر فيه بأنك على اتصال أكثر! ونحن ندرك كعاملين عن بعد في Buffer، مدى أهمية أن نكون جزءًا من مجتمع ما، ولذلك فإنه من المهم بالنسبة لنا إنشاء هذه التجربة لمستخدمينا. أصبح مجتمع Slack الخاص بنا مكانًا لمستخدمي Buffer، والمسوقين على وسائل التواصل الاجتماعي وأي شخص آخر مهتم بمعرفة المزيد عن وسائل التواصل الاجتماعي ليجتمعوا ويدعموا نمو بعضهم بعضًا. أشجع الناس دائمًا على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم عند الانضمام إلى مساحة مجتمع على الإنترنت - في تجربتي، تحصل على ما قدمت! عندما تقدم للآخرين نصيحة حول التحديات التي يواجهونها، أو تبدأ محادثة حول شيء ما أنت متحمس له أو تقول مرحبًا ببساطة وتعرف عن نفسك، هكذا تبدأ المحادثات الجيدة بالفعل. قررت جينيفر لاتشز، من مجتمع 7in7، بناء مجتمعها على الإنترنت بعد تجربة نمط حياة الرحالة وقالت: كن منفتحًا على تجارب المجتمع الجديدة سواء كنت من الرحالة الرقميين حول العالم أو تعمل في مقهى محلي، أبقِ عينيك وأذنيك مفتوحين للفرص المتاحة لمقابلة الآخرين. ربما ستسمع عن مساحة عمل لم تكن تعرفها، أو مناسبة ما في حيّك. وفي كثير من الأحيان، مجرد الابتسامة وقول مرحبًا لشخص ما في المقهى يمكن أن يقود إلى محادثات رائعة، أو ربما شيء أكثر. على سبيل المثال، كان إيرين كي إم، من مجتمع 7in7، في اجتماع محلي رائع وشخصي في المجتمع أثناء السفر وقال: احتضان الاتصالات الشخصية ستقابل أشخاصًا آخرين من خلال هذه المجتمعات لا محالة - عبر الإنترنت أو شخصيًا - ممن تتصل بهم حقًا. الخطوة التالية - صقل هذه العلاقات! اقترح وجبة غداء معًا، أو محادثة قهوة افتراضية أو حتى محادثة عبر تويتر، ذهابًا وإيابًا. من الرائع أن يكون لديك شخص أو أشخاص يمكنك التواصل معهم عندما تشعر بالوحدة. شارك أحد أعضاء المجتمع هذه الاستراتيجية للحفاظ على شريك المساءلة وقال: وفي الخلاصة، تقول ليلى فون الفينسليبين: في النهاية، وجدت أنّ الحل الأفضل بالنسبة لوحدة العمل عن بعد هو التحدث إلى شخص ما بشأنه – رئيس، أو زميل في الفريق، أو زوج، أو صديق في المنزل أو صديق عبر الإنترنت. عندما تنفتح وتشارك ما تشعر به، فإنك تمنح شخصًا ما الفرصة لدعمك. ومن تجربتي، هكذا يختفي الشعور بالوحدة. هذه الأسئلة لك ماذا تفعل لمقاومة الشعور بالوحدة عند العمل عن بعد؟ ما هي النصيحة الأخرى التي ستقدمها للناس الذين بدأوا العمل عن بعد؟ نحن نحب رؤية أفكارك في التعليقات أدناه! ترجمة - وبتصرف - للمقال A Guide To Conquering Remote Work Loneliness from Remote Workers Around the World لكاتبه Arielle Tannenbaum
- 1 تعليق
-
- 2
-
- العمل عن بعد
- الوحدة
- (و 5 أكثر)
-
إنّ أحد أفضل الأشياء حول العمل عن بعد هي أنك غير محصور بالعمل في مكانٍ واحد، أو حتى قارة. يمكنك العمل من أي مكان في العالم بوجود إنترنت!. وبهذا تكون حر التنقل من مكان لآخر حسب حالتك المزاجية. هذا هو ما نحلم به على الأقل. ولكن في الواقع، نحن نبتعد عن السفر عادةً، لأن العمل من الطريق قد يكون صعبًا. بدءًا من الإنترنت المتقطع، إلى الرحلات المتأخرة، إلى خوفك من أن يعتقد العميل بأنك مختل في حال أرسلت له مسودة منشور المدونة النهائية في الساعة الرابعة صباحًا بتوقيتهم (مع أنها العاشرة صباحًا في مكانك). لا يحتسي الجميع الكوكتيل على الشاطئ بينما يتكفل المساعدون الافتراضيون في كل تفاصيل مشروعك. وهذا يعني أن العمل من الطريق لا يجب أن يكون صعبًا. وبعمل بعض التعديلات على طريقة عملك، لا يصبح العمل من الطريق ممكنًا فقط - بل يمكن أن يكون ممتعًا حتى. سأغطي في منشور اليوم 4 مشاكل واجهتها خلال عملي في الطريق، وسأشرح كيفية التغلب على كل منها وسأريك كيف تطبق الدروس التي تعلمتها أنا على عملك. لنبدأ! 1. كيف تحوّل المتاعب إلى فرص السفر مربك ولكن يعد الإرباك رائعًا لاكتشاف وجهات نظر وثقافات جديدة، لكنه قد يكون مشتتًا للانتباه عندما تحاول إنجاز عملك. لا يوجد في المتجر المحلي نوع قهوتك المفضل، ولا زلت متعبًا من السفر ولا يوجد مكان في حقيبتك لرزنامة الحائط المفضلة لك. لقد خرجت عن عاداتك، وبمعنًى آخر، قد يصبح الدخول في مزاج العمل أمرًا صعبًا. ولكن بدلًا من القلق حول هذه التحديات، أقترح أن تحتضنها! لأنه كما يمكن للسفر أن يفتح عقلك على وجهات نظر جديدة في الحياة، فهو يمكن أن يفتح عينيك على طرق جديدة للعمل أيضًا. على سبيل المثال، لم يحتوي المكان الذي أقمت به في رحلتي الأخيرة إلى برشلونة على مكتب. وبدلًا من جعل هذا يقلقني، خرجت مع حاسوبي المحمول إلى الشرفة وجلست أعمل في الشمس مع أصوات الشارع. أشجعك على القيام بهذا أينما ذهب - فقد يُحضر منظور جديد وإلهام إلى عملك. جد مقهى جيد للعمل فيه، اجلس لبعض الساعات في مكتبة محلية ضخمة وألقِ نظرة على بحث Sean Ogle حول أكثر المكاتب غرابةً في العالم. 2. كيف تتعامل مع الوصول المحدود للإنترنت أشرت في مقدمة هذا المنشور إلى أنّ أحد مميزات العمل لنفسك هي القدرة على العمل من أي مكان في العالم… مع الاتصال بالإنترنت. هذا هو أهم شيء. ومع أن العالم كله متصل على الإنترنت هذه الأيام، إلا أنك قد تجد نفسك بدون اتصال في الإنترنت أحيانًا. الآن، هناك طريقتين لمعالجة هذه الحالة: اخرج واقضِ ثلاثين دقيقة بتحريك هاتفك في الأرجاء أملًا بالحصول على إشارة ال wifi. جهز نفسك لانقطاع الإنترنت مسبقًا واستخدمه كفرصة لإنجاز عمل آخر لا يعتمد على الاتصال بالإنترنت. أوصي شخصيًا بالثانية (الأولى مرتبطة بعمل حركات غريبة وتؤدي إلى تعب يدك بعد فترة). يعد انقطاع الإنترنت لفترة قصيرة، فرصة لتنمية عملك فعلًا، إذا استخدمته بشكل صحيح. بينما يسمح لنا الاتصال الثابت بتحدي الحدود الجغرافية للعمل، فإنه يمكن أن يكون مصدرًا لتشتيت الانتباه والتوتر. لا أستطيع عد المرات التي قلت فيها "سآخذ نظرة سريعة على البريد الإلكتروني"، وأنتبه بعد عدة ساعات أنّ الشمس قد غابت وهناك الكثير من منشورات المدونة لم تكتب بعد. لا تحتاج أن تقلق عن مشتات الانتباه هذه، عندما تكون بدون إنترنت. تتضمن بعض الأشياء التي يمكنك فعلها دون إنترنت كتابة منشورات المدونة أو أجزاء من الشيفرة. ولكن يمكنك استخدام وقت عدم اتصالك بالإنترنت لمهمات بدرجات أعلى أيضًا. مثلًا، يأخذ بيل جيتس أسبوعًا مجدولًا سنويًا يسمى بـ "أسبوع التفكير"، وكما هو واضح من الاسم، فهو للتفكير فقط. يعود فضل هذه الممارسة له مع رفع بعض ابتكارات مايكروسوفت المتقدمة. حتى لو لم تكن تستطيع أخذ أسبوع كامل، يكفيك بضع ساعات للحصول على فرصة مماثلة. فكر بذلك: متى كانت آخر مرة جلست فيها لمدة 30 دقيقة لتفكر بطرق تحسين تدفق عملك، أو زيادة إيراداتك أو حتى إنشاء منتج؟ من السهل أن تشعر بأنك عالق في العمل إذا نسيت التفكير بهذه الأمور، ولكنها ضرورية لإبعاد عملك عن الركود. أيضًا وفي موضوع تحسين العمل، يجب أن تتأكد من هيكلة عملك بطريقة بحيث لا يكون عدم اتصالك بالإنترنت عدة ساعات، مصيبة. وافق على أوقات تسليم منتظمة مع العملاء في وقت مسبق، تواصل مع العملاء من خلال جدول وضعته وأخبر عملاءك أنك ذاهبٌ لمكان ما باتصال محدود للإنترنت. هذا القدر الصغير من التخطيط يأتي جنبًا إلى جنب مع التأكد من أنّ عدم الاتصال بالإنترنت لا يخفف التوتر فقط، بل يزيد الإنتاجية أيضًا. 3. كيف تدير اختلاف التوقيت مع العملاء جميعنا يعرف أن إدارة العمل على الإنترنت يزيد عدد الناس الذين تعمل معهم، ولكن هذا يعني العمل مع ناس في مناطق يختلف فيها التوقيت أيضًا. حتى لو كان معظم عملاءك على نفس توقيتك، قد يؤدي السفر لوضعك في الجزء المقابل من العالم فجأةً. قد تسبب هذه الاختلافات الصداع لك، إذا لم تديرها. لكن يمكنك تجنب المشاكل باستخدام الأدوات المناسبة والتواصل بشكل صحيح مع العملاء. أعمل حاليًا مع عملاء في مناطق بتوقيت مختلف، وأدير هذه الاختلافات باستخدام الأدوات التالية: تحديد التواصل في الوقت الفعلي قد أتصل من وقتٍ لآخر بأحد العملاء على الهاتف أو سكايب لشيء مهم، ولكني أتصل بمعظم عملائي عن طريق البريد الإلكتروني، Slack و Asana. هذا يعني أني أستطيع تسليم العمل أو الرسالة في الوقت المناسب لي - ويستطيع العملاء الرد حسب توقيتهم الخاص أيضًا. وضع مواعيد تسليم واضحة ومرنة القليل من العمل الذي أقوم به حساس جدًا للوقت. بشكلٍ عام، أتفق مع عملائي على التسليم في أيام محددة وليس في أوقات محددة. وهذا يعني أنه طالما أسلّم العمل مبكرًا في موعد التسليم بشكل منطقي (أو في اليوم الذي يسبق الموعد، بشكل أفضل)، لا يؤثر اختلاف الأوقات كثيرًا. استخدام الأدوات والتطبيقات الصحيحة لقد ذكرت سابقًا الأدوات التي استخدمتها للتواصل باختلاف الوقت، ولكني أستخدم بعض التطبيقات الأخرى لمساعدتي على البقاء في قمة الاختلافات. أولًا، لدي تطبيق World Clock على هاتفي وتم ضبطه على كل المناطق الزمنية ذات الصلة، في حال احتجت مرجعًا مناسبًا (انظر الصورة أعلاه). ثانيًا، أستخدم تطبيق Calendly لجدولة أي مكالمات أو اجتماعات على سكايب مع العملاء؛ حيث أنه يسمح لي بإدخال الأوقات التي أكون فيها متاحًا حسب وقتي الحالي، أثناء عرضها للعميل حسب منطقة توقيتهم. وخلاصة القول، لا تختلف إدارة اختلاف الوقت عن أي مفهوم من مفاهيم العمل الحر - كلها تتطلب اتصال واضح مع العملاء ومجموعة الأدوات الصحيحة. 4. كيف توازن بين السفر والعمل لن أكذب: هذا هو الجزء الأصعب للعمل في موقع مستقل، بالنسبة لي. عندما تسافر لأماكن جديدة وجميلة، يصعب الموازنة بين العمل والاستكشاف. أجد نفسي إما مشتتًا بسبب الشاطئ المحلي وأنسى العمل، أو منهمك جدًا بالعمل بسبب اقتراب موعد التسليم بحيث أبقى في الداخل طوال الوقت، ويكون الشاطئ مجرد شريط أزرق وذهبي بعيد. لحسن الحظ، وجدت حلًا سهلًا: أجدول أوقات محددة كل يوم للعمل والاستكشاف. من المحتمل أنك قد اعتدت على مفهوم جدولة أوقات العمل، ولكن جدولة أوقات للمرح يعد بنفس الأهمية - خصوصًا عند السفر لأماكن جديدة. يختلف الوقت بالاعتماد على ما أعمل وكمية الطاقة الموجودة لدي، وبدون شك سيختلف بالنسبة لك أيضًا. الجزء الأهم هو وضع موعد صارم لتسليم العمل. وهذا يجعلك تتأكد من أن تبدأ في وقت منطقي ولا تنتهي منه في وقت متأخر. أضف إلى ذلك، وجدت أنّ أوقات التسليم الصارمة، مع وعد للاستكشاف عند الانتهاء، تعد محفزًا رائعًا لإنجاز المزيد من العمل في وقت لم أعتقد أنه بإمكاني أن أفعله. لا تنسَ أن جدولك لا يجب أن يكون محددًا من الساعة 9-5. هل تريد أن تذهب في جولة حول المدينة على الدراجة صباحًا؟ هل تريد الذهاب في نزهة على أقرب جبل قبل أن يصبح الجو حارًا؟ هل تريد الذهاب للعشاء مبكرًا لتجنب الازدحام؟ كل هذه النشاطات ممكنة عندما تعمل لنفسك، ويمكنك القيام بها عند تقسيم عملك إلى أجزاء خلال اليوم بدلًا من القيام به مرة واحدة. ستكون الموازنة بين السفر والعمل تحديًا دائمًا، ولكن عمل جدول مرن، يجعل الموازنة أسهل بكثير. الخاتمة قد يبدو العمل من الطريق في البداية صعبًا، ولكن لا تدعه يوقف متعتك في استقلالية موقعك التي يمنحها لك العمل لنفسك. وباختصار، يمكنك جعل العمل من الطريق أسهل من خلال: تحويل المتاعب إلى فرص. التعامل مع الاتصال المحدود بالإنترنت على أنه فرصة للعمل بدون مشتات للانتباه. إدارة الاختلاف في الأوقات مع اتصال واضح بالعميل واستخدام الأدوات الصحيحة. جدولة الوقت للعمل والاستكشاف. ما هي تجاربك في العمل أثناء السفر؟ ما هي العقبات التي واجهتها، وكيف تغلبت عليها؟ شارك قصتك في التعليقات أدناه! ترجمة - وبتصرف - للمقال 4 Challenges of Working While Traveling (and How to Overcome Them) لكاتبه Ransom Patterson
-
- العمل عن بعد
- تحديات
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
في بداية 2014، قررت أن أقوم ببعض التغييرات في حياتي. كنت أعمل في مكتب في إحدى الشركات الناشئة في مدينة Town Cape. لقد عملت في المكاتب طوال حياتي المهنية تقريبًا. كنت أسافر يوميًا إلى العمل، مستغرقًا حوالي ساعة ونصف في اليوم. لقد كان السفر إلى العمل والرجوع منه جزءًا من عملي أيضًا. لدي عائلة جميلة ورائعة. لدي زوجتي التي تعمل من المنزل، وفي أيام العطلة تعمل كمصورة لحفلات الزواج؛ ولدي ابن ذو أربعة سنوات، وابنتي طفلة وُلدت حديثًا. أعيش في إحدى الضواحي النائية في مدينة Cape Town (Muizenberg)، والتي تعد معروفة ومشهورة برياضة ركوب الأمواج. بيتي قريب من المحيط، ومنذ انتقلت إلى هذا المكان ورياضة ركوب الأمواج هي رياضتي المسلية. أحب أن أكون في الخارج قرب المحيط، قريبًا من الطبيعة؛ أحب الجوانب المادية والتأملية لرياضة ركوب الأمواج؛ ورغم أن جسمي يكون متعبًا بعد فصل من ركوب الأمواج، إلا أنه يكون راضيًا، وعقلي يكون مرتاح البال. أنا أحب عملي، لكن بعد ثلاثة أعوام من العمل في الشركة، شعرت بحاجة إلى اكتشاف شيء جديد. شعرت أنني لم أكن أعيش الحياة التي أريدها. كنت أعمل بجدٍّ لكني لم أكن أقضي وقتًا كافيًا مع عائلتي، ولا في ركوب الأمواج. أنا أحب عملي، دائمًا ما كنت فعلًا أحب عملي، لكنني لم أستطع التأقلم مع فكرة الانقسام الحاد بين العمل وبين باقي عناصر الحياة. الافتقاد إلى تشارك الحياة كنت أترك البيت باكرًا وأسرع إلى العمل، ثم أعود ليلًا، وكلي أمل أن أدرك أولادي قبل أن يخلدوا إلى النوم. غالبًا ما كنت أفتقدهم، كنت أفتقد ما الأحداث التي جرت في يومهم. كنت غير قادر على مساعدة زوجتي، لذا غالبًا ما كان عليها أن ترعى الأولاد بنفسها طوال اليوم. كثيرة هي الأيام التي غادرت فيها باكرًا إلى العمل، أقود سيارتي مارًّا بالمحيط، ناظرًا إلى الأمواج الرائعة التي أتمنى أن لو أستطيع ركوبها، لكني أعرف أنني لا أستطيع. كنت أرى بعض الأشخاص الذين يستمتعون بركوب الأمواج، وكنت أتساءل بتعجب: ألا يعمل هؤلاء؟ لقد كان أغلبهم صغارًا في السن، ليس لديهم مسؤوليات بعد. لقد كان بإمكانهم ركوب الأمواج بحرية، غير قلقين بشأن الالتزامات الأسرية أو العائلية، يستمتعون بحياتهم. لكن بالنسبة لي فقد كان مصيري مختلفًا، أو هل كان حقًا كذلك؟! العمل في مواجهة الحياة ربما يبدو هذا الأمر مألوفًا لكثير من الناس. فنحن نتقبل هذا الأمر على أنه حقيقة من حقائق الحياة. إن العمل يستحوذ على أغلب حياتك، وعليك أن ترتب بقية الأمور لتتناسب مع ظروف العمل، وإذا كانت هناك أمور أخرى فلا تملك إلا أن تضعها في الفراغات بين العمل، مثل أيام العطلة أو ما تبقى من ساعات الليل أثناء الأسبوع. لكن في بعض الأحيان، يستحوذ العمل على هذه الفراغات كذلك، فربما تقضي يوم السبت كاملًا للوفاء بموعد نهائي لا يمكن تأجيله لصباح يوم الاثنين، إلا إذا لجأت إلى سلوك مشكوك فيه مثل ادّعاء أنك "مريض". لكن لا يجب أن تسير الأمور على هذا النحو، فأنا أحب عملي، وأحب حياتي خارج العمل كذلك؛ لمَ يجب على أحد الأمرين أن ينتقص من الآخر؟ لمَ لا أستطيع الحصول على أفضل ما فيهما معًا؟ أنا أريد أن أحب عملي دون الشعور بالذنب تجاه عدم وجودي مع عائلتي، أو عدم امتلاكي الوقت للقيام بالأشياء الأخرى التي أحبها. لماذا هذا التمييز بين ما نسميه «العمل» وبين ما نسميها «الحياة»؟ لماذا لا يمكن أن تكون «المعيشة» وفقط؟ مبادئ العمل عن بعد شعرت أن الإجابة عن هذه السؤال تكمن في العمل عن بعد. عرفت أنني سأحب العمل عن بعد، لكن للنوع المناسب من الشركات. لقد حصل «العمل عن بعد» على سمعة سيئة في بعض الأماكن، لكنني دائمًا ما كنت أفكر أن الخطأ لا يكمن في فكرة وجود فريق عمل مُوَزّع، لكن يكمن في ثقافة الشركة المحيطة بهذا الأمر. في خطوة لتوسيع أفقي، قرأت كتابين رائعين: كتاب «Remote» لـ 37signals، وكتاب «The Year Without Pants» لـ Scott Berkun. تعلمت من هذين الكتابين أنه لكي تنجح شركة في العمل بكلية عن بعد، فإن للعمل عن بعد أن يُؤسَّس في النسيج البنيوي للمنظمة. هناك بالتحديد بعض الأشياء التي تفتقر إليها بيئات المكاتب التقليدية، ولا يُحدث غيابها تأثيرًا كبيرًا أو حتى تتم ملاحظتها على الإطلاق؛ لكن افتقاد المجموعات الموزعة لهذه الأمور قد يكون كارثيًا، فالتواصل عنصر مهم وجوهري جدًا، وكذلك بالنسبة لثقافة الاحترام والثقة المتبادلتين. والشفافية تجعل الجميع على نفس الخط في إنجاز العمل. لذلك، مجرد ما قررت أن آخذ الخطوة، وأحرر نفسي من قيود المكاتب والسفر إليها ذهابًا وإيابًا؛ والبدء في البحث عن فرصة في العمل عن بعد؛ عرفت أن هذا الأمر يجب أن يكون مع الشركة المناسبة. معرفة المزيد عن Buffer لقد كنت مولعًا بتطبيق Buffer، لقد أحببت التطبيق وغالبًا ما كنت أستخدمه، كنت كذلك مفتونًا بالشركة. أتذكر كيف استطاعت الشركة معالجة بعض هجمات القرصنة السيئة للغاية. تميل معظم الشركات في هذه الحالة إلى معالجة الأمر في الخفاء، تاركة مستخدميها يهيمون في الظلام غير مدركين لما يحدث. لكن Buffer كانت صريحة بشأن الموقف بالكامل مع مستخدميها، حيث أبقت الجميع على دراية بما يحصل، واستطاعت التحكم في هذا الموقف السيء من جذوره، وبتقديمهم كذلك لخدمة عملاء ممتازة، ازداد تعلقي بهم. كنت سعيدًا لمعرفتي أنهم بالكامل عبارة عن فرق موزعة، مع أعضاء منتشرين على المناطق الزمنية في جميع أنحاء العالم. تعلمت أكثر عن مبادئهم، وكيف أنهم تبنوا سياسة الفرق الموزعة. وعلمت حينها أنني لا أريد العمل عن بعد فحسب، لكنني أريد العمل لدى شركة Buffer. الحصول على الوظيفة قضيت حوالي أسبوعًا في كتابة بريد؛ لأقدم به طلبًا في الحصول على منصب «المطور الخلفي» الذي كان متاحًا آنذاك. أتذكر كم كنت دقيقًا في نسج كل جملة لأحصل على أفضل نتيجة، ثم أعيد قراءتها مرة أخرى. حاليًا ابتسم كلما أعدت قراءة هذا البريد، لقد كان طويلًا حقًا، لكن كان لدي الكثير لأقوله، كنت أريد أن أثبت أنني مستعد فعلًا للأمر، وكم أنا راغب في العمل لدى Buffer. أتذكر كم كنت سعيدًا حين قام Sunil بالرد على بريدي، وقمنا بتحديد أول مقابلة بيننا. ورغم قلقي، إلا أنني رأيتها فرصة لاستكشاف ما إذا كانت Buffer تلبي توقعاتي عنها، ولم يخِب ظني، فمع جريان وقت مقابلة العمل كنت ازداد قناعة أن هذا هو المكان الذي أنتمي إليه؛ وقد كنت مندهشًا لرؤيتي كم كان كل العاملين على قدر من الذكاء، والانفتاح، والأمانة. انعقد اللقاء بيني وبين Sunil و Joel و Leo، ولا زلت أتذكر أن Leo كان ألطف شخص ناقشته في المقابلة، لدرجة أنني لم أشعر أنها مقابلة عمل من الأساس، بل محادثة خفيفة ومرحة؛ ثم حصلت على الخبر السعيد، فقد تمت دعوتي إلى الانضمام إلى Buffer في معسكر تأهيلي لـ 45 يومًا. لقد كان يومًا رائعًا. التكيف مع العمل عن بعد إن الانتقال من العمل في مكتب إلى العمل بدوام كامل عن بعد ليس أمرًا سهلًا؛ فالانضباط الذاتيّ يصير ضروريًا للغاية؛ لقد تعلمت مجموعة جديدة من المهارات التي لا تحتاج إليها المكاتب التقليدية على الدوام، صار عليك المزيد من المسؤوليات؛ إن الأمر أشبه بإدارتك لشركتك الصغيرة. المشهد المقابل لنافذة مكتبي الآن بينما أعمل عن بعد إن التواجد ضمن فريق مُوَزَّع يتمتع بالحساسية والمراعاة والتفهم نحو الآخرين أمر مهم للغاية، فإحدى القيم الأساسية لدى Buffer هو أن تعمل على تطويرك الذاتيّ. وبالنسبة لشخص لم يجرب العمل عن بعد من قبل، فلا أحد يتوقع منك أن تكون مثاليًا على الفور؛ أن تشق طريقك بصعوبة أمر طبيعيّ، طالما أنك لا تمل من محاولة إيجاد طرق للتطوير، والتطوير يصير أسهل في بيئة طبيعية ومريحة. وأكثر ما كنت أكافح فيه، وأشق طريقي فيه بصعوبة هو «هيكلة الوقت والتواصل». لقد كنت أظن أنه من الصعب أن تبقى فعّالًا ومنتجًا إذا عملت من البيت، هذا يحدث في بعض الأحيان. بالنسبة لي كانت المشكلة هي أنني يمكن أن أكون فعّالًا ومنتجًا بدرجة كافية، لكني لا أعمل على الأشياء الصحيحة. هذا يعود بنا إلى أهمية التواصل، فحين تعمل في مكتب ويذهب كل الموظفين إلى العمل في آن واحد، فإن التواصل يكون سهلًا، للدرجة التي تجعله أمرًا مفروغًا منه؛ لكن حين تعمل مع فريق مُوزّع في مناطق زمنية مختلفة في أنحاء العالم، فإن التواصل يصير أمرًا مهمًا للغاية. فوائد أن تعيد بتصميم حياتك إن إحدى أهم وأروع جوانب العمل في شركة عن بعد، أنك تستطيع أن تدير وقتك بقوة وحرية، وهذا يساعدك على تصميم البناء اليومي والأسبوعي لحياتك، وهذا أيضًا أحد أكبر التحديات في الأمر! على عكس العمل التقليدي، أنت المسؤول؛ فأنت من تحدد ساعاتك، وتتخذ قراراتك، متى تعمل وكيف تبني نظامك اليومي بنفسك. وعليك أن تضع في اعتبارك أنه من السهل جدًا أن تتطور لديك عادات سيئة بما أنه ليس لديك "رئيس" يفحص العمل من وراءك. وقد وجدت أنه من المفيد الالتزام بروتين معين يساعدك على إنجاز عملك، ومن الجيد أن هذا الروتين مرن وقابل للتعديل. والحيلة تكمن في إيجاد هذا التوازن، والالتزام بروتين ثابت على مدار الأيام، الأمر الذي يضفي مرونة على العمل تمكنك من التعامل مع الطوارئ غير المتوقعة التي ستلقيها عليك الحياة. موضوعات يوم العمل أحب أن أرى الأمر كما لو أن الأيام والأسابيع عبارة عن "موضوعات"، بدا هذا الأمر وكأنه يشابه نظام العمل التقليدي الذي يبدأ في 8ص وينتهي في 5م؛ لكن مع مرور الوقت قمت ببعض التعديلات حتى يتناسب الأمر مع حياتي الطبيعية. إليك كيف يبدو شكل "الموضوع" النموذجي ليوم عملٍ مثلًا: من الأحد إلى الجمعة: الاستيقاظ مبكرًا، حوالي الساعة 6:25 ص، إذا كانت الأمواج مناسبة فإني أطلب من زوجتي أن تأخذ الأولاد إلى المدرسة، لهذا أساعدها في تجهيزهم وإلباسهم وإطعامهم، وحينما تأخذهم إلى المدرسة، أذهب أنا إلى ركوب الأمواج. إذا لم تكن الأمواج مناسبة، فإني آخذ الأولاد إلى المدرسة. ثم أعود وأبدأ العمل بعد 9:00 ص بقليل، وإذا تحسنت حالة الأمواج أثناء اليوم، فإني أخرج لركوب الأمواج لمدة ساعة وأحيانًا أكثر. بعد ذلك، أظل أتابع العمل حتى وقت الغداء، ثم أقوم بتجهيز وجبة مطبوخة في المنزل، أو ربما أتمشى إلى كافيه. وفي بعض الأيام وحتى أخرج من المنزل فإني أقضي بضعة ساعات أعمل في إحدى محلات الكافية. إذا قمت بممارسة رياضة ركوب الأمواج في النهار، فإني أذهب كي أجلب الأولاد من المدرسة بعد الظهر. غالبًا ما أتوقف عن العمل حوالي الساعة 5:30م لأجل أن أتعشى مع العائلة، ونلعب سويًا، ثم نتحمم، ثم وقت النوم للأولاد. هذا أكثر وقت مليء بالجنون في اليوم، لكنني أستمتع به رغم ذلك، أعمل على زيادة الترابط بين العائلة، نتكلم عما حدث أثناء اليوم، ونمرح قليلًا مع الأولاد، ولا بأس أن أكون سخيفًا مع أولادي، فهذا يشعرني بسعادة. بعدما يخلد الأولاد إلى النوم، أعود سريعًا إلى العمل لنحو ساعة أو ما يقاربها، حتى أنتهي فقط من أية مهام ممتدة أو عاجلة، وأكون على تواصل ومسايرة مع زملاء الفريق في المناطق الزمنية المتأخرة. في عطلة نهاية الأسبوع: ربما أعمل فيها، لكن ليس على حساب عائلتي أو الأشياء التي أحبها؛ وغالبًا ما يكون عملي في عطلة نهاية الأسبوع في المهام التي أنوي إنجازها في أيام العمل الأسبوعية، أو في إصلاح بعض الأعمال الطارئة، أو ربما فقط بعض الأعمال المرحة التي لم يكن باستطاعتي إنجازها قبل ذلك. وغالبًا ما أقضي عطلتي الأسبوعية دون لمس حاسوب العمل. من المدهش أن نمط الأيام لم يتغير كثيرًا عما كان قبل العمل عن بُعد، لكن مع بعض التعديلات البسيطة أصبحت قادرًا على دمج العمل مع حياتي الطبيعية بطريقة رائعة. سنة واحد في العمل عن بُعد: ولا أتخيل الرجوع صرت أعمل لدى Buffer منذ سنة الآن، عدا بعض الأيام القليلة. شعوري العام هو أنني لا أتخيل العودة إلى العمل التقليدي؛ ففي خلال سنة فقط، أصبحت هذه الطريقة من العمل متأصلة وطبيعية جدًا لدرجة أنني أجد أنه من الصعب تخيل نفسي أعمل بطريقة أخرى. على مدى القرن الماضي، أصبحنا كمجتمع نفكر تقليديًا أن العمل ينبغي أن يأتي أولًا وعلى حساب بقية حياتنا. لا يمكننا أن نختار أحدهما على الآخر. وأنا أرى أن أفكارًا كالعمل عن بعد، وعن طريق مجموعات موزعة سوف يفتح أعيننا على عالم جديد من الفرص، حيث يمكننا فيه أن نُكيف العمل حسب طريقة حياتنا بطريقة منطقية، تجعلنا سعداء ومنتجين في نفس الوقت. إذا شعرتَ- كما كنت أشعر أنا- أنك عالقٌ في خندق، وأن العمل هو من يتحكم في حياتك، فأرجو أن يكون هذا المقال مشجعًا لك على النظر في وضعك الحاليّ، ويمنحك القوة للتغيير وتحدي الوضع الراهن. نحن جميعًا مسؤولون عن سعادتنا الخاصة، والعالم بتغير بطريقة تمنحنا القوة على تشكيل حياتنا كما لم يحدث من قبل. آمل أن تتمكن من العثور على نمط حياتك المثاليّ، وأن تعيش حياةً سعيدة! ترجمة- وبتصرف- للمقال How I Learned to Balance Work, Family, and Life Through Remote Work لصاحبه Michael Erasmus.
-
- 1
-
- العمل عن بعد
- تنظيم العمل
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
لا ترتبط ثقافة الشركة بامتلاك مكان عملٍ فاخر؛ بل ترتبط بامتلاك فريق عمل منتج ينسجم أعضاؤه مع بعضهم بعضًا ويعملون تجاه تحقيق هدفٍ مشترك. يختار العديد من الموظفين في وقتنا الحالي العمل عن بعد لكي يستمتعوا بحياتهم ويحصلوا على المزيد من الحرية؛ فمع تطور التكنولوجيا، أصبح من السهل على الناس أن يعملوا من المكان الذي يريدونه وفي الوقت الذي يرغبونه مع حفاظهم على مستوى عالٍ من الإنتاجية. يذكر كتاب Remote: Office Not Required: «تتمثل النقلة النوعية المتعلقة بوجود قوة عاملة موزَّعة في التحوِّل من أسلوب التعاون المتزامن إلى التعاون غير المتزامن، إذ إلى جانب عدم وجود ضرورة في أن يتواجد الجميع في نفس البقعة الجغرافية لكي يعملوا سويًا، فليس هناك -أيضًا- ضرورةً في أن يعملوا سويًا في وقتٍ واحد.» مزايا وعيوب العمل عن بعد إنّ العمل عن بعد ليس حلًا مثاليًا لا عيب فيه، ولكن له مزايا عديدة منها: 1. سهولة تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية يمنح العمل عن بعد الموظفين إحساسًا بالحرية التي تجعلهم قادرين على تنفس الحياة خارج جدران العمل، إذ يمكنهم تنظيم يومهم بحيث يشمل قضاء وقت مع العائلة، وحضور المواعيد، وأمور شخصيّة أخرى. الوقت الذي يقضيه الناس للذهاب إلى العمل في الوظائف الاعتيادية (والتوتر الذي ينشأ عنه) لا يجعل الموظفين يتمتّعون بتوازن جيّد بين الحياة المهنية والحياة الشخصية. 2. مُحصِّلة عدد الساعات التي يعملها الموظفون عن بعد أكبر بيّنت تجربة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد أنّ الأفراد الذين يعملون من المنزل سجَّلوا عدد ساعاتٍ أكثر من أولئك الذين يعملون في المكاتب أثناء فترة مناوبتهم المعتادة، كما أنّهم أخذوا إجازات مَرَضية أقل؛ وهذا يعني أنّهم استطاعوا العمل لساعاتٍ أكثر بالمجمل. وقد أظهرت دراسة أجرتها شركة غالوب (Gallup) أنّ عدد ساعات العمل التي يقضيها الموظفون عن بعد أكثر بمعدل أربع ساعات في الأسبوع من تلك التي يقضيها نظراؤهم الذين يعملون في المكاتب. 3. الموظفون عن بعد أكثر إنتاجية لا يعمل الموظفون عن بعد لساعاتٍ أكثر فحسب؛ بل إنّهم –أيضًا- يكونون عادةً أكثر إنتاجيّة نتيجة وجودهم في بيئة أكثر هدوءًا، كما أنّ طاقتهم لا تُستنزف بسرعة لأنّهم قادرون على تحقيق التوازن في حياتهم على نحوٍ أفضل، وهذا يُمكِّنهم من الحفاظ على معدل إنتاجيّتهم لمدة أطول. 4. معدل دوران الموظفين عن بعد أقل يُقصد بدوران الموظفين: ترك الموظفين لوظائفهم الحاليّة والانتقال إلى وظائف أخرى. في تجربة جامعة ستانفورد سابقة الذكر، تبَيَّن أيضًا أنّ معدل دوران العاملين من المنزل كان أقل بنسبة 50% تقريبًا مقارنةً بالمجموعة الضابطة. إنّ هذه الإحصائية مهمّة للغاية إذا ما توقفت للتفكير بها. رغم أنّ كلّ ما سبق يبدو رائعًا، إلا أنّه ليس مثاليًا تمامًا، إذ هناك بعض العيوب المتعلِّقة بالسماح للموظفين بالعمل من المنزل منها: 1. ضرورة أن يكون الموظفون عن بعد منظمين بدرجة كبيرة من السهل جدًا أن يتشتّت انتباهك أو أن تفتر همَّتك عندما تعمل عن بعد (ألا ترغب في الاسترخاء ومشاهدة بعض مقاطع الفيديو عبر Netflix؟). معظم الناس ليس لديهم التركيز أو التنظيم الكافي الذي يؤهِّلهم لكي يكونوا من ضمن الموظفين الجيّدين العاملين عن بعد، ولذلك يقع على عاتقك -بصفتك مديرًا- التأكّد من أنّ الموظفين عن بعد لديهم كل ما يؤهّلهم لإنجاز عملٍ جيّد. 2. صعوبة بناء ثقافة مشتركة لا شكّ أنّ بناء ثقافة مشتركة مع الموظفين عن بعد أمرٌ ممكن، ولكنّه أصعب من عملية بنائها مع الذين يعملون في المكاتب التقليدية. وبطبيعة الحال، كلّما اجتمع أعضاء الفريق مع بعضهم بعضًا، توطَّدت علاقاتهم وزادت الثقافة المشتركة بينهم. صحيحٌ أنّ الأدوات والبرامج يمكنها أن تُبقيَ الجميع على اتصال وأن تخلق شعورًا بوجود غاياتٍ مشتركة، ولكنّها حتمًا تتطلّب الكثير من الجهد والالتزام. 3. عملية التواصل أصعب هناك حاجة إلى وجود أفراد يجيدون التواصل؛ بل وحتى أفراد يجيدون الكتابة ضمن فريق العمل. ينبغي -برأيّي- أن تكون الكتابة هي المهارة الأولى التي يبحث عنها المديرون عند توظيف أحد الموظفين عن بعد. الكثير من عمليات التواصل ستتم عبر المحادثات المكتوبة أو البريد الإلكتروني، لذلك أنت في حاجة إلى التعامل مع أشخاص يستطيعون توضيح أفكارهم ويمتلكون سرعة في الفهم، كما أنّك في حاجة إلى التواصل بطريقة أفضل وأوضح حتى يفهم أي أحد قد ينضم للمحادثة لاحقًا الموضوع بالضبط. إذا كنت تعتقد أنّ مزايا العمل عن بعد تفوق عيوبه، وكنت لا تمانع من أن يكون لديك موظفون عن بعد، فإنّ السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهنك هو: كيف أبني ثقافة مشتركة مع الموظفين عن بعد؟ نصائح لبناء ثقافة مشتركة مع الموظفين عن بعد إنّ أساس بناء ثقافة مشتركة مع الموظفين عن بعد هو التواصل المستمر. لذا، ينبغي عليك أن تبذل جهدًا إضافيًا للتأكد من أنّ جميع الأفراد يشعرون أنّهم جزءٌ لا يتجزأ من فريق العمل، ومن المهم أيضًا أن تدرك أنَّ الامتيازات الرائعة ومكاتب العمل الفاخرة وملابس العمل ليست هي ما يؤدي إلى بناء ثقافة عظيمة للشركة؛ بل إنّ الأهداف السامية والقيم الأساسية المؤثّرة ووجود الكثير من الثقة والاحترام هي الأمور التي تؤدي إلى وجود ثقافة جيّدة للشركة. فيما يلي بعض النصائح التي تساعد في تفاعل الموظفين عن بعد واندماجهم: 1. الثقة هي المفتاح الأساسي إنّ المفتاح الأساسي للنجاح في توطيد العلاقات مع الموظفين عن بعد هو الثقة بهم. لكن، إذا وجدت موظفيك «غير متصلين بشبكة الإنترنت» لمدة ساعةٍ أو ساعتين وبدأت تفكّر فيما إذا كانوا يعملون بالفعل أم أنهّم يلعبون ألعاب الفيديو، فهذا يعني أنّك لا تثق بهم ثقةً تامة. إذا كنت قد وثقت بهؤلاء الأشخاص لدرجة جعلتك تقوم بتوظيفهم وبدفع المال لهم، فعليك أيضًا أن تثق بهم بدرجة كافية في إنجاز الأعمال المطلوبة منهم. إنّ الثقة طريق ذو اتجاهين؛ فإذا أظهرت للموظفين أنّك تثق بهم، سيثقون هم بك وسيكافئونك من خلال اجتهادهم في العمل. 2. الاستثمار في الأدوات والبرامج المناسبة يجب التأكد من أنّ جميع أعضاء فريق العمل يشاركون في اتخاذ القرارات وقادرون على التعاون والعمل بكفاءة، ومن الرائع أيضًا أن يستمتعوا ببعض المرح. من الأدوات والبرامج التي تساعد في ذلك: Slack Skype Google Drive Trello IDoneThis Join.me 3. الاجتماع وجهًا لوجه يجتمع أفراد عدد من الشركات كشركة Buffer وجهًا لوجه بضعة مرّات في السنة «اجتماعات لإعادة شحن الطاقة» لضمان تواصل جميع الموظفين عن بعد مع بعضهم بعضًا، وهذا الأمر يجعل عملية إقامة العلاقات بين أعضاء الفريق ممكنة حتى لو لم يتواجدوا دائمًا في مكانٍ واحد. قد يبدو هذا الامر مكلِّفًا، ولكنّ من المؤكد أنّ توفير هذه الفرصة للجميع يستحق تلك التكلفة. 4. إجراء عدد أكبر من الاجتماعات يجب أن تتأكد من أنّ الجميع يشارك في اتخاذ القرارات، لذلك ينبغي عليك إجراء عددًا أكبر من الاجتماعات مع فريق العمل، ومن الأفضل أن تتم هذه الاجتماعات عبر الفيديو. ينبغي عليك أيضًا أن تعقد على نحوٍ دوريّ اجتماعاتٍ فردية مع كل موظف على حدة، وأن تسألهم عن حياتهم الشخصيّة. إحدى الأفكار الجيّدة هي أن تجتمع فرديًا مع كل موظف مرةً في الأسبوع، ثمّ تعقد اجتماعًا للفريق كلّه مرةً كل أسبوعين. 5. تعزيز مشاركة فريق العمل يجب أن تكون واضحًا وصريحًا مع أعضاء فريق العمل الخاص بك، وأن تحرص على مشاركتهم في اتخاذ أكبر عددٍ من القرارات. إنّ العمل عن بعد قد يجعل الأفراد يشعرون بالوحدة، لذلك من المهم أن تبذل قصارى جهدك لكي تُشعِر الموظفين عن بعد أنّهم جزءٌ لا يتجزأ من فريق العمل. حان دورك الآن لتترك تعليقًا تخبرنا من خلاله عمّا إذا كان لديك أية نصائح أخرى تساعد في بناء ثقافة مشتركة مع الموظفين عن بعد. ترجمة -وبتصرف- للمقال Building Culture On Remote Teams لصاحبته Alison Robins
-
- العمل عن بعد
- موقع العمل
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
لدينا فريق للعمل على المحتوى لما يقرب من 24 ساعة في اليوم، مع ألفريد في سنغافورة، Ash (أنا) في المملكة المتحدة، هايلي في كندا، وكيفان، بريان، وسبنسر في الولايات المتحدة. هذا يبدو جيدّا للإنتاجية. يمكن أن يكون البدء مع فريق بعيد صعبًا قليلاً. ولكن من خلال التجربة والتجريب، اكتشفنا بعض الطرق للاستفادة من قيمة فريق عالمي. أحب أن أشارككم معك أدناه عبر هذه النصائح: 1. جدولة الاجتماعات المتّسقة والمتكرّرة حتى بوجود فريقنا الدائم على منصة “Slack” واتصاله طوال اليوم، لا تزال اللقاءات عن طريق المصادفة في العمل عن بعد محدودةً بعض الشيء. ولمواجهة هذا الأمر، نحرص على إجراء مزامنة منتظمة لبعضنا البعض عبر مكالمات الفيديو. في صباح كل ثلاثاء؛ نقوم أنا و “ألفريد” بمزامنة قطع المحتوى القادمة. أتحدث إلى “براين” عن تعزيز مواقع التواصل الاجتماعي كلّ أربعاء. في يوم الخميس، لدي مقابلة شخصيّة على مستوى أعلى مع “كيفين”. وأقوم أنا و"هايلي" بمناقشة خططنا التحريرية كلّ أسبوعين. ونقوم أيضًا باختبار “مجموعاتٍ صغيرةٍ” لخلق المزيد من فرص التفاعل مع بعضنا البعض، ولفتح المزيد من قنوات التعاون لمساعدة أنفسنا في الازدهار. كلّ أسبوعين، نشكّل مجموعةً صغيرةً جديدةً من اثنين إلى ثلاثة زملاء من فريق التسويق، و كل ثنائيّ أو ثلاثيّ يجتمع مرّة أو مرتين خلال فترة الأسبوعين هذه. وكفريق عمل عن بعد، من المهمّ جدولة هذا النوع من الاجتماعات في التقويم للتأكّد من أنْ تبقى على اتصال بفريقك بانتظام، لمعرفة حال الأمور معهم. وبدون وقت محدّد في التقويم، يمكن بسهولة تفويت هذه الأنواع من الأحاديث. 2. اعتماد الأدوات ليس هناك أداةٌ مثاليةٌ لإدارة استراتيجية التحرير وفريق العمل عن بعد، لذلك نستخدم العديد من الأدوات ولأغراضٍ مختلفة . فعلى سبيل المثال: Trello لإدارة تقويم التحرير Zoom لمكالمات الفيديو Discourse للمناقشات والإعلانات نحن نستخدم أكثر من 60 أداة ككلّ عبر فريقنا التسويقي. تساعدنا هذه الأدوات في الحفاظ على المسار الصحيح، والبقاء على اتصال، وبذل قصارى جهدنا. نعتمد على هذه الأدوات ونستخدمها عدة مرّات في اليوم لتتبع التقدم المُحرَز في مشاريعنا، وتنظيم الجدول الزمني لمدوّنتنا ، ولاستخداماتٍ أخرى. الأدوات المماثلة ل “Trello” تمكّننا أيضًا من إجراء مناقشات غير متزامنة حول مشاريعٍ محدّدةٍ أو حول منشورات المدوّنة، مما يساعد في تزويد الكاتب بالتعابير والتعليقات التي يحتاجها. جميع الأدوات التي ندعمها تقريبًا تدعم المناقشة غير المتزامنة أيضًا. على سبيل المثال، يمكن ل “ألفريد” ترك تعليق على “Trello” خلال يومه، وعندها يمكنني استلامه بما يتناسب مع جدولي الزمني. الشيء الجميل في المناقشات غير المتزامنة مع فريق العمل عن بعد هو أنّه لا يجب عليك الردّ في نفس اللحظة ويمكن للمحادثات أنْ تتمّ دون أنْ يكون الفريق بأكمله متصلًا في نفس اللحظة. 3. إنشاء قاعدة العمل تعدّ قاعدة العمل جزءًا أساسيًا من نجاحنا في مجال التسويق بالمحتوى. وكل منشور في المدوّنة سيمرّ بعدة مراحل: الفكرة: تتمّ إضافة أفكارٍ جديدةٍ إلى ورقة عمل “Trello” المخطط: بمجرد أن تتم الموافقة على الفكرة، تُضاف إلى مخطط العمل ليتم اختيارها من قبل أحد الكتّاب قيد الإعداد: وبمجرد أنْ يختار الكاتب فكرة المنشور تنتقل هذه الفكرة إلى قائمة “قيد الإعداد” التحرير: عند اكتمال المسوّدة، يتمّ تمريرها للتحرير جاهز للنشر: عندما ينتهي المحرّر من القطعة، نضيفها إلى قائمة “جاهز للنشر” ونميل إلى التعامل مع هذه العملية برمتها بشكل غير متزامن (إلى جانب الاجتماعات الأسبوعية). عندما يكون المنشور جاهزًا للكتابة، نحاول إضافة بعض المضمون الإضافيّ إلى ورقة عمل “Trello” للمساعدة في تقديم بعض التوجيهات. في ما يلي مثال عن آخر لمنشورٍ عن أحجام الصور الإعلانية على فيسبوك ومواصفاتها: من هنا، سنقوم بإدارة العملية برمتها داخل “Trello”: إضافة تواريخ الاستحقاق، مناقشة ردود الفعل والتعديلات، طلب الصور / الأصول — يتم التعامل مع كل شيء داخل ورقة عمل لكل مشروع. في بعض الأحيان، سننتقل إلى دردشة فيديو سريعة باستخدام “Zoom” للدردشة فيما يخصّ التعليقات. كمحرّر، سأتحقق من تقدم العمل مرتين (عادة) خلال عملية كتابة المنشور: أولا، عندما يكون المشروع كاملًا بنسبة 30% تقريبًا وثانيًا عند اكتمال المشروع بنسبة 90٪ تقريبًا عند النسبة 30 في المئة، ننظر إلى بنية المنشور، ولكن ليس فيما يتعلّق بتحرير الكلمات والقواعد بل فيما يتعلق بمطابقة المشروع للنقاط الأساسيّة التي نريدها. عند النسبة 90 في المئة، نركز على التفاصيل وتحرير الكلمات. 4. كن مرنًا كفريق عملٍ عن بعد، عليكم أن تكونوا مرنين. سيتوجّب عليك في بعض الأحيان أنْ تنتقل من مكالمةٍ إلى أخرى، وقد تواجه مشكلةً مع الإنترنت، أو توقفًا مفاجئًا لدردشة الفيديو. يجب أن تكون قادرا على التكيف عند حدوث أشياء كهذه. أقوم أحيانًا بتقسيم يوم عملي إلى أوقات بحيث يتداخل بعضها مع أوقات عمل الآخرين في فريق التسويق وأما الجزء الآخر فلا يكون متداخلًا. في كل صباح حتى الساعة العاشرة صباحًا، يتداخل وقتي لمدّة جيّدة مع “ألفريد” في سنغافورة، ومن ثم من حوالي الساعة الثالثة مساءًا حتى الرابعة مساءًا، لدي وقت تداخل جيّد مع الفريق في الولايات المتحدة وكندا عند بدء يومهم. يمكنني استخدام هذا الوقت لأكون متاحًا على “Slack” والردّ على رسائل البريد الإلكترونيّ، وإشعارات “Trello”، وغيرها من المهام التي لا تتطلّب ساعات من التركيز. يمكنني في هذا الوقت معالجة المهام التي لم أتداركها، أو القيام ببعض التعديلات إنْ دعت الحاجة خلال 30 دقيقة، وبهذه الطريقة أستطيع تحمل ذلك دون أنْ أخسر الوقت الذي أستطيع التركيز فيه. عندما يخرج “ألفريد” في المساء ويكون الفريق في أمريكا الشمالية ليس متواجدًا على الإنترنت بشكلٍ كاملٍ، استثمر هذا الوقت في صب جلّ تركيزي في أعمال ككتابة وتحرير المنشورات. فضلا عن كوننا مرنين في وقتنا، نحاول أيضًا الحفاظ على انسيابية جدولنا الزمنيّ التحريريّ، مما يتيح لنا تبادل المنشورات إنْ لزم الأمر. على سبيل المثال، إذا تمّ إصدار ميزة جديدة من قبل منصّة اجتماعية كبرى، يجب أن يكون لدينا المرونة للكتابة عنها في نفس اللحظة ونشر هذا المنشور في أقرب وقتٍ ممكنٍ — وهذا غالبا ما يعني أن نكون مستعدين لترك جميع الأعمال الأخرى والتركيز بشكلٍ كاملٍ على منشور جديدٍ حتى يتم نشره. 5. الاستفادة من المناطق الزمنية مع التخطيط الصحيح، يمكن أنْ تعمل المناطق الزمنية لصالحك. عند العمل عن بعد من المهمّ أنْ تدرس فريق عملك بأكمله ومواقعه، حتى تتمكّن من تحسين نشاطك اليومي من خلال تنظيم فريق عملك بحيث يكون متواجدًا على الإنترنت بشكلٍ دائم. وكما ذكرت في وقتٍ سابق، أقوم بتقسيم وقتي إلى فترات بحيث يكون متداخلًا مع وقت تواجد فريق العمل. ولكن لزيادة الاستفادة من المناطق الزمنية، أعلم أنّه يجب عليّ معالجة أيّ شيء لمساعدة أعضاء الفريق الذين يقيمون في الولايات المتحدة وكندا في الفترة الصباحيّة من يومي ليكون كلّ شيء جاهزًا عندما يبدأ يومهم، وأي شيء يجب عليّ تسليمه ل “ألفريد” سأقوم بتنفيذه بعد الظهر، ليكون جاهزًا لفترته الصباحيّة في سنغافورة. من خلال التخطيط ليومك ومهامّك مستفيدًا من المناطق الزمنيّة يمكنك زيادة انتاجيّتك، بل وزيادة انتاجيّة الفريق بأكمله. يعود الأمر لك نحن نتطلع دائما إلى تحسين عمليّات التحرير لدينا، أود أنْ أسمع منك إنْ كان لديك أيّ أفكار أو نصائح حول إدارة فريق العمل التحريري أو التحكم بالجدول الزمني! كيف تدير تقويمك التحريري؟ هل لديك أيّة نصائح لإدارة التحرير عن بعد؟ ترجمة -وبتصرّف- للمقال How We Manage Our Editorial Schedule Remotely لصاحبه Ash Read
-
- العمل عن بعد
- قنوات اتصال
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
"كيف تدرك بأن المستقلين يعملون فعلًا إن كنتم جميعًا في المنزل؟" هذا السؤال الذي يسعى الكثيرون منا للإجابة عنه في بفر Buffer. إننا بعيدون تمامًا ومتوزعون ضمن مناطق زمنية متعددة في جميع أنحاء العالم، وما لم تمر بتجربة العمل عن بعد بهذه الطريقة، قد يكون من الصعب بالنسبة لك أن تدرك الموضوع. هذا السؤال تحديدًا أي كيف يمكنك معرفة الشخص الذي يعمل بشكل فعلي هو أحد الأسئلة التي تثير الفضول بشكل أساسي. ويمكننا طرح السؤال بطريقة أخرى، فما يسأله الناس في الحقيقة: كيف يمكن أن أثق بعمل يخضع لبيئة بعيدة تمامًا؟ وغالبًا ما يتم طرح هذا النقاش بعد أن تقرر الشركات الكبيرة عدم السماح للموظفين بالعمل عن بعد، مثل Yahoo، IBM، وHewlett-Packard، حيث يحتاجون لأن يعمل أعضاء فريقهم بشكل أفضل معًا. إحدى الرسائل التي لم يتم إعلانها بشكل واضح كانت مدى وجود الثقة أو عدم وجودها. كيف نقوم إذًا بخلق تلك الثقة عندما لا نستطيع أن نرى زملائنا على أرض الواقع؟ في هذا المقال تحديدًا سنتحدث عن كيفية بناء الثقة صمن فريقنا الذي يعمل عن بعد في بفر Buffer، وسنتحدث عن المزيد من الأمور بشأن الفائدة التي يمكن أن يحققها وجود الثقة في المنظمات. ما الذي يقوله البحث عن فوائد الثقة هناك قائمة طويلة من التأثيرات الإيجابية التي يمكن أن تخلقها الثقة داخل المنظمة. وقد قامت إحدى دراسات هارفارد بالبحث عن كيفية قيام الموظفين بالوثوق بأداء المنظمات، مع مقارنة بالموظفين في المنظمات التي تتمتع بمستوى ثقة منخفض، وقد كانت النتائج مذهلة. إن المنظمات ذات المستوى العالي من الثقة هي تلك التي تتمتع بالمزيد من التعاطف، التعاون، تقدير بالموظفين، نقاط الضعف، والتطور الشخصي للجميع. ومن ناحية أخرى، تميل المنظمات ذات مستوى الثقة المنخفض لأن يكون لديها ثقافة عمل سامة لن يوصي بها الموظفون، بل حتى هم أنفسهم سيخططون للخروج. تجربة الموظفين في المؤسسات ذات مستوى الثقة العالي: 74٪ إجهاد أقل 106٪ مزيد من الطاقة في العمل 50٪ إنتاجية أعلى 13٪ أيام مرضية أقل 76٪ مزيد من التفاعل 29٪ مزيد من الارتياح في حياتهم 40٪ إرهاق أقل أن تكون محل ثقة لاكتشاف الأمور يعتبر أيضًا حافزًا كبيرًا: لقد أظهرت دراسة قام بها كل من سيتي جروب ولينكيدإن لعام 2014 بأن نصف الموظفين تقريبًا سيتخلون عن زيادة بنسبة 20% ليتمتعوا بمزيد من إمكانية التحكم في عملهم بما في ذلك خيارات العمل المرنة مثل العمل من المنزل. 5 طرق نستخدمها في بناء الثقة في بفر Buffer في بفر Buffer ليس لدينا مجرد فريق يعمل عن بعد ضمن مناطق زمنية متعددة، بل لدينا أيضًا فريق عابر للثقافات. وأن يكون الفريق متعدد الثقافات يعني بأن أنماط الاتصال ستختلف فيما بينهم، كما يوجد هناك اتفاقيات مختلفة في مختلف الأوقات، بالإضافة إلى وجود تغذية راجعة، وعدم الموافقة بشكل علني. يوجد خمس طرق لبناء في بفر Buffer والتي يمكنك أن تقوم بتبنيها وتطبيقها في مؤسستك. 1. محاولة التعرّف على بعضنا البعض بشكل متعمّد تعتبر عمليات التواصل الاجتماعية في العمل عنصرًا هامًا في خلق الثقة. أن نعمل عن بعد يعني بأننا لن نصطدم في القاعة أو لن نضطر للتعرف على شخص من فريق آخر عند حصولنا على فنجان من القهوة. إننا بحاجة لخلق تلك التفاعلات بشكل متعمد داخل فريقنا حتى نتمكن من التعرف على بعضنا البعض. هناك عدة طرق للقيام بذلك: مشاركة القصص عن الزملاء: حيث نقوم بإرسال النشرة الداخلية الأسبوعية والتي تتضمن حقائق ممتعة عن الزملاء. وأحيانًا نقوم بمسابقات ضمن الفريق لنرى مدى معرفة الزملاء ببعضهم البعض. اختبارات الشخصية: جميعنا قمنا بتجربة اختبارات الشخصية معًا حيث كان لنا تعامل خارج الموقع لتبادل المزيد من المعلومات عن أنفسنا وحتى المزيد من المعلومات عن بعضنا البعض. أماكن الاجتماعات الافتراضية: تلك الأماكن هي عبارة عن مساحات تمكّن الأشخاص من الاجتماع، على سبيل المثال في قناة #watercooler Slack أو في دردشاتنا الأسبوعية عبر الفيديو في Impromtu Hour. حيث يمكن أن يقوم الآخرون أيضًا بالتعرف على زملاء بشكل عشوائي ضمن الشركة وذلك ضمن المكالمات الأسبوعية. لقاء شخصي: لسنا بعيدين عن بعضنا طوال الوقت. حيث نقوم مرة كل عام بالاجتماع والعمل بشكل شخصي لمدة أسبوع كامل. حيث يؤدي ذلك لمنحنا فرصة لزيادة تعزيز العلاقات في فريقنا. قمنا في المرة الأخيرة ببعض الأنشطة، تناول وجبات الطعام، العمل بشكل قريب، القيام العصف الذهني، بالإضافة إلى أشياء كثيرة أخرى. (فيما يلي التفاصيل الكاملة للأنشطة التي قمنا بها خلال الاجتماع الأخير). في الفترة الفاصلة بين تلك الاجتماعات، قمنا بتجربة وجود فرق صغيرة تجتمع في الحياة الحقيقية لبضعة أيام مخصصة ذلك الوقت للعمل. 2. الشفافية إننا نتميز بالانفتاح والشفافية بشأن ما يحدث في بفر Buffer. حيث لا نعلم فقط رواتب بعضنا البعض، بل نعرف أيضًا ما هي المشاريع التي تعمل عليها الفرق الأخرى حيث تقوم بنشر تقارير مرحلية طوال الدورة، كما نحصل على تحديثات دورية من فريق القيادة بشكل ربع سنوي، كما نقوم بالاطلاع على تقارير المستثمرين الشهرية مع التحديثات المالية. عند التواصل عن طريق البريد الإلكتروني نقوم بإرسال نسخ من الرسائل أيضًا BCC لبعض القوائم الداخلية الخاصة (مثل التسويق، التمويل، أو الفريق بأكمله) حيث نعمل على ذلك لكي تسود الشفافية في تعاملاتنا. إننا نقوم أيضًا باستخدام أداة تدعىDiscourse لإجراء محادثات مفتوحة. وبهذه الطريقة يمكن لأي شخص الانضمام للنقاشات ولكن ليس بالضرورة أن يرى بداية كل موضوع. إننا نعلم بشأن الكثير مما يجري في بفر Buffer، وكيف هو أداء الشركة، وما هو عمل الجميع. إن هذا المستوى من الشفافية والتشاركية يعتبر بمثابة حجر الأساس في بناء الثقة في كل من بفر Buffer وغيرها من المنظمات. وقد أثبتت إحدى الدراسات أن مستوى الإيجابية والشفافية لدى القائد يؤثر بشكل مباشر على ثقة الموظف في ذلك القائد. 3. إظهار نقاط الضعف لقد اكشف فريقنا مؤخرًا كتابًا يدعى "الاختلالات الخمسة للفريق" بالإضافة لمفهوم يدعى التناغم الاصطناعي. إن التناغم الاصطناعي يعني خلل الفريق الثاني والذي تم ذكره في الكتاب. الخلل الأول، وهو الذي تستند إليه جميع الوظائف اللاحقة، هو غياب الثقة. أن تكون ضعيفًا هو أمر بسيط (ومرعب) مثله كمثل الاعتراف بالحاجة إلى مساعدة أو الاعتراف بالخطأ. إن ذلك ليس أمرًا سهلًا، فنحن محظوظون في بفر Buffer لأن فريق القيادة لدينا يظهر نقاط الضعف باستمرار، مما يزيد من احتمالية إظهار بقية فريقنا لنقاط ضعفهم أيضًا. (إن الضعف هو أمر نقي للغاية، ويمكنني أن أوصي بشدة بأي كتاب من كتب براين براون التي تتحدث عن الضعف والتي قدمت عرضها الشهير في TED عن قوة الضعف.) 4. التركيز على تطوير الذات لدى دراسة هارفارد قسم كبير عن تطوير الذات، ونحن من أكبر المعجبين به في الحقيقة. ويرتبط ذلك بشكل واضح بقيمتنا حيث نقوم بالتركيز على تطوير الذات. وقد قمنا مؤخرًا بالمضي بهذه القيمة خطوة أخرى إلى الأمام وذلك بهدف تشجيع الموظفين على مواصلة تطويرهم لأنفسهم مع منحة شهرية للتعلم والتنمية. كيف نعلم بأن الناس يعملون فعلًا؟ بالعودة إلى سؤالنا الأساسي، لدينا بالفعل الكثير من الأسئلة التي يطرحها الأشخاص الذين يشعرون بالفضول بشأن الطريقة التي يمكن أن يعلموا فيها فيما إذا كان الناس يعملون حقًا عندما يكونون في المنزل، أم أنهم يقومون بتمضية الوقت بالعديد من الأمور الأخرى. ليس هناك من شخص أو مكان مثالي، والعمل عن بعد غير مناسب للجميع. المنازل والمكاتب يمكن أن تكون مُشتِّتة للغاية. إننا نعلم بأن الموظفين في بفر Buffer يعملون فعلًا. فالجميع في بفر Buffer لديه أهداف يسعى لتحقيقها وفقًا لحاجة كل فريق. وبالتالي فإن مخرجاتهم هي دليل على عملهم وزيادة إنتاجيتهم يزيد من ثقة المدراء. يتم التوظيف في بفر Buffer بأخذ كل من الثقة، والاستقلالية، والمسؤولية بعين الاعتبار. يمكننا أن نتأكد من تلك الصفات تحديدًا خلال المقابلات من خلال وعي الشخص الذي يظهره في المقابلة بشأن الالتزام بالوقت المحدد، مدى استعداده، مدى راحته في التواصل عبر البريد الإلكتروني، وفيما إذا كان يعمل على مشاريعه التي وضعها قبل توظيفه لدينا في الوقت المناسب. هناك عنصر أخير هنا: إنه امتياز حقيقي أن تكون قادرًا على العمل عن بعد من أي جزء من العالم، وفريقنا ممتن حقًا لتلك الفرصة. يقول جيس من فريق المدافعين: "إن الأشخاص الذين يرغبون بالعمل عن بعد سيعملون بجد ليثبتوا بأنهم يريدون حقًا أن يكونوا هناك. العمل عن بعد هو امتياز، لذلك فإننا لا نستفيد من ذلك! " ترجمة -وبتصرّف- للمقال The 5 Ways We Build Trust on a Fully Remote Team and Why It’s So Valuable لصاحبه Hailley Griffis حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
-
- العمل عن بعد
- إدارة الفريق
-
(و 1 أكثر)
موسوم في:
-
عندما بدأتُ العمل عن بُعد أصبحتُ أكثر إنتاجيّة، تعلّمتُ إنهاء أعمالي بسرعة، وأصبحتُ قادرًا على تحديد الأولويّات بشكل أفضل. كما تعلّمتُ كيف أعمل، ومتى أقدّم الأفضل. لا يناسب العمل عن بُعد جميع الأشخاص. ولكن إذا كنتَ من عشّاق المرونة والاستقلالية إليك أين، متى، لماذا، وكيف تجد الإعداد المثالي المناسب لعملك. أين تعمل: المكاتب الهادئة أفضل للتركيزمن المزايا الرائعة التي يمتلكها العاملون عن بُعد هي اختيارهم للمكان الذي يعملون فيه يوميًّا. ولكي تختار المكان المناسب يجب أن تعرف ما الذي يجعلك تعمل بشكل أفضل، وما الذي يُشتّتك ويؤثّر سلبًا على عملك. قد يحتاج الأمر بعض التجربة، لكن هنالك بعض النقاط التي تؤخذ في الاعتبار عندما تبحث عن مكان عملك: مستويات الضوضاءتشير إحدى الدراسات إلى أنّه إذا كنت تعمل على عمل إبداعيّ فمن الأفضل أن تكون مُحاطًا بالضوضاء المحيطة ambient noise. من الخيارات المثاليّة في هذه الحالة هي المقاهي أو أماكن العمل الجماعي. أمّا إذا كنت تعمل على مهمّة تحتاج إلى التّركيز فستحتاج إلى الهدوء، لأن الأماكن الهادئة تساعدنا على التركيز على المهام الدّقيقة. إذًا متى تستطيع تشغيل الموسيقى أو غيرها؟ عندما تعمل عملًا سهلًا. من المهام التي تستطيع إنجازها أثناء الاستماع إلى شيء ما دون أن تتشتّت هي معالجة البريد الإلكتروني، العمل على قوائم الحسابات، التخطيط لجدولك اليومي، وما شابه ذلك. التقطعات في العملإنّ المكان الذي تختار العمل فيه يمكن أن يغيّر أيضًا عدد مرّات مقاطعتك عن العمل. ربّما تقاطعك العائلة إذا كنت تعمل في المنزل، وهذا الشيء رائع لإجبارك على أخذ استراحة بين فترة وأخرى ولكّنه غير رائع في الأوقات التي تحتاج فيها إلى استحضار فكرك والتّركيز على العمل. وجد الكاتب Austin Kleon أنّ العمل من المنزل صعّب عليه التركيز على تأليف كتابه الأخير Show Your Work: المشكلة هي نفسها في أماكن العمل الجماعي إذا كنت تعمل في مكان مفتوح، مُحاطًا بأشخاص يتحدّثون، تستقبل مكالمات هاتفيّة، تأكل، تأتي، وتذهب. يمكنك تخيّل ما يعنيه هذا لشخص يحتاج إلى الهدوء والصّمت للتّركيز. من ناحية أخرى، من الممكن أن تكون أماكن العمل الجماعي جيّدة للتواصل وإيجاد مجتمع من الأشخاص المتشاركين في طريقة التّفكير. يفتقد العاملون عن بُعد إلى الكثير من التفاعلات الاجتماعية العَرَضيّة التي يحظى بها الموظّفون الذين يعملون في المؤسّسات. حيث أن رؤية الأشخاص من حولنا تساعد على تحسين المزاج حتّى وإن كنّا لا نتفاعل معهم بشكل مباشر. وهذا الأمر لا ينبغي تجاهله عند اتخاذ القرار حول مكان العمل. إذا أردتَ حلًّا وسطًا عليك أن تأخذ بالحسبان نوع العمل الذي تقوم به قبل أن تُقرر أين تعمل. تُعتبر أماكن العمل الجماعي خيارًا جيّدًا إذا كان العمل سهلًا أو على شكل دفعات صغيرة واستراحات كثيرة. أمّا بالنسبة للأعمال التي تحتاج إلى الهدوء والوقت غير المتقطّع فيمكنك العمل في مقهى أو في مكتبك المنزلي. التخطيطهنالك العديد من الأسباب المرتبطة بعملية التّخطيط التي يمكن أن تؤّثر على اختيارك لمكان العمل، مثل وقت الذهاب إلى العمل والعودة منه والكلفة. لا أحد منا يحب الصّعود في قطار مزدحم كلّ صباح. حتّى أنّ هنالك دراسات أظهرت أنّ الذهاب إلى عمل قريب وتقصير رحلة العمل اليومية يمكن أن تجعلنا أكثر سعادة. إذا اخترت تأجير مكتب، عليك بالتأكيد أن تشمل كلفة المكتب المشترك أو المكتب المستأجر، الجهود اللازمة لنقل معدّاتك وأدواتك، وكلفة شراء أدوات إضافية. ظروف العمليمكن للعمل أن يؤثّر على صحّتك البدنيّة. هنالك العديد من الخيارات المفيدة إذا كنت تبحث عن الإعداد المثالي؛ ككرات التمرين للجلوس عليها، المكاتب المدمجة بجهاز المشي الكهربائي، المكاتب الواقفة، الكراسي أو لوحات المفاتيح المريحة للجسم، حوامل الحواسيب الشخصيّة، استخدام شاشة ثانية إضافة إلى شاشة الحاسوب، وغيرها. يمكنك أن تقضي وقتك وتنفق مالك في سبيل الوصول إلى الإعداد المناسب لك. أشار David Smith، مطوّر iOS، إلى نصيحة كنتُ قد لاحظتها بنفسي في إحدى حلقات بودكاست Developing Perspective. طبقًا لما قاله David، أخبره أحد الأساتذة عندما بدأ دراسته الجّامعية أنّ الجزء الأهم من ظروف العمل هو شرب الماء (hydration). قد يبدو هذا الأمر غريبًا، لكنّ الفكرة هي أنّك عندما تشرب الكثير من السوائل خلال اليوم ستضطر إلى الذهاب إلى الحمام، وهذا يعتبر مفيدًا لجسدك. فبهذه الطريقة تريح عينيك من النظر المستمّر إلى الشّاشة أو الأشياء القريبة، تحرّك جسدك الذي من الممكن أنّه بقي ساكنًا لفترة بينما كنت تعمل، وتضبط وضعيّة جلوسك عندما تعود للعمل من جديد. أنا أجد أنّ إبقاء زجاجة مشروب على مكتبي يجعل من السهل عليّ شرب السوائل دون إدراك خلال اليوم مما يعني أخذ فترات استراحة دون الحاجة إلى تذكير نفسي بذلك. متى تعمل: الصباح المبكر ليس مناسبا للجميعأنا شخص "صباحي" بطبيعتي. أحب الاستيقاظ صباحًا، وأميل إلى فقدان طاقتي لعمل أي شيء يتطلّب التركيز في حدود السادسة مساءً. وهذا ما يبدو عليه يومي عادةً: هذا يعني أنّ أوقات العمل المناسبة لي هي من 9 صباحًا حتّى 5 مساءً. لكن بالطبع لا تناسب الجميع. يفضل بعض الأشخاص النوم في وقت متأخّر كل يوم ويجدون نشاطهم في الساعات المبكّرة من الصباح. يدعم العمل عن بُعد مختلف ساعات الجسم البيولوجية، مما يجعل الأشخاص الليليين يعملون وينامون في الأوقات التي تناسبهم أكثر وتجعلهم أكثر صحّة ونشاطًا في العمل. هنالك العديد من الأمور التي تؤخذ في الحسبان عندما تقرر الوقت الذي تعمل فيه، بغض النظر عن الوقت الذي تكون فيه أكثر إنتاجيّة. فقد تريد تخصيص بعض الوقت لقضائه مع العائلة، أو للإيفاء بالتزامات معيّنة. ويمكن أيضًا أن تحتاج إلى مراعاة الفارق الزمني إذا كنت تعمل مع زملاء من جميع أنحاء العالم. يعمل فريق Buffer جميعه عن بُعد، وأفراده موزّعون حول العالم. لذلك يعمل كل فرد من الفريق جاهدًا في جدولة أوقات يومهم لتتناسب مع أوقات الأفراد الذين يريد التّواصل معهم في اللحظة، أو العمل معهم بشكل مُباشر. وللتّعامل مع طبيعة توزيع الفريق، يعتمد Buffer بشكل كبير على الاتّصال غير المتزامن asynchronous communication، مثل المستندات التي يتم العمل عليها بشكل تعاوني، البريد الإلكتروني، أو لوحات المهام في تطبيق Trello. يمكن أن تكون عادات أفراد الفريق في العمّل متنوّعة عندما يعملون بالإعداد المثالي الخاص بهم، من الأمثلة على ذلك فريق Zapier. تتّسع الاختلافات بين عادات فريق Zapier من تشغيل الموسيقى الصاخبة والضرب الإيقاعي بأقدامهم، إلى العمل بصمت، إلى التّحدث عن المشاكل بالتفصيل مع أي شخص في الأرجاء. نحن جميعًا لدينا بعض التصرّفات أو السلوكيّات التي يجب كبحها عندما نعمل في المكتب معًا، لذلك أن يكون بإمكاننا إطلاق هذه التصرفات أو السلوكيّات عند العمل عن بُعد يمكن في بعض الأحيان أن يكون نعمة. بالنسبة لي، أميل إلى التحدّث بصوت مرتفع عندما اكتب الشفرات، وهذا يساعدني في العثور على المشاكل والتّفكير مليًّا بها وبسهولة. لا أستطيع أن أفعل ذلك عندما أعمل في مكان ما مما يستغرقني وقتًا أطول لمعالجة الشيء الذي أفكر حوله. لذلك أعتبر نفسي محظوظًا لأن أقرب زميل لي، وهو صبور جدًّا، يعمل في الطابق العلوي مشغّلًا الموسيقى في محاولة لطمس صوتي. كيف تعمل: البعض منا يحتاج إلى التفاعل أكثر من غيرهإنّ معرفة كيفيّة العمل يمكن أن يوضّح خياراتك حول مكان ووقت العمل. ولعلّ هذا هو العنصر الأصعب من الإعداد، ويمكن أن يأخذ الكثير من التجربة والخطأ للوصول إلى الخيار الصحيح. سيكون من السّهل تحديد أنماط العمل المناسبة لك في اللحظة التي تعرف فيها عن الشيء الذي تبحث عنه. مستويات الطاقةسألتني إحداهن مؤخّرًا عمّا تتوقّعه إذا قبلت عملًا عن بُعد للمرّة الأولى. أخبرتها أنّ أوّل شيء عليها التفكير به هو إلى أي درجة هي منفتحة أو انطوائيّة. الأشخاص المنفتحون يستمدّون الطاقة من تواجدهم مع الأشخاص حولهم. على العكس من الأشخاص الانطوائيين الذين يستمدّون الطاقة عندما يكونون لوحدهم. إنّ العمل عن بُعد يتيح لك فرص الحصول على القدر الذي تريده من الطّاقة، ولكنّه في نفس الوقت يضع عليك عبء التأكّد من حصولك على الطاقة. قد يكون التفاعل مع زملاء العمل غير كافٍ لإبقاء مستويات الطاقة عالية طوال اليوم بالنسبة للأشخاص المنفتحين جدًّا. وفي هذه الحالة يكون العمل في المقاهي أو أماكن العمل الجماعي مفيدًا أكثر. بالإمكان أيضًا جدولة مواعيد للغداء، حضور اجتماعات، أو عمل مكالمات هاتفيّة خلال اليوم. لذلك، عندما تختار وقتًا ومكان العمل، تأكّد من أنّك تحصل على التفاعل الكافي مع الأشخاص الآخرين إذا كنت منفتحًا، أو الوقت الكافي لوحدك إذا كنت انطوائيًّا في سبيل إبقاء مستوى طاقتك عالٍ. التواصليُعتبر التواصل تحدّيًا بالنسبة للفريق الذي يعمل عن بُعد. هنالك الكثير من الإشارات التي نستخدمها عندما نتواصل وجهًا لوجه حتّى دون أن ندرك ذلك، وهذا الإشارات غير موجودة عندما تعمل عن بُعد. خصوصًا إذا كنت تعتمد بشكل كبير على الاتّصال غير المتزامن؛ وهو أمر شائع لدى الفرق الموزّعة حول العالم. إنّ سدّ الفراغات في التواصل عبر النّصوص يتطلّب الكثير من الجهد. لذلك من الجيّد عمل نظام يعمل على جمع الفريق في وقت واحد وعلى صفحة واحدة. يستخدم فريق Zapier تطبيق Slack لإبقاء الجميع على اطّلاع على سير العمل، بينما يقوم فريق Stripe وفريق Buffer بمشاركة جميع رسائل البريد الإلكتروني الداخلية مع الفريق بأكمله. يمكن لاستخدام الرموز التعبيريّة، الصّور المتحرّكة gifs، أو الوجوه التعبيريّة أن يساعد في إضافة بعض الحس أو الحضور الشّخصي التي هي من المفقودات في التواصل غير المتزامن. وهذا الشيء مهم لبناء علاقات مع الزملاء البعيدين ولفهم لهجة رسائل الآخرين بشكل أفضل. لا يوجد بديل عن التّواصل المباشر. لقد وجدتُ من خلال التّجارب أنّ التّحدث مع الزملاء وجهًا لوجه على أساس منتظم يجعل عملي أسهل بكثير. وفي كثير من الأحيان يتلاشى الارتباك والإحباط الذي من الممكن أن يستمر لأيّام بإجراء مكالمة فيديو مع رئيسي أو زميلي في العمل. الحافزأنا أميل إلى أن أكون محفّزًا من الخارج وعرضة للإجهاد، وهذا يعني حاجتي إلى الكثير من ردود الأفعال والحوافز الخارجيّة، بالإضافة إلى التخطيط المنتظم لتجنّب انهماكي بقائمة المهام الخاصة بي. لا يعمل الجميع بالطريقة التي أعمل بها. ينبغي عليك معرفة الشيء الذي يساعدك على إنجاز عملك. إذا كنت تشعر بالحماس عند الانتهاء من مهمّة ما، بإمكانك كتابة قائمة المهام على ورقة وشطب كل بند عند الانتهاء لكي تحصل على حافز ملموس بشكل أكبر. أو يمكنك استخدام أداة مثل iDoneThis لمشاركة كل مهمّة منتهية مع فريقك. وإذا كنت تكافح للبقاء هادئًا عندما تتراكم عليك أعباء العمل، مثلي، حاول التخطيط لمهام اليوم في الليلة السابقة، أو استخدم تقنية الطماطم Pomodoro Technique لكي تبقى على المسار وتركّز على مهمّة واحدة في وقت واحد. ردود الفعلبعض الأشخاص يحتاج إلى حافز خارجي أكثر من الآخرين، وبعضهم يحتاج إلى ردود فعل أكثر من قبل رئيس العمل، وأنا من ضمنهم. أودّ أن اعرف فيما إذا كنت أسير في الاتّجاه الصحيح عند كلّ مُنعطف، لذلك من الأفضل أن أحصل على آراء أكثر. هذا يعني أنّني في كثير من الأحيان أحتاج إلى سؤال رئيس العمل أو رئيس التحرير مباشرةً عن رأيهم في عملي وأي الأجزاء تحتاج إلى تحسين. يقوم فريق Buffer بعمل مزامنة يوميّة، حيث يتم ربط كل فرد من الفريق بفرد آخر لتشكيل ثنائي لمدة أسبوع يتواصلان يوميًا عبر مكالمة فيديو للاطّلاع على تقدّمهم في العمل والحياة. وهذا يتيح لأفراد الفريق التواصل المباشر وتبادل الأفكار، بالإضافة إلى دعم بعضهم البعض في بناء عادات صحيّة. أمّا في Zapier، فكل فرد من أفراد الفريق لديه مقابلة شخصيّة شهريّة مع المدير التنفيذي للشركة، Wade Foster، لمناقشة ثلاثة أشياء: ما الذي يستطيع Wade القيام به لمساعدة ذلك الفرد على تحسين عمله.ما الذي يستطيع فعله ذلك القيام به للتحسّن في عمله.ما الذي تستطيع الشركة القيام به لغرض دفع الجميع إلى التحسّن.إنّ إبقاء مثل هذه اللقاءات منتظمة يعني أنّ كل موظّف يتوقع مقابلة كل شهر، وأنّه لديه الفرصة لمناقشة المشاكل التي يواجهها أو الأفكار التي يمتلكها لتطوير الشركة بشكل عام. لماذا اختيار العمل عن بعد؟يفضّل بعض الأشخاص الذهاب إلى العمل يوميًّا والعمل مع الزملاء في نفس المبنى أكثر من العمل مع الأجهزة. إنّ العمل عن بُعد لا يناسب جميع الأشخاص، لكن هنالك بعض المزايا التي لا يمكنك أن تجدها في العمل التقليدي. الحريةإنّ العمل عن بُعد يمكّنك من التحكّم في يومك وتنظيمه، وتستطيع أحيانًا أن تجعل العمل ينسجم مع نمط حياتك اليوميّة بشكل أسهل. فمثلًا لو أردت تحديد موعد مع طبيب أو لقاء بعد الظّهر، سيكون من الأسهل عليك استيعاب تلك الأحداث عندما لا يكون عليك المغادرة تاركًا وراءك مكتبًا مليئًا بالموظّفين. ولأنّ أوقات العمل اختياريّة، تستطيع أن تعمل متأخّرًا أو تقوم بعمل إضافي في عطلة نهاية الأسبوع إذا كنت تريد توفير بعض الوقت الذي تحتاجه لنفسك خلال الأسبوع. نذهب أنا وزميلي Josh في بعض الأحيان لتناول الطعام خلال أيام الأسبوع لأن هذا الوقت يناسبنا. لكن بطبيعة الحال تكون المقاهي أكثر هدوءً لتناول الطعام في نهاية الأسبوع. ولأنّني أعمل عن بُعد يمكنني تأجيل ساعات العمل لتتناسب مع خططي، حتّى لو قررنا الذهاب في اللحظة الأخيرة. ليست جميع الأعمال بتلك المرونة، لكنّها عادةً أكثر مرونة من الأعمال التقليديّة. التركيز على النتائجعندما تعمل في مكتب تقليديّ سيكون من الصعب تجاهل حقيقة أنّك تعمل في ساعات محدّدة وبذلك تركّز على إنجاز العمل في ذلك الوقت. بينما يعني العمل عن بُعد أنّه من الصعب على رئيسك أن يراقبك طوال الوقت وبذلك ستركّز على نتائج العمل أكثر من تركيزك على الوقت الذي تستغرقه لإنجاز العمل. الاستقلاليةالاستقلالية من الفوائد الأخرى لعدم وجود رئيسك ليراقبك باستمرار. تتكون فرق العمل عن بُعد عادةً من أشخاص مبادرين وجيّدين في التّنفيذ. ولذلك يثق مؤسسو فرق العمل عن بُعد بأن كل شخص في الفريق يستطيع إنجاز عمله على أكمل وجه. لأنّه لن يستطيع إدارة وتوجيه كل شخص من الفريق الموزّع حول العالم. كما يجب على أفراد الفريق أن تكون لديهم المقدرة على التّركيز على ما يجب إنجازه أوّلًا واتّخاذ القرارات بأنفسهم، لأن رئيس العمل يمكن أن يكون نائمًا أو خارج وقت العمل في الوقت الذي يعملون هم فيه. خاتمةآمل أنّ هذا المقال أعطاك لمحة عن العمل عن بُعد وفيما إذا كان يناسبك أم لا، إذا لم تجرّب هذا النوع من العمل بَعْد. أما إذا كنت تعمل عن بُعد بالفعل، فآمل أن تبدأ بعمل الإعداد المثالي الخاص بك. أعطِ قدرًا من الاهتمام لـ "كيف تعمل" واستخدم تلك الأفكار لمساعدتك على اتّخاذ القرار بشأن مكان ووقت العمل. والأهمّ من ذلك كلّه لا تخف من التّجربة. لأنّ التّجربة والخطأ من أصدقائك عندما تتّجه إلى المجهول. ترجمة-وبتصرّف-للمقال How to find the perfect remote working setup for you لصاحبه: Belle Beth Cooper. حقوق الصور: Buffer, Eric Murray, Brad, Fuzzy Science, Mamak Talk, Jeff Sheldon. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
يشتكي أغلب العاملين عن بعد أن أحد التحديات الرئيسية في نمط العمل عن بعد هو غياب علاقات الحياة اليومية الحقيقية بينهم وبين زملائهم في العمل، ولعلك هكذا أيضًا ما لم تكن انطوائيًا للغاية. ويمكننا أن نعزي قليلًا من ازدهار مساحات العمل المشتركة وخلوات الرحّالة إلى الرغبة الجماعية للعاملين عن بعد في أن يكونوا وسط جماعات، أو جزءًا من فريق حتى لو لم يكن لهم نفس الهدف. ولعل ما يجعل البعض يفضّلون العمل عن بعد هو قسوة العلاقات الشخصية في المكاتب التقليدية للشركات، وقد تظن أن التسييس الداخلي والتحزّب والسلوك الخارج قد يختفي مع العمل عن بعد، وقد يختفي بعضها فعلًا، لكن هناك أمور أخرى قد تظهر على السطح، مثل ضعف التواصل والفشل في تنظيم جدول عمل يناسب المناطق الزمنية المختلفة، وصعوبة كسب الاحترام من الزملاء. وإليك الآن بعض النصائح التي أريدك أن تتبعها لتجنب هذه العقبات التي ظهرت كلها أو بعضها في طريقك منذ أن تركت حياة الشركات والمكاتب التقليدية كي تحسّن علاقاتك مع زملاءك في العمل. اهتم بإظهار هويتك سيكون عليك أن تعرّف عن نفسك بطريقة أكثر وضوحًا وشفافية من مجرد قبول طلبات الصداقة والتعارف في سكايب أو سلاك أو فيس بوك أو غيرهم، وذلك بإظهار وجهك منذ البداية، فاختر صورة احترافية مبهجة لنفسك وضعها في أي مكان تستخدم فيه صورة شخصية لك، حتى إذا استلم زميل لك رسالة منك رأى صورتك أنت مرفقة معها، وليس صورة شعار لشركة تحبها أو شخصية سينمائية تعجب بها. وكذلك كلما فكروا فيك كشخصية حقيقية، استجابوا لاقتراحاتك واحتياجاتك وأفكارك. وللسعي شوطًا آخر في هذا، لم ﻻ تعقد اتصالًا مرئيًا مع كل زميل لك، تتعرف فيها عليه وتعرّفه بنفسك؟ فبدء العمل بتواصل بشري منذ البداية كانطباع أولي سيفيدك ﻻحقًا في كسب ثقة زملائك. كن منتبهًا لاختلاف المناطق الزمنية لقد عملت ككاتب ومحرر عن بعد لشركة تسويقية في لندن، حيث كان أحد زملائي في العمل يسكن في المملكة المتحدة، ما يجعله أسبق مني بخمس ساعات في كل يوم، لكنه لم ينتبه لهذا يومًا إذ كان يراسلني مرات ومرات كل يوم سائلًا إياي عن أماكن بعض الملفات التي اكتملت، أو عن موعد انتهاء هذا وذاك. وكل ذلك ولم يدر بذهنه أبدًا أن موعد غدائه هو بالكاد موعد استيقاظي أنا من النوم، فكن منتبهًا لهذه الفروق في التوقيتات مع بقية زملائك واحترمها لئلا يتعثر كل منكم في صاحبه بين الحين والآخر. وإن كنت تنسى مواعيد العمل لزملائك فاستخدم موقعًا مثل Time and Date لتيسير الأمر عليك، وإن كان الأمر في رأيي ذوقًا أكثر منه حسابًا للتوقيتات، فانتبه لجداول عمل زملائك، وتجنب عقد اجتماعات عمل أو اتصالات أثناء أوقات راحتهم. اعقد اجتماع تعارف لمدة 60 ثانية كنت جزءًا من عملية كبيرة لمدونة تقنية في العام الماضي، ضمن جمع من المحررين والكتّّاب من جميع أنحاء أمريكا، وقد جمعتنا مكالمة جماعية في أول يوم للعمل، ومُنح كل شخص دقيقة واحدة ليعرّف نفسه لباقي الفريق. وأدهشتنا النتائج من هذه المكالمة التي تبدو بسيطة في ظاهرها، فقد ذكرت أنا مثلًا أني من تكساس، وأنّ ابنتيّ توأمتان، وأحب سلسلة Star Wars. ولا شك أن هذه الأمور توافقت مع شخص واحد على الأقل، فقد كنت كلما راسلت أحدًا أتلقى قصصًا عن تكساس ولكنتها ومن لديه توائم في عائلته ومن أخذ يومًا إجازة من العمل يوم إطلاق نسخة The Force Awakens من Star Wars، كل ذلك لمجرد تعريف من ستين ثانية فقط! ﻻ أظن أن بإمكانك بناء علاقة مترابطة بين فريق عمل بهذه الصورة بتلك السرعة. كن صادقًا وواضحًا احرص على أن تكون مرآة لكل كلمة تخرج من فمك إن أردت بناء علاقة قوية مع زملائك العاملين عن بعد، فإن قلت أنك ستسلّم عملًا في موعد معين فلا تتجاوزه، وإن حدث طارئ ما فاحرص على إشعار كل من له علاقة بهذا العمل في أقرب وقت ممكن. وهكذا فإن كفاءتك كعامل عن بعد بشكل عام مبنية على قدرتك على إدارة مهامك دون وجود من يسألك باستمرار عن موعد تسليمك لها، فإظهار نفسك كنموذج للالتزام يجعل الناس تعتمد عليك، وتزيد قيمة أدائك في عملك. بيّن ما تقصده، نصًا أو مرئيًا من السهل أن تسيء الظن بنوايا أحدهم أو كلماته أو مشاعره إن كنتما بعيدين عن بعضكما، أو حين تفرّق بينكما حواجز اللغة والثقافة، فحاول أن تنتبه لهذه الحدود وتبيّن مشاعرك أو نواياك من الكلام في محادثاتك مع زملائك، في رسائل نصية أو -أفضل- في مكالمات مرئية. ذلك أن صراحتك ووضوحك معهم ليست أمرًا مستحبًا في ظروف عملك عن بعد معهم، بل هي من الواجبات اللازمة للحفاظ على كفاءة إنتاج الفريق وسعادته وتناغم أفراده. فاتّبع أسلوب عمل صريح منذ البداية-ومحترم في نفس الوقت- إن كنت تدير فريقك، كي يعرفوا أن لا بأس في إبداء الرأي أو النقد أو طرح الأسئلة التي تدور برؤوسهم. وإن لم تكن أنت المدير فلا تخش أن تتحدث عن المشاكل التي تواجهك في محادثات قصيرة ثنائية، لكن اجعل المحادثة تدور حول رغبتك في الحفاظ على كفاءتك في عملك، وقدّم اقتراحات لتطويرها إن كان لديك. إن الحياة التي يحياها العاملون عن بعد قد تكون مختلفة تماماً عن تلك التي يعيشها زملاؤهم في المكاتب التقليدية، لكنهم جميعًا يعملون لأهداف متشابهة وقد تكون مشتركة بينهم أيضًا، فتذكر أن زملاءنا على الطرف الآخر بشر مثلنا، وأن التعاطف والصراحة ستشد من أزر العلاقة التي بيننا. ترجمة -بتصرف- لمقال How to Bolster Work Relationships When You’re Remote لصاحبه Nick Georgandis حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
- 1 تعليق
-
- العمل عن بعد
- علاقات العمل
-
(و 1 أكثر)
موسوم في:
-
تُتاح للمستقل - أو الموظَّف عن بعد - خيارات لا يمكن إحصاؤها للأماكن التي يمكنه العمل منها. يجد كثيرون أن اتخاذ مركز رئيسي - المكان الذي تعمل فيه عادةً - يساعد على الاستمرارية و الروتين. بالنسبة لأغلب المستقلين الذين يتابعوننا فإن المنزل هو مكان العمل المُفضَّل. الأمر الرائع بشأن العمل من المنزل، بالإضافة إلى كونه مريحاً ويجنبك الذهاب إلى مكان العمل يومياً، هو إمكانيّة إنجاز المهام و الأعمال المنزلية - التي تبدو مملّة ومرهقة في الظروف الاعتيادية - أثناء استراحاتك المقررة. هل تحتاج إلى تغيير الجو؟ اذهب للركض و استحم، اغسل الملابس، نظّف الصحون أو اقرأ في مكان هادئ. افعل كل الأمور المريحة التى يتيحها لك العمل من منزلك. من المهمّ، لكي تعمل من المنزل بنجاح، أن تضع حدوداً وطريقة لتمنع تشتت الانتباه أو الأولويات غير الرئيسة. إليك عدة طرائق لتحقيق الاستفادة القصوى من العمل من البيت من واقع خبراتنا، بحوثنا، ونصائحنا المنتقاة من مجتمع المستقلين الذين يتابعوننا. أسس مكان عمل مريح من المذهل الاختلاف الذي يحدثه مقعد وثير ومكان عمل صُمِّم لمضاعفة إنتاجيتك الشخصية. قد يكون استعمال هذا المقعد صعبا في المدن الكبيرة، حيث الشقق السكنية و المنازل الصغيرة؛ لكن ثق بنا، نحن نعلم أن ذلك لا يزال ممكناً. إذا لم يكن لديك غرفة كاملة لتغلق بابها و تدعوها ” مكتبك”، خصص ركناً و زوده بما تراه ضرورياً وما يزيد إنتاجيتك. من الممكن أن تكون هذه الأشياء : تقويم، لوحة إلهام، نبتة أو ربما مجرد مكان عمل نظيف. الأكثر أهمية، التأكد من عزل نفسك عن أي مصدر محتمل للإلهاء - أطباق، فوضى، جهاز تلفاز …إلخ. تقول Valerie Stimac، وهي مستقلة من متابعينا “عين أمكنة للعمل وأخرى للنشاطات الخارجة عن إطار العمل (مثلاً المكتب للعمل والسرير ليس له). الحدود على الصعيد الملموس – حتى إن لم تكن مرئية - تعينك على الولوج إلى جو العمل عندما تحتاج إلى ذلك، وتمنحك أيضا استراحة من العمل عندما تحتاج إلى الهرب”. لقد أحببنا كثيراً كيفية تأسيس Danielle Devereux مكتبها المنزلي. قالت أيضاً “دائماً لدي أسطوانة تدور”. يضيف David Hathaway من CloudPeeps: “يمنحك مكتب المنزل فرصة فريدة لتصنع ملاذاً آمناً خاصاً بك لتعمل فيه، حيث الفواصل بين حياة المنزل، الإلهام والإبداع تنطمس لتصبح وجوداً واحداً. طوق نفسك بكلمات ملهمة”. اللوحة التالية، التي كُتِب عليها “إن عملت بجد حقاً وكنت لطيفاً، ستحدث أمور رائعة”، معلّقة على حائط مكتبه. تتضمّن العناصر المهمة الأخرى التى يجب التحكم فيها، والتي لديك سلطة عليها، إذ أن هذا منزلك، هي درجة الحرارة، الموسيقى أو الصوت، والإضاءة. تقترح زميلتنا Dinah Russell أن تكون بجانب مصدر للإضاءة الطبيعية. تقول: “لا يقتصر الأمر على التوفير قليلا في تكاليف الطاقة، بل إن الإضاءة الطبيعية تساعد أيضاً على منعك من التحديق فقط في إضاءة الشاشة طوال اليوم (و إن كان هناك نافذة، فهي طريقة ممتازة لتحول نظرك كل فترة و تتجنب الصداع”. تقول Dusti Arab إن النباتات تصنع كل الاختلاف: “النباتات! جدياً، اذهب إلى متجر لبيع النباتات، التقط بعضاً من الورورد النضرة و زوجاً من نباتات الإصيص الأنيقة. أظهرت الأبحاث أن هذا سيجعلك تعمل بطريقة أحسن. أليس من الرائع أن يوجد شيء ما أخضر اللون حولك؟”. وافقت Shelley Webb قائلة: “نصيحة مستوحاة من فلسفة صينية: وجه مكتبك بحيث عندما تجلس وراءه تكون في مواجهة الناس الذين يعبرون خلال الباب (حتى إذا لم تقابل العملاء هناك). ضع دائماً أزهاراً أمام ناظريْك”. يمكنك تصفح صُحُف أو مواقع متخصّصة، مثل The Modern Desk للحصول على منتجات رائعة و أفكار لأدوات تخص مكتبك المنزلي و إنتاجيتك. ابتدع روتيناً توصي الأبحاث بابتداع عادات وروتين من أجل أقصى إنتاجية، تنطبق هذه التوصية بالخصوص على العمل الحر و العمل من المنزل. لن نملي عليك متى يجب أن تستيقظ، أو هل يجب عليك أن تكون شخصاً صباحياً أو بومة ليلية.كل شخص، كما أشار أحد أصدقائنا، لديه إيقاعات للساعة البيولوجية. تكمن البراعة في اكتشاف ما يصلح لك و التمسك به يومياً. عندما ننظر إلى الروتين اليومي لبعض المبدعين الأكثر تأثيراً اليوم، نجد أن هناك أمراً واحداً مشتركاً فيما بينهم، إنهم يأخذون روتينهم على محمل الجد. سواء كان تدوين أحلامهم، أو التنزه مع كلابهم، أو التأليف في الصباح،أو المراسلة الإلكترونية بعد الظهيرة، أو اتخاذ أيام محددة للمقابلات والأيام الأخرى للعمل المكتبي، فإنهم يتمسكون به. ما غير حياة Aray Montalvan-Till هو التخلص من ملابس النوم ومغادرة المنزل لاحتساء القهوة أو تناول الفطور كي تبدأ يومها. أظهرت البحوث أن ثلاثة أسابيع (21 يوماً) هي المدة المستغرقة لاكتساب عادة أو نبذها. بعد تجربة بضعة روتينات مختلفة لاختيار الأنسب لك، جرب ما ناسبك لمدة شهر. ستصبح طبيعة ثانية قبل أن تدرك. كن حميماً مع قائمة مهامك من المحتمل أنك بالفعل تستخدم قائمة المهام، لأنها في متناول اليد في أي بيئة. عندما تعمل من المنزل فإن البراعة في صنع قائمةِ مهامّ فعّالة تكمن في بساطتها و إمكانية إنجازها. يزيد من فعاليتها، أن تصنع قائمة جديدة كل يوم لتبدأ يومك بانتعاش وبرؤية واضحة لما يجب عليك إنجازه. يقول المستقلّ Raphaelle Heaf: “ضع قائمة تحوي ما يجب عليك تحقيقه كل يوم (مستخدماً أي تطبيق أو نموذج ملاحظة يصلح لك). حتى إن كانت المهام متكررة، مثل مراسلة العملاء الجدد أو تحديث موقعك الإلكتروني. إنه لشعور رائع عندما تضع علامةً على مهمّة للدلالة على أنك أنجزت ما تود فعله”. أما المستقلة Amanda Thames فتقول: “أخذت إلى منزلي إرشادات من وظيفتي في الشركات و بدأت في تنظيم معلومات العملاء والمهام في برنامجٍ لإدارة العملاء، حتى إني أزامن المهامّ بين حساباتي في Evernote، Quickbooks وتقويمات Google! تبقيني المهمّات المسجّلة والتنبيهات على اطّلاع دائم بما يجب عليه فعله أولا. هذا التنظيم لكل العناصر الرقمية يمنحني شعوراً بأني أعمل في إطار احترافي منظم”. خذ استراحة خصص وقتاً للتركيز و وقتاً للراحة في روتينك اليومي. تقنية Pomodoro أسلوب فعال لذلك. استعمل ساعة توقيت للانتهاء من جزء محدَّد من العمل (لنقل 40 دقيقة) واعمل فقط على هذه المهمة، خذ استراحة قدرها عشر دقائق، اعمل بتركيز لفترة أخرى وكرّر. هذه التقنية بسيطة وفعالة لإنهاء قائمة مهامك. يقول المستقل Brian Lenny: “لا تجلس هناك و تنظر إلى الشاشة مدة ثماني إلى عشر ساعات مباشرة. لكن اعمل على أجزاء تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، و خذ استراحة. اذهب إلى مكان آخر، انتقل إلى غرفة أخرى من المنزل، امش بجوار المبنى، أو أياً كان. يسمح تقسيم العمل وأخذ الاستراحات بتجديد نشاط عقلك؛ لذا عندما تعود إلى عملك ستصبح جاهزاً لتبدع من منظور جديد وبعقل مستريح”. لا تتردد في الاستفادة من العمل من المنزل. إن كان بمقدورك أن تقوم بأحد الأعمال المنزلية في وقت استراحتك، انطلق وافعل ذلك. كلما استطعت الاسترخاء تماماً في وقت راحتك، كلما تجنبت الإرهاق المحتمل. عندما تنتهي من الأعمال المنزلية أثناء الاستراحات، ستجد الكثير من الوقت في حوزتك للاستمتاع به. أضافت Rachel Medanic نصيحة أخرى: “بينما تعمل طوال اليوم باستخدام الحاسوب، الهاتف أو الدردشة، فإن حالة المنزل ستتدهور. لقد اكتشفت أيضاً أنه عندما أكون مستغرقة في التفكير العميق واحتاج إلى معالجة التحديات عقلياً أولاً، أعطي لعقلي فسحة من الراحة عن طريق نقل الغسيل إلى المجفف أو أنظف الأطباق. كي تكون مبدعاً، و تعمل بجد، و تعتني بنفسك، كل هذا في نفس الوقت، يتطلب أحيانا الحصول على الاستراحة التى تمنحها لك الأعمال المنزلية. أداء أعمال بدنية بعيداً عن لوحة المفاتيح يساعد عقلك على العمل. عندما تعمل من المنزل، فإن منزلك يروي القصة و يتشارك أدلة على رحلتك العقلية. استفد من الفرصة لتحسين صحتك توجد إيجابيات وسلبيات للعمل من المنزل عندما يتعلق الأمر بالصحة. نعم، سيغريك أن المطبخ على بعد خطوات قليلة منك، لكن هذا قد يكون أمراً جيداً إن كان مزوداً بوجبات صحية خفيفة. تنصح Krista Gray قائلة: “استفد من الفرصة لتحضّر أطعمة صحية و خصص وقتاً لاستراحات تتناول فيها الوجبات الخفيفة على مدار اليوم. لا تجعل مستويات الطاقة تنخفض. أما Kat Loughrey فتقول: “أتأكد من ألا أتناول طعامي على مكتبي قط، ودائماً أسحب نفسي إلى طاولة المطبخ أو أغادر لتناول وجبة الغداء لأعطي معنى لاستراحة حقيقية. إحدى ميزات العمل من المنزل أنه بمقدورك طهي وجبات لذيذة ولقد وجدت أن الطهي يعد نشاطاً ممتازاً لاستغلال عقلك على نحو مختلف. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحضير شوربة في وقت الغداء أمر رائع جدا، لذا في المساء سيكون لديك عشاء شهي جاهز ينتظرك”. قرر أن تستمع بالعزلة لكن خصص وقتاً للناس مثل أي شيء آخر، التمتع بالعزلة التي يفرضها العمل من البيت (بافتراض أنك وحدك) هو قرار. لـ Geoffrey James، الذي يعمل من المنزل منذ عشر سنين، وجهة نظر رائعة بخصوص هذا الموضوع: “العمل من المنزل يعني قضاء الكثير من الساعات بمفردك كل يوم. بما أن هذا هو الواقع، فربما يكون من الجيد أن تستمتع به”. لازال بإمكانك تخصيص وقت للأشخاص الآخرين. إنْ كانت لديك ذرة انفتاح واحدة بداخلك، فإنك ستود ذلك. تذكر أن إحدى المميزات الكبيرة للعمل الحر هي المرونة. خصص وقتاً لاحتساء القهوة مع صديق على الأقل مرة واحدة أسبوعياً، أو جدول موعداً للعمل الجماعي أو اللياقة البدنية. هناك مزية أخرى رائعة للعمل من المنزل هي الاستفادة من النادي الرياضي في منتصف اليوم أو الدورات التدريبية التى تسمح بالتفاعل لكن بدون ازدحام ما بعد ساعات العمل. يقول المستقلّ Raphaelle: “قد يُشعرك العمل من المنزل بالوحدة و ينتهي الأمر بك تعمل في صومعة. تذكر أن تلج إلى الشبكة و تخرج لاحتساء القهوة أو الشاي. إن كانت الأمور على ما يرام فغادر المنزل لبعض الوقت بعد الظهيرة أو شارك في لقاءات مجموعة عمل. هم لن يساعدوك على البقاء عاقلاً و سعيداً فقط لكن ربما يقودونك إلى فرصة العمل التالية”. ابحث عن مجموعتك التواصل مع الناس عبر الإنترنت قد يكون مفيداً لعملك الحر أو مسيرتك المهنية للعمل عن بعد. تكمن روعة مجتمعات الإنترنت في تبادل الأسئلة والنصائح والتخلص من مشاعر الوحدة. عندما تعثر على مجموعتك، ستخلق فرصاً للمحادثة أثناء الاستراحات أو خارج ساعات العمل. أو في ساعات العمل إن أردت. دردش مع من هم مثلك عن عمل الزبائن، النصائح المهنية، تلميحات الإنتاجية، فرقتك المفضلة، أو الحلقة الأخيرة من صراع العروش. فكر في هذا على أنه مبرّد مياه رقمي، لكن بدون الشعور بالحرج من أن تظل عالقاً هناك . يمكنك المغادرة و الرجوع في أي وقت. يقول Krystal Douglas “العمل من المنزل يجعلك مسيطراً على ما يشتت انتباهك في مكان العمل، لكن هذا قد يعزلك عن المشاركة في محادثات مع بشر حقيقيين. الاسترخاء يبقي عليك اجتماعيًّا، وهو ما لا يدركه كثير من الناس غالبا”. يمكن أن تكون صفحات فيس بوك، حسابات تويتر أو مجتمعات حسوب IO مكانا مناسبا لتطبيق هذه الفكرة. ضع حدوداً من المهم أن تضع حدوداً لنفسك ولمن تحب عندما تعمل من المنزل. يجب أن تكون لديك أوقات محددة: متى ستعمل ومتى ستكون متاحاً لأصدقائك، وعائلتك، و اللقاءات الاجتماعية. تذكّر - إنْ كنت على علاقة أو لديك زملاء غرفة - أنّ الشخص الذي يعمل في المنزل يضطر غالبا إلى تحمل وطأة مسؤوليات المنزل. إنْ كانت هذه الأمور لا تزعجك و لا تقاطع يومك، هذا رائع! لكن حاول ألا تحولها إلى أعذار كي لا تنهي العمل. أنت لديك وظيفة كما لدى الآخرين، لكن بمرونة أكبر. جرب التخطيط لأسبوعك على مدى عطلة نهاية الأسبوع و التنسيق لأوقات فراغك أو عملك مع من تحب أو زملاء الغرفة. هذا سينشئ فواصل خرسانية تساعدك على الالتزام بروتينك. ربما يستغرق أصدقاؤك و عائلتك وقتاً حتى يستوعبوا الحدود التي أقمتها، لكن هذا سيحدث في النهاية. لاحظ باحثون، حسب صحيفة The Atlantic، أن خلافات المستقلين مع عائلاتهم تخف كثيرا بعد عام من العمل عن بعد؛ لأن عائلاتهم تطبعت على الروتين. التزم العمل عن بعد هو تعديل على طريق العمل، تماما مثل ما هي حال المكاتب المتحركة. لا تشق على نفسك كثيراً في حالة أنك أخذت وقتاً لتعتاد على الأمر، هذا سيحدث عاجلاً أم آجلاً. كن مثابراً وجرب وكرر تمامًا كما لو كنت ستفعل مع أي إستراتيجية أخرى! تقترح Ashton Wright قائلة “عين أهدافاً قصيرة المدى وطويلة المدى وشخصية. ثم شاهد رؤيتك و هي تصبح حقيقة ملموسة لك و لعملائك”. ترجمة - بتصرف - لمقال 8 ways to make the most of working from home. حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
-
- العمل عن بعد
- بيئة العمل
-
(و 1 أكثر)
موسوم في: