-
المساهمات
244 -
تاريخ الانضمام
-
تاريخ آخر زيارة
-
عدد الأيام التي تصدر بها
24
نوع المحتوى
ريادة الأعمال
البرمجة
التصميم
DevOps
التسويق والمبيعات
العمل الحر
البرامج والتطبيقات
آخر التحديثات
قصص نجاح
أسئلة وأجوبة
كتب
دورات
كل منشورات العضو أسامة دمراني
-
قد لا يكون الحديث عن المال هو الموضوع المفضل لدى الكثير من الناس، لكني لا أجد غضاضة فيه كوني مستشارة مالية سابقة، فالمال يعني لي الكثير، فهو يمثل لي الشعور بالأمان، وضمان أني أكسب ما يكفي لإعالة أسرتي، والتقدم شيئًا فشيئًا نحو أهدافي. وإني لأعلم أن موقفي هذا قد يبدو غريبًا، إذ أن أغلبنا لا يحب التحدث عن ماله، ومن الوقاحة أن تسأل أحدًا عن مرتبه السنوي. لكن بسبب طبيعة عملي السابقة (وربما لأني نشأت مختلفة عن أقراني)، فأنا معتادة على أسئلة مثل "كم تكسب في الشهر؟"، و"أخبرني عن ممتلكاتك والتزاماتك المادية". بمعنى آخر، هل لديك احتياط نقدي، هل تدخر مالًا للتقاعد، أخبرني عن ديونك!. "ماذا فعلتَ كي تُعِدَّ نفسك كمستقل بشكل كامل؟" يسألني الناس كثيرًا عما وُفِّقت في فعله، وعن الأشياء التي قد أغيرها إن عاد بي الزمن فيما يتعلق برحلتي من وظيفة ثابتة ومربحة بدوام كامل إلى العمل بشكل حر وبناء شركة تعمل على الإنترنت. (نعم، أنا أيضًا أظن أني مجنونة أحيانًا). وغالبًا ما أجيب بأني لست نادمة على شيء مما فعلت في هذا الشأن، ولم أكن لأغير شيئًا منه إن عاد بي الزمن. فأنا أؤمن أن كل الإخفاقات والنجاحات التي حدثت لي على مر الطريق إنما هي جزء من رحلتي وقصتي، وقد علمتني دروسًا دفعت بي إلى المكان الذي أنا فيه اليوم. لكن على أي حال إن نظرت إلى الوراء، فإن هناك شيئًا واحدًا يبرز لي من تلك الأحداث: لقد صرنا مكتفين ماديا ربما تظن أننا كنا مكتفين ماديًا بالفعل بما أني كنت أعمل في القطاع المالي، لكننا لم نكن كذلك. فقد كنا مثل أي شخص آخر ينفق أكثر مما يملك بالفعل، فنشتري سيارات فارهة ببطاقاتنا الائتمانية، ونستخدمها أيضًا لتصليح منزلنا، كما دفعنا تكاليف حفل زفافنا كذلك من تلك البطاقات عوضًا عن الدفع الفوري. لكن قبل أن نبدأ بالتخطيط لعائلتنا، فقد قررنا أن نفعل شيئًا حيال ذلك الأمر، فسددنا كل ديوننا (ديون الجامعة، ديون السيارات، والبطاقات الائتمانية)، وبدأنا في الدفع الفوري بدلًا من تحميلها على بطاقاتنا الائتمانية. هذا، وقد أوقفنا مد النفقات غير الضرورية، وبدأنا نلتزم بميزانية محددة، وقللنا من الأكل في المطاعم. كما بدأنا نقارن بين الأسعار ، ومضينا في تقليل تلك النفقات على دفعات كبيرة بانتظام. وهذا ما جعل زوجي يستقيل من وظيفته ثم لحقته أنا، منتقلة من الراتب المنتظم إلى دخل العمل الحر المتغير. ولا زلنا نحاول الحفاظ على ميزانية رشيقة محددة، تشعرنا بالأمان إذا حلت أزمة أو ضائقة، رغم أننا أرجعنا بعض النفقات التي كنا قد ألغيناها من قبل. ما يجب عليك فعله إذا كنت تفكر في الاستقالة من وظيفتك المدفوعة المستقرة لتنتقل إلى العمل الحر، فستحتاج أن تكتفي ماديًا أيضًا، لكن كيف؟ فصل موقفك جيدا اجرد كل أصولك التي تملكها، والتزاماتك التي عليك أداؤها، ثم انظر هل هناك أي شيء يكلفك أكثر من قيمته؟ إن وجدت شيئًا كهذا فبِعْهُ أو قلل من النفقات الملحقة به (مثل إلغاء التأمين الشامل على سيارتك والانتقال إلى بوليصة أرخص). كذلك جهز قائمة بمصادر دخلك وإنفاقك (هذا ما يسمى بالميزانية)، إضافة إلى صافي أصولك المادية (الأصول – الالتزامات = صافي الأصول). ملاحظة على الهامش: يظن بعض الناس أن السير وفق ميزانية محددة هو أمر خاص بالفقراء، في حين أن العديد من الأغنياء صاروا أغنياء أصلًا بالسير وفق ميزانيات محددة وفي مستوى دخلهم. إن وضع ميزانية يعني أن تدرك مقدار ما تكسبه، وتطرح منه ما تنفقه، ثم تدخر الباقي (وقد تود إخراج مالك الذي ستدخره أولًا، ثم تنفق من الباقي). إذًا فإن الميزانية ما هي إلا مهارة مالية. أوقف النفقات غير الضرورية هل أنت في حاجة حقًا إلى اشتراك تلفاز مدفوع؟ أو أن تأكل في المطاعم أكثر من مرة في الأسبوع؟ ماذا عن التسوق في المتاجر الكبيرة؟ إنَّ هذه خاصة كانت تأكل أموالي بشراهة. هل تعرف أين يذهب مالك؟ هل توجِّه كل دولار تنفقه وتتحكم به، عوضًا عن تركه يتحكم بك؟ لن أخبرك بما عليك إسقاطه من نفقاتك، فأنت أدرى بما يصلحك وتستطيع ترتيب أولوياتك بنفسك، لكن خلاصة الأمر أن عليك التحكم بحياتك المالية، بأن تنفق أقل مما تكسب، وسأخبرك بما تفعله في باقي مالك خلال لحظات. ادخر هل سمعت من قبل أن "المال هو الملك"؟ لأنه كذلك!، حتى في وقتنا الحالي، عام 2016. إن السبب في ذلك هو أنه يعطيك خيارًا، فدفع ديونك شيء مهم، وهو أولوية حقيقية في طريقك لكي تكون مستقلًا، لكن ادخار القليل من المال أولًا قد يكون خطوة ذكية. كما أن امتلاكك لاحتياطي نقدي تضعه في معزل قد يساعدك على إحداث تحول في حياتك المادية، كيف؟ تستطيع سحب أموال من تلك التي ادخرتها حين يحدث أمر غير متوقع، بدلًا من استخدام بطاقتك الائتمانية، ثم أرجِعْ ذلك المال إلى مدخراتك في خلال أسابيع أو بضعة أشهر. ولتعلم أن تلك الأمور غير المتوقعة لا تعني بالضرورة أشياءً سلبية، فقد تكون إجازة مثلًا، أو فرصة أتت على غفلة، كأن تشتري سلعة غالية الثمن عادة لكنك رأيتها هذه المرة معروضة بثمن في متناول يدك، فإن كلمة غير متوقعة هنا لا تعني سوى غير مخطط له، أي لم تضعه ضمن خطة إنفاقك الشهرية. إنني أشجعك أن تدخر نفقات شهر على الأقل جانبًا –ليس راتب شهر، بل ما تنفقه في شهر- قبل أن تمضي في أي خطوة تالية (وهي دفع ديونك في هذه الحالة)، وإذا كانت نفقات شهر كثيرة عليك، فابدأ بمبلغ قليل مناسب لك. امحق ذلك الديْن هل تظن أن تسديد ديونك أمر ممتع؟ كلا على الأرجح، لكن ربما لأني أحب الأمور غير الشائعة كثيرًا مثل تقديم عروض المشاريع، فقد لا أستغرب أن أجد شيئًا مثل تسديد الديون أمرًا مسليًا "غير روتيني"، أتعلم لمَ قد يكون كذلك بالفعل؟ لأنه يجعلك أقرب إلى أهدافك، ويقلل مستوى إجهادك، وهما الأمران اللذان تحتاجهما كي تخطط لنقلات مسيرتك المهنية. لذا هات قائمة التزاماتك التي كتبتها لمَّا طلبتُ منك ذلك في أول المقال، وسدد أصغر ديونك أولًا. أعلم أن فائدة الديون الأخرى قد تكون عالية، لكن تسديد الأقل أولًا يشعرك بإنجاز سريع، والذي سيعطيك بدوره الثقة التي تحتاجها كي تمضي وتعالج دينْك التالي. ثم بعد أن تقضي دينك الأول، أضف القيمة التي كنت تدفعها لسداده إلى ما تدفعه لسداد أصغر ديْن تالٍ في أسفل القائمة، إن هذا ما يعرف بأسلوب كرات الثلج Snowballing. كرّر العملية حتى تنتهي من كل ديونك الاستهلاكية (قروض السيارات، البطاقات الائتمانية، إلخ)، ربما أضع معها ديون الجامعة أيضًا، رغم أنها ليست ديونًا استهلاكية بالمعنى الحرفي. وقس على ذلك أنواع ديونك، فإن كنت تملك منزلًا، فسدد كل شيء ما عدا الرهن العقاري، أما إن لم تملك منزلًا، فيمم وجهك شطر قضاء ديونك كلها بأسرع وقت ممكن. زيادة دخلك لست ملزمًا أن تؤخر هذه الخطوة إلى النهاية. أريدك أن تستمر في العمل على مشروعك الجانبي كي يكون جاهزًا حين تستقيل بالفعل من وظيفتك، كجزء من خطتك المالية. آمل أنك تفعل ذلك بالفعل. إن أي دخل إضافي تحققه يجب أن يذهب أولًا إلى هدفك الأول (المدخرات الصغيرة)، ثم إلى ديونك، فبهذا تستطيع زيادة مدخراتك بأن تضع كل ما تستطيع ادخاره قبل الاستقالة من وظيفتك النهارية. إن الخبراء الماليين يقولون إن المتوسط الذي ينبغي للفرد أو العائلة ادخاره يساوي قيمة 3-6 أشهر من النفقات، وبالنسبة للمستقلين فإن هذا الرقم يجب أن يصل إلى نحو الضعف، أي 6-12 شهر. على أي حال فلتنظر ما يناسبك وادخر قدر ما تستطيع. إن الهدف هنا أن تزيد دخلك كي تكتفي ماديًا في أقل وقت ممكن، ولكي تبني راتبك لتستطيع العيش عليه حين تترك وظيفتك. أعني لا تستقِل من وظيفتك قبل أن تبدأ في ربح أموال حقيقية تكفيك كمستقل. اترك وظيفتك! في الظروف المثالية ينبغي أن تكون قد نظمت شؤونك المالية، وتحكمت في ميزانيتك، ودفعت ديونك، ولديك مدخرات كافية، ولديك راتب جيد كمستقل. لكن للأسف فإن تلك الظروف لا تحدث في الحياة الواقعية، لذا قد لا تسير الأمور كما تريد قبل أن تترك وظيفتك، وهذا أمر طبيعي. لكني لا أقول لك إطلاقًا أن تترك وظيفتك اليوم دون القيام بأي مما سبق، إنما أقصد أنك قد لا ترد كل ديونك وتدخر ما خططت له وتربح من عملك المستقر قبل أن تكون جاهزًا لقطع روابطك. آمل أنك رددت بعضًا من ديونك، وادخرت بعض مالك، وحددت ميزانية لنفسك، وتكون قد قطعت شوطًا في عملك كمستقل، فشوط أفضل من لا شيء. ولتقم بتلك الخطوة حين تكون مستعدًا -متى كان ذلك مناسبًا لك-، وليس كأسلوب البعض حين يقرر الانتقال إلى العمل الحر مباشرة، فيفسد علاقته مع مديره أثناء استقالته، ويحرق الجسور التي خلفه، كأن يكون لسان حالك "سوف يكسّر نجاحي ذلك العالم!". احتفل قليلًا حين تأخذ تلك الخطوة، ثم جهز عرضك التقديمي. هل تخطط للاستقالة من عملك؟ هل لديك توقيت محدد لفعل ذلك؟ أخبرنا في التعليقات. ترجمة -وبتصرف- للمقال The #1 Thing You Should Do to Prepare for Full-Time Freelancing لصاحبته Gina Horkey. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
هذا المقال عبارة عن ترجمة -بتصرف- للمقال Your free design work will end up in the trash لصاحبه Ran Segall. كنت أحسب أن قبولي لمشاريع تصميم تطوعية بدون مقابل هو شيء جيد، إذ أني كنت أساعد أصدقائي، عائلتي، وأجلب لنفسي فرص عمل جديدة، أو حتى أُحدِث تغييرًا سياسيًا!. وقد حمل كل من يأتيني لمثل هذه الأعمال قصته الخاصة التي يقنعني بها لمساعدته بدون مقابل، وقد قبلت بهذا!، فأنا ذلك الشخص الطيب الذي ﻻ يحب أن يُرْجِع أحدًا صفر اليدين. لكن هل تعلم ما الذي يضايقني بشدة في الأمر؟ ليس أني لم آخذ أجرًا على تلك الأعمال، بل نسبة التصميمات التي ﻻ زالت تزخرف الجدران أو تطبع على الورق أو تُستخدم على الويب، والتي تساوي .. صفر!. وهل تدري لماذا لم تبق أية أعمال من تلك التي قَدَّمتُها بشكل مجاني؟ ﻷن الناس ﻻ تقدِّر اﻷشياء التي تحصل عليها مجّانًا. لقد أنهيت لتوي قراءة كتاب مايك مونتيرو "Design Is A Job" (أنصحك بقراءته)، ووجدت به قصة مثيرة ملخصها أن منظمة غير ربحية كانت تتبرع بأدوات زراعية لقرى فقيرة في أفريقيا لعدة سنوات، كي تأتي بعد عام من تبرعها لتجد الأدوات قابعة على اﻷرض غير مستخدمة، أو تم تفكيكها لتباع أجزاؤها منفصلة!. ثم أتت منظمة أخرى، لكنها لم تعطِ المزارعين أدوات زراعة مجانية، بل أخبرتهم بمقدار الأموال التي يمكن أن يكسبوها باستخدام هذه الأدوات، ثم عرضوها عليهم للبيع. كانت النتيجة أن المزارعين عملوا بِجِدٍّ ليوفرُّوا مالًا لهذه الأدوات، لقد عملوا معًا واشتروا أدواتهم بأموالهم الخاصة. أتدري ماذا حدث في هذه القرية بعد عام واحد؟ أجل!، لقد استخدموا الأدوات بشكل كبير، وبدأوا بجني الأرباح، وأخبروا أصدقاءهم، والذين ادخروا أموالًا بدورهم وجاهدوا كي يغيروا حيواتهم بهذه الأدوات. يقال أنه ﻻ يوجد شيء اسمه غداء مجاني، لكني أظن أن ما لم يقله أحد بعد هو أن تلك الوجبات المجانية لو وُجِدَت، لرميناها من أيدينا وذهبنا إلى أقرب محلّ للوجبات السّريعة!. إن عميلك ﻻ يقدرك إذا سألك أحدهم أن تنفّذ له أمرًا بدون مقابل، فذلك يعني أنه ﻻ يقدِّر ما تفعله. لعله ﻻ يملك مالًا بالفعل، لكن هذا لا شأن له بعملك، هل تراه يدخل مطعمًا دون أموال في جيبه؟ لقد سمعت بأذني كل الوعود والاقتراحات التي يقولونها لك، أن هذا العمل سيجلب لك الكثير من المشاريع مستقبلًا، وسيفتح لك الأبواب، وسيكون خبرة عظيمة لك، وبالطبع هناك دومًا ذلك الوعد: نحن ﻻ نملك المال، لكننا سنعطيك أسهمًا في الشركة. إن العمل مقابل أسهم في الشّركة قد يكون مخادعًا، إذ أن التعويض باﻷسهم في عالم الشركات الناشئة يستخدم أساسًا لضمان التزام الموظفين بالعمل لفترة طويلة. لكن خذ حِذرك، فإن الأسهم تضاف إلى الأجر وﻻ تستبدله. إن من يعمل من أجل الأسهم فقط هم الشركاء الذين أسسوا الشركة، لذا: هل يعرض عليك عميلك أن تكون شريكًا معهم في إدارة الشركة؟ كلا على الأرجح. وبغض النظر عن وعودهم، والتي ﻻ تتحقق بالمناسبة، هناك مشكلة أخرى: ﻻ أظن أن بإمكانك عمل تصميمات جيدة دون التزام حقيقي ومشاركة كاملة من عميلك خلال المشروع، والطريقة الوحيدة التي تضمن بها التزامه وفهمه ﻷبعاد المشروع والتصميم الذي تقوم به هو بجعله يدفع لقاء المشروع، وكلما دفع أكثر كلما أخذ اﻷمر على محمل الجد. فكر في اﻷمر على هذا النحو، حين يدفع أحدهم 50 ألف دولار فلن يخاطر باحتمال فشل المشروع، بل سيفعل كل ما بوسعه كي يضمن نجاحه، أما حين يدفع 1000 دولار، فعلى الأقل سيذهب إلى مصمم آخر إن لم يعجبه العمل. التطوع لقد نفَّذْتُ الكثير من اﻷعمال التطوعية على مدار الأعوام الفائتة، والتي كانت غالبًا ما تتعلق بالسياسة وما شابهها. وقد كان اﻷمر رائعًا، إذ أنك تعمل على مشروع تؤمن بأنه سيحدث تغييرًا حقيقيًا في العالم. كما أنك تؤمن أنه إن لم تحصل على أجر من المشروع فعلى الأقل سيكون لديك حريتك في الإبداع، أليس كذلك؟ في الواقع فإن النقطتين السابقتين ينبغي تناولهما بحذر وبقليل من النقد، فإني خرجت من تجربتي الشخصية مع التطوع بأن الوقت الذي تقضيه في العمل على المشروع بالفعل هو عُشر الوقت الكلي للمشروع، بينما تضيع التسعين بالمئة الباقية. إن أغلب من يقومون بمشاريع تطوعية يريدون أن يستمتعوا بوقتهم إلى جانب ذلك التطوع، فإن الفكرة وراء التطوع أنك غير ملتزم بشيء تجاه أحد، لذا فإني كنت أقضي أغلب وقتي في المشاريع التطوعية في التحدث مع من حولي وأكل البيتزا. هل تدري ماذا حدث؟ حين ﻻ يدفع لك أحد لقاء وقتك، فلن تجد من يهتم كيف تقضي ذلك الوقت. وﻻ أريدك أن تفهمني بشكل خاطئ، فأنا لست ضد التطوع، فلا زلت أقوم بأعمال تطوعية بين الحين والحين، ربما ﻷني أود مقابلة أشخاص جدد، أو ﻷني أريد أكل البيتزا، غير أني اكتشفت قبل فترة كبيرة أنك ﻻ تغير العالم بمشاريع تقوم بها بعد عملك اليومي أو في هاكاثون يقام في عطلة الأسبوع. وإنما تستطيع تغيير ذلك العالم عبر عمل دُفعَ لك أجرك لتقوم به. العائلة والأصدقاء لقد كتبت بالفعل عن شعوري تجاه العمل مع العائلة واﻷصدقاء، فقد قلت على سبيل المثال أني قبلت العمل دون مقابل لكي أتجنب سخطهم. وﻻ يوجد تعارض بين رأيي عن العمل المجاني الذي ﻻ تُقَدَّر قيمته، وبين حقيقة أني فضَّلْتُ العمل مجانًا ﻷجل عائلتي وأصدقائي (حين ﻻ أستطيع تجنب الأمر). غير أن الحقيقة أن عائلتك وأصدقائك لن يقدِّروا أعمالك بنفس القدر الذي يقدِّره عميلك الذي يدفع لك، فإن جزءًا من تقديره لك يعود إلى أنه يعرف قيمة ماله الذي دفعه لك بالفعل. قد يقولون لك: "شكرًا، عمل رائع!، إننا نقدِّر لك هذا كثيرًا"، لكن ﻻ تصدقهم دائمًا، فلعلها مجاملات ظاهرة، ألم تقل لهم مثل ذلك حين قدَّموا لك تلك الهدية السخيفة في حفل زفافك وشكرتهم عليها؟ إننا كائنات سطحية، نهتم بما يكلِّفنا الكثير من المال. وأنت تريد من عملائك أن يهتموا بك وبالعمل الذي تقوم به، لذا أنصحك بالبدء في طلب مقابل يساوي قيمة ما تفعله بالفعل.
- 8 تعليقات
-
- 7
-
- مستقل
- العمل المجاني
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
إن مصطلحًا مثل "نجاح العملاء” Customer Success يبدو شبيهًا بتلك المصطلحات المبهمة والتعبيرات الرنانة التي يبدو أننا اخترعناها حين احتجنا كلمة تصف ما تفعله الشركات الناجحة، شيء مثل "استسراع النمو" Growth Hacking. لكني أعرف أن نجاح العملاء لدينا هو أساس نموّنا، فلا يخدعنّك كون الكلمة رنانة وتجعلك تعتقد أنها غير مهمة، فإني لم أر شركة برمجيات ناجحة إﻻ وكان عملاؤهم ناجحين أيضًا -على اﻷقل في بداية تلك الشركات-. وحين أقول "نجاح العملاء"، فأنا ﻻ أخصُّ بكلامي خدمة العملاء أو الدعم الفني، رغم أننا نؤمن بشدة بالدعم الفني للعملاء، وأن أحد مهام فريق الدعم الفني أن يضمن نجاح العملاء، غير أن نجاح العميل -كمبدأ- أوسع من ذلك. وإننا حين نجعل نجاح العميل هو لُبُّ عملنا وما يدور حوله، من التسويق إلى كل من المبيعات، التحويل، الدعم، التوظيف وحتى العمليات، فإن ذلك يساعد عملاءنا في الحصول على أقصى قيمة من groove. (نحن نعرّف "أقصى قيمة" على أنها على اﻷقل خمسة أضعاف ما يدفعونه في groove). ولقد رأيت طرقًا كثيرة تقيس الشركات بها نجاح عملائها، بعضها بسيط جدًا (يستخدمون قيمة العميل مدى الحياة customer Live Time Value)، والبعض الآخر معقد نوعًا ما (عشرات المقاييس المعقدة)، ولقد حصّلنا قيمة عظيمة من اتباع طريقة مبسطة بين هذه وتلك. وإليك اﻵن العناصر التي نضعها في حسابنا حين نفكر في ونقيس نجاح العملاء في groove، إضافة إلى بعض مقاييسنا الخاصة مع بعض اﻷمثلة من كل عنصر فيها. تهيئة المستخدمين الجدد Onboarding إن فترة تهيئة المُستخدمين الجُدد هي فترة حرجة جدًا في حياة عميل الشّركات التي تُقدّم خدمات سحابية، ففيها تكون تلك الجلسات الأولى التي يحصل العميل فيها على المنتج ويبدأ بالاستفادة منه، أو يغادر دون عودة. لذا فحين يسجل عميل في groove، فإنه يحصل على سلسلة من رسائل تهيئة المُستخدمين الجُدد على حسابه لدينا. وقد وجدنا أن العميل الذي يستخدم Groove بشكل مجاني ويقرأ هذه الرّسائل خلال 24 ساعة تزيد فرصة تحوله إلى عميل يدفع لقاء خدماتنا بنسبة 80%، مقارنة بالذين يتجاهلون هذه الرسائل، وتلك نقلة كبيرة، وقد استخدمنا هذه الأربع وعشرين ساعة كعلامة نقيس بها نجاح العملاء في البداية. التحويل من مجاني إلى اشتراك مدفوع والخطوة التالية في قياس نجاح دورة حياة العميل هي معدلات التحويل من الاشتراك المجاني إلى المدفوع، فإذا رقّى مستخدم حسابه إلى اشتراك مدفوع، فهذا مؤشر واضح على أنه حصل على قيمة كافية من المنتج إلى الحد الذي جعله يظن أنه يستحق استثمار المال في ميزاته المدفوعة. عدد الجلسات في اليوم بعد حوالي شهر من شروع العميل في استخدام منتجنا نشرع في تتبع عدد جلساته اليومية على groove كمقياس لنجاح العميل، حيث يوضِّح هذا المقياس مدى تفاعله مع المنتج. وقد تختلف قيمة هذا المؤشر بشكل كبير ما بين مُستخدم وآخر (هل المُستخدم موظّف دعم فنّي بدوام كامل أو إداري في الشّركة؟) لكننا بشكل عام نفضل أن نرى قيمة ذلك المؤشر أكبر من "2”. معدل انحسار المستخدمين churn إن معدل انحسار المُستخدمين هو أحد مقاييس نجاح العملاء التقليدية، وهو مهم جدًا في قياس صحة شركتك، فإذا كان العملاء يغادرون فهذا يعني أنهم ﻻ يحققون نجاحًا، وبأي حال، فمن الطبيعي أن يغادر بعض العملاء، غير أننا نبقي أعيننا على هذا المقياس، فإذا بدأ بالزيادة فذلك يعني أن هناك خطبًا ما. وإننا نقيس معدل الانحسار الشهري للعملاء بمعادلة بسيطة تمثل حاصل قسمة عدد العملاء المنسحبين في الشهر على عدد العملاء الكلي بنهاية الشهر. صافي نقاط الترويج Net Promote Score نحن نقيس صافي نقاط الترويج بشكل ربع سنوي، وهو أهم مؤشر لدينا لرضى العملاء، وللملاحظات النوعية التي نستفيد منها. وتحسُّن مقياس nps يعني أن تطبيقنا وشركتنا يتحسن أداؤها وتزيد من قيمتنا لدى عملائنا. لكن هناك منافع أخرى على أي حال من مقياس nps، مثل الحصول على ملاحظات صادقة لكي نبصر خريطة سير صحيحة لمنتجنا، ووضع أهداف قابلة للتنفيذ في كل فترة تلي قياس nps، أي بشكل ربع سنوي. تحسين مقاييس نجاح العملاء لتعلم أنك بتحسينك لمقاييس نجاح عميلك فإنك تحسِّن نموّك أيضًا. وإذا لم يكن عائدك يزيد بزيادة نجاح عملائك فهذا يعني أنك تفعل شيئًا خاطئًا على اﻷرجح (وتحتاج أن تراجع التسعير، العمليات، إلخ). إن كل شيء نفعله تقريبًا من منظور ما يراه العميل customer-facing هو تطوير من أجل النجاح، وإليك بعض الطرق التي أثبتت نجاحًا معنا: اختبار العميل إذا لم "تشاهد" أحدًا يستخدم منتجك (خارج نطاق أصدقاءك وفريق عملك)، فلديك حتمًا نقاط عمياء في تجربة المستخدم. ولقد استفدتُ كثيرًا من مجرد طلبي من العملاء أن يتشاركوا معي شاشاتهم لبضع دقائق أثناء استخدامهم لمُنتجنا، وساعدنا ذلك في تحديد نقاط هامة حسّنت من معدل التحويل بشكل خاص، ومن تجربة المستخدم بشكل عام. يمكنك أيضًا أن تستخدم أدوات مثل Inspectlet لكي تفهم جلسات مستخدميك بشكل أفضل وترى أين يقضون أكبر أوقاتهم في تطبيقك. تطوير العملاء Customer Development قررت في السنة الماضية أن أكلّم كل عميل لدينا، وقد كان أحد اﻷشياء التي استغرقت وقتًا كبيرًا مني كمؤسس للشّركة النّاشئة، لكنها أحد أفضل استثمارات وقتي، وﻻ زلت أقوم بهذا إلى الآن، وﻻ أعتقد أني سأتوقف عن هذا قريبًا. وقد أدهشني ما تعلمته من تلك الخطوة، فقد فهمت معاناة من وجد مشاكل في المنتج بشكل أفضل، وعرفت ما نحتاجه لتقليل معدل انحسار العملاء وزيادة بقائهم، كما اطلعت على "الكلمات" التي تهم الناس. وإنك إذا فهمت الكلمات المفتاحية التي يستخدمها عملاؤك (على سبيل المثال، فإن كثيرًا من العملاء سألونا عن المرشحات "filters" في حين أننا نسميها قواعد "rules" في Groove)، فسوف تستطيع، كما فعلنا، أن تحسن معدل تحويلك ﻷن مُنتجك يظهر بشكل أوضح وأبسط لعملائك. الدعم الاستباقي Proactive Support إن خدمة العملاء الممتازة هي إحدى أكبر القوى الدافعة خلف نجاح العملاء، وهي تلك التي تخرج العميل من مشكلته بشكل ﻻ يرضيه فحسب، بل يجعله سعيدًا إلى الحد الذي يقرر معه متابعة استخدام المنتج. لهذا فإني أقضي وقتًا كبيرًا في متابعة الدعم الفني بنفسي، ولهذا أيضًا فإننا نتواصل بشكل استباقي مع من نستطيع التّواصل معه من عملائنا كي نعرف المواضع التي يحتاجون فيها إلى مُساعدة. رسائل إجرائية وإضافة إلى الدعم الفني الشخصي، فإننا نؤَتْمِتُ بعض رسائل الدعم بناءً على ما يفعله المستخدمون، أو ما ﻻ يفعلونه، فمثلًا، حين يسجل مستخدم في Groove لكنه ﻻ يستخدم التطبيق لعدة أيام، فإنه يستلم رسالة متابعة مثل هذه: ترجمة الصورة: لقد عادت هذه الرسالة وأمثالها بمئات المستخدمين الذين يصطدمون بعائق ما في أول استخدامهم للتطبيق. كيف تطبق هذا في شركتك الناشئة تتغير مقاييس نجاح العملاء اعتمادًا على نوع الشركة ومجالها، وما يناسبنا قد ﻻ يناسبك بالضرورة، لكني آمل أن تلهمك هذه اللمحة عن كيفية تفكيرنا بنجاح عملائنا لتبدأ متابعة عملائك بنفسك، وأن تعطيك بعض الأفكار عن زيادة نجاحهم. ترجمة -بتصرف- للمقال How We Measure and Optimize Customer Success Metrics in Our SaaS Startup لصاحبه Alex Turnbull.
-
- 1
-
- تهيئة المستخدمين
- انحسار المستخدمين
- (و 4 أكثر)
-
لعلك لن ترى عبارة "مصمم مستقل" في حسابي على لينكدإن، لكن ذلك ﻻ ينفي حقيقة حملي لهذا المسمى الوظيفي بالفعل، بالتحديد منذ أن كنت في السابعة عشرة. ذلك أنه أتاني أول مشروع مدفوع لي حين كنت في الثانوية، عن تصميم ثلاثي الأبعاد، ثم أتت الفرصة كي أعمل على تصميم نماذج Models ﻵلة في مشروع لشركة ناشئة زراعية، كما نفَّذت أعمالًا ﻷصدقائي أيضًا، عائلتي، وجيراني. ودعني أقول لك بفخر أني ارتكبت كل خطأ يمكن ارتكابه، ويسعدني أن أشاركك بعض الدروس المهمة التي تعلمتها من عملي كمصمم مستقل لخمسة عشر عامًا. 1. قم باﻷمر مجانا أو اطلب أجرك كاملا "أريد منك خدمة صغيرة يا صديقي" "وكم تبلغ التكلفة إن كانت لصديقك؟" "ستكون مشهورًا، إن الأمر يستحق ذلك" "لن تأخذ منك أكثر من خمس دقائق" ربما تبدو لك تلك العبارات مألوفة إن كنت تعمل مع أشخاص تعرفهم، فإنهم يحاولون استنزاف أقصى طاقتك تحت ستار العلاقة بينكم، إنها إحدى الحقائق الصادمة عن العمل مع وجوه مألوفة، فهم يريدون أفضل ما يمكنهم الحصول عليه، لكن بأقل تكلفة ممكنة. والمفارقة أنك حين تخصم من أجرك ﻷجلهم، فإن ذلك لن يمنعهم الشّعور وكأنهم دفعوا أجرك كاملًا، وبالتالي يتوقعون منك أفضل جودة ممكنة. لكنك تشعر من الناحية الأخرى أنك قد ظُلِمت، فإن هذا الثمن البخس ﻻ يساوي مقدار العمل الذي ستقوم به. لذا إليك الآن ما عليك فعله: إما أن تنجز مشروعهم مجانًا ودون مقابل، وإما أن تطلب أجرك كاملًا. فإن صديقك سيعلم أنه في آخر أولوياتك إن نفّذت مشروعه مجانًا، ولن يستطيع أن يطالبك بالكثير، فأنت تستطيع أن تقول له في أي لحظة : “اسمع، علي إنهاء هذا أولًا، فورائي عمل حقيقي أدفع إيجاري من ربحه"، أو "ﻻ يمكنك طلب كل هذا من أجل خدمة أقوم بها مجانًا من أجلك”. أما في حالة طلبك ﻷجرك كاملًا منهم فقد يطلبون الكثير على الأرجح، لكنك على الأقل في تلك الحالة لن تخسر مالًا من أجرك، وستعاملهم بمهنية تمامًا مثلما تعامل أي عميل آخر لديك. وبالنسبة لي حاليًا فإني أحاول تفادي إنجاز مشاريع لأصدقائي أو لعائلتي، فلا أريد أن أخاطر بإفساد علاقتي معهم بسبب خلاف قد يطرأ لأي سبب. لكنك أحيانًا ﻻ تستطيع تفادي هذه المشاريع، ﻷنك تحب صديقك/قريبك هذا أو أنه في حاجة للمساعدة بالفعل، ففي تلك الحالة، ﻻ تخصم لهم من قيمة العمل، بل كما قلت لك، إما أن تقوم بالعمل مجانًا أو بكامل قيمته. 2. بادر بالتسويق لنفسك قبل أن تحتاج ذلك يظن الناس أن التسويق شيء تقوم به حين يكون معرض أعمالك جاهزًا و"كاملًا"، فعادة ما تسمع أشياء مثل "سأبدأ في التسويق لنفسي في غضون شهرين، حين يكون معرض أعمالي جاهزًا". والحق أن هذا خطأ كبير تعلمته بنفسي حين حاولت التسويق لتطبيق آيفون كنت قد بنيته، لكني لم أسوّق له إﻻ لما أصبح جاهزًا. وذلك ينطبق على أي تحدٍّ تسويقي: يجب أن تبدأ التسويق قبل أن يكون لديك شيء تبيعه. لتوضيح ذلك المبدأ، لنقل أنك موظف في شركة ما، لكنك تخطط للاستقالة والبدء بالعمل الحر في خلال ستة أشهر، فلا تنتظر حتى آخر يوم من وظيفتك لتكتب على فيس بوك "لقد استقلت من وظيفتي لأعمل بشكل مستقل، فلترسلوا إلي مشاريعكم!”، فستجد صعوبة كبيرة في دفع إيجارك في الشهر التالي إن كانت تلك خطتك. إنني أعلم أننا معاشر الشباب قد ﻻ نستطيع التخطيط لست أشهر مستقبلية، ناهيك عن عشر سنوات. إننا نريد أن يحدث كل شيء دفعة واحدة، غير أن ذلك ﻻ يحدث في الحقيقة. لقد بدأت بالتدوين منذ عامين لمجرد المتعة، وليس بهدف التسويق لنفسي. وها قد بدأت النتائج بالظهور بعد هذين العامين، فإني أتلقى عروض عمل بشكل أسبوعي تقريبًا دون أي جهد مني، بل إني ﻻ أملك حتى معرض أعمال على الإنترنت. ما أريد قوله أن تبدأ في التسويق لنفسك في أسرع وقت ممكن، ثم سترى النتائج في غضون بضعة أشهر. إن الأمر يستغرق وقتًا والتزامًا كي تبني اسمًا لنفسك، لكن اﻷمر يستحق كل ذلك العناء. 3. قل "ﻻ" لعملائك دائمًا ما أجيب بالموافقة على أي شيء، فأنا شخص طيب القلب على أي حال، وأحب بالتأكيد أن يدفع الناس لي لقاء أعمالي التي أنفذها لهم، رغم أني أكره مواجهة الناس. لديك مشروع لي؟ هل أنت مستعد لدفع المال من أجله؟ حسنًا إذًا، موافق. لم يعجبك تصميمي؟ تريد تصميمًا آخر؟ طيب، ﻻ بأس. وقد انتبهت أني أبالغ في تلطفي مع الناس على حساب مصلحتي الشخصية، فكما ترى فإني أكره مواجهة الناس في صدامات شخصية، وإنك إذا أكثرت علي في أمر ما فإني سأنهار. لكني تعلمت بالطريقة الصعبة على مدار السنين أن سياسية "متوافق مع كل الناس" ﻻ تؤتي أكلها دائمًا، على الأقل لا تنجح معي أنا. فقد أنجزت الكثير من المشاريع الحرة حتى حينما كنت أعمل بدوام كامل في استديو، ورغم أني لم أكن في حاجة للمال، لكني لم أستطع قول "لا" أمام أي عرض مصحوب بأجر مادي. ثم انتبهت بعد مدة إلى أن اﻷمر ﻻ يستحق العناء، فحين تعمل في كل ليلة وفي العطلات الأسبوعية، فإن الأمر يستبدل حياتك الشخصية شيئًا فشيئا. لذا فإن حياتك ستصير أفضل بدون هذا العمل الإضافي إن لم تكن في حاجة إلى مزيد من المال من أجل ديون أو فواتير عليك دفعها، ولتتوجه بدلًا من ذلك إلى توفير وقت فراغ لنفسك. وهل تعلم أن في تلك اللحظة التي تقول فيها "ﻻ" لعملائك، فإنهم يبدؤون في معاملتك بشكل مختلف؟ فقد توقفت عن التسوّل من أجل المشاريع، وسيقف من يريد العمل معك في صف انتظار لتحديد معاد يناسبك. بشكل عام، فإن ذلك الأسلوب الجديد سيغير من الطريقة التي يراك الناس بها ويتعاملون معك. هناك سبب آخر يدفعك إلى أن تقول "ﻻ" لعملائك، وهو حين ﻻ يثير المشروع اهتمامك، فلا تنس أن المشاريع التي تعمل عليها هي التي ستكون في معرض أعمالك، وتلك الأعمال ستأتي لك بعملاء على نفس شاكلتها، بمعنى آخر، فإن المشاريع السيئة تجذب عملاء أسوأ. وماذا عن قول "لا" في أعمال التصميم؟ لعلك تستسلم على الأرجح إن لم تكن تحب المواجهات مثلي، إن لم يُعجَب العميل بتصميمك، وتقول لنفسك "ﻻ يهم، إن كان هو نفسه يريد تصميمًا رديئًا". إﻻ أن تلك مشكلة كبيرة أخرى ﻻ يكاد ينتبه إليها أحد، فلا تنتج تصميمات أنت غير مؤمن بأنها رائعة، فإن هذا مرة أخرى هو معرض أعمالك أنت. وكما أن قولك "ﻻ" للأموال التي تأتي من نوعية المشاريع التي تحدثنا عنها في أول المقال، فإن رفضك للعملاء الذين يطلبون تصميمات رديئة سيجعلهم يعاملونك بشكل مختلف أيضًا، تمامًا كما في حالة المال. اقرأ أيضًا: لماذا تعد "لا" الكلمة الأقوى بين مفردات من يعملون لحسابهم الخاص؟ 4. حدد توقعات عملائك إن أغلب المشاكل التي تحدث بين المصممين والعملاء يمكن حلها بوضع توقعات مشتركة بينهم: فمثلًا، يمكنك جدولة كل شيء (من المعطيات التي يوفرها العميل، الاجتماعات، وحتى نهاية المشروع). المال (مقداره، ومتي سيتم دفعه). وسائل التواصل (متى وكيف ستتواصل مع عميلك، كيف ستطلبون التعديلات، وكيف ستطبقونها وتستعرضون نتائجها). صورة المخرجات النهائية (ما المطلوب فيها، بما في ذلك نوع الملفات التي يحتاجها المطور developer). التوابع والعواقب (ماذا سيحدث إذا وقعت مشاكل أو تعارضات، لن نعمل معًا مرة أخرى، .. إلخ) إذا قمت بتحديد تلك التوقعات بشكل سليم، بما في ذلك العقد المكتوب بينكما بشكل يضمن حقوق كل منكما (أنت وعميلك)، فستوفر الكثير من الوقت الذي تقضيه في معالجة تلك الأمور، فلن تقلق حينها إذا حدث شيء ما إذ أنك قد حددت مسبقًا ما عليك فعله. ضع في ذهنك أن العقد الذي تمت صياغته جيدًا سيضمن حقوق كلا الطرفين، وإن هدفك كمصمم مستقل أن تتعامل مع خوف العميل وتعطيه انطباعًا أن كل شيء سيسير على ما يرام. بالمناسبة فإن هذه النقطة الأخيرة ليست للمصممين المستقلين فحسب، بل للمصممين الذين يعملون في شركات ولديهم مدراء يرأسونهم أيضًا. 5. ﻻ تنس أخذ نسخة احتياطية من عملك رغم أن الأمر واضح كالشمس إﻻ أننا ننسى أحيانًا فعل ذلك، لذلك أنا أذكّرك الآن أن تأخذ نسخة احتياطية من عملك. هل تذكر ذلك المشروع الذي عملتُ عليه حين كنت في السابعة عشرة، لقد أصيب حاسوبي بعدها بأربعة أشهر بفيروس عاث فيه فسادًا (نعم، إنها أيام ويندوز السعيدة!). واضطررت إلى البدء في العمل من الصفر مرة أخرى، لكن دون أن يدفعوا لي مقابل تلك الساعات الإضافية بالطبع. أسد لنفسك معروفًا وتأكد أن لديك نسخة احتياطية من كل شيء مهم، وقد صار الأمر سهلًا هذه الأيام بوجود خدمات النسخ الاحتياطي المنتشرة. ترجمة -بتصرف- للمقال Things I've Learned as a freelance Designer لصاحبه Ran Segall.
-
هل تصدق أن تقنية تسعير واحدة قد غيرت مقدار المال الذي أكسبه؟ وليس ذلك فحسب، بل جعلت عملائي سعداء أيضًا!، دعني أشرح لك الأمر. في السّابق، كنت أقود سيارتي كل يوم إلى مقر عملي الذي يبعد عني نحو 45 دقيقة، وأستغل ذلك الوقت في الاستماع إلى الكتب الصوتية في السيارة. وكنت أستمع فيها إلى دروس للإسبانية وبودكاست عن الطهي وتاريخ القرون الوسطى، كما كنت أستمع إلى كتب عن إدارة الأعمال. لم أكن على استعداد ﻹنفاق 100 ألف دوﻻر في السنة للحصول على درجة ماجستير في إدارة الأعمال، ففضّلت أن أستمع إلى دورات عن إدارة الأعمال ذات عناوين مضحكة، مثل "ماجستير إدارة أعمال في يوم واحد" أو "ماجستير إدارة الأعمال الشخصي". يفترض بهذه الكتب أن تكون بديلًا عن ماجستير إدارة الأعمال الغالي جدًا، ويمكنك أن تتعلم حقًا من أمثال هذه الكتب، فمثلًا، كان أحد فصول تلك الكتب يدور حول التسعير، وأنك يجب أن تعطي عميلك ثلاثة عروض تسعير مختلفة. ماذا؟! كنت أعرف بالفعل أن هناك ثلاثة طرق لتسعير أي منتج: ارفع تسعيرك واطلب الكثير أملًا أن تحصل من عميلك على عرض بشكل أو بآخر. بع خدماتك بشكل رخيص، هذا سوف يجعل عميلك سعيدًا لكنك ستخسر في النهاية لضياع مجهودك مقابل ثمن زهيد. توصَّل إلى حل وسط بين الخيارين السابقيْن، دون أن يخسر أحدكما كثيرًا أو يكون سعيدًا للغاية أيضًا. مميزات التسعير بثلاثة خيارات مختلفة هل سمعت باسم دان أريلي من قبل؟ إنه خبير في الاقتصاد السلوكي (فرع من الاقتصاد يحلل العوامل النفسية التي تدفع الناس إلى اتخاذ قرار شراء/بيع معين أو سلوك بعينه). لقد أجرى دان بعض الأبحاث عن هذه التقنية في التسعير بعدما رأى إعلانًا في صحيفة The Economist يعرض الاشتراك في الصحيفة، إذ بدا ذلك الإعلان مريبًا إليه، وقد كان هكذا: خيار أ - اشتراك أونلاين مقابل 59$ خيار ب – اشتراك ورقي مطبوع مقابل 125$ خيار ج – اشتراك مطبوع+أونلاين مقابل 125$ هل انتبهت كيف أن الخيارين الثاني والثالث بنفس السعر؟، حاول أريلي أن يكتشف السبب الذي دفع The Economist أن تختار هذه التقنية الغريبة في التسعير، فقرر إجراء تجربة على مئة طالب في MIT، حيث طلب منهم أن يختاروا أحد الخيارات السابقة في اشتراك الصحيفة، وخرج من التجربة بما يلي: 84% من الطلاب اختاروا الخيار ج. 16% من الطلاب اختاروا الخيار أ. عدد الطلاب الذين اختاروا الخيار ب ...؟ صفر!. هذا رائع بالتأكيد بالنسبة للصحيفة، لكن لماذا لم يختر أي طالب الخيار ب؟ ربما يكون السؤال الصحيح هو لماذا قد يختار أي أحد الخيار ب، إذا كنت ستحصل على قيمة أكبر بنفس السعر من الخيار ج؟ طيب لماذا ﻻ نتخلص من الخيار ب إذا لم يكن يختاره أحد؟ أﻻ يُعَدُّ زائدًا عن الحاجة؟ .. كلا، إطلاقًا. لمّا حذف أريلي الخيار ب ووضع الطلاب أمام خيارين فقط: أ. اشتراك أونلاين مقابل 59$ ب. اشتراك أونلاين+ مطبوع مقابل 125$ كانت النتيجة أن 32% فقط من الطلاب اختاروا الخيار الأغلى، وهذه نسبة قليلة مقارنة بنسبة 84% في المرة السابقة، حيث كان الخيار ج في المرة اﻷولى مماثلًا للخيار ب في المرة الثانية، وهنا يكون السؤال الذي ينبغي أن نطرحه هو: لماذا هذا التغير؟ إن سبب التغير هنا هو الخيار اﻷوسط. لقد وجد أريلي أن الخيار الأوسط وُضِع من أجل أن يجعلنا نشعر بأننا قمنا باختيار أفضل إذا اخترنا الخيار ج، إذ أننا نحصل على قيمة أكبر مقابل نفس السعر. لقد رفعت هذه الخيارات الثلاثة ربح الصحيفة أعلى من لو كانت وضعت أمام القراء خيارين فقط. إذًا فقد علّمنا أريلي أننا ﻻ نحكم بمنطقية في هذه اﻷمور، وأهم من ذلك أنه أرانا أهمية أسلوب "مستويات التسعير الثلاثة". أسعد عملاءك إن نجاح هذه التقنية يرجع لعدة أسباب، أولهم أن الأمر نفسيّ بحت، فإن عميلك يريد أن يشعر أن القرار بيده، فقد يكون مديرًا أو صاحب شركة أو تجارة، أو حتى عاملًا مستقلًا، لكن في كل الأحوال فهو يريد أن يشعر أنه صاحب قراره، ألسنا كلنا نريد ذلك؟ وماذا يريد المدراء وأصحاب الأعمال سوى إصدار الأوامر وصناعة القرارات؟ فذرهم إذًا يختارون من الخيارات التي تعجبك. إنك إذا أعطيتهم خيارًا واحدًا -كما يفعل المستقلون عادة- دون أن يكون لديهم مساحة يختارون فيها، سيضعون تسعيرك أنت في مقارنة مع تسعير منافس لك، ربما يكون مستقلًا آخر يريد الفوز بهذا المشروع. لكن حين تعطيهم ثلاثة خيارات يختارون منها فإنهم يقارنون بين الثلاثة ثم يقع قرارهم على الذي يروْنه مناسبًا لشركتهم أو منتجهم، أي سيتخذون قرارًا يناسب ظروفًا ربما لم تكن مدركًا لها. لكن كيف أستخدم هذه التقنية في التسعير ﻷكسب مالا أكثر؟ كيف تختار مستويات التسعير؟ ماذا تضع فيها، وماذا تزيل منها؟ كيف تستغل هذه التقنية في كسب المزيد من المال؟ لنقل أن عميلًا لدي يريدني أن أصمّم له متجرًا إلكترونيًا ليبيع فيه أزياء للقطط، فإني حينها سأضع له ثلاثة مستويات تسعير على النحو التالي: خيار أ: متجر أزياء القطط اﻹلكتروني -> س$ خيار ب: خيار أ+ نسخة للهواتف المحمولة من المتجر الإلكتروني -> س$+ مبلغ إضافي من المال. خيار ج: خيار أ+ خيار ب+ تصميم لبعض أزياء القطط -> س$+مبلغ إضافي آخر. هل ﻻحظتَ ما فعلتُ لتوي؟ لقد زدت مقدار العمل على نفسي، وللعميل حرية الاختيار هنا بين أن أبني له نسخة للهواتف من متجره اﻹلكتروني أو أن أصمم له بعض التصميمات ﻷزياء القطط في متجره، كما يمكنه بالطبع أن يختار الخيار الأول، والذي راسلني بخصوصه بادئ الأمر، لكنه مرة أخرى، قد يرغب في المزيد بالفعل. ودعني أخبرك أمرًا. عملائي دائمًا يختارون الخيار الثاني أو الثالث. ترجمة -بتصرف- للمقال Awesome Pricing Technique For Writing Design Proposals لصاحبه Lior Frenkel.
-
إن معرفة اﻷسباب التي دفعت عملاءك لإلغاء اﻻشتراك في خدمتك مؤلمة ﻻ ريب، لكنها رغم ذلك مهمة. إليك اﻵن كيف عرفناها نحن في شركتنا النّاشئة. لقد كان اﻷمر مُرًّا علينا، لم يكن سهلًا أبدًا، فلم نستطع التعامل مع العِلل البرمجية المستمرة، وبدا واضحًا أن التطبيق لم يكن جاهزًا للاستخدام في أوقات الذروة. وكمؤسس للشّركة النّاشئة، فإن أكثر ما يؤلمني هو سماع أحدهم ينتقد مشروعي الصغير، خاصة تلك الانتقادات الحادة المؤلمة من عميل قد خذلته. كنت سيئًا جدًا في التعامل مع أي شيء سلبي يقال عنا في بداية شركتنا النّاشئة، فقد كان يجرحني بعمق، وكنت أسمح لهذا النقد أن ينال مني، رغم أن كل شيء في Groove وقتها كان يستحق النقد. بل إن الأسوأ من ذلك أني لم أفعل شيئًا لجمع وقياس هذه الملاحظات التي كنت أتلقاها في شكل منظَّم بحيث أستفيد منها. وﻻ يمكنك أن تتجاهل اﻷمر ببساطة، فلا يزال مؤلمًا إلى الآن أن تسمع أحدهم وهو يتحدث عن موضع خذلته فيه، لكن جمع تلك الملاحظات والاستفادة منها بات السبب الرئيسي لتطور Groove المستمر. ولقد استطعنا أن نزيد من رضى العملاء وبقائهم، واستمرار نمو Groove، بل وحتى إعادة بعض العملاء الذين تركوا خدمتنا، من خلال قياس الملاحظات التي نجمعها من العملاء الذين يتركون الخدمة ومن خلال اختبارها بشكل متكرر (والتصرف حيالها بالتأكيد). استبيان خروج العملاء لم يكن لدينا في البداية نظام لجمع الملاحظات من العملاء الذين يغلقون حساباتهم، لكن بعدما رأيت تطبيقات ﻻ حصر لها تستخدم استبيان خروج للعميل الذي يترك الخدمة Customer Exit Survey، قررت أن أجرب اﻷمر. ولقد درسنا عشرات الاستبيانات قبل أن نضع واحدًا من تصميمنا الخاص. وكان استبياننا مكونًا من سؤال بسيط (لماذا ألغيت حسابك؟) مُرفقًا بقائمة منسدلة بالخيارات التي كنا نسمعها بالفعل من عملائنا، مثل أن الخدمة غالية جدًا، لم أستفد من Groove، استخدمت وسيلة مختلفة، وبعض الخيارات الأخرى. وأرسلنا هذا الاستبيان إلى كل عميل يلغي اشتراكه، بل إننا اختبرنا أربعة رسائل مختلفة ندفع بها الناس أن يتجاوبوا معنا، والنتيجة؟ لم يكمل أحد تقريبًا ملء هذا الاستبيان! كانت نسبة استكمال الاستبيان صادمة. فقط 1.3%!، وفوق هذا لم نجد أي فائدة عملية للبيانات التي جمعناها. لقد كانت الردود موزَّعة أمامنا بشكل يكاد يكون متساويًا بين الأسباب الثلاثة الرئيسية التي وضعناها في الاستبيان. وصار لدينا بعد هذا الاستبيان كمية قليلة من البيانات وﻻ شيء تقريبًا نتصرف على أساسه، غير أننا لم نكن قد انتهينا من الاختبارات بعد. فائدة: لقد رأينا أهمية جمع بيانات العملاء الذين يغادرون الخدمة رغم أننا لم نحصل على كثير من استبياننا الذي يحتوي إجابات مسبقة. ونحن ﻻ نذُمُّ هذا الخيار وﻻ تحذفه من قائمتك، فربما لم يصلح هذا اللون من الاستبيانات لنا، لكنه قد يصلح لشركتك أنت. أسئلة ذات نهايات مفتوحة قررنا بعد التفكير في كيفية الحصول على معلومات أفضل من استبيانات الخروج أن نضحي بهدفنا في جمع بيانات منظمة قابلة للقياس، ونظرنا بدلًا من ذلك في ما يقوله عملاؤنا السابقون حين ﻻ نعطيهم إجابات مسبقة، فأرسلنا رسائل بسيطة: ترجمة الرسالة في الصورة: وبدأنا أخيرًا بهذا الأسلوب في تلقي بيانات حقيقية وصالحة للاستخدام، وزادت نسبة الاستجابة نحو ثمان مرات لتصل إلى 10.2%. وجاءتنا ردود عن مشاكل وعِلل معينة لم يخبرنا بها عملاؤنا النشطون، عقبات وعوائق في تجربة المستخدم لم ننتبه إليها، أو قلة كفاءة في سير العمل لبعض الحالات لم نضعها إطلاقًا في حسابنا. وبدا لنا بأن هذا اﻷسلوب سيوصلنا حتمًا إلى نتيجة. فائدة: لقد وضعنا أيدينا على أطنان من البيانات القيّمة والصّالحة للاستخدام بمجرد إزالة الإجابات الجاهزة من استبيان الخروج. اختبار A/B بسيط كاد أن يضاعف معدلات التحويل لقد عزمنا على تحسين الاستبيان أكثر وأكثر، واختبرنا نحو ست صور مختلفة له، وفاز الشكل الذي رأيتموه في الرسالة باﻷعلى في النهاية، مع فارق بسيط، فبدلًا من "لماذا ألغيت اشتراكك؟”، وضعنا هذه الصيغة "ما الذي دفعك إلى إلغاء اشتراكك؟”. إن هذا الفارق البسيط في تغيير أسلوب الرّسالة عاد علينا بضعف معدلات التحويل تقريبًا، فحصلنا من الصيغة اﻷخيرة على معدل ردود يُقدّر بـ19%. لم أستطع معرفة السبب بدقة ، إﻻ أني أظن أن الصيغة اﻷولى "لماذا ألغيت اشتراكك؟" تدفع المستخدم إلى اتخاذ وضعية الدفاع، وكأنه سؤال يستنكر ما قام به، في حين أن الصيغة الثانية "ما الذي دفعك لإلغاء اشتراكك؟" ﻻ تحمل تلك النبرة. فائدة: ليس المهم فقط أن ترسل الاستبيان، بل تحتاج أيضًا إلى تحسين سؤالك لكي تضمن أنك تسألهم الأسئلة الصحيحة بالشكل السليم، إن تغييرًا بسيطًا في بضع كلمات قد يصنع فرقًا هائلًا في الردود. المستوى التالي: مقابلات مع العميل الذي يترك الخدمة سمعت قبل زمن قصة جميلة عن الخبير العصامي (ورائد الأعمال العبقري) توني روبنز، وﻻ أدري هل كانت صحيحة أم ﻻ، لكني رأيت فيها درسًا مهمًا. فحين بدأ توني كمتحدث، كان يسأل بعض المستمعين بعد كل كلمة يلقيها سؤالين اثنين: ما الذي أحسنت في أدائه، وكيف يمكن أن أتحسن في المرة القادمة؟ وكان ينال بالتأكيد تلك الردود المنبهرة بأسلوبه من الذين يمنعهم حياؤهم أن ينتقدوه في وجهه، فيقولون عادة "لقد كان أداؤك حماسيًا ومنعشًا، لم أكن ﻷغير شيئًا”. لكن ذلك لم يُرضِ توني، فيدفعهم مرة أخرى بقوله: "أشكرك على ذلك، لكني لست بِتارِكك حتى تخبرني ولو شيئًا واحدًا أفعله بشكل أفضل في المرة المقبلة". إن توني لم يطلب منهم ملاحظاتهم، بل طالبهم بها مطالبةً، ولقد آتت هذه الطّريقة أُكلها، لإنه يستخدمها ليطور نفسه في كل مرة، وهو الآن أحد أنجح المتحدثين في العالم (وأعلاهم أجرًا). وأنا أعلم أنه من الصعب أن تكون متطلبًا في استبيان بريدي، لكني قررت التجربة على أي حال ﻷضع تجربة توني محل اختبار وتطبيق، فبدأنا نراسل العملاء الذين تركوا Groove، نطلب منهم مقابلة معهم لمدة خمس دقائق. وقد وعدناهم أننا لن نحاول بيع أي شيء لهم، وإنما أردنا فقط أن نتعلم كيف نطوّر Groove ونحسّنه. وبينما لم يكن مستوى الردود كبير (نحو خمسة بالمئة)، فقد حصلنا على بعض المحادثات القيّمة وكثير من الملاحظات الصادقة من عملائنا السابقين الذين لم يعطونا إجابات صريحة من أول مرة، لقد نجح أسلوب توني بالتأكيد. لكننا لم نعد نستخدم ذلك الأسلوب في الوقت الحالي، فإننا لم نجد فارقًا كبيرًا مقارنة باستبيان الرسائل المفتوحة، إضافة إلى أن الأمر يتطّلب موارد مادّية وبشرية للقيام به. لكني سعيد على أي حال أننا تمكنا من تجربتها، ومتأكد أنها ستؤتي أُكلها مع الشّركات التي لديها أعداد صغيرة من المستخدمين (مثل الشركات الاستشارية والوكالات). فائدة: طلب ملاحظات في محادثة مباشرة أمر ناجح بالتأكيد، اعتمادًا على نوع نشاطك التّجاري وشركتك، لقد حصلنا على قيمة كافية من استبيان البريد المفتوح بحيث لم تمثّل لنا المحادثات المباشرة قيمة إضافية، لكنها قد تناسبك أنت. كيف تطبق ذلك في شركتك لقد تمكنّا من إجراء الكثير من التعديلات والتغييرات واﻹصلاحات في Groove، بما أننا بدأنا استبيان الرسائل المفتوحة منذ قرابة ثمانية أشهر، فقد تحسن مقياس بقاء المستخدمين إضافة إلى العديد من مقاييس الدّاخلية، كنتيجة لهذه التغييرات. بل إننا بدأنا اختبار حملات استعادة لعملاء سابقين بعد أن أصلحنا المشاكل التي تسبّبت في تخّليهم عن مُنتجنا. إن تلقي النقد أمر صعب، لكنه أحد أنجح الطرق التي تطور منتجك بها، وسيكون اﻷمر سهلًا عليك باستخدام الاستبيانات ذات النهاية المفتوحة. فإذا لم تكن تقوم بهذا بالفعل، فإني أشجعك أن تجرّبها، وإذا كانت تجربتك مشابهة لنا، فسترى كيف أنها ستعطيك الكثير من المعلومات التي تساعدك على حفظ عملائك الحاليين. ترجمة -بتصرف- للمقال How We Grew Our Customer Exit Survey Responses by 785% لصاحبه Alex Turnbull.
-
هذا المقال عبارة عن ترجمة -وبتصرف- للمقال The Emergency Survival Manual For Freelancers لصاحبته Shayna Hodkin. صحوت قبل عدة أشهر على ألم شديد بالكاد استطعت التنفس معه، بعد أن قضيت ليلة أعاني من تقلصات حادة في بطني، فقفزت بسرعة في سيارة أجرة إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى، حيث تم تشخيص حالتي بأنها حصوات في الكلية. كنت وقتها في منتصف اﻷسبوع، ومُجهَدة من كثرة العمل، بدون حاسوبي، ودون دفتري، وبالتأكيد دون أن أنبّه عملائي مقدّمًا عن هذه الإجازة التي على وشك أن آخذها أنا وكُليَتي اليمنى. وكان أفضل ما بيدي هو مراسلتهم برسائل أسَفٍ مستفيضة ثم أغلق هاتفي. من الصعب أن يجادل أي أحد مستقلًا في مستشفى، فلا يتوقع أحد منك أن تعمل وأنت موصول بمحقنة وريدية، لكن ماذا لو كانت حالتك غير تقليدية؟، فقد ﻻ يكون اﻷمر حصوة في كليتك بالضرورة، بل يمكن أن يكون والدك أو طفلك المريض، أو حيوانك اﻷليف، أو حتى زوجك. بل قد يكون اﻷمر متعلقًا بسيارتك التي تعطلت، أو تلك اﻷيام التي يكاد العالم حولك ينهار فيها لكن ﻻ زال عليك أن تنهي المليون مهمة التي لديك! إنها تلك المشاكل التي تأتيك بغتة، إن أردت وضعها في صورة عامة. لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف تعمل بدوام كامل رغم هذه الظروف؟ كن مستقلا أمينا إن أول خطوة للخروج من كارثة تمر بها هي أﻻ تتظاهر أنك بخير. دعنا نعود إلى كليتي قليلًا، فقد راسلت -من غرفة الطوارئ- أكثر عميلين ألتزم بأعمال ذات أولوية لهما، أخبرهما أن الأطباء أوصلوني بمحقنة وريدية تمدني بمسكنات للألم، بسبب قصة ربما لا يرغبون بسماعها، غير أني سأظل أرسل لهما تحديثات بالعمل وبحالتي الصحية. وقد أخبرتهما بتشخيص حالتي بدقة فور أن أخبرني الطبيب بها، وبأني سأخرج من المستشفى يوم الجمعة تقريبًا، وأعود للعمل يوم الاثنين، وحينها يمكننا أن نتحدث جديًا بشأن العمل. أما العملاء الذين أنهيت طلباتهم بداية الأسبوع، فإني لم أرسل إليهم تحديثات حالتي أولًا بأول عبر الهاتف؛ بل أرسلت إليهم بلاغًا واضحًا عبر البريد يفسّر حالتي الطبية، وأني كنت طريحة الفراش، ووعدتهم بإرسال تحديثات في الأسبوع التالي. إن كل ما يود عملاؤك معرفته هو أنك لم تمت بعد، وأنك لم تنس أعمالهم. ولْتَعلَم أن مواعيد التسليم في مجال العمل الإبداعي ليست مصيرية، بعكس صحتك، إذ أن جسدك يحتاج إلى الراحة أيضًا، ويجب أن يتفهم عملاؤك ذلك. إن المستقل سليمُ البدنِ مفيد أكثر من طريحِ الفراش. معرفة من يقف إلى جانبك لقد كان العميل س -أحد الاثنين الذيْن أبقيتهما على اطلاع بحالتي الصحية- مصدر سعادة ودعم لي في فترة الفوضى الطبية الذي عشتها، أما اﻵخر، العميل ص، فقد كان ذلك الكابوس الذي يخشاه كل مستقل. وقد اعتمد علي كلا العميلين في تسليم مهمات كبيرة، ولم أستطع تسليمهما أي من ذلك بينما كنت طريحة الفراش. لقد كان العميل س بمثابة حلم لي، فقد بادرني حين أخبرته بحالتي بالسؤال عما أحتاجه وكيف يمكنه مساعدتي. وقد تابع حالتي أولًا بأول بينما كنت أتعافى، وراعى قدرتي المحدودة على التعامل مع ضغط العمل حينها، يمكن القول أنه كان يدللني. بينما كان رد العميل ص حين أخبرته بتشخيص حالتي هو "جيد، يبدو أن لديكِ وقت فراغ كبير اﻵن، هل يمكنكِ أن تراجعي بعض النصوص التي كتبتها؟". أخبرته بعد أن امتصصت هذه الصدمة أني لن أستطيع العمل حتى أخرج من المستشفى، ويمكننا التحدث حينئذ. ووجدت نفسي من تلك اللحظة إلى حين تم وضعي على ﻻئحة الخروج من المستشفى أتجاهل اتصالاته الهاتفية، وأرد عليه باستمرار عبر نصائص نصّية قصيرة أني ﻻ أستطيع العمل في الوقت الحالي. ثم اكتشفت حين عدت إلى العمل يوم الاثنين أنه قد فسخ عقدي معه، ﻷن مشروعه كان ذا "أولوية قصوى" وأنه يحتاج إلى شخص لن يختفي فجأة. إن العميل الذي يريدك للعمل معه على المدى الطويل، يريدك دومًا أن تكون ملتزمًا معه وبصحة جيدة. وبرغم أن ذلك ﻻ يعني أن تستغل كل فرصة ﻷخذ إجازة بداعي الحفاظ على إنتاجيتك، لكن على اﻷقل فإن الأمور الطارئة التي تمثل لك نقاط ضعف ستكون استثناءً مقبولًا. إعداد نفسك للفوز رغم أن أن الطوارئ ﻻ يمكن الاستعداد لها، إﻻ أنك تستطيع أن تجهز عملاءك وتجهز نفسك للأحداث غير المتوقعة. وأول خطوة لفعل ذلك هي بناء ثقة عمياء بينك وبين عملائك. وإن أول أركان بناء علاقات طويلة الأمد مع عملائك هو التأكد أنهم يثقون بك أنت، وليس فقط بمهاراتك، فإذا وثقوا بك فسيكون من السهل أن تأخذ بضعة أيام كإجازة تعالج فيها أحداثك الطارئة في هدوء. أما إذا وجدت نفسك تخشى أن تخبر عميلًا أنك مريض، أو أن هناك طارئًا يهدد حياة أحدهم، فقد حان وقت إعادة تقييم علاقتك مع هذا العميل، هل القلق موجود من ناحيتك أنت فقط، أم من ناحية عميلك، أم موجود لدى كليكما؟ لقد وثق بي العميل س ﻷني كنت أمينة وواضحة معه، ولطالما كنت (وسأظل) مستعدة للعمل معه، وهو يعلم كيف يجدني في أي وقت تقريبًا. كما أن لديه شركة قائمة بالفعل ومستقرة، فلن يحدث شيء غريب أو غير متوقع في هذه الأيام الخمسة، لذا لم يجادلني كثيرًا حين أخبرته أني أحتاج بعض الوقت للراحة. أما العميل ص فكان حديث عهد ببدء الشركات، فلم يمض وقت طويل على بدء شركته، بل كان حينها على بعد أسبوع من إطلاق حملته البريدية اﻷولى (والتي كنت أنا مسؤولة عنها)، وقد كان الإجهاد الناتج من اﻹعداد لمدة ستة أشهر لإطلاق هذه الحملة إضافة إلى مَرَضِي أكبر من أن يستطيع السيطرة عليه. والخطوة الثانية هي أن تتأكد أنك تسبق دائمًا بخطوة، فبالنهاية ستعود للعمل بشكل أو بآخر، فهذه سُنّة الحياة على أي حال، فلتجعل هذه العودة للعمل أسهل على نفسك. فإذا استيقظت مثلًا على ألم مبرح ومرض مُقعِد، فتذكر أن اﻷمر سيكون أسوأ إن لم تستطع العمل على الإطلاق. لن تشلّ الطوارئ حركتك وﻻ عملك، لكن إن كانت تؤخرك عن إنهاء عملك كما يجب وفي وقته، فستشل حركتك عاجلًا أو آجلًا. ولقد أصبحت أكثر دراية بحالة شؤوني وعلاقاتي منذ أن مرضت، إذ علمت أن عملائي سيحتاجون أحيانًا أن يحصلوا على ملفات ومسوّدات في الوقت الذي أكون فيه غير متاحة، فصرت أكثر وعيًا بشأن ما علي إنجازه في وقته وبالحفاظ على شفافية عملي مع العملاء. وإنك حين تحافظ على ذلك الاتصال مع عميلك بصفة مستمرة بشأن الأهداف الصغيرة أو الكبيرة، فسيكون ذلك أسهل في تعاملهم مع أي مشكلة قد تظهر من ناحيتك، دون أن تحتاج لبذل الكثير من الجهد. وأما الخطوة الثالثة هي أن تدّخر أموالًا للطوارئ، فقد ﻻ تكفي أحيانًا كل استعداداتك وتحضيراتك المسبقة في دفع الضرر. الحقيقة المرة اعلم أن الحياة ﻻ تتوافق دائمًا مع العمل، فقد أخبروني أني سأحتاج إلى خمسة أيام للتعافي، وأُخرجت من المستشفى لكي أكمل فترة النقاهة في منزلي، لكنهم لم يخبروني بشأن خطورة العدوى التي قد تحدث، فتحولَت تلك الأيام الخمسة إلى ستة أسابيع من المسكنات والنوم. ولقد كان مقدار العمل الذي أنجزته في تلك الأسابيع الستة ضئيلًا جدًا، على عكس المبلغ الذي كان يجب أن يوضع في حسابي البنكي، فقد كان رصيدي في البنك هو ما يقلقني طيلة شهر ونصف، ربما أكثر من مواعيد التسليم التي أخَّرتها ومن فترات نومي التي زادت. لكن لم يكن يجب أن يكون اﻷمر هكذا أبدًا. إننا جميعًا نعمل من أجل المال، فلتدخر منه لإطار سيارتك الذي قد يُثقب، أو لسقف منزلك الذي قد يسرِّب قطرات المطر، أو لحصوات قد تتكون في كليتك، أو لمرض يصيب حيوانك الأليف. ثم بعد ادخارك لهذا المبلغ، ضع في حساباتك أن تدخر مالًا إضافيًا، فقد تحتاج يومًا إلى الترفيه عن نفسك بشراء مثلجات!. الدرس الذي تعلمته ضع كل شيء في نصابه وترتيبه الصحيح مسبقًا، ﻷنه حين يأتيك ذلك الوقت الذي تحتاج فيه إلى الراحة، فستريد أن ترتاح دون أن يعكر صفوك عارض ما. عليك أن تتأكد أن يعرف عملاؤك أهمية صحتك وقيمتها، لذا فلتحرص على أن تكون حاضرًا حين تكون صحيحًا معافى، ولتحرص أيضًا أن تكون أكثر مستقل من بين من حولك يمكن الوثوق به، حتى لو دفعك هذا للتأهب الدائم والعمل على قدم وساق. فلتقبل ما يمكنك قبوله من المشاريع، ولتنجزها على أكمل وجه، وإني أثق أنكم ستجتازون مصاعبكم أيها المستقلون.
-
عكف فريق المنتجات في فيس بوك بعد إطلاق خاصية "آخر الأخبار" News Feed على دراسة سلوك المستخدمين، ليعرفوا كيف يمكن حثُّهم على التفاعل والبقاء في الموقع أو العودة إليه مجددًا. ولاحظ الفريق أن هناك احتمالًا كبيرًا جدًا في بقاء المستخدم الواحد فترة أطول إذا استطاع تكوين 10 صداقات أو أكثر في 14 يوما. وقد افترض الفريق أن 10 أصدقاء مجتمعين يمكن أن يوفروا محتوى يكفي لإنعاش صفحة أخبار المستخدم وجعله يعود مرة أخرى إلى الموقع. لقد كان هذا العدد بالنسبة لفيس بوك "10 أصدقاء" عددًا سحريًا بكل معنى للكلمة، فرغم أن الآليّة التي تحكم الأمر لم تكن واضحة، إﻻ أن المستخدمين الذين كوّنوا 10 صداقات أو أكثر لم يتركوا الموقع بعد 14 يومًا. تكلفة الحصول على المستخدم CAC مقابل قيمة المستخدم الكلية LTV وقبل أن ندخل في تفصيل ماهية اللحظة السحرية وأهميتها، دعنا أولًا نذكر مبدأين مهمّيْن، وهما تكلفة الحصول على المستخدم أو جلبه ليستعمل خدمتك (Cost of Customer/User Acquisition (CAC، ثم قيمته كمستخدم مدى الحياة Life-Time Value (LTV) of a customer/user. ولشرح المبدأين ببساطة شديدة، فإن تكلفة الحصول على المستخدم CAC هي ما تدفعه لقاء جذب كل مستخدم جديد لخدمتك أو منتجك، أما قيمته مدى الحياة LTV فهي مقدار المال الذي تربحه من وراء كل مستخدم لخدمتك طالما بقيت خدمتك حية وعاملة في السوق، وطالما بقي مستخدمًا لها. تحتاج الشركة الناشئة كي تبني خدمة أو منتجًا حيًّا (قابل للنمو والاستمرار) أن تثبت أنها تستطيع الحصول على المستخدمين بأسعار عملية وغير مكلفة، وأنها تستطيع إبقاءهم لأطول فترة ممكنة. وهناك مجموعة من المعادلات والحسابات التي تؤكد أهمية استرداد تكلفة الحصول على المستخدم في غضون 12 شهرًا، وأن قيمة المستخدم يجب أن تكون 3 أمثال هذه التكلفة من أجل أن تكون الشركة ناجحة وفعّالة. و ﻻ يلبث اﻷمر أن يصير صعبًا بعض الشيء، فأنت هنا لا تحاول فقط أن تحصل على المستخدمين بسرعة، وإنما تريد أن تحافظ على هؤلاء المستخدمين. توجد شركات ناشئة تستطيع جذب المستخدمين ليسجّلوا في منتجاتها، لكنها لا تستطيع أن تحافظ عليهم، لأن المنتج ﻻ يحثُّهم على التفاعل معه أو ﻷنهم ﻻ يدركون حاجتهم إليه بعد أو ﻷن المنتج نفسه ﻻ يلبي حاجة للسوق، فيسجّل المستخدمون ثم لا يلبثون أن يغادروا بسرعة. إن قيمة المستخدم هنا صغيرة جدًا مقارنة بتكلفة الحصول عليه، لذا لا يمكن أن تكون الشركة مُربِحة، ولن تصمد طويلًا. اللحظة السحرية لكي نشرح مفهوم اللحظة السحرية، فإني أريدك أن تفكر في الأمر على هذا النحو: يمر كل مستخدم بسلسلة من الخطوات والأفعال منذ تسجيله في الخدمة إلى استخدامه للمنتج بأي شكل كان، وكل مجموعة من هذه الخطوات تمثّل حالة محددة. وبالتالي يمكن تصنيف كل مستخدم في حالة مختلفة حسب المسار التي يتخذه. إن اللحظة السحرية هنا هي حالة مميزة للغاية، فبمجرد أن يصل المستخدم إلى هذه الحالة، فإن احتمال تركه للخدمة أو المنتج يكون أقل بكثير. بعبارة أخرى: لهذا فإن اللحظة السحرية تساعد على استقرار الشركة. ربما يبدو التلخيص الأخير لها وكأنه تعريف مقلوب، وهو كذلك بالفعل. إن الفكرة أن تعمل بشكل عكسي من الحالة التي تريدها أو النتيجة التي تود الحصول عليها، وهي بالطبع مستخدم دائم للمنتج وقيمته عالية ومُربِح للشركة، ثم تنظر في المسار الذي يوصلك إلى هذه النتيجة وهذه الحالة. ألق نظرة على المخطط بالأعلى، في حالة فيس بوك، فإن المستخدم يسجّل في الموقع، ثم يعبث هنا وهناك، ولكن في النهاية، يكوّن 10 صداقات في خلال 14 يومًا. يصادف أن تكون هذه لحظة سحرية بالنسبة لفيس بوك، إذ أن المستخدم الذي يصل إلى هذه الحالة لا يترك الموقع لمدة ثلاث سنوات على الأقل. وبالتالي يمكننا القول إنّ حثَّ المستخدمين على تكوين 20 صديقًا يضمن عملًا مزدهرًا لفيس بوك. دعنا ننتقل الآن إلى مثال آخر، وهو Netflix (خدمة مُشاهدة الفيديوهات لدى الطّلب)، إذا سجّل المستخدم ولم يشاهد أية أفلام، فسيلغي اشتراكه ويترك الخدمة، يمكننا أن نضع تخمينًا للحظة السحرية بالنسبة لشبكة Netflix أنها تمثّل معدلًا محددًا من مشاهدة الأفلام بالنسبة للزمن، أي س فيلم في ص وقت. مثال: إذا شاهد المستخدم فيلمًا واحدًا على الأقل خلال 3 أشهر، فإنه سيظل يستخدم الخدمة لمدة عامين أو أكثر. يمكن تطبيق منطق اللحظات السحرية على أي نوع من الشركات، بما في ذلك مجال البرمجيات الموجّهة للشّركات. فمثلًا بالنسبة للخدمات والمنتجات الموجّهة للشركات (Business to Business (B2B، فإن اللحظة السحرية تكون أكثر تعقيدًا، ﻷن حدوث الصفقة ﻻ يمثل سوى الضغط على الزناد ﻹصابة اللحظة السحرية، لكنه ﻻ يضمن إصابتها. دعني أوضح الأمر بمثال، إذا استثمرت شركة "س" مالًا في صفقة حلول أمنية security solution، ثم لم تر عائدًا من هذا الاستثمار (Return On Investment (ROI، فستلغي اشتراكها بالتأكيد. هنالك نستطيع القول أن اللحظة السحرية التي تحول دون هجر العميل تحدث إذا أثبت المنتج منفعته للعميل، وأبقى ذلك على اشتراكه، ويجب اعتبار ذلك كمتطلبات لحدوث هذه اللحظة السحرية. كيف تصل للحظتك السحرية إن حيلتك لكي تجد لحظة سحرية في منتجك هي أن يكون لديك افتراض عن السبب الذي يربط المستخدم بهذا المنتج، ويبقيه مستخدمًا له بشكل دائم. ولكي تصل إلى هذا الافتراض، فإنك تحتاج أن تتصرف مثل العالِم في المختبر، أي تعتمد على حدسك في الوصول إلى ما تريد، لكن في نفس الوقت تكون مرنًا في كيفية الوصول إليه. فلتبدأ أولًا ببناء القمع القاعدي minimum funnel، حيث تصل كل حالة بالمستخدم إلى ما تظن أنه اللحظة السحرية، وابحث كثيرًا في السبب الذي يجعلك تظن أن هذه الحالة بالذات هي اللحظة السحرية لمنتجك أو لشركتك. بكلمة أخرى، لماذا قد يعود المستخدم إليك مرة أخرى، ما هي حلقة التغذية الراجعة Feedback Loop؟ ثانيًا، فكّر في هذا القمع لفترة زمنية معينة، تذكر أن الوقت الذي احتاجه المستخدم في فيس بوك للحصول على 10 أصدقاء كان أسبوعين أو 14 يومًا. فلتعرف أنت ما هو الوقت الذي يحتاجه المستخدم للوصول إلى هذه اللحظة السحرية؟ إن اللحظات الأولى من الاستخدام حرجة جدًا، ذلك اليوم الأول، والأسبوع الأول، إذ أن دورة انتباه المستخدم قصيرة جدًا. وإذا لم ينشط في هذه الفترة، فلا يُتوقع أن يبقى مستهلكًا للخدمة أو المنتج. وبعد أن تبني هذا القمع، فلا تتوقف عن قياسه وتحليله. فلن تجد طريقة تتأكد بها إلا بالحصول على بيانات كافية عن لحظتك السحرية وأنت في الطريق إليها، وبالحصول على بيانات عن معدل انحسار المستخدمين churn بشكل عام. وبمجرد أن تحصل على هذه البيانات يجب أن تكون قادرًا على تحديد اللحظة السحرية لمنتجك أنت، عبر كثير من التنقيح والاختبار. ثم ما إن تعرف لحظتك السحرية، فإن النقطة التالية هي تحسين القمع الذي يوصل كل مستخدم إلى هذه الحالة، عبر توجيههم إلى تنفيذ إجراءات محددة إلى أن يصلوا إلى اللحظة السحرية. تذكر كيف ظل فيس بوك يخبرنا أن نكوّن عشر صداقات، وكيف ظل يرشح لنا أشخاصًا قد نعرفهم لكي يحضّنا على بناء هذه الصداقات!، لقد كان يدفعنا للوصول إلى لحظته السحرية. لقد اكتشف فيس بوك لحظته بالتأكيد، وهو دورك الآن أن تقرر ما يصلح لمنتجك وشركتك. ما هي لحظتك السحرية؟ وكيف ستجعل المستخدمين يصلون إليها؟ ترجمة -وبتصرف- للمقال WHAT IS THE MAGIC MOMENT FOR YOUR STARTUP لصاحبه Alex Iskold.
- 3 تعليقات
-
- انحسار المستخدمين
- churn
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
إن الخلاف حول طريقة حساب السّعر بين المستقلين وعملائهم قديم قِدَم المجال نفسه، ويعلو ضجيج هذا الخلاف على ما سواه من المسائل التي يمكن التطرق إليها في العمل الحر، من أخطاء التسعير وصولًا إلى أمر مثل التسويق. ويغلب على المستقلين في هذا الخلاف أن يتخذوا أحد جانبين، فإما أن يقدِّروا أعمالهم حسب عدد الساعات التي قضوها في هذا العمل فيكون أجرهم بالساعة، وإما أن يتفقوا على سعر ثابت للمشروع بالكامل فيكون أجرهم حسب طبيعة المشروع. ونناقش اليوم مناظرة حول هاتين الطريقتين في حساب التّسعير، لم يخلص الطرفان فيها إلى نهايةٍ قاطعةٍ لأحدهم على صاحبه، وإني أود سماع وجهة نظرك أنت أيضًا في الأمر بعد عرض بيِّنة كلِّ فريق وحجته. وسيمثِّل كل جانب من المناظرة أحدَ المستقلِّين البارزين، لنرى نقاط القوة والضعف في هاتين الطريقتين في حساب الأجر في سوق العمل الحر. تحديد سعر لكامل المشروع يطرح توم إيوَر، وهو كاتب مستقلّ ومؤسس لمدونة Leaving Work Behind نقاشًا حول تنظيمك لمعدل أسعارك وفقًا للأجر الثابت لكل عمل أو مشروع، فهو يرى أن قبضك لأجرك على كامل العمل أفضلُ من تأخذ أجرك على عدد الساعات التي عملتها. يقول إيوَر: يبدو بيان إيوَر جريئًا بعض الشيء، لكنه بأي حال يقول إنّ هذا الأسلوب يؤتي أُكلَه معه هو شخصيًا (لاحظ أنه كاتب مستقل يعمل أساسًا على مشاريع تدوين وتخطيط محتوى). فمن منظور توم إيوَر، إذا كنت تستطيع إنهاء عمل قيمته 500 دولار في ساعتين، فهذا يعني أن أجرك في الساعة الواحدة كان 250 دولار، هذا إن كنت تحدد أجرك حسب طبيعة كل مشروع. أما إذا اتبعت نظام الأجر بالساعة، فستجاهد كثيرًا لكي تصل إلى هذا المعدل (250 دولار في الساعة)، خاصة إن كنت لا تزال جديدًا في السوق ولا تملك الكثير من الأعمال التي تستطيع المساومة بها. ثم يحتج إيوَر على سوء نظام الأجر بالساعة بالنسبة حتى للعميل (برغم ما يظهر من خلاف ذلك)، بأنه يشوِّش رؤيتهم لقيمة العمل، كما ترى من كلامه هنا: إني أتفق مع إيوَر في مجمل هذه النقطة الثانية بشأن مدى إدراك العميل لقيمة عملك، وقد رأيت هذا بنفسي حين قيَّمت أحد المقالات التي طلبتها من أحد المُستقلّين، إذ أن أهمية المساومة على قيمة العمل ككل تتعدى أي شيء آخر حقَّا. وإن رجعنا إلى المثال الذي ذكرتُه بالأعلى (إنهاء مشروع قيمته 500 دولار في ساعتين)، فإن العميل سيرفض فكرة دفع 250 دولار في الساعة (ليس كل العملاء، لكن فئة منهم على أي حال). ويجعلك هذا تتساءل كمستقل عن سبب غضبهم إذا كانوا سيحصلون على قيمةٍ -ممثلةٍ في المشروع- ثمنها 500 دولار في كلا الحالتين، فلماذا يغضبون إذًا في حالة تقديم العرض بالصورة الثانية التي ذكرها إيوَر قبل قليل؟ بكلمة أخرى، لماذا يريدونك أن تعمل أكثر إذا كنت تستطيع أن تنهي العمل في وقت أقل؟ هل يستكثرون عليك أجرك؟ إن وجهة نظر توم في هذا الأمر تبين أن العامل المستقل سيستفيد من التسعير الثابت لكل مشروع عبر إنهاء المزيد من المشاريع بسرعة أكبر، في حين أن طريقة الأجر بالساعة ستقيدك وتشغل وقتك أن تعمل على مشاريع جديدة. حالة الأجر بالساعة إن الطرف الذي يمثل هذا الجانب في مناظرتنا هو برينن دون، مؤسس Planscope -برنامج لإدارة المشاريع-، ومؤلف Double Your Freelancing Rate ، وهي دورة لزيادة أرباحك كعامل مستقل، بناءً على ما تطلبه كأجر لك. وهو يرى أن نظام الأجر بالساعة يقدم مزايا لا يمكن لنظام الأجر الثابت أن يقدمها، حيث أن كل ساعة تعملها ستصب مالًا في حسابك البنكي، ويفصل وجهة نظره قائلًا: إن برينن لا يقدم هنا وجهة نظره الشخصية فقط، بل إن هناك أوراقًا بحثية نشرتها مدرسة كيلوج Kellogg، تقول في مجملها أننا سيئون جدًا في توقع أمور مثل معدل إنتاجنا المستقبلي. إذًا، حين قلت لنفسك قبل ثلاثة أسابيع أن هذا المشروع سيستغرق أسبوعين فقط، فإنك بالغت في تقدير كفاءة إنتاجك. بل إن الأهم من ذلك هو أن قوة تحكُّمك بشأن بعض طلبات العملاء الغريبة في منتصف المشروع ستكون أقل بالتأكيد، لأنك فقدت أحد أوراق قوتك في المفاوضة أثناء المشروع على الأجر أو التعديلات أو غير ذلك. لعلك تحظى ببعض العملاء المميزين الذين يريحونك من هذه الطلبات الغريبة، لكن هؤلاء ليسوا قاعدة ولا يقاس عليهم، فإن شخصيات العملاء وتوقعاتهم تختلف في كل مرة. إن معظم المستقلين الذين يتبعون هذا النظام منذ زمن لديهم حتمًا بعض العملاء ذوي الطلبات العجيبة. لهذا السبب تحديدًا فإني أتفق مع برينن عوضًا عن توم إيوَر. من الملاحظ أيضًا أن برينن يستشهد بصناعة مثل تصميم الويب، وهذا ما يجعل نصيحة توم إيوَر مفصّلةً بحيث تناسب عمله في الكتابة فقط. فقد وجدت بسبب عملي في تخطيط المحتوى أن العملاء لا يدققون في التفاصيل إذا كان العمل متعلقا بالتسويق، وإنما يركزون على النتائج، وهذا مفيد لإيوَر حيث أنه كاتب بارع، ولا يقابل الكثير من العملاء الذي يطلبون آلاف التعديلات على ما يكتب، إذ أنهم يركزون على النتائج كما قلت. لكن من الناحية الأخرى، فإن برينن دون يعرف جيدًا حال أناس مثل مصممي الويب، حيث يمكن بسهولة أن يتحول مشروع بسيط إلى جحيم كلما طلب العملاء مزيدًا من المواصفات التي تتجاوز الحد، فيكمل قائلًا: إنني أتفق مع برينن هنا أيضًا، لكن بشكل أقل من النقطة السابقة. إذ أني أشعر أن العملاء يطلبون أكثر من اللازم إذا تعرضوا لمشكلة ما أثناء تنفيذ المشروع (رغم أن ذلك لا يحدث بكثرة)، وبالتالي فإنهم يدفعون المستقل دفعًا إلى قول "هذا خارج نطاق الاتفاق". لكن إذا حدثت مشاكل في فترة تنفيذ المشروع فإن الأمر في الغالب يكون سوءُ تقدير من العميل لحجم المشروع. ماذا عنك أنت؟ لقد اطلعنا الآن على أدلة الفريقين، وقد رأينا بعض النقاشات المقنعة من كلا المعسكرين، وقد حان الوقت لنعرف وجهة نظرك في الأمر. وبما أن تلك المناظرة قد تحمل دائمًا هذين الجانبين المختلفين، فإني لا أملك سوى سؤال واحد لك: ما هو نظام الدفع الذي تفضله كمستقل، نظام الأجر بالساعة أم الأجر المرتبط بالمشروع؟ لعلنا نستفيد من تجربتك في الأمر. ترجمة -وبتصرّف- للمقال (The Great Freelance Debate: Hourly vs. Fixed Rates (Which is Better لصاحبه Gregory Ciotti.
-
لقد أجرينا آﻻف الاختبارات، الاستبيانات، والمقابلات الشخصية من قبل لكي نتعلم من عملائنا، وإليك الآن ما حدث حين قررنا بدلًا من ذلك أن نقيس صافي نقاط الترويج Net Promoter Score. فعلنا الكثير على مدار العام الماضي كي نجمع بيانات وملاحظات نوعية من عملائنا، فقد خضنا آﻻف النقاشات التي ساعدتنا في تخمين الشكل الذي يجب أن نعيد تصميم موقعنا التسويقي وفقًا له، وسألنا كل مستخدم جديد سؤالًا بسيطًا كي نجمع منه ملاحظات عن المشاكل التي واجهته أثناء التسجيل، وكذلك ملاحظات عما دفعه للتسجيل في groove. بل وحتى حين يحدث أن يتركنا أحد عملائنا، فقد كنا ننظر إليها على أنها فرصة للتعلم والنمو وﻻ نتركها تمر دون أن نستفيد منها. غير أن أحد أكبر التحديات التي واجهتنا دومًا كان تحديد كمية هذه الملاحظات النوعية. فقد حصلنا مثلًا على آﻻف الملاحظات والردود من Qualaroo -موقع لمتابعة تجربة المستخدم وأخذ ملاحظاته عن خدمة إلكترونية بعينها-، ومنحتنا تلك الردود فرصة عظيمة للنظر داخل عقول مستخدمي خدمتنا. لكننا لم نحسن تحويل هذه الملاحظات إلى بيانات قابلة للقياس لنستخدمها في وضع علامة ﻷنفسنا نقيس بها نجاح الخطوات التي نقوم بها للتطوير، ولهذا قررنا أن نجرب استبيان صافي نقاط الترويج Net Promoter Score Survey. نظرة مختصرة على صافي نقاط الترويج يقيس استبيان صافي نقاط الترويج NPS مدى وﻻء المستخدم ووجهة نظره عن شركتك عبر سؤالين بسيطين: (انظر الصورة باﻷسفل) ستخبرنا النتائج من السؤال اﻷول عن عدد المستخدمين الذين يروّجون لخدمتنا (أولئك الذين يجيبون بـ 9 أو 10)، والمستخدمين الرّاضين (الإيجابيين passive) (الذين يجيبون بـ 7 أو 8)، والمستخدمين المتذمرين (0 إلى 6). أما النتائج من السؤال الثاني فتخبرنا عن السبب الذي يجعل المستخدم راضيًا عن الخدمة أو متذمرًا بشأنها أو حتى مروّجًا لها. وتستخدم الشركات هذا المقياس NPS لكي تعرف من تستهدفه من المستخدمين في حملات الإحالة Referral Campaigns، ونحن أيضًا نخطط لفعل ذلك بالتأكيد. لكن ما أعجبنا حقيقة في NPS هو أننا حصلنا أخيرًا على مقياس كمّي quantitative benchmark عن شعور عملائنا (أي يمكن قياسه)؛ علامة أدق كثيرًا من مجرد النظر في الأرباح أو بقاء المستخدمين. فائدة: لقد علمنا أن كثيرًا من الشركات تستخدم استبيان صافي نقاط الترويج لقياس وﻻء عملائها، وقررنا أن نقتحم هذا المجال، لكن برغم ذلك لم نستطع توقع النتيجة التي قد نحصل عليها. نشر استبيان NPS الخاص بنا وقع اختيارنا على تطبيق اسمه promoter.io الذي يأتمت أغلب جوانب استبيان NPS ، وﻻ ننفي إمكانية الحصول على نتائج رائعة باستخدام أغلب أدوات الاستبيان الموجودة في الإنترنت، أو حتى تلك الحلول المجانية من أمثلة مستندات جوجل، غير أننا كنا سعداء أن وجدنا تطبيقًا جاهزًا يقوم بالعمل الصعب عنا. وقد أرسلنا الاستبيان إلى 4000 مستخدم، وبدأت إجاباتهم ترد في غضون ساعات، وبدا واضحًا أنّ تلك البيانات التي نضع أيدينا عليها ستكون مهمة جدًا. فائدة: اختيار اﻷداة المناسبة للعمل ليس مهمًا كتنفيذ العمل نفسه، هناك عدد من الخيارات في متناولك، فاختر واحدًا بسرعة وابدء التنفيذ. ملاحظات نوعية Qualitative Feedback وكما ذكرت في أول المقال، فقد جمعنا الكثير من الملاحظات النوعية قبل أن نعتمد استبيان NPS، لكننا لم نشعر حينها أننا حصلنا على ما نريد. لقد كان مدهشًا أن تلك البيانات أكدت لنا بعض استنتاجاتنا القديمة، في نفس الوقت الذي وضعَت فيه اكتشافات أخرى موضع شك وتمحيص. فقد عرفنا من عملائنا المروّجين (الراضين للغاية عن أداء Groove) ما يحبه أكبر المعجبين بخدمتنا. ترجمة الصورة: وتعلمنا من عملائنا الإيجابيين ما علينا فعله لكي نجعل بعض المستخدمين يحبون groove بدلًا من مجرد الإعجاب به. ترجمة الصورة: وتعلمنا من عملائنا المتذمرين ما يجب علينا حقًا فعله بشكل أفضل. ترجمة الصورة: وعلى صعيد أصغر، فقد أظهرَت لنا بعض تلك الملاحظات المتذمرة أنواعًا من المستخدمين لم نكن مناسبين لهم. وتعلمنا أيضًا بعد تصنيف البيانات التي حصلنا عليها بعض الدروس العظيمة عما يقدّره عملاؤنا في groove بشكل عام. فائدة: لقد كانت الملاحظات النوعية التي حصلنا عليها من المستخدمين قيّمة جدًا لنا، ونعمل اﻵن بالفعل على عقد آﻻف المناقشات مع عملائنا كل شهر. إذا لم تكن تقوم بذلك بالفعل، فإن البيانات التي ستحصل عليها من NPS قد تغيّر شركتك. ملاحظات كمية Quantitative Results حين انتهينا من الاستبيان وسجلناه لدينا بالكامل، وجدنا أننا خرجنا بصافي نقاط يساوي 11. في حين أن هذا الرّقم لوحده لا يحمل معنى في حدّ ذاته (رغم وجود العديد من الآراء المُتعارضة على الإنترنت حول كيفية قراءة مثل هذه النّتائج) . لكنه في نفس الوقت كان الحصول على مثل هذا الرّقم هو السبب الذي دفعنا للقيام بالاستبيان، إذ أنه مقياس Benchmark نقيس بناء عليه آراء العملاء. فهو يجعل استراتيجيتنا قابلة للقياس، ويمهّد الطريق أمامنا بوضوح للنجاح. فائدة: هناك الكثير من الطرق التي تقيس بها جودة صافي نقاط الترويج، غير أننا لا نُركّز اﻵن على ذلك. لقد كان أهم جزء من هذا المجهود بالنسبة لنا هو ذلك المقياس Benchmark الذي بتنا نعرف الآن أننا نستطيع قياس أنفسنا مقارنة به في الأسابيع، الشهور، والسنين القادمة. ما فعلناه، وما نفعله الآن وكانت أول خطوة لنا بعد الاستبيان هي إرسال رسالة لكل عميل أعطانا إجابة أو أفادنا بملاحظة، إما نشكره فيها على وقته وملاحظاته، ونشاركه شغفه باستخدام خدماتنا وإما في أحيان أخرى، نعِدُه بالتحسّن والتطوير (ونعني ذلك حقًا). وقد أدركنا متأخرين أن هذه الخطوة قد زادت من قيمة استبياننا اﻷصلي بشكل ملحوظ، فقد رد علينا نحو 20% ممن راسلناهم مجددًا بمزيد من الملاحظات. ترجمة الصورة: هذا، وقد أضفنا كل إبلاغ عن ثغرة أو طلب لميزة في قائمة مهامنا، على أمل أن نعالج بعضها في الأيام المقبلة. لم يمر سوى أسبوع على الملاحظات والردود، لذا لم نفعل الكثير بعد. لكن اﻵن، وقد بات لدينا هدف قابل للقياس نطمح إليه، فقد أصبحت خريطتنا أوضح بكثير، ونأمل أن تصل نتيجة استبيان NPS القادم إلى 20. وقد خططنا لتكرار استبيان NPS بشكل ربع سنوي، وستكون جهودنا فيما بينهم مركزة على تحويل عملائنا الإيجابيين إلى عملاء مروّجين. كيف تطبق ذلك على شركتك؟ يبدو استبيان صافي نقاط الترويج مبشّرًا بنتائج قيّمة ومفيدة لنا على المدى الطويل مما رأيناه في تجاربنا السابقة، غير أن الشركات تختلف عن بعضها، وليس الهدف من هذا المقال أن تخرج بنتيجة بأنك أيضًا تحتاج أن تجري استبيان NPS!. بل إنّ قصدنا أن نوضح أننا، كبقية الشركات الناشئة، صرفنا اهتمامنا إلى تحسين معدلات التحويل، ومعدلات الزيارة والبقاء والتفاعل، لكننا لم نلق بالًا لتحسين أداء تغذية العملاء الرّاجعة واستقبالها بشكل أفضل. وقد تعلمنا من هذا اﻻستبيان طريقة رائعة لتحسين اﻷسلوب الذي نستمع به لعملائنا، وتعلمنا كيف نضع علامات قابلة للقياس ﻷنفسنا كي نضمن أننا نطبق ما تعلمناه. لذا فسواء كنت ستستخدم Promoter.io، الاستمارات، الاستبيانات، البريد الإلكتروني، سكايب، الهاتف، أو أي قناة أخرى، فلتجعل هذا المقال كتذكرة لك، اسأل كثيرًا، واستمع أكثر. أنا أعلم أنه ﻻ يبدو أنه الجانب المثير من عملية التحسين في شركتك، لكن إذا كانت تجربتك مشابهة لنا، فسيكون هذا الاستبيان أفضل لك من أي وسيلة تحويل أخرى. ترجمة -وبتصرف- للمقال Lessons Learned Sending a Net Promoter Survey to 4,000 Users لصاحبه Alex Turnbull.
-
قد يكون إيجاد عمل ككاتب مستقل أمرًا مضنيًا، لكني أرى أن الاختبار الحقيقي لشخصية الكاتب يأتي بعد توظيفه، فليس هناك أحد يود أن يتوقف عند الدرجة الأولى لسلّم عميله. دعني أكن واضحًا منذ البداية، نحن نريد أن نتقدم، ونحصل على المزيد من المسؤوليات، ﻷننا نريد كسب المزيد من المال. غير أن مفتاح التطور ليس في أن تكون كاتبًا أفضل فحسب، بل أن تكون أكثر من مجرد كاتب أصلًا، هذا يعني أن تقدّم أكثر وتسلّم أكثر مما يطلب منك أحيانًا. أنا الآن محرّر موقع أكبر عميل لدي، ورحلتي إلى منصبي الحالي كان يعتريها أحيانًا التسليم الزائد عما كان يُطلب مني. فقد اضطررت باستمرار إلى إظهار قيمتي، وكنت أتأكد دومًا أني أقدم حلولًا عوضًا عن إضافة مشاكل. وقد مهَّد ذلك السلوكُ طريقًا لتقدمي في عملي. والطريقة التي سأعرض لك بها فن ذلك التسليم الزائد للعملاء، ستبهر عميلك إلى الحد الذي يجعلك تتسلق السلّم، بدون أن تؤذي حدود دخلك المادي. تجاوز وصف وظيفتك لقد وجدت أن توقعات غالب العملاء تكون واضحة منذ بداية التعاقد، لكن بالنسبة لهؤﻻء الذين ﻻ يوضحون ما يريدون، فإنها مهمتك أنت أن تكتشف ذلك، بطريقة ﻻ تزعجهم بالطبع. وحين تعرف وصف وظيفتك وحدود المطالب التي يريدونها منك، ابدأ بالتخطيط لطرق تتخطى بها ذلك الوصف بصورة موزونة. فعلى سبيل المثال، حين يطلب عميل أفكارًا لعناوين خمسة مقالات، فإني أراها فرصة مناسبة لتجاوز ما يريد، فأرسل إليه سبع أفكار أو ثمانية. ويمكنك تطبيق هذا المبدأ في أماكن أخرى كذلك، فحين يطلب منك عميل أن تكتب مقالات طول كل منها 500 كلمة، فيمكنك تقديم قيمة إضافية عبر تسليمه 600 كلمة بين الحين والحين، بدون تكلفة أخرى، بل فقط ﻷنك شعرت أن المقال يحتاج تلك الكلمات الإضافية. وتأكد حينها أن تشير بلطف إلى ما فعلت، فإن العميل يحتاج غالبًا أن تريه الحدود التي تذهب إليها بوضوح، ﻻ تتوقع منه أن يفهمك بشكل غريزي. وتلك الزيادات البسيطة تصل إلى ذهن عميلك، خاصة إن فعلتها بشكل مستمر، فإن تلك الخطوات البسيطة تظهرك كفؤًا، واثقًا بنفسك، واﻷهم من هذا كله، فهي تظهر أنك تستحق أن تتقدم في منصبك. كن أكثر من مجرد كاتب إن العميل يتوقع أن تتواصل معه قرب موعد التسليم، لكن هذا ﻻ يمنع أن تقدم فائدة أو قيمة لعميلك في أي وقت وبأي وسيلة. ولكي تفعل هذا فإن عليك أن تكون مصدر نفع لعميلك أكثر من مجرد كاتب، وقد يبدو هذا المبدأ غريبًا على البعض، لكن سأوضّح لك الأمر. اعلم أن هناك القليل من الطرق المجرّبة لنفع عميلك خارج عالم الكتابة، وعليك أن تختبرها جميعًا، فلا تخف مثلًا أن تتواصل معه بشأن تصميم مدونته، نشاطه في الشبكات الاجتماعية، أو جدول حملته البريدية. إن تقديمك ﻻقتراحات مفيدة في هذه الجوانب يُري العميل أنك تهتم حقًا بعلامته التجارية، وستصبح مع الوقت مصدرًا للأفكار والحلول، بدلًا من مجرد كونك كاتبًا. ولقد استخدمت صلاحياتي في حساب عميلي في تويتر مؤخرًا بشكل جيد في ذلك الشأن، فلم يكن ينصّ العقد بيننا على أن أعيد تغريد المواضيع القريبة والمشابهة لعمل موكلي، وﻻ أن أردَّ على تغريدات المتابعين. إﻻ أن هذا بالضبط ما كنت أفعله كلما وجدت بعض الوقت لدي، بل إنني أحيانًا أنشر روابط لموقع عميلي في بعض مجتمعات ريديت Readdit، كي أثير نقاشات أكثر وأزيد من معدل الزيارات له. وقد تشمل الطرق الأخرى التي تزيد بها قيمتك لدى العميل أيضًا أن تقوم بأعمال إضافية سريعة كأن تنشر بعض مقالات موقعه على الشبكات الاجتماعية، وترد على تعليقات المدونة، حتى لو لم تكن أنت كاتب المقال. ولكي تيسّر على نفسك إدخال هذه العادات إلى نظامك اليومي، أدخل نفسك في نشاطات العميل الأخرى، تابع حساباته على الشبكات الاجتماعية، اشترك في نشراته البريدية، واقرأ محتوى مدونته. بشكل عام، أظهر أنك تهتم بجودة ونمو علامة موكلك التجارية، لكي يرى أنك عضو فاعل في فريقه، عوضًا عن النظر إليك على أنك مجرد مرتزق. تحقيق التوازن إن المهم في هذه العملية هو أن تقدم أشياءً كبيرة، لكن مقسّمة على أجزاء صغيرة وكثيرة.إن المبادرات الكبيرة التي تقدمها بين الحين والحين فقط أقل تأثيرًا على المدى الطويل في إقناع عميلك بقيمتك، وستأكل وقتك وميزانيتك أيضًا. وبدلًا من ذلك، أعط العميل جرعات أصغر قليلًا مما يمكنك تقديمه له بشكل إضافي في عملك، وقدّم حلولًا كلما استطعت بصورة مفيدة. وﻻ تتجاوز ذلك فتصبح فضوليًا مزعجًا. وبهذه الطريقة يمكنك أن تسلّم أكثر مما يطلب منك بالشكل الذي يناسبك ويناسب جدولك، وحدود دخلك المادي. تذكّر أن آخر شيء تريده هو أن تعطي عميلك ساعات من يومك مجانًا. أخيرًا، حصّن نفسك ضد الاستغلال، فإنك ﻻ بد أن تقابل عملاء مخادعين وﻻ يستحقون ثقتك، فلا تسمح لهم باستغلال عملك الدؤوب. تأكد أﻻ توافق على مهام كبيرة أو اعتيادية دون مقابل مجزي. الخلاصة إن التسليم الزائد ليس استراتيجية قصيرة المدى للحصول على ترقية أو زيادة في الراتب، إنه أسلوب ينبغي أن يصبح جزءًا منك ككاتب مستقل، اجعل هدفك أن تقدم حلولًا لعميلك عند كل منعطف. وكن على يقين أنك إذا فعلت ذلك، فإن عميلك سيثق فيك لمسؤوليات أكبر، فضلًا أن يدفع لك أكثر بالطبع، وهذا يسمح لك بإبهاره مرة أخرى كلما رأيت فرصة سانحة!. ولكي تقدّم أكثر لعميلك بشكل سليم، احرص على تطبيق الخطوات التالية في وظائفك الكتابية: راجع وصف وظيفتك ثم تجاوزه بصورة موزونة. قدم قيمة إضافية للعميل خارج نطاق الكتابة. قدم مساهماتك في صور صغيرة، بدلًا من قطع كبيرة كل حين. حافظ على توازن بين وقتك وما تقدمه، فلا تقبل مهامًا كبيرة مجانًا، و ﻻ تعطِ كثيرًا من وقتك مجانًا. واﻵن، هلّا شاركتنا أساليبك في التعليقات، ما هي الخطوات التي تتبعها لكي تسلّم لعميلك أكثر مما يطلبه؟ ترجمة -وبتصرف- للمقال The Art of Over-Delivery: How to Be More Than Just a Writer for Your Client لصاحبه Kaya Ismail. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
قبل أن أشرع في مقالي، أرغب في الإشارة إلى أني أقطن في كراكاس عاصمة فنزويلا، ولعلك تعلم إن كنت تتابع اﻷخبار العالمية أن فنزويلا تعيش هذه اﻷيام وضعًا "حسّاسًا". وإني أقصد بكلمة حسّاسٍ هنا أن تقضي أيامًا بدون كهرباء، وﻻ تجد الماء إﻻ بِشِقّ اﻷنفس، ولديك خدمة إنترنت متقطعة، إضافة إلى نقص بعض اﻻحتياجات الأساسية. لقد مررت بكل تلك المصاعب (وﻻ زلت)، غير أني استطعت إيجاد طريقة لبناء مسيرة عمل حر ﻻ بأس بها. وإني على ثقة أنك ستجد هذه الدروس التي أقدمها نافعة لك في عملك كمستقل بشكل عام، خاصة إن كنت ممن يتنقلون كثيرًا، حتى لو لم تكن ظروفك مشابهة أو قريبة لحالتي، لذا وبدون مقدمات أخرى، دعنا ننظر اﻵن في هذه الدروس التي تعلمتها من حياتي في فنزويلا. 1. جهز دائما نسخا احتياطية إن هذه القاعدة يجب أن يطبقها كل مستقل بغض النظر عن ظروف عمله، غير أنها تزداد أهميةً إذا كنت تعيش في مكان ﻻ تعمل به المرافق والخدمات الأساسية بشكل سليم. وحين أقول نسخًا احتياطية، فأنا ﻻ أقصد نسخ ملفاتك من الحاسوب وحفظها في مكان آخر، فقد جعلتني انقطاعات التيار المتكررة أُعِدُّ نفسي ﻷسوأ سيناريو ممكن، فإن الأمر يتعدى مجرد الملفات الرقمية، لهذا جهزت نفسي بواقيات من زيادة التيار المفاجئ (تُباع منفصلة أو مدمجة في مشتركات مقابس الكهرباء)، مصادر طاقة احتياطية، وباقة إنترنت للهاتف أستخدمها إذا اضطررت إلى استخدام اﻹنترنت عبر إعداد الهاتف ليكون hot-spot. ولكي تدرك ما يمكن أن يحدث لك إن لم تجهز نفسك بهذه الوسائل، فإني أريدك أن تتخيل نفسك تقترب من موعد تسليم مشروع ما، ثم تنقطع الكهرباء فجأة (وﻻ تدري متى ستعود)، وتنظر إلى حاسوبك فترى البطارية تجود بآخر أنفاسها. إن مشكلة كانقطاع التيار دفعتني إلى قضاء ثلاثة أيام في فندق رخيص ريثما تعود الكهرباء إلى الحي الذي أسكن به، وعانيت هناك من اﻹنترنت غير المستقر في تلك الأيام الثلاثة، وقد دقَّت هذه اﻷيام في رأسي ناقوس إنذار لكي أخطط للتصرف مع هذه المشكلة إن حدثت مرة أخرى. وقد بدأت منذ ذلك الحين في إعداد مصادر احتياطية، فأبقيت على مصدر طاقة احتياطي power bank مشحون دائمًا، إضافة إلى بطارية احتياطية للحاسوب مشحونة أيضًا. ذلك، وقد جهزت وحدة طاقة بديلة UPS) Uninterruptible Power Supply) وخصصتها فقط من أجل المودِم Modem والموجِّه Router. لقد أمّنَت تلك الوسائل لي فرصة لمزامنة بياناتي مع حسابي في Dropbox حيث أحفظ ملفات المشروع الذي أعمل عليه حاليًا في حالة انقطع التيار. وإضافة لكل هذا، فقد اشتركت في أحد مساحات العمل المشتركة لدينا، حيث أجد نفسي محاطًا بمستقلين أمثالي أو عاملين في شركات ناشئة. إن الدرس الذي تعلمته من هذه التجربة هو أن قليلًا من الوقت الذي تنفقه في التخطيط للتعامل مع متغيرات حياتك يبقيك في أمان حتى في المواقف التي لم تكن تتوقع حدوثها. 2. حدد نقاط ضعفك لكي تستطيع القول أن وضعك المهني أو الاجتماعي أو غير ذلك مستقرٌ وآمن، فإن عليك أولًا أن تعرف المواضع التي يحتمل أن تسبب المشاكل فيما بعد، فهذه المواضع هي نقاط ضعفك التي عليك تأمين جانبك منها، وقد وجدت مشكلتين أساسيتين لدي هنا في فنزويلا، وهما الكهرباء والماء. إن المشكلة اﻷولى حرِجة ﻻ ريب، إذ أني أحتاج للكهرباء ﻹكمال عملي، بسبب حاجتي للاتصال باﻹنترنت طول اليوم، والثانية مهمة لي بسبب بعض حاجاتي الطبيعية، مثل إعداد الطعام والاغتسال والشرب بالطبع. وبما أن الماء قد ﻻ يمثل لك مشكلة في الغالب، وقد فصَّلتُ مسألة الكهرباء في ما تقدم من المقال، فلنتحدث اﻵن عن المشكلة الأخرى التي قد تواجهك في عملك، وهي مشكلة الإنترنت السَّيِّئ. إنني أعرف أشخاصًا ينقطع الإنترنت لديهم بشكل يومي، ولا يستطيعون الوصول إلى مساحات عمل قريبة، في حالة كهذه قد ينقذك تَوفُّر باقة إنترنت في هاتفك، إذ أن المناطق التي ﻻ يتوفر فيها إنترنت غالبًا ما يكون بها تغطية هواتف. أفضل شخصيًا أن أحمل هاتفًا ذكيًا قديمًا به باقة إنترنت، تحسبًا للحالات التي لا يكون الاتّصال بالإنترنت ممكنا سوى عبر الهاتف ، وأظل حينها أعمل من خلاله حتى يعمل مزود خدمة الإنترنت على حل المشكل. 3. اضبط ميزانية مناسبة إن دول العالم الثالث تجذب المستقلين لنفس السبب الذي تجذب المحالين للتقاعد، وهو أن اﻻقتصاد النامي في هذه الدول يسمح لنا بحياة كريمة نوعًا ما بدون إنفاق أموال كثيرة. لكن على أي حال، تظهر مشكلةٌ هنا للذين لم يتعوّدوا وضع ميزانية مالية ﻷنفسهم، فما إن يزيد دخل أحدهم إلى الحد الذي يجعله يرفع من مستوى معيشته، حتى تجده يعيش على حافة دخْلِه، وﻻ يفكر في ادِّخار مال للطوارئ أو الأهداف المستقبلية، فتراه مثلًا يفضل اﻷكل في المطاعم على إعداد طعامه بنفسه. إن هذه المشكلة ليست مقصورة علينا نحن المستقلين الذين يعملون في العالم الثالث، لكنها تؤثر فينا بالتأكيد بالقدر نفسه. إني أذكر حين تركت آخر وظيفة ثابتة لي قبل ستة أعوام، وانتقلت إلى ترجمة المقالات بدلًا من الرد على الاتصالات الهاتفية، وتضاعف دخلي في يوم وليلة، أذكر حينها أني لم أكن ناضجًا ﻹنفاق هذا المال بحكمة، إذ كنت ابن عشرين عامًا حينها. ذلك وقد وصلت مؤشرات التضخم في فنزويلا إلى أعلى مستوياتها منذ أعوام، فزادت تكلفة المعيشة للفرد الواحد في العام بنسبة 772%!، وصدقني لن تجد طريقة تتعلم بها المسؤولية المالية أفضل من العيش على حافة تضخم هائل مثل هذا. ورغم أني اﻵن في وضع جيد مقارنة بمعظم الناس في بلدي، لكني ﻻ زلت أحتاج للالتزام بميزانية تحسبًا للمستقبل. هذا يعني تحديد حاجاتي، متابعة نفقاتي، وادخار بعض المال للطوارئ. 4. خطط للمستقبل ﻻحظت أن كثيرًا من المستقلين يصعب عليهم التكيف مع تقلبات الحياة في عملهم الحر، وأعني بهذه التقلبات أموراً مثل تأخُّر دفع اﻷجر على المشروع، ونهاية علاقتك مع عملاء لم تكن ترغب بخسارتهم، وبحثك المستمر عن فرص جديدة فوق كل ذلك. إن الشيء الذي يميز المستقلين المحترفين هنا هو أنهم يتحكمون في أوضاعهم عبر تخطيط ثاقب ومتين، فلديهم دائمًا مصادر بديلة، يعرفون نقاط ضعفهم، وﻻ ينفقون أموالهم عبثًا. خذ موقفي أنا على سبيل المثال، لعلك قلت لنفسك أثناء قراءتك للمقال لمَ قد يتحمل شخص أن يعيش في بيئة كتلك، أليس كذلك؟ دعني أخبرك أن العمل الحُرّ قد أمّن لي الاستقرار اللازم لإكمال تعليمي، كما سمح لي بادخار المال الذي يسمح لي باﻻنتقال إلى مكان جديد (آمل أن يكون ذلك بنهاية هذا العام). إن الشيء الرائع في العمل الحر هو أنك إذا علِمت أي نوع من الحياة تريده لنفسك وما هي أهدافك المهنية، فإنه قد يعطيك نفس النتائج التي حصلت أنا عليها، طالما أنك تملك القدرة على العمل باجتهاد. خاتمة يمكن للدول النامية أن توفر فرصًا كثيرة للمستقلين الذين يبحثون عن وسيلة مختلفة للحياة وبمستوى إنفاق أقل أيضًا. لكن ﻻ تتناسى أن عليك دراسة ما أنت مُقدم عليه قبل أن تقفز قفزة كبيرة إلى مكان مجهول. فإذا كنت مستعدًا للسفر واختبار العمل في مكان جديد كمستقل، فاحفظ هذه الأمور الأربعة في رأسك: احتفظ دومًا بنسخة احتياطية حدد نقاط ضعفك اضبط ميزانية مناسبة. خطِّط للمستقبل أخبرني اﻵن، هل يناسبك العمل الحر في دولة نامية؟ دعنا نسمعك في التعليقات باﻷسفل. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 4 Things I’ve Learned While Freelancing in a Third World Country لصاحبه Alexander Cordova. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
يقضي أغلب المُستقلّين أوقاتًا كثيرة على الشبكات الاجتماعية، ويظن البعض أن هناك ربحًا لا بأس به سيعود عليه إذا قضى وقتًا أطول فيها واستثمره في التسويق لنفسه. وهذا صحيح أحيانًا، غير أنه وبمقارنة النّتائج، فإن قضاء الوقت في كتابة نشرة بريدية سيعود بنتائج أفضل. وقد تمثّل القائمة البريدية أفضل أداة تسويقية لديك، خاصة إذا استخدمتها بشكل صحيح، فمن خلالها تستطيع جذب العملاء وتحويلهم إلى عملاء دائمين لك، وتستطيع إظهار خبرتك في مجالك، لماذا؟ لعل السبب يكون في سعي ملايين الناس في الشبكات الاجتماعية بشكل مستمر لجذب الأنظار إليهم، وعليك أنت أن تحارب لإظهار نفسك بين صورة عائلية لأحدهم، وطفلة صغيرة تلعب مع قطة أو كوب قهوة من مقهىً مشهور. وحتى لو نجح منشورك وأظهرته خوارزميات هذه الشبكة أو تلك، فإن فرصتك لا تزال ضئيلة في أن يفضلك المستخدم على صورة ابنة أخيه الصغيرة وهي تلعب بقطتها. أما القوائم البريدية فهي تذهب مباشرة إلى حيث يصب الناس اهتمامهم ويكونون على مستوىً عالٍ من التركيز والحضور الذهني في كل شيء يقرؤونه أو ينقرون عليه، فلن ترى في وارد بريدك مثلًا صورة قطة أحدهم أو صورة لشخص لا تعرفه يصور نفسه في مكان لم تذهب إليه من قبل!، ولست تدري السبب الذي جعل صورة هذا الشخص تظهر لك. كيف يستفيد المستقل من القائمة البريدية وأول شيء تفعله قبل إنشاء قائمة بريدية هو تحديد السبب الذي تريدها من أجله، إليك بعض الأفكار حول الأمر: التّرويج لأعمالك ولعلامتك التجارية. جذب العملاء المُحتملين إليك. البقاء على اتصال بالعملاء السابقين. اختر أهم شيء في عملك وركّز عليه، واستخدمه كعدسة تصنع كل قراراتك من خلالها، سواء من حيث المحتوى، التصميم، أو الاستراتيجية. ولا يكفيك أن تضيف استمارة تسجيل في قائمتك البريدية على موقعك لكي تستفيد من القائمة البريدية في التسويق، بل تحتاج أن تبذل جهدًا أكثر لتعرف من هم المستهدفون من القائمة؟ وما الذي يهتمون به؟ ثم من هذه النقطة يمكنك أن تصوغ سببًا لا يمكن للعملاء تجاهله لكي يسجّلوا في قائمتك البريدية، لأن أسلوب الدعوة المعتاد "سجّل لتشترك في نشرتي البريدية" لا يؤتي أُكَلَه. إليك الآن بعض السبل التي توسِّع بها نشاط عملك الحر باستخدام القائمة البريدية: كن قبلة للعملاء في مجالك يزيد أجر المستقل كلما زادت خبرته، وتكثر خياراته في نوع العملاء الذين يرغب في العمل معهم، ولْتعلَم أن ثقة العملاء فيك وفي عملك تزيد كلما كانت خبرتك أفضل. وأحد سبل إظهار خبرتك هذه هو بالتواصل مع جمهورك ومشاركة معلومات قيمة ومفيدة معه في قائمتك البريدية. وقد يكون المحتوى الذي تشاركه عبارة عن مقالات، شروح مرئية، بودكاست Podcast، أو أي محتوى آخر. إن الفيصل هنا أن يكون ما تقدمه موجهًا إلى الشّريحة التي تريدها أن توظفك، وليس كما تفعل بعض الشركات من توجيه محتوى قائمتها البريدية إلى من يعمل بنفس مجالها. فإن الهدف من القائمة البريدية هنا هو التسويق، ولا يوجَّه التسويق بالطبع إلا إلى المستهلك، وليس منطقيًا إذا كنت تملك شركة تصميم مثلًا أن تستهدف بجهودك التّسويقية شركات تصميم أخرى، بل توجهه للعملاء الذين يرغبون بالتعاقد مع شركات تصميم. واعلم أنك كلما شاركت أكثر في قائمتك البريدية، كلما اعتبرك الناس خبيرًا بمجالك، لكن عليك أن تتأكد من إعطاء جمهور قائمتك ما يحتاجونه في مشاريعهم وأعمالهم، دعني أعرض عليك بعض الأمثلة: اكتب مقالًا كل أسبوعين، أو مقالًا أسبوعيًا عن موضوع يرغب عملاؤك أن يعرفوا أكثر عنه. أعدَّ قائمة مختارة من المقالات التي تتحدث عما يهتم به عملاؤك. انشر بودكاست أو شرحًا مرئيًا بشكل أسبوعي مصحوبًا برابط وبمقال قصير. كن حاضرا في أذهانهم إذا لم تحافظ على تذكير عملائك بشكل دائم بأنك حاضر في السوق، موجود وتعمل، فإنهم سينسون حقيقة أنهم تعاملوا معك قبل عامين مثلًا أو نحو ذلك. ألا تسألُ نفسك كم عميلًا سابقًا نسي أنك موجود أو لم يعد يتصل بك من أجل تنفيذ مشاريع؟ متى كانت آخر مرة تحدثت فيها إلى أحد عملائك الذين عملت معهم منذ عامين أو خمسة أعوام مثلًا؟ يبرز دور القوائم البريدية هنا في فعل ذلك عنك، فهي تذكِّرهم دومًا أنك مواكب لما يحدث في السوق، وأنك تتطور يومًا بعد يوم. بل إن لها فائدة أخرى أيضًا، إذ قد يعثر أحدهم على معرض أعمالك ويعجب به، لكنه ﻻ يريد توكيل عمل إليك حاليًا، غير أنك تضمن أنه بتسجيله في نشرتك البريدية، فإنه سيبقى على اطلاع دائم بأخبارك وأعمالك الرائعة. واحرص على أن ترسل نشرات بريدك بشكل منتظم ومستمر، فإني أنصحك باقتطاع القليل من الوقت لإرسال نشرتك الأسبوعية في موعدها، إذا أردت أن يكون جدول أعمالك محجوزًا في المستقبل أيضًا. فأنا أعلم أنك قد تنسى إرسالها مثلًا حين تكون مشغولًا بإنجاز بعض المشاريع. أبق جدول أعمالك محجوزا يتلقى المستقلون عادة مشاريع كثيرة للعمل عليها في نفس الوقت، ويغرقون إلى أذقانهم في تنفيذها إلى حد أنهم ينسون الإعداد للحصول على أعمال مستقبلية بعد إنهاء ما بيدهم، ثم يبحثون بعد ذلك لاهثين عن أعمال جديدة حين يسلِّمون ما كانوا يعملون عليه. لقد مررنا جميعًا بهذه الدائرة المفرغة، وإني أرى أفضل سبيل للخروج منها هو بقضاء بعض الوقت في التجهيز لمشاريع جديدة، حتى لو كنت مشغولًا بالعمل على مشروع حالي، ولعلك خمنت أني سأعرض عليك استخدام القائمة البريدية، لكن كيف ستستخدمها يا ترى؟ أنت تعلم أن لديك عددًا محدودًا من الساعات في كل أسبوع، ويمكنك استغلال هذا العدد القليل لصالحك!، فإن كنت لا تستطيع العمل مع أكثر من أربعة عملاء في الشهر الواحد، فلتكن واضحًا وصريحًا أن هناك أربعة أماكن متاحة لمشاريع جديدة (أو أقل إن كنت تعمل بالفعل على مشاريع حالية). يطلق العاملون في التسويق على هذا الأسلوب "تأثير الندرة" (Leveraging Scarcity) يشجع هذا الأسلوب على مبادرة العميل بالاتصال بك، إذ سيشعر عملاؤك أن عليهم حجز مكان مقدمًا قبل أن تنفد الأماكن المتاحة، وسيحترمون انشغالك بجدولك أيضًا إن رفضت عروضهم، إذ أنك صريح معهم منذ البداية بشأن استطاعتك قبول الأعمال الجديدة. أطلِع المشتركين في قائمتك كل شهر بعدد الأماكن المتاحة للمشاريع الجديدة، وسوف تحصل على ردود أفعال في كل مرة تخبرهم فيها بذلك. ارفع أسعارك بذكاء يخشى المستقلون والشركات على حد سواء رفع أسعارهم مخافة أن يخسروا عملاءهم إذا عرفوا أنهم سيدفعون أكثر مستقبلًا. إن ذلك الخوف منطقي إذا كان لديك عملاء ثابتون يعودون إليك مرة بعد مرة، غير أنه من ناحية أخرى، فإن هناك فرصة للحفاظ على جدول أعمالك مشغولًا بالرغم من رفع أسعارك، كيف ذلك؟ إذا أخبرتَ من في قائمتك أنك ستزيد أسعار خدماتك في الفترة المقبلة، وأنهم سيحصلون على خصومات إذا حجزوا مبكرًا قبل زيادة الأسعار، فسوف تحصل على طلبات كثيرة في وقت يسير!. وبيّن الشّروط التي تحكم ذلك، فإن طلبوك لمشروع ما خلال أسبوع ودفعوا مقدمًا، فإنّهم سيستفيدون من الأسعار الحالية وليس الأسعار القادمة. ينجح هذا الأسلوب مع العملاء السابقين لك، ومع العملاء الجدد أو المحتملين أيضًا، إذ يسارعون بالتسجيل قبل ارتفاع أسعارك. وإن أيسر طريقة لفعل ذلك هي بإخبار مشتركي قائمتك بما ستفعله، بدلًا من مراسلة كل عميل لديك على حدة إن لم يكن لديك قائمة بريدية، بل وكل من يحتمل أن يكون عميلك في المستقبل أيضًا. أتمتة تحويل عملائك آخر سبب يجعلك تنشئ قائمة بريدية هو تحويل العميل المحتمل إلى عميل يدفع لك بأقل جهد ممكن من ناحيتك، وقد كنت أمر باثنتي عشرة خطوة قبل أن أجعل الأمر يتم بشكل آلي، دعني ألخصه لك فيما يلي: يعثر أحدهم على اسمي في أسفل موقع قمت ببنائه. يذهب إلى موقعي ويرى معرض أعمالي. إذا أعجبَته أعمالي فإنه يتصل بي، غالبًا عبر رسائل مبهمة سريعة، أو عبر رسائل من عشر صفحات بها تفصيل كل شيء عنه، بداية من السبب الذي دفعه لإطلاق مشروعه وكيف بدأه، وصولًا إلى ملاحظات عن حيوانه الأليف. أردّ عليه لما يكون لدي الوقت وأطلب منه أن يملأ استمارة لتنظيم بيانات المشروع الذي يعرضه علي (أُعدُّها خصيصًا من أجله باستخدام مستندات جوجل). يراسلني ليبلغني بأنّه قام بإدخال بيانات الاستمارة. أرد عليه مرة أخرى لاقتراح مكالمة سكايب Skype. نكرر الخطوة الأخيرة عدة مرات حتى نصل لموعد مناسب لكلينا. حين أقابله أخيرًا على سكايب، فإن المكالمة تستغرق من نصف ساعة إلى 40 دقيقة. أكتب أنا بعد ذلك عقدًا فيه تفصيل تكلفة المشروع والوقت المتوقع لإنهائه، والعناصر التي سأسلمها له. نوقع العقد ويرسل لي دفعة أولية من المبلغ. أرسل إليه قائمة ببعض المهام التي أريدها منه قبل بدء العمل. نبدأ المشروع. إن كل خطوة في هذه العملية المرهقة والمضنية بها تفصيلات وأعمال ليست بالقليلة، وقد بدا لي بوضوح أني أستطيع أتمتة الخطوات السبعة الأولى، حيث يأتي العميل ويعرف البيانات التي يحتاجها والمعلومات التي أريدها منه بسرعة، فيقرر هل أناسب مشروعه أم لا. وقد استطعت فعل ذلك عبر استخدام أدوات مثل mailchimp ،TypeForm، و AcuityScheduling. وصارت عملية تحويل العملاء لدي كالتالي: يعثر أحدهم على اسمي في أسفل موقع قمت ببنائه. يذهب إلى موقعي ويتصفح معرض أعمالي. إذا أعجبته أعمالي فإنه يُدخل اسمه وبريده، وتضاف تلك التفاصيل إلى قائمتي البريدية في mailchimp، ثم ترسل إليه رسالة بشكل آليّ بها دليلPDF يوضح أسعاري وأنواع المشاريع التي أقبلها (وكذلك المشاريع التي لا أقبل العمل عليها)، ويجيب ذلك الدليل على معظم الأسئلة التي أتلقاها عادة، كما وضعت به شهادات كثيرة لعملائي السابقين عن عملي. يجد العميل في نهاية هذا الدليل رابطًا لملء استمارة تنظيم المشروع، وتُحفظ إجاباته على أسئلة الاستمارة مع عنوان بريده حين ينتهي منها. (أنشأت استمارة بيانات المشروع مجانًا في typeform.com) يظهر للعميل بعد ملء الاستمارة رابط يرتب لمكالمة سكايب، متصل برزنامتي في جوجل google calendar (كي تظهر المواعيد المتاحة في أيام معينة لدي، ويوفق بين فروق التوقيت بيننا)، وحين يختارون موعدًا يناسبهم فإن النظام يرسل رسالة لكلينا بتأكيد للموعد وتذكير به. ثم يكون كل شيء بعد ذلك كما في الطريقة القديمة، أتصل أنا وأكتب العقد وأستلم الدفعة الأولية وأبدأ العمل. وهكذا يقل الوقت الذي أقضيه في استقبال المشاريع المحتملة وفي مراحل ما قبل المشروع، وأنقل تركيزي إلى إنهاء المشاريع التي لدي بالفعل. وقد وجدت بعد عدة أعوام من تطبيق هذه الطريقة أن خوفي من خسارة العملاء إن لم أردَّ عليهم مباشرة بنفسي لم يكن في محله، فقد أخبرني العملاء الذين تعاملت معهم بهذه الطريقة أنهم سُعِدوا لأن الإجراءات لم تستغرق وقتًا طويلًا، وأن الدليل أجاب عن الأسئلة التي كانت لديهم. ومن تلك اللحظة، بما أنهم أصبحوا في قائمتي بالفعل، فإنهم يتلقون مقالات أسبوعية مفيدة مني تبقي اسمي وعملي حاضرًا في ذهنهم دائمًا. الخلاصة حدِّد السبب الذي تريد قائمة بريدية من أجله. شارك المحتوى مع من في قائمتك بما يفيدهم كعملاء لك، لكي تبني اسمك وسمعتك في السوق. احرص على المشاركة بانتظام كي تكون أول من يفكر فيه عملاؤك حين يحتاجونك في تنفيذ مشروع ما. استخدم محدودية إمكانياتك لصالحك في قائمتك البريدية، عبر إخبار مشتركي قائمتك بالفترات التي تستطيع العمل فيها على مشاريع جديدة، وبعدد تلك المشاريع أيضًا. أخبر عملاءك حين تقرر رفع أسعارك، واعرض عليهم خصومات إذا حجزوا لديك مباشرة. أَتْمِتْ عملية الاتصال بك (اجعلها آلية)، كي تبعد عنك العملاء غير الجادين في التواصل معك، ولكي تكسب بعض الساعات الإضافية لنفسك. كن على ثقة أنّ إنفاق بعض الوقت في إنتاج محتوىً ترسله في قائمة بريدية قد يكون أنفع لك من الشبكات الاجتماعية أو أي وسيلة تسويق أخرى لهذا الغرض، عليك فقط أن تعدّ قائمتك بشكل جيد وتلتزم بها. واعلم أن إنشاء علاقة مع العملاء قد يأخذ وقتًا، فلن تطلبك الناس لمشاريع بمجرد أن يتعرفوا عليك، فقد لا يحتاجون لذلك في حينه، لكنك إن ظهرت بشكل منتظم في وارد بريدهم، تمدّهم بالمعلومات التي يريدونها ويحبونها، فستكون أول شخص يفكرون فيه حين يحتاجون أحدًا في مجالك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Every freelancer should have a mailing list لصاحبه Paul Jarvis.
- 1 تعليق
-
- 1
-
- قائمة بريدية
- مستقل
- (و 5 أكثر)
-
هل تشعر أنك ﻻ تحب عملك؟ ألن يكون رائعًا أن تجد عملًا يدرّ عليك مالًا أكثر، وتشعر أنه يقدم لك فائدة حقيقية؟ أود أن أخبرك أنك لست وحيدًا في ما تشعر به، غير أن تغيير مجال عملك قد يبدو مخيفًا، فلا تضمن أن تنجح في تجربة كهذه، وﻻ تضمن أن تستطيع الوفاء بالتزاماتك المادية. وقد يبدو أيضًا أنك ﻻ تملك خيارًا سوى أن تقفز داخل شيء جديد دون أن تؤمّن نفسك من الفشل، أو أن تُبقي على وضعك الحالي كما هو، لكني أرى أن هناك حلًّا آخر قد يحقق لك مزيدًا من الإنجاز والدخل، وهو أن تبدأ مشروعًا جانبيًا أو وظيفة جانبية. مشكلة الشعور بالعجز لعلك تريد أن تصبح مستقلًا أو تبدأ عملك الخاص، ولعلك تريد وظيفة أخرى أو مزيدًا من المال، في كل الأحوال لن تجد أصعب من أن تشعر أنك عاجز عن اتخاذ خطوات فعلية. وأقصد بالعجز هنا أﻻ تكون قادرًا على تحديد خطوات عملية تذهب بك إلى وجهتك بوضوح رغم أنك تستطيع رؤية أين تريد أن تصل في النهاية. إن الأمر يشبه وقوفك على شفا وادٍ كبير ناظرًا إلى حافته البعيدة، وﻻ تجد وسيلة تجتاز ذلك الوادي بها. وإن المشروع الجانبي هنا هو أقرب حل يبني لك جسرًا تعبر به هذا الوادي دون مخاطرة مالية كبيرة، يعني إن لم تكن مستعدًا للقفز في الهواء دون مظلة أمان لترى إن كنت تستطيع الطيران!. جدوى المشروع الجانبي قد يصعب عليك إقناع نفسك أن تعمل ساعات إضافية على مشروع جانبي، خاصة إن كانت وظيفتك الحالية تحد من وقتك بالفعل، ولديك أصدقاؤك وعائلتك وهواياتك أيضًا. غير أني أريد منك أن تفكر في الأمر على هذا النحو: عملك على مشروع جانبي هو استثمار يستحق ما تضعه فيه، ستعطيه من وقتك وجهدك، لكن سيعود عليك بإنجاز أكبر، ومال أكثر. حتى لو لم تعزم توسعة المشروع ليكون وظيفة غير رسمية بدوام كامل، فإن الدخل الإضافي الذي يخرج منه يخلق لك فرصًا وخيارات إضافية، فيمكنك أن تستخدم هذا المال في مشروع آخر أو تدخره للتقاعد، او حتى تستطيع الانتقال إلى وظيفة أخرى أقل أجرًا لكنها أقل ضغطًا أيضًا. كما تتيح المشاريع الجانبية أيضًا فرصة لاختبار أفكارك على أرض الواقع، والحصول على ملاحظات قيّمة من السوق، قبل أن تترك وظيفتك الحالية وتدخل بكل ما لديك من موارد. كيف تبدأ مشروعك الجانبي يمكن ﻷي أحد أن يبدأ مشروعًا جانبيًا يزيد به دخله إذا خطّط للأمر بشكل صحيح، وسأذكر لك اﻵن ست خطوات تتبعها إذا فكرت في بدء مشروع خاص بك: 1. يجب أن تعرف "لماذا" ترغب في القيام بذلك إن وظيفتك الحالية تشغل وقتك بما فيه الكفاية، لماذا تريد أن تنفق المزيد من الوقت والجهد في مشروع جانبي؟ ربما يبدو هذا سؤالًا بسيطًا، غير أن كثيرًا من الناس ﻻ يطرحونه على أنفسهم إﻻ بعد فوات اﻷوان، حين يُغرقون أنفسهم باﻻلتزامات ويصارعون للموازنة بين عملهم الحالي ووظيفتهم الجانبية، فمن الذكاء حينها أن تعرف المرحلة النهائية قبل إنشاء مشروع جانبي. هل تريد دخلًا إضافيًا يدعم راتبك الحالي؟ أم هل تفكر في بناء شيء يستبدل وظيفتك الحالية في النهاية ويصبح وظيفتك الجديدة؟ (يمكن أن يكون في مكان ما بين الاثنين). خذ وقتك وفكر جيدًا واعرف أين تريد أن تذهب. إن المشاريع الجانبية الناجحة تعني مزيدًا من الخيارات والدخل المادي، لكن كيف تريد استغلال هذا الدخل وهذه الخيارات؟ إن معرفة هذه الأمور مقدّمًا يساهم في تكوين أفكار لمشروعك وكيف ستحققها. لقد كانت وظيفتي السابقة في مجال مختلف تمامًا عن الصورة التي أرسمها لنفسي، ولّما كنت أعرف أني أريد أن أصير مؤلفًا بدوام كامل، فقد اخترت مشروعي الجانبي ليجمع بين التسويق الإلكتروني والكتابة للعملاء، لقد صقل ذلك موهبتي، وقرّبني من هدفي. 2. تخير فكرة مناسبة للمشروع أحد الأخطاء الشائعة أن تبدأ مشروعًا جانبيًا بناءً على شغفك وحده، ربما تكون طريقة نافعة في اختيار هواية، لكنها لن تدر ربحًا، وقد ﻻ تتحول إلى مشروع تجاري. ولكي تجتنب ذلك الخطأ، اكتب قائمة باﻷمور التي تهواها وتحبها، ثم قائمة أخرى بالمنتجات والخدمات التي يمكن أن تقدمها للسوق ويحتاجها، والدائرة المشتركة التي تخرج بها هي اﻷرض الخصبة التي تصلح لمشاريعك الجانبية. ليس عليك أن تأتي بفكرة جديدة بالكامل، فأغلب الأعمال الناجحة بدأت بتحسين أفكار موجودة بالفعل أو بتعديلها لتلائم شريحة مستخدمين بعينهم. ابحث لعدة أسابيع وخذ كل الوقت الذي تحتاجه لذلك لكن لا تضغط على نفسك كثيرًا، فسنبدأ مشروعك الجانبي دون زيادة في التكاليف المحتملة، وعليه لا تلم نفسك إذا لم تنجح فكرتك الأولى، وهذا يقودني إلى: 3. قيم فكرتك بسرعة، وأبق التكاليف العامة قليلة ﻻ يكفي أن تشعر أن مشروعك الجانبي سينجح، وﻻ يبرر ذلك تضييعك لبضعة أشهر في إنشاء منتج ﻻ يريده أحد. إن الطريقة الوحيدة لتعرف أنك ﻻ تضيع وقتك هي بالحصول على عميلك الأول في أقرب وقت ممكن. بمجرد أن تثبت لنفسك أن هؤﻻء الناس سوف يستخدمون فكرتك ويدفعون لقاءها، سيكون من السهل عليك حينها أن تتطور وتظل محتفظًا بحافزك. لذا حاول أن تبدأ سريعًا ، ﻻ حاجة ﻻستثمار أكثر من 100 دولار وأسبوع أو اثنين لكي تختبر السوق، وتنطلق من هناك. اسأل نفسك عن الحد الأدنى الذي تحتاجه للحصول على أول عميل يدفع لك، قد تحتاج: منتجًا تبيعه عميلًا يرغب بالشراء وسيلة لجمع المال فقط! من السهل أيضًا أن تقع فريسة التفكير في بطاقات الشركة والمواقع المزخرفة وتأجير المكتب الفخم، غير أنك ﻻ تحتاج ذلك في البداية، هذا يبّذر الوقت والمال فحسب. ماذا لو جربت التواصل بشكل مباشر مع بعض الشركات في منطقتك بدلًا من إنشاء موقع ويب معقّد أو استئجار مكتب باهظ؟ ماذا لو استفدت من قائمة أسمائك لتحصل على عميل ما وتبني أول قطعة عمل في معرض أعمالك؟ إن هذا المنظور لشركة ناشئة رشيقة lean startup سيكسبك مالًا وتصورّا أفضل للسوق في أسرع وقت ممكن، وكلا العنصرين ضروريان لمشروعك الجانبي. إن خلاصة القول هنا هو تجنب إضاعة الوقت والمال قبل أن تتأكد من عمل مشروعك. بهذه الطريقة لن تكون هناك مشكلة كبيرة إذا لم تنجح الفكرة، فيمكنك حينها أن تفكر في شيء آخر وتبدأه، دون خسائر تذكر. 4. وفر وقتا لمشروعك الجانبي ﻻبد أن تضحي بشيء ما إن كنت تريد أن تقلع بمشروعك من اﻷرض، لعل هذا قد يكون قاسيًا، فحياتك ملأى بالعمل والالتزامات، وتريد أن تترك بعض الوقت لنفسك، أصدقائك، وعائلتك. لكن عليك أن تجد هذه الساعات الإضافية في مكان ما. كم لديك من الوقت؟ وكم تبدد منه؟ إن المواطن اﻷمريكي يقضي خمس ساعات تقريبًا كل يوم في مشاهدة التلفاز، هذا قريب من وظيفة بدوام كامل!، تخيل ما يمكنك فعله إن اقتطعت ذلك الوقت إلى النصف وقضيته في مشروع جانبي بدلًا منه؟ إن أشياءً مثل تصفح اﻹنترنت والتلفاز والشبكات اﻻجتماعية تسرق الوقت وتلتهمه التهامًا، ستندهش كم من وقت الفراغ صار لديك إذا تخلصت منها!. إذا كنت تتجنب هذه اﻷشياء بالفعل لكنك ﻻ تزال مشغولًا، فإن الأمر يصبح أعقد قليلًا، لكنه ليس بمستحيل. هنا يأتي عليك الوقت الذي أن تنظر فيه إلى هواياتك ومواعيدك اﻻجتماعية، أعط نفسك الوقت الذي تحتاجه للطعام والرياضة والنوم لكي تحافظ على صحتك، فإن العمل المستمر لا يساوي شيئاً إذا انهار جسدك بعد بضعة أشهر من اﻹرهاق. تذكر ما قاله ثيودور روزفِلت، الرئيس السادس والعشرون ﻷمريكا: "افعل ما تستطيعه، باستخدام ما لديك، وفي المكان الذي أنت فيه". إن نصف ساعة أو ساعة واحدة كل يوم أفضل من ﻻ شيء، فالوقت يمر على أي حال، وكلما بدأت مبكرًا كلما حصدت ثمارك باكرًا أيضًا. 5. استخرج ما يمكنك الحصول عليه من كل ثانية تقول إحصائية في موقع Gullup أن 87% من الموظفين غير منتجين في أعمالهم. ﻻ تسمح لنفسك أن تكون أحد هؤﻻء، خاصة إن كنت تريد أن تعمل لوقت إضافي على مشروع جانبي، فوقتك قيّم جدًا، وعملك في وظيفة عادية يعني أنك لن تحصل على الوقت الذي تحتاجه أبدًا، فعلى اﻷقل إلى أن تقرر أن تحول مشروعك الجانبي إلى عمل بدوام كامل، فإن حرصك على أن تكون كل دقيقة في محلها ضرورة حتمية. يمكنك أن تبدأ بتخصيص وقت من يومك ﻻ تفعل فيه شيئًا سوى إنجاز مشروعك الجانبي، ضعه ضمن مواعيدك كما تضع موعدك مع الطبيب، ثم ﻻ تخلف هذه المواعيد. إن تنفيذ ذلك في الصباح قبل أن تقف التزاماتك عائقًا لك يفتح طريقًا مباشرًا ﻹنجاز هذه المهام. لكن هذا ﻻ يمنع أن تختار الوقت الذي يناسبك للعمل عليها، فقد يناسبك العمل في المساء مثلًا، إن الأمر نسبي هنا. احرص على خلق البيئة المثالية لعملك، أغلق الباب، أغلق الهاتف، أوقف إشعارات الشبكات الاجتماعية، افعل ما يمكنك فعله للحصول على نتيجة مركزة وسريعة. 6. دع مشروعك ينمو إذا شرعت بالعمل متبعًا تلك النصائح التي ذكرتها باﻷعلى، فهناك فرصة جيدة أن مشروعك الجانبي سيبدأ بدر بعض المال. سيكبر حسابك البنكي بالتأكيد، لكن ستزيد مسؤولياتك أيضًا. فبدلًا من مجرد البحث عن شيء لتقديمه لعميل في البداية، فإنك اﻵن تنظر في أمور مثل إنجاز الطلبات والفواتير ودعم العملاء. وإذا أصررت على فعل كل شيء بنفسك، فستصبح ضحية لنجاحك، ستعمل طول النهار في وظيفتك العادية، وتظل طول وقت فراغك تجري وتدور لكي تُبقي مشروعك الجانبي على قيد الحياة. في هذه الحالة، ﻻ تخف من أن تُعِين نفسك بإعادة استثمار قليل من الدخل في مشروعك الجانبي، مثل شراء أدوات جديدة، التعاقد مع أشخاص أو هيئات تقوم ببعض أعمالك التي تستغرق وقتًا، لتركز على المهمة الأساسية في مشروعك، فتحصل على بعض الوقت لنفسك، وتحافظ على سلامتك العقلية، في نفس الوقت الذي تضمن فيه أن مشروعك الجانبي يستمر بالزيادة. واعلم أنك إذا لم تحصل على مساعدة من غيرك فستصطدم بحاجز الأربع وعشرين ساعة في كل يوم مثل أي شخص آخر، وسيموت مشروعك في طريقه ﻷنك ﻻ تملك الوقت وﻻ الطاقة التي تكمله. أما إذا اتبعت هذه الخطوات فستصل إلى نقطة تحدد فيها ما إذا كان الوقت مناسبًا لتحويل مشروعك إلى وظيفة بدوام كامل أم تظل محتفظًا بوظيفتك الحالية. خطوات صغيرة نحو نتائج عملاقة تنتشر لدى الناس فكرة تأخذ بعاطفتهم كثيرًا حين يفكرون في تحسين أوضاعهم المالية، فيظنون أن السبيل الوحيد ﻹنشاء شركة كبيرة هو بالتخلي عما بأيديهم وترك الحافة التي يقفون عليها ليقفزوا إلى بطن الوادي أملًا أن يحلقوا في الهواء بمعجزة ما. غير أن هناك طريقة أخرى، تُبقي دخلك الحالي كما هو بينما تطور مهاراتك، وتتأكد من فعالية أفكار مشاريعك، وهي العمل على مشروع جانبي صغير يكون حقلًا لتجاربك هذه، دون أن تضحي بالكثير. وكن على علم أن اﻷمر سيستغرق وقتًا وتضحية، لكن بالسلوك الصحيح والعمل الدؤوب، يمكن ﻷي أحد أن ينجح في ذلك. حتى لو لم يكن لديك سوى ساعة واحدة كل يوم، فسيدهشك كيف أن النتائج ستثمر خلال بضعة أشهر. هل بدأت مشروعًا جانبيًا من قبل؟ هل ﻻحظت شيئًا مميزًا تخبرنا به لمّا فعلت ذلك؟ شاركنا بخبرتك في التعليقات. ترجمة -وبتصرّف- للمقال (No-Nonsense Steps to Start a Side Hustle Today (and Why You Should لصاحبه Corey Pemberton.
-
- 4
-
- مشروع جانبي
- مستقل
-
(و 1 أكثر)
موسوم في:
-
إذا أردت أن تبني شيئًا بهدف الربح، فإن أسهل طريقة ترشدك إلى أنسب القرارات منذ أن تبدأ إلى أن تنتهي هو اﻹجابة عن هذين السؤالين: من هي الفئة المستهدفة؟ ما هي النتيجة التي تتوقعها؟ فإن هاتين النقطتين تستطيعان توجيه خطة تطويرك، استراتيجية إطلاقك للمشروع، وتسويقك بالمحتوى، بل كل شيء في الواقع. أما إذا لم تكن متأكدًا ممن تستهدفهم من مشروعك، فستجد نفسك تحاول أن تحشر فيه كل ما يمكنك إدخاله، على طريقة "ماذا لو احتاج المعلّمون هذه الميزة، أو احتاج المطوّرون إلى كذا، والأطباء؟ وعمال البناء؟ و .." و... توقف رجاءً!. فلتحدد فئة بعينها، شريحة جمهور محددة وضيقة، تصنع منتجك من أجلها، فئة تشتكي من بضعة مشاكل ولديها حوافز متشابهة تدفعها للبحث عن حل لتلك المشاكل، ثم بعدها إن أردت أن تتوسع، فليكن ذلك ﻻحقًا، حتى لو أردت حينها أن تتوسع بمنتج جديد أو شركة جديدة كليًا. فكر في اﻷمر هكذا، لنقل أنك تؤلف دورة عن التسويق بالبريد اﻹلكتروني، ولديك درس يشرح كيف تَحُثُّ الناس على التسجيل في قائمة بريدية، فهنا عليك أن تضع الفئة التي تستهدفها من الدورة في اعتبارك حين تسجل هذا الدرس، لماذا؟ ﻷنك إن شرحت اﻷمر بصورة عامة، فستنظِّر لدرسك بصورة تجريدية تخرجه من نطاق الفائدة والتطبيق، إذ أنك تحاول أن تشرح اﻷمر بحيث يفيد المعلمين، والمطورين، والأطباء، بل وعمال البناء أيضًا!، كما ستجد نفسك تحاول استهدافهم جميعًا حين تسوِّق لدورتك من بعد، وكل ذلك سيجعل دروسك ومحتوى صفحة مبيعاتك أطول بأربع مرات. إن اختيارك لجمهور محدد تستهدفه في منتجك سيرشدك في قراراتك كأنه شعاع ليزر، فإن كانت دورتك للتسويق بالبريد موجّهة لعمال البناء، فلا تحتاج سوى استهدافهم في ما تبنيه، تشرحه، أو تسوِّق له. وقد يبدو تضييق نطاق الفئة المستهدفة من مشروعك مخيفًا، وكأنك تترك مالًا كان بإمكانك الحصول عليه، مالٌ كنت ستحصل عليه من المعلمين والأطباء والمطورين الذين تظنهم أغنياء ويرغبون في دورتك التعليمية، فلو كنت استهدفتهم أيضًا في دورتك، لكنت أغنى بأربع مرات!، ولديك يخت أكبر بأربع مرات!. غير أن الرياضيات (والحياة) ﻻ تعمل بهذه الطريقة، ﻷنك كلما قللت تركيزك على ما صنعته، قل عدد الناس المهتمين بشرائه. إن تركيزك على فئة محددة يجعلك تضع في حساباتك ما يهمّ تلك الفئة فقط، فتكون قراراتك أسرع، فإذا أردت أن تحدد أي الدروس عليك إضافتها، ﻻ مشكلة!، إنها الدروس التي تفيد عمال البناء!. ماذا تقول في صفحة مبيعاتك؟ سهلة!، فقط النقاط التي قد يهتم لها عمال البناء إن فكروا في دورة عن التسويق بالبريد الإلكتروني. إن كونك محددًا ﻻ ينفعك في المبيعات فحسب، بل هو مفيد أيضًا من حيث الزخم الذي يولّده، فهو العدسة التي تتخذ كل قرارات مشاريعك من خلالها. فببساطة شديدة، إذا لم تكن فكرتك كلها أو جزء منها غير مفيدة لتلك الفئة التي حددتها مسبقًا، فسَيسهُل عليك التخلي عنها، إذ أنها ﻻ تخدم الهدف. واﻵن، دعنا ننظر إلى النتيجة. إن الطريقة الوحيدة التي تصلح لتسويق منتجك هي إخبار الناس كيف ستكون حياتهم بعد استهلاكه أو شرائه، ﻷن النتيجة هي السبب الذي دفعك لبناء منتجك من الأساس. و برغم ما يبدو على هذه الطريقة من شَبَهٍ بالتسويق الجاف، إلّا أن هذا ما يجب عليك فعلًا القيام به. لقد صنعتَ ما صنعتَه لأنك تود مساعدة الناس في تعلم شيء أفضل أو تساعدهم في تحقيق شيء ما، وتركيزك على ذلك هو الطريق لبيع منتجك. دعني أوضِّح اﻷمر بمثال: أي من الجملتين التاليتين تبدو أقوى في التسويق لدورة عن تسويق عامل البناء بالبريد اﻹلكتروني، بالنسبة لشخص عادي؟ "تعلم التجزئة، الأتمتة، التأهيل (التحويل)، واﻷقماع، واختبارات A/B" أم: "ربما يكلفك استخدام MailChimp بعض المال، لكن معرفة كيف تستخدمه ستجلب لك مالًا أيضًا" إن الجملة الأخيرة أفضل بالطبع، ﻷنها تركز على ما سيحصل عليه الطالب حين يدفع لقاء الدورة -وهو المال في هذه الحالة-. أما الجملة اﻷولى فهي مجرد قائمة بمحتوى الدورة، وإذا لم تكن على علم بالتسويق عبر البريد الإلكتروني فعلى اﻷغلب ستجد نفسك تقول : "يا للهول! كل هذه الكلمات!، لماذا علي أن أهتم من اﻷساس؟!"، كما أنها مملة أيضًا، ﻷنها ﻻ تخبرني كيف ستفيدني تلك الموضوعات التي في الدورة. إن التركيز على النتيجة مفيد هنا ﻷن الناس تحتاج من يوصِّل لها النقاط أثناء عرض المنتج أو تقديمه، على عكسك أنت، فأنت تدرك قيمة ما أنشأته ﻷنك من صنعه، وتدرك مداخله ومخارجه. أما المبتدئين ومن لم يعلموا بعد بدورتك قد ﻻ يرون بالضرورة كيف سيفيدهم منتجك، لهذا فإنهم يحتاجون منك أن تخبرهم وتساعدهم في ذلك اﻷمر. وليس ذلك لغباء منهم، وإنما ﻷنك تريد أن تأخذهم من البداية إلى مستوى المحترف (مثلك أنت في هذه الحالة)، وﻻ يحدث ذلك إﻻ إذا وصّلت لهم النقاط ببعضها، حين تُري عمال البناء لماذا وكيف بالتحديد سيساعدهم التسويق بالبريد في زيادة دخلهم، بدلًا من مجرد مجموعة من الكلمات التي ﻻ تسمن وﻻ تغني من جوع في نظرهم. من هي الفئة المستهدفة؟ و ما هي النتيجة التي تتوقعها؟ حين تضع هاتين النقطتين نصب عينيك في كل منتج تبنيه، كل قرار تتخذه، وكل مشروع تطلقه، فستحصل على ما تريد بشكل أسرع وأسهل، وسيعود عليك بأكثر من أربعة أضعاف النتيجة التي رغبت بها لما حاولت أن توسع من نطاق الفئة المستهدفة، ويمكنك حينها أن تؤلف دورة أخرى عن التسويق بالبريد (أو أي منتج آخر تريده) وتوجهها إلى المعلمين، المطورين، والأطباء … من يختك اﻷكبر بأربع مرات!. ترجمة -وبتصرف- للمقال The Audience and the Outcome لصاحبه Paul Jarvis.
-
تمثل الطريقة التي يراك بها الناس كمستقل إحدى أهم الوسائل التي تضمن نجاحك في مسيرتك المهنية، كما تعطي انطباعًا عن مدى احترافك. لكن مع ذلك فإن الوقوع في زلة أو خطأ بسبب أسلوبك في عرض نفسك واردٌ جداً. لعلك مررت بذلك اليوم الذي تَوقف فيه أحد عملائك الدائمين عن التواصل معك، تاركًا إياك تضرب أخماسًا بأسداس لجهلك بالسبب الذي دفعه لتركك؟ أو تلك المرة التي ظننت فيها أنك فزت بتنفيذ مشروع، ثم تكتشف في آخر لحظة أنك خسرته لصالح منافس لك؟ إذا كنت هذا المستقل فإنك في أمس الحاجة لتجلس إلى نفسك طويلًا، وتنظر في صورتك المهنية التي ترسمها لنفسك. دعنا ننظر الآن إلى بعض العادات التي يجب أن تدخلها إلى عملك وحياتك كي تضمن جذب العملاء المحتملين إليك، عوضًا عن دفعهم بعيدًا عنك بسبب أخطاء قد تقع فيها وأنت لا تدري مدى فداحتها. فإن الأمر يتعدى مجرد الاهتمام بما ترتديه من ملابس إلى ما تُبلِّغُه أفعالك داخل وخارج نطاق العمل على السواء. 1. أبق حساباتك الاجتماعية نظيفة إن كلمة صغيرة أو كبيرة تكتبها في منشور في أحد حساباتك الشخصية لا تلقي لها بالًا، تمثل نافذة للناس على حياتك الخاصة، فيعرفون بها كيف ترى العالم من حولك، ما تفعله في يومك، أصناف الناس الذين يعجبونك، وأنواع القضايا التي تهتم لها. لا ينتبه الناس عادة إلى أن بعض الشبكات الاجتماعية (فيس بوك مثالاً) تشارك معلومات غير متوقعة عنهم مع غيرهم، حتى لو أعدوا حساباتهم بحيث تكون خاصة، فإن منشورات فيس بوك التي تعجب بها مثلاً قد تظهر على شريط الأخبار في حساب شخص آخر إن كان كاتب المنشور قد أعده ليظهر للعامة. إن تحديد الجمهور الذي يستطيع رؤية المنشور يكون من إعدادات المنشور الأصلي وليس من إعداداتك. في مثال فيس بوك، إذا حمل المنشور علامة الكرة الأرضية فهذا يعني أنه منشور عام، يستطيع رؤيته أي أحد. وبالمثل في التعليقات على مقالات الجرائد الرقمية، فبمجرد البحث عن اسمك في جوجل، سيظهر ذلك التعليق مصحوبًا باسمك معه. إن أحد طرق علاج هذا الأمر ألا تسمح لأي عميل أن يطلع على حساباتك الشخصية أبدًا، وأن تستخدم اسمًا مستعارًا في التعليقات التي تظهر للعامة. وهناك خيار أسهل من ذلك عن طريق استغلال الشبكات الاجتماعية لصالحك، بأن تجعل منشوراتك إيجابية ومطابقة للصورة التي تريد عرضها لعملائك. كن متميزًا، مبدعًا، وحذرًا في نفس الوقت. إذا بدا لك الأمر مرهقًا، فمن الأفضل أن تفكر في إنشاء حساب آخر نظيف ورزين من أجل العمل. لكن حتى هذا لن يمنع منشوراتك الشخصية من الوقوع في يد العميل عاجلًا أو آجلًا بسبب الخوارزميات التي ذكرتها قبل قليل. 2. لا تنشر حياتك الشخصية على الملأ قد تجد في حصولك على مخالفة سير بسبب السرعة الزائدة أمرًا مسليًّا تكتبه في تويتر أو تحدث به عميلك في اليوم التالي. لكن إن كنت تريد بناء سمعة احترافية وتقول بأنك شخص يعتمد عليه، فإن هذا اللون من الأفعال الشخصية المحضة يجب أن تبقيه لنفسك. بل ربما يجب عليك التخلص من مثل هذه العادات بالكلية، ورسم حد فاصل بين حياتك الشخصية والوظيفية، لا تتذمر للعملاء عن اليوم العصيب الذي تمر به، صحتك، أو شريك حياتك. غير أنك قد تجد بعض العملاء الذين يحبون ذلك النوع من التواصل الذي أنهاك عنه، بل تكون علاقتهم بك أوثق كلما عرفوا شيئاً من حياتك الشخصية، كأن يعرفوا أنك تحب الشوكولاطة، فريق كرة ما، أو أي شيء آخر. إن الشاهد هنا هو إبقاء الأمور إيجابية، استلم الدفة من العميل وابتعد عن أي شيء قد يمثل خطرًا أو عقبة فيما بعد. 3. أحسن اختيار علاقاتك من المهم أن تنشئ علاقات مع الناس وتربط نفسك باهتمامات ومنظمات تساهم في تحسين مظهرك المهني الذي تود إظهاره. فكر في الاشتراك بالاتحادات والمنتديات المشهورة، وحاول بناء علاقات مع القادة البارزين في مجالك على لينكدإن. من البديهي أيضاً أن تهتم بمظهرك إذا ذهبت لمقابلة عميل ما (سواءٌ مقابلة فعلية أو افتراضية). إن الاهتمام بشعرك، هندامك، ومظهرك العام ترسل جميعًا رسائل عن شخصيتك، ويجب أن تكون تلك الرسائل موافقة لما تود إبلاغه لمن تقابله. لكن ذلك لا يعني بالطبع أن ترتدي حلة رسمية طول الوقت أو أن تُصبح مُملًا. فقط تعرف على جمهورك الذي تستهدفه وما يتوقعه منك، وتحرّى مستوى الرسمية التي قد تروق لعملائك المحتملين، وعدِّل من أسلوبك الشخصي ليوافق ذلك. 4. كن إيجابيا هل تلاحظ تلك الأخطاء التي تبدو في كلام أحدهم حين يحدثك؟ أو ترى قصور أي عملية أو نظام يقع تحت يدك بمجرد النظر إليه؟ أو الأسباب التي قد تجعل خطة أحدهم تبوء بالفشل؟ إن تلك موهبة رائعة حقًا، أن تكون قادرًا على رؤية المشكلة قبل ظهورها، إلا أن هذا السلوك قد ينظر إليه على أنه نقد سلبي، وقد لا يحبب فيك عملاءك (ولا أي أحد آخر). حاول تحسين مزاجك في عملك وسترى كيف أن مظهرك المهني قد تحسن بدوره. إن النقد البناء مهارة تستحق ما تبذله فيها من تدريب، فحاول تقديم حلول للمشكلة بدلًا من قولك "هذا لن يعمل". وإذا استطعت فعل ذلك دون أن تبدو بمظهر المتعجرف فسيكون خيرًا وأقوم. على سبيل المثال، قل "هذه فكرة رائعة، وأعتقد أنها قد تتحقق إن أضفنا كذا". إن استخدام حرف إيجابي مثل حرف الواو البسيط، بدلًا من استخدام كلمة مثل "لكن" يعزز الرسالة التي تود إيصالها للمستمع ويدعمها، بدلًا من رفض الفكرة دون مباشرة دون النظر فيها. 5. أدب المعاملة مع الناس لا يوجد شيء أقبح من سوء خلق وسوء معاملة، وربما تظهر فيك بعض الصفات التي يحسن بك تجنبها، مثل تأخرك في التسليم، قلة تواصلك مع العميل، سوء أدبك، إظهار ضجرك وتذمرك، أو حتى قلة انتباهك للتفاصيل، كل ذلك يخبر عملاءك المحتملين أنك لا تهتم بهم على الإطلاق. وإن من أدب المعاملة أن تحسن إلى كل الناس، سواءً الذين تربطك بهم علاقات عمل أو لا. إن الصورة التي يكونها الناس عنك أساسها كيفية معاملتك للناس، لذلك أحسِن معاملتهم، فإن الكلمة عنك بخير أو بسوء تبلغ الآفاق هذه الأيام. وأصل الأمر أن تُطوّر من مهارات التعامل مع الناس إن أردت النجاح في عملك كمستقل، أن تدرك الذوق الاجتماعي العام لمحيطك، أن تتحلى بأخلاق طيبة، وأن يكون لديك شيء من اللطف والتأنق. 6. أوف بعهدك إذا وعدت عميلاً بتسليم عمل في موعد بينك وبينه، فلا تُخلف ذلك الموعد. فإن العهد ملزِم لك بذلك، إلا إذا نزلت بك نازلة، وحتى حينها فلتحرص أن يكون عميلك أول من يعرف بالأمر. ولا تسلِّم شيئاً أبداً بمستوًى أقل مما وعدت به، بل كن نزيهًا واحرص أن تُسلّم ما اتفقت عليه في عقدك مع العميل. إن من المؤسف أن تدّعي خبرة لا تملكها، أو تدّعي خبرة في مجال بالكاد اطلعت عليه، فإن تلك الكذبات ستمزق صورتك التي حرصت على بنائها إربًا إربًا، لذا لا تعد بشيء لا يمكنك الوفاء به. خاتمة إن تطوير مظهرك المهني مسألة مردّها إلى اهتمامك بالتفاصيل الدقيقة، وإن بعض أهم تلك التفاصيل هو ما ذكرناه قبل قليل، وها هم مرة أخرى بشكل مجمل: كن حذرًا مع ما تنشره أو تعجب به على الشبكات الاجتماعية، قد يظهر بشكل أو بآخر لعملائك بسبب خوارزميات تلك الشبكات. أبق مصائبك الشخصية لنفسك. اربط نفسك مع الناس والمنظمات التي توافق الصورة التي تبنيها لنفسك. ابحث عن طرق تكون إيجابيًا بها، حتى لو عنى ذلك أن تختلف حول شيء ما. عامل الناس باحترام، سواءٌ كانوا عملاءك أو لا. أوف بما وعدت بتسليمه. هل هناك شيء آخر ترى أنه مهم في إظهار نفسك كمستقل محترف؟ دعنا نعرف منك في التعليقات! ترجمة -وبتصرّف-للمقال 6 Ways To Improve Your Professional Image لصاحبه Tom Ewer.
-
- مستقل
- تسويق ذاتي
-
(و 1 أكثر)
موسوم في:
-
جزاك الله خيرًا، ﻻ مشكلة في العمل للمال، هذا هو السبب الرئيسي للعمل في وظائف. لكن حبذا بالفعل لو اختار البعض أعمالًا تصنع فرقًا وتضيف قيمة، فحينها سيحبون أعمالهم كما تقول، ويعملون من أجلها دون جعل المال أولوية.
- 5 تعليقات
-
- إدارة مالية
- إنتاجية
-
(و 6 أكثر)
موسوم في:
-
إن العمل الحر، على عكس الوظائف الحكومية، بيئة لها صفة التغير المستمر والتنافس الشديد، لذا يخشى العديد من الناس دخول تلك البيئة، لخوفهم من الفشل في مواكبة السباق، في حين يجاهد البعض الآخر لكي يشقوا طريقهم فيها. ومن المثير للاهتمام أن هناك عوامل أخرى تقتل مسيرات العمل الحر في مهدها غير ما يشيع بين الناس من التأخر في تسليم الأعمال أو تسليمها بجودة سيئة، وسنفصّل الآن سبعة من تلك العوامل وكيف تتجنب الوقوع في شراكها. الفشل في التنظيم تملك المؤسسات والشركات لوائح وقوانين تنظم سير العمل فيها، وحين تعمل في إحدى تلك الهيئات فإنك تنخرط دون وعي منك في نظامها القائم، وتلائم ظروفك وِفقَه دون تفكير، فالنظام موجود بالفعل هناك وما عليك من شيء إلا اتباعه. أما حين تتحول إلى العمل الحر فإن هذا النظام يختفي فجأة، ويزيد احتمال سقوطك في فخ الفوضى، ما يعني أنك لن تستطيع إخراج عملك بالجودة المطلوبة. ولكي تحافظ على إطار عمل منظم أثناء عملك الحر كمستقل، فإن الحلول الإلكترونية والسحابية هي خيارك الأمثل. إن برنامجاً لحساب وتنظيم الفواتير مثل FreshBooks يريحك من أحد أسباب الصداع الرئيسية في العمل الحر، وهناك أيضاً بعض أدوات لتنظيم الوقت مثل TeuxDeux و RescueTime، اللتان تساعدانك على تحليل الوقت الذي تقضيه على الحاسوب، كما تمنع عنك المواقع التي تشتتك عن العمل. وإذا لم تكن تلك التطبيقات كافية لتنظيم وقتك، فجرب تطبيق focus booster، وهو مؤقت سحابي يستخدم تقنية بومودورو Pomodoro (تقنية لتقسيم الوقت إلى فترات لتحسين جودة الإنتاج الذهني، اشتق اسم التقنية من كلمة طماطم بالإيطالية، بسبب أن مطور هذه التقنية كان يستخدم مؤقتاً على شكل ثمرة طماطم). ويقسم ذلك التطبيق يومك إلى فترات كل منها 25 دقيقة، متبوعة بخمس دقائق للراحة، كوسيلة لمساعدتك على تقسيم يومك بكفاءة. وإذا كنت في حاجة إلى البقاء على اطلاع بكم الوقت الذي قضيته في مهمة بعينها، فإن تطبيقاً مثل Toggl قد يكون مفيداً للغاية. الاستسلام للضغوط ستجد دائمًا تطبيقات وبرامج تقدم خدمات أساسية في أي مجال قد تتخيله، بما في ذلك مجال عملك أنت نفسك، وسيكون هناك دائماً تطبيقات وخدمات أرخص. بل زد على هذا أن المنافسة قد تكون شديدة، خاصة إن لم تفكر في مكان يلائمك جيداً. لكن على أي حال فلا يمكنك السماح للخوف أن يتحكم فيك تحت أي ظرف كان. بعبارة أخرى، عليك أن تصبر وتجاهد كي تنجح كمستقل، وتنظر لما وراء ذلك الخوف، وتصرف انتباهك وطاقتك إلى شغفك بعملك، والذي ستجد له منبعًا من دافعك الشخصي للعمل في هذا المجال أو ذاك. سيكون عليك بالطبع أن تبحث في السوق الذي تستهدفه لتحدد عملاءك بدقة. وانظر بإنصاف إلى نقاط قوتك وضعفك كي تعرف ما عليك التركيز عليه بالضبط سواءً في الأعمال التي تقبلها أو المهارات التي تطورها، وإذا شعرت أنك لا تستطيع وضع يدك على تلك النقاط بنفسك، فجرب أن تسأل أحد العملاء أو المدراء السابقين عن ملاحظاتهم وتوصياتهم، كي تستفيد منها وترى نفسك بعين غيرك. الفشل في التميز كما قلت في أول المقال أن العمل كمستقل يختلف عن العمل لدى شركة أو مؤسسة، فالشركة تملك فريقاً أو أكثر يعمل على صنع هويتها المميزة في السوق ويسوق لها، أما أنت فلا تملك إلا نفسك، لكن هذا لا يعني ألا تصنع لك هوية تميزك عن غيرك أيضاً، لئلا يضيع صوتك (وعملك) في الزحام بسهولة. فلتبدأ بإعداد قائمة لإنجازاتك وأعمالك لتستخدمها في عروض تقديمية. وستضع فيها، إضافةً إلى المؤهلات والإنجازات الأكاديمية، مهاراتٍ أخرى مثل القدرة على التنظيم أو الإدارة، مدعومة بإظهار مواضع ذلك في مناصب قيادية في أي نوادي أو تجمعات أخرى مشابهة. إن وجودك في موضع متميز قد يعني أنك ستترك بعض الأعمال والفرص العامة تمر دون أن تقتنصها، فإن أعداد العروض على تلك المشاريع والأعمال على أي حال سيكون عاليًا وستكون فرص الفوز بها ضئيلة، أما تخصصك وتحديدك لفئة بعينها يعطيك ميزة لاختيار مشاريع تناسبك بشكل أفضل. الفشل في قياس الوقت اللازم لتنفيذ المشاريع أو تحديد التسعير المناسب لدى كل مستقل ناجح معدل أدنى لقبول الأعمال التي تعرض عليه، كما أن لديه أيضًا قدرة على تقدير الوقت المتوقع لإنهاء المشروع بجودة مقبولة. إن كلا الأمرين يقعان في نفس مستوى الأهمية، فإذا أخطأت في تحديد السعر الأدنى الذي تعمل به أو تقدير الزمن الذي تستغرقه لإنهاء العمل، فإنك ستتسبب لنفسك في خسارة بعض المال. هناك معادلة أساسية لتحسب السعر لكل ساعة، تتضمن حساب كل النفقات المتعلقة بإنهاء العمل (بما في ذلك أساسيات مثل طعامك والكهرباء وإيجار سكنك، إلخ)، والأيام والساعات التي تنوي العمل فيها (بدون حساب أيام العطلة، إضافة إلى سماحية صغيرة لاحتمالات المرض)، إضافة إلى تخصيص جزء لتقاعدك المستقبلي، والربح الذي تود تحقيقه. ثم عليك إضافة الوقت الذي تقدر أن المشروع سيستغرقه إذا كنت تعمل بنظام الأجر على دفعة واحدة، على خلاف العمل بالساعة. هناك خلاف كبير حول أيهما أفضل، للمزيد حول الأمر ألق نظرة على هذا المقال: "كيف تُسعّر مشاريع الويب". تحسب تطبيقات مثل Motiv تلك العملية بشكل آلي، املأ الحقول الموجودة به وسيقوم هو بحساب معدلك بالساعة وراتبك السنوي، هكذا فقط!. تذكر أن سعرك قد يختلف باختلاف العميل، فإن التسعير للعملاء التجاريين مثلاً سيكون أعلى مقارنة بالعملاء الذين يمثلون هيئات غير ربحية. كما أن عليك تذكر أن عليك زيادة سعرك كلما زادت خبرتك. الفشل في دراسة النفقات تحدث مشكلة النفقات بشكل متكرر حين ينسى العديد من المستقلين شيئاً من نفقاتهم في بداية مشوارهم المهني، سواءٌ كان ذلك النسيان لفواتير قديمة أو لنفقات لم يضعوها في حسابهم أصلاً. ولحل هذا الأمر، فإن تطبيقاً مثل Expensify سيلتقط صورًا من الفواتير على هاتفك ويحولها إلى تقرير أنيق، وهو متاح مجانًا للاستخدام الشخصي. أما على مقياس أكبر، فإن منصة سحابية مثل inDinero تتيح لك متابعة نفقاتك، وتسحب بياناتك من حساباتك البنكية وبطاقاتك الائتمانية، لتوفر نسخة من بيانات أموالك ونفقاتك المتوقعة مستقبلاً. لديك أيضاً خدمة الفواتير السحابية المجانية Hiveage وهي خدمة تستقبل المدفوعات وتصدر الفواتير بشكل آلي. كما يوفر عملاق الدفع الإلكتروني PayPal خدمة فواتير أيضاً. أخيرًا عندما تغلق صفقة ما، فإن تطبيق Shack لديه مكتبة من قوالب العقود التجارية الموجهة للمستقلين، حيث يمكنك استخدامها لإنشاء مستندات قانونية. كراهية التغيير عليك أن تعود نفسك المرونة كونك مستقلاً، عليك أن تطارد العمل، إذ أنه لن يطرق بابك دائماً، وهذا يعني بقاؤك على اطلاع دائم بكل جديد في مجالك وتأكدك أنك تواكب ما يستجد في مجالك إن لم تستطع سبقه. يجب أن لا تغالط نفسك وأن لا تعتقد بأن الخبرة تغنيك عن مُتابعة المُستجدّات. فإذا أردت مواكبة الأحداث الجارية فهناك مواقع عديدة (كـ Hacker news مثلًا) تبقيك على اطّلاع بكل التطورات في مجال تخصّصك. الحاجة إلى الصحبة إن العمل الحر مجال قد يشعرك بالوحدة، فمن الوارد أن تمضي أسابيع إذا كنت مشغولاً دون أن ترى مخلوقاً سوى قطتك. قد لا يتحمل هذا النظام القاسي بعضُ الناس الذين لا يستطيعون العمل دون صحبة. لكن على أي حال يمكنك الالتفاف حول الأمر عن طريق العمل في مساحات العمل المُشترك أو في الأماكن والمكتبات العمومية. خاتمة لا شك أن العمل الحر طريقة رائعة لكسب المال، لكن عليك تجنب بعض المشاكل والفخاخ التي قد تتسبب بفشلك. ومن الناحية الأخرى، فإن هذه المشاكل لها الكثير من الحلول والحيل التي تبقيك بعيداً عن شراكها، ويمكنك تلخيصها فيما يلي: الفشل في التنظيم: هناك الكثير من التطبيقات التي يمكنها مساعدتك. الاستسلام للضغوط: المنافسة حتمية، تجاوزها لتستطيع التركيز على نقاط قوتك. الفشل في التميز: ابحث عن مشاريع تميزك عن غيرك وتلائمك. الفشل في تحديد المعدل المناسب أو المقياس الزمني: ادرس الأمر بعناية. الفشل في دراسة النفقات: استخدم برامج سحابية للقيام بالأمر عنك. كراهية التغيير: ابق على إطلاع بمستجدات عملك عبر مواقع الإنترنت في مجال تخصصك. الحاجة إلى الصحبة: جرب مساحات العمل المشتركة. هل ترى من أسباب أخرى لفشل المستقل في عمله؟ وكيف تتجنبها؟ دعنا نسمع منك في التعليقات! ترجمة -وبتصرّف- للمقال (Common Reasons Freelancers Fail (And How to Avoid Them لصاحبه Tom Ewer.
- 5 تعليقات
-
- 2
-
- إدارة مالية
- إنتاجية
-
(و 6 أكثر)
موسوم في:
-
لقد صمّمت معرض أعمالك بشكل مُتقن، وجمّلت صفحة التعريف الخاصّة بك، وبدا كل شيء في موقعك مفعمًا بالحيوية، وﻻ ينقصك اﻵن سوى رسائل العملاء الذين يريدون التعاقد معك. غير أنك إلى الآن لم يطرق بابك أحد، رغم المرات الكثيرة التي عدّلت فيها موقعك وحسّنته. فقررت إذ ذاك أن تنشر مقالة جديدة في مدونتك، أو تنشر بعض الروابط لأعمالك في الشبكات الاجتماعية، لكن الأمر ﻻ يزال على حاله، ولم تأت رسالة واحدة إلى بريدك. لقد تطلب الأمر شجاعة منك لنشر أعمالك في العالم الرقمي، وليس هناك عيب في انتظار المرء أن يكتشفه أحدهم. إننا جميعًا نريد تلك الرسالة التي تقول "لقد شاهدنا أحد أعمالك وأعجبنا أسلوبك، نريد أن نرسل لك قاربًا محمّلًا بالمال لكي تنجز لنا بعض المشاريع". لكن انتظار العملاء أن يطرقوا بابك ليس أفضل استراتيجية لجذبهم، فإن هذا منطق "إذا بنيتَها فسوف يأتون" وهو منطق متفائل جدًا، ولا يمكن له أن يقوم عليه عمل حر، فضلًا أن يقوم عليه أي عمل تجاري من اﻷساس. لذا بدلًا من الانتظار حتى يتم اكتشافك، لماذا ﻻ نقلب الطاولة ونكتشف نحن عملاءنا قبل أن يكتشفونا؟ دعنا نأخذ بزمام المبادرة ونخرج للعالم ونطرق اﻷبواب الرقمية للناس الذين يمكننا مساعدتهم، فحين تكون لديك خدمة إبداعية تعرف أنها ستنفع اﻵخرين، فإنها مسؤوليتك أنت أن تتصل بهم. إيجاد عميلك التالي لعلك ذلك المبدع الذي يظل يلاحظ طرقًا لتحسين العالم من خلال عمله، مهما بالغ في إحسان هذا العمل من البداية، وتنظر دائمًا إلى العالم من حولك بطرق ﻻ ينظر بها غير المبدعين: فمثلًا تلاحظ طريقة أفضل لتصميم الإرشادات على حظائر الحيوانات في حديقة الحيوان أثناء سيرك بها. أو تتصفح موقعًا لشركة ما وتجد أن هناك تصميمًا وتهيئة أفضل تزيد من معدل تحويل العملاء. أو ترى إعلانًا تحبه، فتبحث عن الشركة التي أنتجت اﻹعلان أملًا أن تشارك في إنتاج إعلانهم القادم. إنك تعلم كيف تساعد غيرك بخبرتك الإبداعية، لذا دعنا نبادر ونعرض على عميلك المستقبلي خدماتك بطريقة صادقة وغير مزيفة، كيف؟ بإرسال رسائل تمهيدية للذين تعرف أنهم سيستفيدون من خبرتك وأعمالك. ولعل أول ما يرد إلى ذهنك هو ".. يا للقرف، أﻻ تعلم أن هذه الرسائل الباردة ﻻ تنفع؟ ﻻ أحد يحب تلقي رسائل سبام!”. أنت محق، ﻻ أحد يحب السبام، ولن نرسل هذه الرسائل، ﻻ تقلق. تذكر أننا سنتواصل مع الناس الذين نعرف أنهم سيستفيدون من خدماتنا، لن نحاول أن نبيع خدماتنا لمن ﻻ يريدها. حين تقدم نفسك لعميل مستقبلي برسالة مكتوبة جيدًا، فإن أفضل ما تفعله هو أن تقضي وقتًا كافيًا في البحث لتعرف شخصية الذي تراسله، ثم اتباع مُخطّط رسالة مدروس لكي تخبره من أنت وما يمكنك تقديمه بطريقة ﻻ يمكنه رفضها. تذكر أنك ﻻ تراسل روبوتًا، بل تتواصل مع كائن بشري مثلك، لهذا فإن وقتك الذي تقضيه في فهم من تتواصل معه ومعرفة حاجاتهم سيؤتي أُكلَه، وبذلك نقدم لهم خدمة يسيل لعابه أمامها!. وتلك هي فائدة استخدام مُخطّط رسالة مدروس ومنظّم لما تُراسل عميلك المُحتمل (والتي ﻻ تحصل عليها لدى استخدام قوالب الرّسائل الجاهزة)، حيث أن كل جزء من رسالتك يخدم هدفًا بعينه. أما القوالب فهي ﻻ تتطلب منك سوى ملء فراغات جاهزة، في حين أنك في مُخطّط الرّسالة الذي سنستعرضه في هذا المقال ستحتاج إلى وقت للبحث والتهيئة قبل أن تضغط زر اﻹرسال. إليك مثالًا عن قالب بريد سيء لتقديم نفسك للعملاء الجدد: دعنا ننظر اﻵن في اﻷسباب التي تجعل من تلك الرسالة نموذجًا فاشلًا، برغم نيّته الواضحة والصادقة: عنوان موضوع الرسالة ﻻ يعطيني سببًا ﻷفتحها. تبدو لي الرسالة وكأن أحدًا ألصق المتغيرات التي بها (اسمي، اسمك، معرض أعمالك، أين تسكن، إلخ) داخل قالب جاهز. تبدو اللهجة المستخدمة رسمية كثيرًا (عزيزي، تحياتي). ﻻ تبدو لي لهجة الرّسالة قريبة من أسلوب المحادثات الطبيعية في الرسائل البريدية بين شخصين. ليس هناك إجراء واضح أتخذه كمستخدم تجاه الرسالة. الرسالة قصيرة جدًا، وﻻ تتحدث عن وجه فائدة أي شيء لي أنا كمستخدم أو عميل، فلماذا علي أن أهتّم لها؟ إنشاء مخطط منظم لرسالة تمهيدية ذات محتوى صادق، أصلي، وهادف إن هدفك برسالتك التمهيدية الأولى هو معرفة إذا كان ذلك العميل مهتمًّا بخدماتك أم ﻻ، فحاول أن تحصل منهم على إجابات واضحة وبسيطة مثل "نعم"، "ﻻ”، أو "ربما". تذكر أنك ﻻ تحاول الحصول مشروع للعمل عليه فورًا، وإنما تريد أن تقترب منهم، وتبدأ محادثات معهم. دعني أقدم لك الآن أسلوبًا أفضل لتقديم نفسك للعملاء باستخدام هذا المنهاج. هذا ليس مجرد قالب بريدي صغير وظريف يمكنك إرساله إلى أيّ أحد، بل هو مخصّص وموجه لشخص محدد أو هيئة بعينها، فيجب أن يكون ذلك التوجيه بناءً على بحث وبيانات عن عميلك المحتمل. كما أنك ﻻ تبيع شيئًا في هذه الرسالة، وإنما تحاول أن تتأكد أنه مهتمّ بالعمل معك. تحليل الرسالة 00 سطر الموضوع حسام، أود أن أصمم العدد القادم لمجلتك. إن العنوان المفصّل يظهرك بين الرسائل اﻷخرى في وارد بريده، فأنت تريده أن يعرف محتوى رسالتك قبل أن يفتحها. كما أن عنوانك المفصّل يخبره أنك لست تُحاول خداعه فقط لكي يفتح الرسالة، بل تخبره ببساطة أنك تعرف من هو، وتخبره عن محتوى الرسالة مجملًا. إن استخدام العناوين المختصرة الخادعة هو أسرع طريقة تدفع العميل لرمي رسالتك في سلة المحذوفات، فلا تستخدمها، بل حاول أن تكون مفصّلًا وواضحًا في عنوان رسالتك. 01 المقدمة مرحبًا حسام، لقد رأيت مؤخرًا نسخة من آخر إصدار لـ "س” الذي أشرفتَ على إخراجه، ولقد استرعى انتباهي حقًا بتصميم صفحاته، وﻻحظت أنكم استخدمتم أسلوبًا [وصف الأسلوب]، وهو شبيه بأسلوبي أنا في التصميم. هنا تريه أين سمعت به، ومعرفتك عنه وعن أعماله، كي تثبت له أنك لست مجرد روبوت يرسل مئات الرسائل الجاهزة بشكل أعمى ﻻصطياد ردّ هنا أو هناك، فأنت تُظهر جدارتك بالتصديق وموثوقيتك authenticity في كل رسالة ترسلها. كن محدّدًا وأظهر معرفتك المسبقة به وبأعماله، عبر ذكرك لمشروع أعجبك أو عنصر بعينه استرعى انتباهك في أحد أعماله، فإن المُستقبِل يستطيع تحديد ما إذا كان يقرأ قالبًا جاهزًا أم رسالة موجّهة إليه، وإن مقدمة هذه الرسالة لهي أفضل مكان لإثبات جدارتك بثقته، وإظهار صدقك وشخصيتك. 02 العرض لقد عملت كمصمم لمدة خمس سنوات، عملت فيها على مشاريع مثل "س"، "ص"، و"ع". وسيكون من الرائع أن أحظى بتصميم مقال في عددكم القادم. دعني أريك بعضًا من آخر أعمالي *رابط. إن عرضك هو وصف بسيط للخدمة اﻹبداعية التي تقدمها، لذا ضع رابطًا ﻷعمالك القريبة والشبيهة بما تعرضه عليه أو من مجال عمله، تذكَّر أن العمل الذي تعرضه هو العمل الذي يتوقعه العميل منك. 03 الفائدة إني أعدك بالمحافظة على نفس أسلوبك في التصميم، كما أني أعمل بسرعة بالمناسبة لهذا لن يشكّل أي موعد تسليم مهما بدا غير منطقيّ مشكلة لدي. إضافة إلى أني أعرض عادة عدة نسخ مختلفة من العمل على العميل لكي يطلع عليها ويختار من بينها ما يناسبه. إنك تُطلع العميل هنا على المنافع التي تعود عليه من العمل معك، كيف ستساعده، وكيف ستلبي حاجاته. أظهر له أنك تتفهم حاجاته عبر إبراز المنافع التي تعود عليه من العمل معك (نقاء تصميماتك، تسليم المشاريع في وقتها، إلخ). تذكّر أن هذه الرسالة تشرح كيف ستفيده هو، وليست رسالة تشرح معلومات عنك أنت، لذا ﻻ تتحدث عن نفسك في أكثر من ثلاثة أسطر، وﻻ تدخل في تفاصيل جوائزك، عملائك السابقين، خبراتك، آراؤك، أو تعليمك، في محاولة منك أن تبهرهم. إنه ﻻ يهتم أبدًا لأي من ذلك، بل يرغب في معرفة كيف ستنفعه بخدماتك. 04 الخطاف يمكننا مناقشة التفاصيل بكل تأكيد، لكني أردت أن أعرف في البداية ما إذا كنت مهتمًّا أم ﻻ. تعطي هذه اللهجة في الحديث شعورًا باﻷمان لدى القارئ، فلا يشعر أنك تدفعه ليتخذ قرارًا ما أو يدفع مالًا أو يشترك في عرض ﻻ يريده. وتخبره أنك تتطلع فقط إلى اتفاق صغير، قبل أن يوافق على دعوتك التالية له لاتخاذ إجراء 05 الدعوة إلى الإجراء وإذا كنت مهتمًّا بالفعل، هل تسمح لي أن أرسل إليك بعض اﻷفكار التي أظنها قد تفيدك؟ أعطه خيارات بسيطة يجيب عليها بـ "نعم"، "ﻻ”، أو "ربما”. ﻻ تقل له "ألقِ نظرة على موقعي وأخبرني برأيك"، أو “ما رأيك؟". حين تراسل عميلًا محتملًا، فاحرص أن تُبسِّط اﻷمر بحيث ﻻ يتطلب منه مجهودًا كبيرًا للرد. إليك الآن أسباب توضح مدى تأثير هذا اﻷسلوب من الرسائل: يشرح من أنت وما تعرفه عنهم في صورة صادقة. يبيّن لماذا تراسله، ويعرض عليه شيئًا قيّمًا. تطمئنه أنك ﻻ تلزمه بشيء ﻻ يريده. يجعل من السهل عليه القبول أو الرفض، سواءً بنعم، ﻻ، أو ربما. تذكّر أنك ﻻ تفعل شيئًا أكثر من بدء محادثة، أنت ﻻ تعرض عليه صفقة من الرسالة الأولى، وإنما ترى هل هو مهتم بالعمل معك أم ﻻ. إليك الآن بعض النتائج والردود التي يحتمل أن تحصل عليها من هذه الرسالة: يرد عليك بنعم إذا رغب في العمل معك، فهذا بمثابة تصريح لك كي تتقدم أكثر في العلاقة بينكما. أنصحك حينها أن تجد وسيلة تحدثه بها مثل الهاتف أو سكايب، لتناقشه بسرعة وتفهم حاجاته بصورة أفضل، كما أن هذه الوسائل تكسر حاجز التخاطب عبر البريد، وتنشئ رابطة بشرية بينكما. يرد بــ "لا، شكرًا"، أو ﻻ يرد أصلًا إذا لم يهتم، ﻻ بأس، انتقل إلى عميل آخر. أما إذا لم يرد، فهناك احتمال بنسبة 99% أن يكون مشغولًا أو ﻻ يحتاج خدماتك حاليًا. أنصحك حينها أن ترسل رسالة تذكير سريعة مرفقة بالرسالة اﻷولى: "مرحبًا، أعرف أنك مشغول للغاية، أردت فقط أن أذكّرك برسالتي السابقة التي أرسلتها لك منذ أسبوع، في حالة لم ترها ﻻنشغالك، شكرًا لك". وإذا لم تحصل على رد هنا أيضًا، فتخطّى ذلك العميل. ربما ﻻحقًا أو ليس الآن هذا يعني أنه ﻻ يملك مشروعًا يتعاقد معك لتنفيذه، وﻻ شأن لهذا بك أو بعملك، كل ما في الأمر فقط أن التوقيت غير مناسب. ربما يكون مهتمًّا بالعمل معك، لكنه لا يحتاج خدماتك في الوقت الحالي، في تلك الحالة، أعد مراسلته خلال شهر أو نحو ذلك مما يناسب موقفك. ملاحظات ﻻ يدرك أغلب المستقلين أهمية أداة مثل البريد، وإن اﻷمر يستغرق وقتًا حين تبحث في بيانات العميل، تتعرف على الوسائل التي يمكنك مساعدته بها، تعرف من تراسله، تحصل على بريده، وتعرف طبيعته وطبيعة عمله. غير أن الأمر يستحق كل هذا العناء لكي يتم اكتشافك!. وعلى كل حال فإن معرفة كيف تكتب رسائل فعّالة من شأنها أن تحسّن الطرق التي تتواصل بها في كل مرحلة من مراحلك مشاريعك المستقلة، من تقديمك لنفسك أمام العميل، إلى تجنب أخطاء التواصل مع العميل في منتصف المشروع، مناقشة عروضك معه، وكيف تحصل على توصيات من عملائك السعداء. وبخلاف موقعك الإلكتروني ومكالماتك الهاتفية، فإن رسائلك البريدية هي وجه عملك المستقل، لذا فلتحرص على كتابة رسائل رائعة لعملائك. ترجمة -وبتصرف- للمقال Discovering your future clients before they discover you لصاحبه Chris Wilson.
-
- بريد إلكتروني
-
(و 6 أكثر)
موسوم في:
-
بشكل بسيط جداً، لديك شركة أو منتج أو تجارة، وتريدين أن تربحي مالاً بالطبع!. يمكن وصف النموذج الربحي لك حينها كالآتي: من لديه أموالك في جيبه؟ "المستخدم لخدمتك أو المشتري لتجارتك" كيف ستنقلين تلك الأموال إلى جيبك؟ "خطتك لتسويق تجارتك أو منتجك"
- 2 اجابة
-
- 1
-
ترجمة موفقة!، تفصيل مهم بالفعل!.
- 1 تعليق
-
- تسويق
- العملاء المستهدفين
-
(و 3 أكثر)
موسوم في: