-
المساهمات
244 -
تاريخ الانضمام
-
تاريخ آخر زيارة
-
عدد الأيام التي تصدر بها
24
نوع المحتوى
ريادة الأعمال
البرمجة
التصميم
DevOps
التسويق والمبيعات
العمل الحر
البرامج والتطبيقات
آخر التحديثات
قصص نجاح
أسئلة وأجوبة
كتب
دورات
كل منشورات العضو أسامة دمراني
-
لا شك أننا خلقنا بأكثر من ثلاث مئة مفصل كي نتحرك بدون مشقة، وذلك لأننا نحتاج الحركة من أجل الوصول إلى مراداتنا المادية والقيام بمهام الحياة اليومية، وذلك أمر بديهي لا يختلف عليه ذي عقل، لكن نمط الحياة الذي ظهر منذ التطور الذي طفر في الأجهزة الإلكترونية في الثمانينات من القرن الماضي قلل الحاجة إلى الحركة والتعب شيئًا فشيئًا حتى صارت أغلب المهام التي ينفذها الموظف الحديث أو كلها تتم من حاسوب واحد، فلا يقوم من مكتبه إلا قليلًا. ويزيد هذا القدر عند العامل المستقل عن بعد، فحاسوبه هو نافذته على عالم العمل والسوق الذي يكسب منه عيشه، فمن الطبيعي ألا يقوم إلا قليلًا أثناء العمل، هذا إن قام أصلا. لكن هذا النمط ضار جدًا بصحة الإنسان لما فيه من أذىً للجهاز الدوري والجهاز العظمي، إضافة إلى الضرر الواقع على قوة الإبصار والإجهاد الواقع على المفاصل والغضاريف، هذا ونحن ما ذكرنا بعد نظام الغذاء غير السليم الذي يتبعه أغلب العاملين عن بعد. وسننظر في هذا المقال في كيفية العناية بالصحة بدءًا من آثار العمل على الحواسيب ثم ذكر الخطوات العملية لتجنب تلك الآثار. آثار العمل على الحواسيب تختلف آثار العمل على الحاسوب في مدى إضرارها بالجسد وفقًا لكيفية تهيئة بيئة العمل ونمطه، ونظام عمل المستقل، ونمط طعامه وطريقة عيشه. فكلما راعيت العوامل المناسبة والدقيقة للحفاظ على الجسد في نمط العمل والحياة قلت الآثار الجانبية للعمل على الحواسيب أو المكاتب عمومًا، والعكس بالعكس. فإن كيفية خلقنا مهيئة لنا كي نتحرك ونسعى في الأرض، ويفرز لك جسدك العرق اللازم لتبريدك عند بذل مجهود بدني فيخرج معه ما يجب إخراجه من جسدك في هذه القناة، ويخبرك جسدك أنك جائع بسبب حركتك واستهلاكك للطاقة التي اكتسبتها من طعامك فتستفيد من عناصر ذلك الطعام، ويخرج ما لا تحتاجه من جسدك. وهكذا فإنك محفوظ بآليات ترعاك تلقائيًا كلما تحركت، فتعينك بالهرمونات والإفرازات وغيرها مما يضمن بقاء جسدك بالهيئة الصحيحة السليمة. لكن حين تجلس طول النهار قابعًا على مكتب أو متكئًا على سرير لا تحرك إلا عينيك وأصابع يديك، فإن تلك الأنظمة لن تعمل بالكفاءة نفسها التي كانت عليها حين كنت تتحرك، وعليه فيجب أن تراعي الإرشادات الواردة في هذا المقال وغيره مما يبين طرق الحفاظ على صحتك، لأن نمط العمل الجالس هذا يخالف الطبيعة التي خُلقت عليها، لكن علينا التعامل مع هذا الوضع وعلاج مساوئه وتجنبها إن أمكن بما أن هذا ما يفرضه السوق في العصر الحالي. الرياضة لن يكفي كتاب صغير كهذا في الحديث عن فوائد الرياضة والحركة للصحة العامة النفسية والجسدية، لكن يلزمك هنا أن تعرف أن الرياضة إن كانت مفيدة لغيرك فإنها واجبة في حقك بما أن حركتك ستكون قليلة لطبيعة عملك على الحاسوب. والرياضة التي ننصحك بها ابتداءً هي الرياضات الهوائية التي تحتوي على تمارين كثيرة الحركة تضطر جسدك لزيادة ضربات قلبه ومعدل تنفسه وتحسن من الدورة الدموية ووصول الدم والغذاء إلى أعضاء الجسم المختلفة التي تحتاجهما وأهم هذه الأعضاء لك كعامل مستقل هي المخ لا شك. وهذا يتحقق بشيء يسير مثل 10 دقائق يوميًا، تزيدها بانتظام مع الوقت إلى ما تشاء، فإن جسدك سيُنهك في أول أسبوعين من هذه الرياضة ثم سيشكرك بعدها ويكافئك في صورة هرمونات تشعرك بالسعادة وتخفف عنك الألم، مثل الدوبامين والسيروتونِن والأوكسيتوسِن وغيرها. ونفضل أن تخصص لها جدولًا ثابتًا بانتظام ثم تضيفها إلى رزنامتك اليومية كي لا تنساها. ولا تحقرن شيئًا من هذه الرياضة ولو كان ترتيب مكتبك، أو ربع ساعة من المشي وإن كان في قضاء حاجاتك اليومية، فإن هذا يعد حركة أيضًا، لكن كلما زدت كان أفضل، ولو اتبعت نظامًا رياضيًا فهو أحسن كذلك. وإن هذه النقطة وإن بدت كأنها من تلك الفقرات التي تُذكر في كل حديث عن الصحة لشهرتها، إلا أننا نذكرها هنا من باب الضرورة الواجبة، فالرياضة إن كانت في حق العاملين في الوظائف العادية مستحسنة لتقوية أجسادهم، فإنها في حق العامل عن بعد لازمة من أجل بقاء جسده يعمل بشكل طبيعي كما خُلق. ذلك أن ستجد نفسك تجلس الساعات الطوال أمام الحاسوب كل يوم، وهذا يفسد دورة عمل جسدك، فعضلاتك التي لا تستخدمها ستضمر، ومفاصلك ستتيبس، وعضلات كتفيك ستتراخى وينحني ظهرك فتضطر إلى رفع رقبتك للأعلى كي تنظر إلى شاشة الحاسوب، وكل ذلك دون أن تشعر أنت، حتى إذا ما مرت عليك سنتين أو ثلاثة من هذا الإهمال رأيت جسدك في حالة مزرية، لا يستطيع ركض مئة متر دون أن ينقطع نفسك، ولا تستطيع الوقوف منتصبًا إلا إذا شددت جسدك لذلك. هذا ونحن لم نتحدث بعض عن مشاكل النظر والدورة الدموية، فبقاء جسدك في وضعية الجلوس تلك لفترة طويلة سيجعل الدم يتراكم في أوردتك، وإن كنت تستخدم أفضل كرسي وأغلى مكتب! وستفسد صمامات أوردتك من طول الجلوس ذلك حتى تصاب بالدوالي. وإني أحدثك هنا من منظور من تأذى من كل ذلك أو أغلبه، بعد أن قضيت بضع سنوات أولي عناية بالغة بالرياضة، فقد ألهاني عملي ومر العقد الثالث من عمري سريعًا حتى ألفيت جسدي كأنه أكبر بعشر سنوات! فاحذر أن يجرفك العمل عن بعد إلى هذه المنطقة، ولا تأمن بالقول أنك بعد ما تزال شابًا، بل احفظ شبابك بالرياضة من يومك، ولا تنتظر غدًا أو بعد غد، واعلم أنه مال مدفوع لا محالة، فالأفضل أن يكون في وقاية بدلًا من علاج. الطعام الصحي والرياضة لا تكفي وحدها دون الحفاظ على نمط طعام صحي ومنتظم، فمتى يبلغ البنيان تمامه إذا كنت تبني من هنا وتهدم من هناك؟ ذلك أن الأضرار الناتجة عن الطعام غير الصحي يلزمها كثير من الرياضة والحركة لعكسها، فلك أن تتخيل أن رياضة ساعة قد لا تكفي لحرق دهون في شطيرة وكوب مياه غازية وبضع قطع من البطاطس المقلية! واعلم أنك ما تأكله، حرفيًا، فإن كان أكلك فقيرًا في عناصره التي تحتاجها، وأغلبه أطعمة مصنعة أو معالجة أكثر من مرة فأنى لك أن تكون على هيئة صحيحة معافاة؟ وذلك علاجه بالنظر في الأنظمة الغذائية العلاجية المختلفة مثل نظام الأطعمة الكاملة غير المعالجة ذات الأساس النباتي، أو نظام الكيتو أو غيرهما، ثم استشارة طبيب في اختيار ما يصلحك منها واستبدله في طعامك بالتدريج. ونحن لا نريد هنا أن ندخل في جدال أي نظام أفضل من غيره، ولا نحرم حلالًا ولا نحلل حرامًا، بل كما نقول ما هي إلا أنظمة "علاجية"، تختار منها ما يوافق جسدك وظروفك. فإني قضيت مدة لا بأس بها قبل بضعة أعوام لا أُدخل المنتجات المعلبة ولا الأطعمة المصنعة في طعامي، ولا أكثر من اللحوم كذلك، وإن أبيت إلا أكلها فهي مرة كل أسبوع أو أسبوعين، ولا يكون فيها سمن ولا زيت ولا طعام معالج، وأكثرت من الخضر والفاكهة وشرب المياه، وأوقفت القهوة تمامًا. وقد آتى ذلك أُكله معي في تحسن صحتي العامة ومزاجي وقدرتي على التفكير واتخاذ القرارات، وقلل مستوى الإجهاد البدني والذهني، وقلل من زمن تعافي عضلاتي بعد الرياضة. لكن نفس النظام آذى بعض من أعرفهم حين اتبعه بسبب مشاكل لديه مع هضم الخضر والفاكهة، ولهذا أنصحك ألا تتعصب لنظام غذائي بعينه دون استشارة طبيب مختص. وفي رأيي فما تلك النظم الغذائية إلا محاولة للعودة إلى الطعام الذي كان موجودًا قبل العصر الصناعي الذي أدخل المعالجات الصناعية على الغذاء، فالشاهد منها أن تأكل وتشرب ولا تسرف، ولا تكثر من الأطعمة المصنعة والمكثِرة من الدهون والملح والسكر. تنظيم النوم هذا خطأ نقع فيه أغلبنا كعاملين مستقلين أو عن بعد بشكل خاص، وأغلبنا كقوى عاملة بشكل عام، إذ ستمر عليك أيام تريد إطالة فترة العمل من أجل إنجاز بعض المهام الباقية، فتعطل دورة يومك الحيوية أو تغير نظامها فيتغير معها موعد نومك، وقد تكرر هذا الأمر كلما دعت الحاجة فيصبح موعد نومك متقلبًا بين الأيام وبعضها، فأنت ستعمل من المنزل غالبًا، وعلى الحاسوب، فيمكن إنجاز العمل في أي وقت، أليس كذلك؟ كلا. قد ذكرنا في أول هذا الكتاب أن أحد الأفكار التي تُسوَّق عند الحديث عن العمل الحر هي المرونة المطلقة للعامل، لكن هذا غير صحيح ولا يستقيم معه نمط حياة صحي مستقر، خاصة إن كنت متزوجًا ولك عائلة تعولها. وإن الحفاظ على موعد نوم ثابت وبقدر منتظم يوميًا سيفيدك على الأقل من وجهين، أولهما أنك تحافظ على صحتك من الأمراض المرتبطة بالأرق والتوتر وقلة النوم وعدم انتظامه، وستخلي ذهنك من التفكير في العمل سائر اليوم إذ تعلم أن مواعيد العمل من كذا إلى كذا وحسب. كذلك ستحافظ على حياة اجتماعية صحية تصل فيها الرحم وتصلح فيها شأنك وشأن أهلك ومن يهمك أمرهم. وجرب أن تسأل نفسك عند التفكير في السهر أو إطالة فترة العمل من أجل إنهاء مهام عالقة، هل أنجزت قلة النوم والسهر عملًا ذا جودة من قبل؟ إدارة الوقت ربما يجب أن نشير هنا إلى ثقافة إدمان العمل (Workaholism) إذ أني أمقتها بشكل خاص، وقد أكد رأيي في هذا كلًا من جيسون فِريد (Jason Fried) وديفيد هانسون (David Hansson) في كتبهما التي يصفان فيها بيئة العمل الهادئة التي تشجع على تقليل وقت العمل ما أمكن، وكيف أن أربعين ساعة أسبوعيًا كافية بل زائدة عن الحد أيضًا للعمل، وكذلك ما ذكره بشكل ضمني كالفن نيوبورت (Calvin Newport) في كتابه العمل العميق (Deep Work). فبدلًا من إجهاد نفسك في العمل ظالمًا نفسك وأهلك وعازلًا نفسك عن الحياة من أجل العمل والمال وغير ذلك، اعلم أن هذا عمل تتكسب منه رزقك، وأنت تبيع وقتك وخبرتك مقابل المال، فهذا الوقت مورد مهم لا يجب إغفاله، فالعمل الذي يستغرق ساعة مقابل عشرة دولار لكنك تنجزه في عشر ساعات مقابل نفس الثمن قد جعل سعر ساعتك تنخفض من عشرة دولار إلى دولار واحد، وهكذا تكون قد خسرت تسع ساعات من عمرك كان من الممكن أن تكسب فيها تسعين دولار أخرى، أو تنفقها في شؤون حياتك خارج العمل. وإني أخبرك هذا من موقف المتأذي من هذا الفعل، فإني أقع فيه بنفسي أثناء العمل على كل مشروع لسبب أو لآخر، لهذا فإني أستطيع تفصيل هذه المشاكل لك كما ستراها أثناء عملك الحر، من أجل أن تتجنب هذه الأخطاء قبل الوقوع فيها. تحديد مواعيد العمل ومكانه ذكرنا قبل قليل أن عليك اختيار موعد ثابت لنومك، وكذلك لعملك لا تتجاوزه، فلو قررت العمل لساعتين يوميًا أو أربع ساعات مثلًا، فثبِّت لها موعدًا لا يتغير، واجعل لها مكانًا ثابتًا كذلك لا يتغير. يقول كالفن نيوبورت (Calvin Newport) في كتابه العمل العميق (Deep Work) تحت عنوان "القاعدة الأولى، اعمل بعمق" أنك يجب ألا تأخذ عملك معك إلى المنزل، فإن احتاج عملك ساعات إضافية فلا تنجزها في بيتك، بل ابق هذه الساعات في محل عملك، سواء كان مكتبًا خاصًا في المنزل أو ركنًا أو حتى مكتبًا خارج المنزل، ثم عد إلى بيتك محل الهدوء والسكن. ويذكر في ذلك الشأن أمثلة لعلماء وكتاب خصصوا مثل ذلك لأنفسهم وانعكس بالإيجاب على جودة أعمالهم، بل بدأ كتابه بمثال عن كارل يونج (Carl Jung) مؤسس مدرسة علم النفس التحليلي، إذ اتخذ لنفسه بيتًا صغيرًا من طابقين كمكتب للعمل، ليس به كهرباء ولا يستطيع أحد الوصول إليه من الخارج إذ كان المفتاح معه، وذلك كي يتفرغ لتفصيل أسلوبه في النظر في علم النفس، وقد نتج عن ذلك ما بين أيدينا الآن من أعماله وما بني عليها. الإجازات الأسبوعية والسنوية إنني أكتب لك الآن بعد نحو نصف عام من العمل شبه المتواصل الذي تخللته إجازات قليلة هنا وهناك، فربما قضيت أسابيع بدون إجازة، ثم آخذ إجازة ثم أعود لمواصلة العمل أسابيع أخرى، وذلك بسبب حالة الحظر التي فُرضت في البلاد بسبب وباء كورونا كوفيد-19 وقتها، ثم إعادة الحركة والعمل مرة أخرى. وقد اضطررت بسبب ذلك إلى البدء من تحت الصفر حرفيًا في تجارة لي كنت أغلقت فروعها مع الحظر، وقد وقعت فيما أحذرك منه هاهنا من سوء تنظيم النوم وإجهاد العمل تحت وطأة الاضطرار والضغط. وإني أقول لك بثقة أن هذه الفترة بعد أن مرت وانقشعت سحابتها، كان يمكن تجنبها بحسن التخطيط والإدارة المنتظمة، والتخطيط المسبق لمثل هذه الحوادث والنوازل، من أجل تلافي فترات الإجهاد التي مرت بي أنا والعاملين معي. وذلك أني أدرك وطأة الضغط الذي يسببه لك عمل يستنزف موارد بشرية ومادية يوميًا دون أن يدر ربحًا، وإن كان عملك الحر ها هنا ستكون موارده هو أنت شخصيًا، وعمرك، ومالك، لكن الضغط المستمر على نفسك لإنجاز أعمال ومهام سيقضي على كفاءة تفكيرك واتخاذك للقرار، وقد رأيت هذا بنفسي في عملي. وإني أخص بالذكر هنا الأعمال التي تحتاج إلى صفاء ذهن من الأعمال العقلية والإبداعية مثل البرمجة والترجمة والتصميم وغير ذلك، فهي أعمال تحتاج إلى رياضة للعقل كي يصفو ويستريح من ضغط العمل، ثم حينئذ يفيض عليك بحلول للمشاكل التي لديك لم تكن تراها أثناء ضغط العمل. وإن هذا الكتاب بين يديك خير مثال على هذا، فقد قضيت قرابة شهر لا أستطيع كتابة كلمة واحدة فيه أثناء تلك الفترة التي أذكر لك، ثم حدث أني سافرت في بعض شأني واستغرق السفر نحوًا من تسع ساعات بالقطار. ولعلمي أني لن أستطيع فعل شيء في ذلك الوقت فقد تحرر ذهني قليلًا من التفكير في العمل، فلما كففت عن ملاحقة الحلول ذهب عقلي يطارد المشكلة التي كانت تؤرقني، وهي إنهاء هذا الكتاب، فنظرت في المقال الذي كنت أقف عنده فإذا بيانه قد انجلى لي مفصَّلًا، ففتحت حاسوبي وكتبته كاملًا دون توقف، وأنهيته في ساعتين، ولم أراجعه بعدها من إتقان ما كُتب وأرسلته للنشر مباشرة! وقد ذكر كالفن نيوبورت نحوًا من هذا في كتابه العمل العميق تحت عنوان "قم بتغييرات كبيرة" أو كما بوبها هو "Make Grand Gestures"، إذ ذكر موقفًا لرجل أعمال اسمه بيتر شانكمَن Peter Shankman، أراد إنهاء كتاب قرُب موعد تسليمه، فانتبه إلى أنه يقضي أغلب وقته في رحلات طيران، ورأى أن هذا مكان ووقت مناسبين للتركيز والكتابة، فحجز تذكرة ذهاب وعودة في درجة رجال الأعمال من الولايات المتحدة إلى اليابان، وظل يكتب طيلة الرحلة ذهابًا وعودة، وقال أن الرحلة كلفته 4000 دولار، وكانت استثمارًا مجديًا جدًا. وإني لا أقول لك قم واحجز تذكرة الآن في أول طائرة لتنجز عملك، بل يكفي أن تفهم المغزى من المثالين، أن العمل الذي تريد إنجازه بشدة ولا تجد له وقتًا ولا فراغًا من نفسك يحتاج إلى إفراغ ذلك الوقت ولا بد، فاستفرغ لنفسك وقتًا تستقطعه وتقطع عنك المشتتات الخارجية سواءً كانت تصفحًا على الويب أو محادثات نصية مع أصدقائك أو أخبارًا تتابعها أو رياضات تمارسها ونزهًا تخرج فيها وأولادٍ تلاعبها، ثم اصرف ساعة أو ساعتين لهذا العمل لا تصرف تفكيرك في شيء غيره، واعلم يقينًا أن هذا الوقت سيكون من أفضل ما خصصته لعمل. أسلوب العمل على المهام إن النفس ملولة بطبعها من البقاء على وتيرة واحدة، ويزيد هذا في الأعمال الإبداعية غير المتكررة، فالكتابة والبرمجة تختلفان عن الوظائف الدفاعية ووظائف خطوط إنتاج المصانع مثلًا التي تتطلب انضباطًا والتزامًا وروتينًا لا يكاد يتغير. وإن بقاء النفس على عمل لأكثر من ساعة دون انقطاع ولو لخمس دقائق سيصرفها إلى شيء مختلف تجد فيه متعة وتغييرًا عن نمط العمل، ولو كان أن تلعب بقلم في يدك! لهذا فإن علماء النفس يوصون بتقطيع أوقات العمل إلى حصص زمنية تفصلها أوقات راحة تترك فيها العمل وتنصرف إلى شيء آخر، ثم تعود إليه مرة أخرى. فقد ذكر مارتي لوبديل (Marty Lobdell) أستاذ علم النفس بجامعة بيرس (Pierce) في محاضرته الشهيرة "ذاكر أقل، ذاكر بذكاء" أن امرأة ساءت علاماتها في الجامعة فعزمت على المذاكرة في الفصل الدراسي التالي لوقت حددته كل يوم، ولم تحصل منها شيئًا وباءت محاولاتها بالفشل. ذلك أنها كانت تجبر نفسها على البقاء مع الكتب هذا الوقت في كل يوم، فتمل نفسها ولا تذاكر، لكنها لا تترك مكتبها بسبب نذرها على نفسها. ولو أنها قسمت فترات مذاكرتها إلى نصف ساعة ثم خمس دقائق من الراحة لكان أفضل وخيرًا لها، وإن هذه طريقة مشهورة باسم بومودورو (Pomodoro)، ومثلها أسلوب اسمه 52-17، تقسم فيهما المهام إلى حصص زمنية تساوي متوسط الوقت اللازم لإنهاء مهمة واحدة أو عدة مهام، أو الوقت الذي تنجز فيه العمل دون أن تمل، ثم تأخذ بضع دقائق من الراحة قبل العودة إلى العمل مرة أخرى. لكن اعلم أن مثل هذه التقنية ليست قانونًا وقد لا تناسبك، فانظر إلى طبيعة نفسك وطبيعة العمل الذي تعمل عليه واختر ما يصلحك، فقد جربتها وغيرها من الطرق ونجحت مرة وفشلت مرات! فمثلًا، قد لا تكفي خمس دقائق للراحة مثلًا، ولا خمس وعشرون دقيقة للعمل! فجرب ساعة للعمل وربع ساعة للراحة مثلًا، لهذا كان هنالك نظامًا آخر يدعى 52-17، إذ تخصص فيه 52 دقيقة للعمل ثم 17 دقيقة للاستراحة والتعرض للمشتات، وأيضًا هذه ليست بالقاعدة المسلم بها. خلاصة ذلك أنه قد تحتاج إلى فترات أطول من الانقطاع التام للعمل لا يتخللها راحة ولا تعرض لأي مشتت أو منبه كي لا تفقد سيل أفكارك، وذلك ما فصله كالفن نيوبورت في كتابه وذكره هاينسون صاحب كتاب Rework كذلك في أسلوب عمله في ردوده على متابعيه في تويتر، أنهم يخصصون فترات قد تصل إلى أربع ساعات مثلًا لإنجاز مهمة بعينها، لا يقاطعهم فيها أحد، ويفصلون كل مشتت لهم عن تلك المهمة. وقد أجرت مايكروسوفت تجربة هنا على العاملين لديها لتقيس أثر الإشعارات والهواتف الذكية على الإنتاج، فخرجت بأن دورة انتباه العامل لا تتجاوز أربعين ثانية فقط! بل قد تكون أقل أيضًا، ما بين إشعار من Slack إلى رسالة في فيس بوك إلى بريد إلكتروني ثم نظرة على الهاتف القابع بينه وبين لوحة المفاتيح! ويذكر نيوبورت في الفصل الأول من كتاب العمل العميقأن صوفي ليروي -أستاذة التجارة في جامعة مينيسوتا- في ورقة بحثية نشرتها عام 2009 على تأثر العاملين بتلك المشتتات، فوجدت أن المرء يحتاج أحيانًا بعد تشتت بسيط عن عمله إلى نصف ساعة كي يعود إلى كامل تركيزه على ما كان بيده، وهذا الكلام لمن يجهدون أنفسهم بتعدد المهام ويظنون أنهم ينجزون أكثر بهذه الطريقة، وتلك كلها إحصاءات مقلقة جدًا من حيث كمية الأوقات المهدرة في العمل، والتي تعني قيمة أقل لكل ساعة، ووقتًا ضائعًا كان يمكن قضاؤه في عمل آخر أو مع عائلة مثلًا. التسويف يقول عبد الرحمن ذاكر الهاشمي، الطبيب المتخصص في طب النفس والمجالات المتعلقة بالعلاج النفسي والتربوي، في رد له على سائلة تسأل عن سبب التسويف الواقعة فيه، أنه يكون غرورًا وكِبرًا من صاحب الذكاء والنجابة، إذ يظن أنه قادر على الأمر إن شاء أن ينجزه وإن كان في آخر الوقت، فيوقعه ذلك في وهم الثقة بقدرة النفس على إتيان المطلوب وإن كان في آخر الوقت. ويتابع قائلًا أن هذه المشكلة منتشرة من قديم، لكنها زادت في عصرنا هذا لكثرة الملهيات والمشتتات، فمن المنطق أن يكون التسويف الذي يُتعامل معه على أنه عرَض شبه مرَضي في دوائر العلاج النفسي، أكثر ظهورًا في هذا العصر عن غيره. واعلم أن مجرد التفوق والتميز يكون سببًا في التسويف أحيانًا، خاصة عند وجود إنجاز للمرء مع عدم إدراكه لنقاط القوة والضعف في نفسه، فإن كان قادرًا على تنفيذ العمل في أول الوقت فماذا يفعل من بداية وقته حتى موعد التنفيذ ذاك؟ وعليه فيجب أن ينظر المرء في صدق ما يريده، وهل أدى الأمانة التي عليه أمام الله أم لا؟ فإن المرء يستخدم ذكاءه ونجابته تلك بغباء، مقابل العمل الدؤوب لمن يراهم أقل منه حظًا في الذكاء والفهم، وسيرى بنفسه تقدم أولئك الذين يراهم أقل منه في الدنيا والآخرة وهو قابع مكانه إن لم يكن يرجع القهقرى، وذلك لغياب فهمه لفقه اللحظة الذي يقتضي اغتنام الوقت الحاضر على هدًى من تخطيط سليم. فذلك الذكاء الذي يجعل المرء يؤخر إنجاز عمله لظنه أنه قادر عليه يوقعه في الكبِر وبطر الحق الذي يجب تنفيذه والقيام به. وكذلك، يرى ستيفن كوتلر (Steven Kotler) مؤلف كتاب نهضة الرجل الخارق: فك تشفير الأسباب العلمية للأداء العالي للبشر (The Rise of Super man: Decoding the scienceof ultimate human performance) الذي يتحدث فيه عن الإنتاجية العالية أن تسويف المهام يكون إما بسبب كونها مملة جدًا، أو صعبة جدًا، وذلك في 95% من الحالات. وإني جربت هذا وذاك من قبل، إذ مرت علي مشاريع ودراسات صعبة للغاية فكنت أُرجئ العمل عليها أو دراستها، وكلما نظرت فيها تذكرت صعوبتها فأتركها مرة أخرى، وهكذا. ومن ناحية أخرى، عملت كذلك في وظائف ومشاريع سهلة للغاية، فكنت أرجئ العمل عليها بسبب الملل من العمل عليها، أو أقول أني سأنظر فيها فيما بعد بما أنها سهلة. والحل الذي رأيناه للمشاريع الصعبة هو تقسيم المهام إلى وحدات صغيرة جدًا يمكن قياسها وتنفيذها، وذلك تعلمته من ستيفن دونيير (Stephen Duneier) في كلمة ألقاها في TED قبل بضعة أعوام عن أسلوبه الذي تعلم به التحليق الأكروباتي بالطائرات واللغة الألمانية وحياكة الكروشيه والتفوق في دراسته الجامعية والثانوية وغير ذلك من الأمور التي بدت مستحيلة لمثله إذ لم يكن يستطيع التركيز على مهمة أكثر من عشر دقائق. فإن كان ما يريده هو قراءة كتاب كبير مثلًا، فإنه يقسمه إلى مهام صغيرة جدًا يمكن تنفيذها ويداوم عليها، فيبدأ بقراءة كلمة ثم سطر ثم فقرة كاملة وهكذا … . وإن هذا يُدخله في نمط يطلق عليه كوتلر "حالة التدفق" التي يكون المرء فيها مستصعبًا لمهمة تبدو كبيرة في البداية ولا يمكن تنفيذها، أو تبدو سهلة إلى حد الملل، فما إن يبدأ فيها بعد تقسيمها إلى مهام صغيرة حتى تتابع حلقاتها في التنفيذ بسلاسة ويندمج المرء في تنفيذها حتى ينهيها أو ينهي الوقت الذي يخصصه لها. ومن ناحية أخرى، فإن الحل الذي نراه للمشاريع السهلة أن تغير فيها بما يدعوك إلى إنهائها، فإن كنت تنهي مثل ذلك العمل السهل في يوم فضع له بضع ساعات فقط، أو زد عليه مهمة أخرى معه كي يرتفع سقف المطلوب فيدعوك إلى إنهائه، لكن لا تبالغ في تقليل الوقت المخصص للعمل، فإن مراجعة كتاب من سبع صفحة لا تزال مراجعة لسبع مئة صفحة كاملة! أو تضع لها نقاطًا مرحلية كما فصلنا في المقال الرابع من هذه السلسلة، بحيث تبلغ العميل بانتهاء كل مرحلة، فيكون ذلك هو الدافع لإنهائها - أي الوقت المخصص للمهمة وليس المهمة نفسها-، أو تضعها شرطًا لراحة أو إجازة تريدها، فلا تستحق الإجازة إلا بعد إنهائها في وقتها. وهكذا، خذ من ذلك ما يصلحك، فإن بعضه قد يكون مناسبًا لك وغير مناسب لغيرك، وذلك وفقًا لطبيعة العمل وطبيعة شخصيتك وظروف عملك التي تناسبك. خلاصة المقال وبعد، فقد بينا لك آثار العمل المطولة على صحتك النفسية والجسدية، وشرحنا بعض الطرق التي يمكن تلافي وعلاج هذه الآثار بها، ونأمل أن تستغل هذه الطرق لتنفعك في عملك وتعالج ما قد تجد من مصاعب وتحديات، وسننظر في المقال التالي في العناية ببيئة العمل نفسها من معدات وآلات، كي تكتمل هذه الدائرة وتركز بعدها على إنجاز المهام التي تعود عليك بالأرباح المباشرة. كتبت سارة شهيد المسودة الأولية لهذه المقالة. اقرأ أيضًا المقال التالي: العناية ببيئة عمل العامل المستقل المقال السابق: فن التعامل مع العملاء في العمل المستقل دليل حسوب للموظفين: العناية بالصحة الجسدية دليل حسوب للموظفين: العناية بالصحة النفسية دليل حسوب للموظفين: تصحيح البصر وصحة العيون قسم الحفاظ على الصحة في أكاديمية حسوب. النسخة الكاملة من كتاب دليل المستقل والعامل عن بعد
-
ذكرنا في المقال السابق أسلوب الإدارة الفنية للمشروع بينك وبين العميل وطرق تنظيم العمل على المشروع نفسه من أدوات وبرامج وغير ذلك. أما في هذا المقال فإننا سنذكر بقليل من التفصيل أساليب التعامل مع العملاء، وكيف تحدد أسلوب الخطاب المناسب معهم، مع النظر في المشاكل والتحديات والخلافات التي قد تطرأ بينك وبين العملاء، وكيف تعالجها بالأسلوب الأمثل. ذلك أنك في عملك المستقل ستواجه أنواعًا مختلفة لفرص العمل التي يقدمها أولئك العملاء. ولأن كل عميل مختلف عن الآخر، فيجب أن تحضر نفسك لمواجهة المواقف المختلفة التي قد تطرأ. وسنتجنب هنا الحديث عن العملاء الذين لهم باع في مجالاتهم وعلى قدر من المهنية والأخلاق والخبرة، فهؤلاء لا نظن أنك ستجد مشكلة معهم، وعليه فيكفيك أخلاقك وحسن تعاملك معهم بنفس المهنية والاحترام، وإنما سننظر في أنواع العملاء الذين قد تحدث بينك وبينهم خلافات أو مشاكل لأسباب فنية أو أخطاء بشرية أو إدارية أو غير ذلك. على أن سردنا في هذا المقال لا يعني أن العميل قليل الصبر مثلًا ستعرفه بمجرد النظر! كأن يكون لا يكمل حروف كلماته مثلًا في عرض مشروعه، فأغلب الناس لطيفة وودودة حتى تُستفز مشاعرها أو لا تلبى مطالبها وحاجاتها. تحديد لهجة الخطاب مع العملاء ترتبط هذه النقطة كثيرًا بهويتك التجارية التي تحدثنا عنها في كيفية التسويق الذاتي في العمل الحر، ذلك أن أسلوبك في الرسائل ونمط حديثك يشكل جزءًا كبيرًا من هويتك ولا شك، وقد ترى ذلك جليًا حين تكلم خدمة العملاء للبنك الذي تتعامل معه، وحين تكلم خدمة العملاء لشركة أدوات ترفيهية اشتريت منها جهازًا مثلًا. فترى موظف البنك يتكلم بأسلوب يفتقر إلى المرح والمزاح مقارنة بموظف الشركة الترفيهية الذي يخاطبك بمرح سائلًا إياك عن حالك اليوم وتمنياته لك بيوم سعيد! ذلك أن الأول يتعامل مع أموالك وثروتك، وأي باب للسهو أو الفهم الخاطئ لكلامه قد يودي بكارثة لك أو له. وكذلك في شأنك مع العملاء، فاختر اللهجة المناسبة لعملك وطبيعة شخصيتك في الحديث معهم، فلن نقيدك في هذا، لكن سنضع لك إرشادات عامة ترسم عليها منهجك الذي تحب. اختر الفصحى ما استطعت لنقل أنك ستتعامل مع عملاء يتحدثون العربية كلغة أم في الغالب، فكيف تحدثهم؟ بلهجتك أم بلهجتهم؟ إننا نرى من تجاربنا أن أيًا من اللهجتين ليستا بشيء أمام الفصحى، وذلك لأسباب يقصر المقام عن بيانها، لكن سنذكر لك بعض الأسباب التي تجعلك تستخدم الفصحى بدلًا من لهجتك المحكية. بادئ ذي بدء فإن الفصحى في أي لغة تكون أشمل من اللهجات المحكية في مفرداتها، وأبلغ في إيصال المعنى واضحًا، دون أن يشوب ذلك استخدام لكلمة تخص منطقة بعينها أو كلمة لها أكثر من معنى بحسب المنطقة، كذلك فإنها أكثر رسمية ومهنية من اللهجة المحكية، فتوحي للعميل بأنك شخص ناضج ومحترف. وقد كان آخر عهدي بالحديث بالعامية على الويب قبل خمسة أعوام أو أكثر، حين راسلني أحدهم من فلسطين يسألني عن مقالة كتبتها، فسألته أن يشرح لي قصده لأني لم أفهمه بسبب لهجته، فأعاد شرحه فلم أفهم، فاعتذرت وطلبت إعادة الشرح مرة أخرى فغضب وتركني. فآليت على نفسي بعدها ألا أكلم أحدًا في عمل إلا بالفصحى، ولعل ما أعانني على ذلك أن كان أغلب من أتعامل معهم وقتها من بلاد المغرب العربي الذين تختلف لهجاتهم اختلافًا كبيرًا عن اللهجات المشرقية، فلا يصلح التعامل بيننا إلا بالفصحى. الزم حدود العمل ستتعامل مع عملاء من الشرق والغرب، وستجد فيهم الصغير والكبير، والحليم والغضوب، والرجال والنساء، ومن على دينك ومن ليس من ملتك، وهكذا، فما السبيل إلى مخاطبة كل أولئك؟ ببساطة، الزم حدود عملك، فلا تسأل عن أمور شخصية أو لا تخص عملك في شيء، ولا تسأل العميل عن عمره إلا لحاجة ملحة ترتبط بالعمل، ولا عن مسألة دينية إلا إن كان العميل يطلب عملًا يخالف شريعتك ومبادئك، وهكذا. وكذلك في التعامل بين الجنسين، إذ تكون هذه مسألة حساسة دومًا ولا يمكن تمام ضبطها، فالحل فيها أن تٌقصِر الحديث على مطالب العمل، ولا تمزجه بالمزاح غير الضروري أو الألفاظ غير اللائقة أو حمالة المعاني، بل كن واضحًا ومختصرًا، وكلامنا هذا للرجال والنساء معًا. لكن هل إرشاداتنا هذه ملزمة لك؟ كلا، فهل يعقل أن تحدث عميلًا بينك وبينه سنوات من العمل، بنفس الرسمية التي تخاطب بها عميلًا تقابله لأول مرة؟ لا شك أنكما ستكونان قد صنعتما رابطة تفسح المجال للتبسط في الكلام، لكن لا تدع هذا يغرك، فهو عميلك بالنهاية، وأنت ملتزم أمامه بعمل، فلا تدفعنك معرفته إلى الجور عليه في حقه أو التجاوز معه في الأدب. التواصل المنتظم مع العميل ينزعج العميل لا شك من قلة التواصل أو عدم انتظامه بينك وبينه، فقد يحتاج إلى تعديلات في مرحلة ما من المشروع، لكن لأنك تعمل في صمت دون الرجوع المنتظم إليه بتقارير عما فعلته، فقد تخطئ في تنفيذ تلك المرحلة أو تنفذها على غير ما يريد العميل. أضف إلى أن العميل قد يمثل منظمة أو شركة هي صاحبة العمل، وتريد منه تقارير مرحلية عن المشروع، فتؤذيه أنت بصمتك أثناء العمل. وقد بينا في الإدارة الفنية للمشروع أساليب تنظيم العمل والتواصل بينك وبين العميل لئلا تقع فيه. وإني أود تنبيهك إلى هذه النقطة لأني أقع فيها بنفسي، فإني أميل في العديد من المشاريع الكبيرة إلى قضاء أغلب وقت التنفيذ في النظر فيها والتخطيط لها وحسابها وتنظيمها وتوحيد عناصرها دون أن أكتب كلمة واحدة، ثم قد أنهي العمل كله في آخر الوقت. وإني لأعلم أن هذه خصلة في شخصيتي زادت وبرزت مع مشاريع التصميم الميكانيكي التي كنت أعمل عليها قديمًا لكثرة ما تحتاج من تخطيط قبل الشروع في التنفيذ، لكن هذا يزعج كثيرًا من العملاء الذين يحتاجون إلى تقارير دورية عن تمام العمل، لهذا من المفيد استخدام أداة لمتابعة سير العمل على المشروع، سواء كانت "أنا" أو تريللو أو غيرهما، أو مجرد ملف في جداول جوجل بينك وبين العميل، كما تحدثنا عن ذلك سابقًا بالتفصيل في مقال الإدارة الفنية للمشروع. أسباب عدم التواصل وإضافة إلى ما سبق، فقد يرجع عدم التواصل المتعمد من جانب المستقل إلى عدة أسباب: قد لا تكون للمستقل خطة عمل واضحة أو مناسبة لظروف عمله، وعليه سيمتنع عن التواصل مع العميل تجنبًا للإحراج إن أبطأ في تسليم مهمة أو أكثر، وعلاج هذا باتباع الإرشادات التي فصلناها في مقال الدخول إلى سوق العمل الحر، و مقالة الإدارة الفنية للمشروع. الاختلاف في التوقيت أو المناطق الزمنية، مما يؤدي إلى صعوبة تحديد أوقات خاصة للعمل. حالات الطوارئ، فقد يحدث لك حادث أو ظرف قاهر يقعدك عن العمل، فحينها تخبر العميل بما حدث في أقرب فرصة، وتعرض عليه الخيارات المتاحة لديك. فقد حدث مرة أني اضطررت لإجراء جراحة أثناء العمل على مشروع، فطلبت من الطبيب ورقة تفيد إجرائي لهذه الجراحة وبمدة الراحة التي أحتاجها، ثم أرسلت إلى العميل معتذرًا ومرفقًا لصورة التقرير من الطبيب. وذكر لي أحد أصحاب المشاريع على منصة مستقل -وقت نشر هذه السلسلة- قريبًا من هذا، فقد اختفى أحد المستقلين الذين يتعامل معهم فجأة دون إنذار فألغى المشروع الذي بينهما وقيَّمه سلبًا، لكن المستقل عاد بعد فترة كبيرة ليخبره بإصابته في حادث سير، وكذا حدث مع مستقل آخر، وفي الحالتين يعود المستقل في أقرب فرصة ليطلع العميل بحقيقة وضعه مع إثباتات تدل على صدق دعواه، إذ هذا أدنى ألا يظن به الظنون وهو لا يراه وبعيد عنه. التعامل مع تعديلات العملاء لا شك أنك ستحسب تكلفة المشروع وفقًا لمعيار تعرفه من الناحية الفنية، كأن تحسبه وفق عدد الكلمات أو الصفحات إن كنت مترجمًا أو عدد التصميمات وعناصرها، أو عدد الخصائص البرمجية المطلوبة، وهكذا وفق كل مشروع، فماذا تفعل لو طلب العميل تعديلات على العمل الذي عملت؟ إن هذا يعني وقتًا أطول في العمل على نفس المشروع، مما يعني أن أجرك سينخفض على هذا المشروع مع كل ساعة إضافية، ويجب أن تحسب للتعديلات حسابها وأنت تضع ميزانية المشروع. فمثلًا، يمكنك تحديد عدد محدد لتعديلات العميل، كأن تكون ثلاث تعديلات مجانية مثلًا، أو أن تكون زمنية فيكون للعميل الحق في التعديل ما لم يمر أسبوع على انتهاء العمل، وهكذا. وذلك لأنك قد تقابل عملاء لا يحسنون وصف ما يريدونه، لكنهم يستطيعون البناء على النماذج التي تقدمها ليصلوا إلى الصورة التي ترضيهم للعمل، لهذا نفضل أن تتفق مع العميل ابتداءً على عدد التعديلات ومدتها الزمنية، كي لا تجهد نفسك بدون مقابل من ناحية، أو تضطر إلى تجاهل الرد على العميل بعد تمام المشروع من ناحية أخرى، فإن الأخيرة هذه ليست من حسن التعامل وقد تُدخل شبهات على كسبك ومالك، كما ستضر سمعتك في السوق، وقد بينا في فصول سابقة كيف أن الويب يختلف عن السوق العادي في سهولة تدمير سمعة شركة أو علامة تجارية، وصعوبة تعويض تلك الخسائر. إدارة الخلافات مع العملاء إننا نحاول في هذه السلسلة أن نمهد الطريق لك كي تدخل مجال العمل الحر وتتعامل مع العملاء وتؤمن لنفسك دخلًا كريمًا مع تجنب الوقوع في الأخطاء والمشاكل التي وقعنا أو نقع فيها بأنفسنا من قبلك أو وقع فيها غيرنا، وذلك ببيان الأساليب والأدوات والبرامج التي تعينك على ذلك. لكن هذا لا يمنع من حدوث خلاف بينك وبين عميل حول تفصيل في المشروع القائم بينكما، أو بسبب تأخرك عليه في العمل، أو تأخره عليك في الردود والملاحظات أو في إنهاء المشروع ودفع باقي مستحقاتك wرغم إنهائك للعمل، إلى غير ذلك من المشاكل التي لا يمكن توقعها إلا بالتجربة المباشرة. ولأن هذه المشاكل واردة لا محالة فإننا سنستعرض أهمها وأكثرها حدوثًا ثم نفصل في كيفية حلها بالشكل الأمثل الذي يضمن الحفاظ على سمعتك وعلاقتك مع العملاء، وسنبدأ بالحديث العام حول المشاكل الفنية والعقبات التي قد تطرأ في المشروع، ثم نعرج على بعض المشاكل التي قد تحدث من جانب العملاء ونرى كيفية التعامل معها. فقد يحدث أنك تتأخر على العميل في تسليم ما يريد، أو تقع لك طوارئ لم تحسب حسابها، أو تختلف وجهة نظركما حول تفصيل داخل المشروع، وهكذا، وإن لم تحسن التعامل مع هذه المشاكل فسيتطور الأمر إلى نقاش حاد اللهجة ثم تصير الأمور تراشقًا شخصيًا وينتهي بإلغاء الصفقة بينكما وخسارتك للعمل وربما تقييم سيء من العميل على الويب أو على منصة العمل الحر التي أجريتما عليها الصفقة. التعامل السليم مع الخلافات إننا ننصحك بالتزام الحِلم والإنصاف عند النظر في تلك المشاكل، ومحاولة تفهم وجهة نظر العميل بوضع نفسك مكانه وحساب احتياجاته ومشاكله والضغط الواقع عليه من أجل تنفيذ المشروع، خاصة إن كان يمثل شركة أو جهة يعمل فيها وهي الطالبة للعمل. فانظر في أصل المشكلة الواقعة بينك وبين العميل، هل يلومك على تقصير في عملك أم بطء في التسليم أم قلة تواصل بينكما، أم عدم التزام بمواعيد التسليم، إلى غير ذلك من الأمور. وإني أكاد أجزم من خبرتي الشخصية أن أغلب مشاكل العملاء ستدور حول مدى خبرة المستقل بعمله وفهمه للمطلوب، والتزامه بموعد التسليم، وتواصله المنتظم مع العميل وحسن تعامله في ذلك التواصل. ونحن في هذه السلسلة نحاول التأصيل للحلول العملية المثلى التي تعلمناها دراسةً أو خبرة كي لا تقع في الأخطاء التي وقعنا -ونقع- فيها في هذه الأبواب، فإن وقع بينك وبين العميل إحدى تلك المشاكل لسبب أو لآخر، فتفهَّم أن العميل يريد إنجاز مطلوبه، لا أكثر ولا أقل، فاجتهد أن تتجنب معه تلك المشاكل أعلاه، لكن إن وقعت فيها فأخبر العميل بسبب ذلك، وناقشه في الخيارات المتاحة التي تحفظ علاقة طيبة معه ولا تضر مشروعه في نفس الوقت. فمثلًا، حين أتأخر في تسليم مشروع ما أو أبطئ في التواصل مع العميل أثناء المشروع فإنني أعتذر له مقابل ذلك، وإن شعرت أن الاعتذار لا يكفي فإني أعوض العميل ماديًا بخصم جزء من ثمن المشروع أو من المشروع الذي يليه إن كان بيننا تعامل لاحق. وقد حدثني أحد المستقلين بموقف أظنه وارد الحدوث لأي أحد لكنه أكثر حدوثًا مع الذين يدخلون المجال لأول مرة، إذ قدم عرضه لعميل وقبله العميل، ثم لما بيّن له العميل تفاصيل الصفقة شعر أن المطلوب أكبر من خبرته الفنية، فأرسل إلى العميل معتذرًا عن إتمام الصفقة وطلب إلغاءها. إن هذا خير من تنفيذ المشروع بأي جودة خوفًا من التقييم السيء أو خسارة ثمن الصفقة، فشعور العميل أنك تقدر وقته وماله سيجعله يصرف نظره إلى حسن خلقك وحرصك على موارده. وإني أزيدك في هذا الموقف أن لو كنت تعرف أحدًا من المتخصصين في ذلك المجال الذي اعتذرت عنه ثم أرشدت العميل إليه لبنيت ثقة بينك وبين العميل، ولزادت فرصة تفكيره فيك كخيار أول في المشاريع التالية، إذ يميل الناس إلى التعامل مع من بنوا معهم روابط ثقة وإن كانوا أقل خبرة من غيرهم. وهكذا تحاول وضع يدك على أصل المشكلة ولماذا يتصرف معك العميل بهذا الشكل، ثم تحاول وضع حلول وفقًا لهذا التأصيل. التعامل مع تجاوزات العميل ستجد في تعاملك مع العملاء أحيانًا تجاوزات شخصية وفنية منهم وتبسط في الكلام قد يزعجك، وسننظر في تفصيل هذا كما يلي: التجاوز في طلبات المشروع قد يطلب العميل عينة مجانية للتأكد من جودة عملك قبل المتابعة في المشروع حفظًا لوقته، وهذا لا بأس به، لكن احذر أن تقدم عينة مجانية كبيرة، كأن تكون أكثر من فقرة أو فقرتين إن كان المشروع ترجمة أو كتابة لعقد مثلًا، أو صفحة أو صفحتين مثلًا إن كان المشروع كتابًا، أو تصميمًا لصفحة إن كان موقعًا، وهكذا. فقد يحدث أن يراسل العميل أكثر من شخص طلبًا لعينة مجانية ويقسم المشروع على هذه العينات المجانية، ثم إذا حصل عليها ألغى المشروع. كذلك قد يطلب العميل مشروعًا بتفاصيل معينة، ثم تقدم عرضك عليه وفقًا لهذه التفاصيل ويوافق عليها، فلما تبدأ في العمل تجده يطلب منك زيادة على ما اتفقتما عليه، فحينها تنبهه بلطف إلى أن هذا خارج عن نطاق الاتفاق، وتخبره بثمن هذه الإضافات، فإن رضي فإنك تعدِّل ميزانية المشروع وفقًا لهذا، وإلا فلك الحق في إلغاء الصفقة أو إتمام المتفق عليه فقط. وهنا تبرز أهمية العمل على منصات مثل مستقل وخمسات وغيرها بدلًا من العمل خارجها، إذ تراجع إدارة المنصة نقاش الصفقة بينكما لتحفظ لك حقك، وتستطيع مراسلتها في حال شككت في مثل هذه الحالة أو غيرها لتنظر فيها. السؤال عن أمور شخصية إننا نوجه الكلام لك هنا كمستقل في هذه النقطة خاصة وفي الكتاب عامة، ألا تخلط الحياة العملية بالشخصية، ولا تتبسط في الكلام خارج نطاق المشروع إلا لحاجة، ولا تتعرض بالسؤال أو المزاح مع العميل في أمور شخصية خاصة ما استطعت. لكن كلامنا هنا يصلح للعملاء والمستقلين على سواء، فقد تتعامل أنت مع عميل لا يرى بأسًا في إقحام الأمور الشخصية في العمل، فيسألك عن حالك الاجتماعية وأولادك وغير ذلك من باب المزاح أو التبسط في الكلام، وقد لا ترضى بهذا، وكم رأينا حالات لنساء يشتكين من أسئلة العملاء الشخصية أو مزاحهم الثقيل أو غير المقبول، فماذا تفعل إن رأيت الطرف الآخر تجاوز حد العمل إلى الأمور الشخصية؟ إن ما ننصحك به ابتداءً هو التغافل إن كان الأمر طفيفًا، فإن عاد للمرة الثانية فنبهه بلطف إلى أنك لا تخلط الحياة العملية بالشخصية وتدعوه إلى التركيز على العمل، فإن تكرر للمرة الثالثة فلك الحق هنا في طلب إلغاء المشروع بينك وبينه. التجاوز في الأدب قد تحدث مشكلة أثناء العمل في المشروع وتجد خطاب العميل لك حادًا في لهجته، وهذا مقبول حين تتفهم أن العميل يشتكي تأخرك أو سوء فهمك لنقطة في التنفيذ أو غير ذلك، فتحاول أن تقدم الحلول المتاحة معتذرًا له عن ذلك التقصير، لكن ماذا لو تجاوز العميل في لهجته إلى السب أو التجريح الشخصي؟ عندئذ، ادفع بالتي هي أحسن، فتغافل عن هذا السب في حقك وقدِّم الحلول المتاحة مبينًا أسباب التقصير، وأخبره أنك تتفهم وجهة نظره وغضبه إزاء تنفيذ مشروعه وطلباته، لكنك لا تتقبل هذه اللهجة في الخطاب. فإن قبل منك وأوقف ذلك التجاوز وإلا فلك أن تخبره أنك قد تلغي الصفقة إن استمر في تجاوزه في الأدب ذاك. طلب أعمال مخالفة لشروطك نأتي هنا لنقطة مهمة وحساسة بالنسبة لأي عامل سواء في وظيفة عادية أو بشكل حر، ماذا لو أتاك عميل يطلب عملًا مخالفًا لمبادئك أو شريعتك؟ فمثلًا يأتيك إعلان عن تصميم لطعام غير صحي، أو ترجمة لنص غير أخلاقي أو إباحي، أو نحو ذلك مما يشين المرء أن يقبض أجرًا عليه، فهل تتنازل عن مبادئك من أجل المال أم ماذا؟! إنني أذكر واقعة رأيتها قبل بضعة أشهر من كتابتي لهذه السطور لمشروع تفريغ صوتي لمحادثة بالعربية يبدو أنها عادية لأول وهلة، لكن صاحب المشروع من شركة صينية بحثت عنها فوجدتها متورطة في قضايا مسلمي الأويغور، وقد أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية تعاملاتها معها بسبب تلك الانتهاكات، فما بالك بالمستقلة التي كانت تعمل على المشروع، وهي مسلمة عربية؟! وتستغل هذه الشركة تلك التفريغات لربطها بالمقاطع الصوتية ثم تغذية برمجيات الذكاء الصناعي بها لتحسين التقاطها للكلمات العربية، وفي مثل تلك الحالة نصحت صاحبة المشروع بالثبات على مبادئها ورفض مثل تلك المشاريع. وقس هذا المثال على أي عمل قد يعرض لك، فما ذكرته هنا إلا لأنه ما حدث أمامي، وإلا فهذا لا يقيدك بشيء من دين أو قانون أو مبدأ، فالصحيح صحيح والخطأ خطأ، ومن المهانة قبول المال في عمل يخالف مبدأ أو قيمة سامية تربيت عليها. خلاصة المقال وهكذا نكون قد عرضنا في هذا المقال أغلب النقاط التي تتناول التعامل الشخصي مع العملاء والخلافات التي قد تنشب بينك وبينهم، وسننظر في المقال التالي إن شاء الله في إدارة الموارد البشرية لك كمستقل، فنبحث في إدارة الأزمات والوقت وزيادة الإنتاج. كتبت سارة شهيد المسودة الأولية لهذه المقالة. اقرأ أيضًا المقال التالي: العناية بالصحة الجسدية والنفسية للعامل المستقل المقال السابق: الإدارة الفنية للمشروع للعامل المستقل كيف تتخلص من العملاء السيئين بلباقة واحترام إدارة العملاء، كيف تبقى سعيدًا دون أن تفقد شعر رأسك من هم العملاء السلبيون وكيف تتعامل معهم كيف تخطط كمستقل للطوارئ غير المتوقعة النسخة الكاملة من كتاب دليل المستقل والعامل عن بعد
-
سنفترض أنك قد قرأت الفصول السابقة وتأكدت أن العمل الحر مناسب لك، وأنشأت حسابًا جديدًا في إحدى منصات العمل الحر ولتكن مستقل أو خمسات مثلًا، ورفعت نماذج من أعمالك السابقة إن كانت لك أعمال، أو أنشأت أعمالًا جديدة من تلقاء نفسك لتجعلها نماذج شاهدة على جودة عملك، والخطوة التالية الآن هي التعاقد مع عملاء، أليس كذلك؟ بلى، لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ إننا ندرك جيدًا الصعوبة التي يشعر بها من لم يتعامل مع عملاء بشكل حر عبر الإنترنت من قبل، فقد مررنا بهذه المرحلة، ولن نحاول تجميل الوضع لك هنا لنقول لك أن هذه مرحلة عابرة أو أنها قصيرة أو نحو ذلك، بل نفضل إبقاء الأمور على حقيقتها مع بذل الوسائل التي تعينك على تجاوزها بإذن الله. وإنك لا محالة ستعمل بأحد أسلوبين، إما أن تعرض خدماتك في حسابك ليتصفحها العميل ويختار منها ما يشاء، كما في حالة موقع خمسات للخدمات المصغرة، أو أنك تضع ملخصًا عنك وعن أعمالك في حسابك، وتزين معرض أعمالك بأفضلها، ثم تتصفح أنت المشاريع التي يطرحها العملاء ليطلبوا من يتعاقدون معه على تنفيذها، كما في حالة موقع مستقل. وربما تقدم عروضك على المشاريع في مستقل أو تنتظر طلب العميل لخدمتك على خمسات وقتًا طويلًا، لكن هذا لا يعني أن تنتظر مكتوف اليدين دون عمل، فهذا وقت فراغ لك تشغله بتطوير نفسك ومهاراتك، والبحث عما يطلبه العملاء، فقد تقدم خدمات لسوق غير موجود، أو ربما لديك ثغرة في ملفك الشخصي تمنع العملاء من التعاقد معك. ولا يصيبنك الإحباط عند رفض العميل لك، فهذا سوق يحكمه العرض والطلب، وقد يكون العميل ممثلًا لشركة تحكمها قواعد ضابطة لاختيار العاملين معها، قواعد قد لا يكون لك فيها دخل، كمن يطلب من له خبرة بلهجة معينة أو قوانين لدولة بعينها. وإننا ندعوك إلى الحرص على تتبع العملاء بشكل لطيف غير مزعج لتسألهم عن سبب عدم اختيارهم لك من أجل أن تصقل نفسك فيه، وستجد العميل يخبرك أنه كان يحتاج من عنده مهارة كذا، أو من له خبرة في كذا وكذا، فتضع يدك على مطالب السوق لتصرف فيها وقتك وجهدك. ولنقل أنك وضعت عرضك على أحد المشاريع التي رأيت أنها مناسبة لك، وحددت ميزانيتك ووقت التنفيذ، وقبل العميل عرضك، وها أنتما الآن وجهًا لوجه في صفحة المشروع ونقاش الصفقة، فهذا محل حديثنا في هذا المقال وما يليه، وسنبدأ بالإدارة الفنية للمشروع. تنظيم طريقة التعامل بينك وبين العميل يتحمس البعض لقبول عرضه فيلتفت فورًا إلى مباشرة العمل، ثم لا يرجع إلى العميل إلا عند انتهاء المشروع، وهذا خطأ يجب الحذر منه أشد الحذر، خاصة عند التعامل مع عميل لأول مرة لا يعرف نمط عملك ولا تعرف طبيعة احتياجاته، وقد وقعت في هذا كثيرًا، والواجب هنا هو إرساء أرضية واضحة مشتركة بينكما تحددون فيها المطلوب في المشروع بدقة وفي نقاط واضحة، وتحددون وسائل التواصل بينكما وأوقات ذلك التواصل، وأنواع الملفات التي ستقدمها له وامتداداتها لاحتمال عملك على نظام تشغيل يختلف عن الذي لدى العميل، وسنبين كل ذلك في هذا المقال إن شاء الله. وربما يشعر العميل ببعض الراحة إن كان يتعامل على منصة عمل حر تضمن له حقه مثل مستقل أو خمسات أكثر من التعامل عبر البريد أو عبر أداة إدارة مشاريع مثل تطبيق أنا أو تريللو، لكن هذا لا يمنع أنه يريد معرفة مجريات المشروع وما حدث فيه وقتما يحب أو يرى ذلك مناسبًا. وهذا التفصيل أول المشروع مفيد لك أنت أيضًا في حفظ حقك، فقد يطلب العميل شيئًا في صفحة المشروع أمام المستقلين، ثم يراسلك أنه يريد كذا وكذا -أكثر من الذي طلبه أول مرة- أو يطلب عينة مجانية كبيرة للتأكد من جودة عملك، أو يغير طلباته أو يضيف عليها بعد قبوله لعرضك، فكل هذه مؤشرات تنذر أنه عميل سوء يجب الحذر منه والتعامل معه بشكل واضح ومحدد، حتى إذا حدث -لا قدر الله- نزاع بينكما، استطعت ضمان حقك من جانب إدارة المنصة التي تستخدمها. تنظيم الملفات قد يكون شأن تنظيم ملفات العمل تافهًا لظنك أنك يجب أن تولي المشروع الذي بين يديك وقتك وجهدك، لكن اعلم أن عمل بلا تخطيط هو بداية فوضى محققة، وإن لم تشعر بها في أول عملك، لكن ستجد نفسك بعد عام أو أكثر تنفذ أعمالًا من الصفر أنت تعلم أنك عملتها من قبل، لكن لأنك لم تنظم الملفات يوم بدأت العمل عليها لا تستطيع استرجاعها ولا ربما تذكر أين كانت! وكذلك أثناء العمل على المشروع نفسه، فبين ملف على حاسوبك وآخر على خدمة تخزين سحابية، وملف اسمه "الملف النهائي" وآخر اسمه "التعديل الأخير" ستجد أنك والعميل تائهين بين هذه الإصدارات وبعضها. وقد شرحنا بالتفصيل هذه النقطة لتتعلم كيف تنظم ملفاتك في خطوات بسيطة دون الدخول في تعقيدات في العناية ببيئة العمل. مجلد جامع للمشروع إذا كان العميل يريد ترجمة ملف واحد أو تصميمًا واحدًا أو استشارة فنية لشركته أو نحو ذلك مما يمكن إتمامه بأدوات بسيطة فإن صفحة نقاش المشروع تكفي في الغالب، إذ ترفق الملفات إن وجدت في ردودك على العميل وانتهى الأمر. وقد عملت بهذا الأسلوب بضعة سنين كنت أترجم فيها أحيانًا المقالة الواحدة والخمسة والستة، ولا أحتاج سوى صفحة إدارة المشروع فقط. لكن إن كان المشروع يحتاج تفصيلًا لملفات كثيرة أو متنوعة فقد تحتاج إلى مجلد مشترك بينكما تكون ملفات العمل متاحة فيه للاطلاع والمراجعة والتعديل، بل والعمل عليها من البداية للنهاية أحيانًا، والخيار الشائع الآن والمناسب هو خدمة مثل درايف (Google Drive) من جوجل، أو ما يشابهها من الخدمات السحابية مثل دروب بوكس (DropBox) أو زوهو (Zoho) أو غيرها، وفق ما يناسبك ويناسب عميلك. صيغة ملفات المشروع فإن اخترت موقع المجلد المشترك بينكما وليكن في جوجل درايف مثلًا، فيجب أن تتفق مع العميل على صيغة الملفات التي يريدها، فإن كانت ملفات نصية فقد يريدها بصيغة odf مثلًا أو odt أو حتى بصيغة مارك داون (Mark Down)، عوضًا عن صيغة docx المعتادة التي يصدرها طقم مكتب مايكروسوفت. وقل مثل هذا على ملفات الصور والصوتيات والمرئيات وملفات التصميم ثنائي وثلاثي الأبعاد وغير ذلك، كي لا يحدث أي عبث واختلاف في طريقة عرض المستندات بينك وبين العميل. وقد وقعت في هذا بنفسي أول عملي في الترجمة على موقع مستقل، إذ كنت أستخدم نظام تشغيل وطقم مكتب يختلفان عن اللذان يستخدمهما العميل، فكنت إذا أرسلت إليه الملف وفتحه وجد الكلمات مبعثرة فيعيده إلي مرة أخرى، وذلك لأننا لم نتفق على صيغة محددة للملفات التي سأرسلها إليه. أسلوب إدارة المشروع والآن نأتي لطريقة إدارة المشروع بينك وبين العميل، إذ يجب أن تحددا هل يجب تقسيم المشروع إلى عدة مراحل إن كان كبيرًا أم تكفي مرحلة واحدة، وهذه الطريقة مفيدة لكما على سواء، وهل تكفي صفحة إدارة المشروع على منصة العمل الحر التي تستخدمانها أو رسائل البريد إن كان العميل وصل إليك من بريدك أو موقعك أو أحد حساباتك الاجتماعية، أم يحتاج المشروع إلى تقسيم وتفصيل للمهام وملفات مرجعية وغير ذلك مما قد يجعل العمل من صفحة واحدة أو رسائل بريدية أمرًا مزعجًا جدًا وفوضويًا. وكذلك تنظر مع العميل في كيفية التواصل بينكما ومواقيت ذلك التواصل، هل ستكفي رسائل البريد أو صفحة إدارة المشروع أم تحتاج إلى أن تجتمع به في مكالمات مرئية، أو ربما تحتاج أن تريه شيئًا على حاسوبه أو العكس، وتخبره بمواعيد إجازاتك الأسبوعية كي لا ينزعج حين يراسلك ولا ترد عليه، ومنطقتك الزمنية إن علمت أنه من منطقة زمنية مختلفة. تقسيم المشروع إلى مراحل إن كان المشروع كبيرًا، مثل ترجمة كتاب من سبع مئة صفحة، أو تطبيق لمستشفى يعمل على الأندرويد والآيفون إضافة إلى موقع للمستشفى مرتبط بهذين التطبيقين، أو تصميم لهوية شركة مثلًا، فإننا نفضل أن تطلب من العميل الاتفاق على تقسيم المشروع على عدة مراحل مناسبة، ثم تقدر ميزانية كل مرحلة وتشرعان في العمل. وفائدة ذلك للعميل أنه إن حدثت مشكلة معك أو لم يعجبه عملك فإنه يستطيع أن يلغي ما بقي من المشروع دون أن يخسر وقتًا أو مالًا كبيرًا، أما فائدة ذلك بالنسبة لك فإنه يحفظ حقك المالي أولًا، ويخفف وطأة العمل وإدارته عليك ثانيًا. ذلك أنك ربما تدرك أن العميل قد يحصل على المشروع الذي طلبه ثم لا يعطيك مالك وأجرك! وقد تقول أن منصة العمل ستحفظ لك حقك، نعم، هذا صحيح، ولهذا ننصحك دومًا بالعمل من منصات عمل حر، فإنها وإن كانت ستقتطع نسبة من كل مشروع إلا أنها تضمن لك حقك بما أن العميل يودع قيمة المشروع لدى المنصة قبل أن تتم الموافقة على مشروعه. لكن ماذا لو أتاك العميل من خلال موقعك أو حسابك الشخصي وطلب أن تتعاملا عبر البريد أو أي وسيلة أخرى؟ حينها تطلب منه نصف قيمة المشروع (أو الجزء المتفق العمل عليه) مقدمًا حفظًا لحقك، وتقسم المشروع إلى مراحل إن كان كبيرًا كما ذكرنا، فإن حدث -لا قدر الله- أن حصل العميل على المشروع ولم يعطك باقي المبلغ، فإنك تكون حصّلت أخف الضررين، فلا أنت أنفقت وقتك في المشروع كاملًا، ولا أنت فقدت أجرك على المشروع بما أنك حصلت على نصف الثمن مقدمًا. وإني أخبر عملائي الذين يراسلونني عبر بريدي أني أحصل على نصف قيمة المشروع قبل أن أشرع في العمل فيه، فإن قرر العميل إلغاء المشروع قبل البدء فيه فإني أرجع إليه ما دفعه، وإن قررت أنا الاعتذار عن المشروع فإني أعيد إليه ما دفعه كذلك، أما إن قرر العميل إلغاء المشروع بعد البدء فيه فإن الأمر إلي إن شئت أرجع المال وإن شئت احتفظت به، وذلك وفقًا للوقت والجهد الذي بذلته في المشروع إلى حين طلب العميل إلغاءه. وتبقى الحالة الأخيرة التي يقرر فيها العميل إلغاء المشروع بعد نصف مدة التنفيذ، فإنه لا يحق له حينها شيء مما دفعه طبعًا في حال انتهيت من العمل على ذلك النصف وسلمته إياه أو أوشكت على ذلك. وتلك الفقرة أعلاه ليست بيني وبين نفسي أو أحدثك بها سرًا، بل أخبره بها مفصلة قبل البدء في المشروع إن لم نكن على منصة عمل حر تضمن حقي أو لم نكن تعاملنا من قبل ولا نعرف قواعد العمل لكل منا. لتقسيم العمل أيضًا فائدة أخرى لا يعلمها إلا أصحاب الخبرة في المجال ومن ذاق لوعة الاحتيال؛ ففي حال عدم تقسيم العمل وإنجازه كله وتسليمه إلى العميل، قد يدَّعي العميل أن العمل ليس بالجودة أو المواصفات المطلوبة ويطلب إلغاء العمل ثم يأخذ العمل ويستعمله في حال نجح في إلغاء المشروع وبذلك تقع ضحية الاحتيال والنصب. فإن كنتما تستعملان منصة مثل منصة مستقل، فربما ينصفك فريق الدعم الفني في ذلك إلا إن نجح العميل في إقناع فريق الدعم الفني بطريقة مخادعة بصحة ادعائه خصوصًا أن لديه حجة تسليم العمل دفعة واحدة دون الرجوع إليه أو اطلاعه على سير العمل وعرض عينات له. وهذا الحال على منصة تضمن لك حقك، فكيف إن كنت خارجها؟! لذلك، احرص على تسليم العميل جزءًا تلو الآخر من العمل، وتأكد أن يعطيك الضوء الأخضر بالإكمال في كل جزء وتأكد من توثيق ذلك كتابيًا لإبرازه لفريق الدعم الفني إن حصل أي خلاف بعدئذٍ. أدوات إدارة المشاريع ومتابعة المهام ربما تكفيك صفحة إدارة المشروع على منصة العمل نفسها مع إرسال تقرير دورية عن مرحلة التنفيذ إلى صاحب المشروع أو ربما تكتفي بملف بسيط في جداول جوجل لمتابعته إن كانت مراحله لا تحتاج كثيرًا من التفصيل، مثل ترجمة مقالات فلا تحتاج إلا إلى مرحلتي الترجمة والمراجعة بالإضافة إلى حساب عدد كلمات المقال وعدد الكلمات المترجمة أو ما أنجز من العمل وغير ذلك، فتضعه كله في ورقة عمل (sheet) بصيغة معينة تتفق عليها مع صاحب المشروع. لكن المشاريع المعقدة التي ترتبط بأقسام مختلفة تحتاج إلى تفصيل أكثر من هذا في مراحل التنفيذ خصوصًا المشاريع البرمجية منها، بل ربما تكون أنت جزءًا من عدة أشخاص يوظفهم العميل كي يعملوا على مشروع واحد كبير، وهنا يبرز دور تطبيقات متابعة المهام وإدارة المشاريع. تطبيق "أنا" من حسوب أطلقت حسوب قبل عام تقريبًا تطبيق "أنا" لاستخدامه في إدارة المهام والمشاريع، وهو تطبيق يمكّنك من رفع ملفات إليه وإنشاء ملاحظات ومستندات وقوائم مهام العمل الذي تعمل عليه ومشاركتها مع الآخرين، وتخصيص قوائم للمشاريع التي تنفذها إن كنت تعمل على عدة مشاريع في وقت واحد. كذلك تستطيع إنشاء لوحات فيها قوائم الأخبار والمعلومات المتعلقة بموضوع ما لتتصفحها متى شئت، دون أن تشتت نفسك على الويب، فتكون مجموعة لك في مكان واحد. انظر الصورة التالية. وميزة هذا التطبيق عن تطبيق Trello أو غيره الذي سنتحدث عنه فيما يلي، أنه من العرب للعرب، ولا أقصد من حيث اللغة فقط، بل هو يسد الثغور التي ليس لدينا تطبيقات نحن العرب تفهمنا ونفهمها وتعرف احتياجاتنا، فنضطر إلى استخدام تطبيقات أجنبية قد تحل مشاكل لا تهمنا بالضرورة. وحسب قول عبد المهيمن الآغا في مقالة نشرها على مدونته بشأن تطوير "أنا" أنه لم يرد أن تتحكم خوارزميات في ما يراه على الويب كل يوم، وأراد إنشاء قوائم لما يتابعه تحديدًا، ومكانًا يجمع ما يهتم به في مكان واحد. وفي رأيي هو أسهل التطبيقات بدءًا لك، إذ يكون لك حساب فيه مباشرة إذا سجلت حسابًا في حسوب للعمل على منصة مثل مستقل أو خمسات، فتستطيع تجربته أولًا فإن لم يعجبك انتقلت إلى غيره. تطبيق إدارة المهام ومتابعتها (Trello) لنقل أن العميل يريد إنشاء موقع به عشرين قسمًا كل قسم فيه أربع صفحات، ستجد في الغالب أن كل صفحة ستمر بمرحلة التخطيط الهيكلي (Wireframing) ثم التصميم المرئي، ثم مراجعة التصميم المرئي برمجيًا، ثم تجهيز قواعد البيانات في الناحية الخلفية (BackEnd)، وكتابة محتوى الصفحة ومراجعته وتنسيقه مرئيًا داخل الصفحة، وغيرها. وهكذا قد تجد نفسك بين ثلاثة أو أربعة أشخاص يعملون على هذا المشروع، وحينها لن تصلح صفحة إدارة المشروع لإنهائه أو حتى الرسائل البريدية، بل يحسن بكم حينها استخدام أحد برامج متابعة المهام وتنظيمها، وهذا مثال يمكن إسقاطه على تطبيق أنا الذي ذكرناه أعلاه، لكن لديك خيار Trello هنا بما أننا نتحدث عنه، إذ هو مختص بإدارة المهام فقط، على عكس "أنا" الذي يشمل أكثر من هذا كما وضحنا، كما أن لديك بدائل أخرى مثل BaseCamp و Asana. والحق أني جربتها جميعًا ووجدت أن تطبيق "أنا" أفضل في جمع كل ما أحتاج من إدارة لمشاريعي في مكان واحد، ثم BaseCamp الذي يتفوق على Trello في متابعة المهام وتفويضها وإشعاراتها لكنه ليس مجانيًا وعليه يكون غير مناسب لك إذا كانت ميزانيتك محدودة، على عكس "أنا" وتريللو. المكالمات والاجتماعات قد تحتاج إلى الحديث مع العميل حول عدة أمور أو نقاط لتتخذوا قرارات بشأنها، وإن تم ذلك عبر رسائل نصية فربما يطول اتخاذ قرار واحد إلى نحو أسبوع مثلًا بين الأخذ والرد، فحينها يكون الخيار الأفضل هو اعتماد برنامج للمحادثات الصوتية والمرئية بينك وبين العملاء مثل Skype أو Zoom أو أي وسيلة تواصل مناسبة، بل ربما حتى يكون الاتصال الهاتفي إن رأيتما ذلك، المهم أن تتوفر وسيلة تواصل سريعة تكون قناة مباشرة للمناقشة والعصف الذهني. وإنني أعتمد سكايب في مكالماتي مع العملاء، لكن قد يكون سكايب غير متاح أحيانًا لدي أو لدى العميل، فحينها نستخدم جيتسي Jitsi، وكنت أستخدم Zoom أحيانًا أخرى عند عدم توفر الخيارين الأولين أو عند الحاجة إلى تسجيل الاجتماع بسهولة. وانتبه إلى أن تستأذن العميل من باب الأمانة في تسجيل اجتماعه إن أردت التسجيل، فإني أذكر أن أول استخدام لي لبرنامج Zoom كان أثناء عملي عن بعد في شركة برمجية من قبل، فكنت أسجل اجتماعي مع مدير الشركة في كل مرة بعلمه بأن أخبره أني سأسجل الجلسة إن كنت أنا بادئ الاجتماع، أو أطلب منه السماح لي بالتسجيل إن كان هو البادئ، إذ يجب أن يسمح صاحب الجلسة لغيره بتسجيلها من خلال البرنامج أولًا. ثم استخدمته بعد ذلك مع عملاء من غزة والسعودية وغيرها، وقد وافق البعض بأريحية تامة إذ أني أخبرهم بتسجيلي من أجل العودة إلى الجلسة ومراجعة ما قيل فيها، فقد تمتد الجلسة إلى نصف ساعة أو ساعة، ولا آمن أن أسهو في تسجيل نقطة أو اثنتين إن كنت أسجل كتابةُ، في حين استهجن بعض العملاء واستغربوا طلب التسجيل في البداية، ثم لما شرحت لهم وافقوا على طلبي. وبأي حال فإن شاهد هذه النقطة أن يكون لك أكثر من بديل ليكون احتياطيًا للخيار الافتراضي في حال تعطل البرنامج أو عدم توافره لديك أو لدى العميل، وهذه نقطة يجب التنبه إليها في كل أمرك وأدواتك إذ لا بد من بدائل تكون جاهزة للاستخدام دومًا كي لا يتعطل عملك. إدارة الأزمات نقصد بإدارة الأزمات كيفيّة الاستجابة والتّعامل مع المُشكلات التي تواجهنا فجأةً أثناء تنفيذ عمل معيّن والتي لا يكون لك يد فيها في الغالب مثل المرض والحوادث والسفر الاضطراري، فالمستقل بَشرٌ معرض لمشكلات ومواقف لم يحسب حسابها، وفي حين أنّ الموظّف العادي يستطيع أخذ إجازة فإن المستقل يجب عليه إيجاد آليّة معيّنة للتّجاوب مع الأزمة التي تعرض له لحلّها واستكمال العمل بأسرع وقت ممكن. وأحد الأساليب المهمّة جدًا في حل هذه المشاكل وأنجحها هو إطلاع العميل على الموقف في أقرب وقت ممكن، فذلك أدعى أن تنظرا في حالة المشروع في أقرب وقت لتلافي الخسائر المحتملة عليك أو على العميل. وإننا لنعرف أن التصرف الافتراضي للمستقل في هذا الشأن هو تأجيل إخبار العميل ريثما يتحسن الوضع خوفًا من خسارة المشروع، لكن اعلم أنك تخاطر هنا بعلاقتك مع هذا العميل وربما سمعتك على الإنترنت، فربما لا يتحمل العميل هذا التأخر غير المبرر ويلغي مشروعه معك على أي حال، وربما يتجاوز هذا إلى تحذير غيره من العملاء منك. فتجنب هذا بالمسارعة إلى إخباره بما حدث معك مع تقديم الحلول المقترحة مراعيًا لمصلحة العميل، إما تأجيل التنفيذ أو الاعتذار عن إتمامه إن كان العميل في عجلة من أمره أو كان الطارئ الحادث لك سيطول أمده. وقد واجهت سارة أثناء إعدادها لهذه السلسلة من المقالات أزمة صحية منعتها ممارسة الأعمال اليومية الروتينية، فقررت رغم ذلك متابعة العمل لكن مع شرح حالتها الصحية لأي عميل تعاملَت معه في تلك الفترة، أما العملاء الذين لم تنهي مشاريعهم فقد خيَّرَتهم بين تأجيل المشروع أو إلغائه بشكل نهائي، أو متابعة العمل لكن بوتيرة أبطأ من المعتاد، ولم يطلب أي عميل منهم التوقف عن العمل بل اختار جميعهم انتظارها حتى تتحسن صحتها. خلاصة المقال وهكذا بعد أن فصَّلنا كيفية الإدارة الفنية للمشروع، سننظر في المقال التالي كيفية التعامل الأمثل مع العملاء وإدارة التواصل معهم، والخلافات التي قد تطرأ أثناء العمل على المشروع. اقرأ أيضًا المقال التالي: فن التعامل مع العملاء في العمل المستقل المقال السابق: كيفية التسويق الذاتي في العمل الحر أنا حسوب: أداة واحدة تجمع كل ما تحتاجه لإدارة عملك عن بعد مقدمة إلى تطبيق Trello لإدارة المشاريع أفضل أدوات التواصل عن بعد كيف يساعدك برنامج إدارة البريد الإلكتروني في السيطرة على بريدك الوارد النسخة الكاملة من كتاب دليل المستقل والعامل عن بعد
-
إن أعظم منتج في التاريخ ليس له قيمة بدون سوق يباع فيها، أو قائمين على تسويقه للفئة التي تحتاجه، فالتجارة يلزمها تسويق كي تنجح وتستمر في السوق، وإن عصب تجارتك في العمل الحر هو أعمالك السابقة، وأخلاقك مع العملاء، إضافة إلى سلوكك العام سواء على الويب أو خارجه. البصمة الرقمية ولا شك أن سمعة التاجر في السوق هي رأس ماله الأكبر، وبما أن سوقك سيكون الإنترنت من الآن فلا شك أن عليك الانتباه إلى سمعتك فيه، فلا تظن أن حساباتك الاجتماعية وتعليقاتك الساخرة أو صورك مع عائلتك التي تنشرها فيها بمعزل عن عملائك. وقد ترى أن هذه حياتك التي تخصك وحدك، لكن اعلم أن الإنترنت ليس فيه حدود جغرافية ولا سياسية تمنع أحدًا من المرور من مكان لآخر، وعليه فلا يصح قياس حدود العالم الحقيقي به، فإن بيتك في العالم الحقيقي له حرمته وحدوده وآدابه التي يلتزمها من يدخله، بل لا يكاد يدخله أحد إلا بإذنك، وكذلك جلساتك مع أصدقائك ومعارفك ونزهاتك في الحدائق، فلا يُتصور أن يقتحم هذه المواطن غريب عليك وإلا عده الناس من التجسس والتطفل. لكن الإنترنت يختلف في هذا، إذ يستطيع أي شخص أن يستطلع بصمتك التي تتركها على الإنترنت بضغطة زر، فيعرف الأماكن التي زرتها والأشخاص الذين تعرفهم وتقابلهم، والأحداث التي تتابعها والصور التي تنشرها، إذ أن أغلب الناس -بكل أسف- لا يتحرجون من نشر هذه البيانات على الملأ في حساباتهم الاجتماعية هذه الأيام. وبغض النظر عن خطر ذلك بشكل عام على من يفعل هذا إلا أننا لن نذكر هنا إلا أثر هذه البصمة الرقمية لك في الإنترنت على عملك الذي تريد البدء فيه، فإن هذه البصمات لا تكاد تُمحى من ذاكرة الإنترنت. وذلك أن العميل قد لا يعرفك أنت في البداية، بل يبحث عن "تصميم ديكور داخلي مثلًا" فتظهر له أنت من بين نتائج البحث، ويبدأ في تصفح المعلومات المتوفرة عنك بما فيها معرض أعمالك وتقييمات العملاء الذين تعاملوا معك، وسيصل في الغالب إلى حساباتك الاجتماعية إن كنت تستخدم نفس الاسم فيها. فإن رأى العميل أن عملك ممتاز لا غبار عليه لكنه كذلك وجد شكاوى من عملائك السابقين عن سوء تعاملك معهم، ووجد ألفاظك وسلوكك العام على الشبكات الاجتماعية غير سوي فإنه قد يحجم عن التعامل معك! ونعود لحجة أن هذه حساباتك الاجتماعية وليظن من شاء ما شاء، ونعود لتذكيرك مرة أخرى أن الإنترنت يختلف عن العالم الحقيقي، لكنه يتشابه معه في أن العميل يسأل محركات البحث أولًا ويجمع البيانات الكافية عن المستقل قبل التعامل معه. ونصيحتنا لك في هذا الشأن أن تكون واعيًا بما تنشره في الإنترنت بشكل عام، لا من أجل عملائك فقط، بل من أجل نفسك وأهلك من بعدك، فإن محو البصمات الرقمية صار في غاية الصعوبة هذه الأيام، وإن عملك الحر سيضطرك إلى استخدام اسمك الحقيقي وبعض بياناتك الحقيقية، فلا تسمح لنفسك بأمور صبيانية قد تندم عليها لاحقًا. وإن هذا الباب واسع ويطول التفصيل فيه مما قد ينقل المرء من درجة الوعي بما ينشر إلى الحذر مما ينشر، لكننا رأينا أن نقصر الحديث عما يخص سمعتك مع عملائك فقط، وننصحك في هذا الشأن بقراءة مقالة تأثير شخصيتك في وسائل التواصل على عملك المنشورة في أكاديمية حسوب. عناصر التسويق الناجح للمستقلين يندفع الكثير عند التسويق لأنفسهم أو لشركاتهم إلى البدء مباشرة في هذه القناة أو تلك دون أن يكونوا على علم بفحوى الرسالة التسويقية التي يريدون إيصالها، تلك الرسالة التي ستخبر العميل المحتمل بأنك هنا وأنك خبير في مجالك ويستطيع الاعتماد عليك عندما يحتاجك في عمل ما. ولا شك أننا نرغب كلنا بأن نكون "خبراء في تصميم الغرافيك" مثلًا أو "الأفضل على مستوى العالم العربي" أو "الأول في كذا وكذا"، أو غير ذلك من تلك الكلمات التي قد تكون مبالغة في الوصف، والتي لا يفضّل العميل سماعها أبدًا، فالأسلوب الأمثل للتسويق لا يعتمد على مثل هذه المبالغات. وفيما يلي بعض العناصر الأساسية للرسالة التسويقية الفعالة التي يجدر الاهتمام بها: تحديد الهدف من الرسالة التي تريد أن تصل إلى العميل. التركيز في تلك الرسالة على الفوائد التي ستقدمها للعميل. الإجابة عن الأسئلة التي لدى العميل تجاه خدمتك. ذكر كيفية خدمتك لعملائك بالشكل الأمثل لهم. لذا قبل أن تبدأ بالتسويق لنفسك بطريقة تبعث الملل في نفس العميل حاول أن تتأكد من أنك تعرف ما يلي: نقاط قوتك. رسالتك التسويقية. عملاؤك، وأين هم، وكيف يمكن أن تصل إليهم؟ الأسئلة التي لديهم والمشاكل التي ستحلها لهم (إن كنت تقدم خدمة محددة واحدة)؟ كيف ستستخدم خبرتك في حل مشاكل العميل؟ ثم ننظر بعدها في بعض عناصر التسويق وقنواته التي يجب أن تجهزها على أكمل وجه، والتي نوردها فيما يلي. الملف الشخصي لعلك سجلت على إحدى منصات العمل الحر، مثل مستقل أو خمسات، لكنك لم تحصل على أي فرصة للعمل حتى الآن، وربما حاولت مرارًا وقدمت عروضًا هنا وهناك لعدد من العملاء، لكن عرضك يُقابل بالرفض رغم شعورك بأنك الشخص الأنسب لتنفيذ المشروع! قد يكون السبب هو المنافسة الشديدة، هذا وارد في أي سوق، لكن قد يكون السبب الجوهري في أغلب الأحيان هو عدم وجود معرض أعمال في حسابك أو حتى ملف شخصي يجذب العملاء إليك ويقنعهم أنك مناسب للعمل. والملف الشخصي هو سيرتك الذاتية المختصرة التي تضعها في صورة موقعك الشخصي أو على منصات العمل الحر لتعكس هويتك المهنية أي خبراتك ومهاراتك وأعمالك وحياتك المهنية والعلمية وغير ذلك، ومن المهم في الملف الشخصي أن تركّز على مهاراتك من ناحية، وعلى ما تقدمه للعميل من ناحية أخرى. فلا تكتب فيه مثلًا كل ما تعلمته وعملته وأقمته وأقعدته فقط كي تقول للعميل أنك المستقل الخارق الذي سيفعل كيت وكيت، بل اذكر فيه ما يجعل العميل يقول أنك الشخص المناسب لمشروعه. حدث مرة أني طلبت من يوغرطة بن علي -المدير الأسبق لأكاديمية حسوب- أن يراجع سيرتي الذاتية، فأرسل لي أن سيرتي لا تصلح لعرضها على شركة أو حتى عميل عادي، ذلك أني كتبت فيها سيرتي كلها مفصلة، ما تعلمته وعملت فيه ودرسته، ظنًا مني أني أبهر من يقرؤها. ثم أخبرني مستطردًا أن أذكر في سيرتي الذاتية ما يجعله يوافق على توظيفي لوظيفة س أو ص، فإن كنت درست الهندسة الميكانيكية وأنا أتقدم إلى وظيفة مترجم مثلًا فإن هذه الدراسة لن تؤثر في قرار توظيفي بالقدر الذي يحدثه ذكر أني عملت في مجلة كذا وكذا من قبل، أو ترجمت كتاب كذا وكذا في نفس المجال الذي أتقدم إلى الترجمة فيه. وهكذا نريدك أن تجعل صفحة ملفك الشخصي محددة للغاية وذات هدف واضح ورسالة بارزة، وقد جمعنا لك بعض النقاط التي يجب أن تنظر فيها عند صياغة ملفك الشخصي: 1- الوصف الواضح لعملك كأن تكتب: مطوّر تطبيقات ويب، مسؤول تسويق إلكتروني، وغير ذلك. واحرص على ما يلي: الكلمات المفتاحية التي تعبّر عن عملك. استخدام كلمات بسيطة وموجزة تصف مهاراتك بدقة. استخدام وصف مخصص ودقيق، فتجنب الوصف الفضفاض لعملك. كتابة عدد سنوات خبرتك إن كان لديك خبرة زمنية. واعلم أن المنافسة بين المستقلين كبيرة للغاية، وأن اﻷخذ بالنقاط السابقة يظهر عملك وهويتك ويميزك عن المنافسة. 2- صورتك الشخصية لقد صارت جودة الصور التي تخرجها كاميرات الهواتف الآن جيدة جدًا موازنة بما مضى، وإنا لنعلم أن هذا يدفع الكثيرين إلى الاكتفاء بالصورة التي التقطوها من كاميرا الهاتف لاستخدامها كصورة في الملف الشخصي لهم، فقد كان أغلبنا من هؤلاء ذات يوم. وإن هذا لا بأس به إن كانت لديك خبرة بالتصوير والإضاءة ونظريات الألوان، لكننا نرى أن الاستثمار في استئجار مصور محترف لاختيار صورة مناسبة بكاميرا عالية الدقة سيكون مثمرًا على المدى القريب والعاجل، ذلك أن كاميرا الهاتف وإن كانت جيدة فإنها تقصر عن تسجيل التفاصيل الدقيقة التي توصل الانطباع الأولي الممتاز الذي ترغب به. وذلك شيء ليس بوسعك التحكم به، إذ أن حساس الكاميرا ضئيل جدًا موازنة بالموجود في الكاميرات الاحترافية، والحساس الأكبر يعني ضوءًا أكثر ومساحة أكبر لالتقاط ذلك الضوء، بل مساحة أكثر لكل بكسل في هذا الحساس. ومن ثم فإن الصورة الملتقطة بكاميرا SLR ومن مصور محترف ستحمل الكثير من التفاصيل لوجهك وملابسك وملامح نظرتك، وكل ذلك يوصل الانطباع الأولي للعميل، موازنة بصورة الهاتف الفاقدة لكل هذه التفاصيل. ولك أن تتخيل أن الصور الملتقطة بالكاميرات عالية الدقة تحتاج إلى معالجة بالفوتوشوب لتصحيح "عيوب العدسة" المستخدمة في التقاط الصورة، فما بالك بكاميرا الهاتف؟ واعلم أن الصورة الاحترافية لا يعني أنها ستكون مليئة بالتعديلات التي تخفي العيوب والجوانب التي لا تعجبك في الصورة، ولا يعني أنك يجب أن تكون مرتديًا زيًا رسميًا حتى، بل يكفي أن تكون لطيفة وملائمة كصورة عمل. كذلك، احرص ألا تكون صورة حسابك الشخصي للعمل بها حيوانك الأليف أو أحد أبنائك مثلًا، أو صورتك على شاطئ البحر أو في نزهة مع أهلك، أو حتى صورة ممثل أو لاعب كرة مشهور! بل هي الصورة التي يراها العملاء فيعرفوا أنك أهل للثقة، فلا تبالغ في تعابير وجهك لا بالضحك ولا بالحزم، بل تعبير هادئ وبسيط ويوحي بالثقة من النفس في غير غرور ولا كِبر. طيب، لنقل أنك ترفض وضع صورتك الشخصية لسبب ما، فما العمل حينها؟ تستطيع رفع صورة بها اسمك -لا تكتبه بيدك- على خلفية بسيطة أو أحادية اللون، وإن كنت تمثل شركة أو لديك شركة فيمكنك وضع شعار الشركة، وهكذا، لكن لا تنحرف إلى ما نهينا عنه قبل قليل من استخدام صور الأبناء أو الحيوانات أو الورود والممثلين والسيارات وغير ذلك. أو تستطيع استخدام صور الوجوه المرسومة بشكل ثنائي الأبعاد كصور الأفاتار الافتراضية في المواقع أو المولدة عبر تطبيقات مخصصة، وذلك بديل وخيار مناسب أيضًا. 3- الإشارة إلى أعمالك في الملف الشخصي إن كنت مبرمجًا فإن هذا يعني حسابك في GitHub مثلًا، وإن كنت مصممًا فموقع Behance، وهكذا، إذ يريد العميل أن يطلع على خلفيتك ليتأكد من صدق دعواك في العرض الذي وضعته. لكن، ليس لدي أعمال سابقة! ماذا أفعل؟ ننصحك هنا بالبدء بالعمل التطوعي لبناء نماذج لأعمالك، أو تنفيذ أعمال خاصة بك في مجالك ثم عرضها في المعرض، فلا بأس بإنشاء بعض التصميمات أو عرض بعض البرامج أو عينات الترجمة أو غيرها وفق مجالك الذي تعمل فيه، ليرى العميل نموذجًا عن جودة عملك. ذلك أن أول مشروع ينفذه المستقل يمثل هاجسًا لدى الكثير منهم، فيشعرون أنهم بحاجة لمشروع مكتمل صدّق عليه عميل من قبل، كي يعرضوه للعملاء المحتملين كنموذج عن العمل، وهذا الإشكال يمكن حله بعمل خدمات تطوعية بما أنها متاحة أكثر من الخدمة المدفوعة أو أن تحاول تقديم نموذج مجاني يعبّر عن عملك كما ذكرنا. فمثلًا إن كنت تعمل في مجال التحرير أو الترجمة، ابدأ فورًا بترجمة مقالات أو مواضيع يسمح أصحابها بترجمتها بشكل تطوعي وانشرها على مدونتك الخاصة أو على أحد المواقع المناسبة للنشر أو حتى حساباتك الاجتماعية إن لم يكن لديك شيء تنشر عليه، كما يمكنك مثلًا التطوع لترجمة مقطع فيديو في TED وبالتالي تستطيع إضافة هذا العمل لمعرض أعمالك. أو إن كنت مصممًا، فابدأ الآن كذلك بعمل تصاميم دون طلب من عميل معين، وابنِ معرضًا لأعمالك على موقع بيهانس Behance مثلًا بشكل يعكس اهتمامك واحترافيتك في العمل. 4- أضف لمحة عنك أجب عن هذه الأسئلة التي تمثل بعض التساؤلات الشائعة عند العملاء، ومن ثم لخصها في عدة مقاطع بسيطة، لتستطيع كتابة لمحة مختصرة ووافية عنك: ما هو مجال عملك أو اختصاصك؟ ما هي عدد سنوات خبرتك؟ ما هو مدى كفاءتك في استخدام البرامج والتقنيات اللازمة ضمن مجال عملك؟ ما هي أبرز إنجازاتك؟ ما هي المهارات التي تمتلكها؟ وهنا يجب الحديث عن نوعي المهارات التقنية والفنية (مثل اللغة التي تتقنها) والشخصية مثل (إدارة فريق عمل)، ويجب أن يقدم هذا الملخص للعميل أهم ما يرغب بمعرفتك عنك، فحاول أن يكون متوسط الطول، واذكر فيه من مهاراتك وخبراتك ما يمكن أن تقدمه لعميلك، وما الذي يميزك عن بقية المنافسين. وابدأ بأهم المعلومات التي تحب أن يقرأها العميل، لأن نسبة كبيرة منهم لن يقرؤوا كامل الملخص الذي ستكتبه، وإنما ستتصفحه أعينهم بشكل حرف F، بمعنى أنهم سيقرؤون أول سطرين مثلًا ثم يتجاوزون المكتوب إلى أسفل قليلًا ثم يقرؤون سطرًا أخر ثم يمرون لأسفل مجددًا، وهكذا. لذا، يجب أن يكون المستقل واضحًا فيما يكتب وقادرًا على إعطاء العميل انطباعًا أوليًا جيدًا وبسرعة بحيث يستطيع جذب اهتمام العميل خلال الثواني المعدودة التي سيقرأ فيها صفحة المستقل الشخصية. نصائح إضافية إن كنت تستطيع تقديم ملخص مرئي عنك فهذه إضافة محمودة، ولا يُعد الفيديو أمرًا ضروريًا أو أساسيًا لكنه يعزز ثقة العميل بك ويعبّر عن مدى احترافيتك في العمل، واستخدم فيه لغة سليمة وخالية من الأخطاء اللغوية، واستعن بمتخصص لغوي إن لم تكن واثقًا من عدم وجود أخطاء. وإن هذا من الأهمية بمكان، إذ لا يُتصور مثلًا قبولك في مشروع للتدقيق اللغوي أو الترجمة والكتابة وأنت تخطئ في هجاء الكلمات وتصريفها في نص عرضك على المشروع! فترفع المنصوب وتجر المرفوع، وتضع ألفًا مكان الفتحة، ولا تعرف الفرق بين النهي والنفي وأيهما مجزوم بالحذف مثلًا. وبشكل عام، انتبه لما يلي عند صياغة ملفك الشخصي: توضيح صياغتك وتسهيل قراءتها، كأن تقسم الفقرات وتستخدم التعداد الرقمي والنقطي. وضع وسيلة تواصل أو أكثر تناسب أغلب أو كافة العملاء. تحديث ملفك الشخصي بشكل دائم، فهو سيرتك الذاتية. تدريب: استخدم النصائح التي تعلمتها قبل قليل لتعدّل حسابك الشخصي الذي أنشأته في المنصات التي اخترتها، سواءً مستقل أو خمسات. مثال على الملف الشخصي لسارة شهيد في موقع مستقل: معرض الأعمال (Portfolio)؟ معرض أعمالك هو المكان الذي تعرض فيه سوابق أعمالك التي تقول للعميل أنك تفهم مجالك جيدًا، وهذا المكان إما موقعك الشخصي أو منصة عمل حر على الويب، إذ توفر بعض المنصات مثل موقع مستقل إمكانية إضافة معرض أعمال شخصي داخل حساب كل مستقل ويجب أن يحتوي المعرض على أهم الأمثلة ونماذج الأعمال والمشاريع التي نفذتها سابقًا بحيث يمكن للعميل الاطلاع عليها واستشفاف خبرتك وجودة عملك منها. ويُعد معرض الأعمال من المتطلبات الأساسية لأي مستقل سواء كان مطورًا أو مصممًا أو معدّ محتوى أو غير ذلك، وقد تكتفي بمعرض الأعمال الموجود داخل منصة التوظيف أو العمل الحر التي تستخدمها أو قررت استخدامها إن لم تكن قد عملت من قبل على إحدى تلك المنصات، لكن بشكل عام فإنك بحاجة لمعرض أعمال خاص بك إذا قررت التعامل مع العملاء خارج منصات التوظيف تلك. وكما قلنا، لا تضع كافة أعمالك ضمن معرض الأعمال بل تكفي الأعمال المميزة فقط، وإن كان هناك أي عمل لست راضيًا عنه فلا تضفه، لكن المهم أن يضم كافة مهاراتك وخبراتك مهما كانت متنوعة، كما يجب أن يتم تحديثه بشكل دائم. وتذكر أن الملف الشخصي ومعرض الأعمال الاحترافيين هما العاملان الرئيسيان عند اختيار أي شخص لتوظيفه في عمل ما، ولو أحسنت تقديمهما مع كتابة عرض مناسب على المشاريع المختلفة فإنك تزيد بذلك حصولك على فرصة العمل التي تتقدم إليها. أين هو معرض أعمالي؟ قلنا أن بإمكانك إنشاء معرض أعمال في منصة العمل الحر التي تعمل بها، وأن الأفضل هو إنشاء موقع شخصي لك يكون بمثابة محطة للعملاء الذين يقصدونك أو الذين يبحثون عن مثل خدمتك، فيروا عليه أعمالك السابقة و"سيرتك العملية" إن شئت أن تسميها كذلك. فإما أن يكون لك موقع شخصي، أو تكون منصة العمل التي اخترتها -سواء مستقل أو خمسات أو غيرهما- بها إمكانية إضافة أعمالك السابقة. فمثلًا، توفر منصة مستقل قسمًا لتضيف فيه معرض أعمالك ليطلع عليه العملاء، فانظر مثلًا صفحة، معرض الأعمال. هناك خيار ثالث وهو أن تكون أعمالك في موقع يختص بمجال بعينه مثل التصميم أو البرمجة، إذ من المشهور أن مصممي الجرافيك بشكل عام يرفعون أعمالهم إلى مواقع مثل behance، وكذلك يرفع المبرمجون برامجهم ومساهماتهم في البرامج إلى مواقع مثل GitHub وإن كان يُستخدم كأداة لمتابعة العمل على المشاريع وتطويرها إلا أن برامجك ستكون معروضة فيه، ذلك إلى جانب المواقع التي تتيح إنشاء معارض أعمال في هيئة مواقع كاملة تصلح لأغلب الأغراض العامة سواء كانت هندسية أو إبداعية أو قانونية أو غير ذلك من الأنشطة التجارية، مثل squarespace. الهوية التجارية ستدرك بالتدريج أثناء عملك على الإنترنت كمستقل أنك بحاجة إلى هوية شخصية لك، وسترى أن هذه الهوية تختلف من مستقل إلى آخر وفق مجاله وشريحة العملاء التي يستهدفها، فالمبرمج مثلًا لا يهمه تصميم شعار منمق ذي ألوان زاهية مثلًا مراعيًا فيها النسبة الذهبية في عناصره، ذلك أن العملاء يحتاجون من يبني لهم تطبيقًا أو موقعًا يعمل بكفاءة وسرعة ودون أخطاء، فهوية المبرمج هنا يجب أن تقول هذا للعملاء، ومهما كان الشعار جميلًا فإن العملاء لا يلتفتون إليه. وكذا قل في مجالات مثل الترجمة والتدقيق اللغوي وإدخال البيانات وإنشاء دراسات الجدوى والمساعدة الافتراضية وغيرها، إذ أن فلسفة الشعار تعبر عن مضمون الخدمة التي يقدمها صاحبه، ففي بعض الحالات قد تكفي صورتك الشخصية فقط وكل ما زاد على ذلك يعد بهرجة لا فائدة منها وقد توحي للعميل أنك تبالغ في تجميل نفسك لتغطي على فقر جودة عملك. ولا نقول أن الحالات أعلاه لا تحتاج إلى شعار بالضرورة، وإنما يُنظر في الفئة التي يستهدفها المستقل، فإن كان يستهدف شركات وأعمال مثلًا فإن الشعار هنا قد يكون ضرورة، مما رأيناه من خبراتنا في التعامل مع الشركات أو العمل فيها، أن الهوية التي تقدم بها الأطراف نفسها تلعب دورًا مهمًا للغاية في قرار إبرام الصفقة. بل إن الأمر يتعدى مجرد اختيار شعار إلى تصميم قوالب بريدية متسقة مع الهوية التي اختارها المستقل، واختيار برامج محددة للتواصل وأخرى بديلة لها إن حدثت طوارئ، وصياغة عقود واضحة البنود ومراجعةٌ من قانونيين وفق البلاد التي يتعامل المستقل مع شركاتها، وتحديد شروط العمل بدقة من البداية وأيام الإجازات ومواعيد الردود على الرسائل وغير ذلك. ذلك أن المستقل لا يتعامل مع شخص طبيعي هنا فيتفاوض معه بسهولة ومرونة على أي طارئ يحدث أثناء العمل، ولا يدقق العميل كثيرًا إن اجتمع المستقل معه من غرفة نومه أو من مكتبه أو من حديقة منزله -رغم أننا ننصح بتطبيق هذه القواعد في سائر عملك ومع جميع عملائك، إلا أننا نبين أهمية بنود معينة لبعض العملاء-، وذلك على خلاف التعامل مع شركات، إذ يتعامل المستقل مع موظف داخل الشركة يكون مسؤولًا عن إنجاز مهمة ما عن طريق تفويض طرف خارجي -هو أنت في هذه الحالة-، أو قد يضيق به الوقت عن إنجازها فيتجه إلى توظيف أطراف خارجية، أو قد يكون بين يديه مشروع فيه قسم خارج نطاق خبرته فيحتاج استشارة من متخصص غير موجود بالشركة، فكل هذا يصب في جيب المستقلين في النهاية. وبالعودة إلى أهمية الشعار المرئي المناسب، فهو ضرورة في مجالات مثل التصميم ثلاثي الأبعاد وثنائي الأبعاد وتصميم تجربة الاستخدام وغيرها من الأمور الفنية، إذ يجب أن يعرف العميل من مجرد النظر إلى شعارك أنك الشخص المناسب لإنجاز عمله، ويجب هنا أن تدرس بعناية نظريات الألوان والنسب الذهبية في شعارك، إذ هذا هو شعار عملك، حرفيًا. فاختر النمط المناسب لك مما سبق ليعبر عن عملك ويعكس الفكرة والرسالة التي تريد إيصالها إلى العملاء. ويمكن تلخيص عناصر بناء الهوية التي يجب عليك مراعاتها عند التخطيط لعلامتك التجارية فيما يلي: 1- اتساق الهوية ووحدتها تظهر وحدة هويتك في تناسق وثبات أنواع خطوطك، وألوانك التي تستخدمها في النصوص والإطارات والرموز وغير ذلك، بين مستنداتك إلى ملفات تسليم أعمالك إلى موقعك، … إلخ. وتجنب التغيير العشوائي في هذه الهوية، فكلما استقرت وتعامل معها العملاء زاد احتمال حفظهم لها وتعرفهم عليها بمجرد رؤيتها. وبحكم عملي في تصميم تجربة الاستخدام والتصميم المرئي من قبل فإني أقول لك بكل ثقة أن ثبات الهوية ذاك أمر مهم جدًا جدًا، فقد لا يحفظ العميل سوى هويتك تلك وينسى اسمك أو وسائل التواصل الأخرى معك، ويظل يبحث عن شعارك أو شكل مستنداتك أو موقع يحمل هويتك دون جدوى، وقد يكون مر عليك وتركك لأنه رأى هويتك اختلفت فلم يميزك. لهذا مثلًا فإن شركة باناسونيك (Panasonic) ظلت تبيع منتجات تحت اسم ناشيونال (National) لأكثر من ثمانين عامًا، ولما قررت أن توحد تسمية منتجات الشركة تحت مظلة باناسونيك بعد أن كانت تبيع تحت أسماء ناشيونال (National) وسانيو (SANYO) وغيرها، نفذت ذلك على مراحل استمرت أكثر من خمس عشرة سنة! فإني أذكر أن غلاف التلفاز لدينا كان مكتوبًا عليه أن "تلفاز ناشيونال صار الآن تلفاز باناسونيك"، لكن التلفاز نفسه حمل شعار ناشيونال، وكنا نظن وقتها أن باناسونيك اشترت ناشيونال، وأن منتجات ناشيونال أجود من باناسونيك! ولو أن الشركة غيرت اسمها فجأة لفقدت قطاعات كبيرة جدًا من أسواقها التي كانت تشتري منتجاتها دون أن تعلم أنها تابعة لها. 2- التميز لعلك قد علمت إلى الآن أنك ستدخل سوقًا كبيرة وفيها منافسة قد تأتيك من أي بقعة على المعمورة، فأنت الآن بين أمرين إذا قدمت خدمة تتشابه كثيرًا مع الموجود في المحيط أو المجال أو المنصة التي ستعمل عليها، إما ستضطر إلى المنافسة على السعر، أو ستقرر التميز عن هذه المنافسة بأمر أو أكثر لا ينافسك فيه أحد أو تكون المنافسة قليلة موازنة بالنمط المنتشر لأسلوب تقديم خدمتك. فمثلًا، قد تتيح للعميل عدد مرات مراجعة أكثر من غيرك، أو تنجز له العمل في وقت أقل، أو تقلل سعر خدمتك إذا زاد التعامل بينك وبين العميل عن قيمة معينة، فتخصم له من تكلفة العمل أو غير ذلك. وقد جربت مثل ذلك سواء في عملي على الإنترنت أو تجارتي على الأرض، فقد عرف عملاء التصميم أني أبني جمال المظهر على كفاءة العمل، وليس العكس، فكان يأتيني من يعرف أني قد أحذف له نصف بنود قوائم تطبيقه واستماراته، وأصبغ له موقعه بلون أساسي ثم أبني عليه، مع تقليل الألوان المستخدمة قدر الإمكان، وإعطاء أهمية كبرى للمساحات البيضاء في التصميمات، وتناسق مظهرها الهندسي وترتيب ظهور بنودها، هذا بعد اجتماعات ونقاشات حول خلفية مشروعه ومجال عمله، من أجل اختيار التصميم المناسب سواء في تجربة الاستخدام أو التصميم المرئي. وقد عرفت أن هذا قد لا يفعله عديد من المصممين، لكني استغللت خلفية فنية وعملية من مجالات مختلفة في إتقان هذا الجانب، وعليه فلم أكن أقلق كثيرًا من المنافسة. كذلك فإني مضطر لطبيعة عملي إلى تغيير جدول أعمالي بمرونة وفق الظروف التي قد تطرأ عليه، وقد كان يتسبب هذا في تأخير تسليم أعمال إلى عملائي، فماذا أفعل؟ كنت أقدم اعتذاري للعميل وأرفق ما يثبت مبرر تأخري إن دعت الحاجة، وأخصم له من قيمة العمل ما يقابل تأخري عليه، أو أخصم له من قيمة المشاريع التالية بيني وبينه. فهذا تميز كذلك ورفع لما تقدمه إلى مرتبة يقل منافسوك فيها، ويطلبك عملاؤك الذين يبحثون عما عندك ولا يجدونه عند غيرك. وقد يظهر التميز في القيمة المضافة التي يقدمها المستقل، مثل جودة الخدمة وطريقة تقديمها، والخدمات المكملة لها مثل خدمة ما بعد البيع، فمثلًا، لي تجارة على الأرض في إصلاح الهواتف، ويريد العاملون معنا أن يتميزوا عن السوق المحيط بهم، فماذا اختاروا أن يفعلوا؟ لقد درسوا السوق جيدًا ورأوا أن مشاكل العملاء محصورة في سوء المعاملة وخوفهم من سرقة بياناتهم أو أجزاء من هواتفهم، وكذلك رداءة القطع المستخدمة في الإصلاح. فقرروا أن يحسنوا معاملة العملاء بتقديم الهدايا لهم فوق عملية الإصلاح نفسها، وإحسان مخاطبتهم وتنسيق بياناتهم، ومراجعة حالة الهاتف على فترات متعاقبة بعد تسليم الهاتف. وكذلك رفضوا التعامل مع أي شيء يمس بيانات العميل من بطاقات ذكية ونسخ بيانات أو غير ذلك، كي يطمئن العميل أن بياناته في أيد أمينة، ولا تُطلب كلمات المرور إلا عند الحاجة الملحة، وتكون أمام العميل. كذلك فإن عملية الإصلاح نفسها يستطيع العميل أن يطلع عليها إن أراد أن يستوثق من أمانة العمل، وقد قرروا كذلك رفض أي عملية إصلاح يطلب العميل فيها تركيب قطعة أردأ أو أقل ثمنًا، بل يرشدونه بلطف حينها إلى من يقدم هذه الخدمة. فكان نتيجة هذا "التخصص" أن امتازوا عن غيرهم من السوق، وصار لهم شريحة محددة من العملاء الذين رأوا أنهم أفضل من يلبي طلباتهم بالشكل الذي يريدونه. وهذا يجعل العملاء يذكرونك تلقائيًا عند احتياجهم لإحدى خدماتك، ذلك أن تخصصك وتميزك عن السوق في أمر بعينه شكل العلاج المناسب للمشكلة التي يعاني منها العملاء. التقييمات وتوصيات العملاء تُعد آراء العملاء وتقييماتهم إحدى أهم العوامل التي تؤثر على سمعتك أو علامتك التجارية كمستقل، فالتسويق باستخدام الكلمة الطيبة (Word of Mouth Marketing) هو أقوى طريقة للتسويق عند المستقلين أو غيرهم. فإن عميلًا واحدًا راضيًا يساوي عددًا أكبر من العملاء المحتملين الذين سيخبرهم عن جودة عملك وضرورة التعامل معك عند الحاجة. في حين أن عميلًا واحدًا غير راضٍ يعني أنك أمام خسارة عدد لا بأس به من العملاء المحتملين الذين اقتنعوا بأن جودة خدماتك غير مناسبة وعليهم إيجاد مستقل آخر للتعاون معه. وقد تعتقد بأن خسارة عميل واحد ليست أمرًا ذا شأن، لكن عليك التفكير بالأمر مرة ثانية. سواء كنت تستخدم منصات العمل الحر أو تتعامل مع العملاء عبر منصات وقنوات تواصل أخرى، ذلك أن تقييمات العملاء وتوصياتهم ستلعب دورًا مهمًا في حصولك على المزيد من العملاء لاحقًا، وأن هذه التقييمات لا تُمحى بسهولة كما ذكرنا أول كلامنا. وفي حال عدم حصولك على تقييم من العميل مباشرةً، يمكنك طلب التقييمات والتوصيات من العملاء بأي وقت لعرضها على موقعك أو حتى عبر صفحتك في مواقع التواصل الاجتماعي. سيكون لها تأثير جيد على أي عميل محتمل يقوم بتصفح موقعك للاطلاع أكثر على خدماتك وطبيعة عملك. لكن، وفي الوقت نفسه، فإن حصولك على تقييمات سلبية لا يعني أنك فشلت في مهنتك وعليك إيجاد مهمة أخرى. فحتى لو أمضيت ساعات من العمل الجاد، سيكون من الطبيعي أن ينتقد أحد العملاء عملك أو إبداء عدم إعجابه به. فاعلم أن آراء أو ردود الفعل التي يقوم بها العملاء هي آراء غير شخصية وغير موجهة لشخصك أنت كمستقل. وقد يكون تلقي الانتقادات أمرًا صعبًا للغاية، لكن عقولنا تولي أحيانًا الكثير من الأهمية للمواقف أكثر مما تستحق في الواقع. وفي معظم الحالات يُنقد العمل فقط، ولا تُنتقد أنت شخصيًا. بل، في الواقع، قد يكون الشخص الذي تتعامل معه يحترمك بشدة ولا يرغب بإيذائك بأي شكل من الأشكال، لكنه في الوقت ذاته صادق بآرائه - سواء اتفقت معها أم لا، وكلما تعاملت أكثر مع مواقف كهذه يصبح من الأسهل بالنسبة إليك التعامل مع النقد الموجه للعمل بشكل أفضل. فمثلًا، إن وظفت شخصًا لتصميم موقعك فإنك سترغب في التعبير عن رأيك بشأن رؤيتك للموقع حسب الصورة التي رسمتها أنت له، فقد يكون هناك بعض الجوانب التي تريد تغييرها أثناء ذلك العمل، وعليه فإن ردود فعلك هي تأثير طبيعي لما تراه في العمل. وسائل التواصل الاجتماعي قد يبدو خيار التسويق عبر الشبكات الاجتماعية هو الإجابة البديهية للتسويق لنفسك، ولعلك محق في الغالب، فقد صار من المعتاد أن تلجأ إلى هذه الشبكات حين تبحث عن مصور لزفافك أو مطعم أثناء نزهتك أو حتى عن نجار يصلح لك باب بيتك، فإنها قد استحوذت على نصيب وافر من التسويق حقًا، لكننا نريدك أن تعيد النظر فيها قبل اتخاذ قرار اعتمادها كوسيلة من وسائل التسويق والتعامل مع العملاء. فيجب أن تنظر أولًا إلى مناسبتها لشريحة العملاء الذين تستهدفهم، فإن موقع فيس بوك وإنستجرام مثلًا يصلحان للأعمال العامة مثل البيع والشراء والخدمات المحلية ونحو ذلك، ومن ناحية أخرى فإن موقعًا مثل لينكدإن يصلح للأعمال الإدارية والخدمات التقنية، أما يوتيوب فهو يتسع ليشمل كل ما سبق، وإن كان يبرز في المجالات التي تحتاج إلى عرض بصري، مثل الخدمات الفنية واليدوية، إضافة إلى التسويق الشخصي حين تدعو الحاجة إلى ربط العمل أو الخدمة بمن يقدمها في ذهن العميل. وهكذا فمن المهم دراسة مدى مناسبة الشبكة الاجتماعية التي تريد التسويق فيها لمجالك قبل البدء في التسويق هنا وهناك وإضاعة الوقت في تخطيط المحتوى والتسويق والتدوين والتسجيل المرئي والصوتي وغير ذلك ثم لا تجد مردودًا من حيث عدد العملاء القادمين إليك من تلك الشبكات. واحرص على اتباع إرشادات الهوية التي عرضناها فيما سبق، فإن الحسابات الاجتماعية امتداد لهويتك الشخصية والتجارية، خاصة إن كنت تستخدم نفس الاسم فيها. العلاقات العامة والتشبيك لا يخفى على كل ذي عقل متابع للسوق أن شبكة العلاقات التي يبنيها تلعب دورًا لا يقل أهمية عن كفاءته وشهاداته التي حصل عليها، بل قل إن شئت أنها أهم من شهاداتك وخبراتك! وقد كُتب في أهمية التعامل مع الناس في السوق بالحسنى وبناء الروابط والعلاقات الصادقة معهم ما لا يمكن حصره. فأصحاب الأعمال يختارون العمل مع شخص يرتاحون بالتعامل معه وبينهم وبينه معرفة سابقة ما استطاعوا، فلن تجد شخصًا يغامر بماله ووقته مع غريب لا يعرفه، بل سيفضل العمل مع شخص يعرفه من قبل أو يعرف شخصًا رشحه له. وهكذا تتضح لك أهمية العلاقات العامة بينك وبين عملائك وزملائك في السوق، والتي يحلو للبعض في السوق الرقمي تسميتها بالتشبيك، حصرًا لها في تشبيك أطراف العمل ببعضهم وتعريفهم ببعضهم بعضًا. لكن التشبيك أو العلاقات العامة لا تقف عند من يوصلك بصاحب عمل أو يعرفك عليه، بل هذه العلاقات مفيدة لأنها تنشئ شبكة واسعة من المعارف، وأعني هنا بالمعارف العلوم التي يمكن اكتسابها بالتواجد مع هذه الشبكة، فقد تتعرف على زميل لك في منصة العمل الحر التي تعمل عليها أو في مجتمع أو منتدى أو شبكة اجتماعية، يكون عنده من العلم ما ليس عندك في مجال ما، فتسأله وتستشيره لتستفيد من خبرته وتطور من أسلوب عملك وسوق عملائك. وكما ستنشئ شبكة من الزملاء فإنك لا محالة ستتعرف على عدد غير قليل من العملاء المحتملين سواء أشخاصًا أو شركات، وليس شرطًا أن تتعرف عليهم بنية العمل معهم لاحقًا، لكننا نقول هذا لعلمنا أن فئة غير قليلة من العاملين على الإنترنت هي من الشخصيات التي لا تفضل التعامل مع الناس وجهًا لوجه، فنوضح هذا لهم كي يدركوا أهمية التواجد في مجتمع عوضًا عن الانعزال وحدهم، فإنه وإن كان ما يفضلونه لحياتهم الشخصية إلا أن ذلك يضر عملهم ولا يفيده. ذلك أننا لا نريد أن يُفهم كلامنا على أننا نشجع على بناء علاقات من أجل العمل فقط، بل العكس تمامًا، فإن العلاقات من أجل العمل تكون أحيانًا ضيقة الأفق وقصيرة الردود، وهذا من تجربتي الشخصية مع المحيطين بي من العملاء سواء في تجارتي على الأرض أو في عملي على الويب، وإنما أدعوك إلى محاولة بناء رابطة حقيقية مع العميل أو الزميل الذي تتعامل معه في حدود المسموح عُرفًا ودينًا واللائق أخلاقًا وأدبًا. كيف يمكن للتشبيك أن يساعدك؟ في بداية عملك ستحتاج للبحث عن فرص العمل، إلا أن بناء شبكة من العلاقات يعني أن فرص العمل قد تبحث عنك أيضًا. سيعرف الأشخاص من حولك الخدمات التي تستطيع تقديمها، ومن ثم سيعملون معك أو يزكونك عندما يسمعون بأن شخصًا يحتاج إلى الخدمات التي تقدمها. 1- الحصول على الخدمة الأولى إننا نؤكد مرة أخرى على أننا لا نقصد بالتشبيك هنا بناء علاقات تدفعها المادة والمصلحة فقط، لكن ما يحدث في السوق هو المنطق الطبيعي للتوظيف، فإن كنتَ في دائرة معارفي وأعرف أنك مصمم أو كاتب أو مبرمج جيد، فإني سأرشحك أنت حين أُسأل عن شخص في مجال خبرتك وعملك، لأني ببساطة أعرفك وأطمئن إليك وأثق بك. وهذا ما حدث معي شخصيًا في أغلب الأعمال التي عملت بها في العقد الماضي، وأنا الذي حذفت موقعي الشخصي وحذفت حساباتي الاجتماعية لخمس سنوات كاملة! فهذا يعني أنني قللت وجودي على الويب بشكل كبير، لكن رغم ذلك فإن الأشخاص القلائل الذين تعرفت عليهم وبنيت معهم رابطة قوية قبل تلك المرحلة كلفوا أنفسهم عناء البحث عن وسيلة للتواصل معي للسؤال حينًا ولعروض أعمال أحيانًا أخرى معهم أو مع غيرهم، كأن يخبروني أن جهة ما سألتهم عن كذا وكذا فرشحوني أنا للعمل ويستأذنونني في إرسال بريدي إلى تلك الجهة. فما بالك إن كان لك حضور قوي على الويب سواء بموقع شخصي أو بحسابات نشطة على لينكدإن وغيره؟ 2- بناء العلاقات كما ذكرنا قبل قليل، فإن بعض الدراسات تشير إلى أن أصحاب العمل يميلون لتوظيف الأشخاص الذين يميلون إليهم بشكل متكرر وليس بالضرورة الأشخاص الأكثر تأهيلًا. إذا كنت تعرف عميلًا بشكل شخصي، فمن المرجح أن يمنح العمل إليك بدلًا من منحه لشخص لا تربطه به أية علاقة. 3- التعاون عند بناء شبكة واسعة من المستقلين الآخرين، قد تتم دعوتك للمشاركة في مشاريع معينة بالتعاون مع أحد المستقلين. في الوقت نفسه، يمكنك أيضًا المحاولة للحصول على فرص عمل أكبر لأنك على تواصل مع أشخاص يمكنك مشاركة العمل معهم. نصائح لتساعدك في التشبيك وبناء العلاقات إن العثور على أشخاص آخرين في مجال العمل نفسه طريقة جيدة لتوسيع شبكة علاقاتك، إذ يجب ألا ترى المستقلين الآخرين كمنافسين، واعلم أن أغلبهم سيكونون سعداء بتبادل المعرفة والنصائح والأدوات بالإضافة إلى تقديم التوصيات أو العمل معك في مشاريع أكبر. وفيما يلي بعض النصائح لإنشاء شبكة علاقات جيدة مع غيرك من المستقلين: 1- استخدم التشبيك كأسلوب دائم تتوفر فرص التواصل وبناء العلاقات في كل مكان: الحفلات، اجتماعات الأصدقاء، المناسبات الاجتماعية وحتى المؤتمرات والندوات وغير ذلك. طالما هناك مجموعة من الأشخاص، هناك فرص لتوسيع شبكتك. هذا لا يعني توزيع بطاقة العمل على جميع الأشخاص، بل يعني الاستماع إلى أولئك الأشخاص وبناء روابط حقيقية مع المناسب منهم كما ذكرنا مما لا ينافي العرف والدين والصالح من التقاليد السائدة، فحينها قد يخبرك أحدهم بوجود مشكلة ما في عمله، أو أنه يحتاج إلى المساعدة في مشروع معين، فتستطيع التواصل معه وتقديم المشورة إليه. عمومًا، من أفضل الطرق للحصول على عمل جديد هي أن تكون كريمًا بتقديم المساعدة، فدعم الآخرين هو أسلوب مناسب لجذب انتباه العميل المحتمل لمهاراتك وقدراتك. كمان أن مساعدة الآخرين بالاعتماد على خبرتك يجعلك مصدرًا مهمًا للمعلومات القيمة بالنسبة لهم كما يتيح لهم معرفة مهاراتك وطلبها كخدمة لاحقًا. والأهم من ذلك، أنها تجعلهم ممتنين وسعداء بتزكيتك لأصدقائهم ومعارفهم لاحقًا. 2- تكوين صداقات مع مستقلين آخرين سيكون من الممتع أن تتحدث مع أشخاص مهتمين بنفس الأمور والمواضيع التي تهمك. لذلك، يعد التواصل مع المستقلين الآخرين فرصة لبناء كل من شبكة علاقاتك الشخصية والمهنية. لدى سارة شبكة كبيرة من المستقلين الآخرين الذين تتشارك معهم بعض المشاكل وكيفية حلها مثل تحويل الأرباح، كما يناقشون العديد من المشاريع الكبيرة ويتشاركونها من أجل لتقديم جودة أفضل، وخاصةً إن كان لكل منهم اختصاص دقيق يبرع به. 3- حضور الفعاليات من المهم أن تلتقي بأشخاص آخرين بهدف التواصل وتطوير عملك. ولعل إحدى أسهل الطرق للقيام بذلك هي حضور الفعاليات المرتبطة بالعمل المستقل أو المرتبطة بعالم الأعمال بشكل عام والتي يمكن أن تضم بعض العملاء المحتملين. 4- استخدم مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات المهنية على الإنترنت تعتبر المواقع الاجتماعية والمهنية مكانًا رائعًا للعثور على العملاء المحتملين. كما أنها تسمح لك بإظهار معرفتك في مجال عملك وجذب العملاء وبناء العلاقات. عليك أن تبدأ بتحسين ملفك الشخصي بجميع تفاصيله لتبدو محترفًا ولا تنسَ إضافة عبارة تحث العميل على اتخاذ إجراء معين أي التواصل معك على سبيل المثال. خلاصة المقال وهكذا نأمل أن تكون بعد قراءة هذا المقال قد عرفت عناصر التسويق الناجح للمستقلين، وأهمية التقييمات وتوصيات العملاء والعلاقات العامة لك في عملك كمستقل. وفي المقال التالي سننظر في الإدارة الفنية للمشروع. كتبت سارة شهيد المسودة الأولية لهذه المقالة. اقرأ أيضًا المقال التالي: الإدارة الفنية للمشروع للعامل المستقل المقال السابق: الدخول إلى سوق العمل الحر على الإنترنت كيف تكتب النبذة التعريفية بك لعملك المستقل. طرائق لبناء معرض أعمال لعملك المستقل بأرخص ما يمكن تأثير شخصيّتك في وسائل التواصل على عملك النسخة الكاملة من كتاب دليل المستقل والعامل عن بعد
-
لعل أول التحديات التي سيواجهها العامل الحر وأهمها هو دخوله إلى سوق العمل الحر على الإنترنت وتبنيه ثقافة العمل المستقل، ذلك أنك لا تدري من أين تبدأ وكيف ولا ما تحتاجه، ونحن نحاول أن نجيب عن هذا بإيجاز في السطور القليلة التالية ثم نفصل ذلك فيما يلي من الفصول. وأنت محتاج ابتداءً إلى دراسة السوق جيدًا قبل دخولك فيه، وموازنة ذلك بما عندك من مهارات كي تضيف إليها وتطورها إن كانت تحتاج ذلك، ثم النظر في المجال المناسب لك من بين مهاراتك واختصاصاتك للعمل فيه، وفهم سلوك العملاء وما يريدون ومن هم وأين هم، وإدارة عملك بكفاءة في ظل هذه البيئة الجديدة عليك التي لا ترى عملاءك فيها، والتي تكون معاملاتك المالية إلكترونية في الغالب. ومن ذلك أيضًا النظر في معضلة الحصول على أول عميل وثقة العامل الحر بنفسه التي قد تكون مهزوزة لأنه لم يتعامل مع عميل من قبل عبر الإنترنت، فلا يدري ما الذي يجعل العميل يثق فيه لأداء عمله، ثم ما الذي يضمن له هو أن العميل سيرسل إليه المال كاملًا دون أن يختفي ويتبخر دون أثر! وإننا نرجو أن تكوّن بعد هذا المقال فكرةً عن آلية العمل بشكل حر ومستقل، وماهية السوق وتحليله، وتختار المهارات والمجالات المناسبة لك كمستقل، وتتخذ القرار المناسب بشأن بدء العمل، وتتعرف على أهم المجالات التي يعمل بها المستقلون بشكل عام مع تعلم كتابة العُروض على المشاريع التي يضعها العملاء، وكيفية تجنّب العديد من الأخطاء الشائعة في ذلك. مجالات العمل الحر بالنظر في الأمثلة الموجودة في السوق العربي أو الأجنبي فإنك ترى أن كثيرًا من الوظائف التقنية مثل البرمجة والتصميم بأنواعه المختلفة وإنتاج الفيديو وإدارة النظم وتحليلها هي المنتشرة في صورة العمل الحر أو عن بعد، وكذلك التسويق والتأليف والترجمة والمراجعة اللغوية والتعليم والمحاسبة والإدارة، والخدمات الاستشارية والمساعدة الافتراضية والسكرتارية وإدخال البيانات واستخراجها، وغير ذلك مما يناسب كل سوق. انظر هذه الصفحة من موقع مستقل كمثال حي على سوق نشط به خدمات مطلوبة في مثل تلك التصانيف. ولئلا نضيق نطاق هذه المجالات، فإننا نرى أن من لديه منتج أو خدمة أخرى يبيعها بشكل حر دون التقيد بوظيفة فهو أيضًا عامل حر، خاصة إن كان عمله عبر الإنترنت، فمن يحيك المشغولات اليدوية ويبيعها من خلال حساباته الاجتماعية أو موقعه فهو يدخل تحت مظلة العمل الحر، وكذلك من يقدم خدمات الإصلاح والصيانة للآلات المختلفة على الويب من الساعات الدقيقة وصولًا إلى الشاحنات الثقيلة فهو أيضًا عامل حر! خاصة إن لم يكن لديه محل عمل تجاري أو لم يكن يعمل في شركة تقدم هذه الخدمة من خلال نفس قنوات التسويق التي يستخدمها (الشبكات الاجتماعية، المواقع، …). وهكذا فإن منطق العمل الحر نفسه واسع كما بينا ها هنا وفي المقال السابق ويشمل كثيرًا من الأعمال والمجالات، لكننا نذكر في هذه السلسلة هذه أمثلة من الأعمال التقنية مثل البرمجة والتصميم، أو غير التقنية مثل الترجمة والمحاسبة وغيرها، لأنها الأعمال التي يطلبها العميل وتنفذها أنت له دون أن تحتاج في الغالب إلى إرسال واستقبال منتجات حقيقية أو مادية كالساعات أو المشغولات اليدوية في مثالنا، بل هي مستندات وملفات يمكن تناقلها على الويب بسهولة. وعليه تكون قد دخلت هذا السوق بأقل الإمكانيات الممكنة، وهي مهاراتك وخبرتك ومعرفتك -أو قدرتك على تعلم هذه المهارات واكتسابها- وحاسوبك المتصل بالإنترنت، من غير أن تشغل نفسك بأمور مثل شحن المنتجات وبيعها والمرتجعات وغير ذلك، ثم لا حرج عليك إن شئت دخول هذا السوق أيضًا وبناء موقع لمتجر لك يبيع منتجات حقيقية أو رقمية أو حتى خدمات استشارية إن شئت، فقد حرصنا في سياقنا على بيان العمل الحر لأغلب القراء العرب على اختلاف أعمالهم وبيئاتهم وظروفهم. الصفات اللازمة للمستقل ربما يحسن الآن بنا أن نبين بعض النقاط التي ستظهر لك مدى استعدادك لبدء العمل بشكل حر لتزيد ثقتك بنفسك إن كانت لديك تلك الصفات، وتعرف أي الجوانب التي عليك تحسينها إن كانت تنقصك. 1- الالتزام: اعلم أن بدء العمل الحر يعني التزامًا بهذا النمط من أجل سمعتك التي ستكون على الإنترنت والتي لن تمحى بسهولة، بل قد ينهي تلك السمعة عميل واحد غاضب، كما يعني التزامًا أمام عملائك الذين سيطلبون منك أعمالهم إذ يرتبطون هم أيضًا بالتزامات أخرى تخصهم، إما لأنفسهم أو لعملائهم أو شركاتهم التي يمثلونها. 2- الجدّية: ونقصد بالجدية هنا أن تنظر لعملك الحر على أنه نمط حياة سواء كنت تعمل بشكل حر جزئيًا أو كليًا، ويلزم هذا أن تعرف تكاليفك ونفقاتك على نفسك وأهلك، وخطتك للخمس سنوات القادمة، وخطتك للتقاعد والإجازات ومكان العمل وغير ذلك. ذلك أنك هنا مدير تنفيذي ومسؤول موارد بشرية ومحاسب ومدير إدارة مخاطر وبنية تحتية وكل إدارة أخرى وقسم آخر في أي شركة عادية ولو كانت من شخص واحد! ويقع على عاتقك التفكير في هذه الجوانب إن كنت تنوي الاستمرار في العمل بشكل حر أو مستقل وعدم إغفالها، سواء كنت ستفعل هذا بنفسك أو توظف أحدًا آخر أكثر خبرة ليجهزها من أجلك وفق ما يناسبك كمحاسب أو محامي قانوني لشؤون التقاعد مثلًا، وقس على ذلك ما يناسب كل شأن من الشؤون التي ترى وكالتها إلى غيرك لتنفيذها. 3- المرونة: ستجد نفسك تتعامل مع تغيرات في المناطق الزمنية مثلًا بينك وبين العميل، وقد تتغير متطلبات العمل وطريقة التواصل وغير ذلك. ويجب أن يكون لديك قدر كافي من المرونة والإعداد المسبق لمثل تلك الحالات بتجهيز سيناريو لكل حالة كي يكون بروتوكولًا تتبعه عند حدوثها، لئلا تبدو هاويًا لا يعرف ما يفعل. كذلك فإن المستقل يتعامل مع عدد كبير من العملاء من مختلف الثقافات والعادات والعقليات والأذواق والتفضيلات، فما يراه المستقل مناسبًا قد يكون غير مناسب بالنسبة للعميل الذي سيطلب المزيد من التعديلات التي تناسبه، لذا عليه أن يكون صبورًا بما يكفي ليستطيع التواصل مع العملاء والاتفاق على نقاط العمل ومناقشة التعديلات، وأخيرًا إنجاز العمل. 4- التحفيز الذاتي: تساعد بيئة العمل التقليدية الموظفين على خلق جو من الالتزام والمنافسة، لكن بما أن المستقل يعمل بمفرده غالبًا، فإنه يحتاج لتحفيز نفسه ليستمر بالعمل حتى لو شعر بالملل أو ببعض الضغط أو غير ذلك، إما بمحفزات ذاتية أو خارجية، كأن يؤجر مكتبًا في مساحة عمل مثلًا بها مستقلون مثله، فيكون حاله كمن في شركة بها موظفون كثر. 5- حب العلم: إن العمل الحر يعني أن المستقل عليه تعلم أمور جديدة دائمًا، سواء ضمن اختصاصه أو ضمن اختصاصات أخرى مثل التسويق أو الإدارة المالية أو غير ذلك، لذا فإن علو الهمة في طلب تلك العلوم مطلوب ليكون للمستقل مسار مهني ناجح. 6- القدرة على تحمل المسؤولية: إن المستقل يعمل لحسابه الخاص، أي أن المتضرر الرئيسي من سوء جودة العمل هو سمعته بحد ذاتها فالسمعة في العمل المستقل ضرورية جدًا، فينبغي أن يكون مسؤولًا أمام نفسه وأمام عملائه أيضًا. وقد يقع العديد من المستقلين في خطأ قبول جميع عروض العمل حتى لو لم يسمحوقتهم بتنفيذها جميعها بأفضل جودة ممكنة، حيث يخشون تلك الفترات التي تمر بدون وجود أي عرض آخر. لكن تذكر أن لو لم يكن لديك وقت للعمل وتقديم النتائج لتناسب توقعات العميل فلا تقبل ذلك العمل أبدًا، حيث يمكنك إما تأجيله أو حتى إلغاؤه، وستكسب احترام عميلك لاحترامك نفسك أولًا، ووقته ثانيًا. وبشكل عام فمن الأفضل وجود معظم هذه الصفات في العامل المستقل قبل الشروع في العمل مع العملاء، لكن العلم بالتعلم، وليس المرء يولد عالمًا، فما من صفة ها هنا إلا يمكن إتقانها بالممارسة والمداومة عليها. تحليل متطلبات سوق العمل إن السؤال الأهم الذي سيطرحه أي شخص يرغب بدخول هذا المجال هو كيف أتبنى ثقافة العمل الحر؟ أو كيف أبدأ بدون تجربة سابقة؟ تحتاج في البداية إلى تحليل سوق العمل وتحديد متطلباته، ثم تتأكد من مطابقة متطلبات السوق الذي تريد دخوله مع مهاراتك، كي تطور مهاراتك إن كانت تحتاج إلى تطوير أو إذ كنت تحتاج إلى تعلم مهارات جديدة. إذ يجب أن تلم بالاختصاص الذي ستعمل فيه إلمامًا يكفي لتقدم أعمالًا متقنة، وترد على أسئلة العملاء في المهام التي أنجزتها، وكذلك تطلع على جديد هذا الاختصاص لئلا تتخلف عن احتياجات العملاء. 1- اختيار التخصص لعل هذه هي أول وأهم خطوة يجب أن تبدأ بها، فإن كنت تمتلك عدة خيارات بشأن اختيار التخصص الذي ستعمل به، فيمكنك استخدام معادلة بسيطة لتساعدك في ذلك: التخصص الذي سأختاره = ما أستطيع القيام به بإتقان + ما يرغب الآخرون بالدفع لقاء الحصول عليه 2- التركيز والتطوير المستمر في التخصص هل اخترت تخصصك الآن؟ هذا جيد، ركّز على تطوير نفسك فيه بشكل مكثف في البداية إن كان مستواك دون المطلوب، بالممارسة المستمرة والمراجعة والتدقيق لهذه الممارسة لتطويرها، والتعلم المستمر من الدورات والمساقات المتاحة في هذا التخصص، لتصل إلى مرحلة تؤهلك للبدء والتميز في العمل. واعلم أن تطويرك لنفسك في تخصصك لا يتوقف هنا، ذلك أنك قد تنغمس في تنفيذ المشاريع وتنسى النظر في مستجدات مجالك من أدوات وتقنيات جديدة، فالمهارة التي لا تتابع تطويرها كل شهر مرة على الأقل تكون معرّضة للتقادم ومن ثم قلة طلبها في السوق بالصورة التي لديك، هذا ليس قانونًا حتميًا لكنه منطقي في ظل التغيرات الدائمة والتقنيات التي يمكن استغلالها دائمًا في زيادة الإنتاجية والكفاءة في العمل مهما كانت المهارة المستخدمة. 3- بناء معرض أعمال من أعمال غير مدفوعة تشكل أول خدمة هاجسًا لدى المستقلين، حيث يشعرون أنهم بحاجة لمشروع مكتمل يمكن تقديمه للعملاء المحتملين كنموذج عن العمل، إذًا لماذا لا تجعل أول خدمة تطوعية بما أنها متاحة أكثر من الخدمة المدفوعة؟ وهذا يعني ألا تنتظر عميلًا يطلب منك عملًا فتنفذه ثم تعرضه في معرض أعمالك، بل إن كنت مصمم مونتاج أو مهندسًا صوتيًا أو معلقًا أو مهندس ديكور أو معماريًا فأنشئ بعض التصميمات الجميلة أو مقاطع الفيديو أو التعليقات الصوتية أو نحو ذلك لتعرضها في معرض أعمالك. وكذلك إن كنت مترجمًا أو كاتبًا أو رسامًا أو مبرمجًا أو غير ذلك، فلا حرج أن تنشئ أعمالًا بنفسك دون طلب من عميل ثم تعرضها كنموذج على تخصصك وجودة عملك. بل تستطيع في البداية أن تطلع على المشاريع المعروضة في مجالك على منصة عمل حر مثل مستقل لتختار واحدًا منها وتنفذه كاختبار لنفسك لترى في مثال حي إن كنت تستطيع تنفيذ طلب لعميل في الوقت الذي يحدده أم لا. بمعنى أن تختار أحد المشاريع التي يصف العميل فيها ما يريده أو يرفق ملفًا توضيحيًا للمشروع، وترى في نفسك قدرة على تنفيذ المطلوب، لكن لا تقدم عرضًا للعميل ولا تفعل شيئًا على المنصة نفسها، بل خذ المشروع كمثال تدريبي لنفسك. وهذا الاقتراح نعرضه عليك كي تزيد ثقتك بنفسك إن نجحت في تنفيذه، إذ تعرف أنك نجحت في تلبية حاجة حقيقية لعميل من السوق الذي تريد الدخول فيه. 4- التشبيك: تكوين شبكة علاقات قوية كوّن شبكة من العلاقات مع المستقلين الآخرين ضمن مجال اختصاصك أو ضمن المجالات المتعلقة به على المنصات والمواقع الاجتماعية والمنتديات وغيرها مما يجتمع فيه أهل مجالك، وحاول أن تستفيد من خبراتهم، وتعلم منهم أساليب وتقنيات العمل ومستجداته. 5- تعلم أساسيات التسويق عمومًا والتسويق الذاتي خصوصًا تُعد هذه المهارة في المراحل الأولى من عملك كمستقل ضرورية إذ يجب عليك أن تقدّم نفسك بشكل مقنع للعملاء المحتملين، فيوصل خطابك التسويقي للعميل رسالة مفادها أنك أفضل من ينفذ هذا العمل الذي يطلبه، بسبب كذا وكذا من المهارات التي لديك. 6- الاهتمام بمعرض أعمالك احرص على بناء معرض أعمالك وترتيبه بشكل يناسب نوعية الخدمات التي تقدمها، وادعمه بنماذج حيّة -في المجالات التي تحتاج ذلك كتطوير البرمجيات مثلًا- وواقعية عن عملك، وركّز على شرح عملك وخبراتك في وصف تلك الأعمال، والشاهد أن تجعل معرض أعمالك يتكلّم عنك ويمثل الصورة التي ترغب في إظهارها لعملائك. وبالعودة لتنسيق معرض أعمالك، فقد حصلت سارة على العديد من عروض العمل الرائعة بعد إضافتها لقسم معرض الأعمال في موقعها الشخصي، حيث حرصَت على جعله واضحًا ويضم كافة التفاصيل التي يرغب العميل بالاطلاع عليها. فعامل نفسك على أنك علامة تجارية مميزة لتعطي للعميل انطباعًا جيدًا عنك كمستقل، فبناء تلك السمعة مع قاعدة مناسبة من العملاء هو نصف الطريق لكسب العملاء. 9- تقديم عينات مجانية للعملاء عند الحاجة لنفترض أن لديك عميل محتمل الآن لكنك لا تمتلك مشاريع أو نماذج عمل سابقة تؤهلك لإقناعه، فتستطيع هنا تقديم للعميل عينة مجانية من العمل لتثبت جودة عملك، كما أنها تجنّبك سوء الفهم المحتمل بعد بدء المشروع، حيث يجعلك تقف على طبيعة توقعات ومتطلبات العميل، كما أنها تقدم للعميل نفسه فكرة عن أسلوب عملك. تقديم العروض العمل الحر يخضع -كغيره من الأعمال والتجارات- لآلية معروفة وهي العرض والطلب، حيث يعرض العميل مشروعه أو يعرض المستقل خدماته ليوافق الطرف المقابل أو يرفضها، وذلك في السوق الذي يضم العديد من المستقلين والعملاء الآخرين -وهو الإنترنت هنا بشكل عام، أو منصات العمل الحر مثلًا-، وهنا يمكن التمييز بين شكلين من أشكال التعامل: الأول: يعرض المستقل خدماته والمشاريع التي يستطيع تنفيذها في صفحة شخصية له أو موقع أو منصة للعمل الحر، وهنا يتواصل العميل مع أكثر من مستقل والتفاوض معهم لاختيار المستقل الأفضل والذي يمتلك المهارات الأنسب لتنفيذ المشروع. انظر موقع خمسات كمثال على هذا النوع. الثاني: يعرض العميل المشروع الذي يرغب أن ينفذه له أحد المستقلين، ليضع المستقلون هنا عروضهم لتنفيذ هذا المشروع، وهذا ما يمكن رؤيته في موقع مستقل الذي يضع فيه العملاء مشاريعهم مع التفاصيل الخاصة بها، ومن ثم يضع المستقلون عروضهم. وعليه فإن مهارة عرض عملك وما يمكنك القيام به للعميل هو إحدى الخطوات الهامة والرئيسية التي يجب على كل مستقل أن يتقنها، ويمكن إضافة هذه لتكون تمامًا على ما ذكرناه من قبل حول مهارات التفاوض والتسويق الشخصي معًا. ذلك أنه عند عرض عملك أو التواصل مع العميل بشأن فرصة أو مشروع معين عبر تقديم عرضك له، يجب أن تقنعه بضرورة اختياره لك من خلال كتابة العرض المناسب لحاجة العميل بطريقة تزيد من احتمال اختياره هو وحده لذلك المشروع، ولا تكون مضللة في نفس الوقت بحيث تعده بشيء لا تستطيع الوفاء به، أو تدعي مهارة أو شهادة ليست عندك. وهذا العرض الذي تضعه هو العامل الحاسم في إقناع العميل بالعمل، وهو أهم حتى من معرض أعمالك، لأن العميل لن يتكلف عناء البحث عن معرض أعمالك وتصفحه إن لم يجذبه عرضك. نصائح لكتابة عروض مميزة والنصائح التي نسردها فيما يلي قد تكون مفيدة لأي أحد سواء لصياغة عرضه في مواقع العمل الحر أو حتى لاستخدامها في تقديم عروض العمل الأخرى خارج المنصة. النوع الأول: منصات المشاريع هذا النوع يتقدم فيه أصحاب الطلبات من العملاء بفتح مشاريع يصفون فيها المشروع الذي يرغب أحدهم بتنفيذه، فتعرض أنت كيفية تنفيذك له وميزانيتك ووقتك كذلك. ربما تجدر الإشارة هنا إلى أن الإرشادات التالية إيجاز لما قد تراه مفصلًا ومشروحًا في مدونة مستقل، فننصحك بالاطلاع على مقالاتها ومتابعتها لتكون مجلتك الدورية لكل جديد في هذا الشأن 1- اختر المشروع المناسب لك إن اختيار المشروع لا يعني فقط اختيارك للمجال الذي ترغب في العمل ضمنه أي ترجمة أو تصميم أو غير ذلك، بل يعني اختيار المشروع الذي يلائم قدراتك ومهاراتك ويلائم المستوى الذي تعمل به حاليًا ومناسب لأهدافك المرتبطة بمسارك المهني. 2- اقرأ متطلبات العميل بدقة اقرأ شرح العميل لطبيعة العمل ومتطلباته والمدة الزمنية بهدف الإجابة عن الأسئلة التالية: هل تتناسب مهاراتي مع متطلبات العميل؟ مدة تنفيذ المشروع المناسبة للعميل ولي في نفس الوقت. خطة تنفيذ المشروع الملاحظات والتعليمات التي يرغب العميل بمراعاتها. آلية التسعير المتبعة لتسعير الخدمة المقدمة. السعر المناسب لي كمستقل، وهل يقع ضمن المدى الذي حدده العميل؟ ليس من الضروري أن يكون سعر المستقل مناسبًا للعميل دائمًا، فقد تكون ميزانية العميل محدودة أو أنه غير مطلع على طبيعة العمل المطلوب ومدى صعوبته أو غير مطّلع على الأسعار السائدة في السوق، لذا للمستقل حرية الاختيار فيما إذا كان يرغب بتخفيض سعر الخدمة أم لا. 3- اكتب العرض وحدد مدة التسليم والميزانية يُفترض بعد إجابتك عن الأسئلة السابقة أن تستطيع كتابة تفاصيل العرض ومدة التسليم وقيمة العرض كذلك، واعلم أن العرض الذي تكتبه يجب أن يحتوي على ما يلي: المهارات التي تملكها ومدى ملاءمتها للمشروع وكيف يمكن أن تنفذ المشروع على أكمل وجه. يُفضل أن تذكر أعمالًا سابقة لك ومشابهة للمشروع الذي يطلبه العميل لتريه أنك تدرك أبعاد المشروع أو الخدمة التي يطلبها، وذكرّه دائمًا بزيارة معرض أعمالك للاطلاع على تلك الأعمال. لكن إن لم تكن لديك هذه الأعمال فلا بأس، رغم تشديدنا على أهمية ذكرها إن كانت موجودة. لا تتردد بسؤال العميل عن أي استفسار بشأن العمل لا يكون العميل قد ذكره، تجنبًا لأي شكل من أشكال سوء الفهم لاحقًا. قد يطلب العميل عينة عن العمل مثل ترجمة جزء من النص المطلوب، فاحرص على تنفيذها إن كان ذلك متاحًا لديك، فهذا يبني الثقة التي يريدها العميل في عملك إن لم تكن عندك أعمال سابقة، لكن انتبه فقد يطلب بعض العملاء عينات كبيرة من العمل بحيث لا يمكن تقديمها مجانًا. النوع الثاني: منصات الخدمات المصغرة هذا النوع تكتب أنت فيه الخدمات التي تقدمها وتعرضها بشكل جميل ومنظم وواضح في موقعك أو منصة العمل الحر التي تعمل عليها، وتكون هذه المنصة معدة لذلك كما في حالة موقع خمسات مثلًا إذ يرشدك إلى تفصيل خدماتك التي تقدمها، ويبحث العملاء في الموقع عن الخدمة التي يطلبونها من بين الخيارات المتاحة من قِبل المستقلين، على عكس النوع الأول الذي يكتب فيه العميل تفاصيل مشروعه ويراه المستقلون فيكتبوا عروضهم ليختار منها. ونستطيع القول أن إرشادات وضع العروض في النوع الأول تصلح هنا أيضًا، مع القول بأن هذه الاعتبارات تأخذها أنت في حسابك مفترضًا سؤال العميل عنها، فتذكرها مسبقًا في الخدمة التي تعرضها، فتذكر اسمها واضحًا غير مبهم، وتذكر ما الذي سيحصل عليه العميل بالضبط من هذه الخدمة. وكذلك نشير عليك هنا أيضًا بمتابعة المدونة الخاصة بموقع خمسات، إذ فيها نصائح للمستقلين الذين يختارون تقديم الخدمات المصغرة، لتستفيد من مقالاتها ومن تجارب العاملين من المستقلين عليها كذلك. أخطاء شائعة يجب تجنبها في كتابة العروض للعملاء 1- عدم الكتابة بلغة سليمة مع الكثير من الأخطاء الإملائية واللغوية: لنفترض أنك تعمل في مجال التدوين وكتابة المقالات على سبيل المثال، لكن عرض العمل الذي قدمته مليء بالأخطاء الإملائية، فلا شك هنا أن العميل سيصرف نظره فورًا عن عرضك، فقد خسرت في أول محطة بينك وبينه. 2- مخاطبة العميل بشكل غير مهني أو لائق: نستطيع القول هنا أن تتجنب المبالغة في التبسط مع العميل بأن تستخدم الأسلوب الذي تتبعه مع أصدقائك في المحادثات النصية، فطبيعة العمل مع العملاء تتسم بالرسمية أكثر. وتجنب سؤاله عن أمور شخصية أو التعريض بشيء من ثقافته ودينه، إذ ستتعامل مع أعراق وأجناس مختلفة في منصات العمل الحر، فيحسن بك أن تكون على قدر من المهنية والأخلاق. سنشرح هذه النقطة بمزيد من التفصيل في المقال الخامس: التعامل مع العملاء. 3- استخدام العبارات والكلمات غير المهنية وغير اللائقة بالماهر في مجاله: مثل "اخترني ولن تندم" أو "معك محترف في مجال…" وغير ذلك. فالمستقل المحترف سيضيف معرض أعماله ليجعل عمله يتحدث عنه بدلًا من إقناع العميل بهذه الطريقة التي لا تعبّر عن ثقة العميل بعمله واحترافيته. 4- نسخ العرض ذاته لأكثر من عميل، وعدم تخصيص العرض ومحتوياته حسب كل مشروع بشكل منفصل: حيث يعتقد بعض المستقلين بأن العملاء لا يبحثون. تأكد دائمًا أن العميل يحب أن يشعر بأنك توليه حقًا الاهتمام والوقت الكافيين لخدمته التي يطلبها، وذلك يمكن التعبير عنه منذ البداية عند كتابة عرض العمل. خلاصة المقال إن دخول السوق والبدء بالعمل يحتاج إلى العديد من المهارات التي يجب على المستقل اكتسابها، لعل أهمها مهارة التسويق الذاتي التي يستطيع المستقل من خلالها إثبات نفسه ولفت النظر إلى وجوده وجودة الخدمات التي يقدمها. وهكذا، بعد أن اطلعت على كيفية تقييم السوق ومهاراتك، واتخذت القرار المناسب بشأن بدء عملك والانتقال لثقافة العمل الحر، أصبح من الضروري أن تقيم نفسك مرة ثانية وفقًا لذلك، وتعلم كيفية إظهار ذاتك كعميل مميز وقادر على جذب العملاء والتفاوض معهم وأيضاً كيفية إدارة عملك كأي علامة تجارية. كتبت سارة شهيد المسودة الأولية لهذه المقالة. اقرأ أيضًا المقال التالي: كيفية التسويق الذاتي في العمل الحر المقال السابق: مدخل إلى ثقافة العمل الحر كيف تكتب عروضا تجذب الانتباه (تعديلات بسيطة ستحدث فرقا) كيف تحصل على شهادات توصية بعملك الحر حتى إن كنت مستجدا؟ ستة أمور أساسية يجب أن تنتبه إليها كمستقل حديث العهد بالعمل الحر النسخة الكاملة من كتاب دليل المستقل والعامل عن بعد
-
إن مفهوم العمل الحر بصورته التي تصف عمل الفرد لصالح جهة أو عدة جهات في الوقت نفسه دون ارتباط وظيفي بينه وبينها قديمٌ قِدم وجود الإنسان نفسه، لكننا سنشير في هذا الكتاب إلى العمل الحر بمفهومه المستحدث، أي العمل الحر وعن بعد في نفس الوقت باستخدام الإنترنت لتقديم خدمات لعملاء يحتاجونها بمقابل مادي. وقد تبلور هذا المفهوم إلى شكله الحالي بعد التطور الذي حدث في تقنيات الاتصالات في العشرين عامًا الأخيرة على وجه الخصوص، بحيث نستطيع الآن إدارة شركات كاملة دون أن يكون للشركة مقر على الأرض، ولا مكتب يحضر إليه الموظفون كل يوم، بل كل موظف يعمل من المكان المناسب له سواء في بيته أو مكتبه الخاص أو غير ذلك، في نفس الدولة التي يعمل فيها بقية زملاؤه أو فيها مقر الشركة أو من دولة أخرى! وربما لا يصلح هذا النمط في الشركات التي تحتاج تواجدًا حقيقيًا على الأرض في مصانع أو منشآت تبيع منتجات حقيقية ملموسة، لكن سوق الخدمات التي يمكن تقديمها عن بعد قد شمل منتجات وخدمات كثيرة في العقدين الماضيين مثل الترجمة والسكرتارية وإدخال البيانات والمحاسبة والاستشارات المحاسبية والقانونية والتصميم والبرمجة وغيرها مما لا يحتاج تواجد العامل في مقر العمل أو الشركة. فلم يعد العامل في مثل تلك المجالات مضطرًا إلى الذهاب كل يوم إلى مقر الشركة، ولم تعد الشركة في حاجة إلى إنفاق تلك النفقات التي تلزمه من إيجار ونفقات تشغيلية عالية وغير ذلك، رغم سريان منافعه الوظيفية كموظف عامل في شركة كما هي إن كان يعمل عن بعد بشكل منتظم. وعليه فقد انتشر نمط العمل المنتظم عن بعد بشكل عام، والعمل الحر عن بعد بشكل خاص بشكل متزايد في الأعوام الأخيرة على مستوى العالم، ثم دخل رويدًا إلى العالم العربي مؤخرًا بسبب الحاجة إليه وملاءمته للتغيرات التي طرأت على سوق العمل في العقد الماضي، إضافة إلى نزعة الشركات لتقليل التكاليف. لكن رغم هذا الانتشار فإنه لا يزال مبهم التفاصيل على من يرغب بتبنيه وتغيير نمط عمله، كما نلاحظ العديد من الأخطاء عند من يدخل هذا المجال إذ يشيع الخلط بينه كعمل حر (مستقل) وبين العمل عن بعد. وفي هذا المقال سننظر في ثقافة العمل الحر من هذا المنظور مع بيان لواقع العالم العربي فيما يتعلق بالعمل فيه من المحاسن والتحديات التي قد يواجهها المستقل. تعريف العمل الحر قلنا قبل قليل أن العمل الحر في مفهومه اللغوي ليس بالجديد على البشرية، فهو أي عمل لا يرتبط بوظيفة لها منافعها من التأمينات والإجازات والبدلات وغير ذلك من المتعارف عليه في وظائف الشركات في القطاعات العامة والخاصة والأهلية وغيرها، وعلى ذلك فإن أصحاب الحرف اليدوية من النجارين والحدادين والميكانيكيين وغيرهم يعملون بشكل حر إذ لا يرتبطون في الغالب بوظيفة لها دوام مستقر. وحسب موقع BusinessDictionary فإن العمل الحر هو العمل بنظام التعاقد لصالح مجموعة متنوعة من الشركات بدلًا من العمل كموظف في شركة واحدة. وعليه فإن العامل المستقل أو الحر (freelancer) يكون عاملًا لحسابه الخاص، ولديه حرية اختيار المشاريع التي يريد العمل عليها، والشركات التي يرغب في العمل معها. أما المفهوم الاصطلاحي المنتشر في السنوات الأخيرة فإنه يشير إلى العاملين في الأعمال التي يمكن إنجازها عن بعد، مثل البرمجة والتصميم والكتابة والترجمة والاستشارات الإدارية وغيرها، ويكون ذلك العمل وفقًا لمقدار معين من المهام التي ينتهي العقد عند إنجازها، سواء أنجزها المستقل في يوم أو في شهر أو غير ذلك مما يكون عليه العقد بين المستقل وصاحب المشروع، ولعل أكثر مهنة متعارف عليها في العمل الحر هي الكتابة إذ هي أقل الأعمال التي تتطلب مهارات وأدوات معقدة، على عكس البرمجة والتصميم ثلاثي الأبعاد مثلًا. وجاء انتشار العمل الحر في سياق انتشار العديد من المفاهيم والمصطلحات الأخرى مثل: اقتصاد العربة (Gig Economy)، وهو نظام لسوق يعتمد على العقود المؤقتة سواءً في الواقع أو عبر الإنترنت، مثل العاملين عبر المنصات الإلكترونية والعمال الذين يقدمون خدماتهم عند الاتصال بهم وغير ذلك، وأشهر الأمثلة على ذلك المفهوم هم السائقون في شركة أوبر الذين يقدمون خدمات التوصيل لزبائن الشركة عند الطلب. ورغم انتشار العمل الحر على نطاق واسع في الدول الغربية تحديدًا إلا أننا لم نقف على إحصاءات دقيقة في شأنه على مستوى العالم، إذ تتعلق أغلب التقارير والإحصاءات الموجودة بانتشاره داخل الولايات المتحدة الأمريكية فقط، فقد كشفت إحدى تلك الدراسات مثلًا أن 40% من القوى العاملة الأمريكية ستعمل بنظام العمل الحر كمستقلين أو موظفين بشكل مؤقت بحلول عام 2020، في حين أن حجم مساهمة العمل الحر في الاقتصاد الأمريكي بلغ 1 تريليون دولار في عام 2019 [1]. العمل الحر والعمل عن بعد زاد التوجه إلى العمل عن بعد بشكل عام والعمل الحر بشكل خاص مع انتشار ثقافة العمل من المنازل بسبب التقنيات التي تتيح ذلك، وربما يكون من اللائق هنا أن تميز بين المفهومين بشكل واضح قبل اختيار النوع الذي يناسبك. فالعمل عن بُعد هو إتمام مهام العمل خارج مقر الشركة بشكل عام، فقد يُسمح لبعض الموظفين بالعمل خارج المقر لبضعة أيام في الأسبوع ثم داخل مقر الشركة بقية الأيام، والبعض يعمل عن بعد متى شاء، ويمكن بيان ذلك في أربعة محاور: العمل من مقر الشركة مع وجود خيار العمل من المنزل: تلك شركات لديها مكتب فعليّ أو ربما أكثر من مكتب، لكنها تعطي أفراد فريقها خيار العمل من المنزل لمدة يوم واحد في الأسبوع أو أكثر. فريق يعمل عن بعد ولكن في نطاق زمني واحد: في هذا النموذج، لا يُتوقّع من أفراد الفريق الذهاب إلى مقر العمل (إن وُجِد) لأنهم يعملون من منازلهم (لا يُشترط وجود مكتب فعليّ). فريق أفراده من دول مختلفة وفي مناطق زمنية متنوِّعة: وهي خطوة أكثر تقدمًا للعمل عن بُعد لوجود أفراد لهم مناطق زمنية مختلفة. يتميز هذا النموذج بأنه غير متزامن، مما يجعل مسألة التعاون فيه أكثر حيوية، فأفراد الفريق لديهم ساعات عمل قليلة متداخلة مع بعضهم بعضًا، فيحتاج هذا النموذج إلى نظام لجعل التواصل والتعاون فيه أكثر فاعلية. فريق عمل موزَّع في دول مختلفة مع وجود بعض الأفراد كثيري السفر: يعد هذا النموذج هو الأكثر تطورًا؛ فأفراد الفريق يعملون من دول مختلفة تمامًا، بالإضافة إلى أن بعضهم يسافرون ويتنقَّلون بانتظام من منطقة زمنية إلى أخرى. أما العمل الحر أو المستقل في المقابل في معناه الواسع يضم جميع الأعمال الحرة التي يعمل فيها الشخص دون ارتباطه بعقد دائم مع صاحب العمل، حيث يقوم بأعمال محددة خلال فترة قصيرة معلومة مقابل أجر معين، وبهذا المنطق فإن الطبيب والمحامي وغيرهم ممن يعملون بشكل مستقل في عيادة أو مكتب خاص يمكن النظر إلى أعمالهم على أنها أعمال حرة. وتختلف مدة المشاريع التي يتم العمل عليها في مجال العمل الحر بين يوم واحد أو حتى بضعة ساعات، وحتى عام أو أكثر. موازنة بين العمل الحر والعمل التقليدي أول ما يتبادر لذهن القارئ حين يسمع عن العمل الحر هو موازنته مع العمل الوظيفي أو التقليدي، وسنشرح في الجدول التالي الفروقات الجوهرية بين العمل التقليدي والعمل المستقل أو الحر، وكذلك العمل عن بعد. العمل التقليدي العمل الحر العمل عن بعد مدة العقد ارتباط بعقد عمل طويل الأمد ارتباط قصير الأمد ارتباط بعقد عمل طويل الأمد التدريب المهني احتمال وجود تدريب التحفيز والعمل بشكل ذاتي احتمال وجود تدريب بيئة العمل العمل ضمن بيئة عمل متكاملة احتمال عدم وجود زملاء عمل العمل ضمن بيئة عمل لكنها عن بعد وضعيفة اجتماعياً العائد المادي عائد منتظم عائد متقلب غير منتظم عائد منتظم ضريبة الدخل دفع ضريبة دخل عدم وجود ضريبة دخل في الغالب عدم وجود ضريبة دخل في الغالب (حسب قوانين الدولة) مواعيد العمل دوام روتيني بمكان عمل واحد حرية اختيار مكان وزمان العمل دوام روتيني مع مرونة باختيار مكان العمل table { width: 100%; } thead { vertical-align: middle; text-align: center; } td, th { border: 1px solid #dddddd; text-align: right; padding: 8px; text-align: inherit; } tr:nth-child(even) { background-color: #dddddd; } للعمل التقليدي مزاياه وتحدياته وللعمل الحر أيضًا تحدياته ومزاياه المختلفة، ومن ثم فلا يمكن استبدال جميع الأعمال التقليدية بعمل عن بعد، والعكس بالعكس أيضًا. على سبيل المثال، لا يمكن لموظف الاستقبال أن يعمل عن بعد أو بشكل حر، ذلك أن عمله مرتبط بمكان عمل معين وساعات معينة أيضًا وبالتالي لا يستطيع الحصول على تلك المرونة التي يتميز بها العمل الحر في اختيار مكان وزمان العمل. حاجة الوطن العربي للعمل الحر تأخر العالم العربي عن اللحاق بركب العمل الحر بسبب العديد من العوامل مثل تدني جودة الإنترنت وغلاء الخدمة في بعض البلاد، إضافة إلى قلة الوعي بالعلوم والمجالات التقنية والتي تُعد أساس للعمل الحر في معظم مجالاته مثل البرمجة وغيرها. لكن في الأيام الأخيرة ظهرت متغيرات جديدة على مستوى العالم دفعت كثيرًا من العاملين والشركات على حد سواء إلى تغيير نمط تنفيذ أعمالهم بشكل مفاجئ، فظهور فيروس كورونا المستجد (CoVID 19) مثلًا دفع كثيرًا من العاملين للاتجاه للعمل عن بعد في نفس وظائفهم لتعذر ذهابهم إلى مقار أعمالهم، وشمل ذلك قطاعات كثيرة وصلت إلى المدارس والحكومات نفسها، وكذلك دفعت بالعديد من العاملين الذين فقدوا وظائفهم إلى الاتجاه إلى العمل الحر كأفضل حل ممكن خلال هذه الفترة نظرًا لتطبيق الكثير من البلدان تقييدًا على حركة الناس عمومًا وفرض حجر على المقيمين فيها للحد من إنتشار الوباء، وفي الحقيقة يُعد العمل الحر ضرورة ملحّة هذه الأيام، وسنفصِّل بعض الأسباب التي نرى بأنها تشكّل أسبابًا جوهرية للانتقال إلى اقتصاد العمل الحر في ظل الظروف الراهنة، غير هادفين إلى التقليد أو المحاكاة وإنما إلى الإرشاد لاقتناص الفرص. 1- زيادة معدلات البطالة لا يخفى على المتابع لحال الدول العربية خاصة وباقي دول العالم بشكل عام أن معدلات البطالة قد زادت إلى معدلات كبيرة، ففي دولنا العربية وصلت معدلات البطالة إلى 10.3% من إجمالي السكان حسب إحصائيات البنك الدولي لعام 2019، في حين أن معدلات البطالة العالمية تشكل 5.4% من إجمالي السكان. ولا شك أن انعدام فرص العمل يعني ضرورة الانتقال إلى بدائل مختلفة تستهدف سوقًا آخر-ربما أكبر من السوق المحلية في حالة العمل الحر عن بعد، والتوجه لسوق أكبر يعني وجود فرص عمل أكبر ومن ثم إمكانية الحصول على عائد أفضل. 2- محدودية مصادر الدخل تستطيع أن تلاحظ وجود العديد من القيود على الفرص الوظيفية بسبب الشروط التي قد تكون مجحفة من جانب أصحاب العمل من ناحية، وبسبب غياب الكفاءات والكوادر المحلية المطلوبة لتلك الوظائف من ناحية أخرى، ويظهر عوار تلك الشروط بوجود نسبة بطالة كبيرة، فتقل فرص العمل المتاحة، ومن ثم يرضى العامل بأجر أقل من الأجر المعتاد لكسب الفرصة الوظيفية، بينما في العمل المستقل الأمر مختلف. فبادئ ذي بدء، من المعروف والمشاهد أن العمل الحر يزيد من دخل المرء إن كان يعمل في وظيفة أخرى تقليدية مما يعني أنه يستطيع الادخار من دخله أو استثماره في تجارة أو دراسة أو غير ذلك، إضافة إلى ذلك، فإن العمل الحر الذي يكون عن بعد، كما في أعمال مثل الكتابة والترجمة والبرمجة وغيرها مما لا يحتاج سوى حاسوب واتصال بالانترنت في أقل حالاته، يكون دخله أفضل بكثير، وقد يزيد على الدخل من الوظيفة التقليدية إن كان العامل مجتهدًا فيه وجادًا وحريصًا على التسويق لنفسه وكسب المزيد من العملاء. أما إن كنت تعمل بشكل حر مع عمل ثابت بنفس الوقت ولم تستخدم عائد أحدهما لادخاره أو استثماره مباشرةً فاعلم أنك واقف في محلك لأنك يفوتك بعض الانضباط أو أن العمل الحر لا يناسب ظروفك لضيق وقتك أو ضعف مهاراتك في التخصص الذي اخترته، وحينها يكون الاعتماد على العمل الحر بتلك الصورة خيارًا غير موفق. 3- هدر في استغلال الموارد البشرية قد يكون لدى كثير من الشركات وظائف لا تحتاجها بدوام منتظم أو لا تؤثر على مركزها السوقي، والذي يحدث في الغالب أن الشركة توظف من يؤدي هذه المهمة التي تريدها الشركة مرة أو بضع مرات كل شهر مثلًا، فلا تستفيد منه بقية الشهر، فتجد نفسها مضطرة إلى تقليل الراتب الممنوح له، أو تُبقي على راتبه فتخسر هي في صورة أموال مهدرة. ففي مثل تلك الحالة تستطيع الشركة أن توظف الشخص في صورة تعاقد حر مقابل خدماته فقط وليس مقابل الوقت الذي يمضيه في موقع العمل، وعليه سيكون العائد مجزيًا أكثر بالنسبة للموظف إذ وفر له عدة ساعات إضافية في اليوم أو الأسبوع يستطيع العمل فيها لصالح مكان آخر، وكذلك للشركة إذ وفرت موارد كانت تهدر في إبقاء موظف دون الاستفادة منه إلا قليلًا. 4- أسعار تنافسية موازنةً مع المستقلين الآخرين حول العالم إن الأسعار التي يطلبها العامل المستقل الذي يعمل من بلدان العالم الثالث بشكل عام أقل بكثير من أسعار المستقل الذي يعمل في البلدان الأخرى، وتُعدهذه النقطة بمثابة ميزة تنافسية له أمام أقرانه ممن يعملون في أماكن ترتفع تكلفة العيش فيها إذ سيكون الأجر الأقل مجزيًا لتغطية النفقات وتحقيق ربح أيضًا. أما إن كان يتقن لغة أجنبية للتواصل مع العملاء الأجانب فهذا يعني دخوله لسوق عمل أكبر وتعرضه لشرائح مختلفة من العملاء، ولا يشترط في هذه الحالة ولا التي في الفقرة السابقة أن يطلب المستقل أجرًا أقل من نظرائه على إطلاق المسألة، بل إن رأى أن عمله يستحق زيادة في الأجر أو إن زادت تكاليفه أو رأى إضافة خدمة جديدة أو أنه أراد رفع أجره لمجرد زيادة الدخل فلا حرج عليه، خاصة إن أثبت أحقيته بهذا المال في صورة عمل عالي الجودة وتعامل أفضل مع العملاء. 5- التوظيف وفق الكفاءة والخبرة بعيدًا عن الوساطة أو الشخصنة يُبنى التوظيف بشكل أساسي على المقابلة الشخصية وهي أحد الأساليب التي قد لا تكون عادلة في كل حالة لتوظيف شخص ما، سيما إن كان العمل لا يتطلب الكثير من المهارات الاجتماعية مثل القدرة على التعبير عن الذات أو التواصل المباشر مع الأشخاص. والواقع المشاهد أن توظيف العاملين بالطرق التقليدية عن طريق المقابلات الشخصية يدخل فيه كثير من العوامل النفسية التي تفرض نفسها عند اتخاذ قرار توظيف شخص من عدمه. أما في طلبات التوظيف التي تتم عبر الإنترنت فقط فإن قاعدة "دع عملك يتكلم عنك" هي التي ستحكم عملية التوظيف، ولا بأس أن تُعقد مقابلة مع العامل بعد قضاء مدة اختبار تحددها الشركة أو يتفق الطرفان عليها باستخدام برامج التواصل المرئي أو الصوتي، لكن هذا يكون بعد أن يتعرف الطرفان على بعضهما ويريا إن كان من المناسب ضم العامل إلى قوة الشركة أم لا، حيث تُراجع السيرة الذاتية والأعمال السابقة، وبهذا تزيد فرص الأشخاص الذين لا يمتلكون مهارات اجتماعية كافية للنجاح في المقابلة رغم أن لديهم خبرات ومهارات مهنية كبيرة. وهذا لا يعني قطعًا أن شخصية المستقل أو مهاراته الاجتماعية لا تلعب أي دور في العمل في مجال العمل الحر، لكننا قصدنا أنها لا تؤثر من نفس جهة تأثيرها في الوظائف العادية. محاسن وتحديات العمل الحر يتمتع نمط العمل الحر بالعديد من المزايا بالنسبة للعامل نفسه، لكن يعاني العامل في الوقت نفسه من بعض التحديات التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل بدء العمل. محاسن العمل الحر تشكل مزايا العمل الحر حافزًا كبيرًا لدى للشخص للانتقال إليه، ويرتبط الحكم عليه غالبًا بالموازنة بينه وبين العمل التقليدي، لذا سنوازن النقاط التالية مع العمل التقليدي لبيان الفروقات الواضحة التي تميز العمل الحر عن نظيره العادي: 1- العمل في المجال الذي تفضله من أهم ميزات العمل الحر هي أنك في الغالب غير مضطر للعمل ضمن مجالات لا تحبها أو لا تفضل العمل بها، فاختيارك للعمل الحر يعني أنك ستقوم باختيار مجال عملك الذي تفضله، في حين أنك في العمل التقليدي قد تضطر للعمل في مجال لا تحبه لعدم وجود فرص عمل ملائمة بالنسبة لك، أو أن العائد الذي تقدمه غير مجزي. كذلك يستطيع الطلاب العمل بشكل حر أثناء فترة دراستهم أو إجازاتهم، أو يتخصصوا بالمجالات التي تزيد من فرصهم في الأعمال المناسبة للعمل الحر فيما بعد. 2- حافز للإبداع والتميز يفسح العمل الحر مساحة للإبداع بما أنك اخترته بنفسك لملاءمته لظروفك أو رغبتك في العمل فيه دون قيود من السوق المحلي أو نظام التوظيف السائد حسب العرض والطلب المحلي كذلك، ومن ثم فلا حد نظريًا لتميزك كل يوم بطرق وأساليب جديدة تبتدعها لتطوير خدماتك وعملك. 3- قلة رأس المال المطلوب لدخول السوق لا يخفى على أحد أن التجارة تحتاج إلى رأس مال للبدء ودخول السوق، ونفقات تغطي في أضعف حالاتها بنود تكاليف التشغيل من الإيجارات والمصاريف الإدارية والقانونية وغير ذلك، وقد يثبط هذا من يرغبون في العمل لقلة خبرتهم بهذه الأمور أو عدم امتلاكهم لرأس المال ذلك. وهنا يأتي العمل الحر عبر الانترنت ليحل هذه المشكلة، فالترجمة والبرمجة والمحاسبة والمساعدة الافتراضية والسكرتارية والتصميم والكتابة والتأليف وغيرها مما شابهها من الأعمال وما يلحق بها من وظائف إدارية لا تحتاج إلا إلى حاسوب واتصال بالانترنت في الغالب. وبشكل عام فإن تكلفة دخول سوق العمل الحر هنا تكاد لا تذكر بالموازنة مع تكاليف التجارة الحقيقية على الأرض، لكن لا تظن أنك لن تدفع شيئًا إلى الأبد! فأنت لن تعمل من السرير مثلًا -وإن كنت ستجد نفسك تعمل منه بين الحين والآخر من باب التغيير-، بل ستحتاج إلى مكتب وكرسي للعمل، وإن استطعت تخصيص غرفة في بيتك فهو خير وأفضل، وإن استطعت استئجار مكتب خاص أو مكتب في مساحة عمل مشتركة فهو أفضل من سابقه. كما ستحتاج إلى شراء البرامج ونظم التشغيل التي ستعمل عليها إن كانت غير مجانية مثل برمجيات ميكروسوفت وبرامج أدوبي وغيرها. 4- تحقيق دخل أعلى لا شك أن العمل الحر يزيد من دخلك إن كان لديك وظيفة أخرى، وربما يحقق لك عائدًا يغنيك عن هذه الوظيفة بحيث تستطيع الاعتماد عليه كمصدر وحيد للدخل. ربما يكون أحد أسباب ذلك هو عدم تقيدك بعقد عمل مع شركة واحدة تلزمك ببنود محددة وتنهاك عن العمل في مشاريع جانبية أو لصالح شركات منافسة لها حتى لو كان لديك وقت وطاقة. والواقع المشاهد أن عديدًا من العاملين المستقلين يرفضون التوظيف لقيود الشركة على العامل فيها، بينما تكون له حرية العمل مع أكثر من شركة في نفس الوقت بنظام العمل الحر، ومن ثم يحقق دخلًا أعلى مع الحفاظ على نمط الحياة التي تناسب ظروفه. 5- ربح غير محدود نظريًا، لا يوجد حد للأرباح التي يمكنك تحقيقها في العمل الحر على عكس الراتب شبه الثابت في الوظيفة العادية، بل إن اجتهدت واستثمرت في تعليم نفسك وتطوير مهاراتك ستحقق عائدات أكبر بكثير. وستجد الكثير من الفرص والحالات التي يمكن أن تحقق فيها دخلًا عاليًا جدًا مع زيادة الخبرة وانتشار سمعتك أو سمعة علامتك التجارية وهويتك ومشاريعك التي عملتها وحجم سوقك المستهدف وحاجته إلى مثل خدماتك، فأبواب زيادة الأرباح مفتوحة دائمًا في العمل الحر على عكس العمل التقليدي. 6- اختزال وقت تحقيق النجاح ورؤية ثمرته يرتبط النجاح في العمل التقليدي بانتظار الترقية أو الانتقال لشركة أفضل برواتب أعلى وميزات أكبر، وغالبًا ستنتظر لتعبر الخط الزمني التقليدي الذي يجب أن يعبّر عن مدى الخبرات التي اكتسبتها خلال فترة معينة، إلا إن أحرزت قفزة نوعية جعلتك تتجاوز ذلك الخط. كذلك فإن بعض الأعمال التقليدية تكون روتينية بحيث لا يتطور العامل فيها ولا يكتسب خبرة بطول المدة التي قضاها فيها لثبات عواملها، فالعمل الروتيني على هذا الأساس لا يقاس بالسنوات، فلا نقول هنا أن لديك خبرة 10 سنوات بل خبرة سنة مثلًا مكررة 10 مرات، وذلك في مجال العمل الفني نفسه، وإلا فإن خبرة أي إنسان تزيد بالعمر في الجوانب الحياتية والإنسانية فيما يتعلق بالتعامل مع الناس وفهم البيئة المحيطة، وعليه فمن المهم أن يُعلم أننا نقصد زيادة الخبرة الفنية في مجال العمل. أما العمل الحر في المجالات التقنية فيكون متقلبًا وسريع التغير، سواء إن كنا نقصد تغير العملاء وثقافاتهم أو تغير تقنيات وأدوات إنجاز العمل أو ربما تغير مجال العمل كليًا، وفي نفس الوقت لا يرتبط بأقدمية توظيف ولا درجات وظيفية كي تستطيع الانتقال إلى تخصص ما، ولا يرتبط كذلك بموقع محلي لا تستطيع تركه، بل تستطيع دراسة ما تشاء ومتابعة ذلك التخصص والعمل فيه مع عملاء محليين ودوليين بدون أدنى فرق إلا في طرق تحويل قيمة تلك الأعمال ربما. وعليه فإن هذا يضمن لك انتشارًا أوسع في سوق أكبر، مما يعني زيادة فرص التعامل مع عملاء جدد ومن ثم زيادة دخلك. 7- المرونة قد تفتقد كثير من الوظائف التقليدية إلى بعض المرونة بسبب اعتماد المؤسسات الموفرة لتلك الوظائف على طرق مجربة أو محسوبة ضمن عوامل أخرى تكوّن فيما بينها منظومة تحقق الأهداف التي تريدها الشركة، وذلك معلوم ومشاهد في الوظائف الحكومية أو المالية أو في خطوط الإنتاج الصناعية وغير ذلك، إذ لا يستطيع موظف أن يغير من طريقة سير العمل فيها من تلقاء نفسه. بل قد لا تستطيع الوحدة التي يعمل الموظف فيها أن تغير شيئًا في أسلوب سير العمل حتى لو أرادت، إذ سيلحق ذلك تغيير في فروع الشركة الأخرى أو تغييرًا في سياسات مالية وتنفيذية وبرمجية على مستوى المؤسسة كلها، أو قد يعني أحيانًا ميزانية ضخمة لتغيير معدات وماكينات من أجل اتباع ذلك الأسلوب الجديد، وإن لم تكن ثمة حاجة اقتصادية ملحة لذلك فلن يحدث تغيير، وهذا ليس سيئًا في تلك الحالات بل هو المطلوب أحيانًا كثيرة لتقليل النفقات وللتركيز على الإنتاج. لكن قد يكون هذا النمط مملًا لبعض العاملين، وفي هذا دافع لهم لتجربة العمل الحر، إذ تكون لديهم حرية في تغيير نمط العمل والتقنيات التي يعملون بها، والأدوات التي يستخدمونها، والأماكن التي يعملون فيها، أو حتى تغيير مجال العمل بالكلية والانتقال إلى مجال جديد. ولعل أهم ميزة للعمل الحر هو أنك غير مقيد بالمهام المتكررة في البيئات التقليدية أو البيروقراطية الوظيفية، والتي تنفذ فيها مهامًا بعينها تأخذ عليها أجرك، فإن عملت مهامًا خارج نطاق ذلك المسمى وذلك العقد فليس لك شيء في الغالب، بل قد تُمنع من تنفيذ مهمة بأسلوبك الخاص الذي يختلف عن أسلوب الشركة، أو قد تُمنع من الذهاب لبيتك رغم إنهاء مهام يومك، أو تُمنع من البقاء ساعات إضافية ولا تُعطى أجرًا عليها إن قضيتها دون أن يُطلب منك، وهذا معلوم مشاهد في حال الشركات والمؤسسات التقليدية ولأسباب منطقية وصحيحة في حال تلك المؤسسات. أما في العمل الحر على الإنترنت فلا توجد هذه القيود، فقد تنهي عملك في أول 10% من وقت المشروع، وقد تعمل على عدة مشاريع لعدة عملاء في نفس الوقت، وقد تخرج من بيتك أو محل عملك إلى قضاء حاجات لك في منتصف النهار -السوق، الرياضة، المشفى …- ثم تعود لتكمل عملك دون مشاكل، بل قد تمضي أيامًا لا تنفذ فيها مهامًا على الحقيقة وإنما تقضيها في مراجعة وتنقيح أو تخطيط لباقي المشروع. كذلك فإن أرضيتك الصلبة التي تقف عليها حين تعرض نفسك للسوق هي أعمالك السابقة، فإن كنت مبرمجًا وتعلمت مهارة مثل التعليق الصوتي أو الترجمة أو التصميم ثلاثي الأبعاد مثلًا، ثم عرضت نفسك على أنك معلق صوتي، وقدمت معرض أعمال به نماذج لذلك التعليق الصوتي مع باقات أسعار تناسبك وتناسب السوق فلا مانع هنا أن تُطلب منك هذه الخدمات، فالفيصل هو أعمالك السابقة وسمعتك. وهكذا ترى أنك تحصل على كثير من المرونة وتغيير نمط العمل إن كنت ممن لا يتحملون السير على وتيرة واحدة أو العمل المتكرر أو المقيد بمكان ووقت محدد يخالف ظروفك. 8- حرية اختيار روتين العمل ربما تكون هذه النقطة امتدادًا للنقطة السابقة، إذ يرتبط العمل التقليدي غالبًا بروتين تحدده المؤسسة أو الشركة ليخدم مصالحها وأهدافها، فقد يعمل الموظف في نوبات تتغير كل أسبوع، أو يكون موقع العمل في الصحراء أو في أعالي البحار كما في صناعات التعدين مثلًا فيكون على الموظف السفر إلى الموقع في أوقات محكمة تحددها الشركة سلفًا وفق ما يقتضيه نظام العمل. كذلك قد يكون ذلك الروتين طارئًا ولا وقت محدد له، كما في حالة الأطباء والمؤسسات العسكرية والحماية المدنية وغيرها، وهذا كله قد يسبب إرهاقًا جسديًا ونفسيًا للعديد من العاملين في تلك القطاعات لكنهم لا يملكون تغيير شيء من ذلك. وقد رأيت بنفسي بعض ذلك إذ عملت في شركة لها مواقع في الصحراء فلا تستطيع الوصول إليها إلا بوسيلة انتقال لها مواعيد محددة، وكذلك لي صديق يعمل مهندسًا في مصنع تتغير نوباته كل أسبوع، فهو يعمل في أول النهار أسبوعًا ثم في الأسبوع التالي يعمل وسط النهار ثم آخره، وهكذا دواليك. ولما جربت مثل هذا النمط بنفسي في مصنع مشابه لم أتحمل أكثر من أسبوع واحد، فما إن كنت أضبط روتيني اليومي حتى يتغير في الأسبوع الذي يليه! وهنا يكون العمل الحر خيارًا مناسبًا لأولئك الذين يفضلون نمط عمل يخالف ما تحدده المؤسسة التي يعملون فيها، فقد يُجبر المرء على البقاء في المنزل لرعاية أهله أو يضطر للعمل ليلًا بسبب ظروف قاهرة مثلًا، أو قد يسأم السفر إلى مواقع العمل البعيدة أو الاستدعاءات الطارئة، هذا فضلًا عمن يفضلون دخول سوق العمل على الانترنت لزيادة الدخل ولأنهم يحبون ذلك، وهكذا. 12- استهداف مجموعة أوسع من العملاء قد ذكرنا هذه النقطة لمامًا قبل قليل وربما نفصلها قليلًا ها هنا، فالعمل التقليدي كما قلنا مرتبط بالسوق المحلية، فأنت مقيد بموقع شركتك أو مؤسستك التي تعمل فيها، وشركتك مقيدة بحيز جغرافي تستطيع الوصول إليه وخدمته بما لا يسبب خسائر عليها في زيادة التكاليف وصعوبة التواصل، وعليه فإن لم يكن ثمة سوق حولك يطلب خدمتك التي تعرضها فإن تجارتك ستبور ولن تجد لتخصصك سوقًا تعمل فيه. أما سوقك على الإنترنت فإنه يتسع ليتخطى الحواجز الجغرافية بسهولة، لكن هذا لا يعني أن العالم بأسره سيطلب خدمتك، وإنما نقصد زيادة تعرضك لشرائح العملاء على اختلاف أماكن إقاماتهم، فإن احتمال أن يطلب منك ياباني مثلًا ترجمة من الإنجليزية إلى الأردية ضئيل جدًا إن كنت تعمل في الترجمة بين هاتين اللغتين مثلًا، وستجد أن أغلب العملاء سيأتونك من الدول التي تتحدث بإحدى هاتين اللغتين، وهكذا. فالمنطق يحكم هنا مدى انتشار خدمتك، وحجم السوق الذي يطلب تلك الخدمة يتحكم كذلك في حجم الطلبات التي ستأتيك، فخدمات التصميم المرئي مثلًا سوقها أوسع من الترجمة، والبرمجة سوقها يدفع أجرًا أعلى للساعة، وإدارة المشاريع تدفع أعلى من البرمجة، وهكذا. وإجادتك للغة أجنبية يتحدث بها السوق الذي يطلب خدمتك يجعل من السهل عليك مضاعفة حجم ذلك السوق، فإن كنت مصممًا أو مبرمجًا وتنوي العمل على الانترنت فإن سوقك محدود بمن يطلب هذه الخدمة من العرب، فإن كنت تجيد الإنجليزية فقد فتحت على نفسك بابًا إلى السوق العالمية، ببساطة لأنك تجيد لغة ذلك السوق! تجدر الإشارة هنا إلى أن تعاملاتك تلك مع العملاء ستبني بينك وبينهم جسورًا للتواصل وبناء العلاقات، ويجب أن تستفيد من تلك العلاقات لبناء شبكة معارف واسعة، ومن المعلوم أن زيادة الأرباح لا تتعلق فقط بجودة العمل، بل بمدى معرفة السوق بمن ينفذ ذلك العمل، فإن كنت فريد زمانك في صنعتك ولا يعرف بك أحد فلن تبيع شيئًا، فأكثر الرابحين في السوق هم المعروفون من أصحاب الجودة والتميز، وفي أحيان كثيرة يكون أكثر الرابحين هم المشهورون فقط، حتى إذا عرف السوق أحدًا يقدم نفس الخدمة بجودة أعلى انتقل إليه مباشرة. ولك في كبرى الشركات العالمية مثلًا، ألا ترى كيف يضعون علاماتهم التجارية أعلى البنايات الشاهقة وبأحجام عملاقة؟ إنهم يعلنون عن أنفسهم بأعلى صوت ممكن وفي كل مناسبة تصلح للإعلان، فلا يفكر العميل إلا فيهم حين يحتاج إلى من يحل مشكلته. تحديات العمل الحر يتغافل أغلب من يتكلم عن العمل الحر على الإنترنت عن مساوئ هذا النمط، إذ يذهب أغلب حديثهم إلى بيع منافعه من المرونة وزيادة الدخل وعدم الالتزام بزي ولا نظام محدد للعمل، في حين أن هذا النمط يحمل كثيرًا من التحديات التي قد تمنع فئات كثيرة من انتهاجه. 1- المنافسة الكبيرة قلنا أن من منافع العمل الحر هو تعرضك لسوق أكبر بكثير من سوقك المحلي، لكن هذا يأتي مع منافسة كبيرة جدًا كذلك، فإن كانت مدينتك فيها عشر أشخاص يقدمون نفس خدمتك، فإنك على الإنترنت ستكون بين مئات الآلاف منهم، وحينها يكون عليك التميز بشيء يقلل عدد منافسيك أمام العملاء، وإلا ستضطر إلى المنافسة على سعر الخدمة نفسها. فيمكنك تقديم خدمات ما بعد البيع للعميل، مثل إمكانية المراجعة والتعديل على العمل، أو إنجاز العمل في وقت أقل من المنافسين، أو تقديم باقات عروض أكثر للعميل، وغير هذا مما يقلل عدد المنافسين لك ممن يحذو حذوك. واعلم أنك ستجد منافسة شرسة على سعر الخدمة كلما سهل تنفيذها مثل إدخال البيانات وكتابة محتوى الشبكات الاجتماعية مثلًا، بل حتى في المهام المتخصصة مثل البرمجة والتصميم ثلاثي الأبعاد وغير ذلك ستجد منافسة على الأسعار من بلدان مثل الهند وفيتنام وكثير من البلاد العربية بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي الذي يكون في الغالب هو المعتمد في معاملات هذا السوق. 2- صعوبة كسب أول عميل وتحديد سعر الخدمة تمثل معضلة الحصول على أول عميل مشكلة للذي يدخل هذا المجال لأول مرة بدون سابقة أعمال في ملفه أو معرض أعماله، وقد حدثني بعض من جربوا دخول العمل الحر أنهم واجهوا مشاكل في هذا الصدد جعلتهم يتراجعون عن دخول السوق بالكلية. فقد كانت معارض أعمالهم خاوية بالطبع، والذي حدث أنهم لسبب أو لآخر قرروا دخول مجال العمل الحر، فسجلوا حسابًا جديدًا على منصة مستقل أو خمسات وبدؤوا في تصفح المشاريع. وهذا من وجهة نظر تجارية يعد سذاجة، فكأنك تدخل سوقًا وترى العملاء يدورون على المتاجر يبحثون عن طلباتهم، فتأتي أنت من خلف أحد العملاء لتقول له أن لديك ما يطلب! ألا ترى أن هذا الموقف لو حدث معك في السوق لشعرت بريبة من ذلك الذي يعرض عليك هذه الخدمة؟ وأنت تراه واقفًا بشخصه دون متجر أو بضاعة أو علامة تجارية أو غير ذلك، والتي يقابلها سابقة الأعمال وشهادة العملاء هنا في العمل الحر. كذلك إن وضع هذا المستقل الجديد عرضًا على مشروع لتصميم موقع أو برمجته أو ترجمة مقالة أو وثيقة، فكيف يثمن قيمة خدمته؟ وما هي المعايير التي يجب أن يضعها في حساباته؟ 3- صعوبة سحب الأرباح وتحويل الأموال تعاني بعض الدول العربية من مشكلة حقيقة في تحويل الأرباح، إذ لا يمكن استخدام حساب باي بال فيها، وهو الوسيلة المتبعة بشكل واسع عبر العالم لتحويل الأرصدة والمبالغ المالية على مواقع الويب وخاصة منصات العمل الحر، وحتى إن تم تحويل المبالغ بطرق أخرى فإن العملية قد تستغرق وقتًا أطول، الأمر الذي يؤثر سلبًا على الشخص الذي يعتمد على العمل الحر كمصدر دخل أساسي. وسنذكر في المقال الثامن من هذه السلسلة بعض الطرق التي ثبت نجاحها -وقت نشر المقال- لكيفية الإدارة الناجحة للشؤون المالية. 4- حالات النصب والاحتيال العمل على الإنترنت يعني التعامل مع عملاء من مختلف أنحاء العالم، وأنت لا تعرف كل أولئك العملاء معرفة تضمن لك حقوقك، وعليه فهناك احتمال كبير لظهور حالات احتيال، أو امتناع من عميل عن دفع كامل المبلغ المستحق أو عن دفع آخر دفعة مثلًا وذلك بسبب غياب الثقة بين الطرفين، وفي هذه الحالات تُعد منصات العمل الحر خيارًا مناسبًا يضمن للمستقل الأمان المالي الذي يسعى إليه، والأمثلة على هذه المنصات في العالم العربي تشمل موقع مستقل وموقع خمسات، وفائدتها أنها تؤمّن لك مجتمعًا كاملًا من المستقلين والعملاء ومن ثم توفر عليك عناء البحث بمفردك عن عملائك، هذا من ناحية، وتضمن لك هي التزام العميل بدفع ثمن الخدمة التي تقدمها من ناحية أخرى. ويتمثل نموذج ربح هذه المنصات في اقتطاعها نسبة من قيمة العمل التي يحددها المستقل، وقد تصل إلى 20% من المبلغ المتفق عليه مقابل تقديم الخدمة أو المشروع بشكل آمن يضمن حقوق الطرفين، وقد تُنقص المنصة قيمة عمولتها منك مع عميل معين عند تجاوز حجم تعاملاتك معه قيمة معينة، هذا فضلًا عن تسهيل الإجراءات والأمور المالية بطريقة توفر الكثير من العناء بالنسبة للمستقل. 5- عدم الاستقرار وعدم وجود عائد منتظم أحد التحدياتالجوهرية في العمل الحر هي حالة عدم الاستقرار، فالمستقل لا يرتبط بوظيفة ثابتة، ويمكن في أي لحظة أن يبقى دون أي عمل بانتظار العميل القادم، وتؤثر حالة عدم الاستقرار هذه بشكل كبير على الشخص الذي يعتمد على العمل الحر كمصدر أساسي للدخل، شأنه في ذلك شأن أي عمل حر غير منتظم، وفي هذا ننصح باستغلال الوقت الذي لا يكون عندك طلبات من عملاء في تطوير نفسك في مجالك والتسويق على الإنترنت لعملك في حساباتك الاجتماعية أو موقعك، أو المتابعة مع عملائك السابقين برسائل تطمئن فيها على جودة العمل الذي سلمته لهم، أو تحسين معرض أعمالك وإضافة أعمالك الجديدة إليه التي شغلك تنفيذ العمل نفسه عن إضافتها. كذلك ستلاحظ عدم التوازن في طلبات العمل أو الخدمات، خاصة في بداية عملك في ذلك السوق، حيث سيكون هناك ضغط عمل في وقت معين وعدم وجود أي عميل في وقت آخر. ومن ثم لن يكون لديك أي دخل ثابت تستطيع الحصول عليه بشكل منتظم، الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرتك على الوفاء يالتزاماتك المالية خاصة في المراحل الأولى، لذا ننصح بالبدء في العمل الحر بشكل جانبي ما أمكنك ذلك إلى أن يصير دخلك من العمل الحر مجزيًا للانتقال إليه بشكل كامل. 7- عدم وجود مزايا وظيفية أو ضمان اجتماعي إن السبب الأول الذي يدفع الناس للوظائف الثابتة هي المنافع التي تأتي معها مثل الراتب التقاعدي والتأمينات والإجازة المرضية وغير ذلك، وهي من المغريات لأي موظف بلا ريب، في حين أن العمل الحر لا يتمتع بأي من تلك المزايا. بل أسوأ من ذلك، إن توقفت عن العمل فإن دخلك سيقف، فليس هناك إجازات مدفوعة الأجر مثلًا أو غير ذلك، وينبني على هذا أننا نحن الذين تقع على عاتقنا مسؤولية التفكير في دخل التقاعد ومتى يكون ذلك التقاعد، والتأمينات الصحية والطوارئ وغير ذلك، كما سنبين في المقال الثامن: الإدارة المالية في العمل الحر. 8- مسؤولية العمل الكبيرة إن كنت موظفًا في شركة أو مؤسسة ما فإنك ستحمل مجموعة محددة من المسؤوليات التي تقبض أجرك عليها، وستكون تلك المهام جزءًا من مهمات أكبر يتم تقسيمها على كافة أعضاء الفريق. أما في العمل الحر فأنت مضطر للعمل وحدك -على الأقل في البداية-، وعليه ستكون مسؤولية العمل كبيرة وتقع كلها على عاتقك، إذ أنك في هذه الحالة إما شركة من شخص واحد، أو مدير لشركة من عدة أشخاص إن كنت تدير فريقًا تحتك. 9- صعوبة إدارة الوقت بما أنك سيد نفسك في العمل الحر ، ومدير الشركة والمحاسب وعامل النظافة وأمين السر وفني الحواسيب وكل شيء، فستجد رأسك تنشغل بمهام كثيرة في كل يوم تزاحم تفكيرك كي ترى بأيها تبدأ، وقد تمر عليك أوقات يكثر فيها العملاء فتعاني فوق هذا من ضغط مواعيد التسليم، وكل هذا سببه سوء إدارة الوقت. ناهيك عن أنك بشر، وعملك هذا يجب ألا يستغرق كل يومك، فإن عندك شؤون بيتك وأهلك وحياتك الاجتماعية، وقد يؤدي سوء إدارة الوقت إلى تفضيلك العمل على ما سواه من أجل إنجازه خشية فقد الصفقة أو تشويه السمعة، ومن ثم قد تمر عليك أسابيع وربما شهور تنعزل فيها عن حياتك الاجتماعية، إن لم تفق سريعًا وتستدرك الأمر، وسنبين في المقال السادس: العناية بالصحة الجسدية والنفسية، كيفية إدارة ذلك الوقت بكفاءة 10- صعوبة صقل المهارات والحصول على الخبرة لا شك أن صقل المهارة يكون بكثرة الممارسة، ولهذا تجد صعوبة في تحديد منهجية العمل المثلى والمناسبة لك في البداية، ومن ثم تنفيذ مهامك في وقت أطول وبجهد أكبر. لكن كأي مهارة أو عمل آخر فإن الخبرة ستجد طريقها إليك مع كثرة إنجازك للأعمال، وستجد نفسك بعد عام أو أكثر أو ربما أقل، تنجز مهمة ما في نصف الوقت الذي كنت تنجزه فيها أول عملك كمستقل، وربما بنصف الجهد أيضًا. ويلزم هذه الخبرة تعلم مستمر وملاحظة لأسلوب العمل وتلافي الأخطاء التي تحدث فيه، فإن الخبرة لن تهبط عليك إذا قضيت س يومًا في العمل، بل حين تتعلمشيئًا جديدًا في كل يوم يزيدك مهارة وإتقانًا في عملك. 12- سهولة التخلف عن السوق بدون تعلم مستمر على عكس الصناعات المستقرة والمجالات التي لا تشهد تغيرًا في تنفيذها، فإن العمل على الإنترنت، بل الإنترنت نفسه في تغير دائم ومستمر بحيث يمكن القول أن طالب علوم الحاسوب إن درس تقنية ما في السنة الأولى فربما لن يعمل بها عند تخرجه لاحتمال تغير هذه التقنية أو صدور أخرى تستبدلها. فما العمل إذًا، وهل سنقضي أعمارنا في التعلم دون العمل؟ كلا، فأنت في العمل الحر تتعامل مع الخدمات نفسها التي يطلبها العملاء من تفسير وترجمة لوثائق أو تصميمًا وبرمجة لشركات ومؤسسات، أو استشارات إدارية أو نحو ذلك. فلا نقول أن التصميم هو تصميم مواقع فقط، وإلا فهي تقنية قد يأتي عليها يوم وتحل محلها خدمة تقدم تصميم المواقع ببضع نقرات -وهذا حاصل حقًا-، أو قد يأتي يوم تتحسن فيه الترجمة الآلية إلى أن تستبدل المترجمين، وهكذا، فما الحيلة في ذلك إذًا؟ يجب أن تنتبه جيدًا إلى المجال الذي تعمل فيه لتوجه تطوير نفسك بشكل سليم، فتعلم أن تصميم المواقع هو في ذاته تصميم لهوية الشركة نفسها التي تريد عرضها على العملاء، فتتعلم نظريات الألوان وتجربة الاستخدام وقابلية الاستخدام، وتتابع التوجه العام للأجهزة التي يتصفح منها المستخدمون موقع الشركة الطالبة للخدمة، حتى تعرف أي التقنيات التي يجب تعلمها لتنفيذ تلك الهوية. وكذلك في البرمجة مثلًا، فإن لغة البرمجة نفسها لا تزيد على مجرد أداة تنفذ بها عملك، فتصرف وقتك في النظر في توجه السوق الطالب لهذه الخدمة، سواء على مستوى العملاء أو مستخدمي خدماتهم، وتزيد حصيلتك المعرفية في الرياضيات والخوارزميات وأساليب حل المشاكل، لأنك كمبرمج إنما تحل مشكلة للعميل، والأسس الرياضية التي تنبني عليها تلك الحلول تكون أكثر ثباتًا وأقل تغيرًا من اللغات التي تتبنى تنفيذ الحل نفسه. واعلم أن السوق هنا لا يرحم المتخلفين عن الركب، فإن لم تخصص لنفسك برامج وجداول دورية للتعلم والتطوير فستجد غيرك ممن دخل السوق حديثًا بتقنياته الجديدة أو ممن يطور نفسه بشكل مستمر قد سبقوك إلى العملاء، وتبقى أنت بلا عملاء ولا دخل. 13- وهم المرونة المطلقة يقول كثير من العاملين بشكل حر على الإنترنت أن المرونة هي أهم ميزة للعمل الحر، لكنهم يقعون في فخ المرونة المطلقة إذ يعتقدون بأنهم حقًاأحرار في منهجية عملهم. والواقع يقول بعكس ذلك، فالمستقل، خاصة المبتدئ الذي عانى للحصول على أول عميل، لا يستطيع أن يرفض العملاء والطلبات الواردة إليهومن ثم فإنه يصبح مقيّدًا بمواعيد تسليم تكاد لا تنتهي وسيكون عليه الالتزام بأكثر من مشروع والعمل عليها جميعًا بكفاءة عالية، فضلًا عن ضرورة أن يأخذ الظروف الاستثنائية بعين الاعتبار مثل الطوارئ أو عدم تفهم العملاء للتأخر أو ضعف جودة العمل أو سوء التواصل. وقد بينا قبل قليل أن العمل الحر هو عمل بالنهاية يلزمه نظام ومنهج للعمل، وإن كانت الحرية هنا في اختيار العملاء، واختيار روتين العمل ووقته، لكن يلزمك حد أدنى من الالتزام بهذه المعايير حتى تصرف وقتك إلى الأعمال التي تدر المال فقط، ولا تشغل نفسك كل يوم بالأمور الإدارية نفسها للعمل. 14- التواجد الدائم على الإنترنت أحد أوجه التقييد التي يمكن أن يعاني منها المستقل أيضًا هو ضرورة تواجده الدائم على الإنترنت، فقد تضطر للبقاء على اتصال دائم كي لا تفوت أي عميل، وتتابع عملاءك على مدار الساعة، وذلك حتى يتكون عندك قاعدة من العملاء الذين يفضلون التعامل معك، وحينها ستكون قد وطدت وسائل التواصل بينك وبينهم، وصنعت لنفسك معرض أعمال يتحدث عنك على الويب، بحيث يصل إليه من يبحث عن الخدمة التي تنفذها. 15- ضعف العلاقات الاجتماعية من السهل على المستقل الذي يعمل من منزله أن يقع في فخ الخلط بين الحياة العملية والشخصية والاجتماعية، فلن يكون هناك وقت واضح للراحة وآخر للعمل، وسيتسبب ذلك لا محالة في إرهاق نفسي له. ذلك أن العامل الحر يكون وحده أغلب الوقت على حاسوبه، فيكون منعزلًا بشكل ما عن المجتمع، فلا يقابل زملاءًا في كل يوم مثلًا، وقد يفقد تواصله حتى مع أصدقائه وعائلته، وذلك خطأ لا ريب، لكن الكثير من العاملين يقعون فيه تحت وطأة العمل وسوء إدارة أوقاتهم، وقد وقعت فيه بنفسي مرات كثيرة. والحل قد يكون في فصل مكان العمل عن الراحة، كما سنبين في المقالين السادس والسابع في شأن العناية بالصحة وبيئة العمل، ولو استطعت فصله عن المنزل بالكلية يكون أفضل وأحرى إذ ستخالط الناس في ذهابك وعودتك فلا تشعر بالوحدة، وكذلك بتحديد ساعات العمل وتثبيتها كل يوم، فيتعود عقلك أن هذا الوقت وقت عمل، وما بعده راحة، وهكذا. كذلك فإن تخصيص ثياب خاصة بالعمل فيه منفعة عظيمة إذ تنبه الدماغ إلى أنك الآن في وضع العمل، فلا تجلس لتتصفح الويب أو يوتيوب مثلًا -بما أنك ترتدي البيجامة وتتكئ على سريرك في غرفة النوم!-، بل هو وقت عمل له ميقات محدد، وإن نفع هذه الطريقة معلوم مشاهد في الشركات التي لها زي موحد أو في الجيوش أو غير ذلك، فارتداء العامل للزي الخاص بالعمل يجعله يقصي تلقائيًا أي مهمة لا تمت لهذا العمل بصلة، وذلك حتى انتهاء وقت العمل أو تبديله لتلك الثياب. خلاصة المقال لا يزال العمل الحر كثقافة غامضًا بالنسبة للكثيرين، مما يؤثر على خياراتهم وقراراتهم المرتبطة بمسارهم المهني، في حين أن الظروف الحالية في العالم ككل، والعالم العربي بشكل خاص تبدو مبشرة للعمل عن بعد والعمل بشكل حر، إلا أن المقبلين على هذا النمط يجب أن يكونوا على اطلاع ومعرفة بجميع جوانبه. وقد حاولنا تغطية كل ما يجب على الشخص معرفته في هذا المقال قبل أن يقرر الدخول إلى السوق أو قبل أن يقرر بأن يصبح عاملًا مستقلًا، لكن هذه المقدمة ليست كافية. ويجب أن يكون قرارك لدخول سوق العمل الحر مدروسًا وملائمًا لطبيعة عملك وشخصيتك حتى، لذلك يجب أن تبدأ بتحليل متطلبات السوق ومقارنتها مع مهاراتك بالإضافة إلى اطلاعك على المزيد من الأساسيات التي سنذكرها في المقال القادم، حيث نوضح المفاهيم المرتبطة بدخول السوق واختيار المجال المناسب، بالإضافة إلى تصحيح العديد من المفاهيم والأفكار التي توهم البعض أن العمل الحر مناسب للجميع. كتبت سارة شهيد المسودة الأولية لهذه المقالة. اقرأ أيضًا المقال التالي: الدخول إلى سوق العمل الحر على الإنترنت النسخة الكاملة من كتاب دليل المستقل والعامل عن بعد
-
أهلًا أخ @مازن الضراب! سعيد أنك وجدت المقالة مفيدة، قد كنت متابعًا لما تكتب بين الحين والآخر حين كان لي حساب في تويتر، وإني سعيد جدًا أنك والأخ جرجاوي (@jirjawi) قد سعيتما بأنفسكما لتقدما حلولًا تفهم احتياجنا كسوق عربي ويسهل علينا التعامل معها، فإني لا أخفيكما أني وصلتني اتصالات من غيرما بلد عربي عن هذه المقالة وما فيها سائلين عن هذه الحلول. وإني أرجو أن أجمع بيانات عن شركتيكما وغيرهما لعلي أذكرها ها هنا للقراء وأصحاب الأعمال العرب ها هنا لتكون حلولًا بديلة لنا ولهم، وتكون أفضل إن شاء الله.
- 5 تعليقات
-
- prestashop
- magento
-
(و 5 أكثر)
موسوم في:
-
سنتعلم في هذا الدرس كيفية تغيير حالة الطقس في صورة بإضافة أمطار غزيرة إليها، وسنختار صورة شارع مظلم لتعطي المشهد طابعًا دراميًا، وسنزيد أولًا من انعكاسات الضوء الرقيقة على الرصيف لتحاكي مظهر الأرض المبللة بالمطر، ثم نضيف ثلاث طبقات من قطرات المطر يختلف حجم كل منها عن الأخرى لتوهم الناظر أن مشهد المطر ممتد على عمق الصورة. والصورة التي سأعمل عليها يمكنك تحميلها من هنا، وقد اخترت الخلفية المظلمة في تلك الصورة لتبرز قطرات المطر أكثر، كما أن لقطات الشوارع المظلمة تعطي نتائج رائعة إذ تحول الصورة العادية إلى لقطة درامية ممتازة. افتح الصورة في فوتوشوب، سنغيّر مظهر الأرضية أولًا لتبدو مبللة كي تضفي مزيدًا من الواقعية على المشهد. اذهب إلى قائمة Select ثم Color Range، واختر Highlights من نوع التحديد Selection Method كما بالصورة أعلاه. حرك مؤشرات Fuzziness وRange بينما تراقب المعاينة الحية للصورة حتى تحصل على مستوى مناسب للمناطق الساطعة "highlights” في الصورة ، لاحظ أن شدة الإضاءة في تلك المناطق ستحدد مدى البلل الذي سيبدو عليه الطريق. أنشئ طبقة جديدة واملأ المناطق الساطعة باستخدام اختصار ctrl+Backspace، ثم اضغط ctrl+d لتزيل التحديد. غيّر وضع الدمج "Blending mode" للطبقة البيضاء إلى Color Dodge، ثم قلّل ملء الطبقة "Fill" إلى نحو 50%. إن لم تكن راضيًا عن النتيجة فيمكنك تغيير إعدادات الملء والشفافية حتى تصل إلى اللمعان المناسب للأسفلت. ورغم أننا نحتاج المناطق الساطعة كي تعطي الطريق مظهرًا لامعًا من أثر انعكاس الضوء على ماء المطر، إلا أننا لا نريد أن تزيد شدة الضوء في باقي المناطق الساطعة سوى الطريق أكثر من اللازم، ولتحقيق ذلك، أضف قناعًا لهذه الطبقة "Layer Mask" ثم امسح المناطق التي لا نريدها بفرشاة ناعمة، كما بالصورة أعلاه. أضف طبقة جديدة واملأها باللون الأسود باستخدام اختصار Alt+Backspace، ثم اذهب إلى Filter ثم Noise، ومنها Add Noise. غيّر قيمة Amount إلى 100%، واضبط التوزيع "Distribution" على Gaussian، وفعّل خيار Monochromatic. والآن، اذهب إلى قائمة Filter، ثم Blur، ومنها Motion Blur. اضبط الزاوية على 60 درجة مثلًا، والمسافة "Distance" على 25 بكسل. ستجد شريطًا رفيعًا على حواف الطبقة لم يُطبّق عليه تأثير motion blur، اضغط ctrl+t وزِد حجم الطبقة لتغطي هذا الشريط. غير وضع الدمج "Blending Mode" إلى Screen كي نُظهر الأجزاء البيضاء فقط من الضوضاء "Noise" التي أنشأناها، هذا يسمح للصورة الأصلية أن تظهر أيضًا من خلال قطرات المطر. اذهب إلى Image ثم Adjustments ثم Levels -أو استخدم اختصار ctrl+L- واسحب مؤشر Shadows إلى اليمين لتقليل عدد قطرات المطر. أضف طبقة جديدة واملأها بالأسود، ثم أضف فلتر Noise بقيمة 100% مع خيارات Gaussian وMonochromatic كما في المرة السابقة، ثم أضف فلتر Motion Blur. وفي إعدادات هذه الطبقة الثانية من المطر، زد المسافة Distance إلى 50 بكسل، لكن أبق الزاوية كما هي 60 درجة. أيضًا كما في المرة السابقة، اضغط ctrl+t لتزيد مساحة هذه الطبقة لتكون أكبر قليلًا من طبقة المطر الأولى كي يزيد حجم قطرات المطر، واضبط وضع الدمج "Blending Mode" على Screen. استخدم اختصار ctrl+L مرة أخرى لتفتح نافذة Levels، واسحب مؤشر Shadows إلى اليمين، ومؤشر Midtones إلى اليسار، وأبق عينك على المعاينة الحية للصورة كي تضبط الصورة على توازن مناسب بين التفرّق والكثافة الشديدة. أضف طبقة Noise ثالثة، ثم فلتر Motion Blur، لكن هذه المرة سنزيد Distance إلى 100 بكسل، وستكون هذه الطبقة لقطرات المطر القريبة التي يجب أن تبدو وكأنها تتحرك أسرع مما وراءها. زد مساحة هذه الطبقة بشكل كبير باستخدام اختصار ctrl+t لإنشاء قطرات مطر كبيرة، واضبط Blending Mode على Screen. يجب أن تضفي هذه الطبقات الثلاث التي أنشأناها عمقًا لوابل المطر الذي يهطل على الشارع الآن. قلّل كمية المطر المرئية في الطبقة الأخيرة الأمامية بالتعديل في المستويات Levels: حرك مؤشر Shadows إلى اليمين، وزد قيمة التباين Contrast بسحب midtones وhighlights إلى اليسار. في هذه الخطوة سنغير من الشكل الموحد لطبقات المطر كي تبدو عشوائية وواقعية: أضف Layer mask لكل طبقة من طبقات المطر، واستخدم فرشاة ناعمة بشفافية 50%، وانقر نقرات رقيقة بعشوائية هنا وهناك. تأكد من تطبيق هذه الخطوة لطبقات الأقنعة الأخرى لمسح أجزاء من طبقات المطر بعشوائية كي يتحقق التأثير الذي نريده، وإن أردت التراجع عن إخفاء جزء ما رأيت أن المطر قد اختفي فيه، غيّر لون الفرشاة إلى الأبيض وانقر في هذا الجزء لاسترجاع قطرات المطر. وكما ترى الآن فإن للصورة الجديدة طابعًا دراميًا يظهر جليًا فيها، كما تضفي طبقات المطر المتراكبة عمقًا لزخّات المطر التي يفترض أنها تهطل على المشهد، ثم تترك الأرض لامعة من أثر الماء المتساقط عليها. ترجمة -بتصرف- لمقال How To Add Heavy Rain to an Image in Adobe Photoshop لصاحبه Chris Spooner
- 1 تعليق
-
- 2
-
- تأثيرات
- تعديل الصور
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
أضحى إنشاء مواقع ذات تصميمات عالية الجودة أمرًا يسيرًا هذه الأيام للمصممين وغير المصممين على السواء، بسبب انتشار أنظمة إدارة المحتوى التي لا تتطلب خبرة كبيرة لاستخدامها، وكذلك انتشار قوالب التصميم الجاهزة. لكن هناك فرق كبير بين تصميم جميل في مظهره لكنه لا يخدم الهدف الوظيفي المطلوب منه، وآخر يقوم بوظيفته بكفاءة، لهذا نحتاج في مجال التصميم إلى الإلمام بتصميم تجربة المستخدم، فذلك الفرع من التصميم يقدّم منظورًا أكثر صرامة وعمقًا لتصميم الويب كما نعرفه، فهو يفرض على المصمم كثيرًا من البحث والتخطيط والاختبار كي يضمن أن المنتج سواء كان موقعًا أو غيره يقدم تجربة استخدام مهيأة للمستخدم الأخير. وإليك الآن في هذا المقال ثلاثين مصطلحًا لتجربة المستخدم أرى ألا غنى عنها لأي مصمم ويب، سواء كان يعمل في المجال بالفعل أو لا زال يخطو خطواته الأولى. 1. اختبار أ/ب (A/B Test) هو تجربة عدة نسخ مختلفة من الموقع في نفس الوقت لتحديد الاختلافات في سلوك المستخدم وتفضيلاته في كل مرة. 2. تخطيط المتشابهات (Affinity Diagramming) هو أحد طرق تنظيم البيانات، وتوضع فيه الأفكار داخل مجموعات لإيجاد علاقات وروابط بينهم، ويُستخدم هذا الأسلوب في مجال تجربة المستخدم من أجل تخطيط واجهات المواقع أو محتواها. 3. التحليل (Analysis) هذه هي المرحلة التي يدرس فيها أعضاء الفريق كل البيانات التي جمعوها، ثم يستخدمون النتائج التي يخرجون بها في تحديد أي منظور أفضل من حيث تجربة الاستخدام. 4. الإطلاق التجريبي (Beta Launch) هو الإطلاق الأولي للموقع، ويعطي فرصة للمصممين وغيرهم كي يروا الموقع ويتفاعلوا معه بشكل حي ومباشر، وكذلك فإنه فرصة لاكتشاف المشاكل في التصميم قبل الإطلاق الرسمي. 5. تصنيف البطاقات (Card Sorting) يشير هذا المسمّى إلى تصنيف البطاقات -الحقيقية أو الرقمية- التي تُستخدَم لتجميع بيانات عن أجزاء الموقع المختلفة (مثل المحتوى، وروابط مسارات التنقل "Breadcrumb link Trails") وتنفّذ بأسلوب منظَّم للغاية من أجل تسهيل التخطيط اللاحق للموقع. 6. نظرية الألوان (Color Theory) ترجع الفكرة وراء هذه النقطة إلى أن الألوان لها تأثير على سلوك المستخدم، لهذا تُعرف أحيانًا باسم علم نفس الألوان. 7. تحليل المنافسين (Competitor Analysis) هو دراسة مواقع المنافسين للوقوف على مواطن القوة والضعف فيها، وتساعد نتائج تلك الدراسة المصممين على تشكيل خطة مبنية على ما أثبت نجاحه مع الشريحة المستهدفة من الموقع، لكن ذلك لا يمنع أن يكون الموقع متميزًا عن غيره. 8. التحليل الموازن (Comparative Analysis) هذه النقطة شبيهة بسابقتها في أنها دراسة للمواقع المنافسة بهدف معرفة نقاط القوة والضعف، إلا أنها تركز أكثر على مقارنة عناصر أو أجزاء داخل المواقع، وليس المواقع ككل. 9. مراجعة المحتوى (Content Audit) يُفهرَس كل المحتوى الحالي أثناء مرحلة المراجعة والتقييم الأولية، ويُقيَّم من حيث قابليته المستمرة للنشر. 10. خطة المحتوى (Content Strategy) هي أي شكل من أشكال التخطيط التي تحدد كيفية كتابة وهيكلة محتوىً ما داخل موقع ويب، وتعد خطوتي تخطيط المتشابهات وتصنيف البطاقات أجزاءً من هذه العملية. 11. الاستعلام السياقي (Contextual Enquiry) هو التفاعل مع المستخدم في الوقت الفعلي الذي يستخدم فيه الموقع، وهذا يساعد مصممي تجربة المستخدم في إدراك شعور المستخدمين أثناء تفاعلهم مع عناصر بعينها في الموقع. 12. دراسة اليوميّة (Diary Study) هذه الدراسة شبيهة بالاستعلام السياقي الذي ذكرناه بالأعلى، إلا أنها تُنفَّذ على مدى طويل، ودون ملاحظات فورية، بل يسجّل المستخدمون تجاربهم ثم يشاركونها في موعد لاحق. 13. تخطيط التجربة (Experience Architecture) تخطيط التجربة –أو الخريطة- هو طريق محدد بوضوح داخل الموقع يجب أن يسلكه المستخدم ليبلغ هدفًا ما (التحويل إلى عميل مثلًا). 14. المراجعة الإرشادية (Heuristic Review) هي جزء من مرحلة التقييم والمراجعة، ويُقيَّم الموقع فيها لاكتشاف مشاكل قابلية الاستخدام التي ستُعرض للمناقشة في مرحلة تالية. 15. التصميم التفاعلي (Interactive Design) هو شكل من أشكال تصميم الويب، يركز على إنشاء صلة قيّمة بين الزائر والموقع. 16. التصميم التكراري (Iterative Design) بدلًا من التصميم العادي الذي له نقطة بداية ونهاية، فإن التصميم التكراري له طبيعة حلَقيّة، تُكرَّر فيها عملية المراجعة والتخطيط وإخراج النموذج الأولي "prototyping" والتطبيق "implementation" ومرحلة ضمان الجودة "Quality Assurance"، إلى أن تتحقق النتيجة النهائية. 17. لوحة المزاج العام (Mood Board) تساعد لوحة المزاج العام مصممي تجربة المستخدم على تحديد أسلوب معين للموقع عبر صورة من الصور والألوان والنصوص وعناصر الدعاية الأخرى. وعلى عكس أساليب جمع البيانات ومعالجة التصميمات، فإن هذه الطريقة أقرب لملصقات وصور حرة منها إلى مخططات منظمة. 18. الشخصيات (Personas) هذا مصطلح تسويقي عام، يراد به إنشاء هويات واضحة للجمهور المستهدف، وترجع أهميته في تجربة المستخدم إلى أن توقع رغبات وسلوك المستخدم هو ما يؤثر في كيفية إنشاء الموقع بالدرجة الأولى. 19. الكشف التصاعدي (Progressive Disclosure) هو فرع من التصميم التفاعلي، ويُقصد به تبسيط تجربة المستخدم لأقصى حد، بأن تُعطى المعلومات للمستخدم في جرعات صغيرة ببطء بدلًا من عرض البيانات كلها مرة واحدة. 20. النموذج الأولي (Prototype) النموذج الأولي هو رسم تخطيطي عام للموقع، ولا يحتوي النموذج الأولي ذو المستوى المنخفض –low level prototype- عادة إلا على الهيكل الأساسي مما سيبدو عليه الموقع، أما النماذج عالية المستوى فتحتوي تفاصيل أكثر، لكنها لا ترقى بحال من الأحوال إلى نموذج كامل بالحجم الطبيعي للموقع –full website mockup-. 21. البحث النوعي (Qualitative Research) يستخدم مصممو تجربة الاستخدام عدة أساليب في مرحلة جمع المعلومات، من المقابلات مع المستخدمين إلى الاستعلامات السياقية ودراسة اليوميّات وغيرها، والهدف من هذا هو فهم كيفية تفاعل المستخدمين مع الموقع، وبالتالي يركزون على جودة هذا التفاعل. 22. البحث الكَمّي (Quantitative Research) إذا اعتبرنا أن البحث عملة من وجهين فإن البحث الكَمّي هو وجهها الآخر، فبدلًا من التركيز على جودة تجربة المستخدم لموقع ما، فإن البيانات هي ما يهم هنا، وتُعدّ اختبارات ا/ب وتحليل المنافسين من الأمثلة على البحث الكمّي. 23. السيناريو (Scenario) يمثّل السيناريو قصة يتخيلها المصمم للمستخدمين، وتبدأ عادة بنظرة افتراضية على حياة الجمهور المستهدف، ثم يأتي السيناريو ليرسم كيف يحل الموقع مشكلة يواجهها المستخدمون في الحياة اليومية. 24. التصور الرسومي (Storyboard) قد يكون التصور الرسومي أو القصصي في تجربة المستخدم رسومات بصرية لسيناريو –إذ تترجم Storyboard إلى "القصة المصورة"- أو حتى تخطيطات سريعة وعامة للهيئة التي يتصورها المصمم للموقع. 25. عناصر واجهة الاستخدام (UI Elements) هي الأجزاء التي يتحكم المستخدم بتجربته من خلالها، مثل الأزرار وأشرطة التنقل وأسهم التمرير وأي شيء آخر قد يتفاعل معه من أجل التنقل داخل الموقع. 26. سهولة الاستخدام (Usability) هي مقدار سهولة التفاعل مع الموقع والتنقل فيه. 27. التصميم المرتكز حول المستخدم (User-centered Design) هو الهدف الرئيسي لتصميم تجربة المستخدم، أن تُصمم موقعًا يتمحور حول تحسين تجربة المستخدم. 28. رحلة المستخدم (User Journey) رحلة المستخدم هي الطريق الذي ينشئه مصمم تجربة الاستخدام لزوار الموقع من نقطة الدخول إلى التحول إلى عملاء، وقد يشار إليه باسم تدفق تجربة الاستخدام "UX Flow". 29. بحث المستخدم (User Research) هو مصطلح آخر لكل المهام التحليلية التي يجب تنفيذها من أجل فهم الجمهور بشكل أفضل، ويُعد البحث النوعي والكمي من الأمثلة على هذه النقطة. 30. اختبار المستخدم (User Test) الفرق الجوهري بين اختبار المستخدم والاستعلام السياقي هو أن المستخدمين هنا يُراقَبون بشكل مباشر وشخصي بينما يتفاعلون مع الموقع. 31. عناصر تجربة المستخدم (UX Assets) هي الأدوات التي تُستخدم مرة بعد أخرى لبناء تصميم لموقع ما، مثل النماذج الأولية والإطارات السلكية ولوحات الجو العام، والنماذج الحقيقية –mockups- وغيرها. 32. الإطارات السلكية (Wire Frames) تأتي خطوة الإطارات السلكية قبل وضع النموذج الأولي، وهدفها هو إنشاء وتصميم الهيكل الأساسي للموقع. ترجمة –بتصرف- لمقال Thirty Common UX Terms Every Web Designer Should Know لصاحبته Brenda Stokes Barron
-
تستخدم الصور الرسومية عادة كصور رمزية بسبب وقوعها في موقع وسط بين تمثيل الشخص الذي يستخدمها وبين الإبقاء على هويته مجهولة في نفس الوقت، وفي هذا الدليل سنستخدم أدوات الفكتور في برنامج إليستوريتور لإنشاء صورة رمزية بسيطة بأسلوب الفن الخطي "Line Art" وألوان بسيطة، وسنصمم الصورة الرمزية بحيث تكون قابلة للتعديل بحيث يمكن أن يُنتج أكثر من صورة رمزية لأكثر من شخص، من نفس الصورة. والتصميم الذي سنقوم به في هذا الشرح تم تبسيطه إلى أشكال أساسية من أجل إنتاج شكل عام للوجه يمكن تعديله بإضافة أو تغيير لون البشرة وشكل الشعر لتمثّل شخصيات عدة، وهذا الأسلوب مفيد لصفحات مثل مقابلة فريق العمل، حيث يمكن استخدام شخصيات كثيرة لها نفس الأساس والأسلوب، لكنها تختلف لتمثّل شخصيات مختلفة. وستكون الصور الرمزية التي سنصممها داخل دائرة، فارسم شكلًا بيضاويًا ellipse مع الضغط على زر shift، ثم احذف الملء الافتراضي ذا اللون الأبيض للدائرة، فنحن نريدها فارغة، وزد سُمك الإطار إلى 6 نقاط "6pts"، وتأكد من تنشيط خيار النهايات الدائرية "Round Cap". ارسم مستطيلًا داخل الدائرة، وحدد كلا العنصرين ثم اضغط على الدائرة مرة أخرى لتجعلها العنصر المحوري "Key Object". استخدم زر المحاذاة الأفقية إلى المنتصف "Horizontal Align Center" –كما في الصورة- لجعل المستطيل في وسط الدائرة. اختر أداة السهم الأبيض –أداة التحديد المباشر Direct Selection Tool-، وانقر على نقاط التحكم في الزوايا –Corner Widgets- واسحبها لتجعل زوايا المستطيل دائرية. إن كنت تستخدم نسخة قديمة من إلستوريتور فاستخدم أداة المستطيل المُدوَّر Rounded Rectangle، أو من قائمة Effect > S**tylize > Round Corners. اختر أداة الشكل البيضاوي مرة أخرى وارسم دائرة تمثّل العين، واملأها باللون الأسود من أداة fill في شريط الأدوات. اضغط على مفتاحي shift وalt بينما تسحب هذه الدائرة لتصنع نسخة منها وتجرها في نفس المستوى إلى الناحية الأخرى من الوجه، ثم اختر كلا العينين واجمعهما معًا في مجموعة واحدة من خيار group في القائمة المختصرة أو بالضغط على ctrl+g. اضغط على shift ثم على الإطار الخارجي للوجه كي تضيفه إلى التحديد السابق، ثم اترك مفتاح shift، واضغط على الوجه مرة أخرى لتجعله العنصر المحوري في التحديد. وسيبقى العنصر المحوري في التحديد في مكانه سامحًا للعينين فقط أن يتحركا حين نضغط على زر المحاذاة الأفقية إلى المنتصف، كما في الصورة أعلاه. ارسم دائرة في أي مكان في لوحة الرسم ثم استخدم السهم الأبيض لتحذف نقطتين من النقاط الأربعة التي تكوّن الدائرة، ليتبقى لديك ربع دائرة، وتأكد من أن هذا القوس له نهايات دائرية "Rounded Cap". أدر هذا القوس بزاوية 45 درجة، وانقله إلى أعلى العين ليشكًل الحاجب. انسخ هذا القوس لاستخدامه للحاجب الآخر، وكذلك للأنف والفم، وكبّر حجم النسخة التي ستجعلها للفم قليلًا. ارسم مستطيلًا صغيرًا وحدد النقطتين السفليتين باستخدام أداة السهم الأبيض، واسحب نقاط التحكم لتجعل النصف السفلي دائريًا. انقل هذا المستطيل إلى أسفل الفم مباشرة ليمثّل الرقبة، ولتسهيل عملية المحاذاة تأكد من تفعيل المرشدات الذكية "Smart Guides" في قائمة view. لحذف الجزء الزائد من الشكل، اختر مستطيل الرقبة ثم اختر أداة المقص "Scissors"، وانقر في أماكن تقاطع المسارين، واحذف الأجزاء التي لا تريدها. ارسم دائرة كبيرة لتمثل الأكتاف، وستمتد الدائرة لتكون أكبر من الإطار الدائري الخارجي لتصنع القوس المناسب للكتفين، ويمكنك حذف الأجزاء الزائدة باستخدام أداة المقص كما في الخطوة السابقة. اقطع المسار في المكان الذي يمتد فيه خارج الإطار الذي حددناه للصورة الرمزية. حدد كل المسارات والأشكال التي تشكّل الأساس للشخصية التي نرسمها، واضغط على مفتاح alt واسحب الشكل لصنع نسخة منه إلى جانبه سنستخدمها لاحقًا في هذا الشرح. وسنبدأ الآن بتخصيص هذا الوجه البسيط بإضافة الشعر: ارسم مستطيلًا كبيرًا، واجعل مركزه واحدًا مع نقطة المركز للشخصية، واسحب نقطتي التحكم للزاويتين العلويتين منه لتجعل نصفه الأعلى نصف دائرة. استخدم أداة المقص لتهذّب المسار الذي يخرج عن إطار الدائرة. ولرسم خصلة تفرق الشعر، استخدم أداة القوس Arc لرسم مسار من نقطة المنتصف العليا وانزل بها إلى محاذاة الحاجب، واضغط على زر F لتقلب القوس، ثم عدّل قُطره باستخدام مفاتيح الأسهم على لوحة المفاتيح. احذف الأجزاء الزائدة باستخدام المقص. يجب أن يبدو الشعر وكأنه يغطي جزءًا من الوجه. وهكذا يجب أن يكون لديك شكل كما بالصورة أعلاه، ورغم استخدامنا لأشكال أساسية في صنع هذه الصورة الرمزية إلا أن النتيجة تبدو ذات مظهر لطيف ومقبول. اصنع نسخة من الصورة الاحتياطية التي نسخناها قبل قليل من أجل استخدامها لشخصية أخرى، وارسم في تلك النسخة الجديدة دوائر كثيرة حول الرأس لتكون نواة لشعر مموج وقصير. حدد كل الدوائر واضغط على زر unite في لوحة pathfinder كي تدمجهم جميعًا في إطار واحد. احذف إطار الوجه الذي يقع داخل تفاصيل الشعر لترى أن الصورة الرمزية صارت تعبر عن شخص مختلف تمامًا. ولأن هذه الصورة ليس بها شعر يغطي منطقة الأذن، فسنرسم له أذنين، عبر رسم دائرة وحذف إحدى نقاطها لتكون نصف دائرة، وانسخها لتضع واحدة على كل جانب من الرأس. يمكن تخصيص الشخصية أكثر بملحقات مثل النظارات مثلًا، ولفعل ذلك: ارسم مستطيلًا صغيرًا واجعل حوافه دائرية قليلًا باستخدام أداة السهم الأبيض وأكمل رسم النظارة بنسخ الشكل إلى العين الأخرى وحذف الحاجبين، لترى أن الصورة تغيرت مرة أخرى ليكون شخصًا ثالثًا. والآن نأتي إلى مرحلة الألوان، وأسهل طريقة لإضافة لون إلى رسم هو عبر أداة Live Paint Bucket Tool، أو أداة الدلو: حدد كل المسارات والأشكال التي تريد تلوينها، ثم اضغط على أداة الدلو لتجعل الشكل مجموعة حية قابلة للتلوين. ألغ اختيار كل شيء، وحدد لونًا لملء كل جزء في الشكل، ثم طبقه على الشكل بالنقر بأداة الدلو في المكان الذي ترغب بالتلوين فيه. ورغم أننا رسمنا الشخصيات بمسارات مفتوحة في الغالب إلا أن أداة الدلو ستلون أجزاء الصورة كما لو كانت مسارات مغلقة. كما ترى في الصورة أعلاه، فإن تناسق لون الشعر والبشرة للصورة الرمزية يجعلها تعبر أكثر عن الشخصية التي تمثلها. يمكنك إضافة ظل للصورة بالذهاب إلى قائمة Object، ثم Expand، لجعل الألوان التي خصصناها للشخصية دائمة، واختر من المربع الحواري خيار Object. من القائمة المختصرة بالزر الأيمن للفأرة، اختر ungroup أكثر من مرة حتى تتأكد من فك كل المجموعات التي أنشأناها من قبل. حدد أحد جزئي الشعر ثم اضغط ctrl+c أو cmd على ماك لنسخه، ثم ctrl+f للصقها أعلى الرسم. غيّر لون الملء إلى الأسود، ثم اجعل شفافيته 10%. حرّك الشكل إلى أسفل قليلًا ليغطي جزءًا من الوجه. استخدم أداة القلم لكي تحيط الأجزاء التي لا تريدها من الشكل الأسود الذي كررناه قبل قليل لكي تشكّل أداة مؤقتة نستخدمها مع أداة pathfinder، حدد كلا الشكلين واضغط زر minus front. كرر العملية باستخدام نسخة من شكل الوجه الأساسي لتنشئ ظلًا صغيرًا على الرقبة، اذهب إلى قائمة Arrange ثم Bring To front لكي تضع الشكل فوق باقي الرسم ارسم إطارًا عامًا باستخدام القلم حول الأماكن التي تريد حذفها، ثم حدد كلا الكلين واختر Minus Front في لوحة pathfinder. ويجب أن تكون النتيجة النهائية تصميم فكتور لصورة رمزية لطيفة يمكن استخدامها كصورة رمزية على الإنترنت، ويمكنك إنشاء عدة شخصيات من هذا الشكل الأساسي كما ذكرت بالأعلى، وستظهر تلك الصور بوضوح في أماكن الصور الصغيرة المساحة بسبب تصميمها البسيط. ترجمة -بتصرف- لمقال How To Create Vector Avatar Characters with Adobe Illustrator لصاحبه Chris Spooner.
-
إن أهم أولوياتك كمطور ووردبريس هي بناء مواقع قوية لعملائك وتحث مستخدميها على التفاعل معها، لكنك تعلم أن القول أسهل من الفعل، فأنت تعرف المتغيرات المختلفة التي تخلق تجربة استخدام رائعة للموقع، لكن ماذا عن المؤثرات الخارجية التي تغيّر موازين هذه التجربة؟ لنأخذ تجربة استخدام الهواتف كمثال على ذلك، فقد كنت من خمس إلى عشر سنين مضت تصمم المواقع لتكون صديقة للهواتف أو بالمصطلح السائد وقتها "mobile friendly”، ثم بعد ذلك صار التصميم المتجاوب "responsive web design” ضروريًا لأي موقع يريد أن يقتحم الساحة الرقمية. أما الآن فإن جوجل تقول أنَّ على مطوري ووردبريس أن يعالجوا تجربة استخدام الهواتف بطريقة مختلفة، فتلك الشركة تبدو وكأنها في مهمة لتطوير الويب، فقد صارت أكثر حزمًا في شأن ميثاق https، وعاقبت المواقع التي لا تلتزم بها، وكذلك تعامل المواقع التي لا تهتم بإمكانية الوصول بالمثل، وهكذا ترى أن تحول مبادرتها "mobile-first" (الهواتف أولًا) هي مسألة وقت فقط. وقد قدّمت حلولها الخاصة للناشرين ومطري الويب الذين يرغبون في إنشاء تجربة استخدام صديقة للهواتف، وهي AMP - Accelerated Mobile Pages أو صفحات الهواتف المسرَّعة، ويبدو أنها هبة من الله إذ تعد بتفاعل سريع مع مستخدمي الهواتف، بما أن تجربة استخدام الهواتف تلعب دورًا كبيرًا في عملية تطوير ووردبريس في الأساس. وسننظر في هذا المقال عن ماهية AMP، وما تفعله بمحتوى موقعك، ولماذا تُقلق بعض المطورين. ما يجب أن تعرفه عن صفحات الهواتف المسرّعة دعنا نبدأ بتعريف بسيط لها، فهي مبادرة مفتوحة المصدر "open source” ظهرت في 2015 بهدف تطوير سرعة المواقع على الهواتف، لكن جوجل تقول أنها تطورت أكثر من مجرد تطوير تجربة الاستخدام على الهواتف، فقد طُوّرت بالأساس لتكون حلًا يساعد الناشرين على الربح من شريحة مستخدميهم الذين يستخدمون الهواتف: نريد أن تحمّل صفحات الويب التي تحتوي على محتويات غنية مثل مقاطع الفيديو والرسوم المتحركة والتصاميم المرئية جنبًا إلى جنب مع الإعلانات الذكية، كما نريد أن تعمل نفس الشفرة البرمجية في أكثر من منصة، وأكثر من جهاز، كي يظهر المحتوى بسرعة بغض النظر عن الجهاز الذي تستخدمه وإن هذه لحركة ذكية من جوجل بعد الضربة التي أتت من ad blocker. وإن كنت تتساءل كيف تبدو AMP فلعلك قابلت بعض المقالات بهذه التقنية في إبحارك في الويب على هاتفك لكنك لم تكن مدركًا لها، إليك كيف تبدو تلك المقالات: أترى رمز الصاعقة إلى جوار توقيت المنشور؟ هذا مؤشر على AMP، وبمجرد الضغط على هذا المقال في نتائج بحث جوجل تنتقل إلى هذه الصفحة: إنها تشبه المحتوى المتجاوب بشكل ما، لكن لو نظرت إلى سطر عنوان الويب بالأعلى فسترى أنه لجوجل، ذلك أن موقع المقال هو التالي: https://www.google.com/amp/s/www.gq.com/story/what-is-art-basel-coolest-streetwear-guys-interview/amp أما إن أردت الذهاب مباشرة إلى مصدر المقال فيجب أن تضغط على رمز الرابط التشعبي الذي يشبه السلسلة في الأعلى: من الفوارق الأخرى أيضًا بين تجربة المستخدم العادية في الهواتف وتجربة صفحات الويب المسرّعة هي مركزية الإعلانات في تلك الأخيرة، لا أقول أن كل صفحة تهيؤها لـAMP يجب أن تهيأها للربح، لكن هذا بعض من منافع هذه التقنية، إليك كيف يعرض المقال إعلانًا فيه: ولعلك لن تستهجن هذا الأسلوب إن كنت معتادًا على أسلوب المقالات اللحظية من فيس بوك (Facebook Instant Articles)، فالفرق الأساسي بين الاثنين هو أين تجد المحتوى المهيأ للهواتف، إذ أن مقالات فيس بوك اللحظية متاحة فقط من خلال فيس بوك، أما مقالات AMP فهي تقريبًا في أي مكان في الويب (جوجل، تويتر، Medium، Bing، … ) ما يجعل الأخيرة مرغوبة لمن يريد أكثر مما يقدمه فيس بوك. هل تستحق تقنية AMP الانتقال إليها؟ عادة ما تُذكر ووردبريس مقرونة بالسرعة وتهيئة الأداء هذه الأيام، ذلك أن مستخدميك ليس لديهم صبر -وفقًا لجوجل- يجعلهم ينتظرون الموقع حتى يحمّل. وتستغرق ثلاثة أرباع مواقع الهواتف أكثر من عشر ثوان للتحميل، هذا لا يناسب 53% من مستخدمي الهواتف الذين يتركون الموقع بعد ثلاث ثوان فقط من وقت التحميل، ويمكنك إدراك السبب الذي جعل جوجل تهتم بإطلاق مبادرة مثل AMP إن علمت أن المواقع تجنب أرباحًا تصل إلى الضعف من متصفحي الهواتف حين يحمل الموقع في أقل من خمس ثوان مقارنة بتسع عشر ثانية. وترجع سرعة هذه التقنية إلى ثلاثة عناصر أساسية: AMP HTML: وهي مجرد نسخة مصغرة من HTML. AMP JS: هذه نسخة AMP من جافا سكربت، وهي تستخدم جافا سكربت لتنظيم تحميل مصادر الصفحة. AMP Cache: وذلك النظام هو المسؤول عن جلب محتوى AMP، ومن ثم تسليمه إلى المستخدمين بأسرع وقت. ووفقًا للدراسات التي أجراها القائمون على مشروع AMP على بعض المستخدمين لديهم فإن التقنية تزيد التفاعل في الموقع وبقاء الزوار عليه، ومن ثم زيادة نموّه، فإن مجلة TIME مثلًا تقول أن الزوار يقضون وقتًا أطول بـ13 مرة على نسخة الهاتف من موقعها لما استخدمت تقنية AMP، أما Gizmodo فيقول أن 80% ممن يأتون من AMP يكونوا زوارًا لأول مرة. وإضافة إلى ما سبق فإن من مزايا تقنية الصفحات المسرّعة ما يلي: لا تحتاج ميزانية ضخمة أو فِرَقًا كبيرة من المطورين، بل يستطيع أغلب المطورين أن يتعاملوا معها بمهاراتهم التي لديهم، خاصة إن كانوا يتعاملون مع ووردبريس. تَعِدُ بأن المطورين سيستطيعون بناء تجربة استخدام مرنة ومخصصة للهواتف، ويمكنك التأكد من هذا الوعد بمراجعة المقال آنف الذكر من موقع GQ. تتكامل AMP -وفقًا لجوجل- مع أكثر من مئة أدوات التحليل ونظم إدارة المحتوى وغيرها. يزعم القائمون على متصفح bing أن AMP تحمّل أسرع بنسبة 80% من غيرها. ولكن من الناحية الأخرى فإن الصفحات المسرّعة ليست مثالية، فهناك بعض المطورين والناشرين الذين أبدوا قلقهم منها، إليك بعض تلك الأمور التي قد تجعل AMP غير مناسبة لكل المواقع: تجربة الاستخدام المحيّرة انظر مثال GQ السابق مرة أخرى: تعود علامة X التي في أعلى اليسار بالمستخدمين إلى صفحة نتائج البحث في جوجل، فما لم يكن المستخدمين على دراية بتقنية الصفحات المسرّعة سيسبب ذلك بعض الحيرة للمستخدمين حين يريدوا أن يذهبوا إلى موقعك أو إلى مصدر المقال، ويبدو أن جوجل تدرك هذه المشكل وتعمل على حل أفضل لتصميم الشريط العلوي. سوء التكامل مع الإضافات قد تعطيك تقنية الصفحات المسرّعة أداءً جيدًا بالنسبة لتهيئة الموقع لمحركات البحث بسبب تجربة الهواتف المحسّنة، لكن لأنها تستخدم نسخة خفيفة جدًا من HTML وجافاسكربت فإنها لا تعمل جيدًا مع الإضافات، خاصة تلك التي تضيف استمارات تواصل أو رسائل منبثقة أو أي محتوى متغير على موقعك. مشكلة تحليلات جوجل هناك مشكلة معروفة وموثّقة جيدًا في تحليلات جوجل تحدث حين تحاول التعامل مع حركة الزيارات في AMP، وتدرك جوجل ذلك لكن لم تحلّها بعد، لذا ستعتمد على تحليلات AMP إن أردت بيانات دقيقة عن الزيارات في موقعك. صعوبة التطبيق قد يجد بعض المطورين صعوبة في استخدام وتطبيق تقنية الصفحات المسرّعة، فقد لا تناسب كل أنواع المواقع أو أنواع المحتوى المختلفة، فمثلًا يجد هؤلاء المطورين مشاكل فيما يلي: قد تعمل AMP جيدًا مع مقالات المدونات والأخبار، لكن ليس صفحات الويب، فالنوع الأول الذي يركّز على القصص هو الذي سينتفع من التقنية. تحتاج أن تنشئ نسختين من المحتوى لديك، نسخة بها إصدارات للأجهزة المكتبية والمحمولة كما كنت تفعل، وأخرى خاصة لتقنية الصفحات المسرّعة. إن كنت تعرف HTML وCSS فهذا سيقلل منحنى التعلم، لكن يجب أن تستخدم قواعد AMP الخاصة بها لإعادة كتابة شفرتك البرمجية وتحديث وسوم الوسائط "media tags” لكل محتوى تريد أن تدخله تحت مظلة AMP. البدء باستخدام AMP في ووردبريس 1. ثبّت إضافة AMP for WP في ووردبريس يمكنك الاطلاع على شرح مفيد لمطور الإضافة لبيان كيفية تثبيتها في هذا الفيديو: رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=Em1nsE_KaKw وأريدك أن تنتبه إلى الملاحظات الآتية أثناء تصفح الإضافة: أنها تدعم استمارات تواصل عديدة وإضافات لإجراءات قد تريدها من المستخدمين لم يكن بإمكانك أن تضيفها بنفسك بدونها. ستجد على الموقع الخاص بها قسم للشروح يفيدك في معرفة كيفية استخدام محتوى AMP للبحث، وكيف تستخدمه مع WooCommerce، وهكذا. تضيف الإضافة قسمًا لبناء صفحة AMP يسهّل عملية إنشاء محتوى مصمم خصيصًا للهواتف، إليك فيديو يشرح هذه النقطة من مطورها أيضًا: رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=vAGPFKKm5G4 2. أنشئ المحتوى الخاص بك تأكد من مراجعة شروحات Google AMP كي تعرف كيفية كتابة الشفرة البرمجية المناسبة وتخصص صفحاتك وفقًا لقواعدها، يمكنك أيضًا أن تستفيد من ذلك في تعلم كيفية إضافة مزايا متقدمة وتصميمات تفاعلية في AMP. 3. ربط المحتوى الخاص بك ستضيف بعض الوسوم كي تري جوجل والمنصات الأخى التي تنشر محتوى AMP أن هذه الصفحات -موقعك- تقع تحت هذا التصنيف أيضًا: فأدخل هذا الوسم في الصفحة الأصلية لموقعك: <link rel="amphtml" href="http://www.yourwebsite.com/blog/amp/"> أما في صفحة AMP التي أنشأتها، فضع الوسم التالي: <link rel="canonical" href="http://www.yourwebsite.com/blog/"> 4. قم بتعديل ترميز Schema أنت تعرف لا شك أهمية إضافة ترميز schema.org إلى موقعك من أجل SEO أفضل، ويجب أن تعدّل هذا الترميز من أجل الصفحة التي أنشأتها لـ AMP. ذلك أن المحتوى العادي لا يتطلب سوى أن تحدد متغيرات مثل headline وimage في ترميز schema، لكن محتوى AMP به بيانات صارمة يجب أن تُحدد كما توضح جوجل هنا. لذا إن أردت أن تضعك جوجل في مقدمة نتائج البحث وتعطيك رتبة ممتازة، فيجب أن تغير منظورك لكتابة ترميزك لمحتوى AMP. لاحظ أيضًا أنك لا تستطيع استخدام microdata لمحتوى AMP، بل لا يُسمح إلا بـ JSON-LD.5. 5. أضف تحليلات جوجل صحيح أن تحليلات جوجل قد يكون بها مشاكل حاليًا، لكن هذا لا يمنع استخدامها لمراقبة محتوى AMP لديك، فلا يعرف المرء متى قد تصلِح جوجل مشكلة تكامل صفحات الهواتف المسرّعة مع تحليلات جوجل. ولا يستغرق إعدادها إلا شيئًا يسيرًا لا يتجاوز وضع معرّف تحليلات جوجل الخاص بك في إضافة AMP. 6. فهرسة محتوى AMP في منصة بحث جوجل من المهم أن تدرج محتوى AMP الخاص بك في منصة بحث جوجل، فستجد تحت تبويب Search Appearance خيار Accelerated Mobile Pages -الموضح في الصورة-، ويجب أن تظهر صفحاتك هنا بمجرد أن يتم اعتمادهم، ويمكن حينها أن ترسلهم للفهرسة. خاتمة أتمنى أن تعرف الآن أن السر في نجاح تقنية صفحات الهواتف المسرّعة هو أنها تستخدم نسخة محدودة من HTML وجافاسكربت كي تجعل المحتوى سريعًا على الهواتف، فتأكد أن تدرج محتوى AMP في عروضك على المشاريع إن عرفت أن عملاءك ينتفعون من محتوى AMP لمواقعهم. ترجمة -بتصرف- لمقال Getting Started with Google AMP in WordPress لصاحبته Brenda Barron
-
- صفحات الهواتف المسرعة
- amp
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
حين تُستخدم كلمة مرن (Agile) في مجال الرياضة فإنها تشير إلى الحيوية، والطاقة والمرونة، ويوصف بها الرياضيون وأبطال الأولمبيات الذين تميزوا في ألعابهم، كما يمكن استخدامها لوصف العمليات العقلية التي تتسم بالسرعة والمرونة والحدّة. أما في عالم تصميم تجربة المستخدم فإنها تشير إلى عدد العمليات التي تبدأ بميزانية قليلة، وتجمع فرقًا من المساهمين من أجل إنهاء سلسلة مهام معينة. ويركّز المنظور المرن على التفاعلات والأفراد، ومساهمات المستخدمين، والاستجابة السريعة للتغيير. منهجية التدافع (Scrum Methodology) بدأ استخدام نمط العمل المرن المبني على نموذج التدافع (Scrum Model) لأول مرة في تصميم البرمجيات، ويبدأ عادة بفريق يخطط لاجتماع يقسّم الأعضاء فيه العمليات إلى أجزاء صغيرة ويقررون أي المهام ستوكل إلى كل عضو، ثم ينشئون قائمة بالمهام التي يمكن إنهاؤها في إطار زمني محدد، ويكون عادة بين الأسبوعين والشهر. ويقوم فريق التدافع (Scrum Team) بكتابة الشيفرة البرمجية واختبار أداء المزايا خلال المرحلة الأولى التي تُسمّى "First Agile Sprint”، وهي إطار زمني قصير من العمل المكثّف. ويحضر أعضاء هذا الفريق اجتماعات قصيرة يومية ينظمّها شخص تكون مهمته أشبه بالمدرّب، ويطلق عليه عادة "Scrum Master”، ويشارك الأعضاء في هذه الاجتماعات ما أنجزوه ويفكرون في حلول للمشاكل، وتحافظ هذه الاجتماعات اليومية على إبقاء جميع الأعضاء مدركين لما فعله كل واحد منهم خلال تلك المرحلة. الصورة عبر الموقع prosoftnearshore.com. ثم يعرضوا ما أنجزوه في نهاية المرحلة على المالكين (حملة الأسهم [stakeholders]) ليتلقّوا منهم النقد والملاحظات، فيخططوا للمرحلة التالية من التطوير وما سيتغير فيها أو يُراجَع على ضوء هذه المراجعات. ويساعد نمط العمل المرن الفرَق على إنهاء المشاريع أسرع، لهذا تبنّت مجالات مثل القانون والتسويق منهجيات مشابهة، ذلك أن نمط العمل المرن في تجربة المستخدم هو المسؤول عن رسم الخطوات من أول البحث وتجميع بيانات المستخدمين من خلال اختبار قابلية الاستخدام، وذلك قبل التطوير مباشرة. ويُقدّر من يستخدمون نمط العمل المرن لتجربة المستخدم بنحو 69% من العاملية في مجال تجربة الاستخدام، ولدى جوجل منهجية تيسّرالانتقال من التصميم إلى الاختبار في وقت لا يتجاوز أسبوعًا، لكن لا شك أن كل منظّمة تستطيع أن تعدّل مراحل تلك المنهجية لتناسب أفضل الإطارات الزمنية لمشاريعها. الانتقال إلى أنماط عمل تجربة المستخدم المرنة يسرّع العمل الجماعي من عملية التحول إلى مخططات العمل المرنة إذ ينشئ المصممون والمطورون والمدراء فرقًا مشتركة تتداخل وظائفها ليعمل الجميع على أوجه مختلفة من المشكلة في نفس الوقت. وتركز كل فئة -كمجموعة و كأفراد- على أنشطة المستخدم واحتياجاته وتفاعلاته، وتنظر إلى كل ناحية من خلال تلك العدسة. وتكون العملية بهذا الشكل سلسلة من المراحل أو الأجزاء، ويمكن أن يرجع التطوير من أجل تصحيح خطأ أو فكرة غير صحيحة، أو يتقدّم للأمام إلى المرحلة التالية. تصميم تجربة المستخدم القِطَعية للتخطيط المرن (Chunk UX Design) قد يكون من المغري أن ينقل الفريق تركيزه من تلبية احتياجات المستخدم إلى إنهاء المهام التي بين يديه حين يتحرك بسرعة ليرى المشروع من البداية إلى النهاية في فترة موجزة للغاية. وإن المنتج النهائي لن يكون له قيمة إن لم يحقق الأهداف التي صُمم من أجلها. ويأتي دور التصميم القِطَعي (Chunk design) هنا في أنه يقسّم العمل إلى مهام أصغر كي تعيد تركيزك إلى البحث المرتكز حول المستخدم، فتحدد أولًا هدفك ثم تخطط أنشطة تجربة الاستخدام التي تدعم هذا الهدف، ثم بعد ذلك تقسّم تلك الأنشطة إلى مهام أصغر، وتستخدم بعدها برنامج يعتمد النظام المرن-agile أو بطاقات لاصقة لإنشاء قصص المستخدم- user stories. ويجب أن تقرر الترتيب المناسب لإنجاز تلك المهام ومن سيكون مسؤولًا عن كل واحدة، ويجب أن يكون كل قرار مرتبطًا بإحدى قصص المستخدم- user story. العمل مثل جوجل تتبع عمليات التصميم القوية خطة نظامية، لكن تمهّل قليلًا إن خرجت فكرة عما هو مخطط لها إذ هناك دومًا مساحة للتنفيذ مرة أخرى، وأعد النظر فيها مرة أخرى قبل التقدّم لما بعدها. ويتضمن أسلوب العمل في جوجل خمس مراحل، يحق للمصممين أن يتنقلوا بينها ذهابًا وإيابًا في أي وقت. ودعنا نلق نظرة على كل واحدة من تلك الخطوات التي صممت لتستغرق كل منها يومًا واحدًا، وتستطيع الشركات التي لا تتبع الخط الزمني لجوجل أن تستخدم نفس التسلسل لكي تتحول إلى نمط عمل مرن هي الأخرى. تفصيل المشروع (Unpack the Project) تبدأ مرحلة التصميم في جوجل باجتماع يشمل كل الأفراد الذين لهم علاقة بالمشروع من مختلف أقسام المؤسسة، من المصممين إلى مسؤولي المبيعات إلى ممثلي خدمة العملاء وحتى المدراء، إذ يجب أن يدلي كل هؤلاء بآرائهم من البداية. وبسبب هذا الجمع من الأشخاص ومستويات المسؤولية، فمن من المفيد هنا دعوة شخص تكون مهمته إبقاء الحديث داخل نطاق المشروع. إليك بعض الأمور التي يجب أن تناقشها في خطوة تفصيل المشروع: قدّم تصورًا عامًا عن الكيفية التي ستنتفع بها الشركة من الحل الذي لديك. اعرض مقارنات لما لدى المنافسين لك. استعرض المشكلة والحلول الجزئية الحالية التي تحاول معالجتها. جهّز شخصيات المستخدمين التي تستهدفها، وكذلك نتائج التحليلات التي قمت بها. لخّص الحل الذي تقترحه. استعرض مقاييس تجارية تدعم نجاح الحل الذي تقدّمه. إن نمط العمل المرن يبدأ بتوضيح رؤيتك من البداية، حتى لو لم تتبع أو تستخدم تسلسل جوجل في مشاريعها، فيقدّم المصممون رؤيتهم المبدئية للفريق، سواء عبر رسومات سريعة "Sketches” أو عبر تخطيط لرحلة المستخدم "cutomer journey mapping” داخل الموقع أو المنتج بشكل عام. صياغة مسوّدات للحلول (Sketching Solutions) يتفرق كل من حضر اجتماع تفصيل المشروع لينشئ رسومات بسيطة باستخدام قلم وورقة للحلول المحتملة، وللمشاركين أن يقسّموا الحلول إلى أجزاء صغيرة، ويوضّحوا الترتيب الذي يرونه لتلك الأجزاء. وبشكل عام، ابدأ بإطار عمل بسيط، وستتضح التفاصيل مع الوقت في كل مرة تكرره فيها. اتخاذ القرارات (Making decisions) اسرد العوامل المهمة لك، مثل ميزانيتك، والعوائق التقنية، ومدخلات المستخدمين، ثم راجع الحلول المحتملة لتقلل هذه الحلول إلى عدد محدود وفقًا لما تقتضيه العوامل التي لديك. أيضًا، أنشئ لوحات قصصية "Storyboards” لأفضل الحلول التي جمعتها، واستخدم حائط تصميم "Design Wall” -حائط أو لوحة تعلق عليها الحلول- لتعرض الحلول التي لديك، ثم أعد تقييمها من حيث تركيز كل منها على المستخدم. إنشاء نماذج أولية (Creating Prototypes) تأخذ كل مجموعة أحد الحلول وتبدأ في العمل، تقترح جوجل هنا بناء نماذج أولية بسرعة باستخدام قوالب Keynote أو أي أداة أخرى تسمح بتطوير النماذج في فترة يوم. لا تنس أن تطور عملية اختبار لهذه النماذج لاستخدامها في اليوم التالي أو المرحلة التالية، ويحبّذ كذلك أن تدعو حمَلة الأسهم للمشاركة في كل خطوة. اختبار التصاميم (Testing Designs) اطلب من المستخدمين أن يتفاعلوا مع نموذجك الأولي، وسجّل أنت ملاحظاتك عن تفاعلهم بينما يستخدموه لترى ما الذي لم يحدث كما خططت له، فإن تجربة المستخدم هي التي ستقود المرحلة التالية. يمكن هنا أن يسجّل المصممون المشاكل في تجربة الاستخدام من أخطاء التصميم أو مشاكل الأداء الخلفي (Back End Performance). قد تحتاج المؤسسات في البداية إلى وقت أطول من المتوقع لإنهاء بعض المراحل، تمامًا مثلما يتطور الرياضيون مع التمرين المستمر، لذا فإن فرق التصميم ستنجز أسرع مع التدرب المستمر والمتكرر، وسواء كنت ستجعل نمط العمل المرن الخاص بك مثل نموذج جوجل أو ستطور واحدًا مختلفًا لمؤسستك، فإن إدارة الوقت ستكون جزءًا مما يجعل العملية المرنة ذات كفاءة إنتاج عالية. تعقّب الوقت وضبطه (Time Tracking and Time Boxing) يتوقع أسلوب العمل المرن تقدّم العمل ويتابعه على مدار الوقت تمامًا كما يتوقّع العدّاء الوقت اللازم لإنهاء مسافة ما ويستخدم نقاطًا على طول تلك المسافة ليتابع إنجازه. وتساعد هذه التوقعات الفِرَق على توقع الوقت اللازم لتسليم منتج ما، وقد يكون حساب وقت كل مرحلة صعبًا في البداية، لكن ستجد أن العمل يسير على نمط يمكن توقعه مع الوقت، فيمكنك معه توقع الوقت اللازم لإنهاء مهام فردية خلال المرحلة. أما ضبط الوقت فيتضمن وضع وقت محدد يمكن لنشاط أن ينتهي فيه، فضع إطارًا زمنيًا لبحث تجربة المستخدم وراجع الاجتماعات والمراحل كي تقف على أسباب زيادة الكفاءة، هذا الأسلوب سيدفع كل عضو أن يرفض الأفكار التي لا تصلح مباشرة، ويركز على تلك التي تبدو واعدة. العمل الجماعي هو الذي يوجه مخطط العمل كما أن مرحلة التصميم لها أجزاء واضحة تتجانس معًا، فإن كل عضو في الفريق له دور داخل حلقة تتكرر، فالمصممون يتصورون الصفحات بشكل عام، ويناقشون مهام التصميم على أنها ضرورة لإنشاء الصورة الكاملة، لكن ذلك قد يعني أنهم يعملون بشكل مستقل عن بقية الفريق. ولتلافي ذلك، اكتب مهامًا -مثل قصة المستخدم user story- ، وأشرك الفريق في إنشاء محتوى موجه لأهداف منفردة صغيرة، واسمح للصورة الكاملة أن تتطور من مدخلات الفريق. وإن للمصممين أغلب المدخلات في المزايا التقنية الضرورية للمشروع "Backlog#Product_backlog)"، وكذلك التحليل والتطوير والاختبار، ويكون الوقت مناسبًا لمساهمة المصممين حين يبدأ مطوِّر في العمل على التفاصيل، ويمكن استخدام أدوات إدارة مشاريع مثل basecamp ومنصات التصميم مثل UXPin وتطبيق invision لتسهيل عملية التواصل بين المصممين والمطورين. إن دورة التصميم التكراري هذه تشمل التصميم من أجل القصص الفردية، وتخوض كل منظمة عملية فريدة حين تنتقل إلى مخطط عمل مرن لتجربة المستخدم، فكن مستعدًا للتغيير إلى أن يتطور فريقك ومنتجك إلى شيء أكبر مما كنت تتصور في البداية. ترجمة -بتصرف- لمقال How to Create an Agile UX Workflow لصاحبه Stephen Moyers
-
- 1
-
- التطوير المرن
- scrum
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
في كل مرة أسمع فيها كلمة "بيان" (manifesto) تسري رعدة في جسدي، إذ أنها متصلة في ذهني دومًا بالسياسة، ألا ترى أن الساسة الذين لا يستحقون الثقة يستخدمونها قبل الخوض في سيل وعود ما قبل الانتخابات، والتي سيتناسونها مباشرة بعد خداع الناس كي يعطوهم أصواتهم؟ لكن البيان الذي أسعد بالقول أني لا تصيبني نفس الرعدة حين أسمع به هو بيان Agile (التطوير المرن) لتطوير البرامج، ذلك الذي يضع مبادئ عامة لتطوير البرمجيات. وقد ظهر هذا البيان نتيجة حيرة سببها أسلوب الشلال التقليدي "Waterfall process" الذي كانت تُجهَّز فيه كل المتطلبات دفعة واحدة مقدَّمًا، وترسم التصاميم وتُعتَمد ثم تُختَبر، وكل ذلك بأسلوب خطي (Linear). وقد كان ذلك أسلوبًا عقيمًا ومرهقًا وغير فعّال لتطوير البرامج. ثم اجتمع بعض المطورين في فبراير من 2001 بعد أن سئموا هذا الأسلوب وخرجوا بشيء أفضل، وهو أسلوب Agile لتطوير البرمجيات -حيث agile تعني مرن-، وكتبوا بيانًا يضعون فيه المبادئ العامة لهذا المنظور الجديد من أجل نشره في وسط المبرمجين: وقد ألهمني بيان Agile فوضعت بياني الخاص حول تجربة المستخدم كي أنشر ما أظنها بعض المبادئ المهمة في تجربة الاستخدام، وأنا أسوقها إليك فيما يلي. التعاون عوضًا عن العمل في صوامع كتبت فيما مضى عن كيف أن تجربة المستخدم تشبه الرياضة الجماعية، ويجب أن يُنظر إليها هكذا، ذلك أن التعاون مفتاح لتصميم تجربة مستخدم رائعة، سواء كان تعاونًا مع مصممين آخرين أو مطورين أو خبراء في النطاقات (domains) أو المستخدمين أنفسهم أو حاملي الأسهم في الشركة، …إلخ. ولأن تجربة المستخدم هي المساحة المشتركة بين كل من حاجة المستخدم وقيود التقنية وأهداف الشركة، فلا يمكن أن تكون أي شيء غير مجهود جماعي، أما البديل فيشبه أسلوب "اقذفها من فوق السور" الذي لا زالت بعض شركات التصميم تستخدمه للأسف. إذ يجلس بعض المصممين في برجهم العاجي ليخرجوا ببعض التصاميم التي "تبدو" رائعة ثم يلقونها من برجهم ذاك إلى فريق التطوير كي يعتمدها، وقد ركّزت على كلمة "تبدو” لأن تلك التصاميم لا تجتاز قنطرة الفحص والمراجعة لأنها بُنيَت على افتراضات فقط. ثم يأتي حملة الأسهم ليشتكوا أن أحدًا لم يستشرهم في تلك التصميمات، ويشتكي فريق التطوير أن التصميمات يستحيل تطبيقها واعتمادها، ويجد المستخدمون أنفسهم في النهاية أمام تصميم لا يحل مشكلتهم أو يلبي حاجاتهم. النماذج الأولية التفاعلية، عوضًا عن التوثيق الثابت إنني أكره كتابة التوثيق لأنه نشاط ممل يدمّر نفسيتي في كل مرة، ولا أحد يقرؤها في النهاية، ويجب أن تُحدَّث كلما تغير التصميمات أو المتطلبات، ومن الصعب أن تكتب التوثيق بدرجة تفصيل مناسبة، فالإسهاب أكثر من اللازم يجعل المطورين يهربون من قراءته، وكذلك الإيجاز أكثر من اللازم يجعلهم يكثرون من الأسئلة حتى لَتَعجَبَ من جدوى التوثيق أصلًا. من أجل ذلك فإني أفضّل النماذج الأولية التفاعلية، فهي أفضل طريقة لعرض التصاميم ومتطلباتها لأنها تظهر كيف ستعمل التصميمات في سياقها، أو على الأقل في سياق افتراضي، فبدلًا من توثيق مرهق عن ماذا سيحدث حين ينقر المستخدم على هذا أو ذاك، يمكنك ببساطة أن تعرض ذلك الحدث كتفاعل في النموذج الأولي. ويحب المطورون النماذج الأولية لأنها تريهم كيف سيعمل التصميم، ويحبها حملة الأسهم لأنها تريهم التصميم حيًا يتحرك أمامهم، وكذلك فإن من يختبر التصميمات يحبونها أيضًا لأنها تريهم كيف يعمل التصميم وكيف سيبدو في النهاية. والأهم من هذا كله أن النماذج الأولية مهمة لجمع الملاحظات من المستخدمين من خلال جعلهم يتفاعلون مباشرة مع التصميم. وقد صار من السهل جدًا هذه الأيام أن تنشئ تصميمات تفاعلية بسرعة بسبب كثرة الأدوات التي تقوم بهذا والتي زادت في السوق مؤخرًا. يمكنك إنشاء نموذجًا أوليًا بسرعة وبسهولة باستخدام برنامج مثل Axure. التصميم للمستخدمين عوضًا عن التصميم لحملة الأسهم إن مصطلح UX يختصر كلمتي User eXperience واللتان تترجمان إلى "تجربة المستخدم"، لطالما تساءلت لماذا كانت X وليس E من الكلمة الثانية، لعلها تبدو أجمل هكذا، المهم أني أريدك أن تذكّر نفسك بمعنى هذا الاختصار في كل مرة يأتيك أحد حملة الأسهم ليحاول التحكم في مسار أو شكل تصميم ما. ذلك أنك تصمم للمستخدم بالنهاية، وليس لحملة الأسهم، ولو كان حملة الأسهم هم من يدفعون المال لهذا التصميم كي يخرج إلى النور فإن المستخدمين هم في النهاية من يحكمون على نجاح أو فشل التصميم وليس حملة الأسهم. فالتصميم الرائع لتجربة المستخدم يدور حول العثور على نقطة وسط بين حاجات المستخدم وقيود التقنية وأهداف الشركة. فلا شك أن حملة الأسهم لن يفكروا في أي شيء سوى المال، وكذلك الفِرَق التقنية لن تفكر في أي شيء سوى قيود التقنيات التي يستخدمونها، فيؤول الأمر في النهاية إلى تجربة الاستخدام ومن يختبرها كي يعتنوا بالمستخدمين من خلال التفكير في حاجاتهم وتلبيتها. ما يحتاجه المستخدمون، عوضًا عما يريدونه إنني والد لطفلين صغيرين، وأنا أعلم -كأي أب- أن ما يريده الأطفال يختلف تمامًا عما يحتاجونه حقًا، فلو أني تركتهم لما يريدون لقضوا أغلب النهار في مشاهدة التلفاز وهم يأكلون الشوكولاتة والكعك والمثلجات. وكذلك فإن مهمة معرفة حاجات المستخدم تقع على عاتق المصممين وليس المستخدمين أنفسهم، ويدعم ستيف جوبز -أحد مؤسسي Apple- هذا الكلام بقولته المشهورة "ليست مهمة المستخدمين أن يعرفوا ما يريدون". وقد كتبت من قبل عن كيف أن المستخدم ليس دائمًا على حق، فلا يمكنك أن تعرف ما يحتاجونه بمجرد سؤالهم، بل عليك أن تفهمهم وتفهم مشاكلهم وأهدافهم، وسبب حيرتهم، ودوافعهم، والمهام التي يريدون تنفيذها. صحيح أن بإمكانك سؤالهم وإشراكهم في كل خطوة من عملية التصميم، لكن لا تتوقع أن يقوموا بعملك بدلًا عنك. ما يفعله المستخدمون عوضًا عما يقولونه لقد راقبت عن كثب مئاتٍ من جلسات اختبار سهولة الاستخدام عبر السنوات الماضية، قضيت فيها ساعات تلو ساعات أشاهد فيها الناس تستخدم تقنيات من هنا وهناك، وقد وجدت نمطًا يتكرر في كل تلك الجلسات، وهو أن ما يقوله المستخدمون يختلف تمامًا عما فعلوه. إليك مثالًا لتوضيح قصدي: أنا: كيف وجدت هذا المنتج من حيث سهولة استخدامه؟ المشارِك: أوه، لقد كان سهلًا، لم أعاني أية مشكلة في استخدامه. أنا: حقًا؟ لم تختبر أية مشكلة؟ المشارِك: لا. أنا: فماذا عن المهام الثلاثة التي لم تستطع إتمامها، أو تلك النافذة التي قلتَ أنَّ من صممها غبي؟ المشارِك: آه صحيح! .. لكن بخلاف ذلك، لقد وجدته سهل الاستخدام. قد يستحي المشاركون من الاعتراف أن منتجًا ما صعب الاستخدام، أو أنهم يرفضون الاعتراف أن هم اضطروا لتنفيذ الأمر بطريقة ملتوية، بل إنهم حتى قد لا يتذكروا أنهم واجهوا مشاكل أصلًا، إذ تخبرنا قاعدة peak-end أننا نميل إلى تذكّر لقطات سريعة من أي تجربة، فحين يخبرك أحدهم أنه وجد س أو ص سهل الاستخدام رغم أنك راقبته ووجدت الأمر خلاف ذلك، فاعلم أنَّه لا يحاول خداعك، بل في الغالب يعني ما يقول. فما أريد قوله هو أن المهم هو ما يفعله المستخدمون حقًا، وليس ما يقولونه، سواء كان ذلك في تجربة استخدام أو مراقبة مستخدمين أو جمع بيانات استخدام أو حتى سؤال أحدهم أن يصف مهمة أو وظيفة يقوم بها. ملاحظات المستخدمين، عوضًا عن الافتراضات لقد كتبت من قبل "لماذا يجب أن يقوم المصممون بدراسات، ولماذا يجب أن يصمم الباحثون"، فدراسة المستخدم (User Research) وملاحظات المستخدم (User Insights) التي تخرج من دراسة جيدة للمستخدمين هي حجر الزاوية في تصميم تجربة استخدام ناجحة. أما بدون هذه الملاحظات التي تجمعها من المستخدمين فإنك تصمم بناءً على افتراضات، وتخيل معي أنك تصمم منزلًا مثلًا على أساسات هشّة ثم لا يلبث أن ينهار ويخرّ متهدّمًا، فكذلك التصميم بناءً على افتراضات غير واقعية. لكن لا أريدك أن تسيء فهمي، فالافتراضات ليست سيئة في ذاتها، فوضع افتراضات والعمل عليها ثم تقييمها وتعديلها خلال سير العمل فيما بعد قد يسرّع عملية التصميم -طالما أنك تقيّمها فعلًا--. لكن يجب أن تكون ملاحظات المستخدمين هي ما تقود تصميماتك، وليس الافتراضات، فكما قال جوبز "كلما زاد فهمك للتجارب البشرية، كانت تصميماتك أفضل". الواقعية عوضًا عن مثالية التصميم المرتكز حول المستخدم لقد قدّمت عرضًا قبل بضع سنين بعنوان يقول "كيف تخلصت من عادة التصميم حول المستخدم وتعلمت أن أحب التصميم الرشيق لتجربة الاستخدام" في UX Cambridge. وقد تحدثت حول تجربتي مع التصميم المرتكز حول المستخدم (User-Centered Design) وكيف بدأت في اعتماد عقيدة جديدة هي التصميم الرشيق لتجربة المستخدم. فكما ترى فإن لي علاقة حب وكراهية معًا مع هذا التصميم، فأنا أحب فكرة وضع المستخدمين في قلب عملية التصميم، لكني أكره حقيقة أن مشاريع ذلك النوع من التصميم لا تبتعد عادة عن مؤشر الصفر، أو تكون بطيئة ومكلّفة، ولا تقدّم ما وعدت به في البداية. فأظن أن بعض ذلك سببه أننا -مصممي تجربة المستخدم- نميل عادة إلى المثالية حين نعمل في مثل هذه المشاريع، فربما يقول أحدنا "نحن نحتاج على الأقل إلى 12 مستخدمًا قبل أن نفكر في اعتماد التصميم" أو "نحن نحتاج إلى ميزانية كذا وكذا لأعمال دراسات المستخدمين وحدها!". وصحيح أني معجب بالتصميم الرشيق لتجربة المستخدم لكني أريده أن يكون عمليًا فهذا أهم عندي، وقد ذكرت في كلمتي التي ألقيْتها مثلًا عن صيغة mp3، فالشخص المثالي هنا سيكون ذلك الذي لن يتردد في شراء نظام Hi-Fi رغم ثمنه الباهظ، وستجده يتحدث عن مساوئ مشغلات mp3، وكيف أن جودة الصوت منها رديئة وباهتة وصناعية. لكن بالنسبة لنا -باقي المستخدمين لهذه التقنية- فإن الاستماع إلى ملفات بهذه الصيغة عبر سماعات الأذن العادية التي يكون صوتها غير نقي غالبًا، أو حتى عبر مكبرات صوت عادية، أكثر من كافٍ طالما أنه يؤدي الغرض، ناهيك أننا نستمع إلى تلك الملفات في أماكن مزدحمة غالبًا وبها ضجيج أو ضوضاء، فهذه جودة أكثر من جيدة في الواقع. ألن يكون أفضل أن يكون لديك صيغة تعطيك صوتًا أفضل وأغنى بالتفاصيل والطبقات؟ بالتأكيد! لكن من المنظور العملي (pragmatic)، فإن الجودة التي تعطيها صيغة mp3 ممتازة في 99% من الحالات. والشاهد من مثالي الطويل هذا أنك يجب أن تطبّق نفس المبدأ في التصميم المرتكز حول المستخدم، فلا تبذل أكثر من الجهد الذي يخرج معك نتائج مشابهة للتي كان التصميم المرتكز حول المستخدم ليُخرجها، فقط، ولا تزد على ذلك. فلا تخشى تعديل دراسات أسلوبك في دراسات تجربة الاستخدام وأعمال التصميم، فذلك خيرٌ من أن تكون مثاليًا. خاتمة ها قد انتهيت من بياني لتجربة المستخدم، ألخصه لك فيما يلي: التعاون عوضًا عن العمل في صوامع. النماذج الأولية التفاعلية، عوضًا عن التوثيق الثابت. التصميم للمستخدمين عوضًا عن التصميم لحملة الأسهم. ما يحتاجه المستخدمون، عوضًا عما يريدونه. ما يفعله المستخدمون عوضًا عما يقولونه. ملاحظات المستخدمين، عوضًا عن الافتراضات. الواقعية عوضًا عن مثالية التصميم المرتكز حول المستخدم. وأنا أريد الآن أن أسمع منك، فماذا ترى؟ وما هي القواعد التي تريدها في "بيانك" الخاص بك؟ ملاحظة: “ … وأعلم أن هناك قيمة في العناصر على اليمين، لكني أقدّر العناصر على اليسار أكثر". ترجمة -بتصرف- لمقال A UX manifesto لصاحبه Neil Turner
-
- 1
-
- مبادئ التصميم
- دراسة المستخدم
- (و 3 أكثر)
-
إن مجال الرسوم المتحركة مجالٌ قوي به تخصصات كثيرة وأدوات ربما أكثر من أجل تصميم أسلوب أو مظهر معيّن، فلدينا مثلًا برنامج Krita للرسوم المتحركة المرسومة باليد للقصص المصورة مثلًا، وStopGo لفن التصوير المتعاقب، وبرنامج Blender الشهير للرسم والتصميم ثلاثي الأبعاد، وكذلك برنامج openToonz الذي جُعل مفتوح المصدر مؤخرًا، وبرنامج GIMP الذي يمكن تثبيت إضافة GAP للرسوم المتحركة فيه، وغيرهم كثير. وسنستكشف في هذا المقال برنامج Synfig Studio، وهو برنامج صمم لتسريع عملية تحريك الرسوم عبر استخدام النقوش المتحركة Sprites والبينيّة الرقمية Digital tweening بدلًا من فعل ذلك بالتصميمات اليدوية، لهذا فإنه مثالي في حالة الفنان المستقل أو فريق صغير الحجم. وهذا البرنامج جاهز للإنتاج مباشرة بسبب مساهمات جهات مثل استديو Morenva Project الذي يساهم في تطويره، هو وبقية البّرامج مفتوحة المصدر التي يستخدمها للتصميم. التثبيت قد يكون البرنامج موجودًا داخل مستودعات توزيعتك، لكن إن أردت النسخة الأحدث فيمكنك تحميلها من موقع البرنامج، وستجد نسخًا بتحزيم deb وrpm ونسخة tar عامة، واستخدم مدير الحِزَم لتثبيته، أو إن حمّلت نسخة tar ففك ضغطها ثم ضعها في دليل/مجلد directory مناسب مثل "~/bin"، ثم شغّل أمر synfigstudio. الواجهة واجهة Synfig مألوفة غالبًا لمن استخدم برنامج رسوم متحركة من قبل أو حتى برنامج تصميم بشكل عام، فاللوحة التي في أعلى اليسار بها الأدوات، والوسطى بها مساحة العمل، والسفلى بها الخط الزمني والإطارات، أما لوحة الخصائص Property فتوجد على اليمين. وقبل أن نبدأ أريدك أن تذهب إلى قائمة Canvas التي في شريط القوائم وتختار Properties -أو استخدم اختصار مفتاح F8 الوظيفي-، وأدخل مساحة العمل التي تريدها في نافذة Canvas. ربما تود أن تبدأ بأبعاد 1920*1080 -Full HD- إن كان لديك حاسوب قوي نوعًا ما. شخصيًا، أشعر بالأمان حين أختار أبعادًا أكبر من التي أستهدفها ولو بمستوىً واحد إن سمحت مواصفات حاسوبي بذلك لكي أوفر على نفسي تحديث عملي في المستقبل الفريب، لكن طبعًا تبقى احتياجات عملك هي المحددة للأبعاد التي تستخدمها. كذلك تجد في نافذة الخصائص تلك مقدار الوقت الذي تريد أن يكون في الخط الزّمني لملفك، واعلم أن وحدات الزمن بالنسبة للرسوم المتحركة تقاس بالإطارات، وتترجمها إلى المفهوم البشري بعدد الإطارات التي سيشغّلها العمل الفني في الثانية الواحدة، فكلما زاد عدد الإطارات في الثانية زادت سلاسة الحركة فيه، لكني سأستخدم لهذا الشرح 16 إطارًا/ث، وخطًا زمنيًا قدره 128 إطارًا، إذ أني أبتغي به التوضيح لا أكثر. احفظ الملف بعد أن تختار الخصائص التي تناسبك. الرسم والاستيراد ستحتاج إلى عناصر من أجل تحريكها داخل عملك الفني، وSynfig به العديد من أدوات الرسم، لكن أغلب من رأيتهم يستخدموه يفضّلون الرسم في مكان آخر ثم استيراد تلك العناصر. وإن المبدأ وراء تقنية Synfig للرسوم المتحركة هو مبدأ "Paper Cutout" القديم، كما في عمل "Monty Python" لتيري جيلَم أو سلسلة "South Park" التلفزيونية، فكل عنصر تريد تحريكه يتم تثبيته إلى منصة مما يسمح لك بتسجيل كل حركة تنفّذها على هذه المنصة، ويكون الناتج النهائي هو عمل فني لرسوم متحركة. وإن أردت استخدام أدوات Synfig، فستجدها أعلى الناحية اليسرى من البرنامج، وهي الأدوات المعتادة في أي برنامج رسم، مثل أدوات الأشكال التي ترسم مستطيلات وأشكالًا بيضاوية، والقلم bezier pen، وأداة دلو الطلاء paint bucket، وهكذا. ولكي ترى خصائص أي عنصر ترسمه، اضغط عليه سواء في مساحة الرسم أو في لوحة الطبقات -الموجودة في أسفل يمين البرنامج افتراضيًا- وستظهر خصائصه في لوحة الخصائص في أسفل يسار البرنامج. وأفضل طريقة للعمل على أي عنصر سواء رسمته بنفسك أو استوردته من برنامج آخر هي باستخدام مساحة العمل canvas والطبقات layers معًا، فحتى اللقطات البسيطة قد تتطور لتصبح معقدة للغاية، لذا استخدم منظور on set في مساحة العمل، وdope sheet في الطبقات. ولاستيراد عناصر إلى لقطتك، استخدم قائمة File ثم Import. وإذا استوردتَ عنصرًا أو أنشأته فإنه يحصل على مدخل entry في لوحة الطبقات، وكذلك إن استوردت أكثر من عنصر فإن البرنامج يضيف كل واحد كطبقة مستقلة، وتكون الطبقات الأعلى في الترتيب "فوق" الطبقات التي تحتها. ستجد أن هذه مهمة لاحقًا. وسواء رسمتَ عنصرًا أو استوردته فإن أي عنصر في لقطتك سيكون له نقاط/أذرع تحكم Handles، وقد يختلط الأمر على المستخدم في البداية بسبب وجود أكثر من نوع لهم. دعنا نفصّل أنواعهم هنا: نقطة التحكم الخضراء التي في المنتصف هي التي تحرك العنصر بإحداثيات أفقية ورأسية، اسحبها لتحرك العنصر. النقطة البنّية في أعلى اليمين تغير حجم العنصر مع الحفاظ على نسب أبعاده. النقاط الصفراء تغير حجم العنصر أيضًا لكنها لا تحفظ شكله الأصلي ولا أبعاده. النقطة الزرقاء تدير العنصر حول النقطة الخضراء المركزية، لكن يمكنك تغيير محور الدوران بالضغط على Ctrl والنقطة الخضراء لتسحبها إلى المكان الذي تريد أن يكون المحور. النقطة الحمراء تعطي تأثيرًا مائلًا Skew. جرب الآن أن ترسم عنصرًا أو تستورده ثم عدّل شكله باستخدام نقاط التحكم هذه كي تعتاد عليها، فهذا أفضل من محاولة إنتاج عمل فني دون القدرة على استخدام أدوات البرنامج بسلاسة. التحريك Animation قد قطعتَ نصف الطريق إلى تحريك عنصرك إن كنت قد جربتَ التعديل عليه باستخدام النقاط التي ذكرتها لتوي، والخطوة الباقية هي أن تضغط على Record وتبدأ بالتحريك الذي تريده لعناصرك. وسترى على زر التسجيل شكلًا رمزيًا لشخص صغير، اضغط عليه ليتحول إلى شخص أحمر اللون في وضعية حركة، ستجد الزر قرب أسفل يمين مساحة العمل، وسترى أيضًا أن مساحة العمل سيحيطها إطار أحمر لتنبيهك إلى أن حركاتك مسجّلة، فكل شيء تفعله بالعنصر سيسجَّل كإطار Keyframe في الخط الزمني للبرنامج. الإطارات والبينيّات Keyframes and Tweens كان أسلوب الرسوم المتحركة قديمًا يبدأ برسم الأوضاع الأساسية لشخصيتك على طول الخط الزمني، فالوضع 1 في إطار 0 والوضع الثاني في الإطار السادس عشر، وهكذا، ثم يعود الفنان إلى رسم إطارات بين تلك الإطارات الرئيسية، وسمّيَت هذه العملية باسم الرسم البينيّ Tweening إشارة إلى الرسم الثانوي بين إطارات الأوضاع الرئيسية. وميزة برنامج مثل Synfig في تلك النقطة هي أنه يقوم بمهمة الرسم البيني عنك، إذ يكتشف بنفسه أسلوب الحركة من الإطار 0 إلى الإطار السادس عشر -وهما الإطاران اللذان في مثال الفقرة السابقة- دون أي رسم بينيّ منك. جرب بنفسك: ارسم أو استورد شكلًا، فمثلًا أنا رسمت pierogi باستخدام Inkscape ثم استوردت أجزاءه منفصلة إلى Synfig كصور png. حدد كل الطبقات التي اخترتها واضغط بالزر الأيمن في لوحة الطبقات لتختار Group Layers لجمعهم في مجلد واحد، كي يتحرك العنصر كوحدة واحدة. لكني لا زلت أستطيع تحريك الأجزاء المختلفة فيه وحدها إن شئت. بعد أن تجمع كل الأجزاء في وحدة واحدة، ستجد أن التعديل في نقاط التحكم سيؤثر في الرسم ككل، فإن أدرتُ شخصيتي فإن جسدها وفمها وعيناها ستتحرك جميعًا معًا. ولنبدأ التحريك، اذهب إلى اللوحة التي في أسفل يسار نافذة البرنامج، واضغط على رمز المفتاح الموجود فيها لتنتقل إلى منظور الخط الزمني. ولكي ندخل وضع التسجيل، اضغط على زر التحريك -الرمز الأخضر- في أسفل يمين لوحة مساحة العمل، وسيتحول لونه إلى الأحمر، وسترى الإطار الأحمر الذي سيحيط بمساحة العمل، ومنذ هذه اللحظة فإن أي شيء تقوم به سيتم تسجيله لذا احرص على عدم تنفيذ حركات لا تريد أن تظهر في العمل النهائي. استخدم نقاط التحكم في العنصر لتحرك العنصر إلى المكان الابتدائي له، وفي مثالي هذا فإني سأجعل الشكل يرقص، لذا سأبدأ بإمالته إلى أحد جانبيه. حرك الخط الأحمر المنقّط -وهو رأس التشغيل playhead- إلى الإطار الرابع لتحرّك الشخصية إلى موضع جديد. وبما أني أريده أن يؤدي رقصة بسيطة، فإني سأجعله يميل إلى الجانب الآخر. كرر هذه العملية إلى أن تصل الشخصية الخاصة بك إلى موضعها الأخير. اضغط على زر Animate لتخرج من وضع التسجيل بداعي الأمان فقط، وهنا يمكنك أن تستعرض الخط الزمني لترى معاينة للنتيجة النهائية، أو تضغط زر play لترى إخراجًا في الوقت الحقيقي للعمل النهائي. وإن كان العنصر الذي تحركه مكونًا من أجزاء منفصلة، فيمكنك أن تحرك هذه الأجزاء بشكل منفصل أثناء تفعيل وضع التسجيل. أنواع الطبقات والتأثيرات من الصعب تنفيذ كل ما تريد من صور التحريك لشخصياتك باستخدام نقاط التحكم فقط، لهذا توجد أنواع أخرى للطبقات من أجل تأثيرات إضافية للحركة، وأحد الطرق الشائعة لتحريك الفم من أجل محاكاة الكلام هو بتبديل أشكال الفم، فلهذه الحالات لن تحتاج مطابقة حركة الشفاه للحروف بشكل دقيق إلا نادرًا، لذا فإن الحل الأسهل هو تبديل أشكال مختلفة للفم. وبما أن البرنامج مبني لتحريك النقوش Sprites أكثر من الرسوم اليدوية، فإني سأحصل على نفس التأثير لو غيّرت نقشًا مكان آخر، بمعنى أني سأخفي الفم المبتسم باستخدام شكل آخر للفم به تعبير مختلف. ولتجربة هذه التقنية، اذهب إلى لوحة الطبقات واضغط بالزر الأيمن، واختر New Layer، ثم Switch من تصنيف other، وسيضع هذا طبقة تبديل switch في لوحة الطبقات، فاسحبها وألقها في المجموعة التي تريد، ففي مثالي هنا فإني سألقيها داخل مجلد الشخصية pierogi التي رسمتُها ﻷضيفها إلى مجموعة Pierogi. لاحظ الخط الأسود الذي يحدد المكان الذي سأضع فيه طبقة Switch. واعلم أن طبقة Switch هذه ما هي إﻻ تأثير، وكل ما تحتويه من طبقات يتأثر بها أيضًا، وكل التأثيرات داخل برنامج Synfig تعمل بنفس الطريقة، فلوحة الطبقات تمثّل شجرة، على عكس القائمة المتراكبة للطبقات في gimp أو inkscape، وﻷن الهدف من طبقة الاستبدال هو التبديل بين نقشين sprites مختلفيْن فإني سأضيف وضعًا آخر للفم تحت طبقة الاستبدال، وﻻ يهم ترتيب تلك الطبقات طالما أنها تحت نفس الطبقة الأم. وبما أن تأثير طبقة الاستبدال صار الآن جاهزًا، فسنستخدم أداة التبديل في خصائص مجموعة الطبقات "layer group's properties"، فاضغط على المجموعة اﻷم لعرض خصائصها، ففي مثالي هنا، إن حددتُ الطبقة التي بها switch والأوضاع المختلفة للفم فستظهر الخصائص في لوحة Properties أسفل يسار نافذة البرنامج. ويجب أن تكون داخل وضع التسجيل كي تجعل تأثيرًا ما يتحرك، تمامًا كما لو كنت ستحرّك أي شيء آخر داخل البرنامج: ادخل وضع التسجيل ثم ضع رأس التشغيل Playhead -ذلك الخط الرأسي المنقّط- على الإطار رقم 0. حدد اسم الطبقة النشطة حتى لو كانت على الطبقة التي تريد البدء بها، قد يكون هذا غير رسميّ داخل البرنامج لكنه يسمّى عادة بالقلقلة "Jiggling"، بمعنى أنك تحرك إعدادًا أو تغيره دون أن يحدث أي تأثير لكنك تجبر الحاسوب على أن يلاحظها ويسجّل الحركة. فافعل ذلك للطبقة النشطة التي تريد البدء بها، ثم حرك رأس التشغيل بعيدًا على طول الخط الزمني وغيّر حقل اسم الطبقة النشطة إلى طبقة بديلة، وسيظهر نتيجة لذلك إطار جديد، وسيتغير -في مثال المقال- شكل الفم من ابتسامة إلى دهشة. ﻻ ينشئ synfig بينيّات من وضع فم ﻵخر ﻷنه لم يتحوّل شيء، فما قمنا بشيء سوى تغيير سريع للنقش، فالفائدة التي أريد إيصالها إليك من الأمر هو أنك إن أردت تعطيل إنشاء البينيّات آليًا، فتأثير switch هو المناسب. وهناك تأثيرات أخرى عديدة في synfig، وهي غير تقنية على عكس switch، فهناك تأثيرات للألوان والغباشة Blur، ومولدّات، وحلقات زمنية Time Loops، وغيرها. الصوت يوجد محرر صوتيات داخل Synfig لكنه ليس متطورًا، لذا أنصحك أن تستخدم ملفًا صوتيًا جاهزًا وﻻ يحتاج إلى تعديل، وﻹضافة ملف صوتي اتّبع الخطوات التالية: أضف طبقة Sound من تصنيف other إلى لوحة الطبقات. اضغط على Sound لتظهر خصائصها أسفل يسار نافذة البرنامج. اضغط على الثلاث نقاط [...] بجانب حقل filename، ﻷن البرنامج سيظن أنك ﻻ تزال تختار الملف الصوتي إن لم تضغط عليها. اضغط على زر Play كي ترى وتسمع العمل الفني حين تنتهي من ملف الصوت، ستجد الزر تحت مساحة العمل. الإخراج إن إخراج الرسوم المتحركة أقرب للتفضيل الشخصي منه إلى مجرد تقنية، فالطريقة التقليدية تقتضي أنك تخرج مشروعك إلى سلسلة من الإطارات ثم تحوّلهم إلى فيديو ﻻحقًا، لكن إن لم يكن لديك وقت فيمكنك الاستفادة من برنامج ffmpeg لإخراجه مباشرة إلى فيديو رغم أن الصوت لن يكون مدمجًا -على الأقل في هذه النسخة من البرنامج- وستدمجه يدويًا ﻻحقًا. ولقد وجدت أن الأسهل هو أن أخرج العمل في سلسلة إطارات، ذلك أني سأحصل على نسخة master من العمل يمكنني التعديل عليها فيما بعد، وسنفعل ذلك الآن: اذهب إلى قائمة file واخترrender، واختر مسارًا لمجلد فارغ تريد أن تحفظ فيه الصور، ويجب أن يكون اسم الملف -لكل صورة- هو الاسم الذي تريده للعمل، إذ سيضيف Synfig ترقيمًا آليًا للصور يكون أساسه الاسم الذي تختاره. اختر cairo_png من قائمة Target من أجل تسلسل الصور. غيّر قيمة Quality لتكون 9، وAnti-Aliasing لتكون 31. ربما تود أن تعدّل حجم الصورة هنا أيضًا، في حالة لو أردت تصغير أبعاد العمل الفني، إضافة إلى عدد الإطارات التي تريد إخراجها، وهكذا. اضغط على زر Render حين تنتهي. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للملف حتى ينتهي، وستظهر رسالة تحت مساحة العمل مباشرة لبيان تقدّم عملية الإخراج. استخدم ffmpeg لتحميل الصور التي أخرجتها إلى فيديو، مثال: ffmpeg -r 16 -f image2 -s hd480 -i dance.%04d.png -vcodec vp8 -an dance-video.web- وسواء كنت ستخرج العمل كملف فيديو أو كتسلسل صور، فإن دمج الصوت معه سهل أيضًا، مثال: ffmpeg -i bounce.webm -i music.flac -acodec libopus dance.webm Your browser does not appear to support HTML5 media. Try updating your browser or (if you are not already) using an open source browser like Firefox or Brave." وهكذا نكون قد أنهينا استعراض برنامج Synfig لتصميم الرسوم المتحركة، ذي المزايا التي ﻻ غنى عنها لأي برنامج تصميم وأكثر، فهو أفضل خيار لك إن كنت تبحث عن إخراج سريع وكفء لرسوم متحركة. ورغم أنه يأخذ منحى تعليمي نوعًا ما إﻻ أنه يستحق بسبب قدرته على إنشاء البنييات تلقائيًا. ترجمة -بتصرف- لمقال How to use Synfig Studio for animation لصاحبه Seth Kenlon
- 1 تعليق
-
- 1
-
في وقت نشر هذا المقال سأكون موجود في ريف أوروبي، ولن يكون هناك صور من فيس بوك أو سناب شات، أو حتى تغريدات. ولم أعلن عن رحلتي تلك على مدونتي أو قناتي في يوتيوب، ولم أخبر أحداً من أصدقائي، كما سأترك حاسوبي وأعلّق أغلب أعمالي الحرة. كل ذلك من أجل البحث عن شيء واحد: الهدوء. قضية الهدوء كل مشاكل البشرية تنبعث من عجز الإنسان أن يجلس بهدوء في غرفة بمفرده. __ بلايز باسكال إن العالم مكان مليء بالضوضاء، فقد قدّر الباحثون في 2014 أن هناك 104 مليون أمريكي كانوا عرضة لفقد السمع نتيجة الضوضاء، أما منظمة الصحة العالمية تقدر أن هناك مليون سنة صحية تُفقَدُ في كل عام بسبب ظروف مثل أمراض القلب والضعف الإدراكي، والطنين الناتج عن ضجيج الزحام. لكن الضجيج يتعدى حاجز المسموع، فقوائم المهام المتناقضة، ومواعيد التسليم وصرخات القلق موجودة داخل رأس كل رائد أعمال. وهي تزعجنا جميعًا سواء كانت كبيرة أو تافهة، فكم ليلة تقلبت فيها في سريري لأني تذكرت رسالة لم أرد عليها، فالضجيج بالنسبة لي هو كل شيء يشتت اهتمامنا عما هو ضروري. ولعلك تعلم إن كنت رائد أعمال تقني أننا على اتصال دائم بالعالم الافتراضي، فإن الشخص الأمريكي العادي يتفقد هاتفه زهاء 46 مرة في اليوم، وفقًا لدراسة من ديلويت، وأزعم أن ذلك الرقم أقل مما نقضيه نحن معشر رواد الأعمال. فإننا نُغمر كل يوم بأدوات جديدة وخطط يجب أن نستخدمها لأعمالنا، ونكنز عندنا اشتراكات لبرامج ودورات عبر الإنترنت، وننظر كل حين إلى صناديق بريدنا انتظارًا لعملاء جدد أو مبيعات جديدة أو طلبات طارئة. وكمثال حي على ذلك فإني أرتشف قهوتي الآن بينما أكتب هذه الكلمات، وأتفقد تويتر في حاسوب لوحي بجانبي، وأحدّث صندوق بريدي على هاتفي. ونحن نعتقد أن كوننا في شركة أو تجارة مزدهرة يعني أن نعمل أكثر، لكن هل نحتاج حقًا أن نكون على كل شبكة اجتماعية؟ هل تستحق هذه المكالمة أن تقطع عليك العشاء مع عائلتك؟ هل يقاس النجاح بعدد العملاء الذين لديك في ساعة ما؟ إن أغلبنا يحاول الفرار من هذا السباق المجنون ليجد نفسه قد وقع في واحد جديد دون أن يدري. وأفضل طريقة برأيي لإسكات هذه الضجيج وتقليل هذا الصخب أن تطالب بالهدوء، وتزيل تلك الفوضى. التقليص قد يعني أن تمتلك أكثر لقد تركت أكثر عميل كان يدفع لي، وقللت كل شيء أمتلكه في هذا العالم إلى ما يمكن حمله في ثلاث صناديق وبضعة حقائب، وفعلت ذلك قبل أن أتوجه إلى أوربا هذا الشهر. وقد شعرت بالقلق إزاء تقليل ممتلكاتي ودخلي بهذه الطريقة، لكني أظن أن النتيجة تستحق المخاطرة، وهي مزيد من الوقت والطاقة للتركيز على الكتابة وبعض الأمور الأخرى. ثم انتابتني بعض الوعكات الصحية في اﻷسابيع التي سبقت انتقائي لما أملك بسبب كثرة التصنيف لكل هذه الخردة التي لدي وسؤال نفسي لماذا أبقيْت على الأشياء التي استنزفت طاقتي. فقد انتابتني بعض نوبات الغثيان وكافحت للحصول على ست ساعات من النوم المتقطع في كل ليلة، لكني كنت أشعر براحة أكبر كلما تخلصت من بعض ممتلكاتي، فقد ذهب الفزع والإجهاد وحل محلهما الهدوء والفرح، وأحسست أني أستطيع التنفس مرة أخرى. أوليس هذا هو الخوف بعينه، إذ نفترض أن التقليص يعني أن نفتقد بعض الأشياء؟ فقد أُخبِرت في العام الماضي مثلًا أني يجب أن أفتح حسابًا في إنستجرام إن كنت أريد زيادة حجم أرباحي، فالتحقت بدورة عبر الإنترنت لسيدة بنَت تجارة مليونية من هذه المنصة، ثم جلست أقضي الساعات في التقاط وقص ومعالجة الصور في هاتفي. لكن بحلول الشهر الثاني فقط كنت قد وصلت إلى حدي، فسحبت وجودي من إنستجرام، واستطعت زيادة الزيارات إلى مدونتي بنسبة 64% وضاعفت أرباحي منها. الحقيقة أن التقليص عاد عليَّ بأكثر مما أريده فعلاً.. تعلّم كيف تحب الحياة الهادئة إن أرواحنا لا تفتقر إٍلى الشهرة أو الراحة أو الثروة أو القوة، بل هي عطشى للقيمة، لإحساس أننا اكتشفنا كيف نحيا حياة لها قيمة. __ هارولد كوشنر. قابلت في الشهر الماضي أحد أصدقائي من الجامعة، و أمطرني بوابل من الأسئلة حين عرف أني أعمل بشكل حر، مثل هل تكسبين المال حقًا؟ يعني تكسبين مثل أجر دوام كامل؟ ثم أتبعه بسؤال إذًا من هم عملاؤك؟ هل من بينهم من أعرفه؟. من الطبيعي أن نرغب في المنافسة وإبهار من حولنا، لكني مستعدة للتخلي عن المشاركة في هذه المسرحية، فلم أبدأ حياتي المهنية كي أكون محل أنظار الناس في حفل عشاء. فنحن نتحدث دومًا عن إطلاق هذا المشروع أو ذاك، والنمو، والتوسع، لكني كنت أشعر بالسعادة أكثر حين كنت أحيا ببساطة، فما تعلمته أثناء محاولتي لعيش حياة هادئة كرائدة أعمال أني ﻻ أريد إطلاق مشروع بمئة ألف دولار، ولا شركة بمليون، أو فريقًا من العاملين حول العالم، أو لصق صورتي في المدونات هنا وهناك. بل كل ما أردت هو كتابة كلمات لها قيمة حقيقية، حتى لو لم تدر عليَّ دخلًا ماديًا، أردت أن أختفي في الخلفية وأدع عملي يتحدث عن نفسه، وأن أخدم العملاء المهمّين بالنسبة لي، حتى لو لم يعرف أحد أسماءهم. كيف تزكّي الهدوء في حياتك من السهل أن تحيا بين الناس وفق ما يرونه، ومن السهل في خلوتك أن تحيا وفق ما تراه أنت، لكن الإنسان العظيم هو الذي يحافظ على حلاوة الاستقلال الخاصة بالخلوات وهو بين جموع الناس. __رالف والدو ايمرسون. ربما لا تستطيع الذهاب إلى دولة أجنبية طلبًا للخلوة والهدوء، لكنك تستطيع إزكاء هذا الهدوء في حياتك بغض النظر عن مكانك الآن، جرب البدء بإحدى هذه النصائح التالية: ابدأ صباحك ببطء وهدوء: هذه طريقتي المفضلة في عيش حياة هادئة، فأحاول بدء يومي دون هاتفي أو حاسوبي، وآخذ وقتي في صنع إفطاري وقهوتي قبل البدء في العمل. ﻻ تتفقد هاتفك أثناء عملك أو طعامك: ﻻ زلت أجاهد نفسي في هذه النقطة، إذ لاحظت أني غير قادرة على التركيز لفترات طويلة كما كنت أفعل من قبل، وأظن أن جزءًا من اللوم يقع على التفقد المستمر للإشعارات من هنا وهناك، فجرب أن تفعل أمرًا واحدًا فقط دون إلهاء، سواءً كان عملًا مدفوعًا أو حتى صنع وجبة منزلية. أوقف شبكة اجتماعية تظنها تستغرق أغلب وقتك: لقد زادت قيمة حياتي كثيرًا بعد تركي لفيس بوك في العام الماضي، رغم أني قضيت بضعة أشهر صعبة في البداية حين شعرت أني سأفتقد كل ذلك المرح في حياة كل أحد، لكني ﻻ أفتقده الآن ولا أظنني سأقع في فخ مقارنة نفسي بالآخرين بسهولة. اجلس في صمت إلى أحدهم: حين تطرأ فرجة في نقاش ما يخيّم عليها الصمت فإننا نميل إلى محاولة ملء ذلك الفراغ بأي حديث ولو كان ﻻ معنى له، فجرّب في المرة التالية التي تجد تلك الهنيهة الصامتة أن تتركها هكذا، ﻻ تحاول ملأها، بل اجلس في صمت وانظر ماذا سيحدث. أوقف الموسيقى: إن كنت تستمع إلى الموسيقى أثناء العمل أو قيادة السيارة، جرب إيقافها، وإن كان ذلك صعبًا عليك فابدأ بخطوات صغيرة. وفكّر أيضًا في السبب الذي يجعل من الصعب عليك تقبّل الهدوء والصمت، أتستخدم الموسيقى لتشتتك عن مشكلة تواجهك؟ ربما يكون الوقت قد حان لمواجهة تلك المشكلة. ألغ اشتراكك من القوائم البريدية: لقد قضيتُ وقتًا ﻻ بأس به مؤخرًا في تنظيف صندوق بريدي، فأغلب الرسائل التي تأتيني لم أفتحها مطلقًا، وقد كان مريحًا أن أقلل من الفوضى في حياتي بإلغاء الاشتراك من قائمة بريدية ﻻ تهمني. كيف تنظر إلى الهدوء والبساطة في حياتك؟ شاركنا نصائحك في التعليقات! ترجمة -بتصرف- لمقال Minimalism for freelancers: letting go to live a life you love لصاحبته Amy Rigby
-
إن كان النقاب يسترك بين الناس فإنه يسترك على يوتيوب أيضًا. وإن لم تخضعي بالقول بين الناس فلا تخضعي بالقول في يوتيوب، وانتهى الأمر. ربما يُفضّل من باب الأمان أن تهيئي محتواك وطريقة الإلقاء لتناسب عرضها على رجال، فما يخرق حجاب المرأة بين الرجال في المواقف الشخصية يخرقه أيضًا في المشاهدات على الانترنت. -- مثال: هذا أول نتائج البحث التي تجدينها إن بحثت عن محاضرة منتقبة مثلًا. لكن طريقة الإلقاء واللهجة لا تقيدك بالطبع.
- 6 اجابة
-
- 1
-
لا تزال التقنية تغيّر مجال خدمة العملاء بصور شتى ومؤثرة على السوق، فقديمًا كان المستهلك يضطر إلى الذهاب إلى المتجر من أجل مشكلة يواجهها أو من أجل استفسار بسيط، فلما جاء الهاتف صار يتحدّث إلى الشركات والمتاجر التي يتعامل معها من خلاله، إلا أنه سرعان ما سئم من المشاكل التي ظهرت جراء ظهور الهاتف. ثم أتى الإنترنت بعد ذلك، ومكّنت الأدواتِ التي صحبَتْهُ أو لحِقَتْ به الشركاتِ من التعامل مع عدة مشاكل في نفس الوقت فصارت أزمنة الردود أقصر، لكن لا زال لتلك الأدوات من بريد أو شبكات اجتماعية جوانبها المظلمة السلبية في التعامل مع العملاء من أجل تقديم الدعم لهم. وأرى أن المحاولة الأخيرة إلى الآن للإجابة عن أسئلة العميل ومشاكله بأسلوب منضبط هي المحادثة الفورية التي تجمع فضائل كلًا من الانترنت والهاتف. ظهرت المحادثات الفورية أول مرة في أواخر الثمانينات من القرن الماضي حين أنشأت Quantum Link برنامج On-Line Messages لحاسوب كومودور 64، ممهدة الطريق لبرامج المحادثات الفورية فيما بعد، ثم تحولت Q-Link إلى ما عرفت بعد ذلك بشركة AOL، شركة الاتصالات الشهيرة. وربما يُنظر إلى المحادثات الفورية على أنها مجرد طريقة يصل بها المستهلك إلى البائع، لكني أرى أنها لم تأخذ حقها في التطبيق في السوق بسبب وجود وسائط أخرى توفر خدمة دعم للعملاء، رغم أنها تزيد من رضى العملاء ومن ثم تزيد من المبيعات. أهمية المحادثات الفورية إن من ينظر للمحادثات الفورية على أنها مجرد تقنية أو وسيلة أخرى يمكن استخدامها للتعامل مع العملاء يتجاهل الفوائد الكثيرة التي تأتي من ورائها، فإن المستخدم مثلًا يراها حلًا أفضل له لأنه لن يضطر إلى الخروج من الموقع من أجل استفسار بسيط طرأ في ذهنه عن المنتج، بل يمكنه الحصول على المساعدة بضغطة زر. وقد قال 51% من المستخدمين أنهم أُعجبوا بالمحادثات الفورية لأنهم يستطيعون تنفيذ أكثر من عملية في نفس الوقت (تسوق – استفسار - ..) أثناء إجراء هذه المحادثة، أما ممثلي الدعم الفني فإن بإمكانهم إجراء أكثر من محادثة نصية في نفس الوقت أيضًا، مما يقلل من نفقات الشركة إذ أنها لن تضطر إلى توظيف المزيد من العاملين، على عكس الشركات التي تستخدم المكالمات الصوتية للدعم الفني. كما أن المحادثات الفورية تحسّن تجربة المستخدم لأنها توفّر توقيتات استجابة منضبطة، فقد وجدت دراسة أن 93% من الشركات لا تتبع قاعدة الخمس دقائق في الرد على العملاء، بل 7% فقط هم من يستجيبون للعملاء في أقل من خمس دقائق. فهذا جدير بالإشارة إليه، إذ أن خمس دقائق تأخير في الرد على الزائر للموقع تتسبب في خسارة الفوز به كعميل بنسبة 400%، وجدير بالذكر أيضًا أن العامل المشترك بين الشركات التي تقع تحت نسبة 7% السابقة هو أنها جميعًا تستخدم المحادثات الفورية. فليس بخافٍ أن خدمة العملاء الممتازة تزيد من المبيعات، فإن 38% من العملاء يقولون أنهم قد اشتروا منتجًا ما نتيجة محادثة فورية مع ممثل للشركة، كما وجدت دراسة للتسويق الإلكتروني أن 63% من العملاء يعودون إلى الموقع الذي أجروْا فيه محادثة فورية. والأهم من كل ذلك أن 92% من العملاء الذين يتسوقون عبر الإنترنت يفضّلون هذه الطريقة في خدمة العملاء، فما أريد قوله هو أن استخدام أدوات للتحدث مباشرة مع العملاء ليس صعبًا، بل هو مربح أيضًا إن نظرت إلى الإحصاءات التي تذكر رضى العملاء عن هذه الطريقة في التعامل معهم. إضافات محادثة فورية لووردبريس 1. Live Chat تُعد هذه الإضافة أفضل الأدوات الموجودة في السوق لتقديم خدمات الدعم الفني للعملاء للمواقع العاملة بووردبريس، وتسمح لأصحاب الموقع أن يتواصلوا مع العملاء من أجهزتهم المكتبية أو اللوحية أو حتى الهواتف، إضافة إلى أنهم لا يحتاجون أن يسجلوا الدخول إلى لوحة تحكم ووردبريس كي يستخدموا الإضافة. وبها خاصية تسمح لممثلي خدمة العملاء أن يرسلوا دعوات محادثة إلى العملاء بُناءً على معايير محددة مثل عدد الصفحات التي زاروها أو الوقت الذي قضوْه على الموقع، إضافة إلى مزايا أخرى مثل المراقبة في الوقت الحقيقي -real time monitoring-، ومشاركة الملفات، ونظام بطاقات يوفر دعمًا على مدار الساعة للعملاء، وهذه الأخيرة تمكّن العملاء من مراسلتك حتى لو لم تكن متاحًا مباشرة على الموقع. وتتكامل live chat مع تطبيقات الطرف الثالث مثل Zendesk أو إحصاءات جوجل أو تطبيقات إدارة العلاقات مع المستخدمين مثل Hubspot وSalesforce، إضافة إلى مواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر. وتبدأ أسعار هذه الإضافة من 16$ شهريًا لكل ممثل دعم فني في الشركة، إن دفعت الباقة بشكل سنوي على دفعة واحدة. 2. Zendesk Chat تأتي إضافة Zendesk chat من منصة خدمة العملاء الشهيرة Zendesk، وتتميز بواجهة جميلة التصميم يمكن تغيير القوالب المرئية فيها، إضافة إلى سهولة تثبيتها. كما توفر هذه الإضافة بادئات آلية للمحادثات مع العملاء يمكن تخصيصها (كأن تُفتح محادثةٌ مع العميل حين يبقى فترة معينة على الموقع أو يفتح عددًا معينًا من الصفحات)، وبها ويدجت-widget- مهيأة لتعمل على الهواتف، ولوحة تحليل متطورة. وهناك خطة أسعار مجانية لهذه الإضافة لكنها تسمح بممثل خدمة عملاء واحد فقط، وبمحادثة واحدة مفتوحة، بمعنى أنك ستتعامل مع العملاء واحدًا تلو الآخر. وقد تناسبك هذه الخطة إن كنت المالك الوحيد لموقعك وتقوم بنفسك على تجارتك بدون مساعدة أو توظيف لأحد، أما للاستخدام التجاري فإن خطط الأسعار تبدأ من 14$ شهريًا لكل ممثل دعم فني. 3. Olark يمكنك استخدام هذه الإضافة بعد إضافة شفرة قصيرة إلى القالب الفرعي"child theme” الذي تستخدمه، أو عبر رابطها في موقع ووردبريس. وإليك بعض من مزايا هذه الإضافة: تقارير عن المحادثات تكامل مع برامج Help Desk و CRM مثل Salesforce وZendesk وGroove. تصنيف ممثلي الدعم إلى مجموعات حسب الوظيفة التي يقومون بها. البحث في تاريخ المحادثات، حيث تحصل كل محادثة على تصنيف مفصّل لنشاط المستخدم على الموقع، ويمكن له أن يقيّم المحادثة بعد انتهائها. رؤية ما بداخل سلة تسوق المستخدم. وتبدأ أسعار Olark من 17$ شهريًا لكل ممثل دعم. 4. WP Live Chat Support تهدف إضافة WP Live Chat Support إلى خدمة الشركات التي تبحث عن حلول غير مكلفة للمحادثات الفورية مع العملاء، وتأتي بست قوالب لصندوق المحادثات، وإمكانية نقل صندوق المحادثة في أي مكان في صفحتك، وفتح محادثات مع العملاء دون حد أقصى لعددها، وتخزين محلي للرسائل، وتكامل مع تحليلات جوجل، إضافة إلى أنها لا تحتوي على إعلانات أو روابط، ويمكنك حجب الزوار من عناوين IP بعينها. والإضافة نفسها مجانية، لكن الباقة المدفوعة التي تشتريها لمرة واحدة مقابل 40$ تعطيك مزايا مثل عدد غير محدود من ممثلي الدعم الفني، والردود المحددة مسبقًا، ومعدلات رضى العملاء، والقدرة على إضافة صورة ممثل الدعم الفني لنافذة المحادثة. 5. Tidio Live Chat تعد إضافة Tidio من أسهل الإضافات في تثبيتها، حيث لا تتطلب إلا تفعيلها فقط، وتأتي في ثلاث تصميمات، وتستطيع تعديل اللون إلى ما يناسب هوية شركتك. وتوفر Tidio تطبيقات مخصصة لأجهزة سطح المكتب والهواتف، حيث يمكنك إدارة محادثاتك مباشرة منها، إضافة إلى ودجة تدعم المحادثات المباشرة بأكثر من 140 لغة. ويمكن للمستخدمين أن يصلوا إليك إن لم تكن متاحًا من خلال إرسال أسئلتهم عبر البريد الإلكتروني، ويمكنك الرد عليهم من خلال البريد أيضًا، بل إن Tidio تتكامل مع Zendesk وGetResponse وSalesforce وMailChimp. ويمكنك استخدام باقة مجانية في tidio تدعم ممثل دعم فني واحد ومحادثة واحدة مفتوحة، أما الباقات المدفوعة فتبدأ من 15$ شهريًا لكل ثلاثة موظفين للدعم الفني، ، مع إمكانية إضافة موظفين أكثر بتكلفة 10$ شهريًا للموظف. أو يمكنك اختيار باقة تكلفك 15$ شهريًا لكل 5000 زيارة فريدة للموقع. خاتمة لعلي أكون قد وُفِّقت في بيان هذه الإضافات وتوضيح مزاياها، وأرجو أن تكون قد رأيتَ وجهة نظري في أهمية المحادثات الفورية لكثير من المواقع هذه الأيام -خاصة مواقع التجارة الإلكترونية- حيث تطرأ تساؤلات في أذهان المستخدمين قبل أن يقرروا شراء منتج ما. ولتعلم أن إضافات المحادثة الفورية تقرّب المسافات بين موظفي الشركة وبين المستهلكين ليجيبوا عن أسئلتهم بسرعة، فيزداد ولاؤهم للشركة ومن ثم تزيد مبيعاتهم. وما عليك أن تشغل بالك بشيء بعد تثبيت هذه الإضافات إلا أن تتأكد أن لديك موظفين كفاية للرد على أسئلة العملاء. ترجمة -بتصرف- لمقال How to Setup Live Chat on WordPress لصاحبته Maddy Osman.
- 1 تعليق
-
- التعامل مع العملاء
- المحادثات الفورية
- (و 4 أكثر)
-
سواء كنت تبحث عن عملاء جدد أو تتبع محادثة هاتفية مع عميل أو حتى تقدّم توثيقًا لمواصفات منتجك، فإنك ستضطر إلى إرسال رسالة بريدية في النهاية، بل سيكون عليك في الحقيقة أن ترسل عشرات الرسائل المتشابهة كل يوم، ذلك يعني أنك ستكرر كثيرًا مما تكتبه في كل رسالة لكن مع تغييرات طفيفة هنا وهناك كي ﻻ تبدو رسالتك آلية لكل العملاء، فلا أحد يرغب أن يتلقى رسالة منواضح أنها آلية وليست مخصصة له، لكن ذلك لا يعني أنك مضطر إلى كتابة نفس الرسالة مرة بعد مرة، كما سيكون أفضل أن تركز على الأجزاء التي ستحدث فرقًا معك، وهنا يأتي دور القوالب البريدية. 4 أساليب لاستخدام وتخصيص القوالب البريدية يحفظ لك استخدام القوالب البريدية وقتًا لا بأس به ويسمح لك بزيادة عدد من تصل إليه، وإن اختيار أو تخصيص قالبك البريدي ليس صعبًا حتى لو كان لديك أسلوبك الخاص في جذب الانتباه، فهناك بعض النقاط التي يجب أن تبقيها في ذهنك إن كنت تريد أن تحصل على أكبر نسبة نجاح من رسائل البريد التي ترسلها. 1. انتبه إلى سطر العنوان تزيد نسبة فتح الشخص للرسائل البريدية إن كانت تحتوي على اسمه في سطر العنوان، هذه ظاهرة تم توثيقها جيدًا من قبل، لذا احرص –إن كان ذلك ممكنًا- على إدراج اسم المستقبِل في سطر العنوان في الرسالة. وتزيد أهمية هذه النقطة إن كنت ترسل رسائل باردة، حيث تكون غريبًا تمامًا على من ترسل إليه، وأضف إلى ذلك أنك يجب أن تبقي الرسالة مختصرة ومحددة وشخصية. إليك أمثلة على أسطر العناوين الشائعة: “{تقديم، مثل “مرحبًا”} {الاسم}”، أو “{تقديم} {اسمك/شركتك} <> {اسم المرسل إليه/شركته}” “{اسم شركة المرسل إليه}” “محاولة للتواصل” “طلب سريع” 2. متن الرسالة، ادخل في صلب الموضوع مباشرة إن أول جملة في متن الرسالة أهم مما تظن، ذلك أن أغلب برامج البريد تعرض أول جزء من متن رسالتك إلى جانب سطر العنوان، هذا يعني أن أول رسالتك سيكون ظاهرًا حتى دون فتح الرسالة أصلًا. لذلك فكر جيدًا ما الذي يمكن أن يجذب انتباهك أنت في أول خمس ثوان من قراءة الرسالة. 3. اجعل الرسالة شخصية سيكون هذا هو النص الوحيد الذي ستكتبه فعليًا، تلك الأنباء التي ستزفّها إلى عميلك لتلمس شخصه خاصة، وهنا يقوم القالب الجاهز بأغلب العمل ويذرك تصرف جهدك في أجزاء الرسالة التي تريدها أن تصل جيدًا إلى عميلك المحتمل. وتلك الخطوة مهمة جدًا في حالة رسائل المتابعة وإعادة فتح قنوات التواصل، وتتضمن طرق إضافة تلك اللمسة الشخصية إلى رسالتك ما يلي: استخدام أسماء الأشخاص والشركات والمنتجات. تأييد ما يفعل عميلك أو تأييد مهمة شركته. ذكر أي مخاوف أو مخاطر أو مشاكل تواجهه، وكيف يمكنك مساعدته في حلها. ذكر أي ملاحظات كنتَ قد ذكرتَها في محادثات سابقة. 4. احصل على نقد وطبّق ما فيه من المهم أن تحصل على نقد حول كيفية دخولك على العميل –أو إلى صندوق وارده-، فقد يطلب البعض ذلك النقد من عملائهم أو المستثمرين معهم ليساعدوهم على تجميع نقد حول قوالبهم البريدية. إليك بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها: هل تفتح هذه الرسالة لو وصلتك؟ هل سترد عليها؟ ما هو الواضح فيها وما الأجزاء التي بدت غامضة؟ كيف أثّرَت تلك الرسالة على مشاعرك؟ خمس قوالب بريدية للمبيعات كتبها محترفون بما أننا تكلمنا قليلًا فيما سبق حول الطرق المثلى لاستخدام القوالب البريدية، دعنا الآن ننظر على هذه القوالب البسيطة التي يمكنها استخدامها في أي وقت تشاء. 1. اسم القالب: قالب الرسالة الباردة عنوان الرسالة: طلب سريع مرحبًا (اسم العميل) سأحاول اختصار هذه الرسالة لعلمي أنك قد تكون مشغولًا، أنا أعمل مع شركات مثل (اسم الشركات) لمساعدتها على (اذكر الفائدة التي تجنيها الشركات منك، مثل تسجيلات عملاء جدد). وأكثر ما يحبه عملاؤنا في شركتنا أننا (نقطة قوتكم الرئيسية، مثل أن جودة العملاء المحتملين قد زادت في منصتكم على مدار الستة أشهر الماضية، ومن ثم فقد رادت معدلات الاستجابة مرتين أو ثلاثة عن متوسط باقي السوق). وأنا أتمنى أن أعطيك أنت أو زميلًا لك عرضًا من عشرين دقيقة، هل يناسبك الثلاثاء القادم أو الأربعاء القادم؟ أطيب التحيات، (اسمك) 2. اسم القالب: متابعة عنوان الرسالة: متابعة بشأن اجتماعنا مرحبًا (اسم العميل) أشكرك على وقتك الذي قضيته هذا اليوم في تصفح شراكتنا المستقبلية، لقد شعرت أن منتجنا قد يساعدك في حل بعض المشاكل التي تجدها في شركتك، خاصة في هذه النقاط التالية: (ميزة 1) ستساعدك في (تحقيق هدف س) (ميزة 2) ستساعدك في (التغلب على عقبة ص) (ميزة 3) ستساعدك في (مسألة ل) وسأرفق لك بعض المصارد التي ستعطيك فهمًا أفضل للطريقة التي يمكننا أن نساعدك بها. إنني أتفهم أنك ستتناقش حول النقطة التالية في شركتك، وأرجو أن تطلعني إن كان لديك أية أسئلة أو إن كانت هناك أي طريقة يمكنني أن أساعدك بها، وإن لم يكن هنالك شيء فسأحدثك في (تاريخ/وقت). تحياتي، (الاسم) 3. اسم القالب: المواد بعد التواصل عنوان الرسالة: المواد بعد محادثتنا مرحبًا (اسم العميل) لقد استمتعت بحديثنا اليوم، خاصة ما ذكرت بشأن دورك في الشركة، وقد فهمت أنك تواجه بعض التحديات حول (المشاكل التي تناقشتما حولها)، وتأثيرها عليك. وكما وعدتك فإني أرفقت لك المصادر والمواد التي قد تساعدك على فهم كيف يمكننا مساعدتك بشكل أفضل لمعالجة هذه المشاكل وإحداث التغيير الذي تريد. أرجو أن تطلعني على أية أسئلة قد تكون لديك، وإن لم تكن ثمة أسئلة فأنا أتطلع إلى الحديث معك مجددًا في (تاريخ/وقت). تحياتي، (اسمك) 4. اسم القالب: إعادة فتح قنوات التواصل عنوان الرسالة: مرحبًا (اسم العميل) كيف الحال؟ أرجو أن تكون أمورك بخير. قد تذكرت أنك كنت مهتمًا بميزة (س) في المرة الماضية، وقد أحدثنا تطورًا ملحوظًا بشأنها وقد أعجب الحل الجديد كثيرًا من عملائنا. وأحب أن أشاركك بعض هذه التحديثات في أقرب وقت يناسبك، أخبرني رجاءًا إن كان (تاريخ/وقت) يناسبك، أو لا تتردد في أن تختار وقتًا أفضل. كما أتمنى أن تخبرني إن كان لديك أي أسئلة مسبقًا كي أجهز الإجابات لدي. تحياتي، (اسمك) 5. اسم القالب: قالب التقديم عنوان الرسالة: طلب مرحبًا (اسم العميل) لقد مر وقت منذ أن تحدثنا آخر مرة، وأتمنى أن تكون بصحة جيدة. دعني أولًا أسألك كيف هي أمورك وأخبار شركتك، وهل هناك فرصة لمساعدتك إلى جانب ما نفعله؟ ثانيًا، لدي طلب وأتمنى ألا تخيّب رجائي: باختصار، هل تعرف أحدًا من معارفك يمكنني أن أتواصل معه كي أرى إن كان بإمكاني مساعدته بنفس الطريقة التي عملنا بها معًا؟ إن كنت تستطيع تقديمي باختصار إلى شخص تظن أن بإمكاني مقابلته والتحدث معه حول تعاون مشترك فسأكون شاكرًا لك، وأعدك أن أعامل جيدًا. لكن يمكنك أن ترد على هذه الرسالة بـ"لا أستطيع التفكير في أحد الآن" إن شئت، وأنا شاكر في كل الأحوال لك على وقتك الذي ستمنحنا إياه. أطيب التحيات، (اسمك) ترجمة –بتصرف- لمقال Five Sales Email Templates to Get You Started – and How to Use Them Effectively لصاحبه James Campbell حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
-
لعلك تدرك أن عملاءك الذين بنيت لهم مواقعهم باستخدام ووردبريس يرغبون أن يتواصلوا معك من أجل طرح أسئلتهم أو عرض مشاكلهم، وقد توفِّرُ لهم قناة تواصل من خلال لوحة إدارة الموقع، لكني أرى أن منتدى خاص للدعم الفني تجعله في الواجهة الأمامية (front end) لموقعك سيكون أفضل. وقد رأينا منافع مثل هذا المنتدى بأنفسنا إذ لدينا واحد في WMPU DEV، وهو منتدى نشط جدًا بالمناسبة، وإليك المنافع التي أقصدها: يعرض هذا المنتدى للأعضاء الحاليين والمحتملين الإمكانيات التي توفرها منتديات الدعم الخاصة بنا. يجيب عن أسئلة الأعضاء المشتركين فيه دون أن يضطروا لفتح تذاكر دعم فني جديدة. يزيد من كفاءة فريق الدعم إذ يوجّهون الأعضاء إلى منشورات سابقة إن كان السؤال مكررًا بدلًا من إجابة السؤال من جديد في كل مرة. يمكن أن تنظر إليه على أنه مرجع لمجتمع ووردبريس ككل، إذ أن أي مستخدم لووردبريس يمكنه استخدامه والاستفادة منه. وإن كنت تدير شبكة بها مواقع عديدة لأكثر من مستخدم واحد أو تقدّم خدمة الدعم الفني لعملائك عبر لوحات الإدارة الخاصة بمواقعهم فلعلك تستخدم إضافة Support System، وقد بدأت أنا شخصيًا باستخدامها حين أنشأت شبكة متعددة المواقع (Multisite Network) تتيح للمستخدمين أن ينشئوا مواقعهم الخاصة، ولا تزال تقدّم هذه الشبكة خدمة الدعم لمستخدميها عبر توفير طريقة يتصلون بي من خلالها من أجل الدعم الفني. لكن هذه الإضافة تمتد إلى ما وراء لوحات التحكم للمواقع، فيمكن أن تنشئ مساحات للدعم الفني في واجهة موقعك وتنشر البطاقات التي أجيب عليها في صفحة الدعم الخاصة بك، وذلك يسمح للمستخدمين أن يروا كل البطاقات التي أُجيب عليها، كما تقوم هي نفسها -مساحة الدعم الفني- مقام الدليل على خبرتك في ووردبريس وعلى الخدمة الممتازة التي تقدمها لعملائك، إضافة إلى كونها مرجعًا لمجتمع مستخدمي ووردبريس. وسأعرض لك في هذا المقال كيف تستخدم إضافة Support System لإنشاء منتدى للدعم الفني، إضافة إلى إنشاء نافذة للمستخدمين كي يطرحوا أسئلتهم، ثم نشر الإجابات على تلك الأسئلة في موقعك. وسيكون كل ذلك في الواجهة الأمامية لموقعك، رغم أن المستخدمين لديك سيرون بطاقات الدعم من خلال نوافذ لوحات التحكم الخاصة بهم. تثبيت وإعداد إضافة Support System سنضيف بعض التصنيفات للبطاقات ونضبط إعدادات الإضافة بمجرد تفعيلها -قم بتثبيتها إن لم تكن قد فعلت-. ونبدأ مباشرة في التصنيفات: اذهب إلى Support ثم Ticket Categories، وأنشئ تصنيفات كما لو كنت ستنشئ تصنيفات لمنشور عادي، ولأني أنشئ منتدى وهمي في ووردبريس من أجل الشرح فقط، فإن أسماء تصنيفاتي ستكون لها علاقة بهذا: والآن سنهيئ إعدادات الإضافة، اذهب إلى Support ثم Settings كي ترى صفحة الإعدادات العامة للإضافة، وسترى أنها تعطيك خيارات تتعلق بقائمة الدعم والرسائل البريدية وصلاحيات رؤية البطاقات. غيّر اسم القائمة، وحقل email from وعنوان البريد إن كان ضروريًا في حالتك. ثم ننتقل إلى صلاحيات الرؤية، قم بتحديد كل الخيارات من أجل أن يصل جميع المستخدمين إلى البطاقات. بمجرد أن تضغط على حفظ التغييرات نكون قد انتهينا من إعداد الإضافة وتهيئتها. إنشاء صفحات للمنتدى نحتاج أن ننشئ صفحة في الموقع للمنتدى من أجل أن يكون عامًا ويراه الناس ويفتحوا بطاقات دعم جديدة، فأنشئ صفحة ثابتة (static page) جديدة بالطريقة العادية، وسمّها Support، ثم لا تضف أي شيء إليها. كرر هذه الخطوة مع صفحتين أخرتين، وهما الصفحة التي سيرسل المستخدمون فيها بطاقات جديدة، والأخرى من أجل الأسئلة الشائعة، حيث ستكتب الأسئلة الشائعة لتجيب عن أكثر الأسئلة التي تدور بين المستخدمين. إليك مثالًا عن الصفحات التي أنشأتها: تفعيل واجهة الدعم الأمامية من أجل تفعيل الجزء الأمامي من الإضافة، اذهب إلى Support ثم Settings ثم Front End، وحدد المربع الخاص بخيار Activate Front End. وستظهر الآن عدة خيارات، فأتمّها كما يلي: Use Support System styles: اترك هذا الخيار محددًا ما لم ترد إضافة إعداداتك الخاصة. شخصيًا، لن أغيّر هذا إلا إن كان تخصيص السمة يتعارض مع تخصيص الإضافة. Support Page: اختر صفحة الدعم التي أنشأتها قبل قليل. Submit new ticket Page: اختر الصفحة التي أنشأتها قبل قليل لإرسال البطاقات. FAQs Page: اختر الصفحة التي أنشأتها للأسئلة الشائعة.- اضغط الآن على زر Save changes. إثراء صفحات الدعم بعد أن اخترتَ صفحاتك وفعّلتَ الواجهة الأمامية، يجب أن تضيف كودًا مختصرًا لكل صفحة من صفحات الدعم، عُد إلى صفحات الدعم وأضف الأكواد التالية: صفحة الدعم (Support Page): [support-system-tickets-index] صفحة إرسال البطاقات الجديدة (Submit new ticket Page): [support-system-submit-tickets-form] صفحة الأسئلة الشائعة (FAQs Page): [support-system-faqs] احفظ كل صفحة من تلك الصفحات، ثم أضفهم إلى قائمة التنقل في موقعك. لاحظ أنك لا تحتاج إلى تفعيل صفحة الأسئلة الشائعة في موقعك إن كنت تريد منتدى للدعم فقط ولا تريد أن تنشر الأسئلة الشائعة، لكن إن كنت تجد أن لديك أسئلة تتكرر كثيرًا فربما تكون هذه الصفحة مفيدة حينها. والآن حين يريد مستخدم أن يطرح سؤالًا فإنه سيذهب إلى صفحة الدعم ويختار Submit new ticket ليذهب إلى صفحة إرسال البطاقة. نشر بطاقات المشاكل التي حُلَّت يستطيع المستخدمون الآن أن يرسلوا بطاقاتهم بما أن المنتدى قد صار جاهزًا -ربما تود إضافة بعض تلك البطاقات بنفسك-، وستُنشَر تلك البطاقات بشكل آلي في موقعك بمجرد أن يتم حل المشاكل التي تُذكر فيها. إليك بعض البطاقات العشوائية التي أضفتها إلى موقعي من أجل توضيح المثال: والخطوة التالية الآن هي الإجابة على هذه البطاقات التي أُرسلت إليك، وحاول أن تفصّل الإجابة وتبيّنها إذ أنها ستُنشر على موقعك، إليك صفحة الدعم الخاصة بي: يستطيع المستخدمون في هذه المرحلة أن يرسلوا بطاقات جديدة أو يبحثوا في الموجودة مسبقًا، أو يقرؤوا البطاقات الموجودة مباشرة، وسأرى إجابة كل بطاقة قد أجيب عليها بمجرد النقر عليها: وأستطيع إضافة رد جديد إن مررت للأسفل، أو حتى شكر الشخص الذي أجاب وإخباره أن الحل قد نجح معي. وهنا تبدأ ثمرة هذا المنتدى بالظهور إذ يرى الناس حجم التجاوب والفائدة التي قد يحصلون عليها من المشاركة فيه. إضافة صفحات للتصنيفات سترى أنك إن ذهبت إلى صفحة الدعم في موقعك واخترت أي تصنيف فستظهر كل البطاقات التي تحت هذا التصنيف، ويمكنك استغلال هذا باستخدام ذلك الرابط الذي تم توليده لإنشاء صفحات في موقعك كما يلي: اذهب إلى كل تصنيف عبر النقر على الرابط في صفحة الدعم الخاصة بك، ثم انسخ الرابط الموجود في اللسان الذي ستأخذك إليه تلك النقرة، وأضف هذه الروابط كروابط مخصصة (custom URLs) في قائمة موقعك. يستطيع المستخدمون الآن أن ينتقلوا إلى تصنيف محدد في منتدى الدعم بالنقر على الروابط المخصصة في قائمة الموقع، إضافة إلى النقر على التصنيف في صفحة الدعم الأساسية. خاتمة إن إضافة منتدى للدعم الفني من شأنه أن يخدم عملاءك ويزكّي سمعتك، كما يقدم مرجعًا مفيدًا لعملائك وأي متابع أو مستخدم، وهذا صحيح في حالة منتدى الدعم عندنا في WMPU DEV، إذ يمثّل المنتدى مكانًا نساعد فيه مشتركينا على الاستفادة من ووردبريس بشكل عام، ومن منتجاتنا بشكل خاص. أضف إلى هذا أنك ستعرض مدى خبرتك بمجالك، فإن كنت تقدم إجابات مفيدة لأسئلة الناس فسيثقوا أنك خبير في ووردبريس، وهكذا تساعدك إضافة Support System على إنشاء منتدى دعم فني يخدمك ويخدم عملاءك على حد سواء. والآن أخبرني، هل تقدّم خدمات دعم فني لعملائك؟ وإن كان فكيف تفعلها، وهل جربت الإضافة الخاصة بنا والتي استعرضناها في هذا المقال؟ ترجمة -بتصرف- لمقال How to Set Up a Support Forum with the Support System Plugin لصاحبته Rachel McCollin
-
- 1
-
- التعامل مع العملاء
- دعم فني
-
(و 1 أكثر)
موسوم في:
-
قد يكون الاجتماع الذي يجب أن يعقده المدير مع الموظف حول الراتب هو أحد الاجتماعات غير المتوقعة على مدار العام، فهذا الموضوع حساس قليلًا سواء كان في محيط العائلة أو العمل أو الأصدقاء. ويجب أن يلعب المدير دورًا في المنتصف بين قسم الموارد البشرية والموظفين في مناقشة الزيادات في الرواتب، وفرص الحصول على علاوات -أوعدمها-، وكذلك عليه أن يتّبع خطوطًا حازمة في ذلك، لكن مع الحفاظ على سعادة الموظف في نفس الوقت. وقد ذهب فريق من Officevibe إلى أوستن -عاصمة تكساس- لحضور مؤتمر Compference الذي يقام لمدة يومين وينظمه فريق من خبراء المجال في PayScale، وسنلخص لك في هذا المقال ما تعلمناه في ذلك المؤتمر كي تتخلص من المشاكل التي تواجهك أثناء مناقشة الأجور. لاحظ أن الكلمات التي يجب أن تبقيها في ذهنك هي “السياق، والتواصل”، كما أني أريد أن أخبرك قبل أن نبدأ أنه حين نخوض نقاشات صعبة مع الموظفين، فليس المهم ما نقوله فقط، بل كيف نقوله أيضًا. أهمية التواصل بالسياق حول الأجور انظر معي إلى هذه الأرقام من PayScale كي تدرك أهمية السياق أثناء الحديث عن الأجور: يظن77% من الموظفين أن قرارات الأجور تبنى على بيانات قليلة. يظن 54% من الموظفين ذوي الأداء العالي أنهم يتقاضون رواتب أقل مما يستحقون. يظن 50% من الموظفين أنهم يتقاضون رواتب أقل من باقي السوق لمثل وظائفهم، وإن كانوا يتقاضون رواتب مثل السوق أو أعلى. إن الكلمة التي تكررت معنا في النقاط السابقة هي “يظن”، فما هي إﻻ افتراضات ﻷنهم ﻻ يملكون بيانات أو معلومات عن السياق، وهذه هي المشكلة. دعنا الآن ننظر في أهمية ذكر السياق في معادلة الحديث حول الأجور. أولًا: ذكر السياق يضع الأمور في نصابها ويشرح السبب وراء الأرقام المطروحة ولماذا تم اقتراحها. ثانيًا: ﻻ يوجد أحد يحب أن يبقى في الظلام، خاصة حين يتعلق الأمر بالطريقة التي يقيّمك بها شخص آخر. تخيل أن تُعطى رقمًا لكنك ﻻ تفهم معناه وﻻ دلالته، إن ذلك قد يدفع الموظف للجنون، ويشغل حيزًا كبيرًا في حقل أفكاره اليومية. ثالثًا: تخيل شعور المدراء حين يضطرون إلى إعطاء رقم -راتب- لموظف مع تقديم دلالة له، لكن دون معرفة حقيقية لكيفية تفسير دلالته، إن الأمر يشبه طلب التعليق على مباراة هوكي من شخص لم يشاهد مباراة في حياته. اﻷجر مسألة حساسة إن مسألة الأجور تحمل قدرًا عاليًا من الحساسية بذاتها، لذا فإن إعطاء معلومات خاطئة أو حتى التعبير عن المعلومات الصحيحة بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى فقدان موظفيك للثقة فيك. ذلك أن مناقشة قيمة أحدهم بأي شكل كان لا تدور حول معادلات وحسابات فقط، فهناك مشاعر بشرية تتدخل في الأمر، لذلك يجب أن يكون المدراء قادرين على أن يقدموا تفسيرات صحيحة ومفصّلة. وتؤكد مجلة هارفارد بيزنس ريفيو بشدة على الحاجة لذكر السياق في مسألة الحديث حول الأجور مع الموظفين: ما هي مخاطر عدم النقاش حول الأجور؟ ببساطة، سيصل الموظفون إلى افتراضاتهم الخاصة حول الأجر الذي يتقاضوه، وحين تترك عقولنا طليقة فإنها تخرج بافتراضات قد تشطح بعيدًا بصاحبها. يقول مايكل ميتزيجر، المدير التنفيذي لpayScale: هذا يعني أن المشكلة لا تتعلق بمقدار المال فحسب، بل بالطريقة التي نتحدث بها عنه أيضًا، فهناك انفصام كبير بين الواقع وفهم واستقبال ذلك الواقع حين نتحدث عن اﻷجور، ونتيجة غياب هذه الشفافية أن الموظفين يتركون الشركة بحثًا عما يظنوه أفضل. الأمور الأساسية التي يجب أن يفهمها المدراء قبل الحديث حول الأجور حان الوقت لجعل المحادثة تسد تلك الفجوة بين ما يفهمه قسم الموارد البشرية عن الأجور، وبين ما يجهله الموظفون، وهنا يأتي دورك أيها المدير، وما سيلي هو ما يجب أن تعرفه، فإن لم تكن تتلقى تفسيرات حول الأجور فاطلب هذه التفسيرات وراء تلك الأرقام التي يُطلب منك إعطاؤها للموظفين، ﻷنها ستحدث فارقًا في علاقتك معهم. 1. فلسفة أجور الشركة ترتبط فلسفة أجور الشركة بأهدافها والقِيَم التي بُنِيَت عليها، ويجب أن يكون المدراء قادرين على الإجابة عن أي أسئلة لدى الموظفين حول الأجور بالتناسق مع تلك الفلسفة كي تتفق وجهات النظر عند الطرفين. الأسئلة المعتادة من الموظفين حول الأجور: لماذا تلك النسبة بالتحديد في الزيادة؟ لماذا حصلت على هذه العلاوة تحديدًا؟ كم سيزيد راتبي في العام المقبل؟ واعلم أنه كلما حصل الموظف على بيانات حول هذه الأسئلة كان سفيرًا لشركتك بدلًا من منتقِصٍ منها، فحيثما كان الفهم فإن التقدير ملازم له. 2. منظور تسعير السوق يجب تدريب المدراء على فهم موضع الشركة في السوق، فالقدرة على شرح هذه النقطة للموظفين الحاليين يعمل كأداة استبقاء لهؤﻻء الموظفين، تذكّر أن السياق يرجح بكفة أي شيء. إليك بعض العناصر المهمة التي يجب أن تبقى على اطلاع بها في شأن الأجور: كيف تضع الشركة أجورها تحديدًا. كيف تحافظ الشركة على تنافسيتها. من الذي تقارن نفسها به في السوق. هل للشركة سبق في السوق أم أنها متخلفة عن الركب. 3. منظور الشركة لتعديلات الأجور يجب أن يوفّر قسم الموارد البشرية في الشركة دليلًا لمناقشة الأجور مع كل الموظفين، سواء الجدد منهم حال توظيفهم في الشركة أو أولئك الحاليين الموجودين في الشركة، فقد تجذب بعض الأيدي العاملة إليك، ويجب اﻵن أن تحافظ عليهم، والطريقة التي تحافظ بها عليهم هي أن تبقى مطلعًا أنت وفريقك على نظرة الشركة للأجور، من خلال النقاط التالية: كيف تناقش زيادة الراتب مع الموظفين الحاليين. كيف تناقش الترقيات. كيف تناقش خفض درجة الموظف. كيف تناقش العلاوات. كيف تناقش تغير دور الموظف أو تغير المسمّى الوظيفي له. كيف تناقش إعادة تصنيف الوظائف. الحقيقة حول الأجور وتفاعل الموظفين لقد استنتجنا من الأبحاث الأخيرة أن الناس -خاصة جيل الألفية- ﻻ ينظرون إلى المال فقط حين يبحثون عن وظيفة، فهم يرغبون في التعلم والنمو والتواصل مع زملائهم، وأن يكونوا جزءًا من كيان أكبر، ويريدون أن يجدوا دافعًا وقيمة في كل يوم لهم في العمل. لكن هذا ﻻ يعني أن المال غير مهم أو أن الموظفين سيرضون بأقل مما يستحقون، بل يعني أنهم ما إن يحصلوا على أجر عادل ويشعروا بأن الشركة تقدّرهم، فسيهتموا أكثر بالنمو عوضًا عن المال. فالأجر في النهاية يحكي الطريقة التي تنظر بها الشركة إلى العاملين لديها، ولو رأى الموظف أن الأجر غير عادل ومجزئ فإنه سيغادر تلك الشركة، وتتحدث هارفارد بيزنس ريفيو عن تلك النقطة قائلة: الصلة بين الأجر وثقافة الشركة كما أن كل فرد في أي مؤسسة مسؤول عن تمثيل ثقافة الشركة وقيمها، فإن كل فرد فيها يجب أن يفهم أسلوب الشركة في الأجور، ﻷن ذلك جزء من الثقافة أيضًا داخل الشركة. هل لديك نصائح تشاركنا بها حول اﻷجور في التعليقات؟ كيف تتحدث مع الموظفين حول ذلك الموضوع؟ ترجمة -بتصرف- لمقال The secret to discussing pay with employees لصاحبته Ali Robins حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
-
"بالتأكيد، يمكنني إنهاء ذلك المقال في ساعتين.”. إنني أعلم أن المقال الجيد يحتاج إلى أكثر من ذلك في الغالب، أنا أعلم هذا، ومديري يعلم هذا، لكننا وافقنا على تلك المهزلة رغم ذلك، وفي خلال ساعتين كنت قد جمعت بعض الكلمات ورميتها داخل مستند مع بعض الصور وأرسلتها إليه قائلًة: “ها هو المقال، أهو مناسب؟ أنا جاهزة للتعديلات إن وجدت.”. ثم جلست أنتظر رده الحتمي بفارغ صبر : “وهل تلك كلمات أصلًا؟ أعيدي كتابته.”. إن مثل هذه المواقف تشكل نقاطًا فارقة في حياتي، مواقف فظيعة ومؤلمة بدون داعي ﻷني كنت أمنح وعودًا فوق طاقتي. لكن من ناحية أخرى، من يريد أن يعِدَ بالقليل؟ فهذا يبدو سيئًا، أﻻ يجب أن نعدَ بأكثر من اللازم ثم نفعل ما بوسعنا؟ أليس الجهد هو الفيصل؟ كلا! ربما يرجع تاريخ استخدام البشر للوعود إلى آﻻف السنين، حيث مثّلت تقليدًا اجتماعيًا معقدًا، وتتفاقم عواقب خرق تلك الوعود التي عجز أصحابها عن الوفاء بها، وإليك في هذا المقال الأسباب التي أنصحك من أجلها أن تعِدَ بأقل مما ستسلّمه حقًا: لماذا نقطع وعودًا على أنفسنا؟ مثّلت الوعود ضمانة على أن شيئًا ما سيتم تنفيذه، فقد كانت الوسيلة الأبرز قبل المحاكم والقوانين والأنظمة الاجتماعية المعقدة، وﻻ زالت إحدى أهم الأدوات التي تساعدنا على التواصل مع غيرنا، وهذه هي الأسباب الأربعة التي نقطع وعودًا من أجلها: خلْق الالتزام. تنظيم وإرشاد السلوك. تقليل الحيرة. بناء الثقة. ويحفظ الناس وعودهم ﻷنها تساعدهم على بناء الأساسات اللازمة لحفظ علاقاتهم البشرية وتطويرها، فكلما كبر الوعد زادت ضرورة الالتزام بتنفيذه، فإن الوعود الكبيرة يتبعها توقعات كبيرة، وفي حالة الفشل في تحقيق تلك التوقعات فإن العقل يستجيب بتقليل إفراز الدوبامين، على عكس الحالة التي نحقق فيها تلك التوقعات أو نزيد عليها، إذ يزيد الدماغ من إفراز الدوبامين الذي يجعلنا نشعر بالسعادة، نحن ومن قطعنا له الوعد. إضافة إلى أن الوعود تخبر العالم من حولنا بمدى أهليتنا للثقة: في حالة حفظ الوعد: في حالة خرق الوعد: يحتاج عقلك إلى بعض الثبات، لذا نحن نصدّق من يخبرنا أنه سيفعل كذا وكذا ﻷن هذا يريح العقل البشري، لكن هذا الثبات يبدأ بالتلاشي إن لم يتم الوفاء بذلك الوعد، ﻷن ذلك ليس خرقًا للثقة والتوقعات فقط، بل هو انتهاك لأحد التقاليد الأساسية لدى البشر، ويتعدى أثر عدم الوفاء بذلك الوعدِ خيبةَ اﻷمل ليغيّر طريقة استقبال الناس لنا وتفاعلهم معنا. وعد الحر ديْن عليه وجدت دراسة أجرتها الباحثة الهولندية مانيلا فيث أن الوعود التي لا يوفَ بها تجعلنا نرغب في معاقبة أولئك الذين لم يفوا بها، بل والانتقام منهم أيضًا، وتؤثر تلك المشاعر على أي تفاعل مستقبلي بين الطرفين. تحليل لوعد لم يوفَ به إن عقلك يعرف أنك ستخرق الوعد الذي قطعته من قبل أن تنوي الاعتراف بذلك لنفسك، فقد اكتشف باحثون في سويسرا أن بإمكانهم توقع من سيخرق وعدًا قد قطعه بناءً على تفاعل الدماغ أثناء نموذج من ثلاث مراحل لوضع وعد بتنفيذ شيء ما. مرحلة الوعد لنقل أنك أخبرت زملاءك في العمل أنك ستساعدهم على إنهاء مشروع ما، فأنت لم تقرر قطعًا في هذه المرحلة ما إن كنت ستفي بهذا الوعد أم ﻻ، لكن عقلك سيدرك تناقضًا في نفسك لأنه يعرف أنك ﻻ تنوي الوفاء، وعليه فإنه ينشّط مراكز معالجة المشاعر السلبية. مرحلة الترقّب ستنتظر الآن رد فعل زملائك الذين أخبرتهم أنك ستساعدهم، لترى ما إن كانوا سيثقون بك أم لا، لكن ذلك الترقّب يرفع معدل اﻹجهاد عليك، وهو ما يلتقطه دماغك طبعًا إذ كان يجهزك للعواقب السلبية المحتملة لهذا الوعد. مرحلة اتخاذ القرار لقد قررت أن تخرق وعدك لزملائك بسبب انشغالك الزائد، لكن ذلك القرار سيعزز رد فعل في دماغك يشبه ذلك الذي يحدث عند الكذب أو الخداع، فتشعر ببعض الذنب والخوف من تأثير خرقك لهذا الوعد. وسيكافح دماغك هذا الشعور بتذكيرك بالسبب الذي جعلك تخرق وعدك من الأساس عبر تنشيط الجزء المسؤول عن صناعة القرار المرتبط بالمكافأة في دماغك. ثلاث طرق تساعدك على الوفاء بوعودك 1. سل نفس إن كان يجب أن تعطي وعدًا يجب أن يكون وعدك نابعًا من رغبة حقيقية في تنفيذ ما تريد أن تعِد به، فانظر ما تريد أن تحققه بإعطائك لهذا الوعد وما إن كان يمكن إعطاء وعد أقل منه. **فمثلًا: **لنقل أن اليوم هو الأربعاء، ولم تنه حتى نصف مشروعك، لكنك تعد بأنه سيكون منتهيًا بنهاية الأسبوع لأنك تريد أن تبهر زملاءك في العمل، لكنك نسيت المهام الأخرى التي يجب أن تنهيها. فقم بتقسيم المشروع إلى أجزاء صغيرة، وبدلًا من إعطاء وعد بأنك ستنهي المشروع في وقت غير منطقي، قل أن اﻷجزاء الفلانية من المشروع ستنتهي بتاريخ كذا، فإن ذلك يسمح لك بالتحكم في توقعات من حولك، ومتابعة إنجازك لما عليك من مهام، وستحافظ على إعجاب زملائك بك وعلى حفظك لوعدك. 2. عِد بأقل مما ستفعله قدّر الوقت الذي سيحتاجه المشروع ثم زد على ذلك ضعفه أو ثلاثة أمثاله -وفق حدود معقولة-، ولا تعط إجابة إن سئلت عن المدة اللازمة للمشروع إن لم تكن تعرف بالتحديد، وأخبرهم بدلًا من ذلك أنك سترد عليهم لاحقًا. مثال: إن كان المقال يستغرق مني ثلاثة أيام لكتابته، فسأقول أربعًا كي أحظى بوقت إضافي لربما استغرق بعض المقال أطول من المتوقع، أما إن أنجزته في أقل من أربعة أيام فإن ذلك سيجعل العميل سعيدًا. 3. في حالة الأسوأ قد نضطر أحيانًا إلى خرق وعودنا، فكن صريحًا وقدّم اعتذارًا فوريًا، فذلك يساعدك على حفظ علاقتك على المدى الطويل. فمثلًا: لنقل أني وعدت أن أنهي خمسة مقالات بنهاية الأسبوع، لكني لم أكتب إﻻ أربعة، إليك ما سأقول لمديري مباشرة: “قد استغرقت المقالات أطول مما توقعت لها، لذا سأنهي أربعًا فقط بنهاية الأسبوع، وسأختار موضوعات ليس فيها هذا التوسع في المرة القادمة.”. أرأيت؟ لقد وضحت السبب -وليس العذر- إضافة إلى الحل لتجنب حدوث هذا الموقف في المستقبل. وقد جعلتني الوعود المبالغ فيها أشعر أني في لعبة مطاردة، فأنجز نصف المشروع أحيانًا لمجرد أن أقول "أرأيت، إنه شبه تام …”، أما حين أعِد بأقل مما سأفعله فإني أبهر من حولي ونفسي أيضًا، فهذا يعطيني مساحة لإخراج أفضل ما بداخلي ويشعرني بالسعادة والفخر. واﻷمر في حقيقته يدور حول إعطاء نفسك زخمًا في كل مرة تنجح في تنفيذ وعد ما، إذ ستشعر أنك أكثر ثقة في نفسك وفي قدراتك، وسيرتبط اسمك بالثقة والإيجابية، وستتمكن من بناء أي علاقة تريدها في حياتك وتحافظ عليها أيضًا. ترجمة -بتصرف- لمقال Why you should always under-promise and over-deliver لصاحبته أندريا أيْريس
-
قد تكون أول عملية تعاقد مع العملاء مصدر رهبة لبعض المستقلين الذين يشقّون طريقهم في العمل الحر، إذ أنها تبدو معضلة تناقض نفسها، فلكي تحصل على أول عميل يجب أن يكون لديك عملاء سابقين يشهدوا لك بجودة عملك. لكن هذه الحالة لا تحدث دائمًا، وقد أتينا لك اليوم بثمانية مستقلين يشهدون على ذلك. فقد سألت مجتمع CloudPeeps أن يشاركونا بعضًا من قصص تعاقدهم مع أول عميل، ولم أجد فيما ذكروا قصة تشبه الأخرى! ليز كوتنهام، مصممة ومسوّقة - كيف حصلت على أول عميل لك في العمل الحر؟ "كنت أعمل كمديرة للتسويق في شركة كبيرة، وحدث أن نصحت زميلة لي غير سعيدة في وظيفتها أن تستقيل وتتجه إلى العمل الحر، وقد ردّت لي هذا الجميل حين قررت أنا أن أحذو حذوها بأن أوصت بي إلى أحد عملائها. وهكذا فإن هذه الوظيفة الأولى قد منحتني ثقة -ومالًا أيضًا- كي أستقيل وأنتقل إلى العمل الحر.” - هل لديك درس خرجت به من هذه التجربة تخبريننا به؟ "أحسن إلى كل من تقابله، فإن إحسانك ﻻ يضيع أبدًا، وتأكد أن تبقى على اتصال مع من حولك بين الحين والآخر كي ﻻ تخشى الاتصال بهم حين تحتاجهم من أجل عمل ما، فتلك الرسائل بين الحين والآخر تجنّبك اللوم على التواصل بعد أعوام من الهجر.” لوكلين ماكدونالد، مسوِّق رقمي وكاتب إعلانات - كيف حصلت على أول عميل لك؟ "كان أول عميل لي صديقًا لأحد أصدقائي قابلته قبل عدة أعوام وظللنا على اتصال على الفيس بوك، وقد كان في حاجة إلى محرر لنص كانت تعمل عليه شركته إذ كان يعمل في مجال إنتاج الأفلام، وتواصل معي بما أنه يعرف خلفيتي في الكتابة والتحرير.” - هل لديك درس خرجت به من هذه التجربة تخبرنا به؟ "يكاد كل العمل الحر الذي أحصل عليه يأتيني من طريق مشابهة للقصة التي ذكرتُ، وبرأيي فليس مهمًا أن تكون خبيرًا بمجالك، وإنما أن تعرف أشخاصًا يريدون توظيف شخص مثلك، وهنا تكمن أهمية العلاقات مع الناس بالنسبة للمستقلين.” أماندا جويراسيو، مصممة ومفسّرة علامات تجارية - كيف حصلت على أول عميل لك؟ "كان موقع Craigslist مصدرًا جيدًا للعملاء حين بدأت العمل الحر قبل عشر سنوات، وكنت أنشر إعلانات لخدماتي إضافة إلى الرد على إعلانات الوظائف التي أراها مناسبة لي، وكنت أمشّط كثيرًا من المدن الكبرى في الولايات المتحدة وليس فقط المدينة التي أسكن بها. لقد مررت بتلك المرحلة التي أرسل فيها إلى عشر عملاء وﻻ أتلقى ردًا إلا من واحد فقط، لكن ذلك الأسلوب أتى لي بأول بضعة عملاء ﻻ زال أحدهم عميلًا لي، رغم مرور عشر سنوات من أول عمل لنا معًا.” - هل لديك درس خرجت به من هذه التجربة؟ "أحيانًا تضطر إلى إرسال الكثير من الرسائل والعروض والاستعلامات كي تبدأ العجلة بالدوران، ربما تكون قد سمعت هذه النصيحة من قبل، لكن الأمر مجرد أرقام في حقيقته. أيضًا، فإن وجود موقع مميز لك -ليس حسابًا في فيس بوك أو بيهانس … إلخ- لهو نقطة كبيرة في صالحك من منظور العميل المحتمل.” إيرين فتزجيبن، كاتبة ومصوّرة - كيف حصلت على أول عميل لك؟ "إنني أرى الكتابة والتصوير زوجان ﻻ يفترقان، ولقد وقعت على الكتابة الحرة قدرًا إذ اشتركت في منحة صغيرة للأعمال ووظّفتني مرشدتي كي أكتب عن كرة القدم النسائية في كندا وأصور منها بعض المشاهد. وقد نصحتني أن أتواصل مع المجلات لأعرض خدمات الكتابة والتصوير معًا من أجل أن أزيد من فرصة قبول الناشرين لخدماتي، وساعدتني درجتي الجامعية في اللغة الإنجليزية على صقل مهاراتي.” - هل لديك درس خرجت به من هذه التجربة؟ "تعلّمت أن هناك الكثير من البرامج التي يمكنها أن تساعد رواد الأعمال على أن ينجحوا، وتعلّمت أن المرء يجب أن يستغل كل الفرص التي تأتي أمامه، فاقصد مركز الأعمال المحلّي في مدينتك واحرص على أن تستفيد من أولئك الناس الرائعين الذين ستقابلهم.” جولي، مسوّقة في LiuPierre - كيف حصلت على أول عميل لك؟ "بدأت في تقوية علاقاتي حين قررت أني سأترك وظيفتي، وتواصلت مع كل معارفي أخبرهم أني سأترك وظيفتي وأني سأكون متاحة للعمل بدوام جزئي. فتواصلت معي زميلة سابقة لي قائلة أن لديها عميلة في حاجة إلى من ينفّذ لها أعمالًا، وهكذا وقّعت على أول شراكة لي بعد بضع مقابلات.” - هل لديك درس خرجت به من هذه التجربة؟ "ﻻ تخشَ من طلب المساعدة” ميشيل زابوروجتز، مديرة شبكات اجتماعية - كيف حصلت على أول عميل لك؟ "لقد حصلت على أول عميل لي من خلال صفحة اﻷخبار في حسابي في فيسبوك!ن فقد نشر أحد أصدقائي من الجامعة منشورًا عن وظيفة تسويق حرة، وقد أوصى بي لمدير التوظيف، وحصلت على الوظيفة بعد اتصالين هاتفيين!” - هل لديك درس خرجت به من هذه التجربة؟ "ابحث في أي مكان عن الوظائف الحرة، لا أعرف كيف أشدّد أكثر على هذه النقطة، فإن انتشار العمل الحر يزيد يومًا بعد يوم، وإن الشركات ﻻ تهمل ذلك التوجه هذه الأيام، وقد وجدت وظائف حرة في كل مكان، من فيس بوك إلى CloudPeeps إلى لينكدإن، فكل ما عليك أن تبحث بعمق في كل موقع توظيف.” أكشاي ساكديفا، مستشار تسويق - كيف حصلت على أول عميل لك؟ "كنت جديدًا على عالم العمل الحر، فقد كنت أسافر كثيرًا وأردت أن أجد أول عميل لي بأسرع ما يمكن لتمويل أسفاري ولدفع فواتيري، فسجلت في منصات عمل حر كثيرة لكن لم أحصل على عملاء في أي منها، ووجدت الوظائف المتاحة فيها ذات أجور زهيدة. ثم سجّلت في CloudPeeps، وبدأت في وضع عروضي لكن لم أحصل على عملاء أيضًا، فجربت التواصل في مجتمع CloudPeeps على فيس بوك، وتحدثت مع ديفيد هاثاويي وأخبرته أني أبحث عن وظيفة، فأعطاني بعض النصائح لتطوير ملفي الشخصي، فطبّقتها مباشرة. وتواصل معي مرة أخرى بعدها بأيام قائلًا أن لديه عميلًا يبحث عن كاتب، وليس لديه وقت للعمل معه، وسألني ما إن كنت مهتمًا باﻷمر، فوافقت ﻻ شك.” - هل لديك درس خرجت به من هذه التجربة؟ “تواصل مع زملائك المستقلين وابحث عن فرص للمشاركة، واحرص على أن يكون معرض أعمالك مميزًا” ماريا ثومبسون، مخطِّطة تسويق بالمحتوى وكاتبة إعلانات - كيف حصلت على أول عميل لك؟ "كان أول عميل لي هي مدرِّبتي الصحية التي تعاقدت معها لبضعة أشهر، وكنا قد تحدثنا في مناقشات سريعة عن محتوى موقعها وتصميمه، ولما عرفت أني سأتجه للعمل الحر أرادت أن نعمل معًا.” - هل لديك درس خرجت به من هذه التجربة؟ "احرص على أن تطلب نقدًا من عملائك حين ينتهي المشروع، فمن السهل أن تنزع يدك من مشروع لتضعها في المشروع الذي يليه، لكن ذلك الوقت الذي تقضيه بعد كل مشروع في مثل هذا النقد يطوّر من مهاراتك في المستقبل، كما أن الأمر يقوّي أواصر العلاقة بينك وبين عميلك. واحرص كذلك على تجميع بيانات تستخدمها في كتابة دراسة حالة لذلك المشروع، فهذا سيخبر عملاءك المحتملين في المستقبل عن أعمالك بشكل أكثر وضوحًا.” وهكذا، من إعلانات Craigslist إلى فيس بوك، هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تحصل بها على عميلك الأول، خاصة إن كنت تفكر خارج الصندوق. وإنني أتمنى أن تكون هذه القائمة قد أعطتك بعض الأفكار العملية التي يمكنك تطبيقها للحصول على عملاء جدد. ترجمة -بتصرف- لمقال Eight freelancers reveal how they got their first client لصاحبته Amy Rigby حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ FreeVector
- 2 تعليقات
-
- 2
-
- أول عميل
- التسويق الذاتي
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
Django هو إطار عمل مرن يستخدم ﻹنشاء تطبيقات بلغة بايثون، وهذه التطبيقات مُجهزة تلقائيًا لتخزين البيانات في ملف قاعدة بيانات SQLite خفيف ويعمل بشكل جيد في الاستعمالات العادية والصغيرة، لكن استخدام نظام إدارة قواعد بيانات تقليدي سيطوِّر أداء التطبيق تحت ضغط زيادة المستخدمين أو زيادة حجم البيانات. وسنستعرض في هذا الدرس كيفية تثبيت وتهيئة PostgreSQL لاستخدامها مع تطبيقات Django، وسنثبّت الحزم اللازمة وننشئ اعتماديات قاعدة البيانات للتطبيق، ثم نبدأ مشروع Django جديد ونجهّزه ليستخدم هذه اﻹعدادات. المتطلبات خادم يعمل بتوزيعة أوبنتو 16.04 مع مستخدم -غير الجذر- له صلاحية sudo. تثبيت الحزم من مستودعات أوبنتو سنثبّت أولًا pip -مدير حزم بايثون- لتثبيت وإدارة حزم بايثون، وسنثبّت أيضًا برنامج قاعدة البيانات والمكتبات اللازمة للتفاعل معهم. يحتاج إصدار بايثون 2 و3 إلى حزم مختلفة قليلًا عن بعضها، لذا اختر الأوامر التي تتوافق مع إصدار بايثون لديك. انسخ الأوامر التالية إن كنت تستخدم بايثون 2: $ sudo apt-get update $ sudo apt-get install python-pip python-dev libpq-dev postgresql postgresql-contrib وهذه إن كنت تستخدم بايثون 3: $ sudo apt-get update $ sudo apt-get install python3-pip python3-dev libpq-dev postgresql postgresql-contrib يمكننا الآن إنشاء قاعدة البيانات بما أننا أنهينا تثبيت هذه الحِزّم. إنشاء قاعدة البيانات والمستخدم الخاص بها يستخدم Postgres نظام توثيق للاتصالات المحلية اسمه "توثيق النِّدّ Peer Authentication”. وهذا يعني أنه إذا كان اسم المستخدم في نظام التشغيل يطابق اسم Postgres صالح، فإن هذا المستخدم يمكنه الولوج دون الحاجة إلى توثيق. وقد أُنشئ مستخدم للنظام اسمه postgres ليتوافق مع مستخدم postgres المدير لنظام PostgreSQL، وسنحتاج هذا المستخدم لتنفيذ مهام إدارية، ويمكننا أيضًا أن نستخدم sudo وندخل اسم المستخدم من خلال لاحقة u-. سجل الدخول إلى جلسة Postgres تفاعلية عبر كتابة الأمر التالي: $ sudo -u postgres psql وسننشئ أولًا قاعدة بيانات لمشروع Django، ويجب أن يكون لكل مشروع قاعدة البيانات الخاصة به للدواعي الأمنية. وسنسمّي قاعدة البيانات في هذا المقال باسم myproject، لكن من اﻷفضل طبعًا أن تختار اسمًا يصلح لمشروع حقيقي. ملاحظة: تذكر أن تنهي كل الأوامر في محث SQL بفاصلة منقوطة ; postgres=# CREATE DATABASE myproject; أنشئ مستخدمًا لقاعدة البيانات، وسنستعمله للاتصال بقاعدة البيانات والتفاعل معها، وﻻ تنسَ أن تستبدل myprojectuser باسم قاعدة البيانات الذي اخترته، وتغيّر password بكلمة سر قوية: postgres=# CREATE USER myprojectuser WITH PASSWORD 'password'; واﻵن سنعدّل بعض معاملات الاتصال لهذا المستخدم لتسريع عمليات قاعدة البيانات بما أن القيم الصحيحة لن تضطر إلى أن تمر بعمليات استعلام وضبط في كل مرة يحدث اتصال. فسنضبط الترميز الافتراضي على UTF-8 وهو الترميز الافتراضي الذي يتوقعه Django. وسنضبط النظام الافتراضي لعزل التعاملات "default transactio isolation scheme” على read committed، وذلك لحظر القراءة من التعاملات غير المرسلة "uncommitted transactions”. وأخيرًا، سنضبط المنطقة الزمنية الافتراضية لمشاريع Django على UTC. وهذه الإعدادات يُنصح بها في التوثيق الرسمي لمشروع Django، دعنا نكتب ذلك الآن: postgres=# ALTER ROLE myprojectuser SET client_encoding TO 'utf8'; postgres=# ALTER ROLE myprojectuser SET default_transaction_isolation TO 'read committed'; postgres=# ALTER ROLE myprojectuser SET timezone TO 'UTC'; وكل ما نحتاجه الآن هو إعطاء مستخدم قاعدة البيانات صلاحيات الوصول لقاعدة البيانات التي أنشأناها للتو: postgres=# GRANT ALL PRIVILEGES ON DATABASE myproject TO myprojectuser; اخرج الآن من محث SQL: postgres=# \q تثبيت Django في بيئة افتراضية يمكننا تثبيت Django الآن بما أن قاعدة بياناتنا قد صارت جاهزة، وسنثبته وكل اعتمادياته داخل بيئة بايثون افتراضية لتحقيق مرونة أكثر، وستتيح لنا حزمة virtualenv إنشاء هذه البيئات بسهولة. اكتب هذا السطر في الطرفية لتثبيت virtualenv إن كنت تستخدم Python 2: $ sudo pip install virtualenv وهذا إن كنت تستخدم Python 3: $ sudo pip3 install virtualenv أنشئ مجلدًا جديدًا باسم مشروعك (استبدل اسم مشروعك بـ myproject الذي اخترناه هنا لغرض المثال فقط)، ثم انتقل داخله: $ mkdir ~/myproject $ cd ~/myproject اكتب السطر التالي لإنشاء بيئة افتراضية لتخزين متطلبات بايثون لمشروع Django الخاص بنا: $ virtualenv myprojectenv وذلك سيثبّت نسخة محلية من بايثون وأمر pip محلي داخل مجلد اسمه myprojectenv داخل مجلد مشروعك. نحتاج الآن إلى تفعيل البيئة الافتراضية قبل تثبيت البرامج داخلها، ويمكننا فعل ذلك عبر الأمر التالي: $ source myprojectenv/bin/activate سيتغير المحثّ الآن ليشير إلى أنك تعمل الآن داخل بيئة افتراضية وسيبدو شبيهًا بهذا: (myprojectenv)user@host:~/myproject$ ويمكننا الآن تثبيت Django باستخدام pip، ثم سنثبت psycopg2 التي ستتيح لنا استخدام قاعدة البيانات التي أعددناها: (ﻻحظ أنه يجب استخدام أمر pip وليس pip3 داخل البيئة الافتراضية بغض النظر عن نسخة بايثون التي لديك) (venv) $ pip install django psycopg2 يمكننا الآن أن نبدأ مشروع Django داخل مجلد المشروع (myproject في حالتنا)، وسينشئ هذا مجلدًا فرعيًا بنفس اسم مجلد المشروع ليحتوي الشفرة البرمجية، إضافة إلى مخطوطة إدارية "management script” داخل المجلد الحالي، ﻻ تنس إضافة النقطة التي في آخر الأمر التالي كي ﻻ يُنشأ مستوى فرعي جديد في المجلد: (venv) $ django-admin.py startproject myproject . سنضبط الآن مشروعنا ليستخدم قاعدة البيانات التي أنشأناها، افتح ملف الإعدادات الرئيسية لمشروع Django الموجود في المجلد الفرعي للمشروع: (ملاحظة: استبدل مشروعك بـmyproject) (myprojectenv) $ nano ~/myproject/myproject/settings.py ستجد قسم DATABASE في نهاية الملف، وسيبدو مشابهًا لهذا: . . . DATABASES = { 'default': { 'ENGINE': 'django.db.backends.sqlite3', 'NAME': os.path.join(BASE_DIR, 'db.sqlite3'), } } . . . هذا القسم يستخدم SQLite كقاعدة بيانات، ونريد تعديل هذه لكي يستخدم قاعدة بيانات PostgreSQL الخاصة بنا. فأول ما نفعله هو تغيير المحرك كي يستخدم محوّل postgresql_psycopg2 بدلًا من sqlite3، ثم نستخدم اسم قاعدة بياناتنا (myproject في مثالنا) في خانة NAME، ونضيف بعض بيانات تسجيل الدخول مثل اسم المستخدم وكلمة المرور، والمضيف الذي سيتصل به، وسنضيف خانة Port ونتركها فارغة كي يتم اختيار المنفذ الافتراضي: . . . DATABASES = { 'default': { 'ENGINE': 'django.db.backends.postgresql_psycopg2', 'NAME': 'myproject', 'USER': 'myprojectuser', 'PASSWORD': 'password', 'HOST': 'localhost', 'PORT': '', } } . . . وبما أننا في الملف، فقد تحتاج إلى تعديل تعليمة ALLOWED_HOSTS التي تحدد قائمة عناوين أو أسماء نطاقات مسموح باستخدامها للاتصال مع مشروع Django، فأي طلب اتصال بترويسة HOST ليس في هذه القائمة سيتم اعتراضه. ويتطلّب Django أن تعدّل هذه التعليمة كي يمنع فئة معينة من الاختراقات الأمنية. ولتعديل هذه التعليمة، أدخل -بين قوسين مربعيْن- عناوين IP أو أسماء النطاقات المرتبطة بخادم Django الخاص بك ويجب أن يكون كل نطاق أو عنوان IP داخل علامتي تنصيص مفردتيْن، وتفصل بين كل واحد منهم فاصلة ",”. وإن رغبت في الاستجابة لطلبات من نطاق ما إضافة إلى النطاقات الفرعية له فضع نقطة قبله أثناء كتابته. إليك أمثلة تعرض لك الطريقة الصحيحة لصيغة هذه التعليمة، استبدل النطاقات وعناوين الـ IP التي تريدها بالأمثلة الموجودة هنا: . . . # أبسط حالة: اكتب العناوين وأسماء النطاقات لخادم چانجو الخاص بك # ALLOWED_HOSTS = [ 'example.com', '203.0.113.5'] # ابدأ اسم النطاق بنقطة للاستجابة له ولأي نطاق فرعي # ALLOWED_HOSTS = ['.example.com', '203.0.113.5'] ALLOWED_HOSTS = ['your_server_domain_or_IP', 'second_domain_or_IP', . . .] واﻵن احفظ الملف وأغلقه. نقل قاعدة البيانات واختبار مشروعك يمكننا الآن نقل هياكل البيانات -بما أننا أنهينا ضبط إعدادات Django- إلى قاعدة بياناتنا واختبار الخادم. سنبدأ بإنشاء هيكل ابتدائي لقاعدة البيانات بما أننا ﻻ نملك أي بيانات حقيقية بعد: (myprojectenv) $ cd ~/myproject (myprojectenv) $ python manage.py makemigrations (myprojectenv) $ python manage.py migrate أنشئ حسابًا إداريًا: (myprojectenv) $ python manage.py createsuperuser وسيطلب منك النظام اختيار اسم لمستخدم هذا الحساب وعنوان بريد وكلمة مرور له. انتبه هنا إلى أنه يجب فتح المنفذ الذي سنستخدمه في الجدار الناري كي نتمكن من الدخول إلى خادم تطوير Django، إن كنت تستخدم UFW فإن فتح المنفذ المناسب يتم بكتابة هذا الأمر: (myprojectenv) $ sudo ufw allow 8000 وبمجرد أن تفتح المنفذ يمكنك اختبار عمل قاعدة البيانات بتشغيل خادم Django: http://server_domain_or_IP:8000 يجب أن ترى صفحة index الافتراضية: ضعadmin/ في نهاية الرابط، يجب أن يدخلك هذا لشاشة تسجيل الدخول إلى واجهة التحكم: أدخل اسم المستخدم وكلمة المرور اللتان أنشأتهما قبل قليل باستخدام createsuperuser، فتدخل إلى لوحة التحكم: وبدخولنا للوحة التحكم نكون قد تأكدنا أن قاعدة البيانات قد خزّنت معلومات حساب المستخدم الخاص بنا ويمكننا الدخول إليه دون مشاكل. يمكنك الآن إيقاف الخادم حين تنتهي من تحققك بالضغط على ctrl-c داخل شاشة الطرفية. الخلاصة قد عرضنا في هذا الدليل كيفية تثبيت وإعداد PostgreSQL كقاعدة بيانات في النهاية الخلفية لمشروع Django، إذ تستفيد أغلب المشاريع من استخدام نظم إدارة متطورة لقواعد البيانات، رغم أن SQLite تتعامل بشكل جيد أثناء تطوير المشروع وأثناء الاستخدام الخفيف له. ترجمة -بتصرف- لمقال How To Use PostgreSQL with your Django Application on Ubuntu 16.04 لصاحبه Justin Ellingwood.
-
إن بحثًا سريعًا في جوجل عن "Working from home” سيعطيك نتائج متباينة من شخص جالس على الأرض محاطًا بحيوانات أليفة إلى أشخاص يحملون أطفالهم أثناء تلقي مكالمات هاتفية، أو يرتدون ملابس النوم أثناء العمل. وصحيح أن كثيرًا من هذه الأمور ﻻ يمكنك فعلها دومًا في شركة عادية ذات مكتب تقليدي، إﻻ أن ما تحاول هذه الصور أن ترسمه هو أن الناس تربط العمل عن بعد بالحرية، سواء حرية ارتداء ما تريد، أو حرية قضاء وقت أكثر مع عائلتك، أو حتى حرية التواجد حول حيوانات أليفة، إن كان هذا ما تريده! وأميل إلى أن العمل عن بعد وخاصة من المنزل يتيح حرية أكبر من المكتب التقليدي، لكن من منظور آخر، فإن ذلك النمط يحتاج إلى تحكم في النفس وحدودًا للعمل، على عكس العمل من مساحات العمل المشتركة أو المقاهي حيث يمكنك الفصل بين المنزل والعمل. أضف إلى هذا أن العمل من المنزل يعني أن من السهل قضاء اليوم كله في السرير، وهذا ما يفعله بعض الناس وفقًا لدراسة وجدت أن 80% من العاملين الشباب يعملون وهم في أسرّتهم. وقد تجنبت ذلك النمط طيلة حياتي المهنية حتى الآن، فوضعت قاعدة لنفسي حين بدأت العمل في Buffer أني لن أعمل أبدًا في السرير، وسأوضح لك في هذا المقال ثلاثة أسباب لهذا. 1. غرفة النوم لن تكون مريحة من الجيد أن تأكل في مكان ﻻ ترتاح فيه، وتنام في مكان ﻻ تعمل فيه، فقد عملت فترة من شقتي واستطعت أن أخصص مساحات مختلفة للأكل والعمل والنوم، رغم أن العمل وتناول الطعام في مكان واحد كان ليكون أسهل بكثير. ويؤكد قسم طب النوم في هارفارد فكرة أن العمل يجب ألا يكون من نفس المكان الذي تنام فيه، فيقولون "إبقاء الحواسيب وأجهزة التلفاز ومواد العمل خارج غرفة الراحة سيزيد من العلاقة بين النوم وغرفة النوم في ذهنك". ذلك يعني أنك إن كنت تعمل من سريرك فسيصبح من الصعب عليك أن تنام بينما ﻻ يزال عقلك يظن أنك في مكان للعمل. 2. الفصل بين العمل والمنزل قد يصعب التفرقة بين عملك وحياتك العادية إن كنت تعمل من المنزل ما لم تغادره إلى مقهى أو مساحة عمل مشتركة، ذلك أن مكان العمل والراحة قريبان من بعضهما، فمن السهل أن تخلط الاثنين معًا، رغم أن الأفضل طبعًا ألا تفعل. فوفقًا لدليل من مراجعات أعمال هارفارد HBR لزيادة إنتاج الفرد العامل:“قد تبدأ في الإحساس أنك دومًا في العمل، وتفقد مكانًا تخصصه كبيت لك". ذلك أن كونك "دومًا في العمل" ليس فكرة سديدة لحياة متوازنة، فهذا سبب آخر لكي تبقى بعيدًا عن السرير أثناء العمل، مع الحفاظ على تخصيص مساحة للعمل وأخرى للراحة. 3. قلة جودة النوم إن عملي من السرير يعني أني أصطحب حاسوبي المحمول أو هاتفي أحيانًا إلى السرير، وأكاد أجزم أن هذا يحدث لكثير من الناس من أمثالي أيضًا، لكن هذا سيؤثر سلبًا على جودة نومي، فالعمل قبل النوم مباشرة -خاصة مع النظر إلى شاشة زاهية- يقلل الميلاتونين الذي تحتاجه للنوم، هذا يعني أنك ستعاني أكثر من أجل نوم أفضل، ومن ثمّ سيتأثر إنتاجك في اليوم التالي. فهذه تعد معادلة خاسرة من كلا الطرفين، إذ أنك ستخسر حياتك العملية بسبب قلة إنتاجك، وراحتك في المنزل بسبب سوء نومك. ما يجب أن تفعله بدلًا من العمل من السرير هناك الكثير من الأمور التي يمكننا فعلها لتجنب العمل من السرير مع الحفاظ على نوم صحي وضمان إحساسنا بالراحة في منازلنا، ولزيادة إنتاجنا في اليوم التالي، إليك اثنين من هذه الأمور: 1. احفظ أجهزتك بعيدًا عن السرير ﻻ تحضر هاتفك أو حاسوبك المحمول إلى سريرك كي ﻻ تضطر إلى العمل من هناك، ذلك يعزز في نفسك أهمية خلق مساحة لسريرك وغرفة نومك ﻻ ينازعها العمل. وهكذا تنام بشكل أفضل وتفصل بين العمل والمنزل، كي ﻻ تشعر أنك تعمل طول اليوم. 2. أنشئ مساحة خاصة للعمل بما أن العمل ﻻ يجب أن يكون في سرير نومك كما ذكرنا مرارًا هنا، فإن المنطق يقتضي أن يكون له مساحة خاصة به، ولو كانت في منزلك، فقد تكون منطقة في المنزل أو مجرد منضدة، وإن كان الفصل صعبًا عليك في حالتك، فربما يحسن بك أن تبحث في مقهى قريب أو مساحة عمل مشتركة كي تساعدك على تحقيق هذا العازل بين المنزل والعمل. مزيد من نصائح العمل عن بعد لقد صممنا هذا المقال ليكون مصاحبًا لدليل تريللو : كيف تقدّر العمل عن بعد، فألق نظرة عليه للاطلاع على خطط جديدة لتنظيم العمل عن بعد. واعلم أن نومًا سليمًا يعني إنتاجية أكثر في اليوم التالي ونشاطًا أكبر كذلك، إضافة إلى أن ذلك أساسي لمن يعملون عن بعد على المدى البعيد لتحقيق هذا العازل الذهني والجسدي بين المنزل والعمل. هل جربت أن تعمل من سريرك أنت أيضًا؟ أحب سماع خواطرك حول الأمر، وعن أي طريقة تتبعها للفصل بين راحتك وعملك في التعليقات هنا! ترجمة -بتصرف- لمقال The Science Behind Why We Should Never Work From Bed لصاحبته Hailley Griffis حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
- 3 تعليقات
-
- 3
-
- مستقلون
- عمل عن بعد
-
(و 1 أكثر)
موسوم في: