البحث في الموقع
المحتوى عن 'رائد أعمال'.
-
لا يُملي الأطباء النفسيون عليك ما يجب عمله، بل يستنبطون الأسئلة التي من شأنها أن تدفع بك نحو اكتشاف ذلك بنفسك لتستطيع التمييز بين الصحيح والأصح، المهم والأهم، لتعرف أنت الجواب، الجواب النابع من بنات أفكارك. يستطيع الإنسان العاقل الراشد فهم نفسه في نهاية الأمر، ويستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة بشكلٍ ملائم، ولكن هذا لا يمنع من بعض العراقيل والمطبات بين الحين والآخر خاصّة مع تلك التفاصيل الدقيقة والتي قد تكون غير هامّة ولكنّها قد تأثّر على الصيغة النهائيّة. سيتناول هذا المقال هذه النقطة بالتحديد، ليكون أشبه بالبوصلة التي توجّه رائد الأعمال نحو النجاح، والتفّوق في مسيرته نحو الريادة، والدفع به نحو مواجهة الواقع واتخاذ ما يلزم من قرارات في سبيل حماية تجارته وشركته. سيكون التالي أشبه بجلسة نفسية للرّيادي أو لصاحب الشّركة النّاشئة، سيدفعك التفكير والإجابة على هذه الأسئلة على تحديد ما الذي يجب عليك فعله اليوم لتجني ثماره غدًا وذلك من خلال العوائد المادية ونمو الشركة. في جملة واحدة، ما الذي يقدمه منتجك ومن يشتريه؟في جملة واحدة، لماذا نشتري منتجك؟قد تبدو الإجابة على السؤالين السابقين سهلة من الوهلة الأولى، وقبل الإجابة عليك أن تضع في الحسبان أنه كلما كانت الإجابة قصيرة ودقيقة، كلما دلّ الأمر على أنك مُدرك حقيقة مكانك في السوق، وإن كانت الإجابة على شكل: "بصراحة لا أعلم لماذا الناس تشتري منتجنا" إذًا فهذه مشكلة يتوجّب معالجتها على الفور. إن كان لديك إجابة بالفعل، هل لأنك تعتقد يقينًا وبالدليل القاطع أن زبائنك يعون تمامًا سبب وجودك في السوق ولماذا يجب أن يشتروا منتج، أم أنك فقط تفترض ذلك؟ وما أقصده بالدليل القاطع هو وجود شهادات تجيب على هذا السؤال بأتم الوضوح (ربما عن طريق البريد الإلكتروني أو صفحات التواصل الاجتماعي) فيما عدا ذلك فأنت على الأغلب تفسّر ردود فعل زبائن على هواك، وإن كنت لا تملك هذا الدليل الآن، فلا بأس، ولكن عليك بالبحث عنه. إن كنت بالفعل تعرف الإجابة، فإن الإجابة على هذين السؤالين يجب أن تكون بوصلة عملية التسويق التي توجهك نحو الخيار الصحيح، لا بل إن الإجابات يجب أن تتصدّر صفحة البداية الخاصّة بالموقع، لا أظن أنه لديك شيء أفضل لتقنع به زبائنك، على أقل تقدير يجب أن تكون هذه الإجابات جوهر حملات التسويق. ما هو السبب الأبرز الذي يقف حاجزا أمام الطلب على منتجك؟على سبيل المثال: هل السبب هو عدم معرفة الناس بمنتجك من الأساس؟هل السبب هو السعر؟هل المنتج غير كامل المزايا والمواصفات؟هل السبب هو استراتيجية مبيعات غير منظّمة؟هل هو تصميم الموقع؟لا تكون معظم الشركات الصغيرة صريحةً حول هذه النقطة، مع ذلك من الممكن من أن يكون هذا السؤال هو السؤال الأهم، على سبيل المثال، ستكون إجابتي في بادئ الأمر على السؤال: "لماذا لا تملك المزيد من الزبائن؟" على النحو التالي: "لأننا نحتاج هذه الميزة/الخاصيّة"، فكثير من الأحيان ما تسمع أن شريحة معينة من الزبائن تقول: "سنشتري هذا المنتج إن قمت بإضافة كذا وكذا" وعليه أنت تستنتج أنه في حال تم إضافة الـ "كذا وكذا"، فإن الناس ستأتي وتصطف بطوابير لشراء منتجك. ولكن هل بالفعل هذا هو الحال؟ إن تمّ إضافة هذه الميزة (إن لم يكون المطلوب أكثر من ميزة، ومن تجاربي السابقة هذا ما يكون عليه الحال) ونلت رضى هذه الشريحة من الزبائن، هل هذا الأمر سيجلب لك 100 طلب إضافي؟ هل تظن أن الزبائن الذين نزّلوا التّطبيق ولم يشتروا أبدًا، كان عدم امتلاك التّطبيق لخاصيّةٍ ما هي السّبب الذي منعهم من الشّراء؟ وهل عدم امتلاك تلك الخاصية هي السّبب الذي منعت مئات من الآلاف من الزّبائن المُحتملين من زيارة موقعك من أساسه أو الخروج منه بعد ثوانٍ قليلة من زار الصّفحة الرئيسية؟ هل فعلًا الحلّ هو "المزيد من الخصائص"؟ عندما تسأل نفسك هذا السؤال وتكون صريحّا مع نفسك وتفكّر به مليًّا، سيقودك هذا الأمر لا شعوريًّا إلى الأمور التي يمكنك فعلها الآن لتحصل على المزيد من الزوّار، المزيد من تحميل النّسخة التّجريبية، وبالتالي المزيد من المبيعات، ولهذا لا تركن إلى أوّل إجابة سهلة تخطر على بالك. اذكر شيئا واحدا يمكنك فعله لتحصل على المزيد من التغذية الراجعة feedback من الزبائن/ المستخدم المحتملين/ الزبائن الذين خسرتهم؟يُعرف أن تغذية الزبائن الرّاجعة feedback هي الطريقة العملية في التقرير والفصل في كيفيّة بناء منتج يَرغب المستخدم بشرائه، وعلى الرغم من أنه ليس من الممكن طلب هذه الاستجابة مع كل شاردة وواردة، إلا أنه من المجدي جدًا تخصيص يوم من أيام الشهر في سبيل طلب وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات وردود الفعل من الزبائن والمستخدمين ومن أرض الواقع. إن توقفت المداخيل الآن كم من الوقت أمامك قبل أن تصل إلى مرحلة الإفلاس؟يقودك إدراك حقيقة هذا السؤال إلى أمرين: أولهما معرفة النفقات الشهرية والمدفوعات الشّهرية، وثانيهما ستعرف كم من الوقت ستصمد في السوق عند حدوث أزمة (في حال وجود عوائد) أو عندما لم تحصل على زبونك الأوّل لحدّ الساعة (كما هو الأمر بُعيد الانطلاقة). لا تنس أيضًا أن الإجابة على هذا السؤال ستساعد على الإجابة على سؤال آخر من نوع: "هل أستطيع تجربة هذا الأمر مع مشروعي"، مثلًا توظيف موظّفك الأوّل، أو كم تستطيع الإنفاق على الدعاية الإعلان، وكلما وجدت نفسك تُمعن في التفكير في فكرة مكلفة وجديدة والتي قد تكون مجدية، ولكنّها في نفس الوقت مُكلفة، فإن معرفة الإجابة على هذا السؤال ستساعدك على تقدير المدة الزمنية وإدراك ما هو على المحك، أو ما هي المدة التي ستبقى فيها واقفًا على قدمين في حال أن هذه المغامرة لم تُؤت بثمارها. ماذا لو أعطاك أحدهم 100 ألف دولار؟ كيف ستستخدمها لمضاعفة أرباحكم المستقبليةيقودك هذا السؤال إلى إدراك أهمية النشاطات التي لا تساهم في عوائد الشركة بشكل مباشر، ولقد تحدثنا سابقًا عن مسألة نشاطات التطوير والتسويق المجانية ولكن المستهلكة للوقت وفي معظم الأحيان هذه طريقة جيّدة في التفكير، ولكن في الأحيان الأخرى عليك أن تدفع القليل الحاضر للحصول على الكثير اللاحق. قد يكون من بين هذه النشاطات التي ترغب في القيام بها أمور مُلحّة وضرورية، والتي يمكن التّفكير في الحصول على استثمار صغير أو الاستدانة من أجلها، على كلٍ وبشكل عام من الأفضل دائمًا الاكتفاء بالحد الأدنى والضروري عند الاستدانة أو الاستثمار، ولكن إن كان المطلوب مجديا بالفعل وبإمكانه تحسين الوضع بشكل كبير فقد يجدر بك القيام بذلك. إن كنت مضطرا إلى توظيف أحدهم، كيف لك أن تحدد ما يجب عليه القيام به بحيث يساهم هذا الموظف بشكل كاف لتغطية راتبه؟أعلم أنك كرائد أعمال ناشئ وفي المراحل الأولى، قد لا تكون في وضعٍ يسمح لك بتحمّل نفقات إضافيّة، وربما تظن أنه لا يوجد أحد قد يلبي طلبك في جودة العمل المطلوبة، على كلٍ هذا ليس الغرض من السؤال، الغرض من السؤال هو معرفة واستكشاف ما هي المهام التي لا يتمّ الاهتمام بها بالقدر الكافي أو يتمّ تأجيلها إلى حين، وذلك لوجود أشياء أهم يتمّ العمل عليها، أو لوجود الكثير من الأعباء في الوقت الحالي، أو ربما لأنك لم تحدّد الأولويات بالشكل الأمثل. إن كنت لا تعتقد إنه من الممكن توظيف شخص بدوام كامل وقادر على تقديم عوائد مادية لتغطية راتبه فلا بأس بذلك. ولكن على الأقل سيدفع الأمر إلى معرفة المهام غير المنجزة التي كُنت ترغب في توظيف شخص للقيام بها، طبعًا لا حاجة إلى موظف جديد لتغطية هذه المهام، ولكن ربما عليك إعادة ترتيب الأوليات وجعل هذه المهام على رأس القائمة في الشهر المقبل. قد يكون هناك إجابة أفضل لهذا السؤال، ربما يجب التفكير والأخذ بعين الاعتبار طلب المساعدة، ولا يُقصد بالضرورة أن تكون هذه "المساعدة" توظيف موظف بدوام كامل، بل يمكن أن يكون مُستقلّا بدوام جزئي، أو يمكن أن يكون متدرّبًا intern، أو ربما شريك مستعد للعمل مقابل الحصول على أصول في الشركة. ما هي المهام التي تكره تنفيذها؟هل تحبّ تطوير خصائص جديدة ولكنك تكره الدعم الفني؟ هل تحب استعراض التّطبيق (عمل demo) ولكن تكره القيام بالمبيعات ؟ تحتاج إلى الإلمام بالأمور المالية للشّركة لكن تكره تفاصيل العمليات المالية؟ تحب مجال عملك لكن تكره الكتابة أو حتّى التغريد عنه؟ ما أريد قوله هو أن معظم العمليات التجارية مُملّة وهي أبعد ما تكون عن مهام مرحة، طبعًا هذا ليس بعذر لتجنّب هذه المهام بأي حالٍ من الأحوال، بل الأفضل تحديد هذه المهام والتي يمكن القول عنها أنها غير محبّذة ولكن ضروريّة في نفس الوقت، واتخاذ التدابير اللازمة حولها: إن قمت بإغلاق البريد الإلكتروني، وجميع برامج المحادثة، وهاتفك، وقمت بالتجهيز والتحضير إلى العمل فربما تصبح قادرًا على التحايل على بعض هذه المهام واستكمالها في أقل فترة ممكنة.يُمكن للمهام المملة أو لنقل الروتينية أن تُعهّد، مثلًا الاستعانة بالخدمات المصغّرة أسلوب مجدي بالفعل، وستجد أنه يمكن إنجاز هذه المهام بأقل التكاليف.راجع الأطراف الذين تتعامهم معهم الآن واسألهم فيما إذا كانوا يرغبون بتقديم خدماتهم لك، والتي عادةً ما تكون غير مكلفة.لا تنس أيضًا أنه يمكن الاستعانة بمتدرّب intern أو مُستقل وقبل أن تتحجّج في أن التكلفة قد تصبح عالية، فكّر بالخسارة التي قد تتكبّدها في حال أنك قمت بالعمل على هذه المهام بنفسك.مشاركة هذه المهام مع زملاء العمل؟ فمن المحتمل جدًا أنهم لا يكرهون هذا النوع من المهام بالقدر الذي تكره أنت، بمعنى يمكن المبادلة والمقايضة بين هذه المهام.إن كنت ما تزال لا ترغب في إنفاق المال لتوفير الوقت، إليك ما قاله "Dharmesh": ما هي الأمور التي يمكن إنجازها بشكل غير مثالي من دون أن تؤثر على المبيعات؟أنا من النوع الذي يملك تلك التركيبة المزعجة وهي البحث عن الكماليّة والهوس بالتحكّم بالشاردة والواردة، بحيث أحصل على نتائج استثنائية ومبهرة ولكن مع وقت أطول في التنفيذ، طبعًا يوجد تفاصيل جوهرية في نجاح أي الشركة ولا يمكن التهاون فيها: أي المزايا يجب تنفيذها الآن.كيف تمثّل نفسك وتتفاعل مع الزبائن.معرفة الكيفية والسبب الذي يدفع بالمستخدم إلى الشراء.ولكن، في حقيقة الأمر إن قائمة المهام الخاصّة بك ستكون طويلةً جدًا ويجب عليك الاختيار بعناية واستغلال الوقت أفضل استغلال وتصفية المهام بين ما يجب أن يكون مثاليًّا وبين ما يجب أن يكون عمليًّا، مثلًا، لا بد من وجود صفحة ‹‹تواصل معي›› ولكن ليس من الضرورة أن تكون ذات تصميم خلّاب المهم أن تكون متوفرة، أيضًا لا يجب على كل تدوينة أن تكون قطعة فنيّة خالصة المهم المحتوى المفيد، أيضًا على الإعلانات أن تكون مشكّلة ومختلفة بين بعضها البعض لأغراض الاختبار بدلًا من هدر الوقت على اختيار الكلمات wordsmithing، وأن تملك كتابًا إلكترونيًا حول أي شيء أفضل من ألا تملك كتابًا على الإطلاق. إن كان يمكن إنجاز المهمة بشكل غير مثالي من دون التأثير على العائد المادي، فربما من الأفضل أن تكون على هذا النحو، فستصبح عندها قادرًا على تفويض هذا النوع من المهام، وستصبح قادرًا على تحقيق وإتمام المهام بشكل أسرع. إن تسنى لك الحصول على ساعة كاملة مع مثلك الأعلى في مجالك، ماذا سيكون موضوع النقاش وما سيكون الهدف من الاجتماع؟أقصد بالسؤال السابق: "ما هي الخيارات الأبرز في مشروعك التجاري، والتي تشك في جدواها، وتشعر بأنه يجب الاستعانة بذوي الخبرة، ويمكن أن يقود صياغة السؤال بالشكل السابق إلى الحلول أيضًا، مثلًا، ربما يجب عليك الجلوس أكثر من ساعة للحصول على ما يقدمه المرشد، ربما عليك قراءة كتاب للمرشد، أو الإبحار في مدونته، أو مشاهدة محاضرات له، وذلك في سبيل الدخول إلى عقلية هذا المرشد بدلًا من الاكتفاء فقط في بالنصيحة، كما يمكنك في جميع الأحوال الاستعانة بقسم الأسئلة والأجوبة هنا في الأكاديمية لتحصل على إجابات شافية ووافية فيما بتعلق بريادة الأعمال وما يدور في فلكها. ترجمة -وبتصرف- للمقال: Startup Therapy: Ten questions to ask yourself every month لصاحبه: Jason Cohen. حقوق الصورة البارة: Designed by Freepik.
- 1 تعليق
-
- جلسة
- شركة ناشئة
-
(و 4 أكثر)
موسوم في:
-
الجميع يقولون أنّ الشّركات الصّغيرة تحتاج إلى التّركيز، رفض أيّ شيء يلهيك عن هدفك، رؤياك، استراتيجيّتك، يعتبر مغريا رغم أنّه مناسب لاستطلاع كافّة الفرص، متمنّيا في كل مرّة أن تكون هذه هي المرّة التي تتحوّل فيها من مستمع في موقع Mixergy (موقع يعرض تجارب روّاد أعمال ناجحين) إلى ضيف من بين النّاجحين. ويؤدّي غياب التّركيز إلى أفكار وأعمال فاشلة، تتوقف كلّ منها بسبب أفكار وأعمال أخرى تبدو لك أفضل من الأفكار التي تعمل عليها حاليًا وهذا قبل أن تعطي الأفكار الحالية كل الجهد الوقت اللازمين لإنجاحها. لذا تعلّم أن تقول "لا." لكن مع ذلك يجب عليك أن تختبر أفكارًا جديدة، قد تفشل بسرعة، تغيّر أساليبك وتجرّب أشياء جديدة، اِعمل دائمًا على تجميع أدلّة تفيد بأنك على خطأ، حاول دائمًا تجربة أشياء جديدة، لا تفوّت أبدًا فرصة مواتية للتّغيّر، التّعلم والنّمو. إذًا كيف يفترض بك أن تستكشف أفكارًا أخرى إذا كان يفترض بك كذلك أن تقول "لا" لأي شيء يَحِيد عن خطّة عملك؟ إليك ما أفعله: أنا لا أقول "لا" إطلاقًا، لكنّني أحرص على تقييد استخدامي لـ"نعم". لقد تعلّمت هذه الحيلة عندما كنت أدرس بالمدرسة الثّانوية، في منتصف التسعينات كان واضحًا أنّ آبل خسرت معركة الحاسوب الشّخصي وأنّ كلّ مطوريها يفرّون كالجرذان من سفينة تغرق في محيط الفرص الذي كان آنذاك Windows 95. كخبير في واجهة برمجة تطبيقات Macintosh، حصلت على العديد من عقود العمل لتعديل مشاريع لن يودّ المطوّرون الآخرون العمل عليها، وقد كان سعريَ النّموذجيّ هو 25 دولارًا للساعة، والذي يعتبر مالا كثيرًا عندما تكون في سنّ السّابعة عشر. تلقّيت اتّصالا في يوم من الأيام من طرف أشخاص مبتدئين لم أُرِد مساعدتهم، كانوا قد أنهوا للتّو منتجا جديدًا بلغة جافا وكان به مشاكل على نظام ماك. لم يكن أيّ من مستخدميهم يستخدمون أجهزة ماك، لذا اعتقدوا أن أجهزة ماك لم تكن مهمة، لكن المستثمر الأساسي في المشروع كان متشوّقًا على ما يبدو لمشاهدة عرض توضيحيٍّ للمنتج على ماك، وعندما جرّبوه على الماك لم يعمل. لم أرد أن أشارك في هذا المشروع، فلغة جافا كانت جديدة ومعروفة بكونها مليئة بالمشاكل في ذلك الوقت وقد كنت من محبي C/C++ ولم أرد أن أتورّط في لغة أكاديمية تافهة مثل جافا. (نعم لقد قرّرت في نفس الوقت أن جافا تافهة وأنني سأكتفي بمجموعة أدوات Macintosh، بعد 5 سنوات، إحدى هذه المنصّات أصبحت تخلو من المطوّرين والأخرى لديها مليون مطوّر، وقد كان اختياري خاطئًا تمامًا.) كان يمكنني قول "لا" نظرًا لتخصّصي وأهدافي، حتى نظرية وظيفتي التقليدية تفيد أنّ عليّ قول "لا". لكن بدلا عن ذلك، وبناء على نصيحة صديق أكبر سنًّا وأرجح عقلا، ذهبت إلى مكتبهم وقلت أنّني سأنجز العمل بسعر 100 دولار للساعة. كنت أتوقّع منهم الضّحك في وجهي، ربما أحصل على محاضرة حول التّخلي عن الوقاحة من شخص في سنيّ وخبرتي بدخوله هنا ومطالبته بأجر كبير للغاية كهذا، مع كوني شخصا صغيرًا جدّا من الناحية التقنية لا يمكنه حتّى توقيع اتفاق استشارة قانونيّ في المقام الأول، عندها كنت لأنسلّ من هناك مُحرجًا ومجروحا. لكنّ ذلك لم يحدث، حيث بدؤوا يتفقدونني من الأعلى إلى الأسفل ونظرة الشّك والاستسلام تعلو وجوههم، ثم وافقوا على العرض. بعد ساعة ونصف، كل شيء كان يعمل بشكل جيد، لذا فإنّ الفرق بين قول "لا" والحصول على 150 دولارًا مقابل ساعتين تقريبًا من عمري كان متعلّقًا بشكل كلّيّ بالطّريقة التي صِغت بها "نعم". لديّ قصص حصل فيها العكس، والتي تعتبر هي الأخرى بنفس الأهمّية. على سبيل المثال، فإن عملنا في WPEngine يقتضي تواصلنا باستمرار مع مدوّنين ذوي متطلّبات كبيرة للغاية يودّون الانتقال إلى نظامنا، هؤلاء أشخاص ذوو متطلّبات كبيرة – عشرات الملايين من زيارات الصّفحات شهريا، زيادات كبيرة في عدد الزيارات ما بين الحين والآخر، أكواد مخصصة، يجب أن لا تتوقّف مواقعهم إطلاقًا ودعم 24/7. هل يجدر بنا قبول هؤلاء العملاء؟ ربما لا – فالهدف المحدد لموقع WPEngine هو خدمة السّوق المتوسّط الذي يشمل مدوّنين حقّقوا انتشارًا كبيرًا عبر مدوّنات مجانية، لا يحبّون إدارة خواديمهم بأنفسهم، لكنّهم في نفس الوقت لا يمتلكون متطلّبات استضافة كبيرة للغاية، وهذا هو تخصّصنا المربح. لذا نبدأ بالتفكير، في حال قلنا "لا" لهؤلاء المدوّنين الكبار -ذوِ المتطلّبات الكبيرة- قد نكون بذلك أغلقنا الباب في وجه طلبات كبيرة ومهمة، ربّما يجب أن تغير الشّركة استراتيجيّتها بالكامل – فربما تكون خدمة 100 مدونة كبيرة أسهل وأكثر ربحا من 1000 مدوّنة متوسّطة، لكن كيف سنعرف ذلك في حال قلنا "لا"؟ مع ذلك، إذا قلنا "نعم" ربما نضع أنفسها في ورطة كبيرة، فإذا لم نستطع توفير الخدمة البشريّة والتّقنية التي يتوقّعونها، نكون بالتالي قد آذينا مُدوِّنًا، حصلنا على دعاية سيّئة وأضعنا الكثير من الوقت. أو ربّما يكون الأمر أسوأ إذا أصبح العمل غير مربح بشكل كبير على الرّغم من تشبّثنا بفرصنا، لينتهي بنا الأمر مع عِبْءٍ نفسيّ كبير يستهلك وقتنا ومواردنا الماليّة. لذا قلنا "نعم" مع تحديدنا لسعر كبير يؤكّد تحقيقنا لمبلغ جيّد من الاتفاق، يكون كافيا جزئيًّا لتمويل شيء آخر نودّ فعله، مثل حملة إعلانيّة كبيرة جديدة أو ضمّ خبير ووردبريس آخر إلى فريق عملنا. كان هنالك عميل كبير محدّد فكّرنا في أن الاتفاق الذي سنعقده معه يجب أن يكون كبيرًا بما فيه الكفاية ليُدِرّ على نفقات التّشغيل رِبحًا كبيرًا ويؤمّن الرّاتب الكامل لمطوّر جديد، لأننا نعلم أن هذا العميل الجديد سيشغل الكثير من وقت هذا الشخص، إلا أنّ كافّة الوقت المتبقّي سيكون من نصيبنا "مجّانًا." لقد أعطينا الكثير من الموافقات – "نعم" – المُقيّدة، وقد تم رفض كثير منها، وددت لو استطعت تسمية كافة المدونات التي رفضتنا لكنني أشعر أنه سيكون إخلالا بالثقة، خصوصًا لأولئك الذين يمتلكون علاقة طيبة بمزوّدي الخدمة الذين يتعاملون معهم حاليا. لقد استخدمت نفس المبدأ مجدّدا في موقع Smart Bear، حيث دفعت الشركات تكاليف سفري من أجل مساعدتهم على تنفيذ عملية مراجعة بعض الشيفرات البرمجية، والتي كانت تعني في معظم الأحيان أن "الإدارة" أرادتني أن أقنع الجميع بأن مراجعة الشيفرات فكرة جيدة، واختراع عملية سهلة بما فيه الكفاية ليقوموا بها. من منظور تجاري، كان هذا استخدامًا غير جيّد لوقتي، حيث كان هؤلاء الأشخاص قد اشتروا برنامجنا بالفعل، لذا لم نكن نحقّق مبيعات أكثر، وعند احتساب يوم سفر ذهابا وإيابا، يكون هذا الوقت كفيلا بجلب عميل جديد على الأقل أو خلق بعض التّغييرات المهمّة على الشيفرة، كِلا الخيارين سيُدرّان علينا مالا إضافيّا بكل تأكيد. لذا فقد قلت "لا" مبدئيا، لكن ذلك شيء خاطئ بالتّأكيد، لذا قلت "نعم" في نهاية المطاف، لكنّ السّعر كان 2500 دولار لليوم بما فيه أيّام السّفر، والذي يعتبر اتّفاقا غير مألوفًا في مثل هذه التّعاقدات، حيث أنّ العادة أن يتم تسديد تكاليف السّفر من أجلك فقط لا أن يتمّ الدّفع لك على الوقت الذي تستغرقه في السّفر. وقد أدّى هذا لإلغاء معظم الرّحلات إلّا أنّ بعضها بقيت قائمة، أحصل في مثل هذه الرّحلات على 10 آلاف دولار في ظرف أسبوع من العمل السّهل، حيث أعمل دائمًا على تخصيص نهاية الأسبوع كعطلة للاستمتاع فيها مع زوجتي، وبما أنّ هؤلاء الأشخاص يريدونني هنالك بشدّة، فإنّ ظروف العمل تكون ممتعة أكثر. وعليه فإن المبدأ بسيط: حدّد شروط قول "نعم" لتكون: إذا قالوا "نعم" فسيجعلك ذلك سعيدًا لأنّ الشروط والمال جيّدان للغاية، حيث يعوّضانك بشكل جيد عن إلهائك عن عملك، حتّى أنه قد يكون مصدر تمويل للشّيء الذي تود فعله بشدة. إذا قالوا "لا" فسيجعلك ذلك سعيدًا لأنّ العرض لم يكن مثاليًّا على أي حال، لذا فالعرض لا يستحقّ وقتك ومجهودك. هذا ما أردت مشاركتكم إياه، لكن قبل أن أختم أودّ أن أشدّد على فكرة "تمويل الشيء الذي تود فعله بشدة." يمكن لهذا أن يتّخذ أشكالا متعددة، لكنّه السبيل الوحيد الأفضل لتقييد قولك لـ"نعم"، إليك بعض الأمثلة: "نعم" إذا كان العرض يوفر مالا كافيا لتوظيف شخص إضافي. "نعم" إذا كان العرض يغطّي نفقات شركتنا الناشئة لمدة ثلاثة أشهر قادمة على الأقل. "نعم" إذا كان العرض يموّل بشكل كليّ حملة تطوير نودّ القيام بها على أي حال. "نعم" إذا كان العرض يتيح لأحد المؤسّسين الاستقالة من عمله اليومي الآخر. "نعم" إذا كان العرض سيموّل ثلاث حملات تسويق جديدة. فكّر في الأمر كشكل آخر من أشكال التّمويل، فالتمويل يعتبر دائمًا مصدر إلهاء عن إدارة عملك، لذا فإنّ المال الذي تحصل عليه يجب أن يكون ذا تأثير كبير على عملك، وكل النّقاط السّابقة لها تأثير كبير، حيث تمتلك كلّ واحدة منها القدرة على نقل شركتك من "هواية" إلى "عمل حقيقي." وإذا قالوا "لا" فأنت على ما يرام، لأنّ ذلك كان ليشكل إلهاء لك دون إحداثه لتغيير كبير. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Never say "no" but rarely say yes لصاحبه JASON COHEN.
-
- نصائح
- شركة ناشئة
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
لقد أسست ثلاث شركات ناشئة للبرمجيات السّحابية (Software as a service SaaS) من دون كتابة أي سطر برمجي. وإليك ما كنت أتمنى معرفته منذ البداية. إن محاولة الحصول على تمويل وأنت مؤسس غير تقني (أي أنّك لا تعرف البرمجة) أمر شاق فعلًا. فعادة ما يواجه الرّفض على النّحو التّالي: "عذرًا، لا يمكن أن أواصل الحديث معك ما لم يكن معك في الفريق شريك مؤسس ذو خلفية تقنية " فليس من السّهل مجابهة انتقاداتهم الشديدة التي تقول: "أنت لا تملك ما يكفي من المؤهلات للقيام بالمطلوب." ومع أنني أملك منتجًا إلا أنني لم أكن مُطوّرًا، وعلى الرغم من جهودي إلا أنه لم يكن لدي شريك مؤسس تقني. وفي العالم التقني، عادة ما يُنظر إلى المؤسس غير التقني بأنّه شخص غير مؤهل. لقد واجهت هذا الموقف مع المستثمرين المحتملين، الموظفين، الشركاء، المستشارين، وحتى من قبل زملائي من الرّياديين الذين ليست لديهم أي مصلحة أو أسهم في المشروع الذي أعمل عليه. فالكل يعتقد بأنه لا يمكنك بناء مشروع برمجي تجاري إذا لم يكن بإمكانك كتابة الشيفرات البرمجية. بالرّغم من أننا واجهنا الكثير من الصّعاب إلّا أنني فخور للغاية بما حققناه في منتج Groove. تمكنا من القيام بالمطلوب عن طريق التعهيد الخارجي outsourced prototype، ووجود فريق جبار، والعمل بنشاط بالغ، وبالطبع وجودي أنا كمؤسس غير تقني. لكن هذه هي المرة الثالثة التي أكون فيها مؤسسًا غير تقني، ولقد تعلمت الكثير من الدروس خلال مسيرتي. ساعدتني هذه الدروس على العمل بفعالية أكبر مع أعضاء فريقي التقني، وإضافة المزيد من القيمة لمنتجنا، كما ساعدتني لأصبح رائد أعمال أفضل. وآمل أن تتعلم من هذه الدروس. ملاحظة: إن الكثير من هذه الدروس هي مهارات عظيمة يجب أن يمتلكها المؤسسون التقنيون أيضًا، وأعرف الكثير من المؤسسين التقنيين الذين يجيدون هذه المهارات حقًا. لكن من واقع خبرتي، وبالنسبة لنا نحن معشر المؤسسين غير التقنيين الذين لا نستطيع المساهمة في كتابة الشيفرات البرمجية، إن وجود هذه المهارات لدينا هو أمر حاسم بالتأكيد. المهارات التي ساعدتني على النجاح كمؤسس غير تقني البحث وإثبات فاعلية الفكرة قبل أن أطلق شركتي الناشئة الأولى بدأت حياتي المهنية كمستشار مالي مساعد لأخي. وبدأت أشعر بالإحباط بعد فترة وجيزة، لأنه لم يكن هناك شيء يساعدنا في أتمتة إدارة العملاء والأشياء، حيث كان كل شيء يتم بشكل يدوي. واعتقدت أنه ربما يكون الآخرون يعانون من هذه المشكلة أيضًا، لذا أنشئت عرض شرائح بوربوينت يصف الحل الذي تصورته والذي يتمثّل في تطبيق إدارة علاقات العملاء CRM بالنسبة للمستشارين الماليين. التقطت سماعة الهاتف وتكلمت مع المستشارين الماليين الآخرين في منطقتي، سألتهم إن كانوا يملكون الوقت لنتحدث قليلاً، وسألتهم بعد ذلك عن تجاربهم ومشاكلهم الخاصة، وعرفت أن العشرات منهم يواجهون نفس المصاعب الكبيرة. وبعد ذلك -فقط بعد ذلك- قررت تشكيل فريق مع شريك مؤسس تقني، والبدء ببناء المنتج. لقد كررت هذه العملية في جميع شركاتي الناشئة، والوقت الذي أمضيته في البحث ومُحاولة إثبات جدوى الفكرة سمح لنا بتطوير منتجات أفضل بكثير مما كنا لنحصل عليه لو شرعنا في البرمجة مُباشرة. فائدة: إذا لم يكن لديك القدرة على بناء نموذج أوّلي prototype، فإن أسهل طريقة لإثبات فكرتك هي ببساطة التحدث مع العملاء المحتملين أولًا، ستندهش من عدد الأشخاص الذين سيُسعدون لمشاركة أوقاتهم وآرائهم معك. بناء وسائل إيضاحية مرئية لقد كنت محظوظًا في تشكيل فريق عمل مع مطور من أعز أصدقائي، الذي كان قد غادر ياهو لتوه ووافق على الانضمام إلي. وقبل أن يبدأ في العمل حاولت أن أشرح له الميزات والوظائف التي تصورت وجوب وجودها في تطبيقنا. أوقفني بعد خمس دقائق من الشرح المشتت وغير المترابط، ووضح لي: "لا يمكنني التطوير من قائمة، دعنا ننظم أفكارك ونرسمها في مخطط ليتسنى لنا معرفة كيف ستبدو أولاً". فعلت كما قال، في البداية قمت برسم مخططات، ثم وضعتها في إطارات شبكية wireframes، وفي النهاية تعلمت استخدام الفوتوشوب لبناء نماذج مصغرة mockups. وأدى هذا إلى سد الفجوة بين الأفكار التي برأسي وفهم شريكي المؤسس لها، مما يعني أننا وفرّنا الكثير من الوقت الذي كان سيهدر على التغييرات والبدء من جديد. ولا تزال هذه طريقتي المفضلة ليرى فريقي ما يجب علينا فعله بالضبط، على الرغم من أنني انتقلت من الفوتوشوب إلى برنامج Balsamiq لبناء النماذج المصغرة mockups. على سبيل المثال قد أشير إلى جزء من الموقع يحتاج إلى إصلاح. أو أَصنَع إطارًا شبكيًا wireframe لكامل الصفحة، ليتمكن الفريق من فهم رؤيتي بسهولة. أو إذا كان هناك مشكلة في تجربة المستخدم، أقوم بتسجيل فيديو motion screen-capture يحاكي سلوك المستخدم، باستخدام برنامج Jing. هذه الطرق أكثر فائدة بكثير لفريقنا من أي وصف استخدمته سابقًا. فائدة: مهما كانت قدراتك، فإن المشاهدة تبقى أفضل من الكلام، لذلك اختر الأدوات المناسبة لبناء النماذج mockups وتسجيل الشاشة screen captures واستخدمها لتعرض لفريقك ما تريد بالضبط. الكتابة بشكل واضح ودقيق عندما تستخدم الكلام بدلًا من الوسائل الإيضاحية المرئية، تعلّم أن تصف الأمور بشكل واضح ودقيق. في بدايات شركتي الناشئة الثانية كنا نحاول بناء صفحة "تسجيل الدخول" لعملائنا، وكان كل شيء يسير بشكل سيء. أرسلت هذه الرسالة الإلكترونية إلى المطور: "نموذج تسجيل الدخول يجب أن يكون أكبر، ونحتاج إلى تقليل عدد الروابط في شريط التنقل". رد المطور "لا مشكلة"، وأرسل لي بعد ساعة نسخة جديدة من العمل مع نموذج تسجيل دخول كبير جدًا، وكانت هناك روابط مهمة للغاية محذوفة من شريط التنقل. وبقينا على هذه الحالة لأيام، أنا أطلب أشياء مربكة وغير واضحة وهو ينفّذ ما أطلب بشكل مطيع. وفي النهاية، أصابني الضّجر. سألت المطور: "لماذا حذفت رابطًا مُهمًّا مثل رابط الصفحة الرئيسية؟" أجاب: "أنت قلت لي أنك تريد تقليل عدد الروابط." وبالفعل، لقد قلت ذلك حقًا. بعد ظهيرة ذلك اليوم، تناقشنا نقاشًا مطولًا كان مفيدًا للغاية بالنسبة لي. لقد تعلمت أهمية إعطاء ردود واضحة ودقيقة. الآن بدلًا من استخدام جملة "عدد روابط أقل" أقول "دعنا نحذف روابط الصفحات التالية: حول الشركة، اتصل بنا، الميزات. وزيادة حجم زر الإرسال بنسبة 20%." وتجري الأمور بهذه الطريقة بسلاسة أكبر. فائدة: ليس لديك عذر لإرسال ردود غامضة وغير واضحة، إنها تبطئ فريقك، وتخلق التشويش وتضر منتجك. كن واضحًا، موجزًا، ومباشرًا. التحضير للمبيعات في شركتي الناشئة الأولى بينما كان أصدقائي يكتبون الشيفرات البرمجية، التقطت الهاتف مجددًا وتكلمت مع أكثر من 1000 مستشار مالي من مختلف أرجاء البلاد. وسألتهم عن مشاكلهم وصعوباتهم، مثلما فعلت في المراحل السابقة. وبينما كنت أحصل على أفكار مدهشة تساعدنا في تطوير منتجنا، قمت أيضًا بشيء يزيد بشكل هائل من فرصنا في النجاح عند إطلاق المنتج. في تلك المحادثات، بعد أن أسمع كم يكره العميل القيام بالمتابعات follow-ups بشكل يدوي، أقول له شيئًا على غرار: "فقط لمعلوماتك، نحن نبني أداة لأتمتة كل هذا، إنها ستقوم [بكذا، وكذا، وكذا ]وأود أن أعرضها عليك عندما تصبح جاهزة وتبدي ملاحظاتك." أعطانا هذا الجهد قائمة من مئات العملاء المحتملين جدَا، والعشرات من العملاء المشترين خلال أسابيع بعد إطلاق المنتج. فائدة: يمكنك التحضير لعملية المبيعات حتى قبل أن يكون لديك أي شيء لبيعه، في الواقع عندما يكون منتجك قيد الإنشاء، فإن هذا العمل هو من أفضل الأشياء التي تملأ فيها وقتك. المبيعات / التواصل لقد وجدت أن مهمّتي كمؤسس غير تقني هي التّواصل بشكل عام و المبيعات بشكل خاص أكثر من أي شيء آخر. هل تريد الحصول على تمويل؟ تحتاج إلى التواصل مع المستثمرين الذين تصلهم مئات العروض التقديمية للشّركات النّاشئة ومحاولة إقناعهم بأن شركتك تستحق المراهنة عليها. هل تريد بيع منتجك؟ تحتاج إلى التواصل مع عملائك والفهم العميق لمشاكلهم، آمالهم، ومخاوفهم. هل تريد توظيف أفضل الموظفين؟ تحتاج إلى التواصل مع أشخاص موهوبين من خلفيات متنوعة، وفهم أهدافهم، وإثبات أن شركتك هي أفضل مكان لهم. هل تريد ضمان شراكة مثمرة؟ تحتاج إلى التواصل مع شخص جربت التعامل معه مسبقًا، ومعرفة ما يطمح إليه، وإبلاغه كيف يمكنك مساعدته. هل تريد إدارة فعالة؟ تحتاج إلى التواصل مع فريقك والبقاء مطلعًا على عدد من الجوانب المهمة مثل: السعادة، الإنتاجية، العقبات، الأهداف، والجداول الزمنية. وتطول القائمة. المبيعات مهارة يمكن تعلمها بالتأكيد, إليك أفضل كتابين قرأتهما حول الأمر: SPIN Selling و Yes! لـ Noah Goldstein، Steve J. Martin و Robert Cialdini. لكن بعد الدراسة، فإن الشيء الأكثر أهمية هو الممارسة. وفي كل يوم تُصبح المبيعات أسهل من اليوم السابق. كما تعلمت من تجاربي، ومن الحديث مع الأشخاص الذين هم أفضل مني كثيرًا في مجال المبيعات. وبالتأكيد ستواجه دائمًا تحديات وصعوبات جديدة، لكن مع مرور الوقت ستصبح أفضل في التعامل معها، وستصبح العملية بكاملها أكثر سهولة. وكمؤسس غير تقني، فإن قيمتك الحقيقية في الشركة تزداد كلما أصبحت أفضل فيما تقوم به. فائدة: إن أكبر مهمة للمؤسس غير التقني هي النمو في هذا المجال من خلال اكتساب العملاء، التوظيف، الإدارة، والكثير غير ذلك. كن جيدًا جدًا في التواصل مع الناس، يمكنك تعلم هذه المهارة بالممارسة. التشجيع لقد عارضت -في كلّ من شركاتي الناشئة الثلاث- الأشخاص الذين قالوا لي أنه ليس بمقدوري فعل ذلك لأنني لم أكن مُطوّرًا. وهو أمر مُزعج. لقد كان علي تعلّم تشجيع نفسي، وحثها على تجاهل هذه المناوشات والتركيز على ما هو مهم حقًا. ومن خلال ذلك، تعلّمت أن أكون المشجع لأي شخص آخر. عندما يركز المطورون على حل مشكلة معقدة تؤخر عمل الشركة، لا يوجد أي شيء يمكنني فعله للمساعدة في الجانب التقني للأشياء. لكن في المقابل، يمكنني تشجيع عملائنا، ومساعدتهم في حلّ المشكلة عن طريق التواصل المستمر. وبالنسبة لفريقنا، فإنني أشارك معهم كل "نجاح" مهما كان صغيرًا، لتعزيز الروح المعنوية وإبقاء كل فرد بالفريق سعيدًا ومحفزًا. وهذه أكبر مساهمة يمكنني القيام بها كشخص لا يمكنه الوصول إلى الخادوم وإصلاح المشاكل التقنية. فائدة: إن مهمتك هي تشجيع نفسك وفريقك وعملائك، سيحافظ هذا على صحّتك العقلية، ويبقي فريقك محفزًا، وعملائك سعداء ومخلصين لك. معرفة الأدوات والتطبيقات التي يعتمد عليها فريقك مثل أي شخص آخر، يستخدم المطورون أدوات وتطبيقات للقيام بعملهم بشكل أفضل وأسرع. ولتجنب عرقلة سير العمل وتوقف تطوير المنتج كان علي تعلّم استخدام هذه الأدوات. يستخدم كل فريق أدوات مختلفة، وبغض النظر عمّا يفضل فريقك، فإن معرفتك استخدام أدوات التطوير هذه تساعد الفريق بأكمله. عندما أجد علّة في المنتج، لا أرسل رسائل بريد إلكتروني مُقوّضة للإنتاجية لكل مشكلة صغيرة، بل أكتب وصفًا واضحًا لقصة المستخدم user story وأضعه في برنامج Pivotal Tracker الذي يضع ردي بسلاسة ضمن سير العمل الحالي لفريق التطوير. لا تحتاج معظم الأدوات لوقت طويل للتعلم (على سبيل المثال، أداة Pivotal Tracker عظيمة، والفيديوهات التعليمية الخاصة بها سهلة الفهم)، وسيساهم هذا الجهد في التعلم بشكل هائل في نجاح فريقك. ملاحظة: لا تحاول جعل فريقك يستخدم أدواتك التي قد لا تكون مبنية للمطورين، وبدلًا من ذلك قم بتبسيط الأمر وتعلم أدواتهم. القيام بكل شيء باستثناء البرمجة لقد كان علي تحملّ الكثير من المسؤوليات والقيام بمهمات عديدة. هل نحن بحاجة إلى بناء جداول Excel وإيجاد معلومات الاتصال لمشتركي مدونتنا؟ حسنًا هذه مهمتي. هل نحتاج إلى البحث عن واختيار تطبيق لمشاركة الشاشة؟ حسنًا سأقوم بذلك؟ هل يحتاج المطورون إلى الاتصال بفرق الدعم الفني لبرنامج Pivotal Tracker ومعرفة لماذا لم تصلنا التحديثات؟ حسنًا على الفور. سأقوم بكل شيء يمكنني القيام به لجعل عمل كل فرد في الفريق أسهل. فائدة: لا مكان للأنا هنا، مهمّتك هنا هو أن تفعل كل شيء بالتأكيد، لأنك تعرض نموك للخطر إذا استخدمت وقت المطورين في أشياء يمكنك أنت القيام بها. يوجد الكثير لتتعلمه لقد كنت مؤسسًا غير تقني لمدة عشرة سنوات تقريبًا، واستمريت في تعلم دروس جديدة يوميًا. لكن إذا سألتني الآن ما الذي كنت أتمنى معرفته منذ البداية فسيكون مقالي هذا إجابة على ذلك. إذا كنت رائد أعمال لا يُتقن البرمجة، آمل أن تساعدك هذه الدروس على النجاح في عملك مع أعضاء فريقك من المُبرمجين. وإذا كنت مُبرمجًا، آمل أن تساعدك على فهم وجهة نظر الأشخاص غير التقنيين الذين تعمل معهم، وكيف يمكنك مساعدتهم ليساعدوك بدورهم بفعالية أكبر. لذلك قم من مكانك، وتعلم المهارات التي ستحتاجها خلال رحلتك كمؤسس غير تقني. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Eight Things Every Non-Technical Founder Should Know How to Do لصاحبه Alex Turnbull. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
- 2
-
- رائد أعمال
- تواصل
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
بصفتك مؤسسًا لشركة ناشئة، فستجد نفسك تقوم بالكثير من المهام في البداية، ثم ستوظِّف أشخاصًا ليقوموا بالمهام التي قد لا تكون بارعًا فيها، ثم ستوظف أشخاصًا أفضل منك في كل شيء تبرع فيه، على الأقل هذا ما ستفعله إن كنت تريد النجاح. (رجاءً لا توظف أشخاصًا أقل ذكاءً منك لمجرد أنك تريد الشعور بالأفضلية على موظفيك، معرفتك لقدْرِك أمر ضروري جدًا.) وستأخذ حينها المهام والمسؤوليات التي تريدها وتقود الفريق، وتوزِّع المهام والمسؤوليات التي لا ترغب بها، غير أن هناك شيئًا واحدًا لن يتغير بتغير الوقت: مردُّ القرار في النهاية سيكون إليك أنت. وتلك السلطة الواسعة هي أحد الأسباب التي يريد الناس إنشاء شركات من أجلها أصلًا: أن تكون مدير نفسك. غير أنها أيضًا قوة يسهل إساءة استغلالها، ويمكن أن تدمر شركتك إن حدث ذلك. وذلك يعني أنك مسؤول عن أصعب اختيار يمكن أن تتخذه: متى تتخلى عن وظيفتك/مهامك لشخص آخر. ترجمة الاقتباس من الصورة: إن من مصلحة الشركة قطعًا أن تتنحى عن منصبك وتترك شخصًا آخر يتولى الأمر، لعل الأمر مخيف بعض الشيء، فربما تشعر بالقلق والخوف من الخسارة، لكن إذا كنت تريد أن تكون قائدًا جيدًا، فستضطر إلى اتخاذ تلك الخطوة في يوم ما، وإن لم تفعل أو تأخرت كثيرًا فيها، أو أنك تعلقت بفكرة أن لا أحد يمكنه استبدالك، فإنك بهذا تقود نفسك إلى هاوية مُحقّقة. كيف تعرف أن الوقت قد حان للتنحي عن منصبك هناك إجابة سهلة لذلك، وهي حين تجد ذلك الشخص الذي تنظر في عينيه مباشرة وتقول له بصدق "أظن أنك ستبلي أفضل مني في هذه الوظيفة". ولن تقول له هكذا لأنك فاشل، فلم تكن لتصل إلى هذه النقطة لو كنت فاشلًا. كلا، بل لأن لديك كمؤسس شركة مهمات كثيرة جدًا تحتاج منك أن تركز عليها بعيدًا عن دورك الرئيسي، وبالتالي فمن الطبيعي أن يتشتت ذهنك هكذا ولا تستطيع التركيز وإنجاز الأمور بكفاءة، وستبدو كالذي يلعب بالكرات في السيرك، باستثناء أنك في هذه الحالة لاعب بيد واحدة. وإن لك فيّ أنا لعِبرة، إذ قُدتُ فريق المنتج في Crew مدة أربع سنوات، لم يكن هناك فيها فريق حقيقي غيرنا نحن المؤسسين سوي في سنتين منها فقط. لكني رأيت قبل بضعة أشهر أن الوقت قد حان كي أتنحى جانبًا، وبدا واضحًا لي أن اثنين من أعضاء الفريق كانا مستعديْن للمسؤولية، وهما ديف وأندرو. وقد كانت الأمور تفلت مني أثناء انشغالنا بنموّنا كشركة لأني كنت أنقاد إلى اجتماعات تصل مدتها إلى يومين أحيانًا ندور فيها حول "من يعرف ماذا"، أو لأني كنت أصاب بالإجهاد من الساعات الطويلة في العمل. ولعلك تعرف ذلك الشعور إن كنت مؤسس شركة ناشئة، شعور أن تخذل من حولك بسبب عدم تحقيقك للجدول الزمني، أو حين يرسل إليك أحدهم 3 رسائل في Slack، إشارتين في Trello، ورسالة بريد، فقط من أجل أن يحصل على موافقتك في تغيير بسيط. وأظنك تتساءل الآن: هل كل ذلك من أجل أن تخبرني متى أعرف أن الوقت قد حان؟ دعني أضعها لك في جملة بسيطة، ستعرف أن الوقت قد حان حين تكون هناك حاجة لاستبدالك ولديك إجابة واضحة عمن يستطيع أن يحل محلك. كن قابلا للاستبدال بسهولة إن الأمر يبدأ بالتخطيط الجيد قبل تلك اللحظة، وقد يبدو التخطيط لأن تصير سهل الاستبدال كهدف فظيع يوضع لمدير متوسط في شركة كبيرة مثل Crew، لكني بدا لي أنه من يجعل نفسه قابلًا للاستبدال بسهولة هو أكثر شخص قيِّم في الشركة وإنك من مسؤولياتك كمؤسس أن تختار من سيستبدلك وتدرِّبهم، وتسهّل عليهم مصادر الحصول على المهارات والمعرفة اللازمة للقيام بوظيفتك. ربما يكون لك حرية اختيار الأسلوب الذي ستتبعه في ذلك، لكنك على أي حال ستبدأ من النقطة التي تفهم فيها حقًا مهام وظيفتك جيدًا، فقد أنشأتُ مثلًا هذا اللوح على Trello، ... لوظيفتي أنا: تستطيع رؤية أن كل بطاقة معلَّمة بألوان مختلفة وفقًا للأدوار المختلفة داخل فريق التطوير، فالأزرق يرمز للأمور التقنية، والأخضر للقيادية. كان هدفي من هذا اللوح أن أستخدمه لأتمتة مسؤولياتي كلها أو توكيلها إلى غيري. كما استخدمته لأتابع العمليات الاختبارية، ولكي لا أنسى مسؤولياتي ومشاريعي التي سأقودها بشكل عام في المستقبل. وإذا نظرت إلى العمود الأول من اليسار، سترى بطاقة مكتوب عليها "Steal His Job" (استولِ على وظيفته)، ترجمة وصف البطاقة في الصورة: بعض البطاقات بها إرشادات أو مواصفات تحدد متى/كيف يكون الشخص مؤهلًا كفاية ليصبح مسؤولًا عن مهمة بعينها. فمثلًا، كي تتولى مهمة DevOps من المستوى الأول، فربما يتطلب الأمر منك أن تسلم شِفرة برمجية خالية من العلل لمدة ثلاثة أشهر. إن الاهتمام بالجودة في هذا المثال يعني اهتمامًا بالتفاصيل المطلوبة لتولي مهام DevOps، حيث تتسبب زلة صغيرة في إحداث كارثة. (هذا مجرد مثال، وليس مطلوبًا بالضرورة). إذا رأيت مهمة تعجبك أو تريدها، لكنك لا تعرف بالضبط كيف تصبح مسؤولًا عنها، لا تتردد في التعليق عليها لتعرف الطريق إلى ذلك. يمكن لأي كان في Crew أن يدخل إلى هذه اللوح ويقرأ البطاقات المختلفة به ويتواصل معي إذا أراد أن يتولى مسؤولية مهام بعينها، وإن لم يفعل ذلك أحد منهم فهذا راجع لانشغالهم الشّديد. بدلًا من ذلك قمت بسؤالهم ومراقبة ردة فعلهم، وأبقيت عيني على سير العمل في أماكن مختلفة. ثم عرضت عليهم أثناء اجتماعاتنا الثنائية التي نعقدها كل شهر أن يتوسعوا في أماكن بعينها، وبالتالي فإن قائمة مهامي ستقل إذا نجحت تلك التوسعات، وستنقل مزيدًا من بطاقاتي إلى عمود المهام الموكلة. كما كنت سأعطيهم مشاريع اختبارية، فمثلًا لنقل أنك لاحظت أحدهم يدبر أموره جيدًا، فلم لا تعرض عليه إدارة مشاريع؟ أعطه مشروعات صغيرة ليديرها إن وافق. وفي حالة ديف وأندرو الذيْن أسلفت ذكرهما، فإن ديف قاد عملية توظيف زملاء جدد لنا في الشركة، وصار أندرو مسؤولًا عن قسم كبير من أحد إصدارات تطبيقنا. لعلهما منطقتان مختلفتان، لكنهما أحسنا عمليهما وكانا مثالًا للأشخاص الذين يستطيعون القيادة. تيسير الانتقال هل تذكر كل تلك العادات السيئة والاختيارات الخاطئة التي قمت بها في البداية وينتابك خجل من نفسك كلما تذكرتها؟ فلتكن مستعدًا أن ترى تلك الأخطاء مرة أخرى في الأشخاص الذين تؤهلهم لاستبدالك، بما أنهم تدربوا على اتباع أسلوبك الخاص كمثال لهم، وسوف ترى أسلوبك هذه المرة من زاوية مختلفة تمامًا، وربما لن تصدق أنك كنت تفعل تلك التصرفات. لكن لحسن الحظ فإنك تستطيع توجيههم ليخرجوا من تلك المنعطفات بسرعة إن كنت قد طورت من نفسك، فسترى نفسك تكرر جملة "لم أعد أفعل ذلك بهذه الطريقة"، وكأنها جملتك المفضلة الجديدة. ولا بأس أن تحضر الاجتماعات أثناء مساعدتك لبديلك بأخذ منصبك شيئًا فشيئا، لكن حاول ألا تقترب كثيرًا من صنع القرار، فالرغبة في القفز داخل الأحداث والتحكم في سياق الأمور سيبدو أمرًا زائدًا عن الحد. لا شك أنك أكثر الحاضرين دراية بما يحدث، ولديك بيانات أكثر منهم -لأنك أقدمهم في الشّركة وأكثرهم خبرة- لكن عليك السماح للأشخاص الجدد بارتكاب أخطائهم الخاصة والتعلم منها، وبناء شيء من صميم أفكارهم هم. إن كلمة مثل "لقد كنا نفعلها دائمًا بهذه الطريقة ..." قد تسلب شركتك بعض أفضل الأفكار التي يمكنك الحصول عليها على الإطلاق ورغم ذلك لا تخش أن تكون صارمًا أحيانًا، فأنت تبني نظامًا جديدًا، وفي ذلك الوقت قد تجد بعض العادات السيئة طريقها لتصبح ثابتة، ومن السهل على أي حال أن تكون صارمًا في فترة الانتقال على أن تصحح الأخطاء بعد ذلك. كن جاهزا للنتيجة بادئ ذي بدء، قد ينفجر الأمر برمته في وجهك، قد تغرق الروح المعنوية، قد يعاني المنتج، وقد يفشل كل شيء، لذا كن مستعدًا. ستصطدم حتمًا بحاجز التحويل عند مرحلة ما وتبدأ ذاكرة عضلاتك بالإلحاح عليك لتعود لطرق إدارتك المصغرة، كي تسير في ذلك الطريق الأوحد الذي سيقود شركتك إلى حيث ينبغي أن تكون. لا تفعل ذلك. إنك إذا وظفت الأشخاص المناسبين ودرَّبتهم جيدًا، فسيقومون بواجبهم في صورة لم تكن أنت لتصل إليها حتى، ما إن يمروا ببعض الصعوبات البسيطة. أخبرهم حينها باللحظات التي تقول فيها "أوه، لم أفكر في ذلك من قبل!"، تمامًا كما عليك أن تخبرهم بالمرات التي لا يصلون فيها للمستوى المطلوب. خاتمة ربما لا تزال إلى الآن غير قادر على استيعاب السبب الذي يجعلك تفكر في التخلي عن منصبك لصالح شخص آخر. لماذا تتوقف عن إدارة الجوانب التي تبرع فيها؟ لماذا تتخلى عن قيادة إطلاق الإصدارات إذا كنت جيدًا في التسويق، فأنت الذي أوصلت الشركة إلى ذلك الحد من الأساس. هناك سببان لذلك. أولًا، قد تصاب في حادث، فحينها يحسن بك أن تجهز الشركة لتستمر بدونك. ثانيًا، ستندهش من كمية المهمات التي ستملأ وقتك حين تقوم بإفراغ رُزنامتك. كما ستحصل أيضًا على الكثير من الوقت الذي تنقب فيه عما يجري داخل أروقة الشركة، وستجد ثغرات لم يتطرق إليها أحد، أو ستتأخر خطوة إلى الوراء لكي تنظر للشركة من منظور واسع. ... أو يمكنك أن تستمتع بوقتك وتلعب الجولف مثلًا. على أي حال فإن فريقك سيكون سعيدًا إذا تنحيت عن الطريق، وستعرف ما إذا كانوا يحتاجونك مجددًا. ترجمة -وبتصرف- للمقال How to know it’s time to give your job away لصاحبه Angus Woodman.
-
- شركة ناشئة
- نصائح
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
يمكن أن يكون العمل مع مصممي الويب عملًا يشوبه بعض التعقيد، خاصة إن لم يتمّ التعامل مع مصمم ويب من قَبل، وعليه ستقدّم لك هذه القائمة من النصائح أفضل السُبل في بناء علاقة مثاليّة بينك كعميل وبين مصمم الويب. كنت أفكّر مطوّلًا مؤخرًا حول طبيعة العلاقة مع العملاء الذين أتعامل معهم في أحد شركات التصميم، محاولًا تحديد السبب الذي يجعل بعض المشاريع تعمل بسلاسة ويسر على خلاف أخرى، الأمر الذي يُنتج مواقع أكثر احترافية بطبيعة الحال، وتوصلت في نهاية الأمر إلى أن سبب الاختلاف يعود غالبًا إلى طبيعة العلاقة والتواصل بين المصمم والعميل. يوجد من دون شك مهارة في الحصول على أفضل النتائج من مصممي الويب، وعليه فكّرت في مشاركة بعض الأفكار والحيل من خلال هذا المقال وعلى شكل قائمة من عشرة نصائح مستخلصة من واقع التجربة والخبرة. 1. لا تستعجل التصميم أصبحت مشاريع الويب بشكل متزايد مقيّدة إما بالميزانية المحدودة أو بالمهلة المحدّدة لإتمام المشروع، وهذا الأمر من شأنه أن يؤثّر على جودة العمل التي ستحصل عليها من مصمم الويب، فالمنتج عالي الجودة يتطلّب وقتًا، ولا يُحصر هذا الوقت في العمل الفعلي الإجرائي على المشروع، حيث يحتاج مصمم الويب وقتًا للتفكير حول الطرق المختلفة المتاحة، واختيار أنسبها بما في ذلك الأدوات المطلوبة، بمعنى آخر كلما أفسحت المجال للمصمم، كلما زادت جودة العمل. أنا لا أقلّل من العمل الإجرائي الخاص بالتصميم، فلن يخرج التصميم بأبهى حلّة بدونه، والشيفرة التي خلف الستار ستفشل ولن تدوم طويلًا قبل أن تظهر المشاكل والعلل البرمجيّة فيها. 1. تابع سير عملية التصميم على مراحل يميل مصممو الويب إلى العمل بنوع من الكتمان عند يتعلّق الأمر بتصميم الموقع، حيث يحبّذون العمل على التصميم إلى حين الانتهاء منه، ولا يتحدّثون عن التصميم وحيثياته مع عملائهم حتى هذه المرحلة، للأسف يقود هذا الأسلوب إلى مشاكل لا يُحمد عقباها في الأغلب. إن لم يفهم مصمم الويب لأي سبب كان الاتفاق الأوّلي الذي أجراه مع عميله، فمن الممكن جدًا أن يقضي أيامًا إن لم أقل أسابيع يغرّد خارج السرب ويعمل على تصميم غير ملائم بالمرّة للمتطلّبات العميل، وما يزيد الطين بلّة أن المصمم سيكون راضيًا عن التصميم عند هذه النقطة ومقتنع بإتمامه المهمة الموكلة إليه على أكمل وجه، فمن وجهة نظره هذا هو الحلّ والتصميم المطلوب، وهو لا يستطيع ولن يرضى بإضاعة وقته في التعديل أو التنقيح، وسيقود هذا الأمر الطرفين إلى خلاف. يوجد أسلوب أفضل للتعامل، وهو عبر متابعة العمل مع مصمم الويب من البداية ومنذ اللحظة الأولى، يجب عليك رؤية المسودة الأولى التصميم، والإطارات الهيكليّة، وسيؤكّد هذا الأمر أن التصميم النهائي قد تمت الموافقة عليك من قِبل الطرفين، لأن كلا الطرفين ساهما في خروج هذا التصميم ليرى النور، ومنذ المراحل الأولى في إنشائه. 3. قم بالاختبار عند الحيرة أو الشك ستختلف أنت ومصمم الويب على بعض الجزئيات لا مناص من ذلك، وعلى الرغم أن مصممي الويب هم الخبراء هنا وأصحاب النظرة التصميمية الأقوى إلا أنهم ليسوا معصومين عن الخطأ، خاصة وأنه عليك أن تكون واثقًا من التصميم بالقدر الكافي لتعتمده تصميمًا للموقع. إن كان الشك يعتريك فيما إذا كان المصمم على حق في نصحه أم لا، فمن المستحسن اختبار التصميم، فمن غير المناسب تجاهل وجهة نظر المصمم، فمن المحتمل جدًا أن تكون وجهة نظرك هي الخاطئة، بدلًا من ذلك اختبر التصميم مع مستخدمين حقيقيين لتحصل على رأيٍ حياديٍ وموضوعي. 4. لا تطلب أكثر من نموذج للتصميم يصرّ بعض العملاء على الحصول عل أكثر من نموذج للتصميم في بداية المشروع، بهدف أن يكون لديهم أكثر من خيار لتصميم الموقع النهائي، وبجانب ما أسلفت حول وجوب متابعة التصميم أوّل بأوّل، فإن فكرة العمل على أكثر من تصميم من الأساس تشوبها شائبة ولا تعطي نتائج مرضية لكلا الطرفين. تكمن المشكلة مع التصّورات المتعدّدة للتصميم أنها حتمًا ستقود إلى تصميم مقيت، بمعنى آخر، عندما يتمّ عرض أكثر من تصميم عليك كعميل صاحب القرار النهائي، فسترى حتمًا عناصر تعجبك من كل تصميم، وفي معظم الأحيان يقود هذا الأمر إلى اختيار أجزاء من التصميمين لتكون في التصميم النهائي، ولكن وكما سيخبرك أي مصمم أنّه لا يمكنك جمع عناصر أو أجزاء من تصميمين مختلفين بسهولة ويُسر، وما سيؤول إليه الأمر في النهاية الخروج بتصميم هو أبعد ما يكون عن الإبداعية والجمالية التي كنت تتمناها. اتبع بدلًا من ذلك نصيحتي السابقة وذلك بالعمل جنبًا إلى جنب مع المصمم للوصول بالتصميم إلى بر الأمان. 5. وضح رؤية التصميم قبل عرضه على أحدهم يمكن أن يكون التقرير في الشكل النهائي للموقع أمرًا ليس بالهين خاصّة إن كانت هذه تجربتك الأولى، فغالبًا ستقوم باستشارة أحد الزملاء أو ربما صديق ما أو فرد من أفراد العائلة لتحصل على الرضا التام حول التصميم. على الرغم من أن الرغبة في عرض التصميم على عديد الأشخاص هو أمرٌ يمكنني تفهمه، ولكنه ليس من باب الحكمة فعل ذلك، فقدرتنا على الحكم على التصميم السيء أو الجيّد ستكون عبارة عن رأي شخصي لا غير، وتختلف هذه الآراء بين الآخرين بطبيعة الحال، وبدلًا من طمأنة نفسك في عرض التصميم على هذا وذاك سينتهي بك المطاف حيرانًا في التصميم أكثر من ذي قَبل. لا أنكر وجوب عرض التصميم على البعض، لا بأس في ذلك، ولكن على الأقل لا ترسل لهم التصميم وتطلب آراءهم فحسب، فلكي يستطيعوا تقديم رأيهم الموضوعي، عليهم أوّلًا فهم خلفية المشروع وكيف تمّ اتخاذ القرار وعلى أي أساس، فبدون هذه المعلومات كل ما يستطيعون تقديمه هو آرائهم الشخصية لا أكثر ولا أقل، وبطبيعة الحال هو مجرّد آراء شخصية لا تسمن ولا تغني من جوع. 6. تأكد من تحديد أهداف ومهمة الموقع التي سيمثلها التصميم مع المصمم قد تسوء الأمور حتى عند العمل بشكل متواصل وتعاوني مع المصمم، خاصة عندما يكون لكلٍ منكما وجهة نظر مختلفة عن الآخر بما يخص الهدف المنشود للتصميم النهائي، لهذا من المهم على جميع الأطراف أن تمتلك نظرة واضحة عن أهداف ومهمّة الموقع، وهذه الأهداف ستكون بمثابة الموجّه والمساعد في اتخاذ القرارات خلال مسيرة تطوير الموقع. 7. تأكد من أن الفئة المستهدفة محددة ومتفق عليها بين الطرفين حاول جاهدًا نقل الصورة الصحيحة عن مستخدمي الموقع المستهدفين إلى المصمم، وهنا يأتي دور المصمم في إجرائه اختبارات قابلية الاستخدام usability testing، لا بل الأفضل حضّ مصمم الويب على تطبيق اختبار قابلية الاستخدام على الفئة المستهدفة مباشرةً، وبهذه الطريقة سيعرف المصمم بالضَّبط ما هو المناسب وغير المناسب للفئة المستهدفة. سيقدّم مصمم الويب تصميمًا لا يمت بصلة بهدف ومهمّة الموقع عند عدم فهمه الفئة المستهدفة بالشكل الصحيح. يجب ملاحظة أمر مهمً مع ذلك، ليس فقط المصمم من هو بحاجة إلى فهم الفئة المستهدفة، أنت أيضًا، قد تعتقد أنك تعرف ذلك، ولكن إلا إذا كنت على تواصل مستمر ويومي مع المستخدمين، فمن الجدير الاطلاع على أي اختبار لقابلية استخدام usability testing ينفذه مصمم الويب، وقد تتفاجأ كيف يختلف المستخدمين عن الفكرة المبلورة والمتصوّرة عنهم. 8. لا تبالغ في العمل على التصميم توجد مشكلة شائعة في العديد من مشاريع التصميم وهي إفراط أصحابها في بذل أقصى ما في جهدهم على التصميم، وهذا شيء قد تعلّم أغلب مصممي الويب أن يتجنبوه بناءً على تجاربهم السابقة، ولكن ولأن معظم أصحاب المواقع ليس لديهم هذه المعرفة والخبرة ستجدهم يقعون في هذه الحفرة. نتّفق جميعًا أن التصميم هو أمر عائد للآراء الشخصيّة، بمعنى لن تستطيع بأي حالٍ من الأحوال الحصول على التصميم المثالي، ولكن رغبتك في تحقيق الكماليّة ستقودك من تحسين إلى تحسين آخر، ومن تعديل إلى تعديل آخر بغرض الحصول على أفضل تصميم، وهنا المشكلة، أنت لن تحصل على أفضل تصميم مهما حاولت، ربما تحصل على تصميم يعجبك أنت شخصيًا، ولكن لن تحصل على تصميم كامل متكامل ومُرضي للجميع فهذا هو المحال بعينه. توجد مشكلة أخرى مرتبطة بسابقتها، وهي اعتقاد أصحاب المواقع أن لديهم فرصة وحيدة للحصول على أفضل تصميم، وهذا ليس بالصحيح، بل في الواقع وفي معظم الأحيان إن أفضل طريقة لإيجاد ذلك التصميم المنشود هو عبر وضع التصميم تحت الاختبار الفعلي ليتفاعل معه المستخدمين مباشرةً، عندها يُمكن التنقيح والتحسين اعتمادًا على ردود فعل وآراء حقيقة بدلًا من الآراء الشخصيّة. 9. احرص على بناء علاقة مستمرة مع المصمم يكلّف معظم أصحاب المواقع مصممين لإعادة تصميم مواقعهم، ومن ثم يتوارون عن الأنظار، سيمنع هذا الأسلوب من تطوير الموقع بناءً على متطلّبات المستخدم، بدلًا من ذلك، يجب على أصحاب المواقع العمل على تحسين مواقعهم شهريًا، للحصول على جملة من التعديلات والتحسينات المتواترة والمتتابعة لتجنّب التعديلات الكبيرة والمكلفة. 10. ركز على المشكلة واترك الحل للمصمم أعتقد أنّه من المهم معرفة كل شخص دوره والتزام به بالضبط، فمهمّة أصحاب المواقع هي تحديد المشكلة، وحلّها يقع على عاتق المصممين. ولكن وفي العديد من الحالات الأمر ليس بهذه البساطة، حيث يُلاحظ صاحب الموقع مشكلة ما في الموقع (مثلًا عدم ملائمة لون الموقع مع الفئة المستهدفة) فيخبر العميل المصمم بضرورة التغيير (لنقل تغيير اللون من الوردي/الزهري إلى الأزرق)، ولكن مصمم الويب هنا غير مدرك لحقيقة المشكلة أو دواعيها، فكل ما يعرفه أن العميل يرغب باللون الأزرق، وبالتالي سيكون من شبه المستحيل على المصمم أن يقترح حلولًا بديلة، والتي قد تكون أفضل من تلك التي طلبها العميل، بمعنى آخر، أصبح صاحب الموقع المصمم، وأصبح المصمم مجرّد تقني يطبّق التصميم. يُقيّد هذا الأسلوب من موهبة المصمم من جهة، ويتلف العلاقة بين المصمم والعميل من جهة أخرى، فأصبح المصمم لا يلعب في أرض ملعبه التي يبرع فيها، وقد جُرّد من حقّه في الإبداع، وربما قد فقد الاهتمام في المشروع من الأساس. خاتمة ستزيد تطبيق هذه المقترحات بشكل ملحوظ من فعاليّة موقعك من خلال تحسين العلاقة بينك وبين المصمم، طبعًا هذه المقترحات ليست شاملة بطبيعة الحال، لذلك تنس مشاركة ما في جعبتك حول هذا الموضوع لتغطية ما غفل عنه المقال. ترجمة وبتصرّف للمقال 10tips for working with web designers لصاحبه Paul Boag.
-
استيقظت ذلك اليوم وبدأت بالتقلّب يمينًا وشمالًا، ومن ثم فتحت هاتفي ومباشرةً إلى بريدي الإلكتروني، "يا فتّاح يا رزاق". وبالتدرّج إلى أسفل القائمة واختيار مجلّد "المشتريات" بدأت بالانتظار: "جاري تحميل ستة رسائل"… "يا سلام يا سلام!". تَطلّبَ مني الأمر ستّة أشهر لأحصل على هذا العرض/السعر، وبعد أن قمنا بإرسال زهاء 70,000 رسالة إلى عملائنا، هذا ما أحصل عليه من مبيعات، ستة فقط! طيب، ماذا عن تعليقات العملاء: "ما هذه الأسعار الخرافيّة يا نصابين اتّقوا الله"، الوفي منهم وهو من الزبائن الدائمين لدينا خاطبنا على النحو التّالي: "خاب أملي بك يا نوح، حبّذا لو يكون السعر أفضل في المرات القادمة". بعد الإفطار، استكملت قراءة أحد الكتب التي كنت قد بدأت بها مؤخرًا، ومن ثم أنهيت تصفّح باقي الرسائل الإلكترونيّة. أدركت فيما بعد وبعد الظهيرة أني أشعر بالإحباط الشديد، حيث أنّي لا أطيق التفكير بالعمل أبدًا، لا بل لا اهتمام لي أبدًا بأي شيء له علاقة في AppSumo، ورغم أن فريق العمل كان يدردش في المجموعة الخاصّة بنا، إلا أني لم أرغب أبدًا بالتحدّث مع أحد. هل أصابك هذا الحال من قبل؟ تبادر الأمر إلى ذهني في الأسابيع القليلة اللاحقة، وكيف أن شعوري اليومي وحالتي النفسية تتقلّب مع أرقام المبيعات الخاصّة بنا، يا له من أسلوب حياة تعيس، لم يكن حالي على هذا المنوال من قبل، ولكن الآن أجد أن الدنيا اسودت في وجهي وتمر أيامي من دون أن أفعل أي شيء ذي نفع. هذه الحالة ليست بالحالة التي يمكن الكتابة عنها في تويتر أو فيس بوك، فهي ليست حالة عابرة لتستطيع تجنبها بالذهاب إلى المقهى أو إلى الحديقة أو أي مكان ترفيهي آخر. لماذا أنا مكتئب؟ حدثت هذه الكآبة لي من قبل، وذلك بعد أن وصلنا إلى ما نصبو إليه مع ألعاب الفيس بوك قبل سنوات قليلة مضت، ومن ثم تلاها انحدار مفاجئ، وفي ذلك الوقت قمت بتقييم ذاتي للعشرين السنة الأوّلى من حياتي وصحة الخيارات التي اتخذتها طوال تلك الفترة، وأبرز ما كنت أفكر فيه هو كيف انتهى بي المطاف في بناء تلك الألعاب السخيفة من أجل بعض المهووسين، كل هذا أبعدني كل البعد عن العمل. هل راودك هذا الشعور من قبل؟ غير متحمّس للقيام بأي شيء له علاقة بعملك الذي تحبه. هذه ليست سحابة صيف وتمر، لأن هذا النوع من الإحباط يُحل مع مرور الوقت، مع الاسترخاء والراحة، ولكن القصة مختلفة هنا، شعور خانق يجثو على الصدر ويثقل الكاهل. وما فاجئني أني عندما أخبرت صديقي المقرّب كيف أنّني بين الحين والآخر أُصاب بهذا الإحباط وكرهي لعملي، أجابني بأن هذه الحالة تصيبه أيضًا، ومن خلال حديثي مع باقي روّاد الأعمال وجدت أن هذا الشعور ليس فقط شائعًا بينهم، لا بل قد يكون مطلوبًا. ملاحظة من محرّر المقال الأصلي: من الجيّد رؤية نوح يقول كل هذا، لأنه من الأشخاص المعروفين بثقتهم بنفسهم وحبهم للتحدي والمغامرة وأخذ زمام المبادرة، بعبارة أخرى، هو آخر رجل على وجه المعمورة ستفكّر به على أنّه شخص كسول أو فاشل، وهو ليس من النوع الذي يترك الظروف تتحكم به، بل هو من يتحكم بالظروف. إن كان وحدث الأمر لنوح، فقد يحدث الأمر مع أي شخص آخر، ولذلك فإني أتعجّب من الناس الذين ينكرون شعورهم بهذا النوع من الإحباط، وأعتقد أنهم لم يصلوا إلى مرحلة من الثقة بالنفس تجعلهم مرتاحين في تقبّل أنفسهم والاعتراف بنقاط ضعفهم. حمدًا لله أني لم أكن الوحيد الذي يشعر بهذا الشعور، ورغم أني أعلم بأن هذا هو حال الحياة، وأن الحياة صعبة وتتطلّب العمل والجهد، لكن الحديث عن الأمر مختلف عن الخوض في ثناياه. وصلت إلى قناعة مؤخرًا، وهي أن رائد الأعمال الحقيقي والناجح هو الذي يستطيع التعامل مع الأوقات الحرجة والصعبة بكفاءة. اكتسبت بعض الخبرة بعد خوض هذه التجربة، والتي ساعدتني في التعامل مع هذه الإحباط والكآبة، وأرغب في مشاركتها ليستفيد منها الجميع: ابتعد قليلا استيقظت قبل أسابيع وأنا بحالة مزرية، كتب بعض الرسائل الإلكترونية ولكني لم أستطع متابعة النظر إلى شاشة الحاسب، عندها ذهب لممارسة الرياضة لبعض الوقت، عدت لأجد نفسي في ذات الشعور ولم أستطع العمل، بعدها قرّرت الذهاب للقاء بعض الأصدقاء، ولدى عودتي في اليوم التالي شعرت برغبة في العمل وتابعت عملت وتجنبت الغوص في كآبة اليوم السابق. فرق تسد عندما أشعر بالعسر أو اللامبالاة، أحاول تجربة فعل الأشياء على مراحل وأجزاء، ومن ثم أقيّم ما أشعر به بعد ذلك، حيث يعطيني هذا الأمر إحساسًا بأني قد أنجزت شيئًا ما ويحثني على المتابعة، طبعًا قد لا يُجدي هذا الأسلوب نفعًا دائمًا ولكن من المجدي تجربته. استعراض قائمة المهام يجب أن تمتلك قائمةً من المهام التي يجب إنجازها في كل يوم، فخلال أيام العمل أشعر في بعض الأحيان بعدم الارتياح حول مجريات سير العمل، وكان ذلك يؤثّر بشكل مباشر على حالتي النفسية وبالتالي على مستوى الإنتاجيّة، ولكن مع وجود قائمة بالأشياء التي فعلتها في ذلك اليوم ورؤيتها مكتملة، قلّل هذا الأمر من الإحباط الذي كاد أن يقتل اليوم. العوائق ما أدركته أنّه في بعض الأوقات ما يمنعني من العمل هو وجود مهمّة واحدة تقع كالحاجز تمنعني من القيام بأي شيء آخر، فبدلًا من تشتيت نفسي باستعراض البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي محاولًا تجنّب المشكلة، حاولت معالجة هذه المهمّة بشكل مباشر وبإصرار، وبالفعل كانت النتائج طيبة، وفي معظم الأحيان كان بمقتضى أن المهمّة بالأساس لا تتعلّق بجوهر وصميم عملي. فمثلًا، لم أرغب في التعامل مع الضرائب في سنة 2010 وما يتعلّق بها، فقد كانت معقّدة، بالإضافة إلى أني كنت وحيدًا في الشركة قبل التوسّع، في نهاية المطاف نصحني أحد المرشدين بتوظيف محاسب خاص بالضرائب لإتمام هذه المهمة، وعليه حلّت المشكلة وزال الضغط وارتاحت نفسيتي. استعن بمرشد عرّفني أحد الأصدقاء ("مارك" وهو من روّاد الأعمال) على مرشدة قدّمت له العون والمساعدة من خلال تقديم آراء موضوعية صبّت في مصلحة عمله، وبالفعل هذا ما كان، حيث أنها ساعدتني بشكل فاق تصوّري من خلال الحديث عن نفسيتي ومشاكل العمل والإجراءات التي من الممكن أن اتخذها في سبيل تطوير شركتي. معرفة سبب وأصل المشكلة لماذا شعور الكآبة والكسل؟ ما هو أصل المشكلة؟ يجب الإجابة بشكل مباشر على هذا السؤال، فبالنسبة لي، كان يصيبني هذا الشعور من أرقام المبيعات اليومية الخاصّة بشركتنا، وما ساعدني على الحد من هذا الشعور هو معرفة ما الذي أدى إلى تدني الأرقام، والكتابة عن الأمر من أجل المرات القادمة، ليس هذا فقط بل أصبحت أركز على الأرقام والرسوم البيانية الإيجابية بدلًا من الغرق في بحرٍ من الأحزان مع الأرقام السلبية. المرشدون أصبح للمرشدين دور فعال في الشركة ولا يمكن الاستغناء عنهم، ولم يقتصر الأمر على مستوى الشركة، بل ساعدوني شخصيًا في الحفاظ على سلامتي العقلية، وهذا شيء قد لا يتحدّث عنه الناس بالقدر الكافي، ففي مشاريعي السابقة، كان لدينا مرشد وكان من المحترمين في عملهم، ولكنّي لم أتمكن من إيجاد الوقت لتحدّث معه. إن كنت تبحث عن مرشد، إليك بعض النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار: اسأل الأشخاص الذي تحترمهم وتُعجب بهم واطلب مساعدتهم، فهذا ما قدّمه لي "مارك" عندما زكّا لي تلك المرشدة والتي كانت خير ناصحٍ لي، فمن الصعب الحصول على الاهتمام والمساعدة من أي شخص، ولكن من السهل الحصول على النصيحة المناسبة من أُناسٍ يعيشون ويجنون قوت يوميهم من تقديم النصائح والإرشادات. تأكّد من أن الشخص الذي سيساعدك يملك الوقت الكافي لك ولمشاكلك. جِدْ الأشخاص الذين يمكن لك أن تقدّم لهم شيئًا مقابل مساعدتهم لك، قد يبدو ذلك غريبًا، ولكن عليك أن تتأكد من أنهم سيحصلون على شيء ما في المقابل، أي يجب أن تكون العلاقة متبادلة وقائمة على منفعة للطرفين. المحرّر: ما أشار إليه نوح نقطة في غاية الأهمية، وكثيرًا ما أجد العديد يرتكب هذا الخطأ، حيث يقوم أحدهم بإرسال رسالة لي من دون سابق إنذار يطلب النصيحة، قد أبدو جحودًا بعض الشيء ولكن ما مصلحتي، وما الذي سأجنيه بالمقابل، ولا أقصد المال هنا طبعًا، على الأقل ليكن السؤال سؤالًا فريدًا، سؤالًا لم يجب عنه الجميع في الإنترنت، سؤالًا لم أجب عنه في مدونتي، سؤالًا يكون من الممتع الإجابة عنه. جرّب واختبر، ليس بالضرورة أن يكون الشخص الناصح عارف بخفايا عملك، المهم على هذا الشخص أن يفهمك، تحدّث معه مرّة أو مرتين لترى كيف ستشعر بعد هذا الحديث، لا تبالغ في عدد المقابلات، حيث أن لقاءً واحدًا سيكون كفيلًا لأخذ فكرة مناسبة. امتلك هدفًا واضحًا عند السؤال، فمن الرائع أن يقدم المرشد النصيحة التي لم تدرك وجودها بنفسك، ولكنه من الجيد أيضًا لو نبعت هذه النصيحة من قضايا وأمور محددة، بمعنى آخر، من الأفضل على النصائح والإرشادات أن تحل مشاكل تعانيها بالفعل بدل أن تكون نصائح عامّة. المحرّر: أيضًا هذه نقطة هامة للرسائل الفاترة، فمن السهل مساعدة شخص ما قادر على التواصل بأقل الجمل والكلمات لشرح مشكلته وما هو بالضَّبط مراده، فغالبًا سيكون من السريع والسهل إما تقديم النصيحة أو الإشارة له إلى بداية الطريق، أو حتى الدفع به نحو الأسئلة التي يجب أن تُسأل. البارحة وقُبيل الانتهاء من كتابة هذه المقالة كنت أشعر ببعض العُسر، حيث كنت أجد صعوبة في التركيز، لذا ما كان مني سوى مغادرة المكتب، ركضت بعض الشيء، ومن ثم تحدّثت مع أحد المرشدين، وأخيرًا أنهيت يومي بعشاءٍ فاخر مع خطيبتي. أظن أن ما أحاول قوله هو أنّه لا مهرب من ضغوطات العمل، ولكن من الحكمة تجهيز نفسك إلى هذه المواقف والعقبات والأوقات العصيبة، والتي ستنال منك لا محالة، وقد يكون من الصعب التحدّث عن مشاكلنا النفسية، وهو أمرٌ أستطيع تفهمه تمامًا، ولكن ما رأيك بتحدّي نفسك، ما هو أسوء شيء من الممكن أن يحدث؟ روّح عن نفسك ولو بتعليق. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Fighting micro-burn-out لصاحبه JASON COHEN. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
لا تحتاجُ إلى مؤهّلاتٍ ولا إلى المال، لا إلى دماغٍ بحجم كوكب ولا حتّى إلى فكرة جيّدة بشكل خاصّ. كلّ ما يحتاج رائد اﻷعمال القيام به هو بناء شيءٍ يُدِرٌُ المال باستمرار. يجب أن تنظر إلى الشّركة على أنّها آلة تُصمّمها وتبنيها. مثل آلة ماكدونالدز التّالية: لآلتِك تلك أجزاءُ معيّنة. تبيع شيئًا ما لشخص ما، وتعيد استثمار جزءٍ منه لتحقيق أرباح أكثر في المستقبل. ما يبقى هو ربحٌ للمالك. هذه آلة Google: إذا كنت تستطيع تصميم، صُنع، امتلاك والاعتناء بآلة مماثلة، فبإمكانك فعلاً أن تصبح ثريًّا للغاية. هذا لا يعني أن اﻷمر سهل، و لكنّ معظم الحواجز التي تظنّ أنّها ستوقفك لن توقفك. هل أنت مُهتم؟ لنتحدّث عنكهل أنت شابّ، فقير، غير مُؤهل – طالب، أو تكره عملك الحاليّ؟ ربّما متمرّد بعض الشّيء؟ ممتاز. ليست لديك عادات سيئة، ومستعدٌّ لكي تعمل حتّى تتساقط أظافرك، وتتدحرج مُقَل عينيك على المكتب. العالَم بانتظارك. ربما أنت أكبر سنًّا من ذلك، أرجح عقلًا، تملك بعض النّقود المدّخرة، وبعض الخبرة في عملٍ مستقرّ؟ ربّما يثقل كاهلك رهن أو دين ولديك أولاد؟ مُهمّتك أصعبُ نوعًا ما لكن يمكن القيام بها أيضًا، بالرّغم من أنها قد تُشعرك أنّك تحاول الرّقص إلى الخلف فوق رمال متحرّكة. أهمّ الصّفات التي يُمكن لرائد اﻷعمال الجيّد أن يتحلّى بها: الحيويّةُ والإصرار/التّصميم. إن كانت لديه القدرة على الإقناع فهذا أمر إيجابي أيضًا، وإن لم تكن لديه فيُمكنه تعلّم ذلك؛ بدأتُ كطالبٍ مجتهد خجول في سنّ الواحدة والعشرين، تعلّمت بعد ذلك بقليل فنّ المبيعات لأنني كُنت مُضطرًا للقيام بذلك لإعالة نفسي.. طالت المُقدّمة كثيرًا، لنتعرّف كيف يُمكنك تحقيق ثروة هائلة.. الفكرةانسَ كلّ اللغط الذي يُثار حول قيمة اﻷفكار. اﻷفكار رخيصة ولا قيمة لها؛ قيمة الفكرة الواحدة أقل بكثير من قيمة شطيرةٍ أُكِل نصفها، على اﻷقلّ تستطيع أكلَ نصف الشّطيرة الآخر. بالطّبع أنت بحاجةٍ إلى فكرة. لكن ينبغي عليك أن تعيَ أنّ أكثرَ الشّركات نجاحًا لم تُبنَ على أفكار مذهلة. اختارت ستاربكس الطريق السَّمِج ببيع القهوة في سياتل. فيس بوك بَنَت نسخة أفضل من شبكة ماي سبيس. Google أرادت أن توفّر مُحرّك بحثَ أفضل من ياهوو. مايكروسوفت قلّدت آبل والتي قلّدت بدورها زيروكس. اﻷفكار اﻷصليّة مبالغٌ في تقييمها. في المُقابل الأهم من ذلك (وما لا يُمكن القول بأنّه مُبالغ في تقييمه) هو التّوقيت المُناسب. اختارت Google التّوقيت المثاليَّ لصُنع محرّك بحثٍ أحسن (القيام بذلك الآن يُعتبر ضربًا من ضروب المُستحيل). ما تودّ فعله إذًا هو أن تكون فطنًا وتُدرِكَ الاحتياجات التي لم يُلبّها السّوق بعد. عليك تحديدُ منتَجٍ أو خدمةٍ يُمكنها أن تُحقّق رواجًا سواء كان المُنتج أصيلًَا أو تقليدًا. إنّ تنقيح فكرة موجودة غير مكتملة الإنجاز أيسرُ في العادة من خلق فكرة جديدة من الصّفر. يتردّد النّاس في إطلاق مشاريع تجارية في المجالات التي تكون فيها المنافسة حاضرة، لكن قد تكون المنافسةُ عاملًا جيّدًا. أحسنُ مكانٍ لافتتاح مطعم جديد هو بجانب مطعم آخر ناجح ؛ فلقد تكفّلوا بتنفيذ العمل الشاقّ بدلًا عنك، وبنو جمهورًا من المُستهلكين في ذلك المكان. العديدُ من المشاريع الرّابحة قام نجاحُها على إنجازاتِ مشاريع أخرى. وجود منافسين في العادة خيرٌ من انعدام المُنافسة. عليكَ أن تكون أفضلَ من منافسيك بنسبة عشرةٍ في المئة فقط. شخصيًّا أحثُّ على محاولة تقديم شيءٍ سترغب أنتَ وأصدقاؤك في الحصول عليه بمُجرّد أن تقع أعينكم عليه. ستعرف أكثرَ عن مجال اهتمامك، ستفهم زبائنك بشكل أفضل، وستكون مولعًا بما تقوم به. إذا كنت تستطيع أن تجعل شركتك تعنى بـ "لماذا" وليس "ماذا" ستُلهِم نفسك والذين من حولك. وحتّى تتمكّن من البقاء حيًّا في الخطوة التّالية ستحتاج رشّةً مُعتبرةً من الإلهام. البدايةإنّ إنشاء شركة يُشبه قليلًا تربية اﻷولاد؛ الكلُّ يظنُّ أنّك تَعلَمُ ما تقوم به، ولكن لا يرافق اﻷولاد ولا الشّركاتُ كُتيّبات للتّعليمات. ستتعثّرُ قليلًا خلال العملية لكن ستتعلّم مع مرور الوقت. من المُرجّح جدّا أن تتعرّض للفشل مع البداية. أنت تَطمحُ إلى بناءِ آلة سحرية تضخ لك الأموال، لكن من المُحتمل أنّك لا تملك جميع مكوّنات هذه الآلة، وقد تُكلِّفك بعض المُكوّنات أكثرَ ممّا تملك. يُحتمل أيضا أنّ نصفَ فكرتك خاطئ، ولكنّك لا تعلم أيَّ نصف هوَ النّصف الخاطئ. كلُّ هذا عاديّ. إحدى ركائز إنشاء شركةٍ هو إقناع النّاس أن يثقوا بك وأن يؤمنوا بك حتّى قبل أن ينبغي عليهم ذلك. لمّا أسّس ستيف جوبز شركة آبل، لم يكُن لديه المال ولا الزّبائن؛ ما قام به حينها هو السّمة المُميّزة لرائد اﻷعمال النّاجح. عمِل أوّلًا على إقناع متجرٍ محليٍّ للحواسيب أن يقدّموا طلبًا لشراء حواسيب لم يتم تصنيعها بعد، مع الدّفع له عند التّسليم. بعدها قام بإقناع مزوّدٍ للمكوّنات الإلكترونية أن يبيعه المُكوّنات التي احتاجها لصُنع تلك الحواسيب، مُستخدما الطّلب الذي تحصّل عليه من متجر الحواسيب كضمان على قدرته على دفع ثمن ذلك. عَمِل بعدها جوبز وفريقُه الصّغير في مُستودعهم على صُنع هذه الحواسيب وسلّموها في الوقت المحدّد، وتحصّلوا بذلك على ربحٍ محترم. يُمكن القول بأنه تم إطلاق آبل من لاشيء. يقوم مُعظم رُوّاد اﻷعمال الجُدد بمثل هذه المناورات في البداية. إن كانت تبدو مخيفة، فلأنّها فعلًا مُخيفة. كان عليَّ مرّة أن أدفع رواتب الطّاقم من بطاقاتي الائتمانية المُثقلة باﻷعباء، لمّا فَشِلت إحدى الطّلباتُ المبكّرة. يجب عليك أن تتظاهر بالأمر إلى غاية أن تُحقّقه You fake it until you make it. خلال قيامك بذلك، ستحتاج أن توازن بين رغبتك في بناء شركة رائعة (مثالية) ودفعِك للفواتير (واقعيّة). غياب أحد هذين الطّرفين (المثالية/ الواقعيّة) سيقضي عليك وعلى شركتك النّاشئة. أعتقد أنّ هذا هو سببُ شيوع الشّراكات ما بين شخص مثالي وآخر واقعي في عالم اﻷعمال. لا تحاول أن تتوسّع بشركتك النّاشئة قبل أن تنضج. لا تحاول أن تُصبح شركة كبيرة بشكلٍ سابقٍ لأوانه لكن ذلك لا يمنعك من أن تضع هذا الهدف نصب عينيك. تمهّل في الإنفاق والتّوظيف في البداية. لا تُضيّع الوقت في كتابة أهداف الشّركة mission statements وتحديد القوانين الدّاخليّة policy documents. أنت صغير، خفيف وفي مهمّة بناء مُنتجات وبيعها. سيكون هناك وقتٌ لقسم الموارد البشريّة لاحقًا. لا تتفاجأ إذا غيّرتَ الشّركة كليًّا. يندُر أن تنجوَ الشّركات بعد أن تطلق مُنتجاتها وتوصلها إلى المُستخدمين. مع ذلك حاول تفادي تغيير الشّركة بشكل مُتواصل فمن النّادر أن يوصل ذلك إلى نتيجة. اصمد لوقتٍ كافٍ، أعِد استثمار أرباحك الضّئيلة وضاعفها. في النّهاية، يُمكنك المرور إلى النّقطة التّالية. شركة لا تعتمد بشكل أساسي على مُؤسّسهاهذه الخطوة تفشل الكثير من الشّركات الصّغيرة في القيام بها. أن لا تعتمد بشكل أساسي على مؤسسها. إلى الآن، تتضمّن آلتُك السّحريةُ بالتّأكيد جزءًا غيرَ قابلٍ للتغيير: أنت. إذا كانت خلفيّتك في المُحاسبة، فأنت على اﻷرجح رئيس المحاسبين. إذا كنت مُبرمجًا، فمن المُحتمل أنّك أحسن مبرمج في الفريق. أيًّا كان ما تفعله، فلا بدّ أن تَشعُر بأنّك ضروريّ ومُنهكٌ بعض الشّيء. هذا هو الجزء اﻷصعب: تحتاج أن تجعل نفسك قابلًا للاستبدال. إذا حدث لك مكروه، فلا بدّ لشركتك أن تواصل العمل بشكل عاديّ. ينبغي أن تقضيَ كلّ وقتك في العمل على شركتك، وليس العمل في شركتك، لأنّك إن لم تقم بذلك فهذا يعني أنّك تعمل أعمالًا حرّة (تعمل لدى نفسك) ووظّفتك مُساعدين لمُساعدتك. لا تستطيع بعض الشّركات الهرب من هذه المِصْيَدة. إذا كنت مُسوّقا بارعًا مثلًا فإنّه سيشقّ عليك ذلك. هذا ﻷنّ ما يجعل شركتك ناجحةً هو أنت، وإن لم تتمكّن من بناء شركة لا تكون أنت ركيزتها الأساسية، فلن تستطيع النُّموّ. بنت ماكدونالدز شركة تعمل حتّى لو لم يقوموا بتوظيف سوى العمّال ذوي الأجر الأدنى. آليّتهم تجعلُها تعمل: يتم تحضير كل وجبة بشكل فعّال وبشكل لا يُمكن تمييزها عن الباقي، ولا مكان للحظ أو الصُدفة معهم. علامتها التّجارية قويّة لدرجةِ أنّ النّاس يصطفّون حول العالم للأكل هناك. قد تكون شركتك مختلفةً جذريًّا، لكن عليها أن تكون متينةً بشكلٍ مُماثل. إذا حقّقت هذا، فأنت تملكُ الآن شيئًا مكتفيا ذاتيّا. ينبغي أن تتمكّن من تخصيص راتب مُجزٍ لك حتى لو لم تكن تذهب إلى العمل مطلقًا. وقتُك الآن متاحٌ للتّعديل على شركتك وتحسينها، وجعلِها شيئًا أفضل. والآن لِتَسُودَ العالم، كلُّ ما تحتاجه هو التّوسّع. التوسّع Scaleتُشبِه الخطوة اﻷخيرة قليلًا لعِبَ "من سيربح المليون". كلُّ سؤالٍ تجيب عنه بشكلٍ صحيح يضاعِف أرباحك، وإلّا فإنّك ستعود أدراجك إلى المنزل. لا ترتكب ذلك الخطأ السّاذج باعتقاد أنّ الشّركة الكبيرة هي كشركةٍ صغيرة لكن أكبرَ حجمًا. مع نموّ الشّركة، قد تتغيّر قواعدك وثقافتك كليّةً. بل قد تجدُ أنّك تُبغض الشّركة التي أنشأتها بنفسك (كثيرٌ من المؤسّسين يشعرون بتضاربٍ مثلِ هذا، في النّهاية). إذا كنت قد وصلت إلى هذا الحدّ، فلديك عدّةُ خيارات: إمّا توظيف من يُساعدك على إدارة الشّركة، أو البيع، أو المجازفةُ ومشاهدتُها إلى أين ستأخذك. تذكّر أنّه لا يُمكن لشركة أن تنموَ بشكل لا نهائي. تكون مُعظمُ الصّناعات أكثرَ فعاليّةً عند أحجامٍ مختلفة – من السّهل أن تكون شركةَ سَمكَرةٍ من شخصين، لكنّه يستحيل تقريبًا أن تبنيَ شركة سمكرةٍ بألف رجل. اعلم حدود نفسك مُسبقًا. البرمجيّات مثالٌ عن صناعةٍ تتوسّع كثيرًا بشكل جيّد، لهذا السّبب هي تخلق العديد من الأثرياء الشّباب. وأخيرًالم يسبق أبدًا أن كان إنشاءُ شركةٍ أسهلَ ممّا هو عليه حاليًّا. بإمكانك خلقُ منتجك الخارق في غرفتك في الإقامة الجامعيّة بدون تسجيلها كشركة ذات كيان قانوني، وهذا بالفعل ما قامت به فيس بوك. أعتقد أن ريادة اﻷعمال هي نوعٌ من القِمار المثقّف. المهارة والإصرار عوامل مُهِمّة، لكنّ الحظَّ يلعب دورًا كبيرا. لكن طالما تستطيع النّهوض كلّما سقطت، تُجرّب أشياءَ مختلفة وتستمرُّ في التّعلم، فالفرصُ في صالحك. عليك فقط أن تتجرّأ على أخذها. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The ultimate guide to becoming an entrepreneur لصاحبه: Oliver Emberton
-
بغض النظر عن قضيته الجدالية فقد كان تشارلز داروين خائفًا، حيث وبحلول 1859 كان قد قضى 22 عامًا في السّفر حول العالم، حيث دأب خلال سفره هذا على تدوين ملاحظات والبحث في أصول المخلوقات، لينشر نظريّته حول التّطور، ويواجه أيديولوجيّات متأصّلة ومقبولة على نطاق واسع. من البديهيّ أن لا ينتظر شخص ما 22 عامًا من أجل إنهاء مشروعه، بغضّ النّظر عن الجدل الذي قد يخلقه. صحيح أنّ مجال نظريّة داروين قد يكون غالبًا أكبر بكثير من مشروعك الذي تعمل عليه حاليًا، إلّا أنّه يمكن لنا أن نقارن ما بين ما تمر به حاليًا وما بين الاضطرابات الدّاخليّة التي عانى منها داروين فيما يتعلّق بإنهاء مشروعه الكبير -وهذا هو بيت القصيد-. ويكون هذا القلق حاضرًا في مشاريعنا أيضًا، حيث يمنعنا القلق من العمل نفسه وإمكانية نشره من مواصلة العمل إلى النهاية. بالنسبة للكثيرين، فإن القلق حول إنهاء مشاريعنا وحول كيف سننشرها هو السبب الذي يقف وراء عدم إنهائنا لها. حيث يمنعنا القلق من العمل نفسه وإمكانية نشره من مواصلة العمل إلى النهاية. حتّى ولو قضيت الساعات الطّوال في الحديث حول مدى التّأثير الكبير الذي قد تُحدثه فكرة ما فإنّه ما لم تطلق منتجك فلا تتوقّع حدوث أي تأثير، حيث أنّ إنجاز الفكرة وإطلاقها هو ما يُسبّب هذا التّأثير. لذا فإن عمَلنا كروّاد أعمال يتمثّل في إنهاء ما بدأناه، صحيح أنّ مشاركة عملنا المكتمل قد يكون شاقًّا، إلّا أنّه أهمّ حافز من أجل التّغيير. دعونا نتعرّف على بعض العوائق التي تحول دون تحقيق وإخراج المشاريع التي نحلم بها إلى الوجود. هناك فرق ما بين الاستعداد والإعداد (التحضير) هنالك أسئلة مهمّة وضروريّة يجب طرحها في هذه الحالة: هل السّوق المستهدف جاهز لاستقبال مشروعك؟ هل أنت جاهز لإطلاق المُنتج؟ هل مشروعك في المستوى؟ هل الوقت مناسب؟ كتب Seth Godin –كاتب ورائد أعمال متقن لفنّ الوصول إلى المنتج النّهائي- عن الاختلاف بين الأمرين قائلًا: يمكن البدء بالعمل حالما يتقبّل الشّخص هذا الاختلاف ويعرف مكانته، فأحيانًا، تكون أفضل طريقة لاختبار فكرة ما هي عدم النّظر في العديد من المتغيّرات أو النّتائج في سبيل بلوغ الكمال، بل العمل على إخراجها إلى العالم والتّأقلم إلى جانبها، حيث ستراقب الفكرة مثل مراقبة الطّفل، تتعثّر، تتعلّم، تنمو، تفشل وتنجح. الحاجة للكمال إنجاز مشروع وتسليمه يتطلّب التّعلّم، وعندما يصبح التّعلّم عادة يوميّة، يصبح طريق النّجاح حينها معبّدًا. يعمل نخبة الكتّاب، العلماء، الفنّانون وروّاد الأعمال على ترجمة أفكارهم على أرض الواقع، تعلّم كل ما يمكن تعلّمه، تكرار ذلك، ثم إنجاز نفس العمليّة مجدّدًا. لا يتعلّق الأمر بإزالة الخوف أو الشّكوك من العمليّة، ولا بتقليص أيّ فرصة للفشل أو التّعثّر، حيث يجب توقّع حدوث مشاكل أثناء العمل على إنتاج شيء ممتاز، وأن تكون جاهزًا للتعامل معها برويّة، لأن ذلك سيساعدك على تعلّم ما يمكن تحسينه ويمنح المشروع فرصة لإحداث الفارق. قدّمنا مؤخّرًا خدمة Beacon على Help Scout، حيث كان واضحًا لمن كانت الخدمة موجّهة، ما نفعها، والتّغيير الذي كنّا نحاول إحداثه، صحيح أنّ الخدمة لم تكن كاملة عند إطلاقها، لكنّها كانت جاهزة، مع ذلك، ظهرت مشاكل في الأسبوع الأول واستطعنا حلّها، كما أنّ الأفكار وردود الفعل التي وردتنا ساعدتنا على توسيع مجالات إدراكنا. وبالتّالي فإن عمليّة إطلاق Beacon لم تكن بسيطة، حيث لم نطلق الخدمة ونحتفل بإطلاقها ثم انتقلنا للتركيز على شيء آخر، بل واصلنا متابعها عن كثب، وشهدنا تحسنّ طريقة تفاعل عملائنا، مع تعلّمنا لأشياء جديدة كل يوم. تخيلّ إن كنّا انتظرنا أن تصبح الفكرة كاملة، تخيّل إن لم نطلق الخدمة، هل كنّا لنتعلّم؟ آراء الآخرين من حولك؟ يكون الكشف عن فكرة أو منتج ما محفوفًا بالمخاطر ويفتح المجال للانتقادات. نشعر كبشر بالقلق إزاء آراء الآخرين حولنا كوننا اجتماعيين بالفطرة، لذا سيكون من الصّعب عدم الشعور بالإهانة أو الإحباط في حال فشل الفكرة، كما سيكون الأمر أسوأ بكثير في حال تم استثمار مال كثير وقضاء وقت طويل في العمل عليها دون تحقيق عائدات منها، لذلك فإنّه من البديهي أن يكون التّفكير في الفكرة أسهل بكثير من إنجاز الفكرة والخروج بمنتج نهائي. مع ذلك، يجب ألّا يُنِمّ أيّ مشروع عن شخصيتك أو هويّتك، بل التّغيير الذي تودّ إحداثه من خلال تلك الفكرة، وإذا لم يتمّ هذا التّغيير، عندها تكون الفكرة هي التي تحتاج إلى التّرقيع لا هويّتك. قدّم المخترع الألماني Johannes Gutenberg آلة طباعة في القرن الخامس عشر، حيث كان حوالي 96% من سكّان القارة الأوروبية أميّين، كان من الممكن أن تفشل فكرة الطبّاعة حينها ليعتقد الجميع أن Gutenberg مجرد أبله، لكن كما علّمنا التاريخ، فإن هذا المشروع الجريء غيّر النّاس، المجتمعات، والعالم برمّته. أعظم عقبة قد تواجهها لإنهاء ما بدأته هي أنت وشعورك بالقلق، الخوف والشكّ. يكون جزء من هذا التّردّد عائدًا إلى رغبتك في الحرص على كون كافّة الأمور في محلّها، لكنّ الأمر يتحوّل لاحقًا إلى وهم تختبئ فيه بحجة المراجعة والتّلميع. وكلّما طالت فترة تأجيلك، كلما استغرقت وقتًا أطول لتعلم شيء مهمّ يساعدك ومشروعك على المضيّ قدمًا. أحد الدّروس الأساسيّة التي يمكن تعلّمها من إحداث تغيير ما هي أنّك لن تستطيع أن تعلم ما إذا كانت الفكرة ستنجح أم لا إن لم تنفّذها. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Importance of Finishing What You Start لصاحبه Paul Jun.
-
قد يكون من الصّعب أن تترك بكلِّ بساطةٍ الأعمال التي يجب عليك القيام بها وتفوّضها إلى شخصٍ آخر، لكنّ تفويض المَهام أمرٌ لا مناص من فعله، وهو هامٌّ لك وللشخص الذي تفوّضه في المَهمّة على حدٍّ سواء. فإذا لم تفوّض أيّة مهام لغيرك فلن تنهي جميع الأعمال التي يجب عليك القيام بها، أما إذا كُنت تفوّض الكثير من المهام لغيرك فإنّك قد تجعل مهمة مُوظّفيك (الذين تُفوّض إليهم) صعبة جدًا. عندما تفوّض بعض المهام إلى مُوظّفيك، فأنت بذلك تخبرهم عن مدى ثقتك بهم وبأنّهم سيؤدون العمل على أكمل وجه. عندما تفوّض المهام، يجب عليك أن تفعل ذلك وأنت مؤمنٌ أن موظّفك سينجز العمل على النحو الصحيح. لا تراجع أعمال موظّفيك كلّ عدّة ساعات، سيطلق عليك لقب "المدير المُدَقّق" (micro-manager) وهو في الواقع يعبّر عن ذلك النوع من المدراء الذي يتحكّم من خلال الرقابة الصارمة ولا يرضى بأي طريقة لإجراء العمل غير التي يختارها وهو بذلك يقتل الابتكار والإبداع ويشعر موظّفيه أنهم محاصَرون ولا يتمتّعون بأي نوع من الحرية في اتخاذ القرارات. إذا كنت غير واثق من قيام موظّفيك بالعمل على أكمل وجه، فقم به بنفسك من البداية. وعِوَضًا عن ذلك، ما يجب عليك فعله هو أن تتأكّد أنّ الموظفين يفهمون المَهمّة الموكلة إليهم بشكلٍ صحيح حتى لا تدع مجالًا للخطأ الذي يمكن تفاديه. ففي غالب الأمر يكون انعدام الوضوح هو سبب سَير عملية التفويض على نحوٍ خاطئ. الموظفون يحتاجون للاستقلال لكي يتطوّر أداؤهم. وإذا لم تمنحهم إيّاه، سيفقدون حماسهم واهتمامهم بالمهمّة التي يؤدّونها . هذا حدث لي مسبقًا، ويمكنني أن أخبرك بكلّ وضوحٍ أن هذا الأمر (انعدام الاستقلاليّة) يدمّر التّحفيز الدّاخلي لديهم. أتذكرُ كيف كان بذلي للمجهود يتضاءل كلّ مرّةٍ يُطلب مني العمل على مهمّةٍ أعلم أنّ مديري سيعيد العمل عليها على كلّ حال. كما ذكرتُ سابقًا، إذا لم تكن تنوي الوثوق بي وبمقدرتي على أداء العمل بشكلٍ كامل، فمن الأفضل أن تفعله بنفسك. أوصي بالمتابعة المستمرّة من خلال إجراء مسوحات الموظّفين (Employee surveys) لقياس مدى شعور الموظّفين بالاستقلاليّة. إذا كان منخفضًا، أو بدأ في الانخفاض، سيكون من الواجب اتّخاذ قرار ما حيال ذلك. التفويض في أداء المهام أمرٌ هامٌّ لإنتاجيّتك ولتطوُّر موظّفيك، لكن هناك ثلاثة أمور يجب وضعها في الحسبان عند تفويض المهام: 1- أعط تعليمات بالغة الوضوح هذا هو الفارق بين التفويض الناجح وغير النّاجح. عندما توكل مهمّةً إلى موظّفيك، يجب أن تتأكّد من أنّك أعطيتهم تعليماتٍ واضحة حول الأمور التي يجب عليهم فعلها، النتائج التي تتوقعها، والمصادر التي يمكنهم الرجوع إليها إذا احتاجوا للمساعدة. لا تذكر الكثير من التفاصيل، فذلك يمكن أن يوحي للشخص الذي تفوّض إليه أنّك تشكّ في ذكائه أو شيء من هذا القبيل، لكن تأكّد من أن الموظّف يفهم بوضوح ما الذي يجب عليه أداؤه والأطُر الزمنيّة لذلك. يمكنك أيضًا تقسيم الوظيفة إلى مهَمَّات صغيرة لتستطيع وضع معالم عامة للإطار الزّمني وتتبّع تقدّم المهمَّة. 2- تعقب وتابع التقدم قد تكون هذه النقطة شائكةً بعض الشيء، لأنني ذكرت مسبقًا أنّك عندما تفوّض مهمّة ما إلى أحد الموظّفين فإنّك يجب أن تمنحه الاستقلاليّة. لكن في الوقت ذاته، قد تسير الأمور على نحوٍ خاطئ إذا لم تشرف على المهمّات حتى تمام إنجازها. قد لا يقوم الموظّف بأداء المهمّة على النّحو الصحيح، وليس من الجيّد بالتّأكيد أن تظلّ بمعزلٍ عن ذلك طوال الوقت. يمكن للتقنية أن تساعدك. يمكنك استخدام تطبيق Trello في هذا المجال، وهو تطبيق لإدارة المهام يحتوي على العديد من القوائم المتنوّعة لعرض سير المهمات. على سبيل المثال، في حالة متابعة كتابة التدوينات، أوّل قائمة في الواجهة تكون "ما يجب إنجازه" والثانية "ما تمت كتابته" والثالثة "ما تم تحديد تاريخ نشره في ووردبريس" (تمّت جدولته)) والأخيرة "ما تم نشره”. استعمال هذا التطبيق يُساهم في جعل كل شخص مَعنيّ بالمهمّة ملمًّا بمسار العمل والتقدّم. القيام بذلك لا يُدرج تحت بند "الإدارة الدقيقة" micromanaging التي سبق وأن ذممتها في المقال، لأنك بذلك لن تطالب الموظّف باستمرار بالتحديثات المستمرّة في كلّ وقتٍ وحين. لكن على سبيل احترام العمل والانضباط، يجب أن يكون جميع المعنيين بالمهمّة عالمين بمسار التقدّم. 3- علم موظفيك وادعمهم هذا هامٌّ خاصّةً في البداية. يجب أن تدعم موظّفيك في البداية لتتأكّد أن أمورهم ستسير على ما يرام قبل أن تطلق لهم العنان. اعرِض عليهم أن تجالسهم لمدة نصف ساعة مثلًا لتعلمهم المهارات الأساسيّة واستخدام الأدوات التي يمكن أن تفيدهم في أداء المهمة. التغذية الراجعة في البداية قد تكون جيّدة، وقد تساعد في إرشاد الموظّفين للاتجاه الصحيح. أتمنى أن يكون المقال قد وضعك على الطريق الصحيح للتفويض، إذا كنت تتبع طريقةً معيّنة لتفويض المهام فحدّثنا عنها في خانة التعليقات ترجمة -وبتصرُّف- للمقال 3Simple Things To Remember When Delegating Tasks لصاحبه Jacob Shriar. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
شاركت في معرض أقيم في مدينة ناشفيل، وقد انعقد على هامش هذا المعرض هذا العام المؤتمر الوطني لمنظمة رعاية الغزلان، لقد كانت هذه المنظمة مصدر إلهام للكثير من الأفكار التي قمت بإنجازها، وهي من المنظمات المعروفة التي تضمّ عددًا كبيرًا من اﻷعضاء الذين يمكن أن يصبحوا عملاء. اشترك في المعرض أكثر من 200 عارض، وتراوح عدد الزوّار ما بين 10,000 إلى 12,000 زائر. تتلخّص مساهمتي في هذا المعرض في جناح صغير ضمن القسم التجاري، وبعد انتهاء فعّاليات المعرض أحببت أن أشارك بعض النصائح المفيدة وبعضًا من البيانات التي حصلت عليها خلال مدة إقامة المعرض. هل تجب عليك المشاركة في معرض تجاري؟إن أفضل إجابة يمكنك الحصول عليها سيكون مصدرها اﻷرقام واﻹحصاءات. ما هي التكلفة الإجمالية للمشاركة في المعرض؟ للمشاركة في المعرض ستحتاج إلى طباعة عدد من البروشورات وبطاقات العمل، كما ستحتاج إلى استخدام اﻹعلانات أو الشاشات، باﻹضافة إلى العروض التجريبية وشاشات التلفاز والحواسيب الشخصية، إلى جانب ما ستدفعه إلى متعهّدي المعرض مقابل الخدمات التي سيقّدمونها. كذلك قد يكلّفك اﻹنترنت الكثير من المال. ماذا عن تكاليف السفر؟ والطعام؟ اسأل المشاركين في المعرض عن عدد المرتادين وعن نسبة التحويل، ما هو عدد العملاء الذين يمكنك التحدّث معهم خلال المعرض؟ وإن بعت منتجك إلى ما نسبته 0.5% من اﻷشخاص الذين تتحدّث إليهم فهل سيعوّض ذلك اﻷموال التي أنفقتها؟ أم يجب أن تكون النسبة 1%؟ تحدّث في المعرض إلى بعض الخبراء في مجال التسويق وافهم منهم طبيعة نسبة التحويل التي يجب أن تتوقعها في مجال تخصّصك، إذ أنّ ذلك يعتمد على مدى ملائمة المعرض لرغبات عملائك. وإن كنت لا تمتلك منتجًا تبيعه أو عميلًا يشتري منك، فلا تنفق أموالك على المشاركة في المعرض إلا إن كانت لديك فكرة قد تم تجريبها من قبل. يمكنك كذلك الاستفادة من حضور المعرض عن طريق التواصل مع المشاركين اﻵخرين والتعلم منهم، ولكنّي لا أحبّذ هذا في بداية مشروعك التجاري. تهيئة الديكورقد يكون هذا اﻷمر مكلفًا قليلًا، ولكنّك تحتاج إلى ما يجذب انتباه مرتادي المعرض، ومن الضروري استخدام موادّ ذات جودة عالية لتعكس المظهر الاحترافي وتجذب الانتباه، ولكن تجنّب اﻹسراف، فإن إنفاق اﻷموال الطائلة على المشاركة في المعرض يستلزم منك أن تبيع كمّيات كبيرة من منتجك لتعويض تلك النفقات، لذا حاول استئجار المواد التي ستحتاجها قبل أن تفكّر في شرائها. كان عدد مرتادي جناحي في المعرض مساويًا تقريبًا لعدد مرتادي اﻷجنحة المجاورة على الرغم من أن الديكور كان أبسط بكثير، فقد استخدمت يافطة وبعضًا من المطوريات التي صمّمها صديق لي. تواصل لتحصل على المزيد من الزواريعتمد عدد اﻷشخاص الذين ستتكلّم معهم بشكل كبير على طرح نوع معيّن من اﻷسئلة لا يمكن اﻹجابة عنه بـ "نعم" أو "لا"، ولا يحتاج منك هذا لأن تقف مناديًا أمام جناحك، ولكن يمكنك طرح سؤال واحد من قائمة اﻷسئلة التي أعددتها على أي شخص يبدي القليل من الاهتمام بجناحك. حاول أن تضع بعضًا من اﻷسئلة المتنوعة والمختلفة والتي تتوقع أنّها ستكون ذات صلة بعملائك، فمثلًا أنا أدير برنامجًا لمعالجة تسجيلات ومسوحات كاميرات التعقّب التي يستخدمها الصيّادون ومربّو الحيوانات؛ لذا كانت اﻷسئلة التي وجّهتها إلى الزوّار كاﻵتي: ما هو عدد كاميرات التعقّب الموجودة في الحقل؟ما هو عدد الصور التي التقطتها هذه الكاميرات في العام الماضي؟ما هو الوقت الذي تقضيه في متابعة هذه الصور؟هل تعرف كم هو معدّل طول الجذع الرئيسي لقرون الوعول خلال السنوات الخمس الماضية؟هل يمكنك تحديد ما إذا كانت خطط التغذية التي اتبعتها قد حسّنت من صفات قرون الوعول؟ما هو الوقت الذي تقضيه سنويًّا في صناعة تقاريرك من تسجيلات الكاميرا؟ما الذي تستخدمه في الوقت الحاضر ﻹدارة هذه التسجيلات؟ﻻحظ أنّه لا يمكن اﻹجابة عن أيٍّ من هذه اﻷسئلة بـ "نعم" أو "لا"، وسيساعدك هذا على التشبّث بالعميل لفترة أطول. تمسّ هذه اﻷسئلة بعض الاحتياجات المحدّدة لعملائي، ويمكنني المضي قدمًا إن لم يكونوا مهتمّين بهذه اﻷسئلة. إحصائيات طريفةوضعنا طبقًا يحتوي على أنواع مختلفة من الحلوى على إحدى طاولات جناحنا الخاص، وحصلنا على هذه اﻹحصائيات الطريفة: زارنا 45 شخصًا من أجل تناول الحلوى فقط، ولم يتحدّثوا معنا بشكل جدّي. 10 منهم طرحوا بعض اﻷسئلة عن المنتج ﻷنّهم شعروا بأنّ عليهم أن فعل ذلك في مقابل تناولهم للحلوى. كانت Snickers الحلوى المحبوبة لدى غالبية الزائرين، وقد نفدت جميع أصناف الحلوى المصنوعة من الشوكولاطة قبل قطع الحلوى الصلبة. تحليل البياناتجمعت خلال المعرض بعضًا من اﻹحصائيات التي تدور حول: عدد اﻷشخاص الذين تكلمت معهمطبيعة اﻷسئلة التي طرحتهاالفائدة من السؤالعدد بطاقات اﻷعمال التي وزّعتهاعدد اﻷشخاص الذين سجّلتهم في المعرض (أو بعده مباشرة)عدد اﻷشخاص الذين حصلوا على النشرات اﻹعلانيةفكانت النتيجة: تحدّث إلى 105 أشخاص، ووزّعت 65 نشرة إعلانية، و23 بطاقة أعمال. أما بالنسبة للأسئلة فقد طرحت سؤالًا عن كاميرات التعقب 52 مرة وحصلت على 28 إجابة إيجابية. كذلك وجّهت سؤالًا حول التسجيلات 34 مرة وحصلت على 16 إجابة إيجابية. وكان السؤالان اﻷول واﻷخير ضمن القائمة اﻷكثر فعّالية واﻷكثر شيوعًا مقارنة ببقية اﻷسئلة. وقد سجّلت 6 أشخاص في المعرض أو بعده مباشرة. بعض النصائحنصحني Harry Hollander من Moraware قبل أن أشارك في المؤتمر بمجموعة من النصائح سأذكرها هنا توخّيًا للفائدة: لا تذهب لوحدك أبدًا.لتكن رسالتك التي ستوجّهها في المعرض واضحة، وتجنب اﻹفراط في العبارات.انتبه إلى اﻷشخاص الذين لا يبدون أي نوع من الاهتمام، ودعهم يغادرون المكان.استأجر المعدّات وراقب التكاليف، ولا تصرف الكثير من المال، إذ يكفي أن يكون لديك منتج قويّ.استغلّ الحفلات والندوات في توسيع شبكة علاقاتك.تعلّم إلقاء الخطابات.ترجمة –وبتصرّف– للمقال Exhibiting at your first trade show لصاحبه Robert Graham. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
- معارض
- معرض تجاري
-
(و 5 أكثر)
موسوم في:
-
إن اختلاق الأعذار لتبرير الإخفاقات أمر سهل جدًّا، وهو يضمن لك الاستمرار في الإخفاق أيضًا. علّق أحد القراء منذ فترة وجيزة على إحدى التدوينات بالقول: لا أعرف من هو صاحب/صاحبة التعليق، ولم أكتب هذه التدوينة للتهجّم عليه/عليها، ولكنّها ليست المرة الأولى التي أسمع فيها مثل هذا الكلام، فعادة ما أرى تعليقات في مدونتي وفي المدونات التي أطالعها، مثل: "هذه نصيحة جيدة، ولكنها لن تجدي نفعًا معي لأنّني (لا أمتلك الشيء الفلاني، أو لا أعرف الشخص الفلاني، أو لا أسكن في المكان الفلاني)". ليس هذا صحيحًا، فأغلب الناس يبدؤون من الصفر، ولم يحقّق جميع روّاد الأعمال نجاحًا يسيرًا إلا بعد أن واجهوا وتغلّبوا على الكثير والكثير من العقبات والمصاعب في حياتهم العملية. غير أني كلما فكّرت بهذا الموضوع بشكل أكبر توصّلت إلى حقيقة مفادها أن الكثيرين -وأنا منهم- غالبًا ما نفكّر بهذه الطريقة مع اختلاف مستوى التفكير. ننظر إلى ما يمتلكه الآخرون ونفكّر "هذا عظيم بالنسبة إليهم، ولكنّي لا أستطيع القيام بذلك لأنّي (ثم نقدّم العذر الملائم)". إنه بالفعل تفكير عقيم، وقد عملت جاهدًا للتخلص من طريقة التفكير هذه واستبدالها بأمر أكثر إنتاجية، وهذا ما أنوي مشاركته معك في هذا المقال. الكل يبدأ من الصفرباستثناء ثلّة قليلة من روّاد الأعمال فإن الغالبية العظمى منهم يبدأ بعلاقات محدودة وضيّقة، ودون أدنى قدر من التمويل، وبلا أي ميزة تنافسية على الرغم من وجود الأفكار الجيّدة. بالنسبة لي، لم أكن أمتاز عن الآخرين بأي مزية تذكر عندما افتتحت شركتي الأولى، والكثير من روّاد الأعمال الذين حقّقوا نجاحًا وشهرة أكبر منّي قد بدؤوا بالفعل بما هو أقلّ مني بكثير (يخطر على بالي جان كوم Jan Koum في قصته rags-to-riches story): لكنّي كنت أنظر إلى روّاد الأعمال الناجحين الذي يطرحون شركاتهم للاكتتاب العام أو يبيعونها مقابل أموال طائلة، وأفكّر في أسباب نجاحهم وعدم قدرتي على تحقيق مثل هذا النجاح. وبعد أن ازدادت خبرتي في مجال الأعمال، ورأيت بأمّ عيني ما يتطلّبه الأمر للتغلب على العقبات والمصاعب، أدركت حينها الخطأ الكبير الذي اقترفته: كنت أقارن نفسي بأناس كانوا قد تجاوزوا هذه العقبات بالفعل، يتقّدمني هؤلاء بعشر خطوات و لا يعني هذا مطلقًا أنّي لست قادرًا على اللحاق بهم باتباع نفس الخطوات. هناك مقولة أحبّها، ولا أعلم قائلها: "لا تقارن أبدًا بدايتك مع نهاية شخص آخر". ومع أنّي أظنّ أن مقارنة بدايتي مع نهاية شخص آخر قد ملأتني بالشكوك، فقد حصلت على فائدة كبيرة من دراسة نهايات الآخرين لأفكر في الطريقة التي سأحقق فيها مثل هذه الإنجازات مستقبلًا. "أنا لست قادرًا على القيام بذلك لأني________." كم مرة قلنا ذلك في حياتنا؟ أقولها وبصراحة، لقد انتابتني الشكوك حول نفسي من وقت لآخر (مع أنّها أصبحت قليلة هذه الأيام): ترد على غالبيتنا مثل هذه الأسئلة عند التفكير بما يريد تحقيقه من أهداف، وبحكم خبرتي فقد وجدت أن ما يصنع فرقًا كبيرًا في إمكانية تحقيق أهدافي هو طريقة تعاملي مع هذه الأسئلة، هل سأعتبرها تحدّيات يجب التغلب عليها، أم أنها مجرد أعذار لتبرير الفشل الذي سيلاقيني لا محالة. يسمي David Schwartz هذا بقوة الإيمان Power of Beleif في كتابه The Magic of Thinking Big. ومع أن هذه العبارات قد كتبت منذ أكثر من 50 عامًا إلا أنها لا تزال حاضرة وذات أثر كبير في عصرنا هذا: 1- فكر بالنجاح، ولا تفكر بالفشلفي العمل، في المنزل، فكّر بالنجاح عوضًا عن التفكير بالفشل. عندما تكون في وضع صعب، ردّد في نفسك "سأنجح" بدلًا من "ربّما سأفشل". عندما تتنافس مع شخص آخر قل "أنا الأفضل" ولا تقل "أنا متأخّر" عندما تسنح لك فرصة معينة، قل: "يمكنني القيام بذلك" ولا تقل "لا أستطيع"، اجعل فكرة "أنا سأنجح" مهيمنة على أسلوب تفكيرك. سيدفع التفكير بالنجاح عقلك إلى تكوين خطط تؤدي بك إلى النجاح، أما التفكير بالفشل فسيدفع عقلك إلى الاتجاه المعاكس تمامًا. التفكير بالفشل يكيّف عقلك للتفكير بمسبّبات أخرى للفشل. 2- ذكر نفسك باستمرار بأنك أفضل مما تعتقدفالأشخاص الناجحون ليسوا بأشخاصٍ خارقين، والنجاح لا يتطلب موهبة خارقة، أو حيلة سحريّة، ولا يتحقق كذلك بمحض الصدفة أو الحظّ. الأشخاص الناجحون هم أناس آمنوا بقدراتهم وبما يستطيعون القيام به؛ لذا لا تستهن بنفسك على الإطلاق. 3- ليكن تفكيرك واسعا فمقدار ما تحقق من نجاح مرهون بحدود تفكيرك واعتقادك، لذا لا تتوقّع الحصول على إنجازات كبيرة عندما يكون تفكيرك محدودًا بأهداف بسيطة. فكّر إذًا بالأهداف الكبيرة وستحصد نجاحًا كبيرًا. تذكر ذلك دائمًا. غالبًا ما تكون الأفكار والخطط الكبيرة أسهل - ولن تكون أكثر صعوبة بالتأكيد - من الأفكار والخطط الصغيرة". كثيرًا ما تتردّد عبارة "آمن بنفسك وبقدراتك" في الخطابات أو الإعلانات التحفيزية، وقد أصبحت عبارة مكرّرة وممّلة عند الكثيرين، ولكن هناك سبب يدعو الأشخاص الناجحين إلى ترديدها مرارًا وتكرارًا، إنّها تجدي نفعًا. عندما تمتلك الإيمان بنفسك وبقدراتك، فإنّك تنظر إلى النصيحة بمنظور مختلف، فبدلًا من التفكير بـ "هذا جيّد جدًّا، ولكنّه لا ينفعني لأنّي (وتبدأ بتقديم العذر تلو العذر)" فإنك ستبدأ بالتفكير بالطريقة التالية: "هذا عظيم، هذا ما سأفعله في حالتي هذه". عندما بدأت بمشروع Groove، شاهدت الكثير من الشركات التي تمتلك مئات الآلاف من المشتركين عبر البريد الإلكتروني، وبدأت بالتفكير في الأسباب التي تمنعنا من تحقيق ذلك أو حتى مجرد التفكير بالقيام بذلك. غير أن نداءً مبكّرًا من أحد المستشارين في الشركة بعد أن أدرك ذلك التفكير السقيم: "لا تختلق الأعذار، بل العب كما يلعب الأبطال" هو الذي دفعني أخيرًا إلى العمل بجدّ لتشخيص الطريقة التي حقّقت بها هذه الشركات ذلك النجاح الكبير في مجال التسويق بالمحتوى، وما هي الدروس التي يمكن الاستفادة منها في حالتنا التي نمرّ بها، وهذا ما دفعنا إلى افتتاح هذه المدونة والتي أصبحت أحد أكبر مصادر النمو لشركتنا في الوقت الحاضر. العالم ليس متكافئاإن عدم المساواة موجود في جميع المجتمعات، وأمامنا طريق طويل وعمل كثير لحل هذه المشكلة، وعلى كل حال فإن العدالة الاجتماعية ليست هي موضوعنا، وإنما نحن نتكلم عن حالة اختلاق الأعذار التي تمرّ بها عندما تفشل في تحقيق هدف معيّن من أهدافك. هل يمتلك كلانا فرصًا مكافئة للفرص التي حصل عليها مؤسّسو الشركات الكبيرة والناجحة؟ بالتأكيد لا، فقد أمضى هؤلاء سنوات من العمل الشاقّ في تنمية مشاريعهم التجارية وخلق تلك الفرص، وتجاوزوا العقبات التي تقف في طريقك الآن، وبدلًا من مقارنة أنفسنا بهم والتفكير بالسبب الذي "يمنعنا من تحقيق النجاح" فلنبدأ بدراسة هذه الشخصيات لنتمكن من معرفة السبب الذي سيجعلنا "قادرين على تحقيق النجاح". يحتاج الأمر إلى تغيير أسلوب تفكيرك وقد تطلّب منّي ذلك الكثير من الجهد، لأنّي وكما هو حال الكثير من الناس، أميل إلى اختلاق الأعذار والمبرّرات لأنّ ذلك جزء من طبيعتي البشرية. ولكن حينما تحوّل هذه الأعذار إلى تحدّيات وتمتلك الحافز لتجاوزها، حينها فقط ستتغير طريقة تفكيرك تجاه شركتك بل وحتى حياتك الشخصية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Everyone Starts With Nothing - Stop Making Excuses لصاحبه Alex Turnbull.
-
إرسال رسائل البريد الإلكترونيّ التعريفيّة (introduction) شيءٌ أساسيٌّ يقوم به مؤسِّسو المشاريع الناشئة بشكلٍ متكرّر. عليك أيضًا –كمؤسّسٍّ لمشروعٍ ناشئ- أن تتعلَّم كيفيّة كتابة ما يسمّى بـ" رسائل البريد الإلكتروني التعريفيّة القابلة لإعادة التوجيه" (forwardable introduction email) والتّي سنتعرّف على طريقة كتابتها والمغزى منها في هذا المقال. لماذا الرسائل التعريفية القابلة لإعادة التوجيه؟مثلما سبق وأن كتب رجل الأعمال الأمريكي فرد ولسن في وقتٍ سابق، فإنّ المُوافقة الثًنائية أو ما يُعرف بـ "double opt-in” هو الطريقةُ المُعتادة المتّبعة للتّعريف بالمؤسّسات والشّركات (يعني أن يُوافق الطّرفان على القيام بالأمر). افرِض أنّ مؤسّس شركةٍ ناشئة طلب مني أن أعرّفه على مستثمرين أو عملاءَ محتملين، حتّى إن كنت أعرف ذلك العميل أو المستثمر جيّدًا، فإنه لا يمكنني أن أُعرِّف بالمؤسّسة على نحو جيّد إلا بعد أن أعرف أولًا إن كان الطرف الآخر (الذي سأرسل له رسالة تعريفٍ بالمؤسّسة) مهتمًا بالأمر ولديه الوقت للتّواصل أم لا. ولمعرفة ذلك أرسل له بريدًا إلكترونيًّا. لكنّ كتابة رسالة إلكترونية من الصِّفر يستهلك وقتًا. سيتوجّب عليّ شرح المشروع التّجاري، وشرح أهمّية التّواصل مع المؤسّسة، وشرح القليل عن المؤسّس...الخ. سيستهلك كل بريدٍ إلكتروني 10 دقائق من وقتي إن كنت سأعمل على هذا النّحو. الرسائل القابلة لإعادة التوجيه تقلّل الجهد الذي سأبذله. لأنّ المؤسّس يشرحُ عمله والسبب الذي كتب الرسالة التعريفيّة لأجله. كلّ ما عليّ فعلهُ هو النّقر على على زرّ تمرير الرّسالة، إضافة جملة أو اثنتين عن تجربتي في التعامل مع الشركة ومؤسّسها، ثم إرسالُها. هيكل ونمط كتابة الرسائل القابلة لإعادة التوجيهطريقة كتابة الرسالة التعريفيّة وهيكلتها أمرٌ مهم، وإذا لم تقم به بشكلٍ صحيح سيضيف هذا عبئًا إضافيًّا على من سيعيد توجيه الرّسالة الإلكترونية. الفكرةُ في الأساس أن تجعله يتجنّب النسخ واللصق وتعديل الرّسالة . باختصار، البريد الإلكتروني القابل لإعادة التّوجيه يجب أن يكون مكتوبًا بطريقةٍ موجّهةٍ للمستلم النّهائي. إليك مثالًا يوضّح الفكرة: (لاحظ أنّه مجرّد مثالٍ فقط وتليه التّرجمة للتوضيح) From: krystle @ getbentobox.com To: alex.iskold @ techstars.com Subject: Intro to Danny Meyer at USHG for Bento Box Body Alex, thank you for passing this note to Danny Danny Bento Box (Techstars ’15) is building a digital operations platform for restaurants starting with mobile friendly web sites & marketing tools. Here is our Demo Day Pitch http://bit.ly/BentoBoxDemoDayPitch We now have over 100+ top NYC restaurants as customers including most of the Union Square Hospitality Group, Meatball Shop, Breslin, etc. The restaurants on the platform are seeing significant increase in conversion and reservations. We’ve been growing across our key metrics 30% MoM and are now expanding to Boston and Portland I’ve been a follower and admirer of yours for years, and I would love to get your feedback on our business Thank you Krystle لما وصلتني هذه الرّسالة، نقرت على زر إعادة تمرير الرّسالة وأضفت بضعة أسطر فوقها (الرسّالة تليها التّرجمة للتّوضيح): Danny Krystle graduated Techstars NYC program in April. She is a deeply passionate and knowledgable founder. I highly recommend her and the team and hope you can find the time to connect. Please see more about her business and ask below Alex عندما يستلم "داني" البريد الإلكتروني، سيكون الأمر واضحًا له: سيفهم أنّ هذا البريد الإلكتروني عبارة عن طلب للتّعرف عليه والحديث معه.يستطيع رؤية اسم الشركة في حقل العنوان بوضوح.سيكون من السّهل إيجاد هذه الرسالة لاحقًا، لأنّ العنوان مميّز.يستطيع رؤية ملاحظاتي في أعلى الرسالة.بإمكانه قراءة المزيد عن الشركة وأن يسأل عنها في أسفل الرسالة.يمكنه الرّد بالقبول أو الرّفض اعتمادًا على الأمر.إذا تمّ القبول يمكنني أن أعيد توجيه البريد الإلكتروني لكريستل وتكون مهمّتي في تعريف الطّرقين قد كُلّلت بالنّجاح.إذا تمّ الرّفض، يمكنني إرسال الرّد بالرفض إلى الرسالة الأصلية التي أرسلتها كريستل.باتّباع الطريقة السليمة لكتابة البريد الإلكتروني القابل لإعادة التوجيه ستُقلّل الجهد الذي سيبذله الموكّل بإيصال الرسالة. وستجعل الرسائل التعريفيّة أكثر فاعليّة. جرّب هذه الطّريقة وأخبرنا بالنتائج. وإن كان لديك نصائح حول كتابة البريد الإلكتروني القابل لإعادة التوجيه فسنسعد بمعرفتها. ترجمة –وبتصرف- للمقال How to write a forwardable introduction email لصاحبه Alex Iskold. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
- بريد إلكتروني
- (و 5 أكثر)