اذهب إلى المحتوى

مقدمة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI


هدى جبور

لقد انتقل الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI من مجرد كلمة طنانة في الصناعة إلى واقع ملموس يسود كافة مجالات الحياة ويتقدّم بوتيرة سريعة. يُقدم هذا المقال نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يشكل مفهومًا أساسيًا لفهم التقنيات الحديثة وتطبيقاتها، ويستكشف التطور الحاصل للذكاء الاصطناعي وقدراته الحالية والاعتبارات الأخلاقية المرتبطة به. ويُختتم المقال بتقديم رؤى حول مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي ومناقشة تأثيره المحتمل على حياتنا اليومية.

التطوّر التاريخي للذكاء الاصطناعي

تساعدك معرفة التطور التاريخي للذكاء الاصطناعي على فهم الذكاء الاصطناعي التوليدي بصورة أفضل ومعرفه دوره ومساهمته في مسيرة تطور علم الذكاء الاصطناعي بشكل عام.

تعود أصول الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence أو اختصارًا AI إلى الفلاسفة والرياضيين القدامى الذين سعوا إلى تنفيذ الاستدلال أو المنطق من خلال الآلة. لكن وضع أساسيات ومبادئ الذكاء الاصطناعي الحديث بدأ في القرنين التاسع عشر والعشرين، وتجسد في الجبر البولي لجورج بول George Boole ومفهوم آلات التفكير Thinking machines التي وضعها آلان تورينج Alan Turing.

وفي عام 1943، قدم وارن ماكولوخ Warren McCullouch ووالتر بيتس Walter Pitts أول خلية عصبية اصطناعية AI neuron، التي تعد تمثيلًا رياضيًا للخلية الحية. وقد كان هذا بدايةً لمفهوم الشبكات العصبية Neural networks، التي أصبحت اليوم جوهر الذكاء الاصطناعي الحديث.

في عام 1950، قدم آلان تورنج ورقة بحثية بعنوان "آلات الحوسبة والذكاء Computing Machinery and Intelligence"، حيث اقترح اختبارًا لذكاء الآلة. وهذا الاختبار لتورنج لا يزال يُستخدم اليوم كوسيلة للتفكير في تقييم أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقد ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في عام 1956 خلال مشروع بحثي في دارتموث حول الذكاء الاصطناعي Dartmouth Summer Research Project، ومن هنا كانت بداية أبحاث الذكاء الاصطناعي، فقد شهدت هذه الفترة الزمنية العديد من الاكتشافات التي أدت إلى انتعاش في مجال الذكاء الاصطناعي في الستينيات، ودعمتها تمويلات من وزارة الدفاع الأمريكية من أجل استثمارها في التطبيقات العسكرية. وتوقعت شخصيات بارزة حينها مثل هربرت سايمون Herbert Simon ومارفن مينسكي Marvin Minsky أن الآلات الذكية ستتمكن من الوصول لمستوى الذكاء البشري في غضون جيل واحد. ومع ذلك، ثبت أن تعقيدات الذكاء الاصطناعي كانت أكبر من المتوقع، مما أدى إلى تقليل التمويل والبحث، مما أدى إلى ما يعرف باسم "شتاء الذكاء الاصطناعي AI winter".

لاحقًا شهدت فترة الثمانينات عودة الاهتمام بأبحاث الذكاء الاصطناعي بفضل النجاح التجاري الذي حققته الأنظمة الخبيرة Expert Systems أحد أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتي تعد عبارة عن أنظمة مبنية على قواعد تُقلد الاستدلال البشري. ووجدت هذه الأنظمة النور في قطاعات متنوعة، بما في ذلك الرعاية الصحية والتمويل. ومع ذلك كانت هذه النهضة مؤقتة، حيث بدأ "شتاء الذكاء الاصطناعي" الآخر عام 1987.

خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبحت تقنيات تعلم الآلة Machine Learning سائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد أتيحت كمية كبيرة من البيانات الضخمة وشكلت شُعلةً لبداية ازدهار التعلم الآلي. فبخلاف الأنظمة التقليدية المبنية على قواعد محددة لتعمل، تُميّز خوارزميات التعلم الآلي الأنماط التي تتضمّنها البيانات من تلقاء نفسها، وهذا ما أدى إلى تطوير مجموعة من التطبيقات مثل مُرشحات البريد الإلكتروني المزعج Email spam filters وأنظمة التوصية المستخدمة في مواقع مشهورة مثل Netflix وأنظمة التنبؤ المالي وتوقع أسواق الأسهم. وقد حوّلت تقنية التعلم الآلي تركيز الذكاء الاصطناعي من الأنظمة المبنية على القواعد إلى الأنظمة المبنية على البيانات.

مع حلول عام 2012 طرأ تحول كبير على الذكاء الاصطناعي فقد تحسنت قدرات الحواسيب وتطورت المعالجات CPU ووحدات معالجة الرسومات GPUs من جهة، كما توفرت البيانات وتطورت خوارزميات الشبكات العصبية، وهذه العوامل مجتمعة أدت إلى ظهور التعلم العميق Deep Learning كفرع من التعلم الآلي. وقد تفوق التعلم العميق بسرعة على تقنيات التعلم الآلي الأخرى، مما أدى إلى نهضة في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وزيادة في التمويل الممنوح له فمع حلول عام 2022، وقد بلغت الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي حوالي 91 مليار دولار، وزاد الطلب على مختصي الذكاء الاصطناعي في سوق العمل.

وقد بلغت تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعتمدة على التعلم الآلي ذروتها في الوقت الحالي وطبقت في مختلف المهام بدءًا من المهام البسيطة كترشيح الرسائل المزعجة إلى المهام المعقدة كالمركبات ذاتية القيادة وأدوات التشخيص الطبي، كما ظهر تخصص فرعي للتعلم الآلي عرف باسم الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI وأثبت كفاءته في العديد من التطبيقات وأبرزها كتابة المحتوى النصي وتوليد الصور ومقاطع الفيديو والأصوات، وفي فقراتنا التالية سنشرح المزيد حول هذا الفرع الحديث وآلية عمله.

ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

يستخدم المُهندسون أدوات وتقنيات متنوعة لتدريب خوارزميات التعلّم الآلة والذكاء الاصطناعي على البيانات للحصول على نماذج Models يمكنها إجراء توقعات أو تصنيفات. على سبيل المثال، يمكن لنموذج مُدرّب على مجموعة بيانات تحتوي على صور للقطط والكلاب التفريق بينهما بناءً على أنماط تعلمتها الخوارزمية خلال التدريب.

تَخدم نماذج التعلم الآلي تطبيقات متنوعة بما في ذلك أنظمة الأمان التي تراقب تسجيلات الفيديو التي تسجلها الكاميرات وتكتشف وجود محاولات اقتحام محتملة من خلال تحليل بيانات الفيديو، كما يُمكن للمساعدين الصوتيين مثل سيري Siri وأليكسا Alexa معالجة الكلام والرد على استفسارات المستخدمين، وتعمل المركبات ذاتية القيادة على تتبع واكتشاف الكائنات واتخاذ القرارات أثناء القيادة، وفي قطاع الرعاية الصحية تُستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لاكتشاف التشوهات في الصور الطبية، بالإضافة إلى العديد من الاستخدامات الأخرى.

دعونا نُطلق على هذا المجال اسم "الذكاء الاصطناعي التقليدي" أو "تعلم الآلة التقليدي" وذلك نظرًا لاستخدامه الشائع فهذا النوع من الذكاء الاصطناعي يمكنه تصنيف أو توقّع المحتوى، حيث يأخذ دخلًا وينتج خرجًا. مثلًا يمكنه تحديد ما إذا كانت الصورة (دخل) تحتوي على قطة أو كلب (أي قرار يُمثل الخرج) أو تحديد أفضل مسار إلى الوجهة (كما في تطبيقات الخرائط) أو تقدير احتمالية وجود ورم في صورة الأشعة السينية.

أما الذكاء الاصطناعي التوليدي -والذي يُعتبر فرع من فروع تعلّم الآلة- فهو يستخدم الشبكات العصبية لإنشاء محتوى جديد كليًا. إذ تُدرّب هذه النماذج على مجموعات بيانات كبيرة مثل الصور ومقاطع الفيديو والصوت أو النصوص، وتكتشف الأنماط التي تُشكّل هذه الأشياء وتتعلّم منها، بالتالي يمكن لهذه النماذج بعد التدريب إنشاء محتوى جديد استنادًا إلى ما تعلمته خلال مرحلة التدريب. وتفيد نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجالات عديدة مثل نماذج إنشاء الصور مثل DALL-E التابعة لشركة OpenAI والذي تعتمد على مجموعات ضخمة من الصور لتوليد صور جديدة، ونماذج إنشاء النصوص مثل ChatGPT التابعة لنفس الشركة الذي يولد نصوصًا جديدة بالاعتماد على مجموعات هائلة من النصوص التي دُرّب عليها.

يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي صياغة مجموعة واسعة من أنواع المحتوى، حيث يمكن لنماذج توليد الصور إنشاء صور متنوعة أو حتى إنشاء لوحات فنية تُحاكي لوحات فنانين أو حركات فنية محددة، وبالمثل يمكن لنماذج النصوص تقليد كُتّاب معينين أو أنواع معينة من الكتابة، وهذا ما ينتج عنه نصوص فنيّة وإبداعيّة أو حتى إنشاء شيفرات برمجية في لغات برمجة متنوعة كما يفعل نموذج CodeLlama.

قد يبدو الاطلاع على نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لأول مرة أمرًا ساحرًا، إذ يبدو وكأنها تُخرج المحتوى المطلوب من اللاشيء. يمكن أن تطلب من نموذج توليد النصوص كتابة قصيدة أو قصة، أو من نموذج توليد الصور إنشاء لوحة فنية أو صورة، تجربة خيالية أليس كذلك؟

خذ الأمثلة التالية:

أُنشئِت الصور التالية باستخدام DALL-E، وهو نموذج لتوليد الصور. طُلب من النموذج "إنشاء صورة لمدينة مزدحمة من عصر النهضة تسكنها حيوانات مجسمة". لاحظ التفاصيل المعقدة مثل الهندسة المعمارية المزخرفة والأنواع المختلفة من الحيوانات وفي أقل من دقيقة، أنتج النموذج صورتين فريدتين، لكل منهما أسلوب مميز.

صورة1 مولدة باستخدام نموذج DALL-E

 

صورة2 مولدة باستخدام نموذج DALL-E

إن نماذج إنشاء النص لا تقل دهشة عن نماذج إنشاء الصور فقد أُنشئ النص التالي بواسطة بوت المحادثة ChatGPT، وهو نموذج لتوليد النص. طُلب من النموذج "إنشاء فقرة واحدة عن قطة منزلية تعيش في عالم ما بعد نهاية العالم" وهذا ما أنتجته:

اقتباس

في عتمة الليالي المتوارية وبين أنقاض ماضٍ مليء بالصمت، تتجول قطة منزلية بفضول لا يلين في عالم ما بعد نهاية العالم. فقد تأقلمت تلك القطة الناجية ببراعة مع هذا الواقع الجديد، حيث تجولت بين أطلال المباني السابقة، وعلى رغم أن الشوارع الآن فارغة من الحياة البشرية، لا تزال تحمل في عينيها لمسات الفضول والحيوية. تتسلق الأنقاض برشاقة، تفتش بين أشلاء الماضي بحثًا عن أي نبرة من الحياة السابقة، ومع كل خطوة تكتشف آثاراً تروي حكايات لا يمكن لأحد أن يسمعها سواها. هكذا، تمثل تلك القطة الوحيدة مارست الصمود في هذا العالم المهجور، حاملةً معها رمزًا صامدًا للحياة في مواجهة النهاية.

كيف تعمل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

ظن البشر لفترة طويلة أنهم هم وحدهم مصدر الإبداع الفني وأن كتابة القصص أو تأليف الموسيقى أو غيرها من الأعمال الإبداعية سمات إنسانيّة فريدة يصعب تكرارها أو محاكاتها. لكن أظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي في يومنا هذا خلاف ذلك فقد تمكنت هذه النماذج من إنشاء محتوى لا يُمكن تمييزه عن المحتوى في كثير من الأحيان عن المحتوى الذي ينتجه الإنسان، وهذا يطرح سؤالًا: كيف تعمل هذه النماذج؟ إليك شرحًا مفصلًا يوضح لك آلية عملها:

تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على مجموعات بيانات كبيرة وتتعلم منها الأنماط والعلاقات بين البيانات، مثلًا يتعلم نموذج توليد النصوص العلاقات السياقية والدلالية للكلمات، بينما يتعلم نموذج توليد الصور العلاقات البصرية بين البكسلات وبعدها تستخدم النماذج هذه الأنماط التي تعلمتها لإنشاء محتوى جديد.

إليك تشبيهًا مبسطًا يوضح كيف ينتقل نموذج توليد النصوص من المرحلة التدريبية إلى مرحلة الإنتاج.

تخيل متدربًا يتعلم الطهي عن طريق دراسة وصفات الطهي، ولذلك يُطلب منه دراسة كتاب طهي يحتوي على مجموعة متنوعة من الوصفات التي تتدرّج في المستوى من البسيطة إلى الصعبة. يتعلّم المُتدرّب أثناء دراسته للوصفات العلاقات بين المكونات وتعليمات الطهي وكلما درس المزيد من الوصفات زادت الأنماط التي تعلّمها. وهنا يبدأ في بناء نموذج عقلي لعملية الطهي.

3

لقد لاحظ أن ذكر "الشوكولاتة" و"السكر" غالبًا ما يتبعه عملية الخبز. ولاحظ أيضًا أن مصطلحات مثل "الغليان" غالبًا ما يتبعها مكونات مثل "الماء" أو "المعكرونة". كما يساعده معلمه أيضًا على التعلّم من خلال مطالبته بتوقّع ما سيأتي بعد ذلك في الوصفة ويتحقق المُعلّم من توقعاته ويعاقبه على الخطأ في الوصفات ويكافئه على جودتها. تعمل هذه العملية التكرارية للتوقّع والتصحيح ولعدد كبير جدًا من الوصفات، على تحسين فهمه وزيادة دقة تنبؤاته.

وأخيرًا وبعد كل هذا التدريب يطرح المُعلّم تحدّيًا أخيرًا: "اصنع وصفة جديدة لكعكة الشوكولاتة". يستلهم المُتدرب من جميع الوصفات التي درسها، ومن فهمه الدقيق لعملية الطهي، لإنشاء وصفة جديدة. قد تكون الوصفة الناتجة حديثًا مستوحاة من الوصفات السابقة، ولكنها تمثل إبداعًا فريدًا من نوعه.

تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية بطريقة مماثلة، وتُمنح إمكانية الوصول إلى مجموعات بيانات كبيرة مثل الصور أو مقاطع الفيديو أو الصوت أو النص، وتتعلّم الأنماط والعلاقات بين البيانات وتستخدم هذه المعرفة لإنشاء محتوى جديد.

هذا بالطبع شرح مبسط بمفردات مفهومة ليساعدك على فهم كيفية عمل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، لكن العملية الفعلية أكثر تعقيدًا بالطبع وتتضمن حسابات وخوارزميات رياضيّة معقدة. ومع ذلك، يظل المبدأ الأساسي كما هو: تتعلم هذه النماذج أنماطًا من البيانات، وتستخدم هذه المعرفة لإنشاء محتوى جديد.

المفاهيم الخاطئة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي

تظهر قدرات النماذج التوليديّة للذكاء الاصطناعي بوضوح في المحتوى الذي تنتجه، وهذا ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تصوّرات خاطئة حول تصميمها وقدراتها. دعونا نتناول بعض هذه الافتراضات الخاطئة.

هل أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مُدركة أو واعية؟

بالطبع لا. هذه النماذج لا تُفكر ولا تشعُر وتفتقر إلى فهم للمحتوى الذي تُنتجه أو البيئة المحيط بها. إنها ليست مُدركة لذاتها أو لبيئتها المحيطة فهي تشبه آلة إنتاج الخبز ولاتتضمّن أي ترتيب هندسي أو معماري مُشابه للوعي الذاتي. وبالرغم من أن هذه النماذج تُنتج محتوى يبدو ناتجًا عن إدراك للذات إذا توفّرت له الإرشادات والمعايير الصحيحة، ولكن هذا مجرد انعكاس للبيانات التي تدرّبت عليها -بعبارة أخرى، إنها تحاكي ما تتعلمه لكنها لا تعيه ولا تدركه.

هل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليديّة خالية من التحيّز؟

لا قطعًا. تُدرّب هذه النماذج على كميات هائلة من البيانات التي أنشأها البشر. يأتي الكثير من هذه البيانات من الإنترنت، وكما نعلم فشبكة الإنترنت تتضمّن الكثير المعلومات الخاطئة والسلبية. وبما أن هذه النماذج تُدرّب على هذه البيانات، فإنها بلاشك تعكس محتواها سواءًا أكان إيجابيًّا أم سلبيًّا. وبالتالي فإن الاعتماد الكامل على هذه النماذج يشبه الثقة بالأشخاص المجهولين على الإنترنت. قد تكون المعلومات التي يقدمونها صحيحة، ولكن من الحكمة أن تكون متحفظًا على ما تستقيه منهم من معلومات.

ملاحظة: يشير مصطلح التحيّز Bias في سياق الحديث عن المعلومات التي تولّدها أو تنتجها نماذج الذكاء الاصطناعي إلى فكرة ميل إجاباتها لأفكار أو منطق أو اتجاهات معينة. مثلًا، قد تُنتج النماذج المُدرّبة على نصوص تتضمّن تحيزات عنصرية أو عرقية (مثل التمييز بين البيض والسود)، إجابات عنصرية.

هل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليديّة دقيقة؟

الإجابة هي نعم ولا، ففي بعض الحالات قد تكون إجاباتها دقيقة ومحكمة، وفي بعض الأحيان قد تكون إجاباتها مُضللة وخاطئة. في الواقع هذه النماذج مُصابة بما يُسميّه الباحثون "الهلوسة"، أي أن هذه النماذج من الممكن أن تُعطيك إجابات من وحي الخيال وربما خاطئة تمامًا، لكن تُقدّمها بطريقة مُقنعة للغاية. هذا درس تعلمه بعض الأشخاص بطريقة صعبة. وبالنتيجة يجب عليك دائمًا أن تتحقق من المعلومات التي تنتجها نماذج الذكاء الاططناعي التوليدية من مصادر موثوقة.

هل سيحل الذكاء الاصطناعي مكان عملي؟

في الواقع الجواب قد يكون نعم للأسف! فهذا يعتمد على مهنتك ودورك في العمل. فكما فقد الأشخاص الذين كانوا يعملون في إضاءة الشوارع وإشعال الفوانيس عند الغسق وإطفائها عند الفجر في القرن السادس عشر عملهم عند اختراع الكهرباء والمصباح الكهربائي، وكما ألغت السيارات وجود العربات التي تجرُّها الخيول، قد تلغي نماذج الذكاء الاصطناعي بعد فترة وجيزة كثيرًا من المهن الحالية لكنها بكل تأكيد ستحمل معها وظائف جديدة في ذات الوقت.

قد يُقلل الذكاء الاصطناعي من حجم العمالة في بعض المهام، مما يسمح لعدد أقل من الأشخاص بإنجاز المزيد. إذًا ومما لا شك فيه سينتج الذكاء الصناعي أيضًا وظائف جديدة تتطلب مهارات جديدة، مثل مجال هندسة النصوص المُدخَلة Prompt engineering الناشئ. فقد أظهر التاريخ دائمًا أن التغيير هو الثابت الوحيد والتكيّف مع هذا التغيير المستمر هو المفتاح لمواصلة النجاح.

لقد تناول هذا القسم مجرد معلومات سطحيّة فيما يتعلق بالاعتقادات الخاطئة السائدة حول الذكاء الاصطناعي التوليديّ، وسنناقش في الفقرات التالية أبرز المخاوف والتحديات المرتبطة بهذا العلم الحديث.

ما هي المخاوف الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟

تُضخّم تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج المحتوى المعضلات الأخلاقية الحالية وتُدخل أخرى جديدة. دعونا نستكشف بعض هذه المخاوف بشكل أكبر.

الأمن السيبراني

يمكن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لتجاوز الاختبارات الآلية CAPTCHA وتدابير الأمان الأخرى، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة في هجمات الأمن السيبراني. كما يمكن أيضًا استخدامها لإنشاء مابُسمّى بالتزييف العميق deepfakes، وهي وسائط اصطناعية (صور، فيديوهات، أصوات) تظهر وكأنها حقيقية وغير مُزيّفة، وذلك باستخدام تقنيات التعلم العميّق. قد يؤدي ذلك إلى نشر المعلومات الخاطئة وقد تُستخدم قدرة هذه النماذج على إنشاء شيفرات برمجية في مجموعة واسعة من لغات البرمجة لأداء عمليات الاختراق تلقائيًا بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

التحيّز والتمييّز

ستؤدي نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تبني التحيزات الاجتماعية الموجودة في بيانات التدريب، مما يؤدي إلى إنتاج نتائج غير عادلة أو تمييزية، بالتالي سيؤدي إلى حلقة راجعة إن لم يُعالج، حيث تُستخدم النتائج المُتحيّزة كبيانات تدريب للنماذج المستقبلية مما يُعزز التحيّز أكثر. وبالتالي فإن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في اتخاذ قرارات تؤثر في حياة الناس، مثل السياسات العامة والتوظيف أو العدالة الجنائية، يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير عادلة أو تمييّزية.

المعلومات الخاطئة والأخبار الزائفة

يمكن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء أخبار زائفة أو دعاية أو أشكال أخرى من المعلومات على نطاق غير مسبوق. يمكن استخدام ذلك للتأثير على الرأي العام أو لتوجيه الانتخابات أو حتى لحث العنف. تتزايد هذه المخاوف عند الجمع بينها وبين التزييف العميق الذي تحدثنا عنه منذ قليل.

الخصوصية

يمكن تدريب النماذج المُقدمة من البائع على أي من البيانات العامة أو الخاصة أو كليهما، وقد يؤدي استخدام البيانات الخاصة في تدريب النماذج -مثل السجلات الطبية- إلى كشف هذه النماذج عن غير قصد عن معلومات حسّاسة. من ناحية أخرى يمكن استخدام البيانات العامة -مثل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي- لاستنتاج معلومات خاصة عن الأفراد، وبالتالي انتهاك الخصوصية أو حتى الابتزاز.

الملكية الفكرية

يتجاوز الذكاء الاصطناعي التوليدي النظام القانوني ولايتقيّد به، وهذا ما يُثير تساؤلات حول الملكية الفكرية وحقوق المحتوى الذي يُنتجه الذكاء الاصطناعي. يُشكل ذلك قلقًا خاصًا بالنسبة لمُنشئي المحتوى الإبداعي، مثل الفنانين، والموسيقيين، والكتّاب الذين يعتمدون على إبداعاتهم الفريدة.

فقدان الطابع الإنساني

يُستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في وقتنا الحالي بكثرة، ويستمر في استبدال بعض الوظائف التي تتضمّن تفاعلات بشرية. تحل روبوتات الدردشة الآلية حاليًا محل مُمثلي خدمة العملاء، ومن المرجح أن تستمر هذه الاتجاهات في مجالات أخرى. يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الطابع الإنساني في التفاعلات البشرية، مما قد يؤدي إلى تقليل التعاطف والشفقة.

السلامة والموثوقية

يثير استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التطبيقات الحيوية، مثل المركبات ذاتية القيادة وتشخيص الأمراض الطبية والتطبيقات العسكرية مخاوف حول السلامة والموثوقية. إذ يمكن أن تؤدي النتائج غير المتوقعة إلى وقوع حوادث أو إصابات أو حتى خسائر في الأرواح. لهذا يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التطبيقات المهمة دراسة متأنية واختبارات مكثّفة لضمان سلامة مستخدميه.

الشفافيّة والمساءلة

غالبًا ما تكون نماذج الذكاء الاصطناعي صناديق سوداء، مما يصعب فهم كيفية عملها أو لماذا تتخذ قرارات معينة. كما تنتج هذه النماذج نتائج مختلفة لنفس المُدخلات، مما يجعل من الصعب توقّع سلوكها. وهذا يطرح تساؤلًا مهمًا من المسؤول عندما يرتكب نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي خطأً ما؟ وكيف يمكننا ضمان استخدام هذه النماذج بطريقة مسؤولة؟ هذه أسئلة تحتاج إلى دراسة وبحث متأنيين.

هذا القسم يُلامس فقط بعض الأمور السطحية المتعلّقة بالمخاوف الأخلاقية المحيطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي. وإدراك هذه المخاوف أمر بالغ الأهمية لفهم تأثير التقنية على حياتنا.

حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي

لنستكشف بعض الصناعات وحالات الاستخدام المختلفة حيث يُطبّق الذكاء الاصطناعي التوليدي أو لديه الإمكانية للتطبيق.

القطاع التقني

أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي إضافة لا غنى عنها لسير العمل في تطوير البرمجيات. يُستخدم في إنشاء وشرح الشيفرات البرمجية والاختبارات التلقائية وتوثيقات الشيفرات البرمجية وتحديث الأنظمة القديمة. كما يُستخدم أيضًا في مجموعة من تطبيقات الأمان السيبراني مثل القرصنة الآلية واكتشاف البرامج الضارة واكتشاف التسلل واكتشاف الثغرات الأمنية.

القطاع المالي

يكتسب الذكاء الاصطناعي التوليدي قوته من كميات كبيرة من البيانات، مما يجعل القطاع المالي الغني بالبيانات مكانًا طبيعيًا لتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي. يمكن استخدامه لأتمتة التحليل المالي وتقليل المخاطر وتحسين العمليات. يمكن أيضًا استخدامه لإنشاء محتوى مثل الملخصات وتحويل النص إلى رسوم بيانية.

التجارة الإلكترونية

يُستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين مشاركة العملاء وكفاءة العمليات في مجال التجارة الإلكترونية. حيث يمكنه توفير معلومات فورية وحديثة حول سلوك العملاء وتفضيلاتهم، ثم استخدام هذه المعلومات لتعزيز وتحسين تجربة التسوّق الشاملة للعملاء. كذلك نستطيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء روبوتات الدردشة والوكلاء الافتراضيين الذين يعملون كمُمثلين لخدمة العملاء يعملون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. يمكن للذكاء الصناعي أيضًا إنتاج وتحديث أوصاف المنتج والمحتوى التسويقي.

الرعاية الصحية

يُطبق الذكاء الاصطناعي التوليدي على مجموعة واسعة من حالات استخدام الرعاية الصحية، بما في ذلك التصوير الطبي واكتشاف الأدوية ورعاية المرضى والتنبؤ بتطور الأمراض. يُستخدم لتحليل الصور الطبية واكتشاف الشذوذ وتوقّع تقدم الأمراض. يُستخدم أيضًا لاكتشاف أدوية وعلاجات جديدة وتحسين رعاية المرضى.

التعليم

يُستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لأتمتة عمليات اكتشاف الانتحال وإنشاء مشاكل للتدرّب على حلّها وتقديم تغذية راجعة أو تعليقات لهم. يمكن أن يُستخدم أيضًا لإنشاء تجارب تعليميّة مُخصصة مثل المعلمين الافتراضيين وإنشاء محتوى تعليمي. هذا يؤدي إلى إمكانية حدوث تحوّل كبير في الطريقة التي يتعلم بها الطلاب ويتفاعلون مع المحتوى.

صناعة السيارات

يُستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين تصميم المركبات وعمليات الهندسة والتصنيع وتطوير المركبات ذاتية القيادة. تستفيد شركات مثل تويوتا ومرسيدس وبي إم دبليو من الذكاء الاصطناعي لتسريع سير العمل وتحسين الإنتاجية ودفع الابتكار.

الترفيه ووسائل الإعلام

يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يُحدث تحوّلًا جذريًا في صناعة الترفيه إذ يمكن استخدامه في إنشاء المحتوى النصي والموسيقى والأفلام وألعاب الفيديو. يمكن أن يعزز أشكال الترفيه الحالية ويخلق أشكالًا جديدة. إلا أنّه يثير أيضًا مخاوف أخلاقية كبيرة، مثل سوء الاستخدام وقضايا حقوق الملكية الفكرية.

المجال القانوني

وجد الذكاء الاصطناعي التوليدي مجموعة من التطبيقات في القطاع القانوني كمراجعة العقود والبحث القانوني. يُمكن أن يُمكّن المحترفين القانونيين من التركيّز على المهام عالية المستوى، من خلال أتمتة المهام المستهلكة للوقت والمتكررة.

بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يوفّر الوقت والجهد إلا أن إمكانيته لإنتاج معلومات مزيفة تتطلب اعتبارًا ورصدًا دقيقين.

التخطيط العمراني

للذكاء الاصطناعي التوليدي مجموعة واسعة من حالات الاستخدام في التخطيط الحضري، بما في ذلك تحسين تدفق حركة المرور وتحسين الاستعداد للكوارث وتحسين النمو المستدام وتعزيز إمكانية الوصول والسلامة في الأماكن الحضرية. واليوم تقدم شركات مثل Digital Blue Foam أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتخطيط الحضري.

الزراعة

يُظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي الكثير من الأمل في العمل الزراعي وقطاع الزراعة. يمكن استخدامه لتحسين إنتاجية المحاصيل وتقليل استخدام المبيدات الحشرية ومنع الخسائر في المحاصيل وحتى تصميم البروتينات النباتية. هذا يمكن أن يساعد في ضمان الأمن الغذائي والحد من الأثر البيئي.

العلوم البيئية

يُستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في العلوم البيئية كنمذجة تغيّر المناخ ومكافحة التلوّث. كما يُستخدم أيضًا لتحليل البيانات البيئية والتنبؤ بالتغيرات البيئية والمساهمة بالمعلومات التي يمكن استخدامها في صياغة وتطوير السياسات البيئية. من جانب آخر هناك جانب مظلم يُسقطه الذكاء الاصطناعي التوليدي خاصة عند تدريب النماذج الكبيرة، مثل النفايات الإلكترونية واستهلاك طاقة والموارد (إذا لم تكن هذه الطاقة مأخوذة من مصادر مستدامة، قد يكون لها تأثير سلبي على البيئة) ويعتبر ذلك مصدر قلق متزايد يجب معالجته من أجل ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءًا من مستقبل مستدام.

كيف يبدو مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

رغم أن مستقبل التقنية المتعلق بتطوّر الذكاء الاصطناعي التوليدي غير واضح تمامًا حتى اليوم، إلا أن تقدمه الملحوظ والمستمر بما يُقدّمه من نماذج وتطبيقات جديدة يشير إلى أهمية هذا المجال وديمومته. إذ يُظهر الواقع الراهن في هذا المجال أنه يمكننا استنتاج بعض الأفكار حول اتجاهات الذكاء الاصطناعي التوليدي في المستقبل. لذلك يمكننا أن نتأمل ونبني توقعاتنا حول المسار المستقبلي المحتمل للذكاء الاصطناعي التوليدي، ونتوقع أنه سيشهد المزيد من التحسينات على النتائج التي سيولدها، فقد تمكنت نماذج النصوص والصور والصوت والفيديو بالفعل من إنتاج محتوى يشبه إلى حد كبير ما يُنتجه الإبداع البشري ويتوقع أن تزداد جودة ودقة المحتوى في المستقبل القريب.

لكن هناك بعض المعوقات التي تقف في وجه هذا التطوّر، مثل التكاليف المرتفعة والمتطلبات العتاديّة التي تحد من توفر هذه النماذج وتطورها. طبعًا يمكننا استخدام نماذج أصغر وأقل قوة يمكنها أن تعمل على أجهزة محمولة معينة إلا أن ذلك يؤثر على أداءها وقوتها وتبنيها، لذا يمكننا أن نتوقع وجود توجهات تعالج هذه القضايا كتصميم الأجهزة والنماذج بطريقة تجعل الوصول أكثر انتشارًا وأوسع نطاقًا.

من ناحية أخرى يُرجّح أن يصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر تفاعلية، وذلك من خلال استجابة النماذج لتعليقات المستخدمين والتكيّف مع تفضيلاتهم وحتى التعلّم من تفاعلاتهم معها. يتيح ذلك تجارب أكثر تخصيصًا ونماذج تلبي التفضيلات الشخصيّة كما يساهم في تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع البرامج والخدمات، حيث تصبح التفاعلات اللغوية هي القاعدة.

تُنشأ حاليًا أنواع مختلفة من المحتوى (كالفيديو والنص) وكل منها تُنتج بسرعات متفاوتة، حيث يظهر النص كأحد أسرع الأشكال، بينما يتطلب الفيديو وقتًا أطول. وهذا يُشير إلى احتمالية ظهور تطبيقات جديدة وفريدة لاسيما عندما تكون نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي قادرة على إنشاء محتوى في الزمن الحقيقي.

يُعتبر دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي من ناحية أخرى في محركات ألعاب الفيديو فكرة رائعة لتعزيز الانغماس والتفاعل مع الألعاب. يمكن لبيئات اللعبة أن تولّد عوالمًا كاملةً ديناميكيًا مع إمكانيّة تعديلها بناءً على سلوك اللاعب، كما يمكن لشخصيات الألعاب الافتراضية التي تشبه الأفراد الحقيقيين لحدٍ ما، أن تُقدم للاعبين تفاعلات فريدة من نوعها وهذا الخروج عن الأساليب التقليديّة يمكن أن يحوّل صناعة الألعاب ويجعلها أكثر تميّزًا.

ومن ناحية التعليّم والتعلّم، قد تظهر أساليب جديدة ومبتكرة تتضمن تفاعل الطلاب مع معلمين رقمييّن يلبون أساليب التعلّم المُخصصة والقابلة للتكيّف مع حاجات الطلاب. هناك إمكانية للطلاب لإجراء محادثات مع تجسيدات افتراضية لشخصيات تاريخية، كما ستتاح إمكانية توفير المعلومات بتنسيقات متنوعة، مثل النص أو الصوت أو الفيديو، وذلك اعتمادًا على التفضيلات الشخصية وبهذا يمكن للطالب اختيار طريقة التعلم التي تناسبه.

ستوفر التطورات في الواقع المعزز Augmented reality والواقع الافتراضي Virtual reality طرقًا جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث من المرجّح أن يصبح كل من الواقع المعزز والواقع الافتراضي أكثر واقعية وانتشارًا، وذلك بفضل قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء محتوى في الزمن الحقيقي ويؤدي إلى توفير أشكال جديدة من الترفيه والفنون، مثل الأفلام التفاعلية.

وفي الختام يمكننا القول أن جودة بيانات التدريب قد تكون العامل المُميّز بين النماذج. قد يتحوّل دور مُنشئي المحتوى التقليدي نحو إنشاء بيانات التدريب وتنظيمها والحفاظ عليها فالحفاظ على بيانات التدريب حديثة وذات صلة بالمجال المُحدّد يمكن أن يضمن بقاء المحتوى المُنشأ ديناميكيًا ودقيقًا وحديثًا. ومن المرجح أن تصبح بيانات التدريب عالية الجودة هي الميزة التنافسية بين نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المختلفة.

خاتمة

تعرفت في مقال اليوم على الذكاء الاصطناعي التوليدي أحد أكثر مجالات الذكاء الاصطناعي السائدة في يومنا هذا والآخذة بالتطور المستمر، والتي بدأت تغير الطريقة التي نتفاعل بها مع البرامج والخدمات. بالطبع لا تزال هذه التقنية في مهدها ولازال هناك العديد من الأسئلة والمخاوف الأخلاقية المرتبطة بها والتي لم توضع لها أجوبة نهائية، لكن هناك شيء واحد يمكننا القول أنه مؤكد وهو أن الذكاء الاصطناعي موجود ليبقى ويُرجّح أن يصبح أكثر انتشارًا في حياتنا اليومية ومن الواجب علينا أن نعي تأثيرات صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي ونفهم هذه التقنية وقدراتها ونستغلها بطريقة نافعة.

ترجمة -وبتصرُّف- للمقال Introduction to Generative AI لصاحبه Ben Lambert.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...