اذهب إلى المحتوى

الترجمة من أمتع المهن التي مارستها والتي أهواها وأحبها كيف وهي فرع من فروع العلم والمعرفة وبها تُنقَل العلوم وتُدَوال بين الناس وتُكسر حواجز اللغة الشائكة، ولست هنا بصدد الحديث عن الترجمة وتعريفها بل سأتحدث عن أدوات ترجمة معينة تساعد المترجم في عمله وترفع من إنتاجيته وتزيد من جودة ترجمته، وأفترض أن قارئ المقال هو مترجم سواءً كان مبتدئًا أو متمرسًا.

كما يملك أي صاحب مهنة حرفية أدواته الخاصة التي تساعده في عمله -مثل معدات الحلاقة للحلاق- فإن للمترجم أيضًا أدوات ترجمة خاصة به التي تساعده في عمله في الترجمة، فسأبدأ بأدوات التحرير الركيزة الأساسية لكل مترجم ثم أنتقل بعدها إلى أدوات أساسية مثل أدوات اللغة والتحويل ثم سأختم بأدوات متقدمة للمترجم وهي أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT tools.

أدوات التحرير

لم يعد المترجم يستخدم الورقة والقلم لترجمة النصوص والمحتوى (رغم وجود قلة من المترجمين يستمتعون بذلك) وأصبح العمل معتمدًا كليًا على الحاسوب ومحرراته النصية لما توفره من سهولة في العمل وسرعة في الكتابة إذ لا ننسى أن صياغة المحتوى النصي الإلكتروني أصبحت الأساس.

أول ما يُذكر المحرر النصي، نذكر أشهر محرر نصي ألا وهو مايكروسوفت وورد، ولكنه برمجية تجارية تحتاج إلى اشتراك بها فتتجه أنظارنا إلى المحررات النصية المجانية والحرة والتي أشهرها ليبرأوفيس رايتر LibreOffice Writer والتي تفي بالغرض وزيادة وتغنينا عن المحرر غير المجاني رغم أنك قد لا تجد واجهة عربية كاملة فيها (يمكن المساهمة بترجمة الواجهة إن أحببت)، فأنا شخصيًا استعمل ليبرأوفيس منذ أكثر من خمس سنوات واستفدت منه بشدة في ترجمة المقالات والكتب وتحرير النصوص.

قد يكفيك محرر نصي بسيط جدًا بعيدًا عن المحررات المتقدمة الشبيهة بمحرر وورد أو رايتر وهنا أذكر محرر كايت Kate النصي الشهير أو المحرر Notepad++‎ الحر والمفتوح المصدر فهي توفر لك مجالًا تكتب فيه النصوص ببساطة بعيدًا عن أي تعقيد آخر، وقد علمت بعض المترجمين المتمرسين الذين يعتمدون على مثل هذه المحررات في الترجمة، وهنا أشير إلى أن الأداة لا تتجاوز عن كونها أداة ويتعلق الأمر كله بمن يستخدم الأداة، وأضرب مثلًا بالحلاق الماهر الذي إن أعطيته أي أداة قص فسيعطيك نتيجة جيدة بينما لن تحصل على مثل تلك النتيجة بأفضل أدوات الحلاقة من حلاق مبتدئ غير متمرس، لذا لا تغتر بالأداة.

قد لا نكتفي بأدوات تحرير النصوص تلك ونضطر إلى الكتابة بصيغ أخرى مثل صيغة ماركداون أو صيغة لاتيك LaTex أو صيغة ميدياويكي MediaWiki (المعتمدة في ويكيبيديا) وهنا إما أن نتعلم استعمال تلك الصيغ ونكتب فيها مباشرة باستعمال محررات النصوص السابقة أو نعتمد على محررات مخصصة تساعدنا في الكتابة بتلك الصيغ مثل محرر تايبورا Typora الذي يُصدِّر إلى الكثير من الصيغ من ضمنها ما ذكر آنفًا، وقد استعملته بكثرة في عمليات التحويل خصوصًا التحويل بين أنواع المحررات النصية مثل التحويل من صيغة مايكروسوفت وورد إلى ليبرأوفيس رايتر وأيضًا التحويل إلى صيغة مارك داون بنسخ النص فيه ليولد لي شيفرة مارك داون.

كل ما سبق كان تطبيقات سطح مكتب تعمل محليًا على الحاسوب دون وجود اتصال بالإنترنت، ولن أنسى ذكر تطبيقات الويب التي تعمل في وضع الاتصال بالإنترنت، إذ تتطلب هذا النوع من المحررات اتصالًا مستقرًا بالإنترنت (رغم أنها تعمل في وضع عدم الاتصال مع بعض الإضافات أو التثبيتات المحلية)، وأشهر هذه المحررات محرر مستندات غوغل أو دوكس Docs من غوغل درايف (الذي أكتب المقالة عبره الآن) وأيضًا تجد حزمة مايكروسوفت أوفيس عبر الإنترنت -تدعى أوفيس 365- ولكنها أقل كفاءة من غوغل درايف بناءً على تجربتي لها إذ تتطلب اتصالًا جيدًا بالإنترنت ولكن من يدري ربما تتحسن بالتدريج، فتطبيقات الويب سريعة التطور والتحسن. توفر أيضًا منصة أنا Ana تطبيق ملاحظات فيه محرر نصي جيد يمكن كتابة النصوص وتحريرها ومشاركتها أيضًا مع مستخدمين آخرين، وما يميز محررات الويب النصية عن غيرها أنها توفر خيار المشاركة والتحرير المشترك وإضافة الملاحظات ومناقشتها وغيرها من الميزات، الأمر الذي يساعد فرق العمل أيما مساعدة خصوصًا فرق العمل التي تعمل عن بعد فهي تعد الخيار الأمثل لهم.

هنالك الكثير من المحررات النصية التي تكون إما تطبيقات مكتبية أو تطبيقات ويب غير التي ذكرتها ولكن ما ذكرته هو المناسب للغة العربية وما جربته بنفسي ومن يدري فقد تظهر أدوات أخرى غيرها، ولكن تبقى أدوات ويكون التركيز على التحرير هو الأساس مهما اختلفت الأداة وتبدلت.

أدوات التحويل

يتعامل المترجم مع مختلف العملاء وسيتعرض إلى متطلبات مختلفة، فهنالك عملاء يشترطون على المترجم تسليم العمل بصيغة محددة مثل أن تكون بصيغة وورد ‎.docs أو بصيغة أوبن أوفيس مثل ‎.odt أو بصيغة كتاب إلكتروني ‎.pdf وقد تجد البعض يطلب صيغًا أخرى مثل تسليم العمل بصيغة مارك داون ‎.md أو ميديا ويكي ‎.wiki أو حتى بصيغة HTML فهل تضيع وقتك في تعلم كل تلك الصيغ؟ بالطبع لا، يلجأ المترجم في مثل هذه الحالة إلى الاعتماد على الكتابة بمحررات وصيغ يعرفها ثم يعتمد على أداة تحويل تحوِّل الملف إلى الصيغة المطلوبة.

تعاملت مع مثل تلك الحالات بكثرة وأشهر ما طُلِب مني تسليم العمل بصيغة مارك داون وبصيغة HTML وبصيغة ميدياويكي واعتمدت في أغلب الحالات على محرر تايبورا Typora (استعمله مع قالب Middle East العربي) الذي يوفر خيارات تصدير كثيرة منها ما ذكرته للتو وصيغ أخرى لم أتطرق لها حتى، واعتمدت بكثرة أيضًا على أدوات تحويل ويب بسيطة مثل موقع دوِّن أو موقع markdowntohtml.com أو stackedit.io التي تتشارك في تحويل النص بسهولة وسرعة من صيغة مارك داون إلى HTML أو pdf أو بالعكس مثل التحويل من HTML إلى ماركداون.

ستتطرق -أثناء العمل- إلى أدوات تحويل أخرى لتحويل الوسائط المرئية المختلفة مثل الصور والفيديوهات والصوتيات إلى صيغ مناسبة لما يطلبه العميل، فمثلًا كنت أحول فيديوهات قصيرة في بعض المقالات إلى صور متحركة gif وفق ما كان يطلبه العميل وأيضًا كنت أحرص على ضغط الصور وتحسينها عبر أدوات مثل tinypng.com حتى يكون المقال الذي أترجمه مناسبًا من ناحية السيو SEO وهو ما كان يعجب العميل بشدة.

أهم ما في الأمر في هذه الأدوات من أدوات الترجمة هو إبداء المرونة مع العميل فقد يطلب العميل تسليم الملفات بصيغة لا تعرفها وهنا لا تمتعض أو تقول أنا لا أعرف هذه الصيغة ولم أسمع بها ولكن حاول إيجاد حلول سريعة ومناسبة وتحلى بالمرونة وأبدِ تجاوبًا مع العميل وتعلم ما ينقصك وابحث واسأل حتى تسلمه العمل وفق ما يطلب ويرضيه.

أدوات اللغة والتدقيق

إتقان العمل واجب على كل عامل مخلصٍ ومتفانٍ في عمله، فليس من الاحتراف أن يسلم المترجم العمل ناقصًا مثل أن يكون فيه أخطاء لغوية أو إملائية، فاحرص كل الحرص على تفادي مثل هذه الحالات وعلى مراجعة النص قبل تسليمه للعميل عدة مرات، إذ أوصي بمراجعة المقال بعد ترجمته ثلاثة مرات على الأقل تكون الأخيرة بعد فاصل زمني يفصلك عن ترجمة المقال، لأنك أثناء ترجمة المقال تكون قد خزَّنت ما ترجمت في ذاكرتك أولًا فإنْ راجعتَه بعد ترجمته مباشرةً، فستعتمد لاشك على القراءة من الذاكرة، وهنا تكمن فائدة المراجعة بعد فترة من الزمن بذاكرة جديدة وعين حاذقة تلتقط أخطاء لم تكن انتبهت لها بل وحتى أكثر من ذلك، إذ قد تجد جملًا ركيكةَ الصياغة أو مبهمة المعنى لم تراها فتصححها لأنك عزيزي المترجم تقرأ بعين قارئ عادي وكأنه مقال جديد وليس المقال نفسه الذي ترجمته أنت!

ذلك أفضل أداة يدوية عن المراجعة، والتي تتطلب كما أشرت امتلاك مهارة لغوية كبيرة ولكن قد تتساءل، ماذا لو لم أمتلك تلك المهارة؟ ماذا لو لم أكن ماهرًا في كتابة الهمزات كتابةً صحيحة، فماذا أفعل آنذاك؟ أقول، عليك أن تتعلم وتصقل مهارات اللغوية أولًا حتى تتمكن من كتابة نص عربي خالٍ من الأخطاء، وإلى وقتها، أنصح بالاستعانة بأدوات التدقيق اللغوي التي هي جزء مهم من أدوات الترجمة.

أولى تلك الأدوات هي الأدوات المدمجة في المحررات النصية نفسها فتوفر معظم (أو حتى كل المحررات دون مبالغة) مدققات لغوية لمختلف اللغات وهنا أنصح بضبط اللغة ببداية عملك إلى اللغة العربية لتفعيل المدقق اللغوي المدمج الذي يعطيك إشارة بالأخطاء المرتكبة ويوفر لك مقترحات لحلها وتفي هذه المدققات المدمجة بحل نسبة كبيرة من الأخطاء خصوصًا الإملائية منها، فأعتمد كما ذكرت على محرر دوكس من درايف الذي فيه مدقق آلي يدقق الأخطاء اللغوية وهو جيد صراحةً أما بالنسبة لمحرر رايتر من ليبر أوفيس الذي استعمله، فهنالك مدقق لغوي مدمج بالإضافة إلى تثبيت حزمة داعمة له للغة العربية ضمن الإضافات Extension اسمها آية سبل AyaSpell والتي تساعدني بكثرة على التقاط الأخطاء وتصحيحها.

تعاملت مع عدة مترجمين وأتعجب صراحة ممن يُسلِّم العمل متجاهلًا التحذيرات التي يطلقها المدقق اللغوي الآلي المدمج فكيف مرَّ على هذه التحذيرات دون أن يضغط عليها ويختار المقترح المشار إليه (الذي يكون صحيحًا في أغلب الأحيان) ويصححها؟ هذا وقد سلم العمل دون مراجعة حتى فالعجب كل العجب!

قد تضطر أحيانًا إلى الاستعانة بمدققات لغوية خارجية لتدقق النص والتأكد من خلوه التام من الأخطاء ومن الأمثلة على تلك الأدوات أداة المدقق اﻵلي من صخر والمدقق اللغوي من اكتب صح وغلطاوي وغيرها فابحث عنها تجدها.

هنالك عملاء تطلب تسليم العمل مشكلًا بعلامات التشكيل وإضافة هذه العلامات يتطلب وقتًا مضاعفًا فماذا نفعل؟ هل نصرف هذا الوقت الذي هو رأس مال المترجم؟ لا، بل أنصح بالاستعانة بأدوات تشكل النص مثل أداة المُشكِّل من صخر ومشكال وغيرهما، أو ربما العكس فقد يطلب العميل تسليم العمل دون أي تشكيل ولا حتى الشدة أو التنوين اللذان اعتادت يدك على إضافتهما للنص أثناء الترجمة فهل تسلمه عملًا ناقصًا فيه علامات تشكيل أم تصرف وقتًا إضافيًا في مطاردة علامات التشكيل هنا وهناك والتي غالبًا ما ستهرب منك واحدة على الأقل وتبقى في النص ليراها العميل أول ما يطلع على النص ويعنفك آنذاك؟ لا، بل نزيلها باستعمال عملية البحث والاستبدال بالبحث عن كل علامات التشكيل بالاستعمال بالتعابير النمطية Regular Expression (قد تجدها باسم أحرف البدل في المحررات النصية) أو نعتمد على أدوات تزيل علامات التشكيل من النص كاملًا وقد استعملت مرةً إحداها على ما أذكر وكانت أداة ويب باسم خَفِّف فابحث عنها تجدها وتجد غيرها الكثير.

أخيرًا وليس آخرًا، لابد للمترجم من الاستعانة بقواميس لغوية تعينه أثناء الترجمة وتمده بالمفردات والمصطلحات وأي اقتراحات، أذكر من أدوات القواميس الإلكترونية قاموس المعاني وقاموس صخر والرديف والراموز الوسيط وغيرها، فأكثر القواميس التي أفادتني قاموس المعاني ففيه قاموس إنجليزي-عربي وقاموس عربي-عربي وفيه خيارات لتصنيف المصطلحات بحسب القسم (مثل تقني أو طبي أو أدبي ...إلخ.) يليه قاموس صخر، ويمكنك بلا شك الاعتماد على القواميس الورقية التي لم يُكتب لها التحول التقني بعد وهي كثيرة لا تحصى.

خلاصة القول لهذا القسم، اصقُل مهاراتك اللغوية واستفد من الأدوات والقواميس التي تسد لك النقص وتوفر عليك الوقت فهذا هو الغرض من أدوات الترجمة.

أدوات المشاركة

ستُسلِّم العميل بعد الانتهاء من الترجمة العمل كاملًا ولكن قد يطلب أن تشاركه العمل ليطلع عليه كل حين أو قد يطلب أن يراجعه هو بنفسه أو قد يتطلب العمل تدخلٌ من محرر أو مدقق لغوي يعمل على النص المترجم بعد الانتهاء من ترجمته وهنا لابد الإشارة إلى قسم مهم من أدوات الترجمة وهي أدوات المشاركة التي تعين في مثل هذه الحالات.

لا يخفى على أي مطلع على المجال التقني شيوع فكرة التخزين السحابي والعمل على تطبيقات الويب، فقد يكفي بمجرد وصولك إلى متصفح الويب الحصول على كل الخدمات والتطبيقات عبره (وهو ما يتأكد لنا يومًا بعد يوم)، فقد أحدث محرر دوكس Docs من درايف وما يشابهه ثورة في مجال المحررات النصية فقد أصبحت متاحة عبر متصفح الويب ويمكنك خلالها مشاركة الملف النصي مع أي شخص والعمل عليه وإضافة ملاحظات وتعديلات في آنٍ واحد الأمر الذي لم نكن نتخيله قبل بضع سنوات، ذلك بعد أن كنا نرسل الملف النصي عبر البريد لمن يود أن يراجعه ويضيف عليه ملاحظات ثم يعيد بعد ذلك إرساله لنا لنطبق الملاحظات أو التعديلات وهكذا، انظر مثلًا مقال كيفية المشاركة في كتابة وتعديل مستند باستعمال مستندات جوجل. أضف إلى ذلك أن المحررات النصية اليوم باتت تحوي نافذة تعرض سجل التعديلات والتحديثات على الملف ومن أجرى تلك التعديلات وربما نجد ميزات أخرى عليها لاحقًا من يدري.

العمل على محرر نصي في وضع الإتصال يتطلب تخزين الملف في مخزن سحابي عن بعد وهي الخدمة التي توفرها منصة درايف Drive ودروبوكس Dropbox ووندرايف OneDrive وغيرها حتى منصة أنا Ana توفر خدمة التخزين السحابي أيضًا، لذا هي فرصة لمشاركة العمل والملفات مباشرةً مع العميل أو أفراد الفريق سواءً عملنا في وضع الاتصال أو عدم الاتصال (برفع الملفات إلى مجلد مشترك) وهنا عليك أن تكون جاهزًا ومتقنًا لاستخدام تلك المنصات وعدم التعرض لها يعني أنك تعيش في واقع منفصل منعزل خارج هذا الكوكب.

فاحرص أثناء العمل الحر عن بعد على مشاريع ترجمة مثل العمل على منصة مستقل أو خمسات على توثيق العمل على المنصة نفسها وعدم تسليم العمل أو أي جزء منه خارجها الأمر الذي يضمن لك حقك، فقد تشارك العميل الملفات عن قصد أو غير قصد فيأخذها ولا يعطيك حقك، فإن سلمت العميل على مجلد مشارك، احرص على رفعه على منصة العمل وتوثيقه أيضًا، واستعن بفريق الدعم الفني إن حصل أي إشكال، فالحذر الحذر!

أدوات التنظيم وإدارة المهام

ستُمضي، بوصفك مترجمًا، أغلب أوقاتك بين أروقة محررات النصوص وتألف أصابعك ملمس أزرار لوحة المفاتيح لذا أرى أن توليها بالغ الاهتمام كما أشرت في الأعلى، ولا تضع وقتك في اختيار أدوات لتنظيم عملك ومهامك، فقد تكفيك ورقة عمل spreadsheet من إحدى تطبيقات أوراق العمل مثل إكسل من مايكروسوفت أو كالك من ليبرأوفيس أو جداول البيانات من غوغل تضع فيها روابط أو مهام للعمل عليها مع إشارة لعدد الكلمات أو الصفحات وعدد الصفحات المنتهية ونسبة الإنجاز (معادلة بسيطة تكتبها) وبذلك يمكنك متابعة سير العمل باستمرار وترتيب مهامك وأولوياتك.

انظر مثلًا الخطة التالي لترجمة فصول كتاب مع نسبة إنجاز كل فصل منها على جداول بيانات غوغل:

files-organizing-translation.png

أضف إلى ذلك الأدوات البسيطة والسهلة لإدارة المهام وترتيب الأولويات مثل القلم والورقة أو لوحة مهام تضيفها على منصة أنا أو غيرها من المنصات والأدوات والمهم في اختيارك البساطة والبعد عن التعقيد والأدوات الأجنبية التي لا تدعم اللغة العربية.

ربما تساعدك أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب على إدارة مهام الترجمة ومتابعة نسبة الإنجاز وهو ما سنتحدث عنه في القسم التالي والأخير.

أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT

تعد هذه اﻷدوات اﻷشهر لمساعدة المترجمين في عملهم وهي أول ما يتبادر إلى ذهن المترجم عند ذكر وجود أدوات ترجمة مساعدة لعمل المترجمين، وهي باختصار محررات نصية ذكية مخصصة للمترجمين ومدعمة بأدوات ترجمة تساعدهم على ترجمة النصوص بكفاءة وسرعة مع تحسين الجودة تلقائيًا.

آثرت ذكر هذه الأدوات المتكاملة لعمل المترجم للنهاية إذ أرى أن على المترجم أن يتقن أولًا الترجمة دون الاعتماد على أي أداة ثم بعدها يستعمل أدوات الترجمة التي تناسبه، فلا يمكن أن نقول أن هذه الأداة أو تلك تصلح لكل المترجمين، بل نعرض الأدوات ونترك المترجم ينتقي ما يناسبه وما يساعده في العمل.

أشرت أن أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب هي كما يشير اسمها فهي توفر للمترجم محررًا ذكيًا مقسومًا (في أغلبها) إلى قسمين بجوار بعضها بعضًا يعرض القسم الأول (على اليسار إن كانت لغة من اليسار إلى اليمين مثل الإنجليزية) النص المراد ترجمته والثاني هو للغة التي تريد الترجمة إليها ولتكن العربية مثلًا، كما أن أغلب هذه الأدوات تُحلِّل الملف الذي تريد ترجمته وتَقسمِه إلى أقسام صغيرة للعمل عليها، كما تحلل هذه الأقسام التي تكون عادة جملًا أو فقرات وتكشف الجمل المتماثلة أو المتهابشة وترصد المصطلحات فإن ترجمت مصطلحًا أو جملةً، عملت الأدوات على تذكر هذه الترجمة واقتراحها عليك لاحقًا مما يسرع العمل ويوحد الترجمة خصوصًا ترجمة المصطلحات، كما أنها تحاول تحليل تنسيق النص الأجنبي وتعكسه على النص العربي بعد ترجمته دون تدخل منك مما يزيل عنك عبئ تنسيق النص.

007_نتائج الترجمة.png

الصورة من مقال كيفية ترجمة المحتوى بالاستعانة ببرنامج ترادوس Trados للكاتبة يسرى زكي وفيه تشرح كيفية استعمال تطبيق ترادوس لترجمة المحتوى

فمن أهم الميزات التي توفرها هذه الأدوات هي قاعدة مصطلحات وذاكرة الترجمة، إذ تخزن ترجمة مصطلح ما كما أشرت في قاعدة مصطلحات لتذكره لاحقًا، كما تخزن أيضًا ترجمة جمل قصيرة في ذاكرة الترجمة لترشيحها لاحقًا، وهذه أهم ما يميز هذه الأدوات، فليس من الجيد أن تترجم مصطلحًا ترجمات مختلفة في المقال نفسه ولا حتى في مجموعة مقالات سلمك إياها العميل فترجمتك يجب أن تكون متناسقة وبروح واحدة.

إن أردت الاطلاع على هذه الأدوات بالتفصيل، فأنصحك بالرجوع إلى مقال لماذا ينبغي عليك استخدام برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT tools ومقال أدوات الترجمة بمعونة الحاسوب CAT tools: بوابة الترجمة العصرية لأخذ فكرة أعمق عن أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب والتطبيقات والمحررات المتوافرة، كما أنصحك بالنظر في قسم الترجمة بمساعدة الحاسوب ففيه مقالات كثيرة ومفيدة تعينك على التعرف على هذه الأدوات وكيفية استعمالها.

خاتمة

ستجدني في ختام المقال لم أركز على أسماء أدوات الترجمة مثلما صببت تركيزي على الغرض من الأدوات واستعمالها، فقد تظن من اسم المقال أنك ستحصل على وصفة أدوات ترجمة جاهزة تستعملها ولكن آثرت ذكر أسماء الأدوات كأمثلة فقط بينما لم أذكر أدوات ترجمة أخرى وتركت الباب مفتوحًا لك للبحث والتمحيص، فقد تتبدل أدوات الترجمة عبر الزمن ولكن يبقى الاستعمال العام موجودًا فأداة المقص هي أداة قص -كما في مثال الحلاق- بغض النظر عن طرازها أو شكلها أو الشركة المصنعة لها.

أدوات المترجم جزءٌ لا يتجزأ من عمله وهي سلاح المترجم الذي يعينه على ترجمة النصوص وإخراجها بأفضل ما يكون ليكسب رضا العميل تاركًا بصمته على النص المترجم، لذا احرص أيها المترجم على تعلم استعمال هذه الأدوات وغيرها والاطلاع على أحدث الأدوات والوسائل التي يستعملها زملاؤك المترجمين، فأرجوا أن أكون قد شملت أوسع نطاق للأدوات التي يستعملها المترجم، وإن كنت تستعمل أدوات ترجمة لم أذكرها، فشاركنا إياها بالتعليقات.

اقرأ أيضًا

تم التعديل في بواسطة جميل بيلوني


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

إيمان عوض

نشر (معدل)

مقال غير موفق !

كلام كثير بلا فائدة حقيقية.

ورغم كثرة النصائح التي يوجهها الكاتب للمترجمين ويعتبر فيها الأخطاء جرائم لا تغتفر ! إلا أنه يخطأ عدة أخطاء في جملة واحدة ! مثال :  " أنك ستحصل على وصفة أدوات ترجمة جاهزة تستعملها ولكن آثرت على ذكر أسماء الأدوات كأمثلة فقط "

ثلاثة أخطاء في جملة واحدة ! غير الصياغة الركيكة للجملة.

تم التعديل في بواسطة إيمان عوض
جميل بيلوني

نشر

بتاريخ On 11/11/2021 at 00:00 قال إيمان عوض:

مقال غير موفق !

كلام كثير بلا فائدة حقيقية.

ورغم كثرة النصائح التي يوجهها الكاتب للمترجمين ويعتبر فيها الأخطاء جرائم لا تغتفر ! إلا أنه يخطأ عدة أخطاء في جملة واحدة ! مثال :  " أنك ستحصل على وصفة أدوات ترجمة جاهزة تستعملها ولكن آثرت على ذكر أسماء الأدوات كأمثلة فقط "

ثلاثة أخطاء في جملة واحدة ! غير الصياغة الركيكة للجملة.

شكرًا على التعليق، أرجو التوضيح أكثر حول الأخطاء التي مرت معك في المقال، والإشارة إليها للعمل عليها وتحسينها، فجل من لا يُخطِئ (وليس يخطِأ كما قلت في التعليق)، أما بخصوص ورود ثلاثة أخطاء في جملة واحد، فلم أجد سوى واحد فيها وهي "أثرت على" فقد صححتها وأزلت حرف "على" الذي ورد خطأً في الجملة، فما هي بقية الأخطاء فيها؟

أيضًا قد لا يناسبك أحد المقالات وتجدينه غير موفق بينما يجده غيرك مناسبًا ومفيدًا :))

بالتوفيق، 



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...