البحث في الموقع
المحتوى عن 'عمل'.
-
ملاحظات موجزة عن المفاهيم الثلاثة الأولى في المهنة والحياة: السعادة (والغاية)، والبجعات السود والعمل للتوقف عن العمل. عن السعادة والغاية بإمكانك تعديل مستوى سعادتك اليومي بتغيير التوازن بين المتعة والغاية. مقتبس من كتاب بول دولان Paul Dolan ذي العنوان Happiness by Design (تصميم السعادة). يمكن للنشاطات أن تكون ممتعة (أو لا تكون) أو ذات هدف (أو لا تكون). السعادة هي توازن بين الاثنين عبر الزمن. الغاية ورقة رابحة، فالأشياء المؤلمة بإمكانها جلب السعادة إن كانت تنطوي على هدف كاف كامن خلفها. يساعد ذلك في فهم الطريقة التي يتحدث بها الناس أحيانا عن الأطفال والبدايات (أصعب سنوات حياتي؛ بالرغم من ذلك لو عاد بي الزمن إلى الوراء فلن أغيرها لأي سبب). لكن إن ذهبنا بعيدا في تحقيق الغاية دون الاهتمام بالمتعة فسيؤدّي ذلك إلى الاستنزاف والتعاسة. على نحو مشابه؛ فإن الانغماس في المتعة (والتقصير في الغاية) سيؤدي إلى الضيق. تكمن منطقة الخطر في عمل الأشياء المؤلمة وعديمة الفائدة معا. ويكون الخيار المثالي هو التوقف عن فعل ذلك، لكن عندما لا يكون ذلك ممكنا، فإن ثاني أفضل خيار هو نسب الغاية لذلك العمل. على سبيل المثال، بإمكانك أن تضيف هدفا للأعمال ذات الحد الأدنى من الأجور، والتي تسبب ألما غير ذي فائدة، بالتركيز على هدف أعظم (كالتخلص من الديون، مساعدة العائلة، أن تصبح الأفضل في عملك وغيرها). بصورة عامة، يمكنك أيضا جعل أي نشاط (سواء كان ممتعا أو مؤلما) هادفا أكثر وذلك بعمله مع جماعة من الأشخاص الذين تهتم لأمرهم. في العشرينات من حياتي، انجرفت كثيرا في العمل بجد، في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن ارتاح قليلا لتتحسن صحتي العامة. أميل هذه الأيام إلى أخذ الأمور بسهولة أكبر (متعة كاملة) و تذكير نفسي بضرورة عمل شيء أهتم به عندما أشعر بالإنهاك. أنصح بشدة بقراءة هذا الكتاب لأنه حوّل مشاعر القلق غير الواضحة لدي (شعوري بالسوء) وجعلها مجَزَّأة بما فيه الكفاية بحيث أعرف نوع النشاط الذي سيعدل حالتي المزاجية ومستويات طاقتي. أمّن جانبك المكشوف.. ثم ارتق من كتاب The Black Swan (البجعة السوداء) لنسيم نقولا طالب Nassim Nicholas Taleb. باستخدام استعارة طالب البليغة، فإن معظم الناس يقتربون من الخطر عند “التقاطهم العملات المعدنية من أمام مدحلة (جهاز نقل) بخارية”. الفكرة هنا أنهم على الأغلب سيكونون بخير مع حصولهم على مبلغ زهيد وثابت، لكن إن حدث شيء غير متوقع وسارت الأمور على نحو خاطئ فسيُدهَسون ويُسطَّحون. النسخة المالية لهذه الاستعارة هي السعي وراء عائدات بنسبة 10 % كل عام، وفي حال حدوث شيء غير متوقع (كما حدث في 2001، 2008 … إلخ) فستمحى مدخرات المرء الحياتية. أما النسخة المهنية، فهي الحصول على وظيفة “آمنة” براتب ثابت، لكنه قد يختفي فجأة عند حدوث شيء غير متوقع (2001، 2008 … إلخ). الأفضل من ذلك هو فعل شيء بكلفة قليلة لكنه قد يعود عليك بنفع عظيم، على سبيل المثال تصنيع منتجات، تطوير مهارات تسويقية، أو بناء قاعدة جماهيرية. فأنت تتوقع في أي يوم من الأيام عدم حصولك على النقود، لكن إن حدث شيء جيد، ستحصل على ما يكفيك مدى الحياة. بكلمات أخرى: أمّنت جانبك المكشوف وأعطيت نفسك فرصة للارتقاء. لدينا حدس منطقي بحماية أنفسنا من السلبيات غير المتوقعة من الناحية الجسدية. عندما أكون على متن قاربي، فأنا لا أتوقع السقوط عنه. وإن حدث وسقطت فإنني لا أتوقع أن أكون فاقدا للوعي . لكنني اتخذت احتياطات تبقيني آمنا في حال حدوث ذلك. بالرغم من أن معدات السلامة مكلفة قليلا لكنني لا أظن أن أحدا سيشكك في قراري. الأمر نفسه بالنسبة للحصول على التأمين الصحي، لكننا نفشل في تذكره في المحصلة. هناك عدد مخيف من الأصدقاء أخبروني بأنهم “لا يمكن أن يخسروا أموالهم” التي تمثّلها عقاراتهم الموجودة في لندن لأنه “لم يحدث ذلك أبدا من قبل”. وكذلك عدد الذين يعتقدون أن وظيفة الشركة “آمنة” بالرغم من الصناعات الجديدة التي بدأت تغير ذلك منذ عدة سنوات مضت. بالنسبة لي فإن أي شخص يعمل في وظيفة من دون المهارات اللازمة للحفاظ عليها يبحر دون معدات سلامة. إن انقلب القارب به سيغرق، وستكون كلماته الأخيرة هي التذمر بأن ما حصل ليس خطأه، لأنه “لا أحد رأى ذلك قادما”. أنصح بقراءة هذا الكتاب بشدة لأنه أقنعني أخيرا بعدم الوقوع في الدَّيْن الشخصي من أجل إطلاقة شركة ناشئة (عرضة لخسارة كبيرة في حال حدوث شيء خاطئ). وأعطاني طريقة مترابطة لشرح شعوري على المدى الطويل بأن الطريق الشائك في العمل رائد أعمال هو في الواقع أكثر أمانا من الطريق الذي يبدو مستقرًّا ظاهريا، الذي يمثّله الشخص صاحب الوظيفة. في الوقت الذي كان فيه عالم أصدقائي العاملين في الشركات عام 2008 يحترق، لم يكن أصدقائي رواد الأعمال يلاحظون تلك الظروف المأساوية. قد تختفي الوظائف والصناعات، لكن العملاء بحاجة دائمة لمن يحل مشاكلهم، لذا سينجح رائد الأعمال والمستقل (وعلى نحو مشابه، يشير طالب إلى أن سائقي سيارات الأجرة يقاومون الركود). إن استمتعت بقراءة البجعة السوداء (أسلوب الكتابة يثير جنون بعض الأشخاص في الوقت الذي يحبه أشخاص آخرون)، فعليك بقراءة Fooled by Randomness (خُدِعَ بالعشوائية) وAntifragile (ضد الهشاشة) الذي يكمل ثلاثية نسيم طالب في الفهم والاستفادة من عدم القدرة على التنبؤ. العمل لإلغاء الحاجة إلى مزيد من العمل من سلسلة “أب غني أب فقير” لروبرت كيوساكي Robert Kiyosaki. لقد كانت هذه الفكرة نقطة تحول بالنسبة لي. أليس غريبا أن يتوقف الجميع بطريقة سحرية عن العمل في العمر ذاته تماما؟ أليس من الأفضل أن يكون التقاعد بناءً على أموالك بدلا من سنوات عمرك؟ وإن كانت هناك أشياء ترغب في فعلها بحياتك عدا العمل، أليس من الأفضل أن تستطيع فعلها في الوقت الذي تكون فيه مفاصلك وأعضاؤك تعمل جيدًا؟ مع وضع هذا الهدف بعين الاعتبار، يصبح التحدي إيجاد الطريق الأسرع بين ما أنت عليه اليوم وبين ما يجب أن تكون عليه عندما تتوقف عن العمل نهائيا. الخيارات هي إما التوفير (وهو صعب كونك تحتاج الكثير منه) أو تدفقات الدخل (أخذ حصتك من إيرادات المنتجات أو تأجير العقارات أو أرباح الأعمال). بإمكانك الوصول إلى هناك أسرع وذلك بتخفيض النفقات بشدة. قمت بداية هذه السنة بتخفيض الإيجار الشهري من 2000£ إلى 200£ وذلك بنقل مكان إقامتي من لندن إلى قارب شراعي (كنت قد اشتريته بقيمة إيجاري السابق لمدة شهرين، وقد حصّل ثمنه سلفا). مثل هذه التخفيضات المفاجئة قد لا تناسب الجميع، لكن هناك دائما شيء ما يمكن عمله. استغرق الأمر مني سنتين لوضع الأرقام والأمور المتعلقة بأسلوب الحياة في توليفة مناسبة، لكن يمكنني القول بأمانة أنه استحق هذا الجهد. كانت خطتي القديمة للتقاعد هي “أصبح غنيا ثم أتقاعد”، وهي خطة بدائية قليلا. أنصح بشدة بقراءة هذا الكتاب لسبب ألا وهو أنه أعطاني هدفا ماليا محددا لأسعى نحوه، بالإضافة إلى إحساس بالأدوات التي في حوزتي. مأخذي على هذا الكتاب أن القصة برمتها جزء كبير من تسويق المحتوى لبيعك ورشات العمل الخاصة بكيوساكي (سمعت بأنها ليست جيدة) والغالية جدا. كما أن هذه النصيحة المالية تعتمد على تأجير الممتلكات وهي ليست المفضلة لدي. لكن ذلك لن ينقص من قيمة الفكرة الأساسية. ترجمة - بتصرّف - للمقال Three concepts/books that will improve your life لصاحبه Rob Fitzpatrick. حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
-
يؤكد الكثير من رواد الأعمال والمهنيين المحترفين على أنه من الصعب جداً أن تجد وقتاً للمشاريع الشخصية والعاطفية. وحتى ما تحترف القيام به يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياتك أو مهنتك. يظهر هذا التأثير جليّا مع وجود العائلة والمسؤوليات الأخرى. يعدّ وقت الفراغ بالنسبة للكثيرين منا ترفًا، ويَسوق أحلامَ الكثير منا على نحو واضح خطٌّ رفيع من المسكّنات والكافيين. مدخل: مشروع ليوم واحد في محاولة لوقف الإفراط في الدخول إلى الكثير من التفاصيل التي تقود إلى الإرهاق وفقدان مسار تدفق الحياة، مع كتلة كبيرة من الأفكار مثل “لا أستطيع”، أو “ليس هناك ما يكفي” أو “لا توجد طريقة”، سعيت لإيجاد مشروع يمنحنا القدرة على التفكير الخلاق بالإضافة للكثير من الطاقة التي نحتاجها للمضي قدماً، وقد أطلقت على هذا المشروع اسم “مشروع ليوم واحد” :ما هو الشيء الواحد الذي يمكنك القيام به من البداية إلى النهاية في يوم واحد؟ وكيف لهذا الشيء الواحد أن يحقق أهدافك الخاصة أو أهدافك تجاه الحياة والعمل؟ قررت يوم أمس أنه قد آن الأوان لفعل شيء ما، وقررت في لحظة صفاء إبداعية مقابلة رجال أعمال ورياديين بهدف سرد قصصهم ضمن سلسلة قصيرة عن المبدعين بمساعدة بعض الأصدقاء، في مسعى لمساعدة الآخرين الذين يفكّرون ببدء عمل تجاري. كنت متردداً في تحديد المواعيد بسبب انشغالي بالتفكير في كيف يمكن لهذا المشروع أن يُحدث تغييراً. يمكن أن يكون لديك علاج لمرض السرطان ولكن إن لم يكن أحد يعلم بوجوده فلن ينقذ هذا العلاج أي حياة. وحتى الآن كل حصيلتي هي اسم وشعار، وذلك لن يخدم مشروعي أي شخص. لا بُد إذن من التحرك للأمام بضع خطوات. حجزت مساء يوم الجمعة لقاء مع رجل أعمال محلي لديه مصبغة محلية لغسيل الملابس ويعمل على وضع شعار الحي على القمصان ليشعر السكان بالاعتزاز لانتمائهم لنفس الحي. يتبرع صاحب المشروع بنسبة 10% من أرباحه للجمعيات الخيرية، وأرباحه في زيادة مضطردة. كل هذا وهو يعمل في وظيفة يوميّة عادية. التقينا في الساعة 11:30 ثم بدأنا التصوير في 11:45، وانتهينا بحلول الواحدة ظهرا. قمت بعملية المونتاج على الفيلم لمدة ساعتيْن إلى ثلاث، في فترة بعد الظهر. حمّلتُ الفيديو بحلول الساعة 7 مساء. الدافع للحصول على الإبداع علاوة على ذلك، توصلت لاتفاق مع صديق لي لعمل ما هو أكثر بكثير في هذا المنحى، ودفعني للحصول على التزام مني بتسجيل تدوينات صوتية Podcasts في الأسبوعين القادمين. هل يمكنك تخمين الفكرة التاليّة لـ”مشروع ليوم واحد”؟ يمكن للحفاظ على الدافع - وقد لا تكون أفضل طريقة لك وشخصياً لا أوصي بها - أن تفكر باتّخاذ شريك لك، أو تنظيم جماعة للعمل على أن تكون منسّقها. يمكنك كذلك استخدام تطبيق مثل Chains الذي يستخدم منهجيّة Jerry Seinfeld المعروفة باسم “لا لكسر السلسلة” Don’t break the chain، وهي منهجية للحفاظ على الدافع الخاص بك. يمكنك كذلك تُعيد تشكيل تقنية تجعلك مسؤولاً أمام نفسك من خلال استكمال مهمة عينتها لنفسك في يوم أو أسبوع. كيف تتصرف إن لم يكن لديك وقت؟ إذا كنت تعاني من نقص الوقت، مثل معظمنا، فيمكنك القراءة حول كيفية العثور على الزمان والمكان للعمل الهادف. وبالنسبة لي، فقد خصصت يوم السبت لمشاريعي الخاصة. وبطبيعة الحال هذا يتوقف على ما يجري في حياتنا. يمكنك تخصيص ساعة في الأسبوع، وتحجزها ضمن جدول أعمالك المزدحم ثم ترى ما يمكنك إنجازه من البداية إلى النهاية في هذه الساعة. إنها خطوة تجعلك أقرب لتحقيق أهدافك الشخصية أو المهنية. أتمنى لكم حظاً سعيداً وأحب أن أسمع منكم حول شيء مثير للاهتمام تقومون به من البداية إلى النهاية خلال ساعة، يوم، أو أسبوع. ترجمة - بتصرّف - للمقال One Day Project — A cure for inaction and analysis paralysis لصاحبه Ernest Barbaric. حقوق الصورة البارزة محفظة لـ Freepik
-
- 1
-
- تدوين صوتي
- هدف
-
(و 1 أكثر)
موسوم في:
-
أنا مدمنة على العمل. وإذا كنت مستقلاً أو رائد أعمال فأنت على الأرجح تعاني من نفس المشكلة، لا تستعجلوا. سأوضّح كل شيء. كنت فيما مضى أعمل من 6-7 أيام في الأسبوع لمدّة لا تقل عن 14 ساعة يوميًا، عامًا تلو الآخر، كنت أجيب على مهامي وبريدي الإلكتروني في الساعة الثانية صباحًا. لقد كنت أعمل دون رحمة، ولم أكن أعطي لنفسي فرصة الحصول على عطلة أو فترة استراحة. يبدو هذا ضربًا من الجنون أليس كذلك؟ إليكم المزيد: أنا لست وحدي من يفعل هذا، إن إدمان العمل في الحقيقة فخ وقع فيه الكثير ممن عرفتهم من المستقلين. كيف حدث هذا؟ ألم نقرر ترك وظائفنا لنسعى وراء تحقيق أحلامنا؟ لقد استقلنا من شركاتنا لنصبح مدراء لأنفسنا، ولكننا في الواقع تحولنا إلى موظفين مرة أخرى، وعند مدير سيء على ما يبدو. لا أزال أذكر الأوقات التي كنت أرى فيها أصدقائي الّذين يعملون في وظائف مكتبية وهم يأخذون الإجازات، ويمضون أيامًا بعيدًا عن أعمالهم، بينما أكون أنا جالسة أمام شاشة حاسوبي حتى في إجازات أعياد الميلاد وعطلات نهاية الأسبوع. لا أخفيكم سرًا بأنني كنت فخورة بذلك، إنّ إرادتي فاقت كلّ شيء، من يهتم بالضغط والإجهاد، لقد كنت قد تحوّلت إلى آلة للإنتاج. ولكن الحقيقة أن هذا كان جنونًا بكل معنى الكلمة. لقد كنت أقوم بإنجاز أعمالي على أكمل وجه، ولكن جسدي كان ينهار تدريجيًا في المقابل. كنت أتناول الطعام بكميات كبيرة، كما أنني عانيت كثيرًا من التشنّجات أسفل ظهري، ووصلت إلى الحد الذي أخاف فيه من تصفح بريدي الإلكتروني، كان كل مشروع أقوم به يستنزف طاقتي، وكنت قد أصبحت غارقة في موجة عارمة من الأعمال والمهمّات التي صنعتها بنفسي. وفي يومٍ من الأيّام، أفقت من غفلتي لأكتشف بأن وزني كان قد زاد 7 كيلوجرامات، وبأني أعاني من الآلام الجسدية باستمرار. ترى متى كانت آخر مرة استحممّت فيها؟ ومتى كانت آخر مرة غيّرت فيها ملابسي وخرجت خارج المنزل؟ كان علي أن أفعل شيئًا ما حيال ذلك، توجّهت تلقائيًا إلى Google وبدأت بالبحث عن التأثيرات التي يُحدثها الضغط والإجهاد على الجسم. وأدّركت بعد بحثي بأنّ كل ما كنت أشعر به من ألم وأرق ونسيان دوري، وتغييراتٍ حادة في المزاج، كانت بسبب الضغط الذي أعرِّض نفسي له. لقد اكتشفت بأن الضغط المستمر يجعل الدماغ في حالة طوارئ، ويحفز الجسم على إفراز كمّيات منتظمة من الهرمونات غير المستحبة (مثل الأدرينالين، الكورتيزول و النورإبينفرين) والتي تؤدي بالنتيجة إلى تدمير الجهاز المناعي، وانقباض عضلات الجسم، وبذلك نكون قد وضعنا أنفسنا على أقصر الطرق المؤدّية إلى الكثير من المشاكل الصحية والنفسية، والتي تتراوح بين السُمنة وارتفاع ضغط الدم، لتصل إلى القلق والتوتر وأمراض القلب. بدا واضحًا أنّ هناك ما يجب عليَّ فعله، وخطوة بخطوة، ويومًا تلو الآخر، قمت بتخفيف الضغط والإجهاد الذي أتعرض له. لقد توجّب عليَّ أن أفعل هذا لأحافظ على صحتي وعملي ومستقبلي، كان الوقت قد حان للتوقف عن العمل كآلة، وإعادة تحديد أولويّاتي بدلًا من تجاهلها طمعًا في الحصول على المال. وفي الطريق إلى ذلك، تعلمت كيف أن عِدة تغييرات بسيطة بإمكانها أن تخلق عالمًا مختلفا تماما. ضع حدودا وقواعد للطريقة التي تود العمل بهاإنّ السبب الذي جعلني أغرق في المشاريع كان يرجع بنسبة 70% إلى عدم إيجادي للضوابط والحدود لبيئة عملي، كنت أجيب على المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني في أيّ وقت تردني فيه، كنت أفعل ذلك خوفًا من أن يتركني العميل في حال عدم استجابتي له على الفور. لم يكن باستطاعتي ترك المشاريع والانسحاب بكل بساطة، ولكن ما كان بإمكاني تغييره هو النّهج الذي كنت أسير عليه. لقد عمِلت تدريجيًا على أن أضع قلقي جانبًا وأشرح للعميل بأن عليه الانتظار للغد أو حتى نهاية الأسبوع ليتسلّم طلباته. لقد بدأت بالتعامل معهم ومع نفسي بصراحة ووضوح حول قدرتي على إنجاز المهام. كما أنني قمت بزيادة أسعار خدماتي لأخفف من أعباء العمل، مع استمرار قدرتي على دفع الفواتير. ولك أن تتخيّل ماذا حصل، لقد كان الكل متفهمًا. تذكَّر، كلما وضعت حدودًا وضوابط بشكل أفضل، فإنك ستمنح مشاريعك الشخصية وقتا أكبر. وهذا ما سيصبُّ في صالح تركيزك على ما تفعله كنتيجة. كما أن ذلك سيكون الطريقة المثلى للتوقف عن الخوف من رسائل البريد الإلكتروني، والإصابة بالقلق والتوتر في منتصف الليل. الاستراحات مهمة، احترم حاجتك إليهاعندما تكون في خِضم العمل على إنجاز المَهمّات، فإنه من السهل عليك أن تسخر في قرارة نفسك من أولئك الذين ينشرون صورهم وهم مستمتعون بعطلاتهم على فيس بوك وإنستجرام، فمن الواضح أنهم لا يعملون بجد كما تفعل أنت. لكن الحقيقة هي أنهم يعملون بجد مثلما تفعل، ولكنّهم يعتبرون الحصول على إجازة أمرًا غير قابل للتفاوض، فهم مقتنعون بحاجتهم إلى وقتٍ مستقطع يمضونه بعيدًا عن مكاتبهم، ليمنحوا أنفسهم مساحة لتغيير الأجواء وتجديد الطاقة. بالنسبة لي فقد بدأت بالتدّريج. شرعت في الذّهاب مشيًا لإحضار الغداء لمدة 20 دقيقة مثلاً، أو أقرأ كتابًا لبعض الوقت، أو ربما أشاهد مسلسلاً تلفزيونيًا سخيفا قبل أن أعود إلى العمل مرة أخرى، وقد تبين أن ذلك ساعدني على تخطي ميولي لتأجيل الأعمال، وبدلًا عن تصفح فيس بوك وأنا نصف ميتة دماغيًا، كنت أعود نشيطة ومنتعشة وعلى أتم الاستعداد للعمل. توقف عن العمل لساعات متأخرة من الليلأنا مدينة لشريكي في هذه النقطة، فقد كان هو السبب الذي جعلني أتعلّم كيف أجبر نفسي على إطفاء الحاسوب عند الساعة السابعة أو الثامنة مساءا، وقضاء ما تبقى من الليل دون عمل، فعندما تعمل من المنزل، يصبح من السهل أن يتحوّل ليلك إلى نهار، وهذا ما سيجعلك تصاب بالإرهاق، وعِندها، ستصبح فريسة سهلة لأنماط متعددة من الإلهاء السلبي. حدد لنفسك وقتًا مناسبًا تتوقف بعده عن العمل، وافعل ما بوسعك لتلتزم به. لعمل حتى أوقات معقولة من اليوم، وقم بعدها بإطفاء الحاسوب، وترك هاتفك على الوضع الصامت، لتكمل ما تبقى منه فالاسترخاء قبل أن تخلد للنوم. لن يموت أحد في حال لم تجِب على بريدك الإلكتروني، وبإمكان عملك الانتظار حتى الغد. أمض وقتا أطول خارج المنزل، ومع الأشخاص الذين تحبهمإنّ التّركيز على العمل فقط والعزلة هما من المشاكل الشائعة في أوساط المستقلين ورواد الأعمال. فأنت تمضي أيامًا وأسابيع في منزلك غارقًا في بحر من المشاريع لتشعر بعدها بأنك متعب وغير قادر على الخروج مع أصدقائك أو مع الأشخاص الذين تحبهم. جرّب بدلًا من ذلك أن تجعل ضغط العمل سببًا يحفزك على الخروج لتغيير الأجواء، وقضاء بعض الأوقات مع الأهل والأصدقاء. إنّ خروجك خارج المنزل لإنجاز أعمالك في المقهى أو مساحات العمل الجماعية، ينظّم يومك بشكل أفضل، ويساعدك في حل مشكلة الانعزال. كما أن بذل الجهد للتواصل مع الأصدقاء أو مع الأشخاص الذين تحبهم لقضاء الأوقات سوية، ومعرفة أخبارهم وتناول الطعام معهم لمرّة واحدة في الأسبوع أو نحو ذلك، سيجعلك في مزاج أفضل. تناول طعاما صحيا، تمرن، ونم جيدايُفترض أن تكون هذه النقطة واضحة للجميع، ولكن يا للعجب، لكن يبدو وكأن تناول الوجبات السريعة على الأريكة أصب أفضل في عيون الكثيرين من القيام بالتمارين الرياضيّة، أو إعداد صحن من السلطة لنفسك على الغداء. إذا كنت تفكر بأن وقتك لا يسمح لك بتناول طعام صحي أو اختيار نمط نوم أفضل، فتأكد بأنّ ذلك يعتمد كليًا على طريقة تنظيمك لجدولك اليومي. وفي حال اتخذت قرارك بأن تجعل صحتك على رأس أولوياتك، فإنّ طريقة تنظيم أعمالك هي الأداة المثلى التي ستساعدك على تحقيق أهدافك. كبداية، حاول أن تجعل المواعيد النهائية التي تحددها لتلقي المكالمات والمشاريع، قريبة من الأوقات التي ستحتاجها لإعداد الغداء\العشاء، قم بالتمارين الرّياضية لمدّة 30 دقيقة يوميًا، واخلد إلى النوم في أوقاتٍ مناسبة. خذ نفسافي حين أنني أعتبر التأمل تمرينًا رائعًا، وأحاول تعلّم استخدامه بشكل أكبر بين الحين والآخر، إلا أنه ليس بإمكان الجميع التحلي بالصبر، والجلوس هادئين لتلك الفترات الطويلة التي يحتاجها. ولقد تعلّمت أثناء فترة إقلاعي عن التدخين تمرينًا تنفسيًا بسيطًا ساعدني لاحقًا على الاحتفاظ بهدوئي في عدة مواقف مزعجة واجهتني. يقلِل التمرين نسبة إفراز الأدرينالين، ويُجبر جسمك على الاسترخاء للحظات حتى تسترجع قدرتك على التفكير بوضوح. قم بتجربته الآن: خذ نفسًا عميقا، ليكن عميقًا بكل معنى الكلمة، استمر باستنشاق الهواء حتى تمتلئ رئتك به، احبسه في صدرك من 5-10 ثوانِ. ثم قم بإخراجه كاملا، دون أن تترك أي جزء منه في رئتك، كرّر هذه العملية ثلاث مرات. تأكد بأن النتيجة ستُفاجئك. ابحث عن مسببات الضغطلن يحدث أي تغيير حقيقي في حياتك على المدى الطويل إذا لم تلتزم بالتفكير المتعمّق والأفعال المدروسة. فإذا كنت تعاني من الضغوطات، لا تتوانى عن أخذ وقت مستقطع ليوم أو يومين لعمل قائمة مُفصّلة بأهم الضغوطات التي تواجهها. دوِّن هذه الضغوطات وابدأ بشحذ أفكارك للبحث عن حلول لمعالجتها والتخلص منها. على سبيل المثال، إذا كان المال هو ما يسبب لك الضغط، قم بإعادة النظر في ميزانيتك، وحاول إيجاد الحلول للتوفير من قيمة نفقاتِك لمدة 3-6 أشهر. سيأخذ هذا وقتا، ولكن وجود هذا الرصيد الاحتياطي في حوزتك، سيجعلك مرتاح البال. هل مصدر الضغط هو عميلٌ مزعج يغمُرك بالطلبات والتعديلات؟ كل ما عليك فعله إذا هو إعداد خطةٍ للتخلص منه، أو قم ببساطة بإرسال بريدٍ إلكتروني تخبره فيه بأنك غير قادر على مواصلة التعامل معه. هل لديك الكثير من المهام الإدارية التي تدفعك للجنون؟ إذا استعن بمصادر خارجية، فهُناك الآلاف من المستقلين المميزين الذين ينتظرون الفرصة لمساعدتك، اِبحث عنهم. تذكر: عملك مهم، ولكنك تملك جسدا واحداعندما تكون مخلصًا للعمل الذي تقوم به وتكرس نفسك له، فإنه يصبح من السهل جدًا عليك الانجراف إلى عبارات الشعور بالذنب مثل "يجبُ أن أعمل، يجب أن أضغط على نفسي لأحصل على مزيد من المال". إنّ ذلك الصوت الداخلي في رأسك، والذي يقول لك بأنك شخص كسول، أو أنك ستخسر عُملاءك إذا توقف عن العمل في عطلة نهاية الأسبوع، ما هو إلا صوتٌ كاذب وقذِر، تذكّر هذا جيدًا. إذا كنت تشعر بأنك ترزح تحت وطأة الضغوطات، لا تنزعج وتلقي باللوم على نفسك، بدلًا من ذلك، فكر مليًا واكتشف: مالذي بالإمكان تغييره؟ كيف بإمكانك أن تحافظ على صحّتك وصفاء ذهنك وتركيزك ناهيك عن تقديمك للعملاء ما يرغبون به. وتذكر: هناك دائما طريقة، ما دُمت تملك الإرادة للتغيير. والآن، انهض واترك مكتبك، لقد حان الوقت لأخذِ استراحة. ترجمة ـوبتصرف- للمقال: Ditch your desk (and your guilt): A freelancer’s guide to beating stress لصاحبته : Hillary Weiss. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
يُقال إنّ العمل الجماعي يقسّم المهمّة ويضاعف النجاح، وهذا بالضبط ما توّفره خدمة Asana، حيث تسهّل جمع الفريق في مكان واحد، إدارة العمل، واختصار طريق النجاح. لذلك لا بدّ من أن تكون خطوتك التالية، بعد إنشاء مشاريعك ومهامك الأولى وتنظيمها، هي دعوة فريقك وتهيئتهم للعمل في Asana للحصول على أقصى فائدة منها. 5 خطوات لتعريف فريقك على خدمة Asana1. أنشئ بعض المشاريع أولا قبل أن تقوم بدعوة بقية الفريق للعمل في Asana، تأكّد من أنّك أنشأت مشروعك الأوّل وحدّدت ميعادًا نهائيًا واضحًا. وإذا كان ذلك المشروع لا يشمل جميع أفراد الفريق، قم بإنشاء واحد يمكن لأفراد فريقك جميعهم المساهمة فيه، كبرنامج لاجتماعك القادم مع الفريق مثلًا. 2. شجع فريقك على الانضمامابحث عن فرصة لإخبار فريقك عن فوائد استخدام Asana، سواءً كانت في اجتماع، أثناء الغداء، أو عبر الدردشة. ثم قم بدعوتهم للمشاركة في المشروع الذي تعمل عليه؛ اذهب إلى الجزء العلوي من المشروع وانقر على زر + في أعلى اليمين، وأدخل عناوين البريد الإلكتروني لكلّ واحد منهم. 3. حث الفريق على مباشرة العملبعد أن قمت بتعريف فريقك على Asana ودعوتهم إلى المشاريع، جرّب إضافتهم كمتابعين followers للمهام ذات الصلة. إنّ عملية إضافة متابعين للمهمّة تشابه عملية إرسال نسخة كربونية مخفية (BCC) في البريد الإلكتروني. حيث سيتلقى متابعو المهمّة التنبيهات على عنوان بريدهم الإلكتروني وصندوق الوارد في Asana كلّما قام أحدهم بإضافة تعليق على المهمّة. لكن بخلاف البريد الإلكتروني، يمكن إضافة المتابعين أو إزالتهم في أي وقت دون تنبيه جميع الأشخاص المعنيين بالمهمّة. كما تستطيع وفريقك إيقاف تنبيهات البريد الإلكتروني (كما سنشرح لاحقًا في هذا المقال) إذا وجدت أن استخدام صندوق الوارد Inbox أكثر سهولة. 4. شارك دليل استخدام Asana مع فريقكقم بإنشاء مهمّة باستخدام زر الإضافة السريعة (أو Tab +Q) لإرشاد أفراد الفريق الذين يحتاجون إلى المساعدة في معرفّة كيفية استخدام Asana، ثم قم بإضافة روابط لمقالات تشرح كيفية استخدامه (مثل هذا المقال) في وصف المهمّة لمساعدتهم في التعرّف على أساسياتها. 5. أنشئ مشروعا ليعمل عليه الفريققم بإنشاء مشروع لآخر خطة عمل تنوي تنفيذها، وأوكل المهام لأعضاء الفريق خلال اجتماع المباشرة أو بعده. سهل انتقال فريقك للعمل في Asanaسلّط الضوء على الفوائد. تجعل Asana المسؤوليات والخطوات القادمة واضحة، وبهذا سيقضي فريقك وقتًا أقل في المتابعة وطرح الأسئلة، ويقضي وقتًا أكثر في مواصلة العمل.ناقش الأفكار حول المشاريع التي يمكن إنجازها في Asana. يمكن استخدام المشاريع لتعقّب الأهداف ذات المستوى العالي، التخطيط لمبادرات عمل جديدة، إنشاء برامج للاجتماعات، وغيرها الكثير. أنشئ المشاريع وشاركها مع أعضاء الفريق المناسبين لكي يتمكنوا من معرفة العمل الذي يتناسب واختصاصاتهم.شارك قائمة مهامك My Tasks مع مديرك أو زميلك في الفريق الذي يريد الاطلاع على ما تعمل عليه. تستطيع فعل ذلك عن طريق نسخ الرابط عندما تستعرض قائمة مهامك ومشاركته. وبهذه الطريقة سيعرف زميلك مدى سهولة التحقق من حالة عملك في أي وقت تشاء.قم بإعداد مشروع لبرنامج الاجتماع القادم مع مديرك أو مساعده لكي تستطيعا إضافة مواضيع النقاش كمهام في المشروع.شجّع زملائك في الفريق لتوكيل بعض المهام إليك عندما يريدون منك مراجعة أمر ما.عرف فريق تقنية المعلومات IT على Asanaقد يكون فريق تقنية المعلومات حذرًا حول الخصوصيّة، الأمان، التسعير، والصلاحيات. أخبرهم أنّهم ليسوا بحاجة للقلق بشأن هذه الأمور، لأنّ حساب Asana المدفوع Premium يتيح لخبراء تقنية المعلومات السيطرة الكاملة والخصوصية في المعلومات في Asana. كما يستطيع مدراء الحسابات المدفوعة إزالة أشخاص من "المؤسسة"، طلب المصادقة عبر حسابات جوجل، ومشاهدة النشاط الأخير لأعضاء "المؤسسة". نصائح لدعوة فرق أخرى في شركتك لاستخدام Asanaقم بدعوة الفرق الأخرى التي تعمل معها غالبًا إلى مشروع تعاوني لكي يتمكنوا من رؤية كيف يستخدم فريقك خدمة Asana وينضمّوا مباشرة.لا تقم بدعوة الفريق إلى "مؤسستك" فقط، فنحن نوصي دائمًا بإضافة الأشخاص كمتابعين للمهام، مشاركة المشاريع معهم، والإشارة إليهم في تعليقات المهمّة لكي يتمكنوا من المشاركة على الفور.اذكر Asana في اجتماعك القادم مع الفرق الأخرى، واستخدم المشاريع لتنظيم برنامج الاجتماع لإظهار كيف تعمل Asana على زيادة كفاءة فريقك.محادثات الفريقبعد أن قمت بتعريف فريقك على خدمة Asana، لا بدّ من أنّك تريد التأكّد من اتّفاق الجميع على بعض المحادثات الأساسية. حيث سيساعدك اتخاذ القرار مسبقًا في كيفيّة استخدام فريقك لخدمة Asana في الحصول على أقصى فائدة من بعض الخصائص مثل البحث المخصص Search Views والتقارير Reports. كما سيساعد الاتفاق على بعض الأمور التي تتم مناقشتها في المحادثات في ارتياح فريقك باستخدام Asana. فيما يلي بعض المحادثات المحتملة التي قد ترغب في إجرائها مع فريقك مقدمًا: محادثات المشروع Project Conversationsما هو المشروع الذي يجب أن يستخدمه فريقك؟ حدد أي المشاريع التي ستستخدمها بانتظام، كيف ستستخدم كل مشروع، وكيف سيتم تنظيم كل مشروع. من الذي يجب أن يحدد الأولويات للمهام ويعيد تنظيمها في المشروع؟ حدد فيما إذا كان "صاحب المشروع Project Owner" هو وحده من يستطيع تحديث كل مشروع، أو إذا كان بإمكان جميع من في الفريق إعادة ترتيب المهام. عندما تنشئ المشروع ستصبح "صاحب المشروع"، وتستطيع دائمًا أن تغيّر صاحب المشروع من تبويب Progress. يجب أن يقوم "صاحب المشروع" بمتابعة المشروع وتأشيره كمفضّل لكي يستقبل التنبيهات كلما قام أحد أفراد الفريق بإضافة مهمّة. كما يجب على "صاحب المشروع" أن يُبقي المشروع منظمًا ويوفّر تحديثات الحالة الخاصة بالمشروع بانتظام. محادثات المهمة Task Conversationsمن يستطيع إنشاء وتوكيل المهمة؟ ناقش فيما إذا كان المدراء وحدهم من يستطيعون إنشاء وتوكيل المهام، أو إذا كان باستطاعة أفراد الفريق إنشائها وتوكليها. نحن نوصي بتشجيع كل من في الفريق على إنشاء المهام وتوكليها إلى الشخص المناسب في الفريق (حتى مساعد المدير يجب أن يتمكّن من توكيل المهام إلى المدير). وستحصل على أقصى فائدة من استخدام Asana عندما يساهم الجميع بأفكارهم وتسيير العمل خطوة إلى الأمام. كيف تسمى المهمات؟ بإمكانك إنشاء محادثة لمناقشة تسمية المهمّة خصوصًا إذا كانت المهام خاصة بتدفّق عمل محدد. نوصي دائمًا بأن تكون أسماء المهام محدّدة وتصف العمل. مثلًا، بدلًا من إنشاء مهمّة باسم "مقال مدونة"، اعطِ المهمّة اسمًا محددًا أكثر كـ "كتابة مقال مدونة حول [عنوان]" أو "نشر مقال مدونة حول [عنوان]"، لكي تجيب على الأسئلة حول العمل الذي يجب إنجازه. ما هي المعلومات الواجب إعطائها عند توكل المهام؟ كل مهمّة من المهام لها وصف، تاريخ انتهاء، شخص مسؤول عن إنجازها، متابعون، وخانات للتعليقات. نوصي بتضمين معلومات وتفاصيل مهمّة في وصف المهمّة، إرفاق الملفات عند الإحالة إلى مستند، تحديد تاريخ الانتهاء إذا كان معلومًا، وإضافة تعليقات على المهمّة عندما تطرأ بعض التغييرات أو عندما تحتاج إلى مدخلات. محادثات البريد الإلكتروني Email Conversationsهل تريد تشجيع فريقك على استخدام Asana في التواصل بدلًا من البريد الإلكتروني؟ تسهّل Asana عمل وتواصل الفريق معًا، لذلك ستقضي وقتًا أقل في قراءة رسائل البريد الإلكتروني، كتابتها، والبحث عنها. قرّر فيما إذا كنت تريد تقليل رسائل البريد الإلكتروني الداخلية مع فريقك، واستخدام المهام والتعليقات في Asana للتواصل بدلًا من ذلك. نوصي بالالتزام باستخدام المحادثات لجميع عمليات التواصل الداخلية بدلًا من البريد الإلكتروني. ذكّر زملاءك عند الضرورة باستخدام Asana بدلًا من البريد الإلكتروني. هل يجب على أفراد الفريق إيقاف تنبيهات البريد الإلكتروني؟ ترسل Asana التنبيهات إلى البريد الإلكتروني لكل نشاط جديد لكي يبقى أفراد الفريق الذين لا يستخدمون Asana باستمرار في دائرة الاطلاع. ويفضّل الأشخاص الذين يستخدمون Asana باستمرار استخدام صندوق الوارد Inbox بدلًا من البريد الإلكتروني للاطلاع على آخر التحديثات. نوصي بإبقاء تنبيهات البريد الإلكتروني مفعّلة حتى تعتاد وفريقك على استخدام Asana يوميًا. والقرار بهذا الشأن متروك لكل فرد من أفراد الفريق على حدة. إنّ إجراء هذا النوع من المحادثات مع فريقك يساعد على إبقاء Asana منظمة للجميع، تحقيق السلاسة والوضوح، ومساعدة الجميع على المساهمة بالطرق الأكثر فعّالية. تحديثات الفريق في صندوق الوارد Inboxعندما تقوم بتهيئة فريقك للعمل في Asana، عرّفهم على كيفيّة استخدام صندوق الوارد للبقاء على اطلاع على آخر التحديثات في العمل. فيما يلي بعض الخطوات لمساعدة فريقك في الانتقال إلى العمل والتواصل في Asana: الخطوة 1: استخدم البريد الإلكتروني وAsana معاعندما يبدأ أفراد الفريق باستخدام Asana لأوّل مرة، سيتم إرسال تنبيهات البريد الإلكتروني لإخبارهم حول التحديثات وتذكيرهم بالعودة إلى Asana. استقبل تنبيهات البريد الإلكتروني من Asana حول الأنشطة الجديدة لفريقك.قم بإعادة توجيه رسائل البريد الإلكتروني إلى Asana لتحويليها إلى مهام.اطّلع على خصائص Asana في التواصل.قم بدعوة زملائك في الفريق وإشراكهم بإضافتهم كمتابعين كلما أضفت مهمّة جديدة.الخطوة 2: ابدأ بالتواصل في Asanaبعد أن يعتاد فريقك على استخدام Asana، بإمكانهم البدء باستخدام المحادثات في Asana بدلًا من إرسال واستقبال البريد الإلكتروني. ابدأ محادثة مع فريقك في مشروع أو على مهمّة لغرض التواصل في Asana.في البداية، قم بالتحقق من صندوق الوارد في Asana مرتين أو ثلاث يوميًا، لتعتاد على استخدام Asana في التواصل مع الفريق.وضّح لفريقك الفوائد من استخدام صندوق الوارد في Asana (كما سنأتي إلى ذكرها لاحقًا في هذا المقال).الخطوة 3: أوقف تنبيهات البريد الإلكتروني واستخدم صندوق الواردبإمكانك الاعتماد على صندوق الوارد لوحده عندما يزداد عدد أفراد الفريق الذي يتواصلون في Asana. يمكن للجميع إيقاف تنبيهات البريد الإلكتروني عندما يتجمع معظم فريقك للعمل في Asana.تستطيع، بدلًا من البريد الإلكتروني، ترك صفحة Asana مفتوحة في متصفحك بينما تعمل وتتحقق من صندوق الوارد بين فترة وأخرى للاطلاع على آخر تحديثات العمل التي تهمّك.ستتم إضافة تحديثات صندوق الوارد تلقائيًا كلما قمت وفريقك بإجراء المحادثات أو تحديث المهام. إيقاف تنبيهات البريد الإلكتروني انقر على صورة الملف الشخصي في يمين الشريط العلوي.اختر My Profile Settings.اختر تبويب To Email.الغِ تأشير صندوق Activity لكل "مؤسسة" و"مساحة عمل".أو بطريقة أخرى: انقر على أيقونة الظرف في الجزء العلوي من اللوحة الرئيسية في صندوق الوارد.اختر Off من القائمة المنسدلة. 4 فوائد لاستخدام صندوق الوارد Inbox في Asanaيُبقي صندوق الوارد أفراد الفريق على اطلاع على آخر التحديثات حول المحادثات، المشاريع، والمهام، وبذلك ستقضي وقتًا أقل في مشاركة التحديثات وتعقّب حالة العمل. 1. قضاء وقت أقل في إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكترونيتتم إضافة تحديثات صندوق الوارد تلقائيًا كلما قمت بإجراء ما على مهامك أو أنهيتها.مثال: ستتم إضافة تحديث تلقائيًا في صندوق الوارد الخاص بأفراد الفريق عندما تقوم بتأشير المهمّة كمنتهية في قائمة مهامك My Tasks.2. الوصول إلى المهام عن طريق التنبيهاتعندما تقوم بالنقر على المهمّة من صندوق الوارد، سيتم عرض وصف المهمّة، التعليقات، المرفقات، وتاريخ الانتهاء الخاص بالمهمّة.إمكانية الوصول إلى كل شيء من مكان واحد يعني أنّك لن تضيّع وقتك في تعقّبها.3. التحكم بالرسائل التي تستقبلهابإمكانك إيقاف استقبال تنبيهات صندوق الوارد عندما تقوم بإلغاء متابعة المهام والمحادثات التي تتابعها.لن يتم تنبيه فريقك عندما تتابع المحادثة أو تلغي متابعتها.4. اتخاذ الإجراءات من صندوق الوارد مباشرةتستطيع تقييم المهمّة عن طريق زر "القلب" أو إنهائها مباشرة من تنبيهات صندوق الوارد عندما تتم إضافة مهام جديدة إلى المشاريع التي تنتمي إليها.تُظهر المحادثات التي تتم الإشارة إلى المهام فيها استعراض للمهمّة التي يمكنك من خلالها اتخاذ إجراء مباشر.بإمكانك تفعيل خيار " Reminder Tasks from Inbox" لإنشاء مهمّة متابعة من خلال أي من تحديثات صندوق الوارد.كما ذكرنا سابقًا في هذا المقال، يمكن اعتماد Asana كوسيلة للتواصل بين أفراد الفريق بدلًا من إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني، وهذا ما سنأتي إلى تفصيله في الجزء القادم إن شاء الله.
-
قد يحصل هذا الأمر حتّى لأكثر الأشخاص ثقة من بيننا. أنت تستمع بينما أحدهم يتحدّث عن النجاحات الأخيرة لمعارفك؛ حصل زميل على ترقية كنت تتطّلع إليها، وحصل قريب على رتبة متقدّمة، أو حصل منافس لك على جائزة عمل. تريدُ أن تسعَد لأجلهم، لكنّك لا تستطيع منع وخزة الغيرة تلك. تبدأ بالشّك بجدارتك، كما لو أنّ إنجازات شخص آخر تقلل من إنجازاتك. وقد حدث لي شيء مشابه لذلك مؤخّرًا، عندما كانت زميلتي الكاتبة في إحدى المجموعات المستقلّة التي أنتمي إليها تصف بابتهاج الوظائف الجديدة التي حصلت عليها. كنتُ سعيدة لأجلها، لكن جزء منّي شعر بالإحباط، وبدأتُ أشكك في مهاراتي وقدراتي؛ ربّما أقوم بالتسويق لعملي بطريقة خاطئة، أو قد تكون مهاراتي في الكتابة رديئة. كلّ ذلك بسبب أنّ زميلتي حصلت على بعض الوظائف. كانت تلك الأفكار قصيرة الأجل لأنني أدركتُ ماهيّتها؛ إنّها مجرّد تشويش. كنتُ أقارن نفسي بشخص تاريخه، مهاراته، وأهدافه تختلف عن تاريخي، مهاراتي وأهدافي. إلى أي درجة هذه الأفكار "طبيعية"؟إنّه من شبه المستحيل الهرب من هذه المشاعر التي يمتلك بعضها أساس تطوّريّ. ترتبط المقارنة بالمنافسة؛ هذا الصنف من الناس لديهم مهارة أكبر في التنافس على الموارد وقد وهِبوا القابلية على نقل جيناتهم إلى الأجيال القادمة. قد لا نفكّر بوعي حول نقل جيناتنا نحو الأجيال القادمة بينما نقوم بمقارنة نجاحاتنا وعيوبنا بالآخرين، لكن نحن نسأل أنفسنا أسئلة مثل: ما الذي يمتلكونه ولا أملكه؟ قام عالم النفس Leon Festinger بتسليط بعض الضوء على دوافع الأشخاص إلى المقارنة. أشار، في عام 1954، إلى أنّنا نمتلك رغبة فطرية في تقييم أنفسنا، وهذا ما يقودنا إلى المقارنة الذاتية. وقد سميّت هذه النظرية بنظرية المقارنة الاجتماعيّة. تخدم مقارنة أنفسنا بالآخرين كنوع من المقاييس، خصوصًا عند المقارنة بأشخاص ننظر إليهم على أنّهم أكثر شبهًا بنا. نحن نستخدم المقارنات لقياس مكانتنا في الحياة، وبالتالي تقديرنا الذاتي. قد تكون بعض هذه الأفكار والمشاعر فطرية وجزء من سجيّتنا التطوّريّة، لكن ماذا سيحدث عندما تنحرف تلك الأفكار والمشاعر؟ إنّ السماح لها بالسيطرة على طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا سيكون مرهقًا ومعيقًا للإنتاجية. كيف تتحايل وسائل التواصل الاجتماعي على عقولناأتاحت وسائل التواصل الاجتماعية الكثير من الأمور الجيّدة في حياتي؛ حيث سمحت لي بالتواصل مع أناس لم ألتقِ بهم من قبل، التعرّف على القضايا المهمّة، وتبادل الأفكار والآراء. لكن يبدو أنّها أيضًا تشجّع رغبتنا في المنافسة والمقارنة. ففي حين كان الشخص يتنافس مع أخيه أو شخص ما في الغرفة المجاورة، أصبح لدينا اليوم الآلاف (أو حتّى الملايين) من الأشخاص لمنافستهم، على الأقل ممن هم ضمن اعتباراتنا. قد تكون الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة سلبيّة بين استخدام فيس بوك، الاكتئاب، ومفاهيم التقدير الذاتي مألوفة بالنسبة لك. أجرت جامعة جوتنبيرج دراسة على عادات 100 من مستخدمي فيس بوك السويديين، ووجدت أنّ 38% فقط هي نسبة الأشخاص الذين كتبوا أمور سلبيّة عن حياتهم. وهذا يعود إلى ميل الأشخاص إلى وضع أنفسهم في أفضل صورة ممكنة على الإنترنت. يشاهد العديد منّا هذا الفيض من الإيجابيّة والإنتاجيّة وبعدها نبدأ بالتشكيك في تقديرنا الذاتي. حتّى أنّ البعض يصل إلى حد التفكير بأنّ حياته الخاصّة هي أدنى منزلة مما يراه يُنشر؛ كلّهم يبدون سعداء جدًّا، متفوّقين جدًّا، ومتآلفين جدًّا. كيف تترك المنافسةإذا كانت المقارنة والمنافسة بالأشخاص من حولنا وعلى الإنترنت مضرة ليس بصحتنا النفسيّة فحسب، وإنّما بإنتاجيّتنا كذلك، ماذا نفعل لو شعرنا أن عقولنا تنحدر نحو هذا الطريق؟ تقبل حقيقة أننا بشربناءً على نظرية داروين وFestinger، من الإنصاف أن نفترض أنّ معظمنا (إن لم يكن جميعنا) يقارن نفسه بالآخرين إلى حدّ ما، حتّى لو كان على مستوى اللاوعي فقط. هل تشعر بالذنب بسبب شعورك بالغيرة؟ تقبّل بأنّ هذا جزء من كونك حيّ. نحن مجرّد بشر، وسيكون من الصعب أن نجد شخصًا لديه أفكار نقيّة دائمًا. إنّ الأمر المهم هنا هو كيف تتعامل مع هذه الأفكار والمشاعر. ليس مقبولًا أن تدمّر نفسك أو الآخرين. كما أنّ الخوض في المقارنات واستخدامها كعذر للفشل والشعور بأنّك ضحية أو الشعور بالفظاعة حول نفسك أو الآخرين سيعيق إبداعك وإنتاجيّتك. وهذا يقودني إلى النصيحة التالية. تفهم أن الأفكار هي مجرد أفكارقد يساعدك إدراك أنّ المشاعر تنشأ عادةً من الأفكار ذاتيّة الصنع؛ الأفكار التي من الممكن أن تكون مبنيّة على تصوّرات خاطئة. ولتتقدم خطوة أبعد، افصل أفكارك عن ذاتك؛ جزّئها. يعتبر هذا الأمر جزءًا كبيرًا مما يتمحور حوله تنبيه الذهن. يمكنك أن تتحرّر عندما تدرك أنّ أفكارك ليست بالضرورة أن تجعل الموقف واقعيًّا أو حقيقيًّا. تعلّم مبادئ الـ mindfulness، حيث أنّها يمكن أن تكون عاملًا مغيّرًا حقيقيًّا. تعرف على القصة الحقيقية قد تكون هنالك أسبابًا كثيرةً تجعل ذلك الشخص الذي تقارن نفسك به يبدو بأنّه أفضل منك؛ ربّما يكون قد عمل في مهنته أو منصبه لمدة أطول بكثير مما فعلت. أو يمكن أن يكون لديه روابط أو علاقات أنت لا تملكها. أو، إذا كان ذلك الشخص يتفاخر، قد يكون يبالغ في الحديث عن نجاحاته (وهذا يحدث عادة)، أو أنّ الوضع ليس كما يبدو عليه. ادفع نفسك للبحث عن الإجابات وراء ما هو ظاهر، فربّما لن يكون لديك سببًا لكي تشعر بالغيرة في النهاية. تعلم من نجاح الآخرينربمّا يكون الشخص الذي تقارن نفسك به موهوبًا بالفعل، وفي هذه الحالة عليك إخراج العواطف من المعادلة ووضعها جانبًا. ثم قم بتحويل الشعور بعدم الأهليّة إلى تجربة تعلّم إيجابيّة. ما الشيء الذي يمكنك أن تتعلّمه من ذلك الشخص الذي يمكنه أن يساعدك على زيادة إنتاجيّتك؟ قلل من تواجدك على الإنترنتربّما تكون قد سمعت هذه النصيحة من قبل، لكنّها تستحق التكرار. إنّ فكرة تقليل الوقت الذي تقضيه في وسائل التواصل الاجتماعي ليست بالسيّئة. يمكن أن تبدو الأمور أكثر تألّقًا عندما تنجزها وفق شروطك الخاصّة، في الواقع، بدلًا من التفكير فيما إذا كنت ترقى إلى مستوى أحدهم على الإنترنت (الذي على الأرجح يبالغ). خاتمةيمكن أن تكون المقارنة والمنافسة جزءًا من سجيّتنا. جميعنا نقارن أنفسنا إلى حدّ ما؛ هذه هي طريقتنا الفطرية في قياس جودة أدائنا التي يمكنها أن تساعدنا على تحسين أنفسنا فيما لو استخدمناها بحكمة. المشكلة هي عندما ندع هذه المشاعر تتطوّر إلى درجة التضايق الشديد، الأمر الذي يؤدّي إلى تنغيص راحتنا. أنت لديك القدرة للتعامل مع تلك المشاعر المتطوّرة بإجراء بعض التعديلات الداخلية كتعلّم أساليب الـ Mindfulness ، وضع ذاتك جانبًا، وتقبّل حقيقة أنّك بشر. لا يُشترط بالأشياء التي تجلب السعادة لغيرك أن تكون نفسها هي التي تجلب السعادة لك؛ كلّ شخص منّا فريد من نوعه، لذلك لا تدع طريقة التفكير تلك أن تؤثّر على إنتاجيّتك. كُن أنت أكبر المعجبين بنفسك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال: Want to be more productive? Stop comparing yourself to others لصاحبته: Paula Fitzsimmons. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
بغضّ النّظر عما نفعله أو مدى جودة ما نفعله، يبقى التّعرض للانتقاد خيارًا قائمًا، وغالبًا ما تكون تلك اللّحظات التي نتعرّض فيها لانتقادات أصعب لحظات نمرّ بها في العمل أو الحياة. ويعتبر سماعك لأشياء سلبيّة عنك شيئا غير محبّب لديك على الأرجح، كما أنّ معظمنا يفضّلون تجنّب الإحراج الذي يتمخّض عن إخبار شخص ما كيف أنّ بوسعه التّحسّن. لكن ما الذي نخسره عندما نتجنب هذه المحادثات الصّعبة؟ أحد المهارات الأساسيّة في الحياة هي القدرة على النّصح وتقبّله إلى جانب الملاحظات والنّقد حتى. هل يمكن أن تصبح مشاركة الملاحظات تجربة مختلفة وأفضل من التّجربة التي تعوّدنا عليها في حال كانت هذه الملاحظات – حتى وإن كانت ذات طابع نقدي – قد تمّ إيصالها للمتلقّي بشكل سليم وتقبلها هذا الأخير بصدر رحب؟ هل يمكن أن تصبح هذه الملاحظات فرصة قيّمة وتجربة إيجابيّة؟ سنحاول استكشاف كيفيّة إعطاء وتقبّل الملاحظات في العمل بأفضل طريقة ممكنة إلى جانب بعض المعلومات النّفسية حول التّعامل مع الملاحظات النّقديّة من الجانبين، سأشارككم كذلك بعض التّقنيّات التي نستخدمها لتقديم الملاحظات واستقبالها من أجل تحسين تجربة الاستخدام. ما الذي يحدث في أدمغتنا عندما نتعرض للنقديصعب علينا أن نشعر وكأننا على خطأ، كما أنّ سماع ذلك من الآخرين يُعدّ أكثر صعوبة، وعلى ما يبدو فإن هنالك أساسًا نفسيًّا لِكِلا هذين العنصرين. ترى أدمغتنا الانتقاد كتهديد لبقائنايقول علماء الدّماغ والأعصاب أنّ أدمغتنا – التي تعتبر بمثابة درع حماية لنا – تحرص على أن نشعر دائمًا وكأنّنا على صواب حتّى وإن كنّا على خطأ، وبالتّالي فعندما نتعرّض للنّقد، تحاول أدمغتنا حمايتنا من التّهديد الذي ترى أنه يهدّد مكانتنا الاجتماعية. يقول عالِم النّفس Daniel Goleman: "تعتبر التّهديدات التي تهدّد صورتنا في أعين غيرنا فعّالة بشكل ملحوظ من النّاحية البيولوجية، وهي أشبه بتلك التي تشكّل تهديدًا لبقائنا على قيد الحياة." لذا عندما نلقي نظرة على تسلسل Maslow الهرمي للاحتياجات، قد نفترض أنّ النّقد سيشغل مركزًا عاليا ضمن الهرم، ربما في حيّز تقدير الذّات أو تحقيق الذّات، لكن بسبب اعتبار أدمغتنا للنّقد كتهديد أساسي، نجده يشغل مركزًا منخفضًا للغاية ضمن الهرم، حيث يحمل ألوان الانتماء أو الأمان. قد يبدو النّقد وكأنّه تهديد حقيقيّ لبقائنا، لذا فإنّ سبب صعوبة تلقّي النّقد أو الانتقاد يبدو مفهومًا الآن. نتذكر النقد بفعالية لكن بشكل غير دقيقعدم تذكّر النّقد بشكل واضح هو أحد الأشياء الفريدة الأخرى المتعلقة بالنقد، يقول Charles Jacobs كاتب Management Rewired: Why Feedback Doesn’t work أنّنا عندما نسمع معلومة تتعارض وصور ذواتنا تعمل غريزتنا على تغيير المعلومة أوّلا بدلا من أنفسنا. تفسّر Kathryn Schulz كاتبة كتاب Being Wrong ذلك قائلة: يقول Clifford Nass أستاذ التّواصل في جامعة Stanford: يدعى ذلك بالتّحيّز السّلبي، حيث طوّرت أدمغتنا دوائر منفصلة وأكثر حساسيّة للتّعامل مع المعلومات والأحداث السّلبيّة، كما تعالج هذه الدوائر الأشياء السّيّئة بشكل أكثر دقّة من الأشياء الإيجابيّة، ما يعني أن التّعرّض للانتقاد سيكون له دائمًا وَقعٌ أعظم من تلقي المديح. كيف تنتقد بأفضل طريقة ممكنةالآن وقد عرفنا مدى حساسيّة النّقد، كيف يمكننا تقديمه بطريقة سليمة للحصول على أفضل النّتائج؟ هذه بعض النّصائح والاستراتيجيّات. 7 معايير لتقديم الملاحظات بفعالية:أن يكون مقدّم الملاحظات ذا مصداقيّة في أعين المُتلقّي.أن يكون مقدّم الملاحظات موثوقًا من طرف المُتلقّي.أن تكون الملاحظات مُقدّمة بنوايا طيبة.أن تكون ظروف وتوقيت إعطاء الملاحظات سليمة.أن يتم إعطاء الملاحظات بطريقة تفاعليّة.أن تكون الرّسالة واضحة.أن تكون الملاحظات مفيدة للمتلقّي.فكر في هدفكأهمّ خطوة هي أن تتأكّد بأنّ ملاحظاتك المُحتملة ذات دافع سليم، هذه قائمة ببعض العوامل المحفّزة الأساسية التي قد تدفعك لإعطاء ملاحظاتك لأحدهم. أسباب خاطئة لإعطاء ملاحظاتك: أسباب سليمة لإعطاء ملاحظاتك: الدّفاع عن سلوكك أو تبريره تحطيم معنويات شخص أو إدانته وأنت في مزاج سيّئ استرضاء طرف ثالث لإظهار تفوّقك أو قوّتك الاهتمام أو القلق على شخص آخر حسّ المسؤولية للتّوجيه والإرشاد للدعم والتطوير وكتب Frederic Laloux في كتابه Reinventing Organizations: "عندما تكون لدينا ملاحظات صعبة يتوجّب علينا تقديمها، ندخل النّقاش على مَضَض، ما يدفعنا إلى جانب الخوف والأحكام حيث نعتقد أنّنا نعلم ما خطب الشخص الآخر ونعلم كيف يمكننا معالجته. إذا كّنا أشخاص مراعِين، فسندخل في نقاشات مشابهة بدافع الاهتمام بالشّخص الآخر، عندما نكون كذلك، فسندخل في لحظات استعلام جميلة حيث لن تكون الأجوبة سهلة لكنها ستكون كفيلة بمساعدة الزّميل على تقييم نفسه بصدق أكثر." ركز على السلوك لا الشخصعند الدخول في محادثة بنوايا طيّبة، تكون الخطوة الموالية هي التّفريق بين السّلوك أو الأفعال وبين الشّخص الذي تتحدّث إليه. بتركيزك للنّقد على الحالة التي تريد الإشارة إليها أي أن تركّز على ما قاله شخص ما أو فعله بدلا من التّركيز على الشخص ذاته، تكون بذلك قد فصلت الوضع الإشكاليّ عن هويّة الشخص، متيحًا له بذلك التّركيز على ما أنت بصدد قوله دون شعوره وكأنه في مواجهة شخصيّة. قد النقاش بطرح أسئلةيمكن أن يساعد بدؤك للنّقاش بطرح بضعة أسئلة، الشخص الآخر على الشعور بأنه جزء ذو ثِقَلٍ في المحادثة أثناء مناقشتكما للتّحدي معًا. شارك Neal Ashkanasy أستاذ إدارة الأعمال في جامعة Queensland بأستراليا قصّة التّغلّب على تحدي إعطاء ملاحظات صعب – لطرد مساعِدةٍ – بالأسئلة: بدأ Ashkanasy بسؤالها حول كيفية تقييمها لأدائها في العمل، هذا التّمهيد منح للمتلقّية "ملكيّة مشتركة" للمحادثة على حدّ قوله، كما أشار Ashkanasy إلى وظائف أخرى قد تكون مناسبة أكثر لهذه الموظّفة، هذا الوعد بالانتماء ساعد الموظّفة على التّخفيف من قلقِها حول إبعادها من المجموعة التي كانت تعرفها. حقن الإيجابية: "شطيرة الانتقادات" المعدلة أحد الاستراتيجيّات المعروفة لإعطاء الملاحظات هي استراتيجية "شطيرة الانتقادات" التي اشتهرت من خلال الاقتباس السابق من طرف Mary Kay Ash خبيرة مجال مستحضرات التجميل. تبدأ الاستراتيجية بصنع شطيرة من خلال البدء بالمديح، معالجة المشكلة، متبوعة بمزيد من المديح. كلّما استطعت ضبط محادثات أكثر بشكل إيجابي كلّما زاد احتمال أن يكون المُتلقّي في مزاج جيد للقيام بالتغيير الذي تَبحثُ عنه. توفّر مدونة Zen Habits بعض الجمل التي يمكنك تجربتها من أجل حَقن إيجابية أكثر ضمن ملاحظاتك، مثل: "أعتقد أنك ستقوم بعمل رائع في حال..." أو "أحد الأشياء التي يمكن أن تجعل من هذا الأمر أفضل بكثير هي..." أو "سيروقني الأمر حقًّا إذَا..." اتبع طريقة Rosenberg: ملاحظات، أحاسيس، احتياجات، طلباتيستكشف Frederic Laloux أكثر أماكن العمل تطوّرًا في العالم في كتابه Reinventing Organizations، وأحد العناصر الثّقافية المشتركة ضمن أماكن العمل هذه هي القدرة على تلقّي الملاحظات وكأنها هديّة بدلا من لعنة، حيث يقول Laloux: "الملاحظات والمواجهات المحترمة هي هدايا نتشاركها لنساعد بعضنا البعض على النّمو." تستخدم عدّة مؤسسات طريقة Rosenberg Nonviolent Communication لتقديم الملاحظات كما هو موضح في الصورة التالية: توفّر هذه الطّريقة إطار عمل بسيط ومُتوقّع يُجرّد عملية إعطاء وتلقّي الملاحظات من بعض التّقلّبات. أفضل طريقة للاستعداد للنقد وتلقيهالآن وقد تعلّمنا بعض استراتيجيّات تقديم الملاحظات بصدر رحِب وفِكرٍ منفتح، ماذا عن تلقّيه؟ اطلب ملاحظات من الآخرين بشكل متواصلأفضل استراتيجيّة لتجنّب التّعرض لنقد سلبي بشكل غير متوقّع؟ تأكد من أن تدعو الآخرين لإعطاء ملاحظات حول عملك، خصوصًا أولئك الذين تثق بهم. ستكون قادرًا بشكل أفضل على رؤية أيّ تحدّيات بشكل مبكّر، كما أنّك ستكتسب خبرة في الرّد بشكل إيجابي على الملاحظات. يمكنك البدء بتجهيز بعض الأسئلة المفتوحة لطرحها على الأشخاص الذين يعرفونك جيّدًا ويمكنهم الحديث بثقة عن عملك، هذه أمثلة ممتازة حول بعض الأسئلة: إذا كان عليك تقديم اقتراحان لي من أجل تحسين عملي، ماذا ستقترح؟كيف يمكننيَ التّعامل مع مشاريعي بطريقة أكثر فعاليّة؟ما الذي يمكنني فعله لأسهّل عملك عليك؟كيف يمكنني متابعة تنفيذ الالتزامات بشكل أفضل؟ما الذي كنت لتفعله لإظهار تقدير أكبر للناس إن كنت مكاني؟متى أحتاج لإشراك أناس آخرين في قراراتي؟كيف يمكنني تحديد أولويّات نشاطاتي بشكل أفضل؟أطلب وقتا لتأمل ما سمعته كلا على حدةقد يكون من المغري اتخاذ موقف دفاعي أو تبرير النّقد عند تلقي ملاحظات من الآخرين، بدلا من ذلك، دع الشّخص الآخر ينهي كلامه كليًّا وحاول الاستماع بعمق، ثم اطرح أسئلة وفكّر بعناية فيما سمعته. يقول Nass أستاذ جامعة Stanford أن معظم الناس يمكنهم استيعاب تعليق انتقادي واحد في آنٍ واحد: "لقد أوقفت أناسًا وقلت لهم: ’ دعوني أفكّر في الأمر‘ أنا مستعدّ لسماع نقد أكثر لكن ليس كله في آنٍ واحد." لذا في حال كنت في حاجة للتّفكير في نقاط متعددة من الملاحظات التي تلقّيتها، لا تخف من قول لا. صقل عقلية نموبينما يجد بعضنا صعوبة في سماع الملاحظات، هنالك آخرون تحسّنوا من خلالها، هذه المجموعة تمتلك ما يُدعى بعقليّة النّمو، حيث يركّزون على إمكانيّاتهم للتّغيّر والنّمو – عكس الذين يمتلكون عقليّة ثابتة – وتجدهم قادرين على رؤية النّقد كفرصة للتّحسّن. اعترف بأخطائك وانضجمن السّهل علينا تقبّل مديح نجاحنا لكن الفشل شيء لا نودّ الاعتراف به، على سبيل المثال، نعكف غالبا على لوم عوامل خارجيّة على هذا الفشل بدلا من لوم عيوبنا. لكن مؤخّرًا، بدأت فكرة تبني الفشل بالظهور، وهي عقليّة ممتازة لاستغلال الملاحظات خير استغلال. تقول Karissa Thacker مختصّة علم نفس الأعمال: "التّجريب المستمّر هو الوضع الطّبيعيّ الجديد، يأتي الفشل مع المخاطرة، لا يمكنك رفع مستوى المخاطرة دون مساعدة الناس على تقبّل الفشل بشكل منطقي، والشّعور بالأمان لحدّ ما حتى في حالة الفشل." انخرط في حركة تبنّي الفشل وقدّر الفرص التي تتوفّر لك من أجل التّحسّن والنّمو. كيف نقدم ونتلقى الملاحظات في شركتناكما هو الحال مع معظم الأشياء التي نقوم بها داخل شركتنا، طريقة تقديم وتلقّي الملاحظات هي عمليّة تطور مستمرّة حيث نعمل على التّجربة، التّعلّم والنّمو. لقد كانت عملية تقديم وتلقّي الملاحظات فيما سبق رسميّة نوعًا ما حيث كنّا نسمّيها بالعقل المدبّر، إذ كان كل عضو فريق يلتقي بقائد فريقه كل أسبوعين وتكون بُنية الاجتماع كالتالي: 10 دقائق لمشاركة إنجازاتك والاحتفال بها.40 دقيقة لمناقشة تحدّياتك الأهمّ حاليًّا.10 دقائق لملاحظات قائد الفريق.10 دقائق لتقديم ملاحظاتك لقائد الفريق.كان لهذه العمليّة عدد من الإيجابيّات: كانت عمليّة تقديم الملاحظات وتلقّيها عمليّة منتظمة، كانت جزءًا مُجدولا من نقاشاتنا، ما أدى إلى إزالة الكثير من الخوف الذي يمكن أن يحيط بها، كما كانت الملاحظات تُقدّم للجانبين، ما جعل الأمر يبدو وكأنه عمليّة مشاركة بين نظيرين متساوِيَين. يتمّ حاليًّا عمل اجتماعات "العقل المدبّر" بشكل أسبوعي بين الزّملاء، وقد تخليّنا بشكل نهائي عن قسم تقديم الاقتراحات الرّسمي، حيث نسعى للعمل معًا دون علاقات رئيس ومرؤوس، لكنّ الملاحظات مازالت جزءًا هامًّا من رحلة شركتنا، ويتم تقديمها وتلقّيها بحرّيّة من طرف أيّ واحد منا في أي وقت مناسب. بما أنّ الملاحظات قد تكون غالبًا حسّاسة وشخصيّة، فهي تميل إلى أن تكون مُستثناة من سياستنا المتّسمة بالشّفافيّة المتشدّدة. غالبًا ما تكون على شكل رسائل Hipchat بين شخصين، رسائل بريد إلكترونية أو محادثات Sqwiggle. قيمنا توجه عملية تقديم وتلقي الملاحظاتقيم Buffer الأساسية العشر هي دليلنا لتقديم وتلقّي الملاحظات بسرور بدلا من القلق، بالنظر إلى قيمنا الإيجابيّة عبر عدسة الملاحظات، أرى الكثير من التّعليمات الرائعة حول توفير نقد بنّاء، بما في ذلك التّركيز على الوضع بدلا من الشّخص وتقديم تقدير بقدر الملاحظات المقدّمة. اختر دائمًا الإيجابيّة والسّعادة تعامل مع الأشياء دائمًا بطريقة إيجابيّة ومتفائلةلا تنتقد أو تُدِن أعضاء الفريق أو المستخدمين أبدًالا تشتكي أبدًادع الشخص الآخر يحفظ ماء وجهه حتى وإن كان من الواضح أنه على خطأتَعمّد منح تقدير حقيقيبما أنّنا نتبنّى هذا الهدف الإيجابي، من السّهل جدًّا توقّع الأفضل من الشّخص الذي يقدّم ملاحظاته لك وأنّ نواياه حسنة. كما أنّ قيمة امتناننا تعني أن كلّا منّا يركّز على أن يكون شاكرًا للملاحظات ويعتبرها فرصة للتّحسّن في مجال معيّن. خِتامًا، فإنّ قيمة تحسين أنفسنا تعني أنّ لدينا إطار عمل لتلقّي الملاحظات والعمل عليها بطريقة تدفعنا إلى الأمام. التّركيز على تحسين الذّات أن تكون واعيًا بمستواك الحاليّ من الإنتاجيّة والسّعادة، وإحداث تغييرات مستمرّة من أجل النّمو.أن تكون لديك توقّعات ذاتيّة عالية، أعلى من توقّعات Buffer منك.أن تقوم بالأشياء التي تزعجك بانتظام وعن قصد.أن تمارس نشاطات وتطوّر عادات تحسّن عقلك وجسدك.رغم أنّ الملاحظات لا يتم تعميمها على كافّة أفراد الفريق، إلا أنه من النّادر مشاركة أعضاء الفريق للملاحظات التي تلقّوها والتّغييرات التي أحدثوها كنتيجة لمقابلات العقل المدبّر أو المحادثات الثّنائيّة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال: How to Give and Receive Feedback at Work لصاحبته Courtney Seiter. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
جرى على مسامعي في السنوات الأخيرة الكثير من آراء العُملاء، ولكن أكثرها تكرارًا كان: يا لها من مُصيبة تلك الّتي وقع بها هذا العميل، فلتكن آخر المصائب. لا أُريد أنّ يُساء فهمي هنا، فما أريد قوله هو أنّ من وجهة نظر العميل، هو قد دفع مالًا لشخص ما لكي يبني له موقعًا أو تطبيق ويب، وهرب هذا الشخص، ولكن وعلى الجهة الأخرى، فمعظمنا نحن معشر المطورين نحاول دائمًا أنّ نعمل بشرفٍ واضعين نُصب أعيننا الصدق الأمانة في التعامل، مع ذلك دائمًا ما نواجه أشخاصًا قد يفعلون الفعلة السابقة بنا. وحتّى إن جاء شخصٌ ما إلينا بهدف توظيفنا لإكمال هذه المهمّة، سيكون لديه على الأرجح بعض الشكوك فيما إذا كان من المُمكن الوثوق بنا بالفعل لإنهاء ما كان يجب أنّ يكون مُنتهيًا من الأساس. وعلى الرغم من أنّني أعلم بالضَّبط أن موضوع المؤهلات قد تمّ الحديث عنه سابقًا مرات عدّة، ولكنّي أريد أنّ أكون واضحًا منذ البداية، لست هنا لتكرار تلك المؤهلات. سأحاول بدلًا من ذلك توضيح حقيقة المُطوّر، والنقاط الأبرز الّتي يجب توفّرها لبناء شيء مُخصّص لأحد العُملاء، وما يجب على العميل أنّ يأمل في الحصول عليه في نهاية المشروع. أظن أنّ سطوري هذه ليست موجّهة إلى مُطوّري ووردبريس بالتحديد، بل هي موجّهة إلى هؤلاء الذين يبحثون عن أشخاصٍ لتوظيفهم في تطوير مشروعٍ مبنيٍّ على سكريبت إدارة المُحتوى ووردبريس (WordPress)، وليسوا متأكّدين من اختيار الشخص المُناسب بعد. توظيف مُطوّر ووردبريس WordPressأعتقد أنّه من المُهم بدايةً توضيح رأي حول الفرق بين ذلك الشخص الّذي يبحث عنه الزبون، وذلك الشخص الّذي يحصلون عليه بالفعل، طبعًا هذا رأي الشخصي في نهاية الأمر، والناس أجناس بطبيعة الحال. إن السيناريو المعروف هو أنّ يكون لدى العميل فكرة مشروعٍ ما، وهو بحاجة إلى شخص لتطبيقها، فإن كان العميل من العُملاء الجديين، فستكون لديه الفكرة على الورق (بشكل أو بآخر)، وميزانيّة جاهزة ومحدّدة، بمعنى آخر أنّه قام بواجب التحضير للمشروع مُسبقًا على أكمل وجه، وستكون الخطوة التّالية بالنسبة لهم هي الشروع في البحث على الإنترنت عن مُطوّر ووردبريس، وذلك بعد أنّ سمعوا من هنا وهناك عن سهولة هذا النّظام في إدارة المُحتوى، وعن قوّته في إنشاء مواقع ويب. قام العميل في البحث، ليجد الكثير من الأشخاص الذين يبدو أنّهم مطوّري ووردبريس، وعليه سيوظّف الزبون المُطوّر، ويدفع مُقدمًا، وعلى ما يبدو أنّ الأمور تجري كما هو مُخطّط لها (في البداية فقط). سيبدأ العميل بعد ذلك الطلب من المُطوّر في إضافة ميزةٍ ما لا يعرف المُطوّر كيف يفعلها (بمعنى آخر هو لا يعرف أية إضافات تقوم بهذه الوظيفة أو الميّزة) وبدلًا من تحمّل مسؤوليته كمطوّر، سيأخذ النقود ويتوارى عن الأنظار. قد يقول البعض: أنّ المُطوّر يملك جزء من الدفعة، وقد قام بتنفيذ جزءً مما هو مُتّفق عليه، فهو بشكل أو بآخر يستحق هذا المبلغ، صحيح؟ لم يوظّف العميل مُطوّرًا في حقيقة الأمرما قام به العميل بالفعل هو توظيف شخص يعرف كيف يستخدم ووردبريس، بمعنى آخر هو قام بتوظيف شخص يعرف كيف يستخدم تطبيقًا العميل نفسه لا يعرف كيف يستخدمه، أو سأقولها بشكل آخر، ما تمّ توظيفه هو شخص مُتمرّس فقط. إن مُطوّر ووردبريس هو الشخص الّذي يعرف كيف يستخدم مجموعة محدّدة من الأدوات ويُنشئ من خلالها شيئًا ما يُكمّل منصّة ووردبريس ويوسّع إمكانياتها، أما هذا المُستقل الذي قام صاحبنا بتوظيفه هو شخص يعرف كيف يعطي موقع العميل هيئة معيّنة (عبر تنصيب قالب المدوّنة)، وكيف يُنصّب إضافة معيّنة (بهدف تقديم وظيفة ما)، ولكنّه في نفس الوقت غير قادر على كتابة شيفرة بأنامل أصابعه ليضيف خصائص إلى المشروع أو يُدخل تعديلات عليه. يوجد طرقٌ عدّة لتحديد المُطوّر الحقيقي، ولكن أفضل ما سمعت: رغم ذلك فإنها ليست أداة قياس جيّدة للعُملاء العاديين، وذلك بسبب أنّ العُملاء أصلًا لا تعرف ما هو المُشيّد. عوضًا عن ذلك، على صاحب المشروع أنّ يبحث عن الشخص الّذي يعرف المُصطلحات الصحيحة، الّذي يملك البراعة الفنيّة (التقنية)، ويعرف أيضًا كيف يسير بالمشروع إلى بر الأمان، والنبش هنا وهناك، عندها من المُفترض عليه أنّ يكون قادرًا بنفسه أو مع بقيّة أفراد فريقه على بث الروح في المشروع وتحويل الفكرة إلى كيان يُمكن الاستفادة منه. يجب على المُطوّر أنّ يكون قادرًا على الإجابة بسهولة على الأسئلة مثل: ما هي النماذج السابقة لمشاريع ووردبريس كنت قد عملت عليها؟هل لديك مُدوّنة، صفحة أعمال خاصّة (portfolio)، مقالات، أو شيفرة (كود) أستطيع الاطلاع عليها؟هل لديك مرجع للأعمال الّتي عملت عليها، ويستطيع أصحابها أو حتّى زملائك الحديث عن جودة هذه الأعمال؟وإن كان لدى العميل بعض الخبرة التقنيّة، فمن المُمكن أنّ يسأل المُطوّر الأسئلة من النوع التّالي: ما هو نمط التصميم المدفوع بالأحداث (event-driven)؟ما هو الفرق بين الأفعال (actions) وبين المرشّحات (filters)؟لماذا ليس من المُستحسن استخدام بعض مزايا PHP الجديدة عند التعامل مع شيفرة مبنيّة على سكريبت WorePress؟هل الإضافات (Plugins) مكتوبة بأسلوب البرمجة الكائنيّة (object-oriented) أم بأسلوب إجرائي (procedural)؟ما هي الخمس واجهات برمجيّة (API) المتوفّرة لسكريبت WordPress؟إن الأسئلة السابقة هي أبعد ما تكون من كونها عميقة أو شاملة، ولكنّها بداية جيّدة، وأنا متأكّد أنّ البعض قد يقول أنّ هذه الأسئلة ليست بتلك الأسئلة الصعبة. وكما هو الحال في العثور على الموهبة المُناسبة، أو الشخص المُناسب للعمل معه، فإن السعر أيضًا عامل مُهم، وذلك بسبب أنّ الزبون لديه ميزانيّة محدّدة ولا يُريد أنّ يبزّر ماله على أيًا كان. ولكن يوجد بالفعل عمالة رخيصةيوجد بالتأكيد، حيثُ مع توفّر العمالة تتوفّر النتائج بطبيعة الحال. ولكن وكما هو الحال في العديد من الأعمال، ترتبط العمالة الرخيصة عادةً مع نتائج ليست بتلك الجودة، وطبعًا لا يرغب أحد بالحصول على جودة مُنخفضة، وأيضًا لا يرغب أحد بصرف الآلاف لتحويل فكرتهم إلى موقع. ولكن هناك الكثير من يُمكن له بناء موقع كامل وشامل باستخدام سكريبت ووردبريس وبأرخص الأسعار. يوجد بالفعل من يفعل الكثير مقابل خمسة دولارات، ولكنّه لا يطوّر، يوجد فرق بين هذا وذاك. يوجد بالفعل مطورين حقيقين لسكريبت WordPressما أحاول قوله هو وجود هذا النوع من مطوري WordPress، وهم ليسوا من ذلك النوع الّذي يُنصّب سكريبت ووردبريس مع القالب والإضافة، ومن ثُمّ يدعون أنّهم "طوّروا" مشروع ويب، هم فقط مُستخدمين مُتمرسين فقط. يجب على مُطوّري ووردبريس أنّ يتمتّعوا بالتفكير التحليلي، وأن يكونوا قادرين على بث الروح في الموقع مُستخدمين مُختلف الأدوات والشيفرات، وأن يكونوا قادرين على تفسير وشرح ما طلبه العميل، ولهم القدرة على تقديم نمط عمل واضح في سبيل الحصول على مُنتج يتحدّث عن نفسه. يجب أنّ يكون سير العمل بين المطوّر والعميل قائم على مبدأ تنفيذ الطلب ومن ثُمّ مراجعته ونقاشه فيما بينهم، وهكذا إلى تسليم المُنتج، ولذلك عند يأتي وقت إطلاق الموقع، ستكون العملية سلسلة ومرنة للطرفين إلى أبعد الحدود، وذلك بسبب التدقيق والمراجعة المُسبقة، وما تمّ من الاختبارات على الموقع قُبيل الانطلاق. يُمكن للمزايا أنّ تُضاف وتُحذف من خلال استخدام نظام التحكم في النسخ (source control) ويجب على العميل أنّ يطلب وبدون تردّد من المُطوّر أي شيء من المُمكن تعديله، وأيضًا على المُطوّر أنّ يوضّح للعميل وبالأسباب الصريحة والواضحة لماذا لا يُمكن القيام بالتعديل، أو أنّ التعديل هو خارج مجال الميزانيّة المُقترحة. ولكن الآن، نحن لا نرى هذا النوع من أسلوب العمل، على الأقل ليس مع ووردبريس، وذلك من خلال تجربتي وخبرتي على أقل تقدير. إن كان العميل يبحث عن موقع يُمكن أن يُبنى على سكريبت إدارة المُحتوى ووردبريس، بشكل أو بآخر، فيجب على الأقل عليه أنّ يأخذ بعين الاعتبار الأسئلة والمُحادثات المطروحة هنا، وربما عليه أنّ يقوم بمقابلة مُصغّرة مع عدد مع الأشخاص المُحتملين للوظيفة، واختيار الشخص المُناسب للمُهمّة، وإلا سينتهي المطاف بالعميل مع شيء يُشبه الموقع. ترجمة –وبتصرّف- للمقال ?What is a WordPress Developer.