اذهب إلى المحتوى

إذا كنت مهتمًا لأن تصبح مهندس برمجيات وتتساءل عن طبيعة عمل مهندس البرمجيات وعن المهام التي ستوكل إليك عند العمل في هذه الوظيفة في شركة ما، وهل راتب مهندس البرمجيات مجزي أم لا ويتناسب مع الجهد المبذول، ففي مقال اليوم سنجيبك على كل هذه التساؤلات ونساعدك في معرفة أهم التقنيات والمتطلبات التي عليك تعلمها كي تصبح مهندس برمجيات محترف ونضع لك قائمة بأهم مصادر تعلمها.

من هو مهندس البرمجيات

مهندس البرمجيات هو المبرمج الذي يطبق مبادئ الهندسة في عملية تصميم وتطوير البرمجيات، فهو شخص خبير يمتلك معرفة دقيقة بأنواع البرمجيات المختلفة مثل برامج النظام والبرامج التطبيقية ويعرف الكثير من لغات البرمجة والتقنيات الرقمية.

كما يعرف مهندس البرمجيات كيف يحدد احتياجات مستخدمي البرامج والتطبيقات بدقة وكيف يصفها ويعبر عنها بشكل واضح ومفهوم ويقسمها لمهام متعددة لتنفيذها وفق خطوات محددة ومنظمة، فهو يطور هذه البرمجيات خلال مراحل متخلفة وباتباع منهجيات محددة لتطوير البرمجيات مثل منهجية الشلال Waterfall أو منهجية أجايل Agile ويطبق المبادئ الهندسية في كل مرحلة من هذه المراحل للحصول على برمجيات عالية الأداء تلبي المتطلبات.

الفرق بين المبرمج ومهندس البرمجيات؟

انتبه فليس كل مبرمج أو مطور تطبيقات هو مهندس برمجيات، وعلى الرغم من أن مصطلحات مثل مطور ومبرمج ومهندس برمجيات تستخدم في كثير من الأحيان للدلالة على نفس الوظيفة إلا أن هناك اختلافات بينهما، فمسؤوليات مهندسي البرمجيات أشمل وأوسع.

فدور المبرمج يقتصر على مهمة محددة وهي كتابة الشيفرات والأكواد البرمجية ويتطلب هذا الدور فهمًا قويًا بلغات البرمجة والخوارزميات وأنواعها وهياكل البيانات واستخداماتها، في حين يشرف مهندس البرمجيات على كامل عملية تطوير البرمجيات بدءًا من مرحلة وضع المتطلبات والتصميم الأولي وصولًا لمرحلة البرمجة وكتابة الأكواد، وانتهاء بمرحلة الاختبار والصيانة، ويتطلب منه هذا الدو الشامل فهمًا قويًا بدورة حياة تطوير البرمجيات ومنهجيات تطويرها وأنماط تصميم البرمجيات إضافة لفهم لغات البرمجة والخوارزميات.

بمعنى آخر يهتم المبرمج بأمور تنفيذ المشروع ويكتب الكود البرمجي الخاص به وهو ما يعرف بمصطلح implementation، أما مهندس البرمجيات فيقوم بأكثر من ذلك بكثير فهو يخطط ويحلل متطلبات المشروع ويقدم أنسب الحلول لتحقيقه بناءً على معرفته وخبرته الهندسية ويبدأ دوره قبل بدء المبرمج بمرحلة كتابة الكود إذ يكون لديه تصور واضح عن مراحل العمل ككل قبل البدء بإنجازه.

أهمية هندسة البرمجيات

تعد هندسة البرمجيات واحدة من أكثر الوظائف المطلوبة اليوم والتي ستظل مطلوبة في المستقبل، نظرًا للتطور التقني المتسارع والمتشعب في مختلف المجالات ما يستدعي الحاجة إلى توظيف مهندسي البرمجيات لتطوير برامج وتطبيقات تحل مختلف المشكلات بشرعة واحترافية.

ولا تقتصر أهمية هندسىة البرمجيات على شركات التطوير البرمجي بل تلجأ معظم القطاعات والصناعات اليوم مثل شركات الاتصالات والبنوك ومؤسسات القطاع الصحي وغيرها من قطاعات العمل إلى التحول الرقمي وتحتاج إلى تعيين مهندسي البرمجيات للاستفادة من مهاراتهم في برمجة التطبيقات المختلفة وصيانتها وتحسينها.

وهذا الطلب المرتفع يجعل رواتب مهندسي البرمجيات أعلى بكثير من المهن الأخرى، وبالطبع يختلف راتب مهندس البرمجيات اعتمادًا على الخبرة ومكان العمل لكنه بالعموم يتقاضى رواتب مرتفعة ومجزية مقارنة ببقية الوظائف لذا احرص على تطوير خبراتك ومهاراتك إذا أردت أن تضمن راتبًا مجزيًا.

مهام مهندس البرمجيات

مهندس برمجيات

قد تختلف مهام مهندس البرمجيات من مكان عمل لآخر وحسب نوع البرمجيات التي يطلب منه تطويرها، لكن بشكل عام إذا قررت العمل في وظيفة مهندس برمجيات فقد يطلب منك القيام بالمهام التالية:

  • تحليل متطلبات مستخدمي المنتج البرمجي المطلوب تطويره وتحديد مواصفاته بناء على هذه المتطلبات
  • تصميم البرمجيات وإعداد وثائق تخطيط المشروع والمواصفات ووثائق اختبار الوحدات التي تحدد التصور العام للبرامج المطلوب تطويرها وتوضح تفاصيل عملها وهيكليتها ومكوناتها المختلفة قبل البدء بنتفيذها.
  • اختيار لغة البرمجة والتقنيات المناسبة لتطوير التطبيقات وكتابة الشيفرات البرمجة اللازمة لتنفيذها.
  • اختبار البرمجيات بشكل مؤتمت أو يدوي والتأكد من خلوها من الأخطاء وإصلاحها في حال وجودها.
  • الإشراف على عملية نشر البرمجيات وإتاحتها للمستخدمين.
  • فحص أي عيوب في البرمجيات بعد نشرها، وصيانتها بصورة دورية وضمان توافقها مع أي أجهزة أو تقنيات جديدة.
  • وضع تصور لتطويرات مستقبلية وإضافة ميزات جديدة تحسن هذه البرمجيات.

مهارات مهندس البرمجيات

يحتاج أي مهندس البرمجيات لامتلاك مجموعة من المهارات الفنية والسمات الشخصية ومن أهم هذه السمات نذكر:

  • مهارات في التفكير المنطقي والتحليلي ومرونة في التعامل مع المشكلات وإيجاد حلول فعالة لها.
  • معرفة جيدة بالخوارزميات وهياكل البيانات
  • مهارات تقنية ومعرفة جيدة بلغات البرمجة وأهم أطر العمل والمكتبات المساعدة
  • التنظيم ومهارات التواصل الجيدة للتفاعل مع فريق العمل البرمجي والعملاء ومدراء المشاريع.
  • معرفة بدورة حياة البرمجيات ومراحل تطويرها ومعرفة بمنهجيات تطوير البرمجيات وآلية تطبيقها.
  • القدرة على التطور المستمر ومتابعة أحدث التقنيات واستخدامها فالمجال البرمجي سريع التطور.

ولمطالعة المزيد من السمات الشخصية التي تحتاج لامتلاكتها لتكون مهندس برمجيات ناجح أنصحك بمشاهدة الفيديو التالي:

مجالات عمل هندسة البرمجيات

إذا قررت العمل في وظيفة هندسة البرمجيات فلن يقتصر عملك على الإشراف على عملية تطوير البرمجيات وتطبيق مبادئ الهندسة على البرمجيات كما شرحنا سابقًا، فمجالات البرمجة كثيرة ومتنوعة لذا ستجد العديد من المجالات التي يمكنك العمل بها بحسب خبرتك والمهارات التي تتقنها والتقنيات التي تهتم للعمل بها.

ومن أهم مجالات عمل هندسة البرمجيات نذكر:

  • مطور برمجيات  أو مطور تطبيقات مثل تطبيقات الويب أو تطبيقات الجوال أو التطبيقات المدمجة وإنترنت الأشياء IoT.
  • مهندس DevOps أو مهندس حوسبة سحابية مسؤول عن إدارة دورة حياة تطوير البرمجيات ونشر التطبيقات.
  • عالم بيانات أو مهندس بيانات تحلل وتستخرج رؤى وقرارات مفيدة من البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية وخوارزميات التعلم الآلي.
  • مهندس ذكاء اصطناعي وتعلم آلي تطور وتنفذ خوارزميات التعلم الآلي لحل المشكلات والتنبؤ بالتوقعات المستقبلية.
  • مهندس أمن سيبراني تكتشف وتعالج أي ثغرات أو تهديدات أمنية تهدد الشبكات والأنظمة الحاسوبية.
  • مهندس قواعد بيانات مسؤول عن تصميم وإنشاء وإدارة قواعد البيانات الخاصة بالجهة التي تعمل بها أو التطبيقات التي تستخدم هذه البيانات.

  كانت هذه نبذة سريعة عن أهم مجالات عمل مهندسي البرمجيات، وبالطيع تختلف طبيعة عمل مهندس البرمجيات بحسب الدور الذي يؤديه، وحجم مكان العمل، والتقنيات المستخدمة لتأدية هذا العمل، لذا إذا وجدت فرصة عمل تتطلب تخصص هندسة البرمجيات في شركة ما، فمن الأفضل أن تتأكد أولًا من الوصف الوظيفي لها وتسأل عن المهام والمسؤوليات المطلوبة منك بشكل دقيق لتعرف إن كانت هذه الوظيفة تلائمك أم لا.

كيف أصبح مهندس برمجيات

إذا كنت تطمح لأن تدرس برمجة الحاسوب وتتعلم كافة المهارات اللازمة للتصبح مهندس برمجيات محترف، فأمامك طريقان الأول هو الدراسة الأكاديمية لتخصص هندسة البرمجيات والتسجيل في إحدى الجامعات المتخصصة في هندسة الحاسوب أو هندسة البرمجيات أو أي تخصص مشابه، لكن هذا الطريق طويل ويستغرق مدة لا تقل عن أربع إلى خمس سنوات وقد لا يتاح للجميع بسبب تكلفة الدراسة الجامعية وعدد المقاعد المحدود في كل كلية.

لذا قد ترغب في اختصار الجهد والتكاليف وتلجأ إلى تعلم هندسة البرمجيات بشكل ذاتي من خلال اكتساب المؤهلات والمهارات التقنية بنفسك والجيد في هذا الخيار أنه يساعدك على اختصار وقت التعلم ودخول سوق العمل التقني لاسيما أن الكثير من الشركات اليوم لم تعد تشترط الشهادات بل تهتم بوجود الخبرات اللازمة والمثبتة لتوظيفك.

ستجد الكثير من مصادر التعلم المفيدة من دروس مقالات وكتب ودورات تدريبية على الإنترنت تساعدك على احتراف لغات البرمجة ومبادئ هندسة البرمجيات لكن معظمها باللغة الإنجليزية، وإذا كنت تبحث عن مصدر عربي عالي الجودة لتعلم هندسة البرمجيات فقد وفرت لك أكاديمية حسوب العديد من الدورس والمقالات المجانية التي تساعدك على تعلم كافة لغات البرمجة المشهورة والمطلوبة مثل لغة بايثون Python أو جافا Java أو C++ أو غيرها من لغات البرمجة، ومن الأفضل أن تركز على لغات البرمجة المطلوبة في سوق العمل الذي تستهدفه أو المنطقة التي تهدف للبحث عن وظيفة فيها.

كما توفر دروس متعددة لتعلم أساسيات الخوارزميات وهياكل البيانات والتعرف على دورة حياة تطوير البرمجيات وكيفية وأنماط التصميم البرمجية وغيرها من المفاهيم التي تساعدك على تعلم مبادئ الهندسة وتطبيقها على تطوير البرمجيات، وبالتدريب وتطوير العديد من المشاريع البرمجية التي تحل مشكلات برمجية مختلفة ستتمكن تطبيق ما تعلمته من مهارات واكتساب خبرة أكبر في هندسة البرمجيات وبناء معرض أعمال يعزز فرصتك في الحصول على العمل.

ولا تنسى أن تعزز مهاراتك الناعمة كالتنظيم والتفكير المنطقي والإبداعي والقدرة على التواصل والعمل الجماعي فهذه المهارات لا تقل أهمية عن المهارات البرمجية ويركز عليها أصحاب العمل، وبعد اكتسابك لهذه الخبرات أنصحك بالبحث عن فرصة للتدرب او التطوع في إحدى الشركات التي توفر فرصًا لمهندسي البرمجيات الجدد للتدرب واكتساب خبرة عملية وقد هذه الفرص تكون مدفوعة أو غير مدفوعة لكنها تساعدك بشكل كبير لاكتساب الخبرات اللازمة التي تؤهلك للعمل في إحدى مجالات عمل مهندس البرمجيات في الشركات والمؤسسات.

وإذا كنت مهتمًا بتعلم مهارات هندسة البرمجيات الأساسية لكنك مشتت وتائه ولا تعرف من أين تبدأ أنصحك بالبدء مع دورة علوم الحاسوب من أكاديمية حسوب فهي توفر العديد من المسارات التعليمية المفيدة التي يحتاج أي مهندس برمجيات لمعرفتها، تمتد هذه الدورة لأكثر من 60 ساعة تدريبية تتعلم من خلالها مبادئ البرمجة وأسس هندسة البرمجيات وغيرها من المعلومات القيمة، كما توفر لك مدربين أكفاء يرشدونك خلال التعلم ويجيبون على أي تساؤل يواجهك كما يمكنك الحصول في النهاية على شهادة معتمدة تعزز فرصتك في الحصول على فرصة العمل التي تطمح لها.

أوجزنا لك في هذه الفقرة أهم الخطوات التي يمكنك اتباعها لتكون مهندس برمجيات محترف، وإذا كنت مهتمًا بمطالعة المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع أنصحك بمطالعة مقالنا الطريقة الأمثل لدراسة تخصص هندسة البرمجيات.

الخلاصة

تعرفنا في مقال اليوم على وظيفة مهندس البرمجيات وأهميتها، وأهم المهارات التي تحتاجها لتصبح مهندس برمجيات والواجبات التي عليك القيام بها عند العمل في هذه الوظيفة، وفي ختام المقال تذكر أن أي شخص اليوم يمكنه أن يتعلم البرمجة ويدرس هندسة البرمجيات وينجح في مزاولة هذا التخصص، كل ما يحتاجه هو امتلاك الصبر والإرادة والكثير من الالتزام والمثابرة.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...