اذهب إلى المحتوى

كندة شربجي

الأعضاء
  • المساهمات

    38
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

كل منشورات العضو كندة شربجي

  1. هل تساءلت يومًا كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي معرفة ما تبحث عنه وتفكر به؟ الحقيقة أن وسائل التواصل الاجتماعي لديها إمكانات عالية لفهم سلوك المستخدمين، وهو ما يتيح للعلامات التجارية الوصول إلى العملاء المحتملين بكفاءة عالية. يمكن للخوارزميات الذكية التي تمتلكها منصات التواصل الاجتماعي أن تجعل كل لحظة على الإنترنت تبدو وكأنها مخصصة لنا، لكن كيف يفعلون ذلك؟ هناك العديد من الطرق التي يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي من خلالها التأثير على تجربة العملاء وتخصيصها حسب كل مستخدم، وهو ما يساعد على نمو الأعمال. ما هي تجربة العملاء الشخصية؟ من المؤكد أن أغلبنا قد صادف إعلانات تبدو وكأنها تستهدفه خصيصًا، خاصةً عند تصفح المنشورات اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قد يظهر فيها إعلان لأحدث هاتف ذكي عندما نفكر في الحصول على هاتف جديد مثلًا. وهنا، يبدو في أغلب الحالات أن منصة التواصل الاجتماعي تعرف بالضبط ما كنا نفكر فيه، وهو ما يفيد الشركات التي تقف وراء هذه الإعلانات، إذ يمكنها استهداف العملاء المهتمين بمنتجاتها بكفاءة عالية. تجربة العملاء الشخصية الناجحة تتم عندما تستخدم الشركات ما تعرفه عنا للترويج للمنتجات أو الخدمات التي قد نكون مهتمين بها، وسوف تستخدم رسائل مصممة خصيصًا لتناسب احتياجاتنا وتفضيلاتنا، فهم يجمعون معلومات عنا من خلال سلوكياتنا السابقة ويستهدفوننا بأشياء يتوقعون أنها ستعجبنا. وهنا، عندما تراقب العلامات التجارية سلوكيات المستخدمين وتبني فهمًا عميقًا لهم، سيكون بإمكانها توفير تجربة مميزة تجعل العملاء يشعرون بأنهم ذو أهمية. كيف يساعد تخصيص تجربة العملاء على نمو الأعمال؟ تخصيص تجربة العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي هو المفتاح لتحقيق نمو الأعمال، وذلك لأن التخصيص يجعل الأشخاص يشعرون وكأننا نتحدث إليهم مباشرةً، سواءً كان ذلك عبر تغريدة أو قصة أو إعلان يظهر لهم في اللحظة المناسبة. يمكن لمثل هذه الإجراءات -حتى وإن كانت صغيرة- أن تحوّل الشخص العادي الذي يتصفح الإنترنت إلى معجب كبير بعلامتك التجارية. وبدلًا من أن يشتري منا لمرة واحدة، سيصبح عميلًا مخلصًا لعلامتنا التجارية، وسيكون أكثر استعدادًا لإخبار جميع أصدقائه عنا. غالبًا ما يؤدي تقديم هذه الخدمة المتطورة للعملاء إلى زيادة المبيعات، كما أن 60% من الشركات أصبحت حريصةً على شعور المتسوقين بأنهم ذوو أهمية، لذا فهم يستثمرون المزيد من الوقت والمال في منصات موحدة لدمج جميع الطرق التي يتحدثون بها معك، وهكذا نشعر أن كل المنشورات التي تظهر لنا مخصصة لتناسب تفضيلاتنا، فنعود مجددًا إلى المنصة. كيف تتعامل وسائل التواصل الاجتماعي مع تجربة العملاء الشخصية؟ في ما يلي شرح لكيفية استخدام الشركات لأدوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها لتقديم تجربة استخدام أفضل: خط تفاعل مباشر: يعمل خط التفاعل المباشر على إنشاء رابطة بين المستخدم وبين العلامة التجارية، مثل حالة رد المستخدم بتعليق على إحدى المنشورات، ومن ثم تصله رسالة مباشرة على المحادثة الخاصة، بحيث يبدو الأمر وكأنه يجري محادثة مع صديقه أتمتة خدمة العملاء عبر برامج الدردشة الآلية: تتيح تطبيقات الدردشة للعلامات التجارية إمكانية تقديم حلول مخصصة مع ردود فورية من برامج البوت الذكية الإعلانات المستهدفة: تستخدم الشركات المعلومات التي تجمعها عنا وسائل التواصل الاجتماعي لعرض المنشورات التي تناسب اهتماماتنا الرؤى المستندة إلى البيانات: تستخدم الشركات كميات ضخمة من البيانات لفهم سلوكياتنا بصورة أفضل، فهي تراقب كل تفاعلاتنا، من إعجاب ومشاركة ومتابعة، ومن ثم تسخّر هذه البيانات في تصميم نهجها الذي يضمن رؤية المزيد مما نحبه تخصيص المحتوى: عندما نرى منشورًا ما، قد نتعجب من مدى ارتباطه بنا وباهتماماتنا، وهذه هي قدرة العلامات التجارية على تخصيص وتوجيه منشوراتها لتناسب المستخدمين التعاون مع المؤثرين: تتعاون العلامات التجارية مع المؤثرين لتحسين التواصل مع العملاء، من خلال سد الفجوة بين لغة الشركات الرسمية والحديث الودي للمؤثرين التوجهات المستقبلية لوسائل التواصل الاجتماعي وتجربة العملاء سوف تتطور وسائل التواصل الاجتماعي وتجربة العملاء مع التطور التقني الذي نشهده؛ أما بالنسبة لما يخبئه المستقبل، فقد نصل إلى إمكانات خارقة تعيد تعريف التجارب الرقمية للمتسوقين 1. الدردشة مع الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن روبوتات الدردشة البسيطة، نشهد اليوم طفرةً واسعةً في مجال الدردشة مع الذكاء الاصطناعي، فقد وصلت جودة التواصل بدردشات الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة شبيهة بالتواصل مع إنسان حقيقي، من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الذي أصبح بإمكانه فهم سياق الكلام والتمييز ما بين الأحاديث الجدية والسخرية والفكاهة. دورة الذكاء الاصطناعي احترف برمجة الذكاء الاصطناعي AI وتحليل البيانات وتعلم كافة المعلومات التي تحتاجها لبناء نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة. اشترك الآن 2. تجارب الواقع المعزز سيسمح مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا للعملاء بالاقتراب أكثر من عروض العلامات التجارية، فمن خلال العروض التوضيحية الافتراضية للمنتجات، سيكون بإمكان العملاء رؤية المنتجات والتفاعل معها كما لو أنهم يتسوقون من المتاجر على أرض الواقع. 3. التفاعلات مع الأوامر الصوتية من المتوقع مستقبلًا أن يصبح المساعدون الصوتيون أكثر تكاملًا مع منصات التواصل الاجتماعي، بحيث يمكن أن نطلب من المساعد الصوتي أن يجلب لنا أحدث التقييمات لمنتج جديد أو العثور على أفضل الأسعار لمنتج ما، من خلال إعطاء الأوامر الصوتية على وسائل التواصل الاجتماعي. 4. التخصيص الدقيق توفر وسائل التواصل الاجتماعي ثروةً من المعلومات للشركات، إذ يمكن لهذه الشركات وبالتعاون مع الذكاء الاصطناعي تحليل هذه البيانات، والتنبؤ بتفضيلات المستخدمين بدقة مذهلة، ونتيجةً لذلك، يمكن للعلامات التجارية أن تعرض المنتجات والمحتوى الذي يناسب تمامًا المستخدمين. في الختام يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تجعل كل شيء يبدو وكأنه مصمم خصيصًا للمستخدم، مما يسمح للعلامات التجارية بتحقيق النمو بطرق لم يكن من الممكن تصورها من قبل، كما يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تجعل كل نقرة وتمريرة مخصصة للمستخدم، ومع تطور المنصات، صار كلما تفاعل المستخدم أكثر، زاد قربه من العلامات التجارية التي لن يستطيع الاستغناء عنها. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Role of Social Media in Personalizing Customer Experience for Business Growth لصاحبه April Miller. اقرأ أيضًا كيف تتبنى استراتيجية تجربة عملاء ناجحة في شركتك مدخل إلى وسائل التواصل الاجتماعي وآلية عملها وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق: قواعد التعامل
  2. تُعَد إدارة المنتجات مجالًا مثيرًا ومليئًا بالتحديات، لكن إدارة المنتجات في السوق الإلكتروني تُعَد عالمًا مختلفًا تمامًا بمزاياه ومساوئه المغايرة. هناك الكثير من المصادر التي تتحدث عن أفضل ممارسات توسيع نطاق إدارة المنتجات في السوق الإلكتروني، إلّا أننا سنتحدث اليوم عن الجوانب التي يجب الانتباه لها في المنتج عند البدء بإدارته في السوق الإلكتروني، وكيف يمكن لمدير المنتج تعزيز الجدوى في هذه المرحلة الابتدائية وأثناء إطلاق السوق الإلكتروني، مع مشاركة بعض النصائح المبنية على تجارب عملية للمختصين في هذه المجالات. ما هو السوق الإلكتروني؟ وكيف يعمل؟ السوق الإلكتروني باختصار هو الوسيط الذي يربط بين العرض المتمثل في البائعين أو المورّدين، والطلب المتمثل في المستخدم النهائي؛ وقد ساهم التطور التقني في تسريع هذا النموذج، كما هو الحال في تطبيقات النقل والتوصيل التي تربط المسافرين بسيارات الأجرة أو تطبيقات توصيل الطعام التي تربط المستهلكين بالمطاعم. يأخذ السوق الإلكتروني نسبةً مئوية من الصفقات التي تجري عبره، ويسميها عمولة أو رسوم خدمة. ما دور إدارة المنتجات في ذلك؟ قد يعتقد البعض أن دور مدير المنتجات لا يتغير مع نمو الشركة، إلا أن مرحلة إطلاق المنتج في السوق الإلكتروني قد تتطلب عقليةً مختلفةً تمامًا. فكما أن هناك رئيسًا تنفيذيًا لمرحلة الأزمات ورئيسًا تنفيذيًا لمرحلة الاستقرار، من الممكن أن يكون هناك مدير منتجات لمرحلة الإطلاق ومدير منتجات لمرحلة نمو السوق الإلكتروني. يعتمد نجاح الأسواق الإلكترونية المطروحة حديثًا على عاملين أو ثلاثة في حال لم يتوفر تمويل من مستثمرين: التدفق: يتميز السوق الإلكتروني بالسماح بالطلب الفوري، فإذا أردنا حجز سيارة أجرة على سبيل المثال، يمكننا حجزها آنيًا وليس قبل بضعة أيام. وبالنسبة لأصحاب المشروع، هذا يعني ضرورة الحفاظ على التوازن الجيد بين حجم العرض وحجم الطلب بما يتوافق مع الطبيعة المتغيرة لكل منهما، وهنا تكمن أهمية إنشاء أدوات لتسهيل استقطاب الموردين وتسريع تسجيل دخول العملاء، التي تساعد على تعزيز جدوى المنتجات في السوق تأثير العلاقات: كلما ازداد عدد مستخدمي المنتجات والراضين عن جودتها، ازدادت فرصة التوصية بها لأصدقائهم، مما يعني المزيد من الطلب على البائعين والموردين، وبالتالي زيادة إيراداتهم. يمكن أن يحصل ذلك عبر الإحالات أو عبر العروض الترويجية للمستخدمين، وكلا الأسلوبين يتطلب أن يعمل عليه فريق منتجات اقتصاديات الوحدة في حال كان هناك تركيز على الاستدامة المالية خلال مرحلة الإطلاق: اقتصاديات الوحدة هي تحليل لما إذا كان المشروع التجاري يربح أو يخسر على مستوى العميل الواحد. وفي حال كانت اقتصاديات الوحدة من أولويات الشركة، فستزداد الحاجة إلى وجود أدوات لإعداد الأسعار والعروض الترويجية للمستخدمين وحوافز البائعين وغيرها أثناء مرحلة الإطلاق؛ أما بالنسبة للشركات التي تعتمد على تمويل المستثمرين، فهي تؤجل التركيز على هذه الأمور إلى مراحل لاحقة بعد الانتهاء من تحقيق توافق المنتجات مع متطلبات السوق. باختصار، هناك حاجة إلى فريق منتجات قوي لمعالجة هذه الجوانب الثلاثة من السوق. كيف يمكن لمدير المنتج تعزيز الجدوى خلال مرحلة الإطلاق والبدء من الصفر؟ هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول دور مديري المنتجات في مرحلة الإطلاق. إذا كان هناك مدير منتجات واحد أو مجموعة مديري منتجات يشاركون في إطلاق سوق إلكتروني جديد أو فئة جديدة للسوق أو نسخة مختلفة جغرافيًا لسوق إلكتروني موجود مسبقًا، فلا بد لهم من مراعاة الأمور التالية: عدم المبالغة في تصميم الواجهة: عندما يتعلق الأمر بتصميم واجهة المستخدم UI أثناء مرحلة الإطلاق، فإن الحد الأدنى الكافي من التصميم هو الخيار الأفضل، وكلّ ما يزيد عن ذلك ينعكس سلبًا على السوق. لن يهتم العملاء والبائعون بالألوان والشعار طالما يمكنهم تحقيق غاياتهم من المنصة، مثل سهولة الشراء بالنسبة للعملاء، وتحقيق مردود أكبر بالنسبة للموردين؛ لذا يُنصح بالاكتفاء بتصميم واجهة بسيط واستثمار الموارد المحدودة في مكان آخر، مثل تجربة المستخدم UX والاهتمام بقابلية الملفات للتحميل بدلًا من الاهتمام بالأزرار والألوان التركيز على الجانب الصحيح من السوق الإلكتروني: رغم أن معادلة العرض والطلب في السوق الإلكتروني كثيرة التغيُّر، إلا أن هناك دائمًا جانبًا يحتاج إلى تحسين. سواءً كان لدينا طلب أكثر من العرض أو عرض أكثر من الطلب، فإن وظيفة السوق هي تحقيق التوازن بين الجانبين مع محاولة زيادة أرباح السوق يجب أن يكثف مديرو المنتجات جهودهم في حل هذه الأمور لتحسين التدفق؛ إذ لا معنى للعمل على تحسين مسار المستهلك إذا لم تكن هناك سيارات متوفرة للحجز حسب في مثالنا السابق، بل يجب أن يستغل مدير المنتجات وقته في استقطاب السيارات بطريقة أسرع؛ إذ تتجلى عواقب عدم فعل ذلك في جعل السوق يستقطب الكثير من العملاء دون القدرة على تلبية متطلباتهم من خلال عدد كافٍ من الموردين، مع عدم السعي لجلب موردين جدد عدم تأجيل إضافة خاصية التقييم للعملاء أو الشركاء لوقت لاحق: فالتقييمات في مرحلة الإطلاق لا تقل أهميةً عن التقييمات اللاحقة، ومن المرجح أن تصبح أول دفعة من العملاء والشركاء مستخدمين فعالين في المستقبل، وقد يجلبوا أصدقاءهم من خلال تأثير العلاقات، لذا فإن معرفة المشكلات التي تواجههم وترتيبها حسب أهميتها تساعد على تحقيق نتائج أفضل، وقد يكون تأثيرها أكبر من بناء خوارزميات متقدمة لمطابقة العرض والطلب. على سبيل المثال، تُعَد الثقة والأمان عاملان مهمان بالنسبة لتطبيقات سيارات الأجرة، لذا يجب طمأنة العملاء والشركاء من ناحيتهما باستمرار. وبالعموم، يمكن إنشاء مجموعات تجمع أبرز المستخدمين مع طلب تقديم ملاحظاتهم وآرائهم وتحديد الثغرات في العروض الترويجية الموجَّهة للمستخدمين تقديم الجودة على الكمية: يتضمن إطلاق السوق إلكتروني إنشاء أدوات داخلية للشركة، وهي عبارة عن برمجيات تستخدمها الشركة ولا يلاحظها المستهلكون والموردون أو يهتموا بها، ومن الأمثلة العملية على ذلك بناءُ أداة داخلية للعروض الترويجية تسهل إعداد الخصومات. يجب أن تكون هذه الأدوات الداخلية بسيطة وأن تضاف بالتدريج وليس دفعةً واحدة،، فعلى سبيل المثال، يُنصح بالبدء بخصومات النسبة الثابتة بدلًا من إدراج جميع أنواع الخصومات دفعةً واحدة، من قبيل: "اشترِ 2 واحصل على واحدة مجانية"، أو "اطلب 5 طلبيات واحصل على طلبية سادسة مجانية"؛ كما أن إنشاء عدد محدود من الميزات المدروسة بعناية أفضل من إنشاء العديد من الميزات العشوائية غير المفحوصة جيدًا ليس كل شيء بحاجة للتتبع: يجب أن تكون التحليلات مسؤولية الجميع في مرحلة الإطلاق، لكن لا فائدة من تتبع أو تحليل البيانات التي لا تسهم بنمو السوق الإلكتروني، مثل عدد العملاء الذين يطلبون المثلجات بين منتصف الليل والرابعة صباحًا، فهذه الإحصائية لا يترتب عليها أي قرار متعلق بالمنتج في مرحلة الإطلاق، إلا إذا كان السوق الإلكتروني مخصصًا للمثلجات وليس هناك مورّودون يقدمون المثلجات في ساعات الليل. وحتى لو كان الأمر كذلك، فيمكن التعامل معه من خلال النقطة الثانية المذكورة أعلاه، والمتعلقة بالتركيز على الجانب الصحيح من السوق الإلكتروني التجربة والتعلم والتقدم: لا شك بأن التجارب مهمة جدًا لتحسين المنتجات، لكن قد لا تتوفر لدينا البيانات الكافية لها في مرحلة الإطلاق، لذا عندما تسنح الفرصة لإجراء التجارب فلا بد من الحرص على أن تكون بسيطة وسريعة. من المهم هنا التأكد من عدم الوقوع في هاجس إجراء التجارب على كل شيء، فقد يكون الاعتماد على رؤيتنا الشخصية أو حدسنا أحيانًا خيارًا أفضل في هذه المرحلة، لكن ذلك لا ينطبق على مرحلة إجراء التغييرات الكبيرة بعد تحقيق توافق المنتجات مع متطلبات السوق. أمور أخرى يجب مراعاتها من قبل مديري المنتجات الالتزام بإستراتيجية الشركة: يجب أن تعتمد خارطة طريق المنتج على الوجهة التي تتخذها الشركة. على سبيل المثال، إذا كانت إستراتيجية الشركة تهدف إلى استقطاب مورّدين من المؤسسات بدلًا من التعاقد مع مستقلين أو كيانات صغيرة، فيجب أن يعبّر المنتج عن ذلك إبقاء الجميع على اطّلاع بآخر التحديثات: من الضروري إخبار الأطراف المعنية بمجريات الأمور، فغالبًا ما يتطلب التغيير على المنتج إجراء تغييرات موازية على العمليات الأخرى، والتي قد لا يكون فريق المنتج على دراية بها، مثل الاستعداد لمزيد من الأسئلة الشائعة في خدمة العملاء التواصل مع العملاء والشركاء: يساهم الحفاظ على علاقة قوية مع الشركاء وأبرز المستخدمين في اختصار الوقت الذي تستغرقه دورة الآراء والملاحظات، وتسريع إجراء عمليات التكرار والتحسين على المنتج تشجيع الاستخدام الذاتي للسوق: من الواجب على فريق الإدارة على الأقل أن يكونوا من أول مستخدمي السوق الإلكتروني. وفي حال كان السوق منخفض الزيارات مثل بعض الأسواق الموجهة للشركات، فسيصبح من الضروري اختبار مسار المستخدم باستمرار عبر إنشاء حساب مستخدم بطريقة اعتيادية وتجربته؛ إذ يساعد الاستخدام الذاتي للسوق على اكتشاف الكثير من الملاحظات والنواحي المهمة، خصوصًا في المراحل المبكرة. خاتمة دور مدير المنتجات في مرحلة الإطلاق أشبه بمخاطرة في سبيل غاية تستحق المغامرة، بحيث إذا نجح سيعود عليه ذلك بالجزاء الوفير؛ أما إذا فشل فقد تكون العواقب مدمِّرة. مع ذلك، يمكن الاستفادة من النصائح المذكورة أعلاه للمساعدة على إنجاز هذه المهمة بنجاح. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Zero-to-one Product Management in Marketplaces لصاحبه Jaskaran Sachdeva. اقرأ أيضًا ما هي إدارة المنتجات؟ ما الذي يجب عليك القيام به بعد إطلاق منتجك؟ دليلك الشامل إلى دورة حياة المنتج
  3. من المعروف أن فناني السيرك يؤدون عروضهم بتوازن تام، فيتمكنون من حمل العديد من الصحون في الهواء بكل ثقة وكأنهم يمارسون حيلًا سحرية؛ لكن التوازن ليس بحاجة إلى حيل سحرية، إنما يتطلب فقط التركيز والمهارة، ففي حال فقد فنان السيرك توازنه في صحن واحد فإن بقية الصحون ستسقط جميعها. كما هو الحال في عرض السيرك، فإن إدارة المشروع هي عملية توازن، فعلى مدار دورة حياة المشروع، يواجه المشروع قيودًا مختلفة، مثل الوقت والتكلفة والمخاطر؛ وتقع على عاتق مدير المشروع الناجح مسؤولية تعلم كيفية تحقيق التوازن في هذه القيود لتعزيز أداء المشروع. سنتحدث فيما يلي بالتفصيل عن قيود المشروع ونشرح كيفية التعامل معها. ما هي قيود المشروع؟ قيود المشروع هي العوامل المقيِّدة التي يجب موازنتها باستمرار طوال دورة حياة المشروع، مثل الزمن والتكلفة والمخاطر. على سبيل المثال، قيد التكلفة يعني محدودية المشروع بميزانية معينة، وقيد الزمن يعني محدودية الجدول الزمني للمشروع. من الضروري دراسة هذه القيود وفهمها، فهي تؤثر على أداء المشروع. تؤثر معظم قيود المشروع أيضًا على بعضها البعض، ولذلك فإن إدارة القيود أمر ضروري لنجاح المشروع، ففي حال قررنا تمديد الجدول الزمني مثلًا، فمن المرجح أن نحتاج أيضًا إلى المزيد من المال لإتمام المشروع، كما أن نطاق المشروع سيتوسع بطبيعة الحال عند زيادة الزمن والتكلفة. هناك ستة قيود شائعة يجب أخذها بالحسبان أثناء تقدم مراحل إدارة المشروع، وسنتحدث عنها بالتفصيل ونشرح كيفية التعامل معها. ومهما كان نوع المشروع، فإن استخدام أداة لإدارة المشاريع سيساعد على استعراض برنامج المشروع ومعالجة القيود كافةً في مكان واحد. القيود الثلاثية في إدارة المشاريع تُعرَف أيضًا بمثلث إدارة المشاريع أو المثلث الحديدي، وهي النطاق والتكلفة والزمن، ويجب موازنة هذه العناصر الثلاثة في جميع المشاريع، رغم أن الأمر تتخلله بعض الصعوبة، نظرًا لأن هذه العوامل تؤثر ببعضها البعض. لا بد من تقديم بعض التنازلات عند موازنة النطاق والتكلفة والزمن، ويجب أن تقرر ما الذي ستضحي به للحفاظ على انتظام المشروع وفعاليته. على سبيل المثال، يبقى المشروع ضمن النطاق في حال بقيت كل من الميزانية والوقت المخصص ثابتَين؛ أما في حال أردنا إنهاء المشروع بوقت أقصر، فيجب أن ينخفض النطاق أيضًا من أجل الحفاظ على التوازن بالنسبة للميزانية، إلا إذا كنا قادرين على رفع ميزانية المشروع. النطاق يشير النطاق إلى حجم المشروع من حيث الجودة والتفاصيل والمخرجات. ويُعَد كل من الوقت والمال تابعَين لنطاق المشروع، فكلما زاد نطاق المشروع، فإنه سيتطلب المزيد من الوقت والمال لإنجازه. يجب الحذر من مشكلة توسع النطاق scope creep في كل مرحلة من مراحل المشروع، وبذل الجهد لتجنب الوقوع فيها من خلال إعداد خطط مفصلة للمشروع، وأخذ توقيع الأطراف المعنية لكل الجوانب قبل أن تبدأ عملية الإنتاج. التكلفة تتضمن التكلفة ميزانية المشروع الكلية وجميع متطلبات المشروع ذات القيمة المادية، ومن الأمثلة على العناصر التي قد تندرج ضمن قيود التكلفة: تكلفة المشروع رواتب أعضاء الفريق تكلفة المعدات تكلفة المَرافق تكلفة الإصلاحات تكلفة المواد يتضمن هذا القسم جميع العناصر التي تتطلب الاستعانة بالموارد المالية للشركة. الزمن إنّ إدارة الوقت عامل أساسي لنجاح المشروع، ولا بد من التصادم مع الكثير من من القيود الزمنية في كل مرحلة من مراحل المشروع؛ وهنا إذا حاولنا تمديد الجدول الزمني للمشروع فستترتب علينا عواقب مثل تأخر وقت التسليم أو الحاجة لإجراء تعديلات على تقويم الفريق أو تقليل الوقت المخصص للتخطيط، ومن الأمثلة على العناصر التي قد تندرج ضمن قيود التكلفة: الجدول الزمني العام للمشروع ساعات العمل على المشروع التقويم الداخلي والأهداف الوقت المخصص للتخطيط والإستراتيجية عدد مراحل المشروع يُطلَق على النطاق والتكلفة والزمن اسم المثلث الحديدي، لأن هذه القيود الثلاثة من الصعب التلاعب بها عند السعي للحفاظ على جودة المشروع. على سبيل المثال، إذا قررنا تقليص ميزانيتنا أو توسيع نطاق المشروع، فمن المرجح أن نحتاج إلى تعويض ذلك عبر عامل الوقت، من خلال تمديد الموعد النهائي أو زيادة ساعات العمل أو تعديل برنامج المشروع. وكما ذكرنا، فإن النطاق والتكلفة والزمن هي القيود الثلاثية لإدارة المشاريع، لكن هناك ثلاثة قيود أخرى قد نواجهها في دورة حياة المشروع؛ وهي المخاطر والموارد والجودة. المخاطر مخاطر المشروع هي أي حوادث غير متوقعة يمكن أن تؤثر على المشروع؛ وغالبًا ما تؤثر المخاطر سلبًا على المشروع، لكن يمكن أن يكون لها أحيانًا تأثيرات إيجابية. على سبيل المثال، إذا نزل منتج تقني جديد إلى السوق أثناء تقدم مشروعنا فربما يساعدنا هذا المنتج على إنهاء المشروع بصورة أسرع، أو ربما يقلل من قيمة منتجنا في السوق إذا كان منافسًا له. يمكن تحديد مخاطر المشروع من خلال تحليل المخاطر واستخدام إستراتيجيات إدارة المخاطر لتجنبها. ومن المخاطر التي قد نواجهها: محدودية الموارد حوادث العمل قصور الأداء قلة الوضوح توسع نطاق المشروع التكاليف المرتفعة ضيق الوقت من المهم استخدام سجلّ المخاطر لتقييم احتمالية كلٍّ من المخاطر وشدته، ثم إعطاء الأولوية لتخفيف المخاطر الأشد والأرجح احتمالًا. الموارد ترتبط الموارد ارتباطًا وثيقًا بقيود التكلفة، فالموارد هي عبارة عن متطلبات للمشروع لها تكلفة مالية. وبغياب التخصيص السليم للموارد، يمكن أن يعاني المشروع من ضعف الجودة وزيادة الميزانية وتأخر الجدول الزمني. من الموارد التي يحتاج إليها المشروع: الموارد البشرية المعدات والمواد المَرافق البرامج من المهم استخدام خطة لإدارة الموارد لضمان الحصول على الموارد التي نحتاجها لكل عنصر في المشروع، تجنبًا للتأثير السلبي لهذا القيد على جوانب أخرى للمشروع. الجودة جودة المشروع هي قياس لمدى تلبية مُخرجاته للتوقعات الأولية. تؤثر جميع القيود الأخرى في جودة المشروع، لأن الجودة هي النتيجة النهائية للمشروع، ومع ذلك فهي تُعَد قيدًا مستقلًا بحد ذاته؛ لأن بعض العوامل التي تؤدي إلى نقصان الجودة ليست مرتبطةً بالتكلفة أو الزمن أو الموارد أو الخطورة أو النطاق، نذكر منها: ضعف التواصل ضعف مهارات التصميم أو التطوير التغييرات الكبيرة التي تطرأ على المشروع لتحقيق أداء احترافي للمشروع، يجب معالجة جودة المشروع باعتبارها كيانًا مستقلًا، مع الحفاظ على موازنة القيود الخمسة الأخرى التي يؤدي الفشل في معالجتها إلى ضعف جودة المشروع وتدني رضا العملاء. كيفية إدارة قيود المشروع يمكن استخدام بعض الاستراتيجيات لإدارة قيود المشروع وموازنتها عندما تؤثر على سير العمل، ويتضمن ذلك استخدام منهجيات إدارة المشاريع، مثل دليل PMBOK لمراحل إدارة المشروع، أو ممارسات أجايل التي تشجع على المرونة والتعاون. يمكن أيضًا اتباع النصائح التالية لتعزيز خطة إدارة المشروع: فهم القيود: لا يمكن التعامل مع القيود قبل فهمها جيدًا، وبمجرد التعرف عليها والإحاطة بها، يصبح بإمكاننا وضع خطة مناسبة لمعالجتها. على سبيل المثال، أثناء مرحلة التخطيط للمشروع، يمكننا تقييم المخاطر المحتملة والموارد اللازمة وتكلفة هذه الموارد التخطيط ووضع إستراتيجية: عندما نضع بالحسبان جميع القيود الستة الشائعة أثناء إعداد خطة المشروع، يمكننا المضي قدمًا مع امتلاك رؤية أوضح لما هو قادم. يجب أن تتضمن خطة المشروع إستراتيجيات لموازنة القيود الثلاثية المتمثلة بالنطاق والتكلفة والزمن، وأخرى للتعامل مع القيود الإضافية مثل محاولة تجنب مخاطر المشروع التحكم بجودة المشروع: يمكن السيطرة على جودة المشروع من خلال المراقبة المستمرة لخطة المشروع وعملياته، فعندما يتعامل الفريق مع مهمات مختلفة أثناء مرحلة التنفيذ، لابد من الحرص على استخدام برنامج لإدارة المشروع بهدف ضمان بقاء الجميع على المسار الصحيح، وإنشاء آلية للتحكم في التغييرات لتجنب توسع نطاق المشروع عند حدوث أي تغيير إدارة المخاطر: يجب استخدام تحليل المخاطر لتحديد المخاطر المحتملة وتقييمها والاستعداد لها. بوجود خطة متينة لإدارة المخاطر، يمكن إبقاء معظم مخاطر المشروع السلبية تحت السيطرة والاستعداد لأي مخاطر غير متوقعة التواصل الفعال: لا شك بأن عملية التواصل عامل أساسي لنجاح التعامل مع قيود المشروع. وبغياب التواصل الفعال، قد نعتقد أننا ننجح في موازنة القيود في الوقت الذي يقوِّض فيه أحد أعضاء الفريق جهودنا من غير درايةٍ منه؛ أما عندما نناقش جميع جوانب المشروع مع الفريق فيمكن التعاون على تحقيق أهداف المشروع التحلي بالمرونة: المرونة شرط أساسي للتمكن من موازنة القيود، إذ سنضطر أحيانًا إلى تقديم تنازلات وتفضيل عنصر على آخر من أجل البقاء ضمن نطاق المشروع. وبغياب المرونة، سنضطر في النهاية إلى التضحية بجودة المشروع. من المهم هنا تذكر أن الأولوية دائمًا هي نيل رضا العملاء والأطراف المعنية، مما يعني القبول بالتنازلات عند الضرورة. التتبع الآني للقيود عبر أدوات إدارة المشاريع يمكننا تتبع القيود في كل مرحلة من دورة حياة المشروع لضمان أن تلبي الجودة توقعات الأطراف المعنية. وعندما نكون بحاجة إلى ضبط أحد القيود مثل الجدول الزمني للمشروع، فلا بد من التفكير أولًا في كيف سيؤثر ذلك على القيود الأخرى للمشروع مثل التكلفة والنطاق، ثم المقارنة بين القيود بما يتناسب مع مصالح المشروع. تساعد أدوات إدارة المشاريع على استعراض القيود آنيًا، كما تسمح بسهولة التحكم بعناصر المشروع ومشاركة المعلومات مع الآخرين. خاتمة بهذا نكون قد تعرفنا على أبرز قيود المشاريع التي يمكن مصادفتها خلال العمل على أي مشروع، وقدمنا الحلول المناسبة للتعامل معها، والتي يمكن تجريبها والتدرب عليها خلال مشاريعك الحالية والقادمة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال ‎6 project constraints and how to manage them for project success. اقرأ أيضًا ما هي إدارة المشاريع؟ 8 خطوات لإتمام المشاريع بثقة إدارة الموارد خلال دورة حياة المشروع
  4. تُعَد تقارير حالة المشروع المكتوبة بالشكل الصحيح هي الطريقة المثلى لإبقاء الأطراف المعنية في حالة متابعة واطلاع دائم أثناء تقدم المشروع. تساعد هذه التحديثات العامة أعضاء الفريق على التنبؤ بأن المشروع سيسير بالاتجاه الصحيح أو يواجه خطر الابتعاد عن مساره أو ربما خرج تمامًا عن مساره؛ وبذلك يمكن تصحيح المسار مباشرةً دون الخروج عن المواعيد النهائية. لا شك بأن كتابة تقرير حول حالة العمل يُعَد خطوةً مهمةً جدًا لتوحيد اتجاه تفكير الفريق والتنبؤ بالمخاطر المحتملة مع ضمان البقاء على المسار الصحيح وضمن الميزانية المسموحة، إلا أنّ تجميع هذه المعلومات يدويًا من مصادر مختلفة يتطلب جهدًا كبيرًا قد يؤثر على أداء المهمات الأساسية للعمل؛ فبدلًا من إهدار عطلة نهاية الأسبوع على التقليب بين جداول البيانات ورسائل البريد الإلكتروني والأدوات الأخرى بحثًا عن تحديث حالة المشروع، يمكن استخدام قالب لتقرير حالة المشروع يسهّل هذه العملية، وهو ما سيقلل الوقت اللازم لتجميع البيانات ويوفر المزيد من الوقت المخصص للعمل. سنتعرف في هذا المقال على تقرير حالة المشروع وكيف يساعد على الالتزام الدائم بالمواعيد النهائية، كما سنتعرف على كيفية إنشاء تقارير حالة المشروع عبر بضعة خطوات بسيطة. ما هو تقرير حالة المشروع؟ تقارير حالة المشروع هو عبارة عن تحديثات حول تقدم المشروع تُنشَر في الوقت المناسب. تُعطينا هذه التقارير المكتوبة بدقة معلوماتٍ عامة حول تقدم المشروع، مما يمنح أعضاء الفريق لمحةً سريعةً حول آخر أخبار المشروع. يساعد نشر تقرير حالة المشروع في الوقت المناسب على ضمان أن أعضاء الفريق والأطراف المعنية باختلاف وظائفهم يعرفون ما يسير بالاتجاه الصحيح وما يعاني من عراقيل، مع التنبؤ بمسار المشروع؛ كما يُعَد من المهم نشر هذه التقارير دوريًا، فهي تساعد على إبقاء جميع الأطراف المعنية بالمشروع في حالة اطّلاع ومتابعة لتقدم المشروع؛ كما تجيب عن الأسئلة التي تخطر ببال الجميع قبل أن يفكر أعضاء الفريق بطرحها، فهي تبين للفريق ما إذا كان العمل يسير بالاتجاه الصحيح وتعزز من ثقة قائد الفريق وجميع أعضائه. يعتمد تواتر نشر تقارير حالة المشروع على الجدول الزمني للمشروع، فبعض المشاريع تحتاج إلى تقرير أسبوعي، في حين أن بعضها الآخر لا يتطلب أكثر من تحديث شهري، لذا يمكن تحديد مواعيد نشر تقارير المشروع حسب حاجة الأطراف المعنية. مع ذلك، من المهمم التنويه إلى أن هذه التقارير لا تتطلب عادةً استجابةً حيال الأمور التي لا تسير على ما يُرام، بل يقتصر دورها على إبلاغ الفريق بتقدم المشروع وما إذا كان يسير بالاتجاه الصحيح أو يواجه خطر الابتعاد عن مساره أو ربما خرج تمامًا عن مساره. فوائد كتابة تقارير فعالة للمشروع كتابة تقرير حالة المشروع ليست غايةً بحد ذاتها، بل هي وسيلة يُرجى منها تحقيق المزايا التالية: تتبع الحالة الراهنة للمشروع أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن نصل إلى نهاية الجدول الزمني للمشروع فندرك بأننا كنا خارج المسار طوال الوقت. لا شك بأنها ستكون صدمةً كبيرة! على الواقع هذا واحد من الأسباب التي تجعل مدير المشروع مسؤولًا عن إطلاع أعضاء الفريق على الحالة الراهنة للمشروع طوال الوقت؛ وتُعَد تقارير التقدم طريقةً فعالةً لتحقيق ذلك دون الحاجة للكثير من العمل اليدوي، فهي تقدم خُلاصات عامة مع مقاييس ذات أهمية تساعد الجميع على التنبؤ بصحة مسار المشروع. في حال كان المشروع خارج المسار فإن معرفة ذلك تساعد على إصلاحه بسرعة بخطوة استباقية، وبالتالي تجنب الخروج عن المواعيد النهائية أو عن ميزانية المشروع. تلخيص تقدم المشروع تقارير حالة المشروع ليست تقارير آنية، إنما هي ملخص لما جرى العمل عليه خلال الأسبوع أو الأسبوعين أو الشهر الماضي، وهي فرصة للأطراف المعنية للبقاء على اطلاع بمدى الالتزام بخطة المشروع. اختصار العمل اليدوي لا شك بأن مدير المشروع لديه قائمة أعمال تشغله باستمرار، وليس مستعدًا لقضاء ساعات طويلة من وقته في تجميع بيانات من مصادر مختلفة كل أسبوع أو كل شهر، وهنا تتجلى أهمية أدوات إعداد تقارير المشروع التي تسمح بالعثور على هذه المعلومات في مكان واحد وإنشاء تقرير حالة المشروع بنقرة زر واحدة. مشاركة الخطوات التالية والتوصيات العملية تُرسَل تقارير حالة المشروع إلى فريق المشروع وراعي المشروع والأطراف المعنية الرئيسية وأعضاء الفريق باختلاف وظائفهم. ونظرًا لأن هذه التقارير تتضمن المعلومات العامة الأكثر أهميةً حول سير المشروع، فهي مفيدة لأي شخص يرغب بمتابعة تقدم المشروع، وهي الطريقة المثالية لمعرفة آخر تحديثات المشروع دون الخوض في التفاصيل. وفي حال استجدّت أي خطوات تالية أو توصيات عملية مهمة، فيجب مشاركتها في هذه التقارير لكي يكون الجميع على علم بها. التنبؤ بمعوقات العمل إذا كان المشروع يحيد عن مساره فإن تقرير الحالة يسمح بمعرفة السبب في حدوث ذلك وما الذي يجب فعله لتخطي أي معوِّقات، وهنا يتجلى النهج الاستباقي في إعادة الأمور إلى نصابها. بمعنى آخر فإن تقارير الحالة بنهجها الاستباقي تساعد على تحديد المشكلات وتلافيها قبل أن تؤثر هذه المشكلات على الجدول الزمني للمشروع، وهي تشبه بذلك عملية إدارة مخاطر المشروع. الاستغناء عن اجتماعات الحالة أصبحت اجتماعات الحالة status meetings من الماضي، فهي مستهلكة للوقت قياسًا بالوسائل الأخرى التي يمكن استخدامها في يومنا هذا. وخلافًا للاجتماعات المباشرة (وجهًا لوجه) فإن تقارير حالة المشروع تُشارَك عبر منصة مركزية وتسمح لأعضاء الفريق بمراجعتها متى شاؤوا دون الالتزام بوقت معين، كما تتيح إمكانية الرجوع إلى المعلومات أو التعمق في بيانات المشروع عند الحاجة لذلك؛ في حين يُنصح في الطريقة المباشرة وجهًا لوجه، بتركها للاجتماعات المهمة مثل اجتماعات العصف الذهني أو الاجتماعات الشاملة. قبل إعداد التقرير: استفد من الممارسات الفعالة لإدارة المشروع تتجلى الفائدة العظمى لتقرير حالة المشروع في اختصار العمل اليدوي والسماح بمركزية المعلومات وتسهيل إبقاء الجميع على اطلاع بالتحديثات؛ فإذا كانت المعلومات موزعة على أدوات متعددة، فلا يمكن استخدام قوالب تقرير حالة المشروع بكفاءة عالية، لأننا سنضطر حينها مجددًا لفتح جداول إكسل ورسائل البريد الإلكتروني يدويًا لتجميع المعلومات. لذلك يجب الحرص على استخدام منصة لإدارة المشاريع مثل منصة أنا لتكون مصدرًا مركزيًا للمعلومات الموثوقة، ومن مزايا هذه المنصات: امتلاك مصدر مركزي للمعلومات الموثوقة يمكن لأعضاء الفريق من خلاله معرفة من يعمل على مهمة ما وما هي المهمة وما توقيتها سهولة استعراض معلومات المشروع على مخطط جانت أو لوحة كانبان، أو على التقويم، أو من خلال قائمة بنمط جدول البيانات إنشاء تقارير حالة بنقرة زر واحدة السماح بالوصول إلى مزيد من المعلومات لأعضاء الفريق الذين يحتاجون إلى تفاصيل أكثر من تلك المذكورة في تقرير الحالة توفير معلومات إضافية عن المشروع، مثل خطة المشروع وخطة التواصل وأهداف المشروع والمحطات الرئيسية والمُخرَجات وغيرها بالإضافة لذلك فإن منصات إدارة المشاريع ضرورية لأعضاء الفريق باختلاف وظائفهم للسماح لهم باستعراض تقارير الحالة السابقة، وضرورية أيضًا للأطراف الرئيسية المعنية ليتمكنوا من أخذ لمحة سريعة عن تقدم حقيبة عمل المشروع أو البرنامج بأكمله؛ كما أنها تمكّن أعضاء الفريق من تتبُّّع مهماتهم الفردية طوال فترة المشروع. 8 خطوات لكتابة تقرير حالة المشروع باحترافية لكتابة تقرير حالة المشروع، علينا أن نحرص أولًا على إنشاء هيكلية واضحة وموحدة يمكننا استخدامها لكل تقارير الحالة المستقبلية، كما يجب الحرص أيضًا على جعلها متوافقة مع موجز المشروع Project Brief ليبقى التقرير مركزًا على صلب المشروع. يمكننا اتباع الدليل الإرشادي التالي لمعرفة ما يجب أن يتضمنه تقرير حالة المشروع، مع التدرب على كل خطوة عمليًا عبر المثال المطروح لمشروع رضا الموظفين. 1. إنشاء التقرير ضمن منصة العمل قبل البدء بإعداد التقرير، يجب أن يكون عملنا بالأصل معتمدًا على منصة إدارة مشاريع لتتبع معلومات المشروع، وبذلك لن نضطر لسحب المعلومات يدويًا من مصادر مختلفة، مما يقلل من العمل اليدوي ويسمح بإنشاء التقرير عبر بضع نقرات فقط. يساعد البدء من منصة إدارة المشاريع على سهولة كشف التبعيات (اعتماد مرحلة ما على أخرى) وتحديد المهمات القادمة، وبذلك تتلاشى حالات اكتشاف خروج المشروع عن مساره بعد فوات الأوان. 2. تسمية التقرير يمكن تسمية التقرير على اسم المشروع تجنبًا للالتباس. وفي حال إعداد تقارير متكررة لنفس المشروع، فيجب أن يتضمن الاسم أيضًا إشارة إلى التاريخ أو التوقيت. مثال عن التسمية: مشروع رضا الموظفين - فبراير 2024. 3. الإشارة إلى الحالة الراهنة للمشروع تعبّر الحالة الراهنة للمشروع عن صحة مساره الحالي، وقد تتغير الحالة الراهنة من تقرير إلى آخر، لا سيما في حال مواجهة معوِّقات أو النجاح بتلافي مخاطر كبيرة كان من الممكن أن تعيق المشروع. سنبحث هنا عن منصة لإدارة المشاريع تتيح إمكانية مشاركة حالة المشروع ونبين ما إذا كان على المسار الصحيح، ويمكن الإشارة إلى الحالة الراهنة للمشروع باستخدام نظام ترميز لوني (اللون الأخضر = على المسار الصحيح، اللون الأصفر = خطر قائم، اللون الأحمر = خارج المسار). مثال عن تحديث الحالة الراهنة: المشروع على المسار الصحيح. 4. إدراج ملخص سريع عن تقرير الحالة يجب أن يكون ملخص تقرير الحالة مختصرًا بحوالي 2 أو 3 جُمل، والهدف من ذلك هو تقديم لمحةً سريعةً عن أهم الحقائق للقارئ الذي ليس لديه الوقت الكافي للخوض في التفاصيل. هذا الملخص هو القسم الأول من التقرير، لذا فهو المكان الأنسب من أجل: إدراج النقاط الرئيسية الإشارة إلى أهم المعوقات التنبيه إلى المخاطر غير المتوقَّعة للمشروع مثال عن ملخص تقرير الحالة: وصلت نتائج الاستطلاع، وجارٍي العمل على مراجعتها، لكن من خلال نظرة سريعة يمكننا ملاحظة أن رضا الموظفين بلغ نسبة 80%، أي بزيادة 3 نقاط عن الاستطلاع السابق. تعمل لجنة المشاركة مع الفريق التنفيذي على البحث عن نشاطات مشاركة جديدة لتطبيقها ضمن أهم المجالات المستهدفة لدينا، بما في ذلك الارتقاء المهني والشفافية. 5. إضافة لمحة عامة عن كل مجال قد تختلف المجالات الرئيسية من تقرير لآخر أو تكون موحدة بين التقارير، وذلك حسب طبيعة المشروع. على سبيل المثال، في مشاريع أجايل التي تتميز بالتطور المستمر من المرجح أن تكون المجالات الرئيسية متغيرة وتغطي الأمور التي عمل الفريق عليها في دورة التطوير السابقة؛ أما إذا كان المشروع يدور حول التخطيط لفعالية ما مثلًا، فسيكون له مجالات رئيسية ثابتة يجب العمل عليها، مثل الترويج والاشتراك والمتحدثين وغيرها. علينا هنا أن نضيف بضع تعدادات لكل من المجالات الرئيسية في تقرير الحالة، وإعطاء تحديث فيها عن التقدم المحرَز في هذه المجالات والإنجازات المحققة والخطوات القادمة المتعلقة بها. مثال عن اللمحة العامة لمجال رئيسي، وهو نتائج الاستطلاع: شارك 70% من الموظفين في استطلاع الرضا بلغ معدل الرضا العام 80% 57% فقط من الموظفين قالوا أن لديهم مسارًا واضحًا نحو الترقية المهنية، بما يقل 5% عن الاستطلاع السابق 41% من الموظفين اختاروا الشفافية عند سؤالهم عن أهم التحسينات التي يرغبون برؤيتها 6. إضافة روابط لمستندات ومصادر أخرى لسنا بحاجة لإضافة جميع التفاصيل حول سير العمل في التقرير، لكن قد يرغب بعض الأشخاص في معرفة المزيد، ومن أجل هؤلاء يمكن إضافة روابط للمستندات والمصادر الأخرى، والتي قد تتضمن معلومات أكثر تفصيلًا عن المشروع مثل المحطات النوعية للمشروع أو التأثيرات الأوسع نطاقًا للمشروع أو الأهداف التجارية التي يساهم فيها المشروع. مثال: إدراج رابط لاستطلاع رضا الموظفين بالإضافة إلى رابط لأهداف الشركة الرئيسية المتعلقة بزيادة مشاركة الموظفين على مدار السنة المالية للشركة. 7. الإشارة إلى أي معوقات تواجه المشروع جميع المشاريع معرّضة لمواجهة تحديات وعوائق، وقد يكون ذلك على شكل مخاطر محتملة أو زيادة غير متوقعة في الميزانية أو تؤخر أثّر على الجدول الزمني للمشروع. من المفيد وضع الأطراف المعنية في الصورة عند التعرض لمثل هذه المشكلات، من أجل التكيف مع التغيرات المترتبة عليها والبقاء على المسار الصحيح. مثال عن المعوِّقات: يرغب الفريق التنفيذي بمراجعة النتائج قبل الاجتماع التالي للجنة المشاركة، لكنهم لن يتمكنوا من مراجعتها في الأسابيع الثلاثة القادمة، مما سيتسبب بتأخر الإطار الزمني للمشروع بأكمله. 8. تسليط الضوء على الخطوات التالية قد تكون الخاتمة على شكل قائمة بالخطوات التالية أو رسالة شكر لشخص ما أو أي شيء آخر ترغب بذكره. مثال: شكرًا أ. سارة على إرسال عدة رسائل تشجيعية للموظفين لحثهم على المشاركة في الاستطلاع. قالب لإنشاء تقرير حالة المشروع تطبيقًا لما تعلمناه في النقاط السابقة، سنكتب تقرير حالة مشروعك باستخدام القالب التالي سهل الملء: .addtional__paragraph { border: 3px solid #f5f5f5; margin: 20px 0 14px; position: relative; display: block; padding: 25px 30px; } اسم التقرير: نسمّي التقرير بالاسم الذي نختاره، ويمكن استخدام نفس اسم المشروع مضافًا إليه تاريخ التقرير. الحالة الراهنة للمشروع: هل المشروع على المسار الصحيح؟ هل يواجه مخاطر محتملة؟ هل هو متأخر؟ الملخص: تتم هنا كتابة هنا وصف مختصر لأهم النقاط المتعلقة بحالة المشروع، مع تذكير أن الأطراف المعنية ربما يطّلعون فقط على هذا القسم في حال كانوا مشغولين، لذلك من المهم الحرص على تضمين أي نقاط رئيسية أو معوقات يجب أن يكون الفريق بأكمله على دراية بها. المجال الرئيسي الأول: لمحة عامة تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك المجال الرئيسي الثاني: لمحة عامة تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك المجال الرئيسي الثالث: لمحة عامة تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك معلومات إضافية وروابط: من المهم وضع روابط لتفاصيل المشروع المتعلقة بالحالة أو للمعلومات العامة حول المشروع التي قد تهم الأطراف المعنية. يتيح هذا القسم مجالًا لأعضاء الفريق للتعمق بالتفاصيل، كما يساعدهم على فهم كيف يساهم نشاط المشروع في تحقيق أهدافه الإستراتيجية الكبيرة. المعوّقات: هل هناك تحديات تواجه المشروع؟ وكيف سيجري حلها؟ ملاحظات إضافية أو أمور أخرى تستحق الذكر: هل هناك أي أمر آخر يجب أن يعرفه فريقك؟ ما هي الخطوات العامة التالية؟ نموذج عن تقرير حالة المشروع لا شك بأن الخطوات الإرشادية لكتابة تقرير حالة المشروع مفيدة، لكن رؤية مثال حقيقي تساعد على تصور كيف يبدو التقرير فعليًا. إليك هذا النموذج لمزيد من الفائدة: .addtional__paragraph { border: 3px solid #f5f5f5; margin: 20px 0 14px; position: relative; display: block; padding: 25px 30px; } اسم التقرير: إطلاق كتاب إلكتروني. حالة المشروع: على المسار الصحيح. الملخص: تم إحراز تقدم ممتاز لهذا الأسبوع! لا زلنا في مرحلة التصوُّر، لكن سيختار أمجد رشيد العنوان هذا الأسبوع. فريق المحتوى وفريق التصميم في الانتظار، وهم مستعدون للبدء بمجرد أن نعطيهم إشارة الانطلاق. التصور: اجتمعََ فريق التخطيط لمناقشة الموضوع بصورة عامة توصلنا إلى ثلاث أفكار وسنختار واحدة منها يوم الجمعة مطلوب تقديم موجز إلى فريق المحتوى الخميس القادم المحتوى: فريق المحتوى مستعد للبدء بكتابة المحتوى بمجرد اكتمال التصوُّر يعمل فريق المحتوى حاليًا على جمع المعلومات المناسبة عن الشركة لإضافتها التصميم: عمل فريق التصميم على مراجعة خمسة كتب إلكترونية لتحديد التنسيق المناسب سيختارون القالب المناسب للتصميم بحلول الثلاثاء القادم ملاحظات إضافية أو أمور أخرى تستحق الذكر: أخذت ميساء إجازة طوال الأسبوع القادم، لذا يرجى توجيه أي أسئلة حول المحتوى إلى مريم شكرًا لرامز على إعداد قائمة طويلة بالمواضيع لنختار منها المشكلات والتحديات: الموعد النهائي للانتهاء من الكتاب الإلكتروني محدود كما نعرف جميعًاا، لذا فمن الضروري أن نعمل عبر أداة إدارة المشروع لتنظيم عمل الجميع والبقاء على المسار الصحيح. شكرًا لكم. إعداد التقرير بسهولة عبر أداة إدارة المشروع التقرير أعلاه واضح وسهل المتابعة، ومن خلال إنشائه عبر أداة إدارة المشاريع، يمكن تعبئة كل قسم تلقائيًا ما عدا الملخص. أفضل الممارسات في إعداد تقرير حالة المشروع بعد أن تعرفنا على مضمون تقرير حالة المشروع، قد تكون هناك بعض التساؤلات الأخرى التي سنحتاج لتوضيحها أكثر، لذا سنوضح فيما يلي أفضل الممارسات التي قد تجيب على هذه التساؤلات التي تخطر ببالك وتساعدك على إعداد تقرير ناجح. كل متى يجب إعداد تقرير جديد؟ يعتمد تواتر تحديث تقرير الحالة على نوع المشروع الذي نعمل عليه. في حال كان الإطار الزمني للمشروع قصيرًا أو كان العمل يسير بسرعة، فلا بد من تقديم تقرير جديد كل أسبوع؛ أما في حال كان النشاط الذي نكتب التقرير عنه طويل الأمد فربما لن نحتاج إلى أكثر من تقرير كل أسبوعين أو كل شهر. المهم هو الحرص على إبقاء الأطراف المعنية على دراية بالتحديثات. إذا كنا تستخدم أداةً لإدارة المشروع، فيمكننا تعيين مهمة لأنفسنا تتضمن إرسال تقرير حالة في يوم معين من أيام الأسبوع. تساعد هذه التنبيهات المستمرة على إبقاء الأطراف المعنية على اطلاع بالتحديثات. وسواءً كنا نرسل تحديثات أسبوعية للحالة، أو تقارير تقدم شهرية، ففي كلا الحالتين سيصبحون على معرفة بيوم نزول التحديثات، مما يقلل حاجتهم للانتظار ويزيد امتنانهم من إمكانية الاطلاع على جميع الأمور. من ناحية أخرى، فإن إرسال التقارير بانتظام يقلل الحاجة لعقد اجتماعات كثيرة حول المشروع، ولا شك بأن الاجتماعات غير الضرورية لها آثارها السلبية، لذا يمكن تخطي الاجتماعات التي لا غرض منها سوى تسجيل الحضور، وبذلك نوفر الوقت لأشياء أهم. إلى من يجب إرسال التقارير؟ يعتمد ذلك على المشروع والأشخاص المهتمين به، لكن عمومًا يمكن إرسال التقارير لأي أحد من العاملين على المشروع من الأطراف المعنية. يجب أولًا أن نكون قد أجرينا تحليلًا للأطراف المعنية خلال مرحلة التخطيط للمشروع، وحددنا جميع المسؤولين والممولين وأعضاء الفريق؛ ويمكننا الرجوع إلى خطة المشروع للتحقق من ذلك. حتى لو كان أحد أعضاء الفريق غير معني بتقرير الحالة لأسبوعٍ ما، فيجب مشاركة التقرير مع الجميع ليكونوا على دراية بالحالة العامة، ويمكن لأعضاء الفريق غير المعنيين بالتفاصيل قراءة الملخص قراءةً سريعة؛ أما المعنيون، فيمكنهم الخوض في التفاصيل المذكورة. ما مدى التفصيل الذي يجب أن يتصف به التقرير؟ يجب ألا يتضمن تقرير حالة المشروع جميع التفاصيل بحذافيرها، والتي يمكن الحصول عليها من خلال الاطلاع على العمل؛ إذ يقتصر دور التقرير على تنسيق المعلومات العامة وترتيبها. يمكن عدّ تقرير حالة المشروع بمثابة رسالة موجزة تتضمن أبرز أخبار المشروع التي تهم الأطراف المعنية. يجب أن يتضمن التقرير إشارةً إلى حالة المشروع، هل هو على المسار الصحيح؟ أو في خطر؟ أو خرج عن المسار؟ كما يجب تقديم ملخص سريع عما تم إنجازه وعن الخطوات القادمة، وإدراج روابط للمصادر لمن يريد الحصول على مزيد من التفاصيل. أين يكتب تقرير حالة المشروع؟ أفضل طريقة لكتابة التقرير ومشاركته هي استخدام أداة إدارة المشاريع، ويُنصح بالبحث عن أداة تقدم لمحة عامة عن المشروع مثل أداة أنا، وبذلك يصبح لدى الفريق مصدر مركزي للمعلومات الموثوقة حول العمل المتعلق بالمشروع، وحينها يمكن تلقائيًا الحصول على تحديثات الحالة وموجز المشروع والمخرجات الرئيسية والمحطات المهمة للمشروع، وكل ذلك في مكان واحد، بدلًا من العمل يدويًا على جداول بيانات. يجب أن يكون التقرير سهل المشاركة ويتيح للأطراف المعنية العودة إلى التقارير السابقة في أي وقت، مما يخفف من عبء تراكم رسائل البريد الإلكتروني لديك. اختتام المشروع وتلخيص العمل ترسَل تقارير الحالة التي تحدثنا عنها أثناء المشروع من أجل تحديث معلومات جميع الأطراف، لكن بمجرد انتهاء المشروع، من المفيد إرسال تقرير نهائي يكون بمثابة موجز تنفيذي للمشروع، وهي أيضًا فرصة لطرح فكرة اختتام المشروع على الأطراف المعنية من أجل إغلاقه رسميًا. هذا التقرير النهائي هو أيضًا عبارة عن لمحة عامة، لكنه يشرح بإيجاز كيف سار المشروع بدلًا من تقديم تحديثات وحالات. فيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها في التقرير النهائي الموجز للمشروع: ما الأهداف التي كانت مرسومة للمشروع؟ وما الذي تحقق منها؟ هل انتهى المشروع ضمن الوقت المحدد وضمن الميزانية المرصودة (إذا كان ذلك ينطبق على المشروع)؟ ما النجاحات التي يجب تسليط الضوء عليها؟ ما التحديات التي واجهت المشروع؟ ما الذي يمكن تعلمه من هذا المشروع للاستفادة منه في المشاريع المستقبلية؟ خاتمة من أجل تحقيق المزيد من النجاح في المشاريع، لا بد من تجربة إرسال تحديثات لحالة المشروع، فهي تعزز من الإنتاجية والكفاءة والمساءلة، وتعطي الجميع لمحة سريعة عن آخر أخبار العمل، والتي بدورها تزيد من التفاعل. يمكن الاستفادة من المعلومات المذكورة أعلاه في التعرف على كيفية إنشاء التقارير، وهي معلومات أساسية لا تتضمن الكثير من التفاصيل. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 8‎ ‪steps to write an effective project status report‪‪ اقرأ أيضًا ما هي إدارة المشاريع؟ ما فائدة التخطيط للمشاريع؟ 6 طرق لكتابة مقترحات مقنعة للمشاريع Project proposals كيف يساعدك تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مهام أصغر على تنفيذها بكفاءة
  5. تحتلّ الألوان أهميةً كبيرةً في تصميم واجهة المستخدم UI، فهي تعزز الجمالية وتصوغ تجربة المستخدم وتؤثر في اتخاذ القرار؛ كما أنها تمكّن من إيجاد نوع من التخاطب بين الواجهة والمستخدم، مثل إثارة الاهتمام أو إيصال رسالة معينة أو تحريك المشاعر. ونظرًا لأن اتجاهات التصميم والألوان الرائجة تتطور وتتحدث باستمرار، فلا بد من مواكبتها على الدوام. سنحاول فيما يلي تغطية كل ما يتعلق بلوحة ألوان واجهة المستخدم، مع تسليط الضوء على الممارسات المثلى والنصائح الأساسية والحيل المبتكرة التي تساعد على استكشاف عالَم تصميم واجهة المستخدم. ما هي لوحة ألوان واجهة المستخدم UI لوحة ألوان واجهة المستخدم UI color palette هي مجموعة الألوان المستخدمة في تصميم واجهة المستخدم، ويمكن عدّها بمثابة علبة تضم مجموعةً محددةً من الألوان التي يستخدمها المصمم في تصميم تطبيق أو موقع إلكتروني. تتضافر الألوان في هذه اللوحة مع بعضها البعض لتشكيل تجربة بصرية متجانسة. تُعَد لوحة ألوان واجهة المستخدم ضروريةً للتناغم البصري وتحديد هوية العلامة التجارية والتأثير على سلوك المستخدم، كما أن استخدامها الصحيح يحسّن تجربة المستخدم من خلال توجيه المستخدم بسلاسة ضمن الواجهة. الفرق بين النظام اللوني ولوحة الألوان يعمل النظام اللوني ولوحة الألوان جنبًا إلى جنب في تصميم واجهة المستخدم، فاللوحة تعطي ألوانًا محددة، في حين يضع النظام يُعَد طريقةً منظمةً لترتيب هذه الألوان. للتوضيح أكثر، يمكن تعريف النظام اللوني على أنه مجموعة واسعة من الألوان المنظمة وفق نموذج معين، وهي بمثابة صندوق ألوان كبير يمكن مزج بضعة ألوان منه لإنشاء أسس لونية hues أو تدرجات داكنة؛ وبذلك يمكنك إنشاء نمط لوني اعتمادًا على النظام اللوني المختار لتصميم المواد. من الأمثلة على الأنظمة اللونية نظام RGB ونظام CMYK ونظام Lab، يُستخدَم نظام RGB في تطبيق الألوان على واجهة المستخدم، وهو يتضمن ثلاثة ألوان أساسية هي الأحمر والأخضر والأزرق. أساسيات نظرية الألوان في تصميم واجهة المستخدم UI نظرية الألوان هي إطار عمل يوضح كيف نفهم الألوان وكيف نستخدمها. تاريخيًا، كان لابن الهيثم مساهمة كبيرة في فهم الضوء والألوان، وقد ناقش في كتاب المناظر كيفية انكسار الضوء وتكوُّن الألوان؛ وقد ساهم إسحاق نيوتن بتأسيس نظرية الألوان عام 1666م مع ابتكار عجلة الألوان، ثم توسعت النظرية لأبعد من مجرد تحديد الألوان الأساسية والثانوية والثالثية في تصميم واجهة المستخدم، وتشمل نظرية الألوان اليوم مجالات متعددة. وفي عام 1839 ابتكر الكيميائي الفرنسي ميشيل أوجين شيفرول مبادئ تناغم الألوان، التي ساعدت على تطوير فهمنا الحالي للألوان وكيفية استخدامها. ابتكر شيفرول قاعدةً فعالةً رغم بساطتها، لشرح التأثير البصري للتباين المتزامن في جميع الحالات، وهي تنص على أنه: عند رؤية لونين بجانب بعضهما أو واحدًا تلو الآخر، يحدث تباينٌ بصري فيما بينهما، مما يجعل كل لون يبدو وكأنه قد أخذ من مواصفات اللون المعاكس للون الآخر في عجلة الألوان، وبالتالي يؤثر ذلك في درجة الأساس اللوني ودرجة سطوعه المحسوسة. كان لنظرية شيفرول تأثير كبير في الحركة الانطباعية الفرنسية ـوهي تيار فني ظهر في أواخر القرن التاسع عشرـ. والآن لنحلل العناصر الأساسية للون وهي: الأساس اللوني والتشبُّع والإضاءة، والتي يرمز لها بـ HSL اختصارًا. الأساس اللوني Hue الأساس اللوني Hue هو اللون الذي نختاره من عجلة الألوان، ويرمز له بحرف H. على سبيل المثال، الأساس اللوني رقم 0 أو 360 هو اللون الأحمر. أما الأساس اللوني رقم 120، فهو اللون الأخضر. بينما الأساس اللوني رقم 240 هو اللون الأزرق. التشبُّع Saturation يعبر التشبع Saturation عن مدى قوة اللون، ويرمز له بحرف S؛ فتشبع 100% يعني أن اللون نقي ومشرق في حين أن تشبع 50% يعني أن اللون ممزوج بالرمادي. بينما تشبع 0% يعني أن اللون رمادي فقط، ولا أثر للأساس اللوني. الإضاءة Lightness تعبر الإضاءة Lightness عن مقدار الضوء في اللون، ويرمز لها بحرف L؛ حيث تعني الإضاءة 0% أن اللون غامق جدًا. في حين تعني الإضاءة 50% أن اللون معتدل، لا غامق ولا فاتح. بينما الإضاءة 100% تعني أن اللون مضيء أو ساطع جدًا. إن فهم هذه العناصر وتطبيقها مهمٌ جدًا في تصميم واجهة المستخدم، وهو يمكّن المصممين من إنشاء تصاميم متناغمة وهادفة لتطبيقات الويب والأجهزة المحمولة، مما يحسّن تجربة المستخدم. كيف تطبق نظرية الألوان عمليا في تصميم واجهات المستخدم؟ يتمثل أحد الأساليب العملية لتطبيق نظرية الألوان في إنشاء مخططات لونية تساعد على تناغم التصميم. والمخطط اللوني هو مجموعة من الألوان التي تتوافق مع بعضها بصريًا. هناك العديد من المخططات اللونية الأساسية التي يمكن استخدامها: أحادي اللون: يعتمد هذا المخطط على أساس لوني واحد ويشتق منه التدرجات الداكنة والفاتحة لتلوين عناصر التصميم الأخرى متناظر: يتضمن هذا المخطط استخدام ثلاثة ألوان متجاورة على عجلة الألوان، مثل الأخضر المصفر/ الأصفر/ الأصفر البرتقالي تكميلي: في هذا المخطط يستخدم المصمم زوجًا من الألوان المتقابلة على عجلة الألوان، مثل الأصفر والبنفسجي، لتحقيق أقصى درجة من التباين تكميلي منشطر: في هذا المخطط يُستخدم اللونان الواقعان على جانبي اللون المقابل لتخفيف حدة التباين ثلاثي: في هذا المخطط تُستخدم ثلاثة ألوان متساوية البُعد عن بعضها على عجلة الألوان، مما يحافظ على التناغم ويوفّر تباينًا عاليًا رباعي: ويتضمن استخدام أربعة ألوان تشكّل مجموعتين من الأزواج المتكاملة، مع سيطرة أحد الألوان مربع: وهو أحد أشكال المخطط اللوني الرباعي، ويتضمن استخدام أربعة ألوان متساوية البُعد عن بعضها في عجلة الألوان يجب أن يتماشى المخطط اللوني مع أهداف التصميم وشخصية العلامة التجارية، كما أن فهم حرارة الألوان وما إذا كانت الألوان المستخدمة باردة أم دافئة أو محايدة يساعد المصمم على توظيف المخطط اللوني ليساهم في إيصال الرسالة المطلوبة. لماذا تُعَد نظرية الألوان أمرا بالغ الأهمية في تصميم واجهة المستخدم؟ تُعَد الألوان أداةٌ قويةً للتواصل في الفضاء الرقمي، وتساعد نظرية الألوان المصممين على إعداد واجهات جذابة بصريًا وبديهية الاستخدام، وبالتالي سهلة التنقُّل. تساعد الألوان أيضًا على تمييز العناصر على الصفحة والمساهمة بتشكيل تسلسل هرمي بصري وجذب الانتباه إلى العناصر الرئيسية وتقديم تجربة مستخدم تبعث على المتعة من الناحية الجمالية. يساعد التطبيق الصحيح لنظرية الألوان على زيادة تفاعل المستخدم ويجعل الواجهة أسهل استخدامًا، كما يساهم بتقديم تجربة مستخدم إيجابية. وبالإضافة لذلك، فإن الألوان تساعد على تعزيز هوية العلامة التجارية ورسالتها عبر المنصات الرقمية. علم نفس الألوان في تصميم واجهة المستخدم لنتخيل أننا نتنقل من غرفة هادئة بلون أزرق داكن إلى غرفة حمراء مشرقة. لا شك بأننا سنشعر بتغيُّر ملحوظ في الانطباع والحالة المزاجية، أليس كذلك؟ والآن لنطبق هذا المفهوم في العالم الرقمي لنشعر بمدى قوة تأثير علم نفس الألوان في تصميم واجهة المستخدم. من الجدير بالذكر أن تفسير الألوان يختلف باختلاف الثقافات؛ إذ يرتبط كل لون بطيف واسع من المشاعر المختلفة حسب كل ثقافة. في ما يلي نبذة عن معاني الألوان بناءً على بعض الأبحاث: الأحمر: يمثل السعادة في الصين والخطر في الولايات المتحدة الأزرق: لون الهدوء والمسالمة عبر الكثير من الثقافات، بينما يحمل معاني السلطة والمحافظة على القيم في بعض أجزاء العالم الغربي الأبيض: يرمز إلى النقاء والبراءة في بعض أجزاء الغرب، وإلى الروحانيات أو الموت في بعض أجزاء الشرق الأخضر: يمثل الطبيعة والنمو والتجدد في الحياة لدى الكثير من الثقافات، بينما يرتبط بالمرض أو الجشع لدى بعض الثقافات الأخرى الألوان ليست مجرد عناصر بصرية، بل إنها قادرة على إيصال الأفكار والتأثير على القرارات وتوجيه المشاعر بفضل الدلالات التي يحملها كل لون، وبالتالي فإن علم نفس الألوان يؤدي دورًا محوريًا في صياغة سلوك المستخدم وإدراكه. أمثلة على دلالات الألوان سنعرض فيما يلي أمثلة عن دلالات الألوان. يعبر اللون الأزرق عن الثقة والمصداقية والأمان في مجال التصميم، ولهذا نجد أن العديد من المواقع أو المنصات التي تتعامل مع البيانات الشخصية المهمة تستعمل اللون الأزرق؛ ناهيك عن اعتماد البعض لهذا اللون كتفضيل إضافي نتيجة مشاكل عمى الألوان التي يواجهها البعض وتجعل اللون الأزرق هو اللون الأكثر وضوحًا لهم، مثل مؤسس فيسبوك الذي حدد اللون الأزرق شعارًا للمنصة بسبب مشكلة عمى ألوان لديه والتي تجعله يرى اللون الأزرق بوضوح أكبر من باقي الألوان يساهم اللون الأحمر الجريء لموقع يوتيوب في إضفاء شعور بالمتعة والاستمرارية، مما يعزز الترفيه والرغبة بالمتابعة. في المقابل، فإن الخلفية البيضاء توجّه الانتباه إلى صور المحتوى المصغر، وهو ما يجعل تصفح المقاطع واختيارها على يوتيوب مثلًآ نشاطًا سلسًا وممتع. يوضّح المثالان أعلاه التأثير النفسي للألوان في تصميم واجهة المستخدم في الثقافة الغربية، ويعكسان قدرة الخيارات اللونية الذكية على التماشي مع هوية العلامة التجارية والتأثير على إدراك المستخدم وتوجيه سلوكه باتجاهات معينة؛ لذلك فإن اختيار الألوان يجب أن يكون متوافقًا مع ثقافة الجمهور المستهدف. يُعَد علم نفس الألوان في تصميم واجهة المستخدم مجالًا رائعًا بمبادئه المشتقة من السلوكيات البشرية والسياقات الثقافية، وهو علم لا غنى عنه للمصممين عند اختيار لوحة ألوان التصميم. يستخدم المصممون هذه المبادئ لإنشاء تصاميم تفاعلية أعمق تأثيرًا تضع المستخدم في محور اهتمامها. كيف نختار لوحة ألوان واجهة المستخدم؟ يتطلب اختيار لوحة ألوان واجهة المستخدم مزيجًا من الإبداع والوعي بالاتجاهات الراهنة في التصميم، مع فهم عميق لتأثير الألوان على سلوك المستخدم. هذه العملية من شأنها أن تحدد شكل تجربة المستخدم ومدى جاذبية التصميم وتناسقه بصريًا وملاءمته للمستخدم. مع تصاعد الاتجاه نحو الألوان الجريئة والتدرجات اللونية، من الضروري مواكبة كل جديد وتطبيق أحدث الصيحات في التصميم بطريقة مناسبة. وفيما يلي بعض الخطوات لإنشاء أفضل لوحة ألوان لواجهة المستخدم على ضوء آخر التحديثات: 1. التأكد من الاختيار الجيد للألوان الأساسية والثانوية وألوان التمييز التكميلية إن اختيار الألوان الأساسية والثانوية وألوان تمييز العناصر بطريقة صحيحة شرطٌ أساسي لفعالية لوحة ألوان واجهة المستخدم. في سياق لوحة ألوان واجهة المستخدم، اللون الأساسي هو الأكثر ظهورًا في الشاشات لتوجيه المستخدم نحو النقاط الأساسية للواجهة، وهو اللون الأكثر ارتباطًا بالعلامة التجارية، كما هو الحال في اللون الأزرق بالنسبة لفيسبوك؛ أما الألوان الثانوية وألوان التمييز فهي ذات أهمية كبيرة في تسليط الضوء على الأجزاء المختلفة من الواجهة وتمييزها. على سبيل المثال، تتألف لوحة ألوان موقع مستقل المختص بالعمل الحر من لون أساسي هو الأزرق، الذي يرتبط بالثقة والجدية والالتزام، مع مجموعة ألوان تمييز (الأحمر والأخضر والرمادي والكحلي) لوسم حالات مختلفة. يُعَد التباين عنصرًا حاسمًا في اختيار اللون الأساسي، لأن نقص التباين عن المستوى المطلوب قد يؤدي إلى مشكلات في سهولة الوصول. تقدم إرشادات سهولة وصول محتوى الويب WCAG معاييرًا لضمان أن تكون نسبة التباين بين الخلفية والعناصر الأمامية مرتفعةً بما يكفي لتسهيل القراءة على معظم المستخدمين، وتوصي بأن لا تقل نسبة التباين عن 4.5 إلى 1 للنص العادي و3 إلى 1 للنص كبير الحجم؛ مع العلم أنه لا يُشترَط (حتى الآن) أن يحقق التباين اللوني معايير المستوى AAA (سهولة الوصول الممتازة) من إرشادات سهولة وصول محتوى الويب WCAG. في ما يلي كيفية استخدام هذه الألوان بطريقة صحيحة: الألوان الأساسية: لا بد من اختيار اللون الأساسي أولًا، والذي من المفترَض أن يكون أحد الألوان الرئيسية المرتبطة بالعلامة التجارية. سيكون هذا اللون الأساسي هو اللون الأبرز في الشاشة، مما يوجه المستخدمين نحو العناصر الرئيسية في واجهة المستخدم؛ أما بالنسبة لعدد الألوان الأساسية، فيجب أن يكون 1 إلى 3 على الأكثر للحفاظ على الاتساق وضمان التمييز تجنُّب الأبيض المطلق أو الأسود المطلق: عند العمل على الخلفيات أو المساحات الكبيرة، من المهم الابتعاد عن استخدام الأبيض الصافي والأسود الصافي، فهذه الألوان تسبب إجهادًا للعينين بسبب شدة التباين. لذا يُنصح بدلًا من ذلك باختيار ألوان رمادية تتراوح بين درجات الأسود والأبيض المعتدلة، والتي تجعل تجربة الرؤية أكثر راحة المحافظة على الاتساق: استخدام نفس الألوان للعناصر التفاعلية المتشابهة في مخطط الألوان. على سبيل المثال، يجب أن تكون جميع الروابط والأزرار بنفس اللون، الأمر الذي يساعد المستخدمين في التعرف على العناصر التفاعلية بكل سهولة استخدم الألوان الدلالية: الألوان الدلالية قادرة بذاتها على إيصال المعاني للمستخدمين، لذا يمكن الاستفادة منها في تسليط الضوء على المعلومات المهمة أو التغيرات في حالة الواجهة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأحمر للتنبيه أو الخطر، والأخضر للإشارة إلى الأمور الإيجابية، دون نسيان ضرورة مراعاة السياق الثقافي لدلالات الألوان طبعًا قبل استخدامها. تُعَد هذه الطريقة ممتازةً لجذب الانتباه إلى العناصر المهمة أو إعطاء ملاحظات بصرية سريعة 2. استخدام قاعدة 60-30-10 قاعدة 60-30-10 هي إرشادات مجرَّبة لضمان التوازن والراحة البصرية في التصميم. وفقًا لهذه القاعدة: يجب تعبئة 60% من المساحة باللون الأساسي و30% باللون الثانوي أو الداعم و10% بلون من ألوان التمييز هذه هي المساحات البصرية التي يجب أن يشغلها كل من الألوان؛ فإذا فرضنا أن مساحة التصميم الكاملة تمثل 100%، سواءً كانت صفحة ويب أو غرفةً أو ملصقًا، فإن قاعدة 60-30-10 تعطي نسبةً لكل من الألوان في هذه المساحة. على سبيل المثال، إذا كان اللون الأساسي يمثل 60% من المساحة في تصميم الويب، فيمكن استخدامه في الخلفية وفي العناصر الكبيرة مثل الترويسة، بينما يمكن استخدام اللون الثانوي الذي يشغل 30% للعناوين الفرعية أو التسميات التوضيحية أو الأقسام الصغيرة، وأخيرًا يمكن تعبئة الـ 10% المتبقية مثل الدعوة لاتخاذ إجراء أو العناصر البارزة باستخدام ألوان التمييز. تساعد هذه النسبة على توجيه نظر المستخدم بسلاسة ضمن الواجهة، وتمنع من ظهور التصميم بمظهر عشوائي أو مربك. في ما يلي خطوات تطبيق قاعدة 60-30-10: تحديد المساحة: عيِّن المساحة الكلية التي ستعمل عليها اختيار الألوان: اختر الألوان الأساسية والثانوية وألوان التمييز التخطيط: حدّد مكان كل لون التطبيق: ابدأ بتعبئة التصميم بالألوان وفق المخطط المراجعة: انظر نظرة شاملة وتأكد من تحقيق التوازن في قاعدة 60-30-10 من المهم الحرص على الاطلاع على المشاركات اللونية المختلفة، واستخدام التدرجات الفاتحة والغامقة، مع الاستفادة من أدوات الألوان المتاحة عبر الإنترنت، واختبار التصميم على الأجهزة المختلفة وفي ظروف إضاءة مختلفة، وذلك من أجل التطبيق قاعدة 60-30- 10 بالشكل الأمثل. 3. فهم الجمهور إن فهم الجمهور شرط أساسي لاختيار لوحة ألوان مناسبة لواجهة المستخدم، فالألوان المختارة تؤثر على انطباع المستخدم وشعوره تجاه المنتج. أثناء اختيار ألوان الواجهة، يجب أيضًا مراعاة الشريحة السكانية التي ينتمي لها جمهورنا والغرض من المنتج والمشاعر التي ترغب بإيصالها. ويمكن هنا الاستعانة بأبحاث المستخدمين لمعرفة المزيد عن جمهورك المستهدف. 4. استلهام الألوان من المناظر والصور تمثل المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية مصدرًا رائعًا لاقتباس لوحة ألوان فريدة ومتناسقة لواجهة المستخدم. يمكننا الاستعانة بالأدوات والإضافات عبر الإنترنت التي تساعد على توليد لوحة ألوان من الصورة التي نرغب بها، مما يجعل العملية أبسط وأكثر متعة. 5. الاستفادة من التباين يُعَد التباين أداةً رائعةً لتوجيه انتباه المستخدم نحو العناصر المطلوبة؛ فالألوان ذات التباين المرتفع توضّح المضمون وتوجّه المستخدمين نحو النقاط البارزة، لكنّ الإفراط في التباين أيضًا قد يجعل الواجهة صعبة القراءة، لذلك فإن تحقيق التوازن واختبار التصميم على شاشات مختلفة هو شرطٌ لا بدّ منه. 6. استخدام مسميات واضحة للألوان رغم إهمال ذلك في كثيرٍ من الأحيان إلا أنّ تسمية الألوان بدقة في نظام التصميم خطوةٌ أساسية، لذا يُنصح بالابتعاد عن الأسماء غير الدقيقة واختيار أوصاف موحدة وواضحة للألوان. يمكن الاستعانة بأنظمة الألوان المعيارية مثل الألوان المعيارية للويب W3C أو أنظمة لونية مثل نظام بانتون من أجل تسمية الألوان. يُعَد اختيار لوحة ألوان لواجهة تطبيقات الويب أو الهاتف المحمول عمليةً فنيةً تتطلب فهمًا كافيًا لنظرية الألوان واتجاهات التصميم الحالية وعلم نفس المستخدمين. ومن خلال اتباع الخطوات المذكورة يمكن اختيار ألوان تتناغم مع الجمهور وتحسين تجربتهم في استخدام المنتج. الممارسات المثلى لسهولة الوصول في اختيار لوحة ألوان واجهة المستخدم عند اختيار لوحة ألوان لواجهة المستخدم، فإن التحدي لا ينتهي باختيار ألوان جميلة وجذابة، بل يجب أيضًا ضمان سهولة وصول الألوان لجميع المستخدمين. تنص سهولة الوصول في اختيار لوحة ألوان واجهة المستخدم على الحرص على أن يتمكن جميع الناس بمن فيهم ذوو الإعاقات بصرية أو أي نوع من عمى الألوان من استخدام المنصات الرقمية والاستمتاع بها. لكن ما أهمية ذلك؟ حوالي 16% من سكان العالم مصابون بنوع من أنواع الإعاقة، والإعاقات البصرية هي الأكثر شيوعًا؛ لذلك فلن يحظى التصميم بالنجاح ما لم يستوعب هذه الشريحة الواسعة من المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري مراعاة الظروف المختلفة للشاشة والإضاءة أثناء تصفح الواجهة، فمثلًا، قد يكون من الصعب إدراك الألوان منخفضة التباين فيما بينها في بعض المواقف، مثل وجود أشعة شمس ساطعة؛ بالتالي فإن سهولة الوصول والتكيف مع ظروف الرؤية المختلفة يساهم في النجاح الفعلي للتصميم. كيفية اختيار لوحة ألوان سهلة الوصول سنذكر في الآتي بعض الممارسات المثلى المساعِدة على اختيار لوحة ألوان سهلة الوصول. المحافظة على تباين لوني كافٍ: يجب أن تكون نسبة التباين بين لون النص والخلفية مرتفعة بما يكفي لتمكين الجميع من القراءة؛ مع العلم أن هناك أدوات تساعد على التحقق من التباين بين الألوان مثل منصة WebAIM. تجنب الاعتماد على الألوان لوحدها لإعطاء المعلومات: إذا كنا نستخدم الألوان لإعطاء المعلومات ضمن التصميم فلا بد من الحرص على إضافة وسيلة تمييز أخرى من أجل الأشخاص الذين لا يميّزون الألوان. يمكن مثلًا استخدام الأنماط أو الزخارف أو وضع أيقونات بجانب الألوان الاختبار على مقياس التدرج الرمادي: من المهم فحص تصميمنا في وضع التدرج الرمادي. وفي حال كان لا يزال مفهومًا وجيد المظهر، فمن المرجح أن يصل لذوي العيوب البصرية اللونية استخدام العلامات والمؤشرات: من المهم تقليل الاعتماد على اللون لوحده للإشارة إلى التفاعل أو تغير الحالة في عناصر واجهة المستخدم، إذ من المهم أيضًا استخدام التوضيحات النصية أو الأحجام المتباينة أو غيرها من المؤشرات البصرية المساعِدة. استخدام أدوات فحص سهولة الوصول: هناك العديد من الأدوات التي تساعد على اختيار لوحة ألوان موافقة لمعايير سهولة الوصول لواجهة المستخدم، مثل Color Safe وContrast Grid. الابتعاد عن استخدام ألوان قد تسبب نوبات: من المهم تجنب استخدام الألوان التي قد تثير تفاعلات حساسية ضوئية لدى بعض الأشخاص، مثل بعض تدرجات الأحمر أو الوميض السريع للأضواء إن اختيار لوحة ألوان سهلة الوصول يتطلب قدرًا عاليًا من الوعي والانتباه، فالهدف هو ضمان قدرة جميع المستخدمين على استقبال معلومات المنتج الرقمي، ومعالجتها وفهمها بغض النظر عن العيوب البصرية التي قد يعانون منها، ولا شك بأن سهولة وصول التصميم تنعكس إيجابًا على انتشاره وعلى رضا المستخدمين، كما تساهم في جعل العالم الرقمي أكثر شمولية. أمثلة على واجهات مستخدم بلوحات ألوان مناسبة من المعروف أن الملاحظة والتعلُّم من قصص النجاح طريقة رائعة لاستلهام الأفكار والرؤى، لذا جمعنا فيما يلي بعض الأمثلة على واجهات مستخدم ذات ألوان مناسبة تنتمي إلى قطاعات مختلفة، لنلقِ نظرةً عليها ونوضح سبب نجاحها. 1. سبوتيفاي Spotify للبث الموسيقي واجهة سبوتيفاي هي مثالٌ رائع لتطبيق منهج التبسيط في تصميم واجهة المستخدم، والتي تعتمد على مخطط لوني مكون من اللونين الأخضر والأسود، فالأخضر الفاقع المشرق يعكس شعور الطاقة والانتعاش، وهو ملائم لمنصة تقدم أحدث الأغاني لمحبي الموسيقى، في حين أن اللون الأسود المُباين للأخضر يضيف عمقًا للتصميم ويُبرز العناصر الخضراء. تسمح هذه الألوان عالية التباين بسهولة التنقل، مما يعزز من تجربة المستخدم. الدرس المستفاد: الألوان المتباينة تحسّن الرؤية وتجذب انتباه المستخدم. 2. إير بي إن بي Airbnb للسفر والضيافة إن لوحة ألوان واجهة Airbnb المكونة من الرمادي والأحمر والأبيض هي انعكاس لقيم علامتها التجارية، فالأحمر الدافئ الترحيبي يرمز إلى الحب والراحة والشغف، ممثلًا مهمة Airbnb في توفير إقامة مريحة للمسافرين تجعلهم يشعرون وكأنهم في دفء بيوتهم؛ أما الخلفية البيضاء النقية، فهي تضفي شعورًا باتساع المساحة والهدوء والبساطة. يساعد التوازن بين هذه الألوان على جعل الواجهة ممتعةً وسهلة الاستخدام. الدرس المستفاد: الألوان التي تتماشى مع قيم العلامة التجارية تعزز هوية العلامة التجارية وتؤثر عاطفيًا على المستخدمين. 3. إنستاجرام Instagram للتواصل الاجتماعي يتميز تطبيق إنستاجرام لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو بشعار متدرِّج الألوان، مع واجهة بسيطة أحادية اللون داخل التطبيق. يرمز الشعار الملون إلى الإبداع والتنوع والحيوية؛ مما يساعد على جذب المستخدم، في حين أن القالب البسيط الأسود والأبيض داخل التطبيق يضمن تركيز المستخدم على المحتوى والصور وليس على عناصر الواجهة. الدرس المستفاد: يساعد تبسيط ألوان الواجهة على تركيز انتباه المستخدم نحو المحتوى الرئيسي. 4. سلاك Slack للعمل الجماعي تستخدم منصة سلاك لوحة ألوان فريدة تدور حول اللون البنفسجي. يرتبط اللون البنفسجي عادةً بالإبداع والحكمة، وهو خيار غير تقليدي لأداة في مجال الأعمال، مما يجعل منصة سلاك متفرّدة عن منافسيها. تستخدم المنصة أيضًا ألوانًا ثانويةً مشرقةً لتصنيف القنوات والنشاطات، مما يجعل التنقل أكثر سهولة. الدرس المستفاد: يساعد اختيار لون فريد على تمييز منتجك في السوق التنافسي. توضّح هذه الخيارات لألوان واجهة المستخدم كيف ينعكس اختيار ألوان جميلة وملائمة على تسهيل الاستخدام وتمثيل هوية العلامة التجارية وجذب انتباه المستخدم، فضلًا عن إضفاء ميزة تنافسية. أدوات إنشاء لوحة ألوان واجهة المستخدم لم يعُد المصمم اليوم مضطرًا للاعتماد على خبرته وحدها لإنشاء لوحة ألوان متناسقة، فهناك العديد من الأدوات المتوفرة عبر الإنترنت، والتي تساعد على إنشاء لوحة ألوان عملية وجذابة وقابلة للوصول من أجل واجهة المستخدم. هذه الأدوات تبسّط العملية وتلهم المصمم بالأفكار والمقترحات، كما تضمن أن التصاميم تحقق معايير سهولة الوصول. لنلقِ نظرةً على أبرز الأدوات التي يستفيد منها المصممون. 1. برنامج Adobe Color برنامج Adobe Color هو أحد الأدوات المفضلة في هذا المجال، فهو يسمح للمصممين بإنشاء مخططات لونية بناءً على قواعد نظرية الألوان؛ كما يتيح إمكانية رفع صورة ليعمل على اقتباس لوحة الألوان منها. ومن الميزات الجديرة بالذكر، قدرتُه على التحقق من سهولة وصول الألوان، وهو الأمر الذي يحتل أهميةً كبيرةً في تصميم واجهة المستخدم. 2. برنامج Coolors برنامج Coolors هو أداة سريعة سهلة الاستخدام لتوليد لوحات الألوان، ويسمح بإنشاء مخططات لونية وحفظها ومشاركتها بنقرة واحدة، كما يتيح إمكانية استكشاف اللوحات اللونية الرائجة لإلهام المصممين. 3. برنامج Color Hunt برنامج Color Hunt هو منصة مجانية تقدّم لوحات ألوان أنشأها مصممون حول العالم، وهو مكان رائع لاستلهام الأفكار والعثور على مشاركات لونية تم استخدامُها بنجاح من قِبل مصممين آخرين. 4. برنامج Paletton Paletton هو أداة تساعد على إنشاء مشاركات لونية قائمة على أساس لوني محدد، وتقدّم خيارات عديدة للتناغمات اللونية، كما تتيح إمكانية معاينة كيف ستبدو اللوحة اللونية المختارة على التصميم الواقعي. 5. برنامج Colormind يعتمد برنامج Colormind على الذكاء الاصطناعي في توليد لوحات الألوان. ويمكن اختيار اللون الأول ليعمل البرنامج على اقتراح ألوان تكميلية. يسمح هذا البرنامج أيضًا باقتباس مخططات لونية من صور أو لقطات شهيرة في الافلام. 6. برنامج Contrast Checker برنامج Contrast Checker هو أداة مهمة لضمان تحقيق المخطط اللوني لمعايير سهولة الوصول، فهو يتحقق من نسبة التباين بين لونين، ويبيّن ما إذا كانت تتوافق مع إرشادات سهولة وصول محتوى الويب WCAG. خاتمة لا تقتصر أهمية الألوان على الناحية الجمالية، بل تتعلق أيضًا بسهولة الاستخدام والتواصل الفعال، فالألوان تؤثر مباشرةً على إدراك المستخدم وتوجّه سلوكه وتجعل تجربة الاستخدام أكثر متعة. ولكي نتمكن من إنشاء لوحة ألوان واجهة المستخدم، سنحتاج أولًا إلى فهم نظرية الألوان والتعرف على التأثير النفسي لكل لون، ثم نختار الألوان بتأنٍّ بما يتوافق مع هوية العلامة التجارية ويضمن سهولة الوصول. من المهم الاطّلاع باستمرار أيضًا على أحدث الدراسات والاتجاهات والتعلَّم من الأمثلة الناجحة؛ إلى جانب الاستفادة من الأدوات المتوفرة عبر الإنترنت لتسهيل عملية التصميم وتوليد مخططات لونية فعالة وشاملة وجذابة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال UI Color Palette 2024: Best Practices, Tips, and Tricks for Designers لصاحبه Mads Soegaard. اقرأ أيضًا قواعد تصميم الهوية البصرية علم نفس الألوان في تصميم العلامات التجارية اختيار الألوان المناسبة لواجهة المستخدم النسخة العربية الكاملة لكتاب: مدخل إلى تصميم واجهات المستخدم UI
  6. قد يعاني أي صاحب مشروع أو منتج جديد من حيرة حول ما يجب عليه اعتماده كمنهجية لإدارة مشروعه وفريقه، ولحل هذا اللبس، سنشرح في هذا المقال كل ما يجب معرفته حول أشهر منهجيات وأطر العمل المعروفة في مجال إدارة المشاريع للتمكن من اختيار الأنسب. سنقارن بهذا المقال بين كل من منهجية تدفق المياه Waterfall ومنهجية أجايل Agile وإطار عمل كانبان Kanban وإطار عمل سكرام Scrum ونتعرف على ما تمثله كل منها وعلاقتها بإدارة المشاريع ومزاياها ومساوئها وكيفية استخدامها، مع مقارنة بينها للمساعدة على اختيار الأنسب لفريقك. ما هي منهجية تدفق المياه Waterfall؟ منهجية تدفق المياه أو الشلال كما يطلق عليها البعض هي عبارة عن نموذج لإدارة المشاريع يقسِم كل مشروع إلى مراحل مختلفة، ويُجري هذه المراحل بترتيب متسلسل، فلا يبدأ بمرحلة جديدة إلا بعد الانتهاء من المرحلة التي تسبقها. تُختتم عادةً كل مرحلة بمحطة تشير إلى إمكانية البدء بالمرحلة التالية. تختلف مراحل العملية في منهجية تدفق المياه تبعًا لما يهدف الفريق لإنجازه، لكن يمكن أن تكون عمومًا على التسلسل التالي: مرحلة المتطلبات: وقد تلتحق بها مرحلة تحليل إضافية مرحلة تصميم النظام مرحلة التنفيذ: وتسمى أيضًا مرحلة التطوير أو مرحلة البرمجة، حسب نوع المشروع مرحلة الاختبار مرحلة النشر: وتسمى أيضًا مرحلة الإطلاق أو التشغيل مرحلة الصيانة أو المراجعة كيف يسير العمل في منهجية تدفق المياه؟ تتدفق مراحل العملية واحدةً تلو الأخرى في كل مشروع، وإذا أردنا رسم مخطط للمراحل فإنه يبدو كالشلال الطبيعي، تمامًا كما يشير اسم المنهجية. يحتاج تطبيق منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع إلى الكثير من التخطيط والتجهيز المسبق، كما أن إنشاء خطة محكمة للمشروع يحتل مكانة كبيرة في هذه المنهجية، وذلك لتمكين الفريق من فهم متطلبات المشروع ومعوِّقاته بوضوح قبل البدء بالعمل، لأنه لا مجال للكثير من التغيير والتكييف وارتكاب الأخطاء بعد أن تسير عجلة المشروع في هذه المنهجية. بفضل التخطيط المتقن الذي تتميز به هذه المنهجية، يمكننا ضمان إنجاز المنتج النهائي بنجاح بوجود مسارات عمل واضحة ومتوقَّعة؛ كما أن هذه المنهجية متميزة من ناحية تنظيم الوقت وتتبع التقدم، إلا أنها أقل مرونةً من المنهجيات الأخرى مثل أجايل. ما هي منهجية أجايل Agile؟ أجايل Agile هي منهجية تكرارية لإدارة المشاريع, يُنجَز فيها العمل من خلال دورات تطوير قصيرة Sprints. تُعَد منهجية أجايل أكثر ملاءمةً للمشاريع المعرضة لإمكانية حصول تغييرات غير متوقعة، لأنها ترجح الأساليب المرنة والتسليم الدوري للعمل، لكنها قد تعاني من توسع نطاق المشروع scope creep نتيجةً لذلك. أُنشئت هذه المنهجية للتصدي للنمط التقليدي لإدارة المشاريع المتمثل بمنهجية تدفق المياه، فمع انتشار مشاريع تطوير البرمجيات منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، ازدادت حاجة المطورين إلى منهجية تكرارية للنمذجة الأولية وإدارة المشاريع، ومن هنا نشأت منهجية أجايل لتطوير البرمجيات. منذ ذلك الحين، أصبح بيان أجايل Agile Manifesto هو المصدر الأساسي لمعرفة قيم ومبادئ أجايل لأي شخص يريد تطبيق هذه المنهجية، ولم تَعُد منهجية أجايل حكرًا على تطوير البرمجيات، بل جرى تكييفها مع مجالات كثيرة، مثل التسويق وتكنولوجيا المعلومات وتجهيز المناسبات وتطوير المنتجات وغيرها. كيف يسير العمل في منهجية أجايل Agile؟ تتضمن هذه المنهجية حلقات متكررة من إدارة قوائم المهمات ودورات التطوير والتفكير والإعادة ثم دورات التطوير من جديد، بحيث تستمر كل دورة تطوير في منهجية أجايل عادةً من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. تتألف كل دورة تطوير من المراحل التالية: في البداية، يعمل مالك المنتج على إعداد قائمة مهمات المنتج التي تتضمن جميع المهمات التي يمكن أن تتطلب الإنجاز خلال دورة التطوير، وتُحفَظ هذه المعلومات عادةً في منصة لإدارة المشاريع. قبل البدء بدورة التطوير، يشارك جميع أعضاء فريق المشروع في التخطيط لدورة التطوير لتحديد أنسب المهمات التي يجب العمل عليها خلال الأسبوعين. أثناء دورة التطوير، تجتمع فرق أجايل بصورة دورية لمناقشة المعوِّقات والمهمات الفعلية القادمة. بمجرد انتهاء دورة التطوير، يعقد أعضاء الفريق الاجتماع الاسترجاعي لدورة التطوير sprint retrospective ليناقشوا ما نجح إنجازُه وما هو بحاجة إلى تحسين. ما هو إطار عمل كانبان Kanban؟ كانبان Kanban هو فرع من منهجية أجايل Agile، ويشترك مع أجايل بالمفهوم العام نفسه، وهو إطار عمل عالي المرونة، يمكن أن يعزز من حركية الفريق ومرونته مع الوقت. يدعم كانبان كلًا من التخطيط التكيفي والتسليم المبكر والتحسينات المستمرة، وهي المفاهيم التي تتمحور حولها فلسفة أجايل. عندما يتحدث أحدهم عن إطار عمل كانبان في إدارة المشاريع، فغالبًا ما يقصد بالتحديد لوحة كانبان، التي تمثل مراحل العمل على شكل أعمدة تتضمن المهمات الفردية التابعة لكل مرحلة، وسنتحدث عنها لاحقًا. كيف يسير العمل في إطار عمل كانبان Kanban؟ نشأ إطار عمل كانبان على يد (تايتشي أوهنو) في أربعينيات القرن العشرين، ثم جرى تحويله إلى شكل رقمي وتكييفه وتحسينه خلال العقود اللاحقة. واليوم أصبح إطار عمل كانبان بشكله الأساسي عبارة عن طريقة إلكترونية لإدارة المشاريع بصريًا. وكما ذكرنا، عندما يشار إلى كانبان فغالبًا ما يُقصد به لوحة كانبان؛ وهي النموذج المرئي لإدارة المشاريع الذي يجسد منهجية كانبان. تمثل الأعمدة في لوحة كانبان مراحل العمل المختلفة، وتمثل البطاقات المدرَجة تحت كل عمود المهمات الفردية والمرحلة التي تنتمي لها. عادةً ما تكون المراحل على الشكل التالي: مرحلة المطلوب تنفيذه مرحلة قيد التنفيذ مرحلة المُنجَز لوحات كانبان هي واحدة من أشهر الأشكال البصرية لإدارة المشاريع، وتتجلى فعاليتها في قدرتها على تقديم رؤية سهلة ومباشرة حول المشروع. مزايا لوحات كانبان يساعد استخدام لوحة كانبان لإدارة المشاريع بصريًا الفريق على قراءة قدر كبير من المعلومات مباشرةً، ومن هذه المعلومات على سبيل المثال لا الحصر: المهمات أو المخرجات المطلوبة الشخص المكلَّف بالمهمة مواعيد التسليم الملاحظات اللازمة، مثل الأولوية أو نوع المهمة تفاصيل المهمة سياق المهمة الملفات ذات الصلة تُعَد لوحات كانبان وسيلةً مرنةً تسمح للفريق باستعراض تقدم العمل، من خلال أعمدة كانبان التي تعرض عادةً مراحل العمل، وهو ما جعلها أداةً شائعةً لإدارة المشاريع لدى الفرق التي تُجري عمليات متواصلة ومشاريع تتطلب الإبداع أو تتبع الأخطاء على سبيل المثال. يمكن تخصيص أعمدة لوحة كانبان حسب معايير مختلفة مثل الشخص المكلَّف بالمهمة، كما يمكن أيضًا إضافة تشعُّبات متوازية في الأعمدة. ويمكن أيضًا إنشاء الأعمدة بناءً على مواعيد التسليم. ونظرًا لمدى فعالية لوحات كانبان في استعراض العمل، فقد أصبحت عنصرًا أساسيًا في معظم أدوات إدارة المشاريع. هناك طرائق أخرى لاستعراض العمل إلى جانب لوحات كانبان، مثل عرض المخطط الزمني وعرض التقويم وعرض القائمة. ما هو إطار عمل سكرام Scram؟ سكرام Scram هو أحد أشهر أطر عمل أجايل، وخلافًا لإطار عمل كانبان الذي يختزل عادةً على أنه أداةُ استعراضٍ العمل، فإن سكرام إطار عمل هو عمل متكامل كافٍ لإدارة عمل الفريق. نشأ هذا الإطار على يد (تايشي أوهنو)، وهو يتضمن مخططات لكل من القيم والدلائل الإرشادية والأدوار من أجل مساعدة الفريق على الاهتمام بالتحسين المستمر والتكرار. يُعَد هذا الإطار أقل مرونةً من كانبان، لكنه أداة رائعة تمكن فرق أجايل من التعاون وإنجاز العمل بطريقة فعالة. كيف يسير العمل في إطار عمل سكرام؟ كما هو الحال في منهجية أجايل، نشأ إطار سكرام بالأساس من أجل فرق تطوير البرمجيات، لكنه اليوم يُستخدم في المجالات الأخرى أيضًا مثل تطوير المنتجات والهندسة وغيرها لتنفيذ العمل بطريقة أسرع وأكثر كفاءة. عند الرغبة بالعمل وفق إطار سكرام، يعيِّن الفريق عادةً مسؤول سكرام Scrum master، الذي يقع على عاتقه تسيير المراحل الثلاثة المختلفة لإطار سكرام وتوجيه جميع أفراد الفريق. يمكن أن يكون مسؤول سكرام هو نفسه قائد الفريق أو مدير المشروع أو مالك المنتج أو الشخص الأكثر اهتمامًا في تسيير إطار سكرام. يتعين على مسؤول سكرام تنفيذ مراحل سكرام الثلاثة الاعتيادية كما يلي: التخطيط لدورة التطوير Sprint planning: تستغرق دورة تطوير سكرام عادةً أسبوعان، وقد تقصُر قليلًا حسب الفريق. وأثناء مرحلة التخطيط لدورة التطوير يطّلع مسؤول سكرام وأعضاء الفريق على قائمة مهمات المنتج ويختارون أعمالًا لإنجازها خلال دورة التطوير اجتماعات سكرام اليومية السريعة Daily Scrum standups: على مدار دورة عمل سكرام، يجتمع الفريق عادةً لمدة 15 دقيقة يوميًا لمراقبة التقدم والتحقق من ملاءمة مقدار العمل الذي يجب إنجازه الاجتماع الاسترجاعي لدورة التطوير Sprint retrospective meeting: عند انتهاء فترة سكرام، يعمل مسؤول سكرام على استضافة اجتماع استرجاعي لدورة التطوير من أجل تقييم العمل الذي تم إنجازه ونقل العمل غير المكتمل إلى قائمة المهمات والتحضير لدورة التطوير القادمة الهدف من سكرام ليس بناء شيء معين على مدار أسبوعين ثم شحنه فحسب دون العودة إليه ثانيةً، بل يتبنى سكرام عقلية التحسين المستمر، بحيث تعمل الفرق على خطوات صغيرة للوصول إلى أهداف أكبر، وذلك بواسطة تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة والعمل على هذه الأجزاء واحدًا تلو الآخر؛ وبذلك يساعد سكرام الفريق على ترتيب الأولويات بطريقة أفضل وتقديم العمل بكفاءة أعلى. مزايا سكرام Scrum تؤسس الفرق العاملة وفق إطار سكرام قواعد وعادات ومسؤوليات واضحة ومحددة، كما أن كلًا من اجتماعات سكرام اليومية واجتماع تخطيط دورة التطوير واجتماع مراجعة دورة التطوير والاجتماع الاسترجاعي تساعد الفرق على إجراء عمليات تحقق باستمرار وتحسين العمليات الحالية. بفضل اعتماد سكرام على قائمة مهمات العمل وبدئه باجتماع تخطيط دورة التطوير، فإنه يقدم لقادة الفريق أو مالكي المنتج هيكلية سهلة وجاهزة لإدارة أهم أعمال فريقهم ودعمها، وبذلك يتمكن الفريق من خلال سكرام من العمل على مهمات معدة مسبقًا وذات مقدار معين وزمن معين لكل دورة تطوير. يضمن هذا المستوى الرفيع من ترتيب الأولويات المؤصَّل في إطار سكرام مع التحديد الواضح للمسؤوليات أن يتمكن جميع أعضاء الفريق من معرفة المهمات المسؤولين عنها طوال الوقت. كيف نختار المنهجية الصحيحة لإدارة المشاريع بعد أن تناولنا المنهجيات وأطر العمل بالتفصيل كلًّا على حدة، لنقارن الآن بعضها ببعض لمعرفة كيفية اختيار الأنسب فيما بينها، من أجل مساعدة فريق عملنا على تحقيق أهدافه. مقارنة بين منهجية أجايل Agile ومنهجية تدفق المياه Waterfall تساعد معرفة مزايا ومساوئ كل منهجية على اختيار الأفضل منها لفريقك. لنتناول بعض المعلومات حول ذلك فيما يلي: مزايا منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع منهجية تدفق المياه فعالة أكثر لإدارة المشاريع متعددة التخصصات، ومن أهم مزاياها: إمكانية التخطيط المسبق للمشروع لتجنب الوقوع في مشكلة توسع نطاقه سهولة تتبع التقدم بين المراحل المختلفة للمشروع إمكانية العمل على مشاريع متعددة دون الحاجة لتكريس جميع الجهود على مشروع محدد سهولة إدارة التبعيات (اعتماد مرحلة ما على أخرى) مساوئ منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع في المقابل، تعاني منهجية تدفق المياه من بعض السلبيات، نذكر أهمها: زيادة المخاطرة في المشروع بسبب افتقارها للمرونة إمكانية فقدان معلومات في حال عَمِل أشخاص مختلفون على مراحل مختلفة من المشروع وقصّروا في التوثيق احتمالية حدوث أخطاء غير متوقعة عندما تأتي مرحلة ضمان الجودة في وقت متأخر إمكانية تدني رضا العملاء عند عدم إشراكهم مزايا منهجية أجايل لإدارة المشاريع تحظى منهجية أجايل بشعبية عالية، إذ يتمتع فريق أجايل بالمزايا التالية: التكيف السريع مع التغيرات غير المتوقعة التركيز على رضا العملاء تعزيز التحفيز الذاتي من خلال التأكيد على العمل الجماعي ومشاركة جميع أعضاء الفريق مساوئ منهجية أجايل لإدارة المشاريع مع المرونة العالية التي تتمتع بها هذه المنهجية، هناك بعض السلبيات التي يمكن أن تواجهها فرق عمل أجايل: إمكانية حدوث توسع غير متوقَّع لنطاق المشروع وميزانيته قد تصبح مشاركة العملاء صعبة مع كثرة التكرارات في حال لم يكن لديهم وقت أو طاقة لذلك بسبب الحاجة للتركيز حصرًا على دورة تطوير أجايل، يتعذر على أعضاء الفريق العمل بالتزامن على مشاريع أخرى من الصعب أن تزدهر فرق العمل الافتراضية في بيئة عمل أجايل ما هي الحالات المناسبة لاستخدام كل من منهجية تدفق المياه ومنهجية أجايل؟ مع أن أي فريق عمل يمكن أن يستفيد من أيٍّ من المنهجيتين بشكلٍ أو بآخر، لكن النقاط التالية تساعد على اتخاذ القرار بشأن المنهجية الأنسب: يُنصح باستخدام منهجية تدفق المياه في الحالات التالية: عند اللعمل على مشروع تسلسلي؛ أي المشروع الذي لا تبدأ فيه أية مرحلة إلا بعد انتهاء التي تسبقها عندما نريد ضبط نطاق المشروع بإحكام إذا كنا نولي أهمية كبيرة للتخطيط الواضح والفعال عندما نريد فهم جميع مراحل التطوير بأكملها قبل بدء المشروع في حال الاهتمام بتقديم الميزات والوظائف بدقة وجودة عالية أكثر من الاهتمام بالتسليم السريع يُنصح باستخدام منهجية أجايل في الحالات التالية: عندما نريد استخدام عملية أكثر تكرارية عندما نرغب بتسليم نتيجة سريعة، حتى لو أردت تحسينها لاحقًا إذا كان فريقنا سريعًا إذا كان فريقنا مهتمًا بالتكيف لاحقًا أكثر من التنبؤ مسبقًا إذا أراد عملاؤنا أن يكونوا شركاء فعالين إذا اقتنعنا بمنهجية أجايل، فالخطوة التالية على الأرجح هي أن نقرر ما إذا كان إطار عمل سكرام هو الطريقة المناسبة لعمل الفريق فعلًا. مقارنة بين منهجية أجايل وإطار عمل سكرام بالنسبة لأجايل وسكرام فالمطلوب ليس الاختيار فيما بينهما، بل يتعلق الأمر بما إذا كنت تريد تطبيق إطار عمل سكرام على أجايل أم لا. هل يمكن تطبيق أجايل دون سكرام؟ بالتأكيد نعم! قد يكون سكرام أشهر أُطُر عمل أجايل، لكن يمكنك تطبيق منهجية أجايل دون الالتزام بقواعد سكرام، لذا إذا كنا نبحث عن منهجية تساعد فريقنا على المزيد من التعاون والمرونة، لكن في الوقت نفسه لا نعتقد أن قواعد سكرام مفيدةٌ لفريقك، فهناك أُطُر عمل أخرى يمكن اختيارها مثل كانبان، وهو ما سنتحدث عنه بعد قليل. يمكن أيضًا تطبيق منهجية أجايل دون الحاجة إلى الاعتماد على إطار عمل محدد، لكن عند غياب مسؤول سكرام والاجتماعات اليومية القصيرة ودورات التطوير الممتدة على أسبوعين، فإن هذا يستدعي تطبيق بضعة ممارسات مثلى لضمان سلاسة مسار العمل، ومنها: جعل المشاريع صغيرة: بغياب قواعد سكرام، من الأسهل العمل على إدارة مشروع صغير عبر فريق عمل صغير يسعى لتحقيق أهداف صغيرة تعيين مالك للمنتج: بغياب مسؤول سكرام، تبرز الحاجة لتكليف أحد أعضاء الفريق بالاهتمام بمتطلبات المشروع والموارد اللازمة، ليصبح مسؤولًا عما يتعلق بمسار العمل وتغيرات المشروع وتوزيع الموارد عقد اجتماعات دورية: بوجود فريق عمل صغير ومشروع ذي هدف عام صغير، يجب أن تكون الاجتماعات الأسبوعية مؤهلًا قويًا للنجاح، لذا يجب استغلال هذه الفرصة في مراجعة تقدم المشروع ومناقشة أهداف الأسبوع التالي لجميع الأعضاء، من أجل الحفاظ على همة عالية ومشاركة فعالة جدولة مراجعات متكررة: كما هو الحال بالنسبة للاجتماعات الأسبوعية التي ترمي لمناقشة الأهداف، يستفيد فريق أجايل أيضًا من مراجعة الجودة دوريًا. من الممكن أن تكشف هذه المراجعات عن تفاصيل يجب الانتباه عليها، كما أنها تضمن الحفاظ على جودة عالية للمشروع والآن، لنتحدث عن إطار عمل آخر في منهجية أجايل وهو إطار كانبان، ولنقارن بينه وبين سكرام. مقارنة بين إطار عمل كانبان وإطار عمل سكرام كانبان وسكرام هما من أشهر أطر العمل المنسوبة لمنهجية أجايل، ويشجع كلاهما فرق العمل على اعتماد أسلوب التحسين المستمر. تُعَد المرونة والتحسين المستمر من المبادئ الرئيسية لمنهجية أجايل، وهما من العوامل التي تجذب فرق المنتجات وفرق الهندسة وفرق تطوير البرمجيات إلى هذه المنهجية، كما أن التحسين المستمر هو سمة مهمة لكل من إطار عمل كانبان وإطار عمل سكرام. تُعَد كل من كانبان وسكرام أداتان رائعتان تساعدان على تعاون الفريق. ورغم إمكانية اختلاف شكل هذا التعاون بين الإطارين، إلا أن كليهما بالأساس عبارة عن طريقة تساعد الفريق على العمل معًا بطريقة أفضل. مع وجود نقاط مشتركة بين هذين الإطارين، هناك اختلافات أساسية فيما بينهما نذكر منها: سكرام محدَّد أكثر من كانبان: يتضمن سكرام مجموعةً محددة من "القواعد" التي يجب أن يتبعها الفريق، في حين أن كانبان يُستخدَم أكثر لاستعراض العمل، وهناك الكثير من الفرق التي تستخدم إطار سكرام مع استعراض التقدم على لوحة كانبان، لكنها في هذه الحالة تعمل على سكرام وليس كانبان. بمعنى آخر، يمكن عدّ كانبان طريقة لاستعراض العمل أكثر من كونه منهجية عمل ذات قواعد محددة سكرام مضبوط زمنيًا، أما كانبان فهو مرن: يتضمن سكرام إجراء دورات تطوير، وهي دورات عمل تستغرق عادةً أسبوعان، وفي نهاية دورة التطوير تحصل على مجموعة من الأعمال المنجَزة، بغض النظر عن طبيعة تلك الأعمال. في المقابل، فإن لوحات كانبان لا تتضمن بالضرورة توقيت بدء أو انتهاء، وهي تُستخدم لاستعراض العمليات قيد التنفيذ في كثيرٍ من الحالات يمكن ترتيب أعمدة لوحة كانبان بطرائق مختلفة: عند تطبيق سكرام، لا بد من تتبع سير العمل وانتقاله بين المراحل، لكن في لوحة كانبان غير المعتمدة على سكرام فإن أعمدة اللوحة قد تمثل العمل الذي سيُنجز شهريًا أو لمحة عن العمل الذي أُنجز سابقًا أو أي تمثيل آخر؛ فالأمر يختلف عن حالة وجود سكرام الذي يتضمن "قواعد" محددة ما هي الحالات المناسبة لاستخدام كل من سكرام وكانبان؟ ليس هناك قاعدة واضحة لمعرفة متى يتعين على الفريق استخدام كانبان أو سكرام أو أدوات إدارة المشاريع البصرية الأخرى، لكن بصورة عامة يكون استخدام كانبان ملائمًا في الحالات التالية: إذا كان فريقنا بحاجة إلى نظام بصري لإدارة المشاريع إذا كنا نريد طريقةً سريعةً لفهم أين وصل تقدم المشروع إذا لم نكن ندير فريق هندسة أو فريق منتجات أو فريق تطوير البرمجيات إذا كنا ندير عمليات ومشاريع متواصلة إذا كان العمل بمعظمه يتطلب فترات زمنية طويلة يتمتع إطار كانبان بميزة رائعة تتمثل في إمكانية إضافة ما يفيد من أدوات الإدارة الأخرى وتجاهل الباقي، فحتى لو اخترنا عدم استخدام إطار عمل سكرام، يمكننا استلهام بعض الأفكار منه. على سبيل المثال، ربما قد لا نرغب بأن يكون توقيت العمل محصورًا بدورة تطوير لمدة أسبوعين، لكننا نختار إعداد قائمة مهمات للعمل لمساعدة الفريق على فهم المهمات وترتيبها جيدًا حسب الأولوية. يُعَد إطار سكرام طريقةً فعالةً لتنظيم وترتيب الأولويات في جميع مراحل العملية، ومع أن بعض الفرق قد لا تنجح عبر استخدام سكرام، لكن هذا الإطار مفيد في الحالات التالية: إذا كنا ندير فريق هندسة أو فريق منتجات أو فريق تطوير البرمجيات أو فريقًا يعتمد منهجية أجايل إذا كنا نرى بأن الفريق قد يستفيد من وجود هيكلية أكثر صرامةً بعض الشيء إذا كانت لدينا قائمة مهمات طويلة للعمل عليها إذا كان الفريق يتحمس للعمل بوجود مواعيد نهائية قريبة ومُخرَجات تحتاج للتسليم إذا تعهد أحد أعضاء الفريق بأن يكون مسؤول سكرام من المهم الإشارة هنا إلى إمكانية الجمع بين الإطارين دائمًا من خلال استخدام إطار سكرام على لوحة كانبان. كيفية الجمع بين سكرام وكانبان لكي نتمكن من عقد اجتماعات يومية سريعة فعالة ونتقن التخطيط لدورات التطوير والاجتماعات الاسترجاعية، نحتاج إلى طريقة فعالة لاستعراض العمل عبر مراحله وتتبع المهمات التي تكون قيد التنفيذ، وهنا يأتي دور لوحة كانبان التي تساعد على التعامل مع قائمة المهمات وتنظيم مسار العمل خلال دورة التطوير، مما يسهل عمل سكرام ويزيد من فرص نجاحه. تعمل الفرق التي تستخدم إطار سكرام على لوحات كانبان (وتدعى هذه المشاركة أحيانًا لوحات سكرام) عادةً على إنشاء لوحة جديدة لكل دورة تطوير في سكرام، وينقسم السبب إلى شقّين: يساعد إنشاء لوحة جديدة لكل دورة تطوير على الانطلاق من نقطة البداية، مما يسهّل على مسؤول سكرام وفريق سكرام استعراض العمل الجديد الذي يجب إنجازه في كل دورة تطوير. يستخدم مسؤول سكرام لوحات سكرام السابقة لتتبع العمل الذي تم إنجازه خلال كل دورة سكرام، ونظرًا لأن أهم أسباب استخدام الفرق لإطار سكرام تتمثل بتحسين العملية والكفاءة، فإن النظر إلى الوراء ومراجعة ما تم إنجازُه يساعد على تحقيق ذلك. خاتمة في الختام، لا بد من التأكيد على أن النجاح يرتبط بالقدرة على الاختيار الصحيح للمنهجيات والأطر والأدوات المناسبة للفريق والمشروع. ترجمة -وبتصرّف- للمقال ?Waterfall vs. Agile vs. Kanban vs. Scrum: What’s the difference اقرأ أيضًا الإدارة المرئية للمشاريع ما هي إدارة المنتجات؟ ما هي إدارة المشاريع؟ دليلك إلى أشهر أطر عمل منهجية أجايل تعرف على إطار عمل سكرام scrum أشهر أطر منهجية أجايل كل ما تحتاج لمعرفته عن منهجية تدفق المياه Waterfall لإدارة المشاريع
  7. من المتعارف عليه بين الناس أن التصميم الجرافيكي graphic design هو جوهر مجال التصميم، فهو يتجلى حولنا في شعارات العلامات التجارية الشهيرة، كما نراه في الخطوط والألوان على اللوحات الإعلانية للأفلام، فضلًا عن غيرها من التصاميم البارزة التي يبدعها مصممو الجرافيك في كل مكان. لكن لماذا إذًا قد يرغب مصمم الجرافيك بالانتقال إلى تصميم تجربة المستخدم؟ أحد أبرز الأسباب هو الشعور بالإنجاز والرضا الذي ينبع من الاهتمام بتفاصيل المنتج، بدلًا من اقتصار العمل على الشكليات الخارجية. لا ننسى أيضًا أن راتب مصمم تجربة المستخدم يفوق نظيره للمصمم الجرافيكي في معظم الأحيان. على أي حال، أيًا كان السبب الذي يدفع مصمم الجرافيك للتغيير، فمن المرجح أن يكون هذا التغيير مثمرًا للغاية، لكن كيف يمكن تحقيق هذا التحول المهني من التصميم الجرافيكي إلى تصميم تجربة المستخدم؟ لنتعرف على الإجابة فيما يلي. ما المقصود بتجربة المستخدم وتصميم تجربة المستخدم؟ تجربة المستخدم UX هي ما يشعر به المستخدم أثناء استخدام المنتج. وتكمُن وظيفة مصمم تجربة المستخدم في تصميم منتج يقدم أفضل تجربة ممكنة؛ لكن كيف يجري ذلك؟ يبدأ الأمر بإجراء الكثير من الأبحاث، إذ لا يمكن تقديم أي شيء مفيد للمستخدم دون التعرف على نوع المشكلات التي يعاني منها وكيفية حلها لكي يكون الحل ملبيًا لرغبات المستخدم ومحققًا لاحتياجاته؛ كما لا يمكن فهم تلك المشكلات دون التفاعل مع المستخدمين. يتركز اهتمام مصممي تجربة المستخدم عادةً على ثلاثة عوامل رئيسية هي: مظهر المنتج، وانطباعه، وسهولة استخدامه Usability. يتمحور المظهر حول تصميم منتج جذاب بصريًا يتناغم مع تفضيلات المستخدمين ويجسِّد توقعاتهم من المنتج، ولا يقتصر ذلك على الناحية الجمالية، بل يجب أن يكون التصميم ملائمًا أيضًا، بحيث يساعد على بناء جسر من الثقة والمصداقية بين المنتج والمستخدم؛ أما الانطباع فهو يتعلق بتطوير منتجات ممتعة الاستخدام، إذ يجب أن يقدم المنتج تجربةً تعطي شعورًا بالمتعة وليس فقط يؤدي وظيفته، سواءً كان ذلك أثناء التفاعل مع المنتج أو الاستجابة له. كذلك، تُعَد سهولة الاستخدام هي الجوهر الأساسي لتجربة المستخدم، ففي حال كان المنتج صعب الاستخدام، فلن تحظى تجربة المستخدم بالنجاح على الإطلاق. وهنا يهدف مصممو تجربة المستخدم إلى تصميم منتجات يمكن تكييفها مع احتياجات المستخدم المختلفة، وفي نفس الوقت ذات أداء وظيفي مألوف للمستخدم. العناصر المشتركة بين التصميم الجرافيكي وتصميم تجربة المستخدم يشترك التصميم الجرافيكي وتصميم تجربة المستخدم في كل من الذكاء العاطفي والتفكير الإبداعي والنمذجة الأولية، بينما يختلفان في عناصر أخرى خاصة بكل مجال. التصميم العاطفي يدور التصميم الجرافيكي حول التواصل العاطفي من خلال الخطوط والألوان والصور، فالخطوط المزخرفة والألوان الداكنة تعطي شعورًا بالجدية؛ أما الخطوط البسيطة والألوان الزاهية، فتضفي شعورًا بالفرح والمتعة. بهذه الأساليب يعتمد مصمم الجرافيك في كثير من الأحيان على التصميم العاطفي لتحفيز المشاعر المطلوبة لدى المستخدم. بالمثل، فإن تصميم تجربة المستخدم يُعنى بتوجيه مشاعر المستخدم، لكنه يهتم بالصورة الشاملة لتجربة المستخدم في استخدامه للمنتج. وبالتالي، بالإضافة إلى التركيز على الخطوط والألوان المناسبة، يهتم مصمم تجربة المستخدم بالتصميم الحركي ونبرة المحتوى وهندسة المعلومات وغيرها من النواحي. التفكير الإبداعي يتمتع كل من مصممي الجرافيك ومصممي تجربة المستخدم بمهارات متكافئة في التفكير الإبداعي. بالنسبة للتصميم الجرافيكي فإن إنشاء تصاميم بصرية إبداعية تجمع بين الألفة (لتكون مفهومةً للمستخدم) والتفرُّد (لتكون قويةً تنافسيًا) يتطلب قدرًا عاليًا من التفكير الإبداعي والنقدي. وبالمثل يتعين على مصمم تجربة المستخدم ابتكار منتجات تحل مشكلات المستخدم، فليس بالضرورة أن تكون الحلول المألوفة هي الأنسب. النمذجة الأولية ينشئ مصمم الجرافيك نماذج مُحاكية mockups ورسوم تخطيطية wireframes للتصاميم قبل إعداد التصميم النهائي، مما يسمح للعميل بإبداء ملاحظاته حول التصاميم، ويمكّن المصمم من تحسينها دون الحاجة إلى تكرار التصميم من الصفر. يعمل مصمم تجربة المستخدم أيضًا على إنشاء نماذج محاكية ونماذج أولية، لكنها تكون أقل تركيزًا على "مظهر" المنتج وأكثر تركيزًا على "انطباعه"، ومن الأمثلة على الأسئلة التي يبحث مصمم تجربة المستخدم عن إجابات لها: هل هذا النموذج الأولي مفيد؟ هل هو سهل الاستخدام؟ هل هو مرغوب؟ الاختلاف بين التصميم الجرافيكي وتصميم تجربة المستخدم يختلف التصميم الجرافيكي عن تصميم تجربة المستخدم في النواحي التالية: التركيز على المستخدم مقابل التركيز على التفاصيل يميل مصممو الجرافيك إلى الاهتمام بأدقّ التفاصيل في تصاميمهم، مثل التحقق من التباعد المثالي بين حروف النص وتوافق الألوان مع توجُّهات العلامة التجارية، إذ تحتل هذه الجوانب حيزًا كبيرًا من عملهم، ولها أسبابها الوجيهة. في المقابل، يركّز مصممو تجربة المستخدم على المستخدمين، ويهتمون بالواجهة التي يتفاعل المستخدم من خلالها مع المنتج من أجل ضمان تلبية المنتج للاحتياجات الأساسية للمستخدمين؛ ويتطلب ذلك بالطبع إجراء الكثير من الأبحاث التي تتضمن مخاطبة المستخدمين ومراقبتهم، وإنشاء شخصيات المستخدم وقصص المستخدم، وإجراء اختبارات سهولة الاستخدام على المنتجات، وغيرها الكثير؛ لذلك يتعين على مصمم الجرافيك الذي ينوي تغيير اختصاصه إلى تصميم تجربة المستخدم بأن يبذل مجهودًا في تعلُّم كيفية إجراء أبحاث المستخدمين (سنتحدث عن ذلك بمزيد من التفصيل لاحقًا). الطريقة التكرارية لحل المشكلات يُعَد تصميم تجربة المستخدم عمليةً تكرارية لحل المشكلات، لذا قد يختلف اختلافًا كبيرًا عما اعتاد عليه مصمم الجرافيك. يبدأ تصميم تجربة المستخدم بتحديد المشكلة، وهي خطوة تجري غالبًا من خلال أبحاث المستخدمين التي تساعد على تحديد المشكلة أو على الأقل تأكيدها، فلا فائدة من حل مشكلات لا يهتم بها المستخدمون، لأنهم ببساطة لن يدفعوا شيئًا لقاء حل مشكلات لا تهمّهم، وبالتالي لن تكسب الشركة أي عوائد مالية. بعد الانتهاء من مرحلة تحديد المشكلة، تُجرى المزيد من الأبحاث لإيجاد الطريقة المثلى المناسبة للمستخدم في حل المشكلة المدروسة، وغالبًا ما يجري ذلك من خلال المراقبة واستطلاعات الرأي والأبحاث الإثنوجرافية وغيرها. يجري التصميم لاحقًا على ضوء نتائج هذه الأبحاث، ثم يُختبَر التصميم على المستخدمين لمعرفة مدى ملاءمة الحلول المصمَّمة، ويُعاد التصميم مرارًا حتى تحقيق المعايير المطلوبة. بعد ذلك يحين موعد إطلاق المنتج، لكن عملية التصميم لا تنتهي هنا، إذ يستمر إجراء اختبارات على التصميم وجمع آراء وملاحظات المستخدمين من خلال دورة جديدة من أبحاث المستخدمين، ثم تطبَّق تحسينات لاحقة على التصميم على ضوء هذه الملاحظات. تعدد المجالات مقابل التخصص يتطلب التصميم الجرافيكي لمجال متخصص مستوًى معينًا من الإبداع ومجموعةً من المهارات التخصصية (مثل المعرفة بالخطوط ونظرية الألوان)، وذلك لإنشاء تصاميم بصرية جذابة. في المقابل، فإن تصميم تجربة المستخدم يتّسم بتعدد التخصصات ويتضمن مجالات معرفية متنوعة. فمثلًا، يجب أن يكون مصمم تجربة المستخدم على دراية بكلٍّ من علم النفس البشري والتصميم التفاعلي وهندسة المعلومات وتقنيات أبحاث المستخدمين على سبيل المثال لا الحصر، وذلك بغية تصميم حلول صحيحة لمشكلات المستخدمين. يوضح (دون نورمان) مبتكِر مصطلح "تجربة المستخدم" أنّ تجربة المستخدم تغطي جميع جوانب تجربة الناس للنظام المصَّمم، بما في ذلك الرسوم الجرافيكية للمنتجات المادية وواجهات المستخدم والكتيبات الإرشادية إضافةً إلى التفاعل المادي للمستخدم مع كل ذلك. فوائد خبرات التصميم الجرافيكي عند الانتقال إلى مجال تصميم تجربة المستخدم يتمتع مصمم الجرافيك بخبرات مفيدة جدًا في تصميم تجربة المستخدم، أهمها: النواحي الجمالية من أهم مزايا انتقال مصمم الجرافيك إلى تصميم تجربة المستخدم أنه يستفيد كثيرًا من خبرته في جعل الأشياء جذابةً بصريًا. يعتقد الكثيرون خطأً أن سهولة الاستخدام تتفوق على الناحية الجمالية في مجال تصميم تجربة المستخدم، لكن في الواقع تبين أن الجماليات تحسّن بذاتها من إجمالي تجربة المستخدم للمنتج من خلال إضفاء شعور بالاسترخاء وترسيخ انطباع أولي إيجابي وإظهار أن المنتج تم إعدادُه بإتقان. يستفيد مصممو الجرافيك أيضًا من خبراتهم السابقة في توصيل الأفكار بطريقة جذابة لأصحاب المصلحة في شركاتهم، مثل قدرتهم على عرض نتائج الأبحاث بطريقة مميزة تلفت أصحاب المصلحة وتثير اهتمامهم. صحيح أن مهارات التصميم الجرافيكي غالبًا ما تكون اختيارية في أبحاث تصميم تجربة المستخدم، لكن لا يخفى على أحد مدى تأثير عرض النتائج بطريقة احترافية جذابة. من ناحية أخرى، إذا قرر مصمم الجرافيك التحول إلى مجال تصميم تجربة المستخدم، فيجب أن يوازن بين ميله لجعل الأشياء جذابة بصريًا، والحاجة للدفع بعجلة مشروع التصميم نحو الأمام، فأحيانًا يكفي رسم بعض الخطوط العشوائية على منديل ورقي لتوصيل الأفكار أثناء العمل في تصميم تجربة المستخدم، لذا لا حاجة لقضاء بضعة أيام في إعداد اللوحات في مثل هذه الحالات. التصاميم المألوفة والتصاميم الرائجة القدوم من خلفية تصميمية لا يعني فقط إلمام المصمم بمصطلحات التصميم، بل من المرجح أن يكون على دراية بالتصاميم المألوفة والاتجاهات الرائجة في تصميم الويب والتطبيقات. يستفيد مصمم تجربة المستخدم في معظم الأحيان من التصاميم المتعارف عليها (مثل مفتاح التبديل لحالات التشغيل والإيقاف، والقائمة المنسدلة للخيارات المتعددة، إلخ) وذلك لأن المستخدم يفهم هذه التصاميم من مواقع الويب الأخرى. مصمم الجرافيك معتادٌ أيضًا على هذه التصاميم، لا سيما إذا كان قد أعدّ نماذج أولية مسبقًا؛ مما يعني أنه سيتكيف مع مهام تصميم تجربة المستخدم أسرع من الأشخاص الذين لا يأتون من خلفية تصميمية. قد لا يبدو الأمر ذا أهمية كبيرة، لكنّ القدرة على التواصل والتحدث بلغة التصميم هي جوهر أي مشروع تصميمي. كيف يمكن تحسين المهارات للانتقال من التصميم الجرافيكي إلى تصميم تجربة المستخدم هل هناك فجوة بين التصميم الجرافيكي وتصميم تجربة المستخدم؟ نعم، لكنها ليست بالفجوة العميقة، فالمصمم الجرافيكي يتحدث أساسًا بلغة التصميم، وهو لا يحتاج سوى لصقل مهاراته لتشمل المهارات الخاصة بتصميم تجربة المستخدم. بمجرد حيازة هذه المهارات المكمّلة، يمكن بدمجها في العمل بالتصميم الجرافيكي (فتصميم تجربة المستخدم يضيف قيمةً إلى التصميم الجرافيكي بقدر ما يضيفها إلى تصميم المنتجات)، بعدها يمكن تعديل السيرة الذاتية لتسليط الضوء أكثر على مهارات تصميم تجربة المستخدم إلى جانب مهارات التصميم الجرافيكي. وكما ذكرنا مسبقًا، المفتاح الحقيقي لمصمم الجرافيك هو فهم جميع أشكال أبحاث المستخدمين، وهو ما يمكن تعلُّمه من خلال ما يلي: الدورات عبر الإنترنت هناك العديد من المنصات التي تقدم دورات تعليمية تغطي المهارات الأساسية في تصميم تجربة المستخدم ومجالات العمل المختلفة لهذا الاختصاص مع التدريب على المهارات العملية. هذا النوع من الدورات يُكسِب المصمم الجرافيكي الخبرة والثقة الكافية لاجتياز مقابلات التوظيف، ومن ثم العمل في مجال تصميم تجربة المستخدم. الدورات على أرض الواقع يفضل البعض التعلم في قاعة دراسية على التعلُّم عن بُعد، لذا يمكن البحث عن دورات تدريبية مباشرة لتعلُّم مهارات تصميم تجربة المستخدم في حال الرغبة في ذلك، لكنّ هذا النوع من الدورات يكون عادةً متاحًا في مواقع محددة، وقد يرفع تكاليف التعلم أكثر في حال كانت هذه المواقع بعيدة عن مكان الإقامة. الدراسة الجامعية ليس من المرجح أن تكون الدراسة الجامعية هي الخيار الأمثل لمن يبحث عن تغيير مجال عمله، فالأمر لا يتوقف على الميزانية، بل أيضًا على الوقت المستغرَق. يمكنك أن تعمل وتتعلم في الوقت نفسه باستخدام طريقة أخرى بدلًا من قضاء 3 أو 4 سنوات جامعية للحصول على شهادة بكالوريوس أو سنتين بالنسبة لبرامج الماجستير. لكن بالعموم، في حال اخترت طريق الدراسة الجامعية، يجب أن تخصص وقتًا كافيًا للبحث عن البرنامج الدقيق الذي يناسبك، مع العلم أن هناك مئات البرامج الجامعية التي تتيح دراسة هذا الاختصاص. يُنصح أيضًا بالاستعانة بآلة حاسبة وتخصيص بعض الوقت لحساب تكاليف الذهاب إلى الجامعة قبل حجز مقعد جامعي، بما في ذلك تكاليف الإيجار والرسوم الدراسية والكتب وغيرها، مع مراعاة عدم القدرة على العمل بدوام كامل في فترة الدراسة الجامعية، مما يعني المزيد من الفجوة المالية بين هذه الطريقة والطرائق الأخرى. التشبيك بعد الإلمام بالمهارات اللازمة، يمكن الاستفادة من التشبيك في الاختصاص الجديد، فأفضل الفرص تأتي عند الحصول على توصية عمل من أحد الأشخاص الذين لديهم أقدمية في المجال، ولا شك بأن أحد أفضل الأماكن التي يمكن البدء منها بالتشبيك هي منصة لينكدإن. من المهم البحث عن مجموعات حول تجربة المستخدم والبدء بالمشاركة لتكوين شبكة من العلاقات المهنية المهمة، دون التعجل في البحث عن عمل مباشرةً. بالإضافة لذلك، يمكن متابعة أعضاء مشهورين في مجال تصميم تجربة المستخدم على منصة اكس وهي وسيلةٌ أخرى من الوسائل المفيدة للبدء ببناء شبكة المعارف من نفس المجال، وبهذه الطريقة يمكن التفاعل معهم والتعلم منهم باستمرار. الإرشاد والتقييم من الأساليب الأخرى لتطوير مهاراتنا هي التدرب على يد مرشد خبير سبق أن خاض مجال تجربة المستخدم بكل تفاصيله. لذا يمكن بهذا الصدد البحث ضمن الشبكة المهنية خاصتنا للعثور على مرشد مناسب والتواصل معه. خاتمة الانتقال بالمسار المهني من التصميم الجرافيكي إلى تصميم تجربة المستخدم فكرةٌ رائعة، كما أنها ليست بالصعوبة التي قد يتخيلها البعض، فكل ما علينا فعله هو الحصول على بعض التدريب للتعرف على مهام مصمم تجربة المستخدم، ثم الاستفادة من هذه التدريبات وتوظيفها في العمل. بحيث عندما نرى أن الوقت مناسب لهذا الانتقال الوظيفي، يمكن البدء بالتشبيك والاستعداد لمقابلات العمل من أجل الحصول على وظيفة جديدة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Change Your Career from Graphic Design to UX Design لصاحبه Teo Yu Siang. اقرأ أيضًا دليلك الشامل خطوة بخطوة لاحتراف تصميم تجربة المستخدم UX قابلية الاستخدام وأهميتها في تجربة المستخدم دليل المبتدئين إلى التصميم التفاعلي Interaction Design
  8. ربما أفضل ما يجب أن يقتنيه مصمم تجربة المستخدم هو قميصٌ مكتوبٌ عليه: "بحسب الحالة"، ليتمكن من الإشارة إلى هذه العبارة السحرية على قميصه بدلًا من تكرارها عشرات المرات يوميًا، ذلك أن جواب معظم الأسئلة المتعلقة بتجربة المستخدم يكمُن في هذه العبارة. ما أفضل نمط يمكن استخدامه للتصميم؟ بحسب الحالة. كم عدد المستخدمين الذين يجب التحدث معهم؟ الجواب يعتمد على الحالة. ما هي العناصر الأكثر أهمية في التصميم؟ أيضًا يتوقف الأمر على الحالة. يعود السبب في ذلك إلى أن الأسئلة المتعلقة بتجربة المستخدم تحكُمُها دائمًا الكثير من المتغيرات المعقدة، فإذا طرحنا أسئلة من قبيل: من هم المستخدمون لدينا؟ وما أهدافهم؟ وما المعوقات التي تواجهنا؟ وما النتائج التي نسعى لتحقيقها؟ وما هي معلوماتنا السابقة؟ وما الذي يجب أن نتعلمه؟ مهما كانت الإجابات عن هذه الأسئلة، فإن تغيير واحد أو أكثر من هذه المتغيرات فسيحتاج إلى نسخة جديدة مختلفة من الإجابات. على سبيل المثال، يتصرف المستخدم الخبير بطريقة مختلفة عن المستخدم المبتدئ، وتختلف معوقات التصميم المخصَّص للأجهزة المحمولة عن معوقات التصميم من أجل الحواسيب، كما أن التصميم الذي يعتمد على آراء الكثير من أصحاب المصلحة يتطلب منهجيةً مختلفةً عمّا لو كان عدد أصحاب المصلحة قليل. أما بالنسبة لسؤالنا اليوم ما هي أفضل الإجراءات في تصميم تجربة المستخدم؟ فهو من أكثر الاسئلة التي ينطبق عليها الجواب المعهود "بحسب الحالة"، رغم أننا نرى فرق العمل مرارًا وتكرارًا تحاول تطبيق نفس المنهجية الجامدة بغض النظر عن المتغيرات المختلفة المؤثرة في المشروع، والتسلسل التالي هو أحد الأمثلة على هذه المنهجيات: تحديد المشكلة، وإنشاء شخصيات المستخدم، تحديد السيناريوهات إعداد رحلات المستخدم إنشاء رسوم تخطيطية إنشاء نماذج أولية إجراء اختبارات سهولة الاستخدام منهجية غير مرنة في تصميم تجربة المستخدم قد تتّبعُها بعض الفرق بغض النظر عن المشروع تحتاج بعض المشاريع قطعًا إلى إجراء أبحاث أولية، بينما لا يحتاج بعضُها الآخر إلى هذه الأبحاث، كما أن شخصيات المستخدم قد تكون مفيدةً في بعض المشاريع وغير مفيدة في بعضها الآخر، وكذلك الأمر بالنسبة للنماذج الأولية عالية الدقة التي تكون ضروريةً في مشاريع معينة وغير ذات أهمية في مشاريع أخرى، وتتطلب بعض المشاريع إجراء اختبار سهولة الاستخدام، بينما يكون هذا الاختبار غير ضروري في مشاريع أخرى. ومع اكتسابنا للمزيد من الخبرة في مجال تجربة المستخدم، يتضح لنا أنه لا منهجية موحدة تلائم تصميم تجربة المستخدم في جميع الحالات، أي أنه لا وجود لوصفة سحرية لإجراءات تجربة المستخدم تعطي دائمًا نتائج مبهرة بغض النظر عن المتغيرات. إن اختيار الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم أشبه بانتقاء أصناف معينة من الطعام بدلًا من التوجه إلى مأدُبة مفتوحة تتضمن جميع أصناف المأكولات، فلا يصحّ أن يعمل مصمم تجربة المستخدم على تنفيذ جميع الإجراءات دون تفكير، بل عليه أن يراعي المتغيرات المختلفة في المشروع ويختار المنهجية الأنسب من وجهة نظره لتحقيق النتائج المطلوبة. وضعت منصة Design Council مثلًا منهجيةً مفيدةً لمشاريع تصميم تجربة المستخدم باسم عملية تصميم الماسة المزدوجة كما في الصورة أدناه، ورغم أن هذه المنهجية تحدد المراحل التي يجب أخذها بالحسبان (الاستكشاف، التحديد، التطوير، التسليم) ومبادئ التصميم التي يجب اتباعها، مثل التصميم المتمحور حول المستخدم، إلا أنها لا تشترط إجراء جميع المراحل أو تحدد ما يجب فعله في كل مرحلة. فمثلًا قد تتطلب بعض المشاريع تنفيذ إجراءات الاستكشاف، بينما لا يتطلب بعضُها الآخر ذلك، وقد تكون بعض المشاريع محدَّدة بالتفصيل من الأساس، بينما يكون بعضها الآخر على النقيض من ذلك. عملية تصميم الماسة المزدوجة من Design Council. إذا كان اختيار المنهجية المناسبة لتصميم تجربة المستخدم والإجراءات التي يجب تنفيذها يعتمد على العديد من المتغيرات المختلفة، فكيف يمكن استكشاف هذه المتغيرات؟ يكمُن الجواب في البدء بطرح الكثير من الأسئلة مثل: ما خلفية المشروع؟ ما معايير نجاح المشروع؟ ما هي القيود؟ من هم المشاركون بالمشروع؟ ما الذي قد يمنع نجاح المشروع؟ من هم المستخدمون؟ ما هي مشكلات المستخدمين التي يجب حلُّها؟ ما الموارد والأفكار المتوفرة؟ ما هي الافتراضات والأسئلة الرئيسية؟ ما مدى أهمية المشروع؟ يمكن أيضًا الاستعانة بمخططات بسيطة مثل المخطط التالي وتعبئته عند البدء بمشروع من أجل جمع المعلومات الرئيسية حوله، فهو يساعد فريق العمل على تحديد نوع المنهجية المتبعة، وبالتالي الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم. يساعد استخدام مخطط لجمع المعلومات الرئيسية حول المشروع على تحديد الإجراءات اللازمة لتصميم تجربة المستخدم في هذا المشروع خاتمة بالعودة إلى سؤالنا الأساسي حول أفضل الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم، فإن الإجابة هي فعلًا بحسب الحالة، فتحديد الإجراءات اللازمة يعتمد على الكثير من المتغيرات المختلفة المؤثرة في المشروع، وكلما ازداد فهمنا لهذه المتغيرات، زاد تمكننا أكثر من تحديد المنهجية والإجراءات الملائمة للمشروع. ترجمة -وبتصرّف- للمقال What are the best UX activities to carry out? It depends…‎ لصاحبه Neil Turner. اقرأ أيضًا أهم التقارير اللازمة لتصميم تجربة المستخدم دليلك الشامل خطوة بخطوة لاحتراف تصميم تجربة المستخدم UX ما الفرق بين تجربة المستخدم UX وواجهة المستخدم UI؟ النسخة الكاملة لكتاب مدخل إلى تجربة المستخدم (User Experience - UX)
  9. من المؤكد أن جميعنا قد سمع جملة "ضع نفسك مكاني" في أحد الأيام! يدخل هذا المثال ضمن ما يسمى التعاطف بصورته العملية، فعندما نريد أن نتعاطف مع أحدهم فليس هناك طريقة أفضل من أن نتخيل أنفسنا مكانه وضمن الظروف التي تحكُمه، وهذه واحدة من المهارات الناعمة Soft Skills المهمة التي تساعد على فهم كيفية تفاعل الآخرين مع الحياة. وبالمثل فإن خرائط التعاطف تفيد في تحديد احتياجات العميل من خلال إنشاء شخصية مستخدم مفصَّلة ومن ثم وضع أنفسنا مكان هذه الشخصية للتحصل على معلومات قيّمة حول تجربة العميل. يمكن أن تُترجَم هذه المعلومات والتلميحات لاحقًا إلى تحسينات على المنتج، مما يساعد على تطوير إستراتيجية مبيعات قوية. ما هي خريطة التعاطف؟ خريطة التعاطف Empathy Map هي أداة تساعد على استكشاف كيف يفكر الجمهور المستهدف ويشعر ويتصرف، وبالتالي فهم رغباته واحتياجاته أكثر. وتنقسم الخريطة في الحالة النموذجية إلى أربعة أجزاء وهي: التفكير والشعور القول والفعل النظر السمع قبل استخدام هذه الأداة، سنحتاج أولًا إلى إنشاء شخصية مستخدم أو سيناريو يمثل فردًا من جمهورنا المستهدف. يمكننا بالعموم إنشاء شخصية المستخدم إما عن طريق وصف الشخصية، مثل شخصية المتسوق الواثق أو المشتري الفضولي، لشرح العوامل التي تحفز فئة من الأشخاص بصورة عامة، وتساعد فرق المنتجات والتسويق والمبيعات على فهم جمهورهم العام. عدا ذلك، يمكننا تحديد شخص معين افتراضي، نحدد اسمه وعمره وما يحب وما يكره من أجل تسهيل التعاطف مع الشخصية. متى نستخدم خريطة التعاطف؟ يمكننا استخدام خريطة التعاطف كلما احتجنا إلى معرفة المزيد عن الجمهور وأخذ فكرة عن طريقة تفكيرهم، وتتجلى فائدتها أكثر في مرحلة التخطيط للمنتج، لكن يمكن استخدامها أيضًا لتحسين المنتج بعد الانتهاء من تصميمه. تُعَد خرائط التعاطف أيضًا أداةً توجيهيةً للحملات التسويقية وإستراتيجيات المبيعات؛ فسواءً بدأنا من الصفر، أو كنا نبحث عن ثغرات في إستراتيجيتنا الحالية، فإن خريطة التعاطف تقدم لنا الإرشاد والدعم اللازمين لذلك. من يستخدم خرائط التعاطف؟ يمكن أن تستفيد الفرق التالية من خريطة التعاطف: فرق المنتجات: لضمان مراعاة احتياجات المستخدم النهائي أثناء عملية التصميم فرق التسويق: لتحسين إستراتيجية العمل التجاري من خلال تحديد المشكلات التي يعاني منها المستخدمون ورغباتهم فرق التصميم والتطوير: لأخذ فكرة عن تجربة المستخدم UX وواجهة المستخدم UI يجري إعداد خريطة التعاطف عبر عمل جماعي يتعاون فيه أعضاء الفريق، ويمكن تحقيق ذلك من خلال عقد جلسات لتبادل الأفكار حول تجربة المستخدم وتوحيد رؤية الفريق حول التصوُّرات الأكثر دقة. العناصر الأربعة لخريطة التعاطف تُقسَم خريطة التعاطف إلى أربعة أقسام تتكامل مع بعضها لتعطي معلومات عما يجول في ذهن المستخدم النهائي، تتمثل في: التفكير والشعور: ما هي أهم مخاوف المستخدم وأهم تطلعاته؟ وما هي قيمه؟ وما الذي يشغل باله؟ السمع: مَن هم أبرز المؤثرين في حياة المستخدم؟ النظر: ماذا يرى المستخدم في البيئة المحيطة التي تؤثر به؟ القول والفعل: ما الذي يقوله المستخدم ويفعله من أجل تلبية احتياجاته؟ بالإضافة إلى هذه الأقسام الأربعة، سنحتاج أيضًا إلى وصف المشكلات والتطلعات الخاصة بالشخصيات والتي تُعَد دليلًا توجيهيًا، كالتالي: المشكلات: ما هي المشكلات التي يعاني منها المستخدم؟ وما هي احتياجاته؟ التطلعات: ما هي تطلعات المستخدم حول تلبية احتياجاته. أما الأقسام الأربعة الأخرى، فهي تساعد على استكشاف حياة العميل من منظوره الشخصي. يمكن ملء معلومات خريطة التعاطف من خلال ربطها بشخصية مستخدم تصف فردًا خياليًا، وبذلك نعرف من يكون المستخدم قبل تقييم طبيعة حياته. وفي حال لم يكن في ذهننا أي شخصية مسبقًا، فيمكننا وصف الشخصية باختصار فوق خريطة التعاطف. خطوات إنشاء خريطة تعاطف غالبًا ما يكون لدى الشركة أكثر من شخصية مستخدم، ولفهم جميع الشخصيات، يجب إنشاء خريطة تعاطف لكل واحدة منها على حدة. يمكننا هنا اتباع الخطوات التالية لإنشاء خريطة تعاطف، ثم إدراج خطوات هذه العملية ضمن مسار العمل ليتمكن أعضاء الفريق من تكرارها كلما دعت الحاجة. 1. تحديد الأهداف نحدد بوضوح أهدافنا من خريطة التعاطف لمعرفة كم يجب أن نتعمق في تفاصيل كل شخصية. من المرجح أن تكون الأهداف عامة، مثل تحسين إستراتيجيات العمل التجاري لكي تلبي احتياجات العميل، لكنّ الأهداف النوعية تسهّل من تقييم ما إذا كانت الخريطة النهائية تحقق التطلعات أم لا. من الأمثلة على الأهداف: الحصول على معلومات حول المستخدمين النهائيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 توضيح أين يفشل المنتج الحالي في تلبية احتياجات الجمهور تحديد كيف يمكن تحسين المنتج من أجل خدمة هذا الجمهور أثناء العمل على تحديد أهداف خريطة التعاطف، لابد من تحديد نطاق الخريطة أيضًا؛ إذ يكون نطاق الخريطة محصورًا بالسيناريو الذي تمثله، مما يساعد على فهم تجربة المستخدم واحتياجاته وتحدياته في هذا السياق المحدد. 2. استكشاف بيئة المستخدم علينا هنا وضع أنفسنا مكان المستخدم والبدء من العناصر الظاهرية التي يمكن ملاحظتها. قد تكون لدينا فكرة مسبقة عن كيفية تصرف المستخدم، لكن الهدف من هذه الخطوة هو الحصول على معلومات أدق حول سبب هذا التصرف. الفعل: تساعد أبحاث المستخدمين على تحديد أفعال المستخدم وسلوكه، لذا ما علينا سوى جمع بيانات العملاء التي تتماشى مع شخصية المستخدم لدينا، وملاحظة ما إذا كان لديهم أنماط سلوكية مشتركة، مع أخذ معلومات عن التقنيات التي يستخدمونها وكيف يتفاعلون مع الآخرين وكيف يحلون المشكلات التي تطرأ عليهم القول: يمكننا إجراء مقابلات مع المستخدمين والإنصات إليهم للتعرف أكثر على ما يقولونه في حالات معينة، كما يمكننا مراقبة مكالمات خدمة العملاء النظر: تختلف اهتمامات المشاهدة بين الناس حسب العمر والموقع والشخصية، ومن المؤكد أن كل ما يراه المستخدم من إعلانات عبر الإنترنت أو أخبار أو برامج أو غيرها يؤثر على سلوكه. على هذا الأساس، ما علينا سوى تحديد ما يمكن أن يؤثر على المستخدم مما سبق، اعتمادًا على سلوكه السمع: ما الذي يمكن أن يؤثر على المستخدم من بيئته المحيطة؟ على سبيل المثال، قد تهتم الأم التي لديها طفل صغير بخاصية الأمان في المنتج، في حين قد يهتم الطالب الجامعي بتصميم المنتج بسبب اهتمامه بالمظهر الخارجي 3. معرفة ما يجول في عقل المستخدم بعد الانتهاء من فحص العناصر الظاهرية للمستخدم يتعين علينا الآن الانتقال لمعرفة ما يفكر فيه، ورغم أنه يتعذر الجزم بما يدور في عقل الآخرين، لكن من الممكن وضع تخمينات منطقية. التفكير: نتذكر دائمًا أن الأفكار قد تكون السبب الكامن وراء المشاعر، فإذا كان المستخدم يعاني من عدم القدرة على اتخاذ القرار عند اختيار منتج مثلًا، فقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالخوف من اتخاذ قرار خاطئ الشعور: بناءً على ما نعرفه عن سلوك المستخدم تجاه مشكلة ما، فما هو شعوره برأيك؟ بعض الأشخاص يشعرون بالقلق حيال قرار الشراء، مما يؤدي إلى عدم قدرتهم على اتخاذ القرار؛ في حين أن بعضهم الآخر يكونون مندفعين ويختارون المنتجات بسرعة بعد البحث عنها لا بأس في عدم انطباق مواصفات "التفكير والشعور" على جميع المستخدمين، فحتى الأشخاص الذين ينتمون لنفس الشريحة المستهدفة يختلفون بالأفكار والمشاعر فيما بينهم؛ مع ذلك حاول أن تجمع أبرز مشاعر المستخدمين وأكثرها انتشارًا. 4. إلقاء نظرة شاملة بعد أن اكتملت خريطة التعاطف، نحتاج للتأمل فيها وفي تجربة المستخدم، مع ترك أعضاء الفريق يُدلون بآرائهم حول هذا النشاط وما إذا كانت الخريطة قد أعطتهم أفكارًا وتلميحاتٍ جديدة حول آلية المضيّ قُدُمًا أم لا. على سبيل المثال، قد ندرك في هذه المرحلة أن المستخدم مهتم بأمان المنتج أكثر مما كنا نظن، مما يدفعنا للتركيز على مواصفات الأمان في نشاطاتنا التسويقية. نحتاج للاحتفاظ بخريطة التعاطف ضمن ملف مشترك ليتمكن جميع أعضاء الفريق من الرجوع إليها في المشاريع المستقبلية. قالب لخريطة التعاطف مع مثال عملي في الصورة أدناه مثال عن خريطة تعاطف تدور حول شخصية خيالية اسمها إيمان الحكيم، وهي كاتبة بعمر 29 سنة، تعيش في مدينة كبيرة وتعمل عن بُعد. توقف حاسوبُها الشخصي عن العمل، وهي تبحث حاليًا عن حاسوب جديد. المشكلات: تعطُّل الحاسوب الحاجة إلى حاسوب جديد لتنجز عملها في الكتابة عن بعد التطلعات: الحصول على حاسوب بواجهة نظيفة إمكانية دفع المزيد لقاء الحصول على حاسوب أطول عمرًا التفكير والشعور: تشعر بالإحباط لأن حاسوبها الحالي لم يدُم سوى ثلاث سنوات تشعر بالحيرة بسبب كثرة خيارات طراز الحاسوب الجديد لسان حالها يقول: أتمنى أن أتخذ القرار الصحيح السمع: تقول زميلتها: اخترت حاسوبي بسبب سرعة أدائه يقول المدير: اخترت حاسوبي بسبب خفة وزنه تفيد المراجعات بأن أجهزة ماك أفضل للعمل الإبداعي، بينما أجهزة أندرويد أفضل للألعاب النظر: ترى إعلانات جذابة وعصرية لأجهزة ماك في كل مكان ترى جميع الأشخاص من حولها يستخدمون منتجات آبل تقرأ مدونة للعمل الإبداعي توصي باستخدام أجهزة ماك القول والفعل: أحتاج إلى منتج قيّم أريد منتجًا يستحق ثمنه تبحث عن مراجعات العملاء وتجارب الاستخدام بلا كلل. انطلاقًا من هذه الخريطة، يمكننا جعل منتجنا يتمحور حول سلوك إيمان. على سبيل المثال، نستنتج من هذا النشاط أن بإمكاننا رفع سعر منتجك قليلًا بالنسبة لعملاءٍ مثل إيمان طالما أننا نقدم منتجات عالية الجودة، كما ندرك أهمية مراجعات العملاء بالنسبة لإيمان وأمثالها من المستخدمين. يمكننا استخدام قالب خريطة التعاطف المرفق هنا لدراسة سلوكيات العملاء. نصائح لإعداد خريطة تعاطف فعالة نحتاج للتأكد من الحرص على مراعاة الممارسات المثلى التالية عند إعداد كل قسم من أقسام خريطة التعاطف: تجنب الانحياز اللاواعي: قد نعاني من الانحياز اللاواعي دون أن إدراك ذلك أحيانًا، الأمر الذي يجعلنا نتجاهل تفاصيل المستخدم ونفوّت بعض المعلومات المهمة. يساعد التعرف على أنواع الانحياز على الانتباه له وتجنب الوقوع فيه. نحتاج هنا أيضًا إلى الحرص على أن تكون جميع الأفكار مدعومةً بالأدلة لتجنب التوصُّل إلى استنتاجات مبنية على الآراء الشخصية استخدام بيانات داعمة: لابد من دعم خريطة التعاطف ببيانات حول المستخدمين، فإذا بيننا أن المستخدم يرى إعلانات لمنتجات معينة أو يقرأ مصادر معينة مثلًا، فلابد من تأكيد هذا الكلام بالإحصائيات اللازمة. تساعد البيانات الداعمة على معرفة ما يقرؤه المستخدمون ضمن شريحة معينة وما يظهر لهم عبر الإنترنت من إعلانات البحث عن الاحتياجات الخفيّة للمستخدم: بعد الانتهاء من إعداد خريطة التعاطف، علينا استخدامها للبحث عن احتياجات المستخدم غير الظاهرة. على سبيل المثال، لدينا مستخدم تعطل حاسوبه وهو يبحث عن حاسوب جديد، لكن هل هو بحاجة أيضًا إلى برامج لصيانة الحاسوب الجديد؟ إنجاز تحليل الأسباب الجذرية: قد يشير سلوك المستخدم إلى أفكار ومعتقدات متجذرة في شخصيته، فإذا كان المستخدم مقتدرًا ماديًا مثلًا لكنه يفضل إصلاح الأشياء بدلًا من شراء منتج جديد، فمن المرجح أنه لا ينفق المال دون اكتراث، أو ربما فكرة إصلاح الأشياء تمنحه شعورًا بالإنجاز خاتمة ليس من السهل دومًا التعاطف مع الآخرين، فالأمر يتطلب وضع أنفسنا مكانهم وتجاهل وجهة نظرنا تمامًا. يمكننا استخدام خرائط التعاطف لتزويد فريق العمل بمعلومات تساعد على فهم المستخدمين، من ثم تصميم وتسويق منتجات تتماشى مع احتياجاتهم، ولا ننس أن استخدام أدوات إدارة المشاريع يسهل العملية برمّتها ويمكّن الفرق من العمل المشترك بصورة آنية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Empathy maps: How to understand your customer. اقرأ أيضًا ما هي شخصيات المشتري وكيف تساعدك على فهم عملائك وتطوير نشاطك التجاري الدليل الشامل لإعداد خرائط رحلة العميل مدخل نحو شخصيات المستخدم User Personas كيفية إجراء بحث في تجربة المستخدم لتحسين مشاريعك 6 طرق لتجعل العميل يشعر بأنّه مُميّز كيف تحلل ملاحظات العملاء وتجعلها قابلة للتنفيذ
  10. فريق العمل هو حجر الأساس لأي مشروع، لذا يُعَد كل من إدارة عمل الفريق وتنظيم وقته عاملان أساسيان لتحقيق أهداف العمل ودعم نمو المشروع التجاري؛ فعندما ننجح في تنظيم وقت الفريق، فإن ذلك ينعكس مباشرةً على نجاح كل فرد في تقديم أفضل ما لديه، وهنا تبرز أهمية جداول العمل. تجدر الإشارة إلى أنه عند إعداد جداول العمل بالطريقة الصحيحة، فإنها تساعد على الاستفادة القصوى من قدرات الفريق الإنتاجية، وتضمن توفر موارد النجاح للمشروع التجاري. ما هو جدول العمل؟ جدول العمل work schedule هو تحديد مفصَّل للأيام والساعات التي سيعمل خلالها الفريق، وهو يمثل خريطة الطريق التي يتمكن أعضاء الفريق بواسطتها من معرفة الأوقات المخصصة للعمل وكيفية توزيع أوقات العمل على الأفراد. هناك طرق متعددة لإنشاء جداول عمل، ويعتمد الاختيار فيها لنوع الجدول على احتياجات الفريق والمشروع وأهداف الشركة، بالإضافة إلى الطريقة الخاصة بالمدير نفسه في التنظيم، على سبيل المثال: قد تحتاج فرق هندسة الويب إلى جدول عمل أكثر مرونة، وبدوام كامل يسمح للموظفين باختيار ساعات عملهم بأنفسهم. قد تعمل فرق خدمة العملاء بنظام الورديات المتناوبة لتتمكن من تقديم الدعم على مدار الساعة. قبل إجراء أي تغيير على جداول العمل، يُنصح باستشارة الفريق القانوني للشركة وفريق الموارد البشرية، فقد تكون هناك إجراءات وقيود قانونية محلية يجب الالتزام بها. سنناقش فيما يلي أنواع جداول العمل لتتمكن من إيجاد النوع الأنسب لعمل فريقك. جداول العمل الأساسية تختلف الجداول الأساسية فيما بينها بعدد ساعات العمل فقط. وفي هذا النوع من الجداول يعمل الفريق نفس عدد الساعات كل أسبوع، لكن مع إمكانية تخصيص أنظمة العمل الأسبوعية سواءً كانت بدوام كامل، أو بدوام جزئي، وذلك من أجل إضفاء المزيد من المرونة أو تغطية احتياجات معينة في العمل. نظام العمل بدوام كامل: ويتضمن ما يقارب 40 ساعة عمل أسبوعيًا، مع ترك يومَي عطلة في نهاية الأسبوع، لكن قد يختلف ذلك حسب نظام العمل لكل بلد، ففي بعض البلدان مثل آيسلندا واسكتلندا وبلجيكا، اعتمدت نظام العمل لأربعة أيام من الأسبوع بدلًا من خمسة نظام العمل بدوام جزئي: كما يشير اسمه، فنظام العمل بدوام جزئي يتضمن ساعات عمل أقل من نظام الدوام الكامل، مما يترك الباب مفتوحًا لتعيين عدد الساعات؛ فقد يعمل الموظف بدوام جزئي ساعتين يوميًا، أو قد يعمل 25 ساعة أسبوعيًا مثلًا جداول العمل المرنة: وهي شائعة لدى الفرق التي تعمل عن بُعد. وفقًا لاستطلاعات الرأي، فقد أفاد 35% من الموظفين بأن مرونة ساعات العمل ضرورةٌ ملحة للمساعدة على موازنة نظام الحياة اليومية أثناء العمل عن بُعد تتيح جداول العمل المرنة للموظف إمكانية العمل في الأوقات التي يكون فيها في قمة الإنتاجية، وتمكّنه من تنظيم ساعات عمله بما يتوافق مع برنامج حياته الشخصية. يساعد ذلك على تحسين التوازن بين العمل والحياة اليومية، والوصول إلى حالة التدفق الذهني، وتوفير الوقت المناسب للتركيز للأفراد الذين يُحسِنون العمل في الصباح الباكر أو في الليل. لنتحدث فيما يلي عن أشهر أنواعها: ساعات العمل المرنة: يحدد هذا النظام ساعات عمل أساسية يجب أن يتواجد أعضاء الفريق أثناءها في مكاتب عملهم، أو يكونوا متاحين ومتصلين عبر الإنترنت، مثلًا من الساعة الحادية عشرة ظهرًا إلى الثالثة ظهرًا؛ أما خارج هذه الساعات الأساسية، فقد يعمل الأفراد في الوقت الذي يناسبهم. ومثال ذلك، أنه قد يقرر أحد الفرق العمل من السابعة صباحًا إلى الثالثة ظهرًا، في حين يقرر فريق آخر العمل من العاشرة صباحًا إلى السادسة مساءً الساعات السنوية: وهي مفيدة عندما يكون هناك تباين كبير في الحاجة للعمل على مدار السنة؛ إذ يحدد نظام الساعات السنوية عددًا معينًا لإجمالي ساعات العمل للموظفين سنويًا، مع تعيين ساعات عمل أساسية أسبوعيًا في معظم الأحيان؛ فقد يحتاج أفراد فريق الهندسة مثلًا إلى ساعات عمل إضافية في أسبوع التحضير لإطلاق منتج مهم، بينما يعملون بدرجة أقل في الأسبوع الذي يليه نظام العمل المكثف: يسمح هذا النظام للموظفين بضغط ساعات عملهم في أيام أقل. على سبيل المثال، يمكن العمل لعشر ساعات يوميًا لمدة أربعة أيام بدلًا من ثماني ساعات يوميًا لمدة خمسة أيام نظام العمل الحر: لا يرتبط العامل الحر مع الشركة بعقد توظيف رسمي، بل يعمل بناءً على عقد عمل محدد لإنجاز مشروع معين، ويمكنه عادةً أن يعمل في الوقت الذي يناسب ظروفه. غالبًا ما يتلقى العامل الحر أجره عند الانتهاء من العمل على مشروعه وليس بناءً على عدد الساعات التي عمل فيها. يمكن هنا أن يخصص الكاتب مثلًا ساعات الصباح الباكر للعمل المستقل، ويترك فترة الظهيرة لتأليف كتابه الخاص نظام العمل الهجين: في هذا النظام ينوِّع الموظفون بين العمل عن بُعد والعمل في المكاتب، مما يمنحهم مرونة العمل عن بُعد ومزايا العمل وجهًا لوجه. على سبيل المثال، قد يقرر فريق تصميم علامة تجارية ناشئة أن يجتمع في المكتب كل أربعاء ويعمل بقية أيام الأسبوع من المنزل نظام ورديات العمل: وهو نهج أكثر تنظيمًا، غالبًا ما تلجأ إليه الفرق التي تتطلب طبيعة عملها أن تستمر في العمل خلال أوقات غير اعتيادية، مثل فريق خدمة العملاء الذي يقدم الدعم على مدار الساعة، أو فريق الطهي الذي يتعين عليه إعداد وجبات الطعام في ساعات الصباح الباكر نظام ورديات العمل المتناوبة: يسمح هذا النوع الخاص من نظام ورديات العمل بأن يستمر العمل على مدار الساعة يوميًا من خلال التناوب بين الموظفين؛ إذ من الممكن مثلًا أن يعمل بعض أفراد الفريق نهارًا بينما يعمل آخرون وفق ورديات في الصباح الباكر أو في المساء نظام ورديات العمل المقسَّمة: ويجري فيه تقسيم وردية الموظف إلى قسمين، فمثلًا، قد يعمل أحد أفراد الفريق في وردية صباحية ويسجل خروجه بعد انتهائها، ثم يعود مساءً من أجل العمل في وردية مسائية نظام العمل عند الطلب: يكون فيه الموظف متاحًا للعمل عند الحاجة، أي أنه يمارس وردية عمله الاعتيادية، ثم يغادر مع البقاء مستعدًا للاستدعاء في حال الحاجة إليه. عادةً ما تتناوب ورديات الاستدعاء عند الطلب بين أفراد الفريق في أيام معينة من الأسبوع لكي لا يضطر كل فرد للبقاء على استعداد طوال الوقت. ومثال ذلك، أنه يمكن أن يعمل الموظف من الساعة التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً، ثم يغادر مع البقاء مستعدًا للاستدعاء للحالات الطارئة أو لحالات نقص الكوادر في الورديات اللاحقة بالنسبة لجميع أنواع الجداول السابقة، لابد لنا من الحرص دائمًا على التحقق مع الفرق الداخلية من أنّ جدول العمل الذي تختاره يتوافق مع الشروط الواردة في عقود الموظفين ومع القوانين المحلية. من المفيد أيضًا التشاور مع الموظفين حول أي تغيير في جدول العمل وإعطائهم تنبيهًا مسبقًا بشأن التغييرات القادمة، وهو أمر إلزامي في الكثير من الدول. بالإضافة لذلك، تتضمن عقود العمل عادةً تحديد الأيام والساعات التي سيعمل فيها أفراد الفريق، لذلك لا بد من التحقق مع الفريق القانوني وفريق الموارد البشرية قبل إجراء أي تغيير. إنشاء جدول عمل بثماني خطوات لابد من اتباع الخطوات التالية لإنشاء جدول عمل مخصص يساعد الفريق على تحقيق النجاح. 1. تحديد المتطلبات والموارد قبل الانطلاق في إعداد جدول العمل الخاص بالفريق، سنحتاج أولًا إلى تحديد نطاق العمل الذي سيكون الفريق مسؤولًا عنه والموارد المتوفرة للعمل، وانطلاقًا من ذلك سيكون بإمكاننا جدولة وقت الفريق بطريقة منطقية تحقق أهداف المشروع. في حال كان موظفو الفريق يتقاضون رواتب ثابتة، فلابد من تحديد عدد أفراد الفريق وعدد الساعات التي يعملون بها في العادة، إضافةً إلى الإجازات أو العطل القادمة؛ أما في حال كان الفريق يتقاضى أجره على أساس ساعي أو كنا نعتمد على متعاقدين بأجر ساعي، فعلينا حساب ميزانية المشروع، ثم تقدير عدد ساعات العمل التي يمكن دفع أجورها للموظفين أو المتعاقدين كل أسبوع. 2. تحديد الأوقات التي يجب أن يعمل فيها الفريق قد يتطلب العمل أو المشروع التجاري أن يكون أفراد الفريق متوفرين للعمل في أوقات محددة، وهنا لابد من الإجابة على التساؤلات الآتية أولًا لمعرفة أي نوع من جداول العمل أنسب لفريق العمل: هل يعمل الفريق ضمن ساعات العمل المعتادة في منطقة زمنية محددة؟ أم يمتد عمله لمناطق زمنية مختلفة؟ إذا كان الجواب هو الثاني، فقد نحتاج إلى جدولة الاجتماعات في أوقات مخصصة لتتوافق مع اختلاف التوقيت. على سبيل المثال، قد يتعين على بعض أفراد الفريق أو يكونوا متصلين بالإنترنت في الساعة الثامنة صباحًا، ليتمكنوا من الاجتماع مع زملائهم في دولة أخرى ذات توقيت مختلف هل نحتاج إلى موظف تحت الطلب خارج ساعات العمل الاعتيادية؟ قد يحتاج فريق تطوير البرمجيات مثلًا إلى تعيين موظف تحت الطلب في حال تعطل الموقع الإلكتروني للشركة أو الخادم هل يعمل الفريق خارج ساعات العمل الاعتيادية؟على سبيل المثال، قد يلجأ فريق خدمة العملاء على مدار الساعة إلى العمل وفق نظام الورديات المتناوبة لتقديم دعم مستمر للعملاء كيف يختلف الطلب على خدماتنا؟ باختلاف ساعات اليوم أو باختلاف الشهر أو السنة؟ على سبيل المثال، قد تتباطأ مبيعات المشاريع التجارية بين الشركات في أوقات العطل والأعياد، كما قد يزداد الطلب على مشاريع الطهي في وقت الغداء يوميًا هل يحتاج الفريق إلى الاجتماع وجهًا لوجه؟ أو يمكنه العمل بتوقيت غير متزامن؟ وإذا كان هناك حاجة للاجتماع وجهًا لوجه فما هو الوقت الأنسب للاجتماع؟ في حال كنت بصدد اختيار نظام ساعات عمل مرن فإن هذه الأسئلة ستساعد كثيرًا على تحديد ساعات العمل الأساسية لفريقك 3. وضع قائمة بمتطلبات كل وردية عمل بعد الانتهاء من تحديد الأوقات التي يجب أن يكون فيها فريقنا متاحًا للعمل، سنحتاج للتفكير بمتطلبات كل وردية عمل من الموظفين. بهذه الطريقة يمكننا الموازنة بين قادة الفريق وأصحاب الخبرات لكل يوم عمل. للبدء بهذه الخطوة يمكننا طرح الأسئلة التالية: هل يمكن لأفراد الفريق العمل لوحدهم؟ أم أنهم بحاجة إلى قائد فريق من أجل الإشراف أو الإجابة عن الاستفسارات؟ على سبيل المثال، يحتاج فريق التمريض دائمًا إلى وجود طبيب يعمل بنظام الورديات من أجل فرز الحالات المرضية الخطيرة ما نوع الخبرات المطلوبة؟ قد يحتاج فريق العمليات إلى وجود موظفين بخبرات متنوعة بين الساعة التاسعة صباحًا والخامسة مساءً، مثل موظف الاستقبال ومدير المكتب واختصاصي تكنولوجيا المعلومات هل يجب أن يكون بعض أفراد الفريق من ذوي الخبرات الخاصة متوفرين في أوقات مختلفة؟ يمكن أن ينطبق ذلك مثلًا على فريق المبيعات الذي يعمل مع أشخاص من مناطق مختلفة حول العالم؛ فقد يتعين على أحد مديري الحسابات أن يكون متصلًا بالإنترنت في الصباح للاجتماع بعملاء أوروبا، في حين يحتاج الآخر إلى العمل في ساعات المساء ليتوافق مع توقيت فرق العمل في آسيا 4. التعرف على تفضيلات الفريق لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من جدول العمل، من الضروري قطع شوط أبعد من مجرد تفقد حضور أفراد فريقك. يحتاج المدير هنا لسؤال كل فرد من الفريق عن وقته المفضل للعمل، والوقت الذي يكون فيه أكثر إنتاجية، فهل يعمل بطريقة أفضل عند الاستيقاظ صباحًا؟ أم في آخر الليل؟ بهذه الطريقة يمكن ضمان أن الجميع يعملون بطاقتهم القصوى مع تجنب عقد اجتماعات في الأوقات المفضلة التي يكون فيها الفريق في حالات تركيزه العالي بالإضافة لذلك، لابد من محاولة التعرف على الطريقة المفضلة لكل فرد في العمل المشترك، فإذا كان أفراد الفريق يفضلون الاجتماع وجهًا لوجه لكن يحتاجون أيضًا لوقت عمل خاص من أجل التركيز مثلًا، فمن الممكن في هذه الحالة اختيار نظام عمل هجين يوفر مرونة العمل عن بُعد مع تثبيت ساعات عمل أساسية في المكتب. 5. إعداد جدول العمل بعد الانتهاء من تحديد المتطلبات وتفضيلات الفريق، يمكن البدء بإعداد جدول العمل الخاص بالفريق. تعتمد الصيغة المتبعة ومدى التفصيل في كتابة الجدول على نظام ساعات العمل الذي نختاره كمدراء. فعلى سبيل المثال، يختلف ذلك بين نظام الورديات المتناوبة والنظام المعياري (من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً). عمومًا، مهما كان نوع جدول العمل، فإنه يجب أن يتضمن العناصر الأساسية التالية: أسماء جميع أفراد الفريق التواريخ والأوقات المتوقعة لعمل كل فرد نوع العمل الذي يقع على عاتق كل فرد مكان العمل لكل فرد (مثلًا في المكتب أو عن بُعد) بعد الانتهاء من كتابة مسودة لجدول العمل، لابد من الحرص على عرضها على الفريق القانوني وفريق الموارد البشرية في الشركة لمناقشة الخطوات التي ينبغي اتخاذها من أجل ضمان امتثال الجدول للقوانين المحلية. 6. التخطيط لحالات الغياب جميع الناس معرَّضون في حياتهم للمرض أو لحدوث ظروف عائلية طارئة تستحق أخذ إجازات، ولذلك فمن الضروري التخطيط للتغيرات التي ستحصل على جدول عمل الفريق عند حدوث حالات مشابهة. نحتاج لوضع ما يلي في الحسبان عند إنشاء جدول عمل الفريق: أيام المرض والإجازات الطارئة: نقرر هنا كيف ستجري الأمور عندما يحتاج أحدهم إلى إجازة طارئة. قد يتطلب ذلك إيجاد شخص بديل أو تعيين أحدهم ليكون مسؤولًا عن التعامل مع الطلبات أو الاستفسارات الطارئة، أو السماح لأفراد الفريق بتبادل الورديات بين بعضهم عند الحاجة الإجازات المبلغ عنها مسبقًا: نضع هنا تعليمات واضحة حول كيفية طلب الموظفين للإجازات، مع تحديد كم من الوقت مسبقًا يجب عليهم الإبلاغ عن الإجازة. على سبيل المثال، قد نحتاج إلى إخطار قبل فترة أطول في حال كان الموظف سيأخذ إجازة لأسبوع أو أكثر، بينما يكفي إخطار بسيط لحالات الإجازة ليوم واحد توفير الدعم: نوثِّق هنا البدائل الاحتياطيين لحالات الغياب مسبقًا، مع تعيين نقاط اتصال ثانوية يمكن الاتصال بها من أجل الاحتياجات الخاصة للعمل أو المشروع التجاري، وبذلك يصبح لدينا مرجع يمكن العودة إليه عند الحاجة لتغطية ورديات مفتوحة، سواءً كان ذلك بسبب الإجازات المرضية الطارئة أو بسبب الإجازات المبلغ عنها مسبقًا. يمكن تضمين تفاصيل ضمان استمرارية العمل في خطة استمرارية العمل الخاصة بالشركة. 7. مشاركة جدول العمل لكي يحقق جدول العمل الذي أعددناه الفائدة المرجوّة منه، يجب أن يكون متاحًا لجميع أفراد الفريق، مما يوضح المعلومات اللازمة ليتمكن أفراد الفريق من العمل معًا بكفاءة عالية. على سبيل المثال، يساعد جدول العمل على معرفة الأشخاص المتاحين للطلبات والاستفسارات في وقت معين، ويضع حدودًا لخصوصية الأفراد الذين هم خارج ساعات عملهم. هناك العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها لإنشاء جدول عمل ومشاركته مع الفريق، بدءًا من قوالب إكسل البسيطة، وصولًا إلى برامج إدارة المشاريع الأكثر تطورًا، مثل منصة أنا. 8. جمع ملاحظات الفريق حول الجدول ليس من الضروري أن يكون جدول العمل الذي أعددناه مثاليًا من المحاولة الأولى، فمن الطبيعي أن يحتاج إلى تعديلات وتحسينات مستمرة، وهنا تبرز أهمية جمع ملاحظات الفريق حول جدول العمل. للوصول إلى ممارسة أفضل، سنحتاج إلى تحديد وتيرةً منتظمةً لسؤال أفراد الفريق عن رأيهم بجدول العمل، وليكن ذلك مثلًا في نهاية كل شهر أو فصل (ربع سنة). وبهذه الطريقة يمكن تنقيح الجدول باستمرار وتمكين جميع أفراد الفريق من التركيز والعمل بأقصى طاقاتهم. فوائد جدول العمل يساعد الجدول فريق العمل على إنجاز عمله بأفضل شكل ممكن من خلال ما يلي: تعزيز الإنتاجية: يختلف الوقت المفضل للإنتاجية في العمل بين الأفراد. على سبيل المثال، قد يكون الصباح الباكر هو الوقت المناسب للوصول إلى حالة التدفق الذهني لبعض الأفراد، في حين قد يكون أنسب في المساء لدى آخرين. يسمح جدول العمل بالاستفادة من الأوقات المفضلة لأفراد الفريق ليمكّنهم من العمل في ذروة إنتاجيتهم موازنة مهارات الفريق: لكل فرد في الفريق نقاط قوته الخاصة التي تتميز عن نقاط قوة الآخرين، فعلى سبيل المثال، قد يكون أحد الأفراد اجتماعيًا ويجيد التواصل مع العملاء بينما يفلح آخر في التنسيق خلف الكواليس. هنا ستساعد مراعاة هذه الاختلافات أثناء إعداد جدول العمل في المحافظة على توازن مهارات الفريق الوضوح: إن مشاركة جدول العمل مع الفريق تمكّن الجميع من معرفة كيفية توزُّع أوقات العمل على أفراد الفريق، وبذلك يستطيع كلٌّ منهم معرفة الأشخاص المتوفرين لتقديم المساعدة لكل وقت، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كان الآخرون خارج الدوام؛ وهذا ما يساعد الموظفين على الانفصال عن العمل أثناء الإجازات بأريحية واطمئنان توفير الوقت: قد يستغرق إعداد جدول العمل وقتًا إضافيًا في البداية، لكن سندرك لاحقًا أنه يستحق الوقت اللازم لعمله؛ فبمجرد التوصل إلى الصيغة النهائية للجدول مع التعليمات الخاصة بطلب إجازات، سنلاحظ أن ذلك يختصر الوقت اللازم لمناقشة الشؤون اللوجستية والتعامل مع التعديلات الطارئة مراقبة التكاليف: في حال كان أفراد الفريق يتقاضون أجورهم على أساس ساعيّ، فإن جدول العمل يفيد في تقليل التكاليف والبقاء ضمن حدود ميزانية المشروع، فهو يساعد على إدارة ساعات عمل الموظفين والمتعاقدين وتجنب المبالغة في عدد ساعات العمل، بالإضافة إلى تجنب تقليل عدد الساعات والوقوع في مشكلة نقص الأيدي العاملة الالتزام بالقوانين: بناءً على عدد ساعات عمل أفراد الفريق، فإنهم قد يستحقون امتيازات معينة، مثل فترات الاستراحة أو الأوقات المخصصة للطعام أو أجور العمل الإضافي إن استخدام جدول العمل لإدارة ساعات عمل الموظفين يساعد على الالتزام بالقوانين المحلية المتعلقة بحقوقهم، لذا لابد من الحرص على مناقشة المستشار القانوني للشركة قبل وضع جدول عمل جديد. خاتمة عند إعداد جدول عمل الفريق بالشكل الصحيح، فإنه كفيلٌ بتعزيز إنتاجية جميع الأفراد، كما أن مشاركته مع الجميع تساعد على معرفة مَن الأشخاص المتوفرين للعمل ومَن هم خارج ساعات عملهم وتوضيح المسؤوليات باستمرار في جميع الأوقات. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Work schedule types: How to find the right approach for your team لصاحبته Caeleigh MacNeil. اقرأ أيضًا الدوام المرن هو صفقة رابحة للموظفين و أصحاب العمل على حدٍ سواء أصل وجدوى نظام العمل 8 ساعات الجدول الزمني المثالي لإنتاجية عظيمة كيف تبرمج جدول عملك اليومي كمستقل ليتوافق مع أوقات ذروة الإبداع والإنتاجية لديك كيف تدير فريق العمل الموزع؟
  11. عند البدء في العمل على مشروع تجاري، من الضروري الاستناد إلى مبادئ تأسيسية تقوم عليها الشركة التي سننشؤها، والتي تتضمن بيان المهمة والقيم والشعار، بالإضافة إلى بيان رؤية مقنع يدفع بمشروعنا نحو التقدم والازدهار. يهدف بيان رؤية الشركة إلى إلهام الموظفين وجذب المستثمرين وتلبية تطلعات العملاء، وهو يمثل الصورة المستقبلية للشركة والانطباع الذي تهدف إلى تركه في العالم. تحتاج صياغة بيان رؤية جذاب وملهِم إلى مجهود إبداعي، وسنعمل في هذا المقال على تحليل العناصر التي يتألف منها بيان الرؤية الناجح والإرشادات اللازمة لصياغته، مع إعطاء بعض الأمثلة النموذجية وبيان سبب تميزها. ما هو بيان الرؤية؟ بيان الرؤية vision statement هو البوصلة التي ترشد الشركة وتصحح طريقها، فهو يعبّر بنظرة شمولية عن الأسباب التي دفعت الشركة لأخذ المهمة على عاتقها. يصف بيان الرؤية كيف تسعى الشركة إلى التأثير إيجابيًا في العالم من حولها، دون الخوض في تفاصيل عملياتها الداخلية. مقارنة بين بيان الرؤية وبيان المهمة يساعد كل من بيان الرؤية وبيان المهمة على تحديد طبيعة الشركة وهويتها، مع وجود اختلاف رئيسي فيما بينهما، يتمثل في كون المهمة تصف ما تعمل عليه الشركة في الوقت الحالي، وتجيب عن تساؤلات: ما الذي تفعله الشركة؟ وكيف تفعله؟ ولماذا تفعله؟ أما الرؤية فهي تعبر بشمولية عن الأهداف العامة للشركة وتطلعاتها المستقبلية والتأثير الذي ستُحدثه في العالم من حولها على المدى البعيد بعد تحقيق نموها. بمعنى آخر، تحدد لمهمة ما يمكن أن تفعله الشركة وما الذي تمثله أعمالُها الحالية، في حين تعبر الرؤية عن الأهداف المستقبلية والقيم العليا. خصائص بيان الرؤية الناجح بيان الرؤية هو انعكاس لهوية الشركة، فلكل شركة بيان رؤية خاص بها ومميز عن غيرها من ناحية الطول والصيغة والبنية والمجال، ومع ذلك فهناك صفات مشتركة يجب أن يتمتع بها بيان الرؤية ليكون ناجحًا، بغض النظر عن طوله وشكله وبنيته: طموح يهدف بيان الرؤية إلى إلهام الموظفين والمستثمرين والعملاء للاقتناع بمهمة الشركة، لذا يجب أن تعبّر هذه الرؤية عن طموح عالٍ يبعث على الأمل بمستقبل مثالي تعمل الشركة على المساهمة بتحقيقه. واقعي كما ذكرنا للتو، يجب أن تتسم الرؤية بالطموح لتكون ملهمة، لكنّ ذلك لا يعني أن تكون بعيدة المنال لدرجة أن يبدو تحقيقها أمرًا مستحيلًا، لذا يجب تبنّي رؤية تستطيع الشركة تحقيقها بعد السعي وبذل المجهود، لأن الرؤية غير القابلة للتحقيق، تصبح مجرد أوهام. واسع يربط بيان الرؤية بين مهمة الشركة وأهدافك التي نسعى إليها، لكنه ليس هدفًا مستقلًا بذاته، لذا إن كان بيان الرؤية لشركتنا محدودًا أو ضيق النطاق، فعلينا محاولة النظر بشمولية أكبر لتوسيع النطاق والرؤية. إستراتيجي لا داعي لإكثار التفاصيل في بيان الرؤية، إذ لا بد من اختيار الأفكار الأكثر صلةً وجذبًا للأطراف المعنية بعناية؛ كما لا يجب الإكثار من ذكر أننا نحلم أن تصبح لشركتنا مكاتب موزعة في كل مدينة رئيسية حول العالم يومًا ما. من المهم أيضًا التركيز في بيان الرؤية على الطموحات المتعلقة بمهمة الشركة وأهدافها. نصائح لكتابة بيان الرؤية فيما يلي بعض الممارسات المثلى التي يجب مراعاتها عند كتابة بيان الرؤية: التعاون: يجب أن يعكس بيان الرؤية هوية الشركة بأكملها. والطريقة الأفضل لضمان تحقيق ذلك، هي التعاون مع أبرز أعضاء فريق العمل على كتابة هذا البيان؛ لذا من أجل كتابة هذا البيان لا بد من جمع رؤساء الأقسام المختلفة للمؤسسة ودعوتهم للمشاركة في جلسات لتبادل الأفكار من أجل تأليف بيان الرؤية، للخروج بعدها بمسودة للبيان، ثم أخذ موافقتهم على النسخة النهائية الكتابة أولًا ثم التعديل لاحقًا: لن يكون من السليم أن نحاول كتابة النسخة النهائية المختصرة للبيان الرؤية مباشرةً، عوض ذلك سيكون علينا جمع الأفكار في البداية وتسجيلها على الورق مهما كانت بسيطة، فبعض الأفكار لا نشعر بقيمتها عند تمرّ في بالنا سريعًا، لكنها تفتح آفاقًا أوسع عند كتابتها الكتابة بمعزل عن بيان الشخصي لرؤيتنا: لدى الكثير من الأشخاص بيان رؤية شخصي يعبر عن أهدافهم الشخصية، وفي بعض الأحيان قد يطغى بيان الرؤية الشخصي على رؤيتنا للشركة، لذا من الضروري الفصل بين تطلعاتنا الشخصية وتطلعاتنا على مستوى الشركة، ليكون بيان الشركة ممثلًا لجميع أفرادها ويشعر الجميع بالارتباط به الابتعاد عن المصطلحات الرنانة: يؤدي استخدام الكلمات الرنانة غير واضحة المعنى إلى وضع حاجز وهمي بين العلامة التجارية والجمهور؛ أما اللغة المباشرة فهي أقوى وأوضح بيانًا. لذا إذا شعرنا بأننا نكثر من هذا النوع من المصطلحات مثلًا، فلابد من محاولة عزل العبارات التي تتضمنها، مع تخيل أن أحد الأصدقاء يقرأ هذه العبارات ويسألنا عن المقصود منها بالضبط، وهنا لابد طبعًا من تدوين ما ستشرح له حينها، مع استخدام ما دونّاه بدلًا من هذه المصطلحات في بيان الرؤية تجنب الغموض: ليس من الضروري أن يكون بيان الرؤية ملموسًا مثل بيان المهمة، لكن يجب تجنب الكلمات التي تحتمل التأويل إلى معنى آخر يغير المعنى المقصود تغييرًا جذريًا. لن يكون هناك توضيح أو سياق لشرح بيان الرؤية للناس، لذا يجب أن يكون المقصود واضحًا بالأصل 7 خطوات لكتابة بيان الرؤية كتابة بيان الرؤية ليس مجرد تأليف بضعة جمل، فلكي يكون بيان الرؤية ملهمًا وطموحًا، لا بد من بذل بعض المجهود والالتزام بالخطوات اللازمة لكتابته: 1. تحديد الأطراف المعنية الرئيسية يتحدث بيان الرؤية نيابةً عن الشركة كلها، لذا سنحتاج في البداية إلى إعداد قائمة بالشركاء المؤسسين والمسؤولين التنفيذيين والموظفين رفيعي المستوى ليساعدوا جميعهم على إعداد وتنقيح بيان الرؤية الذي يمثل المؤسسة بمجملها. يُعَد الحصول على موافقة قادة الشركة خطوةً استراتيجيةً مهمة، فكلما ازدادت قناعتهم ببيان الرؤية، ازداد التزامهم به في مرحلة العمل ونقلوه بصورة أفضل إلى أقسامهم وفرق عملهم. ولتحديده لابد من تجهيز قائمةً ثانيةً بالأطراف المعنية التي تمثل جمهورًا لبيان رؤية شركتك، وقد تضم هذه القائمة فئات من الشخصيات بدلًا من الإشارة إلى أشخاص بأسمائهم، ويجب أن تتضمن: المستثمرين أعضاء مجلس الإدارة المنظمات الشريكة الشخصيات المختلفة للعملاء الموظفين المساهمين قد تطول هذه القائمة أو تقصر حسب القطاع الذي تنتمي إليه الشركة، لكن المهم هو أن تكون لدينا لمحة عامة عن مجموعة الأشخاص الذين نكتب البيان لأجلهم. فإذا كنا نفكر بعملائنا فقط، فقد يبدو بيان الرؤية غير موجَّه للموظفين أو غير ملهِم للممولين ليُقْدِموا على الاستثمار، لذا علينا مراجعة المسودة التي نكتبها لبيان الرؤية، والتحقق من أن توجهها مناسب لكل عنصر من الأطراف المعنية الرئيسية المذكورة في القائمة أعلاه. 2. تجهيز قائمة من الكلمات المفتاحية الهدف النهائي هو إنشاء بضعة جمل وجيزة، ولا شك بأن وجود بنك من الكلمات المفتاحية يسهل كثيرًا من هذه المهمة. علينا هناالاجتماع مع الأطراف المعنية الداخلية في جلسة لتبادل الأفكار من أجل طرح قائمة من الكلمات المفتاحية، مع الحرص على أن تكون قائمة الكلمات المفتاحية شاملة، من خلال تقسيمها إلى فئات فرعية وإعداد قائمة كافية من الكلمات لكل فئة. يجب جمع كلمات مفتاحية متعلقة بما يلي على الأقل: اسم المنتج أو الخدمة مهمة الشركة وقيمها أهداف الشركة ومبادراتها الخطة الإستراتيجية طويلة المدى للشركة الصفات التي تصف الشركة والمنتج وفرق العمل والمجتمع والمستقبل المنشود، مثل: خبير أو مبتكر أو سعر جيد أو ملهٍم الكلمات التي تصف طريقة عمل الشركة، مثل: المرونة أو الاستدامة أو التعاون أو الجرأة وكما هو الحال في قائمة الأطراف المعنية، فإن عدد ونوع قوائم الكلمات المفتاحية اللازمة يختلف حسب المجال والشركة، لكن المهم هو إنشاء ملف مليء بالكلمات المفتاحية التي يمكن الاستعانة بها أثناء إعداد بيان الرؤية عند العجز عن التعبير عن فكرة ما أو عندما الحاجة إلى تبديل بعض الكلمات غير المناسبة. 3. الإجابة عن الأسئلة الجوهرية المتعلقة بالشركة بالإضافة إلى ملف الكلمات المفتاحية، خصص وقتًا من جلسة تبادل الأفكار للإجابة عن الأسئلة التالية: ما الغاية الأساسية لشركتنا؟ ما نقاط القوة الأساسية لشركتنا؟ ما القيم التي تمثلها شركتنا؟ ما أهمية ما تقدمه شركتنا؟ ما الفَرق الذي تسعى شركتنا لإحداثه؟ ما هي رؤيتنا لثقافة شركتنا؟ ما هو أكبر ما نطمح إليه؟ ما التأثير الذي نريد أن تُحدثه شركتنا في العالم؟ ما هي متطلبات شركتنا واحتياجاتها؟ إذا نجحت شركتنا في تحقيق كل ما تسعى إليه فكيف سيتغير العالم؟ 4. ترتيب الإجابات حسب الأهمية بمجرد الانتهاء من جلسة تبادل الأفكار سنلاحظ أنه أصبح في جعبتنا الكثير من الأشياء المدونة. عند هذه المرحلة علينا وضع كل ذلك جانبًا لبضعة أيام لكي نشعر بصفاء الذهن إلى أن يحين وقت الخطوة القادمة، والتي سنقرر فيها ما الذي يناسب بيان الرؤية، وما الذي ينبغي استبعاده من بين الأفكار التي دونتها. لابد هنا من الاجتماع مع فريق رفيع المستوى من الشركة لمراجعة كل ما تم تدوينه واختيار المناسب منه. يُفضل هنا طبعًا استخدام قلم التمييز لتحديد الأفكار والعبارات التي يرى الفريق أنها أكثر أهميةً بالنسبة للشركة، مع شطب العناصر التي يجب استبعادها. مع ذلك، علينا أن نحرص على عدم التخلص النهائي من المحتوى المستبعد عند هذه المرحلة، فجميع الأفكار المطروحة يمكن أن تفيد في إنشاء وثائق أخرى مهمة، مثل القيم الجوهرية وخريطة الطريق وخطة العمل التجاري. 5. كتابة نسخة مطولة من رؤية الشركة سيصبح بحوزتنا بنك كلمات مصغر مكون من أهم العبارات والأفكار والكلمات المفتاحية والإجابات على الأسئلة الجوهرية حول الشركة مع نهاية الخطوة الرابعة. وتتمثل الخطوة التالية بتنظيم هذه الأفكار وتحويلها إلى جمل متسلسلة منطقيًا ومرتبة حسب الأولوية. في هذه المرحلة لا داعي للقلق بشأن طول المحتوى، إذ لابد من محاولة التركيز على إيصال رؤيتنا بطريقة معبرة تعكس كل النقاط الرئيسية التي نريد تضمينها وتجذب كلًا من الأطراف المعنية والجمهور، حيث من الأسهل العمل على اختصار بيان شامل مطوَّل بدلًا من محاولة إطالة بيان يفتقر إلى الشمولية. 6. تقييم ما كتبناه من منظور بعيد قبل الانتقال إلى تعديل بيان الرؤية من ناحية الطول، يجب التراجع قليلًا والنظر مجددًا إلى الفقرة من منظور بعيد. قد تنستفيد هنا أيضًا من وضعها جانبًا لبضعة أيام ثم العودة إليها بنظرة جديدة. عند مراجعة فقرة الرؤية تحقق من الأمور التالية: هل هي طموحة بما فيه الكفاية؟ يجب أن تكون الرؤية ذات طموح عالٍ، لا أن تكون هدفًا قريبًا سهل المنال هل هناك مبالغة بالطموحات؟ لابد من الحرص على الالتزام بالواقعية عند تحديد سقف الطموحات هل تمثل الشركة فعليًا؟ نعرض هنا الفقرة على أفراد من الأطراف المعنية الداخلية ممن لم يشاركوا في كتابتها، مع أخذ ملاحظاتهم حول ما يجب إضافته أو حذفه أو تحسين صياغته هل هي مفهومة؟ نطلب من بعض الأصدقاء أو أفراد العائلة قراءة الفقرة للتأكد من أنها مفهومة بالنسبة للقارئ العادي 7. كتابة الصيغة النهائية لبيان الرؤية بعد تعديل الفقرة وإجراء التغييرات اللازمة، يأتي دور اختصارها لتصبح بطول مناسب لبيان الرؤية، وفي كثيرٍ من الأحيان تكون قد تقلَّصَت طبيعيًا أثناء تطبيق ملاحظات الآخرين من الخطوة السابقة. يمكننا في هذه المرحلة سؤال الآخرين أيضًا عن رأيهم، خاصةً حول كيفية اختصارها بطريقة مناسبة. وفيما يلي بعض الطرق لاختصار فقرة الرؤية: حذف كل ما هو غير ضروري: بعد إعادة النظر في الفقرة لمرات عديدة وأخذ ملاحظات الآخرين، لابد من تحديد ما إذا كانت هناك عبارات أقل أهمية مما كنا نظن حين كتابتها، مع حذف الأجزاء التي يمكن إهمالها، والتي تكون أقل تأثيرًا من بقية الفقرة البحث عن المرادفات: هل استخدمنا أكثر من كلمة للتعبير عن مصطلح يمكن اختصاره بكلمة واحدة؟ على سبيل المثال، يمكن اختصار "إعطاء الناس القدرة" بـ "تمكين الناس" مراجعة كل مفهوم على حدة: تجزئة الفقرة إلى جمل مع تجزئة كل جملة إلى عبارات قصيرة، ثم النظر إلى كل جزء على حدة والتفكير في ما إذا كان بإمكاننا التعبير عنه بكلمات أقل. تساعد المراجعة التدرّجية للأجزاء المكونة للفقرة واحدًا تلو الآخر على الانتباه للتفاصيل التي يتخطاها الدماغ عند قراءة الفقرة كاملةً بعد الانتهاء من تحرير بيان الرؤية، نعرضه مرةً أخرى على الأطراف المعنية لأخذ ملاحظاتهم النهائية وإجراء التعديلات الأخيرة. أمثلة عن بيان الرؤية لا مفر من حقيقة أن كتابة بيان الرؤية أمر صعب، لا سيما في تجربتنا الأولى. فيما يلي بعض الأمثلة لبيانات رؤية شركات عالمية، والتي قد تلهمنا قبل البدء بالعملية أو حين نشعر بالحيرة ونحتاج لبعض الأفكار. من الجدير بالذكر أن بعض الشركات لا تفصل بين الرؤية والمهمة، بل تجمعهما في فقرة صغيرة واحدة تتناول كلًا من الأهداف الملموسة (المهمة) والطموحات بعيدة المدى (الرؤية). وفي بعض الأحيان لا تسمي الشركات أيًا من البيانين، بل تضعهما ضمن صفحة أوسع تشمل "الغاية" و"من نحن" وعناوين أخرى مشابهة. إليك هذه الأمثلة عن بيان الرؤية وبيان المهمة لبعض الشركات التي تملك كلًا من البيانين: إيكيا IKEA المهمة: توفير مجموعةً واسعةً من منتجات الأثاث المنزلية ذات التصميم الجيد والعملية بأسعار منخفضة للغاية الرؤية: خلق حياة يومية أفضل للكثير من الناس خطوط ساوث ويست الجوية Southwest Airlines المهمة: تربط ساوث ويست الناس بما هو مهم في حياتهم عبر رحلات جوية مواتية وموثوقة ومنخفضة التكلفة الرؤية: أن تصبح الخطوط الجوية الأكثر تفضيلًا واستخدامًا وربحيةً في العالم هاسبرو Hasbro المهمة: تقدم هاسبرو أفضل تجارب للعب والترفيه في العالم الرؤية: جعل العالم مكانًا أفضل لجميع الأطفال والمشجعين والعائلات في إم وير VMware المهمة: الاستفادة من الموجة التالية من الابتكار في حل أصعب تحديات العملاء. تستخدم "في إم وير" تقنيات متطورة، مثل الحوسبة الطرفية، والذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل، وتعلم الآلة، وكوبرنيتيس، وغيرها الرؤية: بناء مستقبل مستدام وعادل وأكثر أمانًا للجميع تطوير الشركة عبر بيان الرؤية بيان الرؤية هو وثيقة حية وديناميكية، لذا يجب تكييفه وتغييره عند نمو الشركة أو تحقيقها لأهدافها أو توسيع عروضها أو تحديث مهمتها. علينا الآن مراجعة بيان رؤية شركتنا مرةً كل سنة مثلًا، مع التأكد من أنه لا يزال يعكس المستقبل المثالي للشركة، وإلا فعلينا العمل على تعديله. خاتمة بهذا نكون قد تحدثنا عن عناصر بيان الرؤية وخطوات كتابته مع أمثلة عملية ملهِمة. بيان الرؤية ليس مجرد فقرة بسيطة، بل هو المنارة التي ترشد الشركة أثناء نموها وتحفز فرق العمل، لذا لابد من تعاون الأطراف المعنية على إنشائه وتخصيص الوقت الكافي له. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to write a vision statement: Steps and examples لصاحبته Julia Martins. اقرأ أيضًا كيف يعرض رائد الأعمال رؤيته ومهمته وأهدافه الريادية الرؤية والأهداف الريادية لرائد الأعمال لماذا تحتاج الشركات الناشئة إلى تحديد رؤية بعيدة المدى
  12. عندما توسعت شركة أوتلي Oatly السويدية في الولايات المتحدة، لم يكن حليب الشوفان خيارًا رئيسيًا لدى الشعب الأمريكي حينها، لكنّ الخطة الذكية لدخول السوق التي رسمتها الشركة تمكنت من تغيير المعادلة؛ فبدلًا من إنفاق الكثير من المال على الإعلانات، اتجهوا مباشرةً إلى محلات بيع القهوة، وتعاونوا مع المحلات التي تقدم منتجات مخصصة للزبائن وفق الطلب حيث يسأل الزبائن عادةً عن بدائل للحليب، وقد نجحوا بالفعل في جذب الزبائن بفضل القوام الكريمي المتناغم مع القهوة الذي يتمتع به منتجهم. بعد إطلاق هذا المنتج في الولايات المتحدة، نمت إيرادات الشركة عشرة أضعاف بين عامَي 2017 و2018، وقد أصبح الناس يميلون إلى حليب الشوفان بالتزامن مع ذلك. اتجهت شركة أوتلي مباشرةً إلى الجمهور المستهدف في اللحظة التي يستنشق فيها الزبون رائحة مشروبات القهوة ويكون مستعدًا للشراء، ولا شك بأن هذه الإستراتيجية المبتكرة كانت سر نجاحهم. ما هي إستراتيجية دخول السوق؟ إستراتيجية دخول السوق go-to-market strategy هي عبارة عن خطة تدريجية لإطلاق منتج جديد أو إدخال منتج موجود مسبقًا إلى سوق جديدة. تساعد هذه الإستراتيجية على نجاح المشروع التجاري من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: ما هو المنتج الذي تبيعه، وما المشكلة التي يحلها بالتحديد؟ من هو عميلك المثالي، وما هي نقاط الألم التي يعاني منها؟ أين ستبيع منتجك؟ وما الأسواق التي ترغب باستهدافها؟ وما هي درجة الطلب والمنافسة في تلك الأسواق؟ كيف ستصل إلى العملاء المستهدفين وتدفعهم إلى طلب منتجك؟ لا شك بأن إطلاق منتج ما إلى السوق هو استثمارٌ كبير. ومهما كان المنتج قويًا، فإن نجاح عملية الإطلاق مرهونة بقوة الحملة التسويقية وإستراتيجية المبيعات المتبعة. يساعد إعداد إستراتيجية لدخول السوق على ضمان عدم إغفال أيٍّ من التفاصيل وتجنب الوقوع في أخطاء باهظة الثمن، مثل توجيه المنتج إلى جمهور غير مناسب أو إدخاله إلى سوق مكتفية بمنتجات مشابهة. متى تحتاج إلى إستراتيجية دخول السوق GMT؟ تحتاج إلى إستراتيجية دخول السوق كلما أردت إدخال منتج أو خدمة إلى السوق، ويتضمن ذلك: إطلاق منتج جديد إلى سوق موجودة مسبقًا: مثل طرح خط لمنتجات تجميل ضمن علامة تجارية قائمة للألبسة. تقديم منتج موجود مسبقًا إلى سوق جديدة: كما هو الحال عندما تتوسع سلسلة متاجر محلية وتُنشئ فروعًا لها في مدينة جديدة. اختبار منتج جديد في سوق جديدة: كما هو الحال عندما تطرح شركة تقنية ناشئة تطبيقها الأول. حتى الشركات القائمة بالأساس تحتاج إلى إستراتيجية لدخول السوق عند إطلاق منتج جديد أو الامتداد إلى سوق جديدة، وذلك لأن المنافسة وقوة السوق تتغيران باستمرار، فحتى لو سبق وأن نجحت في إطلاق منتج مشابه في الماضي، فمن الممكن ألا تجدي الإستراتيجية السابقة نفعًا في هذه المرة. مقارنة بين إستراتيجية دخول السوق والخطة التسويقية إستراتيجية دخول السوق مخصصة لإطلاق منتج جديد أو الامتداد إلى سوق جديدة. ففي حين أن الخطة التسويقية هي عبارة عن تفصيل لكيفية تنفيذ الإستراتيجية الشاملة للتسويق، والتي لا تقتصر على مرحلة الإطلاق -أي أنها منهجية طويلة الأمد تساعد على تحقيق الأهداف التسويقية، مثل خريطة الطريق السنوية وإستراتيجية التسويق الرقمي العامة-؛ تُشتقّ إستراتيجية دخول السوق من الخطة التسويقية طويلة الامد، لكنها تكون مخصصةً لمرحلة إطلاق محددة. مثال على خطة دخول السوق: نفذت شركة مايكروسوفت إستراتيجيةً لدخول السوق عندما أطلقت الجيل الثالث لجهاز Surface اللوحي؛ فقد كانت تلك الإستراتيجية خاصةً بإطلاق الجهاز اللوحي الجديد، واعتمدت على معالجة مشكلة محددة في السوق، وهي أن الأجهزة اللوحية الموجودة في السوق لم تكن تتمتع بالوظائف الكاملة لجهاز الكمبيوتر. تنظيم إستراتيجية دخول السوق عبر منصات إدارة المشاريع تعتمد إستراتيجيات دخول السوق على الكثير من المتغيرات، وسواءً كنتَ بصدد إطلاق منتج جديد أو استكشاف سوق جديدة، فإن أدوات إدارة المشاريع المناسبة تساعدك على استعراض خطتك بأكملها في مكانٍ واحد، بما في ذلك حالة كل مهمة وهوية القائمين عليها وتبعيّاتها. ونظرًا لأن أفراد الفريق سيتعاونون على تنفيذ إستراتيجية دخول السوق، فإن هذه الأدوات تتيح لهم متابعة التقدم والتحديثات آنيًا. 9 خطوات لإعداد إستراتيجية دخول السوق عندما تنتهي من تطوير منتج جديد مثير للاهتمام، أو عندما ترغب بالتوسع إلى سوق جديدة، فأنت بحاجة إلى إستراتيجية لدخول السوق من أجل ضمان نجاح مشروعك، لكن ما الخطوات المطلوبة لذلك تحديدًا؟ الخطوة الأولى: تحديد المشكلة كل منتج ناجح هو عبارة عن حل لمشكلة معينة، فمثلًا، مكّنت هواتف بلاك بيري Blackberry في الماضي رجال الأعمال من الإجابة على رسائل البريد الإلكتروني أثناء التنقل، وحلت أوبر Uber مشكلة إيقاف سيارة أجرة في الشارع أو استدعائها، وقد يحلّ منظفٌ ما مشكلة الدهون المستعصية أثناء تنظيف الأواني. تتمتع كل من هذه المنتجات بعرض قيمة فريد من نوعه. وعرض القيمة value proposition، هو القيمة التي يضيفها المنتج إلى العملاء من خلال معالجة نقاط الألم التي يعانون منها. الأهم من ذلك أنه عند إطلاق تلك المنتجات كان هناك طلب كبير على إيجاد حلول للمشكلات المرتبطة بها. يُعرَف هذا المفهوم بملاءمة المنتج للسوق، بمعنى درجة تلبية المنتج لطلب مُلحّ في السوق، لذلك لا بد من دراسة هذه العلاقة بين المنتج وحاجة السوق من أجل اكتساب ميزة تنافسية competitive advantage والتأكد من إطلاق المنتج الصحيح لشريحة العملاء الصحيحة. الخطوة الثانية: تحديد الجمهور المستهدف يتطلب إعداد إستراتيجية ناجحة لدخول السوق أن تحدد بدقة الجمهور المستهدف. يمكنك البدء بإجراء أبحاث السوق من خلال طرح الأسئلة التالية: من الذي يعاني من المشكلة التي يحلها منتجك؟ ما هي السلبيات المحددة التي يخفف منها هذا الحل؟ كم من المتوقع أن يدفع جمهورك لقاء الحصول على هذا الحل؟ الطريقتان الأشهر لتحديد الجمهور المستهدف هما: الملف الشخصي للعميل المثالي ideal customer profile، وشخصيات المشتري buyer personas؛ إذ تعمل هاتان الطريقتان معًا لتضييق نطاق البحث عن قاعدة العملاء المستهدفة وتحديد مواصفات الأشخاص ضمن جمهورك المستهدف. الملف الشخصي للعميل المثالي العميل المثالي هو الشخص الذي يدرك المشكلات التي يحلها منتجك، ويعاني منها شخصيًا ويبحث عن حل لها؛ فضلًا عن كونه قادرًا على شراء منتجك. يجب أن يتضمن الملف الشخصي للعميل المثالي المواصفات التالية: القطاع أو الفئة السكانية: في حال كنت تستهدف الشركات، فهذا يعني تحديد القطاع المستهدف، مثل القطاع المالي أو القانوني أو قطاع البرمجيات الخدمية أو غيرها؛ أما في حال كنت تستهدف الأفراد، فيجب هنا تحديد الفئة السكانية التي ينتمي إليها عميلك المثالي، فمثلًا، تستهدف دور رعاية الأطفال العائلات التي لديها أطفال بعمر بين 1 و5 سنوات. البقعة الجغرافية: أين يعيش عملاؤك المثاليون؟ على سبيل المثال، الشركات السياحية التي تقدم خدمات الإرشاد السياحي باللغة العربية فقط تستهدف سكانَ الوطن العربي. النطاق: وهو أمر يخصّ العمل التجاري الموجه للشركات، ويتضمن تحديد حجم الشركات التي تستهدفها. فمثلًا، قد يتعين عليك استهداف الشركات الناشئة التي لا يزيد عدد موظفيها عن 20 موظفًا عند التسويق لتأجير مساحة عمل مشتركة. الميزانية: لا بد من معرفة كم يدفع العملاء على منتجك من أجل تحديد إستراتيجية التسعير الخاصة بالشركة، كما يؤثر هذا أيضًا على انطباع منتجك في السوق؛ فعلى سبيل المثال، إذا كانت شركتك متخصصةً في بيع ساعات فاخرة، فلن يكون صائبًا أن تخفض الأسعار تحت قيمة معينة. وبالمثل، قد ترى شركة استشارات قانونية أن الأجدى لها هو استهداف الشركات الكبيرة التي تستطيع دفع ما لا يقل عن 5000$ شهريًا. العوامل المؤثرة في اتخاذ قرار الشراء: ما العوامل التي تؤثر بقرار شراء العميل لمنتجك؟ هل يعتمد على الإحالة من صديق موثوق؟ هل هناك مسؤول عن قرار الشراء يتحكم بقراره مثل الرئيس التنفيذي أو مدير المبيعات في الشركة؟ نقاط الألم: ما هي بالتحديد المشكلة التي يعاني منها عميلك؟ فالشركة التي تبيع تطبيقًا للتخطيط المالي مثلًا، قد تستهدف العملاء الذين يهدرون وقتهم في محاولة تتبُّع الميزانية باستخدام جداول البيانات التقليدية. احتياجات العميل: إلى جانب نقاط الألم، يُعَد فهم احتياجات العميل أمرًا أساسيًا لإعداد إستراتيجية فعالة لدخول السوق. على سبيل المثال، الكثير من الشركات التقنية الرائجة تولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة العميل، من خلال تحليل احتياجات العميل وتصميم منتجات موافقة لها. الوسيلة الإعلامية المفضلة: من أين يحصل العميل على المعلومات؟ هل يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي أم على المجلات المطبوعة أم على تصفح الإنترنت مثلًا؟ شخصيات المشتري ليس جميع أفراد الجمهور المستهدف متشابهين. فكل شخص يمثل حالةً فريدةً بمشكلاته وقيمه وأهدافه. يساعد إنشاء شخصيات المشتري على التمييز بين الأنماط المختلفة للناس ضمن جمهورك المستهدف، مما يمكّنك من تفهُّم عملائك على المستوى الإنساني وليس فقط باعتبارهم عملاء. تحتاج إلى إنشاء شخصيات متعددة للعملاء لكي يكتمل تصوُّرك حول الجمهور المستهدف. وفيما يلي مثال عن شخصية مشتري لشركة سياحية تطلق تطبيقًا جديدًا لخدماتها ضمن الوجهات السياحية: عنوان الشخصية: صانع الذكريات. وهو شخص عمره بين 25 و35. يسافر لوحده أو مع رفيق سفر. مستعد لدفع أسعار أعلى لخوض تجارب مميزة. يهتم بمرونة الحجز. يحجز الخدمات المطلوبة بكثرة مقدَّمًا، لكنه أيضًا يختار بعض النشاطات الإضافية بعد وصوله إلى الوجهة السياحية. يستخدم التكنولوجيا والتطبيقات بسهولة. قد تبدو شخصيات المشتري مشابهةً للملف الشخصي للعميل المثالي، لكنهما يؤديان أدوارًا مختلفة؛ فالشخصيات تساعد على تصور احتياجات العميل من خلال تحليل الملف الشخصي للعميل المثالي إلى شرائح أكثر تحديدًا، يمثل كلٌّ منها نمطًا من الأشخاص بمشكلاته وقيمه وأهدافه الفريدة. الخطوة الثالثة: دراسة المنافسة والطلب مع الانتهاء من تحديد عرض القيمة لمنتجك وتوصيف الجمهور المستهدف، يأتي دور إجراء الأبحاث على السوق، وذلك للتأكد من وجود طلب كافٍ على المنتج مع عدم وجود منافسة قوية جدًا قبل الاستثمار في طرح المنتج إلى السوق. وفي هذه المرحلة، يمكنك طرح الأسئلة التالية التي تساعد على توجيه جهودك التسويقية: من يقدم بالأساس منتجًا مشابهًا لمنتجك؟ من هي الجماهير التي يستهدفها منافسوك؟ وما هي المناطق الجغرافية المستهدفة لديهم؟ كيف يختلف منتجك عن المنافسين؟ وما الشيء المميز الذي تقدمه دونهم؟ هل هناك طلب على المنتج أم أن السوق مشبعة به؟ لإعداد حملة تسويقية شاملة، يتعين عليك إجراء تحليل تنافسي، وهي طريقة تقوم على إجراء أبحاث لتحديد المنافسين المباشرين وغير المباشرين وكشف نقاط قوتهم وضعفهم قياسًا بمنتجك. الخطوة الرابعة: تحديد الرسائل الرئيسية تتمثل الخطوة التالية باختيار الرسائل الرئيسية التي ترغب بإيصالها إلى العملاء المحتملين، والطريقة المثلى لذلك هي تخصيص الرسائل لكل شخصية من شخصيات المشتري، لكي تعالج قيمهم النوعية ومشكلاتهم الخاصة. من أجل تعيين رسائل خاصة لكل شخصية مشتري، يمكنك استخدام أداة تحليلية تسمى مصفوفة القيم، والتي تحلل كل شخصية من خلال نقاط الألم التي تعاني منها والقيمة التي يقدمها المنتج لها مع الرسالة الرئيسية التي توضح كيف يعالج المنتج مشكلاتها الخاصة. بالعودة إلى مثال الشركة السياحية أعلاه، والتي -كما افترضنا- تطلق تطبيقًا جديدًا لخدماتها ضمن الوجهات السياحية، كان أحد شخصيات المشتري لديهم شخصية "صانع الذكريات"، وهو عميل مستعد لدفع المال لقاء خوض تجارب مميزة. إليك ما قد تبدو عليه مصفوفة القيم لهذه الشخصية: نقاط الألم: صعوبة الثقة بجودة الخدمات عند الحجز عبر الإنترنت. الخشية من عدم القدرة على استعادة المال في حال التراجع عن الخطة. قيمة المنتج: يساعد تزويد التطبيق بصور وتقييمات من العملاء السابقين على التحقق من جودة الرحلة. تسمح سياسة الحجز المرن بإمكانية إلغاء الحجز عند الرغبة بذلك. الرسالة الرئيسية تمتع بحجز تجارب لا تُنسى وأنت مطمئن البال. لإكمال مصفوفة القيم، تابع بهذا المنوال لكل شخصية من شخصيات المشتري. الخطوة الخامسة: ارسم خريطة رحلة العميل بعد الانتهاء من تحديد شخصيات المشتري وإعداد الرسائل، يمكنك البدء برسم رحلة المشتري؛ وهي الطريق الذي يسلكه العملاء من لحظة إدراك المشكلة والتعرف على منتجك بوصفه حلًا لها، وصولًا إلى لحظة اتخاذ قرار الشراء. تُعَد خرائط رحلة العميل عنصرًا رئيسيًا من عناصر التسويق بالمحتوى، لأنها تساعد على عرض المحتوى المناسب للعملاء في الوقت المناسب. في معظم الأحيان تُعرَض رحلة العميل على شكل قمع مقسَّم إلى ثلاث طبقات: الطبقة العليا للقمع: وتمثل العملاء الذين يعرفون المشكلة ويبحثون عن حل لها، لكن لم يتعرفوا بعد على منتجك. ينبغي أن تحاول لفت انتباه هؤلاء العملاء ليصبح منتجك خيارًا مطروحًا لديهم. الطبقة الوسطى للقمع: يقارن العملاء في هذه الطبقة بين منتجك والخيارات الأخرى، والهدف هنا هو إقناع المشترين المحتملين بأن منتجك هو الخيار الأفضل. الطبقة السفلى للقمع: وتمثل العملاء الذين يقررون شراء منتجك، وهدفك هنا هو إقناعهم بالالتزام بقرار الشراء. الخطوة السادسة: اختيار قنوات التسويق قنوات التسويق هي الأنواع المختلفة من المحتوى الذي يمكن استخدامه لتوليد حالة طلب على منتجك ودفع العملاء المحتملين إلى التقدم في قمع التسويق، وتشمل قنوات التسويق منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات المدفوعة على محركات البحث والمدونات والمحتوى الموافق لمعايير تحسين محركات البحث والبريد الإلكتروني، على سبيل المثال لا الحصر. يعتمد اختيار قنوات التسويق على عاملين: الجمهور المستهدف، والمكان الذي وصل إليه العملاء المحتملون من مسار رحلة المشتري الخاصة بهم. اختر قنوات تسويق ملائمة لجمهورك المثالي: يجب أن تحرص على اختيار قنوات تسويق يصل محتواها إلى جمهورك المستهدف. فمثلًا، في حال كان عميلك المثالي يستخدم يوتيوب دون إنستجرام أو لينكد إن، فيجب أن تركز على إعلانات يوتيوب بدلًا من المنشورات الممولة في منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. حدد ما إذا كان العميل المثالي يفضل قنوات التسويق المباشرة أم الضمنية، وعندما تكون بصدد الاختيار بين التسويق المباشر (مثل رسائل البريد الإلكتروني المباشرة) والتسويق الضمني (مثل التسويق بالمحتوى وتحسين محركات البحث)، يجب أن تقرر ما إذا كنت تريد توليد وعي عام بالعلامة التجارية أم إقناع العملاء المحتملين الذين أبدوا اهتمامهم بما تقدمه. بهذه الطريقة، يمكنك إعداد إستراتيجية أكثر فعاليةً وتخصصًا لدخول السوق تتماشى مع سلوك الجمهور المستهدف وتفضيلاته. استخدم قنوات تسويق مختلفة حسب المرحلة التي وصل إليها العميل في رحلته: تساعد الاستفادة من الأنواع المختلفة للمحتوى التسويقي بما يوافق حالة العميل على دفع العميل للتقدم إلى المرحلة التالية في قمع التسويق. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد تحسين محركات البحث على تعزيز الوعي بالعلامة التجارية للعملاء، الذين هم ضمن الطبقة العليا من قمع التسويق؛ أما بالنسبة لعملاء الطبقة الوسطى من القمع، فإن دراسات الحالة والندوات عبر الإنترنت تقدم لهم رسائل واضحة وتوطد العلاقة معهم. وأخيرًا، فإن خيارات مثل الفترة التجريبية المجانية تساعد على إقناع العملاء المحتملين ضمن الطبقة السفلى للقمع على الالتزام بقرار الشراء. الخطوة السابعة: أنشئ خطة مبيعات تهدف إستراتيجية دخول السوق إلى النجاح في إطلاق المنتج، وبالتالي من الضروري أن تقرر كيف ستبيع المنتج لجمهورك المستهدف وتحول العملاء المحتملين إلى مشترين، وهنا يأتي دور إستراتيجية المبيعات. لنتحدث باختصار فيما يلي عن أربعة من أشهر إستراتيجيات المبيعات، والتي يمكنك الجمع بينها حسب الحاجة لتلائم منتجك ونموذج العمل التجاري الخاص بك. نموذج الخدمة الذاتية: في هذا النموذج يشتري العملاء المنتج بأنفسهم، كما هو الحال في المتاجر الإلكترونية، حيث يبحث العملاء عن المنتج ويشترونه عبر الإنترنت. لا يحتاج هذا الخيار إلى تخصيص فريق مبيعات، لكن يجب الاهتمام بالتسويق من أجل جلب زيارات إلى موقعك الإلكتروني. نموذج المبيعات الداخلية: يعمل فريق المبيعات هنا على إقناع العملاء المحتملين بشراء منتجك، وهو خيار جيد للمنتجات ذات السعر المتوسط والتي تتضمن بعض التعقيد، مثل بيع برامج التصميم لفرق العمل. نموذج المبيعات الميدانية: هنا يركز مندوبو المبيعات على تهيئة الفرص لإبرام عقود مع الشركات، ويتطلب هذا الخيار المزيد من الاستثمار في الجهود التسويقية مع طول دورة المبيعات، لكنه يحقق مردودًا عاليًا. على سبيل المثال، يمكن استخدام نموذج المبيعات الميدانية لبيع برنامج إدارة موارد بشرية للشركات الكبيرة. نموذج القنوات: وهنا يعمل طرف خارجي على بيع منتجك، لذا يكون دورك في تسويق المنتج محدودًا. قد يكون هذا النموذج هو الخيار الأقل تكلفةً والأكثر جدوى عندما يجري التعامل مع شركة تبيع منتجات مشابهة، مثل التعامل مع سلسلة متاجر بقالة في حال كان منتجك عبارة عن معلبات غذائية. الخطوة الثامنة: تحديد أهداف واضحة تبدأ كل إستراتيجية ناجحة لدخول السوق بوضع أهداف واضحة ومقاييس محددة، فالأهداف تساعد على توضيح الخطوات التي تسعى لإنجازها مع تحديد جدول زمني لها، والمقاييس تسمح بقياس مستوى التقدم؛ أما بغياب الأهداف المحددة، فمن الصعب معرفة مدى نجاح إستراتيجية دخول السوق. فيما يلي بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لوضع أهداف قابلة للقياس، ويمكنك استخدام كلٍّ منها على حدة أو المشاركة فيما بينها حسب احتياجات مشروعك التجاري. الأهداف الذكية S.M.A.R.T.: وتتضمن وضع أهدافًا نوعية، وقابلة للقياس، وقابلة للإنجاز، وواقعية، وذات إطار زمني محدد. على سبيل المثال، يمكنك وضع الهدف الذكي التالي عند إطلاق تطبيق جديد: "الوصول إلى مليون عملية تنزيل للتطبيق و50 ألف مستخدم جديد خلال ستة أشهر". مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs: وهي مقاييس كمية تساعد على تتبع التقدم نحو تحقيق أهداف المشروع التجاري. على سبيل المثال، يمكنك تتبع إجمالي عدد عمليات الشراء والنقر على الإعلانات عند تنفيذ إستراتيجية دخول السوق لمنتجك الجديد. تذكر أن بإمكانك استخدام إستراتيجية الأهداف الذكية عند وضع مؤشرات الأداء الرئيسية، مثل: "تحقيق 100 ألف عملية تحويل ومليون عملية نقر على الإعلانات خلال ثلاثة أشهر". الأهداف والنتائج الرئيسية OKRs: تجمع هذه الإستراتيجية بين الأهداف التي تريد تحقيقها والنتائج الرئيسية التي ستستخدمها لقياس التقدم، ولها القالب التالي: "سوف أقوم بـ [الهدف] مع قياسه بـ [النتيجة الرئيسية]". مثال: "سيعمل فريق المبيعات على زيادة الوعي بالمنتج الجديد، مع قياسه بالنتائج الرئيسية التالية: جلب مليون زائر لصفحة المنتج على موقع الويب، وزيادة التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي بنسبة 50%، واستقطاب 50 ألف عميل جديد عبر اشتراكات البريد الإلكتروني". الخطوة التاسعة: إنشاء عمليات واضحة إذا كان إنشاء إستراتيجية فعالة لدخول السوق هو المطلب الأول، فإن تنفيذها هو المطلب الآخر المتمم لها، وهنا تتجلى أهمية توضيح العمليات اللازمة لإدخال المنتج إلى السوق؛ ففي النهاية، مهما كانت الإستراتيجية مدروسة وفعالة، فلن تتحقق الغاية منها إلا عند مشاركتها وتنفيذها مع فريق العمل. على سبيل المثال، يجب توضيح النقاط التالية عند إنشاء إستراتيجية دخول السوق: كيفية مشاركة الإستراتيجية مع الفريق والتعاون معهم لتنفيذها: لا تدع إستراتيجيتك على الرف ليتراكم فوقها الغبار، بل احفظ الخطط والمشاريع التي توصلت إليها ضمن مكان عملي يساعد على تنفيذها. تساعد أدوات إدارة المشاريع مثل أداة أنا على جمع الخطط والمشاريع والعمليات في مكان واحد، وبالتالي يتمكن أفراد الفريق من التعاون والعمل في نفس المنصة التي تضم إستراتيجية دخول السوق. أدر فريقك بسهولة الآن مع أداة أنا استفد من الوسائل المتاحة في أداة أنا لإدارة فريق عملك ومشاريعك بسهولة ابدأ الآن كيفية تصحيح المسار وتتبع الأهداف: لكي تكون الأهداف فعالة، يجب أن ترتبط بالمهمات اليومية للعمل؛ فبدلًا من وضع أهداف لاستراتيجية دخول السوق ومن ثم نسيانها، ضع خطة لتتبع التقدم والتحقق من صحة المسار دوريًا، مثلًا كل نهاية أسبوع أو نهاية شهر، واحرص على مشاركة تحديثات التقدم مع الأطراف المعنية ضمن المنصة المركزية لإدارة المشاريع ليكون الجميع على دراية بالوضع الراهن. كيفية تحسين عمليات تجربة العميل: لا شك بأن سلاسة تجربة العميل أمر أساسي لنجاح إستراتيجية دخول السوق، التي تتضمن عملية تأهيل العملاء والاحتفاظ بهم وخدمة العملاء وكل ما يتعلق بذلك. تذكر أن شعور العملاء بالدعم يعزز من ولائهم ودعمهم في المقابل، لذا احرص على تطبيق برامج تأهيل منهجية، وعمليات تساعد على الاحتفاظ بالعملاء، مع تقديم خدمة عملاء مثالية. يمكنك الاستفادة من الأدوات التي تمكّن من جمع الملاحظات وإجراء تعديلات سريعة من أجل تحسين هذه العمليات، والذي ينعكس مباشرةً على تحسين رحلة كل عميل وجعلها تجربة إيجابية. كيفية إدارة تكلفة اكتساب العميل customer acquisition cost: من الضروري مراقبة تكلفة اكتساب العميل مع التقدم والنمو، مع ملاحظة أن تحسين مسار قمع التسويق والمبيعات يساعد على تخفيف تكلفة اكتساب العميل وتحسين عائدات استثمار النفقات التسويقية. اعتمد على خطط مبنية على البيانات من أجل تحسين الاستهداف وزيادة معدلات التحويل، مع الاستفادة من قنوات التسويق قليلة التكلفة. تساعد مراجعة هذه التكاليف باستمرار ومقارنتها مع القيمة الكلية للعميل customer lifetime value على إعطاء فكرة عن مدى صلاحية وربحية الإستراتيجية المتبعة لاكتساب العملاء. كيفية توحيد معايير العمليات باستخدام قوالب لإستراتيجية دخول السوق: تحتوي كل إستراتيجية لدخول السوق على الكثير من العناصر والعوامل المتغيرة. ورغم أنه من الضروري إعادة تقييم الإستراتيجية عند إطلاق كل منتج جديد، إلا أن ذلك لا يعني أن عليك وضع إستراتيجية جديدة من الصفر في كل مرة. ولكي تتفادى تكرار العمل، أنشئ ملفات لتوثيق العملية وجهز قوالب لإستراتيجية دخول السوق تساعد على توحيد المعايير للمرات القادمة. على سبيل المثال، يمكنك إنشاء قوالب توضح خطوات اختيار الجمهور المستهدف وإعداد الرسائل الرئيسية وما إلى ذلك، بالإضافة إلى قالب شامل توجيهي لكيفية إنشاء الإستراتيجية الكلية لدخول السوق. وإذا كنت تستخدم أداةً لإدارة المشاريع مع فريقك، فاختر الأداة التي تتيح إنشاء قوالب للعمليات ومشاركتها مع الفريق باستمرار. فوائد إستراتيجية دخول السوق لا تقتصر فوائد إستراتيجية دخول السوق على النجاح في إطلاق المنتج، وفيما يلي بعض المزايا الأخرى: تسريع الدخول إلى السوق تساعد الإستراتيجية المدروسة لدخول السوق على تيسير طريق الدخول إلى أسواق جديدة أو إطلاق منتجات جديدة، وذلك لأن تحديد قنوات التوزيع الفعالة والجمهور المستهدف والرسائل الرئيسية منذ البداية يختصر الكثير من الوقت اللازم للوصول إلى العملاء. ولا شك بأن الوصول أولًا يؤهلك لقيادة السوق بدلًا من اللحاق بالركب. مثال: عملت شركة ما على إطلاق تطبيق صحي مبتكر يستفيد من الذكاء الاصطناعي لاقتراح تمرينات رياضية مخصصة لكل مستخدم؛ ومن خلال وضع إستراتيجية مفصلة لدخول السوق، جعلت الشركة من هواة اللياقة البدنية على منصات التواصل الاجتماعي جمهورَها المستهدف، وعقدت شراكات بالعمولة مع المؤثرين من أجل الترويج. نجحت هذه الإستراتيجية في جذب المستخدمين بوتيرة سريعة منذ الأشهر الأولى، مما يوضح دور الخطط الموجهة في قطع أشواط سريعة عند دخول السوق. تحسين فهم العملاء يتطلب وضع إستراتيجية دخول السوق إجراء أبحاث عميقة على السوق تدور حول احتياجات المستخدمين وتفضيلاتهم وسلوكهم. يساعد ذلك على ضمان ملاءمة المنتج أو الخدمة للمطلوب في السوق، فضلًا عن تعزيز فهم الشركة لقاعدة عملائها، وهو الأمر الذي يساهم بشدة في توجيه الجهود التسويقية وتطوير المنتجات المستقبلية وتحسين رضا العملاء مع الزمن. مثال: لنفترض أن شركةً ما تعمل على إطلاق منتج جديد صديق للبيئة لتنظيف المنزل، وعند إجراء أبحاثهم لوضع إستراتيجية دخول السوق لاحظوا أن عملاءهم المستهدفين يتابعون مدونات ومنتديات التوعية البيئية؛ ومن خلال التفاعل مع هذه الشريحة ومعالجة مخاوفهم الخاصة، تمكنت الشركة من بناء قاعدة من العملاء المخلصين الذين لمسوا اهتمام الشركة وحرصها على البيئة، مما جعلهم يقدمون توصيات شفوية قوية لمنتجها. تسهيل تخصيص الموارد إن وضع إستراتيجية دخول السوق يحتم على الشركات أن تفكر مليًا بكيفية توزيع مواردها من وقت ومال وموارد بشرية. ومن خلال تركيز الجهود على الأسواق وقنوات الوصول وشرائح العملاء الواعدة أكثر، يمكن أن تحقق الشركات عائدات استثمار أعلى وتتجنب النفقات غير المُجدية. إعطاء ميزة تنافسية تساعد الإستراتيجية الشاملة لدخول السوق على تسليح المشروع التجاري بالمعرفة اللازمة لتمييزه عن منافسيه، فمن خلال صياغة عرض قيمة فريد وتكييف المزيج التسويقي لتسليط الضوء على المميزات التنافسية، تستطيع الشركات أن توفر حيزًا خاصًا لها في السوق، الأمر الذي يقوي هوية علامتها التجارية ويساعد على جذب المزيد من العملاء. مثال: لنفترض أن شركة جديدة للمشروبات دخلت سوقًا مليئةً بالمنافسين، فقررت تركيز إستراتيجية دخول السوق الخاصة بها على الخلطات الفريدة ذات الفوائد الصحية لعصائرها، والتي تتميز بها عن منتجات منافسيها. تعمل الشركة هنا على استهداف العملاء المهتمين بالصحة من خلال إقامة فعاليات خاصة حول المزايا الصحية، وبذلك تتمكن من كسب قاعدة عملاء مخلصين وتتميز عن الشركات المنافسة. خاتمة لا شك بأن إطلاق منتج ما إلى السوق هو استثمارٌ كبير، لكن بإمكانك تعزيز فرص النجاح لعملية إطلاق منتجك القادم من خلال وضع إستراتيجية ترتكز على معرفة الجمهور المستهدف وتحديد الرسائل الرئيسية التي يجب توجيهها لهذا الجمهور ووضع أهداف محددة والتخطيط الواضح للعمليات. يمكنك الاستفادة من الخطوات التسعة المذكورة أعلاه لتبسيط عملية إعداد إستراتيجية دخول السوق. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to create a go-to-market strategy لصاحبته Caeleigh MacNeil. اقرأ أيضًا كيفية وضع المديرين لاستراتيجية تسويقية ناجحة كيفية تطوير مزيج تسويقي لبناء استراتيجية تسويقية قوية تعرف على كيفية دراسة السوق باحترافية النسخة الكاملة لكتاب مدخل إلى التسويق
  13. لا شك بأن التحلي بمهارة إدارة الذات يتطلب الكثير من التأمل والغوص عميقًا في خبايا كلٍّ من الذكاء العاطفي، وضبط النفس، والنمط القيادي الشخصي؛ من أجل اكتشاف مدى نجاحك في إدارة نفسك فعليًا. إدارة الذات ليست بالأمر السهل حتمًا، لكن يمكن اكتسابها وتعلُّمها. ولا شك بأن هذا الأمر يستحق العناء، فكلما تطورَت القدرةُ على إدارة الذات لديك، تعززت مهاراتك القيادية. لنتحدث عن مفهوم إدارة الذات على الصعيد المهني والشخصي وأهم المهارات الشخصية اللازمة لتطويرها. ما المقصود بإدارة الذات؟ إدارة الذات self-management هي القدرة على تنظيم السلوكيات والأفكار والمشاعر بطريقة مُجدية، والامتياز في المسؤوليات الشخصية والمهنية بما يخدم المصلحة الشخصية ومصلحة فريق العمل. تساعد الإدارة الفعالة للذات على تحسين الذكاء العاطفي من خلال تعزيز الوعي بالذات وتحسين سلامتك العامة، مما يعني قدرتك على إدراك الإشارات الاجتماعية التي تشير إلى مشاعر أو ردود أفعال الآخرين مع احترام احتياجاتك الشخصية. تُعَد إدارة الذات صفةً قياديةً مهمة، وهي ليس بالضرورة أن تتطور تلقائيًا، بل يمكن اكتسابها من خلال التدريب واستخدام الأدوات المناسبة. لنتحدث فيما يلي عن المهارات السبعة لإدارة الذات، بمزيد من التفصيل: ما هي المهارات السبعة لإدارة الذات؟ تتطلب مهارات إدارة الذات أن تكون قد قطعتَ شوطًا معينًا من الوعي بالذات، بمعنى أنه يجب أن تعرف نفسك قبل أن تديرها. ابدأ بالتدريج وكن مستعدًا لكل ما تتطلبه العملية، وتذكر أن هذه المهارات تتطلب تطويرًا مستمرًا. 1. إدارة الوقت وتعني التحكم بكيفية استخدامك للوقت المتاح، مثل إعطاء الأولوية للنشاطات الأكثر أهمية، وتنظيم قائمة المهمات اليومية؛ فالقائد الذي يتمتع بمهارة إدارة الوقت، قادرٌ على تنظيم وقته بكفاءة عالية دون الحاجة إلى مساعدة خارجية. تساعد إدارة الوقت على اللحاق بالالتزامات وتجنب التسويف. وبالنسبة للشخص القيادي، فهذه المهارة توفر الوقت الكافي لإنجاز العمل المطلوب منه، مع تحفيزه للآخرين على إنجاز أعمالهم أيضًا. 2. التحفيز الذاتي وهو القدرة على تحفيز نفسك والمبادرة بإنجاز المهمات اليومية، ويتطلب ذلك أن تكون على قدر من المسؤولية الشخصية. كذلك، يساعد التدريب والممارسة على تعزيز الوعي بالذات لديك وتمكينك من ترجيح النشاطات المهمة. الأمر مشابه لما يسمى بالتحفيز الداخلي، أي الدافع والحماس الذي يأتي من داخل الفرد نفسه، والذي ينتج أيضًا عن العديد من العوامل الشخصية. فمثلًا، قد يكون الدافع الداخلي للتطوع نابعًا من شعور الرضا الذي يمنحك التطوع إياه؛ ومن ناحية أخرى، فإن التحفيز الخارجي هو التحفيز الذي يتأثر بعوامل خارجية، مثل العمل بسرعة خوفًا من عواقب تسويف العمل. لا شك بأن الاستمتاع بالعمل الذي تمارسه جانبٌ مهم من استمرار الشعور بالتحفيز والتفاعل طوال ساعات عملك؛ كما أن حبك للعمل الذي تمارسه يلهم فريقك لتقديم أفضل ما لديه. إذا أردت أن تتدرب على التحفيز الداخلي، فاعمل على تحقيق أهداف تثير شعور الحماس لديك وتتماشى مع الغايات التي تؤمن بها. 3. إدارة التوتر كثيرًا ما يتعرض القادة للتوتر والضغط، لكن إدارة الذات تتطلب القدرة على إدارة التوتر بطريقة صحية، فغياب هذه المهارة يسبب الشعور بالإرهاق الذي قد يصل إلى الاحتراق والاستسلام بسبب ضغط العمل. إن القائد الذي يتمتع بالقدرة على إدارة التوتر يركز على الأهداف الكبيرة في نظرته إلى العمل؛ فعندما تعرف كيف ترتب أولوية مهمات العمل وكيف تربط مخرجات المشروع بأهداف الفريق، يمكنك العمل على المهمة الأكثر إلحاحًا، وحينها ستشعر بالإنجاز أثناء ممارسة العمل. تمثل القدرة على التعامل مع ضغط العمل بهذه الطريقة شكلًا من أشكال الاعتناء بالنفس، فهي تخفف من التوتر وتحافظ على الاتزان النفسي. 4. التكيف تتطلب القدرة على التكيف، أن تتحلى بقدر من الثقة والقدرة على التلاؤم عند حدوث تغيير؛ وتتجلى أهمية ذلك لدى القائد الذي يعمل في بيئة سريعة الوتيرة، تحدث فيها الكثير من التغييرات على المشاريع. على سبيل المثال، تخيل أنه طرأ لديك مشروع جديد أَولى من المشروع الذي كنت تعمل عليه. بدلًا من الشعور بالتوتر أو الإحباط، يمكنك التكيف مع هذا التغيير، والمضي قدمًا بروحٍ من الانفتاح والفضول. هذه المهارة مهمة لأنها تساعدك في الحفاظ على المرونة، ورغم أن التكيف قد يكون صعبًا في بعض الأحيان، إلا أنه يؤهلك لتكون قائدًا متميزًا وقادرًا على التعامل مع أي شيء يعترض طريقك، كما أنه يلهم فريقك للتحلي بهذه المهارة أيضًا. 5. اتخاذ القرارات لكي يتمكن القائد من القيام بدوره، لا بد من أن يتمتع بمهارة اتخاذ القرارات التي تخفف من الحيرة وتعزز تمكين فريق العمل. ويساعد التدرب على حل المشكلات ومعالجة الأمور على تنمية مهارة اتخاذ القرارات. وكما هو الحال في جميع المهارات التي تحدثنا عنها، فإن مهارة اتخاذ القرارات قابلة للتعلُّم. يمكنك البدء بصقل مهارات التفكير النقدي لديك وتعلُّم كيفية تحليل المعطيات الأساسية عندما تطرأ مشكلةٌ ما. احرص أيضًا على اتخاذ القرارات استنادًا إلى البيانات لكي تكون الأفعال اللاحقة مبنيةً على الوقائع، وليس على التخمين، وبالتالي تقلل من العواقب المحتملة. 6. التوافق مع الأهداف يساعد تحديد الأهداف على إعطاء الأولوية للمشاريع الأكثر أهمية التي لها تأثير أكبر على العمل التجاري، كما يمكّنك ذلك من امتلاك نظرة شمولية للسياق العام ومعرفة الأنسب لكل من فريق العمل والمؤسسة. يساهم ذلك على المدى الطويل في تحسين النتائج ورفع معنويات الفريق. يتضمن التوافق مع الأهداف ثلاث مهارات رئيسية: تحديد الأهداف: عندما تعمل على وضع الأهداف، احرص على تحديد نقاط الألم الحالية، وتقدير أهداف النمو، وتحليل الخطط الحالية لتخصيص الموارد؛ فكل ذلك يساعد على وضع أهداف مدروسة. استخدم إستراتيجية الأهداف الذكية S.M.A.R.T، والتي تضمن بأن تكون الأهداف نوعيةً وقابلةً للقياس وقابلةً للإنجاز وواقعيةً وذات إطار زمني محدد. مناقشة الأهداف: ولا يقتصر ذلك على تنظيم أهداف الفريق، بل يشمل أيضًا جعلها متماشيةً مع الأهداف العامة للمؤسسة، مما يساعد أعضاء الفريق على إدراك كيف يساهم عملهم في تحقيق الأهداف الكبيرة، وهو أمر يتطلب تواصلًا شفافًا وعملًا جماعيًا منسجمًا. تتبع الأهداف: لا يكفي تحديد الأهداف ومناقشتها لوحدهما، بل يجب تكملة ذلك بالمتابعة الحثيثة، وهو ما يُعَد ضروريًا من أجل ربط الأعمال اليومية بالأهداف الكبيرة ومراقبة تطور الفريق مع الزمن. 7. التطور الشخصي التطور الشخصي مهمٌّ لجميع أفراد فريق العمل، ولا سيما لقائد الفريق؛ فإذا أردت تعزيز خبرات فريقك، فعليك أن تعمل أولًا على تعزيز خبراتك؛ وقد يكون ذلك من خلال حضور ورشات العمل أو الدورات التدريبية، أو من خلال الاحتكاك بخبراء من مجالك، فكل ذلك من شأنه مساعدتك على تطوير مهاراتك الإدارية. إن استمرار القائد في تطوير مهاراته يمكّن فريق العمل من التطور المستمر، ولا يقتصر ذلك على التطور المهني الفردي، بل ينعكس أيضًا على نمو الشركة وازدهارها. أمثلة عن إدارة الذات فيما يلي بعض الأمثلة حول إدارة الذات تساعدك على أن تكون قائدًا أفضل في مكان العمل. ومن خلال هذه الأمثلة التي تدور حول إدارة الذات في مكان العمل، يمكنك التعرف على المهارات التي تحتاج إلى تطويرها للتمتع بإدارة سليمة للذات، فهي تتمحور حول تحسين نظرتك لذاتك من أجل تعزيز الثقة بالنفس. المثال الأول: وضع أهداف وجعلها تتماشى مع السياق العام: مروى قائدة فريق تريد زيادة معدل عودة العملاء بنسبة 10% هذا العام من أجل تحقيق متطلبات النمو لمؤسستها، ولهذا الغرض فقد عملت بدايةً على كتابة دراسة حالة للمشروع التجاري وحددت موعدًا لعقد اجتماع مع رئيس العمليات وتطوير المنتجات. وخلال الاجتماع، عرضت مروى على رؤساء الأقسام خطتها لإعادة بناء العلامة التجارية لخط منتجات سابق لم يحقق أداءً جيدًا في الماضي. وافق الرؤساء على الخطة وبدأت مروى بتطوير هيكل تفصيلي للعمل. المثال الثاني: إدارة التوتر وتنظيم الوقت بدأ سعيد يومه بمراجعة قائمة المهمات اليومية، فلاحظ أن لديه بضع مهمات تحتاج إلى إتمام، بالإضافة إلى مهمات متأخرة من البارحة، وفوق ذلك فقد تلقى دعوةً لاجتماع مهم جدًا بشأن مشروع جديد. بدلًا من الاستسلام لمشاعر التوتر والإحباط، ذهب سعيد إلى العمل لتنظيم برنامجه، وقد أدرك بطبيعة الحال بأنه لن يستطيع إنجاز كل المطلوب منه في ذلك اليوم. قرر سعيد ترتيب الأولويات، فانضم إلى اجتماع المشروع الجديد، ثم أكمل يومه بإنجاز المهمات الأكثر إلحاحًا، مع الحفاظ على جودة العمل الذي يقدمه. لم يلجأ سعيد للسهر طوال الليل لإتمام العمل، فهذا يسبب له التوتر ويأخذ من وقته العائلي، بل قرر تأجيل المهمات الأقل أهميةً إلى اليوم التالي. في المثالين السابقين، اتخذ القائد قرارات عقلانية وفقًا لمصلحته ولمصلحة فريق عمله، وقد كان سريعًا في اتخاذ قرارات ذكية من أجل الحصول على نتائج جيدة مع مراعاة حياته الشخصية. خاتمة تساعد إدارة السلوكيات والمشاعر على تحسين إدارة الذات، وبالتالي تجعل منك قائدًا أقوى. يمكنك البدء بتطوير المهارات السبعة المذكورة أعلاه من أجل تعزيز إدارة الذات لديك وتحسين مهاراتك القيادية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال What is self-management? (7 skills to improve it) لصاحبته Alicia Raeburn. اقرأ أيضًا مهارات القيادة التي يجب أن تتوفر في القائد الإدارة بالأهداف: أسلوب للتخطيط والرقابة مدخل إلى إدارة الذات
  14. لكل مشروع قصة بداية، فلا يمكن أن يطرح فريق العمل مشروعًا جديدًا من خلال الإعلان عن الحاجة للموارد اللازمة له بطريقة مباشرة، بل يجب أولًا أن يقدموا مقترحًا للمشروع إلى صناع القرار في المؤسسة أو إلى أصحاب المصلحة الخارجيين. مقترح المشروع هو شكل مكتوب من العرض التعريفي المقتضب (حديث المصعد)، ويهدف إلى عرض مشروعك بطريقة مختصرة لكن فعالة في الوقت نفسه. سنتعلم في هذا الدليل كيفية كتابة مقترح مشروع يؤهلك للحصول على الموافقة ومن ثم النجاح في العمل. ما المقصود بمقترح المشروع؟ مقترح المشروع project proposal هو عبارة عن وثيقة مكتوبة توضح كل ما يجب أن يعرفه أصحاب المصلحة عن المشروع، بما في ذلك الإطار الزمني والميزانية والغايات والأهداف. يجب أن يلخص المقترح جوانب المشروع ويبيع فكرتك من خلال جذب اهتمام أصحاب المصلحة بالمساهمة في المشروع. الغرض من مقترح المشروع: تأمين تمويل خارجي. الاستفادة من موارد الشركة لصالح مشروعك. الحصول على موافقة أصحاب المصلحة. توليد الحماس للمشروع والرغبة بالمساهمة فيه. الفرق بين مقترح المشروع وميثاق المشروع project charter ودراسة حالة المشروع business cases في سياق إنشاء المشاريع، فإن الغرض من مقترح المشروع يختلف عن الغرض من ميثاق المشروع، ومن المهم أن نوضح هذا الفرق؛ إذ يُطرَح مقترح المشروع في مرحلة البدء، في حين أن ميثاق المشروع ينتمي إلى مرحلة التخطيط. وكما ذكرنا أعلاه، مقترح المشروع هو وثيقة إقناعية تهدف إلى إقناع أصحاب المصلحة بأهمية إجراء المشروع؛ أما ميثاق المشروع، فهو وثيقة مرجعية توضح أهداف المشروع، ولا يمكن إصدارها قبل الموافقة على مقترح المشروع. يخلط الناس أيضًا بين دراسة حالة المشروع ومقترح المشروع، لكن دراسة حالة المشروع تأتي أيضًا في وقت لاحق لتقديم المقترح، فبعد الموافقة على مقترح المشروع يمكن تقديم دراسة حالة المشروع لتأمين المزيد من التمويل. أنواع مقترحات المشاريع هناك ستة أنواع مختلفة لمقترحات المشاريع ولكلٍّ منها هدفٌ مختلف، مع ذلك يساعد التعرف عليها مدير المشروع على كتابة مقترحه. ملتمَس: وهو المقترح الذي يرسَل بناءً على طلب لتقديم المقترحات تعلن عنه الجهة الأخرى؛ إذ يتضمن الطلب، الإعلان عن تفاصيل المشروع، وفسح المجال لاستقبال العروض والمقترحات من الفرق المؤهلة. ونظرًا لأن هذا النوع من المقترحات يكون في حالة تنافس مع الشركات الأخرى، فهو يتطلب إجراء بحث متعمق، ومن ثم كتابته بطريقة مقنعة. غير ملتمَس: وهو المقترح الذي يرسَل دون طلب سابق لتقديم المقترحات -بمعنى أنه لم يعلن أحد عن حاجته لاستقبال العروض والمقترحات-، وفي هذه الحالة لن تكون في حالة تنافس مع الشركات أو الفرق الأخرى؛ ومع ذلك فلا بد من أن تكتب هذا المقترح بطريقة مقنعة أيضًا، لأنك لا تعلم ما إذا كان أصحاب المصلحة بحاجة فعلية للمشروع الذي تقترحه أم لا. غير رسمي: أي عندما يرسل لك أحد العملاء طلبًا غير رسمي بتقديم مقترح، وفي هذه الحالة يمكنك الرد بعرضك للمشروع، لكن دون الحاجة للتقيد بقواعد صارمة نظرًا لأن الطلب غير رسمي. تجديدي: ترسَل المقترحات التجديدية للعملاء الحاليين على أمل أن يمددوا طلب خدماتهم من شركتك. في هذا النوع من المقترحات يتمحور الهدف حول التركيز على نجاح التجارب السابقة التي قدمها فريقك للعميل، ومحاولة إقناعه بقدرتك على تقديم المزيد من العمل الناجح. استمراري: يرسَل هذا المقترح لتذكير أصحاب المصلحة بأن المشروع على وشك البدء. يتطلب هذا النوع من المقترحات تقديم معلومات حول المشروع، بدلًا من الحاجة لإقناع أصحاب المصلحة. تكميلي: كما هو الحال في المقترحات الاستمرارية، ترسَل المقترحات التكميلية لأصحاب المصلحة المشاركة أصلًا بالمشروع، وتتضمن إبلاغهم بأن المشروع على وشك البدء مع طلب المزيد من الموارد. يتطلب هذا النوع من المقترحات إقناع أصحاب المصلحة بالمزيد من المساهمة في المشروع. يختلف محتوى المقترح وأسلوب صياغته باختلاف نوعه. وعندما تكون أهداف المشروع واضحةً بالنسبة لك، يمكنك كتابة المقترح المناسب وفقًا لذلك. كيفية كتابة مقترح للمشروع يمكن تطبيق الخطوات التالية على معظم مقترحات المشاريع بغض النظر عن نوعها، لكن يتعين عليك تخصيص مقترحك ليتناسب مع الجمهور المستهدف، ويمكن عدّ الإطار التالي لمقترحات المشاريع بمثابة مرجع لضمان عدم إغفال أي عنصر من عناصر مقترحك. 1. كتابة ملخص تنفيذي هذه الفقرة الاستهلالية مشابهة لخلاصة التقرير أو مقدمة المقال؛ إذ يمكن استهلال مقترح المشروع بملخص تنفيذي يلخص المحتوى ويشدّ انتباه أصحاب المصلحة لمتابعة القراءة. قد يتألف هذا القسم من فقرة واحدة، أو بضعة فقرات، حسب درجة تعقيد المشروع. يجب أن يتضمن الملخص التنفيذي: المشكلة التي يهدف المشروع إلى معالجتها. الحل الذي يقدمه المشروع لهذه المشكلة. الأثر الذي سيحدثه المشروع. تحدث باختصار عن النقاط الثلاثة المذكورة في هذا القسم، فالفقرات اللاحقة من مقترح المشروع ستتضمن التوسع في الحديث عنها. 2. شرح خلفية المشروع يتناول هذا القسم تقديم معلومات عن أصل المشروع، وذلك من خلال استخدام المراجع والإحصائيات التي تقنع القارئ بأهمية المشكلة التي يعالجها المشروع. ومن الأسئلة التي يتحدث عنها هذا القسم: ما المشكلة التي يعالجها المشروع؟ ما المعلومات المتوفرة مسبقًا عن هذه المشكلة؟ مَن سبق أن تناول هذه المشكلة؟ وما الأبحاث السابقة المتوفرة حولها؟ لماذا تُعَد الأبحاث السابقة غير كافية لمعالجة هذه المشكلة؟ يمكنك أيضًا استغلال هذا القسم في الحديث عن العلاقة المباشرة التي تربط المشكلة المطروحة بمؤسستك. 3. تقديم الحل بعد أن طُرِحت المشكلة في فقرة خلفية المشروع، من المنطقي أن تتضمن الخطوة التالية تقديم حلٍّ لهذه المشكلة؛ فهذا القسم هو فرصتك لتوضيح منهجية المشروع بمزيدٍ من التفصيل. يمكن أن يتضمن هذا القسم العناصر التالية: بيان رؤية المشروع من وجهة نظرك. الجدول الزمني للمشروع وأهم المراحل فيه. أدوار ومسؤوليات فريق العمل. سجلّ المخاطر الذي يوضح كيفية التخفيف من المخاطر. مُخرجات المشروع. الأدوات التي ستستخدَم لإصدار التقارير خلال المشروع. ليس من الضروري أن يتضمن مقترحك جميع هذه العناصر، فالأمر يعود لك في اختيار النقاط التي ستتحدث عنها، بناءً على نطاق مشروعك. ومن المرجح أن يكون هذا القسم هو الأطول والأكثر تفصيلًا في مقترح المشروع، نظرًا لأنه يتضمن مناقشة جميع النواحي المتعلقة بتنفيذ الحل المطروح. 4. تحديد مخرجات المشروع وأهدافه يُعَد تحديد مخرجات المشروع وأهدافه خطوةً مهمةً في كتابة مقترح المشروع، فأصحاب المصلحة بحاجة لمعرفة ما سينتج عن المشروع في النهاية، سواءً كان منتجًا أم برنامجًا أم تحسينًا لتقنيةٍ ما أم أي شيءٍ آخر. يوضح هذا القسم لأصحاب المصلحة الغرض الذي ستحققه الموارد التي سيقدمونها بما يوافق رؤيتك للمشروع. يجب أن يتضمن قسم تحديد المخرجات ما يلي: المنتج النهائي أو الهدف النهائي للمشروع. مخطط زمني يوضح الزمن اللازم لتصبح المخرجات جاهزة. أهداف ذكية S.M.A.R.T. تتماشى مع المخرجات التي ستنتج عن المشروع. على الرغم من أهمية عرض المشكلة والحل للمشروع المقترح، إلا أن بيان المخرجات يسهل على أصحاب المصلحة تصوُّر المشروع. 5. إدراج الموارد اللازمة بعد أن تم تحديد كل من المشكلة والمنهجية والحل والمخرجات، يمكنك الحديث بالتفصيل عن الموارد اللازمة لإنجاز المشروع. يتضمن هذا القسم: ميزانية المشروع: وتشمل جميع النفقات التي تحتاجها من مستلزمات المشروع وتكاليف الإعلان ورواتب الفريق وغيرها. يجب أن يتضمن هذا القسم جميع بنود الميزانية اللازمة لإتمام المشروع. تحليل التكاليف: ويتضمن دراسةً توضيحيةً لدواعي الحاجة لمصادر معينة، وهي تساعد أصحاب المصلحة على معرفة الغرض الذي ستُستخدَم من أجله مساهماتهم؛ كما يفيد هذا التحليل في التخفيف من التكاليف غير المتوقَّعة التي من الممكن أن تظهر لاحقًا. خطة تخصيص الموارد: يجب إدراج لمحة عامة عن خطتك لتوزيع الموارد، توضح فيها أين ستستخدم الموارد التي تحتاجها. على سبيل المثال، إذا قررت أنك بحاجة لميزانية قدرها 50,000$ لإنجاز المشروع، فأنشئ خطةً لتوزيع هذا المبلغ بين رواتب موظفين وتكاليف تقنية ومواد وما إلى ذلك. بالوصول إلى هذه المرحلة، من المفترض أن تكون قد أقنعت أصحاب المصلحة بالمشروع المقترح، لذلك يُعَد تأخير عرض الموارد اللازمة إلى النهاية إستراتيجيةً ذكيةً في هذا السياق. 6. اختتام المقترح في النهاية، اختتم مقترح مشروعك بخاتمة قوية مقنعة. وكما هو الحال في الملخص التنفيذي، يجب أن تتحدث الخاتمة بإيجاز عن المشكلة التي يعالجها المشروع والحل المقترح لهذه المشكلة. يمكنك التأكيد على الأثر الذي سيُحدثه المشروع في الخاتمة، لكن تجنب الابتعاد عن صلب الموضوع كما لو كنت تكتب مقالًا تقليديًا. نصائح لكتابة مقترح فعال لمشروعك يساعد اتباع الخطوات المذكورة أعلاه على ضمان احتواء مقترحك على جميع العناصر اللازمة، لكن إذا كنت ترغب بإبهار القارئ وكسب موافقته، فيجب أن تكتب بأسلوب متألق وجذاب؛ ولذلك يجب أن تراعي الأمور التالية إضافةً إلى ما سبق: اعرف جمهورك أثناء كتابة المقترح، فكّر دائمًا بجمهورك المستهدف (أصحاب المصلحة) وكيف يمكن تحسين ردة فعله على محتوى المقترح، ففي النهاية أنت تسعى لإقناعهم، وليس عرض تفاصيل مشروعك فحسب. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل على إنشاء أداة تحرير لدُور النشر المخصصة للأطفال، فيمكنك الاستفادة من الجانب العاطفي في محاولة إقناع الجمهور المستهدف بالمساهمة بمشروعك إذا علمت أنهم آباء وأمهات. احرص على الإقناع لا شك بأن الإقناع غاية أساسية لمقترح المشروع، فأنت تنتظر من الجمهور قراءة المقترح ثم تقديم شيء ما في المقابل؛ أما إذا لم يهتم القارئ بمشروعك، فلن يميل إلى مساعدتك. على سبيل المثال، إذا وصفتَ أداةَ التحرير التي تقترحُها في مشروعك دون أن تذكر الميزات العديدة التي ستوفرها وكيف ستساعد العملاء وتأثيرها الإيجابي، فلن يشعر القارئ بالانجذاب نحو المشروع. التزم بالتبسيط مع أن المقترح يتضمن الحديث عن تفاصيل تخص المشكلة المطروحة والمنهجية والحل المقترح، إلا أنه عليك أن تتجنب زيادة التعقيد؛ فمثلًا يمكنك مناقشة خطة المشروع لأداة التحرير التي تقترحها، لكن دون مناقشة الأكواد البرمجية التي سيستخدمها المهندسون في كل ميزة من ميزات الأداء. أنجز بحثك يتضمن المقترح الناجح بحثًا شاملًا، لذا كن مستعدًا لدعم المشكلة المطروحة والحل المقترح بمصادر قوية أو دراسات حالة أو إحصائيات أو رسوم بيانية، وذلك لكي لا تترك في بال الجمهور أي تساؤل حول الموضوع. عندما تكتب المقترح ضع نفسك مكان القارئ واسأل: لماذا تُعَد هذه مشكلة؟ كيف يَحُل المقترح هذه المشكلة؟ هل سبق أن عالج أحدهم هذه المشكلة؟ ما تكاليف المشروع؟ إذا تمكنت من الإجابة عن هذه الأسئلة، فمن المرجح أنك قد أجريت بحثًا كافيًا يدعم مقترحك. الاستفادة من أدوات إدارة المشاريع لدعم مقترح المشروع تحتاج كتابة مقترح جيد إلى تعاون الفريق، مما يستدعي الحاجة لاستخدام أداة لإدارة المشاريع تساعد الفريق على النقاش وتبادل المعلومات والعمل معًا في مستند واحد. عندما تكون معلومات المشروع مخزنةً في مكانٍ واحد، يصبح الوصول إلى البيانات عند الحاجة إليها أمرًا سهلًا، فالمقترحات الناجحة تنبع من مشاريع منظمة ومخطَّط لها جيدًا، ويتطلب ذلك استخدام أداة لإدارة المشاريع تكون مصدرًا رئيسيًا لكتابة مقترح فعال، كما هو الحال في منصة أنا لإدارة المشاريع. أدر مشاريعك بأريحية الآن مع أداة أنا استفد من الوسائل المتاحة في أداة أنا وخطط ونفذ مشاريعك بسهولة ابدأ الآن ترجمة -وبتصرّف- للمقال 6‎ ‎steps for writing a persuasive project proposal. اقرأ أيضًا كيف تكتب مقترح مشروع مقنعا كيفية كتابة مقترح لخدمات العمل الحر وتقديمها للعميل كيفية تصميم نموذج الأعمال لتمويل المشروع كيف يبني رواد الأعمال العروض التقديمية الريادية لأهداف وجماهير مختلفة
  15. النجاح كلمة فضفاضة يقيسها كل شخص بطريقة مختلفة، مما يجعل تحديدها أمرًا صعبًا، لا سيما حين تدير فريق عمل أو مشروعًا تجاريًا، فكيف تعرف بأنك شخص ناجح أو بأن مشروعك أو عملك التجاري ناجحين؟ هنا تكمُن الحاجة إلى وضع معايير نوعية للنجاح من خلال منهجية تستند إلى البيانات تُعرف بالمقارنة المعيارية، والتي تتضمن استخدام المنافسين والمقارَنات الداخلية لوضع معايير مرجعية موثوقة للنجاح. لنتحدث فيما يلي عن هذه المنهجية وأنواعها وخطوات إجرائها. ما هي المقارنة المعيارية؟ المقياس benchmark هو عبارة عن معيار محدد مسبقًا، والمقارنة المعيارية benchmarking هي عملية وضع هذه المعايير. لتحديد المعايير لا بد من مقارنة عملك مع شيء آخر، وهناك مجموعة متنوعة من الأمور التي يمكن المقارنة بها مثل: المنافسين: تساعد مقارنة عملك أو أهدافك المرغوبة مع المنافسين على معرفة القيم الطبيعية في مجال عملك وإدراك تطلعات العملاء؛ وبمجرد معرفة هذه الأمور يمكنك ملاءمة عملك أو منتجك أو رسالتك معها لتبقى قويًا في مضمار التنافس. النتائج السابقة: عندما تقارن نتائج عملك الحالية مع النتائج السابقة، ستتمكن من معرفة مدى التحسن على الصعيد الداخلي وتحديد الفجوات في العمليات وفي مسارات العمل. إذا كان هناك تحسن عن النتائج السابقة، فإن معرفة ذلك تساعدك على مضاعفة التحسن بعد أن تيقّنت من أنك تسير بالاتجاه الصحيح؛ أما إذا كان هناك تراجع، فإن الكشف عن ذلك يمنحك فرصةً لتصحيح مسارك. الأهداف: إن استخدام الأهداف مقياسًا للنجاح، يكشف عن مدى تلبية النتائج للتطلعات الأولية؛ فإذا تبين أن النتائج لن ترقى إلى المستوى المطلوب، فربما هناك حاجة لتعديل الأهداف والتأكد من أنها قابلة للتحقيق. ما الفرق بين المقارنة المعيارية ووضع الأهداف؟ يمكنك استخدام أي من هاتين الطريقتين لتقييم نتائج المشروع، مع التنويه إلى وجود بعض الاختلاف بينهما عمليًا؛ ويكمُن هذا الاختلاف في المرجع الذي يقاس النجاح وفقًا له؛ فالأهداف هي ما تسعى لتحقيقه، وتكون موجهة نحو نمو المشروع بطبيعة الحال؛ أما المقارنة المعيارية فهي تقارن النتائج المحققة مع مرجع للمقارنة. بمعنى آخر فإن الأهداف هي ما تسعى لتحقيقه، والمقارنة المعيارية هي مقارنة الأداء بنقطة مرجعية أخرى. على سبيل المثال، لنفترض بأن هدفك التجاري هو تحقيق إيرادات بقيمة 500 ألف دولار هذه السنة، يوضح هذا الهدف ما تسعى للوصول إليه من أجل تحقيق النمو وزيادة التدفق النقدي؛ أما القياس المرجعي (مقارنتك المعيارية) للإيرادات، فهو يقيس مقدار المال الذي تكسبه مقارنةً بالمنافسين أو بما كسبته العام الماضي. في العادة يمكنك الاستفادة من القياس المرجعي لتحسين الأهداف وجعلها أكثر واقعية، فمثلًا، إذا حققت إيرادات بقيمة 200 ألف دولار في السنة الماضية وكنت في حالة نمو مطّرد، فمن المنطقي أن يكون هدفك هو الوصول إلى 500 ألف دولار. ما الفرق بين المقارنة المعيارية والتحليل التنافسي؟ تعتمد كل من هاتين الطريقتين على أبحاث المنافسين لمعرفة كيف يسير العمل لدى الشركات الأخرى، لكنهما تختلفان في النطاق؛ فالمقارنة المعيارية ذات نطاق أصغر وتركز على العمليات الفردية في المشروع، في حين أن التحليل التنافسي أوسع نطاقًا ويُعنى بالأهداف والإستراتيجيات الشاملة. في المقارنة المعيارية، يمكنك استخدام بيانات أبحاث المنافسين لمراجعة العمليات الداخلية والممارسات المثلى، وذلك من خلال جعل بيانات المنافسين مقياسًا مرجعيًا واستخدامها كمعيار لتقييم عملك؛ أما في التحليل التنافسي، فالأمر مختلف قليلًا، فهنا تُستخدَم بيانات المنافسين لمراجعة الإستراتيجية الشاملة للمشروع التجاري. يعتمد اختيارك لأي من هاتين الطريقتين على النطاق الذي تنظر إليه؛ فإذا كنت تركز على العمليات، فالمقارنة المعيارية مناسبة لذلك؛ أما إذا كنت تبحث عن بيانات متعلقة بالإستراتيجيات والأهداف العامة، فإن التحليل التنافسي هو الأرجح. ما أهمية المقارنة المعيارية؟ تساعد المقارنة المعيارية على وضع معايير في العمل، وتتميز هذه المعايير بأنها تكون مبنيةً على البيانات وليس على الآراء والأفكار الشخصية؛ مما يضمن أن تكون معايير العمل موجهةً ومتمحورةً حول النواحي الأهم تاثيرًا. من ناحية أخرى فإن المقارنة المعيارية نوضح للموظفين المبررات المنطقية لاختيار أهداف العمل، وتقدم بيانات توضح أهمية المهمات اليومية التي يعمل عليها الفريق، وبالتالي يعلم الجميع أدوارهم في العمل ولماذا عليهم أن يقوموا بها. للمقارنة المعيارية فوائد عديدة، نذكر منها: تعريف النجاح وتحديده: تساعد المقارنة المعيارية على تحديد شروط النجاح للشركة. فمثلًا إذا كان معيار النجاح هو تحقيق زيادة سنوية ثابتة بنسبة 10% في توليد عملاء جدد، وكنتَ في طريقك للوصول إلى 11%؛ فهذا مؤشر على أن النتائج التي تحققها تفوق التوقعات. تحديد الفجوات: نكشف المقارنة المعيارية عن الفجوات ونقاط الضعف لديك مقارنةً بالمنافسين. على سبيل المثال، من الصعب أن تكون منافسًا قويًا إذا كنت تعمل على إصدار ثلاث ميزات للمنتج في نفس الفترة التي يعمل فيها منافسوك على إصدار ثماني ميزات. وضع معايير أعلى لجودة المنتج: تساعد المقارنة المعيارية على تحسين جودة المنتجات أو الخدمات، وبالتالي تعزيز رضا العملاء. على سبيل المثال، يساعدك اختيار مقياس مرجعي مثل استضافة أربع فعاليات مجتمعية سنويًا على التفاعل مع العملاء بانتظام. كيف تستفيد من المقارنة المعيارية؟ رغم سهولة وضع مقاييس للمقارنة إلا أنها عملية تتطلب التخطيط، ففي البداية يجب جمع البيانات لاستخدامها في المقارنة، وقد تكون هذه البيانات من المنافسين أو من عمل سابق أو من أهداف المشروع. وتكون المقاييس المعتمدة على هذه البيانات هي الأساس لعملية التحليل المقارن التي ستقيّم عملك من خلالها. على سبيل المثال، لنفترض أنك تبحث في موضوع الفترة اللازمة لإطلاق المنتجات، فتجد أنك بحاجة إلى ثلاثة أشهر من مرحلة التفكير، وصولًا إلى الإطلاق. ربما تشعر أن هذه الفترة الزمنية طويلة أو قصيرة قياسًا بما كنت تتصوره، لكن التصور ليس طريقةً دقيقةً لمعرفة الوقت المثالي للإطلاق، بل يتعين عليك استخدام المقارنة المعيارية للإجابة عن تساؤلك حول الوقت اللازم لإطلاق كل منتج. مثلًا يمكنك البحث عن: كم من الوقت يستغرق منافسوك لإطلاق منتج مشابه؟ كم من الوقت استغرق إطلاق آخر منتج لديك؟ هل تم إجراء تحسينات على العمليات من شأنها اختصار الوقت في مرحلة الإطلاق؟ من الجدير بالذكر أن التفاصيل تصبح هنا ذات أهمية، فإذا كان المنافس يطلق منتجه بوقت أقصر، فربما يكون فريقه أو ميزانيته ضعفَي ما لديك؛ لذا عليك أن تتأكد من مدى ملاءمة المقياس المرجعي لحالتك الخاصة وأن تختار ما يتوافق مع كل حالة على حدة. أنواع المقارنة المعيارية للقياس المقارن ثلاثة أنواع مختلفة وهي: الداخلي والتنافسي والإستراتيجي، ويعتمد اختيارك للنوع على الأمر الذي ترغب بقياسه والغاية التي تقيس من أجلها. المقارنة المعيارية الداخلي إذا كنت مستجدًا في المقارنة المعيارية، فإن النوع الداخلي هو الأسهل للبدء به. وكما هو الحال في الأجزاء الأخرى من إدارة المشاريع، فإن المقارنة المعيارية الداخلية تعتمد على المعلومات التي تمتلكها الشركة للإجابة عن الأسئلة، ونظرًا لأن القيام بذلك يتطلب مراجعة المعلومات الداخلية، فإن عملية جمع البيانات تكون بأكملها في متناول اليد. لإجراء مقارنة معيارية داخلية، تحتاج إلى مراجعة مؤشرات أداء المشروع للأقسام والفرق الأخرى أو حتى للأعمال السابقة، ثم البحث عن الممارسات المثلى أو العمليات المُجدية التي يمكن تطبيقها على العمل الحالي. يمكنك جمع المعلومات الداخلية من خلال: إجراء استبيانات وسؤال الزملاء عما تم تحقيقه وكيفية ذلك، أو الاطلاع على تقاريرهم. مراجعة المشاريع السابقة والبحث عن العمليات التي ساهمت بتميُّز الشركة تنافسيًا. دراسة المشاريع قوية التأثير لمعرفة العوامل التي ساعدت على نجاحها، وفي حال كان من الممكن إعادة استخدام العمليات والممارسات المثلى الناجحة المتعلقة بها أو توحيد معاييرها، فإنها تكون خيارًا جيدًا للقياس المقارن المتعلق بالأداء. التحقق من الأهداف السابقة لمعرفة ما إذا كان المنتج يرقى إلى التوقعات الموضوعة مسبقًا. أثناء جمعك لهذه المعلومات، سجل أي عملية ذات نتائج قد ترغب بتكرارها كونها مؤهلةً لتكون معيارًا، مع الانتباه في الوقت نفسه إلى أي فجوات في الأداء (وجود اختلاف بين الأداء الفعلي والأداء المخطّط له)، وهو ما يشبه تحليل الفجوات الذي يتضمن المقارنة بين الأداء الحالي والأداء المرغوب به، لكن الفرق هنا أن المقارنة المعيارية الداخلية تقارن الأداء الحالي بأداء سابق أو بأداء فريق آخر. بعد الانتهاء من مراجعة العمليات وتحديد الناجح والفاشل منها، يمكنك إنهاء المراجعة الداخلية والبدء بالمقارنة المعيارية للعمليات ومسارات العمل التي ترغب بوضع معايير لها. المقارنة المعيارية التنافسي وهو الوجه الآخر للمراجعة الداخلية، فهنا تبحث في نتائج الشركات الأخرى التي تعمل في المجال نفسه. تُعَد المقارنة المعيارية التنافسي أصعب بسبب التحديات التي تواجه إمكانية الحصول على بيانات موثوقة؛ فالأمر هنا يعتمد على المعلومات التي يقدمها المنافسون أو تؤخَذ من طرف ثالث، والتي يصعب التحقق منها. مع ذلك فإن الأمر يستحق المحاولة والاجتهاد لتخطي عقبات جمع البيانات، فالمقارنة المعيارية التنافسية هب أحد أفضل الطرق للحصول على ميزة تنافسية، وهي تساعد على اكتشاف الأنماط والسمات الشائعة في مجالك، والتي يمكن الاستفادة منها ليس فقط في المقارنة المعيارية بل أيضًا في التحسين الشامل للعمليات. على سبيل المثال، لنفترض أنك اكتشفت بأن منافسك المباشر يحظى بتفاعل أكبر على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي مقارنةً بشركتك. يمكنك الاستفادة من هذه المعلومة لوضع مقياس مرجعي يتمحور حول التفاعل في صفحات التواصل الاجتماعي لشركتك. بمعنى آخر، فإن ذلك يمكّنك من تحديد الأرقام التي يجب أن تحققها في أدائك على مواقع التواصل الاجتماعي لتحافظ على قوتك التنافسية. المقارنة المعيارية الإستراتيجي أحيانًا تعلم أن هناك خللًا ما في العمل لكن لا تستطيع تحديده؛ ربما لأنه ليس الوقت المناسب لحل المشكلات أو بسبب انشغالك بتطوير طريقة جديدة مختلفة للعمل أو التوسع في أسواق جديدة؛ وتُعَد المقارنة المعيارية الإستراتيجية طريقةً إبداعيةً للبحث عن أفكار وحلول تتجاوز الحدود المعرفية الشائعة في مجالك، فهنا تبحث عن أفضل الممارسات من نوعها في الشركات الأخرى والمجالات الأخرى وربما حتى في الثقافات الأخرى، لتبني على ضوئها مقاييس مقارنة إستراتيجية جديدة لعملك. استُخدمت المقارنة المعيارية الإستراتيجية عبر التاريخ لتسريع عجلة الابتكار. على سبيل المثال، عندما طُلب من إحدى شركات المصاعد تصميم مصاعد لمراكز التسوق، كان عليهم أن يجدوا حلًا يساعد الناس على الصعود باستمرار بطريقة سريعة مع مراعاة الانحدار والصعود عكس الجاذبية. ورغم أن الأمر كان غير مسبوقٍ في مجالهم، إلا أنهم فكروا خارج الصندوق واستفادوا من تقنيات قطاع التعدين لتصميم السلالم المتحركة المنتشرة في مراكز التسوق. عند تطبيق المقارنة المعيارية الإستراتيجية بهذا المستوى من الجدارة، فإنها ستكون كفيلةً بالارتقاء بسويّة المشروع، بعيدًا عن كل المنافسين. الخطوات الثمانية لعملية المقارنة المعيارية يمكنك اتباع الخطوات البسيطة التالية لتحقيق تحسن مستمر في العمليات ومسارات العمل بالاستفادة من المقارنة المعيارية: حدد الجانب الذي ستطبق عليه المقارنة المعيارية: وفي حال كنت مستجدًا في إجراء المقارنة المعيارية، انطلق أولًا من المقارنة بالمشاريع والعمليات والنتائج المرغوبة التي كان لها تأثير إيجابي كبير على عملك. حدد نوع المقارنة المعيارية: أي حدد مصدر البيانات التي ستقارن بها، هل هي داخلية؟ أم تنافسية؟ أم إستراتيجية؟ راجع وسجل: انظر إلى الأمر الذي تُجري عليه مقارنتك المعيارية، وسجل جميع العمليات المتعلقة به مع توثيق مسارات العمل، لتكوِّن فكرةً جيدةً عن الحالة الراهنة قبل البدء. اجمع البيانات: قد يكون مصدر البيانات من المنافسين أو من الشركة نفسها، حسب نوع المقارنة المعيارية. وعند استخدام الأبحاث التنافسية، انتبه من الاعتماد على المعلومات من مصدر ثانوي حول المنافسين (مثل مواقع الويب أو المقالات الإخبارية) والتي يصعب التحقق منها. حلل البيانات: قارن البيانات التي حصلت عليها ببيانات الأداء الخاصة بك للكشف عن الفجوات والأنماط وفرص التحسين. ضع خطة: البيانات لوحدها لا تغير من الحال شيئًا، فبعد الانتهاء من التحليل الشامل يتعين عليك البدء بالتخطيط الذي يشمل وضع معايير وتحديد طريقة الاستفادة منها. طبق التغييرات: يمكنك الآن الانتقال إلى مرحلة إدارة المشاريع لتعمل على تطبيق ما توصلت إليه وجعل المعايير الجديدة سارية على مستوى العمل والفريق والشركة. كرر العملية: المقارنة المعيارية عملية مستمرة، لكنها نوعية لكل فكرة جديدة ومسار عمل جديد، لذا عليك أن تكرر العملية من البداية لكل مشروع جديد. خاتمة تساعد المقارنة المعيارية للعمليات ومسارات العمل والنتائج على وضع معايير ذهبية لقياس نجاحك في العمل، فهو يبين المستويات التي يجب السعي لتحقيقها، ويدلّ فريق العمل على كيفية تحقيق أفضل النتائج من خلال معايير ترفع من سوية المشروع. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to use benchmarking to set your standards for success لصاحبته Alicia Raeburn. اقرأ أيضًا كل ما تود معرفته عن مؤشرات قياس الأداء KPI's تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية لنجاح شركتك قياس أداء الخطط الاستراتيجية وتقييمها دليل مدير المنتجات لاختيار مقاييس أداء صحيحة
  16. إليك هذه الحقيقة: مقاطع الفيديو القصيرة التي يستغرق إنشاؤها أقل من 3 دقائق من شأنها أن تجعل العلامة التجارية تنتشر بسرعة رهيبة، وهذا هو سحر مقاطع الفيديو القصيرة. يحب الناس أن يتابعوا مقاطع الفيديو، لكن في العقود الأخيرة تضاءلت مدة الانتباه البشري عند المتابعة، ولذا برز حل جديد للمشكلة يتمثل في ظهور مقاطع الفيديو القصيرة. يُعَد كل من تيك توك TikTok وإنستغرام ريلز Instagram Reels ويوتيوب شورتس YouTube Shorts أهم ثلاث منصات لمقاطع الفيديو القصيرة في الساحة لتسويق مقاطع الفيديو، وهذه فرصة يمكن للعلامات التجارية استثمارها بقوة من خلال ركوب هذا الاتجاه الرائج من المحتوى. لكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟ سنقدم في هذا المقال خلاصة أفضل النصائح العملية التي تساعد على الوصول إلى الاحترافية في صناعة مقاطع الفيديو القصيرة. ما المقصود بمحتوى مقاطع الفيديو القصيرة؟ يشير محتوى مقاطع الفيديو القصيرة إلى مقاطع الفيديو التي يتراوح طولها من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق، وهي غالبًا أقصر من 60 ثانية، ويتراوح الطول المثالي لها بين 31 و60 ثانية وفقًا لتقرير تسويق الفيديو من Hubspot لعام 2022. يمكن أن تمتد مقاطع الفيديو في تيك توك حتى 10 دقائق، وفي إنستجرام ريلز حتى 90 ثانية، وفي يوتيوب شورتس حتى 60 ثانية. البدء بصناعة مقاطع الفيديو القصيرة (المرحلة الأصعب) لستَ وحدك من يواجه هذا التحدي، إذ يواجه الكثير من أصحاب العلامات التجارية نفس العقبات ويحاولون تحطيم هذا الحاجز النفسي لإنشاء مقاطع الفيديو القصيرة. لا بد من القيام بهذه الخطوة، لكن البداية هي المرحلة الأصعب. إليك النصيحة التي تساعد كثيرًا في هذا المرحلة: لا تفرِط في التفكير بالأمر، ليس عليك في البداية سوى معرفة ما يناسب علامتك التجارية وجمهورك المستهدف وما لا يناسبهما. قبل البدء بتسويق مقاطع الفيديو القصيرة، أعد ترتيب أفكارك واتبع الآتي: لا تخف من نشر المحتوى، حتى لو لم تعلم أيًا منه سيكون ناجحًا. إذا لم تنجح محاولتُك، لا تيأس. احرص على إنشاء محتوى متنوع في البداية. لا تقلق بشأن جودة المحتوى في البداية، المهم هو الثبات. ستجد نفسك في مواجهة مستمرة مع الخوارزميات، قلل تركيزك على ذلك، وضاعف تركيزك على صناعة محتوى متميز. العامل الأكثر أهميةً لرفع مستواك وصولًا إلى النجاح في صناعة مقاطع الفيديو القصيرة هو "الثبات" لكن كيف يمكن تحقيق الثبات؟ انشر مرةً يوميًا على الأقل لتنمو بمعدل طبيعي، ويفضل زيادته إلى 2-3 مرات. يتطلب تحقيق الثبات أيضًا وجود أرضية ثابتة لتتمكن من الحفاظ على تدفق ثابت للمحتوى الإبداعي. هل ستستعين بسفراء العلامة التجارية والمؤثرين والمبدعين؟ أم ستوظف موظفين بدوام كامل لصناعة محتوى خاص بالشركة؟ طرق توسيع نطاق صناعة مقاطع الفيديو القصيرة يعتمد اتخاذ القرار بشأن الطريقة الصحيحة لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة على التفضيلات الشخصية والميزانية والوقت المتوفر، فهناك خيارات مختلفة مثل: الاستعانة بوكالة أو شركة لإنتاج الفيديو. الاستفادة من تسويق المؤثرين (أي إرسال منتجات مجانية للمؤثرين). العمل مع سفراء للعلامة التجارية. توظيف مبدعين من مواقع العمل الحر مثل مستقل. فريق تسويق خاص بالشركة. تقديم محتوى من إنشاء المستخدم. أفضل الممارسات في صناعة مقاطع الفيديو القصيرة إذا كنت ترغب بالاستفادة من مقاطع الفيديو القصيرة في إستراتيجية التسويق الخاصة بك على مواقع التواصل الاجتماعي، فيمكنك اتباع أفضل الممارسات التالية: انشر بمعدل ثابت: انشر مرةً يوميًا على الأقل لتنمو بمعدل طبيعي، ويفضل زيادته إلى 2-3 مرات إن كان بالإمكان. احرص على أن تكون المقاطع قصيرة: حافظ على قصر طول مقاطع الفيديو، بحيث يتراوح طول اللقطات بين 1-3 ثوانٍ والمقطع كاملًا بين 8-30 ثانية. أضف دعوةً لاتخاذ إجراء CTA ملفتة للانتباه: أضف دعوة لاتخاذ إجراء في نهاية الفيديو أو ضمن المسميات والتوضيحات المضافة على الفيديو. إذا كنت تريد نقل المشاهدين من منصة إلى أخرى، فيمكنك إضافة دعوة لاتخاذ إجراء من قبيل "تابع المزيد من المعلومات والمواعيد في حسابنا على إنستجرام" في نهاية الفيديو. يمكنك أيضًا اتباع أسلوب المسابقات والهدايا لنقل المتابعين من إنستجرام إلى تيك توك أو العكس على سبيل المثال. قدم الحوافز: أضف حافزًا في معلوماتك التعريفية واربطه بنموذج بسيط (وهي الطريقة الأفضل)، يمكنك أيضًا تحفيز الناس على التسجيل عبر الرابط في معلوماتك التعريفية من خلال إضافة الحافز بشكل دعوة لاتخاذ إجراء في نهاية مقاطع الفيديو، أو في تعليق مثبَّت؛ بحيث تتضمن هذه الدعوة الاطلاع على الرابط في معلوماتك التعريفية. تفاعل مع مجتمعك: كن أول شخص يعلِّق على الفيديو الخاص بك بعد نشره، واطرح سؤالًا لتحفيز المتابعين على الإجابة. اخرج في بث مباشر باستمرار: يساعد هذا على بناء مجتمع قوي وزيادة التفاعل، كما يمكنك مشاركة محتوى ما وراء الكواليس لجعل المتابع يشعر بأنه جزء من العمل. سارع بالنشر عن المواضيع الرائجة: انشر عن الأمور الرائجة خلال يومين من انتشارها، فهي تدوم لفترة قصيرة. عدّل المحتوى وأعد توظيفه لأغراض أخرى مناسبة: يمكنك إجراء التعديلات ضمن المنصات، كما يمكن الاستعانة ببرامج أكثر احترافية مثل CapCut، فهو مجاني ويساعد أيضًا على ضبط أبعاد الفيديو بنسبة ملائمة. استفد من مقاطع الفيديو سريعة الانتشار: إذا انتشر أحد مقاطع الفيديو الخاصة بك بسرعة كبيرة، فاستثمر هذه الفرصة وابذل جهدًا أكبر في التفاعل مع مجتمعك ونشر المزيد، فمن المرجح أن يحصل حسابك على المزيد من المشاهدات في هذه الفترة. أنماط مقاطع الفيديو القصيرة: 10 أنماط شائعة يمكن الاستفادة منها نمط المشكلة > الحل: يعرض هذا النمط المشكلة التي ربما يعاني المشاهد منها، ويقدم حلًا لهذه المشكلة. التحفيز للشراء على تيك توك: في هذا النمط يشارك صانع المحتوى تجربته باكتشاف منتج ما وشرائه عبر تيك توك. إستراتيجية الاستجابة على تيك توك: وتضمن هذه الاستراتيجية فتح المجال للنقاش في مقدمة الفيديو حول طريقة عمل منتجك أو فوائده من خلال نافذة السؤال والجواب. الإعلان المتدرِّج (الأسباب الثلاثة المبرِّرة): ويتضمن تقديم ثلاثة أسباب تبين لماذا على المشاهد أن يفكر بالاستفادة من المنتج أو الخدمة. إستراتيجية شخصين /شخص واحد: عندما يقدم شخصان (أو شخص واحد بدورين مختلفين) المنتج أو الخدمة بطريقة تفاعلية، مثل فقرة فكاهية. تحدّيات العلامة التجارية: عندما تطرح العلامة التجارية تحديًا للمستخدمين لإنشاء مقاطع تيك توك باستخدام المنتج أو بتقليد نموذج معين. إعلانات المؤثرين/ المحتوى الذي ينشئه المستخدمون: الاستفادة من المؤثرين للترويج لمنتج أو خدمة بطريقة طبيعية وحقيقية. الإعلانات التشويقية للمنتج: استعراض المنتج أو الخدمة بطريقة موجَزة لإثارة الحماس والاهتمام. مقاطع تُظهِر ما وراء العلامة التجارية: عرض الأشخاص والعمليات والقيم الكامنة وراء العلامة التجارية والتي تمثلها، لبناء رابط شخصي أقوى مع الجمهور. المقاطع التوضيحية أو الإرشادية أو الموضحة للطريقة: شرح الخطوات اللازمة لإنجاز مهمة أو حل مشكلة أو تعلم مهارة جديدة بالاستعانة بالمنتج أو الخدمة. مهما كان نمط الفيديو القصير الذي تختاره، تذكر: لا شك بأنه عليك إنشاء مقاطع فيديو تعليمية وإرشادية لاستهداف القاعدة الأوسع من قمع التحويل، لكن لبناء علاقات قوية وتوسيع مجتمعك، لا بد من إضفاء طابعك الشخصي. مقاطع الفيديو القصيرة أم مقاطع الفيديو الطويلة؟ يمكن أن تساهم كل من مقاطع الفيديو القصيرة والطويلة في المساعدة على بناء جمهور أوسع وتقوية الولاء للعلامة التجارية. هناك العديد من النماذج الناجحة التي تعتمد أسلوب المشاركة بين مقاطع الفيديو القصيرة والطويلة في التسويق لمنتجاتها، وذلك من خلال نشر مقاطع طويلة بصورة دورية وأخرى قصيرة تغطي عدة أنواع؛ مثل خلف الكواليس أو المسابقات أو التحديات. توضح الصورة التالية أحد الأمثلة لعلامة تجارية اعتمدت في البداية على المقاطع القصيرة، ثم أنشأت جدولًا جديدًا لمشاركة فيديو أطول (مدته حوالي 20 إلى 30 دقيقة) مرة أسبوعيًا مع 5-7 مقاطع فيديو قصيرة أسبوعيًا. اختيار المنصة المناسبة: يوتيوب شورتس أم إنستجرام ريلز أم تيك توك أم جميعها؟ تُصنَّف جميع هذه المنصات على أنها "أفضل المنصات"، ومع ذلك فقد تكون إحداها أفضل من الأخرى بالنسبة لك في البداية. تنويع القنوات حلٌّ مناسب، فكّر في كيفية صناعة محتوى متنوع يلائم جميع القنوات للنشر على كل من إنستجرام ويوتيوب وتيك توك. الإعلانات العادية أم المدفوعة؟ كلاهما مفيد، لكن متى تحتاج إلى الدفع؟ نجحت العديد من العلامات التجارية في تطوير مشروعها التجاري دون الاعتماد على إعلانات مدفوعة. غالبًا ما تمتلك هذه العلامات قاعدةً واسعةً من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، مثل يوتيوب وفيسبوك وإنستجرام. لا شك بأن الإعلانات المدفوعة قد تكون فعالة، لكنها قد لا تنجح في الوصول إلى أفضل النتائج في بعض المشاريع التجارية، وهذا أمر يجب عليك أخذه بالحسبان. على سبيل المثال، بدأ أحد المشاريع التي يديرها مجتمع ECF بإطلاق إعلانات على فيسبوك وإنستجرام في السنة الماضية، وزاد الإنفاق عليه إلى أكثر من 50 ألف دولار شهريًا، لكنه ما لبث أن أوقف ذلك بعد 3 أشهر، ثم أعاد الكرّة مع إعلانات تيك توك هذه السنة. وجد القائمون على المشروع أن الأمر لا يستحق هذه النفقات، لأن العملاء الذين اكتسبوهم عبر الإعلانات المدفوعة لم يكونوا بنفس جودة العملاء المكتسَبين بصورة طبيعية، فبمجرد إطلاق الإعلانات، ازدادت عمليات الإعادة، وازدادت طلبات خدمة العملاء، وتراجعت التقييمات إلى ما دون 5 نجوم. شغل الإعلانات من حساب منفصل في حال اختيار طريق الإعلانات المدفوعة، يُنصح بإنشاء حساب للمشروع من أجل تشغيل الإعلانات منه ثم إنشاء حساب شخصي من أجل بناء مجتمعك بصورة طبيعية. الغاية من ذلك باختصار: تسعى المنصات للحصول على المال من علامتك التجارية، وبمجرد أن تلاحظ الخوارزميات أنك تحولت من النشر العادي إلى الاستعانة بالإعلانات المدفوعة على المنصة، فقد تحدّ من مدى وصول محتواك العادي. 4 علامات تجارية نجحت بالاعتماد على مقاطع الفيديو القصيرة & الدروس المستفادة منها هناك العديد من قصص النجاح المبهرة في التجارة الإلكترونية التي يحققها بعض أصحاب العلامات التجارية، ونذكر فيما يلي 4 منها مع خلاصة النصائح لتسويق مقاطع الفيديو القصيرة لكل منها. 1. شركة MiniKatana لبيع السيوف مباشرة للمستهلك تمكن إسحاق ميديروس مالك ومؤسس MiniKatana.com خلال عامين من تنمية مشروعه من الصفر إلى قوة من ثماني خانات، ولديه فريق قادر على إنشاء 200 فيديو قصير شهريًا، بالإضافة إلى مقاطع فيديو بأفكار خاصة، مثل قَطع طلقات البندقية الهوائية في الهواء؛ وكانت نصائحهم لصناعة مقاطع فيديو قصيرة كالآتي: أهم ثلاثة مقاييس لمقاطع الفيديو القصيرة: زمن المشاهدة، ثم زمن المشاهدة، ثم زمن المشاهدة! ابدأ من تيك توك ويوتيوب شورتش، وحاول نشر 30-60 فيديو خلال 30 يومًا لترى ما إذا كان ذلك يجذب المتابعين. إذا لم تحقق جذبًا من ذلك فجرب زاويةً أخرى في قناةٍ جديدة. 2. علامة تجارية لمزيج عصائر صحية استغرقت هذه العلامة التجارية أربعة أشهر للوصول إلى 80 ألف متابع على تيك توك، وقد جاء معظم هذا النمو بعد أول مقطع فيديو سريع الانتشار، وكان ذلك من خلال اتباع سياسة "أنشئ محتوًى رائعًا ترغب أنت وجمهورك بمتابعته"؛ وكانت صائحهم لصناعة مقاطع فيديو قصيرة كالآتي: عند تحرير المحتوى، كل ثانية لها أهميتها. بالنسبة لهم فقد حافظوا على معدل 20-30 ثانية لطول مقاطع الفيديو. عملوا على إنشاء محتوى متنوع في البداية، وبمجرد أن نجح أمرٌ منها، بذلوا كل ما في وسعهم لتوسيع نطاقه وبث المزيد منه. ليس عليك إجراء تغييرات كبيرة، فقط حدد الهدف الذي يجب أن تعمل عليه. كانوا معتدلين في الحديث عن منتجاتهم، وركَّزوا على المتعة والتثقيف أولًا. 3. علامة تجارية تعمل بنظام دروبشيبنج تبيع منتج مخصص لفئة محددة تمكنت هذه العلامة التجارية من كسب 2.5 مليون دولار من مقاطع تيك توك وإنستجرام القصيرة فقط، دون إنفاق أي مبلغ على الإعلانات منذ انطلاق المشروع. لم يكن لديهم خيار آخر، لأن إعلانات فيسبوك لم تسمح لهم بترويج المنتج الذي بدؤوا به. الجانب الآخر من قصة النجاح هذه هو الاستفادة من عدد المشاهدات الطبيعية على تيك توك (20-30 مليون مشاهدة شهريًا دون ترويج) و10 مليون أخرى على إنستجرام، للحصول على 6.1 مليون مشاهدة على اليوتيوب على مدار 7 أيام. فيما يلي عض الإرشادات التي اتبعوها: ابحث دائمًا عن أفكار تضيف قيمةً لمحتواك. تفاعل مع التعليقات وأجب عن الأسئلة قدر المستطاع، فهذا من شأنه أن يزيد من وقت المشاهدة بسبب زيادة تفاعل الناس. لم يهتموا كثيرًا بأن يصبحوا من الأكثر رواجًا (ولا سيما أن عملهم التجاري مخصص لفئة محددة). يُنصح بالتركيز على ما يجذب المشاهدات دون السعي لمقياس الأكثر رواجًا. تجاهل أي مقياس سوى زمن المشاهدة. 4. شركة ألعاب أطفال موجهة مباشرة للمستهلك ركزت هذه العلامة التجارية على إنشاء مقاطع فيديو قصيرة تتماشى مع الاتجاهات الرائجة في الثقافة الشعبية والصوتيات. وقد لاحظوا أن اليوتيوب يكافئ صانعي المحتوى على الثبات، لذلك عمدوا إلى تخزين محتواهم على تيك توك لبضعة أشهر، ثم نشره بمعدل 3-4 مرات يوميًا على مدى ثلاثة أشهر، وارتفعت بذلك مشاهداتهم من 5 آلاف إلى أكثر من مليون مشاهدة للفيديو. الدروس المستفادة هنا هي: تحوَّل عملهم من مقاطع الفيديو الطويلة (حوالي 10 دقائق) إلى القصيرة، وكان كل فيديو موافقًا للاتجاهات الرائجة في الثقافة الشعبية والصوتيات، مما منحهم ميزةً قويةً من خلال السماح للجماهير بالتفاعل مع محتواهم ولو لم يكونوا مهتمين بصورة مباشرة بالمنتج الذي يبيعونه. اجعل محتواك مسليًا، وبدلًا من أن تفكر كيف تروج لمنتجك؛ ابحث عن أفكار أو مقترحات لمقاطع فيديو سريعة الانتشار، وأدخل منتجك إليها عند الإمكان. إرشادات نجاح مقاطع الفيديو القصيرة لعلامتك التجارية أنشئ حسابًا على المنصات التي تختارها. ابدأ بمتابعة صانعي المحتوى الآخرين في مجالك الخاص، وتفاعل مع الأشخاص الذين يتفاعلون مع حساباتهم. قرر كيف ستنشئ المحتوى (في الشركة/ بالاستعانة بالمؤثرين/ بالاستعانة بصانعي المحتوى). اتبع نصائح وإرشادات صناعة المحتوى التي تحدثنا عنها في هذا المقال. ضع جدولًا زمنيًا للنشر مرةً يوميًا على الأقل، ويفضَّل 2 إلى 3 مرات إن كان بالإمكان، في كل منصة اخترتها. كيِّف المحتوى وأعِد نشره بين المنصات. إذا كنت ترغب بتجربة الإعلانات المدفوعة، أنشئ حسابًا منفصلًا لهذا الغرض لكي لا يقلل من وصول المحتوى العادي. انتبه لمعدل زمن المشاهدة وعدد المشاهدات لتتمكن من معرفة المحتوى المناسب وتكراره بطريقة إبداعية. حافظ على نشر ثابت. كل شيء تحت سيطرتك، من العمليات إلى الإستراتيجية إلى الإبداع، إذا تمكنت من النجاح في ذلك فأنت في الطريق الصحيح لبناء مجتمعك القوي، وعند تحقيق مجتمع متفاعل، سرعان ما ستكافئك الخوارزميات. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Guide to Succeeding with Short-Form Video Content لصاحبته Courtney Goudswaard. اقرأ أيضًا مزايا استخدام الفيديوهات الطويلة في استراتيجيتك التسويقية نصائح لإنشاء محتوى وسائل تواصل اجتماعي عالي الجودة باستمرار تحسين التسويق باستخدام فيديوهات محدودة الانتشار الدليل المفصل لصنع علامة تجارية أكثر تركيزا على الفيديو كيف تصبح مديرا لوسائل التواصل الاجتماعي
  17. من المرجح أنك قد مررت من قبل بشعور الرغبة في البقاء فترةً إضافية وأنت تحزم أمتعتك عند انتهاء الإجازة، وتمنيت لو لم تكن مضطرًا للعودة إلى العمل في مكتبك! قبل أن تعلن جائحة كوفيد 19 عن بداية عصر العمل عن بُعد، كانت فكرة إنجاز قائمة المهمات من مكانٍ مختلف تبدو غريبة، لكنها أصبحت الآن توجهًا صاعدًا يستفيد منه الكثير من الناس. يسمى تسيير العمل أثناء الذهاب لقضاء إجازة "عمل العطلة workcation"، وهو اتجاه رائج يجمع بين العمل والترفيه ويزداد ميل الناس لتجربته يومًا بعد يوم، فعلي سبيل المثال، نشرت منصة Axios دراسةً مفادها أن 74% من الأمريكيين العاملين عن بُعد عام 2021 قد جربوا عمل العطلة. الجمع بين العمل والترفيه ليس بالأمر الجديد، إذ من الشائع أن يضيف الناس بضعة أيام للاستجمام في نهاية المؤتمرات أو يدعون شركاءهم للذهاب في رحلات عمل، لكنّ انتشار العمل عن بُعد والمرونة في اختيار المكان وزيادة الإرهاق ساهم في رواج هذا الاتجاه. ما هو عمل العطلة كما يشير الاسم، فإن عمل العطلة هو الجمع بين العمل عن بُعد والرحلات الترفيهية. وفي هذه الحالة ستكون بالأساس ضمن أيام عملك، لكن بدلًا من إنجاز هذا العمل من أريكة المنزل أو من مكتب العمل، يمكنك العمل من مقر رحلتك البحرية أو الجبلية على سبيل المثال. يختلف عمل العطلة عن الحالات التالية: العطلة vacation: خلافًا للعطلة التقليدية التي تتطلب أخذ إجازة وتتيح إمكانية الانفصال الكامل عن العمل، فإن عمل العطلة لا يتطلب أخذ إجازة، بل على العكس من ذلك، فهو يتطلب متابعة العمل. في عمل العطلة أنت مطالَبٌ بالالتزام بالمواعيد النهائية والإجابة على رسائل البريد الإلكتروني وحضور الاجتماعات عبر الإنترنت (بخلفية أجمل فقط). رحلة العمل والترفيه bleisure travel: وهي تدمج بين رحلات العمل ورحلات الترفيه، كما هو الحال عند تمديد رحلة العمل لبضعة أيام إضافية لرؤية المعالم السياحية أو الاسترخاء. ليس من الضروري أن تتطلب رحلة العمل والترفيه أخذ إجازة عن العمل، لكنها قد تحتاج إلى أخذ الغياب لبضعة أيام إذا لم تتزامن الرحلة مع نهاية الأسبوع. بالإضافة لذلك، فإن رحلة العمل والترفيه لا تتمتع بنفس القدر من المرونة الذي يتمتع به عمل العطلة، فهي محدودة بموقع مؤتمر العمل. يوم الصحة النفسية mental health day:وهو يوم تأخذ فيه إجازة خصيصًا من أجل الاسترخاء وتجديد النشاط، وهو مثال ممتاز لكيفية الاستفادة من الإجازات الفردية. إجازة التفرغ sabbatical: وهي إجازة طويلة تؤخَذ عادةً بهدف تطوير النفس على المستوى الشخصي أو المهني، وتمتد عادةً لفترة 12 أسبوعًا، لكن يختلف موعدها واستحقاقها حسب الشركة. تجنبًا للالتباس، تذكّر أن عمل العطلة ليس بديلًا عن العطلة التقليدية أو الأنواع الأخرى من الإجازات، فلكي تشحن طاقتك مجددًا لا بد من الانقطاع عن العمل تمامًا لبعض الوقت؛ أما الاكتفاء بعمل العطلة فقد يؤثر سلبًا على الإنتاجية ويزيد من الإرهاق. ينطبق ذلك خصيصًا على الأشخاص الذين لا يستخدمون كل أيام إجازاتهم، فأخذ عطلة عمل بدلًا من العطلة التامة يستنزف طاقة الفرد. وكما ذكرنا، لا يمكن اللجوء إلى عمل العطلة بدلًا من العطلة التقليدية، بل يمكن عدُّه أداةً إضافيةً لمواجهة إرهاق العمل. سنتعرف فيما يلي على الحالات المناسبة لاختيار عمل العطلة، وتلك التي تتطلب انقطاعًا تامًا عن العمل. أسباب رواج عمل العطلة عمل العطلة ليس ظاهرةً جديدةً بالكامل، وقد كان موجودًا قبل جائحة كوفيد بالطبع، وربما تعود بداية انتشاره إلى عام 2011؛ لكن الجائحة هي التي دفعت هذا المفهوم إلى صدارة أساليب العمل. وفقًا لجوجل فإن البحث عن مصطلح workcation بدأ بالرواج في شهر أكتوبر من عام 2020، أي بعد ستة أشهر تقريبًا من إغلاق الشركات لمكاتبها استجابةً لانتشار حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19. وتشير عدة مقالات مثل مقالات مجلة The Atlantic الأمريكية (التي ترى أن عمل العطلة أسلوبًا لممارسة العمل وليس مفرًا من العمل) إلى استمرار رواج هذا الاتجاه. إذاً ما الذي سبب زيادة الاهتمام بعمل العطلة أثناء جائحة كوفيد؟ ترتبط الإجابة بعوامل متعددة منها انتشار العمل عن بُعد بطبيعته المرنة، وزيادة الإرهاق في مختلف قطاعات العمل. انتشار العمل عن بعد ومرونة اختيار مكان العمل بفضل الجائحة لا نفشي سرًا حين نقول أن جائحة كوفيد غيرت طريقة عملنا تغييرًا لا رجوع عنه، فوفقًا لبيانات مؤسسة Gallup المتخصصة باستطلاعات الرأي عام 2020، فإن 8% فقط من العاملين القادرين على إنجاز عملهم عن بُعد كانوا يعملون من المنزل حصرًا قبل الجائحة، مقارنةً بـ 70% في مايو عام 2020، أي في ذروة التفشّي الأول لداء كوفيد في الولايات المتحدة. بعد ذلك استمر التركيز على العمل عن بُعد رغم تحسن الحالة العامة، وفي شهر فبراير عام 2022، أشارت بيانات مؤسسة Gallup إلى أن 39% من الموظفين القادرين على العمل عن بُعد أصبحوا يعملون من المنزل حصرًا (و42% يتبعون نظامًا هجينًا بين الحالتين في عملهم). لم يقتصر تأثير الجائحة على زيادة العمل عن بُعد، بل سببت أيضًا زيادة الطلب على مرونة مكان العمل، فقد أشارت التقارير الحديثة إلى أن الموظفين أصبحوا يولون اهتمامًا كبيرًا بمرونة الوقت والمكان لدرجة أنهم مستعدون لمغادرة العمل بسبب ذلك. وقد كشف استطلاع أجرته مؤسسة Gallup على 140,000 موظف في الولايات المتحدة أن 54% من الموظفين العاملين عن بُعد فقط سيبحثون عن عمل آخر في حال توقفت الشركة عن توفير خيار العمل عن بُعد. زيادة الإرهاق المرتبط بالعمل مثلما غيرت جائحة كوفيد مكان عملنا، فإنها غيرت أيضًا شعورنا تجاه هذا العمل. فوفقًا لمؤشر تشريح العمل لعام 2021 من منصة Asana، فقد واجهت قطاعات العمل قلقًا كبيرًا خلال ذروة الجائحة مع التغيرات المرافقة بالمتعلقة بنظام العمل؛ مما أدى بالمجمل إلى زيادة الضغط والإرهاق المتعلق بالعمل. وتوصلت الدراسة إلى أن 87% من الموظفين عالميًا اضطروا للعمل في أوقات متأخرة و71% من إجمالي العاملين من أصحاب الخبرات المعرفية تعرضوا للإرهاق في العمل عام 2020. رغم أن انخفاض أعداد الإصابات وازدياد تكيف العاملين قد خفف من الإرهاق الناجم عن الجائحة، إلا أن الحالة لا تزال منتشرة، وقد وصف مؤشر تشريح العمل لعام 2022 من Asana الإرهاقَ بأنه "مشكلة منتشرة بين العاملين من أصحاب الخبرات المعرفية"، وبيّن أن واحدًا من كل أربعة عاملين تقريبًا يواجه حالة الإرهاق أربع مرات على الأقل في السنة. مع التحول النوعي للعمل عن بُعد وزيادة الرغبة بمرونة موقع العمل وارتفاع مستويات الإرهاق، من الطبيعي أن ينجذب الناس لأي اتجاه رائج يساعدهم على الاستفادة من الطريقة الجديدة للعمل، ويتيح لهم فرصة تجديد نشاطهم في محيط جديد، ومن هنا انتشر مفهوم عمل العطلة. مزايا عمل العطلة بعد أن تعرفنا على أسباب انتشار عمل العطلة، لنتعرف على فوائد هذه الطريقة؛ وما بين إمكانية الذهاب في رحلة دون الحاجة لأخذ إجازة من جهة وزيادة الإبداع والإنتاجية من جهة أخرى، هناك الكثير من المزايا التي تشجع على البدء بالتخطيط لهذه الطريقة بالعمل، ومنها: السفر دون أخذ إجازة عن العمل. الالتزام بالمواعيد النهائية والحفاظ على استمرارية العمل أثناء الذهاب لأماكن جديدة. التخفيف من الإرهاق وتحسين التوازن بين العمل والحياة الخاصة. تعزيز الإنتاجية وتحفيز الإبداع. شحن طاقاتك النفسية والعاطفية. العودة بهمة وروح متجددة. التوقف عن العمل والاستمتاع بالمكان في أوقات الاستراحة. الاستفادة من الأوقات التي يخف فيها ضغط العمل دون استهلاك الإجازات. تقليل ضغط العمل وتحسين الصحة النفسية. هل عمل العطلة بديل عن العطلة التقليدية؟ يختلف عدد أيام الإجازات السنوية المسموحة للموظفين بين البلدان، وقد يختلف بين القطاعات المختلفة ضمن البلد نفسه، ورغم أن العديد من الدراسات قد أكدت على أهمية الاستراحة واستعادة النشاط في تحسين الحافز للعمل لدى أفراد الفريق وتعزيز سلامتهم ورفاههم، إلا أن الكثير من الموظفين يستنفدون إجازاتهم السنوية على الالتزامات العائلية والحالات الطارئة فقط. قد يبدو عمل العطلة حلًا مثاليًا، ورغم أنه يُعَد طريقةً رائعةً للاستفادة من مرونة العمل عن بُعد واستعادة النشاط في بيئة مختلفة وتجربة مكان جديد دون الحاجة لأخذ إجازة، لكنه لا يمكن أن يحل محل الابتعاد التام عن العمل الذي توفره العطلة التقليدية، بل من الممكن أن يؤثر عمل العطلة سلبًا على الإنتاجية في هذه الحالة؛ فهو يخلط بين العمل والحياة اليومية على المدى الطويل، مما قد يفاقم من مشكلة الإرهاق. لكن ذلك لا يمنع من تجربة عمل العطلة عندما يكون الوقت مناسبًا، فكل ما تحتاج إليه هو معرفة نوع الاستراحة التي تحتاج إلى أخذها. كيف تحدد نوع العطلة المناسبة لك حتى تعرف أنك تأخذ العطلة المناسبة لضمان حيويتك واستمرارك بالعمل بكفاءة، اطلع على شروط كل نوع من العطل الآتية: الحالات التي تحتاج إلى عمل العطلة سيكون أنسب لك أن تتبع أسلوب عمل العطلة عندما: ترغب بالذهاب إلى مكان جديد وتجربة نشاطات جديدة لفترة أسبوعين أو كثر. ترغب بخوض تجربة محلية ما على أرض الواقع أثناء السفر. لا يكون لديك مشكلة في أن تستقطع بعض الوقت للعمل أثناء السياحة. تزور العائلة في مدينة أخرى أو بلد آخر بعد غياب طويل. الحالات التي تحتاج إلى عطلة تقليدية سيكون أنسب لك أن تتبع أسلوب العطلة التقليدية عندما: تشعر بالإرهاق وتحتاج إلى استراحة طويلة. ترغب بالانقطاع التام عن العمل. تريد الانغماس كليًا في مكان جديد. تشعر بعدم القدرة على الموازنة بين العمل والحياة الخاصة، وترغب بالتركيز على حياتك الشخصية. الحالات التي تحتاج إلى إجازة تفرغ سيكون أنسب لك أن تتبع أسلوب إجازة التفرغ عندما: تشعر أنك عالق في مكانك مهنيًا أو أنك وصلت إلى سقف معين. ترغب بتطوير مهارات جديدة أو الاتجاه إلى أفق جديد في العمل. تبحث عن طريقة جديدة لتحسين الإنتاجية والإبداع. ترغب بإحداث قفزة نوعية في تطورك المهني وتحقيق أهداف وظيفية معينة. الحالات التي تحتاج إلى إجازة ساعية أو ليوم واحد سيكون أنسب لك أن تتبع أسلوب الإجازة الساعية أو ليوم واحد عندما: تريد قضاء أمر معين، مثل اللحاق برحلة طيران أو رؤية أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. تحتاج لمتابعة الأمور شخصية مثل المواعيد الطبية. تكون مسافرًا في رحلة عمل وتريد تمديد الرحلة ليوم واحد. تكون هناك عطلة نهاية أسبوع طويلة وترغب بتمديدها ليوم إضافي. الحالات التي تحتاج إلى إجازة يوم الصحة النفسية سيكون أنسب لك أن تتبع أسلوب يوم الصحة النفسية عندما: تواجه صعوبة في التركيز أثناء العمل أو تنخفض إنتاجيتُك. تشعر بالتوتر لمجرد التفكير بالذهاب إلى العمل أو تعاني مما يُعرَف بمتلازمة الأحد (القلق المرافق لبداية أسبوع العمل). تشعر بالانزعاج أو نقص التركيز في العمل. تشعر بالإرهاق أو استهلاك العمل لطاقتك وتجد صعوبة في عزل نفسك عن جو العمل. كيف تخطط لعمل العطلة عندما تقرر الذهاب في عطلة للعمل يجب أن تراعي بضعة أمور، مثل تقبل أصحاب العمل لفكرتك. وبعد أن تأخذ الموافقة يجب أن تقرر إلى أين ستذهب وكيف ستضع حدودًا لساعات العمل أثناء رحلتك. يمكنك الاستفادة من النصائح التالية من أجل التخطيط لعمل العطلة بطريقة تضمن الموازنة بين الإنتاجية والاسترخاء. 1. خذ موافقة مديرك في العمل قبل أن تبدأ بعملية التخطيط يجب أن تتأكد من تقبل أصحاب العمل لفكرة العمل من مكان العطلة. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن وجهة نظرهم بحسب ثقافة الشركة وسياسة العمل عن بُعد الخاصة بها. يجب أن تراعي أيضًا طبيعة دورك في العمل وما إذا كان بإمكانك إنجاز مسؤولياتك من خلال العمل عن بُعد كليًا، وعندما تشعر باليقين من إمكانية تنفيذ الفكرة، اطرحها على مديرك بصورة عامة دون الخوض في التفاصيل حاليًا، إذ يمكنك مناقشة التفاصيل لاحقًا. في اللقاء الأول يكفي أن تعبر عن الفكرة وتشرح جوانبها العامة، مثل إعطاء لمحة عن عمل العطلة وشرح فوائده التي ستعود عليك وعلى الشركة. 2. قرر إلى أين ستذهب بمجرد أن يوافق مديرك على الذهاب في عطلة للعمل، يمكنك الانتقال إلى مرحلة التخطيط للرحلة، وثمة عاملان رئيسيان يجب مراعاتهما عند التخطيط؛ وهما مكان الرحلة وزمانها. يمكنك أن تقرر متى ستذهب من خلال النظر إلى جدول أعمالك والابتعاد عن الأسابيع التي يكون فيها العمل مكثفًا، مثل المواسم أو مواعيد إطلاق مشاريع جديدة. وفي حال كان هناك فترات من السنة يخف فيها ضغط العمل في القطاع الذي تعمل فيه فإن ذلك يساعد كثيرًا على اختيار الوقت من خلال تحديد موعد قريب من هذه الأوقات. تحتاج أيضًا إلى اختيار مكان مناسب للعمل عن بُعد. على سبيل المثال، لن يكون اختيار مكان يصعب فيه الاتصال بالإنترنت مناسبًا للعمل من عطلتك، ومن الأمور التي يجب أخذها بالحسبان: وجود اتصال واي فاي موثوق. المنطقة الزمنية التي ينتمي إليها الموقع الجغرافي المقصود نسبةً إلى المنطقة الزمنية الأصلية للشركة. هل ستتمكن من العمل في أي وقت من اليوم أم سيكون هناك عوامل تسبب التشتت وتجعل العمل صعبًا؟ حالة المكان الذي ستقيم فيه وما إذا كان صالحًا للعمل. النشاطات المحلية في المكان المقصود وما إذا كانت تتماشى مع جدول عملك. 3. ضع خطة للعمل مع مديرك وفريق عملك بعد أن تقرر متى ستذهب وإلى أين، اجتمع ثانيةً مع المدير وفريق العمل لكي تناقش هذه المرة تفاصيل العمل أثناء رحلتك وكل ما يجب أن يكونوا على علمٍ به أثناء غيابك، ومن الأمور التي يمكن طرحها: موعد ذهابك وإيابك. المنطقة الزمنية في المكان الذي ستذهب إليه وكيفية حساب الوقت الحالي مقارنةً بتوقيت مكان العمل. الأوقات التي ستخصصها للعمل وللاستراحة في حال كانت مختلفة عن أوقات عملك الأصلية. الطريقة الأفضل للتواصل معك أثناء رحلتك. مع من يمكن أن يتواصلوا في الحالات الطارئة إذا تعذر التواصل معك؟ الأعمال التي ستفوض الآخرين بها أثناء غيابك، مثل قيادة الاجتماعات المكتبية. 4. حافظ على حدود عمل واضحة وإنتاجية عالية بعد أن أخذت موافقة مديرك واخترت المكان المناسب وناقشت التفاصيل مع فريق العمل ووصلت أخيرًا إلى مقر رحلتك، ما العمل الآن؟ قد تميل نفسُك إلى أخذ وضعية العطلة بالوصول إلى مكان جديد فيه ما فيه من المناظر الجميلة والنشاطات التي يمكن ممارستها، لكن تذكر أنك جئت إلى هنا للعمل والاسترخاء معًا. ضع حدودًا لنفسك تساعدك على النجاح في هذا التحدي والتزم بها، كما كنت تفعل عند العمل من المنزل. وفي حال كنت مسافرًا برفقة العائلة، فقد يتعين عليك أن تحدد بوضوح ساعات العمل وساعات الفراغ؛ أما إذا كنت مسافرًا لوحدك فقد يكفي أن تلتزم بساعات عمل منتِجة، كما هو الحال عند العمل لبضع ساعات منتجة في الصباح الباكر لكي تبقى مواكبًا للعمل. ومن الأساليب الأخرى للحفاظ على إنتاجية عالية: استخدم تقنيات تنظيمية تساعد على ضبط الإنتاجية. التزم بجدول محدد لمواعيد العمل والاستراحة. أنشئ زاويةً مثاليةً للعمل عن بُعد من مكان رحلتك. استخدم تقنيات إدارة الوقت مثل مصفوفة أيزنهاور أو تقنية الطماطم للبقاء على المسار الصحيح. حدد مواعيد منتظمة للتواصل مع فريقك. ضع قواعد للتواصل والتزم بها مع فريقك. خصص وقتًا للتركيز واستخدم المحفزات التي تساعدك على التركي، مثل الاستماع إلى مقطع معين من أجل الحد من التشتت. 5. استمتع بوقتك في عالمنا المعاصر المهووس بالتقنيات ووسائل التواصل، قد يجد الناس عمومًا والموظفون على وجه الخصوص صعوبةً في عزل أنفسهم عن المحيط وأخذ قسط من الراحة، حتى في الأوقات المخصصة للاسترخاء. وقد أثبتت ذلك بعض الإحصاءات معللةً هذه الحالة بأن الموظفين يصطحبون معهم حواسيبهم المحمولة أثناء السفر وينضمون إلى اجتماعات زووم حتى أثناء السفر. قد يكون الابتعاد تمامًا عن العمل أمرًا صعبًا، لكن ذلك لا ينفي الحاجة إلى الاستراحة، وهنا تتجلى أهمية عمل العطلة الذي يوازن بين العمل والاستراحة؛ لذا اترك لنفسك متسعًا من الوقت من أجل الاستمتاع بالمكان الذي أتيت إليه خارج أوقات العمل، وحاول الفصل تمامًا بين أوقات العمل والاستراحة مع الالتزام بحدود العمل التي وضعتها مسبقًا، وبذلك تكون قد حققت لنفسك المتعة والإنجاز على حدٍّ سواء. ترجمة -وبتصرّف- للمقال What is a workcation? (And when should you take one?) لصاحبته Whitney Vige. اقرأ أيضًا كيف يخطّط المستقلون لإجازتهم بطريقة صحيحة 9 أشياء تعلمتها حول الإنتاجية من العمل عن بعد كيف تعلمت الموازنة بين عملي وعائلتي وحياتي أثناء عملي عن بعد ثماني طرق لتنمية عملك الحرّ في العطل
  18. بفرض أن لديك منتجًا رائعًا يتناسب مع مجال متجرك الإلكتروني، وقد وضعتَ له إستراتيجية تسويق ناجحة، ما الذي سيدفع الأشخاص الذين يتصفحون الإنترنت بعفوية إلى التحول إلى مشترين لهذا المنتج حسب رأيك؟ ربما تكون قد جهزت صورًا جذابة وأوصافًا جيدةً للمنتجات مع أسعار مناسبة، لكنك لا تزال غير قادر على جذب كمية المبيعات المطلوبة من السوق المستهدَف، أو ربما لديك مبيعات مقبولة لكنك ترغب في زيادتها، فالجميع يرغب بتحسين مستوى عمله باستمرار. يفتقر أصحاب المتاجر الإلكترونية إلى ميزة التفسيرات الشفهية للزبائن التي يتمتع بها أصحاب المتاجر التقليدية؛ حيث يستطيع البائع شرح جميع مزايا المنتجات والإشارة إليها، أو حتى شرح آلية عملها. كل ما يمتلكه أصحاب المتاجر الإلكترونية هو قوة كلماتهم المكتوبة، وفي حال استُخدِمت هذه القوة بطريقة صحيحة، فقد تكون من أكثر أساليب التسويق فعاليةً. ربما كل ما عليك فعله لتحقيق مبيعات أفضل هو تعديل شيء واحد صغير: وصف المنتج الخاص بك. يتطلب الأمر إجراء بضع تعديلات إستراتيجية فقط لتتمكن كلماتُك من اصطياد متصفحي موقعك بطريقة سحرية (بما يحقق مصالحهم). باستخدام الأدوات المناسبة، يمكنك إبقاء العملاء مركِّزين على موقعك الإلكتروني لساعات. لنبدأ بالحديث عن أهم الأفكار التي تساعد على تحقيق ذلك. لماذا يجب التركيز على وصف المنتجات؟ ينجذب الكثير من المتسوقين إلى الصور (كما في إنستجرام) والأسعار، لكن في حال كان الوصف غير موافق لما في أذهانهم، فسرعان ما يتلاشى هذا الانجذاب. أوصاف المنتجات مهمة جدًا في تشكيل تصورات العملاء التي يتعذر تغييرها في كثيرٍ من الأحيان. ولا شك أن الانطباع الأول يحمل أهميةً أكبر في مجال التجارة الإلكترونية، حيث يمكن أن تكون نقرةٌ واحدة كفيلةً بخسارة العميل. فيما يلي العناصر الأساسية التي يجب أن يتضمنها وصف المنتجات الجيد: عنوان جذاب: لا يكفي مجرد إدراج المسمى العامّ للمنتج، بل يجب وصفه باستخدام كلمات معبرة تجعل القارئ يرغب بشراء ما يعاينه. صورة مصغرة مبهجة للنظر: وهي بمثابة واجهة لمنتجك أمام العملاء المحتملين، لذا فمن الضروري أن تكون واضحةً وجذابة. مواصفات مفصَّلة: نظرًا لأن العميل سينفق المال على منتجك، فيجب أن تزوده بقائمة دقيقة تتضمن خصائص المنتج. وفي حال كان يبحث عن خاصية معينة، فيجب أن يكون قادرًا على معرفة ما إذا كانت موجودةً أم لا من خلال الاطلاع على وصف المنتج. عناصر مرئية وتنسيقات مثيرة للاهتمام: يُجري معظم القراء مسحًا سريعًا للصفحة (خلال 5-10 ثوانٍ في معظم الأحيان)، وتساعد العناصر المرئية على جذب انتباههم، وهنا تتجلى أهمية ترتيب موضع النص بعناية، كما أن استخدام جداول المقارنة والمعلومات المصورة (الإنفوجرافيك) تساعد الجمهورَ المستهدف على الحصول على المعلومات التي يبحثون عنها بصورة أسرع. تحتاج إلى إشغال العملاء بوصف المنتجات لتحفيزهم على شراء منتجاتك، وهو ما يسمى "خطة التسويق الإستراتيجية". ما هي ملامح وصف المنتجات الجيد؟ لا شك بأن وصف المنتجات المكتوب بطريقة جيدة عنصرٌ مهم في أي خطة تسويق إستراتيجية، لذا يجب إدراج وصف المنتج في برنامج تسويق المشروع التجاري، كما يجب أن يصبح جزءًا من الأهداف العامة والأساليب التسويقية للمشروع. وفيما يلي مجموعة من النصائح لإبراز وصف منتجاتك والمساعدة على تحقيق أهدافك التسويقية. اعرف جمهورك المستهدف يُعَد تحديد الجمهور مرحلةً ضروريةً من الإستراتيجية التسويقية قبل البدء بكتابة وصف المنتجات. تساعد الأسئلة التالية على تحديد الجمهور المستهدف: كيف يعثر الأشخاص أو الشركات على صفحة التجارة الإلكترونية الخاصة بك؟ ما هي اهتماماتهم؟ ما الذي يجذبهم في متجرك الإلكتروني؟ كيف يصف العملاء أو الشركات منتجَك للأصدقاء؟ ما هي خصائص المنتج الأكثر جذبًا للأشخاص أو الشركات؟ من الأمثلة على التسويق الإستراتيجي الناجح منتجات مصابيح ملح الهيمالايا الطبيعي من موقع The Salt Lady، التي يتجلى فيها الإدراك الحقيقي لجمهورهم المستهدف، ويتضح ذلك من وصف منتجاتهم. في الصورة وصف لمنتجات مصابيح ملح الهيمالايا من موقع The Salt Lady. يركز الوصف على جميع الميزات والفوائد الصحية التي تتمتع بها هذه المصابيح، والتي تجذب الجمهور المستهدف، مع ذكر الأبعاد المادية، بالإضافة إلى نصائح حول الاستخدام الأمثل. يستهدف التسويق الإستراتيجي لهذه المنتجات الأشخاصَ الذين يبحثون عن نوم أكثر راحة، وذلك من خلال تحسين أسلوب الحياة من جميع النواحي؛ كما يتضمن جمهورهم المستهدف الأشخاصَ الذين يرغبون بتخفيف الصداع والقلق الناجمَين عن استخدام المنتجات الإلكترونية في الحياة اليومية. أجرى أصحاب منصة The Salt Lady أبحاثهم وطوروا إستراتيجيةً تسويقيةً تراعي الخصائص التي تهمّ شخصية المشتري لجمهورهم. يعني ذلك أنه يتعين عليك تركيز الاهتمام على فوائد منتجك. توضح النصيحة التالية كيفية تحقيق ذلك واكتساب ميزة تنافسية في عملية التسويق. ركز على فوائد المنتج يعتقد الكثير من أصحاب المشاريع التجارية أن منتجاتهم تتفوق بخصائصها على جميع المنتجات الأخرى في السوق. صحيح أن خصائص المنتج هي المفتاح لكتابة وصفه، لكن يجب أن يعرف المشتري ما الذي يمكن أن يقدمه المنتج له عمليًا. قد تكون لديك أحدث الخصائص وأعلاها جودةً، لكنها مجرد تفاصيل غير مهمة بالنسبة لمعظم العملاء، إذ يهتم العملاء بما يمكن أن يقدمه المنتج لهم، لذا يجب وصف ما يفعله المنتج بدلًا من ذكر مواصفاته. سواء كان المنتج يتعلق بتوفير الراحة، أو الأناقة، أو الملحقات المساعِدة، فلا بد أن تكون هناك غاية من شراء هذا المنتج، ولا تكون الخصائص الفردية للمنتج ذات أهمية إلا بقدر ما تقدّمه من قيمة فعلية للمشتري. يشتري العملاء المنتجات من أجل الفوائد التي تقدمها، لذا فإن الوصف الجيد يجب أن يراعي التوازن الصحيح بين الخصائص والفوائد الفعلية. في المثال التالي لإحدى إستراتيجيات التسويق، قد يكون وصف المنتج طويلًا بعض الشيء، لكنه يدمج بين الفوائد والخصائص بطريقة مثالية. يوضح هذا الوصف كيف أن المنتج (وهو منظِّف حمض الجليكوليك) عبارة عن مقشر فعال، وكيف يزيل الأوساخ والزيوت وآثار مساحيق التجميل. هذه هي أهم الأمور التي يريد الجمهور المستهدف سماعها، والتي لا يمكن التقليل من أهمية أي منها. يتضمن وصف المنتج تعريفًا بالمادة الفعالة وآلية عملها مع ذكر فوائدها الفعلية للبشرة والتأكيد على تقييمها من قبل المختصين، وهو بذلك يستوفي جميع النواحي المطلوبة. اجعل أوصاف المنتجات قابلة للقراءة السريعة وجدت دراسة حول سهولة استخدام الويب أن 16% فقط من الناس يقرؤون المحتوى كلمةً بكلمة، مقابل 79% يُجرون مسحًا سريعًا للصفحة. بعد أن أنفقتَ المال والوقت في إنشاء المحتوى، لا بد أنك بحاجة لاستهداف هؤلاء الـ 79%، وهم عبارة عن أشخاص يبحثون عن معلومات محددة بأقصر وقت ممكن؛ لذلك ينبغي مراعاة ما يلي في وصف المنتجات: استخدام جمل قصيرة: لستَ بصدد كتابة ورقة بحثية، لذا يجب أن يكون الوصف مختصرًا وسهل القراءة. استخدام النقاط: اختر الفوائد التي ترغب بإبرازها ورتبها حسب الأهمية، فهذا يضمن اطلاع القرّاء على الفوائد الأساسية قبل الانتقال إلى مكان آخر. استخدام المساحة البيضاء: لا يفضل الكثير من الناس قراءة فقرات نصية طويلة، لذا يجب الاهتمام بتخطيط الصفحة واستخدام المساحات البيضاء. إضافة مقاطع فيديو قصيرة للمنتج: أظهرت الدراسات أن نسبة 7 من كل 10 أشخاص يرون العلامات التجارية أفضل بعد مشاهدة مقاطع فيديو للمنتجات. تساعد هذه الطريقة على تقليل كمية الكتابة النصية وإيصال معلومات كثيرة خلال دقائق قليلة. عزز المصداقية من خلال الدليل الاجتماعي يزداد احتمال شراء الناس للمنتجات إذا أوصى بها صديق أو قريب لهم أو أحد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر بسيط نسبيًا في التسوق التقليدي، لكنه يصبح أكثر تعقيدًا في التسوق عبر الإنترنت. تنص المجلة الدولية لإدارة المعلومات على أن التوصية بالمنتجات عبر الإنترنت OPR تساعد على تحسين تجربة التسوق للعملاء. يساعد ذلك أيضًا على تشجيع بناء علاقات طويلة الأمد. عندما يكون المستهلك في حيرة من أمره حيال ما يشتريه، فمن المرجح أن يختار المنتج بناءً على عدد المراجعات الإيجابية، وقد أظهرت دراسة حديثة أن الناس يقرؤون وسطيًا عشر مراجعات -سواءً على صفحة المنتج أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي- قبل أن يقرروا شراء المنتج من متجر إلكتروني؛ كما بينت هذه الدراسة أن 73% من الناس يهتمون بالمراجعات التي أضيفت في الشهر الأخير فقط. احرص على السماح للمشترين بترك مراجعاتهم عند وضع خطةً للتسويق ووصف المنتجات، إذ ينعكس تأثير ذلك على المشترين اللاحقين. وفيما يلي العناصر التي يجب إضافتها في وصف المنتجات. شجع المشترين على كتابة مراجعاتهم. كلما ازداد عدد المراجعات المضافة، كانت هذه المراجعات أكثر موثوقية. احرص على توثيق المراجعات لإثبات مصداقيتها، ويمكن التحقق من المراجعات الحقيقية من خلال موقع Fakespot.com. عدد النجوم التي حصلتَ عليها مؤشرٌ مهم يعكس مدى رضا العملاء عن منتجك. خاتمة وصف المنتجات هو واحد من العناصر المهمة جدًا لزيادة المبيعات عند إعداده بطريقة صحيحة؛ وذلك من خلال معرفة الجمهور المستهدف، والتركيز على الفوائد العملية للمنتج، وتخطيط الصفحة بما يسمح بالقراءة السريعة، والتمكين من إضافة المراجعات لمعرفة تقييم الناس الذين سبق أن اشتروا المنتجات. يمكنك أيضًا الاستعانة بخبراء التسويق للحصول على مساعدة بشأن كيفية إعداد وصف منتجات ناجح يرقى بسويّة عملك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Expert Strategic Marketing Tips to Increase Conversions With Your Product Descriptions لصاحبته Katrina McKinnon. اقرأ أيضًا نصائح لتطوير صفحات المنتج في متجرك الإلكتروني تبني المنتج: الطريق إلى إقبال العملاء على منتجك كل ما يجب أن تعرفه عن أنواع المنتجات وإدارة تطويرها كيفية عمل مواقع الويب ذات معدل التحويل العالي
  19. في عام 2001، اجتمع ثلاثة أصدقاء في إدنبرغ Edinburgh ليتشاركوا اقتراحاتهم عن مشروع يعملون عليه معًا، وقد أعدّ كلٌّ منهم مجموعة أفكار ليصوتوا عليها ويختاروا الفكرة الأفضل، لكن واحدًا منهم فقط كان قد أعدَّ نموذجًا أوليًا لفكرته. شارك غاريث ويليامز Gareth Williams مع أصدقائه ملف إكسل كان قد أعده ليساعده على إيجاد رحلات طيران رخيصة، مما حمَّس الجميع مباشرةً لفكرته المتمثلة في إنشاء موقع ويب للبحث عن رحلات طيران؛ وفي عام 2002 صدرت النسخة الأولى من موقع سكاي سكانر Skyscanner لحجوزات الطيران. لا تقتصر أهمية إعداد النماذج الأولية prototypes على إقناع المستثمرين وشركاء المشروع بالفكرة، بل تستخدَم هذه النماذج أيضًا في مرحلة التطوير للمساعدة على التخطيط وتقييم المنتج واختباره قبل إنفاق الكثير من المال والوقت. لكن كيف يتم إعداد هذه النماذج؟ هذا ما سنتحدث عنه فيما يلي. ما هو النموذج الأولي ولماذا نحتاج إليه؟ في مجال تصميم البرمجيات، يُعَد النموذج الأولي عبارة عن تصميم أولي للمنتج يمكن أن يتفاعل معه المستخدمون. تكون النماذج الأولية غير مبرمجة بعد، لكن يمكن استعراضها من خلال أدوات معينة للتنقل بين الشاشات ومحاكاة تجربة المستخدم النهائي. تسمح النمذجة الأولية بتوفير الوقت والمال في مرحلة التطوير، لأنها تساعد على اكتشاف المشاكل التي تعيق سهولة الاستخدام في مرحلة مبكرة وتحسين التصميم قبل مرحلة بناء المنتج. والآن لماذا نحتاج إلى نماذج أولية؟ من أجل طرح الأفكار: تُعَد النماذج الأولية طريقةً سهلةً لتجربة الأفكار المختلفة والتعبير عنها ضمن فريق التصميم. من أجل جذب الأطراف المعنية: كما قال غاريث ويليامز مؤسس منصة سكاي سكانر: "إذا كان بوسعك أن تُري الآخرين بعينهم ما الذي تريد القيام به عندما تريد منهم المساعدة في ذلك، فسيكون موقفك أقوى بكثير مقارنةً بأن تحاول فعل ذلك من خلال الكتابة أو الشرح". من أجل التواصل بين فريق التصميم وفريق الهندسة: تساعد النماذج الأولية على تقليل الشكوك التي قد تنتاب المطورين عند تقديم التصميم إليهم. من أجل تحديد المشاكل التي تعيق سهولة الاستخدام: النموذج الأولي القابل للنقر عليه يسمح للمصممين بمراقبة تفاعلات المستخدم النهائي قبل كتابة أي سطر من الأكواد؛ أما بالنسبة للمستخدمين، فالنماذج الأولية تبدو لهم بنفس مظهر المنتج النهائي وبنفس انطباعه، لذا فإن تفاعلاتهم تكون طبيعية وأقرب ما يمكن إلى طريقة تفاعلهم في الواقع. هناك الكثير من الالتباس حول ماهية النموذج الأولي وتمييزه عن غيره من المفاهيم المستخدَمة لأغراض مشابهة، مثل النماذج المُحاكية mockups والرسوم التخطيطية wireframes ونموذج إثبات المفاهيم proof of concept. لنشرح الفروقات بين هذه المصطلحات فيما يلي: الفرق بين نموذج إثبات المفاهيم PoC والنموذج الأولي prototype ونموذج الحد الأدنى القابل للتطبيق MVP نموذج إثبات المفاهيم PoC هو التمثيل الأبسط والأقل تكلفةًً الذي يمكنك إنشاؤه للمنتج، والغرض منه هو التحقق من الجدوى التقنية لفكرة المنتج. يمكن أن يكون نموذج إثبات المفاهيم على شكل عرض تقديمي أو مقطع فيديو أو رسم بياني أو شكل أولي للوظيفة، أو أي شيء يوضح لصنّاع القرار إمكانية وضرورة تنفيذ ذلك، مع توضيح النطاق والتقنيات اللازمة للمشروع في معظم الأحيان. نموذج الحد الأدنى القابل للتطبيق MVP يمثل قفزةً نوعيةً قياسًا بنموذج إثبات المفاهيم، فهو يُعَد نسخةً مبكرةً من المنتج ذات ميزات أصغرية، ويهدف إلى معرفة كيفية قبول الجمهور للمنتج، وغالبًا ما يجري إصداره للجمهور من أجل الاختبار وجمع الآراء. النموذج الأولي prototype يُعَد مرحلةً وسطيةً بين النموذجين السابقين، وهو عملي أكثر من نموذج إثبات المفاهيم PoC كما أنه أكثر تفصيلًا منه، لكنه يركز فقط على التصميم دون أن يحتوي فعليًا على أية ميزة، خلافًا لنموذج الحد الأدنى القابل للتطبيق MVP. لمحة عامة توضح الفرق بين نموذج إثبات المفاهيم PoC والنموذج الأولي prototype ونموذج الحد الأدنى القابل للتطبيق MVP. الفرق بين الرسم التخطيطي Wireframe والنموذج المحاكي Mockup والنموذج الأولي prototype الرسوم التخطيطية والنماذج المحاكية هي عبارة عن إصدارات مختلفة للنماذج الأولية. توضيح الفرق بين الرسوم التخطيطية والنماذج المحاكية والنماذج الأولية عالية الدقة. الرسوم التخطيطية Wireframes هي الخطوط العريضة للتصميم، وهي توضح مكان المحتوى والأزرار والنص وما إلى ذلك. ويمكن إنشاء الرسم التخطيطي يدويًا أو باستخدام أدوات خاصة. تمثل الرسوم التخطيطية الهيكل الأساسي لواجهة المستخدم دون الخوض في التفاصيل، وهي بذلك تسمح للمصممين بتعديل العناصر ومواضعها بسرعة. ويُعَد الرسم التخطيطي هو الخطوة الأولى في عملية التصميم بعد جمع المعلومات، ويعمل على إنشائها عادةً فريق تجربة المستخدم. النماذج المحاكية Mockups هي عبارة عن إصدارات متقدمة للرسوم تخطيطية تم ملؤها بالمحتوى من شعارات وصور ونص حقيقي، ينشؤها مصممو واجهة المستخدم، ويكونون على معرفة مسبقة بالألوان والمسميات والخطوط التي من المرجح اعتمادها في المنتج النهائي. في الأخير، الشكل النهائي للنماذج الأولية هو النموذج الأولي الوظيفي القابل للعمل عليه، وهو إصدار قابل للنقر من النموذج المحاكي، قادر على محاكاة تجربة المستخدم الحقيقية إلى حدٍّ بعيد، وله أنواع مختلفة أيضًا: نموذج أولي للجدوى: يستخدم لمعرفة أفضل تقنية تناسب فكرة المنتَج من أجل تجنب المجازفة. نموذج أولي عالي الدقة hi-fi: يستخدم لجمع بيانات أداء المستخدم (مستوى الرضا، عدد المشاكل في كل جلسة، إلخ). نموذج أولي ببيانات حية: عندما تملأ النموذج الأولي ببيانات حقيقية بدلًا من بيانات العينة لجعل بيئة الاختبار صعبة التنبؤ بها. ربما تشعر الآن أن تمييز هذه الأنواع عن بعضها بات أكثر صعوبة، لكن لا بأس، فكل مؤسسة تختار المفاهيم التي تناسبها ولا تلتزم كثيرًا بالمسميات. ولحسن الحظ، مهما كان نوع النموذج الأولي الذي تريد تصميمه، يمكنك تطبيق أي من المناهج التالية لإنشائه. مناهج إعداد النماذج الأولية كما هو الحال في إنشاء البرمجيات، هناك طرائق مختلفة لإنشاء النماذج الأولية. نبين فيما يلي بعض هذه الطرائق ومتى يمكن استخدام كل منها. النمذجة الأولية سريعة الإقصاء كما يشير الاسم، يكون النموذج الأولي هنا صالحًا للاستخدام لفترة قصيرة، مثلًا لدورة تطوير واحدة فقط، وخلال هذه الفترة يخضع هذا النموذج لبضعة دورات من التعديل والاختبار، وفي النهاية يُحال إلى التخلص منه. على سبيل المثال، النماذج الأولية الورقية تُعَد من النمط سريع الإقصاء، فبعد أن يقبل بها جميع الأطراف، يحين وقت بناء نموذج أولي جديد. تساعد النماذج الأولية سريعة الإقصاء على جمع ملاحظات المستخدمين المبدئيين، التي تستخدم لاحقًا لإنشاء نموذج أولي وظيفي. النمذجة الأولية التطورية هذه هي المنهجية الأقرب للوصول إلى النموذج الأولي المطلوب، وتتضمن إنشاء نموذج أولي ثم تقديمه إلى المستخدمين وجمع ملاحظاتهم، ثم إدخال تحسينات على النموذج بناءً على تلك الملاحظات وعرضه على المستخدمين مرةً أخرى، وتكرار ذلك عدة مرات إلى حين الوصول إلى نموذج أولي يحظى بالقبول التام للمستخدمين. بهذه الطريقة يتطور النموذج الأولي وصولًا إلى نسخته النهائية. تضمن هذه المنهجية أن يلبي المنتج النهائي متطلبات المستخدم باحتمال كبير، لأن المستخدمين يشاركون في عملية إنشائه بطريقة فعالة. النمذجة الأولية التجميعية تُستخدم هذه المنهجية عادةً لمنتجات المؤسسات الكبيرة، وتتضمن تجزئة المنتج إلى عدة أجزاء وإنشاء نموذج أولي لكل جزء على حدة. يجري اختبار كل نموذج أولي بشكل منفصل ويتم تحسينه قبل دمج النماذج الأولية الجزئية معًا لتشكيل النموذج الأولي المتكامل. ولضمان ملاءمة جميع الأجزاء لبعضها من ناحية المظهر والانطباع، يجب إعداد دليل إرشادي يوضح الأسلوب المتبع مسبقًا. تتميز هذه المنهجية بتوفير الوقت اللازم لإعداد النماذج الأولية، لأنها تسمح بالعمل على أجزاء مختلفة من المنظومة بالتزامن. النمذجة الأولية الفائقة تُستخدم هذه المنهجية تحديدًا في تطوير الويب، وتُقسَم إلى ثلاث مراحل وفقًا للطبقات الثلاثة لتطبيق الويب: بناء رسوم تخطيطية ثابتة بلغة HTML من أجل طبقة العرض. تحويل الرسوم التخطيطية بلغة HTML إلى نموذج أولي وظيفي من خلال ربطها بخدمات محاكية. تطبيق الخدمات على النسخة النهائية من النموذج الأولي. تسمح النمذجة الأولية الفائقة بعرض النموذج الأولي على المستخدمين في كل مستوى. لا تنشغل كثيرًا بالتصنيف، بل استغل هذه المنهجيات لصالحك. سنتحدث فيما يلي عن الخطوات الرئيسية لإعداد النماذج الأولية، بغض النظر عن المنهجية المتبعة. مراحل إعداد النماذج الأولية يُعَد إنشاء النماذج الأولية عملًا تصميميًا، لذا يمكن التعامل معه مثل أي مشروع تصميم آخر، وذلك ابتداءً من جمع المعلومات حول ما يجب أن يتضمنه التصميم، وصولًا إلى اختبار مدى جودة تلبية التصميم النهائي لمتطلبات المستخدم. لنوضح المزيد من التفاصيل والنصائح فيما يلي. مراحل إنشاء النماذج الأولية. المرحلة الأولى: جمع المتطلبات في مجال تطوير الويب، تتمثل المتطلبات بالأهداف والاحتياجات التي يجب أن يلبيها المنتج، وتُقسم هذه المتطلبات إلى متطلبات وظيفية (ميزات المنتج) ومتطلبات غير وظيفية (أداء المنظومة). عادةً ما يُبنى النموذج الأولي على أساس المتطلبات الوظيفية، والتي تُجمَع بطرائق مختلفة: المقابلات: وتتضمن اجتماع محلل البيانات (وهو الشخص المسؤول مباشرةً عن توثيق المتطلبات) مع واحد أو أكثر من الأطراف المعنية والمستخدمين النهائيين من أجل إجراء مقابلة. قد يطرح محلل البيانات أسئلةً حول عمل الشخص الذي يُجري معه مقابلة، ومهامه، والمشكلات الشائعة التي يواجهها؛ كما قد يسأله عن كيفية تخطيه لهذه المشكلات حاليًا، وما الأدوات التي يستخدمها وكيف يستخدمها. غالبًا ما يجري تسجيل المقابلات وتفريغ محتواها كتابيًا، لكي يتسنى لبقية أعضاء الفريق معرفة كافة التفاصيل دون تفويت أيٍّ منها. قد تكون المقابلة الجماعية خيارًا جيدًا، نظرًا لأن الأسئلة المطروحة قد تثير المزيد من النقاشات، ويجب أن يدوِّن محلل البيانات المشكلات التي يتفق الجميع عليها. الاستبيانات: تُستخدم الاستقصاءات والاستبيانات عندما يكون المستخدمون والأطراف المعنية مقيمون في مناطق متباعدة جغرافيًا، مع الحاجة للوصول إلى العشرات أو المئات منهم في عملية مسح واحدة. ويتطلب إنشاء استبيان جيد بحد ذاته مهارةً كبيرة، كما يجب أن يكون الاستبيان مختصرًا قدر الإمكان، مع ضمان القدرة على تحليل نتائجه. يمكنك البدء بتحديد القرارات التي ستتخذها بناءً على الإجابات التي ستحصل عليها، بعدها حدد عدد الإجابات التي ستحتاج إليها لاتخاذ القرار، كأن تقرر أنه إذا أبدى 15% على الأقل من المشاركين بالاستبيان اهتمامهم بميزة معينة، فسوف تضيف هذه الميزة إلى وثيقة المتطلبات. ملاحظات المستخدم: كما هو الحال في المقابلات، يجتمع محلل البيانات مع أحد المستخدمين في جلسة، لكنه في هذه المرة يتولى مراقبة أداء المستخدم لمهمة ما، حيث يُطلَب من المستخدم أن يؤدي المهمة بالطريقة التي ينفذها بها عادةً، ويسجل المحلل كل حدث بدقة، وفي بعض الأحيان يحدد عمليات معينة. يمكن في عملية جمع ملاحظات المستخدم أن تستعمَل تسجيلات الشاشة والفيديو أيضًا. مع ذلك، يمكن أن يتصرف المستخدم بطريقة غير طبيعية تحت المراقبة، وغالبًا ما يتطلب الأمر العديد من الجلسات من أجل التقاط جميع التفاصيل. بعد جمع المعلومات من المستخدمين والأطراف المعنية، يراجع الأعضاء المسؤولون جميع التسجيلات ويختارون المتطلبات الأكثر تكرارًا، وتمثل هذه المرحلة انطلاقةً ممتازةً لإعداد النموذج الأولي. المرحلة الثانية: إعداد تصميم سريع تتضمن هذه المرحلة إنشاء أبسط نسخة من النموذج الأولي (الرسوم التخطيطية والنماذج المحاكية)، وهناك عدة طرائق لتصميم واجهة المستخدم UI: الرسم: يمكنك الرسم على دفتر أو على لوح أبيض موجود في المكتب أو رقميًا، وذلك باستخدام أدوات رسم أو خرائط ذهنية على الإنترنت. يُعَد الرسم أسرع طريقة لتمثيل أفكار واجهة المستخدم، وهو تمثيل مؤقت لتحسين الأفكار، لكنه ليس أفضل طريقة للتصميم، فهناك طرائق أكثر فعالية، ومع ذلك يبقى الرسم أنسب طريقة لتبادل الأفكار بسرعة. الأدوات المستخدمة: Miro، Diagrams.net، Sketch.io، أدوات الرسم المادية. النماذج الورقية: وهي طريقة قديمة ولكنها مفضلة لدى المصممين، فالنماذج الأولية الورقية رخيصة الثمن ويمكن لأي شخص صنعها، كما أنها نشاط مثالي عندما يتعاون الفريق على إنجازه. تأخذ النماذج الأولية الورقية عادةً شكل رسوم تخطيطية، وتتضمن استخدام الطي والتمرير بالإضافة إلى تعدد الطبقات. تستغرق النماذج الورقية المعقدة وقتًا لإنجازها، ومع ذلك فالنتائج تكون تقريبية، مما يُشعِر المستخدمين بأريحية البوح بانتقاداتهم. الأدوات المستخدمة: printable prototype templates phone stencils أدوات الرسم المادية. مقطع يوتيوب توضيحي: أمثلة على تمرير العناصر في نموذج أولي ورقي. من الأفضل تأجيل كل أشكال التصميم الجاد إلى المرحلة التالية. المرحلة الثالثة: تطوير النموذج الأولي استنادًا إلى المتطلبات المسجلة والرسوم التخطيطية التقريبية، يبدأ تصميم نموذج أولي فعلي، والذي قد يتخذ أشكالًا عديدةً كما ذكرنا سابقًا، لكن الغاية تبقى واحدة وهي إنشاء منتج تفاعلي عالي الدقة مصمم بجودة عالية، لذا من الممكن تخطي بعض أشكال النماذج الأولية إذا لم تكن ضرورية. على أية حال، لنتعرف لماذا ومتى نستخدم كل شكل من أشكال النماذج الأولية. الرسوم التخطيطية القابلة للنقر: يتم إنشاؤها من خلال برمجيات الرسم التخطيطي، ويمكن استخدامها في اختبارات المحاكاة وسهولة الاستخدام. يمكن رفع الرسومات والنماذج الورقية التي أُعِدَّت مسبقًا إلى برنامج الرسم التخطيطي من أجل ربط الشاشات وإنشاء جميع العناصر رقميًا لتبدو بمظهر أفضل. ورغم أن إنشاء هذا النوع من النماذج الأولية سهل وسريع الإعداد، إلا أنه قد يتطلب الشرح والتوضيح، فقد لا يدرك المستخدمون أن هذا ليس هو الشكل النهائي. الأدوات المستخدمة: مايكروسوفت باوربوينت، Balsamiq و Figma و Justinmind و Lucidchart و Mockflow وغيرها. متى تُستخدَم؟ تستخدم الرسوم التخطيطية القابلة للنقر في المراحل المبكرة، عندما يتطلب الأمر اختبار إصدارات مختلفة من التصميم قبل اعتماد أحدها. النماذج المحاكية Mockups: وهي عبارة عن صور ثابتة لكن أكثر واقعية للمنتج النهائي، تسمح بتطبيق متطلبات الأطراف المعنية فيما يتعلق بالعلامة التجارية والألوان والخطوط والأيقونات والعناصر الأخرى. لا تحظى النماذج المحاكية بشعبية كبيرة، لأن الكثير من المصممين يقررون عدم إضاعة الوقت عليها والانتقال مباشرةً إلى إنشاء نماذج أولية عالية الدقة على أساس الرسوم التخطيطية، ومع ذلك فإن النماذج المحاكية مهمة جدًا لدراسة الانطباع العاطفي واختبار العناصر المرئية المهمة. الأدوات المستخدمة: InVision، Sketch، Figma، Adobe XD، Framer. متى تستخدَم؟ تستخدم النماذج المحاكية في التسويق والعروض التقديمية لربط الأطراف المعنية بالمنتج عاطفيًا قبل إنشاء النموذج الأولي. إنشاء نموذج مُحاكٍ النماذج الأولية عالية الدقة: وهي التمثيل الأقرب للمنتج النهائي، وتسمح باختبار كيفية تفاعل الناس مع كل من العناصر المرئية للمنتج ومسار المستخدم، كما أنها الطريقة الوحيدة لاختبار الرسوم المتحركة والانتقالات والتفاعلات الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن النموذج الأولي عالي الدقة يعطي الفريق فكرةً جيدةً عن الوقت والجهد اللازمين للتطبيق الفعلي للمنتج، لكنه من ناحية أخرى أصعب إنشاءً ويتطلب وقتًا أطول، كما أن إجراء إصلاحات عليه يستغرق وقتًا أطول مقارنةً بالرسوم التخطيطية. بالنسبة لإمكانية إجراء محاكاة في هذا النموذج الأولي فهي عالية جدًا، وذلك باستخدام بعض الأدوات التي تسمح بالوصول إلى بيانات حية أو حتى برمجة بسيطة. الأدوات المستخدمة: Proto.io، Figma، Flinto، Framer، Principle، Invision. متى تُستخدَم؟ تمثل النمذجة الأولية عالية الدقة المرحلة الأخيرة من التصميم، وتُجرى مباشرةً قبل الشروع بمرحلة التطوير من أجل تقييم سهولة استخدام المنتج، كما أنها وسيلة مساعدة لا يمكن الاستغناء عنها عند تقديم العروض والشروحات. يُنصح بعدم البدء بهندسة المنتج قبل إتمام إعداد النموذج الأولي والموافقة عليه، مما يساعد على تجنب الكثير من المشكلات اللاحقة غير المتوقعة. مقطع يوتيوب توضيحي: مثال عن نموذج أولي تفاعلي عالي الدقة المرحلة الرابعة: اختبار النموذج الأولي وتحسينه سواءً قررت الاكتفاء برسوم تخطيطية أو إعداد نموذج أولي نهائي، فإن الخطوة التالية هي عرض النموذج الأولي على الأطراف المعنية والمستخدمين لأخذ آرائهم. ومن أجل تحقيق ذلك، تحتاج إلى التواصل معهم عبر الإنترنت أو على أرض الواقع ليستخدموا النموذج الأولي. عند تقديم النموذج الأولي إلى المستخدم، يُطلب منه إنجاز مهمة عبره دون إعطائه الكثير من التعليمات حول كيفية أداء ذلك، ويجري تسجيل جميع الإجراءات والنقرات وحتى أحيانًا تتبُّع العينين، مع إيلاء اهتمام خاص بأي مشكلات أو حالات خروج عن المسار المتوقع للمستخدم. يُطلب عادةً من المستخدم أن يتحدث بصوت مسموع عن أي أفكار أو تعليقات أو التباسات يواجهها أثناء الاستخدام. يمكن إجراء ذلك وجهًا لوجه أو عبر مكالمة فيديو أو حتى بدون التواصل المباشر مع المستخدم. تتيح لك منصات اختبار المستخدم مثل Maze أو Lookback أو UserTesting إمكانية نشر نموذجك الأولي عبر الإنترنت، لتعمل هذه الأدوات على جمع البيانات اللازمة عن النقرات ومسارات المستخدم والأنماط. تقرير اختبار المستخدم موضحًا الأداء الوظيفي. كما هو الحال في المقابلات، توجَّه نتائج جلسات تقييم المستخدمين إلى جميع الأشخاص المسؤولين عن التحليل، ثم يجتمع الفريق ليقرر ما إذا كان النموذج الأولي بحاجة إلى المزيد من التحسينات (وعادةً يكون بحاجة لذلك)، ثم يبدأ بالتخطيط لمهمات إعادة التصميم، وتتكرر الدورة. الشركة وحدها هي من تقرر أن التحسينات أصبحت كافية وأن النموذج الأولي جاهز، لأن التحسينات والتغييرات لا تنتهي بطبيعة الحال. المرحلة الخامسة: تنفيذ المنتج يُعرَض النموذج الأولي المتفق عليه على فريق الهندسة لتبدأ بذلك عملية التطوير الطويلة والمعقدة، لكن دور فريق تجربة المستخدم UX وواجهة المستخدم UI لا ينتهي هنا، فوفقًا لمنهجية أجايل للتطوير، يجب اختبار كل جزء من المنظومة دوريًا وتكراره من أجل التحقق من سهولة استخدام المنتج الوظيفي الحقيقي، وهذا الاختبار يأتي بعد مقابلات وممارسات تقييم شبيهة بتلك التي تجرى أثناء النمذجة الأولية. بعد إطلاق المنتج، تستمر مراقبة سهولة الاستخدام واختبارها دوريًا، خصوصًا قبل طرح ميزات جديدة. وفي حال اتخاذ قرار بإجراء إعادة تصميم بعد بضع سنوات، فقد يتطلب ذلك إنشاء نموذج أولي مرةً أخرى. الخلاصة النموذج الأولي هو القناة التي تمر عبرها الفكرة، فليس هناك وسيلة للتعبير للآخرين عن المنتج الذي في مخيلتك أفضل من بناء نموذج يحاكيه. من ناحية أخرى فإن النموذج الأولي يُعَد دليلًا تأكيديًا على أنك لا تتحدث عن عبث بل تعرف فكرتك جيدًا، نظرًا لأنك قد أعددتَ نموذجًا تمهيديًا يمثل بشكل تقريبي ما سيبدو عليه الشكل النهائي. يُعَد إنشاء نموذج أولي أمرًا اعتياديًا وضروريًا في عمليات تصميم المنتج وتطويره، وهو من أهم الأشياء التي عليك فعلها إذا قررت طلب تمويل من جهةٍ ما لمشروعك، إذ يتطلب ذلك عرض نموذج أولي توضيحي يمثل فكرة منتجك بشفافية ووضوح، وهو أمر مهم من أجل كسب دعم طويل الأمد من الداعمين وتعزيز الثقة لديهم. باختصار، النموذج الأولي هو المفتاح لترسيخ ثقتك بفكرتك وكسب ثقة الفريق والأطراف المعنية والمورّدين، فضلًا عن بناء منتجات رائعة دون مجازفات أو مخاطر. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Prototyping, Explained: Why and How to Build a Sample Version of a Product. اقرأ أيضًا المرحلة الرابعة في عملية التفكير التصميمي: مرحلة بناء النماذج الأولية الفوائد العملية لبناء النماذج الأولية تصميم النماذج الأولية للواجهات الرسومية: نصائح للتصاميم المتجاوبة والموجهة للأجهزة المحمولة
  20. لوحظ على الكثير من الفرق التي تدّعي أنها تعمل بمنهجية أجايل عيوبٌ جسيمة، مثل الإجراءات المقيَّدة ودورات التطوير التي لا تنتهي وانسداد مسار ضمان الجودة. وتنشأ معاناة هذه الفرق من الهوّة الكبيرة بين ما يعتقدون أنها منهجية أجايل من جهة، وما هي منهجية أجايل الحقيقية من جهةٍ أخرى. لنتحدث بالتفصيل عن الأخطاء الشائعة التي تقع بها بعض الفرق التي تطبق منهجية أجايل معيبة، مع التطرق إلى الحلول الممكنة لتحسين تقديم البرمجيات ورفع معنويات المطورين. ما هو المفهوم الصحيح لمنهجية أجايل؟ أجايل هي منهجية تسعى للمساعدة على تقديم البرمجيات بالشكل الذي ترغب به الأطراف المعنية. نشأت هذه المنهجية على أنقاض العقبات والمصاعب التي كانت تواجه نماذج التطوير السابقة، والتي كانت تنص على أن البرنامج يجب أن يكون أولًا واضح المعالم ثم تجري هندسته، بعدها يقدَّم بشكله النهائي المكتمل. كانت النماذج السابقة لأجايل تحمل مخاطر كبيرة، فعند تقديم البرنامج بشكله المكتمل، قد تكون احتياجات العميل قد تغيرت بحلول نهاية المشروع، وربما يتبين أنها لم تكن مفهومةً جيدًا عندما تم افتراضها في البداية. لكن منهجية أجايل ليست كذلك، فمن خلال إبقاء قناة التواصل مفتوحة، يمكن تغيير المتطلبات قبل هدر الوقت والجهد في تنفيذ منتج خاطئ، ويمكن تقييم التعديلات الجديدة للتحقق من ملاءمتها. يجب أن تنبع جميع عمليات وهيكليات أجايل من القيم والمبادئ التي تنص عليها اتفاقية أجايل، كما يجب الاستفسار عن سبب كل قرار تقني وكل ممارسة ودور ضمن العمل، ليكون التبرير مرتبطًا بواحد أو أكثر من هذه القيم والمبادئ. مع ذلك يمكن القول أن فرق أجايل تنفذ جميع عمليات وهيكليات أجايل دون أن تحقق مكاسب بسهولة، والقاسم المشترك بين الفرق التي تعاني من صعوبات هي أنها تنتهج منهجية أجايل من خلال ممارسات مقيَّدة وصارمة، بدلًا من أن تستفيد من المرونة التي هي السمة العامة لهذه المنهجية كما يشير اسمها. تزييف أجايل: مخاطر التقليد السطحي ربما مرّت عليك بعض المتاجر التي يدّعي أصحابها أن لديهم منتجات مطابقة للعلامات التجارية الأصلية، يتركز هؤلاء البائعون في أسواق معينة، وتفتقر متاجرهم لعلامة تجارية ذات سمعة، إلا أن ميزتهم الوحيدة هي انخفاض أسعار منتجاتهم. على سبيل المثال، من الممكن أن تشتري سماعات لاسلكية لها نفس شكل سماعات آبل ونفس حجمها ولونها، لكن عندما تستلمها تلاحظ أن التشابه ينتهي عند الناحية الشكلية والجمالية، وذلك عندما تواجه صعوبةً بربطها بأجهزتك، كما تكتشف لاحقًا أن الصوت من خلالها رديء. صحيح أن السماعات مجهولة الاسم قلدت بشكلها الخارجي سماعات آبل من خلال استنساخ مواصفاتها الخارجية لكي تزداد فرص بيعها، إلا أن مواصفاتها لم تكن فعالة بما يكفي لتعطي منتجًا مفيدًا. هناك الكثير من فرق العمل التي تقع في فخ ملاحظة شيء يفعله الآخرون ويقودهم إلى النجاح ثم محاولة تقليده، لكن بطريقة خاطئة بسبب الفهم غير المكتمل؛ لذا يمكن القول أن الاستيعاب العميق لنطاق المشكلة هو المفتاح لإيجاد حلول ملائمة. وبغياب هذا الاستيعاب، يحصل الفريق على حلول غير متوافقة بدلًا من الحلول المدروسة. عندما تسبب حلول أجايل المقلَّدة مشكلات أو نتائج عكسية، من الشائع الاعتقاد بأن "الحل يجب أن يكون صحيحًا لأننا نسخناه من أشخاص ناجحين، لذا فإن المشكلة ببساطة تكمن في عدم قدرة الأشخاص على التكيف معه مما يجعله سببًا للتباطؤ أو الضرر". وللأسف فإن هذه العقلية منتشرة جدًا رغم فظاعتها. خصائص النسخة الزائفة من منهجية أجايل يحدث تزييف أجايل عندما يطبَّق إطار عمل أجايل شكلي على تطوير البرمجيات، أي يكون هذا الإطار مشابهًا شكليًا فقط لقيم ومبادئ أجايل الحقيقية. بمعنى آخر، فإن النسخة الزائفة من منهجية أجايل هي نسخة سطحية قد تبدو مشابهة لممارسات أجايل شكليًا، لكن دون أن تراعي حقيقةً تلبية هذه المبادئ. في منهجية أجايل الزائفة، يقيم مدرب إطار عمل سكرام Scrum دورات تطوير تستغرق وقتًا معينًا وتتضمن اجتماعات خلال أيام وأوقات محددة، ويكون مالك المنتج أو ما يقابله من مسميات الإدارة هو المرجع الوحيد لكل النقاشات ضمن الفريق أو بين الفريق والأطراف المعنية، وبذلك فإن كل ما تقدمه هذه الاجتماعات من مزايا تعزيز التواصل واكتشاف الحلول يكون موجَّهًا إلى مديري الفريق؛ مما يحدّ من قدرات المطورين بدلًا من تعزيز استنباطهم لنتائج أفضل. مؤشرات الخطورة التي تدل على تزييف أجايل فيما يلي مجموعة متنوعة من الحالات القصيرة عن قصص مبرمجين مستوحاة من تجارب الحياة الواقعية، والتي قد تذكِّر المطورين الخبراء بتجارب سابقة مروا بها؛ أما المستجدين من المطورين فقد يتعين عليهم دراسة هذه القصص بعناية ليتعرفوا من خلالها على مؤشرات الخطورة. المراسم تهدف مراسم أجايل إلى تخفيف العقبات وإبقاء المشاريع على المسار الصحيح، أما في منهجية أجايل الزائفة فتتحول المراسم بحدّ ذاتها إلى عقبات، حيث تسلط الحالات القصيرة التالية الضوء على مؤشرات الخطورة التي تنبه إلى تزييف منهجية أجايل في المراسم. الاجتماعات اليومية السريعة Stand-up: حالة أجايل الزائفة الأولى: يعتمد عقد الاجتماع اليومي لمناقشة الوضع على تفرُّغ مسؤول سكرام (وقد لا يُعقَد بالأساس)، ويختلف توقيت الاجتماع حسب الظروف اليومية؛ أما موعده المسجَّل فهو للاستئناس فقط، ويُتوقَّع من المطورين أن يكونوا متاحين في أي موعد يتغير إليه توقيت الاجتماع. وفي حال لم يكن أحد المطورين متفرغًا، فيجب أن يرسل تقرير تقدمه اليومي إلى مسؤول سكرام عبر رسالة خاصة. في بعض الأحيان يُطلب توثيق رقم كل مشكلة يعمل عليها المطور أو عالجها فعليًا، رغم أنه لا أحد يهتم بنظام تتبع المشكلات أثناء اجتماع التقدم اليومي. الدرس المستفاد: الاجتماع اليومي ليس مجرد تقرير يومي يقدَّم إلى الإدارة، بل إن هذه الاجتماعات أُعِدت من أجل المطورين، لضمان عدم تعطل عمل أي مطور بسبب مشكلات يمكن تلافيها، وللتحقق من أن تسليم العمل يسير على ما يرام. والنقطة الأهم أن الاجتماعات اليومية السريعة لا يُشترط أن يديرها شخص معين، وفي حال كان هناك حاجة لتغيير موعدها، فيجب أن يكون ذلك بالتوافق. حالة أجايل الزائفة الثانية: يجب عقد اجتماع يومي ثانٍ عبر اتصال هاتفي مع فريق المطورين في الهند، لأن الفريق يحتل مكانة أعلى من الفريق المحلي في التسلسل الهرمي للشركة، رغم أن الاجتماع اليومي الأول الذي لا يشارك فيه الفريق الخارجي هو الاجتماع الوحيد الذي تصدر عنه نتائج مفيدة. الدرس المستفاد: التوتر الناجم عن تنظيم الفريق من قِبل طرف خارجي يسبب خلافات. في الحالة السابقة، لم يكن هناك أي علاقة تربط الفريقين ببعضهما، وكان التواصل بينهما يجري نتيجة الضغوطات التنظيمية الخارجية فقط، وهذا ما قد يعطي انطباعًا للمهندسين بأنهم غير مؤهلين لتنظيم أنفسهم بأنفسهم، مما يقلل من سوية أدائهم. الاجتماعات الاسترجاعية Retrospectives: حالة أجايل الزائفة: يعقَد اجتماع استرجاعي بين الحين والآخر، ويكره الجميع حضوره. يتعين على كل مطور أن يقدم تعليقًا واحدًا على الأقل عن كل حالة سارت على ما يرام أو تحتاج إلى تحسينات. تُكتب هذه البنود في جدول بيانات جوجل، لكن لا يُحال أي منها إلى نظام تتبع المشكلات ليصبح قابلًا للتنفيذ، ناهيك عن وضعها قيد العمل في دورتي التطوير التاليتين. يُنسخ جدول بيانات الاجتماع الاسترجاعي من تقرير الاجتماع السابق مع وجود عنوانين ثانويين وهما "السابق" و"الجديد" في كل تقرير؛ والتي تشير إلى بنود الاجتماع السابق والحالي، إذ تنتقل المشكلات التي كانت "جديدة" في الاجتماع السابق لتصبح مشكلات "سابقة"، رغم أنها لم تخضع للمعالجة عندما كانت جديدة. والنقاش الوحيد الذي يدور حول البنود هو التفسير الشفهي الذي يتعين على كاتب البند تقديمه. الدرس المستفاد: يجب أن ينتج عن الاجتماع الاسترجاعي بنود قابلة للتنفيذ، وفي حال الاتفاق على إجراء تغيير ما، فيجب إعداد خطة لتطبيق هذا التغيير، ويجب إدراج هذه الخطة بعد ذلك ضمن المشكلات التي يجب تتبعها. لا يمتلك أحد في هذا السيناريو صلاحية تغيير طريقة الاجتماع الاسترجاعي لتصبح أكثر ملاءمة، في حين أن بيئة عمل أجايل الحقيقية تتيح إمكانية وضع أي أمر على طاولة عمل الاجتماع الاسترجاعي، ولا يستثنى من ذلك كيفية إجراء الاجتماع الاسترجاعي بحدّ ذاته. العروض التوضيحية Demos: حالة أجايل الزائفة: نادرًا ما تجرى عروض توضيحية، وهو أمر مفسَّر نظرًا لأن الكود البرمجي نادرًا ما يتجاوز مرحلة المراجعة. وعند إجراء عروض توضيحية، فإنها تُقدَّم عادةً من الجهاز المحلي للمطوِّر أو من خادم التطوير. ليس هناك تأكيد على ما إذا كان العميل بحاجة إلى الميزة التي يعمل المطور على توضيحها، وحتى العميل لا يكون متأكدًا من ذلك، ربما سيتمكن من الإجابة عن ذلك بعد ثلاثة أيام من هذه المرحلة. الدرس المستفاد: لا شك بأن الفريق غير القادر على إجراء عروض توضيحية يعاني من مشكلة أساسية تتمثل بنقص تسليم العمل، أي أن البنود لا تصل إلى مرحلة الإنتاج. يجب أن يشرح العرض التوضيحي "ميزات يمكن استخدامها في الوقت الحالي"، ولا بأس بأن يقرر العميل لاحقًا أنه لا يريد هذه الميزة، إذ يمكن إزالتها مرةً أخرى، لكن وضعها ضمن مسار الإنتاج يتضمن بالضرورة إعداد عروض توضيحية لجمع المعلومات من خلال اختبار المستخدم والملاحظات. اجتماعات تخطيط دورة التطوير Sprint Planning: حالة أجايل الزائفة: تعقَد اجتماعات تخطيط دورة التطوير في اليوم الذي يسبق بداية دورة التطوير، وتمتد إلى اليوم الذي من المفترض أن تبدأ فيه دورة التطوير. وبالنسبة لموعد الاجتماع فهو متفق عليه سابقًا، والهدف الوحيد من الاجتماع هو أن يحدد المطورون حجم العمل اللازم لحل المشكلات بمقياس نقاط القصة story points. الأمر المثير للاهتمام هو أن المشكلات المحددة لا تضاف إلى التزامات العمل، بل تُترَك لتجد طريقها لاحقًا إلى طاولة عمل دورة التطوير دون بذل أي جهد لتحقيق ذلك. من ناحية أخرى، عندما يُطلب من الجميع تحديد رقم لتقدير نقاط القصة من وجهة نظرهم (لتقدير حجم المهام)، فإن الشخص الذي وضع الرقم الأعلى لنقاط القصة هو الوحيد الذي يتعين عليه تبرير هذا الرقم، وتكمُن المشكلة هنا عندما يكون قد وضع رقمًا مرتفعًا ليس لشيء إلا لقلة خبرته بالموضوع؛ عندها سيُرغَم المطور قليل الخبرة على تقليل حجم العمل المقدر لحل المشكلات وسيُكلَّف بإنجاز هذا العمل عقوبة ً له. وكل ما سيحصل عليه هذا المطور هو عنوان المشكلة منسوخًا من ملف الإكسل الذي كتبه مدير المشروع، ولن يحصل على أي توصيف أو توضيح آخر. الدرس المستفاد: يجب أن ينعكس التخطيط لدورة التطوير مباشرةً على دورة التطوير، وربما من الأفضل تنفيذه في مرحلة متأخرة من دورة التطوير عندما تكون المشكلات قد تجاوزت مرحلة البرمجة ونجحت باختبار ضمان الجودة. بالنسبة للقصة أعلاه. يجب أن يتضمن الاجتماع الاسترجاعي التالي مناقشة المشكلات التالية: الحاجة لتغيير جدول عمل تخطيط دورة التطوير، وذلك ربما من خلال تخصيص مزيد من الوقت في اليوم الأخير من دورة التطوير أو توزيع الوقت المطلوب على مدار دورة التطوير. العيوب التي تعالَج بطريقة غير صحيحة باعتبار أنها غير مؤثرة على نطاق العمل. تقدير الوقت أو الجهد بطريقة غير دقيقة لتشجيع الالتزام بعبء أكبر من العمل. إدراج قضايا غير مكتملة على أنها جاهزة للتنفيذ. كل من النقاط السابقة هي مشكلة تحتاج إلى مناقشتها، لكن إذا لم يبذل الفريق جهده لإصلاح هذه المشكلات، فلن يقتصر التأثير عليها، بل إن آثارها ستمتد لتترتب عليها مشاكل أخرى: ستبدأ دورات التطوير بوقت متأخر أكثر فأكثر، أو تصبح غير محددة المعالم، أو كليهما. ستكون هناك حاجة دائمة لاستمرار دورات التطوير لأوقات إضافية، أو ستتراكم العيوب غير المعالجة، أو كليهما. ستتناقص السرعة التي تقاس بنقاط القصة. لن تلبى التزامات دورة التطوير. سيتطلب الأمر معالجة المشكلات مرة ثانية، ولن يلبي العمل الغايات المطلوبة من القصة، أو كليهما. الموظفون هناك حالتين زائفتين شائعتين هنا. حالة أجايل الزائفة الأولى هي أن يكون هناك مالك المنتج، ومالك المنتج التقني، ومدير المنتج، ومدير المشروع، ومسؤول سكرام، ومدرب أجايل، والمدير التقني، ومدير الهندسة، والمهندس المعماري؛ فضلًا عن المطورين العاديين. يستغرق اجتماع الوضع اليومي 40 دقيقة، ويجب أن يقف الجميع على شكل دائرة وأن يتحدثوا من خلال هاتف مكبر صوت موصول بخدمة Webex، ليتمكن المدير المسؤول عن المشروع عن بُعد من سماع الحالة اليومية، كما يتمكن بذلك أي شخص عالق في الزحام متأخر عن العمل من حضور الاجتماع. الدرس المستفاد: العدد المثالي للفريق هو 5 إلى 7 أعضاء، ويجب ألا يكون غالبيتهم من المديرين أو أصحاب السلطة، مع التأكيد مرةً أخرى على أن الاجتماعات اليومية لا تهدف إلى تقديم تقرير عن الوضع للمديرين، ولا تتطلب عادةً أن يتكلم فيها غير المطورين. وللتأكيد، إذا تجاوز الاجتماع اليومي 15 دقيقة، فإنه يفقد قيمته للجميع، لأن الغاية منه هي تركيز الأفكار لا تشتيتها. وإذا كان الاجتماع يُعقَد في وقت لا يزال فيه الأشخاص في طريقهم إلى المكتب، فلا بد من مراجعة توقيته. حالة أجايل الزائفة الثانية: يكون المطورون موزعين بخبرتهم بالتساوي بين موظفين بدوام كامل وموظفين بعقود، وفجأةً دون سابق إنذار تُنهى عقود جميع أصحاب العقود، ورغم ذلك يُتوقع أن تبقى سرعة الفريق على حالها. الدرس المستفاد: لا يقتصر الأمر على مشاريع أجايل، لكن يجب تجنب تغيير الموظفين في مشاريع البرمجيات عمومًا، فالثقة المطلوبة داخل الفريق من أجل تنفيذ مشروع أجايل فعال تتراكم مع الزمن، وفي حال تطلَّبَ الأمر إعادة بنائها مع موظفين جدد فلا بد أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية. وفقًا لقانون بروكس Brooks's Law، فإن التأخير الناتج عن تغيير الموظفين يصبح مضاعفًا عندما يكون مشروع البرمجيات تحت ضغط زمني. المواعيد النهائية هناك حالتين زائفتين شائعتين فيما يخص المواعيد النهائية: حالة أجايل الزائفة الأولى هنا هي عندما يتم الضغط على زر الانطلاق الفعلي في دورة التطوير الحالية ضمن نظام تتبع المشكلات عند حلول اليوم الثالث من برنامج دورة التطوير، حين يُكمل مصدر هندسي واحد على الأقل مرحلة التطوير لكي يبدأ بمهمة جديدة بعد أن يتأكد من أنه لم يتبقَّ أي شيء من دورة التطوير السابقة ضمن قائمة الأعمال التي يجب القيام بها أو الجاهزة للتطوير، في الوقت الذي يكون فيه المطورون الآخرون لا يزالون يعملون على مهام دورة التطوير السابقة. وقد يضطر المطور الذي يبدأ بالعمل على مهام دورة التطوير الجديدة إلى التراجع في أي وقت إذا لم يجتَز الكود الذي تعهدَ بتسليمه مرحلةَ المراجعة بنجاح. الدرس المستفاد: يجب أن يُنهي جميع المطورين مهام التطوير في نهاية دورة التطوير، وكل أعمال تسلَّم متأخرة هي مؤشر على وجود مهام تطوير إضافية، والتي لا يمكن تخصيص وقت لها إلا من خلال تقليص نطاق دورة التطوير القادمة (تقليصًا مضاعفًا بالنسبة لدورة التطوير القادمة من أجل معالجة المشكلات الإضافية لدورة التطوير الحالية، وتقليصًا مفردًا بالنسبة للدورة اللاحقة حفاظًا على التوازن). إذا تكرر حدوث ذلك فهو مؤشر على وجود مشكلة بالالتزام بدورة التطوير أو توتر بين المطورين، وعندها يصبح تحديد نطاق دورة التطوير هدفًا أساسيًا يجب مناقشته في الاجتماع الاسترجاعي القادم. حالة أجايل الزائفة الثانية: دُمِجت الأعمال التي يجب تسليمها في دورة التطوير السابقة مع الأعمال التي يجب تسليمها في دورة التطوير الحالية، لأن فريق ضمان الجودة لم يبدأ بها بعد. ولم يُنشَر أي تحديث للمنتج منذ ثلاثة شهور. الدرس المستفاد: قد يكون تأخر فريق ضمان الجودة مؤشرًا على ثقل برنامج عمل دورات التطوير أو انخفاض جودة البرمجيات أو تراكم أعمال خط ضمان الجودة، أو توليفة من هذه الأسباب. يشير وجود عقبات أمام الإنتاج إلى وجود مشكلة في آلية التسليم المستمر إلى الإنتاج، والذي قد ينجم عن عدم اجتياز اختبار قبول المستخدم أو نقص الكوادر التي تعمل عليه، أو ربما يحدث ذلك رغم اجتياز اختبار قبول المستخدم بسبب اعتقاد مالك المنتج أن النشر ليس جاهزًا! يُعَد السعي نحو الكمال مشكلةً واقعيةً وشائعةً ضمن فرق أجايل، والعلاج الوحيد لها هو الرضا والقبول بتسليم عمل دون مستوى الكمالية إلى المستخدمين ومن ثم جمع ملاحظاتهم وإجراء تحسينات عليه. التواصل هناك أيضًا حالتي أجايل زائفتين بخصوص التواصل: حالة أجايل الزائفة الأولى: تعمل مجموعة صغيرة من مالكي المنتج ومديري سكرام على تحويل جميع عمليات التواصل من الأطراف المعنية إلى المطورين، وبذلك تصبح الأطراف المعنية مجهولة تقريبًا بالنسبة للفريق، مع عدم وجود طريقة للتواصل معهم، مما يؤدي إلى تعذر إجراء اختبارات المستخدمين (الذين يُعَدّون من ضمن الأطراف المعنية). الدرس المستفاد: يتعارض أسلوب التواصل هذا مع المبدأ الرابع من مبادئ أجايل الذي ينص على أن "أصحاب المشروع والمطورين يجب أن يعملوا على المشروع جنبًا إلى جنب يوميًا". عندما يكون مسار جميع عمليات التواصل موجهًا نحو نقطة ضيقة، فقد يتعذر التعاون مع العملاء (القيمة الثالثة من قيم أجايل). وبغياب التعاون يفوِّت الفريق فرص الاستجابة للتغيرات في احتياجات الأطراف المعنية أو تفاضيلاتهم. حالة أجايل الزائفة الثانية: فرق المحتوى المتعددة ضمن المؤسسة هي المسؤولة عن تعبئة المنصة التي يعمل المهندسون على إعدادها، وعندما لا يُملَأ المحتوى تنعدم فائدة التطبيق، ويقع اللوم على المهندسين؛ وعندما يترأس الفريق نائب جديد ويجمع الفريق ليخبرهم بتكليفه، يهمل تقصير النائب السابق ويطرد مدير الهندسة الذي يحظى بسمعة طيبة، ويبقى المحتوى مفقودًا. الدرس المستفاد: الحاجة إلى التعاون لا تقتصر على العملاء، وفي هذا المثال كان من الضروري أن يجري التواصل بين المطورين وفرق المحتوى من أجل الحد من ترددهم في نشر محتواهم ضمن النظام الجديد. بسبب عدم حدوث هذا التواصل، حدث تأجيل في توفير محتوى بالتنسيق الذي يتطلبه النظام الجديد على نطاق واسع. وقد أدت القيود الصارمة التي فُرضت على التواصل مع فرق المحتوى إلى تعذر تواصل المهندسين معهم، مما انعكس سلبًا على المشروع برمّته. العمليات التقنية حالة أجايل الزائفة هنا هي عندما يجري تغيير قاعدة البيانات المحلية للمطورين إلى آلية مختلفة عن بيئة التحضير والإنتاج. ويكون هناك مشروعان واحد منهما فقط لديه محرك لترحيل قواعد بيانات، أما المشروع الآخر فيتعين عليه توجيه جميع طلبات التغيير عبر المستشار التقني لإجراء تحديثات يدوية، لكن المستشار التقني لا يتمتع بأي خبرة بإدارة قواعد البيانات. الدرس المستفاد: التكامل المستمر والنشر المستمر CI/CD ونموذج DevOps هما عنصران أساسيان من مسار عمل أجايل، لكن يمكن أن تعرقلهما عمليات بشرية تسبب التباطؤ. بالنسبة لحالة قواعد البيانات، من الأفضل وضع شروط لترحيل البيانات قبل البدء بأي مشروع، ومع ذلك فيمكن تطبيق شروط ترحيل البيانات على أي مشروع يأتي فيما بعد، يجب أيضًا الاهتمام بشكل خاص باختيار سياسات السحابة، نظرًا لأن المطورين يحتاجون إلى تراخيص الاستخدام الفردي أو تكنولوجيا مكافئة من أجل التطوير المحلي. الخلاصة تتمثل أولويات منهجية أجايل الحقيقية بتقديم برمجيات فعالة قائمة على التواصل المستمر والقدرة على التكيف، مع الالتزام بقيم ومبادئ اتفاقية أجايل. مع ذلك فإن الكثير من الفرق تقع في فخ تزييف منهجية أجايل، وذلك من خلال تطبيق نسخ ظاهرية من ممارسات أجايل دون الالتفات إلى مبادئه الأساسية. للاستفادة من مزايا أجايل كما يجب، لا بد وأن يبدي الفريق استيعابًا عميقًا لنطاق المشكلة، وأن يوفر المناخ الملائم للمطورين لتنظيم عملهم؛ مع الحرص على التواصل الفعال، وإعطاء الأولوية لتسليم العمل والحصول على ملاحظات المستخدمين، وضمان أن تدعم العمليات التقنية استمرارية التكامل والنشر. لا بد من الالتزام بهذه المبادئ لكي تتمكن الفرق من تحقيق النجاح عبر منهجية أجايل. ترجمة -وبتصرّف- للمقال You're Doing Agile Wrong لصاحبه Bradley Momberger. اقرأ أيضًا دليل المبتدئين لمنهجية أجايل Agile دليلك إلى أشهر أطر عمل منهجية أجايل المراسم الأربعة لمنهجية أجايل Agile ceremonies ما هي إدارة المنتجات؟ ما هي إدارة المشاريع؟ تعرف على إطار عمل سكرام scrum أشهر أطر منهجية أجايل
  21. لنتعرف على كيفية كتابة قصص مستخدمين مؤثرة تعبر بقوة عن دور البرنامج في إضفاء قيمة حقيقية للمستخدم. عندما تكون بصدد توسيع ميزات منتجك، فإن تحديث البرنامج هو المفتاح لزيادة القيمة للمستخدم، وتُعَد قصة المستخدم بمثابة توضيح غير رسمي لهذه الميزات على لسان المستخدم النهائي، وهي تساعد الفرق التي تدار بمنهجية أجايل Agile Teams على فهم ما يريده المستخدم من أجل تقديم أفضل الميزات. سنتحدث عن أهم التفاصيل التي يجب مراعاتها لكتابة قصص مستخدمين فعالة ومؤثرة، مع التأكيد على أهمية التركيز على تجربة المستخدم من أجل تعزيز القيمة التي يحصل عليها المستخدم. ما هي قصة المستخدم؟ قصة المستخدم هي عبارة عن شرح غير رسمي لميزات البرنامج مكتوب من منظور المستخدم النهائي. ويجب أن تكون هذه القصص مكتوبةً بلغة غير تقنية ليعمل فريق التطوير على تحقيق سياقها. تتألف عادةً قصة المستخدم من جملة واحدة على النمط التالي: تهدف كتابة قصص المستخدمين إلى التمثيل الواقعي للقيمة التي يقدمها البرنامج للمستخدمين، بمعنى آخر فهي تعبر عن كيفية تأثير ميزات البرنامج على المستخدم النهائي؛ أما بالنسبة للمستخدم النهائي أو العميل، فليس من الضروري أن يكون مستهلكًا خارجيًا، بل من الممكن أن يكون عميلًا داخليًا أو عضوًا من فريق العمل ويستفيد من البرنامج، إذ يعتمد تعريف مستخدمك النهائي في نهاية المطاف على الهدف من ميزات البرنامج الذي تعمل على تطويره. تُعَد قصص المستخدمين عنصرًا أساسيًا في منهجية أجايل، ويمكن كتابة هذه القصص بطرائق متعددة باستخدام أوراق الملاحظات اللاصقة أو البطاقات المفهرسة، لكن تبقى الطريقة الأكثر فعاليةً لإنشاء قصص المستخدمين وتتبُّعِها هي استخدام منصات إدارة المشاريع، إذ تتيح المنصات الفعالة لإدارة المشاريع إمكانية تعديل قصص المستخدمين وتحريرها وتتبعها آنيًا، مما يوجّه الفريق نحو تقديم أفضل الميزات للمستخدم النهائي. لا ننسَ هنا أن منهجية أجايل لتطوير البرمجيات تهدف إلى إعطاء الأولوية للمستخدمين، وبالتالي فإن قصة المستخدم تساعد على ذلك من خلال تركيز الاهتمام على المستخدم النهائي. من يكتب قصص المستخدمين؟ في معظم الأحيان، فإن مالك المنتج هو الذي يكتب قصص المستخدمين اعتمادًا على أبحاث المستخدمين، ويصدرها على شكل قائمة لفريق التطوير، وتعرف هذه القائمة أيضًا بقائمة مهام المنتج. ورغم أن أي الشخص عمليًا يمكنه كتابة قصص المستخدمين، إلا أنه تقع على عاتق مدير المنتج مسؤولية ضمان إيصال جميع المعلومات التي يحتاجها فريق التطوير، من أجل تنفيذ المبادرات التي تنص عليها هذه القصص. بعد ذلك، يعمل فريق التطوير على الترجيح بين قصص المستخدمين واختيار القصص التي ستجري معالجتها أثناء اجتماع تخطيط دورة التطوير. من يستخدم قصص المستخدمين؟ تستخدَم قصص المستخدمين في أُطُر عمل سكرام Scrum وكانبان Kanban. في سكرام: تساعد قصص المستخدمين الفريق على فهم الأمور أكثر خلال تخطيط دورة التطوير. في كانبان: يجمع الفريق قصص المستخدمين من أجل إعداد قائمة المهام والعمل عليها خلال دورة التطوير. تساعد قصص المستخدمين على تحديد سياق العمل للفريق وتزوده بالتوضيحات التي يحتاجها لإدارة العمل وتسليمه وفق المواعيد النهائية. تستفيد فرق التطوير من قصص المستخدمين أثناء سير العمل أو في دورة التطوير من أجل إنجاز مهام محددة وتجنب توسع نطاق المهام. يمكن تقسيم قصص المستخدمين الطويلة إلى عدة دورات تطوير أو قوائم عمل موسَّعة epics عند الحاجة. وللتوضيح، قوائم العمل الموسعة هي عبارة عن قصص كبيرة مقسمة إلى عدة قصص صغيرة، بحيث تشكّل كل مجموعة من قوائم العمل الموسعة مهمةً كبيرةً تسمى بالمبادرة Initiative. كيف تكتب قصة مستخدم جيدة؟ تكتَب قصة المستخدم بثلاث خطوات، وهي تمثل وجهة نظر المستخدم النهائي. الخطوات الثلاثة لكتابة قصة المستخدم هي: الشخصية: أي شخصية المستخدم النهائي. الاحتياجات: الغاية التي تلبيها ميزات البرنامج في رحلة المستخدم النهائي. الهدف: الغاية التي تحققها ميزات البرنامج في تجربة المستخدم النهائي. يجب أن تتضمن قصة المستخدم هذه العناصر الثلاثة جميعها. لنتوسع أكثر بالحديث عن كلٍّ منها لتوضيح كيفية كتابة قصة مستخدم فعالة ومؤثرة. الخطوة الأولى: تحديد الشخصية حدد شخصية المستخدم النهائي من خلال تقييم الجمهور المستهدف، وفكر بالشرائح التي من الممكن أن تتأثر بميزات البرنامج. فيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على نفسك وعلى فريق العمل عند تحديد شخصية المستخدم: من هي الفئة التي نطور هذه الميزات من أجلها؟ ما هي الميزات التي يريد المستخدم النهائي رؤيتها في المنتج؟ ما هي الشريحة السكانية والنفسية التي ينتمي إليها المستخدم النهائي؟ قد تكون قصة المستخدم متعددة الشخصيات، ويعتمد ذلك على حجم الجمهور المستهدف. مثال عن الشخصيات: ريم، مديرة مشروع تقود فريق عمل مكون من 10 أعضاء. الخطوة الثانية: التعبير عن الاحتياجات في هذه الخطوة يجب أن تصف كيف يستخدم المستخدم النهائي ميزات البرنامج ولماذا يستخدمها، وهو أمر مهم جدًا ليفهم فريق العمل لماذا قد يستخدم الجمهور المستهدف هذه الميزات بالأساس. يجب مراعاة الأسئلة التالية عند تحليل نية المستخدم النهائي: ما الذي يسعى المستخدم النهائي لتحقيقه؟ كيف تساعد ميزاتُ البرنامج المستخدمَ النهائي على تحقيق غاياته؟ تجنب التركيز على الميزة بعينها، بل ركز على ما يبحث عنه المستخدم النهائي وكيف سيساعده برنامجك على تحقيق غاياته. مثال عن الاحتياجات: مساعدة فريق العمل على فهم كيف تساهم المهام الفردية في تحقيق الأهداف الكبيرة للمشروع. الخطوة الثالثة: تحديد الأهداف حدّد الأهداف من خلال النظر إلى الصورة الشاملة لإصدار البرنامج. فكّر كيف تساهم ميزات البرنامج في تحقيق الأهداف الداخلية للعمل. يمكنك طرح الأسئلة التالية للمساعدة على تحديد الأهداف: ما فائدة ميزات البرنامج؟ ما المشكلة التي تعالجها هذه الميزات؟ كيف يساهم ذلك في تحقيق الأهداف الكبرى؟ الهدف هنا هو ربط القيمة التي تقدمها ميزات البرنامج بالأهداف العامة. مثال عن الأهداف: زيادة الكفاءة من خلال إنشاء مسار واضح. أمثلة عن قصص المستخدمين لنطرح بعض الأمثلة التوضيحية لترسيخ مفهوم قصص المستخدمين في منهجية أجايل. تذكّر أن فعالية قصص المستخدمين تزداد كلما ازدادت القيمة التي تسُوقها إلى المستخدم النهائي. فيما يلي ثلاثة أمثلة عن ثلاث سيناريوهات مختلفة لقصص المستخدمين: المثال الأول لقصة مستخدم: تطوير المنتجات: بصفتي مدير منتج، أريد إيجاد طريقة تساعد أعضاء الفريق على فهم كيف تساهم المهام الفردية في تحقيق الأهداف الكبيرة للمشروع، للحث على كفاءة تنفيذ المهام. المثال الثاني لقصة مستخدم: تجربة العميل: بصفتي عميلًا متكررًا، أريد أن يتم حفظ معلوماتي لكي تكون تجربة الدفع أكثر سلاسة. المثال الثالث لقصة مستخدم: تطبيقات الجوال: بصفتي مستخدمًا متكررًا للتطبيقات، أريد طريقةً لفهم المعلومات اللازمة بأسرع شكلٍ ممكن. نلاحظ من الأمثلة الثلاثة السابقة مدى أهمية إصدار تحديثات للبرامج من منظور المستخدم النهائي. وبهذه الطريقة يجري العمل على التحديثات على ضوء معرفة أبرز اهتمامات العملاء. نصائح لكتابة قصة مستخدم فعالة بالإضافة إلى الخطوات الثلاثة المذكورة أعلاه، يجب أن تتسم قصة المستخدم بعدة سمات مختصرة في قاعدة 3Cs وقاعدة INVEST. تساعد كل من هاتين القاعدتين على رفع سوية قصة المستخدم، مما يساهم في زيادة فعالية تحديثات البرمجيات. لنبحث في كل من هاتين القاعدتين من أجل معرفة المزيد عن كيفية إعداد قصة مستخدم فعالة: قاعدة 3Cs وتتكون من ثلاث جوانب يبدأ كل منها بحرف C، وهي Card (بطاقة الوصف) وConversation (المحادثة) وConfirmation (التأكيد). تقسِم هذه القاعدة كلَّ قصة مستخدم إلى ثلاث نقاط مرجعية مختلفة، مما يجعل العملية أكثر تنظيمًا. لنشرح كلًا من الجوانب الثلاثة لتوضيح الفكرة: بطاقة الوصف: وهي عبارة عن وصف مكتوب لقصة المستخدم، يستخدَم في تخطيط دورة التطوير. يمكن الاستعانة بأدوات إدارة الأعمال من أجل إنشاء بطاقات قصة المستخدم ومشاركتها. المحادثة: وهي نقاش يدور بين العملاء والمستخدمين والمطورين حول الأولويات والحلول الممكنة لقصة المستخدم. التأكيد: الاتفاق بين الأطراف المعنية على أنه تم الوصول إلى أهداف وحلول قصة المستخدم. تساعد قاعدة 3Cs على تقسيم قصة المستخدم إلى مهام بسيطة، مما يوجه الأطراف المعنية باتجاه واضح. قاعدة INVEST وهي اختصار يجمع أوائل الحروف من السمات التالية التي يجب أن تتوفر في قصة المستخدم: Independent (مستقلة)، Negotiable (قابلة للنقاش)، Valuable (قيّمة)، Estimable (جديرة بالتقدير)، Small (صغيرة)، Testable (قابلة للاختبار). لنشرح هذه السمات بمزيدٍ من التفصيل من أجل فهم أهمية هذه المعايير في كتابة قصة مستخدم قوية: مستقلة: يجب أن تكون قصة المستخدم مستقلةً بذاتها وغير معتمدة على مهام أخرى. قابلة للنقاش: يجب أن تكون قصة المستخدم قابلةً للنقاش، أي منفتحة على الآراء المختلفة. قيّمة: يجب أن تقدّم قصة المستخدم قيمةً حقيقيةً للمستخدم النهائي، وتقرّب مدير المشروع من تحقيق الأهداف طويلة الأمد. جديرة بالتقدير: يجب أن تكون قصة المستخدم ذات أهمية لتستحق مكانها في دورة التطوير وتحوز على الأولوية في الترجيح. صغيرة: يجب أن تكون قصة المستخدم مهمةً صغيرةً يمكن إنجازها في وقت قصير. قابلة للاختبار: يجب أن تخضع قصة المستخدم لاختبارات قبول وأن تستوفي معايير القبول المحددة مسبقًا للتحقق من جودتها. احرص على كتابة قصص المستخدمين بدقة وبصيغة قابلة للتنفيذ من خلال اتباع قاعدة INVEST. مزايا كتابة قصة مستخدم دقيقة قد يظن البعض أن كتابة قصص مستخدمين فعالة هو جزءٌ ثانويٌّ من تطوير المنتج، لكنها في الواقع كفيلة بتحقيق نتائج إبداعية تنعكس على ميزات المنتج الجديد. ولا شك بأن الاهتمام بالتفاصيل هنا ضروري جدًا، فهو يضمن الاستثمار في المكان الصحيح من احتياجات المستخدم. تساعد كتابة قصة مستخدم دقيقة على تحقيق أهداف المستخدمين من خلال فوائدها التالية: إعطاء الأولوية للعملاء: تضع قصص المستخدمين المستخدم النهائي في محور النقاشات والمحادثات، التي تُعَد عنصرًا مهمًا من إطار عمل أجايل. مما يدفع فريق العمل على ترتيب أولويات احتياجات المستخدم والتركيز على كل ما يساهم بتحقيق تجربة مستخدم إيجابية. تعزيز الحلول المبتكرة: كلما تعمقت أكثر في فهم شخصية المستخدم النهائي، كانت الحلول البرمجية التي تطورها أكثر ابتكارًا، وذلك بفضل التعرف على احتياجات المستخدمين وربطها بالأهداف الداخلية للمشروع. بمعنى آخر، فإن كفاءة النتائج التي تحصل عليها تتناسب طردًا مع مدى فهمك للجمهور المستهدف. تعزيز التعاون في الفريق: إنّ تعدد أعضاء الفريق الذين يتبادلون الحديث عن قصص المستخدمين ويرجّحون أفضلها يساهم في تعزيز التعاون في بيئة العمل، مما ينوِّع من وجهات النظر ويساعد على تقديم حلول جديدة للعقبات التي تواجه سير العمل. وكلما زادت نقاشات الفريق أصبح الوصول إلى النتائج المطلوبة أكثر سهولة، فالآراء المختلفة تقود إلى مزايا كثيرة تبدأ بتعدد النتائج القابلة للقياس وتصل إلى تعزيز فهم متطلبات المنتج. يساعد تحديد مسار التحديثات بناءً على وجهة نظر المستخدم، على إرساء تجربة مستخدم متينة؛ مما يعزز من قيمة العمل ومن عملية جمع المتطلبات بصورة عامة. تعزيز القيمة من خلال تجربة المستخدم لا شك بأن إعطاء الأولوية للعملاء هو طريقة فعالة لتركيز النقاشات حول المستخدم النهائي وبالتالي تعزيز القيمة النهائية، إذ يساعد إجراء محادثات تتمحور حول تجربة المستخدم النهائي على التوصل إلى حلول أكثر ابتكارًا تحسّن من عملية تطوير المنتجات. ترجمة -وبتصرّف- للمقال User stories: 3 examples to drive user value. اقرأ أيضًا مدخل نحو شخصيات المستخدم User Personas كيفية إجراء بحث في تجربة المستخدم لتحسين مشاريعكد ما هي إدارة المنتجات؟ ما هي إدارة المشاريع؟
  22. منهجية تدفق المياه Waterfall أو كما يسميها البعض منهجية الشلال هي منهجية متسلسلة لإدارة المشاريع، تنقسم إلى مراحل مستقلة عن بعضها، ولا تبدأ كل مرحلة منها إلا بعد انتهاء المرحلة التي تسبقها. سنتحدث في هذا المقال عن مراحل منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع وكيف تساعد هذه المنهجية فريقَ العمل على تحقيق أهدافه. هناك أنواع عديدة من منهجيات إدارة المشاريع التي يمكن لمديري المشاريع الاختيار من بينها، مثل منهجية أجايل Agile وكانبان Kanban وسكرام Scrum وغيرها الكثير من العمليات التكرارية التي يمكن استخدامها لإدارة المشاريع. لكن ماذا لو كان المشروع بحاجة إلى عملية خطية أكثر؟ هنا تتجلى الحاجة لمنهجية تدفق المياه، وهي منهجية خطية لإدارة المشاريع تساعد الفريق ومديره على تحقيق أهدافهم المشتركة، كل مهمة أو مرحلة على حدة. ما هي منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع؟ منهجية تدفق المياه Waterfall هي عبارة عن منهجية متسلسلة ينقسم فيها المشروع إلى مراحل منفصلة، ولا تبدأ كل مرحلة منها إلا بعد انتهاء المرحلة التي تسبقها. تعود نشأة هذه المنهجية إلى مشاريع الصناعة والبناء، والتي تتطلب إتمام كل مرحلة قبل متابعة التقدم في عملية الإنتاج، فعلى سبيل المثال، لا يمكن بناء جدران المنزل قبل اكتمال صبّ الأساسات. ومع أن هذه المنهجية قد نشأت أولًا في قطاع الصناعة، إلا أنها تكيفت منذ ذلك الحين لتلائم احتياجات الكثير من القطاعات الأخرى، بما فيها تطوير البرمجيات. تبين الصورة التالية نموذجًا ممكنًا لمراحل إدارة مشروع بمنهجية تدفق المياه: غالبًا ما يجري تمثيل منهجية تدفق المياه على شكل مخطط انسيابي أو مخطط جانت Gantt chart، وقد سميت هذه المنهجية بمنهجية تدفق المياه لأن كل مهمة فيها تتدفق تدريجيًا لتؤدي إلى الخطوة التالية، وفي تمثيل مخطط جانت يمكننا رؤية كل المرحلة "تصبّ" في المرحلة التي تليها. المراحل الستة لمنهجية تدفق المياه Waterfall لإدارة المشاريع يمكن لجميع فرق العمل استخدام منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع، لكن فائدة هذه المنهجية تكون عظمى عند استخدامها للعمليات التي يجب أن تحدث تسلسليًا. فإذا كان المشروع يتضمن مهمات يمكن أن تجرى بالتزامن مع بعضها، فمن الأفضل اختيار منهجية أخرى مثل منهجية أجايل. فيما يلي الخطوات الستة التي يمكن اتباعها لتطبيق هذه المنهجية: 1. مرحلة المتطلبات وهي تمثل عملية التخطيط الأولية التي يجمع فيها الفريق أكبر قدر ممكن من المعلومات لضمان نجاح المشروع، ونظرًا لأن كل مهمة في منهجية تدفق المياه تعتمد على الخطوة السابقة لها، فإن هذه المنهجية تتطلب قدرًا كبيرًا من التفكير المسبق. تُعَد عملية التخطيط هذه جزءًا مهمًا من مخطط عمل منهجية تدفق المياه، لذلك فإن معظم الجدول الزمني للمشروع يقضى في مرحلة التخطيط في كثير من الحالات. لتطبيق هذه المنهجية، ابدأ بإعداد خطة مشروع مفصلة تشرح كل مرحلة من مراحل المشروع. يجب أن تتضمن هذه الخطة جميع التفاصيل مثل الموارد المطلوبة والمهمات التي تقع على عاتق كل عضو من فريق العمل. تسمى هذه الوثيقة عادةً "وثيقة متطلبات المشروع". في نهاية مرحلة المتطلبات، يجب أن يتشكل لديك إطار واضح جدًا للمشروع من البداية إلى النهاية، ويتضمن: تحديد جميع مراحل العملية. اختيار الأشخاص الذين سيعملون على كل مرحلة. تحديد التبعيات الرئيسية. معرفة الموارد المطلوبة. وضع إطار زمني يوضح الوقت اللازم لكل مرحلة. 2. مرحلة تصميم النظام في عمليات تطوير البرمجيات، تتضمن مرحلة التصميم ضرورة تحديد الأجهزة التي سيستخدمها فريق العمل ومعلومات تفصيلية أخرى، مثل لغة البرمجة وواجهة المستخدم. تنقسم مرحلة تصميم النظام إلى قسمين: مرحلة التصميم عالي المستوى مرحلة التصميم منخفض المستوى في مرحلة التصميم عالي المستوى، يعمل الفريق على بناء هيكل لكيفية عمل البرنامج وكيفية الوصول إلى المعلومات؛ أما في مرحلة التصميم منخفض المستوى، فيعمل الفريق على بناء التفاصيل الأدق للبرنامج. وهنا إذا شبهنا مرحلة التصميم عالي المستوى بالهيكل العظمي للمشروع، فيمكننا تشبيه مرحلة التصميم منخفض المستوى بالأعضاء الداخلية للمشروع. يجب أن يعمل أعضاء الفريق الذين يعتمدون منهجية تدفق المياه على توثيق كل الخطوات، لكي يتمكن الفريق من الرجوع إلى ما تم إنجازه مع تقدم العمل. 3. مرحلة التنفيذ وهي المرحلة التي تدخل فيها كل الأمور حيز التنفيذ. اعتمادًا على وثيقة المتطلبات في المرحلة الأولى وعملية تصميم النظام في المرحلة الثانية، يبدأ الفريق بعملية التطوير الشامل لبناء البرنامج على النحو الذي تبيّنه كل من مرحلة المتطلبات ومرحلة تصميم النظام. 4. مرحلة الاختبار في هذه المرحلة، يسلّم فريق التطوير المشروع إلى فريق اختبار ضمان الجودة، ويبحث فريق اختبار ضمان الجودة بدوره عن أي مشاكل أو أخطاء تحتاج إلى إصلاح قبل نشر المشروع. يتعين على المختبِرين توثيق جميع المشاكل بوضوح عند إجرائهم لاختبار ضمان الجودة، من أجل الرجوع إلى المشاكل وإصلاحها بسهولة في حال واجه مطوِّرون آخرون مشاكل مشابهة. 5. مرحلة النشر بالنسبة لمشاريع تطوير البرمجيات فهذه هي المرحلة التي ينشَر فيها البرنامج إلى المستخدم النهائي. وبالنسبة للمجالات الأخرى فهي المرحلة التي يجري فيها إطلاق المنتج وتسليمه إلى العملاء النهائيين. 6. مرحلة الصيانة بعد نشر المشروع، قد تظهر مشاكل جديدة أو يتطلب البرنامج إصدار تحديثات، لذلك فإن هذه المرحلة تسمى مرحلة الصيانة، ومن الشائع استمرار العمل في هذه المرحلة في مجال تطوير البرمجيات. متى يجب استخدام منهجية تدفق المياه منهجية تدفق المياه هي نمط شائع لإدارة المشاريع، لأنها تسمح بالتخطيط الدقيق والتوثيق المفصَّل؛ ومع ذلك فهذه المنهجية قد لا تلائم جميع المشاريع. وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح متى يمكن استخدام هذا النوع من إدارة المشاريع: المشاريع ذات الهدف النهائي المحدد إحدى نقاط قوة منهجية تدفق المياه هي أنها تسمح بتوضيح المسار بين نقطة البداية ونقطة الهدف، أما في حال لم تكن لديك نقطة هدف واضحة لمشروعك، فمن المرجح أن مشروعك يحتاج إلى منهجية تكرارية لإدارة المشاريع مثل منهجية أجايل. تُعَد المشاريع ذات الهدف النهائي المحدد ملائمة تمامًا لمنهجية تدفق المياه، فهذه المنهجية تمكّن مديري المشاريع من التفكير بالاتجاه المعاكس انطلاقًا من الهدف من أجل رسم مسار واضح ومفصل يشمل جميع المتطلبات اللازمة. عدم وجود قيود على الميزانية أو الوقت إذا لم تكن هناك قيود على ميزانية المشروع أو وقته، فسيستطيع أعضاء الفريق قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت على مرحلتَي المتطلبات وتصميم النظام، ويمكنهم تعديل احتياجات المشروع وتكييفها قدر ما يشاؤون حتى يصلوا إلى خطة مشروع مدروسة وواضحة المعالم. إنشاء عمليات سهلة التكرار يتميز نموذج تدفق المياه بأنه يتطلب التوثيق في كل خطوة تقريبًا من خطوات العملية، مما يسمح بسهولة تكرار المشروع بالنسبة للأعضاء الجدد من الفريق، فهو يضع بين أيديهم شرحًا مفصلًا لجميع الخطوات، مما يسهل عليهم تكرار العملية. من ناحية أخرى، فإن إنشاء عمليات سهلة التكرار يساعد على تدريب الأعضاء الجدد في الفريق على ما يجب القيام به تحديدًا في مشاريع مشابهة، مما يجعل منهجية تدفق المياه طريقة فعالة لتوحيد المعايير في إدارة المشاريع. مزايا منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع هناك مزايا عديدة تتمتع بها منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع، نذكر منها: التوثيق الموحد يسهل الرجوع عند تطبيق منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع، سيتعين عليك توثيق جميع خطوات العمل، الأمر الذي قد يكون مفيدًا عندما يحتاج الفريق للرجوع بخطوات العمل، إذ يساعد ذلك على اكتشاف الأخطاء بسهولة. ومن ناحية أخرى فإن التوثيق مهم جدًا لإنشاء عمليات سهلة التكرار من أجل الأعضاء الجدد في الفريق كما ذكرنا آنفًا. سهولة تتبع التقدم يمكن بسهولة تتبع تقدم المشروع الذي يدار بمنهجية تدفق المياه عند استعراضه على مخطط جانت، فالخط الزمني نفسه يمكن عدُّه بمثابة شريط للتقدم، لذلك يكون تتبع المرحلة التي تم الوصول إليها واضحًا ومباشرًا. كفاءة إدارة أعضاء الفريق للوقت نظرًا لأن منهجية تدفق المياه تتطلب الكثير من التخطيط خلال مرحلة المتطلبات والتصميم، فمن السهل على الأطراف المعنية تقدير الوقت اللازم لأدوارهم المحددة من العملية. مساوئ منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع في المقابل، نذكر أهم سلبيات منهجية تدفق المياه: الحواجز المرحلية قد تؤثر بشكل كبير على الجدول الزمني منهجية تدفق المياه خطية بطبيعتها، وهذا يعني أنه في حال تعثر المسار أو تأخرت مهمة معينة، فإن هذا التأخر ينعكس على الخط الزمني بأكمله. على سبيل المثال، إذا تأخر طرف ثالث من المورِّدين بإرسال قطعة معينة إلى فريق التصنيع، فهذا يؤدي إلى التوقف المؤقت للعملية برمّتها إلى حين وصول هذه القطعة. التقدم الخطي قد يسبب صعوبة التراجع يتمثل أحد أهم تحديات منهجية تدفق المياه بصعوبة الرجوع إلى مرحلة سابقة بعد إكمالها. على سبيل المثال، إذا وصل أحدهم إلى مرحلة طلاء جدران المنزل، فلا شك بأنه يتعذر عليه بعدها زيادة مساحة إحدى الغرف. ضمان الجودة يأتي في مرحلة متأخرة من العملية بالمقارنة مع منهجيات إدارة المشاريع الأخرى الأكثر تكراريةً، مثل كانبان Kanban وأجايل Agile، فإن مرحلة المراجعة في منهجية تدفق المياه تحدث في وقت متأخر أكثر من العملية، فإذا حدث خطأ ما في مرحلة مبكرة من العملية، فقد يكون من الصعب العودة لإصلاحه. بمعنى آخر فإن طبيعة عمل منهجية تدفق المياه لا تتيح مجالًا للتكرار أو البحث عن الحل الأمثل. إدارة المشروع بمنهجية تدفق المياه تحتاج منهجية تدفق المياه إلى تتبع الكثير من العوامل وأعضاء فرق العمل باختلاف وظائفهم، لذلك فإن استخدام منصات لإدارة العمل تُعَد طريقةً ممتازةً للسيطرة على كل ذلك، فهي تمكّنك من مراقبة سير العمل والخط الزمني والمخرجات من مكان واحد. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Everything you need to know about waterfall project management لصاحبته Sarah Laoyan. اقرأ أيضًا ما هي إدارة المنتجات؟ أساسيات إطار الإدارة الاستثنائية للمشاريع XPM دليلك إلى أشهر أطر عمل منهجية أجايل تعرف على إطار عمل سكرام scrum أشهر أطر منهجية أجايل مقدمة إلى إطار التطوير الموجه بالخصائص FDD من أجايل
  23. يحتاج خبراء تجربة المستخدم إلى مجموعة تقارير تساعدهم على تسهيل التواصل وتوثيق العمل وتوفير المعطيات اللازمة، مهما كانت بيئة عملهم. يعمل مصممو تجربة المستخدم في بيئات متنوعة، بدءًا من الشركات الناشئة الصغيرة والبيئات المرنة حيث تعمل الفرق دون الحاجة إلى الكثير من التوثيق، وصولًا إلى الأعمال الاستشارية لطرف ثالث والمؤسسات الكبيرة والهيئات الحكومية التي تفرض متطلبات توثيق صارمة. ومهما كانت طبيعة العمل وبيئته والروابط التي تجمع بين الأطراف المختلفة، يحتاج خبراء تجربة المستخدم إلى وسيلة لتوصيل أفكار التصميم ونتائج الأبحاث ومضمون المشاريع إلى الأطراف المعنية بكفاءة عالية. خلال عملية تصميم تجربة المستخدم، يعمل المصممون على إنتاج مجموعة واسعة من الأدوات والتقارير المتعلقة بالمشروع من ضمن منهجية التصميم التي يتبعونها، وقد تأخذ هذه البيانات أشكالًا مختلفة. تساعد التقارير مصمم تجربة المستخدم على التواصل مع مختلف الفرق والأطراف المعنية وتوثيق العمل وتوفير الأدوات اللازمة للاجتماعات وجلسات توليد الأفكار، كما تساعد على إنشاء مصدر موحد للحقائق مثل الدلائل التوجيهية والمواصفات، من أجل تطبيقها واعتمادها مادةً مرجعية. سنتحدث فيما يلي عن عشرة أنواع من التقارير التي يعمل مصمم تجربة المستخدم عادةً على إنشائها أثناء عمله، وهي بالطبع ليست قائمةً شاملة، بل يمكن توسيعها حسب طبيعة العمل. 1. أهداف العمل والمواصفات الفنية وهي خطوة أساسية! بالنسبة لخبراء تجربة المستخدم، ينطلق الأمر من فهم رؤية المنتج، أي سبب وجود المنتج من منظور تجاري. يجب أن يكون بيان أهداف العمل مكتوبًا بلغة مبسطة، وأن يتضمن المشكلة المطروحة والحل المقترَح لها، مع وصف عامّ للسوق المستهدَف؛ بالإضافة إلى وصف منصات التسليم والتطرق قليلًا إلى الوسائل الفنية لتوصيل المنتج. لا داعي لأن يتجاوز طول هذا البيان صفحةً واحدة، لكن يجب أن يجيب عن الاستفسارت الأساسية للمشروع: "ما هو؟ لماذا؟ كيف؟"، كما في المثال التالي: "وجدت شركة Fantastic App Co فجوةً في تطبيقات تقديم الهدايا على منصات الهواتف المحمولة لسوق جيل الألفية (بنظام iOS أو أندرويد)، وتتمثل هذه الفجوة في معاناة عدد كبير من أفراد هذا الجيل من صعوبة في تذكر تواريخ المناسبات المميزة وتحديد الهدايا الأنسب، ثم إيجاد هذه الهدايا وشرائها. أوجدنا حلًا يخفف من هذا التوتر عبر التصميم الاستباقي بالاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي AI، ليقدم التطبيق تجربة مستخدم مفيدةً وساحرة". 2. تقرير التحليل التنافسي يتعين على أي شخص يبدأ بتصميم منتج جديد أن يتحقق من مدى ملاءمته للسوق، وتتضمن خطة تجربة المستخدم ضرورة أن يملك المنتج ميزةً تنافسيةً مقنعة. وتجربة مستخدم تتفوق على غيرها من المنتجات الأخرى الموجودة في السوق. يشير التحليل التنافسي إلى "تحديد المنافسين وتقييم خططهم لاستخلاص نقاط القوة والضعف لديهم قياسًا بنقاط القوة والضعف لدى منتجك أو خدمتك". تتمثل إحدى المهام الأولية لمصمم تجربة المستخدم في إجراء بحث حول المنتجات أو الخدمات التي يستخدمها العملاء المستهدفون حاليًا لحل المشكلة المطروحة، فهل هناك منتج أو خدمة مكافئة؟ هل يستخدم الناس حلًا بديلًا جيدًا إلى حد ما لكنه ليس مثاليًا؟ هل الحل الموجود يخفف المشكلة لكن لا يحلها؟ ما الفرق الذي يمكن أن تُحدثه تجربة المستخدم الأفضل؟ يحدد تقرير التحليل التنافسي أبرز خمسة منافسين ويدرس الإجراءات الصحيحة والخاطئة التي يقدمون عليها، وهو جزء من أبحاث تجربة المستخدم. تساعد هذه الخطوة على تحديد اتجاه التصميم من خلال تعيين أهداف واضحة وتحديد العناصر التي يجب التركيز عليها. تحليل تنافسي يقارن بين ثلاثة تطبيقات دردشة. يوضح الجدول الأول (قائمة المنافسين) عدد المستخدمين وتاريخ الإصدار والميزات والتكلفة ورابط التطبيق لكل من المنافسين، ويتضمن الجدول الثاني (التحليل التنافسي) مقارنة بين الميزات المتوفرة في التطبيقات. 3. شخصيات المستخدم وتقارير أبحاث تجربة المستخدم يجب أن يضمن مصمم تجربة المستخدم فهم الأطراف المعنية لاحتياجات مستخدمي المنتج، ومن الطرائق المجرَّبة المفيدة لهذا الغرض إنشاء الشخصيات personas التي تختصر أنماط سلوك المستخدم وتسهل شرحها، بالإضافة إلى إجراء أبحاث المستخدمين. تمثل الشخصيات المستخدمين النموذجيين للمنتج، وتبين أهدافهم واحتياجاتهم واهتماماتهم، مما يساعد فريق العمل على تفهم المستخدمين والتعاطف معهم. تُعَد أبحاث المستخدمين أيضًا جزءًا لا يتجزأ من عملية تصميم تجربة المستخدم، وتتضمن مجموعةً من التقنيات التي تساعد على استخلاص الأنماط السلوكية وإضافة مضمون مناسب وإعطاء توضيحات وتلميحات أثناء عملية التصميم. هناك أنواع مختلفة لأدوات وتقنيات أبحاث تجربة المستخدم، وتكمُن المهارة في حسن اختيار "العدسة" المناسبة لترى من خلالها بالدقة التي تريدها. قبل الشروع في أبحاث المستخدمين، من الضروري أخذ الوقت الكافي لتطوير خطة البحث، وهي عبارة عن وثيقة تساعد على توضيح أهداف البحث وطرائقه والحصول على موافقة الأطراف المعنية، كما أنها أداة رائعة لإبقاء الجميع على المسار الصحيح خلال مشروع البحث. في ختام مرحلة أبحاث المستخدمين، يجب إصدار تقرير يترجم نتائج البحث إلى بنود عملية قابلة للتنفيذ، ثم يطلَب من فريق تجربة المستخدم تصميم المنتج وفق هذه البنود. نموذج لشخصيات المستخدمين يوضح الوظيفة التي يشغلها المستخدم النموذجي مع معلومات أخرى أساسية حوله تتضمن الحالة الاجتماعية والسلوك والدوافع والأهداف والاحتياجات، بالإضافة إلى البيئة المحيطة به عند استخدامه للتطبيق. 4. خرائط الموقع وهندسة المعلومات خريطة الموقع sitemap هي عبارة عن نموذج منظَّم شكليًا لكل المكونات والمعلومات التي يتضمنها المنتج الرقمي، وهي تمثل تنظيمًا لمحتوى التطبيق أو الموقع، وتُعَد إلى جانب الإطارات الهيكلية، واحدةً من أهم تقارير تجربة المستخدم، والتي نادرًا ما يجري تخطيها في عملية تصميم تجربة المستخدم. تساعد خرائط الموقع على تحديد هندسة المعلومات (الفن والعلم الذي يعنى بتنظيم مكونات المنتج وعنونتها) لدعم التنقل وإمكانية البحث وقابلية الاستخدام، وهي تساعد على التصنيف ووضع معالم واجهة المستخدم. تُعَد خرائط الموقع وسيلةً مرجعيةً سهلة الاستخدام وقابلةً للتعديل مع تطور المنتج على ضوء تكرار النماذج الأولية واختبار المستخدم. وأثناء سير عملية التصميم، غالبًا ما يُستخدَم نظام الترقيم منعًا للتشتت عند مناقشة محتوى المنتج. تتضمن خريطة الموقع تصنيفًا للأقسام الرئيسية والفرعية وتحت الفرعية، مع ترقيمها وترتيبها وفق مخطط يعبر عن مكونات الموقع ويمثل هندسة المعلومات فيه. 5. خرائط التجربة ورحلات المستخدم ومسارات المستخدم خريطة التجربة experience map هي تمثيل بصري يوضح طريق المستخدم ضمن منتج أو خدمة (أهدافه واحتياجاته والوقت الذي يقضيه وأفكاره ومشاعره وردود أفعاله ومخاوفه وتوقعاته)، أي تجربته الشاملة عند تفاعله مع المنتج، وتُعرَض عادةً على جدول زمني خطي يبين نقاط الاتصال بين المستخدم والمنتَج. تدور كل من رحلة المستخدم user journey ومسار المستخدم user flow حول سلسلة الخطوات التي يتخذها المستخدم، وتمثل الطريقة التي يتفاعل المستخدم من خلالها حاليًا (أو التي من الممكن أن يتفاعل من خلالها)، وتعبر عن السلوك والأداء الوظيفي والمهام الرئيسية التي يمكن أن ينجزها المستخدم. تساعد دراسة وفهم مسار المستخدم في المهام المختلفة التي قد يجريها، على البدء بالتفكير في نوع المحتوى والوظائف التي يمكن إدراجها في واجهة المستخدم؛ بالإضافة إلى نوع الواجهة التي يحتاجها المستخدم لإنجاز هذه الوظائف. يدور الجزء الأكبر من تجربة المستخدم حول حل مشكلات المستخدمين. وعند إنشاء رحلة المستخدم، يتعين على المصمم فهم شخصية المستخدم وأهدافه ودوافعه ونقاط الألم التي يعاني منها حاليًا والمهام الرئيسية التي يريد إنجازها.ِِ ما الفرق بين رحلة المستخدم ومسار المستخدم؟ يركز مسار المستخدم على مهمة واحدة أو هدف محدد في المنتج أو الخدمة، أما رحلة المستخدم فتوضح الصورة الكبيرة، وتنظر نظرةً أبعد إلى المهام، وتبحث في مدى ملاءمة التفاعلات الفردية للمستخدم مع السياق العام بصورة مجملة. أُعِدت خريطة التجربة أعلاه من ضمن عملية تصميم تجربة المستخدم. المستخدِم هنا هي مسؤولة وكالة إعلانية تريد نشر محتوى إعلاني رقمي للأجهزة المختلفة ليصل إلى فئة محددة من الجمهور، وتبين الصورة رحلتها في التعامل مع منصة نشر الإعلانات الرقمية من خلال أربع مراحل: الاستكشاف. وضع خطة إعلانية. التفاوض مع الناشر. إعداد خطة النشر. تتضمن الخريطة أفكار المستخدم ومشاعره ومخاوفه في كل مرحلة من هذه المراحل. 6. الإطارات الهيكلية لتجربة المستخدم الإطارات الهيكلية wireframes هو عبارة عن مخططات توضيحية ثنائية الأبعاد لإطار عمل التصميم وعناصر الواجهة، توضح ما يجري في كل بقعة منها، وهي عنصر أساسي في منهجية تصميم تجربة المستخدم. تساعد أداة التخطيط هذه على تحديد هندسة المعلومات والتباعد بين المحتوى والخصائص الوظيفية والتصميم التفاعلي وسلوكيات المستخدم المستهدفة. الإطارات الهيكلية هي أداة لا غنى عنها لمصمم تجربة المستخدم، وهي من أشهر تقارير المشروع، فعبارة "أرني مخططاتك الهيكلية" هي من أكثر العبارات المطروقة في مقابلة مصمم تجربة المستخدم. رسم الإطارات الهيكلية هي مرحلة رئيسية من مراحل عملية تصميم تجربة المستخدم، وهي طريقة مجدية لاستكشاف الأفكار وإنشاء مفاهيم مبتكرة تعالج أهداف العملاء، كما أنها أداة رائعة لتوليد الأفكار بعد التخطيط، ولها أنواع عديدة تتراوح من منخفضة الدقة (بلا تصميم، مربعات بالأبيض والأسود، الكتابة غير واضحة) إلى عالية الدقة (مصممة بعناية وملونة ومفصَّلة جدًا). يمكن أن توفر الإطارات الهيكلية أو ما يسمى اختصارًا "الهيكل" في بيئة العمل، الكثير من الوقت والمال نظرًا لمرونتها العالية وسرعة إنتاجها، ، وهي بمثابة محور تدور حوله المحادثات مع الأطراف المعنية وأفراد الفريق أثناء تحديد اتجاه التصميم؛ كما أنها أداة أساسية ومفيدة في المساعدة على تحديد هيكل التصميم ومسار المستخدم عبر التطبيق أو الموقع في حالات الاستخدام المختلفة. هناك بعض التحولات المثيرة للاهتمام حول الإطارات الهيكلية مثل "خرائط الإطارات الهيكلية" بالإضافة إلى "المسارات الهيكلية"، وهي تقارير تجربة مستخدم وضعتها مجموعة نيلسن نورمان تدور حول سير العمل والتطبيقات. الإطارات الهيكلية المفصلة من أشهر أدوات تصميم تجربة المستخدم، وتظهِر الصور الإطار الهيكلي لشاشة موقع تسوق إلكتروني بشكل مخطط مبسَّط لكيفية تقسيم الشاشة، مع جدول على اليمين يوضح الأوامر المختلفة وحالات التعامل معها. 7. النماذج الأولية التفاعلية وهي شكل آخر من الأدوات واسعة الاستخدام في عملية التصميم المتمحور حول المستخدم. تبث النماذج الأولية التفاعلية الحياة في المنتج، كما توفر على بساطتها الكثير من الوقت والمال، وتوضح كيف ستعمل الأشياء على أرض الواقع، وتسمح بالتكرار السريع للتصميم واختبار المستخدم؛ كما تساعد المصمم على توضيح فكرة تصميمه بكفاءة عالية في مراحل مختلفة من عملية تصميم تجربة المستخدم. يمكن إنشاء نماذج أولية في أي مرحلة من رحلة الاستكشاف عند الحاجة إلى التكرار، وهي تتراوح من نماذج أولية ورقية، إلى تصاميم عالية المستوى. تساعد الملاحظات والتقييمات الداخلية للنموذج الأولي على إدراك كل أفراد الفريق لآلية عمل المنتجات عندما يتفاعل معها مستخدم حقيقي. الرسومات الثابتة والإطارات الهيكلية لا تمثل المنتج بطريقة حية كما تفعل النماذج الأولية التفاعلية، التي تسمح برؤية وإدراك السلوك الذي سيتبعه المنتج وكيفية ارتباط الأجزاء ببعضها، وتمثل كل ذلك بطريقة جذابة. تتيح هذه النماذج استعراض التصاميم والميزات المختلفة لتوليد أفكار جديدة، كما يمكن رصد المشكلات وكشف الصعوبات التي تعترض التفاعل مع المنتج. النماذج الأولية التفاعلية ذات فائدة كبيرة في اختبار المستخدم، فبدلًا من تقديم صفحات ثابتة للاختبار، تسمح هذه النماذج بأن يجرب المستخدمون المحتملون المنتج بطريقة واقعية 100%، مما يساعد في الحصول على أفكار وملاحظات قيمة. تتوفر اليوم أدوات إنشاء النماذج الأولية للمصممين بأشكال وأحجام مختلفة. تعرض الصورة أعلاه نموذج أولي تفاعلي، وهو عبارة عن لوحة تحكم لمراقبة وصول إعلانات، تضم قائمة من البنود مع حالة وصولها. يتضمن النموذج إعدادات مختلفة يمكن تغييرها لاستكشاف تصميم تجربة المستخدم واختبار قابلية الاستخدام، وليس مجرد صفحة جامدة. 8. التصميم البصري التصميم البصري هو "الطلاء الخارجي للوحة" بالنسبة للمنتج، لكن دوره لا يقتصر على ذلك، بل يمكن أن يؤثر بقوة على تجربة المستخدم، وبالتالي يجب إعطاؤه قدرًا كبيرًا من الاهتمام. يفضَّل الانتهاء من تطبيق أشكال التصميم التفاعلي وإرشادات قابلية الاستخدام خلال الخطوات السابقة من عملية تصميم تجربة المستخدم، ليتسنى للمصممين التركيز على الجانب البصري، وهي الفرصة الأخيرة لذلك قبل انتقال المنتج إلى المستوى التالي. ينتقل المنتج بعد مرحلة التصميم البصري إلى مرحلة صياغة دليل الأنماط styleguide والمواصفات النهائية للمطورين، ولا يتعلق التصميم البصري فقط بالناحية الجمالية، بل هو فرصة لتحديد المخطط اللوني للعلامة التجارية وتطبيقه، بالإضافة إلى التأثير على قابلية الاستخدام من خلال التنسيق والتباين والتسلسل الهرمي البصري. تصميم بصري لإحصائيات مراقبة أداء فريق العمل، وتظهر فيها أشكال بيانية مختلفة للتعبير عن النتائج، وهي المنحنيات البيانية والمخططات الشريطية والنسبة المئوية الخطية والنسبة المئوية الدائرية. التصميم البصري هو الخطوة الأخيرة في عملية تصميم تجربة المستخدم بعد الرسوم التخطيطية والإطارات الهيكلية والتصميم التفاعلي والنماذج الأولية. 9. المواصفات ودليل الأنماط للمطورين الخطوة الأخيرة في عملية تصميم تجربة المستخدم هي وضع المواصفات ودليل الأنماط للمطورين، ودليل الأنماط شرط أساسي لنجاح تصميم المنتج على المدى الطويل. الهدف من دليل الأنماط هو ضمان تطبيق تصاميم موحدة للعلامة التجارية والأنماط البصرية والألوان وأنماط الخطوط والطباعة، بالإضافة إلى أنماط التصميم واللغة والقواعد، مثل اختصارات لوحة المفاتيح وقواعد عرض البيانات، مع تحديد سلوكيات واجهة المستخدم، مثل التعامل مع الأخطاء. تُجمَع بعض المواصفات ودلائل الأنماط يدويًا وبعضها الآخر آليًا، علمًا أن إعداد دليل الأنماط يدويًا يُعَد عمليةً شاقة وتستغرق غالبًا حوالي ستة أشهر، لذا فإن أي أداة أتمتة لهذه العملية ستساهم كثيرًا في توفير الوقت. تختلف الطرائق الآلية باختلاف الأداة المستخدَمة، وهي طرائق أكثر مرونةً وتدرُّجًا لتسليم التصاميم قياسًا بالطرائق اليدوية التي تستغرق وقتًا طويلًا. تُعَد دلائل الأنماط أحيانًا بمثابة الكتب المقدسة للأساليب والأنماط، والتي توضَع على الرف ليتسنى لكل أفراد الفريق الرجوع إليها عند الحاجة. إذا كنت تعمل على برنامج سكتش Sketch فهناك أدوات رائعة مثل Zeplin، وهي أداة عمل تشاركي لكل من مصممي واجهة المستخدم ومطوري الواجهة الأمامية، تسهل عمل المصممين وتساعد على تبادل التصميم بين الفرق المختلفة. بالإضافة لذلك، يمكن إعداد دليل أنماط التصميم خلال ثوانٍ من منصة سكتش عبر برنامج Craft المساعد، أو باستخدام القياسات وتنسيقات CSS من التصميم وإصدار ملف HTML عبر برنامج Marketch المساعد. يمكنك الاطلاع على 50 مثالًا رائعًا لدلائل الأنماط، وهناك أمثلة أيضًا من BBC وأخرى من IBM، وكلاهما توفر دلائلها على الإنترنت لتسهيل رؤيتها على الجميع. المواصفات ودليل الأنماط للمطورين هي الخطوة الأخيرة في عملية تصميم تجربة المستخدم. تشير الملاحظات باللون الأحمر إلى المعايير المعتمدة من لون، أو حجم خط، أو صيغة ملف، أو تباعد أو غيرها؛ بالإضافة إلى تحديد القياسات والأبعاد. 10. اختبار قابلية الاستخدام وتقارير تحليلات الاستخدام مهمة مصمم تجربة المستخدم لا نهاية لها، فحتى بعد إصدار المنتج يأتي دور الحصول على الآراء والتعليقات وجمع بيانات حول الاستخدام، ثم إجراء التحسينات والإصدار مجددًا، لتبدأ الحلقة نفسها مرةً أخرى. يعكس اختبار قابلية الاستخدام قدرة المستخدمين المستهدفين على استخدام المنتج، ويساعد على تحديد المشكلات التي يواجهها الناس في واجهة مستخدم معينة، ويكشف عن المهمات التي يصعب إكمالها والصياغة اللغوية المربكة. تسلَّم تقارير اختبار قابلية الاستخدام عادةً خلال مرحلة النماذج الأولية، لكن اختبار المنتجات يجري أيضًا على المستخدمين بعد إصدارها للتحري عن التحسينات الممكنة. تزداد مع الوقت خبرة العاملين في مجال تجربة المستخدم بمراحل اختبار قابلية الاستخدام من جمع البيانات إلى فهمها وتصنيفها وإصدار التقارير، وقد أصبحت مؤخرًا مهارةً أساسيةً للعاملين في هذا المجال. بعد إطلاق المنتج إلى السوق، يحصل فريق التصميم على مجموعة جديدة واسعة من البيانات (الاختبار الكمّي)، والتي تعكس كيفية أداء المنتج على نطاق واسع من المستخدمين. هناك أدوات وأساليب غير محدودة للتحري عن سلوك المستخدمين وتحليله، مثل خرائط تتبع العين أو تتبع النقرات (والتي تسجل سلوك النقر والضغط والتمرير)، أو وسم عناصر واجهة المستخدم الذي يتتبع البصمة الرقمية لكل مستخدم عبر أجهزة الهاتف المحمول أو الويب. تكشف تقارير التحليلات عن الميزات التي يستخدمها العملاء، والوقت الذي يقضونه على تطبيقات الهاتف المحمول أو مواقع الويب، والاتجاهات الرائجة مع مرور الوقت، وتصنف النتائج حسب المناطق الجغرافية والحسابات والمستخدمين بالإضافة إلى شرائح مخصصة. تسمح هذه التقارير بإمكانية رؤية الطريقة التي تستخدَم بها المنتجات ومن الذي يستخدمها. تصدر شركات التحليلات آليًا تقارير مخصصة حسب الطلب، وهي تقارير مفيدة جدًا ويمكن أن تقدم معلومات وتوضيحات غير متوقعة حول استخدام المنتج، فقد تكشف هذه التقارير عن ندرة استخدام ميزات اعتقدتَ أنها رائعة وستجذب جميع العملاء؛ وفي المقابل قد يتبين أن تلك الوظيفة الصغيرة غير المهمة حسب اعتقادك تحظى بالكثير من الاستخدام، لتقرر أن الوقت قد حان للتركيز على توسيعها. تقارير اختبار قابلية الاستخدام يتضمن بنودًا مختلفة قيد الاختبار، مع قائمة بالتعليقات والملاحظات حولها، مع تحديد المشاكل التي تتخللها، بالإضافة إلى الحلول الممكنة. الخلاصة تتمثل مهمة مصمم تجربة المستخدم بتمكين الشركات من إنشاء المنتجات والخدمات على ضوء الفهم العميق للسلوكيات والأهداف والدوافع البشرية، وتقارير تجربة المستخدم العشرة المذكورة أعلاه هي من أهم التقارير التي يصدرها مصممو تجربة المستخدم عندما يعملون على إعداد تجارب استخدام رائعة من ضمن عملية التفكير التصميمي والتصميم المتمحور حول المستخدم. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The 10 UX Deliverables Top Designers Use لصاحبه Miklos Philips. اقرأ أيضًا الدليل الشامل لإجراء أبحاث تجربة المستخدم UX دليلك الشامل لفهم المسارات المهنية لمجال تجربة المستخدم أساسيات تصميم تجربة المستخدم مدخل إلى تجربة المستخدم User Experience رسم مخطط لتصميم تجربة المستخدم UX بخطوات سهلة
  24. تصميم واجهة المستخدم هو العملية التي يجريها المصممون لبناء واجهات البرامج أو الأجهزة المحوسبة، مع التركيز على المظهر أو الأسلوب، ويهدف المصممون في هذه العملية إلى إنشاء واجهات سهلة الاستخدام وممتعة بالنسبة للمستخدمين. يشير تصميم واجهة المستخدم إلى واجهات المستخدم الرسومية وغيرها من الأنواع، مثل واجهات التحكم بالصوت. أنواع واجهات المستخدم واجهات المستخدم هي نقاط الوصول التي يتفاعل المستخدمون من خلالها مع التصميم، ولها 3 أنواع: واجهات المستخدم الرسومية GUIs: يتفاعل المستخدمون فيها مع تمثيلات بصرية على لوحات التحكم الرقمية، ويُعَد سطح المكتب على الحاسوب مثالًا عن واجهات المستخدم الرسومية. واجهات التحكم بالصوت VUIs: يتفاعل المستخدمون مع هذه الواجهات عبر أصواتهم، ومعظم برامج المساعد الذكي مثل سيري Siri وأليكسا Alexa وهي عبارة عن واجهات تحكم بالصوت. الواجهات القائمة على الإيماءات: يتفاعل المستخدمون مع مساحات تصميم ثلاثية الأبعاد عبر حركات جسدية، كما هو الحال في ألعاب الواقع الافتراضي VR. لتصميم أفضل واجهات المستخدم، يجب الانتباه إلى الأمور التالية: يحكم المستخدمون بسرعة على التصميم، ويهتمون بسهولة الاستخدام وقابلية الإعجاب. لا يهتم المستخدمون بتصميمك بحد ذاته، بل بسهولة تنفيذهم للمهام بأقل جهدٍ ممكن. بالتالي يجب أن يكون تصميمك غير ملاحَظ. بمعنى آخر، يجب ألا يشتت التصميم انتباه المستخدمين عن إكمال المهام، مثل طلب الطعام من تطبيق مطعم. لذلك يتعين عليك فهم حالات المستخدمين وسير المهام (والتي يمكن العثور عليها من مصادر مثل خرائط رحلة العميل)، من أجل إعداد أفضل وأوضح واجهة ممكنة تقدم تجربةً سلسة وخالية من المشاكل. يجب أن تكون واجهات المستخدم ممتعةً أيضًا (أو على الأقل مقبولة وغير مسببة للاستياء). عندما يعتمد تصميمك على الاحتياجات الحقيقية للمستخدمين، من المرجح أن يستمتعوا أكثر بتجارب تفاعلية مصممة خصيصًا لهم، وهو الأمر الذي يضمن لك عودتهم مرةً أخرى. يمكن إضافة عناصر تلعيب عند الإمكان لجعل التصميم أكثر متعةً. يجب أن تعبر واجهة المستخدم عن قيم العلامة التجارية وأن تعزز ثقة المستخدمين بها. التصميم الجيد هو تصميم عاطفي، إذ يكنّ المستخدمون مشاعر إيجابية للعلامات التجارية التي تخاطبهم على جميع الأصعدة وتحافظ على سحر التجارب الممتعة والسلسة. مخطط الواجهة الترحيبية البسيط لموقع Airbnb يلبي مباشرةً حاجة المستخدمين للسفر بسهولة وبطريقة ممتعة. الفرق بين تصميم واجهة المستخدم UI وتصميم تجربة المستخدم UX يكثر الخلط بين هذين المصطلحين، لكن تصميم واجهة المستخدم يهتم أكثر بالمظهر الخارجي والانطباع العام للتصميم، ويُعَد مصمم واجهة المستخدم مسؤولًا عن بناء جانب أساسي من تجربة المستخدم. لتوضيح الأمر، إذا شبهنا تصميم تجربة المستخدم بسيارة، يكون تصميم واجهة المستخدم بمثابة وحدة القيادة لهذه السيارة. كيف تنشئ واجهات مستخدم رائعة لنتعرف على المبادئ الأساسية لتصميم واجهة المستخدم: لتصميم واجهات مستخدم رسومية رائعة، تذكر أن المستخدمين بشر لديهم احتياجات مثل الراحة، وأنَّ مداركهم لها حدود، لذا يُنصح باتباع الإرشادات التالية: اجعل الأزرار والعناصر الشائعة الأخرى تعمل بالطريقة المتوقَّعة (بما في ذلك الاستجابات مثل تقريب الإصبعين للتصغير) لكي يتمكن المستخدمون من استخدامها دون الحاجة للتركيز: يجب أن يكون الشكل متوافقًا مع الوظيفة. عزز قابلية الاكتشاف: ضع مسميات واضحة للأيقونات مع مؤشرات وظيفية واضحة، مثل إضافة ظلال للأزرار. حافظ على بساطة الواجهات (بإدراج العناصر التي تخدم أهداف المستخدم فقط) مع انطباع غير مُلاحَظ. أنشئ مخططًا layout يراعي مرأى المستخدم وانتباهه: ركز على التسلسل الهرمي وقابلية القراءة من خلال: استخدام محاذاة صحيحة: اختر محاذاة الحافة بدلًا من محاذاة المركز. تسليط الضوء على الميزات الأساسية باستخدام ما يلي: الألوان والسطوع والتباين، لكن تجنب الإفراط في استخدام الألوان والأزرار. بالنسبة للنص: عبر حجم الخط وسماكته وميلانه والتباعد بين الحروف وحالة الحروف الكبيرة إن وجدت كما في اللغة الإنجليزية. يجب أن يكون المستخدم قادرًا على التقاط المعاني بمجرد المسح السريع للصفحة. اختصر عدد الإجراءات اللازمة لإنجاز المهمات، لكن أفرِد صفحةً خاصةً لكل وظيفة رئيسية من هذه الإجراءات، وأرشد المستخدمين من خلال إضافة تلميحات للإجراءات المطلوبة، واستخدِم تقنية الإفصاح التدريجي لتبسيط المهام المعقدة. ضع خيارات تحكم بالقرب من العناصر التي يحتاج المستخدمون إلى التحكم بها: على سبيل المثال، يجب أن يوضَع زر إرسال النموذج قريبًا من النموذج. أبقِ المستخدمين على اطلاع باستجابات النظام وإجراءاته من خلال إرسال ملاحظات. استخدم أنماط تصميم واجهة مستخدم مناسِبةً للمساعدة على توجيه المستخدمين وتقليل الأعباء (مثل الملء المسبق للنماذج)، لكن احذر من استخدام الأنماط المظلمة، مثل مربعات الاختيار المحدَّدة مسبقًا التي تصعب رؤيتُها، أو العناصر المتسللة إلى سلة شراء المستخدم. حافظ على اتساق العلامة التجارية. وضِّح دائمًا الخطوة التالية ليتمكن للمستخدمون من استنتاجها تلقائيًا مهما كانت الحالة. في الصورة أعلاه مثال عن واجهة موقع دورات تدريبية، ونلاحظ أن الألوان والسطوع والتباين تساعد على جذب الانتباه إلى الميزات الرئيسية. أفضل واجهة هي الواجهة الخالية من الوساطة بين المستخدم والمهام التي يرغب بتنفيذها، لذلك يجب منح المستخدمين تحكمًا مباشرًا ومريحًا وسهل الوصول (مع أفضل تجربة) لدرجة أن ينسوا أنهم يستخدمون تصميمك. تذكر أن تسأل باستمرار عن إمكانية تبسيط الأمور أكثر فأكثر. ترجمة -وبتصرّف- للمقال User Interface (UI) Design. اقرأ أيضًا تصميم واجهة المستخدم وتجربة المستخدم UI / UX مبادئ تصميم واجهة المستخدم UI الجيدة أفضل النصائح لتصميم واجهة المستخدم مستقبل تصميم واجهة المستخدم UI: الجيل القادم من أدوات تصميم واجهة المستخدم النسخة الكاملة لكتاب مدخل إلى تصميم واجهات المستخدم UI
  25. ربما تُصادف المسمَّيَين الوظيفيَّين لمصمم تجربة المستخدم UX ومصمم واجهة المستخدم UI فتعتقد أنهما مترادفان، ورغم وجود بعض التداخل بينهما، إلا أنهما في الواقع مجالان مستقلان عن بعضهما. يشار إلى تجربة المستخدم اختصارًا بـ UX، ويُعنى فريق تجربة المستخدم بدراسة كيفية تفاعل المستخدمين مع المنتج أو الخدمة بهدف فهم احتياجات المستخدمين، وهذه الدراسات من شأنها مساعدة المصممين على تقديم منتجات فعالة وبديهية يرغب الناس فعليًا باستخدامها؛ أما واجهة المستخدم فيشار إليها اختصارًا بـ UI، وهي تهتم بالشاشات والأيقونات والأزرار والعناصر البصرية والواجهات في تجربة المستخدم. سنتحدث في هذا المقال عن المجالين كليهما من خلال تسليط الضوء على المواضيع التالية: ما المقصود بكل من تجربة المستخدم UX وواجهة المستخدم UI في التصميم؟ ما هي أوجه الاختلاف بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم؟ كيف ينسجم العمل بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم؟ كيف تختار المسار الوظيفي المناسب لك بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم؟ ما هو تصميم تجربة المستخدم UX؟ يهدف مصمم تجربة المستخدم إلى إنشاء منتجات ذات تجارب استخدام ملائمة ومُجدية وسهلة وممتعة في الوقت نفسه، وهو ينظر إلى المنتج نظرةً شموليةً ويركز على تلبية احتياجات المستخدم. يلجأ مصممو تجربة المستخدم في العادة إلى عملية تدعى التصميم المتمحور حول المستخدم، وتضمن ممارسات تصميم تجربة المستخدم تقديم منتجات سهلة الاستخدام وممتعة. لا شك بأنك قد عانيت يومًا ما من بيروقراطية الإجراءات في منتجٍ أو خدمةٍ ما وشعرت بالإحباط والاستياء حيال ذلك؛ تخيل أن ممارسات تصميم تجربة المستخدم يمكن أن تحول حتى ذلك النوع من التجارب إلى تجارب ممتعة! وتمامًا كما يعمل المصمم الداخلي والمهندس المعماري على إنشاء مساحات مادية مريحة يسهُل التنقل فيها، يعمل مصمم تجربة المستخدم عملًا مشابهًا لكن على مساحاتٍ رقمية. وسعيًا لتقديم أفضل تجربة استخدام، يدرس مصمم تجربة المستخدم الحالة التي يجري استخدام المنتج فيها (مثلًا هل يستخدم الناس المنتج وهم يتحركون؟). يعمل مصمم تجربة المستخدم أيضًا على التصميم وفقًا للجهاز الذي يُستخدَم عليه المنتج والتوقيت الذي يزداد استخدام المنتج فيه. تُعَد كل من سهولة الوصول والتسلسل الهرمي للمعلومات ومسارات التنقل جزءًا من تجربة المستخدم، وتتطلب تعاونًا متكررًا مع مصممي واجهة المستخدم لضمان ملاءمة المنتج لأكبر قدر ممكن من المستخدمين. الهدف هو تقليل "الاحتكاك"، وهو مصطلح يشير إلى الصعوبات والعقبات غير الضرورية التي تواجه الناس عند استخدام المنتج. ما هو تصميم واجهة المستخدم UI؟ يعمل مصمم واجهة المستخدم على إنشاء خدمات أو منتجات رقمية تتمحور حول النواحي الجمالية والمفيدة، ويُعَد تصميم واجهة المستخدم أكثر تخصصًا من تصميم تجربة المستخدم، لأنه يركز تحديدًا على العناصر التي يتفاعل معها المستخدم مباشرةً مثل الأزرار والأيقونات. عناصر واجهة المستخدم هي عناصر مرئية بمعظمها، لكن هناك أيضًا أنواع أخرى غير مرئية، مثل الواجهات القائمة على الصوت والإيماءات. هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين بأن تصميم واجهة المستخدم مماثل عمليًا لتصميم الرسوميات (التصميم الجرافيكي)، ورغم أن هناك أوجه تشابه بين هذين الاختصاصين وأنهما يتطلبان بعض المهارات المتشابهة، إلا أن مصمم واجهة المستخدم يعمل على إنشاء عناصر بصرية تفاعلية (أزرار، مؤثرات حركية للشاشة، مخططات) في حين يعمل مصمم الرسوميات على تصميم عناصر ثابتة (شعارات، صور رأس الصفحة)، بحيث تتضمن تجربة المستخدم العديد من واجهات المستخدم التي تشكّل معًا المنتج الكلي. تُعَد واجهات المستخدم أكثر الجوانب الملموسة في تجربة المستخدم، ويساعد إنشاؤها بصورة صحيحة على تنقل المستخدمين بطريقة أفضل في منتجات جذابة وسهلة الاستخدام. أمثلة عن أوجه الاختلاف بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم تجربة المستخدم هي التجربة الكلّية والشاملة لجميع التفاصيل، وتتضمن كل ما يراه المستخدم أو يشعر به، بما في ذلك المشكلة التي يحاول المنتج حلها والمكان الذي يُستخدَم فيه المنتج؛ أما واجهة المستخدم فتقتصر على الشاشة والأزرار والعناصر الأخرى التي تشكّل الواجهة. يوضح الخبيران في تجربة المستخدم دون نورمان Don Norman وجاكوب نيلسن Jakob Nielsen الاختلاف بين تجربة المستخدم وواجهة المستخدم من خلال هذا المثال: من اللحظة التي تخطو بها إلى داخل المتجر إلى اللحظة التي تخرج بها من المتجر حاملًا لمشترياتك، فإنك ضمن تجربة المستخدم الخاصة بك في هذا المتجر، وكلُّ ما تراه مصمَّمٌ بالطريقة التي تراها لغايةٍ ما، من أبعاد الممر إلى ترتيب الرفوف وحتى درجة الحرارة، ويشكّل كل ذلك معًا تجربة المستخدم. إذا ذهبت للتسوق من المتجر المعتاد، لكنك اخترت الدفع الذاتي بدلًا من الدفع عبر محاسب الزبائن (الكاشيير)، فإن الواجهة التي تستخدمها لتسجيل مشترياتك والدفع هي جزءٌ من واجهة المستخدم. باختصار، تجربة المستخدم شاملةٌ لواجهة المستخدم، وواجهة المستخدم جزءٌ من تجربة المستخدم. يمثل التصميم البصري قمةَ الجبل الجليدي، وهو المظهر الخارجي من تجربة المستخدم، وتأتي تحته دعائم أخرى تشمل الهيكل والبنية والمجال والإستراتيجية. تؤثر هذه المستويات على بعضها البعض، ولا يمكن أن تكون مستقلةً بأي شكلٍ من الأشكال. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر أي قرار متعلق بالمظهر الخارجي على المستويات الأخرى؛ إضافةً إلى أنه عندما تبرز أية مشكلة أو فرصة جديدة فإن ذلك يمكن أن يؤثر على التجربة، فإذا واجه الفريق تحدياتٍ تقنية أو قيودًا على الميزانية مثلًا أثناء التطوير، فقد يتعين عليهم إعادة النظر ببعض قرارات التصميم. إذا كان تطبيق المتجر موجودًا على هاتفك المحمول أو زرتَ الموقع الإلكتروني للمتجر على الإنترنت، فإن ذلك يُعَد جزءًا من تجربة المستخدم، ولتكتمل متعة التجربة، يجب أن يتفاعل المستخدم مع الواجهة. تصميم تجربة المستخدم هو المجال المسؤول عن اتخاذ القرار بشأن الميزات التي سيتضمنها التطبيق: هل سيتضمن مثلًا برنامجَ ولاءٍ يُكسِب المستخدمين نقاطًا مقابل كل عملية شراء؟ وهل سيكون المستخدم قادرًا على تتبع النقاط على التطبيق؟ ربما يسمح لك التطبيق بالتسوق عبره أو رؤية العروض الحالية، وكل ذلك يندرج ضمن تجربة المستخدم! من ناحية أخرى، اتخاذ القرارات بشأن كل من نمط الخط والتخطيط والأيقونات والفراغات والأنماط البصرية يقع على عاتق تصميم واجهة المستخدم. تُعَد تجربة المستخدم أكثر تجرُّدًا، وهي تُعنى ببيئة المستخدم ومزاجه وحالة استخدامه، في حين أن واجهة المستخدم ملموسةٌ أكثر، إذ يتفاعل المستخدم مباشرةً مع الواجهة. يتضمن الجدول التالي أهم أوجه الاختلاف بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم: تصميم تجربة المستخدم تصميم واجهة المستخدم يركز على تجربة المستخدم بصورة شاملة يركز على نقاط اتصال بصرية معينة مع المستخدم يتمحور حول الإستراتيجية والبنية والتصميم التفاعلي يتمحور حول الجوانب المتعلقة بالمظهر الخارجي للتصميم، بما في ذلك الجانب البصري يتضمن دراسة رحلة المستخدم وتصميم هندسة المعلومات يتضمن تصميم العناصر الملموسة من التجربة مثل النمط البصري، أي الألوان وأسلوب الخط والتخطيط تتضمن المخرجات كلًا من الشخصيات وخرائط رحلة المستخدم والإطارات الهيكلية والنماذج الأولية تتضمن المخرجات نماذج مُحاكية ومخططات layouts عالية الدقة ورسومًأ متحركة وصورًا يمكن اختصار أهم الفروقات بين تجربة المستخدم وواجهة المستخدم بالهدف من كل منهما: يهدف تصميم تجربة المستخدم إلى تحديد مشاكل المستخدم وحلها. يهدف تصميم واجهة المستخدم إلى إنشاء واجهات بديهية جذابة وتفاعلية. بصورة عامة، يتولى مصممو تجربة المستخدم إنجاز المراحل الأولى من عملية تطوير المنتج، ثم يأتي بعدها دور مصممي واجهة المستخدم؛ فيرسم مصممو تجربة المستخدم الهيكل العام لرحلة المستخدم، ثم يعمل مصممو واجهة المستخدم على إنشاء العناصر البصرية والتفاعلية. كيف ينسجم العمل بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم؟ كما أسلفنا، يُعَد تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم مجالان مستقلان مع وجود بعض التداخل بينهما، فتجربة المستخدم هي المظلة التي تندرج تحتها واجهة المستخدم، وكلاهما ضروريان لنجاح المنتج. على سبيل المثال، إذا كان لديك موقع ويب يتمتع بواجهة جذابة لكنه صعب الاستخدام والتنقل (تجربة مستخدم سيئة)، فلن يكون هذا الموقع ناجحًا، وبالمثل فإنَّ موقع الويب قديم الطراز وغير الجذاب الذي يتمتع بالسلاسة وسهولة الاستخدام يصنَّف من المنتجات غير الممتعة للمستخدم، ورغم أنها ليست بالمشكلة المهمة، إلا أن المستخدم قد يفضِّل عليه منتجات أخرى منافِسة تؤدي الوظيفة بنفس الكفاءة لكنها أكثر جمالية. لتوضيح كيف ينسجم العمل بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم، لنلقِ نظرةً على تطبيق شازام Shazam، وهو تطبيق يتعرف على الموسيقى المشغَّلة في محيطك، وهو بذلك يحل مسألةً مهمة يمكن أن يتعرض لها الناس في حياتهم، فكم من مرة سمعت أغنيةً جميلةً على الراديو أو أثناء التسوق أو في المطعم ولم تتمكن من معرفة اسمها؟ تتولى تجربة المستخدم لهذا التطبيق حل هذه المشكلة بالتحديد. لا تقتصر مزايا هذا المنتج على التعرف على الأغنية، بل يمكِّنك أيضًا من حفظها من أجل الاستماع إليها لاحقًا، وذلك من خلال ارتباطه مع تطبيقات بث الموسيقى مثل آبل ميوزك Apple Music أو سبوتيفاي Spotify، وإعداد قائمة تشغيل تتضمن جميع المقاطع التي بحثتَ عنها من خلاله. يتمتع شازام بواجهة مستخدم بسيطة وواضحة، لأن هذا ما يحتاج إليه المستخدم. تخيل أنك شغلت الراديو للتو واستمعت إلى أغنية جميلة تكاد تنتهي، لديك فقط بضع ثوانٍ لإخراج هاتفك المحمول، وهذي هي بالتحديد المشكلة التي يعالجها هذا التطبيق، ولذلك فإن له واجهةً مختصرةً تقتصر على زر واحد كبير له مؤثر حركي ليرشد المستخدم إلى الضغط عليه، مع عبارة "انقر للتسجيل عبر شازام". تندرج كل من المؤثرات الحركية والأيقونة والنص ضمن تصميم واجهة المستخدم، وهي تؤثر إيجابيًا على تجربة المستخدم. يوضح هذا المثال كيف يجب أن ينسجم العمل بين تجربة المستخدم وواجهة المستخدم. كيف تختار المسار الوظيفي المناسب لك بين تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم؟ نظرًا لوجود تداخل بين هذين المجالين، فإن الكثير من إعلانات التوظيف تطلب مصممي UX/UI، أي كلا المجالين معًا، فإذا كنت تعمل بالأصل مصممًا لتجربة المستخدم، فمن المفيد لك أن تتعلم بعض مهارات تصميم واجهة المستخدم، خصوصًا من أجل المشاريع المحدودة بالوقت والموارد؛ لكن من المفترض في الحالة المثالية أن يكون هذان العملان منفصلَين، مع وجود تعاون بين مصمم تجربة المستخدم ومصمم واجهة المستخدم. لا شك بأن التمتع بمهارات كل من تصميم تجربة المستخدم UX وتصميم واجهة المستخدم UI أمرٌ مفيد، لكن ليس عليك أن تحترف المجالين معًا. اتخِذ قرارًا بشأن المسار الذي ترغب بسلوكه، وركز على بناء مهارات وتجارب تتعلق بهذا المسار، ومن المرجح أن تكتسب أثناء ذلك بعض مهارات المسار الآخر نظرًا لتداخلهما. يُعَد كل من تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم من الوظائف عالية الطلب، كما أنها عادةً عالية الأجور، لذلك فهي مسارات وظيفية تستحق التفكير بها. لنتحدث قليلًا عن المسؤوليات التي تقع على عاتق كل من مصمم تجربة المستخدم ومصمم واجهة المستخدم، للمساعدة على اتخاذ القرار بشأن الوظيفة المناسبة على ضوء هذه المعلومات. فيما يلي مقارنة بين المسؤوليات المترتبة في هذه الوظائف: المهارات الناعمة اللازمة لكل من المجالين هي نفسها تقريبًا، وهي مفيدة في كلتَي الوظيفتين على حدٍّ سواء، أما المهارات الصلبة فهي أكثر اختلافًا بينهما. تصميم تجربة المستخدم UX المهارات الناعمة المهارات الصلبة التعاطف النمذجة الأولية التواصل تقنيات أبحاث المستخدمين التخطيط التحليل حل المشاكل الإطارات الهيكلية التعاون هندسة المعلومات تصميم واجهة المستخدم UI المهارات الناعمة المهارات الصلبة التعاطف النمذجة الأولية التواصل تحريك الرسوم الإبداع نظرية الألوان القدرة على التكيف أسلوب الخط التعاون أنماط التصميم مما يجعل تصميم تجربة المستخدم وواجهة المستخدم وظيفتَين جذابتَين للغاية هو أنهما تنطويان على الكثير من المهارات المشتركة مع الوظائف الأخرى، ومنها: تصميم الرسوميات. إدارة المشاريع. إجراء الأبحاث. التسويق. خدمة العملاء. ماذا يفعل مصمم تجربة المستخدم UX في الواقع؟ لتصميم تجربة المستخدم دور متنوع ومتعدد التخصصات، ويتضمن إجراء أبحاث المستخدمين عبر المقابلات واختبارات قابلية الاستخدام وفرز البطاقات وغيرها من الطرائق، وذلك بهدف استكشاف سلوك المستخدم واحتياجاته ونقاط ألمه (المشاكل التي يواجهها). بالإضافة لذلك، يتطلب تطوير المنتجات إجراء تحليل المنافسين وإنشاء إستراتيجيات المنتج. يتعين أيضًا على مصمم تجربة المستخدم تطوير محتوى وإطارات هيكلية ونماذج أولية. ماذا يفعل مصمم واجهة المستخدم UI في الواقع؟ إذا كنت مهتمًا أكثر بالجوانب المرئية والإبداعية للتصميم، فقد يكون تصميم واجهة المستخدم هو المجال الأنسب لك. يتضمن ذلك تطوير الواجهة المرئية بما فيها الرسوميات والخطوط، مع التركيز على الناحية الجمالية والطابع التفاعلي للمشروع، بالإضافة إلى ضمان أن المخططات layouts مناسبة للأجهزة المختلفة من حيث المظهر والأداء، وإنشاء رسوم متحركة ونماذج أولية لواجهة المستخدم. يتعاون مصمم واجهة المستخدم بشكل وثيق مع المطور ليضمن خروج التصاميم كما تخيلها تمامًا. أي من المجالين ذو أجر أعلى؟ كما هو الحال في جميع الوظائف، تتأثر الرواتب بالعديد من العوامل، مثل الموقع الجغرافي ومستوى الخبرة والقطاع ونوع المشروع ومستوى التعليم، فضلًا عن العوامل الاقتصادية. لذلك يمكنك استخدام منصات مثل جلاسدور Glassdoor وإنديد Indeed لمعرفة الرواتب المتوقَّعة. بصورة عامة، يحصل مصمم تجربة المستخدم UX ومصمم واجهة المستخدم UI على أجور متقاربة، لذا يبقى القرار معتمدًا على المجال الذي تفضله، وكما ذكرنا سابقًا، قد تصادف وظائف لمصمم UX/UI معًا، وبالتالي من الممكن أن تجد نفسك تؤدي الوظيفتين معًا في الوقت نفسه. الخلاصة تصميم تجربة المستخدم وتصميم واجهة المستخدم متلازمان في العمل رغم أنهما تخصصان مستقلان. تتعلق واجهة المستخدم بالعناصر التفاعلية في مستوى المظهر الخارجي، في حين تشمل تجربة المستخدم جميع جوانب المنتج أو الخدمة أو التجربة. ومع أن هناك تداخلًا بين عمل مصممي تجربة المستخدم ومصممي واجهة المستخدم، إلا أنهما يتطلبان مهارات ومهام ومسؤوليات مختلفة، وتتحدد المهام والمهارات التي يتعين عليك إنجازُها في النهاية وفقًا للمتطلبات الخاصة للعمل، لذا تذكر أن تقرأ توصيف العمل بعناية. ستحصل على أجر متقارب سواء عملت مصممًا لتجربة المستخدم أو لواجهة المستخدم، وإذا عزمت أمرك بالعمل في هذه المجالات الشيقة، فهناك الكثير من المصادر المجانية التي تضعك على سكة الطريق. ترجمة -وبتصرّف- للمقال ?UX vs UI: What’s the Difference لصاحبته Molly Fitz-Patrick. اقرأ أيضًا تصميم واجهة المستخدم وتجربة المستخدم UI / UX التوعية بأهمية تصميم تجربة المستخدم دليلك الشامل لفهم المسارات المهنية لمجال تجربة المستخدم مبادئ تصميم واجهة المستخدم UI الجيدة الدليل إلى تهيئة واجهة المستخدم UI
×
×
  • أضف...