اذهب إلى المحتوى

كندة شربجي

الأعضاء
  • المساهمات

    38
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

كل منشورات العضو كندة شربجي

  1. يُعَد فهم الدوافع البشرية من الجوانب المهمة في عملية التلعيب، وسنتحدث فيما يلي عن بعض المبادئ التحفيزية المتعلقة بالتلعيب. هذه المقالة جزء من سلسلة مقالات حول التلعيب Gamification: مزج العمل باللعب التصميم المتمحور حول اللاعب اللاعب المهمة الدوافع التقنيات الإدارة والمراقبة والقياس الضوابط القانونية والأخلاقية أمثلة عن التلعيب في المؤسسات القاعدة البلاتينية ربما تتردد على مسامعك القاعدة الذهبية التي تقول: "قدم للآخرين مثلما تحب أن يقدَّم لك"، والتي يمكن أن تفهم منها أن عليك أن تحفز الآخرين بالطريقة التي تشعر أنها تحفزك، لكن لدينا اليوم طريقة مختلفة وهي القاعدة البلاتينية التي يُنصح بتطبيقها في التلعيب، وتنص على "أن تقدّم للآخرين ما يحبون أن يقدَّم لهم". هناك طرائق عامة لتحفيز الناس أو تثبيطهم، لكن الطريقة الأكثر فعالية يجب أن تتضمن تقنيات مختلفة باختلاف الملف الشخصي للاعب. تساهم عوامل معينة مثل الجيل والجنس والأهداف في تحديد الدوافع المناسبة للاعبك، فمثلًا تختلف تقنية التحفيز الأكثر فعالية بين لاعب ذكر بعمر 18 تتمثل مهمتك بمساعدته على إتقان مفهوم رياضي، وبين لاعبة بعمر 40 ذات خبرة في المحاسبة تتمثل مهمتك بتحفيزها على إكمال التسوية المصرفية بحلول نهاية الأسبوع. باختصار، عليك أن تفهم لاعبك ثم تحدد المهمة ثم تفكر مليًا بتقنية التحفيز التي ستساعده على تحقيق هذه المهمة. الدوافع الداخلية والخارجية للدوافع نوعان: داخلية وخارجية، الدوافع الداخلية تنبع من داخل الشخص، مثل الاستقلالية والامتياز والجدوى، أما الدوافع الخارجية فهي عوامل محفزة خارجية، مثل المال والجوائز ونحو ذلك. الدوافع الداخلية والخارجية أجرى دانيال بينك -مؤلف كتاب الحافز Drive- دراسةً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، وجد من خلالها أن تقنيات التحفيز الخارجي فعالة في المهام البسيطة الروتينية، أما عندما تتطلب المهمة قدراتٍ إدراكية أعلى أو تحتاج إلى ابتكار، فإن العوامل الخارجية تصبح غير فعالة، حتى أنها ربما تسبب التثبيط بدلًا من التحفيز. نستنتج من ذلك أن المهام التي تتضمن حل مشاكل معقدة تحتاج إلى دوافع داخلية مثل الاستقلالية والامتياز والجدوى. هذه النقطة مهمة ويجب أخذها بالحسبان عند إدخال تقنيات التلعيب إلى المؤسسة. أبحاث أخرى حول الدوافع نتطرق فيما يلي إلى المزيد من الدراسات حول الدوافع، والتي قد تفيد في عملية التلعيب: الأنماط الأربعة للمتعة المتعة جزء مهم من التلعيب، ومن المفيد دراسة الأبحاث الحالية المتعلقة بها. صنّفت نيكول لازارو -مؤسِّسة شركة XEODesign- المتعة إلى أربعة أنماط: المتعة الصعبة: تتمثل في الاستمتاع بمشاعر التحدي والامتياز وتحقيق الإنجازات. المتعة السهلة: مثل متعة الاستكشاف ولعب الأدوار. المتعة الجدية: تتضمن اللعب الهادف وتغيير طريقة تفكير اللاعبين وشعورهم وسلوكهم وإحداث فرق في حياتهم الواقعية. المتعة الاجتماعية: تدفع للخروج مع الأصدقاء. النموذج السلوكي يعرض بريان جيفري فوغ طريقته في الإقناع عبر وضع نموذج باسم نموذج فوغ السلوكي، ينصّ على أن إحداث أي سلوك يتطلب كلًا من التنبيه والقدرة والتحفيز (الدافع). بمعنى آخر، إذا أردت من موظفك أو عميلك أو شريكك اتخاذ إجراء ما، فيجب أن تحرص على وجود هذه العناصر الثلاثة؛ إذ يجب أن يتلقى تنبيهًا (إشعارًا أو رسالةً تنبيهية مع دعوة لاتخاذ إجراء)، وأن يمتلك القدرة على اتخاذ الإجراء (الوقت والموارد)، وأخيرًا أن يمتلك الدافع لاتخاذ هذا الإجراء. يؤكد فوغ على أن حل المشاكل المتعلقة بالتقصير في اتخاذ الإجراء يجب أن يبدأ من معالجة التنبيه والقدرة قبل محاولة معالجة الدافع. على سبيل المثال، إذا كنت تريد من الموظفين جمع مليون دولار لحملة التبرعات التمويلية التي ترعاها المؤسسة، لكن لم تكن التبرعات بالمستوى المطلوب، فيجب أن تتحقق أولًا من وصول معلومات الحملة إليهم (عبر البريد الإلكتروني مثلًا)، ثم تتحقق من القدرة (هل يعمل موقع الويب الذي يجري التبرع من خلاله؟ وهل زمن استجابته سريع؟ هل تتطلب عملية التبرع الكثير من الخطوات؟ هل المبلغ المطلوب كبير؟ حاول أن تطلب تبرعات معقولة من قبيل 10$ أو 20$، بالإضافة إلى استهداف مجموع تبرعات قابل للتحقيق بدلًا من مليون دولار). بعد أن تنتهي من معالجة التنبيه والقدرة، إذا كانت النتائج لا تزال غير مُرضية، يمكنك تحفيز الموظفين على التبرع من خلال شرح أهمية الأمر والمنافع التي سيجلبها. غالبًا ما يُعتقَد في هذه الحالة بأن الموظفين غير مهتمين بالحملة وأهدافها (ينقصهم الدافع)، لكن في الواقع ربما لم تصلهم رسالة البريد الإلكتروني من الأساس (التنبيه). مجموعة من أهم الدوافع التحفيزية الدوافع التحفيزية عبارة عن معلومات مستنبَطة من ملاحظة دوافع ومحفزات الناس على أرض الواقع، ولها تطبيقات كثيرة لا تقتصر على التقنيات الرقمية، ويمكن الاستفادة منها في تصميم تجارب تجذب المستخدم في العالم الافتراضي. فيما يلي مجموعة من أهم السلوكيات التي تثير الدوافع البشرية، وهي ليست قائمةً شاملة، لكنها تُعَد بدايةً جيدة للاستفادة من الدراسات السابقة حول الميول النفسية البشرية في إنشاء تجارب تلعيب تجذب المستخدمين. الجمع يستمتع الناس بجمع الأغراض مثل بطاقات اللعب والعملات والطوابع وساعات اليد العتيقة وحتى الأصدقاء على فيسبوك، وقد تملك بعض هذه الأشياء قيمةً مادية مثل بطاقات اللعب، في حين يملك بعضها الآخر قيمةً رمزية للوضع اجتماعي مثل الأصدقاء على فيسبوك. إذا بدأنا بجمع أغراض تأتي على شكل مجموعة متكاملة فإننا نشعر بدافع يحفزنا على إتمام المجموعة، وإذا كانت المجموعة غير محدودة فإننا نتحفز على متابعة الجمع بدافع الرغبة في تحصيل المزيد، كما قد يتولد الدافع أحيانًا من موازنة مجموعتنا بمجموعة الآخرين والشعور برغبة في المنافسة. التواصل يتوق الإنسان ليكون جزءًا من شيء أكبر منه، قد يكون ذلك من خلال إنشاء علاقات مع أشخاص آخرين ليصبح جزءًا من مجتمع معين، أو من خلال تبنّي قضية ما ليصبح جزءًا من شأن كبير هادف. لهذا السبب فإننا ننضم إلى مجموعات أو نوادٍ من أصناف مختلفة لنتواصل مع أشخاص يشبهوننا ونتعرف على تجاربهم القيّمة. يعزز هذا من قيمة وجودنا ويجعل الحياة أكثر متعة. التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإنجاز نشعر بكثير من الرضا عند الإنجاز، مهما كان نمطنا في اللعب وفق تصنيف بارتل، ونندفع إلى مزيدٍ من السعي في سبيل تحقيق النجاح عند وجود نوع من التحدي، وحينما نصل إلى هذا النجاح يتولد لدينا رد فعل نفسي إيجابي يدفعنا بدوره لتكرار هذه العملية. هناك عوامل دقيقة يجب الانتباه لها في هذا السياق، فإذا كان التحدي شديد الصعوبة أو شديد السهولة، فقد لا يكون محفزًا للإنجاز بنفس الدرجة التي يحققها عندما يكون بمستوى ملائم من الصعوبة. مع أننا لا نتوقع الفوز في كل مرة، إلا أن الإنجازات وفرص الربح ذات المواعيد غير المحددة غالبًا ما تكون كافيةً لتحفيزنا على المحاولة. لاحظ أن لاعبي اليانصيب يشتركون على أمل نيل فرصة الربح رغم أنهم يعرفون أن احتمال ربحهم ضئيل منطقيًا. الاستجابة نرغب دائمًا بالحصول على استجابة أو رد فعل من الآخرين، وقد يكون ذلك بسيطًا جدًا مثل الإيماءات التي يبديها الطرف الآخر عند التحدث معه، والتي تؤكد على إنصاته واهتمامه واحترامه للحديث، وتدفعنا لمتابعة الحديث معه. من الأمثلة الرقمية على ذلك، إرسال موقع أمازون رسالة بريد إلكتروني تأكيدية فورية عند الطلب من الموقع، ومفادها أنهم تلقوا الطلب وأن الطلب الآن بأيدٍ أمينة. يساعد هذا على تعزيز الشعور بالأمان والتأكد من سير العمل بنجاح. قد يكون عدم تلقي أية استجابة مثبطًا للغاية، فمثلًا إذا كنت تتحدث مع شخص ما ولم يُبدِ هذا الشخص أي رد فعل، فإنك ستتوقف عن الكلام لأنك غير متأكد ما إذا كان يسمعك أو يفهمك من الأساس. ينطبق ذلك أيضًا على البرمجيات، فإذا لم يظهِر البرنامج أي رد فعل عند اتخاذك لإجراء معين، لا شك أن تجربة الاستخدام ستكون أقل جودة. التعبير عن الذات ندخل اليوم عصر التخصيص الفائق الذي مكّنته التقنيات الحديثة. على سبيل المثال، تسمح شركات مثل نايكي للعملاء بتخصيص المقاس والميزات واللون والطراز الخاص بأحذيتهم، كما يقضي اللاعبون على الإنترنت وقتًا في اختيار مواصفات الشخصيات التي ستمثلهم في اللعبة، مثل لون العينين والبشرة وشكل الجسم بالإضافة إلى الملحقات مثل الأقراط والقبعات والقفازات، ليكونوا قادرين على التحكم بمظهرهم أمام اللاعبين الآخرين. التبادل ربما تعرَّض الكثير منا لموقف الحصول على عينة "مجانية" من منتج ما أثناء التجول في المتجر، ثم الشعور بأن عليه أن يشتري ردًا على ذلك. تعمل بعض المنظمات الخيرية مثل مارش أوف دايمز ومؤسسة التليف الكيسي والصندوق العالمي للحياة البرية وإيستر سيلز والمؤسسة الأمريكية للداء السكري على إرسال ملصقات عناوين مجانية للمتبرعين المحتملين لتفعيل الدافع التبادلي لديهم في سبيل زيادة التبرعات. تدفق الإنتاجية أجرى ميهاي تشيكسينتميهاي -أستاذ جامعي بارز في مجال علم النفس والإدارة في جامعة كليرمونت للدراسات العليا ومدير مركز أبحاث جودة الحياة- أبحاثًا رائدةً حول نقاط القوة البشرية مثل التفاؤل والاندفاع وتحمل المسؤولية، ووضع مفهوم التدفق الذهني الذي يعرَّف على أنه "الحالة الذهنية التي يشعر فيها الإنسان بتركيز عالٍ واندماج كامل وإنجاز ناجح للنشاط الذي يفعله". عندما تكون المهمة شديدة الصعوبة فإنها تسبب الشعور بالقلق، وعندما تكون شديدة السهولة فإنها تسبب الملل، أما عندما تكون بالمستوى الصحيح فإنها تجعلنا في حالة انغماس وتركيز عالٍ؛ وهي حالة التدفق الذهني. مفهوم التدفق الذهني الذي وضعه ميهاي تشيكسينتميهاي يختبر رواد ألعاب الفيديو شعور التدفق الذهني عندما يكون مستوى صعوبة اللعبة مناسبًا لمهارتهم، لذلك فإن الألعاب تأتي بشكل مراحل تدريجية تمكِّن المستخدمين من الانتقال إلى مستويات أكثر صعوبة مع تحسُّن مهاراتهم. يمكن تحسين برمجيات المشاريع التجارية عبر إدخال مفهوم المراحل لتمكين المستخدمين من الوصول إلى حالة التدفق الذهني. الخلاصة يُعَد فهم الدوافع البشرية جزءًا مهمًا من عملية إنشاء إستراتيجية تلعيب فعالة، ويمكن للطلاب والباحثين في مجال التلعيب الاستفادة من الدراسات السابقة حول الدوافع البشرية. تحدثنا عن مجموعة من أهم الدوافع التحفيزية التي يمكن البدء منها، وهي الجمع والتواصل والإنجاز والاستجابة والتعبير عن الذات والتبادل وتدفق الإنتاجية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 5. Chapter 5: Motivation لصاحبيه Mario Herger وJanaki Kumar. اقرأ أيضًا تأثير الإنتاج الذاتي في إنشاء واجهات مستخدم سهلة التذكر مبادئ التصميم والتنسيق وفق النسبة الذهبية استخدام قوائم التمرير والأرشفة والبيانات المتجمعة في البحث عن العناصر الأفكار التي يجب على كل مصمم مواقع أن يعرفها لتحسين محركات البحث
  2. من الشائع جدًا إضاعة الكثير من الوقت على شاشات هواتفنا المحمولة، ومن هنا تأتي أهمية تبسيط تصميم تجربة المستخدم، التي تساعد المستخدمين على تبنّي عادات صحية أكثر في الارتباط بهواتفهم الذكية. كان الكثير منا يسعى إلى تخفيف إدمانه للهواتف الذكية حتى قبل جائحة كورونا، لكننا اليوم نستخدم هذه الهواتف أكثر من أي وقتٍ مضى. وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب هي المتهم الأول، لكن السبب الأساسي هو دفع الإشعارات والشعارات التنبيهية والأصوات والاهتزازات التي تضفي شعورًا غير مبرر بالإلحاح والاستعجال. من ناحية أخرى فإن الإعلانات داخل التطبيق قد تصرف انتباه المستخدم عن غايته الأساسية، من خلال دعوته للتسوق بدلًا من أداء الأمر الذي فتح التطبيق من أجله. وإذا عممنا هذه التجربة على عشرات التطبيقات المتوفرة، فلا عجب في أن نرغب أحيانًا بالتخلص من الهاتف وإلقائه من أقرب نافذة! درجت العادة أن يعمل مصممو المنتج على جعل المستخدم يتكيف مع التكنولوجيا التي يقدمونها، لكن يفترض أن يحدث العكس، وفقًا لما يصرح به كيم. هناك الكثير من الإعدادات البسيطة الموجودة أصلًا في الهاتف للمساعدة على ضبط الاستخدام، مثل إعدادات الإشعارات ووضع عدم الإزعاج، كما يمكن الاستعانة بأدوات خارجية لضبط الإنتاجية، مثل StayFocusd أو Freedom للمساعدة على تحديد وقت استخدام تطبيقات معينة. قد تجدي هذه الحلول نفعًا لدى البعض، لكنها تتطلب قدرًا كبيرًا من ضبط النفس، وهو ما تهدف الكثير من التطبيقات إلى تقويضه. يسعى المستخدم إلى التحكم أكثر بتجاربه الرقمية، لذلك يعمل المصممون اليوم على تطوير إستراتيجيات بسيطة لتجربة المستخدم من أجل تحفيز الارتباط الصحي بالهواتف الذكية. الارتباط يعادل القيمة، لكن ما التكلفة؟ تعمل معظم تطبيقات الهواتف المحمولة على تعزيز الارتباط بالمستخدم، وتدور نماذج عملها حول الفترة الزمنية التي يقضيها المستخدم على التطبيق وعدد مرات عودته لفتحه. السبب في ذلك أن الارتباط بالتطبيق يُعَد مقياسًا لقيمة هذا التطبيق أو الخدمة في نظر المستخدم. وقد تبين أن المستخدمين ذوي الارتباط الأعلى أكثر احتمالًا لأن يشتروا أو يعودوا أو يشاركوا التطبيق أو الخدمة مع الأصدقاء، وهو ما يعني المزيد من الربح للمشروع التجاري، فضلًا عن كسب ولاء المستخدمين. لكي يلبي التطبيق أهداف العمل، يتعين على المصممين تشجيع المحافظة على تركيز المستخدم لأطول فترة ممكنة، ولتحقيق ذلك يجب أن يختبر المصمم كل النقاط التالية: سهولة الاستخدام: هل المنتج سهل الاستخدام؟ الشكل والمظهر:هل المنتج جذاب وسهل الفهم؟ المشاعر: هل يقدّم المنتج معلومات مقنعة أو يحكي قصة مهمة؟ روح المسابقة: هل يثير المنتج الرغبة بإتمام مَهمة ما عبر استخدام أسلوب الألعاب مثل اكتساب النقاط أو الأوسمة؟ الاندماج في المجتمع: هل يمكّن التطبيق المستخدمين من التواصل مع أشخاص آخرين؟ لكن إلى جانب ذلك، يحتاج المصممون إلى مراعاة الجوانب الأخلاقية عند محاولة إقناع المستخدمين بمزيدٍ من الارتباط.، وتُعَد كل من العبارات التسويقية المضللة أو المتلاعبة، وطلبات الموافقة غير الواضحة، والإشعارات المستمرة، من الأمثلة على مطالبات الارتباط التي قد تلحِق الأذى بالمستخدم. يتمثل أحد الحلول بإنشاء مخرج يساعد المستخدمين على التوقف، كما في رسالة “You’re All Caught Up” أو "وصلتَ إليه بالكامل" التي يعرضها إنستاجرام عندما تصل إلى نهاية المحتوى الجديد، وهي طريقة جميلة لتجنب استمرار المستخدم في التمرير للأسفل عند تصفحه آخر الأخبار، من خلال إشعاره بإتمام الأمر، ليتمكن من إغلاق التطبيق وهو مطمئن والانتقال إلى نشاط آخر. يرغب بعض المصممين في مساعدة المستخدم على المزيد من التحكم، وفيما يلي بعض الطرائق المساعدة على ذلك. ابدأ بواجهة مستخدم أهدأ من أسهل الطرائق لجعل الارتباط بين المستخدم وهاتفه الذكي مقتصرًا على حاجات المستخدم المقصودة فقط (أي ما يسمى بالارتباط المقصود)؛ إنشاء واجهة أقل تطلُّبًا، من خلال حلول خارجية، مثل حزم توحيد لون الأيقونات التي يمكن شراؤها في هواتف أيفون، أو مشغلات التبسيط minimalist launchers المتوفرة لأجهزة الأندرويد. من الأمثلة على هذه المشغلات؛ Minimalist Phone أو الهاتف المبسَّط، والذي لا يكتفي بتبسيط الناحية الجمالية، بل صُمم للمساعدة على تعزيز الارتباط المقصود بين المستخدم وهاتفه المحمول. يقول المصمم ومهندس الحلول لأداة Minimalist Phone مارتن مورافيك: "اعتمد قرار التصميم لدينا على كسر الأنماط القديمة التي تعزز فرط استخدام الهاتف الذكي، ومحاولة تعويد الناس على سلوكيات صحية أكثر، من خلال اعتماد أنماط استخدام صحية بديلة". يعتمد هذا المشغّل اللون الأسود والأبيض، وواجهته نَصّية فقط، من أجل كبح جماح المستخدم وجعل نقره التلقائي على أيقونة التطبيقات التي تشد انتباهه أكثر صعوبة. الرمز الوحيد الذي يظهر في الواجهة هو رمز مستوى البطارية. تتميز واجهة Minimalist Phone بأنها باللون الأسود والأبيض، ونَصّية فقط، وتتضمن مؤشرًا بسيطًا لمستوى البطارية على شكل دائرة تحيط بالتاريخ والوقت. أثناء إعداد المشغل، فإنه يحاول منع المستخدم من وضع أي تطبيق مشتت للانتباه في قائمة المفضلة (انظر الصورة) على الشاشة الرئيسية، كما يستطيع المستخدم إخفاء التطبيقات التي تجذبه بشدة ضمن قوائم فرعية بعيدة الوصول، إذ يقول مورافيك أن وضع المزيد من الاحتكاك أمام المستخدم للوصول إلى هذه التطبيقات يمنحه وقتًا لتغيير رأيه بفتحها من الأساس. يتوفر أيضًا مؤقت اختياري يمكن استخدامه ضمن التطبيق، وعند تفعيله يتعين على المستخدم تمديد المؤقت لمتابعة استخدام التطبيق كلما انتهى الوقت المحدد. بالإضافة لذلك، تتيح خاصية تجميع الإشعارات إمكانية كتم صوت هذه الإشعارات الصادرة عن التطبيقات المشتتة. وأخيرًا، يتوفر للمستخدم خيار عرض تطبيقات معينة بتدرج رمادي اللون لجعلها أقل جاذبية. في استبيان لمستخدمي Minimalist Phone، قال 93% منهم أن هذا المشغل ساعدهم على الحد من مصادر التشتيت غير المرغوب بها. تخلص تماما من هاتفك الذكي لا شك بأن الحل الجذري هو التخلص من هاتفك الذكي ودخول عالم الهواتف البسيطة، التي قد تكون أبسط حتى من الهواتف المحمولة القديمة القابلة للطي التي ربما استعملتها يومًا ما في أيام مدرستك. تمكّنك هذه الهواتف فائقة البساطة من إجراء مكالمات وبضعة وظائف أخرى فقط، مثل إرسال رسائل نصية والتنقل عبر نظام تحديد المواقع العالمي GPS. من الأنواع الجديدة في السوق هواتف موديتا Mudita ووايزفون Wisephone ولايت Light. آخر إصدار من لايت هو هاتف Light Phone II الرقيق بحجم البطاقة الائتمانية، والذي يحتوي على ميزات قليلة، شاشته باللون الأسود والأبيض من نوع شاشات الحبر الإلكتروني الموجودة في القارئات الإلكترونية. يتيح هذا الهاتف ميزات تبادل الرسائل النصية والمنبه والحاسبة وإعطاء التوجيهات خطوة بخطوة ورفع قائمة التشغيل يدويًا، ولا يتضمن قطعًا متصفح إنترنت، وليس هناك طريقة لإضافة تطبيقات خارجية. هاتف Light Phone II صغير جدًا بالحجم، ويمكن إخفاؤه بسهولة عند عدم استخدامه. يقول كايوي تانج الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للايت أن الفكرة من هذا المنتج أنك لست مضطرًا دائمًا لاصطحاب حاسوبك المصغر إلى كل مكان تذهب إليه، حتى وإن اختصرت جهاز أيفون أو جالاكسي الخاص بك إلى الميزات الأساسية فقط. يقول تانج: "نحن نستخدم حاليًا أداةً واحدة لجميع الإجراءات، لكنّ هذا أسوأ تصميم ممكن، صحيح؟ إذا كنت مصممًا فلا بد أنك تعلم أن التصميم المُعَدّ لأداء جميع الوظائف لن يعمل جيدًا في أيٍّ من هذه الوظائف". ويؤكد تانج أنه إذا كان هدفك أخذ استراحة حقيقية من جميع التطبيقات، فإن ما تحتاج إليه فعليًا هو جهاز آخر مختلف كليًا. لهذا السبب فإن جهاز Light Phone II مصمم ليبدو مختلفًا تمامًا عن الهواتف الذكية، فهو صغير وله إطار كامد (غير لامع)، ويؤكد تانج أن شاشة الحبر الإلكتروني ليست فقط تبدو مختلفة عن شاشة الهاتف الذكي، بل أيضًا تقيّد إمكانية عرض صور عالية الدقة، مما يعني أن الصور والنصوص يجب أن تكون بسيطة للغاية. ما يحدّ من ميزات جهاز Light Phone II ليس فقط المكونات الداخلة في تركيبه، بل الفلسفة الجوهرية التي تتبعها شركة لايت، فهناك ثلاثة مبادئ تصميمية يجب أن تخضع لها أية ميزة أو أداة لكي يوافَق على تضمينها في الجهاز، وهي وفقًا لتانج: عدم إمكانية تضمين إعلانات، ووجود نقطة نهاية محددة لكل استعمال للأداة، وعدم السماح بالتمرير اللانهائي وقابلية الاكتشاف غير المحدودة. يقول ناتج أن 40% من مستخدمي جهاز Light Phone II أشاروا إلى أنه الهاتف الوحيد الذي يستخدمونه، في حين يستخدمه الآخرون في أوقات معينة أو يستخدمونه إلى جانب هاتفهم الذكي. مراعاة تفضيلات المستخدمين عند التصميم نلاحظ أن بعض مستخدمي الهواتف الذكية يبحثون عن طرق للهروب من الخصائص التي تجعل هذه الهواتف أكثر أهمية، ويعود ذلك جزئيًا إلى الاختلاف بين البشر، إذ يختلف الناس بأولوياتهم واهتماماتهم ودرجة ارتباطهم بالتطبيقات على مدار الوقت، كما يقول كيم من مايكروسوفت. إلى جانب عمل كيم في ميكروسوفت أزور، فقد شارك مع مارجاريت برايس في تأليف كتيّب بعنوان Respecting Focus أو احترام الأولويات، الذي يُعَد جزءًا من إطار عمل التصميم الشامل لدى مايكروسوفت. من أهداف كتيب Respecting Focus توجيه المصممين إلى الحرص على ملاءمة منتجاتهم للمستخدمين الذين ينزعجون من مقاطعة الهاتف لنشاطاتهم. قد يكون دفع الإشعارات من أهم ما يقاطع نشاطاتك (في حال عدم وجود أطفال صغار ليحتلوا المركز الأول في مقاطعتك). يتلقى مستخدم الهاتف الذكي في الولايات المتحدة وسطيًا 46 إشعارًا مدفوعًا في اليوم، ووفقًا لاستبيان حديث فإن 47% من مستخدمي الهواتف الذكية في الولايات المتحدة يقولون أن الإشعارات التي تصلهم كثيرة جدًا. يقول كيم: "معظم الإشعارات تهم العميل بشكل أو بآخر، لكن كثيرًا ما تصل إليه بطريقة تقلل من قيمتها أو بتوقيت غير ملائم على الإطلاق". لا يعني ذلك أنك بحاجة إلى جعل إشعارات منتجك أعلى صوتًا أو أكثر ظهورًا، إذ يشير الاستبيان المذكور أعلاه إلى أن 39% من المستخدمين الذين يشعرون بالانزعاج سيلغون تفعيل جميع إشعارات التطبيق بدلًا من تعديل إعداداتها، و8% سيحذفون التطبيق بأكمله، وهذا ما سيعود بخسارة كبيرة على أي مشروع تجاري. ينبغي على المصممين بدلًا من ذلك بناء منتجات تلتزم بخيارات المستخدم وتحترم تفضيلاته. فيما يلي بعض النقاط التي تجب مراعاتها في التصميم وفق Respecting Focus: حدد الأولويات والبيئة المناسبة: انتبه إلى ما يحتاج المستخدم لمعرفته وادرس الطريقة الأنسب لتنبيهه، وما إذا كان هناك حاجة تستدعي مقاطعته بهذا التنبيه. تكيف مع سلوك المستخدم: تعرف على تفضيلات المستخدم بحيث لا يضطر المستخدم إلى تغيير الإعدادات بصورة متكررة. تكيف مع الحالة: تعرف على طريقة استخدام منتجك لدى مختلف المستخدمين الذين قد يستخدمونه بطرائق متعددة وفي ظروف مختلفة. مكّن المستخدم من التكيف: اسمح للمستخدم بتخصيص تجربته وضبط الإشعارات التي يتلقاها بالطريقة التي تناسبه. قلل من الانشغال الذهني: أنشئ تجربةً تقلل من التوتر لدى المستخدم المشغول أو كثير المهام. يشير كيم إلى أننا نعيش اليوم بداية مرحلة تحول مفصلي بدأت فيها الشركات بمراعاة متطلبات المستخدم وحاجته لمزيد من التحكم بالطريقة التي يتفاعل بها مع المنتجات الرقمية، ويضيف: "نتجه جميعنا نحو المزيد من الوعي حول ما نحتاج إليه لنتمكن من النجاح، والشركات التي لا تدرك ذلك لن تتمكن من الصمود". نظرًا لأن المستخدمين يتوقون إلى المزيد من التحكم، يجب على المصممين أن يلبوا ذلك من خلال تبسيط تجربة المستخدم وغيرها من الإستراتيجيات التي من شأنها أن تجعل المنتَج يحترم تفضيلات المستخدم وحاجاته. أسئلة جوهرية كيف يمكن أن يعزز تصميم الهاتف المحمول من الصحة النفسية؟ وجد الخبراء أن التنبيهات المتكررة والتعرض المطول لمحتوى مزعج يؤدي إلى زيادة الشعور بالإجهاد النفسي لدى المستخدم، في حين أن الأسلوب الصحي لتصميم المنتجات يمكّن المستخدم من السيطرة على الوضع، من خلال تسهيل ضبط إعدادات الإشعارات وإمكانية الابتعاد عن المنتج عن الحاجة. هل هناك علاقة بين تصميم تجربة المستخدم وعلم النفس؟ يرتبط تصميم تجربة المستخدم ارتباطًا وثيقًا بعلم النفس، ويتعين على المصممين فهم السلوك البشري والأسس التي يقوم عليها، ويتضمن ذلك علم الأعصاب والانحيازات الشائعة والمغالطات المنطقية وعلم النفس الاجتماعي والتفاعل بين الإنسان والحاسوب وغيرها، كما يجب أن يكونوا على دراية كافية بأفضل أساليب إجراء الأبحاث. ما الفرق بين تجربة المستخدم للهاتف المحمول وتجربة المستخدم لسطح المكتب؟ تختلف تجربة المستخدم للهاتف المحمول عن تجربة المستخدم لسطح المكتب في جوانب كثيرة، مثل أبعاد الشاشة والتوجه والتنقل وطرائق الإدخال والحالة التي يُستخدَم بها الهاتف المحمول. يساعد تبسيط تصميم تجربة المستخدم على تقليل الاحتكاك وتعزيز الارتباط الصحي لمستخدمي الهواتف المحمولة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Minimalist UX Design for Healthier Smartphone Engagement لصاحبته Florence Dairo. اقرأ أيضًا تحليل تجربة المستخدم ونصائح لتحويل الزوار إلى عملاء كيفية إجراء اختبار سريع لتجربة المستخدم ما هي مكتبة الأنماط ولماذا يجب أن تتعلم كيفية إنشائها مبادئ تصميم واجهة المستخدم الداكنة
  3. تشير المهمة إلى الهدف من نشاط التلعيب، ويجب تحديدها بعناية لأن النجاح أو الفشل النهائي لجهودك مرتبط بها. سنناقش فيما يلي الجوانب التي يجب أخذها بالحسبان عند اختيار مهمة هادفة يمكن أن يستخدمها فريق التلعيب داخليًا لتوجيه مساعيه. هذه المقالة جزء من سلسلة مقالات حول التلعيب Gamification: مزج العمل باللعب التصميم المتمحور حول اللاعب اللاعب المهمة الدوافع التقنيات الإدارة والمراقبة والقياس الضوابط القانونية والأخلاقية أمثلة عن التلعيب في المؤسسات خطوات وضع مهمة فعالة فيما يلي الخطوات الرئيسية التي يجب إجراؤها لوضع مهمة فعالة: فهم السيناريو الحالي. فهم أهداف المشروع التجاري. تحديد مهمة ذكية تحقق المواصفات المجموعة اختصارًا بـ .S.M.A.R.T. ابدأ بدراسة المشكلة التي تحاول إيجاد حل لها والنتائج التي تحاول تحقيقها، واعتمادًا على فهمك لذلك، ضع مهمةً ذكية تحقق مواصفات .S.M.A.R.T. لنتحدث بالتفصيل عن هذه الخطوات. حلل السيناريو الحالي، وافهم أهداف المشروع التجاري، ثم ضع مهمةً ذكية (.S.M.A.R.T). تحليل السيناريو الحالي السيناريو الحالي هو ما يفعله اللاعبون اليوم، ويتضمن دراسة ممارسات العمل الحالية التي يتبعها الموظف أو العميل أو الشريك. أفضل طريقة للحصول على هذه المعلومات هي إجراء أبحاث نوعية مثل الملاحظة والزيارات الميدانية والمقابلات، والهدف من ذلك تطوير معرفة قوية بالحالة الشعورية للّاعبين المستهدفين. التفكير التصميمي من الطرائق الفعالة أيضًا لإجراء ذلك، وهو منهجية مقدَّمة من مدرسة التصميم في معهد هاسو بلاتنر للتصميم في جامعة ستانفورد. إذا كانت برمجيات التلعيب موجَّهةً للاستخدام الداخلي، فمن السهل نسبيًا الوصول إلى اللاعب المستهدف، أما إذا كان التلعيب جزءًا من برمجيات معيارية معدّة مسبقًا لبيعها لجهة خارجية، فقد يكون من الصعب التعرف على العميل عن كثب من خلال عمليات توظيف نظامية. لتلافي هذه العقبة، يُنصح بالدخول في شراكة مع عدد من العملاء الرئيسيين للمساهمة في الابتكار. فهم أهداف المشروع التجاري السيناريو المستهدف هو ما ترغب الإدارة أن يفعله الموظفون أو العملاء أو الشركاء، كأن تريد من مندوب المبيعات أن يبيع المزيد ومن العميل أن يشتري المزيد، لكن هذه التطلعات النهائية ذات سقف عالٍ جدًا، لذا يجب أن نخوض أكثر في التفاصيل لوضع مهمة فعالة. أفضل طريقة للحصول على هذه المعلومات هي إجراء مقابلات مع الأطراف المعنية لفهم التغييرات السلوكية التي يرغبون برؤيتها في المؤسسة. تحديد مهمة ذكية .S.M.A.R.T اعتمادًا على تحليل السيناريو الحالي وفهم السيناريو المستهدَف، يمكن تحديد مهمة مشروع التلعيب، والتي يُفضل أن تكون محددة Specific وقابلة للقياس Measurable وقابلة للتنفيذ من قِبل اللاعبين Actionable وواقعية Realistic ومحددة زمنيًا Time-bound، وتُجمع الحروف الأولى من هذه الخصائص باختصار .S.M.A.R.T باللغة الإنجليزية. لنبحث في كيفية تطبيق هذه الخصائص عند تحديد المهمة من خلال المثال التالي: يعاني مركز اتصالات الشركة (أ) من تدنّي درجة رضا العملاء، وقد بحثت الإدارة عن سبب هذه المشكلة فوجدت أن موظفي مركز الاتصالات ليسوا على دراية كافية بميزات ووظائف المنتَج الجديد، وبالتالي فهم غير قادرين على تقديم إجابات شافية لأسئلة العملاء، لذلك زودت الشركة الموظفين بمواد تدريبية عبر الإنترنت، لكن لم يكمل التدريب سوى 10% من الموظفين، وحينها قررت الشركة أن تلجأ إلى التلعيب لتحفيز الموظفين. ما هي المهمة المناسبة لمشروع التلعيب لهذه الشركة؟ في هذه الحالة يُفضَّل عدم جعل مهمة التلعيب هي "زيادة رضا العميل"، فرغم أنها محددة وقابلة للقياس إلى حد ما، إلا أنها غير قابلة للتنفيذ وغير محددة زمنيًا. يُنصح بدلًا من ذلك بالبحث عن السبب الجذري لعدم الالتزام بالتدريب، وقد تكون المهمة المناسبة هنا "زيادة نسبة إكمال نشاط التدريب إلى 80% خلال 3 شهور"، فهذه المهمة محددة وقابلة للقياس وقابلة للتنفيذ من قِبل اللاعبين ومحددة زمنيًا، ولمعرفة ما إذا كانت واقعية ضمن الإطار الزمني المفترَض، نحتاج إلى دراسة السيناريو الحالي والسيناريو المستهدف. إرشادات إضافية لاختيار المهمة فيما يلي بعض النصائح الإضافية التي تساعد على تحديد مهمة مناسبة: لا تعرقل العمل المشاركة جزء أساسي من أي مهمة تلعيب، لكن يجب الحرص على عدم عرقلتها للعمل، من خلال اختيار الجزء الصحيح الذي يجب إدخال التلعيب إليه من التطبيق، ثم اختيار المهمة وفقًا لذلك. تذكر أن الوظيفة الرئيسية لبرمجيات المؤسسة هي تحقيق الأهداف المحددة للمشروع التجاري، لذا احرص على عدم إعاقة التلعيب للعمليات الأساسية للمشروع التجاري. لا بد من التكرار التصميم المتمحور حول اللاعب عبارة عن عملية تكرارية، وقد تساهم المعلومات التي تتبين خلال المراحل اللاحقة في توضيح المراحل السابقة. على سبيل المثال، في خضم الانشغال بتحليل السيناريو الحالي وفهم السيناريو المستهدف وتحديد المهمة، ربما نتعلم المزيد عن اللاعب، وفي هذه الحالة يمكننا العودة لضبط شخصية اللاعب وفقًا للمعلومات الجديدة. التكرار مفتاح كل مسعى للإبداع، والتلعيب ليس استثناءً من ذلك. من الممكن إعادة النظر بمهمة التلعيب في الإصدارات الجديدة للتطبيق بهدف تحقيق المزيد من أهداف المشروع التجاري. أمثلة عن المهمة فيما يلي مثالان غير مرتبطَين بالمؤسسات لتوضيح كيفية تحديد المهمة: مثال: اللياقة البدنية اليومية السيناريو الحالي: يستخدم معظم الناس الدرج المتحرك بدلًا من الدرج التقليدي. السيناريو المستهدف: نريد جذب الناس لاستخدام الدرج التقليدي. المهمة: تشجيع معظم ركاب مترو الأنفاق على استخدام الدرج التقليدي بدلًا من الدرج المتحرك بطريقة ممتعة وجذابة. درج البيانو مثال: القيادة دون تجاوز حدود السرعة السيناريو الحالي: يتخطى السائقون حدود السرعة. السيناريو المستهدف: نريد من السائقين الالتزام بحدود السرعة المكتوبة على اللافتات. المهمة: جعل المزيد من السائقين يقودون بما لا يتجاوز حدود السرعة من خلال أساليب ممتعة. من هنا بدأت قصة يانصيب كاميرا السرعة ضمن مشروع ترفيهي لشركة فولكسفاغن، والذي طُبق فيما بعد في السويد وساهم في خفض معدل سرعة القيادة من 35 كم إلى 25 كم/ساعة. يانصيب كاميرا السرعة مثال مؤسساتي: لعبة الأسماء السيناريو الحالي: نمت الشركة بسرعة ولم يَعُد الموظفون يعرفون أسماء زملائهم في العمل، وباتوا يشعرون بأنهم يعملون مع أشخاص غرباء، وأصبح معدل تبدُّل الموظفين في ازدياد. السيناريو المستهدف: تعزيز العلاقات بين الموظفين وتقليل معدل تبدُّل الموظفين. المهمة: مساعدة غالبية الموظفين على حفظ أسماء زملائهم خلال 3 شهور. في كل مرة يدخل فيها الموظف إلى الشركة، يُعرَض عليه وجه أحد زملائه في العمل مع ثلاثة احتمالات لاسمه، ليختار منها الاسم الصحيح ويعرف المزيد عن الأشخاص في بيئة عمله. 4.3 الخلاصة تشير المهمة إلى الهدف من نشاط التلعيب، ويتطلب وضع هدف جيد لمشروع التلعيب فهمَ السيناريو الحالي وأهداف المشروع التجاري ثم تحديد المهمة المناسبة لمشروع التلعيب. المشاركة جزء أساسي من أي مهمة تلعيب، لكن يجب الحرص على عدم عرقلة التلعيب لعمل أي موظف في سياق المؤسسة. اختر مهمةً ذكية (.S.M.A.R.T) لتمكين الفريق من قياس نجاح إستراتيجية التلعيب عند اعتماد هذه المهمة المتفق عليها. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 4. Chapter 4: Mission لصاحبيه Mario Herger وJanaki Kumar. اقرأ أيضًا التصميم المتجاوب Responsive Design العلاقة بين التصميم البصري وتصميم تجربة المستخدم استخدام قوائم المتصدرين Leader Boards لتعزيز تنافس المستخدمين إنشاء مخطط هيكلي لصفحة الهبوط Landing Page Wireframe
  4. تمكّننا معرفة الجوانب النفسية التي تحكم كيفية اتخاذ القرارات وسبب اختيار قرار ما دون آخر من إنشاء تطبيقات ومواقع تركز أكثر على المستخدم. إذا كنت تعتقد أن احتمال تعرّضك للمصائب في الحياة مثل الإصابة بمرضٍ ما أقل من الأشخاص الآخرين، فهذا بسبب ما يسمّى بالانحياز المعرفي. وإذا كنت تتابع المشاركة في مشروع تعلم أنه غير مربح، فقط لأنك قد استثمرت فيه وقتك ومالك، فإن بقاءك فيه ناتج عن الانحياز المعرفي أيضًا. الانحياز المعرفي هو نمط فكري ينتج عن اتباع طرائق تفكير مختصرة لمعالجة ملايين المعلومات التي نواجهها يوميًا. أظهرت الكثير من الأبحاث مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه الانحياز المعرفي، من خلال دفعنا إلى اتخاذ قرارات بناءً على الحدس والمعلومات القاصرة بدلًا من الحقائق. الانحياز المعرفي هو السبب في عجز شخصٍ ما عن ادخار مال كافٍ للتقاعد، أو الاعتقاد بأن السفر بواسطة السيارة أكثر أمانًا منه بواسطة الطيارة (رغم أن الإحصائيات تشير إلى عكس ذلك). كيف يمكن للانحياز المعرفي أن يساعد أو يعيق اتخاذ القرارات خلافًا للنموذج الذهني (توقُّع كيفية عمل نظام ما بناءً على تجربة سابقة)، فإن الانحياز المعرفي مزروع بقوة في عقولنا. على سبيل المثال، قد نتمكن من تشكيل نموذج ذهني لكيفية الدفع في مواقع التجارة الإلكترونية، لكن ذلك ربما يعتمد على خبرة سنوات من التسوق على أمازون، في حين أن دماغنا يستعين تلقائيًا بالانحياز المعرفي لمساعدتنا على تحليل العالم من حولنا بكفاءة. لولا استخدام دماغنا للانحياز المعرفي، لربما علقنا في دوامة من التفكير مرارًا وتكرارًا قبل اتخاذ أي قرار كبيرًا كان أم صغيرًا، ومع ذلك فإن الانحياز المعرفي يمكن أن يقودنا إلى إساءة الفهم أو اتخاذ قرارات بناءً على معلومات تفتقر إلى الدقة. من هذا المنطلق، يتعين على المصمم أن يميز الانحياز المعرفي لديه، وأن يدرك أنّ القرارات التي يتخذها قد تكون مبنية على افتراضات أو معلومات ناقصة، مما يسمح له بالتحقق ما إذا كان مثلًا يصوغ الأسئلة في الاستبيانات البحثية المتعلقة بتجربة المستخدم بطريقة تميل لإثبات ما يعتقد به مسبقًا، أو ما إذا كان يفسر بيانات الأدوات التحليلية بطريقة خاطئة لتلائم أفكاره المسبقة. التعرف على الانحيازات المعرفية لتحسين التصميم المركز على المستخدم نظرًا لأن تخصص علم الأعصاب يسلِّط المزيد من الضوء على كيفية تصرفنا وسبب اختيارنا لطريقةٍ ما دون أخرى، يتعين على المصمم التعرف على الانحيازات المعرفية بمزيد من التفصيل، إذ أن فهم الأسس العصبية والنفسية لأسباب تفاعل المستخدمين مع منتجٍ ما بطريقةٍ معينة يساعد المصمم على إنشاء مواقع ويب وتطبيقات أكثر تركيزًا على المستخدم، حتى لو لم يمتلك الوقت أو التمويل الكافي لإجراء أبحاث مكثفة حول العملاء، كما يساعده ذلك على تقديم تبرير منطقي للعميل عن سبب استخدامه لتصميم معين دون غيره. فيما يلي مخطط معلومات رسومية (إنفوجرافيك) يوضح بعض الانحيازات المعرفية الرئيسية التي تؤثر على سلوك المستخدم في الويب، ومن خلال فهم هذه الانحيازات، سيتمكن المصممون من إنشاء منتجات ملائمة تلبي حاجات المستخدم بطريقةٍ أفضل. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Understanding Cognitive Bias in Product Design, the Good and Bad لصاحبته Nataliia Pylypchuk. اقرأ أيضًا ميزات تشغيل الأجهزة المحمولة والتصميم المتجاوب معها نظرة عامة على تصميم Neumorphic في تصميم واجهة المستخدم دليلك الشامل لفهم المسارات المهنية لمجال تجربة المستخدم التناسق وأهميته في المشاريع التصميمية
  5. هذه المقالة جزء من سلسلة مقالات حول التلعيب Gamification: مزج العمل باللعب التصميم المتمحور حول اللاعب اللاعب المهمة الدوافع التقنيات الإدارة والمراقبة والقياس الضوابط القانونية والأخلاقية أمثلة عن التلعيب في المؤسسات تعرف على لاعبك معرفة الجمهور المستهدف شرط مهم لنجاح أي مسعى للتصميم، والتلعيب ليس استثناءً من هذه القاعدة، فمثلًا من المفيد معرفة ما إذا كنت تسعى لاستقطاب موظف عشريني في مركز اتصالات أم خبيرة مالية أربعينية. وكما هو الحال في تصميم تجربة المستخدم، فإن وضع إستراتيجية تلعيب ناجحة يجب أن يعتمد على فهم اللاعب فهمًا صحيحًا. ساهمت آمي جو كيم -كاتبة ومصممة ألعاب اجتماعية معروفة- بتصميم ألعاب شهيرة مثل Rock Band وSims Online وMoshi Monsters وغيرها الكثير، وهي تحثّ مصممي الألعاب على الإشارة إلى الجمهور المستهدف بمصطلح لاعبين بدلًا من مصطلح مستخدمين (المتداوَل في مجال تصميم البرمجيات)، حيث يؤكد هذا التمييز على أن مشاركة اللاعبين طوعية وعلى إمكانية مغادرتهم في أية لحظة، وهذا ينطبق أيضًا على التلعيب. لا يهدف التلعيب إلى منفعة مباشرة، بل إلى زيادة التفاعل والتحفيز والمتعة، بما يشبه طريقة تعامل مصمم الألعاب الناجح مع جمهوره. استخدام الشخصيات للمساعدة على التصميم تتمثل الخطوة الأولى في التصميم المتمحور حول اللاعب بإنشاء شخصية اللاعب متعددة الجوانب، وهي عبارة عن نسخة محسَّنة من شخصية المستخدم (مستخدم نموذجي متخيَّل يُنشأ أثناء العملية التصميمية، وهو أداة تصميم يمكن من خلالها تحديد خصائص المستخدم الهدف وسلوكياته واحتياجاته). من فوائد الشخصية أو الملف الشخصي للمستخدم أنها: ترسخ فكرة واضحة حول المستخدم النهائي لدى الفريق الذي يعمل على المنتج، وتجنِّب الفريق من الوقوع في توجيه التصميم نحو مستخدم مرن، أي تصميم ميزات ووظائف غير موجهة إلى شخصية مستخدم واضحة، مما قد يؤدي إلى تجربة مربكة أو غير مثالية لدى المستخدم النهائي عند إضافتها إلى المشروع. توجه عملية اتخاذ القرار وتساعد على ترتيب الأولويات لدى الفريق أثناء عملية التصميم. تساعد على فهم شعور المستخدم النهائي ومراعاة احتياجاته الواقعية، وتُذكّر الفريق على الدوام بالمستقبِل النهائي لنتائج عملهم واجتهادهم. تصف شخصية المستخدم النموذجية في سياق برمجيات المشروع التجاري أهدافَ المستخدم وتجربته وتطلعاته من المشروع، بالإضافة إلى معلوماته الديموغرافية الأساسية مثل العمل والجنس ومستوى التعليم. تسعى برمجيات المشاريع إلى استهداف أكثر من شخصية واحدة بسبب التفاعل بين الاختصاصات والأدوار المختلفة ضمن سياق المشروع التجاري، وفي حال وجود عدة شخصيات تتفاعل مع النظام، فيمكن تصنيفها إلى شخصية أولية وشخصية ثانوية أو تكميلية وهكذا. في الصورة التالية مثال لثلاث شخصيات مستخدم في مركز اتصالات. نموذج شخصيات مستخدم لموظفي خدمة العملاء أفضل طريقة لجمع المعلومات حول الشخصية التي تريد إنشاءها هي ملاحظة مواصفات المستخدم الهدف في حالته الطبيعية، ويشار إلى هذه الطريقة بالزيارة الميدانية أو البحث الميداني أو استكشاف السياق. شخصية اللاعب عند العمل على إدخال التلعيب، يُنصح بالتعمق بمزيد من التفاصيل لفهم شخصية اللاعب، من أجل الوصول إلى الطريقة الأنسب لتحفيزه باستخدام التلعيب. سنقدم فيما يلي نموذجًا لجمع هذه المعلومات يمكنك الانطلاق منه مع إجراء التعديلات اللازمة وفقًا لاحتياجاتك. المعلومات الديموغرافية الأساسية المعلومات الديموغرافية (السكّانية) من الوجوه المهمة لتعدد جوانب شخصية اللاعب، وهي تسلط الضوء على تفاصيل أساسية تساعد على معرفة كيفية جذب اللاعبين وتحفيزهم ضمن سياق المؤسسة. الجنس أفضل طريقة للحصول على المعلومات المتعلقة بجنس اللاعبين هي إجراء زيارة ميدانية إلى الأقسام المستهدفة التي سوف تستخدم المنتج وملاحظة نسبة الذكور مقابل الإناث؛ فإذا كانت الغالبية العظمى من الذكور فاجعل شخصية اللاعب ذكرًا، وإذا كانت الحالة معاكسة فاجعل الشخصية أنثى، أما في حال كانت النسبة متعادلة بين الجنسين فالخيار يعود لك. تتعمد بعض الفرق العاملة على المنتَج استهدافَ جنس معين بهدف زيادة إشراكه في السوق، وهنا قد لا يعتمد الجنس المستهدف على الغالبية العظمى من المستخدمين الحاليين. ما علاقة هذا بالتلعيب؟ يمكّن ذلك من الحصول على معطيات أساسية حول نمط تقنيات اللعب التي ستجذب المستخدم، فمثلًا قد أظهرت الدراسات أن الألعاب التقليدية التنافسية تميل إلى جذب الذكور، في حين أن الألعاب الاجتماعية وألعاب الجوال تجذب الإناث. تساعد معرفة هذه المعلومات مسبقًا على توجيه الفريق الذي يعمل على التلعيب توجيهًا مدروسًا. توزع الجنسين في استخدام ألعاب الجوال الاجتماعية مقابل الألعاب التقليدية. المصدر: تحليلات منصة Flurry، وهي منظمة للبرمجيات الإلكترونية. الجيل كما هو الحال في الجنس، فإن أفضل طريقة للحصول على معلومات حول جيل اللاعبين هي ملاحظة المجموعات النموذجية التي تستخدم المنتج حاليًا أو رصد المجموعات التي ستستخدمه مستقبلًا. هناك طريقة بديلة وهي إرسال استبيان للمستخدمين المستهدفين من أجل جمع المعلومات الديموغرافية الأساسية، كما يمكن استخدام طريقة أخرى تتمثل بإجراء أبحاث على الإنترنت عبر موقع لينكد إن أو فيسبوك لتحديد جيل الجمهور المستهدف. أظهرت الأبحاث وجود فروق سلوكية كبيرة بين الأجيال في طريقة إجراء العمل. يتضمن الجيل إكس X الأشخاص الذين وُلدوا بين أوائل الستينات وأوائل الثمانينات، ويميل هذا الجيل إلى مراعاة التراتبية وعدم تحمل الفشل؛ في حين يتضمن جيل الألفية (الجيل Y) المواليد بين أوائل الثمانينات وأوائل الألفية الجديدة، وقد نشأ هذا الجيل مع ألعاب الفيديو، ويتصف أفراده بأنهم يتوقعون ردود فعل مباشرة، ومستعدون لخوض التحديات، ويتحملون الفشل على نطاق واسع، ولديهم تجربة طويلة مع ألعاب الفيديو تتجاوز 10 آلاف ساعة. تأتي أهمية هذه المعلومات في التلعيب من كونها تمثل مؤشرًا واضحًا على تجاوب اللاعب مع تقنيات اللعبة. على سبيل المثال، قد يتوقع لاعبو جيل الألفية المزيد من الردود في نظام اللعبة قياسًا بالجيل إكس، كما قد يكونون أكثر استعدادًا لاستكشاف المنتج ومعرفة المزيد عن خصائصه ومميزاته. من الضروري الانتباه لهذه المعلومات عند إدخال التلعيب إلى منتجك أو خدمتك. المعلومات المهنية تشمل المعلومات المهنية للاعبين ضمن سياق المؤسسة الجوانبَ التالية: القطاع أو مجال العمل يشير القطاع في سياق المشروع إلى الفئة التي تستهدفها برمجيات المشروع التجاري، مثل قطاع الرعاية الصحية أو تجارة التجزئة أو التقنيات المتقدمة أو التمويل أو المنتجات الاستهلاكية أو التعليم، وهو جانب مهم من شخصية المستخدم والتلعيب، إذ أن لكل قطاع معايير وممارسات خاصة من الضروري مراعاتها بوصفها جزءًا من إستراتيجية التلعيب الفعالة. لتحديد القطاع الهدف، يمكنك الانطلاق من إجراء مقابلات مع الجهات التي تحافظ على الرؤية المخطط لها أو الجهات المعنية الرئيسية. من الطرائق الأخرى الجيدة في المراحل المبكرة؛ إجراء استبيانات أو استطلاعات رأي، أو الاستعانة بمجموعات التركيز focus groups، أو الملاحظة، أو الدخول في شراكة مع العملاء الإستراتيجيين للمساهمة في الابتكار، أو استخدام تقارير المحللين. من المصادر الجيدة للمعلومات بالنسبة للإصدارات الجديدة من المنتجات الحالية؛ قوائم العملاء وتحليلات الويب، وخصوصًا بيانات الاستخدام في حال توفرها. حتى عند إنشاء مقترح منتَج قياسي يناسب قطاعات مختلفة وليس قطاعًا واحدًا، من المفيد توثيق توقعات فريق المنتَج فيما يتعلق بالقطاعات المستهدفة، بهدف إرساء الشفافية والرؤية المشتركة. المسمى الوظيفي أو الدور الوظيفي الدور أو المسمى الوظيفي جزء مهم من الهوية المهنية الشخصية سواء داخل المؤسسة أو خارجها. من الأمثلة على المسميات الوظيفية؛ مطور البرمجيات، مندوب المبيعات، مشرف خط التجميع، مدير مركز الاتصالات. ومن الأمثلة على الأدوار؛ العميل، المورّد، المعلم، الطالب، الطبيب، الممرضة، المواطن. من المهم أخذ هذه المعلومات بالحسبان عند إنشاء شخصية اللاعب، فهي تقدم أفكارًا مهمة عن فرضيات التصميم المستقبلية مثل نوع الأوسمة والمراحل التي يمكن أن تجذب اللاعب. كيف يمكن الحصول على هذه المعلومات: في حال كان المنتَج جديدًا؛ من المفيد البدء بوسائل مثل المقابلات، أو البحث عبر الإنترنت في المنصات التي تجمع الأشخاص مهنيًا مثل لينكد إن، أو الاطلاع على وثائق تتضمن أبحاثًا عن السوق. أما في حال كان إصدارًا جديدًا لمنتج حالي؛ فيمكن الحصول على أفكار وتلميحات مهمة جدًا عبر إجراء استبيانات عبر الإنترنت موجهة إلى المستخدمين الحاليين للاطلاع على المسميات الوظيفية الرائجة ضمن مجتمع مستخدميك. الأهداف الوظيفية لفهم طبيعة الوظيفة فهمًا دقيقًا، لا تكفي مجرد معرفة المسمى الوظيفي، بل يجب دراسة الأهداف التفصيلية للوظيفة. على سبيل المثال، قد تكون مسؤوليات مندوب المبيعات في شركة ما مختلفة عن مسؤوليات نظيره في شركة أخرى تبعًا لاختلاف قطاع الشركة وحجمها وخبرة الشخص. تقدم المعلومات المتعلقة بالأهداف أفكارًا قيّمة تغني عملية التلعيب. كيف يمكن الحصول على هذه المعلومات: بالنسبة للإصدار الأول من المنتَج، يمكنك البدء بالبحث من مواقع الوظائف على الإنترنت مثل لينكد إن، كما أن إجراء مقابلات شخصية مع اللاعبين المستهدفين طريقة ممتازة لأخذ فكرة شاملة عن مسؤوليات العمل. نقاط الألم يمكن أن يساعد تحديد نقاط الألم لدى المستخدم في الكشف عن أفكار تصميمية جديدة، إذ أن تضمين نقاط الألم هذه في شخصية اللاعب يمكن أن يشكل مصدر إلهام لفريق المنتَج ليتمكن من إيجاد حلول إبداعية للّاعبين أو تحفيزهم عبر التلعيب. الملاحظة المباشرة من طرق تحديد نقاط الألم، ويمكن أن يرافقها إجراء مقابلات منظمة تسمح للاعبين بالتعبير مباشرةً عن نقاط الألم التي يعانون منها. في حال كان المنتج موجودًا مسبقًا، يمكن الحصول على أفكار وتلميحات قيّمة من تحليلات الويب وبيانات الاستخدام، فضلًا عن المشاكل التي يبلغ عنها المستخدمون الحاليون. التطلعات قد تتمثل التطلعات في سياق المؤسسة بالطموحات المهنية للاعبين أو قائمة رغباتهم التي يتطلعون لتحقيقها عبر المنتج. فمثلًا في سياق خدمة العملاء، قد يرغب اللاعب بأن يُعَدّ خبيرًا بالمنتج بين أقرانه. تساهم إضافة هذه المعلومات في إضفاء طابع بشري لشخصية اللاعب المفترَضة، كما تساعد فريق المنتَج على فهم الحالة الشعورية للّاعب. أفضل طريقة للحصول على هذه المعلومات هي إجراء أبحاث نوعية، مثل المقابلات أو الاستبيانات، وقد يحتاج ذلك إلى الاستعانة بباحث ماهر ليتمكن من استنباط هذه المعلومات من اللاعبين. يمكن أن يكون ذلك عبر إعداد قائمة بالتطلعات الممكنة ثم الطلب من اللاعب بأن يرتّبها وفقًا لأهميتها. بيئة العمل يجب أن تعتمد إستراتيجية التلعيب الفعالة للمؤسسة على الفهم الراسخ لثقافة العمل وبيئته، والتي تتضمن الجوانب التالية: رسمية أم غير رسمية قد يكون قسم الشؤون المالية أكثر رسميةً من قسم الإبداع، كما أن المصرف أكثر رسميةً من شركة أجهزة تقنية متقدمة. تفيد هذه المعلومات في اختيار الطابع التصميمي العام للتلعيب في البرمجيات. تنافسية أم تعاونية من المثير للدهشة أن التنافس ليس دائمًا محفزًا لكل أنماط اللاعبين، فبعضهم يتحفز أكثر في جو من التعاون والتشارك، وإن فهم طبيعة استجابة اللاعب للتنافس يقدم معلومات قيّمة تساعد على اختيار إستراتيجية التلعيب المناسبة، فمثلًا تساعد قوائم الصدارة على تحفيز الأفراد التنافسيين لكنها قد تكون مثبطة لغيرهم. منظمة أم غير منظمة تختلف بيئات العمل في مدى تنظيمها، فبعضها تقدم إرشادات صارمة لموظفيها حول مهامهم ومسؤولياتهم، في حين قد تترك الأخرى لهم حريةً أكبر في أداء المهمات المطلوبة مع تحميلهم المسؤولية عن نتائج العمل. إنجاز فردي أم إنجاز جماعي تؤثر طبيعة البيئة المحيطة باللاعب تأثيرًا كبيرًا على نجاح التلعيب. على سبيل المثال، هل تعزز البيئة المحيطة الانسجام مقابل التنافس؟ أم تكافئ الإنجاز الفردي دون الإنجاز الجماعي؟ من الضروري مراعاة هذه النواحي شديدة الأهمية عند تصميم تقنيات التلعيب، فإذا كانت البيئة المحيطة تركز على الانسجام بين الأفراد، فقد يكون من غير المناسب التركيز جدًا على التقنيات التي تسعى لتعزيز الإنجازات الفردية مثل لوحات الصدارة. تذكر أنه عندما لا يتلاءم التصميم مع طبيعة البيئة المحيطة، فقد يؤدي ذلك إلى تثبيط الدوافع وسوء إدراك جهود التلعيب. نمط اللاعب أنشأ ريتشارد بارتل اختبار بارتل النفسي الذي يصنف اللاعبين إلى أربع فئات وفقًا لتفضيلاتهم في التلعيب؛ المنجز والمسكتشف والاجتماعي والقاتل. أنماط اللاعبين وفقًا لبارتل يملك جميع الناس عناصر تابعة للأنماط الأربعة للاعبين إلى حدّ ما، لكن اختبار بارتل يحدد التوزع السائد لديهم. المنجزون يلعبون لكسب النقاط والمراتب، وتجذبهم برامج تلعيب من نمط عروض المسافر المتكرر، ويشكّلون قرابة 10% من مجموع اللاعبين. المستكشفون يحبون اكتشاف جوانب جديدة للعبة، ولا يبالون بقضاء الوقت في إنجاز مهمات متكررة من أجل فتح مراحل جديدة من اللعبة، وتجذبهم الألعاب الاستكشافية مثل Gardenscapes، ويشكّلون قرابة 10% من مجموع اللاعبين. الاجتماعيون يستمتعون بالتفاعل مع اللاعبين الآخرين أكثر من استمتاعهم باللعبة نفسها، ويجذبهم نمط ألعاب فيسبوك الاجتماعية مثل Farmville، ويشكلون الغالبية العظمى من اللاعبين (بنسبة تصل إلى 80%). القاتلون يتشابهون مع المنجزين في رغبتهم بجمع النقاط والمراتب، لكنهم يختلفون عنهم باستمتاعهم بخسارة الآخرين، ومن المثير للدهشة أن هذه الفئة تشكل أقل من 1% من اللاعبين. يساعد فهم نمط اللاعب على اختيار تقنيات اللعبة التي تجذب الجمهور المستهدف بصورة أفضل. على سبيل المثال، إذا كنت تصمم تطبيقًا لمندوبي المبيعات ووجدت أن معظمهم من فئة القاتلين والمنجزين، فقط يساعد عرض لوحة الصدارة بصورة بارزة على تحفيز لاعبيك؛ أما في حال كان معظم اللاعبين من الاجتماعيين، فقد يكون استخدام تقنيات تمكّن من التعاون الجماعي أفضل من لوحة الصدارة. قالب لشخصية اللاعب إليك هذا القالب الذي يمكن استخدامه لشخصية اللاعب، وهو يسمح بتمثيل جميع جوانب شخصية اللاعب بدقة. يمكنك الانطلاق منه ثم إجراء التعديلات اللازمة وفقًا لاحتياجاتك. قالب شخصية اللاعب الخلاصة تتمثل الخطوة الأولى من عملية التلعيب الناجحة بالتعرف على لاعبك، وشخصية اللاعب هي أداة تصميمية تُجمِل الجوانب المتعددة للاعب، بما في ذلك معلوماته الديموغرافية وأهدافه المهنية ونقاط الألم التي يواجهها وتطلعاته وبيئة عمله ونمطه في اللعب. يمكنك استخدام القالب المدرَج أعلاه لإنشاء شخصية اللاعب، التي تمثل جزءًا مهمًا من عملية وضع إستراتيجية تلعيب فعالة لتطبيق مؤسستك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 3. Chapter 3: Player لصاحبيه Mario Herger وJanaki Kumar. اقرأ أيضًا مبادئ التجانس والمعايير في تصميم واجهة المستخدم التأثير النفسي للألوان في تصميم الويب نصائح من علم النفس المعرفي لتصميم تجربة المستخدم مركز الاهتمام Center Stage: ساعد المستخدم في التركيز على الأهم
  6. النظر إلى أمثلة التصميم السيئ مقابل التصميم الجيد ممتع ومفيد في الوقت نفسه، فهو وسيلة مهمة لأخذ دروس مفيدة للمصممين، من خلال تسليط الضوء على الأخطاء التي وقع فيها مصممون آخرون من أجل تلافيها، بالإضافة إلى تمكين ترجمة النظريات التصميمية إلى أمثلة حية على أرض الواقع. يقول الكاتب والباحث الأمريكي جاريد سبول الخبير في مجال قابلية الاستخدام: "العيوب هي ما تجعلنا ننتبه للتصميم، ليكون التصميم جيدًا يجب ألا نلاحظه". لننظر فيما يلي إلى خمسة أمثلة عن تصاميم من الواضح أنها سيئة، ونبيّن كيف يمكن أن تكون أفضل، ونستخلص بعض الدروس المستفادة التي تساعدنا على تصميم تجربة مستخدم رائعة وخالية من أخطاء تشد الانتباه. 1. كثرة المعلومات المثال السيئ: لافتات وقوف السيارات في لوس أنجلوس لطالما كانت لافتات وقوف السيارات في لوس أنجلوس مثالًا على كثرة المعلومات، فقد اشتهرت على مدى عقود من الزمن بصعوبة فهمها، وذلك بسبب تعقيد قواعد المرور التي تطلبت إدراج الكثير من المعلومات في المساحة المحدودة للّافتة، لهذا فقد كانت مربكةً كثيرًا. انظر إلى المثال التالي من لافتات تعود لعام 2010: هذا مثال بسيط عن تعقيد لافتات الوقوف في لوس أنجلوس. بفرض أنك سائق تقود سيارتك على هذا الطريق في الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء، هل يمكنك ركن السيارة هنا وفقًا لما تمليه هذه اللافتات؟ يستغرق هذا السؤال البسيط الكثير من التفكير للوصول إلى الإجابة. يواجه المصممون العديد من الحالات التي تتطلب منهم تضمين الكثير من المعلومات وعرضها في مساحة صغيرة. قد يكون هذا المثال للافتات الوقوف حالةً خاصة، لكن تصميم تطبيقات الجوال يطرح التحدي نفسه على المصممين في كثيرٍ من الأحيان. إذًا هل هناك حل أفضل لتضمين قواعد المرور والمحافظة على تصميم جيد؟ المثال الجيد: لافتة وقوف السيارات من تصميم نيكي سيليانتينغ إذا أردت تصميم لافتة شاملة لكل المعلومات وسهلة الفهم في الوقت نفسه، فقد يبدو الأمر أشبه بالمهمة المستحيلة، لكن هذا بالضبط ما تمكنت مصممة بروكلين نيكي سيليانتينغ من فعله. استُخدم تصميم نيكي سيليانتينغ للافتة الوقوف أخيرًا في لوس أنجلوس ضمن حملة تجريبية، ومن أسباب نجاحه أنه يركز على المستخدم، فقد أدركت نيكي أن السائقين يريدون ببساطة أن يعرفوا ما إذا كان بإمكانهم أن يركنوا سياراتهم في مكان معين أم لا، هذا كل ما يحتاجونه، وهو ما وفّرته لهم لافتة الوقوف. ركّز تصميمها أيضًا على العناصر المرئية بدلًا من النص من أجل إيصال المعلومات، من خلال استعمال إشارات بديهية سهلة الفهم، فالأخضر يدل على إمكانية الوقوف، والأحمر يدل على منع الوقوف، كما راعى التصميم الأشخاص المصابين بعمى ألوان من خلال استعمال الأشرطة للدلالة على منع الوقوف. والآن عندما تنظر إلى اللافتة، ستتمكن بسهولة من معرفة أن الوقوف غير مسموع يوم الثلاثاء عند الساعة التاسعة صباحًا على سبيل المثال، إذ تتضمن الأعمدة كافة المعلومات المطلوبة بكل وضوح. الدروس المستفادة لتجربة أفضل حدد ما يحتاج المستخدم إلى معرفته، ثم صمم وفقًا لذلك، فهذا يساعدك على اختيار المعلومات اللازمة. إذا وجدت أن هناك الكثير من المعلومات المطلوبة، حاول استخدام العناصر المرئية بدلًا من النص. 2. التنقل المبهم في المواقع المثال السيئ: موقع lazoroffice.com أشار فينسينت فلاندرز في كتابه "صفحات الويب الرديئة Web Pages That Suck" إلى ظاهرة التنقل المبهَم في المواقع، والتي أطلق عليها مصطلح تنقُّل اللحوم الغامضة، في إشارةٍ منه إلى الحالات التي تكون فيها وجهة الروابط غير معروفة إلى أن ينقر المستخدم عليها أو يوجه المؤشر إليها، وأتى هذا المصطلح من اللحوم التي كانت تقدَّم في مطاعم المدارس العامة الأمريكية، والتي كانت تعالَج كثيرًا بحيث يتعذر تمييز نوعها. المزعج في هذه الظاهرة أنها تصعِّب قابلية اكتشاف الوجهات التي تقود إليها العناصر الموجودة في صفحات الويب، مما يزيد من العبء الواقع على عاتق المستخدم في محاولة إيجاد طريقة التنقل في الموقع أو معرفة وظيفة الأزرار والعناصر التي يمكن النقر عليها. رغم أن هذه الظاهرة غالبًا ما تتجلى في المواقع القديمة، إلا أنها منتشرة أيضًا في مواقع حديثة، مثل موقع Lazor Office لشركة تصميم تختص بإنشاء منازل مسبقة الصنع. تحتوي الصفحة الرئيسية لموقع LazorOffice.com على مجموعة صور مصفوفة، وكما نلاحظ فإن الواجهة لا تقود جيدًا إلى المكان الذي يجب الذهاب إليه، فهي تعرض تسع صور تحيّر المستخدم أكثر مما تدفعه للتفاعل مع الصفحة. هل هذه الصور قابلة للنقر عليها؟ نعم، فعند وضع السهم فوقها يتغير إلى مؤشر. وما الذي يحدث عند النقر؟ لا شك بأن الجواب "انقر لتكتشف!". من غير الممكن أن يكون هذا حلًا جيدًا لتجربة مستخدم ناجحة، ومن المرجح أن يترك المستخدمون الموقع ويجدوا حلًا بديلًا في موقع شركة منافسة. المثال الجيد: بطاقات دورات تدريبية من موقع Interaction Design Foundation لحسن الحظ فإن مشاكل التنقل المبهم في المواقع سهلة الحل، فالسر هو أن تسمّي الروابط بوضوح. على سبيل المثال، لتحسين قابلية استخدام موقع LazorOffice.com المذكور أعلاه، يمكن ببساطة إضافة عبارة "عرض المشروع" بحيث تظهر عندما يكون المؤشر فوق الصور. بطاقات الدورة التدريبية غير غامضة، والروابط ذات مسميات واضحة. بالنسبة لبطاقات الدورات في موقع Interaction Design Foundation، نلاحظ وجود خيار "عرض الدورة" أسفل كل بطاقة للدلالة على الإجراء الذي سيحصل عند النقر، وتظهر لديهم أيضًا عبارة "الذهاب إلى الدورة" في حالة حَوَمان المؤشر فوق البطاقة. تتبع الكثير من مواقع الويب أساليب مشابهة تعزّز قابلية استخدام المواقع. الدروس المستفادة لتجربة أفضل اجعل الروابط ذات مسميات واضحة دائمًا، فالمستخدم لا يرغب بالنقر على روابط مبهمة. 3. إضافة الاحتكاك إلى إجراءات المستخدم المثال السيئ: موقع iFly50.com يتعين على المصممين تحرّي الحذر الشديد عند إضافة احتكاك إلى إجراءات المستخدم، ما لم يكن الهدف هو ثني المستخدم عن فعل هذا الإجراء، لكن أحيانًا قد يُضاف الاحتكاك إلى إجراءات المستخدم دون قصد (لأسباب جمالية أو تجديدية غالبًا)، مما يؤدي إلى تجربة مستخدم سلبية. من الأمثلة على ذلك موقع iFly50.com الذي أُنشئ احتفالًا بالذكرى السنوية لمجلة iFly التابعة للخطوط الجوية الملكية الهولندية، وهو موقع ذو تمرير عمودي يعرض 50 وجهة للسفر، وفي بعض الوجهات (كتلك التي في الصورة) يطلُب من المستخدم أن ينقر باستمرار لبضع ثوانٍ لعرض المزيد من الصور. يطلب موقع iFly50.com النقر باستمرار لبضع ثوانٍ كلما أراد المستخدم رؤية المزيد من الصور. يؤثر وجود بضع ثوانٍ من الاحتكاك لكل إجراء تأثيرًا كبيرًا في إضعاف تجربة المستخدم. تخيل مثلًا أنك تحتاج للنقر باستمرار لثانيتين بدلًا من النقر الآني على كل خيار أو رابط أثناء تصفحك للإنترنت، لا شك بأنك حينها ستتوقف عن التصفح بعض بضع نقرات مستمرة. كثيرًا ما ينجرّ المصممون إلى أحدث الأنماط أو الإجراءات التفاعلية، لكن هذا يتطلب منهم الانتباه إلى مدى إضافتها للاحتكاك إلى إجراءات المستخدم. غالبًا ما تعمل الأنماط المعروفة والمجرَّبة (مثل النقر البسيط أو السحب) بصورة مثالية. المثال الجيد: التمرير المرن في نظام iOS من المثير للاهتمام أن إضافة الاحتكاك إلى إجراءات المستخدم قد تعطي في بعض الأحيان تصميمًا رائعًا إذا كانت مدروسةً بعناية. من أهم ابتكارات أبل في هذا السياق إنشاؤها خاصية التمرير المرن في نظام تشغيل الهواتف المحمولة iOS، حيث تزداد صعوبة التمرير في بعض الحالات، مثل نهاية صفحة الويب. أُضيف الاحتكاك بصورة مدروسة في بعض الحالات من خلال خاصية التمرير المرن في iOS. الدروس المستفادة لتجربة أفضل تجنب إضافة أي نوع من الاحتكاك إلى إجراءات المستخدم قدر الإمكان، وإذا كان لا بد من إضافة احتكاك فأضفه بعناية فائقة. 4. التصاميم "الذكية" التي لا تراعي قابلية الاستخدام المثال السيئ: موقع Bolden.nl أحيانًا تؤثر التصاميم الذكية سلبًا على تجربة المستخدم، والأسوأ من ذلك أن المصممين يميلون إلى هذه التصاميم ويَعُدّونها مثيرةً للاهتمام. للأسف فإن غالبية البشر لا يعتقدون ذلك لأنهم لا يفكرون مثل المصممين. وبالنتيجة، ليست كل التصاميم "الذكية" تصاميم جيدة، خصوصًا عندما تسبب مشاكل في قابلية الوصول والاكتشاف والاستخدام. لنأخذ مثالًا من موقع إستديو Bolden الهولندي للتصميم والتطوير الإستراتيجي: هل يمكنك قراءة النص الذي تعرضه الصفحة الرئيسية؟ إذا كان الجواب لا، فهذا لأن عليك أن تضع المؤشر في زاوية الصفحة لتتمكن من رؤية الرسالة بوضوح. لا شك بأنه تصميم ذكي، لكنه بالتأكيد تصميم سيئ في الوقت نفسه! إنه من أفضل الأمثلة عن التصميم الملائم للمصممين وليس للمستخدمين العاديين، فقد أثّر التصميم فعليًا على وضوح العناوين الرئيسية بسبب إصرار منشئيه على إيجاد فكرة جديدة في التصميم، كما أن المصمم نسي أن يضيف أي نص ينبّه المستخدم لوضع مؤشر الفأرة في الزاوية، مما يعني أن اكتشاف الفكرة من التصميم يعتمد على الصدفة. وفوق ذلك، حتى عندما يظهر العنوان الرئيسي، فإن التباين بين النص والخلفية يكون ضعيفًا بسبب استمرار ظهور النص المتراكب. يؤثر كل ذلك على ملاءمة موقع الويب للمستخدم. المثال الجيد: موقع cultivatedwit.com موقع Cultivated Wit مثال معاكس ممتاز عن التصميم الذكي الذي يولي قابلية الاستخدام اهتمامًا كبيرًا. تعرض الصفحة الرئيسية لموقع CultivatedWit تمثيلًا لصورة بومة. عند وضع مؤشر الفأرة فوق صورة البومة في الصفحة الرئيسية للموقع، فإنها تغمز بعينها. مفاجأة! البومة تغمز لك عند وضع المؤشر عليها، لاحظ أيضًا الاستخدام المناسب للمساحة البيضاء. الفرق الأساسي هنا هو أن عنصر التصميم الذكي مجرد جزء من التصميم، ولن تتأثر قابلية الاستخدام في حال لم يدركه المستخدم. بالإضافة لذلك، يظهر سهم واضح يشير إلى الأسفل للدلالة على وجود شيء تحته، وعند التمرير للأسفل، تظهر هذه الشاشة: ويمكن إنشاء صفحات ويب ذكية دون إهمال تجربة المستخدم. تؤدي العبارة المكتوبة (المقروءة وذات التباين الجيد مع الخلفية) الغرضَ الذي كان موقع Bolden يحاول الوصول إليه وهو التعبير عن الذكاء، دون التقليل من جودة تجربة المستخدم في الموقع. المشكلة الوحيدة هي أن عبارة "انضم إلى نادي البريد الإلكتروني الخاص بنا" يجب أن تكون أكثر وضوحًا، لكن بصورة عامة يُعَد موقع Cultivated Wit مثالًا ممتازًا عن التصميم الذكي الذي لا يؤثر سلبًا على تجربة المستخدم. الدروس المستفادة لتجربة أفضل يجب أن تكون التصاميم الذكية مفهومةً قدر الإمكان، ويجب اختبارها على مستخدمين فعليين، فأحيانًا قد تؤدي بعض التصاميم الذكية إلى نتائج عكسية وتؤثر سلبًا على قابلية الاستخدام. 5. إضافة الكثير من التأثيرات المتحركة المثال السيئ: وصل باي بال المقترح على منصة دريبل Dribbble التأثيرات المتحركة عنصر أساسي في التصميم التفاعلي، لكن يجب دائمًا أن تخدم غايةً معينة، لا أن تكون غايةً بحد ذاتها. لسوء الحظ فإن المصممين كثيرًا ما يستمتعون بالعمل على التأثيرات المتحركة ويستغرقون بهذه العملية دون إدراك حدود الأمر. من الأمثلة على التأثيرات المتحركة غير المناسبة؛ مقترَح التأثيرات المتحركة لوصل باي بال عبر البريد الإلكتروني الذي نشره فلاديسلاف تايزون على منصة دريبل. التأثيرات المتحركة جميلة، لكنها زائدة عن اللزوم، كما أن رؤية تفاصيل المعاملة المالية تستغرق 3.5 ثانية بسبب هذه التأثيرات. من الأفضل اختيار تأثير بسيط مثل الظهور التدريجي fade-in للوصل الذي يستغرق وقتًا أقل، فهذا يجعله أنسب للمستخدم. تصبح هذه المشكلة خطيرةً عندما لا يكتفي المصممون بقدر معين من التأثيرات المتحركة. حصلت تأثيرات فلاديسلاف الحركية منذ عام 2016 على أكثر من 500 إعجاب و8000 استعراض، مما يعكس مدى انجرار المصممين وراء التأثيرات الحركية وعدّها غايةً وليست وسيلة. إن إدراكك لمشكلة ميل المصممين نحو التصاميم غير المباشرة وتفضيلها على التمثيلات المباشرة، وتجنُّبك الوقوع في شراك هذه التأثيرات الحركية، سيوفران عليك المال ويبعدان عنك المشاكل. تذكر أن المستخدم يزور موقعك لهدفٍ ما، ويجب أن تحاول إيصاله إلى هدفه بسرعة دون الإطالة عليه أو إجباره على إجراء جولة طويلة في الموقع. المثال الجيد: التأثيرات المتحركة في موقع Stripe Checkout عندما استخدام التأثيرات المتحركة لأداء غرض معين، فإن النتائج تكون رائعة، كما هو الحال في التأثيرات المتحركة لموقع Stripe Checkout التي تظهر عندما يتلقى المستخدم رمز تأكيد: يستخدم موقع Stripe هذه التأثيرات الحركية ليجعل العملية تبدو أسرع مما هي عليه: فهي تُطلِع المستخدم على التحديثات الجارية (مثل "تم الإرسال")، حتى قبل أن تصله الرسالة، وهذا ما يخفف من عبء الانتظار على المستخدم، ويؤكد له أن الرسالة في طريقها إليه. تقترح راشيل نابورس خبيرة التأثيرات المتحركة على الويب من منظمة W3C (رابطة شبكة الويب العالمية) خمسةَ مبادئ تجب مراعاتها عند تصميم التأثيرات المتحركة: ادرس التأثيرات المتحركة: فكر بتأنٍّ بكل حركة قبل إنشائها. يحتاج الأمر إلى أكثر من 12 مبدأ: المبادئ الاثنا عشر التي وضعتها ديزني مناسبة للتأثيرات والرسوم المتحركة في الأفلام، لكن ليس بالضرورة أن تنطبق على مواقع الويب أو التطبيقات. الفائدة والضرورة ثم الجمال: بالنسبة لتجربة المستخدم؛ يجب أن يكون التأثير عمليًا وضروريًا في المقام الأول، ثم تأتي الناحية الجمالية. ضاعف السرعة: التأثيرات المتحركة الجيدة لا تُلاحَظ، مما يعني أنها يجب أن تمرّ بسرعة. أضف خيار الإيقاف: بالنسبة للتأثيرات المتحركة الكبيرة مثل التحرك الظاهري parallax، يُنصح بإضافة خيار إيقاف التأثير. الدروس المستفادة لتجربة أفضل احرص على وجود غاية من كل تأثير متحرك، فكثرة التأثيرات المتحركة تؤثر سلبًا على تجربة المستخدم، وتذكر أن الناحية الجمالية يجب أن تقترن بتصميم عملي يحقق غايات معينة. الخلاصة مشاهدة أمثلة التصميم السيئ ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه، وفيما يلي أهم الدروس المستخلَصة من هذه الأمثلة: حدد ما يحتاج إليه المستخدم ثم فكر بطريقة إيصال هذه المعلومات. استخدم العناصر المرئية بدلًا من المكتوبة إذا كانت المعلومات التي ترغب بإيصالها كثيرة. ضع مسميات واضحة للروابط، فالمستخدم لا يفضل الروابط المبهمة. تجنب إضافة أي نوع من الاحتكاك ضمن إجراءات المستخدم، إلا إذا كنت تريد ثنيه عن الإجراء. اختبر التصاميم الذكية وتأكد من كونها ملائمة. استخدام التأثيرات المتحركة له حدود، وإذا أكثرت منها تفقد تأثيرها. في المرة التالية التي تصادف فيها تصميمًا سيئًا أو مزعجًا، فكر للحظة بالسبب الذي جعله يبدو سيئًا، وابحث عن أمثلة لتصاميم فعلت الأمر نفسه بصورة صحيحة، لتتمكن من استخلاص دروس مفيدة من هذه التجارب. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Bad Design vs. Good Design: 5 Examples We can Learn From لصاحبه Teo Yu Siang. اقرأ أيضًا اختيار الألوان المناسبة لواجهة المستخدم التأثير النفسي للألوان في تصميم الويب لماذا نحتاج إلى الشعار؟ العلامة التجارية من منظور نفسي مدخل إلى تجربة المستخدم (User Experience - UX)
  7. قد تجد صعوبةً في معرفة من أين تبدأ في عملية تطبيق التلعيب في برمجيات مؤسستك، وقد ترغب في القفر مباشرةً إلى التفكير بالعناصر التي يمكن إضافتها مثل النقاط والأوسمة ولوحات الصدارة، لكن ننصحك باتباع نهج مختلف مستوحى من مبدأ تصميمي راسخ؛ وهو التصميم المتمحور حول المستخدم. هذه المقالة جزء من سلسلة مقالات حول التلعيب Gamification: مزج العمل باللعب التصميم المتمحور حول اللاعب اللاعب المهمة الدوافع التقنيات الإدارة والمراقبة والقياس الضوابط القانونية والأخلاقية أمثلة عن التلعيب في المؤسسات ما هو التصميم المتمحور حول المستخدم؟ التصميم المتمحور حول المستخدم هو مبدأ ينصّ على وضع المستخدم وأهدافه في مركز عملية التصميم والتطوير، ويسعى جاهدًا لتطوير منتجات تتفق تمامًا مع حاجات المستخدم. في المقابل فإن المنتجات رديئة التصميم تنتج عن تصميم متمحور حول البيانات أو التقنيات، وهو تصميم يستخدِم الأدوات التقنية مثل جداول قواعد البيانات لإنشاء سلسلة نماذج تسمح للمستخدم بأخذ البيانات وإعطائها. يميل المطورون بفطرتهم إلى هذه الطريقة؛ لسهولة تطبيقها تقنيًا، ولأن احتمال اعتراض فريق العمل عليها أقل ما يمكن عند وجود ضغط عمل بوقت محدود. بالإضافة إلى ذلك فإن المهندسين يملكون نموذجًا ذهنيًا واضحًا للبيانات، وقد يفترضون أن الجميع مثلهم في ذلك، لكن ثبت مرارًا أن معظم المستخدمين لا يرون التطبيق بهذه الطريقة، فهم منهمكون بتحقيق الغاية التي يريدونها والتفاعل مع الآخرين وقضاء وقت ممتع. لا شك بأن التصميم المتمحور حول المستخدم أفضل من التصميم المتمحور حول البيانات، لكن إدخال التلعيب إلى برمجيات مشروعك يتطلب من المصمم أن يخطو خطوةً أبعد من ذلك ليستخدم عملية يُشار إليها بالتصميم المتمحور حول اللاعب. ما يفوق التصميم المتمحور حول المستخدم يولي المصممون الذين يتبنون مبدأ التصميم المتمحور حول المستخدم في عملهم اليومي اهتمامًا كبيرًا بتحقيق أهداف المستخدم، ويسعون جاهدين لبناء منتجات تساعد المستخدم على تحقيق هذه الأهداف بطريقة فعالة ومنتجة ومُرضية. من المؤكد أن الفعالية والكفاءة والرضا أهداف جديرة بالاهتمام، لكن يتسع اللعب والتلعيب ليضيف المزيد من التفاعلية إلى هذه الأهداف. في سياق الألعاب، يسعى اللاعبون طوعًا لخوض التحديات من أجل تحسين تجربتهم في اللعب، ويفضّلون التمكين على الفعالية، كما يفضّلون المتعة والتسلية على الرضا، إذ تزيد هذه العوامل من مستوى التفاعل في اللعبة. نظرة عامة على عملية التصميم المتمحور حول اللاعب سعيًا لمساعدة المصممين على التعامل مع القواعد المتغيرة والتوقعات المتزايدة، نقدم مفهوم التصميم المتمحور حول اللاعب، الذي يضع اللاعب في مركز عملية التصميم والتطوير. توضح الصورة أدناه عملية التصميم المتمحور حول اللاعب، وتلخّص الخطوات المختلفة التي تساعد على بناء مشروع التلعيب الخاص بك. عملية التصميم المتمحور حول اللاعب تهدف هذه العملية إلى وضع إطار عمل للتفكير بالتلعيب، وهو ليس سلسلة من الخطوات الجامدة وحيدة الاتجاه، بل إطار عمل تكيفي قابل للإعادة وفقًا لتغير المعطيات. يُنصح بتطبيق هذه العملية على حالة مؤسستك وإجراء التعديلات اللازمة عند الحاجة، ثم مراقبة النتائج عن كثب. فهم اللاعب الخطوة الأولى في عملية التصميم المتمحور حول اللاعب هي فهم حالة اللاعب، ويعتمد نجاح مساعي التلعيب على القدرة على فهمه بوضوح. هل اللاعب لديك مندوب مبيعات أم مراقب مالي أم موظف أم مورّد أم عميل؟ حدد ذلك وحاول أن تفهم حالته قدر المستطاع. سنتحدث في المقال التالي من هذه السلسلة بمزيد من التفصيل عن الجوانب المتعددة للاعب وعلاقتها بتفضيلات اللعب. فهم المهمة تتمثل الخطوة التالية بفهم المَهمة، ويتضمن ذلك فهم السيناريو الحالي (ما يفعله اللاعبون اليوم) وتحديد أهداف المشروع التجاري (ما تريد الإدارة تحقيقه) ووضع مهمة مناسبة لعملية التلعيب وفقًا لهذه المعطيات. سنتحدث في مقال لاحق عن التقنيات المساعدة على تحليل السيناريو الحالي وتحديد أهداف المشروع، كما يقدم الإرشادات اللازمة لوضع مَهمة تلعيب محددة وقابلة للقياس وقابلة للتنفيذ وواقعية ومحددة زمنيًا (.S.M.A.R.T) اعتمادًا على هذا التحليل. التصميم المتمحور حول اللاعب عبارة عن عملية تكرارية، لذا فإننا نتعلم المزيد عن اللاعب أثناء تحديد المهمة، ومن المفيد أخذ هذه المعلومات الجديدة بالحسبان ودراسة تأثيرها على التلعيب. فهم الدوافع البشرية هناك عدة نظريات لشرح الدوافع البشرية، ويُنصح بالاطلاع على أحدث الدراسات حول هذه الدوافع للمساعدة على إنشاء تقنيات لعب فعالة. تطبيق تقنيات اللعب بعد التعرف بصورة واضحة على اللاعب والمهمة والدوافع البشرية، يأتي دور تطبيق تقنيات اللعب وإنشاء تدفق إيجابي لمشروع التلعيب. تشير تقنيات اللعب إلى عناصر واجهة المستخدم التي يتفاعل معها اللاعب، مثل الأوسمة والنقاط ولوحات الصدارة وغيرها الكثير. الإدارة والمراقبة والقياس التلعيب برنامج تفاعلي وليس مشروعًا جامدًا، لذا فمن الضروري البدء به على نطاق ضيق ومراقبة تقدمه عن كثب وإجراء التعديلات عند اللزوم، وهناك حاجة مستمرة إلى إدارة المهمة ومراقبة الدوافع وقياس التقنيات المستخدمة. جوانب أخرى يجب أخذها بالحسبان في سياق المؤسسات تختلف الخصوصية وممارسات حماية العاملين من بلد لآخر، وما هو قانوني في دولة ما قد يكون خلاف ذلك في دولة أخرى. من الواجب مراعاة أخلاقيات التلعيب بوصفها جزءًا لا يتجزأ من أي مشروع، إذ يمكن استخدام التلعيب لأغراض تحفيزية وتفاعلية، لكن لا يجوز أبدًا استخدامه في سبيل التلاعب. الهدف الأساسي من التلعيب هو تحفيز المشاعر الإيجابية لدى اللاعب مثل التسلية والثقة والبهجة، ومن الضروري أن يبقى ذلك نصب أعيننا عند العمل على الجوانب العملية للتلعيب. الخلاصة تحدثنا عن عملية تلعيب تدعى بالتصميم المتمحور حول اللاعب، وهي مستوحاة من التصميم المتمحور حول المستخدم، لكنها تتسع لتشمل أيضًا مبدأ التفاعل والارتباط. تنطلق هذه العملية من فهم كل من اللاعب والمهمة، يتبع ذلك فهم الدوافع النفسية، وبناءً على هذا الأساس المتين، يجري تطبيق تقنيات اللعب بصورة مدروسة. يُنصح بالبدء على نطاق ضيق والمراقبة عن كثب للوصول إلى أفضل النتائج، ولا ننسى مراعاة الضوابط القانونية والأخلاقية، كما لا ننسى إضافة روح المرح والمتعة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 2. Chapter 2: Player Centered Design لصاحبيه Mario Herger وJanaki Kumar. اقرأ أيضًا اختيار الألوان المناسبة لواجهة المستخدم الاحتياجات الاجتماعية لإمكانية الوصول في تصميم تجربة المستخدم لماذا نحتاج إلى الشعار؟ العلامة التجارية من منظور نفسي إنطلاق عملية التفكير التصميمي: البدء بمرحلة التعاطف Empathy
  8. أصبحت خرائط رحلة العميل أداةً مفضلةً لاستعراض تجربة المستخدم، لكن ما هي بالتحديد؟ وكيف تُنشَأ؟ وما هي أفضل طريقة لاستخدامها؟ رغم أن العديد من المواد المنشورة تؤكد على فعالية خرائط رحلة العميل في استعراض تجربة المستخدم، إلا أن الكثيرين يخافون من فكرة إنشاء هذه الخرائط، وهذا ما يجب تصحيحه، فالأمر ليس معقدًا أو غير واضح المعالم، بل يمكن لأي أحد أن ينجزه. يهدف هذا الدليل إلى توضيح عملية إنشاء خرائط رحلة العميل من الألف إلى الياء، بالإضافة إلى تقديم قوالب عملية لخرائط رحلة العميل. ما هي خرائط رحلة العميل؟ يخشى بعض الناس من فكرة خرائط رحلة العميل بسبب أخذهم فكرةً خاطئةً عنها، فهم يظنون أنها يجب أن تمثل بدقة كل التفاصيل والفروقات الدقيقة لتجربة العميل، لكنّ هذا في الواقع أمرٌ مستحيل. تمثل خرائط رحلة العميل شخصيةً محددة الملامح تعكس التجربة النموذجية للعملاء، فهي شبيهة بالشخصية إلى حد كبير، لكن الفرق هو أنها تركّز أكثر على المهام والأسئلة، بالإضافة إلى أنها تعبر عن تجربة العميل على مر الزمن، وليس في حيّز زمني معين، مما يعني أن من المفيد دراسة كلٍّ من شخصية العميل وخرائط رحلة العميل معًا. تركز شخصية العميل على الأشخاص، في حين تركز خريطة رحلة العميل على تجارب الأشخاص. لا شك بأن ذلك يشير إلى أن رحلة العميل تتطلب جهدًا أكبر لإنشائها، مما قد يجعلك تنشئ عددًا قليلًا من خرائط رحلة العميل. غالبًا ما يعمل الناس على إنشاء رحلة عميل للعملاء الأبرز فقط، كما يركزون على النظرة العامة للرحلة بأكملها، بدلًا من الخوض في كثيرٍ من التفاصيل. ومع ذلك، يمكنك مع الزمن تجسيد الرحلات والبحث في ثناياها بمزيد من التفصيل، أو حتى دراسة العملاء الثانويين. يمكن تعريف خريطة رحلة العميل أيضًا على أنها قصة مصممة لإعطاء تلميحات حول الرحلة التي يخوضها العميل، فهي تُعَد نسخةً أوليةً تمثل التشابك الكامن خلف الرحلة الحقيقية بصيغة أكثر قابليةً للفهم، وهذا يعني أن خريطة رحلة العميل لن تكون دقيقةً بنسبة 100%. ما أهمية خريطة رحلة العميل خريطة رحلة العميل أداةٌ فعالة لا غنى عنها. إذا كنت مصممًا، فإنها تساعدك على فهم حالة المستخدم وأخذ فكرة واضحة عن الجهة التي جاء منها وما يطمح للوصول إليه. إذا كنت كاتبًا تسويقيًا، فهي تساعدك على معرفة الأسئلة التي يطرحها المستخدمون وفهم شعورهم. إذا كنت مديرًا، فهي تعطيك فكرةً عامةً عن تجربة العميل، وتمكّنك من رؤية كيفية انتقال العملاء في قمع المبيعات، مما يساعدك على اقتناص الفرص من أجل تحسين التجربة. سترى من خلال الخريطة كيف يمكن أن يحدِث تحسين خدمة العملاء فارقًا في التجربة الرقمية للمؤسسة. بالنسبة لمديري المبيعات والتسويق ومديري التجارة الإلكترونية، فهي تساعدهم على تحقيق أهدافهم. وفقًا للأبحاث التي أجرتها مجموعة أبردين Aberdeen Group فإن الشركات التي تنشئ خرائط رحلة العميل بنجاح يزداد معدل الإيرادات لديها بنسبة 24.9% في حملاتها التسويقية الموافقة. بالنسبة لمصممي تجربة المستخدم، فهي تساعدهم على تحديد الفجوات والمشاكل في تجربة المستخدم المفكّكة أو المجهِدة، مثل: الفجوات بين الأجهزة عندما ينتقل المستخدم من جهاز إلى آخر. الفجوات بين الأقسام، والتي يمكن أن تسبب شعور المستخدم بالإحباط. الفجوات بين القنوات (مثلًا عندما يكون هناك تحسينات ممكنة على تجربة الانتقال من وسائل التواصل الاجتماعي إلى موقع الويب). الأهم من كل ما سبق أن خريطة رحلة العميل تجعل المستخدم محور اهتمام المؤسسة، بدلًا من الميل الطبيعي للتركيز على أولويات المؤسسة، فكثيرًا ما تشغلك أهداف المشروع عن الاهتمام بمتطلبات المستخدم. يفيد التفكير بحالة المستخدم في جميع مراحل المشروع في تصحيح بوصلة العمل على الدوام، إذ تتغير أسئلة المستخدم ومشاعره وأهدافه خلال رحلته في الاستخدام، وهو ما يجب أخذه بالحسبان. بالإضافة لذلك، فإن خريطة رحلة العميل تحدد سياق المشروع بالمجمل، وتساعد على تحديد الموضع الذي يجب أن يركّز عليه المشروع من تجربة العميل. لنفترض مثلًا وجود موقع ويب متخصص بالتسويق يعمل على توليد الرغبة بشراء المنتج لدى المستخدم، ويجيب عن أهم الأسئلة حوله، لكن عملية الشراء تحدث خارج الموقع. الموقع نفسه يمكن أن يوفر أيضًا إمكانية إنشاء طلبية أو حتى الحصول على الدعم التالي لعملية الشراء. في الحالتين كلتيهما، إذا كنت تعرف المقدار الذي يغطيه المشروع من رحلة العميل، فهذا يساعد على تحديد نطاق عملك. نموذج لخريطة رحلة العميل لمؤسسة Samaritans الخيرية لتقديم الدعم العاطفي، ويظهر من خلالها كيف يمكن للجانب الرقمي أن يحسن التجربة. أخيرًا، يمكن أن تكون خرائط رحلة العميل أداةً مساعِدة على التحول الرقمي الواسع، فالتحول الرقمي يعني أساسًا التكيف مع التغيرات في توقعات المستهلك. تساعد خرائط رحلة العميل على الكشف عن هذه التغيرات في سلوك العميل، وتضمن عدم وقوع المؤسسات في فخ وضع خطط بناءً على فرضيات قديمة. تكمن المشكلة في أن الإدارة العليا ترى الجوانب الرقمية مجرد إضافة جانبية على عروضها، إذ أنها لا تدرك مدى تأثير الجانب الرقمي على سير العمل. يمكن تسليط الضوء على هذه التغيرات عند إعداد خرائط رحلة العميل. تمكّن خرائط رحلة العميل أيضًا فرق الإدارة من التفكير فيما هو أبعد من هواجسها الحالية، فمثلًا قد تكون الإدارة معتادةً على التركيز على أمور مثل الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي وتحسين محركات البحث، لكن يجب عمليًا أن تضع هذه الأمور في سياقها، وهنا يأتي دور خريطة رحلة العميل التي تساعد على توفير هذا السياق. يفيد توفير هذا السياق في تسليط الضوء على الثغرات والعيوب، وبذلك تتمكن الإدارة من تحديد المواضع التي لم ينجح فيها عملها في تلبية حاجات العملاء وتطلعاتهم، كما يساعدها ذلك على التركيز على العميل بدلًا من التركيز على المنتَج أو الخدمة أو المؤسسة. في الواقع فإن الكثير من المؤسسات -وخصوصًا الكبيرة منها- تفتقر إلى هذه العقلية في خدمة العملاء. إذًا كيف يمكن إنشاء خريطة رحلة العميل؟ يجب أن تبدأ عملية إنشاء خريطة رحلة العميل من التعرف على المستخدمين. كيفية إجراء أبحاث حول خريطة رحلة العميل لدى الكثير من المؤسسات بعض المعلومات السابقة حول المستخدمين، وقد تواجه بعض المصاعب في إقناع الأشخاص الذين يَعُدّون تكرار عملية البحث مضيعةً للوقت، لهذا فمن الجيد أن تكون البداية من جمع الأبحاث المتوفرة مسبقًا، والتي غالبًا ما تكون ذات تاريخ قديم أو مهمَلةً في مكانٍ ما. ستتمكن من خلال عملية جمع الأبحاث القديمة من معرفة المعلومات المتوفرة لدى المؤسسة ومدى ملاءمة هذه المعلومات للمطلوب، وهذا يساعدك على إقناع المعارضين للبحث، كما قد يوفر عليك بعض الجهود البحثية. للأبحاث نوعان: تحليلية وقصصية، وفيما يلي بعض التفاصيل حولهما. الأبحاث التحليلية هناك الكثير من المصادر المتوفرة لجمع البيانات حول المستخدمين، وأبرزها تحليلات مواقع الويب، والتي توفر الكثير من المعلومات حول الجهة التي جاء منها المستخدمون وما الذي يحاولون الوصول إليه، كما تساعد على معرفة النقطة التي غادروا فيها الموقع أو العملية، لكن عليك أن تكون حذرًا من تفسير التحليلات على نحوٍ خاطئ، فمثلًا قد تظن أن كثرة النقرات أو فترات السكون الطويلة تدل على أن المستخدم سعيد؛ إلا أنها قد تكون بسبب ضياعه أو ارتباكه. وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا مصدرٌ مفيد للحصول على البيانات، وهناك أدوات مثل SocialMention تتتبّع الأماكن التي ذُكرت فيها العلامة التجارية وما إذا كان هذا الذِّكر سلبيًا أم إيجابيًا. يمكن استخدام SocialMention لجمع تعليقات المستخدمين التي تفيد بإغناء خرائط رحلة العميل. تعطي أيضًا بيانات البحث تلميحات مهمة عما يبحث عنه المستخدمون، مما يكشف ما إذا كان موقعك الحالي يقدّم المعلومات والخدمات الصحيحة. أخيرًا، استعن بإجراء الاستبيانات، فهي تساعدك على أخذ أفكار واضحة عن أسئلة المستخدمين ومشاعرهم والعوامل المحفزة لهم. الأبحاث القصصية قد توفّر البيانات التحليلية معلوماتٍ مقنعة، إلا أنها لا تعطي قصةً متكاملة عن تجربة المستخدم. يتمثل أحد التحديات بإمكانية الوصول إلى العملاء، فقد يكون من الصعب إيجاد عملاء يقبلون تخصيص بعض الوقت للحديث معك (حتى عبر الهاتف)، لكن الأمر يستحق المحاولة. هناك أدوات مفيدة مثل Reframer تساعد على تنظيم التعليقات القصصية بصورة مباشرة. في حال فشلت كل المحاولات، يمكنك التحدث مع الأشخاص الذين يحتكّون كثيرًا بالعملاء، بدلًا من التحدث مع العملاء أنفسهم. ومن أمثال هؤلاء، مندوبو المبيعات وموظفو دعم العملاء، بالإضافة إلى العديد من الأمثلة الأخرى التي تختلف وفقًا للشركات. لكن تذكر أن هؤلاء الأشخاص لم يعيشوا رحلة العميل بأكملها، لذا عليك أن تتحدث مع الكثير منهم لتجمع التفاصيل المختلفة المكمّلة لبعضها. قد يحدّ الوقت والميزانية من إمكانية إجراء أبحاث عميقة، وفي حال كانت هناك عدة مجموعات مختلفة من المستخدمين لدى المؤسسة، فقد يكون إنشاء رحلات عميل تفصيلية مختلفة لكلٍّ منها أمرًا صعبًا، لذا يُنصح بالتركيز على جمهورك الرئيسي. يمكنك تقدير رحلة العميل بالنسبة للجمهور الثانوي على ضوء المعلومات المتوفرة، وذلك من خلال دراسة الحلول الممكنة في ورشات عمل مع الموظفين الرئيسيين وغيرهم من الجهات المعنية في المؤسسة. على الرغم من أن هذه الطريقة المختصرة في تدبير الأمر لن تكون دقيقةً بما يكفي، إلا أنها أفضل من لا شيء، مع التأكيد على أن يكون الجميع على دراية بمحدودية نتائجها. كن حذرًا وواضحًا في تحديد الجوانب التي تغطيها الأبحاث وتلك التي لا تغطيها، فاتخاذ العديد من القرارات اعتمادًا على الافتراضات أمرٌ خطير. وعندما تدرك الإدارة فوائد الأبحاث، فإنها ستخصص المزيد من الوقت من أجل إجراء المزيد من هذه الأبحاث. سواء كان لديك بحث مفصَّل أم لا، فغالبًا ما تكون أفضل طريقة للبدء بعملية إنشاء خريطة رحلة العميل هي إجراء ورشة عمل. كيفية إنشاء خريطة رحلة العميل من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الناس عند إعداد خريطة رحلة العميل هي إنشاؤها بمعزل عن مساعدة جهات أخرى، إذ يشعرون أنهم تبادلوا الآراء بما فيه الكفاية وجمعوا الكثير من الأبحاث، وأنهم مستعدون لتصميم الرحلة بأنفسهم، لكنها طريقة غير صحيحة. هناك طريقتان رئيسيتان لإنشاء خريطة رحلة العميل، إما عبر ورشات عمل وجهًا لوجه وإما عن بُعد. غالبًا ما تكون ورشات العمل الطريقةَ الأفضل، لإتاحتها إمكانية تبادل الآراء مع الجهات المعنية المختلفة، كما أنها طريقة فعالة لحثّ المؤثرين الرئيسيين على البدء بالتفكير بتجربة المستخدم. لإجراء ورشات عمل كهذه، يجب عليك أولًا أن تعرف ما الذي تريده من ورشة العمل. ضع أهدافا واقعية لورشة إنشاء خريطة رحلة العميل لا تقتصر غايات ورشة عمل رحلة العميل على إنشاء خريطة رحلة العميل، حتى أنه من غير المحتمل أن تكون قادرًا على إنشاء خريطة مفصلة في يومٍ واحد، بل عليك أن تتوقع أن تخرج من الورشة بمسودة رحلة واحدة لنمط واحد من المستخدمين، أو رحلتين على الأكثر (وهو احتمال بعيد). الهدف من إنشاء خريطة رحلة العميل ليس رسم جميع التفاصيل الدقيقة لتجربة المستخدم، بل محاولة صياغة الأمر على شكل قصة تُتداول في الشركة لتحثّّ الأشخاص الذين لديهم أفكار تتعلق بخدمة العملاء، وتشجعهم على التفكير والإبداع. تساعد ورشة العمل على تحقيق ذلك، من خلال جعل المؤثرين المهمين في المؤسسة يركزون اهتمامهم على تجربة المستخدم، كما أن ورشة العمل هذه تزيد من وعيهم حول كيفية تقديم خدمات أفضل للعملاء، وكيفية إجراء أبحاث متقدمة. تساعد عملية إنشاء خريطة رحلة العميل أيضًا على تحديد نقاط الضعف في رحلة العميل، والمواضع التي تسبب الإحباط للعميل، والإجراءات التي تحتاج إلى تغيير. من الضروري أن تبقى هذه الأهداف نصب عينيك، فمن السهل الانجرار وراء النقاشات التي لا تنتهي حول السبل المختلفة التي قد يسلكها العميل. عليك أن تختار إحدى هذه الرحلات المحتملة وترسم القصة المتعلقة بها. بمجرد أن تتضح الأهداف لديك، عليك أن تتخذ القرار حول الخطوة التالية المتعلقة بالأشخاص الذين يجب أن تدعوهم إلى ورشة العمل. من يجب أن يحضر ورشة عمل إنشاء خريطة رحلة العميل؟ هناك فئتان من الأشخاص الذين يجب أن يحضروا هذه الورشة؛ الذين يفهمون رحلة العميل، والمؤثرين في المؤسسة ممن قد لا يفهمون رحلة العميل. غالبًا ما تتضمن الفئة الثانية الإدارة العليا، فكلما كانت رتبتك أعلى، قلَّ ما يترتب عليك فعله تجاه العملاء، لكن ازدادت قوة تأثير قراراتك على تجربتهم. لهذا السبب، ينبغي على هؤلاء حضور ورشة عمل رحلة العميل، فهذا يساعدهم على فهم حاجات العميل ومعرفة عواقب بعض قراراتهم، لكنّ هذا لا يتحقق إلا بمشاركة أشخاص يفهمون رحلة العميل أيضًا في الورشة. ربما يتبادر للأذهان أن أفضل من يفهم رحلة العميل هو العميل نفسه، لكن ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك، فالعميل يفهم حالته الخاصة التي قد لا تمثّل الحالات الأخرى. لذا فمن الأفضل أن يشارك موظفو خدمة العملاء، فهم يتعاملون يوميًا مع عدد كبير من المستخدمين، ولا شك أن لديهم قصص قيّمة جدًا عن عوامل فشل تجربة المستخدم، والتي يمكن الاستفادة منها في إعداد خريطة رحلة العميل. بالإضافة إلى ذلك، عليك أن تحرص دائمًا على مشاركة بعض العملاء أيضًا، لتمكين اجتماعهم مع أعضاء الإدارة العليا بصورة رئيسية. في حال تعذر توفر هذا الأمر فلا بأس في ذلك، فوجود موظفين ممن يتعاملون بصورة مباشرة مع العملاء قد يفي بالغرض، إلى جانب إعداد الأبحاث التي سبق ذكرها. هناك أشخاص آخرون لديهم ما يساهمون به في هذه الورشة أيضًا، مثل المسوِّقين الذين يملكون بعض المعلومات حول سلوك المستخدم وفقًا لأبحاث السوق التي قد أجروها، بالإضافة إلى الفريق الرقمي الذي يملك الكثير من المعلومات المهمة أيضًا فيما يتعلق باختبار قابلية الاستخدام وتحليلات الويب. احرص على تذكير جميع هؤلاء المشاركين في الاجتماع بجلب أي أبحاث أو بيانات لديهم تتعلق بالمستخدمين، فكلما توفرت معلومات أكثر، كانت الجلسة أكثر فعاليةً وأقل اعتمادًا على الأهواء الشخصية. كيفية إجراء ورشة عمل خريطة رحلة العميل الأمر ليس بالصعوبة التي قد يتخيلها البعض، وتختلف طريقة إجراء الورشة باختلاف الأشخاص، لكن سنتحدث عن طريقة سهلة ومباشرة يمكن اتباعها دون الوقوع في أية مشاكل. 1. حدد النطاق من أصعب مراحل إجراء ورشة عمل خريطة رحلة العميل تحديد نطاق الرحلة الذي يجب رسم خريطة له، ومدى دقة التفاصيل التي يجب العمل عليها. لنوضح ذلك من خلال المثال التالي، بفرض أنك تريد إعداد خريطة لتجربة العميل في الحصول على قرض من أجل شراء منزل. يمكن أن يكون نطاقك واسعًا، من خلال إنشاء خريطة تتضمن تجربة العميل الشاملة ابتداءً من قرار شراء منزل وصولًا إلى إتمام إيفاء القرض بعد سنوات؛ أو أن يكون نطاقك أضيق، فتركز على اللحظات الحاسمة التي يقدّم فيها المستخدم طلب القرض. لا توجد طريقة مختصرة لمعرفة النطاق الذي يجب أن تعمل عليه، إذ يعتمد ذلك على السبب الذي تنشئ من أجله خريطة رحلة العميل. فمثلًا إذا كان الدافع استعراض الأبحاث العامة حول المستخدم، فمن الأفضل رسم خريطة عامة تظهِر الرحلة الكاملة من بعيد، أما إذا كان الدافع إيصال فكرة أو مشكلة معينة، فمن المفيد التركيز على جزء رئيسي معين يعطيك معلومات مفصلة حول حاجات العميل وكيفية تلبية فكرتك لهذه الحاجات. من ناحية أخرى، فإن النطاق الذي تختاره يحدد مدى التفاصيل التي ستتمكن من إضافتها، فكلما كان نطاق التجربة أضيق، تمكنتَ من إدراج تفاصيل أكثر. وبالنسبة لمثال تسديد القرض لشراء منزل، من غير المتوقع أن تغطي الخريطة الكثير من التفاصيل. 2. حدد المراحل الرئيسية لتفاعل المستخدم بمجرد أن تقرر النطاق الذي ستعمل عليه، حدد المراحل الرئيسية التي يمرّ بها العميل خلال تفاعله مع شركتك أو خدماتك. غالبًا ما تكون المراحل على الشكل التالي: الاكتشاف البحث الشراء التوصيل ما بعد البيع من المهم ملاحظة أن هذه المراحل تختلف اعتمادًا على طبيعة المنتج أو الخدمة التي تقدمها، فليس هناك ترتيب صحيح بالمطلق أو خاطئ بالمطلق لهذه المراحل، لذا لديك حرية اتخاذ القرار حول الترتيب الملائم بالمشاركة مع الأطراف الأخرى خلال ورشة العمل. تتفرع بعض الخرائط لتغطي رحلات مختلفة للعميل، أو تتضمن سهمًا راجعًا يعيد المراحل في مواضع معينة، لكن من الأفضل أن تحاول تجنب الخوض في هذا المستوى من التعقيد، وتذكر أن خريطة رحلة العميل عبارة عن قصة تروي سير العملية، وليس من الضروري أن تكون دقيقةً بنسبة 100%. تؤدي إضافة الكثير من التفاصيل إلى جعل الخريطة صعبة القراءة، مما يقوّض من قيمتها. 3. حدد المعلومات التي تريد تضمينها في الخريطة يتعلق القرار التالي الذي يجب أن تتخذه بماهية المعلومات التي ترغب بتضمينها في الخريطة حول المستخدم، وما الذي تريد أن تعرفه في كل مرحلة من المراحل الرئيسية لتفاعل المستخدم، وهنا أيضًا يرجع الأمر لحالة الشركة ولا توجد قاعدة ثابتة، لكن هناك بعض المعلومات والتساؤلات التي قد تنطبق على حالات كثيرة، مثل: المَهمات: ما الذي يحاول المستخدم الوصول إليه في هذه المرحلة؟ الأسئلة: ماذا يريد المستخدم أن يعرف في هذه المرحلة؟ نقاط الاتصال: كيف يتفاعل المستخدم مع المؤسسة في هذه المرحلة؟ المشاعر: ماذا يشعر المستخدم في هذه المرحلة من العملية؟ نقاط الضعف: ما مسببات الإحباط المحتمَلة لدى المستخدم في هذه المرحلة؟ المؤثرات: ما العوامل التي تؤثر على عملية اتخاذ القرار لدى المستخدم في هذه المرحلة؟ 4. أنشئ جدول رحلة العميل يمكنك البدء بإنشاء جدول يتضمن معطيات القرارين الذين اتخذتهما من خلال الخطوتين السابقتين، حيث تضع المراحل على أحد محوري الجدول، والمعلومات التي ينبغي جمعها على المحور الآخر. مثال عن قالب مبسط لخريطة رحلة العميل. يجب أن نؤكد على أن خريطة رحلة العميل النهائية ليس من الضروري أن تتوافق مع هذه المعطيات المبدئية، لكن هذه الخطوة ضرورية لتوفير إطار عام يمكن البدء بالعمل على ضوئه. يُنصح بإنشاء هذا الجدول على مساحة كبيرة لتوسيعه قدر الإمكان. 5. البدء بالعمل الجماعي في البداية يجري العمل بصورة جماعية على العمود الأول، من خلال كتابة المعلومات المطلوبة على ورقة ملاحظات ثم لصقها على الجدول. على سبيل المثال، ما المهمات التي يحاول المستخدم تحقيقها في مرحلة الاكتشاف؟ اكتب كل مهمة على ورقة ملاحظات منفصلة ثم أضفها إلى الخلية المناسبة من الجدول. الغاية من كتابة المعلومات على أوراق ملاحظات لاصقة وليس على الجدول مباشرةً هو أنك قد تحتاج إلى إعادة ترتيب الجدول مع مرور الوقت، كأن تقرر إزاحة مهمةٍ ما إلى مرحلة لاحقة من العملية. استخدم البيانات والمعطيات التي جلبها المشاركون في الورشة لإرشادك إلى المعلومات التي يجب تدوينها على أوراق الملاحظات عند الإمكان، وفي حال عدم توفر بيانات ملائمة تستند إليها، الجأ إلى تقدير الحالة، ثم يمكنك التحقق من صحة الافتراضات لاحقًا بعد الورشة. من الأفضل المحافظة على الاندفاع في إنجاز العمل، وعدم إمضاء وقت طويل في جزء معين من الجدول. 6. العمل بمجموعات صغيرة عندما تصل إلى أسفل العمود الأول من الجدول، سيكون الحاضرون قد فهموا كيف يسير العمل، وعندها يمكنك تقسيمهم إلى أزواج أو مجموعات صغيرة حسب عددهم، ثم توكيل كل مجموعة بإتمام عمود، مما يسرّع وتيرة العمل ويقلل من الملل والرتابة. بمجرد أن تنهي كل مجموعة عملها، تجتمعون مرةً أخرى للنقاش، مما يضمن قبول الجميع للنتائج، وإن لم يكونوا قد ملؤوا الأعمدة بأنفسهم. هذا كل ما في الأمر، لكن إجراء ورشة العمل قد يرتّب عليك بعض التحديات، فمثلًا قد يكون من الصعب جمع الناس في مكان واحد لأسباب مختلفة، وفي هذه الحالة، يجب أن تتوفر طريقة بديلة. كيفية إعداد خريطة رحلة العميل عن بعد عندما يتعذر عليك عقد ورشة عمل وجهًا لوجه، يمكنك إنشاء خريطة رحلة العميل كاملة عبر هذه الطريقة البديلة، ويتطلب الأمر منك إجراء بعض التغييرات في طريقة العمل. سواء كانت الورشة وجهًا لوجه أم عبر الإنترنت، فإنها تتألف من الخطوات نفسها، ويجب في الحالتين: تحديد مراحل الرحلة. تحديد المعلومات المرغوب تضمينها. جمع البيانات الملائمة. الخطوتان الأولى والثانية هما الأسهل، وغالبًا ما يمكن إنجازهما بسرعة عبر مكالمة جماعية مع الأطراف المعنية الرئيسية، لكن إذا كان هناك الكثير من الأطراف المعنية، فقد يكون من المفضل الابتعاد عن المكالمات الجماعية، لأن كثرة المشاركين تقلل من إنتاجية هذا النوع من المكالمات. يمكنك بدلًا من ذلك أن تلجأ إلى إعداد استبيان قصير تطلب فيه من المشاركين اقتراح المراحل والمعلومات التي يجب جمعها، ثم استخدام أدوات تسمح للمشاركين بالتصويت على أفكار الآخرين بالقبول أو الرفض، مثل ترايسايدر Tricider. بعد أن تجمع قائمةً بالمراحل والمعلومات المحتمَلة، يمكنك اختيار الملائم منها لإعداد القائمة النهائية بنفسك أو بالاستعانة بأدوات فرز البطاقات المساعِدة، مثل UXOps. يساعد UXOps على تسهيل عملية اختيار المراحل بصورة مدروسة للوصول إلى القائمة النهائية. في هذه الطريقة، عليك أن تطلب من المشاركين تصنيف المراحل والمعلومات المتشابهة في فئات وإعادة تسميتها، بصورة مشابهة لعملية فرز البطاقات التي تُجرى في سياق هندسة المعلومات لمواقع الويب. أخيرًا، لا مشكلة على الإطلاق في إجراء مقابلات فردية مع الأطراف المعنية الأكثر أهمية لديك، للتأكد من رضاهم عن نهجك. بمجرد أن تختار المراحل وتحدد ما يجب فهمه في كل مرحلة، يمكنك البدء بجمع الاقتراحات، وهنا لديك خياران؛ إما إجراء مقابلات فردية وإما إجراء استبيانات. الاستبيانات خيار ممتاز للحصول على الكثير من المعطيات من عددٍ كبير من الأطراف المعنية، وقد تكون هذه الأطراف المعنية إما مستخدمين نهائيين وإما خبراء داخليين (الأشخاص نفسهم الذين كنت ستدعوهم إلى المشاركة في حال اخترت طريقة ورشة العمل). من ناحية أخرى، تزوّدك المقابلات برؤى متعمقة أكثر من الاستبيانات، كما يمكن أن تساعدك على الحصول على الدعم من الأطراف المعنية الداخلية، وبالنتيجة فمن الأفضل الجمع بين الخيارين قدر الإمكان. تذكر أنك في الحالتين كلتيهما تسعى إلى جمع الأسئلة والمهمات والمشاعر المختلفة للعميل في كل مرحلة، والحكم على أهميتها. على سبيل المثال، يمكنك إجراء استبيان تطلب فيه من الناس اقتراح الأسئلة التي تراودهم أثناء رحلة استخدامهم، ثم تسمح لهم بالتصويت على الأسئلة التي اقترحها الآخرون من حيث أهميتها بالنسبة لهم. تسمح منصة Pollunit بجمع البيانات والحكم على أهميتها. لتبسيط الأمر، يُنصح بعدم مطالبة الناس بتحديد المرحلة الموافقة لكل سؤال مقترَح ضمن الاستبيان، إذ يمكنك على الأرجح معرفة موضع كل سؤال في رحلة العميل بديهيًا من خلال خبرتك بالعملية. وبالنتيجة، تتوفر إمكانية إنشاء خريطة لرحلة العميل عبر حضور ورشة عمل أو عن بُعد، لكن في الحالتين كلتيهما فإن المرحلة التالية لا تقل أهميةً عن عملية إنشاء الخريطة. كيف تحسن استخدام خرائط رحلة العميل هناك نوعان من المخاطر التي يمكن أن ترافق ورشة رحلة العميل. الأول أن تكون الرحلة غير صحيحة؛ بالطبع لن تكون الرحلة مطابقة للواقع أبدًا، ولكن يجب أن تكون ممثِّلة له بشكلٍ ما على الأقل، لهذا السبب يجب تخصيص القليل من الوقت بعد الورشة لتقييم النتائج، وليس بالضرورة جعلها خطوةً معقدة، بل يكفي عرض النتائج على بعض العملاء ومعرفة آرائهم حولها. الثاني أن ينتهي الحال بخريطة رحلة العميل الناتجة بوضعها في زاويةٍ ما، دون الاستفادة منها أو ذكرها. لتجنب حدوث ذلك، يجب إعدادها بطريقة تفاعلية يمكن أن يراها ويستفيد منها كل الأشخاص في الشركة. يجب أن تكون خريطة رحلة العميل غير معقدة، وأن يكون أخذ المعلومات منها سهلًا. الهدف من ذلك إبقاء قصة المستخدم نصب أعين الأشخاص في الشركة. اطلب من مصمم محترف تصميم الرسوميات لتضمن أن تكون مفهومةً قدر الإمكان ولافتةً للانتباه. مهما كان شكل الخريطة، يجب أن تحتوي على أدلة إحصائية وقصصية، وأن تسلط الضوء على حاجات المستخدم وأسئلته ومشاعره أثناء تفاعله مع المؤسسة أو الخدمات المقدَّمة. نماذج لخرائط رحلة العميل كما أسلفنا، لا يوجد طريقة صحيحة بالمطلق أو خاطئة بالمطلق لإعداد خريطة رحلة العميل. عادةً ما تكون الخريطة على شكل مخطط معلومات رسومية (إنفوجرافيك) مع ترتيب زمني لتجربة المستخدم، لكن يمكن أن تكون أيضًا على شكل قصة مصورة أو حتى مقطع فيديو. هناك الكثير من القوالب الممتازة لخرائط رحلة العميل التي يمكنك الاستفادة منها للبدء، وفيما يلي بعض النماذج التي قد تلهمك في هذه العملية. عادةً ما تكون خريطة رحلة العميل على شكل مخطط معلومات رسومية (إنفوجرافيك)، لكن يمكن أن تكون أيضًا على شكل قصة مصورة أو حتى مقطع فيديو. لا تجعل الخريطة شديدة التعقيد، وابتعد عن الانشغال بتعدد الطرق التي قد يسلكها العميل، فهذا يجعل القصة مشوشة. الهدف من الرسوميات ليس فقط التعبير عن كل نواحي تجربة العميل، بل أيضًا جعل الأمر أشبه بقصة بسيطة، من أجل تركيز اهتمام المشاهدين على حاجات العميل. هذا نموذج شائع لخريطة لرحلة العميل، لكنه مع ذلك لا يُعَد نموذجًا جيدًا بسبب شدة تعقيده. خريطة رحلة العميل أشبه ما تكون بلوحة توجيهية مثبَّتة على جدار المكتب، قادرة على لفت انتباه الناس إلى نقاط الاتصال الحرجة التي يواجهها المستخدم بمجرد إلقاء نظرة سريعة عليها، لكي تذكّرهم بإبقاء حاجات العميل في طليعة أولوياتهم. حاول أن تكون خريطة رحلة العميل بسيطة بما يكفي للسماح بعرضها على شكل لوحة جدارية. حاول أن تجعل الأمر أشبه بسرد قصة، وليس حشوًا لكمية كبيرة من المعلومات. خاتمة خرائط رحلة العميل ليست عصا سحريةً تحلّ كل مشاكل تجربة المستخدم، لكنها أداة فعالة ولها فوائد كثيرة. وكما هو الحال في شخصية المشتري وخرائط التعاطف وبطاقات القصص، فهي تساعد أيضًا على تركيز اهتمام الجميع على تجربة المستخدم والابتعاد قليلًا عن الانشغال بالشؤون الداخلية للمؤسسة، ولذلك فهي تستحق الجهود المبذولة لإنشائها. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Customer Journey Mapping: Your Definitive Guide لصاحبه Paul Boag. اقرأ أيضًا كيف تبني علامة تجارية ناجحة لمشروعك التجاري الصغير كيف تتجنب المشاعر السلبية في تجربة المستخدم لمنتجك الاحتياجات الاجتماعية لإمكانية الوصول في تصميم تجربة المستخدم إنطلاق عملية التفكير التصميمي: البدء بمرحلة التعاطف Empathy
  9. يميل البشر بفطرتهم إلى الاستمتاع باللعب، ولطالما كانت الألعاب جزءًا لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية. يشير التلعيب إلى محاولة إدخال عناصر اللعب إلى الوسط غير المتعلق بالألعاب، وسندرس في هذه السلسلة من المقالات المتعلقة بمفهوم التلعيب في تصميم البرمجيات تطبيق هذه العناصر في برمجيات المشاريع التجارية بهدف تمكين العملاء والشركاء والموظفين من التفاعل مع عمليات المؤسسة وأنظمتها بطريقة ممتعة. هذه المقالة جزء من سلسلة مقالات حول التلعيب Gamification: مزج العمل باللعب التصميم المتمحور حول اللاعب اللاعب المهمة الدوافع التقنيات الإدارة والمراقبة والقياس الضوابط القانونية والأخلاقية أمثلة عن التلعيب في المؤسسات إزالة الأوهام إذا كنت تخطط لاستخدام التلعيب في برمجيات مشروعك التجاري، فعليك أن تستعد أولًا للتصدي للمشككين. يُعَد التلعيب مفهومًا جديًدا لا يزال في طور الظهور، لذلك فلا عجب في انتشار أفكار خاطئة حوله. سنستعرض بعض البيانات المتعلقة باللعب والتلعيب والطبيعة المتغيرة لبرمجيات العمل، والتي تساعدك على مواجهة هذه الأوهام والأفكار الخاطئة. الخطأ الأول: رواد الألعاب جميعهم من المراهقين وبرمجيات المؤسسات مخصصة للكبار يتمثل أكثر الأفكار الخاطئة شيوعًا بالاعتقاد بأن المراهقين هم الفئة الوحيدة المهتمة باللعب وأساليب التلعيب، وبالتالي فمن غير الملائم تطبيق هذه المفاهيم على برمجيات المؤسسات. وفقًا لبيانات منظمة برمجيات الترفيه عام 2012، يبلغ العمر الوسطي لرواد الألعاب 30 عامًا، وتقدَّر مدة انخراط الفرد منهم في الألعاب وسطيًا بـ 12عامًا، و68% من رواد الألعاب تبلغ أعمارهم 18 فما فوق. لا يدل هذا فقط على أن رواد الألعاب ليسوا جميعهم من فئة المراهقين، بل يؤكد أن المراهقين باتوا يشكلون أقلية ضمن مجموع رواد الألعاب. بالإضافة لذلك فإن الإحصائيات الديموغرافية المتعلقة بالعاملين في المؤسسات تتغير أيضًا، فقد دخل الإنسان الرقمي ساحةَ العمل؛ والإنسان الرقمي وفقًا لويكيبيديا هو الشخص الذي ولد بعد عام 1960، أثناء دخول التقنيات الرقمية الواسعة أو بعدها، وهو قادر على فهم مبادئ هذه التقنيات بصورة أفضل بسبب تفاعله معها في مراحل مبكرة من حياته. نشأت هذه الأجيال وهي تتمتع بإمكانية الوصول إلى ألعاب الفيديو التفاعلية وبرمجيات المستخدمين، لذا فإن أفرادها لديهم توقعات مشابهة حول برمجيات مؤسسات العمل. الخطأ الثاني: رواد الألعاب جميعهم من الذكور والعاملون في المشاريع التجارية ذكور وإناث وفقًا لحقائق منظمة برمجيات الترفيه عام 2012، تشكل الإناث نسبة 47% من مجموع اللاعبين، والنساء فوق سن 18 هنّ من أكثر الفئات نموًا في هذا المجال. من أسباب انتشار المعلومات الخاطئة المتعلقة بذلك هو أن الناس يعمّمون تجربة ألعاب القتال (من نوع تصويب منظور الشخص الأول) على جميع الألعاب، رغم أن 33% من اللاعبين يلعبون ألعابًا اجتماعية، ويلعب الكثيرون ألعابًا تعليمية. تشكل النساء الجزء الأكبر من رواد ما يسمى بالألعاب البسيطة Casual game مثل Pogo وغيرها. أدى أيضًا انتشار تقنيات الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي واتساع نطاق الألعاب إلى جذب المزيد من اللاعبين ومنهم النساء إلى هذا المجال. الخطأ الثالث: رواد الألعاب كسالى وتحتاج المشاريع التجارية إلى موظفين مندفعين لتحقيق النجاح أشارت الباحثة في جامعة واشنطن جين ماكغونيغال في كتابها بعنوان "الواقع محطم Reality is Broken" وفي حديثها إلى منصة تيد TED تحت عنوان "يمكن للعب أن يصنع عالمًا أفضل"، إلى أن رواد الألعاب هم أشخاص مندفعون بشدة ومستعدون لتغيير العالم. على سبيل المثال، لعبة وورد أوف ووركرافت التي يشار إليها اختصارًا بـ WoW هي لعبة فيديو من نوع ألعاب تقمص الأدوار كثيفة اللاعبين على الإنترنت، ويقضي اللاعب وسطيًا 22 ساعة أسبوعيًا على هذه اللعبة التي تعتمد على الإستراتيجية وحل المشاكل، كما تأتي موسوعة WoW بنظام ويكي في المرتبة الثانية بعد ويكيبيديا مباشرةً في الحجم والمحتوى. تشير ماكغونيغال إلى وجوب استغلال هذه الطاقة والقدرات الإبداعية لحل مشاكل العالم الحقيقي. تقول جين ماكغونيغال: "هدفي في العقد القادم هو محاولة جعل إنقاذ العالم الحقيقي بنفس سهولة إنقاذ العالم في الألعاب الإلكترونية على الإنترنت". عمل فريق من العلماء الأكفاء على مدى أكثر من عقد من الزمن على تقنية تدعى طيّ البروتين في خضمّ جهود بحثية تسعى لفهم أمراض معينة والوقاية منها وعلاجها، مثل عوز المناعة المكتسبة (الإيدز) والسرطان وألزهايمر، لكنهم لم يحرزوا التقدم المنشود، فقرروا الاستعانة بالتلعيب من خلال إنشاء لعبة Foldit التي تسمح للاعبين بطيّ البروتين بطرائق مختلفة، ومن ثم دعوة عامة الناس للعب هذه اللعبة على الإنترنت. تطوع 47000 شخص لخوض هذا التحدي وحُلّت المعضلة بغضون عشرة أيام! إذا كان استعراض التحديات بشكل ألعاب مصممة جيدًا قادرًا على إطلاق العنان للطاقات الكامنة لدى المتطوعين في حل المشكلات بطرائق إبداعية تساهم في الأبحاث العلمية، فتخيل ما يمكن أن تحققه هذه التقنيات على مستوى مؤسستك! الخطأ الرابع: لا يمكن مزج العمل باللعب يعتقد المدافعون عن هذه الفكرة بأن العمل واللعب نقيضان لبعضهما البعض، لكن وكما يقول بريان سوتون سميث؛ فإن اللعب ليس نقيض العمل، بل هو نقيض الاكتئاب. يحب الناس كلًا من العمل واللعب، ويهدف نظام التلعيب المؤسسي المصمم جيدًا إلى زيادة الارتباط بالعمل وعدم تشتيت الانتباه عنه. نبحث في هذه السلسلة من المقالات عن التلعيب كيفية إنشاء نظام تلعيب جيد التصميم موافق لهذه الغايات. التلعيب موجود حولنا إذا لم تكن المعلومات السابقة مقنعة للمشككين، يمكنك الإشارة إلى أنهم قد اختبروا التلعيب بالفعل في تطبيقات يستخدمونها مسبقًا، ومن أبرز تقنيات التلعيب التي قد واجهها معظم الناس: برامج المسافر الدائم من الأمثلة المهمة لعبة ولاء المسافر المتكرر لشركات معينة، التي خاضها الكثير من الناس، والتي تقدم عروض رحلات جوية وحجوزات فنادق للمشتركين. تعمل هذه الشركات على تحفيز العملاء وتوجيه سلوكهم من أجل اختيار الحجز على متن خطوطهم الجوية أو اختيار الإقامة في فنادقهم. تمكنت هذه الشركات على مر السنين من إضافة جوانب جديدة إلى اللعبة عبر بطاقات الائتمان والخصم المباشر ذات العلامة التجارية الشريكة، وكلما خضت في اللعبة أكثر ستربح أكثر، كما ستحقق لهم الربح أيضًا. لينكد إن يشجع موقع شبكة العلاقات المهنية مستخدميه على إضافة المزيد من المعلومات المهنية عبر تقنية تلعيب بسيطة؛ وهي مؤشر التقدم. لا شك بأن معظم الناس قد تعاملوا مع هذا المؤشر الذي يخبرهم مثلًا بأن ملفهم الشخصي مكتمل بنسبة 95%، وما الذي يمكن فعله للوصول إلى 100%. يعمل هذا المؤشر على تذكير المستخدم على الدوام بنقص معلومات ملفه الشخصي، كما يدله على طريقة إكماله. نسبة اكتمال الملف الشخصي في لينكد إن يستخدم لينكد إن أيضًا طريقةً أخرى تركز على قوة المجتمع من خلال إظهار إحصائيات شبكة العلاقات، والتي تُعَد بسيطة وفعالة في آنٍ واحد، مثل إظهار عدد الأشخاص في شبكتك، وعدد مرات استعراض الآخرين لملفك الشخصي، بالإضافة إلى إمكانية رؤية الإحصائيات الخاصة بالآخرين ضمن شبكتك. يُعَد هذا استخدامًا نموذجيًا لتقنيات التلعيب من أجل تحفيز الناس على توسيع شبكة علاقاتهم، وبالتالي تعزيز قيمة موقع لينكد إن. إحصائيات شبكة العلاقات في لينكد إن أضاف لينكد إن فيما بعد طريقةً للمصادقة على مهارات زملائك من خلال نافذة تفاعلية تشبه اللعبة تجذبك إلى المشاركة بتقييم زملائك في الشبكة. طلبات المصادقة في لينكد إن يعرض لينكد إن أيضًا لوحة متابعة للمصادقات التي قدمها جميع الأعضاء، من أجل استعراض المهارات التي صادقوا عليها، مع صور مصغرة للزملاء الذين قدموا هذه المصادقات. تُعَد ميزة المصادقة التي صممها لينكد إن بسيطةً ومسلية للشخص الذي يصادق على المهارات، فضلًا عن كونها ممتعةً للشخص الذي يتلقى المصادقات. تفيد هذه الخصائص في زيادة عدد المشاركين في موقع لينكد إن وإغنائه بمعلومات إضافية حول الأعضاء المشتركين. إحصائيات المصادقة في لينكد إن السيارات الموفرة للوقود تشجع السيارات الموفرة للوقود على ممارسات القيادة الموفرة للطاقة بطرائق متعددة، فهي تعطي السائق معلومات آنية حول استهلاك الطاقة على لوحة التحكم عند تشغيل السيارة. تملك سيارات تويوتا بريوس لوحة تحكم مشابهة تبين ما إذا كان السائق يستخدم البطارية أو يشحنها أو يستخدم البنزين. لوحة تحكم سيارات بريوس بالإضافة لذلك، تقدم بعض السيارات مثل نيسان ليف موقع ويب للمالكين يجمع بيانات الاستهلاك من مجموع السائقين. موقع الويب الشخصي لمالك سيارة نيسان ليف مراجعات عملاء أمازون المراجعات من أنجح طرائق تحفيز العملاء وأوسعها انتشارًا، ويعتمد أمازون طريقةً ممتعة للعملاء لمشاركة مراجعاتهم حول المنتجات التي اشتروها مع تعيين عدد النجوم وفقًا لمدى رضاهم عن المنتج. يُعَد تعيين النجوم وإشراك الجمهور في التقييم من أساليب التلعيب، كما يذهب أمازون إلى أبعد من ذلك، إذ أن المراجعات بحد ذاتها قابلة للتقييم، من خلال توفر خيار تحديد مدى فائدة المراجعة للآخرين، مما يوضح قيمة كل مراجعة على أمازون. نظام تقييم الجمهور في أمازون تجنب الحماس المفرط إنّ كلًا من التوقعات المبالغ بها وسوء تقدير الجهد المطلوب لا يقلّان خطورةً عن التشكيك في فائدة التلعيب. يختلف أسلوب التلعيب عن تصميم اللعبة ليس بالضرورة أن يجعل التلعيب تطبيقك يبدو على شكل لعبة، إذ أن إضافة بعض أساليب التلعيب البسيطة (مثل مؤشر التقدم من لينكد إن) ذات الهدف الواضح أفضل من الإضافات الأخرى الطنّانة والرنّانة التي تفتقر إلى غاية محددة، مثل الرسوميات البرّاقة والأنماط اللافتة بصريًا وحتى المؤثرات الصوتية. التلعيب ليس سهلا التلعيب ليس مجرد إضافة بعض النقاط أو الأوسمة أو لوحات الصدارة إلى واجهة المستخدم دون عناية، فقد تؤدي بعض الأساليب الرديئة إلى تنفير المستخدمين. يتطلب التلعيب إدخال تقنيات مدروسة تجذب انتباه الجمهور. تجنب الخداع لا يهدف التلعيب إلى التلاعب بالمستخدمين بل إلى تحفيزهم، وهو بجوهره شكل من أشكال التصميم الجيد، الذي يحرص بدوره دائمًا على احترام المستخدم. لا يمكن أن يصلح التلعيب نموذج مشروع سيئ التلعيب ليس عصا سحرية تحسّن نماذج العمل الرديئة من خلال إضافة بعض الأوسمة والنقاط، إنما يفيد تطبيق تقنيات التلعيب بعناية في تعزيز نماذج العمل المدروسة بإحكام وتسريع تكيُّف وتفاعل الموظفين والمستخدمين وعموم المجتمع معها. الألعاب تعلمنا الكثير فكر قليلًا بلعبتك المفضلة واسأل نفسك لماذا تراها ممتعةً وتفاعليةً للغاية، ثم فكر بعملك، هل سيكون الأمر سيئًا لو كان العمل شبيهًا بعض الشيء بلعبتك المفضلة؟ إليك هذه الموازنة بين خصائص الألعاب والعمل: الألعاب العمل المَهمة متكررة لكن مسلية متكررة ومملة التقييم مستمر مرة في السنة الأهداف واضحة متباينة وغير واضحة طريقة الامتياز واضحة غير واضحة القواعد واضحة وشفافة غير واضحة وغير شفافة المعلومات مقدار مناسب من المعلومات في التوقيت المناسب مقدار غير مناسب في توقيت غير مناسب الفشل متوقَّع ويرافقه دعم وإثارة ويمكن الحديث عنه بكل أريحية ممنوع ويعاقَب عليه ولا يمكن الحديث عنه أو وضعه ضمن الاحتمالات حالة المستخدم واضحة في كل وقت غير واضحة الترقي يتبع للجدارة يحتاج إلى التملق التعاون موجود محتمل السرعة والمجازفة عالية منخفضة الاستقلالية موجودة متوسطة أو منخفضة قابلية السرد على شكل قصة نعم في حالات خاصة فقط المعوقات متعمدة عارضة موازنة بين خصائص الألعاب والعمل. من الواضح أن هناك الكثير من الخصائص التي يمكن أن نتعلمها من تصميم الألعاب لزيادة الارتباط بالعمل وجعله أكثر متعة. الخلاصة التلعيب مفهوم جديد في سياق برمجيات المؤسسات، وكما هو الحال في جميع المفاهيم الجديدة فهناك الكثير من الأفكار الخاطئة حوله. تحدثنا بإيجاز في هذا المقال عن أهم الأوهام الشائعة حول التلعيب وفنّدناها من خلال أمثلة ومعلومات من أرض الواقع، وأشرنا إلى وجود نماذج عديدة للتلعيب في برمجيات المستخدمين في الوقت الراهن، والتي صُممت لتحفيز المستخدم وزيادة تفاعله. أخيرًا، من الضروري عدم المبالغة بتوقعاتك أو توقعات الأطراف المعنية حول نتائج تقنيات التلعيب، لضمان القدرة على تحقيقها على الدوام. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 1. Chapter 1: Mixing Work and Play لصاحبيه Mario Herger وJanaki Kumar. اقرأ أيضًا اختيار الألوان المناسبة لواجهة المستخدم التأثير النفسي للألوان في تصميم الويب لماذا نحتاج إلى الشعار؟ العلامة التجارية من منظور نفسي مدخل إلى تجربة المستخدم (User Experience - UX)
  10. يستفيد المصمم البارع من الألوان لتحقيق أهداف وغايات متنوعة، مثل إبراز فكرة ما أو تعزيزها، أو تحريض استجابة شعورية معينة لدى المستخدم، أو جذب الانتباه لجزء محدد من موقع الويب؛ بالإضافة إلى الغاية البديهية الأهم، وهي تصميم موقع جميل يسرّ الناظر إليه. غالبًا ما يكون المخطط اللوني لموقع الويب مشتقًا من العلامة التجارية للشركة والقيم التي تجسدها. الألوان والعلامة التجارية يساعد المخطط اللوني لموقع الويب على أخذ فكرة عامة عن المنتجات أو الخدمات التي يقدمها. ووفقًا لدراسة أجراها معهد الأبحاث اللونية CCICOLOR، فإن الناس يحكمون على المنتجات على الإنترنت خلال أول 90 ثانية من رؤيتهم لها، ويعتمد حكمهم عليها بنسبة 62% إلى 90% على المخطط اللوني، وقد توصلت الدراسة إلى أن اللون يمكن أن يعكس شخصية العلامة التجارية: يعكس اللون الأحمر القوة والعاطفة والطاقة، ويمكن استخدامه ضمن التصميم أو العلامة التجارية لتنبيه المستخدم أو جذب انتباهه، وهو مستخدَم في مواقع مثل CNN وماكدونالدز وKFC ويوتيوب وأدوبي. يشير اللون البرتقالي إلى معانٍ مثل الصداقة والاتحاد والشباب، وهو مستخدَم في علامات تجارية مثل فانتا Fanta، إذ أن اللون البرتقالي منسجم تمامًا مع صميم هذه العلامة التجارية للمشروبات الغازية (فقد كانت فانتا تنتج حصرًا مشروبات بطعم البرتقال في بداياتها، لكنها توسعت في السنوات الأخيرة وأصبحت تقدم أنواعًا كثيرة مختلفة). اللون الأصفر يعكس السعادة والحماس، ولا عجب في ذلك، فهو مرتبط في أذهاننا مباشرةً بلون الشمس ولون إنارة المصابيح، ومن الأمثلة على استخدامه شركة الشحن الدولية DHL. يعكس اللون الأخضر النمو والجوانب البيئية، وهو مستخدَم في موقع إنهابيتيت Inhabitate للتنمية المستدامة، بما ينسجم مع الدلالات البيئية للون. اللون الأزرق يعكس الهدوء والأمان والموثوقية، وهو خيار صائب في كثير من الأحيان، إذ يُشعِر المستخدمين بالاطمئنان والراحة. يستخدَم اللون الأزرق في قطاعات واسعة، ومن الأمثلة على المواقع والعلامات التجارية التي تستخدمه: AOL وفيسبوك و HP وباي بال وألعاب إلكترونيك آرتس EA Games وديل DELL، وغيرها الكثير. الألوان وتجربة المستخدم تؤدي الألوان دورًا مهمًا بلا شك في تحسين تجربة المستخدم في مواقع الويب، إذ أن اختيار اللون المناسب يضمن قابلية الاستخدام، بالإضافة إلى وضوح (قابلية قراءة) المعلومات المعروضة على الشاشة. التباين المناسب بين لون النص ولون الخلفية من أساسيات تجربة المستخدم، فإذا لم يتمكن المستخدمون من قراءة المحتوى بسهولة، فلا شك أنهم سيغادرون. تخيل مثلًا أنك تنظر إلى نص مكتوب بالأحمر على خلفية زرقاء، لتدرك صعوبة القراءة بوجود مزيج من هذين اللونين، إذ لا تستطيع العين التركيز على هذين اللونين في الوقت نفسه، وينطبق ذلك على النص المكتوب بالأزرق على خلفية حمراء اللون. السبب في ذلك هو أن هذا التركيب اللوني يتذبذب عندما يكون متجاورًا، مما يسبب الإجهاد للعينين. في هذا السياق، يمكن تقليل التباين بين النص والخلفية بغرض إعطاء أولوية أقل للنص، وذلك لمساعدة القارئ على تخطي المحتوى قليل الأهمية عند رغبته بالقراءة السريعة. تساعد الألوان الحيوية على تقديم تجربة محفزة للمشاعر، فالألوان الساطعة تمنح الطاقة وتدفع للتصرف آنيًا، ولهذا فإن الكثير من أزرار الدعوة لاتخاذ إجراء تصمَّم بلون أحمر أو برتقالي ساطع. تعتمد المواقع الإخبارية غالبًا استخدام اللون الأحمر للفت الانتباه إلى الأخبار العاجلة أو المهمة. من ناحية أخرى، فإن الألوان الأهدأ والأقل حيويةً تساعد المستخدم على الشعور بالاسترخاء أثناء التصفح. كيف تكمل الألوان بعضها البعض للحصول على مخطط لوني متناسق، من المهم التركيز على تفاصيل وتدرجات كل لون مختار. وإليك بعض الأمور التي تجب مراعاتها أثناء هذه العملية: الصبغات والظلال والدرجات يمكنك الحصول على العديد من التدرجات من كل لون على عجلة الألوان، فالصبغات تنتج عن إضافة الأبيض للون، والظلال تنتج عن إضافة الأسود له، والدرجات تنتج عن إضافة الرمادي له. من أسهل الطرائق لتحقيق التوازن في المخطط اللوني عند استخدام الصبغات والظلال والدرجات، هي اتباع مخطط أحادي اللون. التباين يعبّر التباين ببساطة عن مدى الاختلاف بين لونين، ويكون التباين أعظميًا عند اختيار ألوان متقابلة على عجلة الألوان، كما هول الحال في الأسود والأبيض. يمكن الاستفادة من التباين لتحقيق نوع من التوازن بين الألوان أو للفت انتباه المستخدم إلى ميزة معينة أو كلام معين. الحيوية يمكننا استخدام الحيوية (السطوع) لجعل اللون أكثر تأثيرًا على المشاعر، وذلك من خلال اختيار ظلال أكثر سطوعًا تعكس طاقةً عالية، وبالتالي تعزز المشاعر الإيجابية مثل السعادة؛ أو اختيار ظلال أقل سطوعًا تعكس طاقةً أقل، وبالتالي تعزيز الهدوء والسكون. الألوان الجمعية والألوان الطرحية نختار المخططات اللونية الحديثة اعتمادًا على الأنظمة اللونية المستخدمة لعرض التصاميم أو طباعتها، ومن أكثرها شيوعًا نظام CMYK (السماوي والأرجواني والأصفر والأسود وهو اللون المفتاحي)، ونظام RGB (الأحمر والأخضر والأزرق). CMYK هو نظام لوني طرحي، وبغياب الألوان الأربعة المكونة له، تكون النتيجة لونًا أبيض. تحسَب الألوان في هذا النظام (بما فيها الأسود) كنسبة مئوية من كلٍّ من الألوان الأربعة، ويستخدم هذا النظام اللوني عادةً في الطباعة. أما RGB، فهو نظام لوني جمعي، يبدأ هذا النظام بالأسود، ثم تضاف الألوان للوصول إلى الصباغ المطلوب، بما في ذلك الأبيض. يقترن كل لون في هذا النظام بقيمة عددية من 1 إلى 256، وهو يقدم أكثر من 16 مليون مزيجًا لونيًا. ويستخدم هذا النظام عادةً في الشاشات الرقمية، ويعتمد نظامه الداخلي على الأزواج الثنائية. من الجدير بالملاحظة أن العين البشرية لا تجد فرقًا كبيرًا بين لوحتي الألوان لهذين النظامين. ربما يمكن لأعيننا تمييز الـ 10 ملايين لونًا التي يقدمها نظام CMYK، لكن الفروقات اللونية في الـ 16 مليون لون لنظام RGB ضئيلة جدًا ومن الصعب أن تميزها العين البشرية. لا يمكن القول بأن إحدى هاتين اللوحتين أفضل من الأخرى من منظور بصري؛ أما من منظور تصميمي؛ فالفرق بين هذين النظامين مهم لأنهما يستخدمان لإنتاج مخرجات مختلفة، الطباعة والشاشة. قد يكون التحويل بين هذين النظامين غير دقيق ويعطي نتائج مختلِفة عند العرض. تطبيقات المخططات اللونية على الإنترنت إذا كنت في حيرة من أمرك بشأن اختيار مخطط لوني ملائم لمستخدميك، فلحسن الحظ أن هناك الكثير من الأدوات المساعدة على الإنترنت بهذا الخصوص. يمكنك تحميل اللوحات اللونية (وأحيانًا تصدير الإعدادات إلى برامج أخرى) من خلال المواقع التالية: Adobe Colors. Paletton. Color Hunter. Check my Color. Color Sphere (امتداد جوجل كروم). تطبيق The Color (تطبيق آيباد). لا تنسَ أن تطلب آراء مستخدميك حول المخططات اللونية قبل المضي قدمًا بها. الخلاصة الألوان أداة فعالة تتطلب منك أن تحسن استخدامها، وأظهرت الدراسات أن اختيار مخطط لوني لموقع الويب أمر بالغ الأهمية بالنسبة للعلامة التجارية. من الأمثلة التي توضح ذلك، استخدام شركة DHL للشحن الدولي اللون الأصفر (يعبر عن البهجة والحماس) الذي يتلاءم مع دورها في نقل البضائع والمستندات القيّمة، فيعزز شعور السعادة لدى العملاء. يمكن أن يحسّن المصمم تجربة المستخدم من خلال اختيار الألوان المناسبة، وهذا يساعد على ضمان: قابلية الاستخدام والوضوح (قابلية القراءة) للمستخدم. يجب الحرص على اختيار أفضل توليفة من الألوان لضمان متابعة المستخدم لقراءة المحتوى المكتوب. تجربة محفزة للمشاعر بالنسبة للمستخدم. يتضمن ذلك مدى حيوية اللون المختار، فالألوان الساطعة تمنح الطاقة وتدفع للتصرف آنيًا أو على عجل، ويمكن استخدامها للفت الانتباه للمنتجات أو الخدمات أو الرسائل المهمة؛ أما الألوان الأقل حيويةً، فيمكن أن تساعد المستخدم على الشعور بمزيد من الاسترخاء، ولها أهمية خاصة في قطاعات معينة مثل البنوك. تتطلب الاستفادة من الألوان أن تعرف مكوناتها، ومن خلال النظر إلى عجلة الألوان (التي يمكن اشتقاق أي لون منها) نلاحظ وجود: الصبغات: التي تنتج عن إضافة الأبيض إلى الصباغ اللوني. الظلال: التي تنتج عن إضافة الأسود إلى الصباغ اللوني. الدرجات: التي تنتج عن إضافة الرمادي إلى الصباغ اللوني. من أبسط الطرق لتحقيق التوازن في اختيار الصبغات والظلال والدرجات، استخدام المخطط أحادي اللون. كما تجب مراعاة النقاط التالية عند اختيار مخطط لوني: التباين: يمكننا جذب انتباه المستخدم لميزة معينة أو جعل التصميم متوازنًا عبر استخدام مقياس التباين بين لونين أو استخدام الأسود والأبيض. تجنب المبالغة في استخدام التباين، فقد يؤدي ذلك إلى تشوش القارئ، لذا استخدمه فقط من أجل الجوانب المهمة. الحيوية (السطوع): وهي أساسية للتأثير على مشاعر المستخدم، فالمشاعر لها أهمية كبيرة، ويمكن التأثير عليها من خلال اختيار مخطط لوني مناسب. تعكس الظلال الأكثر سطوعًا طاقةً عالية، وبالتالي تعزز المشاعر الإيجابية مثل السعادة؛ أما الظلال الأقل سطوعًا، فتعزز الهدوء لدى المستخدم. اختر المخطط اللوني وفقًا لغرض التصميم الذي تعمل عليه، للشاشة أم للطباعة. نظام CMYK (السماوي والأرجواني والأصفر والأسود اللون المفتاحي) هو نظام لوني طرحي يُستخدَم للطباعة، قابل لإعطاء 10 ملايين مزيج لوني؛ أما نظام RGB، فهو نظام لوني جمعي يستخدم للشاشات، ويسمح بأكثر من 16 مليون مزيج لوني. يمكن أن تساعد الكثير من الأدوات المتوفرة على الإنترنت في إيجاد اللوحة اللونية الصحيحة، كما يجب أن تسأل مستخدميك عن آرائهم حول المخططات اللونية التي ترغب باستخدامها لهم، وستساعدك الإجابات على توفير الوقت والمال قبل المضي قُدُمًا بألوان غير مناسبة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Dressing Up Your UI with Colors That Fit لصاحبه Mads Soegaard. اقرأ أيضًا النظم اللونية للمواقع الإلكترونية التي تحفز الحواس البشرية التأثير النفسي للألوان في تصميم الويب أدوات ضرورية لتصميم مواقع الويب مدخل إلى تجربة المستخدم (User Experience - UX)
  11. قد يكون مجرد امتلاك فكرة لمشروع تجاري بدايةً متواضعة، لكن الرؤية والأفكار الواضحة قد تصنع المعجزات إذا أثمرت، وهي مكمن الطاقة. إذًا ما الخطوة التالية؟ وكيف يمكن تحقيق هذا الحلم؟ الإجابة في المثَل التالي الذي يتكرر كثيرًا في عالم الأعمال: "اعمل فيما تحب وسيأتي المال لاحقًا". إذا أتيح لنا سؤال أي رجل أعمال عن أهم سر للنجاح، فغالبًا سيقول بلا تردد بأن السر هو التسويق، فقد بات الجميع يعلم بأنه دون تسويق، لا مجال لنجاح أي منتج أو خدمة أو علامة تجارية أو شركة أو غير ذلك، وهنا قد يتعثر الكثير من الناس إذا لم تكن لديهم خطة محكمة حول كيفية تسويق أنفسهم بصورة ملائمة. ففي حال لم يكن لديك أساس متين للبناء عليه، فقد يستغرق الأمر طويلًا قبل أن يدق النجاح أبوابك. يعيدنا هذا إلى سؤالنا الأساسي: لماذا نحتاج إلى الشعار؟ لنفكر بالإجابة من خلال المثال التالي: تخيل أن صديقك ابتكر حملةً إعلانيةً جديدة رائعة للعلامة التجارية للعصائر المفضلة لديك، والتي قد تحقق مبيعات قياسية وتزيد الأرباح، بالتالي ستنجذب إلى هذه العلامة التجارية (رغم أنك كنت تعرفها مسبقًا) وترغب بالعمل فيها بفضل نجاح الحملة الإعلانية، ولو كانت فرص توظيفك فيها ضئيلة. عندما يصنع أحدهم شيئًا متميزًا وفريدًا يحتاج إليه الجميع (مثل آبل)، فإن الانطباع الأول من الناس هو الإعجاب، تليه الموازنة بينه وبين المنتجات المشابهة المتوفرة، فإذا وجدوا أن ثمن هذا المنتج مرتفع، فإنهم يلجؤون إلى البدائل المعروفة التي تتوافق مع ميزانيتهم. باختصار، يفضل الناس المنتج المألوف على المجهول. ومع ذلك، إذا أنشأتَ منتجًا بارزًا ومتميزًا فعلًا، سواء كان موقعًا أو إعلانًا أو شعارًا رسوميًا أو نصيًا أو تغليفًا أو غير ذلك، فإنك ستصبح معروفًا من خلال هذا المنتج المختلف والمتميز، وسيبدأ الناس بإدراك طابعك الفريد وتقدير الجهد والوقت الذي بذلته لإنشاء هذا المنتج أو الخدمة. الشعار جيد التصميم هو بالأساس مجرد قطعة فنية تستخدَم لإيصال رسالة مع إرساء المصداقية والموثوقية، فالتواصل بكل أشكاله يحتاج بلا شك إلى كلٍّ من الثقة والوضوح. يجب أن يراعي المصمم نقطتين رئيسيتين عند إنشاء شعار، وهما الوضوح ونقل التأثير. ويعني ذلك أن الجمهور يجب أن يفهم معنى الصورة على الفور، كما يجب أن يؤثر الشعار على الجمهور ليرتبط في أذهانهم بشعور الراحة والألفة. ما هو تصميم الشعار؟ الشعار هو عبارة عن تمثيل رسومي لهوية العلامة التجارية. يمكن إنشاء مثل هذه التصاميم باستخدام برنامج أدوبي إليستريتور، وهي تتضمن طبقات متعددة مؤلفة من مجموعة مختلفة من الأشكال والألوان والخطوط والتدرجات اللونية والصور والأيقونات وما إلى ذلك. وكما أسلفنا، فإن تصميم الشعار يهدف إلى إيصال رسائل محددة حول الشركة والمنتجات والخدمات والثقافة والفلسفة والقيم والرسالة والأهداف والهوية وغيرها. ومع ذلك، فإن الناحية الجمالية هي ما تميز الشعار الناجح عن الشعار الرديء. هناك أربعة أنماط شائعة للشعارات: مجرَّد. هندسي. ترميزي. أيقوني. يشير الشعار المجرَّد إلى مفاهيم كامنة بعيدة عن التفاصيل والعمق، في حين يتضمن الشعار الهندسي خطوطًا مستقيمة وزوايا تعكس الرسمية والثبات. يتجه الشعار الترميزي إلى ترميز النماذج والأفكار عبر المجازات والغايات والاستعارات والرموز والأمثال وما إلى ذلك؛ أما الشعار الأيقوني، فيحتوي على رموز مفهومة تشير بوضوح إلى العلامة التجارية، كما هو الحال في أيقونة نايكي المعروفة التي تستخدمها الشركة للفت الانتباه وتأكيد الحضور. الشعارات وسيلة للتواصل لا للتعبير عن النفس تعمد الشركات إلى دفع الأموال لقاء تصميم شعار معدّ خصيصًا ليعزز الانطباع الشخصي، لكن في الواقع، من غير المرجح أن يتذكر المستهلكون العلامات التجارية اعتمادًا على بعض التلميحات البصرية فقط، بل يجب إجراء تخطيط إستراتيجي ومراعاة العديد من الاعتبارات لضمان إيصال الرسالة الصحيحة عبر الترميز المستخدَم. على سبيل المثال، اختارت كوكا كولا اللونين الأحمر والأبيض في المخطط اللوني الأولي لها بسبب ارتباطهما بالقوة والحيوية، فقد قررت أن تدخِل مفهوم تعزيز الطاقة والنشاط بدلًا من مجرد شرب المياه الغازية؛ أما ماكدونالدز، فقد اختارت اللونين الأحمر والأصفر بسبب ارتباطهما بالمرح والمتعة، وكان هدفها هو التقليل من خوف الناس من أضرار الوجبات السريعة، وجعلها تبدو مفيدةً صحيًا. توضح هذه الأمثلة مدى أهمية دراسة الجمهور المستهدف عند اتخاذ قرار بشأن النسق، فقد تظن أن تدرجًا لونيًا معينًا يساعدك على الصمود أمام منافسيك، ثم تثبت الدراسات عكس ذلك. وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في بيركلي باختصاص الصحة العامة، فإن هناك ألوانًا معينةً تسبب عدم الشعور بصحة جيدة. لماذا نحتاج إلى الشعارات؟ صمَّم الشعار أساسًا بغرض إيصال فكرة عنك وعن اتجاهاتك، ولهذا الأمر عدة دوافع نفسية. أولًا وقبل كل شيء، نحتاج إلى الشعار من أجل التأثير مباشرةً على أذهان العملاء وترسيخ المنتج أو الخدمة لديهم، لذا يجب أن يعبّر الشعار عن مضمونه آنيًا، سواءً كان يُستخدَم لإيصال مفهوم القيادة أم الموثوقية أم غير ذلك. ثانيًا، يجب أن يساعد الشعار على إنشاء هوية للعلامة التجارية. ثالثًا، الشعار الناجح يدوم تأثيره لسنوات، ومن الممكن أن يصبح الشعار ذو التصميم الملائم جزءًا من النفسية الثقافية للمجتمع إذا أُحسن استخدامه. سنوضح فيما يلي لماذا تؤدي هذه العوامل دورًا حاسمًا في إنشاء تصميم شعار ناجح، وسنتحدث أولًا عن علم النفس اللوني الذي يبحث في الطريقة التي تؤثر بها الألوان على السلوك البشري. التأثير النفسي لألوان الشعارات علم النفس اللوني مبني بالغالب على أساس علمي، لكنه يُستلهم أحيانًا من تاريخ الفنون. يشار إلى هذا المجال بنظرية جشتالت Gestalt theory التي طوَّرها ماكس فيرتيمير (أحد مؤسسي علم النفس الحديث) وزملائه في جامعة هارفارد حوالي عام 1912. أشار فيرتيمير إلى أربعة مبادئ تحكم الإدراك البصري، وهي التقارب والتشابه والاستمرارية والإغلاق. تنطبق هذه المبادئ بنفس القدر على أي نوع من التواصل، بما في ذلك النص أو الكلام أو الصور أو الموسيقى أو حتى الشعارات. من المعروف أن الألوان من أهم العوامل المؤثرة على الناس، وتشير الدراسات إلى أن الألوان تثير مشاعر معينة مثل السعادة والحب والغضب والحزن والخوف، مما يؤثر بدوره على سلوك البشر نحو الأشياء. على سبيل المثال، الأحمر يجذب الانتباه، والأخضر يساعد على استقرار المشاعر وتركين القلق، لذا فمن الضروري اختيار الألوان بعناية فائقة في عملية تصميم الشعار. ترتبط الألوان المختلفة لدينا بمعانٍ مختلفة، وبالتالي تحرض أفكارًا متنوعة، فالأزرق يحثّ على الهدوء، والبنفسجي يرتبط بالنبل والترف، والأحمر يرتبط بالمتعة؛ أما البرتقالي، فيعبر عن الدفء والودية، والأصفر يدل على المرح والطاقة، والأسود يدل على التعقيد والتطور، في حين يوحي الأبيض بالبراءة والنقاء. هناك ناحية أخرى مثيرة للاهتمام تتعلق باختلاف تفضيلات الألوان تبعًا للفئة العمرية، إذ تشير الأبحاث إلى أن البالغين يفضلون ألوانًا مثل الأخضر والأزرق الداكن والأسود والبني، في حين يميل الأطفال إلى الألوان الزاهية مثل الأصفر والوردي والبرتقالي. لننتقل الآن إلى شرح بعض المبادئ المهمة جدًا في تصميم الشعار من منظور علم النفس. الشعارات تمثل إشارات اجتماعية يتعلق الناس بالكلمات أكثر من تعلقهم بالصور، ولهذا السبب بالتحديد نجد أن الشعارات الشهيرة تضم عادةً كتابة بدلًا من أشكال معقدة، فالحروف أسهل قراءةً من الرموز (مثل الأسهم)، وبالتالي فإن الشعارات تؤدي غرضها بصورة أفضل عندما توصِل الرسالة من خلال الكتابة. أثبتت الدراسات أيضًا أن القرّاء يفهمون الكتابة النمطية أسرع من فهمهم للكتابة بمساعدة الأشكال، لذا فإن استخدام خطوط نمطية معينة يضمن عدم تشتت الجمهور المستهدف عن قراءة الرسالة المرغوب إيصالها. من ناحية أخرى، فإن اعتماد شعار مؤلف من كتابة باللون الأسود فقط يضمن عدم وجود أية صعوبة في القراءة ويوصل الرسالة المطلوبة، وذلك لأن خلفية النص الصاخبة قد تعيق القراءة أحيانًا. لا يكفي أن تكون الشعارات فعالةً في أوساط مختلفة، بل يجب أيضًا أن تعمل على حواس متعددة، فقد بينت الدراسات أن الاستجابة للعلامة التجارية تكون بصرية في 55% من الحالات، في حين تحتل الاستجابة السمعية المرتبة الثانية بنسبة 10%. ومع أن الرؤية تفوق السمع أهميةً في هذا السياق، إلا أن كلاهما يساهم بصورة مهمة في تشكيل الوعي الشامل. تخيل مثلًا مدى التشوش الذي تشعر به عند المرور بشارع مليء بعدد هائل من اللوحات الإعلانية ومحاولة فهمها. لا بد إذًا من العمل على حاسة أخرى موجِّهة مثل السمع عند تصميم الشعار. يجب أيضًا ألا يبدو الشعار فوضويًا، بل ينبغي أن يكون واضحًا بما يكفي، لكي لا يشتت الأنظار عما يجب التركيز عليه. تذكر في النهاية أنه ليس من المفترض أن تكون الشعارات ثابتة، بل يجب أن تكون قابلةً للتطوير بوتيرة معينة تماشيًا مع تطور العلامة التجارية مع مرور الزمن. تميل الشركات حاليًا إلى اعتماد تصاميم معقدة تتضمن معلومات محشوّة في حيز ضيق؛ لكن الناس في الواقع يولون انتباهًا أقل للكتابات الصغيرة، واهتمامًا أكبر للكتابات كبيرة الحجم، لذا حاول الابتعاد عن الشعار المعقد والالتزام بقدر كافٍ من الوضوح. الأسباب النفسية لاستخدام الشعار كما تحدثنا في الفقرة السابقة، الشعارات هي عبارة عن إشارات اجتماعية تعطي تلميحات للمستهلكين لتعريفهم بالمنتج أو الخدمة التي تقدمها مؤسسة معينة. إذا أردنا التفكير بالأمر منطقيًا، سنجد أن البشر يعتمدون كثيرًا على إشارات معينة قبل اتخاذ القرارات، ويتماشى مفهوم الشعار مع هذه الرؤية، فهو يعمل مؤشرًا توجيهيًا للعملاء المحتملين. بالإضافة لما سبق، نحتاج إلى الشعارات لتحفيز الذاكرة، فالدماغ يسجل كل ما يمر عليك من رموز أو كلمات، ثم تتشكل الذاكرة وتنشأ روابط بين هذه العناصر المرئية والخدمات المقدمة من الشركات. باختصار، تسمح الشعارات لا شعوريًا بربط الأمور ببعضها وبناء علاقات طويلة الأمد بين العلامة التجارية والعملاء. هناك دراسة أخرى مثيرة للاهتمام قدمها اختصاصي علم النفس جيمس جالياردي عام 1992 بعنوان "هل تعلم ما الذي يجعلك تشتري؟"، وقد حدد فيها ثلاث مواصفات رئيسية يتمتع بها المشتري، وهي القدرة على الموازنة بين الأسعار، والرغبة بزيادة التوفير، والميل إلى طلب مصادر جديدة. على ضوء النتائج التي توصل إليها جالياردي، عمل على ابتكار ما يسمى بمخطط قرارات الشراء، وهو طريقة تمكّن المسوقين من فهم أنماط الشراء لدى المستهلكين، وتساعدهم على التنبُّؤ الاستباقي بالاتجاهات الرائجة. قد يكون تطبيق مفاهيم مشابهة لفهم التأثير النفسي لتصميم الشعار مفيدًا للمشروع التجاري. بالطبع هناك دائمًا مجال للتجديد، لكن يجب أن يكون الإبداع من هذا المنطلق. يجب أن يتضمن الشعار صورًا ذات معنى متعلقةً مباشرةً بأهداف مشروعك ليتعرف عليها من لا يعرف عنك بعد، كما يجب أن يعكس الشعار قيمك الأساسية. وأخيرًا وليس آخرًا، يجب أن تضمن الشعار دعوةً قوية لاتخاذ إجراء، فالشعار ممثل لصورة الشركة، ويجب أن يحتوي على رابط مباشر يوجه إلى موقعك ويسمح بوصول الزوار سريعًا إلى معلومات التواصل. إذا كنت تخطط لتوظيف شخص لإجراء عملية تصميم الشعار بالكامل، فيمكنك اختيار مصمم خبير من منصة مستقل. العلامة التجارية تختلف عن الهوية بالوصول إلى هنا، تكون قد أدركت أهمية الشعار لكل من المشروع التجاري والعميل، لكن ربما لا يزال البعض يعتقد أن الشعارات تهدر الموارد وتشتت الانتباه عن الاهتمام بصلب العمل. يقول هؤلاء أنه إذا كان جل اهتمامك سينصبّ على بناء علامة تجارية، فمن سيهتم بالنتائج الحقيقية للعمل؟ كما يعدّون الجهود التسويقية تقلل من جودة خدمة العميل وتعيق الإبداع. لمعالجة هذه المخاوف، سنوازن بين التعريف بالعلامة التجارية وتطوير الهوية. علينا أولًا التمييز بين المفهومين؛ فالتعريف بالعلامة التجارية هو الانطباع الشامل الذي تتركه العلامة التجارية؛ في حين أن الهوية، هي الصفات المحددة التي تتسم بها المؤسسة. والفرق بينهما كالفرق بين أخذ لقطة لشخص ثم وصفه لاحقًا (العلامة التجارية)، لبين وصفه بالتفصيل أولًا لأخذ صورة واضحة عنه (الهوية). تركز العلامة التجارية بشدة على الناحية البصرية وتتجاهل النواحي الأخرى للتفاعل البشري، وهي مسؤولة عن المحافظة على توحيد الأسلوب والنمط والصوت عبر قنواتها الإعلامية المختلفة؛ في حين تتضمن الهوية كلًا من الصفات الخارجية والداخلية، مثل الأخلاقيات والمبادئ والممارسات، وتضمن شعور الموظفين بوحدة العمل رغم تنوع الفرق واختلاف اختصاصاتها. تساعد العلامة التجارية على إرساء نمط موحَّد وترسيخ المُلكية؛ أما الهوية، فتعنى بترسيخ الإدارة والموثوقية، وتمكّن المؤسسات من المحافظة على سُمعتها وحماية حقوق الملكية الفكرية، ويتضمن ذلك عمومًا تحديد هدف المؤسسة واتجاهها، مع ضمان الالتزام بالأنظمة والمعايير. أخيرًا، تميل العلامة التجارية إلى السطحية لكونها تعتمد بصورة رئيسية على المرئيات، مما يعني غالبًا التركيز بشدة على المظهر؛ أما الهوية، فتتطلب مراعاة اعتبارات مدروسة، للتميُّز عن المشاريع الأخرى في القطاع نفسه. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Why Do We Need Logos? Branding Psychology. اقرأ أيضًا متى وكيف نعيد بناء العلامة التجارية بالطريقة الصحيحة؟ كيف تعرض تصاميم الشعارات على نماذج محاكية للعلامة التجارية القواعد الذهبية لتصميم الشعارات أساسيات ترسيخ العلامة التجارية للمصممين المبتدئين أساسيات ابتكار العلامة التجارية
  12. يمكنك عرض تصاميم الشعارات من خلال منصات التواصل الاجتماعي، لكن من المفضل أحيانًا إنشاء نماذج محاكية للعلامة التجارية لتعكس المزيد من التفاصيل حول تصميم الشعار، وبذلك يتمكن عملاؤك المحتملون من رؤية التصاميم بصورة أوضح، ومعرفة ما ستبدو عليه عند دمجها مع هوية علامتهم التجارية. من أجل عرض تصاميمك للشعارات بأفضل طريقة ممكنة، ستحتاج إلى أفضل الوسائل التي تسهّل إيصال الأفكار وتسمح لعملائك بتصوُّر العلامة التجارية الجديدة بسهولة. وتُعَد النماذج المحاكية مكانًا ممتازًا للبدء، فهي تتيح لك إمكانية عرض أعمالك بصورة أنيقة. سنتحدث في هذا المقال عن أفضل النماذج المحاكية التي يمكنك استخدامها لعرض تصاميم الشعارات لعملائك، بالإضافة إلى نصائح حول كيفية إنشائها بالطريقة المثلى. يعمد منجزو هذه الأعمال إلى استخدام نماذج محاكية من أجل استعراض نوعية التصميم، إذ تتيح هذه النماذج عرض الموقع أو الشعار أو هوية الشركة على هيئة مجسم مادي، وليس فقط على خلفية بيضاء، وبذلك يتضح عمليًا كيف ستبدو هذه الأعمال على أرض الواقع، كما في لوحات الإعلانات أو النشرات أو بطاقات العمل أو الأكواب أو الملابس أو شاشات الأجهزة. النموذج المحاكي هو عبارة عن ملف PSD (ملف فوتوشوب) مزوَّد بطبقة خاصة (كائن ذكي) مضافة إلى مخطط معدّ مسبقًا. ويمكن تعريف هذا النموذج باختصار على أنه قالب صورة مع كائن يمكن إضافة أي شكل عليه، لتبدو الصورة النهائية واقعيةً وممثِّلة للمنتج المستقبلي بألوانه الحقيقية. يحسَب كل من موقع الكائن وزواياه وظلاله ورسمه المنظوري عند تطبيق كل تصميم جديد. يشير النموذج المحاكي أيضًا في مجال تصميم الويب إلى مخطط الموقع الذي ينقل النمط المرئي للموقع، وفيما يلي المزيد من التفاصيل. النماذج المحاكية موفرة للوقت والمال من السهل على العميل إدراك شكل التصميم إذا أتيحت له إمكانية رؤيته على منتجه، مما يعني الحاجة إلى تعديلات أقل، والحد من سوء التفاهم، وإعطاء تصور أقرب للمنتج النهائي، وهو ما يحقق المنفعة للطرفين. قبل البدء بإنتاج المنتجات على نطاق واسع، يجب التأكد من أن كل شيء منسجم ومنظم، فالطباعة مكلفة ومجهدة. وفي حال دعت الحاجة إلى أي تعديل؛ فقد تضطر إلى إعادة كل العملية مرةً أخرى؛ لذا فمن الأفضل إنشاء نموذج وعرض النتيجة من زوايا مختلفة. بالإضافة لذلك، تساعد النماذج المحاكية على تمثيل التلاؤمية والاستجابة في تطوير الويب، وتمكّنك من معرفة كيف يبدو المصدر على الأجهزة المختلفة. من أين يمكن الحصول على نماذج محاكية يمكنك تحميل قوالب جاهزة من مواقع معينة ثم تطبيقها على مخططك، وإذا كنت في عجلة من أمرك ولم تتوفر لك أدوات التحرير الرسومي، فأنشئ قالبك الخاص انطلاقًا من صورة منتجات العميل. قد تكون هذه العملية صعبة، لكنك ستضطر للجوء إليها أحيانًا عندما لا تتلاءم أي من القوالب الجاهزة مع مشروعك. كيفية عرض الشعار عندما تجد أخيرًا ما كنت تبحث عنه، سيأتي دور استعراضه. وفي حال كنت أنت صاحب المشروع، فإنك تعرضه على الموظفين والمستثمرين أولًا؛ أما في حال كنت من الموظفين، فربما تعرضه أولًا على المدير؛ بينما إذ في حال كنت مصممًا، فسيكون العميل هو أول من يرى نتائجك. عند استعراضك للشعار، إما ستصبح قادرًا على إبرام صفقة ربحية، وبالتالي زيادة إجمالي دخل الشركة؛ أو ستخسر كل ما كنت تحلم به. وسنقدم لك فيما يلي مجموعة نصائح لعرض الشعار على عملائك بطريقة ناجحة. المضمون مهم ولكن ليس بدون الغلاف يمكن تشبيه معاينة الشعار على خلفية بيضاء بمحاولة إدراك مذاق العصير من خلال النظر إلى عبوته. تجنب عرض الشعار لوحده، واحرص على استخدام إطار عام لنموذجٍ مُحاكٍ، ليتسنى لعملائك رؤية ما سيبدو عليه الشعار عند تطبيقه على المنتج. يمكنك مثلًا إنشاء عينات على شكل بطاقات. النماذج المحاكية تجعل الشعارات تبدو واقعية، مثل الأعلام الكبيرة المحمولة في مدرجات المباريات، والتي تستعرض شعارات مختلفةً على أرض الواقع. قد تنتج شركة ما مشروبات بنفس جودة مشروبات كوكا كولا، لكنها تقوم بحملات الإعلانية أقل شهرةً، فيؤثر ذلك على نجاحها، وكذلك هو الحال بالنسبة للشعار؛ فقد يكون الشعار عالي الجودة، لكن مقدار تمويل الحملة الإعلانية يؤثر على مدى نجاحه وكيفية رؤية الناس له في نهاية المطاف. كيف تقدم العرض المثالي عندما تختار صورًا ممكنة للنموذج الملائم لشعارك، سينصبّ اهتمامك على طريقة عرضه. يمكنك البدء بعملية التهجئة، إذ تتيح معظم البرامج هذه الميزة، ومن خلالها يُحدَّد تسلسل لكل المعلومات، وكل ما عليك فعله هو تحديد الهوامش ومساحات العمل عبر الأسهم، وبعد ذلك سيتعامل الويب مع قابلية القراءة والوضوح. لا تنسَ تعيين النص بطريقة صحيحة، ويجب أن يكون ملائمًا وواضحًا أيضًا، كما أن تقسيم الفقرات يساعد كثيرًا على تحسين إدراك القارئ. الترويسات مهمة أيضًا لبُنية المحتوى، لذا افصلها دائمًا عن النص وعن العبارات التوضيحية الثانوية. يمكنك استخدام خطوط بأنماط وأحجام مختلفة، لكن لا تختر خطوطًا مختلفة لكل عنوان، بل يكفي اختيار نمط خط عريض موحَّد للعناوين ونمط خط معياري لمحتوى النص. إذا أردت تقديم عرض غير نمطي، فيمكنك إضافة رسوم متحركة إليه، فهذا يجعله ممتعًا وجذابًا للعميل. يمكنك اختيار قوالب الرسوم المتحركة الاحترافية لإضفاء الحيوية على مظهر الرسوم في عرضك، كما يمكنك تعيين بعض الصور المتحركة أو مقاطع الفيديو خلفيةً لشرائحك. من ناحية أخرى، انتبه إلى ملكية المواد التي تستخدمها، إذ يجب أن يكون استخدامها مسموحًا به من قِبل مالكها أو مُنشئها، وإلا فسيُعَد ذلك انتحالًا. احرص أيضًا على اختيار نمط محايد لكي لا يتعارض مع نمط شعارك. تساعدك النماذج المحاكية للعلامة التجارية على عرض تصاميم شعاراتك على العملاء بأفضل طريقة ممكنة، لكي تتمكن من النجاح في هذه المَهمة. وإليك عشر خطوات بسيطة لجعل النماذج المحاكية للعلامة التجارية عمليةً وجذابة، وتمييزك عن منافسيك. 1. اختر العنصر الصحيح للعلامة التجارية بعد أن تصمم الشعار، عليك أن تحدد العنصر الملائم لعلامتك التجارية الذي سيبرز شعارك. والفكرة الأساسية هي اختيار تصميم يتلاءم جيدًا مع سياق علامتك التجارية ويضفي لها معنى. في بعض الحالات، قد تكون الأيقونة كافية، وفي حالات أخرى، قد تحتاج إلى صورة في متناول اليد لمنتجك أو خدمتك. ومهما كان الشكل الذي اخترته، احرص دائمًا على وجود بعض المواد المرئية في متناول اليد تحسبًا لأية حالة، فلا تدري متى قد تحتاج إلى شيء بسيط مثل بطاقة العمل أو المفكرة. 2. طبق شعارك على خلفيات مختلفة من المفيد استخدام مجموعة مختلفة من النماذج المحاكية عند عرض تصاميم شعاراتك، وذلك لكي يتمكن العميل من أخذ فكرة عن الشكل الذي سيبدو به شعاره على خلفيات مختلفة. لتحقيق ذلك، يمكن ببساطة استخدام خلفية بيضاء بسيطة، أو تطبيق الشعار على خلفيات العلامات التجارية للمنافسين، وذلك من خلال استخدام صور ورسوميات بسيطة في الحالة الأولى أو موسومة بعلامة تجارية في الحالة الثانية. من الضروري إتاحة خيارات عديدة للعميل عندما يكون بصدد اتخاذ القرار بشأن الشعار الجديد، والأهم من ذلك توفير إمكانية استعراض هذه الخيارات. على سبيل مثال، إذا كان العميل يرجح عدة نماذج محاكية ويستصعب الاختيار فيما بينها، فإن الاستعراض على خلفيات متعددة سيسهل عليه عملية الاختيار، لأنه سيتمكن من إدراك الشكل النهائي عند التطبيق على كل خلفية. وهي خطوة مفيدة جدًا. 3. ميز شعارك يُعَد الشعار أحد أهم جوانب العلامة التجارية، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، فهو ما يميز بينك وبين منافسيك، كما أنه يعطي الآخرين فكرةً ملموسةً عن ماهيتك، ولهذا السبب فإن المصممين يبذلون جهدًا كبيرًا لإنشاء شعار جذاب ومقنع ويبقى ملائمًا لفترة طويلة. يمكنك إضفاء منظور جديد لتصميمك القديم للشعار عبر استخدام قوالب النماذج المحاكية ضمن إليستريتور أو فوتوشوب. تتيح لك هذه العملية إمكانية إنشاء شعارات بسرعة دون الاعتماد على نصوص أو رموز حقيقية، مما يوفر المزيد من المرونة في المخطط والحجم والشكل وفي النواحي الجمالية عمومًا. 4. استخدم خاصية الكائنات الذكية في فوتوشوب عندما يتعلق الأمر بعرض تصاميم الشعارات، فإن النماذج المحاكية تمثل طريقةً رائعةً لعرض الشكل الذي سيبدو عليه تصميمك على أرض الواقع. تساعدك ميزة الكائنات الذكية على إنشاء النماذج المحاكية بسرعة وكفاءة، وتمثل الكائنات الذكية أي ملف (صورة أو فيديو أو غيره) تم تضمينه في مستند أكبر عبر أمر تعيين Place أو أوامر قائمة صورة/ملف > تعيين في فوتوشوب. على سبيل المثال، إذا كان لديك ملف أو أكثر من ملفات الشعارات التي لم تُجهَّز للطباعة بعد (الحواف خشنة فيها على الأغلب)، فيمكنك إصلاحها بسرعة باستخدام الكائنات الذكية، لتتمكن من إنشاء ملفات جميلة للطباعة انطلاقًا من مستندات تتضمن صورًا بسيطة. تشرح لك الخطوة التالية كيف تساعدك الكائنات الذكية على عرض علامتك التجارية بكفاءة عالية. 5. أنشئ مخططات متقدمة للشعار في إليستريتور مخطط الشعار هو عبارة عن صورة تحتوي على كل مكونات تصميم الشعار (من نص وأيقونات وألوان وغيرها) في مكان واحد سهل الاستعراض. تُنشأ المخططات عادةً في برنامج أدوبي إليستريتور، لكن يمكن أيضًا استخدام برنامج فوتوشوب لهذا الغرض. لإنشاء المخطط مزايا عديدة، مثل إمكانية عرض عدة نسخ من شعارك في صورة واحدة، وتوفير المرونة عند عرض تصاميم مختلفة أثناء الاجتماع، وتطبيق شعارك على الخلفيات لاختبار مظهره عند اختيار مخططات لونية مختلفة. 6. استخدم أقنعة القطع في فوتوشوب تُعَد أقنعة القطع clipping masks مفيدةً لإنشاء الصور ووضعها في طبقات في فوتوشوب، حيث تسمح لك أقنعة القطع بوضع جزء من صورة فوق أخرى دون دمجهما معًا، كما يمكنك الاستفادة منها بإنشاء تأثيرات عندما يكون جزء من الصورة شفاف، حيث تتمكن من رؤية ما وراءه. 7. استخدم أدوات الإطار والمرشحات في فوتوشوب إذا كنت تنشئ نماذجًا من أجل عملك، فجرب استخدام أدوات الإطار والفلاتر الأساسية في فوتوشوب. تتيح أداة الإطار في فوتوشوب إمكانية إضافة ظل حول شعارك في الصورة بكل سهولة، ليبدو كما لو أنه محبوك عليها أو محاط بإطار خشبي يدوي الصنع. جرب إضافة تأثير الطلاء (Filter > Artistic > Paint Daubs) على الطبقة السطحية لإتمام نموذجك المحاكي. من الممكن أيضًا إنشاء بطاقات عمل بمظهر احترافي باستخدام تقنيات مشابهة، لكن انتبه إلى حجم الملف عند العمل على البرنامج لكي لا تجد في النهاية أنك أنشأت ملفات كبيرة غير لازمة. 8. أنشئ قالب رمز في إليستريتور يشرح هذا المقطع كيفية إنشاء قالب لرمز في إليستريتور، والقالب عبارة عن ملف بصيغة المتجهات vector. ومن أجل تحويل هوية العلامة التجارية الخاصة بك إلى صيغة المتجهات، عليك اللجوء إلى أحد الخيارين: تحويل شعارك إلى شكل طبقات، أو تحويله إلى مخطط. 9. استخدم أداة إنشاء الأشكال في إليستريتور إذا كنت تعمل على إنشاء شعار، فربما ترغب بوضعه ضمن بيئة واقعية، وفي حال كنت تستخدم إليستريتور، استفد من أداة إنشاء الأشكال، فلها تطبيقات رائعة. أولًا أنشئ شعارك، ثم اسحبه وأفلته على خلفية صورة طبيعية (هناك آلاف الصور المناسبة على الإنترنت)، وعندما تصل به إلى المكان المطلوب، انقر بالزر الأيمن على لوحة الرسم، واختر إنشاء طريق عمل. املأ بعض المعلومات الأساسية، ثم انقر على التالي حتى تصل إلى إغلاق مجموعة الشكل والإنشاء، اختر إغلاق المجموعة، وستجد أنه تمت تعبئة الشكل بالألوان تلقائيًا. لقد تحدثنا مطولًا عن تصميم الشعار، لكن كيف سيبدو الشعار في النهاية عند تطبيقه في موقع ويب أو في إعلان أو طباعته على الملابس؟ من الصعب اكتشاف ذلك دون وجود أمثلة ونماذج حية. هناك أداة لإنشاء الطبقات في أدوبي سبارك، والتي تسمح بعرض عدة نسخ مختلفة من تصاميم شعارك بسرعة وسهولة، بعيدًا عن مقاطعة عملك على فوتوشوب أو فايروركس كلما أردت استعراض بعض التغييرات أثناء عرض تصميمك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Present Logo Designs with Branding Mockups? لصاحبه Syed Fahad Ahmed. اقرأ أيضًا دليل المبتدئين خطوة بخطوة لتصميم شعار القواعد الذهبية لتصميم الشعارات متى وكيف نعيد بناء العلامة التجارية بالطريقة الصحيحة؟ أساسيات ترسيخ العلامة التجارية للمصممين المبتدئين أساسيات ابتكار العلامة التجارية العلامة التجارية وأهميتها في قرار الشراء - الفرق بين العلامة التجارية والمنتج
  13. تُعَد العلامة التجارية واحدةً من أهم عناصر المشروع التجاري، فهي السِمة المميِّزة التي يتعرف العملاء على المشروع التجاري من خلالها، ويشترون المنتجات من أجلها في أغلب الأحيان؛ فكم من الناس يدفعون المزيد لشراء دواء Panadol لشهرته وشيوعه، بدلًا من دواء باراسيتامول من علامة تجارية غير معروفة، ومثل ذلك عند شراء كلينيكس Kleenex بدلًا من أي نوع آخر من المناديل الورقية. يُعَد بناء علامة تجارية معروفة وموثوقة خطوةً جوهريةً لإنشاء أي مشروع تجاري، كبيرًا كان أم صغيرًا، لكنّ هذه الخطوة قد تكون غير واضحة المعالم بالنسبة لكثيرٍ من أصحاب المشاريع، وخصوصًا في بداياتهم. لذا يحتاج الأمر إلى مجهود عارم للانتقال بالعلامة التجارية من مرحلة كونها غير معروفة أو قليلة الشهرة إلى مرحلة كونها أول ما يخطر على بال العميل المقبل على الشراء. لحسن الحظ، يصبح الأمر سهلًا عندما تعرف من أين تبدأ. سنقدم لك أهم الأفكار التي يمكنك استخدامها لإرساء أساسيات علامتك التجارية وتجهيزها للتوسع، وذلك من خلال سبع نصائح حول كيفية بناء علامة تجارية ناجحة لمشروعك التجاري الصغير، لتكون انطلاقتك واضحة المعالم وغير معقدة، مع التوضيح بأمثلة حية لمشاريع ناجحة ملهِمة. 1. احرص على اختيار اسم جيد قد تبدو هذه النصيحة بديهيةً بسبب أهميتها، لكن يجب التأكيد عليها مرارًا لكونها الخطوة الأساسية الأولى، فاسم المشروع التجاري هو أهم ما يتذكره العملاء عنه، لذا فمن الضروري اختيار اسم يرسخ في أذهان الناس ولا يُخلَط بينه وبين أسماء المشاريع المنافسة في السوق، خصوصًا ممن هم في نفس القطاع. الحديث عن هذه الخطوة سهل، لكنها عمليًا ليست بالخطوة السهلة. يمكنك الاطلاع في البداية على أسماء المشاريع التجارية في نفس المجال لأخذ فكرة. صحيح أن الاسم يجب أن يكون فريدًا، لكن يجب أيضًا أن يكون متوافقًا مع الشكل النمطي في مجالك ليتمكن العملاء من معرفة مجال المشروع. على سبيل المثال، قد يبدو اسم "البقرة الزرقاء" مناسبًا جدًا لمطعم، لكنه غير مناسب لمكتب محاماة، فهو لا يتوافق مع النمط المتَّبع في هذا المجال؛ بالتالي عليك اختيار اسم يدل على مجال عملك، أو على الأقل لا يساء فهمه على أنه ينتمي لقطاع مختلف تمامًا عن قطاع عملك. باختصار، يجب الموازنة بين كون الاسم فريدًا وسهل التمييز وبين عدم خروجه عن النمط المعروف. من الأمثلة على الأسماء الممتازة أيضًا؛ نجد تويتر وجوجل وآبل وإيكيا ونايكي. نلاحظ أن هذه الأسماء تتميز بأنها قصيرة ومثيرة للاهتمام، فضلًا عن بساطتها. لستَ مضطرًا لأن تضع حصرًا اسمًا من كلمة واحدة، ولا اسمًا غريبًا تجده في المعاجم، لكن ميزة البساطة مهمة؛ فهي تساعد على تذكر العلامة التجارية لمشروعك الصغير، وتسهّل على العملاء التعرف عليها. تدريب على تسمية العلامة التجارية فيما يلي تدريب على كيفية وضع تسمية مناسبة للعلامة التجارية: ضع قائمةً بأسماء كل العلامات التجارية التي تثير إعجابك، بغضّ النظر عن المجال الذي تنتمي إليه. سجِّل الاتجاهات والسِّمات الرائجة التي تلاحظها في هذه الأسماء. ضع قائمةً ثانية بأسماء كل العلامات التجارية المنافسة في مجالك. حدِّد أوجه التشابه والاختلاف بين أسماء العلامات التجارية للمشاريع الصغيرة المنافسة لك. ابدأ بعملية العصف الذهني، أي استجماع كل أفكارك لاقتراح أسماء لعلامتك التجارية على ضوء المعلومات التي وجدتها في المراحل السابقة. 2. احرص على تصميم شعار رسومي سهل التذكر الشعار الرسومي logo هو ثاني أهم العناصر المميِّزة لإستراتيجية التعريف بالعلامة التجارية بعد الاسم، وقد أصبحت الشعارات الرسومية لبعض الشركات موجودةً في كل مكان، بحيث يمكن تمييز الشركة بمجرد رؤية نموذج بسيط لشعارها، كما هو الحال عند رؤية شعار آبل أو نايكي على سبيل المثال. يعمل أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة غالبًا على توكيل طرف آخر بمهمة تصميم الشعار الرسومي، لكن النقطة التي يجب التركيز عليها هنا هي اختيار مصمم جيد مهما كلف الأمر، فالشعار الرسومي رديء التصميم قد يوحي بأن المشروع التجاري غير احترافي أو قليل الجودة، لذا احرص على عدم الاستعجال في هذا الأمر، ولا سيما أن إجراء أي تغيير كبير لاحق على الشعار الرسومي يمثل تحديًا بعد التقدم في عملية إدراك العلامة التجارية. إذا كنت بصدد إنشاء الشعار الرسومي بنفسك، فيمكنك الاستفادة من أدوات تصميم مثل تطبيقات الويب التي أُنشأت خصيصًا لغير المصممين، فهي تسهّل عملية التصميم بالمجمل أيًا كانت خبرة من يعمل على التصميم. تدريب على إنشاء الشعار الرسومي اجمع الصور التي تعبّر عن علامتك التجارية لتعكس الطابع العام الذي تعمل عليه. يمكنك اختيار صور معبرة عما تريد واقعيًا أو معنويًا، وكلما كانت أكثر معنويةً، كانت النتيجة أفضل. اجمع بعض الشعارات الرسومية المفضلة لديك مهما كان القطاع الذي تنتمي إليه هذه الشعارات، وضع قائمةً بالميزات التي تعجبك فيها. اجمع الشعارات الرسومية للمنافسين في قطاع عملك، وضع قائمةً بأوجه التشابه والاختلاف فيما بينها. استخدم أداةً للتصميم وابدأ بإنشاء شعارك الرسومي على ضوء ما سبق، أو ابحث عن مصمم يساعدك في هذه المهمة. 3. ابتكر الشعار النصي الجذاب يجب أولًا التفريق بين الشعار النصي slogan وسطر الوصف tagline، فالأول هو المستخدم في الإعلانات؛ أما الثاني، فهو سطر الوصف الثابت المستخدم في العلاقات العامة للمشروع التجاري، لكننا سنستخدم هنا كلمة شعار نصي للدلالة على المصطلحين بصورة مترادفة، بوصفه عبارةً قصيرةً يستخدمها الناس لتمييز مشروعك التجاري. لا يخفى على أحد أن ابتكار الشعار النصي ليس بالخطوة السهلة، وأنك قد تحتاج إلى مساعدة اختصاصي كتابة تسويقية محترف لوضع شعار نصي يمكن استحضاره بسهولة ومناسب لهوية العلامة التجارية لمشروعك التجاري الصغير. من الأمثلة على الشعارات النصية المشهورة: ماستر كارد: "بعض الأشياء لا تشترى بالمال، وبعضها تشترى ببطاقة ماستر كارد". نيويورك تايمز: "كل الأخبار التي تستحق النشر". آبل: "فكِّر باختلاف". يجب أن يكون الشعار النصي شاملًا بما يكفي ليناسب كل أطياف الجمهور المستهدف، كما يجب أن يرتبط مباشرةً بالرسالة التي يهدف إليها مشروعك قدر المكان. تدريب على إنشاء الشعار النصي فيما يلي تدريب على كيفية إنشاء شعار نصي مناسب: سجِّل بعض الشعارات النصية المفضلة لديك من علامات تجارية مختلفة. لا تبحث عنها خصيصًا، بل سجِّل فقط ما تتمكن من تذكره. ابحث عن بعض الشعارات النصية التي يستخدمها منافسوك. ضع 25 اقتراحًا على الأقل لشعار نصي للعلامة التجارية لمشروعك الصغير. اختر أفضل 3 شعارات نصية منها بالنسبة لك، واعرضها على أبرز عملائك لتأخذ فكرة عن أفضلها وقعًا على مسامعهم. 4. أنشئ قصة للعلامة التجارية مَن منّا لا يحب القصص! الناس مجبولون على الحاجة إلى القصص والرغبة بسماعها وربطها مع العالم من حولهم. يشير الروائي المشهور سلمان رشدي إلى أننا بعد الولادة نطلب من والدينا أن يحكوا لنا القصص بمجرد أن نكتسب المعارف الأساسية اللازمة لسماعها وفهمها. يمكن استغلال هذه الرغبة الكامنة بسماع القصص لصالح العلامة التجارية لمشروعك الصغير، من خلال إخبار عملائك عن قصتك الواقعية الفريدة التي تحكي عنك وعن السبب الذي دفعك لهذا العمل، كأن تعود قصة مطعمك مثلًا إلى وصفة الطعام السرية الموروثة عن أجدادك، أو أن تكون قد افتتحت مركزًا لليوغا بعد دراساتك العليا بهذا المجال في الهند. ويكمن السر هنا في أن تسلط الضوء على الجوانب الصحيحة من تاريخ شركتك، مهما كانت قصتها الحقيقية؛ مع الحرص على وضع القصة في مكان مرئي مناسب، ليتسنى للعميل أن يتفاعل معها ويتعلق بها. تدريب على قصة العلامة التجارية فيما يلي تدريب على كيفية كتابة قصة جيدة للعلامة التجارية: سجِّل كل التفاصيل المهمة المتعلقة بقصتك، وذلك من خلال الإجابة على أسئلة مَن وماذا وأين ومتى، والأهم لماذا أنت في هذا العمل بالأساس. ابحث عن العناصر ذات الصلة برسالتك ورؤيتك، واربطها ببعضها البعض. أنشئ قصة علامتك التجارية اعتمادًا على التفاصيل التي جمعتها. 5. أنشئ صوت العلامة التجارية عندما نتحدث مع أشخاص نعرفهم، يمكننا التعرف عليهم بمجرد سماع صوتهم؛ وإذا كنا من القرّاء الدائمين لكاتب مشهور، يمكننا تمييز أعماله الأدبية من خلال قراءتها، ولو لم تحتوِ على معلومات عن الكاتب. وبالمثل، يجب أن ينطبق ذلك على المشروع التجاري. مشروعك التجاري لا يتكلم حقيقةً، لكن صوت العلامة التجارية هو عبارة عن أسلوب المخاطبة والكلمات المستخدمة في المواد التسويقية، كما يمكن الاستفادة هنا من أساليب البيع الشخصي. عند تطوير صوت للعلامة التجارية، ابدأ بإنشاء قائمة تضم الصفات التي تراها ملائمةً للعلامة التجارية لمشروعك الصغير، ثم أنشئ الصوت الذي يتوافق مع طريقة كلام شخص يجسد هذه الصفات. قد يختار مكتب محاماة تجسيد صفات شخص يتمتع بالمهنية والثقافة واللباقة، في حين قد تختار شركة تقنية متقدمة صفاتٍ مثل المتعة والألفة والخروج عن النمطية. على سبيل المثال، قد تتبنى بعض المشاريع التجارية لهجةً مفعمةً بالمرح، كما هو الحال في موقع Hippeas الذي يعتمد أسلوب الدعابة من خلال التلاعب بالألفاظ واستخدام اللهجة العامية والاختصارات؛ أما موقع Schwab، فيعتمد أسلوبًا أكثر جدية واحترافية للالتزام بتوقعات قاعدة العملاء. في كثيرٍ من الأحيان، يمكن أن يتطور صوت علامتك التجارية تلقائيًا مع كتابتك للمواد الإعلانية أو إنشائك لمحتوى المدونة، مما يفسح المجال لإضفاء طابعك الشخصي المبدع، وهذه طريقة رائعة للسير بالاتجاه الصحيح، لكن احرص دائمًا على التوافق بين صوت علامتك التجارية والمجال الذي تنتمي إليه، بالإضافة إلى التوافق مع توقعات العملاء إلى حدٍّ ما. تدريب على صوت العلامة التجارية فيما يلي تدريب على كيفية تحديد صوت العلامة التجارية: ضع قائمةً بالمواصفات المعبرة عن العلامة التجارية لمشروعك الصغير. صف طريقة حديثك مع عميلك النموذجي في حال اتصل بك. اكتب نصًا تجريبيًا يعكس كيف يمكن أن يكون صوت علامتك التجارية، ولا بأس بأن يكون ذلك بأسلوب حديث المصعد في البداية. سجِّل المواصفات التي توصلت إليها لصوت علامتك التجارية، للالتزام بها في كتاباتك اللاحقة. 6. التزم بمخطط لوني يمكن أن تؤثر الألوان الممثِّلة لمشروعك التجاري تأثيرًا كبيرًا على انطباع الناس عنه، بسبب ارتباط الألوان بأفكار ومشاعر مختلفة. على سبيل المثال، يثير اللون الأزرق الشعور بالسلام، ويرتبط الأحمر بمشاعر الغضب أو الحب، أما الأخضر فيرتبط بالجوانب الصحية أو البيئية. وبالنتيجة، يؤثر اختيارك للألوان على الانطباع الملازم للعلامة التجارية Brand Association لدى العميل، إيجابيًا كان أم سلبيًا. بالعودة إلى موقع Hippeas، يمكننا ملاحظة كيف تستخدم العلامة التجارية اللون الأصفر لإضفاء روح المرح والبهجة والدعابة. في حين يستفيد موقع Green’s Natural Foods من اللون الأخضر للتركيز على الأغذية الصحية والطبيعية. احرص أيضًا على استخدام ألوان تميزك عن العلامات التجارية الأخرى في القطاع نفسه، فإذا كانت الشعارات الرسومية لجميع منافسيك باللون الأحمر مثلًا، فمن المستحسن أن تختار لونًا مغايرًا، وذلك لتضفي بعض الاختلاف الذي يميِّز علامتك التجارية ويجعلها سهلة التذكر، بدلًا من أن تضيع في بحرٍ من العلامات التجارية المتشابهة. تدريب على اختيار الألوان فيما يلي تدريب على كيفية انتقاء الألوان المناسبة لموقعك وعلامتك التجارية: عُد إلى القائمة التي قد أعددتها حول مواصفات علامتك التجارية في تدريب صوت العلامة التجارية، واختر لونًا يتناسب مع كل صفة. ليس بالضرورة أن تختار بدقة كبيرة، بل يكفي تحديد لون عامّ مثل الأصفر أو الأزرق. توجَّه إلى منافسيك وسجِّل الألوان التي يستخدمونها. اختر مجموعة ألوان أولية تتوافق مع أهم مواصفات علامتك التجارية، ثم استبعد الألوان التي يستخدمها جميع منافسيك مسبقًا. تحقق من ملاءمة مجموعة الألوان التي اخترتها بالاستعانة بمصمم محترف، أو يمكنك أن تطلب من المصمم من الأساس اختيار مجموعة ألوان مناسبة بالاعتماد على المعلومات التي تزوده بها حول العلامة التجارية لمشروعك الصغير. 7. حافظ على علامة تجارية موحدة أيًا كان المخطط اللوني أو الاسم أو تصميم الشعار الرسومي الذي اخترته لعلامتك التجارية، فالأهم من كل ذلك هو أن تلتزم باختيارك. تمثل العلامة التجارية الهوية المميِّزة للمشروع التجاري، فإذا كنت تغير كل العناصر باستمرار؛ فلن تبقى هوية، ولن يُعرَف مشروعك التجاري من العلامة التجارية. على سبيل المثال، في حال كان موقع Hippeas المذكور سابقًا يغير مخططه اللوني تغييرًا جذريًا في كل صفحة منه، واحدة حمراء وزرقاء، وثانية بنفسجية وخضراء، وأخرى باللون الأسود والبني، فلن تتمكن حينها من تمييزه من خلال المخطط اللوني الأصفر والبني المعبّر عن البهجة. يجب تحرّي التوازن في هذا الأمر، إذ يمكنك تطبيق بعض التغييرات الإبداعية في الحملات الخاصة من أجل اختبار إطار علامتك التجارية، مع الحفاظ على النمط العام. من المفيد إنشاء دليل إرشادي للعلامة التجارية، يوثق الألوان والخطوط والأسلوب اللغوي الذي يجب أن يستخدمه فريق الإبداع، من أجل ضمان توحيد النسق. تبرز أهمية هذه الخطوة عند طلب خدمات من وكالة إعلان خارجية، إذ يتمكن الطرف الثالث حينها من أخذ فكرة شاملة عن العلامة التجارية قبل إنشاء أية مادة قد تخرج كليًا عن سياق رؤيتك للشركة. تدريب على إنشاء دليل إرشادي للعلامة التجارية فيما يلي تدريب على كيفية إنشاء دليل إرشادي للعلامة التجارية: اجمع نتائج كل التدريبات السابقة التي أتممتها، ورتبها في ملف يمثل الدليل الإرشادي للعلامة التجارية. أضف المزيد على هذا الملف كلما تطورت علامتك التجارية. الخلاصة الطريقة المثلى لإنشاء علامة تجارية ناجحة لمشروعك الصغير هي أن تكون موثوقًا. أطلق العنان لنفسك لإضفاء طابعك الشخصي على مشروعك التجاري، وستجد أن الخطوات التالية تتحقق تلقائيًا. قد يكون من الصعب تنفيذ ذلك على أرض الواقع، لكن يمكنك دراسة قصص نجاح المشاريع الأخرى في إنشاء علامتها التجارية، ثم تطبيق أفكارها على مشروعك الخاص. يمكن أن تساعدك هذه النصائح والأمثلة العملية في تطوير مشروعك وعلامتك التجارية وتوجيهك دائمًا إلى الطريق الصحيح. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Build a Successful Small Business Brand لصاحبه Sam Molony. اقرأ أيضًا القواعد الذهبية لتصميم الشعارات متى وكيف نعيد بناء العلامة التجارية بالطريقة الصحيحة؟ أساسيات ترسيخ العلامة التجارية للمصممين المبتدئين أساسيات ابتكار العلامة التجارية العلامة التجارية وأهميتها في قرار الشراء - الفرق بين العلامة التجارية والمنتج
  14. يسعى كل مصمم تجربة المستخدم لأن يكون المستخدم سعيدًا باستخدام منتجه، وذلك من خلال محاولة استبعاد المشاعر السلبية وتحفيز المشاعر الإيجابية لدى المستخدمين. لذا فلنتعلم كيفية تجنُّب شعور المستخدم بالغضب أو الإحباط عند تصميم تجربة مستخدم مثالية للمنتج. كيف يؤدي عدم توافق تجربة المستخدم إلى إعاقة اتخاذ القرار والشعور السلبي؟ بعد أن حلّت مواقع البث المتدفق مثل نتفليكس مكان شرائط الفيديو وأقراص DVD، هل شعرت بالحيرة الشديدة عند اختيار فيلم للمشاهدة بسبب كثرة الخيارات المتوفرة لديك؟ وبعد الاستعاضة عن مشغّلات الأقراص المضغوطة بمشغلات mp3 التي تتسع لأكثر من 40,000 أغنية، مثل الآيبود من آبل، هل أصبح يتعذر عليك الاستماع إلى الأغنية بأكملها دون التفكير بالأغنية التالية التي ستختارها؟ ربما أيضًا وجدت نفسك في كثير من الأحيان تغير الأغنية قبل انتهائها! هناك أبحاث عديدة تشير إلى تأثير كثرة الخيارات على تثبيط اتخاذ القرار لدى الأفراد، فقد توصلت إحدى الدراسات الشائعة بعنوان "عندما تكون الخيارات مثبِّطة: هل يرغب المرء بكمية كبيرة جدًا من شيء يريده؟" والتي كتبها اختصاصيَّي علم النفس شينا إيينغار و مارك ليبر، إلى أنه عند وجود خيارات كثيرة يميل الناس إلى عدم اتخاذ أي قرار على الإطلاق، ولو اتخذوا قرارًا ما، فإنهم يشعرون بقلّة الرضا عن خيارهم. تُعَد شاشة موقع البث المتدفق نتفليكس المليئة بعدد هائل من الخيارات، مثالًا على تأثير كثرة الخيارات على الشعور بالإحباط وخيبة الأمل بسبب الحيرة والتردد. يحرص مصمم تجربة المستخدم أشدّ الحرص على تجنب إيصال شعور سلبي للمستخدمين. يقول دون نورمان اختصاصي علوم الإدراك الذي اشتُهر بكتابه الشائع "تصميم الأشياء اليومية"، في ورقته البحثية الشهيرة حول العلاقة بين المشاعر والتصميم: إن عرقلة عملية صنع القرار لدى المستخدم من خلال إتاحة عدد كبير من الخيارات هي مثال واحد فقط من أمثلة عديدة عن مسببات المشاعر السلبية لدى المستخدمين، من إحباط وذنب وغيرها. وإذا أردت أن يستمتع المستخدمون باستخدام منتجك، فساعدهم على اتخاذ القرارات، وسهّل انتقالهم عبر تدفُّق المستخدم الذي قد صممته، من خلال مساعدتهم على فهم فكرة الرسالة التي تحاول إيصالها، ليس فقط في كل نقرة؛ بل في كل نظرة على الواجهة التي صُممت أصلًا لتتوافق معهم. يمكنك أيضًا البحث عن طرائق لتحفيز المشاعر الإيجابية لدى المستخدمين عند تصميم أي تجربة مستخدم. لقد أجرت الباحثة الأمريكية أليس إيسن -المختصة بعلم النفس والأستاذة الجامعية في جامعة كورنيل للعلاقة بين التسويق وعلم النفس-، عددًا من الأبحاث لاستقصاء كيفية تأثير المشاعر الإيجابية، مثل البهجة والحماس واليقظة، على اتخاذ القرارات. وفي إحدى الدراسات، طلبت أليس إيسن وباربارا مينز 1983 من المستهلكين إجراء اختيار واعٍ بين ستة أنواع افتراضية من السيارات، فتبين أن المستهلكين المتمتعين بمشاعر إيجابية مندفعون تجاه النوع المفضل حتى قبل اتخاذ القرار، وأن عملية اتخاذ القرار كانت أكثر كفاءةً لديهم عند معالجة تفاصيل المَهَمة. لهذه الناحية تطبيقات مهمة جدًا في تصميم الويب، خصوصًا في مجال التجارة الإلكترونية، فقد تكون إمكانية اختيار المستخدم منتجًا ما من بين خيارات واسعة ضروريةً جدًا لنجاح الأعمال التجارية. أمثلة عن تجارب سلبية في واجهة المستخدم يمكن تحفيز المشاعر الإيجابية في مواضع مختلفة من تجربة المستخدم، لكن الخطوة التي يجب اتخاذها أولًا هي تعلُّم كيفية التعرف على الأجزاء التي قد تسبب مشاعر سلبية في واجهة المستخدم، وذلك من أجل إزالتها أو إصلاحها. لنلقِ نظرةً على بعض الأمثلة: تجنب إحداث تعارض بين المستخدم والواجهة قد تحصل عرقلة في تدفق المستخدم لأسباب مختلفة، مما يؤدي إلى التعارض بين المستخدم وواجهة المستخدم. ومن الأمثلة على هذا النوع من العرقلة، إلزام البائع الإلكتروني مستخدميه على إنشاء حساب على موقعه وإضافة بريد إلكتروني من أجل شراء منتج. إذا كان الناس على أرض الواقع قادرين على شراء المنتجات من المحلات دون إعطاء بريد إلكتروني أو تقديم أية معلومات شخصية، فلماذا يتعين عليهم إنشاء حساب على موقعك عند الشراء الإلكتروني؟ ينصّ أحد الدلائل الإرشادية العشرة لواجهة المستخدم التي وضعها جاكوب نيلسن ورولف موليش على أنه يجب أن نتبع عند التصميم نظامًا يوافق أرض الواقع، وبالتالي يجب أن نسعى لعدم طرح الكثير من الأسئلة عن المستخدم. إذا نظرنا للأمر من زاوية تسويقية، قد يكون الهدف من هذا النوع من الطلبات الحصول على المزيد من عناوين البريد الإلكتروني لإنشاء قاعدة بيانات تسويقية، لكن مصمم تجربة المستخدم يجب أن يراعي دائمًا شعور المستخدم ويحرص على مصلحته ونيل رضاه. عندما يقرر المستخدمون الشراء ويضغطون على زر الدفع في منصة متجر Topshop الإلكتروني، سيجري تحويلهم إلى هذه الصفحة التي تطلب إنشاء حساب أو تسجيل الدخول. قد يؤدي هذا الطلب الإضافي قبل تمكين المستخدم من الشراء إلى عرقلة تدفق المستخدم وشعوره بالانزعاج أو الإحباط، كما قد يُبطل قرار الشراء. وفي مثل هذه الحالة، المكان الأنسب لطلب إنشاء حساب من المستخدمين قد يكون ضمن الحملات التسويقية، أو أي نشاط آخر يشعر فيه المستخدم أنه هو المستفيد وليس العكس. تجنب المصطلحات التقنية يجب ألا يفترض المصممون أبدًا أن المستخدمين قادرون على فهم الأساليب أو المصطلحات التقنية، لذا ينبغي تجنب التحدث بلهجة تقنية، مثل تقنية NFC والنطاق الرباعي quad band وتعزيز الإشارة، واللجوء بدلًا من ذلك إلى لهجة بسيطة مفهومة لا تحيج المستخدم إلى البحث عن المصطلحات. اختر كلماتك بحرص عند التواصل مع المستخدمين، فالأسلوب التقني من أهم العوامل التي تؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الغضب أو الإحباط لدى المستخدم، والتي قد تجعل المهمات السهلة أكثر تعقيدًا لديه، مما يقلل من احتمال اتخاذه قرار الشراء. قد يلجأ المستخدم في هذه الحالة إلى إلغاء العملية وإبطال قرار الشراء من الموقع، وهو بالتأكيد الاحتمال الأسوأ بالنسبة للمتجر الإلكتروني. تلجأ الكثير من المتاجر الإلكترونية إلى استخدام لهجة تقنية، لذا لا تقع في الخطأ نفسه. تجنب الهندسة الرديئة للمعلومات يحدث إرباك عملية التنقل بسبب عدم ملاءمة موضع المحتوى في واجهة المستخدم، أو بسبب عدم تنظيم التراتبية الهرمية للمحتوى بطريقة جيدة من الأساس. احرص على إنشاء خرائط مناسبة للموقع واشتقاقها عبر جلسات التفكير المنظومي وفرز البطاقات عند الإمكان، وتذكر دائمًا أن نتائج البحث تُستمَد من تصنيف الصفحات وفقًا لعوامل عديدة، على رأسها محتوى الصفحات وبنية المحتوى. ينطبق ذلك على محركات البحث العملاقة ومواقع التجارة الإلكترونية أيضًا. هندسة المعلومات لموقع معرض فني وهمي، والفكرة هنا أنه سواء كان الموقع أو النظام بسيطًا أم معقدًا، فإن إنشاء خريطة مناسبة للموقع في المراحل المبكرة يمكن أن يساعدك على تصميم تجربة تنقُّل أفضل للمستخدمين في نهاية المطاف. 3 طرائق لتجنب المشاعر السلبية في تجربة المستخدم لمنتجك خفف من التعارض بين المستخدمين وواجهة المستخدم، وذلك من خلال تعزيز حالة "الانسجام" لديهم، وهي الحالة الذهنية التي يشعر بها الشخص عند الاندماج التام بأداء نشاط ما. غالبًا ما يترافق الاندماج مع تركيز عالٍ وتفاعل شامل، بالإضافة إلى الاستمتاع بأداء النشاط. وللوصول إلى هذه الحالة، حاول دائمًا التخفيف من عرقلة المستخدمين، وذلك عبر إزالة الأشياء غير المرغوبة، مثل الإعلانات المنبثقة أو عمليات تسجيل الدخول الإلزامية. قد يكون ذلك معاكسًا لمتطلبات العملية التسويقية، لكن دور مصمم تجربة المستخدم يحتم عليه دعم المستخدم والانحياز لمصلحته، مع إعطاء توضيحات لفريق التسويق حول أهمية إزالة العراقيل في تحسين تجربة المستخدم. ضع المبررات من خلال توقُّع حاجات المستخدم ورغباته. فكر مليًا بكل نقرة، وضع نفسك مكان المستخدم، وانظر لجميع التفاعلات من منظوره وتجربته العملية. هناك العديد من الطرائق للتأكد من أنك تفكر في كيفية إدراك المستخدم ومعالجته لجميع العناصر المرئية والتفاعلات المعروضة عليه. إذا كان جمهورك المستهدف هو عامة الناس، فتجنب استخدام لهجة تقنية، وفي حال كنت تتوقع أن المستخدمين قد يحتاجون إلى مساعدات أو إرشادات إضافية، فزودهم بها وقدم إمكانية المساعدة. تأكد من وجود تباين مناسب في العناصر المرئية لضمان قابلية قراءتها. إذا كانت الواجهة الجميلة مفتاح لجذب انتباه الجمهور، فإن تجربة المستخدم الجيدة هي المفتاح للمحافظة على هذا الانتباه، وذلك من خلال وجود غاية لكل تفاعل وميزة على موقعك. أنشئ أفضل هندسة ممكنة للمعلومات، فهذه الناحية لها أهمية قصوى، سواءً كان المنتج موقعًا للتسويق أم نظامًا كاملًا أم تطبيق جوال أم واجهة لسيارة. تُعَد هندسة المعلومات (وتدعى أيضًا عمارة المعلومات) هي الأساس البنيوي لتصميم أية واجهة، وبغيابها لا يستطيع المستخدم إيجاد ما يبحث عنه، مما يثبط من عزيمته ويجعلك تخسره من بين عملائك. يمكن إجراء هندسة المعلومات من خلال التفكير المنظومي وإعداد خرائط موقع مناسبة، بالإضافة إلى فرز البطاقات. الخلاصة يجب أن تهدف عملية التصميم إلى تعزيز المشاعر الإيجابية لدى المستخدم مثل البهجة والمتعة، وتجنب المشاعر السلبية مثل الغضب والإحباط، وإلا فسيستصعب المستخدم إجراء المهام البسيطة ويتعذر عليه اتخاذ القرار بشأنها، وقد يصل الأمر إلى إلغاء عمله ومغادرة الموقع، وهو بلا شك أسوأ احتمال بالنسبة لمشروعك التجاري. هناك العديد من الطرائق التي تساعد على تجنب هذه المشاعر السلبية وبث المشاعر الإيجابية في التصميم؛ لذا ابدأ بالبحث عن سبل تقليل التعارض، وتوضيح المبررات، وتركيز الاهتمام على بناء هندسة مناسبة للمعلومات. ترجمة –وبتصرّف- للمقال How to Prevent Negative Emotions in the User Experience of Your Product لصاحبته Euphemia Wong. اقرأ أيضًا مخرجات تصميمية يجب على كل مصمم تجربة مستخدم أن يتقنها 5 معايير لتقيم تجربة المستخدم لمنتجك الرقمي بعد الإطلاق مهام مصممي تجربة المستخدم
  15. من الضروري أن تتعلم كيفية الحفاظ على التجانس والالتزام بالمعايير أثناء التصميم، وأن تدرك أهمية تطبيق ذلك في عملك. وفقًا للدلائل الإرشادية العشرة حول واجهة المستخدم لنيلسن ورولف موليش، فإن التجانس والمعايير تتضح وتتجلى في الكثير من المنتجات واسعة الاستخدام التي أنشأتها أنجح الشركات، ومن الأمثلة على هذه المنتجات الأساسية؛ برنامج أدوبي فوتوشوب الذي أُطلق في التسعينيات، وجيميل من جوجل الذي أُطلق في منتصف العقد الأول من هذا القرن (حوالي عام 2005). لنتعلم كيفية الحفاظ على التجانس وتطبيق المعايير، ولنوضح أهمية ذلك في تصميم واجهة المستخدم. الهدفان الرئيسيان للتجانس والمعايير في تصميم واجهة المستخدم عندما تعمل على تصميم تجربة المستخدم، عليك أن تراعي التفاعلات التي تحصل بين الإدراك البشري والشاشة التي تصممها. يتطلب تسهيل الأمر على المستخدمين عدم إلزامهم بتعلم تمثيلات أو أدوات جديدة لكل مهمة، كما أن اختصار طول عملية التفكير من خلال إزالة الالتباس هو رهانٌ لا بد من خوضه في سبيل تحسين تجربة المستخدم. 1. تقليل التعلم يفيد التجانس في تقليل عدد طرائق تمثيل الإجراءات والعمليات، مما يضمن عدم حاجة المستخدم لتعلم تمثيلات جديدة لكل مهمة. علاوةً على ذلك، فإن الالتزام بمعايير ثابتة في التصميم، مثل اتباع الأساليب المعتمدة في المنصة، يسمح للمستخدمين بإتمام المهمات الجديدة دون الحاجة لتعلم مجموعة متكاملة جديدة من الأدوات. قد يبدو هذا المبدأ بديهيًا، لكن يُلاحظ وجود الكثير من الأمثلة على عدم تجانس التصميم، ومنها على سبيل المثال موقع Xfinity من شركة كومكاست الأمريكية المتخصصة بالمواد الإعلامية. لا يقتصر الأمر على أن القائمة الثانوية لديهم غير متجانسة في جميع الصفحات تقريبًا، بل يتعداها إلى القائمة الأولية أيضًا، والتي تفتقر إلى التجانس. لنلقِ نظرةً ونوازن بين الصفحات الثلاث المختلفة للموقع: الصفحة الرئيسية، صفحة My Xfinity، صفحة TV. هذه هي الصفحة الرئيسية للموقع، لاحظ كيف أن المنطقة المؤطَّرة بالأحمر والمشيرة إلى شريطَي القائمة الرئيسية والقائمة الثانوية تختلف عندما ينقر المستخدم على صفحة أخرى. هذه صفحة TV في موقع Xfinity. ما يجعلها مشوِّشة للمستخدم هو اختلاف الألوان والتخطيط ونمط الخط عن الصفحة الرئيسية. هذه صفحة My Xfinity في موقع Xfinity، وكما نلاحظ هناك الكثير من الاختلافات بين الألوان والتخطيطات وأنماط الخط بين الصفحات الثلاث في قائمة التنقُّل، والتي تسبب التشويش والإرباك للمستخدم، الذي لن يشعر أنه في موقع واحد، وسيشعر كما لو أنها صفحات لثلاث شركات مختلفة. 2. إزالة الالتباس يميل الناس لتطبيق القواعد التي يعرفونها خارج موقعك أو منتجك، ويحملون معهم مجموعةً من التجارب والتطلعات الخاصة بهم. يتطلب ذلك منك أن تعرف تمامًا ما إذا كنت تسبب الالتباس وربما التنفير عندما تبتعد عن المعايير والأعراف التصميمية. بالإضافة لذلك، يجب ألا يحتاج المستخدم لأن يأخذ وقتًا في التساؤل عما إذا كانت الكلمات والتفاعلات والإجراءات المختلفة تشير إلى الأمر نفسه أم لا في سياق منتجك. يحصل الالتباس عندما يتعذر على الناس ربط المعلومات ببعضها، مما قد يؤدي مع الوقت إلى إعاقتهم عن الوصول إلى غايةٍ ما لديهم، وعند الوصول إلى هذه المرحلة؛ فمن الطبيعي أن يشعروا بالغضب أو الإحباط. وبالنتيجة فإن الالتباس يسبب عمومًا الشعور بالإحباط، والإحباط بدوره يؤدي إلى تجربة مستخدم سيئة، لذا يجب أن تسعى دائمًا إلى إزالة الالتباس في كل التفاصيل قدر الإمكان. خمس طرائق لتحقيق التجانس في العمل هناك الكثير من النواحي التي يمكن العمل عليها للوصول إلى التجانس في واجهة المستخدم، إليك خمسة أمور منها يمكنك تحسين تجانس تصميمك من خلال مراعاتها: 1. اختيارك للصيغة إن الصيغة التي تستخدمها في كل من الكتابة التسويقية وضمن تدفق المستخدم لا تؤثر فقط على رؤية المستخدم لمنتجك، بل من الممكن أن تسبب الالتباس أيضًا في حال استخدام مصطلحات مختلفة للإشارة إلى الشيء نفسه. لا يقتصر هذا على المفردات التي تختارها، بل ينطبق أيضًا على أسلوب إيصالك للرسائل. وعلى سبيل المثال، لا شك أن تخويف المستخدم برسالةِ خطأ جدية تحذيرية أثناء تصفحه موقعًا آمنًا للتجارة الإلكترونية سيقضي على أية محاولة لتحقيق تجربة استخدام جيدة. عندما تشير الأشياء إلى الأمر نفسه أو تؤدي الغرض نفسه، يجب تمثيلها بالطريقة نفسها كما هو الحال في جيميل، الذي يصنف ملفات الرسائل في تطبيقه الموجه للعملاء إلى "البريد الوارد" و"المسودات" و" البريد المرسَل" وغيرها. اللغة المستخدمة لتسمية هذه الملفات مألوفة ومتجانسة بالنسبة لأي شخص سبق أن استخدم تطبيقًا آخر للبريد الإلكتروني. تتضمن أسماء المجلدات في نسخة 2011 من جيميل العديد من الخيارات المألوفة، وتتميز اللغة المستخدَمة في هذه المجلدات بالتجانس، إذ تستخدم مسميات "البريد الوارد" و"المسودات" و"رسائل غير مرغوب فيها"، وهي جميعها مألوفة لأي شخص سبق أن استخدم أي تطبيق للبريد الإلكتروني. 2. تطبيق عناصر تجربة المستخدم كما هو متعارف عليها عناصر تجربة المستخدم ذات الاستخدام الواسع، مثل نوافذ الرسائل وأشرطة القوائم والأيقونات وأشرطة التمرير وأزرار الاختيار، هي عناصر رسومية موحَّدة عمومًا، وتُعَد رموزًا تمثيلية مفهومة للمستخدمين على نطاق واسع. على سبيل المثال، تستخدَم أزرار الاختيار عندما يُسمح باختيار خيار واحد فقط، في حين تستخدَم مربعات الاختيار حصرًا عندما يُسمح بأكثر من اختيار. يمكننا ملاحظة تفوق لغة HTML5 على تقنية Flash منذ أواخر عام 2014، ومن الأسباب المحتملة لذلك بساطة تطبيقها وسهولة استخدامها، إذ يستمتع كل من المطورين والمصممين والمستخدمين بهذه التجربة بفضل التجانس والمعايير التي تحكم HTML5 في تحديد عناصر تجربة المستخدم. تسمح أزرار الاختيار بخيار واحد فقط، لذا فهي العناصر الوحيدة المتاحة لأزرار الاختيار المضمَّنة في HTML، لتمثل هذا النمط من الاختيار عمليًا. تسمح مربعات الاختيار بأكثر من خيار، لذا فهي العناصر الوحيدة المتاحة لمربعات الاختيار المضمَّنة في HTML، لتمثل هذا النمط من الاختيار عمليًا. من الأمثلة على عدم مراعاة التجانس جيدًا في اختيار عناصر واجهة المستخدم، قسم التعليقات الموجود سابقًا في موقع بي بي سي BBC الإخباري، إذ وُضِعت إشارة سهم متجه للأسفل للتعليقات الأعلى تقييمًا، ويتعين على المستخدمين النقر على السهم المتجه للأعلى لرفع تقييم التعليق. من غير المعتاد استخدام سهم متجه للأسفل لتمثيل التعليقات الأعلى تقييمًا، فالتقييم الأعلى يجب أن يكون متجهًا للأعلى وليس للأسفل. وفي هذه الحالة، عندما يتصفح المستخدم قسم التعليقات في صفحة الويب، قد يتصرف وفقًا لاتجاه الأسهم دون قراءة تسميات الإجراءات، مما يؤدي إلى خيارات غير صحيحة. يؤدي الفشل في استخدام التمثيلات البصرية الشائعة إلى اضطرار المستخدم للتفاعل مع الواجهة بطريقة غير مريحة، مما يقلل من سرعة التنقل وإنجاز المهمات المطلوبة. يضع قسم التعليقات في موقع بي بي سي سهمًا إلى الأسفل من أجل التعليق الأعلى تقييمًا، وسهمًا إلى الأعلى من أجل الأقل تقييمًا. يُعَد هذا التمثيل متناقضًا ومشوِّشًا للمستخدم، لأن مبدأ الأعلى يتوافق مع سهم متجه للأعلى، ومبدأ الأسفل يتوافق مع سهم متجه للأسفل. 3. اتباع الأنماط الشائعة والمفهومة عند تخطيط موقعك من الأمور المثيرة للجدل، معرفة ما إذا كان على المصمم "نسخ" طريقة تخطيط الموقع من الآخرين. وعندما تضع إدراك المستخدم نصب عينيك في العملية التصميمية، وتدرك أن للبشر ذاكرة قوية تدلهم على مكان العناصر على الشاشة، ينبغي عليك أن تستفيد من هذه الخاصية وتحافظ على المواضع شائعة الاستخدام للعناصر التصميمية المختلفة، مثل تثبيت الشعار في أعلى اليسار، وحقل البحث في أعلى اليمين، وأيقونة الخروج في أعلى اليمين، وغيرها. تضع كل من مايكروسوفت وأبل شعارها في أعلى يسار موقعها، وحقل البحث في أعلى يمينه. يساعد هذا الشكل من أشكال تجانس التخطيط على التخفيف من حيرة المستخدم عند تصفحه موقعًا جديدًا غير مألوف له. 4. التصميم بما يتوافق مع تطلعات المستخدم احرص على توفير الميزات والوظائف التي يتوقع المستخدم وجودها في موقعك، فعلى سبيل المثال، يجب أن يتضمن موقع شركات الطيران نظامًا لحجز التذاكر، في حين يجب أن يحتوي موقع مشاركة الموسيقى على مشغل للوسائط. من البديهي أن يُتوقَّع وجود مشغل فيديو لدى موقع مختص بمشاركة مقاطع الفيديو مثل يوتيوب، وهذا مثال مهم جدًا على تجانُس وتوافُق الميزات والوظائف المتوفرة مع تطلعات المستخدم. 5. إنشاء عناصر مرئية متجانسة في الموقع احرص على مجانسة العناصر المرئية وتوحيدها في كل أنحاء الموقع. يجب تحقيق التناغم لكلٍّ من المحتوى وعناصر واجهة المستخدم والخطوط والخلفيات في جميع تفاصيل الموقع. وكما أسلفنا، فإن الالتزام بالمصطلحات التقنية الشائعة الموجودة في صيغة HTML5 وCSS3 يساهم في الحفاظ على التجانس. وبالإضافة إلى ذلك، يساعد وجود دليل للعلامة التجارية والأساليب المعتمدة فيها على اتخاذ القرارات المتعلقة بالتصميم، مثل الألوان والخطوط. نموذج عن دليل الأساليب المعتمدة وكتيب العلامة التجارية، مصمَّم لشركة غودنيت Goodnyt. يساعد وجود هذا الدليل على التأكد من تجانس العناصر المرئية في كل أنحاء الموقع. من الأمثلة على ضعف التجانس، الألوان والخطوط المختارة في واجهة المستخدم لتطبيق جيميل على الجوال في نسخة 2013. رغم أنه يمكن القول بأن المعنى لم يتأثر في هذه الحالة، إلا أنه لا يمكن إنكار أن تجربة المستخدم تصبح أسوأ غالبًا جرّاء أي اختلافات غريبة في العناصر المرئية بين الشاشات. لقطة شاشة من واجهة المستخدم لتطبيق جيميل على الجوال عند إطلاقه لأول مرة عام 2013، ويظهر عدم التجانس في اختيار الصناديق الملونة وأنماط الخطوط. الخلاصة يُعَد التجانس والمعايير من المبادئ الأساسية في التصميم، ويجب الالتزام بها في كامل المحتوى والعناصر التفاعلية الموجودة في منتجك. للتجانس جوانب عديدة يمكن أخذها بالحسبان لتحسين تصميمك، وتتضمن الصيغة المستخدمة، واختيار عناصر واجهة المستخدم، وطريقة تخطيط الموقع، والوظائف والميزات المتضمَّنة، بالإضافة إلى المكونات المرئية التي نختارها مثل الألوان والخطوط. صحيح أن التجانس يساعد على تحسين تجربة المستخدم عبر تقليل التعلم غير الضروري وإزالة الالتباس بالنسبة للمستخدمين، لكن يجب ألا تدع ذلك يعيقك عن الإبداع وابتكار الأفكار التصميمية، بشرط أن تكون في مكانها الصحيح. يمكنك الاستفادة من اتباع المعايير والأعراف السائدة والمحافظة على التجانس، فهي تحررك من اتخاذ القرارات حول الأمور قليلة الأهمية في التصميم، مما يساعد على توفير الوقت وتصفية الذهن، لتتمكن من العمل بصورة أفضل على تحسين التصاميم وتجربة المستخدم الخاصة بك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Principle of Consistency and Standards in User Interface Design لصاحبته Euphemia Wong. اقرأ أيضًا تصميم واجهة المستخدم مبادئ يجب تعلمها من أخطاء مؤلمة اختيار الألوان المناسبة لواجهة المستخدم الوصايا العشر لتصميم واجهات مستخدم احترافية مدخل إلى تجربة المستخدم (User Experience - UX)
  16. أهم الأمور التي يجب أن يفكر فيها مصممو تجربة المستخدم هي كيف يرى المستخدم الواجهة وكيف يتفاعل معها، إذ يعتمد إدراك المستخدم وسلوكه وتفاعله اعتمادًا كبيرًا على التأثير النفسي للتصميم عليه، لذا يحتاج تصميم تجربة المستخدم إلى الإلمام بمبادئ علم النفس. علم النفس المعرفي هو فرع محدد من علم النفس يدرس الإدراك الحسي والملَكات المعرفية لدى البشر، وله دور كبير في عملية تصميم تجربة المستخدم. لنلقِ نظرةً على المبادئ المهمة لعلم النفس المعرفي التي تؤثر تأثيرًا كبيرًا على تصميم تجربة المستخدم. 1- احرص على طلاقة الإدراك يُقصد بطلاقة الإدراك سهولة معالجة الدماغ للمعلومات، تمامًا مثلما تشير طلاقة الكلام إلى سهولة وسلاسة التحدث بلغة معينة. وتسمح الواجهة للمستخدم بمعالجة المعلومات وفهمها بسهولة ودون عناء من خلال التفاعل مع المستخدم وجذب انتباهه، وتلعب عناصر التصميم دورًا رئيسيًا في ضمان تحقيق طلاقة الإدراك. يتلقف الدماغ البشري المعلومات البسيطة بسرعة، ويسهُل عليه تذكرها إذا كانت مألوفة. فإذا كنت حريصًا على طلاقة الإدراك، فعليك أولًا الالتزام بالبساطة، إلى جانب الالتزام بأساليب التصميم المعيارية، وتجنُّب استخدام أي عنصر تصميمي يسبب التشوش أو يصعب فهمه. نذكر فيما يلي المبادئ الجوهرية لطلاقة الإدراك في تصميم تجربة المستخدم: تجنب تضمين الكثير من الكتابة في الصفحة. احرص على إتاحة مجال للتروّي ضمن المحتوى النصي المتتابع، من خلال ترك فراغ أو استخدام فقرات قصيرة أو إضافة عناوين فرعية أو تعدادات، بحيث يتمكن القارئ من إدراك عناصر المحتوى بلمحة سريعة. استخدم عناصر مرئية ملائمة للسياق ضمن المحتوى لتسهيل التعبير عن أفكارك. اترك مساحات بيضاء كافية ضمن المحتوى لمساعدة المستخدم على التركيز. استخدم العناصر والأنماط التصميمية المألوفة كثيرًا، مثل جعل زر القائمة الجانبية على شكل ثلاثة خطوط أفقية متوازية (ما يسمى بقائمة هامبرغر) في شاشة موقع الويب على الجوال وفي تطبيق الجوال. لا تحاول إعادة تصميم كل عنصر من جديد، واستخدم العناصر التصميمية التي يألفها عملاؤك. 2- قلل عدد الخيارات المتاحة يُعرف هذا المبدأ بقانون هيك Hick’s Law، الذي يدرس مدى سرعة معالجة المعلومات في الدماغ البشري عند مواجهة العديد من الخيارات. وفقًا لها القانون، كلما زاد عدد الخيارات المتاحة، تأخرت عملية اتخاذ القرار بصورة متناسبة. على سبيل المثال، تجري عملية الشراء بوجود خمسة خيارات مختلفة بصورة أسرع منها عند وجود عشرة خيارات مختلفة. يمكنك الاستفادة من هذا المبدأ لتحقيق نتائج أفضل فيما يخص الواجهات الرقمية، مثل إضافة خيارات المشاركة الأكثر استخدامًا فقط، بدلًا من إضافة خيارات كثيرة. وقياسًا بذلك، يمكنك اختصار عدد الحقول التي يجب تعبئتها وأزرار الدعوة لاتخاذ إجراء CTA. لقد استفادت منصات التجارة الإلكترونية من هذا المبدأ المعرفي، إذ أدّى تخفيض عدد الأصناف عند عرض خيارات لسلعةٍ ما إلى زيادة تفاعل المستخدم، وبالتالي زيادة شرائه. يمكن أن تستفيد الكثير من العلامات التجارية أيضًا من هذا المبدأ لتحسين نسبة النقر إلى الظهور CTR لديها تحسينًا كبيرًا. وتُعَد الفكرة الجوهرية من هذا المبدأ هي تقليل مقدار التفكير المطلوب من الناس لاتخاذ القرار حول الخطوة التالية التي سيقْدمون عليها، مما يساعدهم على سرعة أخذ القرار. 3- أعط تلميحات حول ما سيحدث بعد قليل تفيد تهيئة المستخدم لتلقّي المعلومات أو العمليات التفاعلية القادمة في تحسين إدراكه ومساعدته على اتخاذ إجراءات حاسمة. وقد يكون ذلك على شكل تحديد مدة إجراءٍ ما أو إشعار بعملية تفاعلية تالية أو أية معلومات جديدة. من الأمثلة على ذلك؛ نقل المستخدم إلى شاشة تنبيهية قبل تحويله إلى موقع خارجي، أو حساب الزمن اللازم للتحميل لتخفيف عبء الانتظار على المستخدم. يجب استخدام هذه التهيئة (أو التكييف) بصورة مدروسة لكي لا تؤثر سلبًا على عملية اتخاذ القرار لدى المستخدم. على سبيل المثال، في حال كان موقع الويب لعلامة تجارية للأزياء يعرض ملابس نسائيةً فقط على صفحة الانتظار قبل تحميل الصفحة، فقد يظن المستخدم أن العلامة التجارية متخصصة بالملابس النسائية فقط. 4- تأثير الحرباء يميل الناس إلى التأثر بالحالة النفسية للآخرين، فرؤية الكثير من الوجوه السعيدة تحرك لديك الشعور بالبهجة، وبالمثل، فإن إشارة الخطر تنبه دماغك إلى وجود شيء محظور أو مؤذٍ. يطلق على هذه الظاهرة في علم النفس اسم تأثير الحرباء، ويستفاد منها كثيرًا في عملية تصميم تجربة المستخدم. الحيلة التي يمكنك اتباعها هي إنشاء محتوى وتصميم يبث مشاعر معينة لدى المستخدم لا إراديًا، وهناك أمثلة عديدة عن استخدام هذا التأثير في تصميم مواقع الويب والتطبيقات، مثل صورة الرجل الآلي المحطَّم على صفحة الخطأ 404 من جوجل، والتي توحي لك بحدوث خطأ تقني ما. ومن الأمثلة الأخرى، استخدام تطبيق تعليم اللغات دولينغو لطائر لطيف يعبّر عن مشاعر المفاجأة أو الفرح أو الحزن وفقًا لحالتك ومستوى تقدمك في التعلُّم، فإذا فاتك الدرس يومًا ما مثلًا، فسيظهر لك الطائر باكيًا على الشاشة، مما يجعلك تشعر بالأسف. هناك الكثير من الأدوات الممتازة التي يمكن أن يستخدمها مصممو تجربة المستخدم بالاستفادة من هذا التأثير. ينطبق هذا أيضًا على صناعة المحتوى، إذ يحرّض الكاتب مشاعر الحماس أو الشك لدى القارئ من خلال استخدام تعابير معينة، وذلك بهدف إبقائه على درجة عالية من التفاعل. الفكرة الجوهرية من هذا المبدأ هي تحريض مشاعر وأحاسيس معينة لدى المستخدم ليتفاعل مع المنتج بالطريقة المطلوبة. 5- نقل الخبرات السابقة يتفاعل المستخدمون باستمرار مع الكثير من واجهات مواقع الويب والتطبيقات بشتى أنواعها، وقد أصبحت بعض التفاعلات والسلوكيات الرقمية تجاه ميزات وواجهات معينة معروفةً وشائعة، لذا يمكنك تضمين عناصر مشابهة في تجربة المستخدم ليتفاعل المستخدمون بنفس الطريقة، وبذلك تختصر بعض الجهد عليهم وتجعل التفاعل أسهل. يدعى هذا المبدأ المعرفي المستخدَم في التصميم بـ: النقل. على سبيل المثال، يلاحظ أي شخص يستخدم مايكروسوفت وورد وجود الكثير من التشابه في أدوات التحرير مع التطبيقات والبرامج الأخرى الخاصة بكتابة المستندات أو الملاحظات، إذ يعاد استخدام بعض الأساليب والأدوات لتسهيل الأمر على المستخدم وتمكينه من التلاؤم بسرعة. 6- التموضع من اليمين إلى اليسار & من الأعلى إلى الأسفل هناك الكثير من الطرائق المثبتة لجذب انتباه المستخدم لمعلومة معينة؛ مثل تباين الألوان، أو تغيير حجم الزر أو نمط الخط المكتوب فيه، أو استخدام التأثيرات الضبابية، لكن يجب التركيز مع هذه الطرائق على التموضع من اليمين إلى اليسار (أفقيًا) ومن الأعلى إلى الأسفل (عموديًا)، إذ ينصّ هذا المبدأ المعرفي على أن دماغنا مهيَّأ مسبقًا لمعالجة المعلومات بصورة أفضل إذا كانت وفق الاتجاه من اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأسفل. يعود سبب ذلك إلى أننا معتادون على القراءة والكتابة بهذا الاتجاه بالنسبة للغة العربية. ينعكس الاتجاه أفقيًا ليصبح من اليسار إلى اليمين بالنسبة لمتحدثي اللغات الأجنبية التي تعتمد هذا الاتجاه، مثل الإنكليزية. يستفيد مصممو تجربة المستخدم من هذا المبدأ المعرفي في تحديد موضع العناصر بطريقة تجذب انتباه المستخدم وفقًا للجمهور المستهدف. على سبيل المثال، يمكن أن تراعي منصات التجارة الإلكترونية هذا المبدأ عند عرض المنتجات الأكثر مبيعًا على صفحاتها. 7- الاستخدام الفعال للتكرار في كتابة تجربة المستخدم عادةً ما يُعَد التكرار أمرًا سلبيًا في الكتابة، لكن الوضع يكون معاكسًا عند تكرار كلمات ومصطلحات معينة في النص بهدف إقناع القارئ أو ترك انطباع عميق، فقد لاحظ الباحثون أن مرور المعلومة لمرات عديدة على الشخص يجعله أكثر قابلية لتصديقها. تتّبع بعض المواقع هذا المبدأ في كتابتها التسويقية، فتكرّر استخدام كلمات معينة لترك الانطباع المطلوب. على سبيل المثال، يمكن أن تعمَد شركة ما مختصة بتخطيط موارد المؤسسات إلى تكرار استخدام مصطلحات مثل "التخصيص/ الملاءمة/ وفقًا لحاجة كل مؤسسة.."، وذلك لترك انطباع قوي عن هذه الفكرة. ليس من الضروري أن يكون التكرار حرفيًا، فاستخدام كلمات وتعابير مختلفة تحمل المعنى نفسه أجدر بإقناع المستخدمين، وهنا يبرز دور كتابة تجربة المستخدم. يلجأ كاتب تجربة المستخدم إلى التكرار بصورة مدروسة وفقًا للسياق، لإقناع المستخدمين بقيمة معينة يتطلب المشروع تسليط الضوء عليها. 8- الاستفادة من علم النفس اللوني لنتحدث في النهاية عن بعض الأفكار حول تأثير ألوان التصميم على الإدراك. أولًا، ترتبط العلامات التجارية بألوان معينة، مثل مجموعة ألوان جوجل الزاهية التي تشير إلى تعدد مجالاتها، وتكرار استخدام اللون الأزرق في مايكروسوفت الذي يشير إلى المهنية والموثوقية. بالنسبة لتصميم واجهات مواقع الويب أو التطبيقات، يجب أيضًا اختيار مجموعة ألوان تعبر عن الهوية، لكن مع أخذ التأثير النفسي للألوان بالحسبان. يعتمد التأثير النفسي للألوان على طبيعة الجمهور المستهدف، إذ تختلف الاستجابة للألوان مثلًا بين الرجال والنساء، كما تختلف باختلاف المجموعات العِرقية، لذا يجب دراسة تلاؤم الألوان مع جمهورك المحدد. أهم نقطة تجب مراعاتها عند اختيار التدرجات اللونية من عجلة الألوان هي الانسجام، فعندما تريد المشاركة بين لونين مختلفين مثلًا، فإن التباين الحادّ الذي يظهر عند اختيار لونين متقابلين تمامًا من العجلة يسبب التشتيت البصري، لذا فمن الضروري اختيار لونين متتابعين على عجلة الألوان لضمان الانسجام اللوني. هناك طريقة أخرى تنص على إضافة لون حيادي يخفف من فجوة التباين ويحقق الانسجام. يمكنك اتباع قاعدة 60-30-10 اللونية عند استخدام ثلاثة ألوان من أجل ضمان التوازن. تنص هذه القاعدة على أن يشغل لون رئيسي محايد 60% من المساحة الملونة، ويشغل اللون المكمِّل له 30% منها، ويشغل لون تأكيدي الـ 10% المتبقية. الخلاصة يحتاج توظيف مبادئ علم النفس المعرفي في تصميم تجربة المستخدم إلى اتباع نهج دقيق جدًا، فلا يمكنك إدخال أي عنصر تصميمي جاهز عشوائيًا دون التحقق من توافقه مع نهجك الخاص. تذكر أنه يجب تبرير كل اختيار من خلال دراسة تأثيره على وعي المستخدم، ومدى إسهامه في تسهيل إيصال المعلومات، وتركه الانطباع المطلوب. تكمُن المفارقة في أن هذه العملية معقدة ومتعددة الجوانب، وكل ذلك بهدف الوصول إلى البساطة عند الاستخدام. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 8 Cognitive Psychology Tricks for UX Design لصاحبه Tuhin Bhatt. اقرأ أيضًا مبادئ علم النفس التي تساعد على تحسين تصميم موقعك الإلكتروني دور المنهج العلمي والحدس في تجربة المستخدم علم نفس الألوان في تصميم العلامات التجارية
  17. يشيع عمومًا أن مصمم تجربة المستخدم هو الفنان الذي يصمم واجهات جميلة انطلاقًا من لوحة فارغة، ومع أن الناحية الجمالية للمنتج مهمة جدًا؛ إلا أن عملية التصميم لا تقتصر على التصميم البصري، بل هي نتيجة تضافر عمل فريق متكامل بمهارات وخبرات مختلفة. تفيد معرفة عناصر تصميم تجربة المستخدم في مساعدة المبتدئين على تحديد المهارة التي يرغبون بتطويرها والتركيز عليها، كما أنها تساعد الشركات أيضًا على تمييز الاختصاصات المتعددة لفريق العمل، لتوظيف مجموعة متكاملة من الخبرات تغطي المهارات المطلوبة. يشرح جيسي جيمس غاريت في كتابه "عناصر تجربة المستخدم" إطارَ العمل الذي يحكم تصميم تجربة المستخدم في شتى المجالات. صحيح أن إطار العمل هذا وُضِع أولًا بما يلائم تصميم مواقع الويب، إلا أنه قابل للتطبيق على جميع التطبيقات الرقمية، وهو يوضح العلاقة بين التصميم البصري وتصميم تجربة المستخدم. عناصر تجربة المستخدم وفق غاريت وفقًا لجيسي جيمس غاريت، تتكون عناصر تجربة المستخدم من خمسة مستويات هي: الإستراتيجية استطلاع المجال البنية الهيكل المظهر الخارجي. وهذه المستويات مرتبة فوق بعضها البعض، إذ يأتي في القاع المستوى الأكثر تجرُّدًا، وهو الإستراتيجية، وكلما ارتفعنا بالمستويات يقل التجرُّد وتزداد المادية. أعلى المستويات هو المظهر الخارجي، وهو أكثر المستويات وضوحًا، ويمكن القول بأنه المظهر الملموس لتصميم تجربة المستخدم. يمكننا تشبيه إطار العمل بالبناء لنتمكن من فهم عناصره، وسنتحدث عن هذه العناصر فيما يلي. الإستراتيجية لنفترض أن لديك قطعة أرض وتريد تشييد بناء عليها. إن أول ما يجب أن تقرره بشأن البناء هو: لماذا أعمر هذا البناء؟ للسكن أم لأغراض تجارية؟ من الجهة التي قد تستأجر البناء؟ هل موقع البناء مناسب للغرض الذي يشيَّد من أجله؟ بعد ذلك تستشير المكتب العقاري والمحامي لتتمكن من اتخاذ القرارات المناسبة، ومن خلال إجابتك على هذه التساؤلات، تكون قد حددت أهداف المشروع وحاجات المستخدم. استطلاع المجال تؤثر القرارات المتخَذة في مستوى الإستراتيجية على اختيار المجال المناسب. وبالعودة إلى مثال البناء، تستشير في هذا المستوى خبيرًا يستطلع المكان ويقيّم ما يمكن تشييده عليه، ليقرر ما إذا كان مناسبًا لبيت مستقل، أم لبناء مكون من شقق سكنية، أم لمجمع مكاتب، أم لمركز تسوق. إذًا يحدد الاستطلاع كلًا من القيمة المقترَحة والمنتَج والميزات التي تلائم أهداف المشروع وحاجات المستخدم. البنية حالما يحدَّد المجال، يعمل المهندس المعماري على إنشاء بعض المخططات التي توضح مداخل ومخارج الغرف المختلفة والممرات والمراحيض والمصاعد والسلالم، وهذا ما يسمى بالبنية، وهي تعبّر عن كيفية تفاعل المستخدم مع ميزات المنتج وكيفية تنقُّله فيه. الهيكل ينشئ المهندس المعماري رسومًا ونماذج ثلاثية الأبعاد اعتمادًا على المخططات الأولية، ويضيف إليها بعض التفاصيل الداخلية، كما يطلب مساعدة أحد البنّائين لإنشاء عينة متكاملة لجزء من البناء، مع إكسائه وفرشه بصورة كاملة، لإعطائك فكرة واقعية عن المكان. في هذه المرحلة تصبح واجهة المنتج مرئية. المظهر الخارجي أخيرًا، يساعدك المصمم الداخلي على اختيار لون الجدران والأرضية والأثاث والملحقات في كل غرفة. المظهر الخارجي هو المكان الذي تطبَّق فيه طبقة العرض. البناء الرقمي لنطبق إطار العمل هذا على منتج رقمي مفترَض. يعمل فريق تجربة المستخدم أولًا على تحديد المستخدمين والمشكلة التي تواجههم والطريقة الحالية لحل هذه المشكلة، وذلك من خلال الاستبيانات والمقابلات، مع الاستعانة بوسائل مساعِدة مثل شخصية المستخدم وخرائط رحلة العميل. عند إتمام هذه الخطوات، يصل الفريق على سبيل المثال إلى أن الكتّاب في العمل الحر (المستخدمين المحتمَلين) يجدون صعوبةً في مسك دفاتر الحسابات (المشكلة)، وقد تكون التطبيقات المتوفرة حاليًا غير مناسبة لطبيعة خدماتهم (الفرصة). يعمل مصممو تجربة المستخدم مع الجهات المعنية بالمشروع التجاري لاتخاذ القرارات وتنفيذ الخطوات المتعلقة بالإستراتيجية، مع الاستعانة أحيانًا بمخطط نموذج العمل التجاري لفهم كيفية إنشاء وإيصال وإدراك قيمة المشروع. يُجري الفريق بحثًا شاملًا لتحديد الحلول الممكنة، ثم يستطلع القيمة المقترَحة. لنفترض أن الفريق قرر إنشاء تطبيق جوال بنموذج فريميوم freemium للكتاب في العمل الحر، وهنا سيكون واجبًا عليه أولًا تحديد الميزات المختلفة للتطبيق وإنشاء خارطة طريق المنتج، والتي تعطي الأولوية للميزات الأهم لتطويرها أولًا. وسيستشير المصممون كلًا من الجهات المعنية بالمشروع والفريق التقني لإنشاء خارطة الطريق. بعد ذلك يبدأ الفريق بالعمل على بنية التطبيق، والتي تتضمن عادةً أنماطًا مختلفة من المخططات الانسيابية والخرائط التي تعبر عن كيفية تصنيف المعلومات وكيفية تنقل المستخدم داخل المنتج. لنفترض أن أول ميزة سيجري تطويرها هي الفواتير، يصنّف الفريق مختلف البيانات المتعلقة بالفواتير، مثل تاريخ الإصدار وشروط الدفع وتاريخ الاستحقاق وغيرها، بالإضافة إلى البيانات المتعلقة بالعميل، مثل اسم العميل ومعلومات التواصل معه وطريقة الدفع؛ كما يحدد العلاقة بين هذه الأنواع المختلفة من البيانات بطريقة منطقية، يتولى هذه المهمة أحيانًا معماريّ المعلومات. يبدأ إنشاء هيكل التطبيق عند رسم أول إطار شبكي، والإطار الشبكي هو رسم خطي بسيط لا يتعدى مجموعة مستطيلات وخطوط تمثل العناصر المختلفة على الشاشة. يمكن تحويل هذه الإطارات الشبكية إلى نماذج أولية لأخذ فكرة عن كيفية عمل التطبيق. المظهر الخارجي هو المكان الذي تتجلى فيه كل عناصر التصميم البصري، من ألوان وأسلوب طباعة وأيقونات ورسوم توضيحية. يتضمن هذا المستوى أيضًا المحتوى والنصوص المصغرة، مثل التسميات والعناوين والرسائل والتوجيهات. نلاحظ أن تصميم تجربة المستخدم مجال واسع يحتاج إلى خبرات من اختصاصات متعددة لتنفيذ جزئياته المختلفة، مثل إجراء الأبحاث وهندسة المعلومات والتصميم البصري والكتابة التسويقية. تتضمن عملية تصميم تجربة المستخدم تمثيل الكثير من النتائج عبر مخططات انسيابية وخرائط، لكن لا تتطلب بالضرورة مهارات فنية عالية. دور التصميم البصري يقول جيسي جيمس غاريت: يظن بعض المبتدئين أن التصميم البصري هو الجزء الأكبر من مهمة تصميم تجربة المستخدم، نظرًا لأن التصميم البصري هو أكثر جانب مرئي في تصميم تجربة المستخدم (وقد يكون الجانب الوحيد المرئي)، لكن كما وجدنا فيما سبق، عادةً ما يكون التصميم البصري من آخر القرارات المتخَذة في عملية التصميم، وهو يخفي وراءه الأجزاء الأكبر من المنتج. قد تمتلك المهارات المطلوبة لإنجاز المهمات المختلفة، لكنك ستعمل غالبًا ضمن فريق وليس بصورة فردية. وخلافًا للمجالات الأخرى، لا بأس بتعدد المترئِّسين في عملية التصميم، بل هو مفضَّل! فوجود فريق من المصممين، يسمح بالنظر للأمور من جوانب مختلفة ويغني الأفكار، إلى جانب على تسريع وتيرة الإنجاز من خلال العمل بصورة متزامنة؛ فقد يتكفل أحد أفراد الفريق مثلًا بنشر الاستبيانات وتحليل النتائج بكفاءة عالية، في حين يبرع آخر بإنشاء رسوم توضيحية أو اختيار مجموعة الألوان. تتطلب تصميم تجربة المستخدم أيضًا اتخاذ قرارات متعلقة بالعمل التجاري والتكنولوجيا، مما يحتّم وجود فريق متعدد الاختصاصات يمكنه أن يقرر بشأن: كيف سيحقق المنتج إيرادات؟ هل يجب وضع إعلانات خارجية على المنتج؟ هل يمكن التعاون أو الاندماج مع منتجات مشابهة لتقديم تجربة أكثر شمولية؟ تؤثر هذه القرارات جميعها على المنتج بطرق مختلفة، من المرحلة التي يكون فيها مجرد ميزات نظرية متعددة قيد الدراسة (المجال) إلى أن يصبح أيقونةً صغيرةً على الشاشة (المظهر الخارجي). يسمى الاختصاصي الذي يعمل على التصميم البصري ضمن الفريق بمصمم واجهة المستخدم UI، وعندما تقرأ إعلانًا للعمل بوظيفة مصمم تجربة مستخدم مكتوبًا بشكل UI/UX، فهذا يعني أن الشركة تبحث عن شخص لديه مهارة بالتصميم البصري، بالإضافة إلى إجراء الأبحاث وهندسة المعلومات والتأطير الشبكي. لكن ذلك لا يعني أن المتخصص بالتصميم البصري لا يجب عليه أن يفهم مبادئ تصميم تجربة المستخدم. يمثل التصميم البصري سبيل التواصل الأول مع المستخدم، وهنا تكمن أهميته؛ وإذا لم يعجَب المستخدم بما يراه، فقد لا يكلف نفسه عناء متابعة تصفح المنتج. وعندما يقرر المستخدم متابعة استكشاف المنتج، يجب أن تكون الناحية الجمالية متوافقةً مع ما يكمن وراءها من أوامر، من أجل الالتزام بمبادئ قابلية الاستخدام وتقديم تجربة ترضي المستخدم. على سبيل المثال: وجود رمز لبطاقة تسوق في الواجهة يسهّل على المستخدم فهم وجود إمكانية للشراء. التباين الواضح بين لون النص والخلفية يسهّل القراءة. إذا صُمِّم عنصر تفاعلي على الشاشة بشكل زر، فإن اعتماد النمط نفسه في جميع الشاشات يسهّل التعرف على العناصر التفاعلية. أعد العملية مرارا وتكرارا لا يكتمل النقاش حول تصميم تجربة المستخدم دون التأكيد على أن عمل فريق تصميم تجربة المستخدم لا ينتهي أبدًا، خلافًا للبناء المادي المذكور في المثال أعلاه. ففي كل مرحلة من مراحل عملية التصميم، يتعين على هذا الفريق اختبار الفرضيات وتصميمها، من خلال إجراء تقييم تجريبي واختبار قابلية الاستخدام مع مستخدمين حقيقيين، للتعرف على المجالات التي يمكن تحسينها أو تحتاج لإصلاح. من الأمثلة على الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الفريق: ما مدى فهمنا للمستخدمين؟ وهل نقدم حلولًا للمشاكل الصحيحة؟ (الإستراتيجية). هل المنتج قادر على حل المشاكل؟ ما الميزات التي يمكن أن تساعد على ذلك؟ (استطلاع المجال). هل ميزات المنتج سهلة الاستخدام؟ (البنية والهيكل والمظهر الخارجي). غالبًا ما تؤثر نتائج اختبارات قابلية الاستخدام تأثيرًا كبيرًا على القرارات المتخَذة في المستويات الأخرى. الخلاصة يمكن تلخيص الفرق بين تصميم تجربة المستخدم والتصميم البصري بنقطتين رئيسيتين: تصميم تجربة المستخدم مجال واسع يتضمن مهارات وإجراءات عديدة، ويشمل اتخاذ قرارات حول مستويات الإستراتيجية والمجال والبنية والهيكل والمظهر الخارجي، على الترتيب؛ أما التصميم البصري، فهو جزء من المستوى الأخير (المظهر الخارجي) فقط، وهو من آخر القرارات المتخَذة في مشروع التصميم. يمتلك مصممو تجربة المستخدم مهارات شاملة حول مجمل عملية تصميم تجربة المستخدم، لكن من الشائع أن يختص بعض أفراد الفريق بمجالات معينة من العملية دون غيرها؛ أما بالنسبة للمصمم البصري (أو مصمم واجهة المستخدم UI)، فهو يختص بالجانب المرئي من تجربة المستخدم. ليس بالضرورة أن يكون مصمم تجربة المستخدم قادرًا على التصميم البصري، لكن المصمم البصري يجب أن يفهم مبادئ تصميم تجربة المستخدم، ليضمن تقديم تجربة سلسة للمستخدم. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Relationship Between Visual Design and User Experience Design لصاحبته Kasturika. اقرأ أيضًا أساسيات تصميم تجربة المستخدم تصميم تجربة المستخدم من خلال بيانات وإحصائيات المستخدمين أساسيات البحث في تصميم تجربة المُستخدم مهام مصممي تجربة المستخدم التصميم للهواتف: التصميم البصري أساسيات الوزن البصري في التّصميم الجرافيكي - الجزء الأوّل
  18. من عقبات العمل الحر أنك ستصبح المسؤول عن تحفيز نفسك للعمل وستفتقد إلى انتظار "جرس الانصراف"، حيث سيعتمد تحديد ساعات عملك على ما تراه أنت مناسبًا. سواءً كنت لا تزال تعمل بوظيفة ثابتة أو كنت تعمل عملًا حرًا بساعات عمل طويلة، فإن تنظيم الوقت من أهم أساسيات النجاح، وفيما يلي ثلاث طرائق فعالة يُنصح باتباعها لإدارة الوقت بصورة أفضل. التنظيم أساس إدارة الوقت يحتاج العمل الناجح بكل أشكاله إلى تنظيم، حتى تلك الأعمال التي تبدو سريعة وغير معقدة لا بد أن أداءها يتطلب مستوى ما من التنظيم لتسهيل سرعة إنجازها وتوسيع نطاقها. تُسلَّم مهام تنظيم العمل في الشركات الكبيرة إلى أقسام مخصصة وفق تراتبية داخلية شاملة، بحيث تضمن توجيه سير العمل وتحقيق أهدافه بخطوات مدروسة؛ لكننا نتحدث هنا عن العمل على نطاق ضيق، إذ يعتمد نمو العمل ونجاحه على كفاءة شخص واحد وحسن تدبيره للوقت، ولا شك أنه أنت (إذا استبعدنا إمكانية توظيفك لمساعد افتراضي). إذا كنت تسعى لتطوير عملك وتوسيعه، فلا بد من فهم الحقيقة التالية وتطبيقها: إنّ حسن استغلال الوقت المخصص لعملك لا يقل أهميةً عن كمية هذا الوقت. إذا كنت لم تقتنع بعد، فاسأل نفسك عن سبب وجود الملايين من الناس حول العالم ممن هم أغنى أو أكثر نجاحًا منك، لا يمكن أن يكونوا جميعًا أكثر حظًا أو ذكاءً أو لديهم فكر تجاري أو غير ذلك من الأعذار التي يحلو للمرء أن يقنع نفسه بها، كما أن ساعات يومهم لا يمكن أن تكون أطول بحيث يتسنى لهم متسع من الوقت لإنجاز المزيد، بل الحقيقة أنهم فقط عرفوا كيف يستغلون الوقت ذاته بطريقة أكثر فعالية. لا شك إذًا أن تنظيم الوقت بصورة فعالة من أهم عوامل النجاح، والآن حان الوقت للحديث عن الطرائق الثلاثة التي يمكن أن تحدث فارقًا إيجابيًا كبيرًا لصالح استثمار الوقت بصورة أفضل وتحسين الإنتاجية. 1. إعداد قائمة مهام ربما يرى البعض هذه الخطوة عبئًا إضافيًا، ويَعُدّها نقمة وليست نعمة، لكنها في الواقع عكس ذلك تمامًا. من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها هذه الطريقة: ينبغي كتابة جميع المهمات (مهما كانت صغيرة) في هذه القائمة. لتكن القائمة بسيطة وغير مصنّفة بترتيب أو نمط معين أو أي معيار آخر (إلا إذا كان التصنيف مفيدًا بطريقة ما). بالنسبة للمهمات التي تستغرق بضع دقائق أو أقل، نفذها في الحال دون تسويف. هذا هو الأمر بكل بساطة، أي عندما تخطر المهمة على بالك تدرجها في القائمة، ثم تنفذها عندما يحين وقتها، والفكرة من كل ذلك أن تخفف عبء استحضار الدماغ الدائم لهذه المهمات لتصبح مكتوبةً على ورق (أو على الحاسوب، كما تفضل). عندما تطبق ذلك ستذهلك كمية الطاقة الفكرية المتحررة من دماغك، والتي كانت تلك المهمات تشغلها، مما سيزيد طاقتك الإنتاجية زيادةً كبيرةً ويمكّنك من مباشرة تنفيذ المهمة الحالية دون تشتيت أفكارك. عندما تطبق هذه الطريقة للمرة الأولى، ربما تصاب بالإحباط من كثرة المهمات المترتبة عليك، لكن لا تقلق كثيرًا، يمكنك إدارة الموضوع بأسلوب معين، مثل تأجيل المهمات غير المستعجَلة إلى عطلة نهاية الأسبوع إذا أمكن ذلك؛ أما في حال عدم الرغبة بالعمل في العطلة الأسبوعية، فيمكن تخصيص عدة دقائق في بداية اليوم الأول من الأسبوع القادم لدراسة الوقت المتوفر ضمن الأسبوع لأداء هذه المهمات، أو تأجيلها مرةً أخرى إلى العطلة الأسبوعية التالية. 2. تطبيقات تنظيم الملاحظات عند استخدامها بصورة صحيحة، يمكن أن تصبح تطبيقات تنظيم الملاحظات مثل منصة أنا من حسوب، كنزًا لا غنى عنها، فهي تزيد طاقتك الإنتاجية بنفس طريقة قائمة المهام، حيث تقلل العبء على الدماغ من خلال تسجيل كل الأفكار المهمة التي تخطر على بالك لحفظها في التطبيق بدلًا من أن تشغل حيزًا في تفكيرك، لتتمكن من التفكير بالمسائل الأخرى بصورة أفضل. من أفضل خصائص هذه التطبيقات أنها سحابية cloud-based، لذا يمكنك تخزين أفكارك عليها في هاتفك الذكي أينما كنت وكلما دعت الحاجة لوجود مفكرة تدون عليها ما يخطر ببالك. يمكنك تسجيل كل الملاحظات سواء فيما يخص العمل أو المنزل أو ما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، ثم إدراج مهمة على قائمة المهام في بداية كل شهر حول مراجعة الملاحظات المدوَّنة، وبذلك تضمن أنك لم تفوّت أو تنسَ أي شيء. 3. الجدول اليومي الافتراضي إن هذه الخطوة على بساطتها تحدث فارقًا كبيرًا ملموسًا، لأنها تساعدك على أن تعلم بالضبط ماذا ستفعل ومتى ستفعل ذلك، وتسمح لك بالتركيز على العمل في وقته دون الوقوع في دوامة تشتت الأفكار ومحاولة التأجيل والتفكير بمهمة أخرى. ومع الجدول اليومي الافتراضي، ستكون على علم مسبق بما لديك الوقت لتفعله وما ليس له وقت، وستتمكن من ترتيب أولوياتك. عند الدمج بين هذه الفكرة وفكرة قائمة المهام ستكون النتائج مذهلة، حيث يمكنك في أول الأسبوع قراءة قائمة المهام التي قد دونتها، ثم البدء بإعداد الجدول اليومي لكامل الأسبوع وملئه بالمهام المكتوبة، ستلاحظ الفرق وستدرك كم وفرت على نفسك من الوقت، حيث أن 15 دقيقة في أول الأسبوع لترتيب الأولويات وتجهيز الجدول الأسبوعي كافية لتوفير عناء الفوضى والتشتت طوال الأسبوع، لتشعر براحة البال وتصبح أنت من يحكم الوقت وليس الوقت يحكمك. يجب التركيز على أمرين أساسيين لإنشاء جدول يومي فعال: تخصيص وقت للراحة والتسلية ووقت للرياضة المفضلة، بالإضافة إلى عدم إهمال أوقات الوجبات. تُعَد الراحة مهمةً لتحسين جودة عملك وشحن طاقتك من جديد، لذا خطط لها جيدًا في برنامجك اليومي. المرونة وعدم تقييد نفسك لدرجة كبيرة، حيث يمكنك الخروج عن الجدول إذا دعت الحاجة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 3 Simple Methods To Supercharging Your Productivity لصاحبه TOM EWER. اقرأ أيضًا الدليل الكامل لزيادة إنتاجية المدون المستقل 9 خرافات عن الإنتاجية عليك الحذر منها 6 طرق بسيطة لتحسين إنتاجيتك في العمل
  19. لا تزال عقبة مناقشة وتحديد السعر من أهم مؤرّقات رواد العمل الحر حول العالم بمختلف مجالات عملهم وسنوات خبرتهم. لذا فنتحدث عن أهم الأفكار والحلول التي تساعدك في التفاوض وتحديد الأجرة بصورة أفضل. لا تقلل من أسعارك قد يبدو ذلك بديهيًا لكنه خطأ يستحق التنويه، تجنب البخس بقيمة عملك سواءً كنت مبتدئًا أم مخضرمًا في مجالك. يمكنك ببساطة محاولة تدوين مهاراتك وسنوات دراستك وخبرتك وإنجازاتك، ثم موازنة نفسك مع المحترفين في مجالك لتكتشف أنه ربما لديك من الخبرة ما يستحق أكثر مما كنت تعتقد. وفقًا لأحد رواد العمل الحر، يجب تحديد أجر أكبر بـ 30-40% من المعدل السنوي لأجور العمل التقليدي بالنسبة لمجال العمل نفسه. على سبيل المثال، إذا كان الموظف بمجال معين يتقاضى 12000$ سنويًا، فإن ساعة عمله تعادل ما يقارب 6$ بفرض أنه يعمل 40 ساعة أسبوعيًا، لذا فيجب تقاضي 8$/ساعة تقريبًا للعمل الحر بهذا المجال. قد تستغرب ذلك، لكن تذكر أن بعض البلدان تفرض على العاملين بنظام العمل الحر ضرائب توظيف ذاتي تزيد بنسبة 30% عن ضرائب العاملين بوظيفة شهرية ثابتة. لا ننكر أن مرونة العمل وحريته تستحق دفع هذه الضريبة المضافة، لكن يجب أخذها بالحسبان عند تحديد الأجر. الآن وقد أصبحت تدرك قيمة ما لديك، فكيف تتفاوض مع العميل حول السعر؟ تحدث عن مزايا عملك بلغة عميلك إذا كان عميلك من النوع الذي يهتم بالمردود المادي الذي سيجنيه من توظيفك، فاحرص على شرح التأثير الإيجابي لعملك على أرباح مشروعه، وحاول استخدام الأرقام والمعطيات التي تدل على ذلك مثل حساب عائدات الاستثمار ROI، وابدأ نقاشك معه حول الأجرة من هذه الفكرة؛ أما إذا كان العميل من النوع الذي يهتم بالتنمية المبكرة والتوسع في النشاط التجاري (كما هو الحال لدى جميع الشركات الناشئة المعتمدة على المخاطرة برأس المال)، فاشرح للعميل كيف سيساهم عملك في وصول الشركة إلى مستخدمين جدد وكيف ستجذب مستخدِمي الشركات المنافسة، وناقش معه ذلك من خلال رسوم بيانية واضحة. وفي حال كنت بصدد التفاوض حول عمل إبداعي مثل كتابة المحتوى أو التصوير أو التصميم الجرافيكي، فحاول الحديث عن أفكار مترابطة متعلقة بالموضوع الذي يريد عرضه لعملائه، واشرح كيف سيساهم عملك في تحسين مشروعه، ولتكن أفكارك متسلسلة ومنظمة أثناء الحوار. إذا لمست من عميلك أنه مستعد لدفع السعر الذي ترغب به لكنه يحتاج لضمانات من طرفك، فذكره بخبرتك المضمونة في المجال، وابدأ بمناقشة تفاصيل المشروع معه بكل جدية، واطرح عليه أسئلةً جوهريةً، مع إنشاء إطار زمنيًا لمراحل العمل وقدّر المدة التي ستستغرقها كل مرحلة وقدّر التكاليف والأتعاب لكل مرحلة وزدها قليلًا احتياطًا. في النهاية ستكون قد حسبت الميزانية المطلوبة وأجرة عملك وأثبتت أن لديك الخبرة الكافية وأنك تعلم جيدًا كيف تنجز العمل. اختر عملاء يقدرون قيمة عملك من تزكيات أو منصات عمل ضامنة من المسائل الشائعة التي تواجه رواد العمل الحر في أيامنا هذه أن الكثير من العملاء وحتى الشركات ذات الميزانية العالية يسعون لدفع أجور أقل مقابل الحصول على خدمات أكبر، ربما بسبب كثرة "اليد العاملة الرخيصة" عبر الإنترنت. ومع ذلك يجب ألا يكون ذلك مدعاةً لليأس، ففي النهاية لا بد أن يدرك العملاء حاجتهم لعمل عالي الجودة قادر على جذب الزبائن وتحقيق مبيعات. التزكية هي إحدى الأساليب التي يمكنك اتباعها لإيجاد عملاء يقدّرون جودة عملك، فإذا كنت تتناقش مع عميل جديد مثلًا، فيمكنك أن تطلب منه أن يتحدث مع عميلك السابق أو الحالي ليكفل له جودة عملك وأثره الإيجابي على مشروعه، إذ يقتنع العميل أكثر من عميل آخر والتجربة خير برهان، ولطالما كانت هذه الوسيلة فعالةً في جذب انتباه صاحب العمل وتعزيز الثقة والضمان. وفي حال إصرار العميل المرتقب على التقليل من قيمة عملك، فيجب هنا مواجهته بصورة مباشرة وإخباره أن بإمكانه دفع مبلغ قليل مقابل الخدمة المطلوبة، لكنه سيحصل على نتائج قليلة الجودة. قد يثير هذا الأسلوب القلق لدى صاحب العمل، لكنه ربما يحترم صراحتك وحرصك على مصلحته. عندما تبحث عن عمل جديد، حاول أن تبدأ من أصدقاء أصدقائك أو أصدقاء عملائك، واحرص على الانضمام إلى مجموعات العمل الحر التي تضم أشخاصًا من نفس مجال عملك، وبذلك تجد متنفَسًا لتبادل الحديث عن المشاكل التي تواجهك في عملك، فضلًا عن تبادل فرص العمل وبناء بيئة متكاملة موثوقة من المزكّين والعملاء. من الخيارات الأخرى المطروحة، الانضمام إلى منصات عمل حر تجذب العملاء لحرصها على اختيار أفضل العاملين وأكثرهم كفاءةً للعمل لديها، وبذلك يضمن العميل جودةً عاليةً من جهة، كما يضمن العامل الحر تقدير قيمة عمله واستيفاء أجر مقبول من جهة أخرى. لا تناقش السعر من أول لقاء سواءً كنت تتواصل مع عميلك على أرض الواقع أو عبر الإنترنت، يجب أن تأخذ بالحسبان أن الهدف من اللقاء الأول هو فهم غرض العميل وأهدافه وطبيعة العمل المطلوب، لذا لا تستعجل في التفاوض حول السعر، بل اجمع المعلومات اللازمة لتتمكن من فهم المهمة المطلوبة والمدة التي تستغرقها والمتطلبات اللازمة لتنفيذها، ثم بعد ذلك يمكنك تحديد السعر المناسب الذي عليك أن تطلبه وتفاوض (إن دعت الحاجة) للوصول إليه. عندما يحين موعد النقاش حول السعر، كن صريحًا وشفافًا، وفي حال تحديد الأجر بالساعة، فاتفق مع العميل قبل البدء على أقصى عدد من الساعات في الشهر يمكن أن يدفع لك أجرها، وذلك لكي تضمن ألا تعمل عملًا إضافيًا لن تحصل على أجرته، وتتجنب الوقوع في أزمة توسُّع المشروع بعد البدء بالعمل، حيث يحصل في كثير من الحالات أن يطلب منك العميل متابعة العمل مع زيادة أجرة المشروع وساعات العمل المتفق عليها في الشهر طالما أن الميزانية التي رصدها تغطي هذه المدة. من المفيد أن تكون الاتفاقية واضحةً من البداية لكي لا تتعارض مع أعمالك الأخرى خارج المشروع. سلط الضوء على إنجازاتك للتأكيد على كفاءتك إذا كنت قد حصلت على جائزة ما، فلا تنسَ مشاركة ذلك على موقعك الإلكتروني أو ملفك الشخصي لتثبت كفاءتك بصورة غير مباشرة، وتحدث بكل ثقة عن النتائج التي حققتها. احرص على عرض كل الإنجازات التي تحققها على الإنترنت من خلال ملف شخصي منظم يعكس خبرتك إما على موقعك الإلكتروني، أو على مدونتك أو في وسائل التواصل الاجتماعي، أو بإنشاء معرض لأعمالك. اختر الشروط المناسبة للعمل التطوعي إذا كنت بصدد العمل دون مقابل للحصول على خبرة أو لمساعدة صديق ما، فاحرص على اختيار عمل لديك الشغف والإيمان به والرغبة في تنفيذه. من ناحية أخرى، إذا عُرض عليك العمل مقابل أجر مادي رمزي بدلًا من التطوع الكامل، فاختر الحصول على خدمة من الطرف الآخر مقابل عملك وليس أجرًا رمزيًا، وذلك لكي لا يساء فهم الموضوع على أنك تعمل عملًا مأجورًا رخيص الثمن. تعامل باحترافية واترك انطباعات إيجابية هذه النصيحة تعزز فعليًا من قيمتك أكثر من كونها تعلمك أن تعرف قيمتك. عندما يفضل الناس العمل معك أكثر من منافسيك، فهذا يعني أنهم سيدفعون لك ما تستحق، لذا كن تعاملك معهم مُرضيًا ومريحًا. ضع نفسك مكان العميل لتعرف كيف يحب أن تتعامل معه، وحاول أن تخطط للمشروع بصورة استباقية لتكتشف العقبات التي يمكن أن تواجهك وتتجنب الوقوع فيها أو تجد حلولًا لها. كل ذلك يرجح كفة اختيارك للعمل أمام منافسيك ممن لديهم خبرة توازي خبرتك، لكنهم لم يدركوا أهمية الذكاء العاطفي الذي يُعَدّ اليوم ضرورةً ملحةً في بيئة العمل الحر. قد يبدو الحديث عن تقدير قيمة الذات موضوعًا إنشائيًا ولا يمكن تحديد معالمه، لكنه في الواقع يجب أن يكون مفهومًا ومحددًا بخطوات عملية واضحة وقابلة للتطبيق. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to set your rate and communicate your value as a freelancer لصاحبه Shannon Byrne. اقرأ أيضًا أبرز مشاكل العمل الحر والحلول المُقترحة لها كيف ومتى تقوم بإعادة التفاوض على أسعارك ككاتب مستقل النسخة الكاملة من كتاب: دليل المستقل والعامل عن بعد
  20. سنتحدث عن العمل التشاركي الذي يُعدّ نسبيًا أكثر وسيلة يقَلَّل من شأنها من ضمن الوسائل الترويجية المتوفرة بسهولة للمساعدة على بناء علامة تجارية أو عمل، ونؤكد هنا على نسبية الأمر، لأنه رغم أن الكثير من مبادئ العمل التشاركي أصبحت معروفةً وشائعة، إلا أن الكثير من الناس (إن لم يكن معظمهم) لم يدركوا بعد فوائده العظيمة، فلا بد أن البعض يتخذ موقفًا مخالفًا حول العمل التشاركي أو لا يعيره الاهتمام. طرائق الترويج إذا أردنا التسويق لأي علامة تجارية أو عمل، فهناك الكثير من الأساليب واسعة الانتشار لتحقيق ذلك، ومن بينها ما يلي: التسويق بالمحتوى. الإعلانات. وسائل التواصل الاجتماعي. البيع المباشر. التمويل. العلاقات العامة. ولا ننسى بالتأكيد العمل التشاركي. وخلافًا لما قد يتبادر لذهنك، إذا كان بوسعك اختيار وسيلة ترويجية واحدة فقط، فيُنصح باختيار العمل التشاركي، وستعرف السبب لاحقًا. ما هو العمل التشاركي قد تثير عبارة "العمل التشاركي" رد فعل سلبي لدى البعض، فعادةً ما يُعتقد أنها خاصة بالعمل المؤسساتي، ويختص بها أشخاص يرتدون زيًا رسميًا ولديهم حسابات مصرفية مخصصة لنفقات العمل التشاركي؛ لكن إذا كنت مدوّنًا أو تعمل بالتسويق عبر الإنترنت أو كان لديك مشروع خاص صغير، فمن الأفضل أن تتخلص من هذه الفكرة الأولية القاصرة لتتمكن من معرفة المعنى الحقيقي للعمل التشاركي وماذا يمكن أن تستفيد منه. من بين أفضل تعاريف العمل التشاركي (وفقًا لـ dictionary.com)، نجد الآتي: يمكن ممارسة العمل التشاركي مع زملاء العمل أو الأصدقاء القدامى أو عن بُعد مع أشخاص غرباء تمامًا، وهو يشبه الكارما في عالم العلاقات الاجتماعية والأعمال، وكلما كنت أكثر كرمًا وعطاءً مما عندك من المعارف والممتلكات، عادت عليك الفوائد أضعافًا على المدى الطويل. فوائد العمل التشاركي إذا أردنا أن نعدّد فوائد العمل التشاركي، فلا نبالغ إذا قلنا أنها فوائد غير محدودة، وذلك نظرًا للنتائج الرائعة التي يحققها. لنتخيل معًا هذه الحالة؛ افترض أنك أنشأت خط إنتاج ملابس ممتاز، ولديك صديق يمتلك متجر ملابس، وقد أعجب هذا الصديق بمنتجاتك ووافق على عرضها لديه، وهذا الصديق بدوره على علاقة جيدة مع زوج مالكة علامة تجارية شهيرة للأزياء، في هذه الحالة تتولد الفرص للحديث عن خطك لإنتاج الملابس وربما معلومات التواصل معك في المحادثات التي تدور فيما بينهم، وبذلك فإنك عرّفت منتجاتك لأشخاص أكثر أهميةً، وربما أوجدت فرصةً لطلب هذه المنتجات وإنتاجها بكميات كبيرة. وذلك يحدث كثيرًا في الحياة العملية. من فوائد العمل التشاركي أنه يزيد عدد معارفك في مجال العمل، ويجعلك على اطلاع دائم على آخر الأخبار في مجالك، ويتيح لك المزيد من الفرص، كما قد يلهمك إلى أفكار وحلول جديدة ربما تكون غافلًا عنها، ويجعل لك اسمًا معروفًا، وهو يتيح مجالًا لتبادل الخبرات ويوفر لك إمكانية الحصول على استشارة في مجال عملك ممن هم أكثر منك خبرة. يضاف إلى ذلك أن العمل التشاركي يعزز الثقة بالنفس والقدرة على التواصل مع الآخرين بكل أريحية، ولا ننسى تأثيره الإيجابي على الصحة النفسية، بالإضافة إلى فوائد أخرى لا مجال لإحصائها. بالنسبة لي، فقد لجأت إلى العمل الحر منذ بضعة شهور، وقد استفدت في هذه الفترة كثيرًا من أعمالي التشاركية (التي هي في الواقع محدودة جدًا). أشعر أنني الآن فقط أصبحت أحيط علمًا بالفوائد العظيمة للعمل التشاركي، كما أصبحت أدرك الفوائد التي عادت عليّ من العمل التشاركي سابقًا ولم أكن منتبهًا لها. على سبيل المثال أنا أعمل الآن مع موقع مشهور جدًا، وقد تمكنت من الحصول على هذه الفرصة لأنني كنت متابعًا دائمًا لمدونة أحد المشاهير حتى صرت معروفًا لدى فريق عمله. كما يعود الفضل في تغيير اتجاه عملي من العمل التقليدي إلى العمل الحر على الإنترنت لصديق آخر تعرفت عليه مؤخرًا، فقد حمسني كثيرًا للبدء بهذا الطريق، والذي أراه الآن مجزيًا جدًا. وبفضل مشاركتي المستمرة بمدونته، أصبح يعرفني ومنحني بسرور ساعة من وقته قدم لي فيها كنزًا من النصائح التي قد تتاح الفرصة لتتحول إلى مكاسب لا تقدر بثمن. التبادل قرين العمل التشاركي وصديقه المفضل يحقق العمل التشاركي أقصى فعالية عندما يكون لديك ما تقدمه للآخرين، فالعملية يجب أن تصبح تبادلية، ويجب أن تصبح أنت معطاءً إلى أبعد الحدود. لا داعِ للقلق، فليس عليك أن تكون على قدر عالٍ من الخبرة لكي تكون مفيدًا لشخص آخر ربما يفوقك خبرة في مجاله الخاص. قد يكون الأمر بسيطًا مثل إضافة تعليقات ملهِمة على مدونة أحدهم، أو تنبيهه على وجود خطأ ما من خلال إرسال رسالة، أو مجرد إرسال بريد إلكتروني يتضمن شكرًا وإطراءً على المقال الذي كتبه مؤخرًا؛ ومع الزمن ستكتشف أن بإمكانك تقديم المزيد، لكن لا بأس أن تبدأ بأمور بسيطة، ففي النهاية سيشعر الطرف الآخر أن عليه تقديم خدمة ما مقابل ما قدمت له. نصائح مهمة لعمل تشاركي مثمر النصيحة الأولى والأهم هي التعريف عن نفسك بأفضل صورة والاستعداد الدائم لتقديم نبذة عنك وعن العلامة التجارية أو الخدمة التي تقدمها، والحرص على ترك انطباع جيد لدى الآخرين. يفيد البحث عن معلومات الأشخاص المتاحة قبل التواصل معهم في معرفة الاهتمامات المشتركة والمواضيع المناسبة للنقاش وأخذ فكرة أولية عن الطرف الآخر. من المفيد أيضًا المبادرة بطرح الأسئلة وترك المجال ليتحدث الطرف الآخر والإنصات له جيدًا، فربما لديه أفكار مفيدة لك على وجه الخصوص وأنت غير مدرك لها. كما ينبغي الحرص على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والاهتمام بملفك الشخصي وتحديث معلوماتك على الدوام بآخر أعمالك وإنجازاتك لتحظى بأكبر فرص ممكنة في مجالك ولتكون محل ثقة للآخرين، يضاف إلى ذلك محاولة إضافة أصدقاء جدد على الدوام من مجال عملك، والحرص على الرد على رسائلهم أو اتصالاتهم لبناء علاقة مشتركة قوية ومنتجة، ومحاولة تقديم المساعدة عند الإمكان؛ إلى جانب عدم الملل أو اليأس من العمل التشاركي، فهو بوابتك الواسعة التي قد تفتح لك الفرص في أي وقت ممكن. كم من الوقت يستغرق هذا الأمر؟ يمكنك أن تبدأ بتخصيص خمس دقائق مبدئيًا بصورة يومية من أجل العمل التشاركي. وحتى لو لم تقتنع بعد بالفكرة، فإنك لن تضيع أكثر من 5 دقائق في اليوم، ومن المرجح أنك لن تندم على ذلك. الفكرة كالتالي: يجب أن تتواصل مع شخص جديد كل يوم بحيث يكون هذا الشخص له علاقة بأعمالك أو العلامة التجارية التي تروج لها. فمثلًا إذا كنت مصممًا جرافيكيًا فربما تختار أن تتواصل مع مصمم جرافيكي آخر أو مع مصمم ويب (بما أن هذين المجالين مكملان لبعضهما). عندما تبدأ بالحصول على الردود من جهات اتصالك الجديدة سيستغرق الأمر حينها أكثر من 5 دقائق يوميًا، لكن ذلك لن يستغرق وقتًا طويلًا مهما حصل، حيث أن 10-20 دقيقة يوميًا كافية للبقاء على تواصل مع جهات اتصالك المختلفة، وهو في النهاية وقت مفيد ولا يعدّ مهدورًا أبدًا، والأهم من ذلك أنه عندما يستغرق أكثر من 5 دقائق ستكون قد حققت منه مكسبًا أو بيعًا وستشعر بالامتنان لقضاء الوقت على هذا الأمر. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Grow Your Business With 5 Minutes A Day لصاحبه TOM EWER. اقرأ أيضًا السلامة النفسية: السر وراء فرق العمل الأكثر أداء فوائد مشاركات الموظفين في العمل وأهميتها
×
×
  • أضف...