اذهب إلى المحتوى

عمرو محمود4

الأعضاء
  • المساهمات

    17
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • عدد الأيام التي تصدر بها

    19

آخر يوم ربح فيه عمرو محمود4 هو مايو 27 2019

عمرو محمود4 حاصل على أكثر محتوى إعجابًا!

آخر الزوار

10655 زيارة للملف الشخصي

إنجازات عمرو محمود4

عضو مساهم

عضو مساهم (2/3)

142

السمعة بالموقع

  1. تقول الإحصائيات أن الرسالة البريدية الواحدة تأخذ حوالي دقيقة واحدة من انتباه قارئها، فإما أن يستمر بقراءتها والتفاعل معها، أو يتجاهلها. وفي بيئة الأعمال التي نحياها، والتي تعتمد على البريد الإلكتروني كأداة رئيسية في التواصل وإتمام الأعمال، فإن الموظف المُتوسّط يتعامل تقريبًا مع نحو 100 رسالة يوميًا ما بين إرسال واستقبال. تأخذ من وقت عمله ساعتين تقريبًا – أي نحو ربع يوم العمل– يؤدي هذه المهمة فحسب. وبمثل هذه المكانة في أعمالنا، وفي ظل الكثير من الأخطاء الواردة في استخدام البريد الإلكتروني، يجب علينا أن نكون أكثر حرصًا في كتابة مثل هذه الرسائل، بل وتجاوزها إلى الرسائل التي تحقق أعلى نسبة تحويل Conversion Rate وتُحصد على أثرها النتائج المرجوة. بناءً على الإحصائية السّابقة، وبحسبة بسيطة ستستنتج أن كل رسالة تأخذ دقيقة واحدة من وقتك تقريبًا، وذلك يجب أن يكون حتى لا يضيع يومك كله في قراءة رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها. يجب أن يكون لديك استراتيجية واضحة احترافية للتعامل مع الرسائل بشكل سريع، وبأقل نسبة خطأ. لحسن الحظ فإنه وباستخدام استراتيجيات بسيطة للغاية – التالي ذكرها– ومع القليل من التدريب والممارسة، يمكنك الوصول إلى هذه المرحلة في وقت قصير. أولاً: حدد الهدف من الرسالةقبل أن تكتب كلمة واحدة في رسالتك يجب أن تتريث قليلًا، وتفكر في إجابة سؤال واحد فقط: ما هو الهدف من هذه الرسالة؟ في بعض الأحيان لا يكون هناك داع للرد في الوقت الراهن على رسالة معينة. في أحيان أخرى ربما تحوي الرسالة الكثير من الطلبات للمستلم ومن ثم يقوم بتعطيل عملية الرد حتى تنتهي كل هذه المهام، ويسبب هذا الكثير من الإزعاج لك. قبل أن تبدأ في كتابة الرسالة، يجب أن تجيب على الأسئلة التالية: لماذا ستقوم بإرسال هذه الرسالة؟ وعليه ستحدد مقدار الضرورة.لمن ستقوم بإرسالها؟ لتحديد شخصية المستلم الصحيحة.ما هو نداء الإجراء المتوقع؟ يجب أن يكون إجراءً واحدًا فقط، مكتوبًا بوضوح شديد.ثانيًا: فكر بمن يستقبل الرسالةيحدث سوء فهم تلقائي لدى الكثير من البشر جراء التعامل لفترة طويلة مع أجهزة الكمبيوتر، وهي أنهم يظنون أنهم يتواصلون مع أجهزة كمبيوتر. انظر إلى الجانب الآخر من المشهد. هناك إنسان آخر يجلس في مكان ما من العالم – مثلك تمامًا– على جهاز كمبيوتر، يقوم بالرد عليك وعلى عشرات الرسائل الأخرى. هذا الإنسان – مثلك تمامًا– لديه أسرة، أصدقاء، عائلة، هوايات، مشاكل يكافح لحلها، أحلام يسعى لتحقيقها، لحظات سعادة يستمتع بها. ضع في ذهنك أنك تتعامل مع بشر، مع إنسان يحتاج إلى أن يشعر بتقدير الناس لكونه مشغولًا، وأنه يستقبل الكثير من الرسائل على البريد الإلكتروني يوميًا، وأنه مضطر إلى التعامل مع تلك الرسائل طِبقًا لأولويات محددة. كل هذه المشاعر تستطيع نقلها إلى الكلمات التي تضعها في رسائلك، وفي نفس الوقت سيستقبلها الشخص الآخر ويدركها تمامًا، ويدرك ما تحاول فعله معه، ويُقدِّر لك هذا الأمر، ويعطيك مكانة خاصة بين العشرات ممن يرسلون له الرسائل بشكل يومي. ثالثًا: كيف تجعل المستلم يفتح رسالتكاسمك وعنوان الرسالة هما ما يظهر للمرسل إليه قبل أن يفتح الرسالة. إذا كنت شخصًا ذا سلطة ومكانة في الشركة، فغالبًا ما يكفي اسمك لتُفتح رسالتك، ولكنها استراتيجية قديمة للغاية أن تعتمد على منصبك وحده لتُفتح رسائلك. ثم ما هو الإجراء المُتَّبَع في حالة ما إن لتكن لديك هذه الصفة؟ ليس الجميع في موطن سلطة بالتأكيد. مسألة كتابة عنوان رسالة متميز ليست مسألة يسيرة، فقد أنفق فيها مسوقون كبار الكثير من الوقت والمال حتى يصلوا إلى نتائج مؤكدة، وكتبوا في هذا العلم عشرات الكتب، فهم يُعدّون رسالة واحدة ليتم إرسالها إلى قائمة تحوي آلاف المشتركين. حسنًا. أنت لست في حاجة إلى ذلك، فأنت ترسل رسالتك إلى شخص واحد فقط، تعلم عنه أكثر مما يعلم مدير القائمة البريدية عن مشتركي قائمته. لذلك إذا استعنت بنصائح أولئك الخبراء، فحتمًا ستكون النتيجة أكثر من جيدة. من النصائح المتعلقة بصياغة العنوان التي تدفع قارئ الرسالة إلى فتحها: 1. أن تكون رسالتك ذات صلةعنوان الرسالة سيحظى بلفت انتباه المستلم إذا كان مرتبطًا بأمور هي من صميم اختصاصه بالفعل، أو يجب عليه متابعتها بنحو أو بآخر. ما هو الشيء الذي يدفع المستلم إلى فتح رسالتك؟ شيء مثل مشروع مشترك، شيء متعلق بنظام العمل وتحديثاته، شيء يمثل حدوثه آثار معينة على المشروع الذي يعمل به المستلم، أن يكون هناك تعارف متبادل فيما بينكما، أو أي شيء آخر يحمل الصفات السابقة. 2. أن تعده رسالتك بأنها لن تأخذ الكثير من وقتهالناس تُقدّر من يراعي إلى أي مدى هم مشغولون، وأنهم مرتبطون بنظام أولويات معين. هذه الارتباطات قد تدفعه إلى تجاهل رسالتك. في هذه الحالة ضع في عنوان الرسالة جملة على غرار "سؤال سريع بخصوص مشروع "، "أمر عاجل بخصوص مشروع" أو "أحتاج إجابة سريعة (نعم أو لا) بخصوص .." مثل هذه الرسالة لن تأخذ في الرد عليها أكثر من ثوانٍ معدودة، وغالبًا سيقوم بالرد عليها. 3. أن تضيف إليه شيئًا جديدًا ذا قيمةوهي أن تربط هذه الرسالة بمعلومة جديدة عن مشروع يخصه، أو يتابعه. عنوان الرسالة في هذه الحالة من الممكن أن يكون شيء مثل "تحديثات مشروع "، "آخر الأخبار بخصوص.." أو "هل علمت بأحدث تطورات مشروع.." هذه الرسالة حتمًا ستُفتح، وسيُقرأ كل حرف كُتب فيها. بشرط أن يكون في الأمر جديد بالنسبة له بالفعل. النصيحة الأخيرة، هي حذارِ أن تخدعه بعنوان لا يعبر عن مضمون الرسالة، ففي هذه الحالة سيفقد الثقة فيك، وسيهمل التعامل مع رسائلك بشكل كبير. رابعًا: المشاعر الإيجابية عنصر أساسي في الرسالةالإيجابية والمشاعر الطيبة كالعدوى حتى ونحن نستخدم البريد الإلكتروني. فإذا أردت المزيد من التفاعل معك، تستطيع اتباع بعض من تلك الحيل لكسب ود المستلم في وقت قصير. 1. ابدأ الرسالة بذكر اسمهيقول ديل كارنيجي: أن تجعل الرسالة خالية من إشارة إلى اسم الشخص، يصنع نوع من البرودة في جو الرسالة. أما إذا قمت باستخدام اسمه بالشكل المحبب إليه، فقد خطوت شوطًا واسعًا في التقرّب إليه. 2. قدم المجاملات بصدق وسخاءالمجاملة هي الجملة التي لن تُنقص منك شيئًا، ولكن ستعطي من تخاطبه الكثير. لستُ أدعوك إلى النفاق، أو اختلاق المجاملات السطحية، فسوف ينكشف أمرك على الفور. ولكن ما المانع في أن تكتشف شيئًا إيجابيّا واحدًا في شخصية المستلم، وتمدحه فيه بدون مبالغة؟ لهذه الخطوة البسيطة مفعول السحر. 3. قل شكرًا حينما يتطلب الأمر ذلكالبعض حينما يغلب عليه الانشغال، ينسى قواعد الذوق الأولية، ليس فظاظة منه ولكنه طبيعة العصر الذي نحياه، والذي تغلب عليه السرعة. كلمة "شكرًا Thanks" لن يأخذ وقت كتابتها على لوحة المفاتيح أكثر من ثانيتين، ولكنها تبث الكثير من الارتياح في نفس من يستقبلها. احرص على قول "شكرًا" بصدق لكل من قدم لك المساعدة، ولو بشكل بسيط. خامسًا: اجعل الرسالة قصيرة بقدر الإمكانيجب أن تكون رسالتك قصيرة، فإذا كانت طويلة لضرورة ما، حاول اختصارها بسرد قصير، فإذا كان السرد لزامًا طويلاً، استغن عن سرد الموضوع بوضع روابط خارجية، فربما يكون المستلم على دراية بما تود إبلاغه به، أو أنه يريد استنباط مجمل الرسالة على عُجالة. شخصيًا أفضل نمط وضع فقرة مختصرة في بداية الرسالة تحكي ما بها إجمالاً، فإذا أحب قارئ الرسالة المزيد، فعليه بالاستمرار في القراءة. سادسًا: ضع نداء الإجراء Call-To-Actionلا أدري لماذا يخجل الناس من عرض نداء الإجراء، نداء الإجراء Call-To-Action يقع عاتقه عليك بصورة أساسية، فأنت من بدأت بإرسال الرسالة، وحددت غرض الإرسال، والرسالة مرسلة لشخص معين، بشكل واضح، فلِمَ لَمْ تكتب ما تريده إجراؤه بشكل واضح؟ الأفضل لك أن تفترض أن المستلم لا يعلم ما هي الخطوة التالية، لذا يتوجب عليك إبلاغه بها بشكل واضح. نداء الإجراء الفعَّال في الرسائل البريدية يتكون من 5 عناصر: الإجراء Action: اكتبه بشكل واضح وصريح.المُنَفِّذ Actor: هو الشخص الذي يقوم بهذا الإجراء. إذا كان المستلم هو ذلك الشخص، اجعل الأمر مباشرًا وواضحًا بالنسبة له.المرجعية Accountability: من هو الشخص الذي يجب الرجوع إليه حال إتمام المهمة/الإجراء.الميعاد النهائي Deadline: ما هو آخر موعد لإتمام هذا العمل.المحفز Sweetener: ما هو العائد الذي سيحصل عليه المستلم حال قيامه بهذه المهمة. (حتى ولو كان الشكر والعرفان بالجميل).سابعًا: راجعها قراءة قبل الإرسال (هام جدًا جدًا)هب أنك انتهيت من رسالتك وأرسلتها بدون مراجعة، وكان بها بعض الأخطاء الإملائية، النحوية، أو الصياغية. تُرى ما الذي سيدور بذهن المستلم حينما يقرأها ويجد بها تلك الأخطاء؟ ربما يقول لنفسه على سبيل المثال: "هذا شخص غير دقيق في عمله" "هذا شخص كسول ومهمل، لا يكلف نفسه دقيقة لمراجعة رسالته قبل الإرسال. تُرى ماذا يفعل في بقية الصفقة؟" "هذا الشخص لا يعطيني قدري من الاهتمام والأهمية. كان من المفترض أن يراجع الرسالة" هل تحب أن يحمل العميل عنك هذا الانطباع؟ بالتأكيد لا. هذا بالإضافة إلى أن مراجعة الرسالة لن تكلفك أكثر من دقيقة أو اثنتين في أغلب الأحوال. اجعل الأمر بسيطًا، ولا تتعجل في النقر على زر الإرسال Send قبل أن تعطي نفسك وقتًا كافيًا لقراءتها ومراجعتها لتكون على أفضل شكل ممكن. على الرغم من بساطة الخطوات الموضحة بأعلى، إلا أنك ستلمس نتائجها فور تطبيقها. إن لم تكن قد اختبرت هذه الخطوات في عملك بعد، اختر أقرب الرسائل التي أرسلتها لعميل لديك أو زميل في العمل، وقم بفلترتها بالخطوات السابقة، ثم أعد إرسالها إلى نفس العميل أو العميل التالي ولاحظ الفارق. من ناحية أخرى، هل قمت بتطبيق كل أو بعض من هذه الخطوات في إعداد رسائلك البريدية لعملائك أو زملاء العمل؟ أخبرنا بالنتائج في التعليقات.
  2. لا يخلو الإنترنت من المقالات التي تتحدّث عن مشكلة ضياع الأفكار أو غور أفكار الكاتب. تستطيع اعتبارها الترجمة المتواضعة لحالة الـ Writer's Block وهي تعني باللفظ عدم قدرة الكاتب على العثور على أفكار تصلح لصياغتها في تدوينات/مقالات. ككاتب مُستقل ليس لدي وقت للـ Writer's Block. فالناس تدفع لي مقابل الكتابة، لذلك أنا بحاجة إلى الوفاء بكل التزاماتي التي قطعتها مع عملائي حتى أستطيع الاستمرار في هذه المهنة. لن أكذب وأقول بأن الكتابة عملية سهلة، وأن الكلمات تأتي سريعًا، أو أن أيامي في الكتابة يُشبه بعضها بعضًا، لأنها ليست كذلك بالفعل. ولكن الثابت الآن هو أنني لديّ عمل لإنجازه، وكتابة محتوى جديد متجدد باستمرار يعتبر جزءًا كبيرًا من هذا العمل. كي تستطيع إنجاز مهام التدوين التي توكل إليك كل يوم، أحضرت لك الوصفة الخاصة بي في العمل – وهي مكونة من 6 خطوات– كي تضمن عدم انقطاع مشاريع الكتابة التي تحصل عليها، وورودها بشكل مُستمر: الخطوة الأولى: العصف الذهني، ثم العصف الذهني بالإضافة إلى العصف الذهني لقد جربت كل شيء تقريبًا لتوليد الأفكار، بداية من التشديد على تخصيص نصف ساعة يوميًا للعصف الذهني، لجلب أفكار تدوينات (وهي لم تعمل معي بالمناسبة)، حتى الاحتفاظ بجدول Excel أو حتى ملف على مستندات Google Docs مملوء بالأفكار، ثم إماطة اللثام عن إحدى الأفكار الرائعة لإخراجها والعمل عليها في منتصف الليل. ومع ذلك، فبالنسبة لي لا يوجد نظام مثالي للعصف الذهني Brainstorming. ولكن الأكثر أهمية من ذلك هو أنني دومًا أضع في اعتباري من أكتب لهم، وأحتفظ دائًما بخط إمداد دائم من الأفكار الجاهزة أعرضها عليهم لسد احتياجاتهم. تستطيع فعل ذلك على نحو منتظم (يومي، أسبوعي، أو حتى شهري)، أو حينما يسمح مزاجك بهذا. قبل كل شيء، داوم على توليد المزيد من الأفكار الجديدة، والعثور على مكان لنشرها فيه. الخطوة الثانية: دع الفكرة تنمو من النادر بالنسبة لي أن آتي بفكرة جديدة، ثم أجلس وأكتبها على الفور. هو شيء ممكن لكنّه نادر الحدوث معي، حيث أنّها ليست الطّريقة التي أعمل بها عادة. بدلاً من ذلك أقوم بفتح جدول الإكسل أو صفحة Google Doc وأجد العنوان والوصف الذي تم سبق لك كتابته، فلقد توصّلت إلى أن عقلي يعمل بأحسن حالاته حينما أقوم بالعمل على تدوينة تركت فكرتها تتخمّر في رأسي لأيّام، خاصة مع العملاء الجدد. عقلي يعمل – نوعًا ما– في الخلفية بشكل لاشعوري، ومن ثم سأقوم على أثره بتكوين أفكار مختلفة، خطوط عريضة، عناوين رئيسية، ...ألخ. هذا يعمل بشكل جيد حينما يأتي وقت الكتابة، حيث يدرك عقلي أي وجهة نظر تلك التي أريد عرضها في قطعة المحتوى التي أعتزم كتابتها، ثم تقوم أصابعي على لوحة المفاتيح بترجمة هذه الأفكار إلى كلمات جذابة. الخطوة الثالثة: ضع مخططًا لكل تدوينة كما أشرتُ من قبل، من الشائع بالنسبة لي أن أستخدم ملفًا على مستندات جوجل Google Doc لكل قطعة منفصلة من المحتوى، وأقوم بوضع الملاحظات التي أعثر عليها من خلال المصادر والأفكار التي أقوم باستخلاصها لأجل تلك القطعة. حتى ولو كنت أكتب التدوينة في المكان النهائي المخصص لها – لوحة التحكم Dashboard في مدونة الوردبريس– إلّا أنني أشرع في تخطيطها أوّلا على Google Docs. لقد كتبت هذه التدوينة بالكامل بهذه الطريقة. إن لم تكن مستخدمًا مُنتظمًا لمستندات جوجل، فهناك أمر قد يزعجك، وهو أن التنسيق غالبًا ما يُفقد حال النسخ من مستندات جوجل Google Docs واللصق في لوحة التحكم في مدونة الوردبريس Wordpress. هي ليست مشكلة كبيرة في الواقع، فعادة تتم إضافة مسافات بين الفقرات، ولسبب ما يتم جعل الفقرة الأخيرة سميكة Bold، حيث أقوم في النهاية بالذهاب إليها وإصلاحها. بغض النظر عن المكان الذي أكتب فيه التدوينة، فأن يكون لديك مكان مخصص تضع فيه ملاحظاتك وما يُستجد في ذهنك من أفكار بشأن موضوع مُعيّن، تُعد لتصبح مشروع تدوينة، فهذا أمر مفيد للغاية. جعلني هذا الأمر منظمًا إلى أبعد الحدود، وأن أقوم باستمرار بدعم تلك التدوينة بالكثير من الأفكار والإضافات الثرية. الخطوة الرابعة: ابدأ بالكتابة وأخيرًا، جاء الوقت الذي تجلس فيه على مقعدك أمام شاشة حاسوبك لتجمع قطع الأحجية في شكل مفهوم. إذا استطعت اتباع الخطوات الموضحة بالأعلى، سيكون من المستحيل بالنسبة لي أن أجلس محدقًا في شاشة الحاسوب أعاني من حالة Writer's Block. إن لم أكن حقًا في مزاج يسمح لي بالكتابة، أحيانًا أنتظر حتى اليوم التالي لتحسن حالتي المزاجية. منذ أن أعتدت أن أعطي نفسي متسعًا من الوقت للكتابة قبل المواعيد النهائية لتسليم عملي، فأنا عادة لا أشعر بالكثير من الضغط للكتابة حينما لا أشعر برغبة في ذلك. على سبيل المثال، إن لم أنم في الليلة السابقة بشكل كاف، وكان عقلي يعلوه الضباب بعض الشيء، فأنا أقوم – بدلاً من ذلك– أحيانًا بعمل بعض المهام الأخرى التي لا تتطلب الكثير من التركيز في هذا اليوم. أو في بعض الأحيان الأخرى، يتطلب مني الأمر فقط الانغماس في الكتابة لبضع دقائق حتى أستعيد مزاج الكتابة المعتاد وأمارس عملي. كل يوم مختلف عن اليوم الذي قبله، ولم يُخلق أي منهم ليكون مشابهًا للآخر، ومنذ أن كنت أنا رئيس نفسي، بدون ضغط خارجي من رئيس عمل رقيب، فأنا أترك عملي وألهو مع مزاجي، بدلاً من إجبار نفسي على عمل لن أستطيع تأديته بشكل جيد بهذا المزاج. الخطوة الخامسة: راجع، عدّل، نقّح ربما تكون هذه عادة سيئة بالنسبة لي، ولكن من الشائع كذلك بالنسبة لي أن أعيد مراجعة كل تدوينة مرات عديدة. الطبيعي أن تقوم بمراجعة المقال مرة واحدة، وهي كافية نوعًا ما، ولكن حينما تكون أنت الكاتب – وليس شخصًا آخر– فمن الطبيعي أن عقلك لن يغفل عن كثير من الأشياء التي غفل عنها في المرة الأولى، ومن ثم من المفضل مراجعة نفس المقال مرة ومرات. ولهذا تكون المراجعة عدة مرات مفيدة. بل إنني أيضًا أقرأ المقال بصوت مرتفع إذا احتجت أن أكون أكثر اجتهادًا (خاصة إذا كان هذا هو المقال الأول لعميل جديد لديّ)، أو إذا كان عقلي مشوشًا بعض الشيء. إذا كنت حديث عهد بمهنتنا، أو تعمل بها بشكل موسمي، فإن قراءة عملك بصوت عال يعتبر تدريبًا جيّدًا لتندمج به. بهذه الطريقة سيكون من السهل للغاية تصحيح أي أخطاء شائعة قد تكون ارتكبتها وأنت لا تدري. الخطوة السادسة: وأخيرًا ... التوصيل أخيرًا! إنه الوقت الذي تنتظره لتقوم بتوصيل تلك القطعة من المحتوى إلى العميل. هذا أفضل جزء على الإطلاق بالنسبة لك، أليس كذلك؟ يوم الدفع أصبح قاب قوسين أو أدنى. كما أشرتُ سابقًا، كما أن العملاء مختلفون فهم كذلك يريدون توصيل المقالات/التدوينات لهم بطرق مختلفة. معظم عملائي يعطوني حسابات لتسجيل الدخول ونشر التدوينات، ومن ثم أختصر على نفسي الكثير من الوقت، وأقوم بحفظ التدوينة كنسخة مسودة Draft على لوحة التحكم الخاصة بي في الوردبريس، ثم أقوم بإرسال رسالة بريدية له أخبره فيها أن العمل قد تم. لبعض العملاء الآخرين، أقوم بإرسال العمل عبر مستندات جوجل Google Docs، بتحويلهم إلى مستندات ببرنامج ميكروسوفت ورد Word، وفي بعض الأحيان عبر ملف نصي عادي للغاية Test file. الشيء الهام الذي لا يجب أن تنساه خاصة إذا كُنت تتعامل مع الكثير من العملاء (خاصة أولئك الذين بدأت العمل معهم للتو) هي الطريقة التي يفضل بها هذا كل عميل توصيل العمل له. أنا أحتفظ بملف خاص لكل عميل من عملائي، به المعايير والسمات والإرشادات التي يحب تطبيقها في عمله. وسواء كنت جمعت هذه السمات التي يرغبون في تنفيذها في أعمالهم منهم بشكل مباشر، أو تلك التي جمعتها من النسخ واللصق عبر تبادل الرسائل البريدية فيما بيننا عما هو مهم بالنسبة لهم، فهذه السمات هي المفتاح الذي يساعدني على فهم كل عميل بشكل دقيق. وكما قلت من قبل، أن عملي هو جعل حياة عملائي أسهل بقدر الإمكان. في الختام كل كاتب لديه الوصفة الخاصة به كي يحتفظ بعقوده مع عملائه مستمرة لا تتوقف، ويتم تسليمها في الوقت المحدد. الوصفة الموضحة بأعلى بخطواتها الـ 6، هي الوصفة التي أفلحت معي، وقد تم تطويرها على مدار العام الماضي أو نحو ذلك. البدء بالعصف الذهني هو السر. أنت في حاجة إلى إخراج زحام الأفكار من رأسك أولاً، ثم تنقيح تلك الأفكار واختيار الأنسب منها. الخطوة التالية أن تقوم بالعمل على الأفكار المنتقاة ليوم أو يومين – إن استطعت– ثم قم بالتخطيط لكل تدوينة بإضافة الملاحظات التي ترد من المصادر والأفكار الإضافية المساندة، قبل أن تجلس وتبدأ الكتابة. بهذه الطريقة حينما تقوم بالتخطيط لميعاد تبدأ بالكتابة فيه، سيكون لديك القدرة على الغوص بشكل صحيح في أعماق الموضوع الذي تنوي كتابته، والخروج بأفضل قطعة محتوى في وقت قياسي. ويجب أن تكون بجودة مرتفعة كذلك. تذكر أن تقوم بالمراجعة مرات عديدة، وتلتزم بالمعايير القياسية التي يفرضها عليك عملائك، أو تلك التي استخلصتها من خلال تعاملك معهم، إن لم يصرحوا بها، قبل أن تقوم بإرسال عملك إليهم في النهاية. في الختام، قم بإرسال عملك إلى العميل بابتسامة ثقة، حيث تدرك لحظتها أنك قد بذلت ما في وسعك لإخراج هذا العمل على أفضل صورة ممكنة. ياله من إحساس رائع! هل تبدو المنهجية التي تعمل بها مع عملائك مختلفة عن خاصتي؟ كيف ذلك؟ وأين الاختلاف؟ ترجمة -وبتصرّف- للمقال: 6Steps to Keep Your Freelance Writing Assignments Flowing (And on Time.
  3. حينما يضع رائد الأعمال الشاب خطة نجاحه في مشروعه أول مرة، يرسمها كخطة وردية رومانسية مفروشة بالورود واللحظات الممتعة الجميلة. غير أن هذه الأحلام بعيدة تمامًا عن أرض الواقع، لما سيلمسه الحالم الصغير من عقبات ومفاجآت قد لا يكون أعد لها العدة مسبقًا. طبقًا لموقع Statistic Brain فإن أغلب المشاريع الناشئة معرضة للفشل في البدايات، بنسبة تتراوح من 37 و58%، تزداد مع مُضِي الأعوام على اختلاف طبيعة الصناعة. هذا المقال يلقي الضوء على أكثر 19 خطأ انتشارًا في عالم ريادة الأعمال، يُنصح بتجنبها حال البدء، مع بعض النصائح البسيطة عن كيفية تجاوز تلك الأخطاء، أو معالجتها إن وقعت. 1. تجاهل تقديم جودة مرتفعة أو قيمة استثنائيةانتشر مفهوم سلبي اعتنقه الكثير من رواد الأعمال الجدد، خاصة أولئك الذين يعملون على الأفكار المنسوخة، وهو أنه يجب أن مستوى الجودة في منتجك/خدمتك يجب أن يوازي مستوى جودة المنافس. للأسف هذا المفهوم لم يفكر أحد في تجاوزه إلا القليل، وبامتيازات بسيطة. . أنا بالطبع لا أرفض نسخ وتكرار تنفيذ نفس الأفكار في مشاريع مختلفة – كما سيتضح في البند رقم 16 – ولكن أرفض الركون إلى مستوى مقارب من الجودة. ما الذي يرغب فيه العملاء؟ جودة مرتفعة بسعر تنافسي .. أعلم أن هذه المعادلة صعبة في ظل تلك المنافسة المشتعلة، ولكن البحث والتفكير والتركيز، مع جلسات العصف الذهني Brain Storming مع فريق العمل، كل هذا سيساعدك على الوصول إلى ميزة تنافسية تكون لديك وليست عند منافسيك. حينما قام ستيف جوبز بإطلاق هاتف iPhone أول مرة كان يُقدم ميزة تنافسية استثنائية، لم يسبقه فيها أحد. كان يقدم الهاتف المحمول الذي اعتدت عليه بشكل جديد، وإمكانيات استثنائية. فما هي القيمة الاستثنائية التي تستطيع تقديمها لعملائك بشكل استثنائي؟ الآن دورك. 2. تأخير البدء خوفًا من الفشلالقضية مع الفشل ليست في الفشل في حد ذاته، ولكن في تصورنا ومنظورنا نحن للفشل. حينما تنظر إلى الفشل على أنه نهاية أحلامك، فمن الطبيعي أن تقع عند أول عثرة، وقد لا تستطيع النهوض بعدها أبدًا وأنت تفكر بهذه العقلية. ولكن إذا تعاملت مع الفشل على أنه إحدى الخطوات المطلوبة للنجاح – وهو كذلك بالفعل – فحينها لن تعيره بالاً، وستتطور عقليتك في التعامل معه والتغلب عليه. حتى اللفظ يجب أن تمحوه تمامًا من ذهنك. كلمات مثل "فشل" أو "مشكلة" يجب أن تُستبدل بكلمات مُحَفِّزَة مثل "عقبة"، "تحدي"، "فرصة"، "تجربة"، "خبرة جديدة" وغيرها من الكلمات الجذابة. كان الناس يسخرون من توماس إديسون Thomas Edison لإصراره الشديد على المحاولة في رحلة اختراع المصباح الكهربي، وعايره الكثيرون بأنه فشل في 10,000 تجربة في الوصول إليه. فكان يرد بقوله "لم أفشل، ولكني اكتشفت 10,000 طريقة لا تصلح لعمل المصباح الكهربي". يدعوك مايكل بلومبرج Michael Bloomberg إلى الفشل سريعًا حتى تستطيع البدء سريعًا مرة أخرى، قائلًا "افشل سريعًا، حاول ثانية". من الطبيعي أن تقابلك عقبات. لا يوجد شيء مثالي، لا يوجد توقيت مثالي، لا يوجد مشروع مثالي من كل جوانبه كافة. الشركات الكبرى التي تراها الآن في السوق – سواء في صناعتك أو خارجها – لم تصبح على هذه الشاكلة إلا بعد الكثير من العثرات (لاحظ، قلت "عثرات" ولم أقل "فشل") وبالمثل لن ترى شركتك النور، ولن يعرفها الناس إلا إذا تعرضت لبعض العثرات التي تُظهر معدنها الحقيقي في الجودة والثبات. 3. دراسة السوق بشكل خيالي وليس واقعيًابعض رواد الأعمال يظن أن الناس تحتاج إلى ما يُقدّم من سلعة/خدمة، لأنه فقط يظن ذلك. ومنذ متى كانت الأعمال تُبنى على الظنون؟ يجب أن يكون لديك دراسة واعية واقعية للسوق مبنية على احتياجات العملاء الفعلية، وحجم هذه الاحتياجات، ومدى تناسبها مع حجم الشركة الناشئة Startup التي تنوي إطلاقها. من الخطأ اختيار مجال مُهَمَّش من السوق والبدء برأس مال ضخم بناءًا على الظنون. وكذلك من الخطأ اختيار مجال المنافسة فيه مشتعلة، فتُأكل من قِبل العمالقة الكبار، ولا يطول لك مقام في سوق صناعتك. اِلق ظنونك خلف ظهرك، واستعن بشركات الأبحاث التسويقية Marketing Research، أو قم بعمل دراسات ميدانية بنفسك، أو قم باستقصاء عملائك Survey، ومعرفة احتياجاتهم، وتقديم منتجك/خدمتك بناءًا على تلك الاحتياجات. 4. سوء اختيار المكانعلى الرغم من انتقال الكثير من الأعمال الآن إلى الفضاء الإلكتروني إلا أن مسألة اختيار المكان تظل في المقدمة. حينما تم إصدار هاتف iPhone 6 Plus من آبل، جاء حجمه مفاجأة للجميع، إذ يقترب حجمه من إصدار سامسونج Galaxy Note من الهواتف كبيرة الحجم. إلى هنا، ولا بأس. غير أن حجم الهاتف الكبير لن يكون مناسبًا لجيب المستخدمين الصغير. قام أحد الخياطين المحترفين بعمل فكرة إبداعية. أخذ ماكينة خياطته في عربة صغيرة مكشوفة، وذهب للوقوف بها أمام أحد مراكز توزيع آبل، في ظل الطلب والزحام على هاتف iPhone 6 plus، وعرض على المستخدمين عرضًا غريبًا. طلب من كل واحد منهم على حدى أن يسمح له بإعادة تصميم جيب سرواله (البنطلون) ليتناسب مع حجم الهاتف الجديد. شاهد الفيديو. هذا ما أسميه: اختيار عبقري للمكان مع التوقيت. فإذا قمت بترجمة هذا المشهد في عملك، فهو يعني أن تختار المكان الذي يناسب مشروعك من حيث حجم المرور Traffic والظهور الذي سيحظى به هذا المشروع أمام الناس، وأن تقدم حل استثنائي يلفت انتباه أولئك الزوار، ويدفعهم إلى الاقتراب منك أكثر، وتجربة ما تقدم. 5. أن يكون للشركة مؤسس واحدهل مازلت تعتنق النموذج الكلاسيكي في إنشاء وإطلاق الشركات؟ هل مازلت تحب نموذج الرجل الأوحد The One Man Show؟ بول جراهام Paul Graham يرى أن من الأخطاء الفادحة في نشأة وإطلاق الشركات أن يكون لها مؤسس واحد، ويعلل ذلك بأنه يجب أن يكون معك شريك تتحدث معه بخصوص مستقبل الشركة، تعالج معه لحظات الفشل والإحباط، يساعدك في اتخاذ القرارات الصائبة، يثنيك عن القرارات الخاطئة، يعطيك المزيد من الأفكار. ويثني كذلك على فكرة أن يكون شركاؤك من أصدقائك المقربين الذين تخشى عليهم مثلما تخشى على نفسك. (انتهى كلام بول جراهام) طبعا ليس هو وحده من تحدث عن أهمية الشركاء الأصدقاء في إطلاق الشركات. إذا تأملت نشأة شركات مثل جوجل Google، يوتيوب YouTube، ميكروسوفت Microsoft، آبل Apple، تويتر Twitter، سكايب Skype، إنتل Intel، وغيرهم، ستجد أن من ضمن عوامل نجاحها هو أن الشركة كان لها أكثر من مؤسس(غالبيتهم أصدقاء بالمناسبة). حتى الشركات التي تبدو في ظاهرها بمؤسس واحد – مثل أوراكل Oracle – فقد تحولت بالفعل ليكون لها المزيد من المشاركين في صنع القرار الآن. بالطبع، مسألة وجود شريك مؤسس واحد فقط للشركة ليس عيبًا في حد ذاته، ولا يشكل مشكلًا بشكل دائم، فهناك شركات كانت بدايتها بمؤسس واحد مثل أمازون Amazon، ودل DELL، ولكن مازال الاتجاه الأكثر صحة في هذه المسألة يُفضل أن يكون للشركة أكثر من مؤسس. 6. سوء التعامل مع الإطلاق Launchلا الإطلاق المبكر جدًا مطلوب، ولا الإطلاق المؤجل كذلك. في جانب الإطلاق Launch المبكر جدًا، ترى رائد الأعمال شديد التعجل لإنشاء شركته، وخروجها إلى النور. هذا شيء رائع، ولكن الإطلاق وأنت غير مستعد، ربما يؤدي إلى خروجك من السوق مبكرًا كذلك، بل وربما سوء سمعة علامتك التجارية، كعلامة غير مسئولة. شرع أحد أصدقائي في تأسيس مشروع مخبز، وكان شديد التعجل للإطلاق، فلم يُعد العدة لإطلاق بهذا الحجم. جاء الإطلاق جيدًا وحصد معه الكثير من المبيعات، ولكن بعدها بأقل من أسبوع أغلق المكان لعطب في الفرن. فقام بالاستغناء عن الفرن القديم واشترى آخر ولكن مستعمل، وقام بعمل إطلاق جديد. ولكن – لأنه كان متعجلًا في الإطلاق كذلك – لم يجر تجارب كافية على الفرن المستعمل، فتعطل منه بعد الإطلاق الثاني. وهو الآن يشرع في التأسيس لإطلاق ثالث. بين هذه الوقفات المؤسفة للمشروع، حتمًا سيحدث فقد للكثير من العملاء والثقة والسمعة. لذلك فإنه من المفضل أن تقوم بعمل التجارب الكافية قبل الإطلاق، حتى لا تتعرض لعواقب التوقف المفاجيء بعد الإطلاق. أما في جانب الإطلاق المؤجل، فهو ينشأ من المبالغة الشديدة في طلب الكمال Perfectionist. لا يوجد شيء بلا أخطاء، ولا يوجد كيان بلا عيوب. هذا أمر طبيعي. ولكن ما هو غير طبيعي أن تقوم بتأجيل إطلاق شركتك، وبدء رحلة نجاحك لأجل عدة عناصر ليس لها تأثير حقيقي على نجاح الشركة. على سبيل المثال، إذا كانت طبيعة أتمتة Automation مشروعك متعلقة بالإنترنت، فمن المبالغة تأجيل إطلاق الشركة لأجل توافر مكان أنيق ومُجَهَّز للموظفين. العملاء لن يروا الموظفين في الأساس، فضلا عن رؤيتهم للشركة. اصنع نوعًا من التوازن ما بين الإطلاق المبكر، والإطلاق المؤجل لمشروعك، حتى تصل إلى التوقيت الأنسب فيما بينهما. 7. تجاهل الاهتمام بتأسيس وتنمية علامة تجارية مميزةهذا العنصر يُلقي الضوء على مقدار الطموح المتعلق بالعلامة التجارية، وهل المشروع لأجل الربح المادي فقط، أم لأجل ترك بصمة في حياة الناس. عنصر القيمة لا يجب أن يكون محل نقاش لديك، والقيمة التي تقدمها للناس – وحدها – كفيلة بأن تصنع علامة تجارية مميزة مع الوقت. كل من درس علوم المحاسبة يعلم أن هناك بند مميز في الميزانية اسمه "الشهرة". بند "الشهرة" في الميزانية بند معنوي – غير حقيقي – ولكن يتم إعطاء قيمة نقدية حقيقية له أسفل رأس المال، وحينما يتم بيع الشركة يتم دفع مبلغ كبير في بند "الشهرة" وحده، قد يعادل – أحيانًا – قيمة الشركة ككل، أو يزيد. 8. التعامل السيء مع المالالكثير من الناس يُهمل علوم المال ونواحي الإدارة المالية، وكأنه أمر مُسَلَّم به، على الرغم من أن المال أحد الأغراض الأساسية لفكرة أي مشروع. للأسف، سجلت الإحصائيات الكثير من الأرقام السيئة عن التعامل الشخصي مع المال وسوء إدارته، ولكن على مستوى المشاريع قد يؤدي ذلك إلى كوارث، ليس أكبرها فشل المشروع ككل. المعادلة الأساسية التي يجب أن تعتمدها في التعامل مع المال تكون على النحو التالي: الأرباح = رأس المال – [التكاليف + المصروفات] كلما قلّت التكاليف والمصروفات، زادت الأرباح، والعكس صحيح. أما في قطاع المشاريع الناشئة فهناك 4 أخطاء أساسية في التعامل مع المال يجب أن تحذرها: جمع القليل جدًا من المال: وهو لا يمثل تعطل إطلاق المشروع فقط، ولكن إطلاق المشروع وتعثره أو فشله في بعض الأحيان. يجب أن تكون واعيًا بشأن جمع مبلغ كاف من المال، ثم تضيف إليه نسبة مخاطرة معقولة (من 20 – 40% من إجمالي المبلغ المستثمر) حتى يمكنك الإنفاق بشكل آمن.جمع الكثير جدًا من المال: أمر جيد أن يكون في جعبتك الكثير من المال، ولكن تذكر أن أصحاب هذا المال ينتظرون عائد مناسب عليه، قد يكون حجم مشروعك صغير، ولا يكافيء هذا العائد. المال الكثير كذلك يشجعك على الإنفاق في أمور سطحية غير هامة، يستطيع المشروع الاستغناء عنها بدون تأثير على مساره.الإنفاق الشحيح على المشروع: ربما يكون هذا بسبب جمع القليل جدًا من المال، ولكنه ليس العنصر الأساسي هاهنا، فربما تكون سياسة الإدارة هي التقتير في الإنفاق خوفًا من الفشل – لأجل تقليل حجم الخسارة إلى أدنى حد ممكن – وهذا بالتأكيد سيؤثر على عدة جوانب في المشروع، مثل الجودة، العمالة، الدعاية، بناء العلامة التجارية، وغيرها.الإنفاق المبالغ فيه على المشروع: ربما يكون هذا بسبب جمع الكثير جدًا من المال، ولكنه كذلك ليس العنصر الأساسي هاهنا. الإنفاق يكون بسخاء على عناصر أساسية في المشروع مثل الجودة، العمالة، والتسويق. ولكن هناك عناصر إضافية تُشجّع على التبذير، يجب الحذر منها حال البدء في مشروع جديد Startup Business. 9. التعامل بشكل سيء مع نفسكولأن المشروع حلمه وفكرته، يظن صاحب المشروع أنه جزء من الأثاث أو أحد الأصول الأخرى، فيعمل في الشركة بدون أي مقابل، وبشكل تطوعي، ويأخذ فقط حصته من أرباح المشروع، ويرى بدهشة المساهمون في المشروع يأخذون أنصبتهم التي قد تساويه أو تفوقه بدون أن يبذلوا أي مجهود على الإطلاق. إذا كنت تفعل ذلك بنفسك، يجب أن تتوقف على الفور. نعم، أنت صاحب المشروع، وأساس فكرته، ولكنك كفرد تعمل كموظف في المشروع. وكلمة "موظف" لا تحوي أي قدر من تقليل الشأن أو تهميش الدور، فمدير الشركة موظف، والرئيس التنفيذي موظف، ومدير المبيعات موظف، ومسئول المبيعات موظف، والمحاسب موظف، وعامل البوفيه موظف، وعامل النظافة موظف .. الجميع مُوَظّفُون بما فيهم أنت. القائمة السابقة من المناصب تأخذ رواتب. إذًا يجب أن تحصل مثلهم على راتب. والراتب الخاص بك يجب أن يكون متناسبًا مع دورك وجهدك في الشركة بغض النظر عن كونك صاحب الفكرة في الأساس، والمؤسس الأول لها. فربما تُفضل – بغض النظر عن كونك صاحب الفكرة – أن تعمل في قسم المبيعات كمسئول مبيعات، أو مدير مبيعات. أو أن تكون محاسب، فتُفضل أن تكون مسئولاً عن حسابات الشركة، أو الإدارة، وهكذا. أيًا كان موقعك في الشركة، يجب أن يكون مرتبك مساويًا لمن هو في مثل هذا المنصب في هذه النوعية من الشركات بهذا المستوى وهذا الحجم، على نحو طبيعي تمامًا، وكأنك تعمل في شركة أخرى. لا تجعل راتبك قليلًا بشكل مُبالغ فيه رغبة منك في تقليل التكاليف وزيادة الأرباح. وكذلك لا تجعل راتبك كبيرًا بشكل فجّ لمجرد أنك صاحب الشركة أو أحد المؤسسين. وانس تمامًا مسألة أن تعمل تطوعًا في الشركة. 10. التعامل بشكل سيء مع المستثمرينالمستثمر لا يدري شيئًا عن أحلامك وطموحاتك. معادلة المستثمر سهلة للغاية: مبلغ من المال (الاستثمار) + مدة زمنية = العائد على الاستثمار ROI ربما في البدايات تشعر بحماسة شديدة للبدء، وتخشى فقد المورد الذي يمثله المستثمر، فتعده بالكثير أكثر مما يحتمل مشروعك بالفعل، مخالفًا بذلك احتمالات المخاطرة والخسارة. خطأ. يجب أن تكون صادقًا وواقعيًا بشأن حجم النتائج المتوقعة. كذلك قد يكون لديك طموح كبير بشأن حجم الاستثمار المتوقع من المستثمر/المستثمرين، فتتجاهل العروض الصغيرة طمعًا في صفقة واعدة من أحد المستثمرين الكبار. خطأ. تعامل مع مشروعك كشركة مساهمة، والمستثمرون هم المساهمون. لا تُفرط في الوعود الحالمة. حينما تتحدث مع المستثمرين لا تذكر فقط أحلامك، ولكن اذكر مخاوفك كذلك. واذكر بشكل واضح للغاية حجم المخاطرة المتوقعة، وما قد يتعرض له المستثمر في حالة وقوع خسارة من أي حجم. 11. سوء اختيار فريق العملاختيار فريق العمل له قواعد، أُسسها الإيمان بالفكرة، الموهبة، والقدرة على التنفيذ. فإذا فقدت أحد عناصر هذه المنظومة فربما يفشل أو يتأخر حلمك عن الظهور. هناك خطوات أساسية في اختيار فريق العمل (يتم الإشارة في هذا الجزء إلى المقال الخاص بتكوين فريق العمل) يجب أن تسير عليها فور أن تنضج الفكرة في رأسك، هي على الترتيب: ابدأ بنشر فكرة مشروعك في المجتمعات التي تلائمكابدأ بشبكة معارفك من الأصدقاء والأقرباءتواجد كثيرًا في البيئات والمجتمعات التي سينشأ فيها حلمكابحث عمن يؤمن بفكرتك ويتسم بالأمانة والمهارةاهتم بتنمية وتدريب نفسك وفريق عملك باستمرار 12. سوء إدارة الأفرادالتعامل برفق إلى حد الاستهتار مع فريق العمل يؤسس نوع من اللامبالاة بشأن الالتزام بالقواعد والقوانين الخاصة بالشركة وتحقيق المستهدف. التعامل بشدة إلى حد البغض يحول فريق العمل إلى مجموعة من الموظفين بنظام الدوام (9 – 5) لا شأن لهم في هذه الشركة إلا رواتبهم، ينتظرونها آخر الشهر بفارغ الصبر. أسوأ أنظمة الإدارة على الإطلاق هي تلك التي تؤسس مفهوم "الرئيس – المرؤوس" في أذهان الناس. فمع الوقت يتحول الرئيس إلى صنم ضخم يدور حوله مجموعة من المرؤوسين العبيد، الذين لا حول لهم ولا قوة. ثم يظهر عنصر النفاق في جنبات الشركة، فلا صوت إلا صوت المدير، وما الأصوات الأخرى إلى صدى لصوته، وتظهر مركزية القرارات، ويتحول مجلس الإدارة إلى إجراء شكلي ومسرحي لأوهام شركة، وليس شركة حقيقية بالمعنى المفروض. بعض الشركات تلجأ إلى تسريح بعض الأفراد طلبًا للتوفير. حسنًا .. استمع إلى ما يقوله مايكل دل Michael Dell في كتابه الرائع "مباشرة من دل Direct from DELL": "بعد مجهودات فريق المهندسين في إنتاج وحدات حاسب آلي بمواصفات وهمية، وصدمتي في عدم احتياج السوق لها، اقترح عليّ مجلس الإدارة تسريح هذا القسم بأكمله، لعدم جدواه وبسبب الخسارة التي سببها للشركة، ولكني رفضت الموافقة على هذا القرار. وبدلاً من ذلك طلبت من المهندسين التوقف عن أبحاث التطوير، والنزول إلى مراكز التوزيع، ومقابلة المستخدم النهائي، وإجراء استبيانات فورية معه، عن توقعه للحاسوب الذي يرغب في امتلاكه. بمثل هذه الخطوة، احتفظت بفريق من المبدعين كان من الممكن أن يذهب إلى المنافسين ليساعدهم على هزيمتي، وقمت بتوظيفهم في قسم جديد بشكل مؤقت – أبحاث التسويق Marketing Research – لأجل انتزاعهم من أزمة الفشل المؤقت، وفي نفس الوقت استطعت اختيار أفضل من يقوم بعمل استبيانات Surveys مع الجمهور، فالمهندسين في قسم التطوير هم أفضل من يقوم بترجمة أحلام ومتطلبات المستخدم النهائي إلى منتج ملموس. وكانت النتائج في النهاية مُبهرة إلى أقصى حد". (منقول بتصرف) وبالطبع توفير بيئة عمل ودودة لا يتعارض ضرورة التنبيه الدائم على زيادة الجهد. وأيضًا ذلك لا يعني إعطاء الحوافز بدون داع، أو أي نوع من أنواع الإنفاق المبالغ فيه على الموظفين. 13. تجاهل معالجة فتور فريق العملالجميع يشعر بالفتور وقلة الحماسة في بعض الأوقات، وتجاهل التعامل مع هذا الإحساس قد يحوله إلى سرطان يغزو جميع أفراد فريق العمل. لذلك يجب التعامل معه فور استشعاره لتجنب الآثار المترتبة عليه. من اقتراحاتي لمعالجة هذه الحالة: منح أجازة مفاجئة: لجميع أفراد فريق العمل بدون أي أسباب، وبدون وجود مناسبات رسمية لتلك الأجازة.منح مكافأة مفاجئة: لجميع العاملين. لن تجد إحساسًا بالسعادة يوازي حصول الناس على مال مفاجيء بدون أي مقابل. اسأل في ذلك الملايين الذين يقومون بشراء تذاكر اليانصيب.رحلة عمل جماعية: وهدفها هو تغيير بيئة العمل، فبدلاً الجلوس على المكاتب الخشبية المملة، والتطلع إلى نفس المشهد الذي يُرى كل يوم، يتم اصطحاب فريق العمل بالكامل إلى مكان جديد لمباشرة العمل منه، أو حتى رؤية المدير وهو يقوم بإتمام أحد الصفقات والبقاء بصحبته.رحلة ترفيه جماعية: بعيدًا عن جو العمل تمامًا، وألقاب العمل، ومشاغل العمل. العامل الوحيد الذي له علاقة بالعمل في هذه الرحلة هو فريق العمل فقط. ولا بأس من أن يصطحب فريق العمل أفراد من خارج الشركة طلبًا للمزيد من المرح، مثل الزوجة، الأصدقاء، أحد الأقارب.14. التنازع على القيادةالقيادة في عالم الأعمال ليست للتشريف بقدر ما هي للتكليف. رائد الأعمال الذكي، يجب أن يدرك أين دوره وأين تميزه، ويظل بقربه. التنازع بين المؤسسين على كرسي القيادة ليس علامة صحية لنجاح الشركة، بل ربما يؤدي ذلك إلى نوع من التنافس الداخلي الذي يسير عكس اتجاه نجاح الشركة. قام أحد أصدقائي المتميزين في دراسة اللغات بتأسيس مركز للتدريب على اللغة الإنجليزية، وكان بارعًا للغاية في عمله. ولكن براعته في التدريس ليس لها أي علاقة ببراعته في الإدارة. وبدون الخوض في التفاصيل، فقد تم إغلاق المركز – بسبب سوء الإدارة – بعد عام ونصف فقط من إنشائه. انظر أين هو المكان الذي تتميز فيه، وضع لمستك واثبت جدارتك، واترك كرسي الإدارة لمن هم أحق به. 15. قبول كافة أنواع العقود مع العملاءمن حماسة رائد الأعمال الناشيء حينما يأتيه عقد جديد، أن يقوم بقبوله أيًا كان حجمه وأيًا كانت شروطه. ربما يكون هذا مقبولاً نوعًا ما في فترة معينة، غير أنه غير مقبول بالمرة في مرحلة متقدمة. العملاء ليسوا سواء، وربما يؤثر عميل واحد على 10 عملاء آخرين بالسلب نتيجة إهلاكه لموارد الشركة بكثرة طلباته. حسب مبدأ باريتو Pareto Principle فإن 80% من إيرادات الشركة تأتي من 20% العملاء. وكذلك 80% من مشاكل الشركة مع العملاء، تنتج من 20% من العملاء فقط. حدد العميل المناسب لك فقط وتعامل معه، وابتعد تمامًا عن العميل الذي يسبب الكثير من الإزعاج، حتى لا يهلك موارد الشركة سواء المادية أو البشرية بسوء تعامله. 16. أن ترفض العمل على فكرة منسوخةحينما ترد فكرة إلى عقل رائد الأعمال الشاب، ويكتشف أن هناك من سبقه بها، يرفض استكمال الطريق، وينهي فكرة المشروع من الأساس. لماذا؟ قد تكون فكرتك تحوي تفاصيل ليست في المشروع الأول. قم بالنظر فيما يقدم المنافس وتفوق عليه.قد تبذل أنت جهدًا يفوق جهد منافسك الذي سبقك بالفكرة، فتنجح بينما يفشل هو لقلة عزمه أو حسن تعامله مع الفكرة.قد تنفق أنت أكثر على فكرتك من الوقت، المال، الجهد، والأفراد، ولا يفعل صاحب الفكرة الأصلي نفس الشيء، فتنجح أنت أكثر منه.قد تحصل أنت على دعم وشهرة أكثر من منافسك، ربما لريادتك وتفوقك في مجال آخر، أو لسمعتك وشهرتك الشخصية، أو غيرها مما يؤهلك للريادة على منافسيك كافة، ولاسيما صاحب الفكرة الأصلي.17. تصلب رأي فرد أو أكثر من الإدارةتصلب الرأي نتائجه وخيمة، خاصة إذا كان في المكان الخاطيء. علاجه في تفعيل مبدأ "الشورى" Voting. بهذا يكون الرأي جماعي. اجتماع مجلس الإدارة ليس هو الحدث الذي تتباهي بذكر خبره أمام أهلك أو أصدقائك، ولكنه الحدث الذي يجب أن تتغير – على أثره – الأنشطة التي كانت تُمارس من قبل في الشركة للأحسن. هذا بافتراض أن المدير هو ذلك الشخص متصلب الرأي. أما إذا كانت الإدارة ككل متصلبة الرأي، فالأفضل في هذه الحالة هو الاعتماد على الإحصائيات والنتائج التحليلية الموثقة التي تنفي أي شك في أن اتخاذ قرار بعينه سيؤثر سلبًا على مستقبل الشركة. هناك الآن الكثير من الشركات التي تقدم الخدمات الإحصائية والاستقصائية عن أي مجال. قم باستخدام هذه النتائج وابن قراراتك عليها. 18. أن تتجاهل وضع ميزانية التسويق ضمن ميزانية تأسيس الشركة ككلالبعض – حتى الآن – يتعامل مع التسويق على أنه مجهود فردي ذاتي، وليس مجهود منظم يجب أن يضطلع به شخص مسئول، بميزانية محددة سلفًا. لذلك حينما تقوم بتأسيس الشركة وتأتي لبند الميزانية، أنفق بسخاء على التسويق، ولكن بشكل منهجي غير مبذر ولا مفرط. إذا كانت ميزانيتك محدودة ولا تستطيع الاضطلاع بإنشاء قسم خاص للتسويق، قم بطلب خدمات إحدى الشركات المتميزة في هذا المجال، سواء كاستشارة أو إدارة كاملة للخطة التسويقية. ولكن التسويق يجب أن يأخذ حجمه الكامل عند التفكير في تأسيس الشركة، وكذلك عند وضع الأرقام في الميزانية. 19. التعامل بمبدأ "اصنعه وسوف يأتون"كما ذكرتُ في مطلع المقال، فإن نجاح الشركات والمشاريع لا يُبنى على الأحلام والآماني الرومانسية. ومن ضمن تلك الأحلام، أن يقوم رائد الأعمال بإنشاء منتجه/إعداد خدمته، ثم الجلوس في سعادة وأمل، وانتظار مجيء العملاء بأنفسهم. هذه أوهام. بدون وجود خطة تسويقية واضحة، متعددة الجوانب، نشطة القنوات، لن تحصل على عملاء حقيقيين مستهدفين لشركتك. كيف يدري العملاء بوجودك، بينما أنت ترقد في الظل، تخشى الخروج ومواجهة الناس، ومعرفة ردود أفعالهم، والطريقة التي بها يرغبون في التعاون معك. تعامل مع شهرة منتجك بواقعية، وقدّم خطة منهجية قابلة للتطبيق، بخطوات محددة، مرتبطة بالزمن، تستطيع فيها قياس الإنجازات. أعلم أن المقال كان طويلًا بعض الشيء، ولكن وصولك إلى هذه الفقرة يعني أنك حقيقة حريص على تأسيس مشروع ناجح، وإظهار حلمك للنور. في النهاية، هل هذه هي كل الأخطاء التي يرتكبها رائد الأعمال الشاب حال البدء؟ لا أستطيع الجزم بشكل قاطع في هذا الأمر، ولكني حرصت أشد الحرص على جمع أكثر الأخطاء التي قد تتسبب في سقوط الشركة في بدايتها، أو بعد البداية بوقت قصير. أما إذا استمرت شركتك في البقاء لوقت أطول في السوق، فأظن أنك استطعت – بشكل كبير – التغلب على معظم الأخطاء الواردة في هذا المقال. في رأيك، هل هناك أخطاء أخرى يجب أن نقوم بإضافتها إلى هذه القائمة؟ شاركنا برأيك في التعليقات.
  4. حينما يأتي الحديث عن العمل كمدون مستقل لحساب الغير Freelance Blogging، يمكن القول بأن أسهل الطرق لزيادة أسعار خدماتك التدوينية هو "تحسين كفاءة أعمالك". العميل يدفع نفس السعر ليأخذ نفس الخدمة، ولكن التغير الوحيد سيكون أنك عملت بشكل أسرع وحصلت على ما نفس القيمة مقابل وقت أقل، وهذا بالتالي يرفع من قيمة ساعة العمل لديك، وبالتالي أرباحك. بوضع ما سبق في الاعتبار، فأنا أريد اليوم الحديث عن ما يمكن تسميته العنصر الأكثر أهمية لنماء عملي كمدون مستقل. لقد لعب هذا الأمر دورًا رئيسيًا بالنسبة لي في رفع تسعير السّاعة 7 أضعاف في الفترة من 2011 حتى 2013. فإذا كانت مسألة الكفاءة تسير بخطى ثابتة نحو التحسين، فكل شيء على ما يرام. اكتب في ما تعرفحاليًا لديّ 10 عملاء منتظمين. ملخص المواضيع التي أقوم بتغطيتها لهم كالتالي: الووردبريس: 4 عملاء.العمل الحر: 3 عملاءالتسويق الإلكتروني Online Marketing: عميلين.ريادة الأعمال Entrepreneurship: عميل.ما هو العامل المشترك الذي يربط تلك المواضيع كلها ببعض؟ أنني خبير فيها جميعًا. أنا رائد أعمال، ومسوق إلكتروني، أعمل كمستقل Freelancer، وأستخدم الوردبريس Wordpress. هذه هي المناطق التي أقوم بارتيادها بشكل منتظم كل يوم في عملي. في الماضي عملت مع قلة من العملاء على مواضيع ليست مألوفة بالنسبة لي. وبالتأكيد هناك سبب واضح لعدم استمراري في العمل معهم. فحينما أقوم بكتابة مقال عن الوردبريس يأخذ مني نحو الساعة، بينما مقال بنفس الحجم عن موضوع آخر غير مألوف بالنسبة لي قد يأخذ مني أكثر من ساعتين في الكتابة. أيهما أفضل – في رأيك – للعمل على المدى البعيد للعمل كمدون محترف؟ كلما زاد عدد العملاء الذين تعمل معهم ويطلبون أعمالًا تشعر بالألفة حيال الكتابة عنها، كلما زاد معدل سرعة المواضيع التي تكتب، كلما أصبح لديك القدرة على إنجاز أعمالك بشكل أسرع، وبالتالي ربح المزيد من المال. التخصص ≠ الضياعكلما زاد عدد المقالات التي تستطيع كتابتها في المواضيع المألوفة بالنسبة لك، كلما كان ذلك أفضل. في الحقيقة أرغب في الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو أن تقوم بجعل كل عروضك متخصصة في هذه النوعية من المواضيع. وفي نفس الوقت كن حذرًا بشأن المواضيع التي تنوي التخصص فيها، فربما لا تجلب تلك المواضيع أسعار مناسبة لمجهوداتك. تأمل المواضيع التي أحافظ على الكتابة بها. كل منهم ينتمي إلى أسواق أرباحها مرتفعة، تنفق الكثير على تنمية وتسويق أعمالها، وبالتالي صناعة المحتوى (وهو ما يعني إمكانية جني الأرباح منها بشكل ثابت). عملائي الذين يطورون قوالب الوردبريس يبيعون قوالب Themes، وإضافات Plugins، وأدوات متميزة. عملاء العمل الحر Freelancing يبيعون أدوات مساعدة للعمل الحر على الإنترنت. عملاء التسويق الإلكتروني يبيعون خطط استضافة وأدوات مساعدة. عملاء ريادة الأعمال يبيعون مواقع إنترنت. إذا كنت تجيد الكتابة عن أخبار وفضائح المشاهير، فربما لا تخدمك هذه المواضيع. لا يوجد من يرغب في الدفع لمثل هذه النوعية من المواضيع، وهو ما يعني الضياع. أنصحك بأن تتبع منهجي الكتابي في هذا الشأن. الجميل في هذا المنهج هو أنه يثبت نجاح نفسه بنفسه. لقد بدأت كمدون، وهذا أتاح لي لفترة من الزمن الكتابة عن الوردبريس (منصة التدوين التي أستخدمها). ثم بعد فترة من الزمن – ومن العقود مع العملاء – بدأت في التدوين عن العمل الحر كمدون مستقل في موقعي الشخصي. ثم بعد فترة من الزمن ومن نمو متابعيّ، بدأت أجتذب عملاء يريدون مني الكتابة عن التسويق الإلكتروني وريادة الأعمال. تطوري أدائي وتطور أعمالي كمدون محترف، وكمدون مستقل ارتبطا إلى حد كبير كباقة عمل واحدة. ما هو أفضل من ذلك هو أنني لم أقع أبدًا في فخ نقص الأفكار للكتابة، فأنا أعيش تلك المواضيع – كخبرات وتجارب – أولاً قبل أن أكتب عنها، وبالتالي فتدويناتي مؤثرة إلى حد بعيد، لأنها منقولة رأسًا من أرض الواقع. الذهاب إلى ما هو أعمقحتى ولو كنت تكتب عن مواضيع تشعر براحة حيال الكتابة عنها، ستظل تقضي الكثير من الوقت في البحث. أنا أعلم أنني أفعل هذا، وسعيد به للغاية. ولكن السر هنا هو التركيز على المواضيع التي لا تتطلب الكثير من البحث، بالإضافة إلى خبراتك المتراكمة في هذه المواضيع بالفعل. فكر بشأن ما تعرفه بالفعل، ويمكن تحويله إلى تدوينات/مقالات. هذه هي أسرع وأسهل تدوينة تكتبها على الإطلاق. فأنت تقوم – ببساطة – بترجمة الأفكار التي ترد إلى ذهنك. هذا ما أفعله بالفعل الآن – في هذه التدوينة – ومن ثم تلاحظ أنها متناسقة ومتسقة أيما اتساق. على الجانب الآخر، ربما تختار أن تقوم بإنشاء قطعة قيمة للغاية من المحتوى التي تتطلب البحث والتنقيح لساعات وربما أيام. قد تكون هذه فكرة جيدة، وقد يكون من الجيد المزج بين الطريقتين (طريقتي تفريغ الأفكار والبحث). أما ما أفضله على نحو شخصي، وأرى أنه زبدة أعمالي، فهو تلك اللحظات التي تتدفق فيها الكلمات من عقلي إلى أصابعي لتصنع قطعة المحتوى التي لا تُرد. وأنا بالطبع لا أدعو إلى استعارة أفكار الآخرين بأي صورة من الصور. يجب أن تكون لك لمستك الخاصة فيما تكتب. حتى ولو كان المجال الذي تكتب فيه مزدحمًا وسبقك فيه آخرون، يجب أن تكون مميزًا. يجب أن تضع إضافة، ولمسة خاصة لم يسبقك فيها غيرك، من واقع إبداعك وخبرتك الشخصية. معضلة وحلحتى هذه اللحظة، ربما يظن البعض منكم أنه بالطبع من الجيد والرائع أن تكتب في المواضيع التي تعرفها، ولكن ماذا لو لم يكن لديك موضوع معين تبرع في الكتابة عنه؟ لمن يعاني من هذه الحالة، أقدم له هذه النصيحة البسيطة: تعلّم .. تعلّم .. تعلّم. الق نظرة على المواضيع التي يعرضها عليك عملاؤك. في مايو 2011 لم أكن أعرف أي شيء عن الوردبريس، العمل الحر، أو التسويق الإلكتروني. بعد عام واحد فقط من القراءة والتعلم والمران ازداد معدل كتابتي في هذه المواضيع سرعة، وبالتالي ارتفع معدل أسعاري كذلك. ربما تكون في حاجة إلى اتخاذ الخطوة الأولى – الصعبة نوعًا ما – التي تساعدك في المضي قُدمًا في موضوع ما، لذلك إذا كنت تشعر أنك لست خبيرًا في أي من الأسواق المربحة التي يروق لك خوضها، ثم اسع بجدية لتصبح أحد الخبراء المتحدثين فيها. في ختام كلامي سأخبرك بشيء واحد فقط: من السهل للغاية أن تكتب عن أي شيء أنت منهمك فيه بالفعل (كما أنا في الووردبريس والعمل الحر وغيرها) أكثر من مجال أنت بعيد عنه كل البعد. لا أنصح – على الإطلاق – أن تكتب في مجال لا يلعب أي دور في حياتك اليومية. عن ماذا تكتب؟الآن وبعد أن أخبرتك بما أظن أنه ينبغي أن تكتب عنه، فأنا أرغب حقًا في معرفة عن ماذا تكتب فعليًا الآن. هل تكتب في مواضيع تشعر بالراحة والألفة معها؟ هل ترفض المقالات التي تتطلب بحث شاق؟ هل انغمست بالفعل في المواضيع التي لا تنتمي إليها والتي تتطلب الكثير من البحث؟ أخبرنا بتجاربك في التعليقات. ترجمة -وبتصرّف- للمقال One Simple Way to Increase Your Freelance Blogging Earnings.
  5. خلال الأعوام الثلاثة الماضية، عملت مع أكثر من 30 مدون مستقل. ومعهم تفاوتت تجاربي ما بين التجربة المثالية كأفضل ما تكون، والصدمة لضحالة المستوى الذي رأيت، مع مستويات مختلفة في الكفاءة فيما بينهما. وبقدر ما لم يكن لديّ فعليًا فكرة حاسمة بشأن ما كنت أبحث عنه (بجانب إثبات القدرة على الكتابة في النواحي التقنية) عندما بدأت بحثي أول مرة، فإنني الآن عندما أبحث عن كُتَّاب محتوى مستقلين للانضمام إلى فريق العمل الخاص بي؛ أعلم جيدًا المتطلبات التي يجب توافرها في المدون المستقل. وبهذا القول، سأستعرض في هذا المقال السمات الرئيسية التي بحثت عنها بتركيز في كل مقابلة أجريتها مع أحد المدونين المستقلين، وقمت بتجربته فيها، وفي النهاية اخترته للعمل معي بشكل دائم. وبالتأكيد هذه القائمة من السمات، تشمل الكتاب المحترفين الذين استطاعوا تنمية مستواهم وحجم أعمالهم بالشكل الذي لم يعد يسمح لي باستئجار خدماتهم الآن. إذا تمكنت من العثور على كاتب المحتوى المستقل الذي يمتلك السمات التالي ذكرها (وسأعطيك من النصائح ما يساعدك على تفحصها بدقة)، سيكون لديك القدرة على ترسيخ أقدامك في درجة متميزة كواحد من أولئك الذين يكن لديهم تسعير ساعي مُرتفع. 1. مهارات الكتابة الاحترافية كنت أتمنى ألا أجعل هذه السمة ضمن السمات العشرة، ولكني بدأت بها. لماذا؟ بداية، لأن المدونين المستقلين يرتكبون الأخطاء في كتابة المقالات، خطابات البيع، وحتى النصوص الإعلانية البسيطة، وبافتراض أن تلك الثلاثة موجهة لتكون بمثابة إعلانات عن قدرتك، ومستوى خلو أعمالك من الأخطاء الإملائية والنحوية؛ فإن الخطأ الواحد فيها من شأنه أن يحول عميل طويل العمر إلى عميل الصفقة الواحدة، ويحول المشروع الضخم إلى عملية واحدة لا تتكرر. خذ مني هذه القاعدة (عن تجربة): إن لم يلمس عميلك المحتمل مدى اعتنائك بالقواعد النحوية والإملائية في إنشاءك الخطاب البيعي Sales Copy – وهو أعلى ما تكتب من حيث العناية والجودة – فحتمًا سيكون مستوى كتابتك العادية بالنسبة له غير مقبول. علاوة على ذلك، فإن مهارات الكتابة الاحترافية مطلب أساسي لكسب رزقك ككاتب محتوى مستقل Freelance Writer! ربما يبدو لك هذا الأمر واضح تمام الوضوح، ولكن توقف لحظة، واسأل نفسك: ما هو مقدار الجهد الذي تبذله لتحسين مستواك؟ هل تخطو خطوات موزونة ناحية تحسين وضعيتك ككاتب محتوى محترف؟ إن لم تكن تفعل، فلا تتوقع لنفسك أن تصبح أفضل، أو أن تعرض أعمالك بمعدلات تسعير Rates مرتفعة. كلما كنت جيدًا من الناحية المهارية، كلما ازدادت القيمة التي يحصل عليها العميل، كلما ازداد زحام العملاء من حولك. لذلك إن لم تكن تسعى بجدية لتحسين مستواك ككاتب محتوى مستقل، فلا تتوقع ربح المزيد من المال لقاء أعمالك. 2. انتبه لتوصيات وتعليمات المشروع ربما تنطوي هذه السمة على مهارات الكتابة الاحترافية – التي تحدثنا عنها بأعلى – من ناحية، ولكن حينما أتحدث عن مسألة الانتباه للتفاصيل، فأنا أيضًا أعني اتباع التعليمات. مرة أخرى، لم أكن أود التحدث عن هذا الأمر على الإطلاق، ولكن لن تتصور حقيقة إلى أي مدى يكون بعض المدونين المستقلين على مزيج من الطيش والجنون في مثل هذه المسألة. على سبيل المثال، حينما أقوم بتوظيف بعض المستقلين للعمل لحسابي من أحد منصّات العمل الحر، أقوم بعمل نموذج خاص لاختبار الجودة يحتوى على الأسئلة الثلاثة التالية: وضح لي لماذا تظن في نفسك أنك الشخص المناسب لأداء هذه المهمة؟ أعطني 3 أفكار للمقال المطلوب. أعطني رابط واحد – على الأقل – لأحد المقالات التي قمت بنشرها في أي مدونة. وبقدر ما تأتيني الإجابات التي تثلج صدري، من مدونين محترفين، يُرفقون نماذج توضيحية لأعمالهم السابقة، تأتيني نماذج تثير ضيقي قبل إشفاقي من المدونين الذين ليس لهم خبرة سابقة، بالإضافة إلى انخفاض مستوى جودتهم في العمل. فتتحول ردودهم على أسئلتي إلى ما يشبه الشحاذة المقنعة. أما بخصوص الأسئلة الثلاثة السابقة، فمن واقع خبرتي، تعجز الغالبية العظمى من المستقلين عن إجابة السؤال الثاني. السؤال الثاني بالنسبة لي هو العنصر الذي يحدد مدى قدرة الكاتب على استخراج العناوين المناسبة، بالإضافة إلى توضيح خبرته في المواضيع المطلوبة. إن لم يكن لديك القدرة على اتباع قائمة تعليمات بسيطة كتلك الموضحة بأعلى، خاصة في مراحل عمرك المبكرة كمدون مستقل، فمن غير المرجح أن تستمر طويلًا في هذه المهنة، أو أن تحظى بإعجاب عملائك. 3. تفوق على توقعاته إن لم يستطع كاتب المحتوى المحترف إثبات تفوقه على توقعات عميله – مثل أن يضع في اعتباره احتياجات عميله المحددة – فلن يتمكن أبدًا من مغادرة منطقة الركود المهني، بل وربما يتوقف عن هذه المهنة تمامًا. تعتبر واحدة من أفضل الممارسات التي تعرضت لها مع المستقلين، وهي تلك اللحظة التي يقرأ فيها تعليمات الصفقة – التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة – ويعطيها حقها من الاهتمام، ثم يتجاوز هذه التعليمات لتقديم اقتراحات إضافية ترفع من قيمة العمل. هذا هو المستقل الذي يثير إعجابي، والذي أحافظ على تواصلي معه في الكثير من الأعمال المستقبلية. أما إذا أردت ما هو أفضل، فهو سؤال العميل المزيد من الأسئلة المفيدة وثيقة الصلة بالمشروع، تُظهر فيها لعميلك أنك لديك المزيد لتقدمه له أكثر من الكاتب المتوسط. علاوة على ذلك، إذا قام العميل بإعطائك إرشادات عمل معينة لكي تدمجها في المشروع المطلوب منك، تأكد من أن تنتبه إلى تلك الإرشادات، وأظهر له هذا الأمر في عملك. تذكر دومًا أن عملك هو أن تقدم قيمة لعميلك، وليس إنتاج عمل إضافي له من خلال المراجعات التي لا داعي لها. 4. التخصص أحد أفضل الطرق لرفع أسعار خدماتك كمدون مستقل هو التخصص. هذا لسببين: يتيح لك التخصص الكتابة فيما تعلم بشكل سريع وبكفاءة عالية، وبهذا ترتفع كفاءة وفعالية ساعة العمل من وقتك (بافتراض أنك تتعامل بمعدل الساعة). يرفع التخصص من القيمة الملموسة لعملك، كما يفتح لك الأبواب على عالم من العملاء المميزين، الذين يرغبون في العمل مع مدونين محترفين، يعلمون جيدًا ما يتحدثون عنه. من المحتمل أن تكون بدايتك كمدون "عام"، وهذا جيد حتى يمكنك البدء فحسب، ولكن مع الوقت يجب أن تترقب الفرصة المناسبة لاختيار تخصص مناسب، تحقق فيه أرباح جيدة. ربما يبدو هذا مرهبًا بالنسبة لك حينما تنظر إليه من بعيد، ولكن في عالم الواقع فإن أي مستوى من التخصصية من شأنه وضعك في مكانة جيدة، ويتيح لك كذلك تنمية ملفك المهني في الاتجاه الصحيح. أن يكون لديك خبرة معقولة في مجال ما على وجه التحديد، هو حتمًا خير من أن يكون لديك القليل من الخبرة في عدة أشياء متفرقة. تذكر التخصص سمة العصر، ويُتّجه إليه مع الوقت. وكلما ازددت كتابة في مجال ما، كلما حصلت على المزيد من الخبرة فيه، وبالتالي تستطيع رفع معدلات تسعيرك للمشاريع التي تتولاها. 5. الثقة هناك القليل والكثير من الأشياء التي قد أتجاوز عنها مع المدونين المستقلين حتى الوصول إلى مستوى معين، ولكن حينما يأتي الحديث عن الثقة فلا مجال للتفاوض. وأعني بالثقة هنا ثقتك في نفسك على أداء المهام الموكلة إليك. فقدان الثقة عامل مدمر بمعنى الكلمة، فلو فقد عميلك الثقة فيك في لحظة واحدة، فهذا وحده كفيل بأن يُفقدك عميلك الحالي، والعملاء المحتملين في المستقبل. يجب أن تكون واثقًا من نفسك لأداء مشاريعك. حتى لو شعرت بالشك في نفسك وفي قدراتك. أنا لا أطلب منك أن تكون واثقًا بقدر أن تبدو كذلك في عيني عملائك. العميل الذي يتعامل معك عبر البريد الإلكتروني لن يرى علامات القلق أو عدم الثقة على ملامحك، ولكنه حتمًا سيلاحظ التأثير على العمل الذي تقوم بإتمامه. لذلك إن لم تكن واثقًا في نفسك، تظاهر بالثقة، وستجد أن الإحساس يتسرب إليك تدريجيًا بالفعل. 6. الأمانة والتواضع وبما أننا قد وصلنا في حديثنا إلى هذا الحد، وجب التأكيد على ضرورة مزج الثقة – العنصر السابق – مع الأمانة والتواضع في اللحظات المناسبة. حينما تخطيء، اعترف بخطئك، ولا تكابر. لا تحاول أبدًا أن تغطي الأخطاء المُرْتَكَبَة بخطأ أكبر. ليس لديّ أي مشاكل في التعامل مع المستقلين الذين يخطئون خطأ أو اثنين، ويكون لديهم رغبة حقيقية في تصحيح هذا الخطأ وعدم تكراره في المستقبل. ارتكاب الأخطاء يكون مشكلة حقيقية إذا: كان خطأ كبيرًا هائلًا لا يمكن إصلاحه، أو مرتبطًا بشخصية المستقل بشكل كبير كعدم وجود العناية اللازمة أو الانتباه الكافي. تكرر بشكل ملحوظ. لا يمكنني العمل مع مستقلين يكررون نفس الأخطاء في العديد من المرات. لا تكن من أولئك الناس. 7. التجاوب لا يوجد عميل عاقل أو شخص واقعي يتوقع منك أن تردّ عليه بشكل متواصل وفي غضون دقائق فقط (أو ربمّا حتى ساعات)، ولكن إذا فعلت ذلك حقًا، فمن المرجح أن يميزك هذا الإجراء عن الغالبية العظمى من المدونين المستقلين. وعلى الرغم من هذا فلا يوجد شيء أسوأ من انتظار رد من الآخرين حتى يتم تنفيذ الخطوة التالية. ضعها قاعدة بين عينيك: يجب أن تعود بالرد لأي عميل في غضون يوم عمل كامل على الأكثر، ولكن من الناحية المثالية يُفضل أن يكون الرد أقرب من ذلك. وحينما تصل إلى مستوى من الانسجام والتفاهم مع العملاء، لا ترد على عميلك بالكثير من الرسائل الإضافية غير الضرورية التي قد تثير ضيقه وتعطله. إذا رأيت فرصة سانحة كي تتخطى العقبة التي تستلزم استشارته، وتستطيع تجاوزها وحلها بنفسك بدون الحاجة إلى سؤاله، افعل. سيشيد بك مدحًا إن فعلت. حتى وإن حدث خطأ ما، فسيكون غير مقصود، وسيحمد لك عميلك اضطلاعك بالمبادرة وحسن التصرف، ومع الوقت سيكون لديك القدرة على التصرف على نحو صائب بدون الرجوع إليه. 8. الالتزام حسنًا، لنا هنا وقفة. لقد ذكرت آنفًا أن دورك كمدون مستقل هو عرض الحلول بدلاً من زيادة عدد المشاكل. افتقاد الالتزام ليس مشكلة فحسب، ولكنه مشكلة كبيرة كذلك. على سبيل المثال، حينما يأتي الحديث عن المواعيد، فلدي لك نصيحتين: دائمًا تفوق على توقعات العميل في تسليم العمل، وقم بتسليم عملك مبكرًا بشكل كاف. تسليم العمل مبكرًا وبدقة عالية، من المحتمل أن يثير إعجاب العميل، ولكنه كذلك من الأمور المؤسفة للغاية إذا كان هناك الكثير من الأخطاء في التسليم. حدّد ميعادًا نهائيًا خاصًّا بك أنت. إذا أخبرت العميل أنك ستقوم بتسليم العمل له في الأربعاء القادم، ضع لنفسك ميعادًا نهائيًا للانتهاء من هذا العمل في يوم الإثنين. بهذه الطريقة سيمكنك التغلب على الطوارئ والعقبات غير المُتوقّعة التي قد تتعرض لها – وغالبًا ما يحدث هذا بالمناسبة – ولكن مع اتباع مثل هذه النصيحة في عملك، ستصنع ما يشبه واقي صدمات من الظروف المفاجئة. أما إذا كنت خائفًا من إعطاء ميعاد نهائي لعميل متعجل، يرغب في استلام عمله على وجه السرعة، فلديك خياران اثنان: إضافة تسعير آخر للانتهاء من العمل في وقت مبكر. شخصيًا لا أفضل هذه الطريقة، لأنها ترسل الرسالة الخطأ إلى العميل. اطلب من العميل أن يعطيك قائمة بالمواعيد النهائية وقم أنت بإدارتها حسبما يتفق وظروف عملك. العميل الجيد يكون واقعيًا بشأن المواعيد النهائية لعمله، حتى ولو كان يريد الانتهاء من مشروع ما في وقت مبكر، فسيكون على إدراك تام بعدم قدرتك على الانتهاء من العمل في هذا الوقت تحديدًا. إذا كنت تتعامل مع ذلك الشخص المتعجل دائمًا الذي يضغط عليك بدون مبرر واقعي، فقط لأجل الانتهاء من عمله قبل الآخرين، فأعتقد أنك بحاجة إلى إعادة النظر في التعامل مع هذا العميل. الالتزام لا يتعلق فقط بالمواعيد النهائية. باختصار، يجب أن تسعى دومًا إلى توعية عميلك بالقضايا والعقبات التي تقابلك لأجل تسليم هذا المشروع في موعده، وذلك بطريقة متسقة وفعّالة. في رأيي الشخصي، أعتقد أن الالتزام عنصر من الممكن أن يؤثر في القيمة المقدمة من المدون المستقل، ومستوى جودة عمله. 9. خبرة باستخدام الوردبريس الغالبية العظمى من العملاء الآن يعملون على منصات ووردبريس Wordpress، وهذا يعني بالتالي أن غالبية المدونين المستقلين يجب أن يكونوا على علم بتلك المنصة. لماذا؟ لأنه بينما تمثل الوردبريس حوالي 23.9% من الإنترنت إجمالاً، إلا أنها تتحكم فعليًا في 65% من سوق أنظمة إدارة والتحكم في المحتوى CMS. وانطلاقًا من التحدث بلغة الإحصائيات، فإنه يوجد 2 من كل 3 عملاء يستخدم ووردبريس فعليًا. بينما الأقاويل المتداولة تقول أن النتيجة في الواقع أكثر من ذلك، ناحية ووردبريس بالطبع. وعليه، يجب أن يكون لديك القدرة على إضافة المحتوى (سواء المكتوب أو المُصوّر) إلى منصات ووردبريس، وأن يكون لديك القدرة على التعديل والتحكم بدون طرح سؤال واحد في هذا الشأن. أو إذا أردت السؤال عن شيء ما، فتوجه إلى شخص آخر غير العميل. لا تدعه أبدًا يعرف أنك ضعيف في استخدام ووردبريس، حتى ولو كنت كذلك بالفعل. تعلم واستزد بينما تعمل حتى تتقنها. 10. كن ودودا لن يكلفك الأمر شيئًا أن تكون شخصًا طيبًا ودودًا، ولكنها ستصنع معك فارقًا كبيرًا. حينما تعرض خدماتك على العملاء (لا أقصد مستوى عملاء الشركات الضخمة) ستجد الكثير من الأشخاص الودودين الذين يتعاملون معك بلطف. كن لطيفًا معهم بالمثل. القاعدة التي أنصحك بها هي أن التعامل بلطف يجلب لك عملاء لطفاء. وكلما كنت حميميًا ولطيفًا مع العملاء (ليس بشكل مبالغ فيه بالطبع) فمن المرجح أكثر أن يُفضل التعامل معك في المستقبل. لا أدعوك إلى التملق الرخيص المبتذل، ولكن كذلك كن ذلك الشخص المهذب، المتفهم، المجامل، الذي يرتاح العميل في التعامل معه. الخلاصة تلك كانت السمات الأساسية لأكثر المدونين المستقلين ربحًا في عملهم والتي لمستها من واقع خبرتي في التعامل مع الكثير من المدونين المستقلين. ومع ذلك، أعلم أنه هناك صفات أخرى لم يقع عليها قلمي، أو سقطت مني سهوًا. في الواقع، لقد أردت أن أقف بالصفات عند 10 صفات – وإن كان يمكنني الاستمرار في سرد الصفات إلى الأبد – ولكني أحببت أن أرى مقترحاتك في التعليقات، سواء من واقع خبرتك، أو فيما تتمناه فعليًا من خلال التعامل مع مثل هذه الأمور. أيضًا، إذا كان لديك أي سؤال أو استفسار خاص بالنصائح المقدمة بأعلى، فضلًا لا تتردد في طرحه في التعليقات بأسفل وسأكون سعيدًا بالإجابة عليه. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The 10 Key Attributes Top Earning Freelance Bloggers Shar لصاحبه TOM EWER.
  6. مضى زمان الرجل الأوحد The One Man Show، وتحول النجاح الآن إلى منظومة عمل لفريق كامل Team Work يتّسم بالتّميز والاحترافية. انظر إلى أكثر الشركات تأثيرًا في حياة الناس اليوم، وكيف كانت نشأتها. آبل قامت على أكتاف جوبز ووزنياك، ميكروسوفت أسسها بيل جيتس وآلان بول، جوجل كانت مشروع لاري بيج وسيرجي برين، والقائمة تتطول. حتى الشركات التي تُظهر شخصيات بارزة في المقدمة – مثل أمازون ودِل – تخفي فرسان يعملون في الظلام لأجل سطوع نجم الشركة. إذا منحت لنفسك فترة قصيرة من الوقت لكي تُفكّر بشأن نشأة الشركات الكبرى في السنوات الخمسين الأخيرة، وكيف كانت البداية، ستجد أن الغالبية العظمى منها – إن لم يكن جميعها – كان بها عدة عناصر مشتركة. مثل: 1. الإيمان بالفكرة حد اليقين 2. العمل على تنفيذها مهما كان الأمر وتخطي كل الصعاب 3. فريق عمل متميز وموهوب حسنًا .. هذا المقال بالكامل سيقوم بتغطية العنصر الثالث. الخطوة الأولى: نشر الفكرةقبل أن تسعى إلى جذب الفارس المتميز إلى فكرتك، دع هذا الفارس هو الذي ينجذب إليها أولًا. تحدث عن فكرتك في كل الأجواء الممكنة واستعن في ذلك بكل من يمكنه مساعدتك على الظهور أمام الناس. تحدث عن فكرتك بالشكل الخيالي الذي ترغب فيه أن تكون، وألق خلف ظهرك كل احتماليات اللاممكن والمستحيل، فمن تعرفه الآن من الناجحين لم يضع العوائق أمام خياله حينما كان يحلم. ولكن قبل أن تتحدث عن فكرتك، يجب أن تكون قد أخذت بالفعل خطوات هامة تحمي فكرتك من السرقة. مثل أن يكون لديك خطة قوية كاملة، مدعومة بخطط احتياطية، وأن تأخذ الخطوة الأولى، بحيث دومًا تسبق الآخرين. ابحث عن المجتمعات التي تلائم فكرتكإذا كانت فكرتك في عالم الطب والدواء، يجب أن تكون ضيفًا دائمًا في المؤتمرات الطبية المحلية، والعالمية إن أمكن. إذا كانت فكرتك من عالم السياحة، يجب أن يراك رواد المجال في كل محفل يتعلق بالسياحة. وهكذا. الأمر لا يتعلق فقط بالعثور على الشريك المثالي، أو الفرد الملائم للانضمام إلى فريق عملك، ولكن كذلك أن تألف التواجد في هذه المجتمعات، ويألف الناس وجهك فيها، بالإضافة إلى أن شريكك/شركاؤك غالبًا ما ستجدهم في تلك المجتمعات. كن بالقرب من نشأة الشركات الصديقةالسوق يتسع للجميع، ويكافئ المتميز الذي يجِدُّ في عمله، ويُخرج إبداعات إلى الجمهور. ونحن للأسف نشأنا على الفكر التنافسي وليس التعاوني، فليس معنى أن صديقك في عالم الأعمال قام بإنشاء شركة خاصة أن تُعرض أنت عن ذلك، أو تفكر في إنشاء شركة في مجال مختلف، أو حتى أن تتعامل معه على أنه مُنافس يجب أن تكسره كلما سنحت فرصة. بل لماذا لا تحاول مساعدته والوقوف بجانبه، بل وعمل شراكة ضمنية مع شركته حينما تظهر شركتك أنت للنور؟ سوق العمل مساحته مهولة ويتسع للمزيد يومًا بعد يوم، وأن تضع نفسك من البداية – برغبتك – في خانة الصديق والشريك، خير لك من أن تُصبح – مرغمًا – في خانة المنافس. الحديث عن فكرتك بشكل رصين من خلال الممارسات السابقة، سيلفت إليك الانتباه، وربما استطعت الوصول إلى المتميزين نتيجة صدى فكرتك وحده. الخطوة الثانية: ابدأ بشبكة معارفكالأصدقاء وأقرباء الدم هم أولى الناس برعايتك والوقوف بجانبك في مرحلة نشأة حلمك. الميزة في هذه الشريحة هي أن مقدار الثقة فيهم مرتفع للغاية. بالإضافة إلى أن حرصهم على نجاحك ودفع الضرر عنك أكثر من غيرهم. كما تحدثنا سابقًا عن آبل وميكروسوفت وكيف كانت البداية من خلال الصداقة، يحوز الترابط العائلي في نشأة الشركات الكبرى على نصيب كبير. جيف بيزوس مؤسس أمازون يتحدث عن هذا الموقف بالكثير من العاطفية حينما ذكر أن والديه وعائلته قد أعطوه 100 ألف دولار كي يمكنه البدء، فيُطلق على هذا التصرف "اللمسة الرومانسية في تحقيق الحلم". أن يتحول جو العمل في الشركة إلى جو عائلي حقيقي، لهو حلم يطمح إليه الكثيرون. فإذا واتتك الفرصة لتحقيق هذا الحلم، فلا تتكاسل عن تحقيقه، واستفد من مميزات الترابط الأسري والعائلي في إنشاء شركة ناجحة، وهناك شركات ضخمة وناجحة بالفعل قائمة على الترابط العائلي مثل عائلة ساويرس في مصر، عائلة شومان وعائلة أبو غزالة في الأردن، والفاسية والسواسية في المغرب. الخطوة الثالثة: تواجد كثيرًا في البيئة التي سينشأ فيها حلمكهذه الخطوة تعني ألا تترك مقابلات، أحداث Events، مناسبات – رسمية كانت أو غير رسمية – إلا وتتواجد فيها وتحتكَّ بكل عناصر وجوانب البيئة التي سينشأ فيها حلمك. تواجدك في مثل هذه البيئات لن يصنع منك وجهًا مألوفًا فحسب، ولكن سيُكوّن لديك القدرة على اكتشاف مواهب متميزة قد يكون أحدهم هو الشريك المؤسس معك Co-Founder حينما تشرع في البدء. احتكاكك كثيرًا بزملاء الصنعة يعطيك الفرصة لدراسة شخصياتهم عن قُرب، ومعرفة ما إذا كانوا هم الشركاء المثاليّين لك أم لا. الأمر إذًا أشبه بعملية غربلة للعناصر المتاحة، لذلك ضع في ذهنك – قبل أن تبدأ – الصّفات الأساسية التي تحب توافرها في فريق عملك، واستشفّها فيمن تقابله في هذه المجتمعات. وهذه العملية ليست أحادية الاتجاه، ولكنها تعمل بالتّبادل، فكما تبحث أنت عنهم، هم كذلك يبحثون عنك، ويتحيّنون الفرصة للانضمام إليك، فكن حينها في أفضل صورة ممكنة لشريك العمل. العثور على العناصر المُتميّزة ليس هو العنصر الوحيد لجذب المتميزين لك، ولكن يجب أن تجمع معها كذلك عنصري الإيمان والمهارة. الخطوة الرابعة: ابحث عمن يؤمن بفكرتك + المهارةكما ذكرنا آنفًا، أنت لست في حاجة إلى البحث عنهم، لأنهم هم من سيجدون طريقهم إليك. الفكرة التي قضيت شهورًا وسنين تحلم بها وترسمها في خيالك، حتمًا راودت الكثيرين قبلك. وبعد مرحلة تنقيح وغربلة وإقصاء لأصحاب الهمم الواهية، والقلوب الضعيفة، ومحدودي الخيال، سيتبقى لك عدد محدود للغاية، هم أولئك الذين تستطيع تسميتهم "فريق الأحلام"، وهم المنوط بهم – بقيادتك ومساعدتك – إخراج الحلم من حدود الورق إلى نور الواقع. ولكن ليس معنى الإيمان بالفكرة أن تتجاهل جانب المهارة. الأحلام لا تُبنى على حماس الأفراد وحده، بل يجب أن يكون هذا الحماس مقترنًا بالحد الأدنى من المهارات التي يتطلبها تحقيق هذا الحلم. والحد الأدنى من المهارات هنا فقط للبداية، ولكن فور البدء سيتم رسم خطة تطوير وتنمية بشرية شاملة للمهارات المطلوب اكتسابها، وهذه الخطة بالطبع مرتبطة بجدول زمني. العنصر الأساسي في خطة تنمية المهارات يجب أن يكون تفعيل جانب الإبداع في العمل. فالمهارة التقليدية تصنع كيانًا تقليديًا لا يرتقي أبدًا إلى التميز. بينما الإبداع يفتح الكثير من الأبواب المغلقة، ويلفت الانتباه إلى حجم القيمة التي تقدّمها شركتك. الإيمان أم المهارة؟الإيمان والمهارة عنصران مقترنان، لا يجب أن ينفصلا أبدًا. فإذا وقعنا في فخ التفضيل والمقارنة، ما هو العنصر الأكثر أهمية من أخيه؟ قطعًا هو: الإيمان. من السهل بناء المهارة – كما سيتضح في العنصر الأخير – ولكن من الصعب للغاية بناء الإيمان. فإذا وجدت الإيمان بفكرتك مهيمنًا على أفراد فريق الذي قمت باختياره أو انضم إليك، فستجد أن عملية اكتساب المهارات المطلوبة في منتهى السهولة والسلاسة، لأن كل خطوة منها نابعة من القلب. الخطوة الخامسة: التدريب ليس رفاهية ولكنه جزء من العملعملية التدريب لا تتوقف عند حد معين في بناء أي كيان ضخم. التكنولوجيا تتطور، الاقتصاد يتطور، نمط الحياة يتطور، كل شيء يتطور، وينتقل في تطوره من محطة إلى أخرى من التغيرات التي تفرضها علينا البيئة تكاملاً مع الهدف المطلوب تحقيقه. إن لم يستطع رائد الأعمال ملاحقة فريقه بسلسلة منتظمة ومتصلة من الدروس والدورات التدريبية في تخصصاتهم وفيما يتعلق بمستقبل المشروع، فربما يتخلف الجميع عن الركب. مبدئيًا، التدريب يتطلب أن يكون مدير المشروع مُلمَّا بجميع التطورات التي تحدث في صناعته، مع القليل من الاستقراء للمستقبل، كي يُمكنه معرفة المهارات المطلوب اكتسابها لكل فرد من أفراد فريق العمل. من بدأ المشروع الخاص به على الإنترنت منذ 5 سنوات يعلم جيدًا أنه بصدد التعرض لنقلة كبيرة في التعامل مع الإنترنت من خلال الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. لذلك يجب أن يضع في اعتباره توافق موقعه مع الأجهزة المحمولة Responsive. إذا كانت شركتك بصدد التعرض الكثيف للجمهور، يجب حينئذ تنمية فريق مهارات فريق العمل فيما يخص جانب التواصل وخدمة العملاء. عنصر آخر يغيب عن ذهن مدير المشروع حينما يشرع في اختيار فريق العمل، وهو أن يتأكد من حرص أفراد فريقه على التعلّم. التعلّم هنا ليس فقط الدورات التدريبية المباشرة، ولكن كذلك عنصر التثقيف الشخصي، سواء في الصناعة أو فيما يرتبط بها. الأمر إذًا ليس محدودًا بمهارة أو خبرة معينة، ولكنه يتنامى مع تنامي الشركة وتغير شكل سوق العمل، وحسن استقراء مدير المشروع للمستقبل والاستعداد له، بتثقيف وتدريب فريق العمل. هل انتهينا عند هذا الحد؟ بالطبع لا . تستطيع اعتبار هذا المقال بداية الطريق بالنسبة لك. هناك الكثير والكثير مما يتوجب عليك فعله، بجانب الإيمان بالفكرة، وجودة نشرها، وحسن اختيار فريق العمل. ولكن تستطيع الارتكاز على تلك المبادئ في البداية، وستكون النتائج مرضية إلى حد كبير بالنسبة لك. السؤال هنا: هل قمت بالفعل بتكوين فريق العمل الذي تحلم به؟ إذا كانت الإجابة بـ (نعم)، ما هي العقبات التي قابلتك، وكيف تغلبت عليها؟ شاركنا بخبراتك في التعليقات.
  7. كل يوم، ينبثق السوق عن العشرات من الشركات الناشئة، التي تمتليء حماسة ونشاطًا، والتي تجدّ طلبًا في التميز والريادة في أقصر وقت. هذه المهمة قد تبدو صعبة في البداية، لأن السوق يشتعل بالفعل بالمنافسين القدامى، فربما لا تجد هذه الشركة الوليدة مكانًا لها بين أولئك العمالقة. ولأن العميل هو العنصر الحيوي والحساس في تمكين أي شركة لأخذ موقعها من السوق، تسعى الشركات الناشئة إلى تقديم خدمة عملاء استثنائية متميزة، رغبة في كسب هذا العميل المحتمل في صفها، وتشجعيه على جلب آخرين عن طريق التسويق المباشر بالكلمة Word Of Mouth. حتى الآن ويبدو الأمر رائعًا إلى أبعد الحدود. ولكن محاسبة التكاليف لا تعترف بهذا الأمر، وتفرض على أي شركة – ناشئة كانت أو مخضرمة – الحدّ من المبالغة في الإنفاق على أي قطاع في الشركة يمكن الاقتصاد فيه بنحو أو بآخر. هناك الكثير من الممارسات الشهيرة في خدمة العملاء، التي يظن معها الكثير من المديرين والموظفين أنها ممارسات صحيحة ومطلوبة في العمل في قسم خدمة العملاء، على الرغم من أن هذه الممارسات تؤثر بشكل أكثر سلبية على وقت الموظفين (تقليل الإنتاجية)، موارد الشركة (زيادة تكلفة التشغيل)، وسمعة الشركة (صورة العلامة التجارية Company Image). أعتقد أنه قد حان الوقت لتقوم بتصحيح بعض من تلك المفاهيم، أو إعادة هيكلتها بالشكل الملائم، الذي يناسب عميلك، وفي نفس الوقت لا يسبب خسارة كبيرة لك. 1. العميل دائمًا على حق عانت شركة Southwest من شكاوى إحدى عميلاتها التي تستخدم خطوطهم الجوية بشكل مستمر. كانت العميلة دائمة الشكوى بشكل مستفز من كل شيء: المقاعد غير مريحة، الدرجة الأولى شكلها غير لطيف، أزياء العاملين سيئة، ..الخ. في الواقع هي تكره كل شيء في الشركة، وعلى الرغم من ذلك تتعامل معها في رحلاتها الجوية باستمرار. عجز قسم خدمة العملاء بأكمله عن التعامل مع هذه العميلة وإرضائها انطلاقًا من مبدأ "العميل دائمًا على حق The Customer Is Always Right" فقاموا بتقديم تقرير شامل عنها في رسالة واحدة وضعوها على مكتب هيرب كيلير Herb Kelleher المدير التنفيذي للشركة CEO مع عبارة صغيرة "هذه العميلة لك" إشارة إلى عجزهم عن التعامل معها بشكل مطلق. اللطيف في الأمر أن رد كيلير جاء بعد 60 ثانية فقط بجملة واحدة لتلك العميلة المزعجة "سنفتقدك كثيرًا". (منقولة بتصرف). العميل ليس دائمًا على حق. العميل يُخطيء، ويخطيء كثيرًا أيضًا. والقصص الواردة في الأخطاء المستفزة لبعض العملاء كثيرة ومتعددة، وإذا تحملت كل أخطاء وسخافات العميل فقط لأجل قاعدة "العميل دائمًا على حق" فأنت أنت من لست على حق على الإطلاق. هذا المبدأ ليس اقتباس من كتاب سماوي مقدس كي نعطيه كل هذا القدر من الاحترام، بالإضافة إلى أنه مُطْيَة مريحة للعملاء السخفاء المتنطعين. أضف إلى هذا أنه يجعل فريق العمل في حالة نفسية سيئة من شدة الضغط العصبي الذي يقع على أعصابهم من تماسكهم أمام هذه النوعية من العملاء التي تلعب على هذا الوتر. العميل الذي لا يرضى، دائم الشكوى، كثير الجدل، طويل الحديث، الذي يعني بأدق التفاصيل، لا يعتبر مكسبًا للشركة، بل يجب الاستغناء عنه عند أول محطة. بل يجب حتى الابتعاد عنه تمامًا إذا ما قادته إليك الظروف. هناك قواعد أساسية في عملك. التزم بها أنت أولاً، ثم وضّحها لعميلك من البداية، حتى لا يتفاجأ بشيء، وتأكد من استيعابه لها قبل إمضاء العقد. فإذا صدر من العميل أي تصرف ينتج عنه إزعاج كبير لموظفي خدمة العملاء أو الشركة ككل، يجب أن تتخذ قرارك بحسم – بدون تردد أو ندم – في إنهاء التعاقد مع هذا العميل. 2. أن تظن أن الكذب على العميل قرار صائب قالوا قديمًا "إذا كنت كذوبًا فكن ذكورًا" كناية على أن الكذب روايات من الخيال، فلا تثبت في العقل مع ما بها من تزييف للحقائق. بينما الحقائق تُرى وتُسمع وتُدرك بكل الحواس، فمن الصعب نسيانها. أن تظن أن الكذب هو السياسة المناسبة للتعامل مع العميل الغاضب بسبب تأخر الخدمة/السلعة عن الوصول إليه، فهذا – عن تجربة – أقصر الطرق لمحو العلامة التجارية الخاصة بك من السوق. كذلك تحت بند الكذب، أن تعد بما لا يمكنك الوفاء به. هذا الخطأ من أشد الأخطاء طرًا على الشركة. ليس لأنه يُفقد الشركة المصداقية فحسب، ولكنه يُفقدها سمعتها لدى العملاء المحتملين، تذكر قوة التسويق بالكلمة Word Of Mouth. هناك إحصائية – لم تسعفني لها المصادر – تقول أن العميل الراضي عن علامة تجارية معينة، يُحدِّث عنها 3 من معارفه. بينما العميل الساخط يُحدِّث 11 من معارفه. وأيًا كان مدى صحة هذه الإحصائية من عدمه، فقد خبرناها في حياتنا مع التجارب السيئة أو الجيدة التي تحدث مع الشركات المختلفة. لماذا تلجأ الشركات إلى الكذب؟ تظن الشركة أنها لو أخبرت العميل بأسباب العطل، التأخر، أو بالميعاد المتوقع لحصول العميل على الخدمة/السلعة، قد يقوم العميل بإلغاء التعاقد مع الشركة. حسنًا .. من قال أن الكذب سيبقي العميل للشركة؟قسم خدمة العملاء الذي يعتمد على الكذب غالبًا ما يعْلَق في كذبه، ويفتضح أمره أمام العميل. بدلاً من اللجوء إلى الكذب، اشرح للعميل الوضع بوضوح شديد، ولا تخفيه أمرًا، واترك له حرية اتخاذ القرار، سواء بالاستمرار معك، أو بإلغاء التعاقد. ولكن الذي أؤكد لك عليه في كلتا الحالتين هو أن العميل سيحترمك للغاية على صراحتك، وأيضًا على احترامك له ومساعدته في اتخاذ القرار الأفضل لمصلحته. 3. أن العميل له الحق في أن يغضب بلا حدود من الأخطاء الشائعة في التعامل مع العملاء أن تلجأ الشركة إلى "التدليل الشديد" للعميل، فيأخذ العميل ما يروق له من الشركة، وعلاوة على ذلك يغضب بأي طريقة، وبلا حدود. أعلم أن الإنسان يفقد أعصابه وينتابه الغضب في بعض الأحيان، وخاصة إذا جرت الأمور على غير ما يتوقع لها .. هذا هو العميل العادي حينما يفقد غضبه. ولكن هناك من العملاء من يتميز بالتجاوز الشديد لحدود الأدب واللياقة بدون داع Abusive Customer ويُعرّض الموظف لسيل من الكلمات والعبارات المستفزة، وأحيانًا يصل الأمر إلى الشتائم والإهانة، وهذا سلوك مرفوض بشكل عام. وكون الموظف يتقاضى راتبه لمساعدة العملاء في الحصول على خدمة جيدة، ليس معناه أن يتحمل سقطات وغضب العميل المُبالغ فيه، وتجاوزاته، ووقاحته في بعض الأحيان. كما أنت حريص على رضا عملائك، كن حريصًا كذلك على راحة موظفيك. فالموظف الذي يشعر بالانزعاج أو القهر – لتعرضه للإهانة بدون القدرة على الرد – أو الغضب لنفسه، سيبدأ في البحث عن عمل جديد، بل وربما يتخذ قرارًا غاضبًا في لحظة، ويترك العمل معك بشكل نهائي. المال لا يُعوّض عن الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الموظف، بل ربما يُنفق هذا المال على أمراض شتّى جراء ضغوط العمل. كل هذا يجب أن يتوقف الآن. لذلك ضع القواعد من الآن. هناك حدود أخلاقية ملزمة للعميل لا يجب أن يتجاوزها، وإن حدث وتجاوزها، فلا حاجة للشركة في هذا العميل. حفظ كرامة ممثل الشركة – أيًا كان موقعه – من كرامة الشركة. ورضا العملاء لا يعني أبدًا إهانة ممثل الشركة. 4. أن خدمة العملاء تتلقى المكالمات فقط وهو مفهوم آخر من المفاهيم المغلوطة عن خدمة العملاء. أن هذا القسم مسؤول فقط عن تلقي مكالمات وشكاوى العملاء، وليس له أي علاقة بإشباع العميل. حسب مدرسة التسويق الداخلي Inbound Marketing في علوم التسويق الحديث، فإن إشباع العميل ليس هو المرحلة النهائية في منهجية التعامل معه. بل يجب عليك كذلك إدخال السعادة والسرور إلى قلبه. يجب أن يتصل مسؤولي خدمة العملاء بالعميل للاطمئنان على تمام وصول الخدمة/المنتج كمرحلة أولى، ثم بعد ذلك يقوموا بالاتصال بالعميل من وقت لآخر للاطمئنان على مدى رضا العميل في التعامل مع الشركة. المرحلة المتقدمة من هذه الممارسات تتمثل في إبهاج العميل، وإعطاؤه قدر غير متوقع من البهجة والسرور مع علامة تجارية يتعامل معها، ويشعر – فعليًا – بالرضا عنها. أما إذا رغبت في مشاهدة هذا المستوى من "إبهاج العميل" فانظر ماذا فعلت شركة ويست جيت WestJet مع عملائها في ليلة رأس السنة. 5. أن خدمة العملاء مسؤولة عن جهل العميل المطبق مفهوم آخر من المفاهيم الخاطئة عن خدمة العملاء. وهذا المفهوم ينقسم بين العميل نفسه من ناحية وبين إدارة الشركة من ناحية أخرى. وهو أن خدمة العملاء مسؤولة عن تثقيف العميل. هذا المفهوم خاطيء، ويسبب الكثير من فقد الوقت والموارد. خدمة العملاء مسؤولة فقط عن توضيح سوء التفاهم لدى العميل الفاهم أو نصف الفاهم، وليس شرح أمر جديد للعميل. عملية الفهم والتوضيح الأساسية لأي عميل أو للعميل الجديد تحديدًا يختص بها قسمي التسويق والمبيعات. حتى بالنسبة لقسمي التسويق والمبيعات، هناك مستوى معين مقبول من الجهل لدى العملاء. ما دون هذا المستوى لا يتم وضعه في خانة العملاء في الأساس. وهذا القرار لا يمثل أي خسارة للشركة، فما الذي ستجنيه الشركة جراء التعامل مع عميل ليس لديه المقومات الأساسية لفهم طبيعة المنتج/الخدمة، أو التعامل معه؟ سيبدو المشهد أشبه بالأخرس الذي يصف للأعمى كيف يبدو الفيل. 6. أن مسؤول خدمة العملاء يمثل نفسه لا الشركة هذا المفهوم يتواجد في الأساس لدي موظف خدمة العملاء نفسه. فهو يظن أن العميل يخاطبه هو لذاته ولشخصه. في الواقع العميل لا يعرفك ولا يعلم عنك أي شيء، وأنت بالنسبة له عبارة عن قناة يتواصل من خلالها مع الشركة. أنت بالنسبة له الشركة. العميل الغاضب، العصبي، المنفعل أو الذي يتحدث بشكل مستفز، لا يخاطبك أنت لشخصك، ولكن يخاطب الشركة. فلا تأخذ الأمر على نحو شخصي، وتعامل معه بالمزيد من المرونة والتفهم لوضعية ونفسية العميل. وكما ذكرنا آنفًا، هذا لا يناقض أن هناك مستوى معين من الحوار يجب أن يلتزم به العميل حال الحديث معك كموظف خدمة العملاء، وهذا هو العميل الذي يجب أن تستوعب غضبه وتحاول تقديم يد المساعدة له بقدر استطاعتك. 7. أن تتعامل مع الأرقام والإحصائيات باستهتار كافة أنظمة خدمة العملاء الآن توفر العنصر الإحصائي، حتى النظام اليدوي منه. تستطيع أن تطلب من موظفيك في قسم خدمة العملاء التعامل مع أحد برامج قواعد البيانات البسيطة، أو حتى برنامج بسيط مثل إكسل MS Excel من مجموعة أوفيس لميكروسوفت Microsoft Office لتسجيل إجابات العملاء عن بعض الأسئلة، واستخدام تلك الأسئلة في تحديد سياسة الشركة مع العملاء في مختلف الجوانب. هذا هو الشكل البدائي في التعامل مع الإحصائيات، فما بالك بالبرامج الحديثة والأنظمة الذكية في إدارة العلاقات مع العملاء CRM. مثل هذه الأنظمة وغيرها تتيح لك توافر عشرات الأنواع من المعلومات المختلفة التي تستطيع استخدامها في وضع تصور عن مستوى الخدمة الذي يطمح إليه عميلك، وقياس ذلك بالإمكانيات المتاحة للوصول إلى هذا المستوى. أيًا كان مستوى التقنية الذي تستخدمه، لا تهمل أبدًا أصغر مكالمة أو مقابلة أو انطباع لدى عميل من الممكن أن يفيدك في قراراتك التسويقية المقبلة. مرة أخيرة، ليس معنى تقديم خدمة عملاء جيدة، أن تنسى مسؤوليتك ناحية الشركة، أو الهدف الذي من أجله أُنشئت تلك الشركة. الخدمة المتميزة للعملاء هي إحدى الوسائل التي تسعى بها أي شركة إلى تصدّر السوق ضد المنافسين وزيادة الأرباح. ولكن من قال أن إهلاك موارد الشركة المادية والبشرية سيزيد تلك الأرباح؟ دورك الآن هو أن تصل إلى مستوى معين من التوازن بين متطلبات العملاء، وإمكانيات شركتك، بشكل لا يؤثر على أي من الطرفين. في رأيك، ما هي أكثر الممارسات التي عانت منها شركتك، أو عانيت أنت منها شخصيًا من المفاهيم السابقة؟
  8. على الرغم من تطور الصحافة الإلكترونية، وانتشار وسائل نقل المعلومات والأخبار في العالم، إلا أن بريق الصحافة الكلاسيكية لا يزال ساطعًا. ولفتة واحدة من صحفي نشط – له اسمه وسمعته، وشهرته في عالم الصحافة – إلى شركتك قد تساوي آلاف الزوار وبالتالي عشرات العملاء. في الحقيقة تشهد الصحافة الإلكترونية انتعاشًا يتزايد يومًا بعد يوم، ولكن – حتى الآن – ما زالت الصحافة الورقية تتفوق على الصحافة الإلكترونية، ولهذا السبب يجب أن تضعها – الصحافة الورقية – نصب عينيك حينما يأتي الحديث عن ترويج عملك، أو نفسك كعلامة تجارية. ولكن كيف تجذب ذلك الصحفي النشط إلى نشاط شركتك الناشئة؟ في هذا الدليل نستعرض الخطوات التفصيلية التي ستدفع بالأقلام الوثابة، والمنصات الإعلامية المتميزة، إليك لتصنع تقرير متميز عن شركتك. أولاً: قدم قيمة فريدة مميزةهناك الكثير من العلامات التجارية التي "اشترت" أقلامًا كبيرة، ولكنها في مضمونها – العلامات التجارية أقصد – لم تكن على قدر المسؤولية، ولا بنفس القيمة التي تستحق كل هذه الدعاية والإنفاق المفرط. أجب عن هذا السؤال قبل أن تبدأ: لماذا يجب على الصحفيين المجيء إليك والحديث معك، ثم عنك للجمهور؟ يجب أن يكون لديك قيمة استثنائية تدفع الصحفيين إلى الحديث عنك بكل ثقة، بدون الخوف من الإشارة إلى سمعتهم كمأجورين. أعلم أنك تهتم حقًا في المقام الأول بالترويج لنفسك ولعلامتك التجارية، ولكن إذا التزمت بمبدأ ستيف جوبز Steve Jobs في التسويق، فحتمًا ستكون النتائج مختلفة. يقول العبقري جوبز "بالنسبة لي، التسويق هو تقديم قيمة للناس About me, Marketing is about Value" حينما كان يُعدّ مؤتمراته الصحفية، كان جوبز يحرص أشد الحرص ليس فقط على إظهار القيمة التي لديه – لدى آبل – ولكن كذلك إلى بث شعور معين إلى الناس، مفاده أن حياتهم لن تستمر على نحو جيد إلا إذا اشتروا منتجاته واستخدموها . "الحياة لن تعود أبدًا كالسابق بدون عائلة الـ (i) i family" (iPod, iPhone, iPad, iMac, etc). يجب أن يكون لديك قيمة استثنائية . هذا ليس اختيارًا . كل ما عليك فعله هو تقديم قيمة حقيقية مميزة، وثم اشرع في تنفيذ الخطة التالية، ولن يمض وقت طويل حتى تعاني من زحام الصحافة والإعلام. ثانيًا: قم ببناء وتوسيع شبكة علاقاتكحينما يأتي الحديث عن فتح العلاقات مع رجال الصحافة والإعلام، البعض يأخذه الحماس، فينطلق على الفور لتجميع العناوين البريدية الشخصية لأشهر الصحفيين من الجرائد أو الإنترنت أو أي مصدر آخر، ثم يكتب رسالة تقليدية مفعمة بالرغبة والأمل، ويرسلها إلى تلك القائمة مرة واحدة . إن كنت تفعل ذلك، أخبرني بربك ما الفارق بينك وبين الممارسات المزعجة في التسويق بالبريد الإلكتروني؟ يستقبل الصحفيون في الولايات المتحدة الأمريكية USA، والمملكة المتحدة UK، وحدهما ما يقارب من 1.7 مليار رسالة سنوية من هذه النوعية. فماذا تتوقع مصير رسالتك؟ بدلًا من ذلك ابدأ في العمل على نحو منهجي مُرَتّب. تحرك على نحو تدريجي من الأصغر للأكبر، ومن السهل للصعب. في البداية قم بإعداد قائمة بالصفحيين المستهدفين للبدء في التخطيط لفتح قنوات اتصال معهم. القائمة بالطبع تشمل الصحفي والصحف والمجلات التي يكتب بها. اسم الصحيفة/المجلة هو المفتاح الذهبي بالنسبة لك. ابدأ في البحث عن المراسلين الصحفيين والصحفيين تحت التمرين. لماذا؟ تلك الفئة تكون أشد حماسة من الصحفيين الكبار، ولديهم رغبة في إثبات ذواتهم عن طريق الوصول إلى الأخبار المتميزة، والمواضيع المثيرة. هذه الفئة المتحمسة هي التي ستأخذ بيدك إلى هدفك الرئيسي، وفي الوقت نفسه لا تستهن بمواضيعهم وأقلامهم الشابة، ومدى ما تحمله من طموح. فليكن هدفك الصحفي الكبير في القائمة، وفي نفس الوقت استفد من الصحفي الصغير Reporter. لن يمض وقت طويل حتى يكون الباب مفتوحًا لمن هو أعلى منه في القائمة، بل وربما يجذب ذلك إليك من تبتغيه بدون الحاجة إلى الذهاب إليه. ثالثًا: استشفاف قيمة الخبر الصحفيأن تخبر القراء أن شركتك حققت أرباح 300% هذا العام، فهذا ليس بالخبر المثير لدى القراء، ولكن حينما تخبرهم أن ثلث الأرباح هذا العام ستُوزع على عملائك كهدايا ومنح بدون مقابل، فهذا هو الخبر. قيمة الخبر ليست فيما يحويه، ولكن في تفاعل القراء معه. الخبر يجب أن يحوي تأثيرًا ضمنيًّا على القراء. خبر تعيين (س) مدير تسويق لشركتك الصغيرة لن يلفت انتباه القراء في شيء. ولكن حينما يعلم القراء أن (فيليب كوتلر) هو مدير التسويق بشركتك سيصبح الخبر مثيرًا وجديرًا بالمتابعة من القراء. ليس لأن اكتساب عميل جديد يعتبر أمر هام بالنسبة لك أن هذا الأمر هام لقرائك . الأمور لا تسير بهذا النحو. في بعض الأحيان يكون التعرض المباشر بالشركة للقراء عملية ضعيفة التأثير، ولكن حينما تختلط بالأحداث العامة والمشهورة، ستحصل على نفس القدر من الشهرة، بل وما يزيد عن ذلك وهو أن تتحول إلى رائد في صناعتك Thought Leader. العبرة هنا ليست بالحصول على الظهور الصحفي وحسب، فقد تظهر بالفعل في وسائل الإعلام، ولكن بدون تأثير يُذكر، والجرائد مليئة بمثل هذه الأمثلة. ولكن العبرة في أن تنظر إلى شركتك بعيون القراء، لترى أي الأحداث والأخبار عنك هي التي تهم القارئ، وتكون مثيرة بقدر مناسب لتدفعه ليس إلى قراءتها فحسب، ولكن مشاركتها كذلك مع الآخرين. أفكار لرفع قيمة الشركة من خلال الخبر الصحفي1- ارتبط بالأحداث العامة بأي شكل من الأشكالحينما يخرج أي حدث عالمي إلى النور، ترى العلامات التجارية الضخمة تتسابق إلى تغطيته، ورعايته، والبقاء بالقرب منه . هذه هي السياسة الصحفية الناجحة. بطولة كأس العالم جاءت، وجاء معها زخم ضخم من الشركات الضخمة تتسابق لرعاية هذا الحدث بأشكال وطرق مختلفة: رعاية مباشرة، إعلانات تلفزيونية، ابتكار شعارات محفزة،.الخ. القصد هنا هو ربط الحدث بالعلامة التجارية بأي شكل من الأشكال. 2- ما هو الاتجاه السائد؟ كن بقربهالاتجاه السائد Trend هو حالة اجتماعية تسود الجمهور فترة معينة من الزمن، غالبًا ما تكون قصيرة، ثم تتلاشى. الرابحون في هذا السوق هم الذين يسبقون غيرهم في التفاعل مع الاتجاه السائد قبل غيرهم. في مصر قامت مبادرة لطيفة تُسمى ديجتاليزر على يد شاب بسيط اسمه أحمد سامي، تهدف إلى تعليم 6000 شاب التسويق الرقمي خلال عام واحد، ولقيت هذه المبادرة نجاحًا جمًا. راقب معي هذه المبادرة وطبق نتائجها على مفهوم الاتجاه السائد، وكذلك على مفهوم الارتباط بالأحداث العامة Events. لقد حدث تسابق غير مسبوق على رعاية ديجتاليزر، وقدم الكثير من المدربين في مجال التسويق الإلكتروني دعمهم، ووقتهم المجاني لمن يريد التدريب، وقدم الكثير ممن يملك أماكن تصلح للتدريب أيام مجانية بالكامل لكي يقوم المدربون بتدريب الشباب المتقدم للمبادرة فيها. أما النتيجة التي تلي هذه المبادرة مباشرة، فهي الأطرف على الإطلاق. فقد قام الكثير من المدربين المشهورين – من خارج مبادرة ديجتاليزر في الأساس – بعرض الكثير من الدورات التدريبية المجانية لمتابعيهم . هل أدركت مقصدي حينما أقول لك: كن بقرب الاتجاه السائد في المجتمع؟ هذا هو بيت القصيد. 3- قم بتنظيم حدث خاص Eventتنظيم حدث ليس بالأمر الهين، ويأخذ الكثير من الوقت والجهد والمال والصداع، والكثير من الأمور الأخرى، ولكن النتائج تستحق. في هذه الحالة تستطيع العمل بنهجين: الأول: أن تقوم بإرسال دعوة مباشرة إلى كبار الصحفيين (المستهدفين) لحضور هذا الحدث وتغطيته بالكيفية التي تروق لهم. الثاني: أن تقوم بعمل حملة دعائية مكثفة، تلفت بها انتباه وسائل الإعلام بصفة عامة، ودع الطبيعة تعمل عملها. 4- اعمل على أن تكون مصدر للمعلومات عن موضوع معينبدلًا من أن تكون مجرد حدث مؤقت أو تصنع لقاءً عابرًا مع صحفي من الصحفيين، تستطيع أن تصنع من نفسك مصدر معلوماتي لا ينضب عن صناعة معينة Niche. فلو كنت خبيرًا في التسويق، فأنت المصدر الذي يعود إليه الصحفيون كافة حينما يأتي الحديث عن أمر متعلق بالشريحة المستهدفة، أو تسعير المنتج، أو اختيار التوقيت الأفضل لعرض المنتج، أو أي أمر آخر له علاقة من قريب أو بعيد بالتسويق. هذه المهمة صعبة للغاية، فهي تتطلب منك أن تتحول إلى ماكينة لا تتوقف عن إنتاج المحتوى القيم المتميز وعرضه على الملأ بشكل مستمر، ونشره على أكبر شريحة ممكنة من القراء. ربما يكون هذا صعبًا وشاقًا، ولكن النتائج المترتبة عليه ستكفل لك مقعدًا دائمًا في هذه الصناعة، في أوقات خمولها قبل رواجها. رابعًا: عند مراسلة الصحفي المستهدف . قم بالآتي1. اجعل رسالتك مختصرة وتدخل في صلب الموضوع من أول فقرة: الإحصائية السابقة (إحصائية الـ 1.7 مليار رسالة) تدفعك إلى أن تجعل رسالتك واضحة ومختصرة. 2. وضح مدى ارتباط موضوعك برغبات القراء لدى هذا الصحفي: عودة إلى خطوة الاستهداف. هذا الصحفي مختص بتغطية موضوع ما، وله قراء في هذا الموضوع. يجب أن توضح له كم أنت مناسب لتقديم قيمة متميزة في هذا الموضوع. 3. التزم بالحقائق وابتعد عن المغالاة: على الرغم من أن أغلب الصحف تحظى بمقدار ثابت من القراء والمتابعين، إلا أن هذا لا يعني الاستهتار بعقلية القراء. لا غلو ولا مبالغة في عرض أي موضوع. كل المواضيع يجب أن يُرفق بها إحصائيات موثقة من هيئات رسمية بقدر الإمكان. 4. قدم المزيد من المصادر والمعلومات لمن يرغب في المزيد: منظومة الأسئلة الرئيسية تتكون من أدوات الاستفهام المشهورة (ماذا، من، متى، أين، كيف، ولماذا)، وهي الأسئلة التي يجب أن تجيب عنها بشكل أساسي . هذا للأشخاص العاديين. أما المتميزين، فإنهم يضيفون المزيد من المصادر والمعلومات الإضافية، التي تجعل عملية القراءة ممتعة ومثمرة، وتحوي قيمة عالية حقيقية لمن يرغب في المزيد. أضف المزيد من الصور والفيديوهات والإحصائيات والأرقام إلى أعمالك، وراقب مؤشرات التميز التي ستحظى بها. 5- اختر التوقيت المضبوط: أحد الشروط التي تسمح للمواقع الإخبارية بالالتحاق بأخبار جوجل، هو أن يصدر الخبر في التوقيت المثالي. والتوقيت المثالي هو الوقت الذي يُتوقع أن يهتم الناس فيه بالخبر، وليس بعدها. بالمثل إذا رغبت في أن يحظى موضوعك بالاهتمام من قبل القراء والمتابعين، يجب أن تختار له الوقت المناسب للنشر. ربما ارتباطًا بحدث من نوع ما، أو في بداية الموسم الدراسي، أو مع مقدم الإجازات، أو أي شيء آخر. خامسًا: استعد لمقابلة ناجحة Perfect Interviewتأتي هذه بعد النجاح في الوصول إلى الصحفي/الصحيفة المستهدفة، والرد بالقبول مع وعد بالاتصال في أقرب وقت. هناك بعض الأمور التي يجب أن تضعها في ذهنك بعد الوصول إلى هذه المرحلة، ألا وهي إجراءات الاستعداد للمقابلة: 1. كن مستعدًا: أنت لا تعلم متى سيتواصل الصحفي المختار معك، لذلك كن دومًا مستعدًا بالموضوع الذي ستقوم بتغطيته. 2. لا تفترض أي شيء: حينما تجري المقابلة معه، لا تعطي افتراضات مسبقة. تعامل مع الأمر وكأن ما تعرضه أمر جديد تمامًا على القراء، بما فيهم الصحفي المستهدف صاحب اللقاء. لذلك قم بتقديم المعلومات بشكل واف غير مخل. 3. اعرف القواعد أولًا: البعض يتوهم أن اللقاء سيكون على شاكلة معينة، ثم يتعرض لصدمة حينما يحدث اللقاء. الخطأ هنا دومًا . خطأك . اعرف قواعد إجراء المقابلة جيدًا، وما إذا كانت مناسبة لك أم لا، وذلك قبل البدء. على سبيل المثال، هل من المستحب ذكر الأسماء والأماكن بوضوح، أم التنويه عنها عرضًا لتجنب مشاكل الدعاية؟ ما هي المساحة (فقرة، صفحة، دقائق، . الخ) المسموحة لي في العرض؟ وغيرها. 4. المرونة مطلوبة: أعلم أن التخطيط لمثل هذه الأمور سيكون شاقًا، ولكم تتمنى أن تنتهي منه. ولكن ليس معنى هذا أن ما قمت بإعداده غير قابل للتغيير، بل على العكس، ضع في اعتبارك أن التغيير شيء أساسي في مثل هذه اللقاءات، لعدة عوامل خارجة عن إرادتك تمامًا. كن مستعدًا بنقاط محددة، ولكن كذلك كن مرنًا، لأن التحكم الكامل ليس في يدك. 5. يجب أن تكون مصادرك جاهزة: الصحفيون يحبون عرض الحقائق الموثقة بالأرقام والإحصائيات والتسجيلات، فإذا كنت تتحدث عن نتيجة وصل إليها العلم/الصناعة مؤخرًا، قم بتدعيم تلك النتيجة بالكثير من الحقائق والإحصائيات والأرقام التي تثير شهية القراء، وتعجب الصحفيون كذلك. سادسًا: اصنع من نفسك مصدر دائم للمعلومات في هذه الصناعةتواجدك في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، تزامنًا مع حضورك الأحداث Events والمؤتمرات واللقاءات الهامة بمجال عملك، ستجعل منك مع مرور الوقت الضيف الدائم على مائدة اللقاءات المتعلقة بهذا الأمر. بعد فترة أخرى سيتم اعتبارك – ضمنيًا – الخبير المعتمد لدى وسائل الإعلام للحديث عن هذا الأمر. وسيقل الجهد الذي تبذل كثيرًا، وسيزيد العائد عما كنت تتوق بكثير، وسترى أن مكانتك الفنية في السوق الذي تعمل به، ترتفع يومًا بعد يوم. تخيل نوعًا مُعيّنًا من التناغم يحدث حينما يراك أحد الأشخاص في لقاء تلفزيوني على قناته المفضلة، ثم يذهب لحضور مؤتمر، فيرى أن لك كلمة فيه، ويذهب لشراء منتج من شركة ما، ليرى أنك متواجدًا هناك، أو ألقيت تدريبًا لفريق العمل هناك . تخيل ما هو الانطباع الذي سيستقر في ذهن هذا الشخص. الخلاصةأعلمُ أن المقال طويل ومليء بالمعلومات والتدريبات الدسمة، ولكن الالتزام بالخطوات الواردة فيه، سيحقق نتائج مبهرة، بل ربما تفوق التوقعات. لذلك إذا أردنا تلخيص الخطوات السابقة في فقرة واحدة، فسنقول أن أسهل الطرق للوصول إلى عالم الصحافة المطبوعة، هو التركيز في تقديم قيمة استثنائية في الصناعة التي تعمل بها Niche، ثم توسيع نطاق اتصالاتك بتحديد قائمة من الصحفيين المتميزين، واختيار نهج معين للوصول إليهم. يأتي بعدها ضرورة استشفاف الخبر الذي يروق للقراء لتقوم بإعداده بشكل لائق. هناك بعض القواعد التي يجب أن تلتزم بها قبل وبعد التواصل مع الصحفي المستهدف، لتتمكن من صنع مقابلة صحفية Interview ناجحة، ترفع من قدرك، وتجعل منك مصدر غني ودائم بالمعلومات. أن يكون لك تواجد صحفي بين الناس، عملية قد تأخذ بعض الوقت، ولكن عوائدها ضخمة للغاية بالمقارنة. لذا فإن الجهد المبذول في تحقيق هذه الغاية يستحق كل دقيقة منه، ولا يجب التكاسل عن إتمام الخطوات السابقة في أي مرحلة حتى تبلغ الهدف الرئيسي. هل سبق لك وقمت بعمل لقاء صحفي مع أي جريدة/مجلة مطبوعة؟ كيف كان اللقاء وما هي نتائجه على العمل الخاص بك؟ زودنا بخبراتك في التعليقات.
  9. حتى الآن، ما يزال البريد الإلكتروني Email هو الوسيلة المفضلة لكلا من الشركات والأفراد في عالم الأعمال. الكثير من الشركات تعتمد البريد الإلكتروني كوسيلة للتعاقد وإنهاء الصفقات، وليس فقط التواصل والتفاوض. أهمية البريد الإلكتروني لم تقلّ لحظة واحدة مع ظهور الشبكات الاجتماعية، والإمكانيات التي تتيحها في مسألة إرسال واستقبال البيانات. وسيلة الاتصال الرسمية التي تفضلها الشركات بعد هاتف الشركة والهاتف المحمول، هي البريد الإلكتروني. خبراء التسويق الإلكتروني جميعًا – القدماء والمحدثون – أصرّوا على أهمية استخدام البريد الإلكتروني في التسويق، وتحدثوا كثيرًا عن كم الخسائر التي يتكبّدها أي عمل وأي شركة إذا أساء استخدام هذه الأداة الرئيسية في التواصل. غير أن الكثير من المستخدمين – سواء العاملين على نحو فردي أو تحت مظلة أي شركة في قطاع الأعمال – يرتكبون كل يوم الكثير من الأخطاء الفادحة التي لا يدركون آثارها على أعمالهم، وأنها من الممكن أن تُفقدهم عميلًا يومًا ما، وربما وظيفتهم كذلك. لذلك وجب التنويه – على عُجالة – عن أكثر تلك الأخطاء شيوعًا وآثارها على عملك. جمعت لك في هذه المقالة 15 خطأً من أكثر الأخطاء شيوعًا في استخدام البريد الإلكتروني. ربما ترغب أنت في إضافة المزيد، وسأكون سعيدًا بذلك. 1. عدم التأكد من الضغط على الزر الصحيح لإرسال الرسالة للشخص المطلوبربما يبدو هذا الخطأ تافهًا أو لا يمثل أي قيمة . حسنًا . في الواقع ما لديّ من قصص عن آثار مثل هذا الخطأ قد تغير رأيك تمامًا . خذ هذه القصة على سبيل المثال. المدير التنفيذي للشركة CEO المتبرم دائمًا يشتكي من كسل الموظفين – الذين يعملون بجدّ ويبذلون قصارى جهدهم بالفعل – ويرفض أي طلبات من الموظفين لزيادة المرتب، أو أي امتيازات عينية، ويتحجج دومًا بأن الشركة على شفا الإفلاس، وأننا نعاني من أسوأ الانخفاضات في الميزانية والأرقام. في خِضَمّ هذه الموجة من السخط والشكوى، يستقبل جميع أفراد الشركة بلا استثناء رسالة بريدية، هي عبارة عن دراسة جدوى لمشروع جديد تنوي الشركة القيام به، مرفق به عرض سعري، موجهة في الأساس – من الاسم الموضح بالرسالة – إلى رئيس مجلس إدارة الشركة والمساهم بالنصيب الأعظم في رأس المال بها، وكان في ثنايا العرض إحصائيات وأرقام تثبت إلى أي مدى زادت أرباح الشركة في هذه الفترة عن الأعوام السابقة. كيف حدث مثل هذا الخطأ؟ هناك خاصية في منصة البريد الإلكتروني المستخدمة، تقدم لك اقتراحات أسماء المرسل إليهم بمجرد كتابة الحرف الأول. فحينما كتب المدير التنفيذي حرف (A) ظهرت له قائمة بالأسماء التي تبدأ بهذا الحرف، وكان أولهم اسم رئيس مجلس الإدارة، وثانيهم على الفور (All) وهي خاصية متاحة للمديرين فقط، وتسمح بإرسال الرسالة الواحدة إلى جميع أفراد الشركة . وكان ما كان. خطأ بسيط في النقر والتأكيد على اسم المرسل إليه سببت الكثير من التوتر في الشركة، ووضعت المدير التنفيذي في موقف، أقل ما يُقال عنه أنه محرج. هل تريد قصة أخرى؟ حسنًا. القصص فيه هذا الشأن كثيرة، وإحداها كلّفت أصحابها 5 ملايين من الدولارات بسبب أخطاء من هذه النوعية. الخطأ قد يبدو تافهًا، ولكن الاستهتار به ربما يؤدي إلى كوارث، كما رأيت من القصص السابقة. 2. كتابة الرسالة وأنت غاضبالتنفيس عن الغضب مطلوب، ولكن أرسطو يقول: "من السهل أن تغضب، ولكن من الصعب للغاية أن تغضب في الوقت المناسب، للسبب المناسب، بالطريقة المناسبة،على الشخص المناسب" هذا بالإضافة إلى أن البريد الإلكتروني ليس هو الوسيلة المُثلى للتنفيس عن الغضب. تذكر أنه فور أن تنقر على زر الإرسال send لن يكون بمقدورك استعادة خطوة واحدة إلى الوراء. وهذا معناه أن تقوم بتحمل تبعات هذه الرسالة أيًا كان ما فيها. شخصيًا – ولأجل هذا السبب تحديدًا – أقوم بتفعيل خاصية الـ Undo في بريد الجي ميل Gmail لأن هذا يعطيني بضع ثوان أقوم فيها بقراءة الخطاب قراءة سريعة قبل أن يتم إرساله إلى الشخص المطلوب. حينما تشعر بالغضب، توقف عما تفعل، وابحث لك عن فعل أي شيء آخر مختلف عن جلوسك أمام جهاز الكمبيوتر. تستطيع ترك العمل لبرهة ومشاهدة فيديو قصير يتميز بالطرافة والكوميديا من باب تغيير المزاج. أو يمكنك تغيير وضعية الجلوس، الوقوف، القيام بأي حركة جسمانية أخرى. أما إذا شعرت برغبة شديدة في كتابة هذه الرسالة، فلا تكتبها في صفحة الإرسال في البريد الإلكتروني، ولكن اكتبها على محرر نصوص خارجي مثل MS Word، أو Open Office، وقم بقراءتها ومراجعتها مرة أو مرتين على الأقل قبل نسخها ونقلها في صفحة الإرسال، وإرسالها. 3. أن تحاول أن تبدو مضحكًاهل تظن أن مستقبل الرسالة يرى وجهك، أو يسمع صوتك، أو يعلم شيئًا عن مزاجك وأنت تكتب الرسالة؟ مُحال. فلو أردت أن تضيف جوًا من الطرافة على رسائل العمل، في الغالب لن يشعر مستقبل الرسالة بهذا الأمر. ربما تشعر بالدهشة حينما تعلم أن هناك دراسة قامت بها جامعة شيكاغو لاستشفاف نبرة tone الخاصة بالرسالة المكتوبة نصًا من رسالة مسجلة، وكانت النتيجة أن 44% من المشاركين في الدراسة أخطؤوا معرفة نبرة الرسالة، وما إذا كان صاحب الرسالة يمزح أم يتحدث بجدية. لا تحاول أن تبدو مضحكًا، فلن يراك مستقبل الرسالة. 4. أنك ترسل فقط حينما تكون بحاجة إلى شيء ماهذا الجزء خاص بالعلاقات الاجتماعية في بيئة العمل. وهو شيء مفروغ منه ومن تأثيره. محاضرات وكتب الذكاء الاجتماعي لم تدع لنا مجالا للحديث عنه. خبراء البيع ومسؤولو المبيعات المحترفون يخبروننا أن العملاء يشترون المنتج ليس فقط لأنه يلبي حاجة لديهم، ولكن بسبب ارتباطهم بالشخص الذي قام بعملية البيع. هذا الارتباط عاطفي في أغلب الأوقات. الناس تشتري من الشخص الذي تشعر براحة نحوه، أو تثق به، أو أسلوبه راق في التعامل، أو أي شيء بشري آخر. اجعل علاقتك مع كل من تعرف عبر البريد الإلكتروني تحمل اللمسة البشرية التي تدفع الناس للارتباط بك أكثر. أرسل للشخص المستهدف رسالة تسأله فيها عن أحواله، تشاركه فيها خبرًا سعيدًا، تشاركه صورة لطيفة، فيديو جذابًا مؤثّرًا، مقالة أعجبتك. تخبره فيها أنك تتذكره على الرغم من مشاغل الحياة. اختبر هذه اللمسة البشرية في رسائلك القادمة، وستشعر بفارق كبير في علاقاتك بالآخرين، وفيما يعتريك من مشاعر داخلية كذلك. 5. أنك لا تتحدث بوضوح عما تريدمستقبل الرسالة لن يقرأ أفكارك، وبالتالي يجب قبل أن ترسل رسالتك أن تفكر هنيهة، لماذا أنت بصدد كتابة هذه الرسالة في الأساس؟ هناك بعض الأمور في العمل التي يجب أن تكون شديدة الوضوح، ولا تقبل مسألة التواجد في المنطقة الوسطى. هذه الأمور ستكون واضحة بطبيعة الحال. ولكن الأمور الأخرى التي تقبل أكثر من احتمال، يجب أن يتم التصريح بها بشكل واضح. الإيحاءات المبهمة في الرسائل البريدية لن تكون واضحة كما قد يتراءى لك. على العكس، ربما تفهم بعكس مقصودها، أو لا تُفهم على الإطلاق. كن واضحًا بشأن ما تريده من الشخص الذي تخاطبه. 6. أن تكون متاحًا معظم الوقت للرد على البريد الإلكترونيما لم تكن طبيعة عملك تتطلب ردًا سريعًا على الرسالة البريدية التي تصلك – مثل مسؤولي خدمة العملاء والدعم الفني – فليس من المنطقي أن تجلس بانتظار كل رسالة ترد لتقوم بالرد عليها. لماذا؟ هذا الأمر يتعلق بالتركيز، وقدرتك على الإنتاجية. يحتاج المرء نحو 25 دقيقة ليعود إلى سابق تركيزه في المهمة التي كان يقوم بإنجازها، لذا فحرصك على الرد على كل رسالة تصل إلى بريدك الإلكتروني، والتي بالتالي ستستقطع جزءًا من وقتك، وتركيزك ليس بالتصرف الصائب. تستطيع تخصيص عدة أوقات محددة للرد على البريد الإلكتروني. مثلًا فور قدومك إلى العمل – للرد على الرسائل العاجلة – وفي منتصف اليوم، وقبل المغادرة على الفور. هذه مقترحاتي الشخصية، وتستطيع اختيار الأنسب لك، ولكن لا تجعل نفسك متاحًا للرد على البريد الإلكتروني و قتما يصل. 7. أن تقوم بإرسال رسالة خارج مواعيد العمل الرسميةإن فعلت ذلك فأنت ترسل له رسالة ضمنية، أنك متاح للرد على رسائله في المساء، وفي أجازات نهاية الأسبوع، والإجازات السنوية، وأن له الحق في معاتبتك في حالة ما إذا تأخرت في الرد عليه. إن لم تحترم – أنت – خصوصياتك، فلن يحترمها عميلك. أعط لكل ذي حق عليك حقه، ونفسك أولى الناس بحق الراحة، وخاصة في وقت الراحة. 8. أن تكتب رسائل طويلة للغايةخير الكلام ما قل ودلّ. لماذا تُرهق نفسك في كتابة رسائل طويلة مفصّلة مفترضًا أن عميلك لن يفهم إلّا بهذه الطريقة. أحيانًا كنتُ أستقبل رسائل مكونة من كلمة واحدة أو كلمتين، وكانت الرسالة تفي بالغرض، ولم تُنقص من المعنى شيئًا. كان لي زميلة في العمل تقوم بالرد تفصيليًا على كل رسالة تصلها، وهذا سبَّبَ تأخر كبير في إنتاجيتها، فضلًا عن أن الكثير من الزملاء لم يكن يهتم بقراءة الرسالة حتى النهاية، ويبحث بعينيه سريعًا عن مبتغاه. 9. أن تقلل من قيمة المرفقات Attachmentsبالعودة إلى النظر في العنصر السابق الخاص بالتفصيل في كتابة الرسالة، فإذا احتاج أمر ما للتفصيل، فلستَ في حاجة فعلية إلى أن تقوم بهذا الأمر بنفسك. تستطيع وضع بعض الملفات التي تشرح – ضمنيًا أو تفصيليًا – هذا الأمر لمستقبل الرسالة، وبالتالي توفر عليك أنت الكثير من الوقت. 10. أن تستخدم حساب العمل لإرسال رسائل شخصيةهذه الممارسة لا تمت إلى الاحترافية بأدنى صلة. بالإضافة إلى أنها قد تضعك تحت طائلة العقاب من مديرك في العمل. ليس من المستحب على الإطلاق استخدام بريد العمل في إرسال رسائل شخصية، ولا حتى فتح البريد الشخصي في العمل. 11. أن تنسى أن تضع العنوان المناسبليس فقط مسألة نسيان أو تجاهل العنوان هي القضية الرئيسية، ولكن كذلك وضع عنوان غير مناسب، أو غير مرتبط بمحتوى الرسالة. أو وضع عنوان مثير على غرار (هااااام – عاااااااجل – برجاء سرعة الرد – . الخ). يمكنك وضع هذه الكلمات، ولكن بشرط أن تتبعها بعنوان واضح، يُبيِّن لماذا هذه الرسالة هامة، عاجلة، أو تستوجب سرعة الرد. 12. أن تستخدم الاختصارات بدلاً من الجمل الكاملةليس جميع الناس يعلمون معنى isa التي يستخدمها العرب بمعنى (إن شاء الله أو In Shaa Allah) أو حتى اختصار مثل tyt بمعنى خذ وقتك Take Your Time، وكذلك ASAP التي تعني As Soon As Possible، أو غيرها من الاختصارات الأخرى. فضلًا عن أن استخدام مثل هذه الاختصارات أمر غير احترافي في عالم الأعمال على الإطلاق، فهي تسبب الكثير من المواقف المحرجة، وخاصة لمن لا يعرفون معناها، وما يتبعه من مواقف، كالسؤال عن معناها، أو وضع علامات استفهام، أو الرد بردود سخيفة، كأن يضع مستقبل الرسالة اختصارات غير مفهومة لك بالمثل. كُفَّ عن نفسك هذا الصداع، واجعل مظهر رسائلك احترافي، تنطق بالكلمات الواضحة، المحددة التي تعبر عن المضمون الذي تبغيه. 13. ألا تقوم بمراجعة الرسالة جيدًا قبل إرسالها أن ترسل لعميلك رسالة غير مضبوطة إملائيًا أو نحويًا، فأنت كمن يقول له: "إن رسالتك هذه لا تستحق وقتي كي أقوم بمراجعتها". يروي ديل كارنيجي Dale Carnegie خطأً فادحًا ارتكبه مع أحد الكُتَّاب الكِبار، حينما أراد أن يُضاهي نفسه يومًا بالكاتب الكبير. كان هناك عادة لدى الكُتَّاب الكبار في كتابة الرسائل، وهي أنه حينما يكون مشغولًا يذيّل رسالته بجمله " كُتِبَتْ ولم تُراجَع" للدلالة على الانشغال، والاعتذار مسبقًا عن أي خطأ إملائي أو نحوي يرد بالرسالة. قام كارنيجي بكتابة رسالة إلى هذا الكاتب ليطلب مقابلته، فاعتذر له الكاتب، وكانت تلك العبارة في نهاية الرسالة. فاغتاظ كارنيجي – الشاب – بهذا الرد، ورآه نوعًا من الاستهتار وتقليل الشأن له. فقام بالرد على الرسالة وذيلّها بعبارة "كُتِبَتْ ولم تُراجَع" مضاهاة بالكاتب رفيع المقام. فكان الرد القاسي من الكاتب "إن سوء أدبك لا يفوقه إلا سوء أدبك". يقول كارنيجي عن هذا الخطأ "كلما تذكّرته شعرت بالكثير من الندم والإحراج". مراجعة الرسالة لن تستغرق عادة دقيقة أو نحوها، ولكن الآثار المترتبة على ذلك، تساوي توفير الكثير من الوقت، والحفاظ على الكثير من العلاقات. 14. أن تتجاهل تهيئة ووضع الإمضاء مناسب مخصص على الرسالةقد تكون قضية وضع إمضائك بسيطة حينما يتعلق الأمر بـ 3 أو 4 رسائل في اليوم. ولكن حينما يتعلق الأمر بنحو 100 رسالة يومية، فستكون هذه العملية صعبة للغاية. كل منصات التعامل مع البريد الإلكتروني الآن – تقريبًا – توفّر لك إمكانية تثبيت إمضاء مناسب يظهر في نهاية كل رسالة، بكافة الإضافات والمؤثرات. فيمكن أن يكون التعليق بيانات بطاقة العمل Business Card الخاصة بك، مضافًا إليها شعار الشركة، أو نحو ذلك. تستطيع كذلك وضع رابط موقع الشركة، أو حساباتك على الشبكات الاجتماعية، أو رابط موقعك الشخصي – إن سمحت الشركة بذلك بالطبع – أو أي بيانات أخرى. القصد أن يكون توقيعك جاهزًا بشكل آلي في كل مرة تقوم فيها بإرسال رسالة إلى أحد عملائك. 15. أن تُهمل قوة الروابط الخارجيةإذا توافر مصدر كرابط موقع أو صفحة تساعد العميل على الإلمام بمحتوى الرسالة، سيكون من المفضل إدراجها في رسالتك. هذا الأمر ينسجم مع الإجراء رقم (9) الخاص بأهمية وضع المرفقات في الرسالة البريدية، فكلاهما يوفر عليك الوقت، فلا تضطر إلى كتابة رسالة طويلة، وإذا رغب العميل في المزيد من التفاصيل يمكنه الاستعانة بالروابط المرفقة. من المفترض أن يكون المقال قد انتهى الآن، ولكنه فعليًا لم ينته، فإثراءًا لقيمة المحتوى في هذا المقال، وإضافة المزيد من الخبرات والتجارب، أخبرني: ما هو أطرف شيء حدث لك من خلال استخدامك للبريد الإلكتروني في العمل؟ وماذا كانت نتائجه؟
  10. كل يوم تتطور تقنيات التسويق عبر الإنترنت، وتظهر أدوات ومنصات مختلفة، تختلف في وظيفتها ولكنها تتفق في هدفها، وهو الوصول إلى العميل المستهدف .. وذلك بأي طريقة كانت. وعلى الرغم من ظهور أدوات جديدة وطرق أحدث للوصول والتعامل مع ذلك العميل، إلا أن التسويق عبر البريد الإلكتروني – على الرغم من قِدمه النسبي – مازال يحتل مركز الصدارة بين أكثر الطرق نجاحًا في الوصول إلى العميل المستهدف، والتعامل معه. تقول الإحصائيات أن كل 1$ تنفقه الشركة على التسويق عبر البريد الإلكتروني Email Marketing يعود إليها بإيرادات قدرها 21$. وهذه إحصائية محدودة، تحسب المتوسط فحسب، ولكن الخبراء في هذا المجال مثل نيل باتل Neil Patel يرى أنه يستطيع تحقيق نتائج مبهرة عن طريق التسويق عبر البريد الإلكتروني. ولكن للأسف، حينما يأتي ذكر حملات البريد الإلكتروني، فأول ما يتبادر إلى أذهان الناس هو شراء كومة من الإيميلات من مكان ما والقيام بحملات مزعجة Spam، وبعد الحصول على نتائج غير مرضية، يعودوا إلى رفقاء الصنعة، ويقولون أن التسويق بالبريد الإلكتروني غير مجدي ! .. وما علاقة هذا الهراء بالتسويق الإلكتروني أصلاً؟ دع عنك هذا الحديث وانظر كيف يعمل المحترفون حينما يأتي الحديث عن التسويق بالبريد الإلكتروني Email Marketing. أولا: حدد الهدف الأساسي من حملة التسويق عبر البريد الإلكترونيقبل أن تبدأ، يجب أن تحدد الهدف الذي سيدفعك إلى السير في هذا الطريق من البداية. ما هو الهدف من إنشاء حملة للتسويق عبر البريد الإلكتروني؟ يتحدد الغرض بناءً على طبيعة عمل الشركة. شركة الإعلانات ترغب في أن تزيد عدد مشاهدي إعلاناتها، أو رؤية الفيديوهات الخاصة بها على اليوتيوب YouTube. المتجر الإلكتروني يرغب في أن يحقق أعلى نسبة من المبيعات، وخاصة في المواسم. وهكذا .. لن تستطيع السير ما لم تحدد الوجهة أولاً. ثانيًا: حدد .. لمن تكتب؟لا أذكر أين قرأت تلك المقولة من قبل "إذا أردت الذهاب إلى أي مكان، فكل الطرق تصلح لك If you want to go anywhere, then every way is good" ولكنها صحيحة إلى حد كبير. يجب أن تحدد من هم الأشخاص الذين تنوي الكتابة لهم. حدد الـ Buyer Persona الخاصة بعميلك المرتقب. انظر من خلال عينيه، ارتدي حذاءه، فكّر كما يفكر، ابحث في حاجاته، ما هي أكثر الإحباطات التي تواجهه، ما هي التحديات التي تعوقه .. بهذا وحده فقط، لن تشعر بالغربة حيال من تكتب له. سيبدو لك الأمر وكأنّك تبيع شيئًا لأخيك أو لصديقك المقرب .. إلى أي مدى سيبلغ نجاحك في هذه الحالة؟ خمّن أنت. صاحب المتجر الإلكتروني يعلم أن قرار الشراء في يد الأم. لأنها هي التي تقوم بإعداد قائمة المشتريات الخاصة بكل من في المنزل. لذلك سيكون استهدافه منصبًا عليها. (أي مثلاً الفئة العمرية من 24 فما فوق، وستكون لغة الخطاب تبدأ بـ "سيدتي فلانة" وسيتحدث مضمون الخطاب عن من تهتم لأمرهم "الزوج والأبناء مثلاً" وهكذا). أما الشركات غير الربحية التي تعني بمرض ومرضى السرطان، فحتمًا سترغب في أن يكون روادها من مرضى السرطان الحاليين، و/أو الذين تعافوا من المرض بالفعل. تحديد شخصية العميل المستهدف لك – اسمه عميل سواء كان الغرض ربحي أو غير – خطوة رئيسية، فلا تخط الخطوة التالية إلا بعد أن تنتهي منها. ثالثًا: قم ببناء وتكبير حجم القائمة البريديةما هو السبب الذي يدفع المشترك إلى إعطائك بريده الإلكتروني أو بياناته الشخصية التي بها يصبح مشتركًا في قائمتك البريدية؟ ما هو الشيء الذي تستطيع تقديمه له، أو تحفيزه من خلاله كي يقوم بعمل هذا الإجراء؟ هذه هي الخطوة التالية في رحلتك، وأعتقد أنها سهلة نسبيًا فور تحديد العميل المستهدف Buyer Persona، فالمعلومات المتاحة لك كافية بالفعل لتعلم من تخاطب، وما هي الطريقة التي تستطيع جذبه بها. إذا كان عميلك المستهدف أمًا جديدة على وشك وضع طفلها الأول، فحتمًا تستطيع اجتذابها بأشياء مثل: أسهل/أقصر دليل إرشادي للأم الجديدة للعناية بالطفل في الشهور الـ 6 الأولى (إذا كان الموقع عبارة عن مدونة). تخفيض 30% على كل منتجات الأطفال الرضع (إذا كان الموقع عبارة عن متجر إلكتروني). أول كشف مجانًا (إذا كان الموقع عبارة عن عيادة طبية). وهكذا .. الأفكار غير محدودة، وفور التحقق من شخصية من تبيع له،ستجد أنه من السهل للغاية اجتذابه والتأثير عليه. وستلاحظ من الآن في البنود التالية أن كافة العناصر الأخرى مترتبة على هذه الخطوة، كما سيتضح. رابعًا: استراتيجية المحتوىما هو النهج الذي ستتخذه في مسألة نشر المحتوى لأعضاء قائمتك البريدية؟ هل لديك نهج معين خاص بك؟ تستطيع إنشاء نهج خاص بك عن طريق التواصل المكثف مع مشتركي قائمتك البريدية، وسؤالهم عن تفضيلاتهم، ومن ثم يكون لديك تصور كامل عما يرغبوا فيه من المحتوى .. هذه واحدة. إن عجزت عن ذلك، تستطيع التلصص على المنافسين، عن طريق الاشتراك في قوائمهم البريدية وملاحظة الطريقة التي يستخدمونها في التسويق لأعضاء قائمتهم البريدية، وفعل المثل أو ما هو أفضل .. هذه الثانية. لنضرب بعض الأمثلة... صاحب المدونة المتخصصة Niche من الممكن أن يرسل رسالتين بالمعلومات المفيدة، والثالثة بها عرض ترويجي سواء لمنتجه أو منتج يأخذ عليه عمولة Affiliate. صاحب المتجر الإلكتروني يسفيد كثيرًا من قائمة مثل هذه عن طريق نشر أحدث المنتجات والعروض، وكذلك التنويه عن مواسم التخفيضات (مدراس، أعياد، مناسبات خاصة، .. الخ). صاحب قناة الـ YouTube سيحرص على أن يرسل رسالة مع كل فيديو جديد يتم إضافته إلى قناته، وكذلك التنويه عن التحديثات المتعلقة بتلك الفيديوهات، وربما نشر الكواليس الخاصة بها. خامسًا: جدول إرسال الرسائلما هو أفضل جدول لنشر الرسائل البريدية لأعضاء قائمتي البريدية؟ هل هو يومي؟ أسبوعي؟ شهري؟ وما هو الخيار الأفضل بالنسبة لك؟ حسنًا .. لنناقش الخيارات الثلاث واختر أنت ما يناسب طبيعة عملك: الإرسال بشكل يومي: أنت تكتب لقرائك بشكل يومي، فأنت إذن تسعى لبناء علاقة شديدة القوة، وكأنك تحدثهم بيومياتك، وبدقائق حياتك. أنت لا تريدهم أن يبقوا بعيدًا عنك. غير أن هذا النمط في بعض الأحيان يؤثر سلبًا على مشتركي قائمتك البريدية، فيشعرون بأنهم قد تعرضوا لكم هائل من المعلومات بشكل متواصل. لذلك أنصح – في حالة اتخاذ هذا النهج – أن تكون الشريحة التي تعمل بها تستحق المتابعة اليومية، وأن تحرص كذلك أن تكون الرسالة قصيرة لا تتطلب الكثير من العمل، وألا تجعل كل رسائلك تحتوي على روابط خارجية. الإرسال بشكل أسبوعي: هذا هو المعدل المثالي في إرسال الرسائل لمشتركي قائمتك البريدية. فقرائك في هذه الحالة يتوقعون قربك منهم، يستفيدون مما تقدم من معلومات، وفي نفس الوقت لن يشعروا بطغيان المعلومات على عقولهم. هذا هو النمط المثالي الذي أرشحه لأي شريحة Niche. الإرسال بشكل شهري: قد يكون صعبًا بعض الشيء أن تتواصل مع عملائك برسالة كل شهر، ولكن إذا كان مشتركو قائمتك البريدية يستوعبون شيئا مثل هذا، بعدما أخبرتهم به بشكل صريح (أنك لن تراسلهم إلا إذا كان هناك ما يستدعي ذلك)، فستكون هذه استراتيجية مقبولة. ستكون مقبولة كذلك إذا كانت الرسالة التي ترسلها لهم دسمة للغاية ومليئة بالمعلومات المفيدة التي تحتاج منهم وقتًا في القراءة، مع الكثير من التطبيق والمتابعة العملية. أشترك حاليًا في قائمة بريدية لأحد خبراء الـ SEO يقوم بمراسلة أعضاء قائمته بنحو مرة كل شهر أو شهرين، غير أن الرسالة التي يرسلها غالبًا مالا تقل عن 6000 كلمة أو أكثر، وتتطلب الكثير من التطبيقات العملية الفورية. الآن القرار لك. سادسًا: كيف تكتب الرسالة التي تُقرأالرسالة الجيدة تبدأ من العنوان. فالعنوان هو العنصر الذي سيحدد ما إذا كان مستقبل الرسالة سيفتحها أم يقوم بتحويلها إلى سلة المهملات/الرسائل المقروءة/ملف القراءة اللاحقة. نعود مرة أخرى إلى شخصية العميل المستهدف Buyer Persona والتي تحدثنا عنها من قبل. فبناءًا على حسن إدراكك وفهمك لذلك الشخص، سيكون لديك القدرة على اختيار العنوان الأكثر تأثيرًا فيه. لو مثلاً اخترنا شريحة التعامل مع الأم الجديدة التي على وشك الوضع، فربما تكون عناوين مثل هذه مثيرة لها: 10 أشياء لا يجب أن تغفل عنها الأم يوم الولادة كيف يمكنك معرفة ما إذا كان الطبيب الذي تتابعين معه جيدًا أم لا مفاجأة .. في 3 أشهر فقط يمكنك استعادة وزنك وشكل جسمك بعد الولادة هذا هو شأن العنوان، فماذا يحدث إذًا عندما يفتح الرسالة؟ البعض يبدأ رسالته بتحية عامة مثل "أهلا بكم"، "أهلا"، "hi"، "سيدي/سيدتي" .. مثل هذه التحيات العامة تؤثر على نسبة التحويل Conversion Rate ومدى ارتباط وتأثر المشترك في قائمتك بما تقدم. هناك الآن خدمات قوائم بريدية مثل GetResponse، MailChimp، Aweber، وغيرها الكثير يسمح لك بتخصيص الرسالة، كي تبدأ بالاسم الأول للشخص الذي قام بالتسجيل، وفي نفس الوقت يكون لديك إمكانية إرسال الرسالة لكل المشتركين مرة واحدة. أيضًا من طرق التخصيص في الرسالة ألا تتحدث بصيغة الجمع، مثل "ويجب أن تدركوا"، "لأخبركم"، "لكم"، أو "إننا هنا ... "، "نريد أن نوضح لكم ..."، ولكن اجعل الرسالة بضمير المخاطب المفرد، فمن ترسل له الرسالة حتمًا سيقرأها وحده، وليس في جمع من الناس. بفعل مثل هذه الخطوات، بالإضافة إلى دراسة شخصية المتلقي للرسالة Buyer Persona، سيكون لديك رسالة مخصصة عالية الجودة. لن يتبقى إلا جعل لغة الرسالة بسيطة، ودودة، خالية من التكلف، والتنطع العلمي. إذا ذكرت مصطلح معقد تتطلب الرسالة التعرض له، قم بشرحه في ثنايا رسالتك، حتى لا تصنع حواجز بينك و بين قرائك. سابعًا: أرسله الآن ... ولكن، لحظة...... هناك خطوة بسيطة للغاية يجب أن تقوم بها قبل أن تضغط على زر الإرسال Send وترسل الرسالة. هذه الخطوة هي: مراجعة الرسالة. وأقصد بالمراجعة، أن تقرأها وتتفقد ما بها من أخطاء إملائية أو نحوية. فهذا الأمر يسقط من الكثير من رفقاء الصنعة، ومن ثم تستطيع التميز عليهم، إذا حرصت على مراجعة رسالتك مراجعة جيدة كل مرة قبل الإرسال. المراجعة الإملائية والنحوية أساس لا يقبل المناقشة. ولكن هناك نوع آخر من المراجعة، وهو المراجعة الصياغية. هل أنت راض عن هذه الرسالة؟ هل هذه هي الرسالة المرغوبة التي تحب أن يقرأها زوارك، أم لديك ما هو أفضل؟ إذا انتهيت من هذه الخطوات، ورأيت أنك قد قمت بكل ما لديك بالفعل، وليس لديك المزيد. اضغط على زر إرسال الرسالة Send، وانتظر ردود الأفعال. ثامنًا: التحسين المستمرميزة التطبيق العملي لأي علم من العلوم هو عنصر التسجيل. قد يكون لديك تصور مسبق من نوع ما عن أي شيء. ولكن حينما تقوم بإجراء تجربة عملية على هذا الشيء، سيصبح لديك نتائج واقعية تحليلية عنه. إرسال الرسائل إلى أعضاء قائمتك البريدية، ومراقبة عدد من فتح الرسالة منهم، وما هي ردود أفعالهم حيال تلك الرسالة، وتسجيل تلك الأرقام، هو العنصر الإحصائي في هذه العملية، ومن ثم تستطيع تحليل تلك الأرقام على ضوء طبيعة ونوعية العمل الخاص بك، ثم اتخاذ القرار المناسب. ما هي الطريقة التي تعمل؟ حسَّنها واستمر عليها. ما هي الطريقة التي لا تعمل؟ عالجها أو توقف عن فعلها. تاسعًا: لا تشبع من المزيدالبعض يستهدف عدد معين من المشتركين، ثم يتوقف حينما يصل إلى هذا العدد .. ارفع سقفك إلى فوق حيث ما وصل الآخرون. لماذا يتكاسل البعض بعدما يصل عدد المشتركين في قائمته البريدية إلى 10 آلاف، أو 20 ألف. هل سوقه ضيق إلى هذا الحد؟ استمر .. فربما تحدث طفرة في أي وقت تتحول معها الشريحة الضيقة التي تعمل بها إلى سوق ضخم محط أنظار جمهور إضافي، يجلب إليك المزيد من المشتركين في قائمتك البريدية. حينها ستكون أنت الرائد، وسيتبعك الآخرون، وستتكفل سمعتك وحجم قائمتك البريدية بترويجك لدى الآخرون. أن يكون لديك قائمة بريدية فهذا أمر مفروغ منه، ولكن أن تديرها على النحو الملائم، فليس الجميع يعلم هذا، وربما يكون هذا المقال هو البداية. هذا المقال – على الرغم من تفصيلاته – يعتبر الدليل المختصر لكل من يرغب في إجراء حملة للتسويق عبر البريد الإلكتروني. طاقة الإبداع لا تنتهي في هذا القطاع من التسويق. فهل أجد لديك ما تود إضافته، ونستفيد به جميعًا؟
  11. عندما تتحدث الأرقام، يجب أن تصمت الألسنة، وتنصت الآذان، وتترقب العيون. وما سأتلوه عليك من إحصائيات في السطور التالية، ربما يكون بمثابة صدمة لك، لما سيلمسه من واقع تحياه أنت شخصيًا. من كل 3 يوجد 2 لا يحبون عملهم (فوربس - 10/2013) مواليد الفترة (1947 – 1964) قاموا بتغيير وظائفهم 11 مرة تقريبًا في الفترة العمرية من 18 حتى 46 عام (إحصائيات مكتب العمل في الولايات المتحدة – يوليو 2012) مواليد جيل الألفية (1980 فما فوق) قاموا بتغيير وظائفهم أكثر من 6 مرات في الفترة العمرية من 18 حتى 26 عام. لاحظ الفارق بينها وبين سابقتها (إحصائيات مكتب العمل في الولايات المتحدة – مارس 2014). في كتابة Free Agent Nation الصادر في أبريل 2001 قال دانييل بينك Daniel Pink أنه خلال العقد القادم سيتحول نسبة كبيرة من الموظفين إلى نظام العمل الحر. ولكم كان توقعه صادق إلى حد كبير، فقد صار هذا الأمر واقع نحياه جميعًا. الاستقرار في العمل أصبح سراب يُخدع به عاشقي منطقة الراحة Comfort Zone، ولكن الواقع يقول أنه من المستحيل أن يحصل موظف في أي مجال على استقرار وظيفي مُشبع، دائم، كامل. وبدلاً من السعي خلف السراب، يجب أن نتقبل حقيقة أنه يجب أن تبدأ فعليًا في التخطيط لوظيفتك الثانية، فور أن تضع قدمك في وظيفتك الأولى، وتخطط للثالثة فور أن تحط في الثانية، وهكذا. كيف يجب أن تكون رؤيتك لمستقبلك المهنيهل تتصور نفسك كما أنت في عملك في نفس المستوى على مر الشهور والأعوام وربما العقود؟ هذا غير منطقي بالمرة. حينما أتحدث عن أهمية أن تبدأ في البحث عن عمل فور حصولك على عمل جديد، فهذا يعني أنك لن تظل كما أنت كلما مر عليك يوم جديد. إذا كنت مسئول مبيعات Sales Person، فيجب أن تُعد نفسك كي تكون مشرف مبيعات Sales Supervisor، ثم مدير مبيعات Sales Manager. إذا كنت مساعد مهندس، قم بالدراسة والتدريب حتى تصبح مهندسًا معتمدًا، ثم مدير مشروع ضخم، . وهكذا يجب أن تسير العجلة. بين كل مرحلة وأخرى لن يكون من المناسب لك أن تبقى في مكان واحد، فطبيعة المهارات التي ستتعلمها، والخبرات التي ستكتسبها، ستوجب عليك أن تنتقل من مكانك الحالي لمكان أفضل. فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تُبق نفسك في الوهم، بينما الفرص الواعدة تنتظرك بالخارج؟ الأسرار الـ 8 القادمة ستأخذ بيدك خارج وهم الوظيفة الثابتة، إلى المسار المهني الذي يجب أن يتخذه أي شخص محترف في هذا العصر. السر الأول: لا تبحث عن الاستقرار الزائفأول شركة ضخمة توظفت بها كانت تعمل في مجالا الاتصالات، وخاصة تزويد المستخدمين بخطوط الإنترنت. وكان هناك أحد الأشخاص يعمل بها قبل مجيئي بحوالي عام ونصف – اسمه (ياسر) بالمناسبة – وكان واحد من أكثر مسؤولي المبيعات المتفوقين في الشركة. قضيت في شركتي هذه أقل من 5 سنوات، أنتقل من منصب لآخر، وتركتها وظل (ياسر) يعمل بها لـ 4 سنوات أخرى كمسؤول مبيعات قبل أن يستغنوا عن خدماته منذ أسابيع ثلاث لا غير. الفكرة هنا هي أن (ياسر) ظل متشبثًا بأمل الاستقرار الزائف، والوظيفة المضمونة، وظن نفسه في منطقة الأمان والاطمئنان وأنهم سيتمسكون به. بالمناسبة هو لم يكن راكدًا أو عبئًا على الشركة، بل كان من الموظفين المتفوقين، وقام بعمل إنجازات رائعة في كافة أقسام المبيعات التي عمل بها في الشركة، ولكن في النهاية . استغنوا عن خدماته. كنت على اتصال دائم به أحذره من هذه اللحظة، وأن يبحث عن عمل أفضل، أو حتى يبدأ عمل خاص، ولكنه ماطل وسوّف، وفي آخر اتصال هاتفي معه أخبرني أنه مازال يبحث عن عمل، وينفق من بعض المدخرات، وربما يضطر إلى بيع سيارته قريبًا. المغزى، لا تحرق نفسك في شركة واحدة، تدفعهم يومًا أن يستغنوا عنك بينما الفرص بالخارج تناديك، طالما تقوم بتنمية مهاراتك يومًا بعد يوم. السر الثاني: مهارات التواصل والاتصال عنصر أساسي في عملكالتواصل في العمل ليس للتسلية أو تمضية الوقت، ولكنه يجب أن يكون بتوجه داخلي واضح بشأن ما ترغب حقًا في تحقيقه من أهداف مهنية من وراء هذا التواصل. إليك بعض الأفكار المثمرة: تعرف على القادة والمؤثرين في مجالك: كل صناعة لها رواد، وإذا رآك الناس بجانب أولئك الرواد، فسيغلب الظن على الناس أنك منهم. بالإضافة إلى أن كلمة واحدة من أولئك المؤثرين ربما تصنع فارقًا في حياتك ككل. تواصل مع زملاء الدراسة بشكل مستمر: ربما كانت صداقات الجامعة مصدرًا طيبًا للهو، وقضاء وقت ممتع. ولكن هل لازلت على اتصال بأصدقاء الجامعة؟ دع عن ذهنك أن أصدقاء الجامعة ما زالوا أولئك الطلبة. لقد أصبحوا موظفين في شركات مختلفة، وبعضهم لديه مشروعه الخاص. أصدقاء الجامعة هم الأقرب إلى مساعدتك في رسم مسارك المهني. استخدم الشبكات الاجتماعية الاستخدام الأمثل (لنكدإن – فيس بوك): هي ليست أدوات اجتماعية فحسب، ولكنها كذلك عناصر تواصل تساعدك على بناء شبكة من العلاقات في مجال العمل، وخاصة لنكدإن. موقع مثل لنكدإن يعتبر ثورة حقيقية في عالم التوظيف، فهو شبكة مترابطة من الموظفين المحترفين في صناعة معين. معظم فرص العمل التي حصلت عليها كانت عن طريق الشبكات الاجتماعية، وخاصة الفيس بوك ولنكدإن. جهّز قائمة اتصالاتك: الآن أصبح لديك تواصل مع المؤثرين في صنعتك، أصدقاء الجامعة، وأصدقاء الشبكات الاجتماعية. قم بجمعهم في قائمة اتصالات مفهرسة بشكل جيد، وحافظ على تواصلك معهم في الأحداث والمناسبات الاجتماعية المختلفة خلال العام. السر الثالث: مهاراتك المهنية والشخصية هي التي ستقوم بتوظيفكقائمة اتصالاتك، أو مهارات التواصل والاتصال بالمؤثرين في صنعتك لا تعني أن هذا كاف لتوظيفك. مهاراتك المهنية هي العنصر الأساسي الذي سيدفع الشركات إلى طلبك. عصر الوساطة والمحسوبية بدأ في الانقراض بعد سيطرة رؤوس الأموال الضخمة على خط سير الأعمال في مختلف بلدان العالم ولاسيما الشرق الأوسط، وأصبحت الكلمة العليا لذوي الكفاءة، وليس المحسوبية. إذا كنت مبرمجًا، كن بالقرب من المواقع التي تذيع التحديثات الخاصة بلغة البرمجة التي تحترفها، أو حتى قم بتعلم لغة برمجة جديدة. إذا كنت مهندسًا، قم بالاشتراك في الدوريات الرسمية التي تذيع أحدث تقنيات وابتكارات التخصص الذي تعمل به. قم بإعداد قائمة بالدورات التدريبية التي يتوجب عليك الاشتراك بها كي تحظى بمستوى أعلى من الأداء المهني، واقتطع جزءًا معتبرًا من راتبك ومدخراتك لأجل هذا الغرض، ولا تبخل على نفسك أبدًا في مسألة العلم، فهذا له مردود أكثر من رائع سواء على المدى القريب أو البعيد. السر الرابع: قم بالترويج لنفسكلا أدري لماذا يخجل المحترفون من الترويج لأنفسهم، وكأن الأمر به شيء من المهانة أو تقليل الذات. بالعكس . انظر إلى الأمر من الناحية الأخرى: كيف سيعرف الناس أنك موجود مالم تخبرهم عن نفسك؟ قال سقراط يومًا لأحد تلامذته الذي لا يتكلم على الإطلاق "يا بني . تحدث حتى أراك". لا تظن أن الناس ستبحث عنك لمجرد أنك أنت، أو أنك تريد ذلك. يجب أن تظهر في محيط صنعتك، في الأحداث التي تجري، في المؤتمرات، اللقاءات، المناسبات الخاصة، الاحتفالات. يجب أن يراك الناس هناك، ويجب أن يعرفوا من أنت وماذا تفعل الآن، وما هي المشاريع الموكلة إليك، أو التي تساهم في تطويرها. السر الخامس: كن نشطًا على الإنترنتالإنترنت الآن لم تعد اختيارًا . هي عنصر إلزامي. أيًا كانت الصنعة التي تعمل بها، ابحث لنفسك عن أي نوع من التواجد على الإنترنت. لقد رأيت بعض المهنيين الذي يقوم بتدشين موقعه الخاص كسيرة ذاتية CV فقط، يتحدث فيه عن نفسه وعن إنجازاته المهنية. وعلى الرغم من أن هذا النمط يعتبر محدودًا للغاية في عالم الإنترنت الآن، إلا أننا نستطيع تسميته "تواجد"، بينما هناك العديد من الفرص الأخرى التي توفرها الإنترنت الآن لهذا التواجد. ملف شخصي كامل على موقع مثل لنكدإن يُسمى "تواجد" . موقع شخصي احترافي يتحدث عن المشاريع والإنجازات يُسمى "تواجد" . صفحة معلوماتية على الفيس بوك يُسمى "تواجد" . حساب نشط على تويتر يُسمى "تواجد". . والقائمة تطول. السر السادس: قم بتحطيم منطقة الراحة Comfort Zoneفي القصة التي ذكرتها منذ قليل – قصة (ياسر) – كان سبب وقوعه في هذا المأزق هو ركونه إلى منطقة الراحة. لم يكن مؤمنًا بأن الكون متسع، وظن أن الأمان والاستقرار ممكن في مثل هذا العالم المتقلب. شركتك التي تعمل بها ليست هي الكون كله . هناك آخرون. ابحث عنهم، واذهب إليهم، فستجد المزيد مما يفيدك في الخطوة التالية. ما رأيك في أن تتخذ قرارًا حاسمًا الآن؟ ما رأيك في أن تحدد – من الآن – التاريخ الذي ستترك فيه العمل، والذي ستكون بالتأكيد عثرت فيه على عمل جديد؟ قرار صعب؟ ربما . ولكنه حتمًا سيكون أفضل قرار اتخذته لهذا العام. كن جريئًا وخذ خطوة الآن. السّر السّابع: احرص على تنمية وتطوير مهاراتك وراقب مستواك دومًالا تجعل انهماكك في العمل، وتكرار المهام الوظيفية لك، يثنيك عن تنمية مهاراتك المهنية. يجب دومًا أن تراقب السوق وتعرف إلى أين يسير وما هي المتطلبات المستقبلية. أحد أصدقائي في مجال هندسة وإدارة الشبكات IT لاحظ أن المرحلة القادمة سيطرأ تغير على مفهوم تخزين المعلومات من الخواديم المحلية Local Server إلى مفهوم التخزين السحابي Cloud Server، فبدأ على الفور بالبحث والقراءة وتعلم المزيد عن هذه التقنية، وأخذ عدة دورات تدريبية فيها على الإنترنت Online Courses وخارج الإنترنت كذلك Offline Courses حتى يكون مستعدًا. وقد أثمر استعداده إلى أبعد مدى، فحينما قررت الشركة الاستغناء عن العمالة الزائدة في قسم الـ IT بعد تفعيل تقنية الخواديم السحابية، كان صديقي هذا من المهندسين الذين تمسكت بهم الشركة، بل وأخذ منصبًا رائدًا فيها. كذلك أحد المبرمجين الذين أعرفهم في مجال برمجة المواقع، لاحظ في أواخر عام 2010 المسار الذي تسير فيه تكنولوجيا الهواتف الحديثة، وأن الريادة غدًا ستكون لها، فقام بدراسة تطبيقات الهواتف الذكية، وكيفية تصميم مواقع متلائمة مع الأجهزة المحمولة Responsive، وهو الآن يعتبر واحد من الذين سبقوا أقرانهم في هذا المجال. لا تفكر في أن تسبق الآخرين . ولكن فكر في أنهم حينما يصلوا إلى أهدافهم، سيجدوك هناك. السر الثامن: ابق قريبًا من منصات التوظيفالآن، هناك الكثير من منصات التوظيف المحلية والعالمية على الإنترنت. يجب أن تظل على قرب منها، وتقوم بتحديث ملفك الوظيفي عليها كل أسبوع على الأقل. كذلك يجب أن تعتني بملفك على موقع لنكدإن، وتقوم بتحديثه باستمرار والتواصل مع شركاء المهنة محليًا وعالميًا. وبذل بعض الأنشطة هناك مثل التدوين على سبيل المثال. على مستوى الشرق الأوسط، أعلم القليل من بوابات التوظيف المعتمدة الموثوقة التي يمكنك الاعتماد عليها مثل: بيت دوت كوم جوبزيللا النصائح السابقة كلها ليست نصائح نظرية، بل هي نتاج بحث وإحصائيات، وتجارب شخصية كذلك. ومن ظن أن الوظيفة التي يعمل بها الآن هي محطته المهنية الأخيرة، فهو بالفعل يمهد الطريق للكثير من التنازلات الوظيفية في المستقبل، كنتيجة للبطالة المؤكدة التي سيتعرض لها إن عاجل أو آجل. والآن أخبرني، هل سبق وإن تعرضت لمثل هذا الموقف من قبل؟ أقصد من الناحيتين بالطبع: هل تم الاستغناء عنك من عملك، وأنت غير مستعد للمغادرة؟ هل قمت بالاستقالة من عملك، بعد تطبيق كل أو بعض من النصائح الواردة في هذا المقال؟ أخبرنا بتجاربك في التعليقات.
  12. يحتل التدوين الاستضافي Guest Blogging مكانة بارزة في عالم الأعمال بكافة مستوياتها. وتختلف طرق الاستفادة منه حسب وسيلة الطرح، ولكن بشكل عام لا يوجد صاحب شركة أو رائد أعمال ناجح على الإنترنت لا يفيد من التدوين الاستضافي. يوجد على الإنترنت الآن علامات تجارية بارزة مثل إنتل Intel وإيفرنوت Evernote أفادت كثيرًا من التدوين الاستضافي، وغني عن الذكر أنه أحد الاستراتيجيات الفعّالة لجلب الزوار وبناء العلامة التجارية الشخصية Personal Branding في أي صناعة على الإنترنت، أو حتى خارج الإنترنت. غير أن هناك بعض الضباب يحيط بالتدوين الاستضافي، يسبب الكثير من التخبط والإخفاق في تنفيذه بالشكل الملائم. الآن .. حان الوقت لينقشع هذا الضباب. الخطوة الأولى: ما هو التدوين الاستضافي Gust Blogging ؟ التدوين الاستضافي بكل بساطة هو أن تقوم بكتابة تدوينة/مقال في موقع آخر له علاقة بالمجال الذي تتخصص فيه. فلنفترض أنك متخصص في تقنيات محركات البحث Search Engine Optimization أو كما يُطلق عليها اختصارًا SEO، ففي هذه الحالة ستكون مواقع مثل SearchEngineLand.com أو SearchEngineJournalist.com مواقع مناسبة لك لتكتب فيها. أو أنت متخصص في الكتابة الاحترافية والعمل بقواعد الـ Copywriting فربما يكون موقع مثل Copyblogger.com هو المكان المثالي لك كي تبث فيه تدوينتك الاستضافية Guest Post. في هذه الحالة يكون اسمك المدون الضيف Gust Blogger، ويكون هناك مربع صغير في بداية التدوينة أو نهايتها به نبذة مختصر عنك بجانب صورتك، بالإضافة إلى رابط موقعك، أو رابط الصفحة التي تحب أن يشير إليها الموقع المضيف. وبالعكس، ربما تكون أنت صاحب أحد المواقع المتخصصة في مجال معين Niche وترغب أن يقوم أحد شركاء الصنعة بكتابة تدوينة لديك، فيكون هو المدون الضيف، وأنت المضيف. الخطوة الثانية: ما هي أهداف التدوين الاستضافي Guest Blogging ؟ قبل تحديد الهدف من التدوين الاستضافي Guest Posting، يجب أن تدرك أن تدوينتك يجب أن تُنشر في موقع له علاقة بموضوع موقعك بشكل أو بآخر. وإلا فلن يمكنك تحقيق أي هدف من الأهداف الآتي ذكرها. من يلجأ للتدوين الاستضافي عادة ما يكون له هدف محدد من ثلاثة أهداف لا رابع لهم: جلب المزيد من الزوار لموقعك/مدونتك Traffic بناء رابط خلفي قوي Backlink بناء العلامة التجارية الشخصية Personal Branding إذا تمكنت من اختيار الموقع بشكل صحيح، بما يتلاءم مع نوعية موقعك، فستستطيع حينها الجمع بين الأهداف الثلاثة بضربة واحدة. ولكن لا مانع على الإطلاق من التركيز على هدف واحد، أو الجمع بين اثنين. فإذا أردت على سبيل المثال جلب زوار مهتمين إلى موقعك، فابحث عن الموقع الذي يأتيه حجم مناسب من الزوار. وإذا أردت بناء رابط خلفي قوي، فمن المفضل التأكد من أن الموقع يحظى بسمعة ورتبة جيدة لدى جوجل. وأخيرًا إذا أردت بناء علامة تجارية شخصية، فابحث عن المواقع التي تعتبر أقطاب في الصنعة يلجأ إليها الناس. الخطوة الثالثة: كيفية العثور على فرص للتدوين الاستضافي إذا كان موقعك باللغة الإنجليزية فالفرصة أسهل بكثير من ما إذا كان موقعك باللغة العربية. فمعادلة مثل هذه "keyword guest post" أو ما يشابهها، تستطيع كتابتها في مربع بحث جوجل والاستمتاع بالنتائج. بالإضافة إلى تواجد عشرات المنصات المخصصة للتدوين الاستضافي متاحة باللغة الإنجليزية. وحتى الآن – في حدود علمي – لم تظهر بعد منصات تدوين عربية تخدم التدوين الاستضافي بشكل مباشر. لذا فسنعمل بالطريقة الكلاسيكية. 1. ابحث عن رفقاء الصنعة عادة ما يكون الخبير المحترف في مجال ما على اتصال برفقاء الصنعة، سواء على الإنترنت أو خارج الإنترنت. فإذا كنت ذلك الخبير، فحتمًا تستطيع التواصل مع أرباب المواقع الأخرى في نفس المجال، وكتابة تدوينتك الاستضافية لديهم. أما إذا كنت حديث العهد بالمجال، فأنصحك ببدء معرفة جيرانك على نحو جيد، فهذا سيزيد من فرص تبادل الفائدة لكلا الطرفين. 2. ابحث عن المدونين المشهورين بالتدوين الاستضافي هناك العديد من رواد الصناعة Thought Leaders الذين يزرعون خبراتهم في الكثير من المنصات التدوينية على الإنترنت. موقع مثل عالم التقنية يعتبر مكانًا جيّدًا للبحث. ليس كل من يكتب في عالم التقنية كاتب حر، بل أكاد أجزم أن جميعهم يملك مدونات ومواقع خاصة تغطي نوع معين من الأعمال. حسنًا .. عالم التقنية لا يقف وحده .. هناك كومة من المواقع تسانده، وليس عليك إلا البحث. وليس الغرض هنا البحث عنهم لذواتهم فحسب، ولكن لأجل معرفة أي المواقع تلك التي كتبوا فيها تدويناتهم الاستضافية. حينما تكون على اطلاع بمعلومة بمثل هذه القيمة، تستطيع فعل المثل. 3. عن طريق البحث في الروابط الخلفية Backlinks للمنافسين حتمًا يتطلب نجاح موقعك عمل تحليل لمواقع المنافسين، وخاصة الروابط الخلفية Backlinks. قم بتفحص تلك الروابط وخاصة تلك القادمة من تدوينة ضيفية في موقع ما في نفس مجال الصنعة، وقم بفعل المثل. الخطوة الرابعة: ما هي أفضل الأوقات لعمل تدوينة استضافية؟ إذا أحسنت تنفيذ خطوات التواصل مع صاحب المدونة – التي سنعرضها بعد قليل – سيمكنك عمل تدوينة مستضافة في أي وقت مع أي موقع، ولكن بالطبع هناك أوقات ذهبية لنيل هذه الفرصة، يجب عليك اغتنامها فور حدوثها. مثل: حينما يتم الإشارة إليك/إلى منتجك/إلى نوعية العمل الخاصة بك في أحد تدويناتهم، أو في حساباتهم على الشبكات الاجتماعية. حينما يقوم أحد المدونين الآخرين بنشر تدوينة مستضافة على الموقع، أو حينما يطلب الموقع صراحة أنه بحاجة إلى من يكتب تدوينة مستضافة لديه. الخطوة الخامسة: خطوات التواصل مع صاحب الموقع/المدونة لعرض تدوينة مستضافة لديه لو اتبعت الخطوات الخمس التالية كما هي، فإن احتمالية قبولك كمدون ضيف في أحد المنصات الرائدة في الصناعة سترتفع بشكل كبير. أ) حينما يقع اختيارك على موقع معين لعرض تدوينة استضافية به، اقرأ شروط وتعليمات Guidelines التدوين الاستضافي في المدونة المستهدفة قبل البدء. ب) كن وجهًا مألوفًا في محيط صاحب الموقع. فلا تجعل ظهورك مفاجأة، بل اجعل الأمر يبدو كما لو كان أحد قراء المدونة يدلي بدلوه في تغطية عنوان مهم. ج) اجعل الرسالة التي ترسلها له شخصية للغاية: توفير وحسن استغلال الوقت أمر طيب ومطلوب، ولكن هذا ليس موضعه. البعض يقوم بكتابة نموذج رسالة يصلح لجميع المواقع والمدونات، لأجل طلب عمل تدوينة مستضافة لديهم، ويكون عنوانها عام على غرار "سيدي الفاضل ..."، "عزيزي مدير الموقع ..." أو غير ذلك، ثم يقوم بإرسال تلك الرسالة إلى 100 أو 200 شخص مرة واحدة .. هذا مرفوض تمامًا في هذا الموطن. اجعل الرسالة شخصية .. اعرف اسمه، وتحدث عن موقعه واذكره بالاسم، وعبّر عن إعجابك ببعض التدوينات التي كتبها، واطلب منه السماح لك بعرض موضوعك، ومدى القيمة التي ستُضاف إليه بقبوله نشر مقالتك لديه. د) عرّفه بنفسك وبإمكانياتك بدون المغالاة في التباهي أو التقليل من الشأن: التوازن مطلوب في كل شيء. وهو قبل أن يوافق على أن تكتب لديه، بحاجة إلى معرفة من أنت حقًا. قم بتقديم سيرة ذاتية مختصرة، واقعية، موثقة بالأرقام والحقائق، بعيدة عن التباهي، خالية من المغالاة. ه) لماذا ينبغي عليه أن يوافق أن تقوم بعمل تدوينة مستضافة لديه: هذا هو عنصر الجذب والتأثير في هذه العملية. اشرح له في نقاط محددة مرتبة، المميزات التي ستعود عليه. تستطيع إغراؤه بحجم الزوار لديك الذي حتمًا سيتبعك أينما ذهبت. أو بالخبرات الشخصية الحصرية التي لديك وستسبب – حتمًا – تفاعل كبير مع الزوار. باختصار اعرض عليه شيء ليس موجودًا لديه. الخطوة السادسة: بعد الموافقة وقبل البدء الآن جاءتك الموافقة .. هنيئًا لك .. ولكن كيف تبدأ بحرفية، حتى تُقبل مقالتك لدى صاحب الموقع من أول مرة؟ بداية يجب أن تتفحص بروية عن ماذا يتحدث محتوى هذه المدونة/الموقع، وما هي أبرز العناوين التي يقوم بتغطيتها، وطرق المعالجة لتلك المواضيع. ثم بعد ذلك تعرّف على من سبقوك بالتدوين الاستضافي وكيف كان أداؤهم، وما هي نوعية المواضيع التي قُبلت في الموقع حينما قدموها. بمجرد بدء البحث عن المدونين الضيوف في الموقع، ستعرف كيف كان أداء المدوّنين الضيوف في المرات السابقة، ومن ثم السير على نهجهم بقدر المستطاع بما يخدم أهدافك. بل ما هو أكثر من ذلك، قم بعمل جدول إحصائي اكتشف فيه أي التدوينات الضيفية كانت الأعلى أداءً، وقدم شيء في نفس المستوى، أو ما هو أعلى منها إن أمكن ببذل بعض الجهد في البحث والتنفيذ. كل الخطوات السابقة تمت بينما جاءت الموافقة ولم تقم بعمل أي اتصال مع صاحب الموقع/المدونة. ولكن هب أنك بعد كل هذا الجهد والتفكير، حصلت على فكرة، وقمت بالتنفيذ، وكتابة التدوينة، ثم بعد ذلك قمت بعرضها على صاحب الموقع الضيف، وقام برفضها. ماذا ستفعل وقتها؟ أكاد أجزم بأنني أشعر بكم الإحباط الذي تشعر به، وبمدى الفتور الذي يعتريك نتيجة لهذا. ولكن لماذا تُسلم نفسك إلى الإحباط، طالما تستطيع تجنب مثل هذا الموقف؟ بل إن الخطوات التالية ستجنّبك الوقوع في مثل هذا الموقف تمامًا، بل والحصول على الموافقة من أول مرة. الخطوة السابعة: أفضل الخطوات على الإطلاق لعمل تدوينة مستضافة استثنائية تُقبل من أول مرة قم بالإطلاع على المحتوى السابق: كما أسلفنا في الفقرات السابقة، يجب أن تفهم توجه المدونة بشكل تام قبل أن تبدأ. هذه إحدى الأساسيات. اعرض بعض الأفكار أو العناوين الرئيسية على صاحب الموقع/المدونة: لا تقم بعرض التدوينة الكاملة مرة واحدة، ولكن وفرّ وقتك وجهدك واعرض العناوين الرئيسية والأفكار العامة فقط، واترك له القرار. اطلب منه اختيار الفكرة الأفضل: الآن، لقد قمت بذكاء بإلقاء الكرة في ملعبه، وحينها لن يستطيع رفض مقالتك بالكلية لأنه هو الذي اختارها بالفعل. اعرض ملخص لعرض الفكرة: قد يكون العنوان مقبولاً والفكرة العامة طيبة، ولكن المحتوى فقير، أو مخالف للتوقعات التي تكمن خلف العنوان. هذا وارد .. لذلك – ولكي تقطع الشك باليقين – قم بعرض ملخص واف للفكرة كي يقوم بمراجعتها قبل أن تبدأ الكتابة الفعلية للمقال. ابدأ على الفور وقدم التدوينة في شكلها النهائي: هذه هي اللحظة التي بذلت لأجلها الكثير من الجهد، فاجعل عملك في أحسن صورة ممكنة، واقرأ جيدًا قواعد كتابة التدوينة المستضافة الناجحة. (سنتناول هذا الموضوع في الفقرات التالية مباشرة). الخطوات السابقة – عن تجربة – تمحي أي احتمالية لتعرض مقالتك للرفض من قبل صاحب الموقع. أقصى ما سيفعله هو طلب بعض التعديلات البسيطة، ولكن في الغالب سيوافق على مقالتك من أول مرة. الخطوة الثامنة: كيفية كتابة تدوينة مستضافة ناجحة إنها لا تتحدث عنك: على الرغم من أنه قد يكون أساس كتابة هذه التدوينة، هو صناعة شهرتك الخاصة Personal Brand، إلا أنه يجب أن تتجنب الحديث عن نفسك أو عن شركتك بشكل مباشر قدر المستطاع، فالتدوين الاستضافي غرضه الأول هو تبادل الثقافة والمعرفة، وليس الإعلان عن نفسك. وهذا بالطبع لا يتعارض مع ذكر خبرة شخصية، طالما تخدم الموضوع. استخدم نفس تنسيق الكتابة في المدونة/الموقع: هذا الأمر مفروغ منه بالطبع، ولكن ما أقصده تحديدًا هو ربما اعتاد صاحب الموقع قطع طول التدوينة باقتباس Quote، عدد معين من الصور، فيديوهات، العناوين الجانبية، أو البدء بحكمة أو فقرة ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع، .. الخ. التزم بالنمط الذي يسير عليه صاحب الموقع. ضمّن بعض الروابط ذات الصلة: الطبيعي أن تضع بعض الروابط الخارجية External Links التي تنظر إلى مواقع أخرى، ولكن انظر إلى كم التقدير الذي سيكنّه لك صاحب الموقع إذا قمت بالإشارة إلى بعض صفحات الموقع باستخدام الروابط الداخلية Inbound Links. بل أنا على يقين من أن إجراء مثل هذا سيكون أحد عوامل الموافقة على التدوينة على الفور. ضع نداء الإجراء Call-To-Action في نهاية التدوينة للحث على التعليق: أي تدوينة يجب أن تنتهي بنداء إجراء. وأقل نوع من أنواع نداء الإجراء هو أن تشجع القراء على التعليق على هذه التدوينة أو مشاركتها على الشبكات الاجتماعية. هناك إجراءات أخرى مثل التسجيل في قائمة بريدية، تحميل كتاب إلكتروني، شراء منتج ما، .. الخ. تستطيع الاتفاق مع صاحب الموقع في أن يكون نداء الإجراء يصب في صالحك، وربما يوافق. أما الشيء المؤكد فهو أنه سيرحب للغاية إذا كان نداء الإجراء مرتبط بموقعه هو. الخطوة التاسعة: كيفية كتابة نبذة احترافية Bio عن نفسك كمدون ضيف هي فقرة واحدة تحتوي على 4 أو 5 سطور على الأكثر. هي تلك الفقرة التي سيقرأها الزوار قبل أن يقرأوا تلك التدوينة أو بعدها. المرة الوحيدة التي سيبحث فيها القراء عن هذه الفقرة بأنفسهم هي حينما يروق لهم محتوى المقال. فكيف إذًا تكتب عن نفسك باحترافية، وبشكل يحقق لك أعلى عائد؟ في هذه المسألة أعيدك إلى أهداف التدوين الاستضافي وستكون كتابة هذه الـنبذة Bio بناءً على تلك الأهداف. أتذكرها؟ نعم بالتأكيد .. هي: جلب الزوار Traffic، بناء رابط خلفي Backlink، بناء العلامة التجارية الشخصية Personal Branding. فلو كنت تسعى إلى جلب الزوار، فتحدث عن القيمة التي يقدمها موقعك، وضع رابط الصفحة التي تريد جلب الزوار إليها في هذه النبذة (ليس شرطًا أن تكون الصفحة الرئيسية بالمناسبة، فربما كانت صفحة هبوط Landing Page). وهذا الأمر سيصلح كذلك إذا كنت تسعى إلى بناء رابط خلفي لموقعك. في حالة بناء العلامة التجارية الشخصية، فأنصحك بأن تتحدث عن إسهاماتك في هذا المجال، وأن تجعل الرابط يذهب بالزوار إلى صفحة تتحدث عن إنجازاتك بشكل أكثر تفصيلًا. أو أن تضع رابط المتابعة على الشبكات الاجتماعية، أو الاشتراك في القائمة البريدية. فكل هذا من شأنه زيادة ارتباط الزوار بك. وبالطبع – كما ذكرنا بأعلى – تستطيع جعل النبذة Bio تخدم الأهداف الثلاثة معًا. الخطوة العاشرة: كيف تكون الأفضل بين المدونين الضيوف (أفضل 3 ممارسات) ادفع صاحب المدونة للمباهاة بك: لن تحصل على هذه الميزة إلا بأن تصنع من نفسك ذلك الشخص الذي يود الناس التعرف عليه، والتعلم منه، ويفتخرون بمعرفته. قم بتعلم الأسس الصحيحة للعلم في الشريحة التي تعمل بها، قم بمساعدة الكثير من الناس بدون مقابل، قم بالظهور في المحافل المحلية – والدولية إن أمكن – في مجال تخصصك، قم بالتعرف على كل الرواد في الصنعة واصنع معهم علاقات طيبة، وهناك الكثير مما تستطيع فعله في هذا الشأن. كل هذا من شأنه أن يجعل صاحب المدونة يتحدث عن تدوينتك لديه كحدث طال انتظاره. لا تبخل في عدد الحروف والكلمات: إذا كان متوسط عدد الكلمات في المقالة الواحدة لدى صاحب الموقع 1500 كلمة، اجعل مقالك يتجاوز الـ 2500 كلمة. اجعل المقال ينطق بالفائدة والمعرفة من كل حروفه وكلماته. اجعل المعرفة صافية بدون أي شروط أو مقابل. ما يخرج من القلب يصل سريعًا إلى القلب. وإذا كنت تسعى حقًا بصدق إلى إفادة قرائك، فسيشعر قرائك بهذا في كل حرف تكتبه، وسيقرأون الموضوع لنهايته أيًا كان مقدار طوله. قم بالرد على كل التعليقات، ولو بكلمة شكرًا: هذه الخطوة لها أكثر من مغزى. منها مثلًا أنك تعني بآراء قرائك، وتهتم بهم وبتعليقاتهم، وتقدرّهم، وتستجيب لردود أفعالهم، وأنك هنا ولست بمعزل عنهم، وأنك لست ذلك الشخص المتعالي أو المشغول الذي يكتفي بكتابة المقال ثم ينسى كل شيء عنه، وغيرها. الرد على التعليقات – سواء على المدونة أو الشبكات الاجتماعية – أمر في غاية الأهمية، لبناء شهرتك كشخص ذو سلطة Authority في هذه الصناعة. وأخيرًا .. لا تنس أن تدعو الخبراء للكتابة في موقعك .. التدوين الاستضافي طريق مكون من اتجاهين، فكما بذلت مجهود في العثور على فرصة لتقديم تدوينة استضافية لدى أحد الخبراء في الصنعة، ما المانع في أن تفتح الباب لزملاء الصنعة للكتابة عندك؟ أنت في حاجة فعلية إلى ذلك. الخلاصة فوائد التدوين الاستضافي Guest Blogging تتزايد يومًا بعد يوم، ولا يجب أن تتغافل عنها، والمدون المحترف في صنعته يجب عليه أن يدرك هذا الأمر جيدًا ويعرف كيف يستغله على النحو الأمثل، مع الحرص على تقديم الفائدة لجميع الأطراف المدون المضيف، المدون الضيف، القراء كافة. الخطوات العشر السابقة تعتبر هي الدليل المختصر الذي أعتمد عليه في بث التدوينات المستضافة Guest Post في المواقع الأخرى. فهل أجد لديك ما تضيفه عن تلك العشر؟
  13. أثبتت الإحصائيات أن أقل من 15% من الشركات تقوم بعمل بحث منهجي في مسألة تسعير المنتجات، بينما أثبتت بعض الدراسات الأخرى أن التغييرات الطفيفة في الأسعار قد ترفع أو تخفض المبيعات بنحو 20% أو 50% أو أكثر في حالات فريدة. هناك مجموعة من الدراسات التي أُجريت حول تأثير التغييرات السعرية على النواحي النفسية للمشترين، أقل ما يُقال عنها هو أنها عجيبة. تلك الدراسات أثبتت تحرك السلوك الشرائي للمستهلكين ناحية خيارات معينة دون غيرها، فقط بعد تطبيق بعض الاستراتيجيات البسيطة الخاصة بتسعير المنتج. ربما أبرز تلك الدراسات، ذلك المجهود الرائع الذي بذله مارتن لندستروم Martin Lindstrom في كتابه الشيق Buyology الذي يروي فيه نتائج أبحاث ودراسات قام بها بنفسه، وحملت نتائج مدهشة عن العقل البشري، مفادها أننا فعليًا لا نشتري بالعقل الواعي، وأن أغلب قراراتنا الشرائية مصدرها مؤثرات معينة يتعرض لها العقل الباطن، وتحرك سلوكنا الشرائي نحو منتجات معينة بشكل – أحيانًا – يبدو غير منطقيًا. في هذا المقال أنقل إليك مجموعة من الأبحاث الشيقة المتعلقة بالعوامل النفسية لتسعير المنتجات Pricing Psychology والتي ربما لم تعرفها من قبل. الطريف في الأمر هو أنك ستكتشف بنفسك أنك حتمًا كنت ضحية بعض أو أحد هذه الأبحاث بنحو أو بآخر في اتخاذ قرارك الشرائي. هذا المقال دسم للغاية، وقد تتعرض فيه لبعض المصطلحات الحديثة مثل التسويق العصبي Neuro-Marketing، والاقتصاد السلوكي Behavioral Economics، وغيرها من المصطلحات الأخرى، التي سأحرص على ذكرها باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك إذا رغبت في المزيد من المعلومات. 1. إعادة صياغة القيمة و تسعير المنتج Reframing The Valueتُرى هل تختلف الطريقة التي تقوم بها بإرسال معلومات التسعير إلى العميل؟ هل هناك فارق بين أن أقول: "تكلفة البرنامج التدريبي 39$" وأن أقول: "قيمة الاستثمار في هذا البرنامج التدريبي 39$"؟ كل كلمة تستخدمها في عرضك البيعي تصنع نوعًا من الإسقاط في ذهن المشتري، وكما ذكرنا آنفًا، أن الإنسان يشتري بعقله الباطن أكثر من عقله الواعي. هذه التقنية تُسمى إعادة صياغة القيمة أو Reframing The Value وفيها تقوم بعرض نفس المنتج بنفس السعر ولكن بشكل مختلف. هناك فارق بين أن تخبر المشتري أن رخصة استخدام هذا البرنامج هي 1000$ في العام، وأن رخصة استخدامه اليومية هي 2.99$. في الواقع لا فارق بين السعر الأول والثاني، ولكن هناك دراسة عصبية أثبتت أن الإنسان يتوقع الخسارة حيال التعامل مع الأسعار المرتفعة، فيتردد في اتخاذ قرار الشراء. بينما يتعامل عقله مع مبلغ مثل 2.99$ على أنه نفس السعر الذي يدفعه في كوب القهوة الذي يشرب منه 3 أو 4 كل يوم. كذلك الكلمات المعبرة عن انخفاض الأسعار تلفت الانتباه أكثر من استخدام السعر بدونها. فحينما أضع التسعيرة بهذا الشكل (5$) لن ألفت الانتباه مثلما تكون (فقط 5$). العقل في هذه الحالة يتساءل بتلقائية: كيف كانت قبل التخفيض؟ جرب استخدام مثل هذه الكلمات في وضع الأسعار في المرة القادمة (تخفيض – عرض خاص – فرصة – لفترة محدودة – فقط – ...الخ). 2. ضع منتجك بجانب العظماء Anchoringحينما تتأمل واجهة متجر لبيع الحليّ الذهبية، فأنت بالتأكيد لا تتوقع أن يضع صاحب المتجر قطعة من النحاس بين الحليّ. هذا هو باختصار الـ Price Anchoring وهو المفهوم الذي يعبر عن وضع منتج جديد – أيًا كانت قيمته – بين منتجات مرتفعة القيمة، فيظن المشتري أن سعر هذا المنتج مقارب لأسعار تلك المنتجات. إذا أردت أن توحي إلى المشترين بارتفاع قيمة منتج ما، ضعه بين مجموعة من المنتجات مرتفعة الثمن. في واجهة عرض الهواتف الحديثة تجد أن صاحب المتجر عادة ما يضع هواتف سامسونج Samsung وآيفون iPhone بجانب واحد في أعلى رف، بينما يضع الهواتف الأقل شأنًا بأسفل، وفي مكان بعيد عن هذين العملاقين. ولكن حينما يظهر نوع جديد من الهواتف أنت لا تعرفه، ويقوم صاحب المتجر بوضعه بجانب هاتف مثل آيفون، فأنت حتمًا تتوقع أن سعره لن يقل في القيمة عن سعر آيفون، على الرغم من أنك فعليًا لا تعرفه، ولا تعرف قيمته الحقيقية. لأجل هذا السبب حينما تتصفح قائمة الطعام menu في أي مطعم تجد أن الأصناف العادية ذات الأسعار المتقاربة متراصة سويًا بالتوالي في قوائم، بينما الأصناف المميزة موضوعة في أركان مميزة من صفحات القائمة. قام باستخدام هذه التقنية بذكاء العبقري ستيف جوبز مع عرض أول جهاز آيباد iPad. قال جوبز "إذا استمعنا إلى رأي النقاد بشأن تسعير آيباد فسنعطيه سعر أقل من 1,000$ الذي يشير للسعر 999$" ثم قام بوضع 999$ ضخمة على الشاشة. بهذا الإجراء أعطى الجمهور إيحاء بأن مكان آيباد هو بين المنتجات التي يبدأ سعرها عند 1,000$. ثم قال: "ولكنني – بسعادة غامرة – أبلغكم أن أسعار الآيباد لن تبدأ بـ 999$ ولكن بـ 499$" وبينما يقول ذلك تتحطم الـ 999$ وتتحول إلى شظايا أسفل الـ 499$ التي تهوي عليها .. وتضجّ القاعة بالتصفيق والكثير من صيحات الإعجاب Wow. جهاز مثل آيباد فريد من نوعه، ويستطيع جوبز أن يضع السعر الذي يروق له، ولا يوجد أي أجهزة مثيلة له في الأسواق حتى يقوم المستهلك بالمقارنة، ولكن الطريقة التي وضع بها ستيف جوبز السعر 999$ والطريقة التي أعلن بها عن السعر 499$ أعطت للمشاهد إيحاء بأن آبل قد قامت بتخفيض السعر 50% كاملة، بينما كل هذا مجرد عرض تسعيري مميز، غرضه الأساسي أن يشعر المشتري بأنه ربح الكثير حينما يشتري الآيباد بهذا السعر – 499$ بدلاً من 999$ – وأن هذا عرض لا يُفوّت .. ونجحت آبل Apple بقيادة جوبز في أدائها ببراعة. 3. استغل اختيارات المشترين في تسعير منتجكلنبدأ بهذا الاختبار البسيط .. إذا عُرض عليك الاشتراك السنوي في دورية تهتم بها، لها إصدار رقمي Soft Copy وإصدار ورقي Printed Copy وكانت الخيارات كالتالي: الإصدار الرقمي فقط: 59$ الإصدار الورقي فقط: 125$ الإصداران الرقمي والورقي: 125$ فماذا سيكون اختيارك؟ في الواقع لا يحتاج الأمر إلى الكثير من التفكير لتجاهل الخيار الثاني، لأنه يبدو كخيار أحمق، أو خطأ مطبعي لم يدركه من وضعه. أثار الأمر انتباه الخبير الاقتصادي دان إيرلي Dan Ariely، فقام بعمل اختبار مع 100 طالب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا Massachusetts Institute of Technology فكانت النتائج كالتالي: الإصدار الرقمي فقط: 59$ ← 16% الإصدار الورقي فقط: 125$ ← 0% الإصداران الرقمي والورقي: 125$ ← 84% نتيجة طبيعية .. أليس كذلك؟ بالطبع .. ولكنه حينما أعاد الاختبار مع 100 طالب آخرين بعد حذف الخيار الثاني كانت النتيجة مفاجأة على النحو التالي: الإصدار الرقمي فقط: 59$ ← 68% الإصداران الرقمي والورقي: 125$ ← 32% لقد تراجع خيار الطلبة في الحصول على الإصدارين الرقمي والمطبوع كثيرًا، ورجحت كفة الخيار الأول بالنسبة العظمى. فلماذا حدث ذلك؟ لقد بدى الخيار الثاني إيحاء بالنسبة للطلبة/للمشترين أنه عرض عديم القيمة في ذاته، ولا فائدة من ورائه، ولكنه في الواقع مهّد الطريق للعرض الثالث، وأوحى للمشترين وكأنه – العرض الثالث – يحوي قيمة مضافة أكبر من العرضين السابقين بكثير، فأنت يمكنك توقع أن قيمة الخيار الثالث ستكون حتمًا أكبر من الأول والثاني، ولكن أن تكون قيمة الخيار الثالث مثل قيمة الخيار الثاني – أو مقاربة له – فهذا مالا تتوقعه. وبالتالي تميل الكفة ناحية الخيار الثالث بافتراض أنه عرض خاص مميز. نعم .. يمكنك أن تعرض 3 خيارات على العملاء، وأن تجعل الخيار الأوسط بقيمة مقاربة للخيار الأعلى، بحيث يبدو لا فائدة منه لتميل الكفة ناحية الخيار الأعلى قيمة، والتي يشعر معها المشتري أنه يحصل على قيمة استثنائية أو عرض خاص. ولكن لا تضع للعميل أكثر من 3 أو 4 خيارات، فقد أثبتت تجارب أخرى أن كثرة الخيارات تدفع المشتري إلى تأخير قرار الشراء. فحينما تم وضع 24 نوع من المربى على الأرفف في أحد المتاجر احتار المشتري في اتخاذ القرار، ثم في النهاية فضل 97% منهم ألا يشتروا. التجربة السابقة نتج عنها 3% فقط من المشترين من إجمالي الأفراد الذين خاضوا التجربة. بينما حينما كان على الأرفف 6 أنواع فقط ارتفعت نسبة الشراء من 3% إلى 30%. وكلما قمت بتقليل عدد الخيارات ترتفع نسبة الشراء. 4. سحر الرقم (9) في تسعير المنتجاتحتمًا رأيت هذا النمط من التسعير (2.99$ - 19.99$ - 7.99$ - ... الخ) الذي يعتمد على وضع رقم (9) في نهاية سعر المنتج .. هل مازالت هذه الحيلة صالحة للاستخدام؟ ألم يدركها معظم المشترين بعد؟ أدركها الكثير ولكنها مازالت صالحة للاستخدام. ففي دراسة مشتركة بين معهد ماساتشوستس وجامعة شيكاغو MIT and University of Chicago تم إرسال 3 إصدارات من مجلة مصورة Catalogue ملابس لعينة عشوائية من العملاء، وتم وضع سعر المنتجات به في أحد النسخ تنتهي بالرقم (9) .. مثل 39$. في الإصدار الثاني تم وضع سعر أقل بـ 5$ (أي 34$)، وفي الإصدار الثالث تم وضع سعر أعلى بـ 5$ (أي 44$). فماذا كانت النتيجة؟ كان الميل إلى الشراء ناحية السعر الذي يحوي الرقم (9) .. 39$ أكبر بنسبة 40% .. اقرأ الدراسة بنفسك. تعمل هذه التقنية مع المنتجات ذات السعر المنخفض والمرتفع، أي أن اختيار العملاء يتجه إلى الرقم (9) حتى ولو كان المبلغ هو 49$، 59$، 79$ أو حتى 99$. ولكنها لا تعمل مع المنتجات مرتفعة القيمة مثل المجوهرات والسيارات، فالعميل في مثل هذه الحالة يتوقع سعر يتناسب مع فخامة المنتج الذي سيشتريه، ولن تصلح معه مثل هذه المراوغات العددية. 5. احذف رمز العملة لتزيد مبيعاتكيبدو أن العقل الباطن للمشتري يشعر بالانزعاج حينما ينظر إلى رمز العملة ($،£،¥)، فربما يذكره بما يجب أن يفقد من مال لشراء هذا المنتج. سيبل يانج Sybil S. Yang من جامعة كورنيل Cornell University هي التي قامت بهذا البحث، ولاحظت – على عكس ما هو متوقع – أن الإنفاق على وجبة الغداء في المطاعم الفخمة يكون أكبر في حالة اختفاء علامة الدولار ($) من قائمة الطعام menu. 6. سعر العروض الخاصة صغير أم كبير؟يظن الكثير من التجار والمسوقين أن سعر التخفيضات Sale يجب أن يكون كبيرًا بارزًا حتى يراه كل الناس، ويعلموا أن هناك شيء غير طبيعي في المشهد يستوجب الانتباه. يقول بروفيسور موريتز Morwitz أستاذ التسويق بجامعة كلارك Clark University، وكذلك جامعة كونتيكت The University of Connecticut: أي أن المشتري حينما ينظر إلى الرقم ويراه كبير الحجم، يرى عقله أن هذا السعر مرتفع، ومن ثم فمن المفضل أن تضع سعر العرض الخاص، والتخفيضات صغير الحجم، حتى تتمكن من إقناع العقل الباطن أكثر به. 7. اجعل الحسبة سهلة للعقلكذلك، في حالة المقارنة بين السعرين القديم والجديد، اجعل الفارق بين السعرين يمر بعملية حسابية بسيطة على العقل. حينما يكون سعر المنتج 20$ اجعل السعر المخفض 15$ على سبيل المثال. بهذه الطريقة يحدث انسجام حسابي في عقل المستهلك، ويستطيع في لحظة واحدة بمجرد النظر معرفة أنه قد حصل على تخفيض قدره 5$. بينما إذا وضعت سعر التخفيض بمثل هذا الشكل 14.63$ ستضع عقل المشتري في حيرة عددية بشأن حساب المكسب الذي سيحصل عليه من التخفيض. قد يظن البعض أن هذه القاعدة تبدو صعبة مع نظام التسعير الذي يعتمد على الرقم (9)، ولكن العملية في هذه الحالة أسهل بكثير. فإذا كان سعر المنتج 9.99$ والتخفيض 2$ اجعل اكتبه بهذه الطريقة مباشرة 7.99$. أما ما أنصح به بوجه خاص، فهو أن تضع السعرين شكل رأسي (فوق بعض)، وليس بشكل أفقي (بجانب بعض). فهذا هو الوضع الأمثل لإجراء عملية حسابية سريعة. 8. المنتجات المتشابهة لا تعني بالضرورة وضع أسعار متطابقةكانت التجربة كالتالي: علبتان من اللادن (العلك – اللبان) متشابهتان في الحجم، ومستوى الجودة. تم وضع سعر موحد عليهما 0.63$، وتُرك قرار الشراء للمستهلك، فكانت نسبة المبيعات 46%. نفس التجربة، ولكن تم تغيير السعر لتصبح الأولى بـ 0.62$ والثانية بـ 0.64$ (أي أن التغيير طرأ على سنت واحد فقط)، فارتفع قرار الشراء – بصفة عامة – لدى المشترين حتى تجاوز الـ 77%. قام بهذه التجربة ثلاثة من الباحثين من جامعة ييل Yale University. ماذا نستنتج من هذا؟ تشابه المنتجات في المستوى والجودة لا يعني بالضرورة أن يتم تسعيرهم بنفس السعر. فاختلاف الأسعار هنا أمر أساسي حتى يستطيع العقل صنع مفاضلة كاملة بين الصنفين، واتخاذ قرار الشراء. ففي حالة عدم وجودة مفاضلة حقيقية – لا في الجودة ولا في السعر – يتراجع عن قرار الشراء بنسبة كبيرة. 9. استخدم ألفاظ السعادة بدلاً من ألفاظ الألمعملية الشراء في حد ذاتها تسبب الكثير من الألم للمشتري. فالنفس البشرية تحب المال بشكل غريزي، وتحب جمعه وادخاره، وترفض إنفاقه خشية الفقر والحاجة. هذه غرائز جُبل عليها البشر. كانت الأبحاث الذي قامت به جامعية كارنيجي ميلون Carnegie Mellon University بالتعاون مع جامعة ستانفورد Stanford، ومعهد ماساتشسوتس، يدور حول سبب ميل الناس إلى استخدام بطاقة الائتمان Credit Card بدلاً من النقود. وقد أفادت الأبحاث هذه النتيجة: "بطاقات الائتمان تُخدّر ألم الإنفاق بفعالية" “"Credit cards effectively anesthetize the pain of paying,” المفهوم المستخلص من هذه الدراسة هو تقليل ألم الإنفاق بأكبر قدر ممكن وبكل الحيل المتاحة. فعلى سبيل المثال حينما تقوم ببيع أحد الوسائد الطبية، من الخطأ استخدام جملة مثل: "هذه الوسادة تقلل الألم إلى حد كبير" وبدلاً منها استخدم جملة مثل: "هذه الوسادة تزيد الراحة والاسترخاء إلى حد بعيد" للدلالة على إضفاء إحساس بالسعادة يقلل من الألم المصاحب لعملية الشراء. أيضًا، إحدى التقنيات المستخدمة في تقليل الألم في مسألة تسعير المنتج، وهو سحب ذهن المشتري بعيدًا عن الآلام التي يتحملها جراء الشراء إلى أوقات المتعة التي يُحصلّها بعد إتمام هذه العملية، أو ربطه بالماضي الذي يرتبط معه بذكريات عاطفية مبهجة، وكل هذه التقنيات تُعظّم القيمة مقارنة بالسعر. كذلك من وسائل تقليل ألم الشراء ما ذكرته في بداية المقال عن إعادة صياغة قيمة المنتج Reframing The Value، وكذلك استخدام لفظة مجانًا كما سأوضح في النقطة التالية. 10. كلمة "مجانًا" لها مفعول السحرفي كتابه المتميز Predictably Irrational قدّم دان إيرلي دراسة عن سبب انخفاض طلبات الشراء من موقع أمازون بشكل كبير في فرنسا عن بقية الدول الأوروبية. واكتشف أن السبب في ذلك هو أن المشتري الفرنسي يضطر إلى دفع 0.20$ مع كل منتج يقوم بإضافته إلى سلة الشراء، بخلاف بقية دول أوروبا التي تحصل على الشحن مجانًا. هذا مثال بسيط .. جرّب أن تضع كلمة "مجانًا" في أي عرض ترويجي وسترى نتائج مبهرة. كلمة "مجانًا" هي الكلمة التي كانت تستوقفني أنا شخصيًا وأنا سائر في الطريق حينما أتجاهل كل العروض الترويجية التي تحوطني. فحتى مع توقع العقل الواعي بعض من الخداع المختفي خلف هذه الكلمة، إلا أنه يقبل الدعوة من باب الإطلاع والفضول، وربما تكون هناك فائدة بالفعل. كلمة "مجانًا" هي الفيصل في العديد من قرارات الشراء على الإنترنت وخارج الإنترنت. أمازون تحقق أعلى مبيعات حينما تضع هذه الجملة السحرية "Free Shipping". بل إنني أعرف صديقًا شخصيًا يملك أحد المتاجر لبيع الملابس قام بتطبيق هذه التقنية بدلاً من التقنية التي كان يستخدمها في بيع أحد منتجاته في متجره، وحققت معه نتائج مدهشة. كان يعرض 3 قطع من القمصان T-Shirt في واجهة متجره، وُضع عليها لافتة مكتوب عليها "عرض خاص .. 3 قمصان فقط بـ 60$". ربما يبدو العرض جيدًا، ولكنه يصنع نوع من الإسقاط الذهني في عقل المشتري، ليقوم بحساب قيمة كل قميص ليجدها تساوي 20$. بعد عدة أيام قام بتغيير العرض على اللافتة ليصبح "عرض خاص .. اشتر 2 من القمصان واحصل على الثالث مجانًا". هذا التغيير نتج عنه كمية من المبيعات لم تحدث مع اللافتة الأولى. فالمشتري في هذه المرة نظر إلى مسألة حصوله على شيء مجاني، وبدأ يحسب مقدار التوفير الذي سيحصل عليه (أدفع 60$ بدلاً من 90$ ، وأوفر 30$ كاملة). 11. اربط المنتج بالأماكن الفخمةما هو المكوِّن المميز في كوب الشاي حتى يكون سعره في ستار بكس Starbucks أعلى من أي مقهى آخر؟ هل تشعر بأي اختلاف حينما تخبرك زوجتك أن الفاكهة التي تأكلها الآن قد اشترتها من كارفور Carrefour بدلاً من متجر الفاكهة الذي في نهاية الشارع؟ طبق السوشي الذي تتناوله في المطعم الصيني، قد يتشابه مع ذلك الذي تأكله في فندق فارول Farol Hotel بتصميماته المبهرة، أو ذلك الذي تصنعه لك زوجتك في المنزل، ولكن شتان شتان ما بين سعر كل منهم. فقد تتشاجر مع زوجتك إذا أنفقت الكثير من النقود على إعداد مثل هذه الوجبة بمكوناتها مرتفعة الثمن، أو قد ترفض الذهاب إلى المطعم الصيني مرة أخرى لارتفاع سعر الوجبة، ولكنك حتمًا لن تناقش لحظة في شيك الدفع الذي يأتي إلى مائدتك بعد الانتهاء من وجبة السوشي في فندق فارول. قام بهذه الدراسة خبير الاقتصاد السلوكي ريتشارد ثالر Richard Thaler في جامعة فاندلبيرت Vanderbilt University وتم نشر الدراسة في مجلة نيويورك تايمز New York Times Magazine، وملخص الدراسة أن الإنسان على استعداد لدفع سعر أعلى لمنتج معين إذا علم أنه قادم من مكان راق (فندق مثلاً أو علامة تجارية بارزة). لهذه الأسباب تجد الناس في الأسواق تجادل وتفاصل في أسعار المنتجات منخفضة ومتوسطة السعر، بينما إذا تعاملوا مع أحد العلامات التجارية الكبيرة (نايكي Nike – أديداس adidas – رولكس Rolex – ... الخ) تتم عملية الشراء بدون مناقشة السعر على الإطلاق، على الرغم من أن السعر في هذه الحالة لا يُقارن بتاتًا بأسعار المنتجات الأخرى. شخصيًا حينما قمت بشراء الهاتف الخاص بي، توجهت إلى الوكيل الرسمي مع علمي بارتفاع أسعاره عن بقية الموزعين، ولم أناقش السعر لحظة وهو يطبع الفاتورة ويسلمني الهاتف. القضية ليست كم يتكلف المنتج، ولكن من أين يأتي هذا المنتج. في الختامتسعير المنتجات هو التحدي الذي يواجه أي شركة مهما كان حجمها. واستراتيجية التسعير التي ستتبعها يجب أن تكون واضحة، ومبنية على دراسات وأبحاث علمية مسجلة، تم فيها اختيار عينات عشوائية، للحفاظ على مستوى الدقة في نتائج هذه الدراسات. وعلى الرغم من أن الأبحاث السابقة كلها تم توثيقها بدراسات علمية دقيقة، إلا أن العنصر المشترك فيها هو أن جميع تلك الدراسات تدعوك إلى اختبار سياستك التسعيرية قبل اعتمادها بشكل نهائي. أي أن المعلومات المعلبة في هذه الكبسولة العلمية لا تكفي وحدها لاتخاذ قرارات حساسة مثل تسعير المنتج، ولكن كذلك قم بعمل اختباراتك الشخصية. ولكم سأكون سعيدًا إذا قمت بمراسلتنا بنتائج تلك الاختبارات لننشرها هنا باسمك. كذلك إذا كنت قد قمت بالفعل بعمل تجارب أو دراسات خاصة بتسعير منتجاتك، سنكون – جميعًا – سعداء بمشاركتنا إياها.
  14. هذا المقال هو جزء من كتاب "دليلك المختصر لبدء العمل عبر الإنترنت” الذي يُمكن تحميله مجّانًا من هنا. نموذج "إنشاء محتوى رقمي متخصص عالي الجودة” للربح من الإنترنت يناسب الناشرين والمدونين الذين يستهدفون أبسط طرق التهيئة وتحقيق العوائد من خلق المحتوى الرقمي المتخصص Monetization. كل ما هو مطلوب منك فعله هو أن يكون لديك موقع/مدونة تستهدف اهتمامات جمهور معين Niche، ثم تشترك في أحد البرامج الإعلانية، أو تبيع مساحات إعلانية على موقعك/مدونتك، لتبدأ عجلة الأرباح في الدوران. تأجير مساحة إعلانية فارغة على مدونتك هو الأساس في الربح من عوائد الإعلانات في المدونة، ولكن هناك كذلك البرامج الإعلانية الجاهزة التي تنوب عنك في مسألة إدارة الإعلانات بصفة عامة، مثل إيجاد المعلنين، واختيار الإعلان المناسب، تحصيل النقود، توريدها إليك، التعامل مع المخالفين … إلخ. هناك عدة نماذج مشهورة للبرامج الإعلانية المتكاملة، مثل جوجل أدسنس Google Adsense، إعلانات حسوب، وقريباً إعلانات فيس بوك عن طريق منصة أطلس. قد يكون النموذج المفضل لك هو إدارة مسألة الإعلانات بنفسك لأنك في هذه الحالة تحصل على 100% من الإيرادات، وأنت الذي تضع شروطك، لكن بالطبع الشبكات الإعلانية توفر عنك عناء البحث عن معلنين مباشرين وتخصيص فريق مبيعات للتواصل مع المعلنين وتشتيت جهودك في إدارة حملاتهم الإعلانية وتحسين نتائجها وفي إجراءات التركيب واستلام الدفعات المالية وغيرها من الأمور التي تتحملها عنك البرامج الإعلانية بشكل كامل وتجعلك تركز جهودك فقط على إنشاء محتوى متخصص عالي الجودة. شخصياً ما زلت أفضل الاعتماد على أحد البرامج الإعلانية المذكورة آنفاً. الأقرب بالنسبة لي هو "متجر إعلانات حسوب" من حيث الإدارة والتكلفة، فهو يوفر عليّ عناء البحث عن المعلنين عن طريق تصفح الوفرة التي يقدمها المتجر، واختيار الأنسب فيما بينها للعمل عليه، طبقاً لمحتوى مدونتي، وطبيعة الزوار القادمين إليها. فكرة الشبكات الإعلانية باختصار أنك تشترك في أحدها، ومن لوحة التحكم في حسابك، تختار أحجام الإعلانات، وتأخذ كود هذا الإعلان لتضعه في مدونتك. تربح عن كل نقرة حقيقة لزوار مدونتك أو موقعك على الإعلانات المستهدفة التي تعرضها هذه الشبكات على موقعك على حسب نوعية الزوار واهتماماتهم ودرجة تنافسية المعلنين على هذا الجمهور وما حدده المعلن عند إنشاء حملته كتكلفة لكل نقرة. مثال: (زيد) يمتلك متجراً لبيع العطور، قام بعمل حملة إعلانية بالنقرة لدى إعلانات حسوب، ووضع إعلانا يستهدف فيه دول الخليج مثلا وحدد سعر النقرة ب 0.10 ج استرليني واستهدف تصنيف الصحة والترفيه بميزانية 500 ج استرليني، ستبدأ حملته وتظهر إعلاناته على مدونتك أو موقعك الذي يتحدث عن العطور للزوار من السعودية وستربح أنت على كل نقرة لزائر حقيقي مستهدف لهذا الإعلان. حسب التقنيات التي تستخدمها شبكة إعلانات حسوب في توزيع الإعلانات على الناشرين طبقاً لطبيعة المحتوى وتخصصه والكلمات المفتاحية وعدة عوامل أخرى تقنية، تم اكتشاف أن مدونتك التي تتحدث فيها عن تجربتك في استخدام أشهر أنواع العطور، هي المكان الأنسب لوضع هذا الإعلان، وأنت بالطبع مشترك في برنامج إعلانات حسوب. الآن، كلما نقر أحد زوار مدونتك على ذلك الإعلان يستفيد 3 أطراف: المعلن (زيد): يحصل على الزائر الذي يريده والذي من أجله دفع 0.10 جنيه استرليني. الناشر (أنت): تحصل على النصيب الأكبر من مبلغ الـ 0.10 جنيه استرليني. الوسيط (إعلانات حسوب): تحصل على النسبة التي تكافئ إدارتها للإعلان والبرنامج الإعلاني الخاص بالعميل. هي صفقة رابحة لجميع الأطراف، ومن مصلحة جميع الأطراف ألا يحدث تلاعب من أي طرف من الثلاثة. فلا يجب على المعلن أن يعلن عن أشياء وهمية أو مضرة حتى لا يضر الزائر. ولا يجب على الناشر أن يدفع زواره للنقر على الإعلان بدون حاجة فعلية لذلك، ويجب على إدارة إعلانات حسوب أن تراقب جميع الأطراف وتساعد كل طرف على أخذ ما يريده من هذه العملية بشكل شرعي. لمحة: من واقع خبرتي في التعامل مع إعلانات حسوب فإن سعر النقرة غالباً ما يكون مرتفعاً للإعلانات التي تستهدف دول الخليج (مثل الكويت، الإمارات، السعودية، قطر، عمان، البحرين) لما يمثله السوق الخليجي كسوق تنافسي مستهدف من أغلب أصحاب الأعمال. بينما يكون سعر النقرة منخفضاً للإعلانات التي تستهدف شمال أفريقيا، مثل مصر والجزائر وليبيا والمغرب. هذا بالطبع يلقي الضوء على أهمية استهداف المواضيع التي تهم الدول التي يكون فيها سعر النقرة في الحملة الإعلانية مرتفعاً. أما الدول التي يكون فيها سعر النقرة في الحملة الإعلانية منخفضاً، فيُفضل أن يكون لها حجم أكبر من الزوار، لتحقيق دخل جيد، كما يجدر الإشارة أن خلق محتوى متخصص عالي الجودة يختلف أيضا في تحقيق العوائد تماما عن المحتوى العام والذي لا يتنافس على استهدافه معلنين أكثر. الربح بهذه الطريقة يتطلب عدة شروط أساسية في المدونة/الموقع الذي ستضع به تلك الإعلانات، يجب توافرها حتى تحقق دخل معقول: الالتزام بسياسات البرنامج الإعلاني: أياً كان البرنامج الإعلاني الذي ستشترك فيه، اقرأ السياسات جيداً، والتزم بها بقدر المستطاع. لقد عانينا أشد المعاناة لحسابات كانت تحتوي على أرقام كبيرة من الإيرادات، وتم إغلاقها من قبل شركات كجوجل أدسنس، بسبب خطأ غير مقصود. أحد أصدقائي أُغلق حسابه وبه 8,500$، والآخر كان به 40,000$، وأخبرني أحدهم عن آخر وصل رصيد حسابه إلى 120,000$ وأُغلق أيضاً! حجم زوار مرتفع: هناك معدل للنقر اسمه CTR أو Click Through Rate، وهذا المعدل عادة ما ينحصر بين 1-8%، وقد يزيد عن 8% في بعض الأحيان النادرة. فبافتراض أن متوسط سعر النقرة 10 سنت لكل زائر، ستجد أنك تربح من كل 100 زائر على الأقل 10 سنت، وعلى الأكثر 80 سنت. لذلك فإن الشرط الأساسي لهذه الطريقة أن يكون لديك حجم زوار مرتفع. فكل 1000 زائر تربح من ورائهم نحو 1-8$ وهذا المعدل متغير حسب سعر النقرة، ولكن بما أنك لا تستطيع التحكم في سعر النقر، قم بالتحكم في الشريحة النوعية للزوار (أي يكون الزائر مهتماً بما تقدم كما سنوضح الآن) وفي نفس الوقت يكون عدد الزوار كبيراً. الالتزام بشريحة محددة: المحتوى العام يجلب زائراً عامّاً، والمحتوى المتخصص يجلب زائراً متخصصاً. والمعلن العام يدفع أقل القليل من المال في سعر النقرة لأنه يريد كمّاً كبيراً من الزوار لموقعه/للعمل الخاص به، بينما المعلن المتخصص الذي لديه نوعية محددة من الأعمال، يدفع الكثير من المال في سعر النقرة لأنه يريد زائراً متخصصاً. المعلن العام، مثل موقع إخباري. المعلن المتخصص مثل موقع لبيع المجوهرات في السعودية. بالطبع أنا لا أدعو إلى طريقة عن أخرى، ولكني أوضح الفارق بين الطريقتين، ولتختر أنت ما يناسبك منهما. الالتزام في كتابة الكثير من المحتوى: لا يكفي فقط كتابة الكثير من المحتوى، ولكن الالتزام بكتابته على نحو منتظم كذلك. من يريد أن يربح من الإعلانات يجب أن تكون مدونته دائماً مزدحمة بالزوار، وهذا الازدحام لن يأتي إلا عن طريق تجديد المدونة الدائم بالمحتوى المتغير الذي يغطي موضوعاتها. ملاحظة: في مسألة جلب الزوار إلى موقعك، لا تعتمد على مصدر واحد فقط لجلب الزوار. فمن يعتمد على جوجل وحدها، قد يأتي تحديث واحد فقط يدمر جهدك في SEO، ويُخفي موقعك تماماً من نتائج البحث. يقول ستيف بافلينا المدون والكاتب في مجال التنمية الذاتية "أنا مقتنع بأهمية جوجل كمصدر لجلب الزوار، ولكن أنا ضد الاعتماد عليه بصورة كاملة. نسبة الزوار التي تأتي إلى موقعي من جوجل تُقدر بنحو 1.5% من إجمالي حجم الزوار الشهري".
  15. لم أعرف على الإنترنت نموذجًا لربح المال بطرق شرعية تخطى الأربع الأنواع، وتلك الوسائل تعتبر الأساس الذي يُبنى عليها ما بعدها، فأي وسيلة جديدة تظهر للعمل على الإنترنت سيمكنك تصنيفها ووضعها أسفل أحد تلك الأربعة أقسام، وسنتناول تلك الأنواع بشكل مُبسط من التفصيل. بيع منتجك الخاص Selling Your Own Product.تسويق منتجات الآخرين Affiliate Marketing.الإعلانات Make Money By Ads.العمل كمستقل Freelancer.الربح من بيع منتجك الخاصبيع منتجك الخاص Selling Your Own Product هذا هو الأساس الذي بُنيَت عليه التجارة في الحياة سواء على الإنترنت أو خارج الإنترنت. شخص ما لديه منتج يحتاجه شخص آخر، صاحب المنتج يبحث عن العميل المستهدف الذي لديه حاجة (أو رغبة في بعض الأحيان) بامتلاك هذا المنتج. كان المنتج قديماً ذا طبيعة مادية فقط Physical Product، ولكن ظهور الإنترنت جاء بقائمة طويلة من المنتجات الجديدة ذات طبيعة رقمية Digital Product. وكما تعلم فإن المنتج المادي يتمتع بتنوع هائل، ووفرة لا محدودة، ويعتبر موقع مثل Amazon.com مثالاً حيّاً على أكبر متجر على سطح الأرض يمتلك أضخم تنوع عرفته البشرية من المنتجات المادية. المنتج المادي وضعه طبيعي في إقبال الناس عليه، فالناس تتوقع إنفاق المال لقاء شيء ما تمسكه أيديهم، هاتف محمول، جهاز كيندل، فرشاة أسنان كهربائية، بذلة، حذاء، دواء، سروال، لعبة أطفال، كتاب … إلخ. أما المنتج الرقمي فهو أن تدفع نقوداً مقابل شكل معين من عرض المعلومات، أو الخدمات غير الملموسة. تنسيقات المنتج الرقمي Format محدودة، (ربما أقل من 10 أشكال قد يبدو عليها المنتج الرقمي) قد يكون كتاباً إلكترونياً eBook، برنامجًاSoftware، سلسلة دروس تدريبيةTraining Course، قالب موقع وورد بريس Wordpress Theme، وغيرها. يتزايد الإقبال على المنتج الرقمي يوماً بعد يوم، وخاصة للعملاء العصريين المنتمين إلى عصر السرعة، ويريدون التسريع بعملية الأتمتة Automation، تقديراً منهم لقيمة الوقت. موقع كليك بانك ClickBank يعادل موقع أمازون للمنتجات المادية، كأكبر متجر على الإنترنت يهتم ببيع المنتجات الرقمية فقط. يحتوي موقع كلك بانك على أكثر من 10,000 منتج رقمي متجدد، يعمل عليهم عشرات الآلاف من المسوقين بالعمولة من جميع أنحاء العالم، ويربحون منه آلاف الدولارات كل يوم. أما على الصعيد العربي يأتي موقع مثل سوق دوت كوم Souq.com على رأس قامة المتاجر العربية لبيع المنتجات المادية. بالطبع يوجد غيره، وبنماذج مختلفة مثل نمشي دوت كوم Namshi، وجوميا Jumia، وغيرهم. أما على صعيد المنتجات الرقمية، فيمكنني القول بكل ثقة، أن منصة "أسناد" Asnad هي المنصة الأولى والوحيدة -حتى الآن- على الإنترنت العربية المتخصصة في بيع المنتجات الرقمية. وقد كان خبر إطلاق منصة أسناد بالنسبة لي مفاجأة اختلطت فيها مشاعر الفرح بالدهشة.. الربح من التسويق لمنتجات الآخرينالتسويق لمنتجات الآخرين Affiliate Marketing أسلوب آخر ممتاز، قد يكون لدى أي شخص خبرة ما يستطيع التحدث عنها في منتج رقمي، ولكن ليس بالضرورة أن يستطيع إنشاء ذلك المنتج الرقمي أو تحمل تبعات إنشاؤه وتسويقه وصيانته وتطويره والتعامل مع العملاء. هذا بالتأكيد مناسب للغاية للمسوق بالعمولة Affiliate. التسويق بالعمولة يعني أن تقوم أنت ببيع منتجات الآخرين نظير عمولة عن كل عملية بيع تتم، وفي نهاية كل مدة تتقاضى أرباحك بتحويل بنكي أو شيك. التسويق بالعمولة ينقسم إلى نوعين لا أعلم لهما ثالثاً: عمولة نظير البيع Cost Per Sale CPSأي أنك كمسوق لا تتقاضي عمولتك إلا حينما يقوم الزائر الذي جاء من طرفك بإتمام عملية البيع. تكون العمولة في هذه الحالة بنسبة كبيرة، ومبلغ كبير من المال. فعلى سبيل المثال: هناك منتجات في كلك بانك وصلت نسبة العمولة فيها إلى 75% من قيمة المنتج للمسوق. وهناك بعض برامج البيع بالعمولة التي تعطي نسبة 90%، وبعض البرامج النادرة تعطي 100% طلباً لبناء قائمة بريدية من العملاء الفعليين الذين يدفعون Paid Customers. عمولة نظير إجراء معين Cost Per Action CPAهو النوع الأسهل نسبياً والأكثر انتشاراً في برامج التسويق بالعمولة، وفيه تحصل على عمولتك نظير قيام الزائر من طرفك بعمل إجراء Action معين لصالح من تقوم بالتسويق له. تكون العمولة منخفضة في هذه الحالة. أحياناً 1$، 2$، 5$ أو حتى 0.5$. من الممكن أن يكون هذا الإجراء ملء نموذج كنماذج الشراء، أو الاستبيانات، أو من الممكن أن يكون الإجراء هو تحميل تطبيق أو لعبة من طرف الزائر أو حتى تثبيت كامل للبرنامج، كأن تدفع شركة لبرنامج مُضاد فيروسات/مشغل وسائط على كل شخص يحمل ويثبت برنامجها، أو حتى يكون فقط الحصول على الاسم والبريد الإلكتروني، وبعض البيانات الأخرى. بينما تقوم بعض الشركات/العملاء بطلب البريد الإلكتروني فقط، وتحصل على عمولتك في المقابل. أشهر المواقع التي تعمل بالنوع الأول (CPS)، للمنتجات المادية هو موقع أمازون، ولا أعرف في حدود علمي في السوق العربي من يقوم بتقديم المثل. وبالنسبة للمنتجات الرقمية، يأتي موقع كلك بانك في المقام الأول مرة أخرى، وفي العربية لن تجد منافساً لموقع أسناد. أما بالنسبة للنوع الثاني (CPA)، فهناك الكثير من المنافسين في هذا المجال في السوق الأجنبية مثل كوميشن جنكشن Commission Junction، ماكس باونتي Max Bounty، بيير فلاي Beer Fly، وغيرهم الكثير. أما في السوق العربية فلا أعلم شركات ذات سمعة وشهرة في هذا المجال مثل إعلانات حسوب. التسويق بالعمولة له عدة استراتيجيات مختلفة، لا يوجد مجال لذكرها الآن، ولكن بصفة عامة هو يعتبر عملاً مُربحاً للغاية إذا استطعت أن تبني استراتيجية واضحة واتبعتها بشكل صحيح. على سبيل المثال، هناك من يُفضل استخدام البرنامج الإعلاني لأدوردز أو لحسوب لجلب عملاء مهتمين يقوم بدفعهم إلى شراء منتج ما، أو التسجيل في نموذج Form ما. الربح من عوائد الإعلاناتالنوع الثالث من الربح من الإنترنت Adsense & Paid Ads هو الأبسط على الإطلاق، وهو مناسب للغاية لمحبي كتابة المحتوى. ففي هذا النوع يكون المطلوب منك فقط هو موقع به الكثير من المحتوى النوعي الذي يهم شريحة محددة من الزوار. وفي هذا المحتوى يجب التركيز على عنصري الجودة والتخصص، وعدم التطرق إلى مواضيع جانبية بقدر الإمكان، إلا إذا دعت الضرورة إلى ذلك. ثم تضع به مساحات إعلانية مرتبطة بالمجال الذي تتحدث عنه في مدونتك. هذه الإعلانات قد تكون تابعة لبرنامج إعلاني مشهور مثل جوجل أدسنس Google Adsense، أو إعلانات حسوب Hsoub. وقد تكون خاصة بك تقوم بإدارتها بالكامل بنفسك مع العملاء، فتقوم بتخصيص مساحات إعلانية فارغة محددة للعملاء، وتكتب فيها ما يفيد أن هذه المساحة متاحة، فيأتي المعلن ويقوم بتصفح موقعك وإحصائياته، فإذا وجده ملائماً يقوم بالتعاقد معك على مبلغ شهري تحصل أنت عليه بالكامل. أما البادرة العربية الأولى في مجال حجز وإدارة المساحات الإعلانية للناشرين فقد جاءت في السوق العربية عبر متجر إعلانات حسوب الذي يمكنك من خلاله تصفح الإعلانات المعروضة، وكذلك عرض المساحات الإعلانية في موقعك للبيع. يتم عرض المساحات الإعلانية بناءً على المدة الزمنية لظهور الإعلان في موقع الناشر -أنت كصاحب موقع متخصص Niche- وليس بناءً على النقرات. على المستوى العالمي يعتبر متجر إعلانات حسوب سابقاً لخدمة Google AdSense في منطقة الشرق الأوسط في اختيار وإدارة الإعلانات بين المعلنين والناشرين، على أساس المدة الزمنية وليس ظهور الإعلان. قامت Google بإطلاق هذا التحديث لديها، ولكن لم تقم بتطبيقه بعد في الشرق الأوسط، وهي ميزة تنافسية ملفتة لإعلانات حسوب تُوضع في الاعتبار. البرامج الإعلانية المتكاملة مثل إعلانات حسوب وأدسنس، تعطيك النصيب الأعظم من مدفوعات المعلن، وتقوم عنك بالمقابل بتحمل تبعات إيجاد معلنين لك، وإدارة ملفك الإعلاني بالكامل، والدفع لك في نهاية كل فترة دفع، التي غالباً ما تكون شهراً. الربح من عوائد الإعلانات يعتبر النموذج الأسهل على الإطلاق للربح من مدونتك/موقعك. هو لا يتطلب أي مجهود فوق مجهود الاعتناء بالموقع وإضافة المحتوى له، اللهم إلا العناية بمواضع الإعلانات في الصفحة، ودراسة مدى تفاعل الزوار معها. لذلك يعتبر هذا النوع من الربح من الإنترنت هو المفضل لدى معظم المبتدئين، وهواة كتابة المحتوى بغزارة، ومن لا يحبذون تعلم الكثير من الأمور التقنية. الربح من العمل كمستقلفي الواقع، لقد استعرتُ كلمة "مستقل" من المنصة التي أطلقتها شركة حسوب مؤخراً "منصة مستقل" للعمل الحر أو Freelance. ظهر هذا المصطلح أول ما ظهر في العمل الصحفي، حيث يعبر عن الصحفيين المستقلين الذين يمدّون الوكالات الإخبارية العالمية بالصور والأخبار التي يحصلون عليها بأنفسهم، بمقابل مادي، ولا ينتمون إلى جهة بعينها. المصطلح ليس حديث على الويب العربي، ولكنه انتشر بشكل كبير في السنوات الثلاث الأخيرة. على ما أظن، هذه الوظيفة لم تكن موجودة في السابق، أو ظهرت بشكل فردي ضعيف في البداية -كما حدث معي شخصياً- قبل أن يصبح لها مواقع متخصصة مثل خمسات أو مستقل. فحينما بدأت العمل على الإنترنت، كنت أفعل كل شيء بنفسي. حجز الاستضافة والدومين، تنصيب قالب الووردبريس، إعداد صور المدونة، تصميم اللوجو، تعديل بعض أكواد الموقع، كل شيء تقريباً كنت أفعله بنفسي، ومالا استطيع فعله، استغني عن فعله بالكلية ولا أفعله، وحتى حينما أبحث عن من يفعله، أصطدم بالأسعار الفلكية التي يعرضها. حال الكثيرين مثلي على الإنترنت، والكثير منهم يبحث عن خدمات جيدة ومتعددة بسعر معقول. لذلك تجد الفرص المتاحة لك -أياً كان ما تستطيع تقديمه ك Freelancer- كبيرة وغير محدودة. هذه العملية لم تكن متاحة في الماضي، عدم توافر المنصات العربية المحمية والتي تعمل بشكل حيادي، عرضنا كثيراً لعمليات نصب، أو لضعف في كفاءة العمل المطلوب، وفي نفس الوقت لم يكن السوق الأجنبي بمنصات مثل oDesk.com أو Elance.com يغطي احتياجاتنا نحن النّاطقين بالعربية (أقصد بالطبع اللغة وما يتتبعها من تعديلات برمجية وغيرها). فرص لانهائية! قديماً حينما كنت أتحدث عن العمل على الإنترنت، عن طريق عرض الخدمات، كنت أقصد الخدمات المساندة لمن يقوم بإنشاء موقع وتسويق سلعة ما. أياً كانت تلك الخدمات، فقد تكون (برمجة، تصميم، كتابة محتوى، تهيئة للمواقع SEO … إلخ). الآن أصبحت الفرص غير محدودة للجميع. فكما ذكرت آنفاً حينما تحدثت عن الخدمات المصغرة -موقع خمسات تحديداً- عرضت خدمات ليس لها علاقة بالإنترنت، مثل الخدمات القانونية والاستشارية، وهذا في حد ذاته يعتبر نقلة اجتماعية لطرق التسويق للخدمات العادية على الإنترنت. فمثلاً في خمسات، هناك خدمة من أحد الأشخاص السوريين في تركيا يعرض خبرته ونصائحه لمن يرغب في زيارة مدينة مارسين التركية. المقصد، الجميع الآن يمكنه العمل كمستقل Freelancer. فلم تعد الإنترنت محدودة على نوعية معينة من الوظائف، ولكن اتسعت الدائرة لتشمل الجميع بلا استثناء، وأصبح المتخلف عن هذا الركب، يفقد الكثير من الفرص التي حتماً سيستغلها غيره. الآن لست في حاجة إلى تعلم مهارة جديدة، أو دراسة علم جديدة، فما تملكه بالفعل كاف للغاية إذا أحسنت استغلاله، وقمت بتصقيله، وتهيئته، ليتم عرضه بشكل احترافي على موقع مثل خمسات أو مستقل، ثم دع عجلة الأرباح تتحرك مثل كرة الثلج. هذا المقال هو جزء من كتاب "دليلك المختصر لبدء العمل عبر الإنترنت” الذي يُمكن تحميله مجّانًا من هنا.
×
×
  • أضف...