اذهب إلى المحتوى

نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى مطوري البرمجيات الذين يكتبون برامج تقوم بأغلب المهام التي يحتاجها كل من الشركات والأفراد على السواء، لتقليل الجهد البشري المبذول في تلك المهام من ناحية، ولتقليل نسب الخطأ والمخاطر كذلك، وهو اﻷمر الذي تتفوق فيه البرمجيات على الإنسان فيه بما أنها تعمل في بيئات لا تتأثر بالمخاطر التي يتأثر بها الإنسان، ولا تتعرض إلى السهو والنسيان الذي يعرض للإنسان أثناء تنفيذ المهام.

وقد توسع مجال تطوير البرمجيات كثيرًا منذ الثمانينات ليفتح الباب على مصراعيه لوظائف ما كانت موجودة من قبل إما في تطوير البرمجيات نفسها مباشرة أو في وظائف ظهرت بعد تطور تقنيات وأدوات برمجية أو تغير سوق العمل، وصار العامل في تطوير البرمجيات بنفس أهمية اليد العاملة في المصانع إبان الثورة الصناعية قديمًا.

ما هو تطوير البرمجيات؟

عملية تطوير البرمجيات software development تشمل الخطوات والمناهج المتبعة في بناء وتصميم البرمجيات وكتابتها واختبارها وتجميعها، وتنطوي هذه العمليات على تفاصيل وأقسام كثيرة بداخلها سيأتي بيانها أدناه.

تُصمم البرمجيات أولًا وفقًا لمتطلبات العميل الذي يحتاج إلى حل مشكلة لديه، ويضع المبرمج إن كان يعمل مستقلًا أو فريق التطوير داخل الشركة مخططًا لحل هذه المشكلة، ومنهجية لتنفيذ ذلك الحل، ثم ينطلق في الخطوات التقنية لتنفيذ ذلك الحل باستخدام أدوات تطوير البرمجيات ولغات البرمجة وأطر العمل اللازمة.

بعد ذلك، يُختبر البرنامج الناتج ليُرى إن كان يحقق المعايير التي طلبها العميل أم لا، إلى أن نصل إلى النسخة النهائية التي تدخل بيئة العمل مباشرة بعد تمام التأكد من خلوها من الزلات البرمجية والمشاكل التي قد تعطل عملها فيما بعد، خاصة إن كانت البرمجيات توضع في آلات مثل السيارات أو الماكينات في المصانع وغيرها.

يشار أحيانًا إلى تطوير البرمجيات بأسماء متبادلة مثل تطوير التطبيقات أو يتعدى أحيانًا مفهوم التطبيقات إلى برمجة أنظمة تحكم لعتاد مخصص مثل أنظمة إنترنت الأشياء ويمتد حتى أنظمة التشغيل.

أنواع البرمجيات وبيئات عملها

ما هو تطوير البرمجيات

البرمجيات كثيرة الأنواع ولكنها كلها في النهاية تعمل على عتاد حوسبي، ويكون هو البيئة التي تُنفذ فيها التعليمات البرمجية التي تحل المشكلة التي لدى العميل، وتتعدد تلك البيئات تعددًا لا يكاد يُحصر، لكنه يقع تحت فئات عامة يمكن حصرها وفقًا لنظام التشغيل كما يلي:

  • الحواسيب المكتبية: وتشمل كل البرمجيات التي تعمل على الحاسوب سواء حاسوب مكتبي أو محمول
  • الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية: وتشمل البرمجيات التي تعمل على الأجهزة المحمولة من تطبيقات عامة وحتى تطبيقات مخصصة تدير العتاد مثل برمجيات الكاميرا وتسجيل الصوت وقياس الحرارة والضغط وغيرها.
  • أجهزة إنترنت الأشياء: مثل برمجيات الأجهزة المنزلية التي يمكن ربطها بالإنترنت.
  • الماكينات والآلات: والتي تكون الحواسيب فيها مدمجة وغير مرئية للمستخدم، أو يتفاعل معها من خلال أوامر محددة وقليلة.

أنواع تطوير البرمجيات

يندرج تحت مظلة تطوير البرمجيات أقسام كثيرة تمثل مجالات ووظائف يمكن للمرء أن يعمل فيها، وتتنوع بتنوع مجال العمل وطبيعة المشاكل التي يجب حلها، والأدوات المتاحة للعمل.

تطوير الويب Web Development

مصطلح تطوير الويب فيه إيجاز قليلًا من حيث أنه يشير إلى تطوير تطبيقات الويب، وهي أي تطبيق يمكن استخدامه داخل متصفح ويب مثل جوجل كروم أو فاير فوكس، وهو يختلف عن التطبيقات المصممة للهواتف أو سطح المكتب، كما سيلي بيانه أدناه. وهذا المجال بدوره مظلة جديدة تدخل تحتها العديد من الوظائف الأخرى المتعلقة به.

تطوير الواجهات الأمامية

يعمل مطور الواجهات الأمامية Front End Developer في الغالب على تطوير الأجزاء التي سيراها المستخدم ويتفاعل معها من البرامج والتطبيقات، وإن كان هذا المجال يدخل في أي نوع من أنواع التطوير البرمجي التي تنتج برامج رسومية يتفاعل المستخدم معها باللمس أو المؤشر أو غيرها، إلا أنه يُستخدم في الغالب للإشارة إلى تطوير الواجهات الأمامية لتطبيقات الويب، ما لم يُذكر خلاف ذلك لتخصيصه لمجال آخر.

تطوير الواجهات الخلفية

يعمل مطور الواجهات الخلفية Back End Developer مثل زميله السابق في بيئة الويب في الغالب، ما لم يُذكر تخصيص يشير إلى غير ذلك، وهو يختص بتطوير التطبيقات التي تعمل على الخوادم التي تُخزن فيها تطبيقات الويب والمواقع، والتي تمثل البنى التحتية لتلك المواقع، ولا يركز على واجهات مرئية، وإنما يهتم بقواعد البيانات ومنطق التطبيق وكفاءة عمله واستهلاكه للموارد وسرعة تنفيذه، ومستوى أمانه.

تطوير التطبيقات المكتبية

يُقصد بها التطبيقات التي تعمل على الحواسيب المكتبية والحواسيب المحمولة Laptops، والتي تكون في الغالب على أنظمة تشغيل مثل ويندوز ولينكس وماك، وهي البرامج المعتادة للأعمال المكتبية للأفراد والشركات، مثل أطقم المكتب وبرامج البريد والتقويم ومتصفحات الويب وبرامج الحسابات وغيرها.

وكذلك البرامج المتخصصة الموجهة للعاملين في تطوير البرمجيات أنفسهم، مثل بيئات التطوير المتكاملة IDEs والمحررات النصية والمصرِّفات، وبرامج التصميم المرئي للعاملين في تطوير الواجهات الأمامية والمصممين، وكذلك برامج التصميم الهندسي للمهندسين، وبرامج تحرير الصوتيات والفيديو، فمثل تلك البرمجيات تحتاج إلى الموارد القوية للحواسيب المكتبية، ولا تصلح في الغالب أن تعمل بنفس الكفاءة على الهواتف مثلًا ذات الإمكانيات المحدودة.

تطوير تطبيقات الهواتف

لعل هذا المجال هو أكثر ما يتعرض إليه أغلب طوائف المستخدمين على اختلاف مجالاتهم وأعمارهم بسبب الاستخدام اليومي للهواتف المحمولة الذكية في حياتنا، ويُقصد به تطوير التطبيقات والبرامج للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية.

هذا المجال كبير واسع فكما أشرنا نظرًا لازدياد الأجهزة المحمولة حولنا والتي أصبحت تتعدى الهاتف المحمول إلى أجهزة ملبوسة وأجهزة مساعدة ذكية وغيرها وكلها تحتاج إلى برمجة وتحتاج إلى تطبيقات لتؤدي الغرض المطلوب منها، ويطول المقال إن أردنا التفصيل فيه، ويمكنك الرجوع إلى مقال برمجة تطبيقات الجوال ففيه تفصيل أكبر.

تطوير التطبيقات السحابية

زاد انتشار هذا المجال مؤخرًا مع ازدياد القوة الحوسبية للخوادم وإتاحة العمل المشترك بين الفرق العاملة عن بعد، أو لمن يرغب في الوصول إلى إمكانيات هائلة القوة لفترة محدودة من أجل إجراء عمليات حسابية معقدة أو إخراج تصميمات كبيرة.

التطبيقات السحابية هي تطبيقات وخدمات تعمل على خوادم وحواسيب بعيدة -السحابة- تتبع الشركات المالكة لتلك البرمجيات والتطبيقات، أو تتبع شركات استضافة تحجز تلك الحواسيب لمن يرغب في استضافة تطبيقه عليها سواء كان فردًا أو شركة.

ويستطيع المستخدم أو فريق العمل الوصول إلى تلك التطبيقات من أي جهاز متصل بالإنترنت، وتنفيذ المهام المطلوبة دون الحاجة إلى امتلاك المستخدم لحاسوب بنفس القوة المطلوبة لتنفيذ المهمة، فما هو إلا منصة وواجهة أو طرفية يصل منها إلى الحاسوب البعيد القوي، وتُنفذ العمليات بالكامل على الحاسوب البعيد.

أدوات تطوير البرمجيات

بعد أن عرفنا أشهر الأنواع الموجودة في مجالات تطوير البرمجيات، نأتي الآن إلى الأدوات التي يستخدمها أولئك المبرمجون في تنفيذ أعمالهم وتطوير برمجياتهم.

حاسوب

يحتاج مطور البرمجيات إلى حاسوب لتطوير البرمجيات عليه، لذا إن كنت تفكر في تعلم تطوير البرمجيات ودخول هذا المجال فلابد من اقتناء حاسوب فهو أول وأهم أداة في هذه المهنة وهو بمثابة ماكينة الخياطة للخياط.

قد تتساءل عن مواصفات الحاسوب المناسب، وهذا يعتمد على مجال تطوير البرمجيات الذي تريد التخصص فيه، وعمومًا إن كانت عملية التطوير لا تحتاج إلى تعامل مع رسوميات، فمعظم الحواسيب الجديدة حاليًا تفي بالغرض، وارجع إلى سؤال مواصفات الحاسوب الخاص بالبرمجة وسؤال الحاسوب المناسب لتعلم البرمجة ففيهما تفصيل في هذا الموضوع.

لغة برمجة

على عكس الاعتقاد الشائع أن المبرمج حين تأتيه فكرة برمجية فإنه يجلس ليكتب شيفرات برمجية وطلاسم على شاشة سوداء، فإن الواقع هو أن البرمجة في جوهرها حل لمشكلة تواجه المبرمج أو يطلب منه عميله أو شركته أن يحلها مستخدمًا أدوات التطوير البرمجي، وأشهر تلك الأدوات لا شك هو لغات البرمجة.

وعلى كثرة اللغات البرمجية الموجودة إلا أن أكثرها يبنى على منهج معين أو منطق للغة بعينها وتشترك كلها بمفاهيم وقواعد واحدة وقد شرحنا معظمها في مقال قواعد البرمجة ببساطة للمبتدئين، لذا على المتعلم الجديد تعلم الأساسيات والمفاهيم والقواعد قبل البدء مباشرة بتعلم لغة برمجة.

وكما في حالة أنواع مجالات التطوير البرمجي والبرمجيات التي تختلف أنواعها باختلاف بيئة التشغيل التي ستعمل عليها، فإن لغات البرمجة كذلك تختلف وفقًا لنفس بيئات التشغيل ومتطلبات العمل والمشكلة التي تحلها، وفيما يلي موجز يقسم لغات البرمجة وفقًا للمنصة التي تعمل عليها.

عدة تطوير البرمجيات Development Kit

يحتاج النجار إلى عدة نجارة فيها مفك ومطرقة ومسامير وغيرها، وكذلك مطور البرمجيات، فهو يحتاج إلى عدة لتطوير البرمجيات وقد تكون هذه العدة ملموسة مثل لوحة إلكترونية ومعالجات (راسبيري باي أو أردوينو مثلًا) لبناء برمجيات لأنظمة تحكم وقد تكون عدة برمجية أيضًا وهي مجموعة برمجيات يحتاج إليها المطور مثل محرر الشيفرات البرمجية أو بيئة التطوير البرمجية وأدوات تشغيل الشيفرة واختبارها.

تختلف العدة باختلاف تخصص تطوير البرمجيات الذي تحدده لذا لا تشغل بالك حاليًا بها، وستتعرف عليها بمجرد اختيار التخصص المناسب لك.

خطوات تطوير البرمجيات

خطوات تطوير البرمجيات

يبدأ العمل على تطوير التطبيقات بتحليل المشكلة أولًا التي تكون لدى العميل ويحتاج إلى تطبيق برمجي لحلها، ثم تمر بعدة خطوات ومراحل إلى أن تصل إلى المنتج النهائي.

تحليل المشكلة

يجمع المطور أو فريق العمل البيانات اللازمة عن المشكلة إما من المعطيات المتاحة التي يمكن جمعها أو من العميل مباشرة، ثم يحللها ليصل إلى سبب المشكلة وطرق معالجتها منطقيًا، وأفضل الأساليب والخوارزميات التي يمكن استخدامها لحل تلك المشكلة، وعلى ذلك يمكن اختيار الأدوات المناسبة ومنصات التشغيل التي سيعمل عليها التطبيق البرمجي.

اختيار منهجية العمل

لعل هذه لا تتغير من مشروع إلى آخر أو من تطبيق إلى آخر، وإنما تظل ثابتة لنفس فريق العمل أو نفس الشركة، وذلك لأنها تتعلق بنمط عمل الفريق نفسه وليس طريقة عمل التطبيق، وأشهر منهجيات العمل ما يلي:

  • منهج الشلال Waterfall: تُكتب البرامج وفقًا لهذا المنهج على مراحل متتالية، بحيث لا يبدأ العمل في مرحلة إلا بعد تمام التي قبلها.

  • المنهج المرن Agile: وهذا المنهج يقسم فريق التطوير إلى مجموعات يوكل إلى كل منها جزء من العمل، ويعملون في نفس الوقت لتقليل الوقت اللازم لإتمام المشروع، ويغلب على هذا المنهج أن يتبع العاملون فيه أسلوب Scrum، الذي يضع بعض القواعد لإدارة فريق العمل لضمان إتمام المشروع على أكمل وجه في أقصر مدة ممكنة.

الجدير بالذكر هنا أن أسلوب العمل المرن وكذلك أسلوب Scrum لا يقتصران على تطوير التطبيقات البرمجية فقط، وإنما يتعديانها إلى كثير من المجالات الصناعية بما أنهما أسلوبين لإدارة المشاريع أصلًا وليسا مقتصرين على تطوير برمجيات، وارجع إلى مقال المراسم الأربعة لمنهجية أجايل Agile ceremonies لمزيد من التفصيل.

النموذج الأولي Prototype

بعد وضع أسلوب الحل الأمثل للمشكلة وتخطيط التفاصيل والخطوات العامة لحلها، وإسناد المهام إلى أعضاء الفريق البرمجي، يبدأ العمل على تنفيذ الشيفرات البرمجية والتصاميم المرئية وغيرها من العناصر المكونة للتطبيق النهائي.

ثم يلتقي الفريق -أو المستقل مع العميل- في كل صباح أو كل فترة محددة لمناقشة ما تم إنجازه، وحل المشاكل التي طرأت، وتعديل سير العمل وفق المعطيات الجديدة.

مرحلة الاختبار

قد يبدأ العمل على اختبار البرمجية في بيئة التشغيل التي ستعمل عليها النسخة النهائية منه إما بعد الانتهاء من كتابة الشيفرات البرمجية والتصميم، أو أثناء العمل عليها إن احتاج الاختبار إلى العتاد الحقيقي وبيئة تشغيل حقيقية -الآلة أو الجهاز الذي سيعمل عليه التطبيق-، أو إلى بيئة تشغيل وهمية مثل المحاكيات، كما في حالة محاكيات نظم التشغيل والأجهزة المختلفة.

يعود التطبيق أو البرمجية إلى مراحل سابقة من مراحل العمل وفقًا للمشاكل التي قد تظهر أثناء الاختبارات، وتُكرر دورة العمل مرة أخرى إلى أن ينجح التطبيق في تجاوز جميع مراحل التطوير.

وقد يتطلب الاختبار أحيانًا عرضه على المستخدمين المحتملين لاختبار قابلية الاستخدام الشخصي للتطبيق، فقد يكون مكتوبًا بأفضل التقنيات البرمجية لكن المستخدم لا يستطيع استخدامه بسهولة، فحينئذ يكون الخلل في مرحلة تصميم تجربة الاستخدام، فيعود إليها من أجل تصميم تجربة استخدام سهلة للمستخدم النهائي.

الإطلاق الأولي Soft Launch

قد لا تظهر بعض المشاكل في بيئات الاختبار والمحاكاة مهما طالت، وقد يتعذر الوصول إلى مستخدمين محتملين، فيلجأ المطور إلى الإطلاق المرن التجريبي للتطبيق في بيئة التشغيل، مع مراقبة الأداء عن كثب، ومتابعة سلوك المستخدمين للتطبيق وسؤالهم ومراسلتهم إن تطلب الأمر لجمع البيانات اللازمة لتطوير بقية المزايا والخدمات في التطبيق، ولتصحيح الأخطاء التي قد تظهر مع الإطلاق الأولي.

الإطلاق النهائي Hard launch

في هذه المرحلة يكون التطبيق قد نضج، وتختلف المدة اللازمة لنضج التطبيق ووصوله إلى مرحلة الإطلاق النهائي وفقًا للتطبيق نفسه وحجم المزايا التي فيه، وبيئة العمل التي سيعمل فيها، فبعض البيئات لا تحتمل نسب الخطأ أو تكراره، كما في حالة الآلات التي سيحمَّل عليها التطبيق ولا سبيل للوصول إليه بعدها إلا بصعوبة بالغة، مثل السيارات والأجهزة المنزلية، أو لا يمكن السماح بنسبة خطأ كبيرة غير محسوبة، كما في حالة آلات المصانع والسيارات، وهكذا.

لكن قد لا يكون هذا ضروريًا أو يمثل مشكلة في حالات تطبيقات الهواتف وأسطح المكتب وتطبيقات الويب المخصصة للمهام العادية، وهي ولله الحمد أغلب الحالات التي يطلبها العملاء في السوق، وتتراوح مدة العمل على التطبيقات فيها من أسبوعين إلى بضعة أشهر في الغالب.

كيف تصبح مطور برمجيات؟

بعد أن تعرضنا إلى تفصيل مجال تطوير التطبيقات ينبغي أن تعلم أن السوق متعطش للغاية إلى العاملين المهرة في هذا المجال، وربما أكثر في العالم العربي بسبب ازدياد الشركات والعملاء وتطور الخدمات التي تعتمد على التقنيات البرمجية والبنى التحتية الرقمية في الأعوام الأخيرة، إضافة إلى إمكانية العمل عملاً حرًا كمستقل على منصات العمل الحر مثل مستقل وخمسات.

وتحتاج إلى بعض المهارات الشخصية أولًا لتتميز في مجال تطوير التطبيقات، ثم إلى معرفة بالتقنيات والأدوات المطلوبة للعمل نفسه.

المهارات الشخصية لمطور البرمجيات

سنركز هنا على المهارات التي يحتاج إليها المطور خاصة والتي تفيده مباشرة في مسيرته المهنية كمطور، وليس المهارات العامة لأي عامل مستقل أو موظف.

الطلب المستمر للعلم

إن كان ثمة شيء ثابت في مجال تطوير البرمجيات لا يتغير، فهو أنه مجال دائم التطور والتجدد، فتخرج تقنيات جديدة كل يوم، وأساليب أفضل لتطوير البرمجيات، وربما أدوات جديدة أيضًا، وعلى المطور أن يكون مطلعًا على أحدث تلك الأدوات والوسائل لئلا يجد نفسه ابتعد عن المطالب التي يحتاج إليها العملاء أو يجد حصيلة المهارات التي لديه قد صارت لا قيمة لها بعد بضع سنين.

وليهتم بدراسة علوم الحاسوب اﻷساسية التي تُبنى عليها التقنيات والأدوات الجديدة، ليسهل عليه استيعاب تلك التقنيات في بضعة أيام ثم بدء العمل بها مباشرة، فكم رأيت من مبرمج درس القواعد والأساسات الخاصة بعلم الحاسوب، فلما احتاج إلى تطوير تطبيق للهواتف مثلًا عكف على تعلم لغة البرمجة Swift فدرس أساسياتها ثم عمل مباشرة على التطبيق بعد أسبوع من دراستها، لأنه يعلم منطقها والأساسات التي بنيت عليها كما بينا من قبل في هذا المقال.

وكذلك قد يتعرض المطور لمشروع يحتاج إلى تعلم تقنية جديدة عليه أو خارجة عن مجاله بالكلية، كأن يتعلم تقنيات تهيئة المحتوى مثلًا وهو يعمل مطورًا في الواجهات الأمامية أو الخلفية لتطبيقات الويب، وذلك لتصميم الموقع أو التطبيق وفق أحدث إرشادات محركات البحث وقواعدها التي تصنف المواقع وفقًا لها.

التفكير المنطقي

ذكرنا من قبل أن البرمجة في جوهرها هي حل للمشاكل، وما لغات البرمجة إلا أدوات تخرج تلك الحلول إلى النور، فإذا كنا نحتاج إلى معالجة معطيات تدخل إلينا بسرعة عالية، وبكميات كبيرة، واختيار المعطيات التي تحمل أسماء معينة أو خصائص س وص، فكيف نحل هذه المشكلة؟

الأمر الجميل في البرمجة أن أغلب المشاكل التي ستواجه المطور قد واجهت غيره من قبل، ووُضعت لها الحلول وصُنفت فيها الكتب والتوثيقات، لهذا كانت مهارة حب العلم لازمة للمطور، فسيجد أغلب وقته يقرأ مبحرًا في التوثيقات البرمجية ومناهج حل المشاكل المنطقية للبرمجيات.

فمثلًا، ينبغي أن يكون مطلعًا على أنماط التصميم البرمجية التي تحل أغلب المشاكل في البرمجيات بمناهج تمثل قواعد يمكن تطبيقها على نفس نوعية المشاكل بغض النظر عن بيئة تطبيقها، وعلى أفضل الخوارزميات المستخدمة في تصنيف المعطيات واتخاذ القرار بشأنها، وهكذا.

وقد فصلنا كثيرًا حول هذه النقطة في مقال حل المشكلات وأهميتها في احتراف البرمجة فارجع إليه لمزيد من الفائدة.

المهارات التقنية

ذكرنا أن المطور عليه أن يكون ملمًا بأساسيات علوم الحاسوب، ثم ينتقل بعدها إلى الأدوات التي سيستخدمها في بيئة عمله التي يختارها سواء كانت تطويرًا لتطبيقات الويب أو الهواتف أو تطبيقات أسطح المكتب أو غيرها، ليتعلم اللغات البرمجية وأطر العمل التي يحتاج إليها.

يمكن كسب المهارات التقنية وتعلمها من عدة مصادر منها الدراسة الجامعية والدورات التعليمية، وعادة تكون الدراسة الجامعية طويلة أربع سنوات على الأقل ومليئة بالمواد النظرية البعيدة عن سوق العمل، أما الدورات التعليمية المتخصصة فقد أصبحت الأسلوب الشائع لدخول مجال هندسة وتطوير البرمجيات لأنها تعطي المتعلم ما ينفعه لبناء البرمجيات ودخول سوق العمل وأجمل ما في الأمر أن الشهادات التي تُعطى فيها معترفة وتغني عن الشهادة الجامعية.

وقدمت أكاديمية حسوب الكثير من تلك الدورات التعليمية المتخصصة الاحترافية لتعلم تطوير البرمجيات ودخول سوق العمل مباشرةً، مثل دورة علوم الحاسوب لتعليم أساسيات ومفاهيم مجال علوم الحاسوب بالكامل ودورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة Python لتعلم تطوير تطبيقات للويب أو لسطح المكتب أو دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة JavaScript وغيرها وارجع إلى صفحة الدورات التعليمية للاطلاع على كافة الدورات الموجودة.

سوق العمل كمطور برمجيات

بعد أن يتعلم المطور التقنيات التي يحتاج إليها والمهارات اللازمة لشق طريقه في سوق العمل، يستطيع أن ينطلق مباشرة إلى السوق إما في صورة عمل حر من خلال تقديمه لخدمات تقنية وبرمجية على منصة خمسات، أو تقديمه لعروض على المشاريع التقنية في منصة مستقل، ومزية العمل الحر هنا أنه يوفر للمطور فرصة لإنشاء معرض أعمال متميز من سوابق الأعمال، وكذلك الاحتكاك المباشر بالعملاء لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة للتفاوض وإدارة المشاريع، وهي المهارة التي يستطيع تعلمها من دورة إدارة تطوير المنتجات أيضًا ليتعرف على كيفية دراسة السوق وتحليل المنافسين ومتطلبات العملاء، ومراحل الإدارة المختلفة للمشاريع التقنية.

أو إذا أراد، يمكنه التقديم على الوظائف البعيدة التقنية لمطوري التطبيقات عبر منصة بعيد، لتكون عملًا نظاميًا بدوام جزئي أو كلي، على عكس العمل الحر كما في منصتي مستقل وخمسات.

خاتمة

رأينا في هذا المقال مرورًا سريعًا على مجال تطوير التطبيقات البرمجية، وحاجة السوق إليه، وأنواع تطوير التطبيقات ومنصاتها، والمهارات التي يحتاج إليه المطور في عمله.

وربما لا توجد عبارات تصف مدى حاجة السوق العالمي عمومًا والعربي خاصة إلى مطوري التطبيقات المهرة هذه الأيام، والأفضلية التي تكون لهؤلاء في السوق إذ لا تحدّهم حدود جغرافية، ولا أزمات محلية، بل تُفتح لهم فرص العمل بأجور تنافسية عالية موازنة ببقية الوظائف، مع عملاء من مختلف الدول.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...