اذهب إلى المحتوى

البحث في الموقع

المحتوى عن 'تطوير البرمجيات'.

  • ابحث بالكلمات المفتاحية

    أضف وسومًا وافصل بينها بفواصل ","
  • ابحث باسم الكاتب

نوع المحتوى


التصنيفات

  • الإدارة والقيادة
  • التخطيط وسير العمل
  • التمويل
  • فريق العمل
  • دراسة حالات
  • التعامل مع العملاء
  • التعهيد الخارجي
  • السلوك التنظيمي في المؤسسات
  • عالم الأعمال
  • التجارة والتجارة الإلكترونية
  • نصائح وإرشادات
  • مقالات ريادة أعمال عامة

التصنيفات

  • مقالات برمجة عامة
  • مقالات برمجة متقدمة
  • PHP
    • Laravel
    • ووردبريس
  • جافاسكربت
    • لغة TypeScript
    • Node.js
    • React
    • Vue.js
    • Angular
    • jQuery
    • Cordova
  • HTML
  • CSS
    • Sass
    • إطار عمل Bootstrap
  • SQL
  • لغة C#‎
    • ‎.NET
    • منصة Xamarin
  • لغة C++‎
  • لغة C
  • بايثون
    • Flask
    • Django
  • لغة روبي
    • إطار العمل Ruby on Rails
  • لغة Go
  • لغة جافا
  • لغة Kotlin
  • لغة Rust
  • برمجة أندرويد
  • لغة R
  • الذكاء الاصطناعي
  • صناعة الألعاب
  • سير العمل
    • Git
  • الأنظمة والأنظمة المدمجة

التصنيفات

  • تصميم تجربة المستخدم UX
  • تصميم واجهة المستخدم UI
  • الرسوميات
    • إنكسكيب
    • أدوبي إليستريتور
  • التصميم الجرافيكي
    • أدوبي فوتوشوب
    • أدوبي إن ديزاين
    • جيمب GIMP
    • كريتا Krita
  • التصميم ثلاثي الأبعاد
    • 3Ds Max
    • Blender
  • نصائح وإرشادات
  • مقالات تصميم عامة

التصنيفات

  • مقالات DevOps عامة
  • خوادم
    • الويب HTTP
    • البريد الإلكتروني
    • قواعد البيانات
    • DNS
    • Samba
  • الحوسبة السحابية
    • Docker
  • إدارة الإعدادات والنشر
    • Chef
    • Puppet
    • Ansible
  • لينكس
    • ريدهات (Red Hat)
  • خواديم ويندوز
  • FreeBSD
  • حماية
    • الجدران النارية
    • VPN
    • SSH
  • شبكات
    • سيسكو (Cisco)

التصنيفات

  • التسويق بالأداء
    • أدوات تحليل الزوار
  • تهيئة محركات البحث SEO
  • الشبكات الاجتماعية
  • التسويق بالبريد الالكتروني
  • التسويق الضمني
  • استسراع النمو
  • المبيعات
  • تجارب ونصائح
  • مبادئ علم التسويق

التصنيفات

  • مقالات عمل حر عامة
  • إدارة مالية
  • الإنتاجية
  • تجارب
  • مشاريع جانبية
  • التعامل مع العملاء
  • الحفاظ على الصحة
  • التسويق الذاتي
  • العمل الحر المهني
    • العمل بالترجمة
    • العمل كمساعد افتراضي
    • العمل بكتابة المحتوى

التصنيفات

  • الإنتاجية وسير العمل
    • مايكروسوفت أوفيس
    • ليبر أوفيس
    • جوجل درايف
    • شيربوينت
    • Evernote
    • Trello
  • تطبيقات الويب
    • ووردبريس
    • ماجنتو
    • بريستاشوب
    • أوبن كارت
    • دروبال
  • الترجمة بمساعدة الحاسوب
    • omegaT
    • memoQ
    • Trados
    • Memsource
  • برامج تخطيط موارد المؤسسات ERP
    • تطبيقات أودو odoo
  • أنظمة تشغيل الحواسيب والهواتف
    • ويندوز
    • لينكس
  • مقالات عامة

التصنيفات

  • آخر التحديثات

أسئلة وأجوبة

  • الأقسام
    • أسئلة البرمجة
    • أسئلة ريادة الأعمال
    • أسئلة العمل الحر
    • أسئلة التسويق والمبيعات
    • أسئلة التصميم
    • أسئلة DevOps
    • أسئلة البرامج والتطبيقات

التصنيفات

  • كتب ريادة الأعمال
  • كتب العمل الحر
  • كتب تسويق ومبيعات
  • كتب برمجة
  • كتب تصميم
  • كتب DevOps

ابحث في

ابحث عن


تاريخ الإنشاء

  • بداية

    نهاية


آخر تحديث

  • بداية

    نهاية


رشح النتائج حسب

تاريخ الانضمام

  • بداية

    نهاية


المجموعة


النبذة الشخصية

تم العثور على 4 نتائج

  1. يتوجه العالم بخطى حثيثة نحو حقبة ما بعد الثورة الرقمية، فقد غيرت هذه الثورة طريقة رؤيتنا للواقع والمستقبل ودفعتنا إلى حدود جديدة في شتى المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية. لهذا تسعى الفعاليات البشرية بكافة أشكالها إلى التماشي مع هذه الثورة والاستفادة مما تتيحه من تقنيات لتطوير قدراتها الذاتية ومكاسبها في نفس الوقت. لقد أضحت عملية التحول الرقمي والتطوير المستمر لوسائل العمل والاتصال ميزة هذه الحقبة وأساسها، وغدت صناعة البرمجيات وتطوير الأنظمة المعلوماتية المحرك الأساسي لهذه المرحلة جنبًا إلى جنب مع تطور البنية التحتية لتقديم الخدمات الرقمية بالشكل الأكفأ والأسرع. ولهذا السبب أخذت هذه الصناعة بالنضوج اعتمادًا على مفاهيم ومسارات واستراتيجيات مدروسة وواضحة في التخطيط لها وتحليل متطلباتها ثم تصميمها وتنفيذها ضمن حلقة متكاملة من المراحل المتلاحقة لتلبي الغرض من بنائها وإنشائها. ونظرًا لاعتماد الأعمال بكل أشكالها على صناعة البرمجيات وتطوير الأنظمة الرقمية فلن يكون أمام هذه الصناعة هامش للخطأ مهما صَغُر لأن التكلفة على الصعيدين المادي والزمني ستكون باهظة جدًا. تحدثنا في مقال "مدخل إلى تطوير البرمجيات" عن المجال وعملية تطوير البرمجيات عمومًا، وأما الهدف من هذا المقال هو الوقوف على دورة الحياة التي يجب أن تسلكها عملية تطوير البرمجيات حتى يكون المنتج النهائي فعالًا ومحققًا للغاية التي صُمم لأجلها بأدنى هامش للخطأ انطلاقًا من الفكرة وحتى التنفيذ والصيانة. كما سيبحث في أهم الاستراتيجيات المتبعة في إدارة دورة حياة تطوير البرمجيات Software Development Life Cycle واختصارًا SDLC. كما يساعدك هذا المقال في تنمية معارفك ومهاراتك في تحليل الأنظمة إن كنت تفكر فيها كمهنة مستقبلية. من أين تأتي الأفكار؟ فما يخلق البرمجيات هو الحاجة لها، وتظهر الحاجة إلى بناء نظام معلوماتي جديد لإدارة نشاط معين عندما يبدأ هذا النشاط أو العمل بالمعاناة جراء أسباب متنوعة منها: انخفاض الحصة السوقية لمنتجاته. ضعف في الخدمات التي يقدمها لعملائه. ظهور منافسين جدد يستغلون تقنيات أحدث في إدارة أعمالهم. مشاكل في المنظومة القائمة وانخفاض كفاءتها. وقد تكون الحاجة إلى المنظومة الجديدة رؤية مستقبلية لواقع العمل والرغبة في تحسين واقعه: الرغبة في الوصول إلى عملاء جدد أو أسواق جديدة. مواكبة أكثر التقنيات انتشارًا وأحدثها كالحوسبة السحابية ومنصات البيانات الضخمة أو الانتقال إلى تطبيقات الهواتف الذكية. تقديم ابتكارات واختراقات ثورية تبقي الشركات التقنية في حيز المنافسة والهيمنة على الصناعة. لا يمكن لأي كان أن يتخذ قرار تطوير برمجيات المنظومة المعلوماتية القائمة as-is system أو استبدالها بمنظومة جديدة to-be system في الجهة التي تحتاج إلى ذلك، بل يأتي هذا القرار عادة عن أشخاص تقنيين أو غير تقنيين على تماس مباشر مع المنظومة ومع أصحاب القرار. يُدعى هؤلاء بالمعنيين أو أصحاب المصلحة stakeholders في بناء أو تطوير المنظومة وقد يكون هؤلاء: مالكو أنظمة مشرفون على تشغيل أنظمة مبرمجون مصممو ومحللو أنظمة مستشارون أو مزودون للخدمات المعلوماتية يمتلك هؤلاء الخبرة والدراية التي تؤهلهم لمعرفة الإيجابيات والسلبيات في المنظومات القائمة واستشعار الفرص الجديدة التي قد يأتي بها التغيير. دورة إدارة تطوير المنتجات احترف إدارة تطوير المنتجات الرقمية بدءًا من التخطيط وتحليل السوق وحتى إطلاق منتج مميز وناجح اشترك الآن هل نبدأ بكتابة الشيفرة مباشرة؟! عندما نتحدث عن تطوير منظومة برمجية لا نتحدث عن تطبيق بسيط لعرض منتجات أو لإجراء اتصال مع قاعدة بيانات بسيطة، بل منظومة متكاملة تضم عددًا كبيرًا من الحزم البرمجية التي تنفذ مهام مختلفة وتتكامل مع بعضها لتلبي المتطلبات المتوقعة من هذه المنظومة. وفي هذا السياق، لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تعتبر عملية بناء المنظومات البرمجية عملية بديهية سهلة التنفيذ. يتطلب بناء المنظومات المركبة عملًا هائلًا وتخطيطًا دقيقًا للمتطلبات التي ينبغي لهذه المنظومة تنفيذها في المراحل المبكرة قبل اتخاذ القرار النهائي بالمضي في العمل. فهناك قاعدة ذهبية لا بد من إدراكها تنص على أنّ التكلفة ستزداد بشكل أسي مع كل تغيير في متطلبات منظومة برمجية أثناء التنفيذ. والأسوأ من ذلك كله تسليم منظومة غير مكتملة إلى العميل. لم تأتي هذه القاعدة من فراغ، بل من الإخفاقات التي عانتها الكثير من الشركات العالمية، وإليك بعض الأمثلة من الواقع: الشركة العام المنظومة البرمجية الخسارة بالدولار فورد موتورز الأمريكية 2004 شراء منظومة جرى التخلي عنها بعد نشرها مباشرة 400 m$ هيوليت باكارد الأمريكية 2004 منظومة برمجية لتخطيط الموارد كثُرت فيها الأخطاء m160‏$ HRM Inland البريطانية 2004 أخطاء برمجية في المنظومة قادت إلى تحميل ضرائب إضافية 3.45 m$ Sainsburys البريطانية 2004 منظومة لإدارة سلسلة المزودين فشلت بعد النشر مباشرة 527 m$ وزارة الصحة البريطانية 2006 منظومة متكاملة لإدارة الصحة الوطنية وتسجيل المرضى لم تنجح بعد 4 سنوات من التأخير ولم ينجز أكثر من 80% منها. 20 b$ وزارة العدل البريطانية 2007 التخلي عن منظومة لتسجيل ومراقبة المدانين 245 m$ وكالة الحدود البريطانية 2009 تأخير في تسليم منظومة إدارة الحدود الإلكترونية حتى 2015 1.7 b$ BBC البريطانية 2014 فشل مشروع رقمنة أرشيف الإذاعة نظرًا للتخبط وضعف التخطيط. 153 m$ فالبدء إذًا في كتابة الشيفرة بمجرد أن تستشف فكرة المشروع سيقودك إلى الفشل لا محالة. لهذا لا بدّ من أن يمر مشروعك ضمن سلسلة من المراحل التي ينضج فيها وتتخذ القرارات التحليلية والتصميمة الصحيحة. دورة حياة البرمجيات تمر البرمجيات والأنظمة المعلوماتية عمومًا أثناء تطويرها بأربعة مراحل رئيسة وفي كل مرحلة مجموعة من الخطوات. ينتج عن كل مرحلة مجموعة من المخرجات deliveries تُبنى عليها مراحل لاحقة. هذه المراحل الأربعة هي: التخطيط planning التحليل analysis التصميم design التنفيذ implementation سنتحدث باختصار عن كل مرحلة وسنتكلم بإسهاب عن كل مرحلة في مقالات لاحقة. مرحلة التخطيط لبناء منظومة برمجية لا بد في هذه المرحلة من الإجابة على الأسئلة التالية: لم علينا بناء هذه المنظومة أو هذا البرنامج؟ ما الذي ستقدمه هذه المنظومة إلى الفعالية التي طلبتها أو للجهة التي تنتجها؟ هل يمكننا بناء هذه المنظومة؟ كم يستغرق بناؤها؟ وكما أشرنا سابقًا أن لكل مرحلة مجموعة من الخطوات التي تمر بها حتى تكتمل، وعادة ما تضم مرحلة التخطيط خطوتين أساسيتين هما: تهيئة المشروع Project initiation: يٌقصد بتهيئة المشروع هو التخطيط المبدئي له، وتضم هذه الخطوة مجموعة خطوات فرعية هي: تحديد أهمية المشروع وضرورة بنائه بالنسبة للعميل أو صاحب المصلحة المعني مباشرة بتطويره. دراسة جدوى المشروع Project feasibility بالتشاور المباشر بين محلل الأنظمة والعميل وتكون الدراسة على ثلاثة أصعدة تقنية تحدد إمكانية بناء المنظومة، واقتصادية تحدد ما إن كان ضروريًا بناء المنظومة الجديدة أو تحسين القديمة، وتنظيمية تحدد ما إن كان سيلقى المنتج الجديد ترحيبًا من مستخدميه وهل يتماشى مع أسلوب العمل في الجهة التي طلبت بناءه. دراسة المخاطر، وتختلف طريقة دراسة المخاطر من شركة إلى أخرى إلا أنها تسعى عمومًا إلى تحديد مصدر الخطر واحتمالية وقوعه وأثره المتوقع على المنظومة وطريقة تفادي الخطر أو التخفيف من أثره. إدارة المشروع Project management: وهي عملية التحكم بتطوير المشروع خلال مدة محددة بأقل تكلفة للحصول على المنظومة المطلوبة صحيحة وفعالة. يراقب مديرو المشروع عادة العمل ككل ويتحكمون بكل المهمات ويحددون الأدوار الوظيفية وينسقون بينها وتضم هذه الخطوة الخطوات الفرعية التالية: تحديد عدد الموظفين سواء محللي نظم أو مصممين أو مبرمجين. البحث عن المهارات اللازمة لإنجاز كل مهمة من مهام المنظومة. تحفيز فريق العمل لتحقيق الأهداف. الحد بين النزاعات والخلافات وتقريب وجهات النظر في فريق العمل. اقتراح التقنيات اللازمة لإنجاز العمل. وضع خطة عمل تعتمد على الاستراتيجية المتبعة في إدارة دورة حياة المنظومة. أما مخرجات هذه المرحلة فتأتي في مستندين الأول يضم خطة العمل والثاني مستند دراسة الجدوى والمخاطر ويعرض على الشخص المسؤول أو على لجنة القبول acceptance committee فإما أن يُقبل أو يُرفض أو يؤجل وفقًا للفائدة المضافة موازنة بالمخاطر. مرحلة تحليل المنظومة لا بد أن تتمكن هذه المرحلة من الإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا نتوقع من المنظومة؟ ما هو المطلوب منها؟ من سيستخدم المنظومة الجديدة أو المطوّرة؟ أين ومتى ستُستخدم المنظومة الجديدة؟ تضم هذه المرحلة خطوتين رئيسيتين: تحديد متطلبات المنظومة بناء نماذج تحليلية للمنظومة تحديد متطلبات المنظومة define requirements وهي أكثر خطوات هذه المرحلة (إن لم يكن دورة التطوير بأكملها) أهمية وحساسية. إذ يمكن أن نناقش في هذه المرحلة ماهو المطلوب من المنظومة البرمجية وفقًا لرؤية المعنيين بتطويرها على مختلف المستويات والمرجعيات. فالنقاش في هذه المرحلة ووضع التصورات والنماذج سيكون متاحًا إلى أقصى الحدود دون أي آثار سلبية موازنة بالتغييرات التي يُضطر فريق العمل إلى إجرائها في مرحلة التنفيذ، إذ سيرفع ذلك من نسبة فشل المشروع إلى أكثر من 50%. وتتميز هذه المرحلة بأنها تدريجية أي يجري تطوير نماذج عن متطلبات المنظومة تدريجيًا وليس دفعة واحدة كما تتميز بأنها تكرارية أي يكون تحسين النماذج بالتكرار. ما هو المتطلب؟ المتطلب هو تصريح عما يُراد من المنظومة فعله أو تصريح عن الخصائص التي تتمتع بها المنظومة التي نريد بناءها. هنالك نوعان من المتطلبات: متطلبات وظيفية functional ومتطلبات غير وظيفية nonfunctional. أما المتطلبات الوظيفية functional، فتضم التصريحات التي تحدد ما على المنظومة فعله أو تحدد إمكانياتها. وكمثال على المتطلب الوظيفي هو أن تسمح المنظومة للمستخدم مثلًا بتسجيل دخوله إليها فهذا المتطلب يتعلق مباشرة بطريقة عمل المنظومة وبالتالي هو متطلب وظيفي. وأما المتطلبات غير الوظيفية nonfunctional، فتضم تصريحات عن ميزات هذه المنظومة التي لا تتعلق بطريقة عملها. وكمثال عليها أن تعمل المنظومة مثلًا على الحواسب وأن تعمل أيضًا على الهواتف الذكية. كما تجد أحيانًا متطلبات إضافية مثل: متطلبات عمل: وهو تصريح عما يحتاجه العميل. متطلبات مستخدمين: وتضم تصريحات عن طريق استخدام المنظومة. متطلبات منظومة: وتضم تصريحات عن أسلوب وطريقة بناء المنظومة. ينتج عن مرحلة تحديد المتطلبات مستند يُدعى "تصريح تحديد المتطلبات requirements definition statement"ويضم المتطلبات الوظيفية وغير الوظيفية على شكل قائمة مفصّلة قد تُعطى فيها الأولوية لمتطلبات على أخرى إضافة إلى بعض المعلومات الضرورية للخطوات القادمة، كما يحدد هذا المستند ما يُدعى بنطاق عمل أو إطار عمل المنظومة system domain الذي ينبغي العمل في حدوده دون رفع أو تخفيض المتطلبات. بناء نماذج تحليلية للمنظومة يحاول فريق العمل خلال هذه المرحلة بناء نماذج models عن المتطلبات الوظيفية. وتوصِّف هذه المتطلبات مداخل ومخارج كل متطلب وطريقة تنفيذه. وغالبًا ما تُستخدم نماذج حالات الاستخدام use-case model التي توصّف كل وظيفة من وظائف المنظومة ومن سيشارك في إنجاز هذه الوظيفة سواء وظائف أخرى أو مستخدم خارجي، كما تُستخدم نماذج النشاط Activity models لتوصيف تسلسل تنفيذ العمليات التي تحقق وظيفة محددة وطريقة التفاعل المتبادل بين الوظائف المختلفة في المنظومة. فلو كان لدينا مثلًا منظومة برمجية لإدارة صراف آلي ATM ستكون إحدى حالات الاستخدام هو "سحب نقود" وسترتبط حالة الاستخدام هذه بحالة استخدام أخرى "التحقق من هوية المستخدم" ولا بد من وجود مشارك خارجي وهو "مستخدم الصراف". إن ما يمثّل هذه الترابطات هو مخطط حالات الاستخدام أما بالنسبة لمخطط النشاط فسيوُصف على الشكل التالي مثلًا: الصراف: يعرض رسالة ترحيب. المستخدم: يدخل البطاقة. الصراف: يحلل البطاقة ويعرض للمستخدم قائمة الخيارات. المستخدم: يضغط زر "سحب النقود". الصراف: يعرض قائمة بالمبالغ التي يمكن سحبها. المستخدم: يختار المبلغ المطلوب. الصراف: يعدّ النقود ويخرجها. تمثل هذه النماذج على شكل ملف يُدعى توصيف حالات الاستخدام use-case description أو عن طريق مخططات UML -لغة النمذجة الموحدة unified mark language- تُعرف بمخططات حالات الاستخدام ومخططات النشاط. تُبنى بعد تكوين النماذج الوظيفية أيضًا النماذج البنوية التي تستفيد من نماذج حالات الاستخدام وملفات توصيفها في توصيف المتطلبات على شكل أصناف لها خصائص (سمات attributes) وطرق methods وذلك إن كانت استراتيجية التحليل هي استراتيجية كائنية التوجّه object oriented strategy وهي الاستراتيجية الأكثر شيوعًا. تمثّل هذه الأصناف ضمن مخططات تُدعى مخططات الأصناف ويُستفاد منها لاحقًا في عملية برمجة المتطلب الوظيفي. وأخيرًا تُبنى النماذج السلوكية behavioral models وهي نماذج تعبّر عما يجري داخليًا خلف الستار حتى تؤدي المنظومة الوظائف المطلوبة منها ظاهريًا أي كما يراها المستخدم الخارجي. تتشكل هذه النماذج انطلاقًا من النماذج البنيوية والوظيفية لأنها تعبير عن التفاعل بين النماذج البنيوية (الكائنات التي تشكل المنظومة). وتُمثّل النماذج السلوكية باستخدام مخططات UML منها مخطط التتابع sequence diagram التي تمثل تتابع الرسائل بين الكائنات، ومخططات الاتصال communication diagram التي تمثل الطرق التي تسلكها تلك الرسائل ومخططات التوقيت timing diagrams. ينتج عن هذه المرحلة ورقة تُدعى "اقتراح المنظومة system proposal" وتضم تفاصيل عن وظائف المنظومة الجديدة وطريقة إنجازها مُدعّمًا بالنماذج والمخططات التي بنيت في هذه المرحلة وتُرفع إلى لجنة القبول لاتخاذ القرار بالمضي أو إعادة تحليل المتطلبات. مرحلة تصميم المنظومة البرمجية وتجيب هذه المرحلة عن سؤال مهم وهو كيف سنبني المنظومة؟ إذ تُقرر في هذه المرحلة نوعية العتاد الصلب التي ستُستخدم والبرمجيات اللازمة والبنية التحتية لشبكات الاتصالات وواجهات المستخدم وقواعد البيانات ونماذج إرسال البيانات والتقارير. تضم هذه المرحلة الخطوات التالية: وضع استراتيجية التصميم: وفيها يجيب فريق العمل بالتعاون مع الجهة المعنية عن الأسئلة التالية: هل ستُطوّر المنظومة محليًا في الجهة التي تحتاج المنظومة اعتمادًا على كوادرها الخاصة؟ هل ستطور المشروع شركة مختصة أخرى؟ هل ستشتري الشركة حزم برمجية جاهزة تحقق متطلبات مرحلة التحليل؟ تطوير المعمارية الأساسية للمنظومة: بما في ذلك العتاد الصلب والبرمجي وواجهة المستخدم والبنية التحتية لشبكة الاتصال وهل سيتم البناء على البنية التحتية السابقة أم تحتاج المنظومة الجديدة إلى بنية تحتية جديدة كليًا. تطوير مواصفات لقواعد البيانات والملفات: أي تحديد طبيعة البيانات التي تُخزن وحجمها وأين وكيف ستُخزن. تصميم البرمجيات التي ستُبنى: أي ما هي البرامج التي ينبغي للمبرمجين العمل عليها وما وظيفة كل برنامج وما هي علاقته بغيره. ينتج عن هذه المرحلة مجموعة المخرجات التالية: مستندات تصميم المعمارية. مستندات تصميم واجهة المستخدم. مستندات مواصفات قواعد وملفات البيانات. مستند تصميم البرامج. تستخدم هذه المستندات لاحقًا في توجيه مرحلة إنجاز المنظومة. مرحلة إنجاز المنظومة وهي المرحلة الأخيرة من دورة تطوير البرمجيات، وتحظى هذه المرحلة بكامل الانتباه لأنها تعد المرحلة الأطول والأكثر تكلفة. تضم هذه المرحلة الخطوات التالية: بناء المنظومة اختبار المنظومة توثيق المنظومة تركيب المنظومة إدارة التغيير التدريب على استخدام المنظومة الصيانة ودعم المنظومة التقييم الراجع للمشروع بناء المنظومة ويقصد فيها برمجة كل وظيفة من وظائف المنظومة والربط بين هذه البرمجيات وتعتمد بشكل كامل على مخرجات مرحلتي التحليل والتصميم. تُعد هذه المرحلة بأنها الأقل خطرًا على فشل المنظومة ولا يأتي فشل المنظومة نتيجة لضعف البرمجة بل لضعف مخرجات عمليتي التحليل والتصميم. تجري في هذه المرحلة أيضًا عملية توثيق الإجرائيات بدقة للاستفادة منها في خطوات الاختبار والصيانة. اختبار المنظومة تهدف هذه الخطوة إلى كشف أكبر قدر ممكن من العيوب التي قد تتسبب في إخفاق البرنامج، وعادة ماتكون الخطوة الأطول والأكثر تركيزًا في هذه المرحلة لأنه من الصعب إنشاء منظومة خالية تمامًا من العيوب، كما أن عملية البحث والاستقصاء عن جميع العيوب أمر مرهق زمنيًا وماديًا. لتلك الأسباب يجري اختبار المنظومة على مبدأ ما الذي تقدمه فعليًا موازنةً مع ما يتوجب عليها فعله. يختبر فريق متخصص المنظومة بواحدة أو بجميع الطرق التالية: اختبارات الوحدات unit tests: ويجري على دالة أو صنف أو جزء محدد من وحدة برمجية للتأكد من أن الدخل الصحيح يعطي الخرج المطلوب. اختبارات التكامل integration tests: يختبر التفاعل المتبادل بين مجموعة محددة من الأصناف لإنجاز وظيفة محددة. اختبارت المنظومة system tests: يختبر تفاعل جميع الأصناف مع بعضها لإعطاء وظيفة متكاملة للمنظومة دون أخطاء، وهو مشابه لاختبار التكامل لكن على صعيد أوسع. اختبارات القبول acceptance tests: وينفذها المستخدمون النهائيون للمنظومة تحت إشراف عضو أو أكثر من فريق العمل وذلك لتقييم قبول المستخدم لهذه المنظومة الجديدة. توثيق المنظومة وهي عملية ممتدة عبر جميع المراحل لكنها تُنظم في هذه الخطوة وتضم توثيق عن المنظومة بما يساعد المبرمجين والمحللين في بناء وصيانة المنظومة وتوثيق المستخدم الذي يساعده على استثمار المنظومة. وقد يكون التوثيق مرجعيًا لمساعدة المستخدم على إنجاز مهمة محددة أو إجرائيًا لوصف إنجاز خطوة ما أو مواد تعليمية. تركيب المنظومة وتتضمن هذه الخطوة تثبيت العتاد الصلب والبرمجيات اللازمة وفقًا لمعايير المعيارية المقترحة. إدارة التغيير لا يجري الانتقال إلى استخدام المنظومة الجديدة مباشرة بل على مراحل لمساعدة المستخدمين النهائيين على التأقلم معها بأقل توتر ممكن. ولأن لكل تغيير مقاومة لا بد أن يتشارك محللو المنظومة وأصحاب القرار ومديرو المشروع في إدارة مرحلة التحوّل وتوجيه المستخدمين وتحفيزهم على تبني المنظومة الجديدة. التدريب على استخدام المنظومة لا بد في هذه المرحلة من تقديم المهارات اللازمة لاستثمار النظام دون الافتراض المسبق بأن المنظومة سهلة التعلّم. كما ينبغي التركيز في هذه المرحلة على مساعدة المتدرب على تنفيذ المهام الموكلة إليه فقط دون الغوص في تفاصيل وميزات المنظومة الجديدة، فهنا تأتي أهمية وجود توثيق شامل. الصيانة ودعم المنظومة وهي عملية تحسين المنتج البرمجي كي يلبي دائمًا متطلبات العمل، وقد تكون خطوة الصيانة ذات تكلفة عالية. يُكلف بعملية الصيانة عادة محللو الأنظمة والمبرمجون المبتدئون. ويأتي دعم المنظومة عبر خيارات عدة منها: التدريب عند الطلب أو الحاجة. الدعم المباشر عبر الإنترنت: من خلال التوثيق والأسئلة أكثر شيوعًا وحتى المحادثة المباشرة. مكاتب الدعم: وذلك لاستشارة الخبراء مباشرة حول مشاكل محددة بناء على مواعيد مسبقة. التقييم الراجع للمشروع أي تقييم نجاح المشروع أو فشله والطرق الكفيلة بتحسينه وتطويره وأخذ العبر منه. وتنفذ هذه الخطوة عادة وفق مسارين: مراجعة منظومة: والهدف هو موازنة التكلفة والفائدة الحقيقية موازنة مع التكلفة والفوائد المقدرة في مرحلتي التخطيط والتحليل. مراجعة فريق العمل: إذ يقيِّم كل فرد من أفراد فريق العمل أخطاءه ونجاحاته في إنجاز المهام الموكلة إليه. يمكن بعد ذلك لمدير المشروع أن يجمع التقييمات ويضيف إليها بعض التوضيحات والشروحات ليخرج بملف يُدعى "دروس تعلمناها lesson learned" والتي تلعب دورًا مهمًا في تدريب وتعليم الأعضاء الجدد وفي تفادي أية أخطاء مماثلة في مشاريع مستقبلية. خاتمة تعرفنا في هذا المقال على الأساسيات المتبعة في التخطيط لتطوير البرمجيات أو المنظومات المعلوماتية عمومًا ورأينا أهمية التخطيط التدقيق والتحليل لمتطلبات البرمجيات للوصول إلى منتج قادر على الصمود والمنافسة. كما تعرفنا على المراحل الأساسية الأربعة لعملية تطوير المنتجات البرمجية وهي مراحل التخطيط والتحليل والتصميم والتنفيذ، وتعرفنا على مجموعة الأعمال التي ينبغي القيام بها في كل مرحلة والمخرجات التي تنتج عن كل منها وصولًا إلى المنتج النهائي وصيانته ودعمه. اقرأ أيضًا كيف تتجنب كارثة الاستعانة بفريق خارجي في تطوير البرمجيات دليل المبتدئين لمنهجية أجايل Agile الأخطاء السبع القاتلة لأيّ مشروع برمجيات
  2. نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى مطوري البرمجيات الذين يكتبون برامج تقوم بأغلب المهام التي يحتاجها كل من الشركات والأفراد على السواء، لتقليل الجهد البشري المبذول في تلك المهام من ناحية، ولتقليل نسب الخطأ والمخاطر كذلك، وهو اﻷمر الذي تتفوق فيه البرمجيات على الإنسان فيه بما أنها تعمل في بيئات لا تتأثر بالمخاطر التي يتأثر بها الإنسان، ولا تتعرض إلى السهو والنسيان الذي يعرض للإنسان أثناء تنفيذ المهام. وقد توسع مجال تطوير البرمجيات كثيرًا منذ الثمانينات ليفتح الباب على مصراعيه لوظائف ما كانت موجودة من قبل إما في تطوير البرمجيات نفسها مباشرة أو في وظائف ظهرت بعد تطور تقنيات وأدوات برمجية أو تغير سوق العمل، وصار العامل في تطوير البرمجيات بنفس أهمية اليد العاملة في المصانع إبان الثورة الصناعية قديمًا. ما هو تطوير البرمجيات؟ عملية تطوير البرمجيات software development تشمل الخطوات والمناهج المتبعة في بناء وتصميم البرمجيات وكتابتها واختبارها وتجميعها، وتنطوي هذه العمليات على تفاصيل وأقسام كثيرة بداخلها سيأتي بيانها أدناه. تُصمم البرمجيات أولًا وفقًا لمتطلبات العميل الذي يحتاج إلى حل مشكلة لديه، ويضع المبرمج إن كان يعمل مستقلًا أو فريق التطوير داخل الشركة مخططًا لحل هذه المشكلة، ومنهجية لتنفيذ ذلك الحل، ثم ينطلق في الخطوات التقنية لتنفيذ ذلك الحل باستخدام أدوات تطوير البرمجيات ولغات البرمجة وأطر العمل اللازمة. بعد ذلك، يُختبر البرنامج الناتج ليُرى إن كان يحقق المعايير التي طلبها العميل أم لا، إلى أن نصل إلى النسخة النهائية التي تدخل بيئة العمل مباشرة بعد تمام التأكد من خلوها من الزلات البرمجية والمشاكل التي قد تعطل عملها فيما بعد، خاصة إن كانت البرمجيات توضع في آلات مثل السيارات أو الماكينات في المصانع وغيرها. يشار أحيانًا إلى تطوير البرمجيات بأسماء متبادلة مثل تطوير التطبيقات أو يتعدى أحيانًا مفهوم التطبيقات إلى برمجة أنظمة تحكم لعتاد مخصص مثل أنظمة إنترنت الأشياء ويمتد حتى أنظمة التشغيل. أنواع البرمجيات وبيئات عملها البرمجيات كثيرة الأنواع ولكنها كلها في النهاية تعمل على عتاد حوسبي، ويكون هو البيئة التي تُنفذ فيها التعليمات البرمجية التي تحل المشكلة التي لدى العميل، وتتعدد تلك البيئات تعددًا لا يكاد يُحصر، لكنه يقع تحت فئات عامة يمكن حصرها وفقًا لنظام التشغيل كما يلي: الحواسيب المكتبية: وتشمل كل البرمجيات التي تعمل على الحاسوب سواء حاسوب مكتبي أو محمول الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية: وتشمل البرمجيات التي تعمل على الأجهزة المحمولة من تطبيقات عامة وحتى تطبيقات مخصصة تدير العتاد مثل برمجيات الكاميرا وتسجيل الصوت وقياس الحرارة والضغط وغيرها. أجهزة إنترنت الأشياء: مثل برمجيات الأجهزة المنزلية التي يمكن ربطها بالإنترنت. الماكينات والآلات: والتي تكون الحواسيب فيها مدمجة وغير مرئية للمستخدم، أو يتفاعل معها من خلال أوامر محددة وقليلة. دورة علوم الحاسوب دورة تدريبية متكاملة تضعك على بوابة الاحتراف في تعلم أساسيات البرمجة وعلوم الحاسوب اشترك الآن أنواع تطوير البرمجيات يندرج تحت مظلة تطوير البرمجيات أقسام كثيرة تمثل مجالات ووظائف يمكن للمرء أن يعمل فيها، وتتنوع بتنوع مجال العمل وطبيعة المشاكل التي يجب حلها، والأدوات المتاحة للعمل. تطوير الويب Web Development مصطلح تطوير الويب فيه إيجاز قليلًا من حيث أنه يشير إلى تطوير تطبيقات الويب، وهي أي تطبيق يمكن استخدامه داخل متصفح ويب مثل جوجل كروم أو فاير فوكس، وهو يختلف عن التطبيقات المصممة للهواتف أو سطح المكتب، كما سيلي بيانه أدناه. وهذا المجال بدوره مظلة جديدة تدخل تحتها العديد من الوظائف الأخرى المتعلقة به. تطوير الواجهات الأمامية يعمل مطور الواجهات الأمامية Front End Developer في الغالب على تطوير الأجزاء التي سيراها المستخدم ويتفاعل معها من البرامج والتطبيقات، وإن كان هذا المجال يدخل في أي نوع من أنواع التطوير البرمجي التي تنتج برامج رسومية يتفاعل المستخدم معها باللمس أو المؤشر أو غيرها، إلا أنه يُستخدم في الغالب للإشارة إلى تطوير الواجهات الأمامية لتطبيقات الويب، ما لم يُذكر خلاف ذلك لتخصيصه لمجال آخر. تطوير الواجهات الخلفية يعمل مطور الواجهات الخلفية Back End Developer مثل زميله السابق في بيئة الويب في الغالب، ما لم يُذكر تخصيص يشير إلى غير ذلك، وهو يختص بتطوير التطبيقات التي تعمل على الخوادم التي تُخزن فيها تطبيقات الويب والمواقع، والتي تمثل البنى التحتية لتلك المواقع، ولا يركز على واجهات مرئية، وإنما يهتم بقواعد البيانات ومنطق التطبيق وكفاءة عمله واستهلاكه للموارد وسرعة تنفيذه، ومستوى أمانه. تطوير التطبيقات المكتبية يُقصد بها التطبيقات التي تعمل على الحواسيب المكتبية والحواسيب المحمولة Laptops، والتي تكون في الغالب على أنظمة تشغيل مثل ويندوز ولينكس وماك، وهي البرامج المعتادة للأعمال المكتبية للأفراد والشركات، مثل أطقم المكتب وبرامج البريد والتقويم ومتصفحات الويب وبرامج الحسابات وغيرها. وكذلك البرامج المتخصصة الموجهة للعاملين في تطوير البرمجيات أنفسهم، مثل بيئات التطوير المتكاملة IDEs والمحررات النصية والمصرِّفات، وبرامج التصميم المرئي للعاملين في تطوير الواجهات الأمامية والمصممين، وكذلك برامج التصميم الهندسي للمهندسين، وبرامج تحرير الصوتيات والفيديو، فمثل تلك البرمجيات تحتاج إلى الموارد القوية للحواسيب المكتبية، ولا تصلح في الغالب أن تعمل بنفس الكفاءة على الهواتف مثلًا ذات الإمكانيات المحدودة. تطوير تطبيقات الهواتف لعل هذا المجال هو أكثر ما يتعرض إليه أغلب طوائف المستخدمين على اختلاف مجالاتهم وأعمارهم بسبب الاستخدام اليومي للهواتف المحمولة الذكية في حياتنا، ويُقصد به تطوير التطبيقات والبرامج للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. هذا المجال كبير واسع فكما أشرنا نظرًا لازدياد الأجهزة المحمولة حولنا والتي أصبحت تتعدى الهاتف المحمول إلى أجهزة ملبوسة وأجهزة مساعدة ذكية وغيرها وكلها تحتاج إلى برمجة وتحتاج إلى تطبيقات لتؤدي الغرض المطلوب منها، ويطول المقال إن أردنا التفصيل فيه، ويمكنك الرجوع إلى مقال برمجة تطبيقات الجوال ففيه تفصيل أكبر. تطوير التطبيقات السحابية زاد انتشار هذا المجال مؤخرًا مع ازدياد القوة الحوسبية للخوادم وإتاحة العمل المشترك بين الفرق العاملة عن بعد، أو لمن يرغب في الوصول إلى إمكانيات هائلة القوة لفترة محدودة من أجل إجراء عمليات حسابية معقدة أو إخراج تصميمات كبيرة. التطبيقات السحابية هي تطبيقات وخدمات تعمل على خوادم وحواسيب بعيدة -السحابة- تتبع الشركات المالكة لتلك البرمجيات والتطبيقات، أو تتبع شركات استضافة تحجز تلك الحواسيب لمن يرغب في استضافة تطبيقه عليها سواء كان فردًا أو شركة. ويستطيع المستخدم أو فريق العمل الوصول إلى تلك التطبيقات من أي جهاز متصل بالإنترنت، وتنفيذ المهام المطلوبة دون الحاجة إلى امتلاك المستخدم لحاسوب بنفس القوة المطلوبة لتنفيذ المهمة، فما هو إلا منصة وواجهة أو طرفية يصل منها إلى الحاسوب البعيد القوي، وتُنفذ العمليات بالكامل على الحاسوب البعيد. أدوات تطوير البرمجيات بعد أن عرفنا أشهر الأنواع الموجودة في مجالات تطوير البرمجيات، نأتي الآن إلى الأدوات التي يستخدمها أولئك المبرمجون في تنفيذ أعمالهم وتطوير برمجياتهم. حاسوب يحتاج مطور البرمجيات إلى حاسوب لتطوير البرمجيات عليه، لذا إن كنت تفكر في تعلم تطوير البرمجيات ودخول هذا المجال فلابد من اقتناء حاسوب فهو أول وأهم أداة في هذه المهنة وهو بمثابة ماكينة الخياطة للخياط. قد تتساءل عن مواصفات الحاسوب المناسب، وهذا يعتمد على مجال تطوير البرمجيات الذي تريد التخصص فيه، وعمومًا إن كانت عملية التطوير لا تحتاج إلى تعامل مع رسوميات، فمعظم الحواسيب الجديدة حاليًا تفي بالغرض، وارجع إلى سؤال مواصفات الحاسوب الخاص بالبرمجة وسؤال الحاسوب المناسب لتعلم البرمجة ففيهما تفصيل في هذا الموضوع. لغة برمجة على عكس الاعتقاد الشائع أن المبرمج حين تأتيه فكرة برمجية فإنه يجلس ليكتب شيفرات برمجية وطلاسم على شاشة سوداء، فإن الواقع هو أن البرمجة في جوهرها حل لمشكلة تواجه المبرمج أو يطلب منه عميله أو شركته أن يحلها مستخدمًا أدوات التطوير البرمجي، وأشهر تلك الأدوات لا شك هو لغات البرمجة. وعلى كثرة اللغات البرمجية الموجودة إلا أن أكثرها يبنى على منهج معين أو منطق للغة بعينها وتشترك كلها بمفاهيم وقواعد واحدة وقد شرحنا معظمها في مقال قواعد البرمجة ببساطة للمبتدئين، لذا على المتعلم الجديد تعلم الأساسيات والمفاهيم والقواعد قبل البدء مباشرة بتعلم لغة برمجة. وكما في حالة أنواع مجالات التطوير البرمجي والبرمجيات التي تختلف أنواعها باختلاف بيئة التشغيل التي ستعمل عليها، فإن لغات البرمجة كذلك تختلف وفقًا لنفس بيئات التشغيل ومتطلبات العمل والمشكلة التي تحلها، وفيما يلي موجز يقسم لغات البرمجة وفقًا للمنصة التي تعمل عليها. عدة تطوير البرمجيات Development Kit يحتاج النجار إلى عدة نجارة فيها مفك ومطرقة ومسامير وغيرها، وكذلك مطور البرمجيات، فهو يحتاج إلى عدة لتطوير البرمجيات وقد تكون هذه العدة ملموسة مثل لوحة إلكترونية ومعالجات (راسبيري باي أو أردوينو مثلًا) لبناء برمجيات لأنظمة تحكم وقد تكون عدة برمجية أيضًا وهي مجموعة برمجيات يحتاج إليها المطور مثل محرر الشيفرات البرمجية أو بيئة التطوير البرمجية وأدوات تشغيل الشيفرة واختبارها. تختلف العدة باختلاف تخصص تطوير البرمجيات الذي تحدده لذا لا تشغل بالك حاليًا بها، وستتعرف عليها بمجرد اختيار التخصص المناسب لك. خطوات تطوير البرمجيات يبدأ العمل على تطوير التطبيقات بتحليل المشكلة أولًا التي تكون لدى العميل ويحتاج إلى تطبيق برمجي لحلها، ثم تمر بعدة خطوات ومراحل إلى أن تصل إلى المنتج النهائي. تحليل المشكلة يجمع المطور أو فريق العمل البيانات اللازمة عن المشكلة إما من المعطيات المتاحة التي يمكن جمعها أو من العميل مباشرة، ثم يحللها ليصل إلى سبب المشكلة وطرق معالجتها منطقيًا، وأفضل الأساليب والخوارزميات التي يمكن استخدامها لحل تلك المشكلة، وعلى ذلك يمكن اختيار الأدوات المناسبة ومنصات التشغيل التي سيعمل عليها التطبيق البرمجي. اختيار منهجية العمل لعل هذه لا تتغير من مشروع إلى آخر أو من تطبيق إلى آخر، وإنما تظل ثابتة لنفس فريق العمل أو نفس الشركة، وذلك لأنها تتعلق بنمط عمل الفريق نفسه وليس طريقة عمل التطبيق، وأشهر منهجيات العمل ما يلي: منهج الشلال Waterfall: تُكتب البرامج وفقًا لهذا المنهج على مراحل متتالية، بحيث لا يبدأ العمل في مرحلة إلا بعد تمام التي قبلها. المنهج المرن Agile: وهذا المنهج يقسم فريق التطوير إلى مجموعات يوكل إلى كل منها جزء من العمل، ويعملون في نفس الوقت لتقليل الوقت اللازم لإتمام المشروع، ويغلب على هذا المنهج أن يتبع العاملون فيه أسلوب Scrum، الذي يضع بعض القواعد لإدارة فريق العمل لضمان إتمام المشروع على أكمل وجه في أقصر مدة ممكنة. الجدير بالذكر هنا أن أسلوب العمل المرن وكذلك أسلوب Scrum لا يقتصران على تطوير التطبيقات البرمجية فقط، وإنما يتعديانها إلى كثير من المجالات الصناعية بما أنهما أسلوبين لإدارة المشاريع أصلًا وليسا مقتصرين على تطوير برمجيات، وارجع إلى مقال المراسم الأربعة لمنهجية أجايل Agile ceremonies لمزيد من التفصيل. النموذج الأولي Prototype بعد وضع أسلوب الحل الأمثل للمشكلة وتخطيط التفاصيل والخطوات العامة لحلها، وإسناد المهام إلى أعضاء الفريق البرمجي، يبدأ العمل على تنفيذ الشيفرات البرمجية والتصاميم المرئية وغيرها من العناصر المكونة للتطبيق النهائي. ثم يلتقي الفريق -أو المستقل مع العميل- في كل صباح أو كل فترة محددة لمناقشة ما تم إنجازه، وحل المشاكل التي طرأت، وتعديل سير العمل وفق المعطيات الجديدة. مرحلة الاختبار قد يبدأ العمل على اختبار البرمجية في بيئة التشغيل التي ستعمل عليها النسخة النهائية منه إما بعد الانتهاء من كتابة الشيفرات البرمجية والتصميم، أو أثناء العمل عليها إن احتاج الاختبار إلى العتاد الحقيقي وبيئة تشغيل حقيقية -الآلة أو الجهاز الذي سيعمل عليه التطبيق-، أو إلى بيئة تشغيل وهمية مثل المحاكيات، كما في حالة محاكيات نظم التشغيل والأجهزة المختلفة. يعود التطبيق أو البرمجية إلى مراحل سابقة من مراحل العمل وفقًا للمشاكل التي قد تظهر أثناء الاختبارات، وتُكرر دورة العمل مرة أخرى إلى أن ينجح التطبيق في تجاوز جميع مراحل التطوير. وقد يتطلب الاختبار أحيانًا عرضه على المستخدمين المحتملين لاختبار قابلية الاستخدام الشخصي للتطبيق، فقد يكون مكتوبًا بأفضل التقنيات البرمجية لكن المستخدم لا يستطيع استخدامه بسهولة، فحينئذ يكون الخلل في مرحلة تصميم تجربة الاستخدام، فيعود إليها من أجل تصميم تجربة استخدام سهلة للمستخدم النهائي. الإطلاق الأولي Soft Launch قد لا تظهر بعض المشاكل في بيئات الاختبار والمحاكاة مهما طالت، وقد يتعذر الوصول إلى مستخدمين محتملين، فيلجأ المطور إلى الإطلاق المرن التجريبي للتطبيق في بيئة التشغيل، مع مراقبة الأداء عن كثب، ومتابعة سلوك المستخدمين للتطبيق وسؤالهم ومراسلتهم إن تطلب الأمر لجمع البيانات اللازمة لتطوير بقية المزايا والخدمات في التطبيق، ولتصحيح الأخطاء التي قد تظهر مع الإطلاق الأولي. الإطلاق النهائي Hard launch في هذه المرحلة يكون التطبيق قد نضج، وتختلف المدة اللازمة لنضج التطبيق ووصوله إلى مرحلة الإطلاق النهائي وفقًا للتطبيق نفسه وحجم المزايا التي فيه، وبيئة العمل التي سيعمل فيها، فبعض البيئات لا تحتمل نسب الخطأ أو تكراره، كما في حالة الآلات التي سيحمَّل عليها التطبيق ولا سبيل للوصول إليه بعدها إلا بصعوبة بالغة، مثل السيارات والأجهزة المنزلية، أو لا يمكن السماح بنسبة خطأ كبيرة غير محسوبة، كما في حالة آلات المصانع والسيارات، وهكذا. لكن قد لا يكون هذا ضروريًا أو يمثل مشكلة في حالات تطبيقات الهواتف وأسطح المكتب وتطبيقات الويب المخصصة للمهام العادية، وهي ولله الحمد أغلب الحالات التي يطلبها العملاء في السوق، وتتراوح مدة العمل على التطبيقات فيها من أسبوعين إلى بضعة أشهر في الغالب. كيف تصبح مطور برمجيات؟ بعد أن تعرضنا إلى تفصيل مجال تطوير التطبيقات ينبغي أن تعلم أن السوق متعطش للغاية إلى العاملين المهرة في هذا المجال، وربما أكثر في العالم العربي بسبب ازدياد الشركات والعملاء وتطور الخدمات التي تعتمد على التقنيات البرمجية والبنى التحتية الرقمية في الأعوام الأخيرة، إضافة إلى إمكانية العمل عملاً حرًا كمستقل على منصات العمل الحر مثل مستقل وخمسات. وتحتاج إلى بعض المهارات الشخصية أولًا لتتميز في مجال تطوير التطبيقات، ثم إلى معرفة بالتقنيات والأدوات المطلوبة للعمل نفسه. المهارات الشخصية لمطور البرمجيات سنركز هنا على المهارات التي يحتاج إليها المطور خاصة والتي تفيده مباشرة في مسيرته المهنية كمطور، وليس المهارات العامة لأي عامل مستقل أو موظف. الطلب المستمر للعلم إن كان ثمة شيء ثابت في مجال تطوير البرمجيات لا يتغير، فهو أنه مجال دائم التطور والتجدد، فتخرج تقنيات جديدة كل يوم، وأساليب أفضل لتطوير البرمجيات، وربما أدوات جديدة أيضًا، وعلى المطور أن يكون مطلعًا على أحدث تلك الأدوات والوسائل لئلا يجد نفسه ابتعد عن المطالب التي يحتاج إليها العملاء أو يجد حصيلة المهارات التي لديه قد صارت لا قيمة لها بعد بضع سنين. وليهتم بدراسة علوم الحاسوب اﻷساسية التي تُبنى عليها التقنيات والأدوات الجديدة، ليسهل عليه استيعاب تلك التقنيات في بضعة أيام ثم بدء العمل بها مباشرة، فكم رأيت من مبرمج درس القواعد والأساسات الخاصة بعلم الحاسوب، فلما احتاج إلى تطوير تطبيق للهواتف مثلًا عكف على تعلم لغة البرمجة Swift فدرس أساسياتها ثم عمل مباشرة على التطبيق بعد أسبوع من دراستها، لأنه يعلم منطقها والأساسات التي بنيت عليها كما بينا من قبل في هذا المقال. وكذلك قد يتعرض المطور لمشروع يحتاج إلى تعلم تقنية جديدة عليه أو خارجة عن مجاله بالكلية، كأن يتعلم تقنيات تهيئة المحتوى مثلًا وهو يعمل مطورًا في الواجهات الأمامية أو الخلفية لتطبيقات الويب، وذلك لتصميم الموقع أو التطبيق وفق أحدث إرشادات محركات البحث وقواعدها التي تصنف المواقع وفقًا لها. التفكير المنطقي ذكرنا من قبل أن البرمجة في جوهرها هي حل للمشاكل، وما لغات البرمجة إلا أدوات تخرج تلك الحلول إلى النور، فإذا كنا نحتاج إلى معالجة معطيات تدخل إلينا بسرعة عالية، وبكميات كبيرة، واختيار المعطيات التي تحمل أسماء معينة أو خصائص س وص، فكيف نحل هذه المشكلة؟ الأمر الجميل في البرمجة أن أغلب المشاكل التي ستواجه المطور قد واجهت غيره من قبل، ووُضعت لها الحلول وصُنفت فيها الكتب والتوثيقات، لهذا كانت مهارة حب العلم لازمة للمطور، فسيجد أغلب وقته يقرأ مبحرًا في التوثيقات البرمجية ومناهج حل المشاكل المنطقية للبرمجيات. فمثلًا، ينبغي أن يكون مطلعًا على أنماط التصميم البرمجية التي تحل أغلب المشاكل في البرمجيات بمناهج تمثل قواعد يمكن تطبيقها على نفس نوعية المشاكل بغض النظر عن بيئة تطبيقها، وعلى أفضل الخوارزميات المستخدمة في تصنيف المعطيات واتخاذ القرار بشأنها، وهكذا. وقد فصلنا كثيرًا حول هذه النقطة في مقال حل المشكلات وأهميتها في احتراف البرمجة فارجع إليه لمزيد من الفائدة. المهارات التقنية ذكرنا أن المطور عليه أن يكون ملمًا بأساسيات علوم الحاسوب، ثم ينتقل بعدها إلى الأدوات التي سيستخدمها في بيئة عمله التي يختارها سواء كانت تطويرًا لتطبيقات الويب أو الهواتف أو تطبيقات أسطح المكتب أو غيرها، ليتعلم اللغات البرمجية وأطر العمل التي يحتاج إليها. يمكن كسب المهارات التقنية وتعلمها من عدة مصادر منها الدراسة الجامعية والدورات التعليمية، وعادة تكون الدراسة الجامعية طويلة أربع سنوات على الأقل ومليئة بالمواد النظرية البعيدة عن سوق العمل، أما الدورات التعليمية المتخصصة فقد أصبحت الأسلوب الشائع لدخول مجال هندسة وتطوير البرمجيات لأنها تعطي المتعلم ما ينفعه لبناء البرمجيات ودخول سوق العمل وأجمل ما في الأمر أن الشهادات التي تُعطى فيها معترفة وتغني عن الشهادة الجامعية. وقدمت أكاديمية حسوب الكثير من تلك الدورات التعليمية المتخصصة الاحترافية لتعلم تطوير البرمجيات ودخول سوق العمل مباشرةً، مثل دورة علوم الحاسوب لتعليم أساسيات ومفاهيم مجال علوم الحاسوب بالكامل ودورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة Python لتعلم تطوير تطبيقات للويب أو لسطح المكتب أو دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة JavaScript وغيرها وارجع إلى صفحة الدورات التعليمية للاطلاع على كافة الدورات الموجودة. سوق العمل كمطور برمجيات بعد أن يتعلم المطور التقنيات التي يحتاج إليها والمهارات اللازمة لشق طريقه في سوق العمل، يستطيع أن ينطلق مباشرة إلى السوق إما في صورة عمل حر من خلال تقديمه لخدمات تقنية وبرمجية على منصة خمسات، أو تقديمه لعروض على المشاريع التقنية في منصة مستقل، ومزية العمل الحر هنا أنه يوفر للمطور فرصة لإنشاء معرض أعمال متميز من سوابق الأعمال، وكذلك الاحتكاك المباشر بالعملاء لاكتساب الخبرات والمهارات اللازمة للتفاوض وإدارة المشاريع، وهي المهارة التي يستطيع تعلمها من دورة إدارة تطوير المنتجات أيضًا ليتعرف على كيفية دراسة السوق وتحليل المنافسين ومتطلبات العملاء، ومراحل الإدارة المختلفة للمشاريع التقنية. أو إذا أراد، يمكنه التقديم على الوظائف البعيدة التقنية لمطوري التطبيقات عبر منصة بعيد، لتكون عملًا نظاميًا بدوام جزئي أو كلي، على عكس العمل الحر كما في منصتي مستقل وخمسات. خاتمة رأينا في هذا المقال مرورًا سريعًا على مجال تطوير التطبيقات البرمجية، وحاجة السوق إليه، وأنواع تطوير التطبيقات ومنصاتها، والمهارات التي يحتاج إليه المطور في عمله. وربما لا توجد عبارات تصف مدى حاجة السوق العالمي عمومًا والعربي خاصة إلى مطوري التطبيقات المهرة هذه الأيام، والأفضلية التي تكون لهؤلاء في السوق إذ لا تحدّهم حدود جغرافية، ولا أزمات محلية، بل تُفتح لهم فرص العمل بأجور تنافسية عالية موازنة ببقية الوظائف، مع عملاء من مختلف الدول. اقرأ أيضًا تعلم البرمجة تعرف على تخصص هندسة البرمجيات دليلك الشامل إلى برمجة التطبيقات مقال دليلك الشامل إلى تعلم البرمجة دليل المبتدئين لمنهجية أجايل Agile
  3. "أريد تعلم البرمجة لكنني لا أعرف من أين أبدأ!" هذه هي أكثر عبارة تتردد على سمعي من حديثي العهد بالبرمجة، إذ يأتيني هذا السؤال مرارًا وتكرارًا؛ وفي كل مرة أحاول أن أجيب عنه في سياقه، أجد أنني أضيف معلومات جديدة على إجاباتي السابقة، لذا قررت كتابة هذا المقال بعنوان "تعلم البرمجة" لعله يفيد الراغبين في تعلم تطوير التطبيقات في بدء رحلتهم مع تعلم البرمجة من الصفر. جدول المحتويات حرصًا على تنظيم المقالة ولتسهيل الوصول إلى القسم الذي تريده بسهولة، سنذكر هنا جدول المحتويات باختصار: ما هي البرمجة؟ لماذا تتعلم البرمجة؟ ما عليك معرفته لتصبح مبرمجًا الأدوات اللازمة للبدء في تعلم البرمجة لماذا هناك العديد من لغات البرمجة؟ مفاهيم البرمجة مصادر تعلم البرمجة تطوير واجهات المستخدم تطوير الواجهات الخلفية تعلم تطوير تطبيقات الجوال تطوير الألعاب تطوير الأنظمة المدمجة تطوير تطبيقات سطح المكتب كيفية اختيار لغة البرمجة التي تناسبك نصائح لتعلم البرمجة ما هي البرمجة؟ البرمجة هي عملية تقسيم مهمة معينة يراد تنفيذها عبر الحاسوب إلى أجزاء صغيرة ومترابطة وقابلة للتنفيذ بأوامر بسيطة. بعد ذلك، يجري كتابة هذه الأوامر والتعليمات بإحدى لغات البرمجة، والتي هي وسيلة للتخاطب مع الحاسوب. إليك المثال العملي التالي الذي يشرح ماهية البرمجة: إن كنت تتوقع زيارة صديق لك اليوم، واتصل بك ليقول لك: "أنا واقف بجانب الحديقة ولا أعرف كيف أصل إلى منزلك". أنت عادةً تمر كل يوم من جانب الحديقة وتعرف الطريق بينها وبين منزلك شبرًا بشبر. برأيك هل ينفع إن قلت له: "منزلي معروف وقريب من الحديقة وأنا كل يوم أمر من جانبها"؟ لا، بالتأكيد. تحتاج إلى أن تقسِّم المشكلة إلى أجزاء تمثل خطوات بسيطة يستطيع صديقك فهمها وتنفيذها. مثلًا، أخبره أن ينفذ الأوامر التالية: "سر إلى الأمام عشرة أمتار" ثم "اتجه إلى اليمين" ثم "سر إلى نهاية الشارع" ثم "اتجه إلى اليسار". أخبره بعد ذلك: "عُدَّ الأبنية الموجودة على اليسار حتى تصل إلى البناء الرابع" ثم "اصعد إلى الطابق الثاني" ثم "اطرق على الباب الذي سيظهر أمامك". مبارك! بهذه الطريقة، تستطيع أن تدل صديقك على منزلك بدقة. البرمجة هي الشيء نفسه تمامًا. فهل ترى التعابير المكتوبة بين قوسين؟ إنها التعابير التي تكتب بإحدى لغات البرمجة والتي تخاطب الحاسوب بدلًا من صديقك السابق. لغات البرمجة هي مجموعة من المفردات والقواعد اللغوية التي تشكل لغةً وسيطةً للتخاطب مع الحاسوب وأمره بتنفيذ تعليمات وأشياء محدَّدة. فلا الحاسوب يفهم لغة البشر ولا البشر يفهمون لغة الحاسوب، لذا كان هنالك حاجة ملحة لوجود لغة وسيطة يفهمها كلاهما؛ نتيجةً لذلك، انبثق مفهوم لغة البرمجة. بعبارة أخرى، لو أردنا أن نقول للحاسوب "افعل كذا"، فسنحتاج إلى لغةٍ مشتركةٍ بيننا وبينه ليفهم ما نبتغيه، وهنا يأتي دور لغات البرمجة، إذ يمكنك أن تعدّ لغات البرمجة على أنها وسيط بين المبرمج والحاسوب. يهتم المبرمج بالتفكير في تسلسل الخطوات التي على الحاسوب القيام بها لإتمام العمل المطلوب منه (مثل حساب العمر اعتمادًا على تاريخ الولادة)، ثم كتابة هذه الخطوات بترتيب منطقي بإحدى لغات البرمجة. ربما لاحظتَ في الجملة السابقة أن جزءًا من مهمة المبرمج هو التفكير المنطقي، وهذا يجعلنا ننتقل إلى السؤال الشائع "هل أستطيع تعلم البرمجة وأصبح مبرمجًا؟" أو "هل أنا مؤهل لأصبح مبرمجًا؟". لماذا تتعلم البرمجة؟ يبدو أن تعلم البرمجة من الصفر ليس بالصعوبة التي توقعتها، لكنك تريد حافزًا يجعلك تتعلم البرمجة. تسمع كثيرًا أن البرمجة هي مجال المستقبل، وأن وظائف المبرمجين ستكتسح مجال التوظيف في السنوات القادمة؟ أستطيع أن أؤكد لك ذلك، كما أنَّ وظائف البرمجة هي من أعلى الوظائف دخلًا. فلو كنت تريد بدء مشوارك الاحترافي وتريد عملًا مستقرًا وذا دخلٍ ممتاز، فإن تعلم البرمجة والعمل بها هو أفضل خيارٍ أمامك. وظائف البرمجة مريحة عمومًا، فالعمل كله مكتبي أمام حاسوب في بيئة مريحة ومناسبة، وأغلبية الشركات تتبع نظام العمل 40 ساعة في الأسبوع (أي 5 أيام لمدة 8 ساعات يوميًا)، ولا تغفل عن قدرتك على العمل عن بعد من خلال الانترنت أو كمستقل في أوقات فراغك. تعلم البرمجة سيوسع أفق تفكيرك كثيرًا، خصوصًا أن تعاملك مع الحاسوب يتبع إلى التفكير المنطقي، وستجد أن البرمجة ستسهل لك القيام بأمور أخرى في الحاسوب. ما عليك معرفته لتصبح مبرمجًا يتردد الكثيرون في تعلم البرمجة متذرعين بأن مستواهم في الرياضيات ليس ممتازًا، وهذا ليس صحيحًا، فصحيحٌ أنَّ هنالك أمور تعترضك أثناء أداء عملك كمبرمج تتطلب خبرة في الرياضيات، إلا أنَّه قد تمر عليك فترات طويلة لا تحتاج فيها إلى مسائل رياضية. كل ما يلزمك للبدء في تعلم البرمجة هو الأساسيات التي يعرفها الجميع. إلى حين اعتراضك أية مسألة أو مشكلة تتطلب مهارة في الرياضيات، هنالك الكثير من المصادر والمراجع التي تستطيع الرجوع إليها آنذاك. بعبارة أخرى، أجِّل هذا الأمر قليلًا ولا تخف. الأهم من ذلك هو أن تكون قادرًا على التفكير بشكل منطقي. التفكير المنطقي التفكير المنطقي هو المهارة التي تجمع كافة المبرمجين تحت مظلة واحدة، وهي أساس كتابة الخوارزميات، إذ يجب أن تكون قادرًا على اكتساب هذه المهارة وتطويرها. الخوارزميات كلمة "الخوارزميات" هي الكلمة المرعبة التي ينفر منها البعض، فكل ما يتخيلونه عند ذكرها هو الرياضيات المعقدة والمعادلات الطويلة والرموز العجيبة، لكن الأمر بسيط جدًا؛ فالخوازرميات هي تطبيقٌ للتفكير المنطقي في خطوات متسلسلة واضحة تمامًا لحل مشكلة ما. لكي أوضِّح لك أن الخوارزميات ليست أمرًا معقدًا، سأخبرك بكيفية كتابة برنامج يسأل المستخدم عن سنة ميلاده، ثم يعيد عمره الحالي بالسنوات. الخطوة الأولى: إظهار رسالة نصية نطلب فيها من المستخدم إدخال تاريخ ميلاده. الخطوة الثانية: تخزين سنة الميلاد التي أدخلها المستخدم. الخطوة الثالثة: الحصول على السنة الحالية. الخطوة الرابعة: طرح مدخلات المستخدم من السنة الحالية. الخطوة الخامسة والأخيرة: إظهار الناتج. ما سبق هو خوارزمية بسيطة تتألف من خطوات متسلسلة، لكن إذا أمعنا النظر فيها سنجد خللًا في حال أدخل المستخدم تاريخًا أكبر من التاريخ الحالي، أي لو أدخل 2050 مثلًا بدلًا من 1995. عندها سيصبح العمر المعاد من الخوارزمية سالبًا، ويمكننا أن نحل هذه الإشكالية منطقيًا بوضع شرط يمنع المستخدم من إدخال تاريخ أكبر من التاريخ الحالي. إطارات العمل كلمة أخرى شائعة جدًا في عالم البرمجة هي "إطارات العمل" frameworks، إطارات العمل هي مجموعة من الشيفرات البرمجية التي تسهل على المبرمج إنشاء التطبيقات، بتوفير وحدات جاهزة تقدم خدمات مثل تسجيل المستخدمين، وإرسال البريد الإلكتروني، والتعامل مع قواعد البيانات. أي يمكنك أن تعدّها أدوات برمجية تساعدك في برمجة تطبيقك وتسهِّل لك فعل ذلك. الأدوات اللازمة للبدء في تعلم البرمجة تحتاج إلى حاسوبٍ بمواصفات جيدة (ليس من الضروري أن يكون من أفضل الحواسيب، وإنما أن يمتلك مقدارًا جيدًا من الذاكرة العشوائية). لا ننصح بمواصفات معينة أو نظام تشغيل معين، استعمل ما يحلو لك وما ترى نفسك معتادًا عليه (سواءً كان ويندوز أو لينكس أو ماك). ستحتاج أيضًا إلى اتصالٍ جيد بالإنترنت للوصول إلى المواد التعليمية، ولتنزيل البرمجيات والمكتبات اللازمة للتطوير. أما بخصوص أدوات التطوير، فستحتاج إلى برمجية لكتابة الشيفرات، وهنالك نوعان رئيسيان لها: المحررات النصية: مثل Visual Studio Code أو Atom أو Sublime Text أو Bracktes أو Notepad++‎. وهذه المحررات النصية تكون بسيطة في أغلبها، وتوفر ميزات أساسية مثل تلوين الشيفرات، وبعض ميزات الإكمال التلقائي، وتدعم أغلبيتها إضافات لزيادة وظائفها. وظيفة هذه المحررات النصية عمومًا هي تعديل الشيفرات بسهولة وسرعة. ننصحك بتجربة Visual Studio Code لشهرته حاليًا وكثرة إضافاته ودعمه الممتاز من شركة Microsoft. بيئات التطوير المدمجة: مثل Visual Studio و Eclipse و Android Studio و NetBeans و Apple Xcode وغيرها. وهذه البيئات توفر ميزات أكثر بكثير من المحررات النصية، مثل تشغيل الشيفرات وتنقيحها (debugging) وميزات التحكم بالإصدارات والاتصال بقواعد البيانات وخلاف ذلك. لماذا هناك العديد من لغات البرمجة؟ قد تتساءل، لماذا هناك العديد من لغات البرمجة؟ أليست هذه اللغات كلها تنفذ الهدف ذاته؟ لماذا لا يكون هنالك لغة موحدة بين المبرمجين والحاسوب؟ الحقيقة أنّه توجد لغة برمجة واحدة ولكن ليست إحدى اللغات التي تراها أمامك في الصورة. اللغة التي نشير إليها هي "لغة الآلة" التي يستطيع معالج الحاسوب قراءتها وفهمها. أتتساءل ما هي لغة الآلة وكيف تبدو؟ إليك مقطعًا منها: معلومٌ أنّ معالج الحاسوب لا يفهم شيئًا سوى الأصفار والواحدات، وهذه اللغة -أي لغة الآلة- هي تمثيل للأصفار والواحدات بطريقة تخبر الحاسوب بما يجب عليه فعله. الجدير بالذكر أن هذه اللغة عصية الفهم على البشر، إذ حتى إن استطعت كتابة شيفرة مثل الشيفرة الموضحة بالصورة (كما في السنوات الأولى من بداية اختراع الحاسوب)، لن يفهمها الآخرون ولن يستطيع أحد التعديل على الشيفرة وتطويرها لاحقًا باستثنائك. سعيًا لإيجاد لغة قريبة من لغة البشر، انقسمت لغات البرمجية إلى قسمين: لغات البرمجة منخفضة المستوى، ولغات البرمجة عالية المستوى وذلك تبعًا لمدى قربها من لغة الآلة أو لغة البشر على التوالي. أي أنّ لغات البرمجة منخفضة المستوى هي اللغات الأقرب للغة الآلة آنفة الذكر مثل لغة التجميع، ولغات البرمجة عالية المستوى هي اللغات الأقرب للغة البشر مثل لغة بايثون وجافا. تنفيذ البرامج المكتوبة بلغات برمجة عالية المستوى الحديث عن اللغات عالية المستوى واللغات منخفضة المستوى يقودنا إلى الحديث عن كيفية تنفيذ المعالج للشيفرة المكتوبة بلغة عالية المستوى لا يفهمها المعالج (أليس هذا ما تفكر به الآن؟). عرفنا أن المعالج يفهم الأوامر والتعليمات المكتوبة بلغة منخفضة المستوى (لغة الآلة)، إذ مَثَلُ هذه العملية كمَثَلِ شخصٍ أجنبي تعلم اللغة العربية وبدأ التحدث مع ناطقٍ باللغة العربية، إذ يمكن لهما التواصل مباشرةً - ليخبر كل منها ما يريد من الآخر فعله - دون وسيط. أمَّا مَثَلُ كتابة برنامج بلغة عالية المستوى أقرب إلى لغة البشر والطلب من الحاسوب تنفيذه كمثل ناطق باللغة الهندية يريد التخاطب مع ناطق باللغة العربية دون أن يفقه أحدهما لغة الآخر. في هذه الحالة، لن يستطيع أحدهما فهم ما يتكلم به الآخر وستفشل عملية التواصل. قد تقول: لماذا لا يحضران مترجمًا يترجم ما يقوله كل منها للآخر؟ حسنًا، هذا ما يحصل تمامًا عندما يراد تنفيذ برنامج بلغة لا يفهمها معالج الحاسوب. في اللغات البشرية، هنالك نوع واحد من المترجمين يعرفه الجميع للترجمة من لغة إلى آخرى؛ أما في لغات البرمجة، هنالك نوعان من المترجمين بين اللغات هما: المفسر، والمترجم. بناءً على ذلك، تنقسم لغات البرمجة إلى لغات مفسرة ولغات مترجمة. (من الآن وصاعدًا، كلما ذكرنا لغات البرمجة، فنحن نشير إلى لغات البرمجة عالية المستوى.) المفسر (interpreter): وهو برنامج خاصٌ يفسِّر الشيفرة المصدرية لبرنامج مكتوب بلغة عالية المستوى سطرًا بسطر ويحولها إلى لغة منخفضة المستوى لينفذها الحاسوب مباشرةً. المترجم (compiler): وهو برنامج خاصٌ يحوِّل الملفات المصدرية لبرنامج مكتوب بلغة عالية المستوى إلى ملف تنفيذي مكتوب بلغة الآلة دفعةً واحدةً، ثم يمكن تشغيل الملف التنفيذي على الحاسوب للقيام بالمهمة المطلوبة. لماذا يوجد الكثير من لغات البرمجة عالية المستوى؟ الآن وبعد أن عرفت الفرق بين لغة الآلة ولغة البشر، لربّما ما زلت تتساءل عن كثرة اللغات البرمجية عالية المستوى المتوافرة وعدم وجود لغة واحدة. نستطيع القول أنك خطوت خطوةً جيدةً للأمام إذ أصبحت الآن أكثر دقة. جواب سؤلك هو أنّ كل لغات البرمجة تُستخدم لتحويل فكرة منطقية إلى سلسلة أوامر يمكن للحاسوب أن ينفذها. فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكنك استخدام أي من Ruby أو Java أو Python أو C#‎ أو Go أو JavaScript لبناء موقع ويب. لكن يمكنك أن تعدّ لغات البرمجة على أنها أدوات، وكل أداة تسهّل مهمة دونًا عن أخرى. فعلى سبيل المثال، السيارة والحافلة والدراجة والمحراث الزراعي كلها وسائط نقل، لكنها مختلفة الاستخدام؛ فلا يمكنك أن تذهب وعائلتك لقضاء إجازة صيفية مستخدمين المحراث الزراعي، كما لا يمكنك استخدام سيارة سباق في مدينة مكتظة ذات شوارع ضيقة للذهاب بها إلى العمل. مع أن آلية عمل هذه المركبات متشابهة. والأمر سيانٌ بالنسبة إلى البرمجة. خلاصة القول أنّ هنالك لغات برمجة متخصصة بإنشاء تطبيقات سطح المكتب، وأخرى متخصصة بإنشاء تطبيقات الجوال، وأخرى تستعمل خصيصًا لمواقع الويب، وأخرى لبرمجة العتاد، وهذا ما يحيلنا إلى الحديث عن مجالات البرمجة واللغات الأنسب لكلٍ منها. مفاهيم البرمجة "حسنًا، اقتنعتُ أن البرمجة مناسبة لي وليست صعبة كما كنتُ أتخيل، من أين أبدأ طريقي في تعلم البرمجة إذًا؟" قبل الإجابة عن السؤال السابق، سآخذ وقتي لأشرح لك بعض المفاهيم الخاصة بالبرمجة، ثم سنتحدث عن مجالات العمل فيها وما المسار الأفضل لتعلمك كلًا منها. أنت تعلم أن البرنامج هو سلسلة أوامر ينفذها الحاسوب لحل مشكلة ما، والبرنامج نفسه مكتوب بلغة يفهمها الحاسوب تسمى لغة الآلة. من الأمور الملحوظة التركيز كثيرًا على لغة البرمجة ذاتها أثناء بداية تعلم البرمجة. سأخبرك حقيقةً صادمةً: "لغة البرمجة التي تستعملها ليست بتلك الأهمية التي تتوقعها"، أنا لا أقول لك أن جميع لغات البرمجة متماثلة أو تُستعمل لنفس الاستعمالات، لكن لا تركِّز كثيرًا على تعلم كيفية الكتابة في لغة برمجة ما وتهمل المفاهيم البرمجية التي تقف وراءها. المتغيرات والثوابت عليك أن تتعرف على مفهوم المتغيرات variables المستعمل في جميع لغات البرمجة، والذي يعني إسناد قيمة ما إلى رمز أو كلمة وتخزين هذه القيمة في الذاكرة. فلو أردنا أن نخزن العبارة "Hello World" في متغير ما فنكتب شيئًا شبيهًا بما يلي: var variable_name = "Hello World"; أي أننا نسند الجزء الموجود على يمين إشارة المساواة إلى المتغير المذكور على يسار إشارة المساواة. يمكننا أن نستنتج من اسم "المتغيرات" أن قيمتها قابلة للتغيير خلال تنفيذ البرنامج، فيمكننا في مكانٍ ما من الملف المصدري أن نعيد تعريف المتغير السابق بكتابة: var variable_name = "New value"; أما الثوابت فهي تتشابه مع المتغيرات في كثيرٍ من النواحي، إلا أنك لا تستطيع إعادة تعريف قيمتها بعد تعريفها أول مرة. قد تستفيد من الثوابت عندما تكون متأكدًا تمامًا من عدم تغيير القيمة خلال فترة تنفيذ البرنامج. فلو أردنا تعريف ثابت اسمه pi يحتوي على القيمة 3.14 (والتي سنعرف أنها لن تتغير مطلقًا)، فيمكننا أن نكتب: const pi = 3.14; وإذا حاولتَ تغيير قيمة الثابت بعد تعريفه فستحصل على رسالة خطأ. الشروط تدعم جميع لغات البرمجة تعريف شروط تُنفَّذ في حالات معينة. ففي الخوازرمية السابقة التي شرحنا فيها حساب العمر، يمكننا أن نكتب الشرط بالعربية كما يلي: إذا كان (تاريخ الميلاد أكبر من التاريخ الحالي): نقول للمستخدم أن هنالك خطأ وإلا: سنحسب العمر بطرح تاريخ الميلاد من التاريخ الحالي وإذا أردنا كتابتها بإحدى لغات البرمجة فستبدو شبيهةً بما يلي: if ( user_birth > current_year ) { // ERROR! } else { age = current_year - user_birth; } لا تلقِ للأقواس بالًا، فهي جزء من لغة البرمجة، وقد تختلف من لغة لأخرى، وليست موضع اهتمامنا حاليًا. حلقات التكرار ماذا لو كانت لدينا قاعدة بيانات فيها أكثر من مستخدم ولكل مستخدم تاريخ ميلاد. لا تقل لي سنأخذ التواريخ يدويًا وندخلها إلى البرنامج! هذا مضيعةٌ للوقت، والصواب هو إنشاء حلقة تكرار تأخذ قيمة تاريخ الميلاد الخاص بكل مستخدم ثم تحسب عمره كما أسلفنا في القسم السابق. دعنا نعدل الخوارزمية البسيطة لنضيف تكرارًا فيها: ما أجمل البرمجة! تخيل لو كان عندك ألف مستخدم، وكان عليك حساب أعمارهم، يمكنك بضغطة زر أن تحسبها كلها. الدوال الدالة function هي مجموعة من التعليمات البرمجية التي تقبل مدخلات وتعيد القيمة المطلوبة. تكون الدوال عادةً قصيرةً وتقوم بمهمة وحيدة فقط. فمثلًا لو أردنا تعريف دالة باسم divide تقبل عددين، وتعيد ناتج قسمة العدد الكبير على الصغير، فيمكننا أن نكتب الخورزمية الآتية: مصادر تعلم البرمجة للمبتدئين أول ما سيتبادر إلى ذهنك بعد قرارك تعلم البرمجة هو من أين سأتعلم؟ هنا يأتي دور القسم التعليمي المتكامل في حسوب ليقدم للمبتدئ (والمحترف على حدٍ سواء) محتوى علمي مميز ومبسط. تزخر أكاديمية حسوب بالمحتوى البرمجي عن تعلم البرمجة للمبتدئين وحتى الخبيرين أي على كافة المستويات، ستجد فيها أقسامًا تشرح لغات البرمجة وتقنياتها كلها. ولدينا قسم للأسئلة البرمجية التي يمكنك أن تطرح فيه سؤالك وسيجيب عليه أحد أفراد مجتمع أكاديمية حسوب. أضف إلى ذلك أن الأكاديمية توفر قسمًا للدورات المتخصصة التي تبدأ معك من الصفر وحتى احتراف لغة البرمجة التي تريد تعلمها مع كادر من المدربين المختصين الذي يقدمون لك المساعدة ويجيبون عن جميع استفساراتك. وهنالك قناة للأكاديمية على يوتيوب ننشر فيها دوريًا دروسًا قصيرةً عن تساؤلات محددة ومفاهيم البرمجة وخلافه. لا تنسَ الاشتراك في قناة الأكاديمية لتصلك الفيديوهات الجديدة. ماذا لو أردتَ التعمق أكثر في لغة معيّنة؟ تأتي هنا موسوعة حسوب التي توفِّر توثيقًا عربيًا كاملًا وعالي الجودة، مدعّمًا بالأمثلة لمختلف لغات البرمجة وتقنيات تطوير الويب والجوال. ستكون الموسوعة مرجعًا تعود إليه في مسيرتك البرمجية، وتستعين بها لمعرفة التفاصيل الدقيقة عن لغات البرمجة. فأنت لست مضطرًا لحفظ كل شيء في لغة البرمجة، إذ حتى المبرمجين المختصين ذوي الخبرة يعودون إلى التوثيقات بين الفينة والأخرى أثناء عملهم. لننطلق الآن للتحدث عن مجالات البرمجة الأساسية وما اللغات والتقنيات المستعملة فيها. تطوير واجهات المستخدم يبدأ أغلبية المطورين مشوارهم من خلال تعلم تطوير واجهات المستخدم عند اتخاذ قرارهم لدخول مجال تطوير وبرمجة مواقع الويب، وذلك لسهولة اللغات المستعملة في هذا المجال. هدف هذا المجال هو تطوير صفحات الويب التي تعرض محتوى مختلف مواقع الويب، وهي الصفحات التي تراها عند زيارتك لموقع أكاديمية حسوب أو موسوعة حسوب أو مستقل أو أي موقع آخر. تتألف صفحة الويب من مجموعة من المكونات، وتُكتَب هذه المكونات باستخدام لغة HTML، وبعد كتابة البنية الهيكلية للصفحة سنأتي على تنسيقها باستخدام لغة CSS، وهي اللغة المستعملة لإضفاء شكل وهيئة على عناصر HTML. أي أن عناصر HTML تصف محتوى الصفحة (مثل الترويسات والقوائم والمحتوى الرئيسي والفقرات والروابط والصور والفيدوهات)، وقواعد CSS تُعرِّف كيف يجب أن تبدو هذه العناصر (سواءً من ناحية الألوان أو المساحات أو الخلفيات أو الخطوط أو خلاف ذلك). تأتي لغة JavaScript مكملةً لهما وتستعمل لإعطاء بعض عناصر الصفحة صفاتٍ تفاعلية، مثل شريط متحرك من الصور أو قوائم تظهر عند وقوع حدث معيّن ...إلخ. هنالك تقنيات كثيرة تستعمل في تسهيل إنشاء الواجهات الأمامية وسنذكر بعضها: إطار Bootstrap لتسهيل تنسيق عناصر الصفحة. مكتبة jQuery لتسهيل التعامل مع عناصر الصفحة باستخدام JavaScript. لغة Sass لإنشاء ملفات CSS بسرعة وسلاسة. أدوات بناء مثل Webpack الذي يسهِّل تحويل الملفات المصدرية للتطبيق إلى النسخة النهائية التي ستعرَض للمستخدم. لتعلم تطوير واجهات المستخدم، ننصحك بالتسجيل في دورة تطوير واجهات المستخدم المقدمة من أكاديمية حسوب، والتي تحتوي على 58 ساعة فيديو تتوزع على سبعة مسارات تعليمية تشرح أمثلة عملية تطبيقية شرحًا مفصلًا. أثناء مشاهدتك للدورة، يمكنك أن تعود إلى موسوعة حسوب لتتعرف على توثيق لغات البرمجة المذكورة، وذلك للاطلاع على تفاصيل وأمثلة أكثر عن كل جزئية من الجزئيات المشروحة في دورة تطوير واجهات المستخدم. اللغات والتقنيات المستخدمة في تطوير واجهات المستخدم: HTML و CSS و JavaScript و Bootstrap و Sass و jQuery و Webpack. تطوير الواجهات الخلفية قد تتساءل: ماذا يعني تطوير الواجهات الخلفية (backend)؟ وما الفرق بينه وبين تطوير واجهات المستخدم (frontend)؟ الفرق بينهما هو أن الواجهات الخلفية هي البرمجيات التي تُنفَّذ على الخوادم وتجري عمليات عليها مثل التعامل مع قواعد البيانات والملفات والخدمات الخارجية، أما واجهات المستخدم فهي الصفحات التي تظهر على شاشة الزائر في متصفحه. سأطرح عليك الخيارات المتاحة أمامك للبدء في مجال تطوير الواجهات الخلفية، وجميع اللغات المذكورة هنا هي لغات ناجحة وقوية ولا يهم أي لغة تختار منها، المهم أن تتطلع على شيفرات بسيطة من كل لغة وتتخذ قرار تعلمها، واحذر من تضييع وقتك في التنقل بين لغات البرمجة والبحث عن أفضلها، فكلُ لغةٍ ممتازةٌ في مجالها. تعلم البرمجة باستخدام لغة PHP بعد تبيان الفرق بين واجهات المستخدم والواجهات الخلفية، يمكن القول بأن أشهر لغة لتطوير الواجهات الخلفية هي لغة PHP، وتتفوق على اللغات المنافسة لها أضعافًا مضاعفة. تعلم البرمجة بلغة PHP أمر سلس، فهي لغة سهلة التعلم وبسيطة الشكل، والمجتمع حولها كبير وتطويرها مستمر. هذه اللغة هي خيار استراتيجي لمن يريد الدخول إلى مجال تطوير الواجهات الخلفية. هنالك عدد من البرمجيات المكتوبة بلغة PHP مثل ووردبريس WordPress ودروبال Drupal وميدياويكي MediaWiki (التي تشغِّل ويكيبيديا وموسوعة حسوب) وغيرها الكثير؛ إضافةً إلى عددٍ كبير من إطارات العمل مثل Laravel و Zend و CodeIgniter و Symfony و CakePHP و Yii وغيرها، وهذا ما يدل على إمكانيات اللغة الكبيرة والمجتمع الكبير الذي يحيط بها. لتعلم تطوير الواجهات الخلفية باستخدام PHP، ننصحك بالتسجيل في دورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام PHP المقدمة من أكاديمية حسوب، والتي تحتوي على 56 ساعة فيديو تتوزع على أحد عشر مسارًا تعليميًا تبدأ بأساسيات لغة البرمجة PHP للمبتدئين، مرورًا بشرح أمثلة عملية تطبيقية بالتفصيل، ووصولًا لتطوير التطبيقات باستخدام إطار العمل Laravel، وشرح تطوير ووردبريس. أثناء مشاهدتك للدورة، يمكنك أن تعود إلى موسوعة حسوب للاطلاع على توثيق لغة PHP وإطار العمل Laravel. اللغات والتقنيات المستخدمة في تطوير تطبيقات الويب باستخدام PHP هي: PHP و Laravel وقواعد البيانات (مثل MySQL و PostgreSQL وغيرها). تعلم البرمجة باستخدام لغة روبي - Ruby إذا كنتَ تبحث عن لغةٍ أنيقة وسهلة الاستعمال فستجد ضالتك في لغة روبي Ruby فهي من أجمل اللغات وأسلسها كتابةً، وهي لغة برمجة عامة يمكن استخدامها لتطوير مختلف أنواع التطبيقات ومن ضمنها تطوير تطبيقات الويب. ذاع صيت روبي في تطوير الويب بعد نشر إطار العمل Ruby on Rails (يشار إليه اختصارًا "ريلز"). هنالك إطارات عمل أخرى مثل Sinatra لكن يبقى ريلز أشهرها. لتعلم تطوير الواجهات الخلفية باستخدام روبي، ننصحك بالتسجيل في دورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام روبي المقدمة من أكاديمية حسوب، والتي تحتوي على 20 ساعة فيديو تتوزع على أربعة مسارات تعليمية تشرح أمثلة عملية تطبيقية شرحًا مفصلًا، وتشرح تطوير التطبيقات باستخدام إطار العمل ريلز. أثناء مشاهدتك للدورة، يمكنك أن تعود إلى موسوعة حسوب للاطلاع على توثيق لغة روبي وإطار العمل ريلز. اللغات والتقنيات المستخدمة في تطوير تطبيقات الويب باستخدام روبي: روبي و ريلز وقواعد البيانات (مثل MySQL و PostgreSQL وغيرها). تعلم البرمجة باستخدام لغة جافا سكربت - JavaScript نعم! تستعمل JavaScript في تطوير الواجهات الخلفية أيضًا. الفضل يعود لبيئة Node.js التي تسمح للمطورين باستخدام JavaScript لكتابة برمجيات تعمل من جهة الخادم وذلك لتوليد صفحات ويب ديناميكية قبل إرسالها إلى المتصفح، وتستطيع Node.js التعامل مع الملفات وقواعد البيانات ومختلف أنظمة الشبكات وخدمات أنظمة التشغيل. هل يوجد أجمل من استخدام نفس اللغة لبرمجة الواجهات الأمامية لمواقع الويب والواجهات الخلفية؟ وكل ذلك باستخدام لغة سهلة التعلم والاستعمال ومدعومة دعمًا ممتازًا من المجتمع. تعلم لغة JavaScript لتطوير الواجهات الخلفية من خلال التسجيل في دورة تطوير التطبيقات باستخدام JavaScript المقدمة من أكاديمية حسوب، والتي تحتوي على 55 ساعة فيديو تتوزع على تسعة مسارات تعليمية تشرح أمثلة عملية تطبيقية شرحًا مفصلًا، وتشرح تطوير الواجهة الخلفية باستخدام Node.js. أثناء مشاهدتك للدورة، يمكنك أن تعود إلى موسوعة حسوب للاطلاع على توثيق لغة JavaScript وبيئة العمل Node.js. اللغات والتقنيات المستخدمة في تطوير تطبيقات الويب باستخدام JavaScript: لغة JavaScript وبيئة Node.js وإطار العمل Express.js وقواعد البيانات (مثل MongoDB و MySQL و PostgreSQL وغيرها). تعلم البرمجة باستخدام لغة بايثون - Python لغة بايثون متعددة الاستعمالات، ويمكن عدّها على أنها أسهل لغة برمجة على الإطلاق، إذ تبدو شيفرتها البرمجية كأنها مقالة مكتوبة باللغة الإنكليزية. إذا أردتَ لغةً سهلةً ومدعومةً دعمًا ممتازًا ولها أطر عمل كثيرة فأنت تبحث عن لغة بايثون. الخيارات المتاحة أمامك هي إطار العمل جانغو (Django) وفلاسك (Flask) وغيرها، يمكنك تعلم لغة البرمجة بايثون لتطوير الواجهات الخلفية من خلال قراءة سلاسل المقالات عن تعلم بايثون في قسم البرمجة في أكاديمية حسوب، ثم الانتقال إلى تعلم إطار العمل جانغو أو فلاسك. يمكنك أن تعود إلى موسوعة حسوب للاطلاع على توثيق لغة بايثون. تعلم لغة بايثون لتطوير الواجهات الخلفية من خلال التسجيل في دورة تطوير التطبيقات باستخدام Python المقدمة من أكاديمية حسوب، والتي تحتوي على 44 ساعة فيديو تتوزع على خمسة مسارات تعليمية تشرح أساسيات لغة بايثون للمبتدئين، ثم تطبق عمليًا بأمثلة واقعية، وتشرح إطار العمل جانغو Django وفلاسك Flask. اللغات والتقنيات المستخدمة في تطوير تطبيقات الويب باستخدام بايثون: لغة بايثون وإطارات العمل المبنية عليها (مثل جانغو وفلاسك) وقواعد البيانات (مثل MySQL و PostgreSQL وغيرها). تعلم تطوير تطبيقات الجوال ازداد عدد تطبيقات الجوال لأنظمة أندرويد و iOS ازديادًا كبيرًا في الفترة الماضية، وأصبح لكل شركة أو خدمة تطبيق خاص بها يسهِّل على مستخدميها الوصول إلى الخدمات التي توفرها. النظامان الرئيسيان المسيطران على سوق الجوال حاليًا هما أندرويد ثم iOS. يمكن برمجة تطبيقات أندرويد بلغة Java أو Kotlin (أو غيرهما) وبرمجة تطبيقات iOS باستخدام Swift (وغيرها). ستكتشف أنَّ عليك تطوير تطبيقين منفصلين تمامًا، واحد لهواتف أندرويد وآخر لهواتف iOS، وذلك يسبب زيادةً في حجم العمل المطلوب وصعوبةً في إدارة التغييرات. بسبب ذلك، ظهر مفهوم "التطبيقات متعددة المنصات"، وهي تطبيقات تعمل على نظام أندرويد و iOS دون أي تعديلات، وذلك باستخدام تقنيات مشتركة وهي في الغالب تقنيات الويب. أي أصبح بإمكان مطوري الويب الاستفادة من معلوماتهم في تطوير تطبيقات الجوال باستخدام منصات مثل آيونيك Ionic. تسمح آيونيك Ionic للمبرمجين بالتعامل مع مختلف وظائف الجهاز باستخدام لغة JavaScript، مثل الوصول إلى الموقع الجغرافي، والتقاط صور بالكاميرا، والتعامل مع الملفات وخلاف ذلك. طوِّرت في الفترة الماضية تقنيات أخرى مبنية على JavaScript مثل React Native المبنية على مكتبة React.js والتي تسمح للمطورين بكتابة تطبيقات أصيلة باستخدام تقنيات الويب. تستطيع تعلم تطوير تطبيقات الجوال عبر Ionic وعبر React Native من خلال التسجيل في دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة JavaScript المقدمة من أكاديمية حسوب، والتي تحتوي على 55 ساعة فيديو تشرح أمثلة عملية تطبيقية شرحًا مفصلًا. وكالعادة يمكنك أثناء مشاهدتك للدورة أن تعود إلى موسوعة حسوب للاطلاع على التوثيقات اللازمة. اللغات والتقنيات المستخدمة في تطوير تطبيقات الجوال: Java و Swift و Kotlin و Ionic و React Native وغيرها. تطوير الألعاب تطوير الألعاب هو المجال الذي يحلم جميع مستخدمي الحاسوب بالدخول إليه. فالأغلبية تعرفوا على الحاسوب من خلال ألعاب الفيديو ومن ثم بدؤوا برحلة الاستكشاف عن البرمجة والتطوير. أغلب من يجيب عن تطوير الألعاب يقول "عليك بتعلم لغة C++‎" لكن دعني أفصِّل لك الأمر قليلًا. برمجة الألعاب تتطلب عملًا كثيرًا من فريق عمل كبير، مدعوم من شركة تجارية. من الصعب على مطوِّر وحيد أن ينشئ لعبة كاملة من الصفر دون فريق. تُطور أغلبية الألعاب باستخدام محرِّك (engine) والذي يسهِّل الأمر على المطورين ويتيح بيئة تطوير مناسبة للألعاب، ويتيح الميزات الأساسية لجميع الألعاب مثل التحكم بالكاميرا ونمذجة الشخصيات ثلاثية الأبعاد وتحريكها والأمور الفيزيائية الأخرى. هنالك عدد كبير من محركات تطوير الألعاب، ومن المرجح أنك شاهدت شعارها في الألعاب التي لعبتها من قبل، ومن أشهرها: Unreal Engine و Unity. يمكن التعامل مع هذه المحركات باستخدام عدِّة لغات، مثل C++‎ (وهي أشهرها)، وجافا (خصوصًا للألعاب على هواتف أندرويد) وحتى يمكن استخدام JavaScript في التعامل مع بعضها. تذكر أنّ الألعاب غير محدودة بتطبيقات سطح المكتب أو الهواتف، فهنالك ألعاب كثيرة تعمل على المتصفحات باستخدام تقنيات HTML5 و JavaScript. اللغات والتقنيات المستخدمة في تطوير الألعاب: C++‎ و Java و JavaScript ومحركات Unity و Unreal Engine. تطوير الأنظمة المدمجة الأنظمة المدمجة هي أنظمة حاسوبية شبيهة بالحاسوب ولكنها لا تملك كل ميزات الحاسوب الذي تراه أمامك الآن. بعبارة أخرى، النظام المدمج هو حاسوب صغير مبرمج لأداء مهام محددة فقط ومدمج ضمن الجهاز أو البيئة المراد استخدامه فيها. أنت الآن محاط بالكثير من الأنظمة المدمجة الآن مثل جهاز مقياس مستوى المياه وجهاز التحكم بالتلفاز وجهاز إنذار الحريق وأجهزة المراقبة ...إلخ. حتى إشارات المرور وتنظيم السير وألعاب الأطفال الآلية تصنَّف على أنها أنظمة مدمجة. هل سمعت أيضًا بمصطلح "إنترنت الأشياء"؟ إنترنت الأشياء هو نظام مدمج متصل بالإنترنت. نعم، بهذه البساطة! لابد الآن أن يتبادر إلى ذهنك الساعات والثلاجات والغسالات الذكية وطائرات الدرون وأنظمة المراقبة عن بعد وأنظمة البيوت الذكية، إذ كلها أمثلة على إنترنت الأشياء. كيفية برمجة الأنظمة المدمجة أشهر وأكثر لغة برمجة تستعمَل في برمجة الأنظمة المدمجة وإنترنت الأشياء هي لغة C (أي لغة سي) وكل اللغات المشتقة منها (مثل‎ لغة أردوينو C). تُستعمَل لغة C++‎ كثيرًا في هذا المجال، إذ تعدُّ لغة ذات مستوى أعلى من لغة C لدعمها للبرمجة كائنية التوجه. أضف إلى ذلك أنه بدأ حديثًا استعمال لغة بايثون في برمجة تطبيقات الأنظمة المدمجة مع أنها لم ترتبط تقليديًّا بهذا المجال سابقًا. صحيح أنَّ لغة بايثون ليست بقوة لغة C و C++‎ في هذا المجال إلا أنها تستمد ميزاتها وفعاليتها من المكتبات الهائلة المتوافرة فيها. بعيدًا عن C وبايثون، تستعمل في مجال الأنظمة المدمجة أيضًا لغات أخرى تنضوي ضمن "لغات توصيف العتاد" (Hardware Description Languages)؛ لغتي VHDL و Verilog هما من أشهر لغات توصيف العتاد المستعملة في هذا المجال. تُستعمَل مثل هذه اللغات في برمجة "مصفوفة البوابات المنطقية القابلة للبرمجة" (FPGA أي Field Programmable Gate Array). أخيرًا، قد تجد بعض المراجع تشرح برمجة الأنظمة المدمجة بلغة أخرى تدعى "لغة التجميع" (Assembly Language) التي تصنف من اللغات منخفضة المستوى. يتطلب تعلم البرمجة باستخدام هذه اللغة فهمًا واسعًا بمعمارية وحدة التحكم المركزية والمعالج بالمجمل لأنها أقرب لغة يفهمها الحاسوب. الانتقال إلى هذه اللغة قد يكون في مستويات متقدمة من تعلمك لبرمجة الأنظمة المدمجة وتطبيقات إنترنت الأشياء. من ميزات البرمجة بهذه اللغة هي التحكم الواسع بالعتاد والمعالج الذي لا توفره لغات أخرى. يقال أن هذه اللغة صعبة بعض الشيء ومعقدة، ولكن لا أرى ذلك! قد يكون سبب قول ذلك هو أن لغة التجميع هي لغة منخفضة المستوى وأقرب شيء إلى لغة الآلة ولا يستطيع من يلقي نظرة على شيفرة مكتوبة فيها فهمها مطلقًا إن لم يعرفها. تطوير تطبيقات سطح المكتب مجال تطوير تطبيقات سطح المكتب كالمحيط الواسع؛ إن لم تملك بوصلة وتعرف إلى أين تريد الاتجاه، ستضيع فيه حتمًا. هنالك الكثير من أنظمة التشغيل أشهرها - وأكثرها سيطرةً على السوق حاليًا - هي: نظام التشغيل ويندوز، ولينكس، وماك (macOS)، ويملك كل نظام تشغيل تطبيقات مكتبية خاصة به. لذلك، يجب عليك أولًا -قبل الدخول إلى سوق برمجة تطبيقات سطح المكتب- تحديد نظام التشغيل المستهدف. أي يجب الإجابة على السؤال التالي: هل يستهدف تطبيقك نظام تشغيل محدد، أم تريد لتطبيقك أن يعمل على عدة أنظمة تشغيل في آن واحد؟! بعد تحديد نظام التشغيل المستهدف، اطلع على اللغات المفضل استعمالها في ذلك النظام لبرمجة تطبيقاته؛ فعلى سبيل المثال، اللغات C و C++‎ و C#‎ و VB.NET هي الأكثر استعمالًا في برمجة تطبيقات نظام التشغيل ويندوز، واللغات C و C++‎ و Bash هي الأكثر استعمالًا في برمجة تطبيقات توزيعات نظام التشغيل لينكس. أمَّا نظام الشغيل ماك، فينفرد باستعمال لغة Objective-C. حسنًا، دعني أخبرك الحقيقة، كل لغة برمجة عامية الغرض يمكن استعمالها في برمجة التطبيقات، إذ أشهر اللغات التي تُدرَّس أكاديميًّا في هذا المجال هي لغة جافا (Java). لا يخفى على القارئ دخول لغة بايثون بقوة على هذا المجال نظرًا لامتلاكها الكثير من المكتبات الرائعة وسهولة صياغتها. دخلت مؤخرًا لغة جافاسكربت على سوق برمجة تطبيقات سطح المكتب عبر إطار العمل Electron (إلكترون)، إذ توظف في هذا المجال تقنيات تطوير الويب (HTML و CSS و JavaScript ...إلخ.). بدأ هذا الإطار ينتشر كالنار في الهشيم مما دفع شركات كبيرة لتطوير تطبيقات سطح المكتب الخاصة بها باستعمال هذا الإطار ومنها شركة Slack التي استعملت هذا الإطار لتطوير تطبيقها المكتبي. أعلم أنك الآن تشعر بالضياع من كثرة لغات البرمجة والتقنيات المستعملة في هذا المجال؛ معك حق، فقد أخبرتك بذلك منذ قليل. دخول هذا السوق يحتاج منك تحديد هدفك منه بالضبط. هل لديك فكرة تطبيق وتريد إنشاءه والربح منه؟ هل تريد العمل لدى شركة محددة؟ ما هي مواصفات التطبيق الذي تريد إنشاءه أو تريد العمل على تطويره؟ كل ذلك يلعب دورًا في تحديد لغة البرمجة الأنسب لك لتعلمها. في النهاية، إن تعلمت أساسيات البرمجة وأتقنت العمل على لغة برمجية محددة، سيسهل عليك الانتقال إلى لغة برمجة أخرى، إذ أغلب لغات البرمجة تشبه بعضها بعضًا من ناحية المفهوم والمضمون وتختلف بعض الشيء من ناحية الصياغة والشكل. لذلك، اطمئن من هذه الناحية. كيفية اختيار لغة البرمجة التي تناسبك يمكنك اختيار لغة البرمجة اعتمادًا على المجال الذي تحب العمل فيه، سألخص لك مسار التعلم لمختلف مجالات العمل: العمل كمطور ويب full-stack: يعني ذلك تعلم تطوير واجهات المستخدم، وتطوير الواجهات الخلفية. يمكن التخصص بمجال واحد من هذين المجالين فقط، إذ يُطلَب كثيرًا في سوق العمل مبرمجين متخصصين في واجهات المستخدم أو الواجهات الخلفية. العمل كمطور تطبيقات للهواتف المحمولة: يمكنك تعلم برمجة تطبيقات أندرويد أو iOS كلًا على حدة، أو استعمال تقنيات مثل كوردوفا للتطوير لكلا النظامين معًا. العمل كمطور تطبيقات سطح المكتب: يمكنك البدء بالتخصص في تطوير تطبيقات مكتبية لنظام تشغيل محدَّد (مثل نظام التشغيل ويندوز أو لينكس) عبر تعلم لغة البرمجة المستعملة في ذاك المجال (كما أشرنا إلى ذلك في قسم تطوير تطبيقات سطح المكتب)؛ خيار آخر هو تعلم اللغات والتقنيات التي تمكنك من تطوير تطبيقات عابرة للمنصات (تعمل على عدة أنظمة تشغيل) مثل استعمال إطار العمل Electron. العمل كمطور للأنظمة المدمجة والأنظمة الذكية: لغة C هي أساس هذا المجال، سواءً كنتَ تتعامل مع المتحكمات مباشرةً، أو تتعامل مع شريحة مثل أردوينو (والتي تمتلك لغةً مشتقةً من C). يساعدك هذا الفيديو على معرفة المعايير التي من خلالها ستتمكن من اختيار لغة البرمجة التي تتناسب مع تطلعاتك وأهدافك المستقبلية. نصائح لتعلم البرمجة مشوار تعلم البرمجة من الصفر طويل وشائق، وجميل ومسلٍ، لكنك قد تصاب بالإحباط في بداية طريقك لكثرة الأمور التي عليك الإلمام بها، لذا جهزت إليك النصائح الآتية من تجربتي في البرمجة: حدد هدفك من تعلم لغة البرمجة وسوق العمل الذي تريد دخوله واجعله واقعيًا. بدون هدف، أبشرك بأنك ستتخلى عن فكرة تعلم البرمجة بعد حين. انتبه إلى أن يكون هدفك واقعيًا وقابلًا للقياس والتجزيء على مراحل. بدون ذلك، ستفشل من أول عقبة وتترك تعلم البرمجة. أعرف نفسك جيدًا ونقاط قوتك وضعفك. كلنا لديه نقاط قوة وضعف، ولكن المفلح من عمل على ترميم وتحسين نقاط ضعفه في المجال الذي يرغب بتعلمه. رشح دورة واحدة وكتابًا واحدًا وابدأ بقراءة الكتاب ومتابعة الدورة تدريجيًّا ثم انتقل بعد الانتهاء إلى دورة أخرى وكتاب آخر، إذ سيجنبك ذلك التشتت بين الدورات الكثيرة والكتب العديدة. الشيء الذي أفعله قبل بداية تعلم شيء جديد هو ترشيح قائمة من عدة كتب ودورات ثم ترتيب هذه الكتب والدورات بحسب جودتها ومدى بساطتها وتعقيدها. أرقم الكتب والدورات وأبدأ بالخيار الأول منها. أحدد الوقت التقريبي الذي يأخذه كل خيار لدراسته وأجدول الخيارات البقية على رزنامتي الخاصة. لا تأخذ العلم إلا ممن تثق بعلمه، فالكثير من المبتدئين يحاولون مساعدة غيرهم وقد يضعون معلومات مغلوطة دون قصد. طبق ما تعلمته مباشرة، وأنشئ أي شيء من كل أمر جديد تتعلمه حتى لو كان رسمة بسيطة أو شيفرة من عدة أسطر فقط. فرحة إنجاز شيء مما تعلمته تدفعك لتعلم المزيد والاستمرار في طلب العلم. نظم وقتك بورقة وقلم، حدد بداية كل أسبوع خطةً لسائره والتزم بتنفيذها. أخبر أصدقائك أن لديك إلتزام وأمور مهمة عليك إنجازها. خصص وقتًا للاستراحة بالطبع ولا تنسَ نصيبك منها. في نهاية كل أسبوع، وازن مدى الإنجاز الذي حققته ومدى تطبيق الخطة التي وضعها وحاول أن تصل النسبة إلى 100%. أنصحك بقراءة ومتابعة استراتيجيات تنظيم الوقت ورفع الإنتاجية. تمرس على حل المشكلات وتحدى نفسك باستمرار وتابع المسابقات البرمجية واشترك بها إن استطعت، أنصحك بقراءة مقالة حل المشكلات وأهميتها في احتراف البرمجة بعد هذه المقالة. لا تنسَ أن تكافئ نفسك في كل مرة تنهي فيها كتابًا أو تكمل العمل على مشروع. لا تنسَ حظك من الاستراحة، لأن طريق البرمجة قد يكون له بداية ولكن النهاية بعيدة ومتعبة -مثله مثل أي مجال آخر-. في النهاية أرجو لك كل التوفيق في مشوارك البرمجي. وأرجو منك أن تشاركنا تجربتك في تعلم البرمجة، لعل غيرك يستفيد منها. اقرأ أيضًا كيف تتعلم البرمجة المدخل الشامل إلى تعلم علوم الحاسوب المرجع الشامل إلى تعلم لغة بايثون تعرف على أعلى تخصصات البرمجة أجرا تعلم لغة HTML قواعد البرمجة ما هي فوائد تعلم البرمجة؟ أسهل لغات البرمجة أهمية البرمجة
  4. كلنا نعلم أنّ الاستعانة بفريق خارجي لتطوير البرمجيات هو كارثة على وشك الحدوث. أولًا، تجد شركة تعدك بكل ما ترغب به للمنتج من تسليم في الوقت المحدد، وكلفة ضمن الميزانية، وجودة عالية، وواجهة مستخدم جميلة، وتقنيات متطورة، ودعم طويل الأمد خالٍ من المتاعب، لذا ترسل الدفعة الأولى وتبدأ رحلتك. بالكاد يفهم الفريق احتياجاتك، والجودة سيئة، وتُنتهك كل توقعاتك حول الزمن والميزانية بشدّة، ويرتفع مستوى الإحباط. والجزء "الأفضل" هو أنّه لا يمكنك الابتعاد وإلا ستخسر كل الأموال التي أنفقتها وستضطر أن تبدأ من الصفر. يجب أن تبقى "متزوجًا" من هذا الفريق لأنّه لا يمكنك تحمّل "الطلاق". هل هناك طريقة للاستعانة بفريق خارجي لتطوير البرمجيات بشكلٍ صحيح؟ نعم، من الممكن القيام بذلك بشكلٍ صحيح وخالٍ من المتاعب، ولكن يجب أن تكون مستعدًا لتغيّر فلسفة إدارتك. المبدأ الأساسي هنا هو: يجب عليك أن تناقش مخاوفك مع الفريق الخارجي الذي تستعين به بشكلٍ علني ومتكرر، و يجب أن يناقشوا معك المشاكل والمخاطر بشكلٍ علني ومتكرر. هذان عاملان أساسيان للنجاح في الاستعانة بفريق خارجي لتطوير البرمجيات يتم إهمالهما في كثير من الأحيان. لقد تعلّمت هذا المبدأ من Wei Liao Zi. قال في كتاب كلاسيكيات الإستراتيجية العسكرية للصين القديمة الصفحة 239: دعني أوضّح بعض الأمثلة العملية لكوارث الاستعانة بفريق خارجي لتطوير البرمجيات وشرح كيف يمكن تجنبها باتّباع مبدأ عمره 2500 سنة. يستغرق الأمر إلى الأبد وأنا تجاوزت الميزانية دائمًا يكون المنتج جاهزًا بنسبة 95%، ولديك دائمًا شيء ما غير منفَّذ أو معطوب. لقد أنجزوا الكثير من العمل، ودفعت الكثير من المال، ولكن المنتج الجاهز للسوق لم يصل بعد. يستغرق أسبوعًا بعد أسبوع وشهرًا بعد شهر؛ دائمًا هناك أعمال متأخرة، وأنت لا يمكنك إنهاء ذلك ببساطة. لقد بدأت برؤية هذا المشروع في كوابيسك، والفريق لم يعد يساعد بعد ذلك. كيف يبدو هذا؟ مألوفًا؟ أرجو أن تدرك أنّه بغض النظر عن نوع العقد الذي وقّعت عليه مع الفريق الخارجي لتطوير البرمجيات، وعدد الجداول الزمنية التي حددتها، وعدد الوعود التي قطعت لك، يريدون الاحتفاظ بك كعميل إلى الأبد. بالطبع طالما لديك شيء في حسابك المصرفي. تريد أن ينجح عملك ويزدهر، صحيح؟ إنّهم يريدون نفس ذلك لعملهم. نجاحك يعني منتجًا تم إنهاؤه وإطلاقه للمستخدمين النهائيين. نجاحهم يعني عمليةً لا نهائية من كتابة البرامج لك. هناك القليل جدًا من القواسم المشتركة بين هذين الهدفين. أودّ حتى أن أقول أنّهم متناقضين مع بعضهم بعضًا - عندما تنجح، يفشلون. سيخبرونك بالطبع أّنهم يريدون إنهاء هذا المنتج لك والحصول على عقود جديدة في المستقبل. سيقولون أنّ الدافع الأساسي هو جعلك سعيدًا والحصول على توصية جيّدة. سيؤكدون لك أنّ رضا العميل أهم من المال، لكن أقترح عليك أن تكون قويّا بما يكفي لتواجه الواقع، كل هذه أكاذيب. أغلب المشاريع المستعان بها بفريق خارجي لتطوير البرمجيات تفشل. الغالبية العظمى (انظر تقرير شاوس الأخير). يدرك مطورو البرمجيات هذا أفضل منك، لأنّهم في معظم الأحيان يشاهدون كيف يحصل هذا كل يوم. ومشروعك ليس استثناءً. لذلك، دعنا ننسى هذه الوعود الجميلة ونركز على الواقع القبيح - اعتمد على نفسك. بأخذ المبدأ الذي ذكرته في الأعلى بالحسبان، إليك نصيحتي: تأكّد من أنّ الفريق يتفهّم وقتك الفعلي، وميزانيتك، ومجالك، وقيود مجالك عواقب انتهاكها. يتعلّق هذا بالجزء الأول من المبدأ - يجب عليك أن تناقش مخاوفك بشكلٍ علني ومتكرر -. الذي يحدث عادةً أنّ فريق الخارجي المستعان به يبقى غير مدركًا لوضع العمل الحقيقي ويسمع فقط عبارة "أحتاج إلى هذا في أسرع وقت ممكن" مرّةً كل يومين. "أسرع وقت ممكن" هو ليس موعدًا نهائيًا. علاوةً على ذلك، إنّه فقط بديل مثبّط للغاية لمرحلة رئيسية حقيقية. عندما لا يعرف الفريق متى تحتاج المنتج بالضبط، ما الذي يجب أن يكون جاهزًا بحلول ذلك التاريخ، ولماذا، فيبدأ العمل ضدك. التركيز هنا على "لماذا". بالنسبة لمعظم أصحاب الأعمال، من الصعب الإجابة على هذا السؤال. لماذا تحتاج أن يكون المنتج جاهزًا بحلول الأول من حزيران؟ لأنّك سئمت من الانتظار فقط؟ هذه ليست إجابة معقولة. أنت سئمت من ذلك ولكن لا يزال لديك أموالًا في حسابك المصرفي. سيستمرون في إصدار الفواتير لك، ولن يحترمونك. لن يعاملوك كرجل أعمال قوي وموجّه نحو تحقيق الأهداف. إمّا أنّك لست ذكيًا بما يكفي لتحديد القيود الزمنية أو أنّك تخفيها عن الفريق. في كلتا الحالتين لن يقدّروا هذا السلوك. فيما يلي تحديد قيود الوقت والتكاليف بشكلٍ صحيح: يجب أن تكون الميزات A و B و D جاهزة قبل الأول من حزيران، لأنّ حملتنا التسويقية تبدأ في الخامس من حزيران. إذا لم يكونوا جاهزين، سأخسر 25000$ من تكاليف التسويق. إذا حدث هذا سأضطر إلى تخفيض ميزانية التطوير الشهرية إلى النصف. عندما تسمع شركة الاستعانة بفريق خارجي لتطوير البرمجيات، شريكتك، هذا التعريف للموعد النهائي، تصبح شريكًا حقيقيًا لك الآن. الآن أهدافها تتماشى مع أهدافك. إذا تمّ تأخير المرحلة الرئيسية، ستعاني وسيفهمون لماذا بالضبط. إلى جانب ذلك، يرون كيف ستُنقل معاناتك إليهم أيضًا. توقف عن مطالبتهم بإنهاء كل شيء بأسرع وقت ممكن. توقف عن الاتصال بهم مرتين في اليوم والصراخ لساعة بسبب أدائهم الضعيف. توقف عن استخدام اللغة في رسائل البريد الإلكتروني للعمل. توقف عن القيام بكل هذا الضجيج. إنّه لا يساعدك على أيّ حال. علاوةً على ذلك، لا يؤدي هذا إلا إلى جعل الوضع يزداد سوءًا، لأنّك تفقد احترامك وقد بدأوا في معاملتك كبقرةٍ حلوب - بل بالأحرى شخص غبي وعاطفي. بدلًا من ذلك، قم بأداء واجبك وحدد مراحلك الرئيسية الواقعية. فكّر بوقتك الحقيقي، ومجالك، وحدود ميزانيتك. دوّنهم بجمل قصيرة ومختصرة جدًا. تأكّد من أنّ قيودك واقعية ووصفها يجيب على السؤال الرئيسي - لماذا -. لماذا تحتاج هذا بحلول الأول من حزيران؟ لماذا تريد أن تنفق أقل من 50000$؟ لماذا تحتاج أن تكون كل الميزات الخمسة موجودة في النسخة 1.0؟ لماذا تريد لتطبيق الويب الخاص بك أن يكون جاهزًا لمعالجة 1000 جلسة متزامنة؟ لماذا تحتاج إلى تطبيق للهاتف في الإصدار الأول؟ أجب نفسك وتأكّد من أنّ أجوبتك مفهومة من قبل شركة الاستعانة بفريق خارجي. لا تخفي هذه المعلومات. المنتج سيء جدًا تريد أن يبدو تطبيق الويب الخاص بك مثل Pinterest، يتفاعل سريعًا، ويكون سهل الاستخدام، ويجعلك فخورًا عندما تعرضه على أصدقاءك. لكن المنتج الذي بنوه لك سيء، وبطيء، ولأكون صريحًا، قبيح. تطلب منهم أن يفعلوا شيئًا ما بشأنه، ويستمروا في إعطائك الوعود. يستمر المشروع في استهلاك أموالك وتنمو ميزانيته، لكن المظهر والإحساس لا يتحسّن. إنّه بعيد جدًا عن Pinterest. ينمو الإحباط ولا تشاهد أي طريقة معقولة للخروج من هذا. النصيحة الوحيدة التي تتلقاها من أصدقائك هي أن تعيد تنفيذ كل المشروع من الصفر مع فريق تطوير ويب جديد. كيف يبدو هذا؟ أراهن أنّه مألوفًا. أعتقد أنّ السبب الرئيسي للطريق المسدود في هذا الموقف هو الخوف من الصراع. تحاول في المراحل الأولى من المشروع أن تفعل كل ما تستطيع للحفاظ على علاقة جيدة مع شركة الاستعانة بفريق خارجي وعدم الإساءة إلى أيّ شخص. لا تريد أن تتحكم في عمل أي شخص لأنّهم قد يعدونها إهانة. لا تريد أن تعبّر عن مخاوفك بشأن الجودة لأنّها قد تثبّط همّة الفريق. أنت فقط تأمل أنّهم سيحسّنون المنتج في المستقبل، لكن عندما يأتي المستقبل، يكون متأخرًا جدًا. مجددًا، مع أخذ المبدأ القديم بعين الاعتبار، أنصحك بأن تقوم بإجراء روتيني من اليوم الأول للمشروع للتحقق من نتائجهم والتعبير عن مخاوفك. في مشاريعنا في Zerocracy نطلب من عملاءنا أن يكونوا موجودين في GitHub، ويراجعوا إصداراتنا بشكلٍ متكرر، ويبلغونا عن أيّة تناقضات موجودة كمشكلات (issues) في GitHub. نشجّع رعاة المشروع أن يكونوا متشائمين وسلبيين بشأن جودتنا منذ بداية المشروع. نحن ندرك أن هذه الطريقة يمكننا بها تقليل خطر "الإحباط المتراكم". حاول أن تفعل الشيء ذاته في مشروعك الذي تمّ به الاستعانة بفريق خارجي. لا تخف من الإساءة إليهم. النقد التكراري والتدريجي منهجية أكثر صحةً من السلام الخالي من ردود الفعل والذي ينتهي بالحرب. ابحث عن طريقة ليبقى الفريق المستعان على درايةٍ برأيك حول نتائجه بشكلٍ منتظم. لا تحاول أن تكون لطيفًا لتحافظ على مشروعك.أنت تقدّم لنفسك معروفًا سيئًا. بدلًا من ذلك، كن منفتحًا بشأن مخاوفك. تذكر الجزء الأول من المبدأ أعلاه - يجب عليك أن تناقش مخاوفك بشكلٍ علني ومتكرر. هذه هي الطريقة التي سيستقر بها المشروع وتقلّ بها المخاطر. أيضًا، هناك ممارسة جيّدة جدًا، من وقت لآخر، وهي دعوة المراجعين التقنيين ليعطوا آراءً مستقلة حول المنتج قيد التطوير. اقرأ مشاركتي الأخرى حول هذا الموضوع: هل تحتاج لمراجعات تقنية مستقلة؟. لا يمكنني الاعتماد على وعودهم تتصل بهم، وتضعون الخطط، وتوضّحون المراحل الرئيسية، وتعرّفون الميزات، وتحددون الأولويات، وتتفقون على الجودة، ثمّ تنهي الاتصال. خلال أيّام قليلة، تدرك أنّه كان مضيعة للوقت. إنّهم لا يحافظون على وعودهم لأنّ هناك دائمًا شيء ما جديد يحدث. شخصٌ ما مريض، خادمٌ معطل، بعض أجزاء البرنامج غير صالحة للعمل، بعض الشيفرة لم تعد تعمل، وما إلى ذلك. تتصل مجددًا، تعبّر عن إحباطك، وتوجّه اتهامات قوية، وتعيد هيكلة المراحل، وتعيد تعريف الميزات، وتعيد تحديد الأولويات، وخلال عدّة أيّام تبدأ من جديد. كنت هناك، وقمت بذلك؟ هل يبدو هذا مألوفًا؟ من خلال تجربتي، فإنّ سبب عدم القدرة على التنبؤ وعدم موثوقية الفريق الخارجي في معظم الحالات هو راعي المشروع. يحدث هذا عندما لا تستمع إليهم أو يخشون أن يقولوا لك الحقيقة، والذي هو عادةً نفس الشيء. يطلق البعض على هذا "التطوير المُقاد بالخوف". يخاف الفريق منك، ولكي يحتفظ الفريق بك كعميل يدفع له المال، يضطر أن يكذب عليك. في الأساس، يخبرونك بما تريد أن تسمعه - أنّ نهاية المشروع قريبة، والأخطاء الموجودة حاليًا سهلة الإصلاح، وأنّ مشاكل الأداء بسيطة، وأنّ جودة المعمارية رائعة، وأنّ الفريق متحمس جدًا للعمل معك. عندما تسمع أي مما سبق، اسأل نفسك - هل تشجعهم على قول الحقيقة؟ هل تكافؤهم على إعطائك أخبارًا سيئة لكن صادقة؟ بالإشارة إلى المبدأ الأساسي المذكور أعلاه، مجددًا، أنصحك بالتأكد من أنّ منطقك في المكافآت والعقوبات شفاف لشريكك، الفريق الخارجي، ويستند إلى أهداف المشروع، وفقًا للمبدأ الأساسي وليس لمشاعرك الشخصية. في إحدى منشوراتي السابقة، كتبت أنّ العميل السعيد هو هدف خاطئ لفريق تطوير البرمجيات. العميل الذي يدعم هذا الهدف هو عميل رهيب محكوم عليه بفشل المشروع. إذا كافأت فريقك عندما يُشعرك بالسعادة بالأخبار الجيّدة، فأنت تدرّبهم على الكذب عليك. إذا كنت تتوقع منهم أخبارًا جيّدة، فأنت لا تشجعهم على إخبارك بالحقيقة وعلى القيام بما هو جيّد للمشروع، ليس لك شخصيًّا. أنت لا تشجعهم على الجدال معك. بكلماتٍ أخرى، أنت تخنق قناة المعلومات التي من المفترض أن تأتي إليك من الأشخاص الذين يعملون معك. أنت تعزل نفسك، والفريق بدأ بالعمل ضدك، ليس معك. إليك نصيحةً عمليّةً. أولًا، أعلن عن أهدافك وقيودك المعقولة بانتظام، كما شرحت أعلاه. تأكّد من فهم الفريق لخطط عملك و"لماذا" الأسباب الكامنة وراءها. ثانيًا، اسأل أعضاء الفريق بانتظام عن المخاطر والمشاكل. اسألهم لماذا يعتقدون أن أهداف المشروع قد تتعرض للخطر. ومن الأفضل أن تدعهم يوثّقوا المخاطر بانتظام ويبلغوك بها. كافئهم على صدقهم في قائمة المخاطر هذه. جرّب ذلك وستُفاجأ بعدد الأشياء المثيرة للاهتمام التي ستتضمنها قائمة المخاطر. ترجمة -وبتصرف- للمقال How to Avoid a Software Outsourcing Disaster لصاحبه Yegor Bugayenko
×
×
  • أضف...