اذهب إلى المحتوى

برمجة تطبيقات الجوال


عبد المعين السباعي2

برمجة تطبيقات الجوال أصبحت واحدة من أهم المهن في عالمنا الحديث بسبب انتشارها الواسع واعتمادنا عليها في حياتنا اليومية، إذ تطبيقات الجوال هي ببساطة برامج مصممة لتعمل على أجهزة الجوال المحمولة، كالهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والساعات الذكية.

كانت تطبيقات الجوال تركز في بداية ظهورها على دعم الإنتاجية، كتطبيقات الرسائل وجهات الاتصال والبريد الإلكتروني والتقويم، لكن مع تطور العصر الرقمي ورقمنة كل شيء حولنا تقريبًا، اتسعت دائرة عمل تطبيقات الجوال حتى شملت مجال الصحة مثل تطبيقات اللياقة البدنية ومجال المال مثل تطبيقات البنوك والحوالات المالية ومجال التواصل مثل تطبيقات التواصل الاجتماعي والاتصال المرئي المختلفة ومجال الألعاب وكل المجالات الأخرى حولنا تقريبًا.

بناءً على ذلك، زاد اعتمادنا على تطبيقات الجوال لذا زادت الحاجة إلى برمجة تطبيقات الجوال وتطويرها وصيانتها، لذا سيناقش هذا المقال موضوع برمجة تطبيقات الجوال وأنواعها وأبرز لغاتها وأهميتها وكيفية تعلمها، فهل أنت جاهز للتعرف على هذا المجال ودخوله؟ فلنبدأ!

أهمية تطبيقات الجوال ومدى انتشارها

وفقًا لموقع Statistica في إحصائيته عام 2021، بلغ عدد مستخدمي الجوالات أكثر من 6 مليارات إنسان ولاحظ أن عدد البشرية اليوم وصل إلى 8 مليارات بحسب إحصائيات WorldoMeters، مع توقعات بأن يبلغ أكثر من سبعة مليارات ونصف المليار عام 2027. لا غرابة إذن في أن برمجة تطبيقات الجوال صناعة مزدهرة ومقبلة على مستقبل مشرق.

أما في عالمنا العربي، بلغ عدد مستخدمي الجوالات الذكية في مصر عام 2021 قريبًا من 50 مليون مستخدم، أي ما يقارب نصف عدد السكان الكلي. في عام 2019، بلغ عدد مستخدمي الجوالات في المملكة العربية السعودية 28.81 مليون مستخدمًا، أي ما يكافئ 84% من تعداد السكان.

إليك بعض الإحصائيات التي قد تثير اهتمامك وتوضح مدى استخدام الجوال وتطبيقات الجوال:

  1. حسب تقرير موقع DataReportal عام 2022، تبلغ حصة الجوالات من وقت الشباب على الإنترنت أكثر من 53% ، والمقصود بالشباب هنا الذين في عمر العمل (من عمر 15 إلى 64).
  2. حسب تقرير State of Mobile الصادر عن موقع data.ai، يقضي مستخدم الجوال العادي بالمتوسط 4 ساعات و 48 دقيقة من يومه في استعمال الجوال.
  3. ستبلغ عائدات تطبيقات الجوال 430 مليار دولار في 2022، حسب بيانات موقع Statistica.
  4. حسب إحصائيات غوغل وإبسوس الصادرة في أكتوبر 2016، يحتوي جوال المستخدم المتوسط 35 تطبيقًا مثبتًا.

تبين هذه الإحصائيات حجم سوق تطبيقات الجوال واتجاهه الصاعد، وتعطينا لمحة عن الفرصة الكامنة في تعلم برمجة تطبيقات الجوال ودخول هذا السوق.

حجم سوق تطبيقات الجوال

أشهر منصات الجوال: مقارنة بين أندرويد ونظام iOS

لا نكاد نرى في سوق تطبيقات الجوال اليوم نظامًا سوى أندرويد Android ونظام iOS (نظام جوالات الآيفون)، فحسب إحصائيات موقع Statistica، بلغ نصيب نظام أندرويد من سوق أنظمة الجوالات العالمي في أغسطس 2022 أكثر من 71%، في حين كان نصيب نظام iOS أقل من 28%، أما الأنظمة الأخرى فلم تبلغ حصتها إلا 0.65%. أما في المملكة العربية السعودية، وفقًا لإحصائيات موقع statcounter، يحتل نظام iOS الصدارة إذ بلغ نصيبه في سبتمبر 2022 أكثر من 54%، أما نظام أندرويد فاحتل المرتبة الثانية إذ بلغت نسبته من السوق الإجمالي أقل من 46%. وحسب إحصائيات الموقع نفسه، احتل اندرويد الصدارة المطلقة في مصر حيث بلغت حصته من سوق منصات الجوال 86% في سبتمبر 2022، أما نظام iOS فاكتفى بأقل من 14%.

مقارنة بين أندرويد ونظام iOS

تساعدك هذه الإحصائيات على تحديد المنصة التي تريد تعلم تطوير تطبيقات لها والاختصاص بها إن تكن حددته مسبقًا، فمثلًا في بلد تكون المنصة السائدة فيه أندرويد فالتخصص في بناء تطبيقات اندرويد مناسب وهنالك احتمالية أكبر في العثور على فرصة عمل فيه، وفي كل الأحوال سوق برمجة تطبيقات الجوال واسع وكبير سواءً لمنصة أندرويد أو iOS وسواءً اخترت هذه أم تلك لتتخصص بها، يبقى هنالك خيار ثالث وهو التخصص في بناء تطبيقات واحدة وتعمل على كلا المنصتين وهذا ما سنتعرف عليه لاحقًا في فقرة منهجيات تطوير تطبيقات الجوال.

مراحل برمجة تطبيقات الجوال

قبل البدء ببرمجة تطبيق للجوال، لا بد من فهم مراحل تطوير التطبيقات مرحلة مرحلة، إذ تتنوع أساليب تطوير تطبيقات الجوال (والتطبيقات عمومًا)، لكنها تتقاطع مع هذه المراحل:

  1. وضع المتطلبات
  2. تصميم تطبيق الجوال
  3. برمجة التطبيق
  4. اختبار التطبيق ونشره

وضع المتطلبات

تشمل المرحلة الأولى تحديد ميزات التطبيق ومتطلباته الوظيفية والأدائية، وتجيب على أسئلة مثل ما هي المشكلة التي سيحلها التطبيق؟ كيف سيحلها؟ على أي منصة أو نظام سيعمل؟ ومن سيستفيد منه وكيف سيستخدمه؟ حيث سترسم لك الإجابة عن هذه الأسئلة صورة جيدة تستطيع أن ترى فيها كيف يمكن أن تمضي في عملية التطوير.

غالبًا يعمل على هذه المرحلة صاحب التطبيق أو مدير المشروع -يسمى عادة مدير تطوير المنتج- أو في حالات أخرى يناقشها صاحب التطبيق معك قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، وعلى الهامش، إن عملت على هذه المرحلة فستكسب خبرة جيدة في إدارة تطوير المنتجات الرقمية.

تصميم تطبيق الجوال

في المرحلة الثانية، بعد فهم التطبيق وميزاته والمستخدمين الذين سيستخدمونه، يستطيع فريق التصميم البدء ببناء واجهات أولية وتطويرها حتى تبلغ الشمول والكمال، وتُستعمَل في هذه المرحلة برامج تصميم واجهات المستخدم UI مثل فيجما Figma أو أدوبي إكس دي Adobe X‎D، حيث تساعد هذه البرامج على بناء الواجهات واختبارها وتحديد المطلوب منها وإجراء أي تعديلات نهائية قبل البدء بمرحلة البرمجة والتطوير، إذ كل ذلك يختصر من مرحلة برمجة الواجهات ويسهل على المبرمج معرفة المطلوب بدقة.

برمجة تطبيق الجوال

في المرحلة الثالثة، بعد تصميم الواجهات تبدأ مرحلة البرمجة للواجهات الأمامية والخلفية للتطبيق، ويمكن أن تبدأ مرحلة برمجة الواجهات الأمامية frontend أولًا ثم تبدأ بعد الانتهاء منها مرحلة تطوير الواجهات الخلفية backend أو العمل عليهما سويةً وهذا يختلف باختلاف المنهجية المراد اعتمادها في برمجة تطبيق الجوال -سنتحدث عنها في الفقرة القادمة- ولغات البرمجة والتقنيات المراد استعمالها والميزانية المخصصة أصلًا لهذه المرحلة مرحلة برمجة تطبيق الجوال إذ هي أكثر مرحلة مكلفة في مراحل بناء التطبيق وأهمها.

عمومًا، يمكن تخطي المرحلة الأولى والثانية والبدء بهذه المرحلة مباشرة بالنسبة للتطبيقات الناشئة أو التجريبية أو المستعجلة مثلًا فأحيانًا يأتي صاحب فكرة التطبيق إلى المبرمج مباشرة ويخبره بفكرته وما يطلبه من التطبيق مع مدة زمنية قصيرة ليبدأ المبرمج مباشرة بالعمل على التطبيق وبرمجته وبناء واجهاته بالاتفاق مع صاحبه واختصارًا للوقت، فإن لاقى التطبيق لاحقًا رواجًا وقارب الهدف منه، فيمكن العمل على تحسينه وإعادة تصميم واجهاتها مثلًا وتخصيص فريق كامل للعمل عليه وهكذا.

اختبار التطبيق ونشره

تقتضي المرحلة الرابعة اختبار المنتج بعد تطويره ثم نشره على متاجر تطبيقات الجوال المستهدفة للمنصة مثل متجر Google Play على منصة أندرويد ومتجر App Store على منصة iOS.

تشمل هذه المرحلة اختبار تحقيق المنتج للهدف المطلوب من حيث الوظائف والتأكد من عدم وجود أي أخطاء فيه، كما تشمل اختبار جودته وسرعته وأدائه، وللاختبار نوعان: الاختبار اليدوي والاختبار المؤتمَت، قد يحتاج تطبيقك إلى أحدهما أو كليهما حسب نوعه، وبالنسبة للاختبار اليدوي فقد يضم فريقًا -من شخص أو أكثر- لاختبار التطبيق وميزاتيه وكل شيء فيه يدعى فريق ضمان الجودة QA team أو قد يقتصر الاختبار على صاحب التطبيق نفسه وفريق التطوير في التطبيقات الصغيرة والناشئة لتقليل التكاليف واختصار الوقت.

منهجيات تطوير تطبيقات الجوال

منهجيات تطوير تطبيقات الجوال

يستطيع المطور أن يطور تطبيق جوال بواحدة من منهجيات متعددة تتعلق بالمنصة المستهدفة تنقسم التطبيقات بناء عليها إلى الأقسام التالية:

  1. تطبيقات الجوال الأصيلة Native Apps
  2. تطبيقات الجوال الأصيلة متعددة المنصات Cross-Platform Apps
  3. تطبيقات الجوال الهجينة Hybrid Apps
  4. تطبيقات الويب التقدمية Progressive Web Apps

تطبيقات الجوال الأصيلة Native Apps

هي التطبيقات المبرمجة لنظام تشغيل معين فقط من نظم تشغيل الجوال المنحصرة حاليًا بنظام أندرويد ونظام iOS، وتتميز تطبيقات الجوال الأصيلة بأنها قادرة على التخاطب مع نظام التشغيل مباشرةً واستعمال وظائف النظام الأصيلة والتحكم المباشر والكامل بعتاد الجوال بكفاءة وسرعة مثل الاتصال بأجهزة الشبكة المحلية واستعمال الكاميرا والمايكروفون (المِجهار) وغيرها، وتقدم أمانًا جيّدًا.

بالمقابل، كلفة تطوير وصيانة هذا النوع من التطبيقات مرتفعة نسبيًّا، وتتطلب وقتًا أكبر وكلفة زائدة للتطوير خصوصًا إن أردت استهداف منصة أندرويد ومنصة iOS سويةً، ولا يمكن تشغيلها على الحاسوب، ولا بد من تحديثها دوريًّا لاستعمال أحدث الميزات فيها.

هذا النهج مناسبة للتطبيقات التي تتطلب تحكمًا كاملًا بالعتاد ووصولًا مباشرًا إليه مثل تطبيقات الألعاب التي تجري عمليات معالجة كبيرة وتحتاج إلى التحكم بالذاكرة والتخزين والصوت والمايكرفون.

من أمثلة تطبيقات الجوال الأصيلة: تطبيق التقويم وتطبيق الكاميرا ومتجر التطبيقات الأساسي في جوالك.

تطبيقات الجوال متعددة المنصات Cross-Platform Apps

يقارب هذا النوع من التطبيقات الميزات التي تقدمها التطبيقات الأصيلة ولكن بمحدودية وصول أقل للعتاد قد تصل إلى حصول مشاكل في التوافقية أحيانًا وأداءً أقل من التطبيقات الأصيلة وهذا يعتمد على المكتبة أو إطار العمل المستخدم في التطوير.

الميزة الأساسية من هذا النهج هي عدم الحاجة إلى كتابة كود مستقل لكل نظام تشغيل بل كتابة كود واحد للتطبيق يُحول عند النشر إلى المنصة المستهدفة سواءً أندرويد أو iOS، وهكذا تقلل التطبيقات المتعددة المنصات من كلفة تطوير التطبيقات وصيانتها، وتسهل عملية برمجة تطبيقات الجوال، كما تتيح تشغيل التطبيقات على الحاسوب.

من أمثلة تطبيقات الجوال متعددة المنصات: متصفح Chrome، وفيرفكس، وتطبيق Adobe Reader، وغيرها.

تطبيقات الجوال الهجينة Hybrid Apps

تطبيقات الجوال الهجينة هي في حقيقتها تطبيقات ويب تظهر بمظهر تطبيقات الجوال ومغلفة بغلاف مخصص لعرضها ضمن الجوال، إذ تستعمل تطبيقات الجوال الهجينة في عرضها ضمن الجوال محركات عرض صفحات الويب WebView التي تستعملها متصفحات الويب.

تسهّل منهجية تطبيقات الجوال الهجينة برمجة تطبيقات الجوال لا سيما على الذين يجيدون تطوير الويب لأن التقنيات المستعملة نفسها تمامًا، كما تُسرِّع من عملية تحويل موقع ويب جاهز إلى تطبيق جوال لاستهداف مستخدمي الجوال المحمول دون بذل جهد كبير أو تكاليف إضافية بتوظيف فريق تطوير متخصص.

أحد أهم مساوئ التطبيقات الهجينة أنها لا تعمل بكفاءة التطبيقات الأصيلة أو متعددة المنصات ووصولها إلى العتاد محدود جدًا لأنها مبنية على حاوية وسيطة تصلها بنظام التشغيل، فهي مرتبطة في النهاية بمحدوديات وقيود تلك الحاوية الوسيطة.

وعمومًا إن لم تكن للتطبيق حاجة كبيرة إلى التخاطب مع نظام التشغيل مباشرةً واستعمال عتاده من معالج وذاكرة وتخزين وكاميرا مثلًا، فهذا النهج مناسب وأي نهج آخر غير نهج التطبيقات الأصيلة، مثل أن يكون التطبيق لعرض بيانات مثلًا أو تتبع حالة طلب عبر رمز لديه أو غيرها من الحالات البسيطة.

من أمثلة تطبيقات الجوال الهجينة: تطبيق Evernote وتطبيق UBER.

تطبيقات الويب التقدمية Progressive Web Apps

تشابه تطبيقات الويب التقدمية PWA تطبيقات الجوال الهجينة من حيث أنها تبنى باستخدام تقنيات الويب وتُعرض عبر متصفح الويب نفسه وتكون مخصصة لتظهر بمظهر تطبيق جوال أي الواجهات مناسبة للشاشات الصغيرة والمتوسطة كما أنها تعمل عند عدم الاتصال بالإنترنت عبر تخزين البيانات اللازمة لعرض صفحات التطبيق ولكن بمحدودية كبيرة حيث في النهاية تحتاج إلى اتصال في الإنترنت.

تُضاف تطبيقات الويب التقدمية إلى الجوال من المتصفح، باستخدام خيار «إضافة إلى الشاشة الرئيسية» الذي يظهر عندما يفتح المتصفح تطبيق ويب تقدمي كما أن هنالك نهج حاليًا لنشر هذه التطبيقات ضمن متاجر تطبيقات المنصات مثل متجر جوجل بلاي Google Play وآب ستور App Store، وما يجري إضافته إلى نظام التشغيل أيقونة التطبيق ومعلومات عنه ليظهر ضمن قائمة التطبيقات وهيكل أساسي يُعرض في وضع عدم الاتصال عند فتحه دون إنترنت لذا تجد حجمها صغيرٌ جدًا بالمقارنة مع التطبيقات الأصيلة في نظام التشغيل.

ميزة هذا النهج هو توفير وسيلة مختصرة للوصول إلى موقع ويب ضمن الجوال بدلًا من فتح المستخدم المتصفح ثم الدخول إلى موقع الويب إلا أنها مقيدة بما يتعلق بوصول التطبيق للتعاد وكفاءة عمله، لذا تجد أغلب من يلجأ إليه أصحاب مواقع الويب ومواقع التجارة الإلكترونية.

من أمثلة تطبيقات الويب التقدمية: تطبيق إدارة المهام أنا وتطبيق Starbucks وتطبيق Flipboard.

مقارنة بين التطبيقات الأصيلة ومتعددة المنصات والهجينة

لكل من هذه المنهجيات محاسن ومساوئ، يستعرضها هذا الجدول:

التطبيقات الأصيلة التطبيقات متعددة الأنظمة التطبيقات الهجينة التطبيقات التقدمية
تطوَّر باستعمال حقائب التطوير التي يقدمها ملّاك المنصات مثل آبل وغوغل. وتعمل على منصة واحدة. تطور باستعمال لغات برمجة متنوعة ثم تصرَّف لكل نظام على حدة. تبنى التطبيقات الهجينة باستخدام أحدث تقنيات الويب مثل HTML، وCSS، وJavaScript، ثم تجمَّع في تطبيق جوال للنظام المستهدف. تختلف التطبيقات الهجينة عن التطبيقات متعددة الأنظمة من حيث أنها تستعمل حاويات الويب ونظام المتصفح. لا تتطلب تطبيقات الويب التقدمية تطوير تطبيقات أصيلة أو متعددة الأنظمة. تتجاوز هذه التطبيقات متاجر التطبيقات، وتعمل من المتصفح مباشرة، سواء أكان الجهاز حاسوبًا أم جوالًا. يُضاف إلى شاشة الجوال أيقونة تطبيق هي رابط إلى التطبيق. التطبيقات التقدمية في حقيقتها تطبيقات ويب تعمل على الجوال.
تقدم أفضل سرعة وأداء. كود واحد للأنظمة المختلفة. الكود مشترك بين الويب وتطبيق الجوال. تعمل التطبيقات على الويب كما تعمل على الجوال.
فيها تكاليف عالية لبناء وصيانة كود لكل منصة مفردة. في ظل غياب المكتبات الأصيلة، لا بد من الاعتماد على مكتبات مفتوحة المصدر. أداؤه ليس كالأصيل، لأنه مبني باستخدام تطبيقات مخصصة للويب. ما من دعم للأجهزة الأصيلة. تعمل على قدرات المتصفح فقط.
لا بد من تطبيق الميزات بطرق مختلفة حسب حقيبة التطوير التي تقدمها المنصة. لم يكتب الكود بالمكتبة الأصيلة، أي لا بد من تصريفه وجسره، وهي عملية قد تكون صعبة. لا توفر دعمًا للأجهزة الأصيلة. إذا فُقد الاتصال، خسر التطبيق تفاعله إلى حد كبير.

أفضل طريقة لبرمجة تطبيقات الجوال

بعد هذه المقارنة، قد يبقى في ذهنك سؤال: ما هي أفضل طريقة لبرمجة تطبيقات الجوال؟ في الحقيقة، ليس لهذا السؤال جواب واحد ثابت يصلح في كل الحالات. تعتمد طريقة المختارة لبرمجة تطبيقات الجوال على عدة عوامل منها القدرات التي يحتاج إليها التطبيق ومقدار ما سيستخدم من عتاد ويتواصل مع نظام التشغيل وعلى أهمية السرعة والأداء، ويعتمد أيضًا على الميزانية المرصودة وهو أهم العوامل صراحة، وعلى ظروف المستخدم الذي تستهدفة.

إليك بعض النقاط التي تساعد في الاختيار:

  • استعمل تطوير التطبيقات الأصيلة عندما يحتاج التطبيق إلى القدرات الأصيلة التي يقدمها الجهاز والنظام. تستطيع التطبيقات الأصيلة الوصول إلى القدرات العتادية في الجهاز كتحديد المواقع والكاميرا والمايكروفون، وهو ما يساعدها على تسريع تنفيذ المهام ويغني تجربة المستخدم.
  • إذا كان بناء تطبيق مستقل لكل نظام يتطلب وقتًا أو تمويلًا أكبر من الذي عندك، فعليك بالتطبيقات متعددة المنصات وهي مناسبة أيضًا إذا أردت أن توحّد تجربة المستخدم بين المنصات، وأن يكون فريق تطويرك واحدًا ينشر للنظامين، وإذا لم تكن جاهزًا لبناء تطبيقين مختلفين وصيانتهما باستمرار.
  • تعمل تطبيقات الويب التقدمية من المتصفح، وتطوَّر بتقنيات الويب التقليدية، لذا، اختر تطوير تطبيق تقدمي إذا كان لدى مستخدمك المستهدف اتصال لا يتقطّع بالإنترنت، وإذا كان تطبيقك يستطيع تقديم خدماته بالاعتماد على المتصفح وحده، ولا يتطلب قدرات الجهاز الأصيلة كتحديد المواقع والكاميرا والجيروسكوب وغيرها.

تصميم تطبيقات الجوال: واجهة المستخدم وتجربة المستخدم UI/UX

إن لمنظر تطبيق الجوال وهيئته أثر كبير على أذهان المستخدمين فلا بد أن تتأكد أن تصميم التطبيق جميل ويوفر تجربة سهلة للمستخدم. قبل تصميم تطبيق جوال، وهنا يجب أن نتعرف على مفهومين مهمين في مجال برمجة تطبيقات الجوال: واجهة المستخدم UI وتجربة المستخدم UX.

تصميم تطبيقات الجوال UI/UX

تصميم واجهة المستخدم User Interface

عند تصميم تطبيق جوال، يركز المصمم على أن يكون مظهر التطبيق جميلًا وجذابًا، فتصميم واجهة المستخدم هو أن تجعل مظهر تطبيقك متناسقًا ومتبعًا لأحدث الاتجاهات في التصميم، حتى تدعم تجربة المستخدم، إذ يستعمل المصممون عادة عدة مبادئ في التصميم منها مبدأ الهيكلة، ومبدأ البساطة، ومبدأ الانطباع، وغيرها.

تصميم تجربة المستخدم User eXperience

تجربة المستخدم هي كيفية تفاعل المستخدم مع التطبيق والتأكد من سهولتها ووضوحها. في تطبيقات الجوال، ينبغي أن يكون التصميم على نحو يخلق في المستخدم تجربة إيجابية بعد استخدام التطبيق.

تشمل تجربة المستخدم عوامل كثيرة منها المظهر وسهولة الوصول وسهولة الاستخدام وأداء النظام وفائدته وغير ذلك وهنا عدة قوانين لتجربة المستخدم يطبقها المصمم مثل تأثير الاستخدام الجمال وتأثير التدرج نحو الهدف وتأثير الموقع التسلسلي وغيرها.

ومع تزايد اتجاه الشركات إلى التصاميم المتمحورة على المستخدم، أصبح مفهوم تجربة المستخدم والعناية بكيفية تفاعله واستخدامه للتطبيق أمرًا لا بد منه.

لغات برمجة تطبيقات الجوال

تتنوع لغات برمجة تطبيقات الجوال حسب منهجية البرمجة وحسب نظام التشغيل وحسب المكتبة أو إطار العمل المراد استعماله بعد تحديد المنهجية ومنصة التشغيل وهذا ما سنتعرف عليه في هذه الفقرة.

لغات برمجة تطبيقات الجوال

لغات برمجة تطبيقات الجوال الأصيلة

عند برمجة تطبيقات الجوال الأصيلة، لا بد من الرجوع إلى حقائب التطوير ولغات البرمجة التي يوفرها أصحاب المنصات لمطوري التطبيقات وهي:

  • لغة سويفت Swift لتطوير تطبيقات منصة iOS
  • لغة كوتلن Kotlin لتطوير تطبيقات منصة أندرويد

سويفت Swift

تعد لغة سويفت Swift اللغة الرسمية من آبل وعند مقارنتها باللغات المستعملة في برمجة تطبيقات أندرويد، نجد أنها أسهل وتتطلب عملًا أقل، ويجعل فرق العمل هذا تطبيقات iOS أوفر وقتًا وجهدًا بالمقارنة مع تطبيقات أندرويد.

كوتلن Kotlin

أما تطبيقات أندرويد فيستعمل مطوروها عادةً لغة كوتلن Kotlin الرسمية أو يمكن استعمال لغة جافا Java التي كانت رسمية قبلها مع بيئة Android Studio التي توفرها شركة غوغل للمطورين، كما تتطلب تطبيقات أندرويد وقتًا أطول في التطوير والصيانة، بسبب تنوع الأجهزة وتعدد إصدارات النظام في السوق.

يمكن الرجوع إلى توثيق لغة كوتلن العربي في موسوعة حسوب لمزيد من التفاصيل عنها.

لغات برمجة التطبيقات متعددة المنصات

تتوفر أطر عمل تُستعمَل في بناء تطبيقات الجوال مرة واحدة ثم تُصدَّر لتعمل على مختلف المنصات وهي:

  • ريآكت نيتف React Native
  • فلاتر Flutter
  • أيونيك Ionic

ريآكت نيتف React Native

يعد إطار React Native أحد أهم إطارات برمجة التطبيقات متعددة المنصات، فبحسب إحصائيات موقع Statistica إن 38% من مطوري تطبيقات الجوال متعددة المنصات يستعملون إطار React Native.

يتميز إطار React Native بأنه يستعمل لغة JavaScript ومكتبة React.js، وهو ما يجعل العمل فيه أسهل على متعلمي هذه المكتبة المستعملة أصلًا في بناء مواقع الويب.

يمكن تشغيل تطبيقات React Native على أجهزة الأندرويد، ونظام iOS، ونظام macOS، ونظام tvOS، والويب، وعلى نظام ويندوز وغيره.

فلاتر Flutter

من جهة أخرى، نجد أن إطار فلاتر Flutter، وهو إطار لتطوير التطبيقات متعددة المنصات، يشهد صعودًا في السنتين الأخيرتين. يعد إطار فلاتر من أهم المنافسين في لغات برمجة التطبيقات متعددة المنصات، طورته شركة غوغل وأطلقته عام 2017.

يستعمل إطار فلاتر لغة دارت Dart، ويمكن تشغيل تطبيقاته على 5 أنظمة تشغيل هي: نظام iOS، ونظام الأندرويد، ونظام ويندوز، ونظام macOS، ولينكس.

أيونيك Ionic

في عام 2013 أصدرت مجموعة من مطوري البرمجيات مفتوحة المصدر النسخة الأولية من إطار عمل أيونيك Ionic، وهو إطار حديث خفيف عالي الأداء لتطوير التطبيقات متعددة المنصات وتطبيقات الويب التقدمية. يمكّن هذا الإطار مستخدمه من استعمال أي إطار عمل يستخدم في تطوير الواجهات الأمامية وهي أنجولر Angular، أو ريآكت React.js، أو فيو Vue.js أو بالاعتماد على مكونات أيونيك نفسها فقط.

يعدّ هذا الإطار الأشهر استخدامًا في مجال برمجة تطبيقات الجوال لمن يعمل أصلًا في مجال تطوير الويب، إذ ذكر استطلاع أجرته أيونيك أن 75% من مطوري التطبيقات الذين شملهم الاستطلاع وصفوا أنفسهم بمطوري ويب، ولا غرابة في هذا إذا علمنا أن الإطار يستعمل تقنيات الويب نفسها لبناء تطبيقاته.

فرص العمل في سوق تطوير تطبيقات الجوال

بعد التعرف على مجال برمجة تطبيقات الجوال، قد تتساءل عن حجم فرص العمل في سوق هذا المجال وإمكانية العمل فيه بعد دخوله، وهذا ما سنعرضه الآن.

بداية، لا يتطلب العمل في تطوير تطبيقات الجوال شهادة جامعية أي أنك لا تحتاج إلى قضاء 4 إلى 5 سنوات في أروقة الجامعة لتتخرج منها وتدخل بعدها سوق العمل بخبرات نظرية فقط، بل يكفي أن تتعلم هذا المجال وتبني معرض أعمال مميز، لتحصل على فرص عمل وعروض من شركات كثيرة، وأنا أعرف عدة أشخاص يعملون في تطوير تطبيقات الجوال دون أن يسألهم أحد شهادة جامعة في علوم الحاسوب ولمزيد من التفاصيل حول هذه النقطة، يمكن الرجوع إلى فقرة "طرق تعلم البرمجة" من مقال كيفية تعلم البرمجة.

أما بخصوص حجم السوق، فلا داعي لتكرار حجم الطلب على تطبيقات الجوال وكبر سوقه التي عرضناها في بداية المقال في فقرة أهمية تطبيقات الجوال ومدى انتشارها، فانظر أولًا إلى نفسك وعائلتك ومن حولك كم عدد التطبيقات التي يستعملونها ومدى الاعتماد عليها في الحياة اليومية لتستنتج مدى كبر سوقها، وهذا يدل على أن صناعة تطوير تطبيقات الأندرويد و iOS، مزدهرة اليوم، وليس في الأفق شيء يدل على أنها ستتراجع في السنين المقبلة.

والمبشر في سوق برمجة التطبيقات أن الطلب عليها مرتفع وبالتالي الأجور مرتفعة أيضًا بالمقارنة مع وظائف أخرى، فتنص بعض التقديرات التي نشرتها Glassdoor على أن الأجر الشهري لمطور تطبيقات الجوال في إمارة دبي يبلغ 9,000 درهم. أما في الولايات المتحدة فيبلغ الأجر السنوي 110,000 دولار أمريكي بحسب ITCareerFinder (مع تفاوت بين الاختصاصات الفرعية والولايات المختلفة).

الجميل أيضًا في مهنة تطوير التطبيقات أنه يمكن العمل عن بعد أينما كنت، فانظر مثلًا إلى فرص العمل المتوفرة في موقع بعيد وستجد غالبًا فرصة برمجة في مجال التطبيقات عن بعد بمختلف أنواعها فقد وجدت الآن فرصة عمل في تطوير تطبيقات فلاتر.

تعلم برمجة تطبيقات الجوال

بعد أن تعرفنا على أهمية برمجة تطبيقات الجوال وعرفنا أنواعها وكيفية تطويرها وسوق العمل فيها، وصلنا إلى السؤال المهم، وهو كيف أتعلم برمجة تطبيقات الجوال؟ وهل هنالك محتوى عربي يمكن أن أتعلم منه؟ وسأجيبك!

يمكنك تعلم البرمجة عمومًا والتخصص في برمجة التطبيقات خصوصًا عبر طريقين، الأول عبر الدراسة الأكاديمية والثاني بمفردك عبر الدورات البرمجية، فإن كنت سلكت الطريق الأول أو تنوي سلوكه فهو كفيل بالإجابة على هذا السؤال ويمكنك تخطي القسم، أما إن كنت ممن يبحث عن الطريق الثاني، فأنا سأجيبك!

يمكنك تعلم البرمجة عبر دورات مخصصة إما بشكل متفرق أو دورات ومحتوى متفرق وتنهل منه ما تريد أو أن تبحث عن دورة واحدة شاملة مخصصة تأخذ بيدك من البداية وحتى المستويات المتقدمة وتقطع بك شوطًا طويلًا وهذا ما أفضله صراحة لأنه قد لا تجد كل ما تريد أو قد تمضي وقتًا طويلًا هنا وهناك ويأخذك التسويف بأيام وأسابيع لا تنجز خلالها إلا القليل خصوصًا أن الدافع هنا هو ذاتك فقط.

طبعًا لا يمكنك المسير شبرًا إلا بعد أن تكون قد حددت وجهتك بالمسير والتخصص الذي تريد إما تطبيقات جوال أصيلة وهنا إما أن تختار أندرويد أو iOS أو إما التطبيقات متعددة المنصات والهجينة مع تحديد أي لغة وإطار عمل بالضبط وهنا وبما أن تعلم تطوير التطبيقات الهجينة قد يفتح عليك عدة أبواب ومجالات منها دخول عالم تطوير الويب نفسه وبالتالي عدة أسواق وفرص عمل، لذا فرت أكاديمية حسوب دورة كاملة باسم دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة JavaScript.

الشرح يكون باللغة العربية بشكل كامل مع توفير عدة مصادر داعمة مثل مقالات تعليمية وأيضًا توثيقات عربية في موسوعة حسوب كما تعمل خلال الدورة على بناء عدة مشاريع وتطبيقات عملية.

تشرح تلك الدورة أولًا لغة جافاسكربت ثم تشرح مكتبة React.js وبعدها تشرح إطار العمل React Native وأيضًا أيونيك Ionic، لذا فهي فرصة جيدة لدخول سوق العمل بخبرة عملية قوية ومشاريع تطبيقية مميزة.

في ظل قلة المحتوى العربي التعليمي البرمجي، يتجه كثير من الناس إلى منصات التعليم الإنكليزية لتعلم برمجة تطبيقات الجوال، لكن هذه المنصات ليست خيارك الوحيد. يمكنك أن تتعلم برمجة تطبيقات الجوال باللغة العربية. في هذا السياق، طرحت أكاديمية حسوب دورة متخصصة في تطوير التطبيقات باستخدام لغة JavaScript. أعدت الدورة نخبة من المطورين بأسلوب مشوق وعملي. في 55 ساعة ستبني الدورة عندك أساسًا نظريًّا متينًا وتبني معك تطبيقات عملية ملموسة وتمدّك بالدعم المباشر عند الحاجة.

خاتمة

في النهاية، وأرجو أن تكون هذه المقالة قد نفعتك وأطلعتك على كامل معالم طريق برمجة تطبيقات الجوال، لذا أرجو لك التوفيق في رحلتك من التعلم إلى العمل والاحتراف!

اقرأ أيضًا 


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...