من منا لا يحب ألعاب الفيديو التي غزت العالم، فقد أصبحت ألعاب الفيديو جزءًا لا يتجزأ من أساليب الترفيه في حياتنا اليومية، مثل لعبة سوبر ماريو أو فيفا أو GTA، فإذا كنت من محبي الألعاب الإلكترونية، وتود معرفة المزيد عنها، وتتساءل كيف تطورت ألعاب الفيديو، وما هي أنواعها، وتفكر كيف يمكنك برمجة لعبة فيديو خاصة بك، وهل ستحتاج لتعلم الكثير من التقنيات وبرمجة الألعاب؟ فأدعوك لقراءة هذا المقال الذي يجيبك على كل تساؤلاتك هذه.
ما هي ألعاب الفيديو
ألعاب الفيديو هي ألعاب إلكترونية يمكن اللعب بها على شاشةٍ ما، سواء كانت شاشة حاسوب، أو شاشة جوال، أو شاشة تلفاز موصول بوحدات خاصة لتشغيل الألعاب video game console، مثل بلايستيشن أو Xbox أو Wii، كما توجد أنواع من ألعاب الفيديو تسمى ألعاب الأوركيد تعمل على أجهزة مستقلة بذاتها وتوجد في الأماكن العامة ومراكز التسوق.
تاريخ تطور ألعاب الفيديو
لقد ارتبط تطور ألعاب الفيديو بتطور الحواسيب وانتشارها، وكانت الألعاب الإلكترونية في البداية ألعابًا بسيطة، إذ تُعد لعبة Tennis for Two التي برمجها المطور الأمريكي ويليام هيجنبوثام في عام 1958، أول لعبة فيديو طورت لأغراض التسلية، حيث كانت اللعبة تتألف من شاشة تقفز عليها نقطة خضراء مضيئة، ويمكن لشخصين اللعب بهذه النقطة التي تقفز من جانب لآخر كما توضح الصورة التالية:
كما يوضح هذا الفيديو طريقة اللعب بها ويبين كانت الآلعاب الإلكترونية الأولى بدائية وبسيطة، ولكنها كانت نقطة الانطلاق لعالم صناعة الألعاب المتطورة التي نستمتع بها اليوم، ولم تكن هذه الألعاب الأولية مشهورة، لأن تواجد أجهزة الحواسيب كان مقتصرًا بشكل أساسي على الجامعات الكبيرة والمراكز البحثية.
وقد بدأ تحقق الانتشار الواسع لألعاب الفيديو في السبعينيات، عندما بدأت الشركات في تثبيت ألعاب الفيديو في المراكز التجارية والأماكن العامة، ففي عام 1972 قامت شركة أتاري بإصدار بونج Pong والتي اعتبرت أول لعبة فيديو ناجحة تجاريًا على مستوى العالم وهي لعبة أروكيد ثنائية الأبعاد تحاكي كرة الطاولة يمكن لعبها من قبل لاعبين اثنين إذ يتحكم كل لاعب في مضرب يمكنه التحرك عموديًا لضرب الكرةذهابًا وإيابًا، ويحصل اللاعب على نقطة عندما يفشل خصمه في صد الكرة.
وبعدها زاد انتشار ألعاب الفيديو في ثمانينيات القرن الماضي مع تطور الحواسيب وصغر حجمها وزيادة كفاءتها وأدائها، مما مَكّن مبرمجي الألعاب من تصميم رسومات ألعاب احترافية وتحقيق تجربة لعب أكثر ابتكارًا، حيث حصلت الألعاب على شخصياتها الخاصة وقصص أكثر تعقيدًا، فمعظم ألعاب الفيديو الكلاسيكية التي نعرفها اليوم مثل لعبة باك مان ولعبة سوبر ماريو نشأت في هذا الوقت.
وفي فترة التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة انتقلت ألعاب الفيديو لمرحلة أكثر احترافيةً، وظهرت الألعاب ذات الرسومات ثلاثية الأبعاد، التي يستطيع فيها اللاعبون التحرك في ثلاث اتجاهات بدلاً من اتجاهين فقط، وأصبحت عوالم ألعاب الفيديو أكثر واقعيةً، وتنافست الشركات المصنعة للأجهزة والألعاب على السوق، فقدمت سوني عام 1994 جهاز البلايستيشن الذي مثل قفزة كبيرة تقنيًا ورسوميًا مقارنةً بالأجهزة الموجودة حينها، كما ظهرت أفكار ألعاب أكثر ابتكارًا من استوديوهات الألعاب، وظهرت أنواع ألعاب جديدة مثل ألعاب إطلاق النار من منظور الشخص الأول.
كما ساهم ظهور الإنترنت في تحويل ألعاب الفيديو تدريجيًا إلى اللعب عبر الإنترنت بدل لعبها على الأجهزة المحلية، وأصبحت ألعاب مثل وورلد أوف ووركرافت World of Warcraft في عام 2004 تُلعب بشكل رئيسي عبر الإنترنت، كما ساعد ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي AI في جعل الألعاب أكثر ديناميكيةً وواقعيةً، فالخصوم لم يعودوا يتصرفون بنفس الطريقة في كل الحالات، بل يتفاعلون بشكل مستقل مع أحداث اللعبة، كما ظهرت ألعاب العالم المفتوح، حيث يمكن للاعبين استكشاف عوالم خيالية بمفردهم وتحديد سياق اللعب بحرية، أو يمكنهم إنشاء العالم الافتراضي بأنفسهم، كما في مفهوم ألعاب صندوق الرمل Sandbox.
وهكذا جاء هذا العقد بعدد لا يحصى من الألعاب التي نالت شهرة واسعة وأكثر مبيعًا، من أهمها:
- The Sims (2000): لعبة محاكاة واقع افتراضي، وفد حققت نجاحًا هائلاً بفضل الحرية الكبيرة في اللعب والقدرة على بناء وتخصيص المنازل والتفاعل مع العالم الافتراضي.
- Grand Theft Auto San Andreas (2004): لعبة أكشن وعالم مفتوح، تتميز بوجود العديد من أساليب اللعب.
- Super Mario Galaxy (2007): لعبة ماريو ثلاثية الأبعاد، والتي تميزت بتصميم عالم احترافي والمستويات الإبداعية وحصدت الكثير من الإعجابات بفضل أسلوب لعبها المبتكر.
- Minecraft oder (2010): لعبة ماينكرافت هي لعبة عالم مفتوح تتيح لك بناء عوالم خاصة بك، وقد نالت شهرةً عالميةً واسعة بفضل إمكانيات البناء اللامحدودة والإبداع الذي يتيحه اللعب بها.
أهمية ألعاب الفيديو
أصبحت ألعاب الفيديو اليوم صناعة تدرّ الكثير من الأرباح على صانعيها، إذ يقضي الكثير من الناس معظم الوقت وهم يلعبون على الشاشات ومن كل الفئات العمرية، لاسيما ألعاب الهواتف الجوالة ويقضون الكثير من فترات الانتظار في مواقف الحافلات أو خلال السفر أو قبل النوم في اللعب بها، وهناك ألعاب على الحاسوب أو وحدات تشغيل الألعاب تجعل اللاعب يدمنها ولا يتخلى عن اللعب بها مرات ومرات، كما انتشرت اليوم ظاهرة تصوير اللاعبين لأنفسهم أثناء اللعب والتعليق على أحداث اللعبة أو تقديم نصائح حول طريقة اللعب لنشر هذه المقاطع على يوتيوب والكسب من مشاهدتها,
وهذه الشعبية الكبيرة أدت لزيادة شهرة الألعاب ورواجها الكبير لزيادة وجعلت من صناعة ألعاب الفيديو صناعة رائجة تدرّ الكثير من الأرباح على الشركات المطورة، فقد تم بيع ملايين النسخ من بعض الألعاب الإلكترونية، وتجاوزت أرباح صناعة الألعاب الإلكترونية المليارات، كما أن أرباح صناعة الألعاب الإلكترونية تفوق اليوم أرباح صناعات أخرى مثل صناعة الأفلام والسينما، وهناك العديد من استوديوهات الألعاب المستقلة التي تطور مختلف أنواع الفيديو لجميع أنواع الأنظمة كالحواسيب والجوالات والأجهزة المحمولة.
ومن أنجح سلاسل الألعاب الإلكترونية التي حققت نجاحًا واسعًا في عالم ألعاب الفيديو نذكر لعبة سوبر ماريو ولعبة بوكيمون ولعبة فيفا ولعبة Grand Theft Auto أو GTA ولعبة The Sims.
كيف تصبح مطور ألعاب فيديو؟
لا بد أن برمجة لعبة فيديو تعتمد على نوع اللعبة التي ترغب في برمجتها، فبرمجة لعبة فيديو ثنائية الأبعاد تختلف عن برمجة لعبة ثلاثية الأبعاد، كما أن برمجة لعبة جوال بسيطة أسهل من برمجة لعبة حاسوبية أو لعبة لمنصة تشغيل ألعاب مثل بلاي ستيشن PlayStation أو Xbox أو لعبة تحاكي الواقع الافتراضي وتتضمن الكثير من المراحل والخطوات والعديد من اللاعبين. فهناك ألعاب بسيطة يمكن برمحتها من قبل شخص واحد وخلال مدة قصيرة وهنالك ألعاب يعمل عليها فريق متكامل يضم مئات الأشخاص ويكلف تطويرها آلاف الدولارات، لكننا سنشرح هنا خطوات عامة يمكنك اتباعها لتصبح مطور ألعاب فيديو بسيطة وبخطوات سهلة:
- تحديد الهدف من لعبة الفيديو والمنصة التي ستوجه لها اللعبة وطريقة التفاعل معها، هل هو من خلال إدخالات لوحة المفاتيح والفأرة أو من خلال وحدة التحكم، وغيرها من التفاصيل الأخرى.
- تصميم لعبة الفيديو وتحديد كل ما يتعلق بها من تفاصيل، وما هي شخصيات اللعبة وكيف ستتحرك الشخصية وما ردة فعلها عندما تصدم بجدار أو تسقط في بركة ما مثلًا، وما هي قوانين اللعب وشروط الفوز، وغيرها من القوانين والحركات.
- رسم وتصميم شخصيات اللعبة الإلكترونية اللازمة على الشاشة، وتحديد تأثيرات الصوت التي ستصدر في كل مرحلة من الحركة أو التفاعل.
- برمجة لعبة الفيديو، فبعد أن تكون قد حددت جميع التفاصيل اللازمة لبرمجة لعبة الفيديو الخاصة بك ستكون الآن مرحلة برمجة اللعبة قد حانت، وتشبه برمجة اللعبة تطوير البرمجيات التقليدية، حيث يتوجب عليك في البداية إنشاء نموذج أولي للعبة واختبارها، وهنا يمكنك الاستعانة بالكثير من التقنيات مثل لغات برمجة الألعاب ومحركات الألعاب التي تسرع عملية التطوير.
- اختبار لعبة الفيديو، فبعد برمجة اللعبة عليك التحقق من عدم وجود مشكلات أو أخطاء في برمجتها وأن اللعبة تعمل كما هو متوقع، ويمكن مشاركتها مع الأصدقاء لتجربتها واختبار أي مشكلات فيها.
ونذكر من جديد أن تطوير لعبة فيديو احترافية سيحتاج لفريق عمل مكون من عدة أشخاص من مختلف التخصصات، مثل مصممي الألعاب الذين يصممون عالم اللعبة وقصتها، والكتّاب أو رواة القصص الذين يكتبون قصة اللعبة، وموسيقيون يسجلون التأثيرات الصوتية المستخدمة، وأخيرًا مطورو الألعاب يكتبون الكود البرمجي الذي يحوّل اللعبة من فكرة لواقع فعلي. وتستغرق عملية صناعة لعبة فيديو احترافية بدءًا من التخطيط وحتى مرحلة ما بعد الإنتاج حوالي ثلاث إلى خمس سنوات في المتوسط بالنسبة لألعاب وحدات التحكم وأجهزة الحاسوب بينما يمكن تطوير لعبة جوال بسيطة بوقت أقل بكثير وهذا لا يمنع من فرصة نجاحها وانتشارها فهناك الكثير من أفكار الألعاب التي حققت شهرة واسعة حتى اليوم رغم بساطتها مثل لعبة لعبة كاندي كراش Candy Crash ولعبة باك مان Pac-Man.
مستقبل ألعاب الفيديو
تطورت ألعاب الفيديو من مجرد نقاط بسيطة تتحرك على الشاشة إلى ألعاب برسومات عالية الدقة ومناظر ثلاثية الأبعاد رائعة وواقعية، ثم أصبح اللاعبون بفضل الواقع الافتراضي جزءًا من أحداث اللعبة وشخصياتها، ويتوقع أن يشهد مستقبل ألعاب الفيديو مزيدًا من التطور، ويستخدم فيه الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز بصورة أكبر، وتتحسن دقة الرسومات وتستخدم وحدات تشغيل ألعاب أكثر تقدمًا، وأن تشكل الوحدات الأصغر حجمًا والأكثر تطورًا مستقبل صناعة الألعاب.
كما سيشهد مستقبل ألعاب الفيديو برمجة مزيد من ألعاب الواقع المعزز AR التي تجمع بين العالم الواقعي والعناصر الرقمية المتفاعلة، مثل لعبة بوكيمون جو Pokémon Go التي تمكن اللاعبين من رؤية شخصيات اللعبة التي تنشئ بيئة لعب افتراضية كاملة، وتحتاج لارتداء نظارات VR أو أجهزة مشابهة للتفاعل مع بيئة اللعب باستخدام وحدات تحكم أو حركات الجسم مثل لعبة Beat Saber التي يقوم فيها اللاعبون بتحريك أضواء الليزر بواسطة مضارب ضوء لقطع الكتل المتحركة لتوليد تجربة لعب مثيرة، وكلا النوعين يقدمان تجارب متفردة ومثيرة، ويستخدمان تقنيات فريدة لإيصال اللاعبين إلى عوالم مختلفة وتفاعلية ويتوقع أن تلقى صناعة الألعاب المزيد من التقدم والرواج والازدهار في السنوات المقبلة ويزداد الطلب على مطوري الألعاب بشكل أكبر.
الخلاصة
تعلمنا في مقال اليوم موجزًا عن عالم ألعاب الفيديو، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من خلال استعراض تاريخها وتطورها، وصولاً إلى نظرة مستقبلية عن ألعاب الفيديو، والتي لم تعد مجرد وسيلة للترفيه والتسلية، بل أصبحت صناعة ضخمة تجذب ملايين اللاعبين وتحقق أرباحًا خيالية، وختمنا المقال بأهم الخطوات التي تساعدك كي تصبح مطور ألعاب فيديو محترف.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.