اذهب إلى المحتوى

يُعد مفهوم الروابط التشعبية (تُدعى معظم الأحيان "روابط" فقط) مفهومًا جوهريًا ساهم في تأسيس الويب. فإن أردنا شرح هذا المفهوم لابد من العودة إلى أكثر الأساسيات بساطة في معمارية الويب.

تحدث تيم بيرنرز-لي مخترع الويب عام 1989 عن الأعمدة الثلاث التي تستند إليها الويب:

  1. محدد موقع المورد URL: هو نظام عنونة يحدد مكان وجود ملفات الويب.
  2. HTTP (بروتوكول نقل النصوص التشعبية): بروتوكول نقل يستخدم لإيجاد الملفات عندما يعطي عنوانها بشكل URL.
  3. لغة HTML: وهي لغة توصيفية لإنشاء صفحات الويب وتطبيقات الويب وتسمح بتضمين الروابط التشعبية داخل الصفحات.

تدل الأعمدة الثلاث أن كل ما هو موجود على الويب مرتبط بالمستندات وكيفية الوصول إليها، لأن الغرض الأساسي من الويب هو الوصول إلى الملفات النصية وقراءتها والتنقل بينها. لكن تطور الويب مع الزمن مكّن المستخدمين من الوصول إلى الصور والفيديوهات والبيانات الثنائية وبالكاد أثرت هذه التغيرات على الأعمدة الثلاث التي ترتكز عليها ويب.

لم يكن سهلًا الوصول إلى المستندات والتنقل بينها قبل وجود الويب بالرغم من أن عناوين URL بشكلها المفهوم للمستخدم سهلت الأمر. إلا أنه من الصعب كتابة أو تذكر عنوان طويل كلما أردت الوصول إلى مستند، ولهذا السبب ظهرت الروابط التشعبية Hyperlinks التي أحدثت نقلة ثورية في تقانة الويب. إذ يمكن للروابط أن تقرن أي نص بعنوان URL ولن يبقى على المستخدم سوى النقر على الرابط ليصل مباشرة إلى المستند المطلوب.

تُميَّز الروابط التشعبية عن النص المحيط بها بلونها الأزرق والخط الذي يُرى أسفلها. انقر أو المس الرابط حتى تنتقل إلى محتوى الرابط، أو يمكنك الضغط على الزر "TAB" إن كنت تستخدم لوحة المفاتيح حتى يُحدَّد الرابط (يصل تركيز الدخل إليه) ثم يمكنك النقر على الزر "ENTER" أو "SPACE" للولوج إلى محتوى الرابط.

01_basic_display_link_in_webpage.png

أحدثت الروابط التشعبية نقلة نوعية جعلت الويب أكثر فائدة ونجاحًا. سنناقش في بقية المقال الأنواع المختلفة للروابط وفائدتها في التصميم الحديث للويب.

سنطلع في هذا المقال على الروابط التشعبية Hyperlinks، وسنتعرف على عملها وأهميتها في تقانة الويب. ننصحك قبل قراءة المقال بأن تطلع على مقال كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ وأن يكون الفرق بين صفحة الويب وموقع الويب وخادم الويب ومحرك البحث واضحًا بالنسبة لك.

أنواع الروابط

الرابط، كما أشرنا سابقًا، هو سلسلة نصية مرتبطة بعنوان URL، يستخدم لتسهيل الانتقال من مستند إلى آخر. لكن هناك بعض الفوارق البسيطة التي لا بدّ من عرضها.

  • رابط داخلي Internal Link: وهو رابط بين صفحتي ويب تنتميان إلى نفس الموقع. وبالطبع لن تجد موقع ويب ليس فيه هذا النوع من الروابط (ما عدا الموقع وحيد الصفحة).
  • رابط خارجي External link: وهو رابط بين صفحة ويب على موقعك وصفحة ويب على موقع آخر. بدون هذا النوع من الروابط ليس هناك ويب على الإطلاق لأنها في الواقع شبكة من صفحات الويب المترابطة. يستخدم هذا النوع لتزويد الزائر بمعلومات إضافية إلى جانب المحتوى الذي تقدمه صفحة الويب.
  • رابط وارد Incoming Link: وهو رابط من صفحة خارج موقعك إلى صفحة في موقعك، وهي الحالة المعاكسة للرابط الخارجي. وليس ضروريًا بالطبع ربط صفحتك بكل صفحة خارجية تضع رابطًا لموقعك.

ركّز على الروابط الداخلية عندما تبني موقع ويب لأنها تسهّل استخدام الموقع، وحاول أن توازن في عدد الروابط المستخدمة، فلا تكثر من الروابط ولا تجعلها قليلة في نفس الوقت. سنتحدث لاحقًا عن تصميم آليات التنقل داخل مواقع الويب، ولكن وكقاعدة عامة يمكن اعتمادها، حيثما تنشئ صفحة ويب في موقعك لا بدّ من وجود رابط واحد على الأقل بين الصفحة الجديدة وإحدى الصفحات الموجودة مسبقًا. لكن بالمقابل ستأتي هذه القاعدة بنتائج عكسية عندما يزيد عدد الصفحات في الموقع عن العشرة. لأنه لا يمكن ربط كل الصفحات مع بعضها بعضًا.

لا تعر اهتمامًا كبيرًا للروابط الداخلية والخارجية إن كنت في بداية طريقك في تصميم المواقع، لكن سترى أن وجودها لاحقًا هام جدًا إن أردت من محركات البحث العثور على صفحات موقعك.

المرابط

تربط معظم الروابط بين صفحتي ويب، بينما تربط المرابط Anchors (وتدعى مراسي أيضًا) بين قسمين من مستند واحد. عندما تفتح مربطًا ما سينتقل المتصفح إلى جزء آخر من المستند الحالي بدلًا من تحميل مستند جديد أي سيُشير إلى مكان معين ضمن نفس المستند. ولا تختلف طريقة استخدام المربط عن الروابط الأخرى.

02_Anchor_link.png

الروابط ومحركات البحث

للروابط أهمية كبيرة للمستخدم ولمحركات البحث، فكلما وصل محرك بحث إلى صفحة جديدة سيفهرس الموقع الذي يحتويها بالتنقل عبر الروابط الموجودة ضمن هذه الصفحة. لا تلاحق محركات البحث الروابط لتكتشف فقط الصفحات المختلفة للموقع، بل لتستخدم العبارات النصية للرابط في تحديد معايير البحث الملائمة للوصول إلى هذه الصفحة.

تؤثر الروابط على سهولة الوصول إلى صفحتك عبر محركات البحث، لكن المشكلة تكمن في صعوبة تحديد ما يفعله محرك البحث (لأن معظم محركات البحث تخفي طريقة تصنيفها الدقيقة لكي لا يساء استخدامها للاحتيال على هذه المحرك). تحاول معظم الشركات أن تتصدر مواقعها نتائج محركات البحث، وسنطلعك على بعض ما نعرفه عن الآلية تقييم محرك البحث لموقع الويب:

  • يؤثر النص المرئي للرابط على معايير البحث التي تتطابق مع عنوان URL.
  • يرفع ترتيب ظهور موقعك في نتائج محركات البحث عند وجود عدد كبير من الروابط الواردة إلى موقعك.
  • تؤثر الروابط الخارجية على ترتيب كلٍ من الصفحتين المصدر والهدف، ولكن لا نعرف تحديدًا مقدار هذا التأثير.
اقتباس

ملاحظة: تحسين محركات البحث SEO اختصارًا لمصطلح Search Engine Optimization أو كما يشاع تسميته (سيو)، وهي دراسة كيفية تحسين ترتيب ظهور موقع ويب في نتائج محركات البحث، ويُعد تحسين الروابط في موقع ويب أحد تقنيات السيو المفيدة.

قد ترغب الآن بإعداد بعض صفحات الويب وتزويدها بالروابط، لذلك لا بد من زيادة خلفيتك المعرفية النظرية بالروابط أولًا، ولذا ننصحك بمعرفة ما هي عناوين URL.

ترجمة -وبتصرف- للمقال What are hyperlinks

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...