اذهب إلى المحتوى

عالم الويب ومعاييره


ابراهيم الخضور

يقدِّم لك هذا المقال خلفيةً مفيدةً حول عالم الويب وظهوره والتقنيات المعيارية له وكيف تعمل معًا، كما يطلعك على تمّيز مهنة مطوري الويب وعن الممارسات العملية الأفضل التي عليك تعلّمها.

موجز عن تاريخ ويب

سنختصر الأمر قدر المستطاع لوجود الكثير من المعلومات المفصّلة عن تاريخ ويب خارج إطار هذا المقال والتي سنشير إليها لاحقًا، ويمكنك أيضًا البحث باستخدام أحد محركات البحث المفضلة لديك إذا كنت مهتمًا بتفاصيل أكثر.

طوّر الجيش الأميريكي في ستينيات القرن الماضي شبكة اتصال دُعيت آربانت ARPANET، إذ يمكن عدّ هذه الشبكة هي البداية المبكرة لويب، وقد استخدمت تقنية تحويل أو تبديل حزم البيانات وشهدت أول تنفيذ لمجموعة بروتوكولات TCP/IP، كما تُشكِّل التقنيتين السابقتين البنية التحتية التي قامت عليها شبكة الإنترنت.

كتب تيم برنرز-لي Tim Berners-Lee -ويشار إليه عادةً بالاسم TimBL- عام 1980 برنامجًا نصيًا دُعي "ENQUIRE" والذي مهَّد لمفهوم الربط بين العقد المختلفة، أيبدو مألوفًا؟ وبتسريع الوقت حتى عام 1989، إذ كتب تيم عملَين أحدهما بعنوان "مقترح لإدارة المعلومات Information Management: A Proposal" والآخر بعنوان النص التشعبي HyperText خلال عمله مستشارًا في المنظمة الأوروبية للطاقة النووية CERN، وقد قدّم هذان العملان خلفيةً معرفيةً عن الكيفية التي يفُتَرض أن تعمل بها ويب، كما وتلقى العملان كمًا لا بأس به من الاهتمام، وكان هذا كافيًا ليسمح له مديروه بمتابعة العمل نحو إنشاء منظومة نصوص تشعبية عالمية؛ أما بحلول عام 1990، فقد كان تيم قد أنشأ كل الأشياء الضرورية اللازمة لتشغيل النسخة الأولى لويب.بروتوكول HTTP ولغة HTML، بالإضافة إلى متصفح ويب الأول والذي دُعيَ حينها WorldWideWeb وخادم HTTP وبعض صفحات ويب لاستعراضها.

توسّع عالم الويب بشدة في السنوات التي تلت مع ظهور عدد من المتصفحات الجديدة وإعداد آلاف خوادم ويب وكتابة ملايين الصفحات، ولا بد من الإشارة في هذه العجالة إلى تأسيس تيم لمجمّع World Wide Web Consortium واختصارًا W3C، وهي منظمة تجمع ممثلين عن شركات تقنية عالمية مختلفة للعمل معًا لوضع مواصفات ومعايير للويب، وبعد ذلك ظهرت تقنيات مثل CSS ومن ثم جافاسكربت وأخذت تبدو الويب بعدها شبيهةً بما هي عليه اليوم.

معايير ويب

تُعَدّ معايير ويب Web standards التقنيات التي نستخدِمها لبناء مواقع الويب، إذ تظهر هذه المعايير على هيئة مستندات تقنية طويلة تُدعى التوصيفات specifications والتي تفصّل تمامًا الطريقة التي ينبغي لتقنية ما العمل وفقها، كما لا تقدِّم هذه المستندات فائدةً كبيرةً في تعلّم استخدام التقنية التي تصفها ولذلك وُجِدت مواقع مثل موسوعة حسوب وتوثيق MDN التي تعرض التوثيقات بطريقة مختصرة ومبسطة، وإنما هي موجَّهة إلى مهندسِي البرمجيات لتطبيق هذه التقنيات، إذ يصف المستند HTML Living Standard على سبيل المثال كيفية تطبيق شيفرة HTML تمامًا، أي جميع عناصر اللغة، والواجهات البرمجية المرتبطة بها، وغير ذلك من التقنيات المحيطة بها.

تُنشَأ معايير ويب من قِبَل هيئات قياسية مثل المنظمات والمعاهد التي تدعو تِقنيين من شركات مختلفة للاتفاق على أفضل الطرائق التي ينبغي أن تعمل وفقها التقنيات لتلبي احتياجاتهم، إذ تُعَدّ W3C من أهم هذه الهيئات، ونجد أيضًا WHATWG التي تصون وتطوِّر المعايير المستخدم للغة HTML، و ECMA التي تنشر معايير ECMAScript التي تُبنى عليها جافاسكربت، و Khronos التي تنشر تقنيات الرسوميات ثلاثية الأبعاد مثل WebGL وغيرها من الهيئات.

المعايير مفتوحة المصدر

لا بد أن تبقى الويب وتقنياتها مجانيةً للمساهمين في بنائها ومستخدِميها وغير خاضعة لبراءات الاختراع أو رخص الاستخدام، وهذا الموضوع هو الميزة الأساسية لمعايير ويب والتي وافق عليها تيم-لي ومجمّع W3C منذ البداية، لذلك يمكن لأيّ كان كتابة الشيفرات مجانًا لبناء موقع ويب، كما يمكن لأيّ كان المساهمة في عملية تطوير وإنشاء معايير ويب.

لا يمكن لأي شركة التحكم بتقنيات الويب لأنها بُنيَت لتكون مفتوحة المصدر بالتعاون بين شركات مختلفة، وهذا أمر جيد حقًا، فلن ترغب مطلقًا أن تضع أيّ شركة قيودًا ماليةً على تقنيات ويب فجأة، أو أن تصدر نسخةً مدفوعةً من HTML عليك شرائها لتستمر في استخدامها، أو أن تقرر الشركة -في أسوأ سيناريو- أنّ الموضوع لم يَعُد يهمها ثم توقف العمل به، وبالتالي يسمح هذا الأمر ببقاء الويب وتقنياتها متاحةً مجانًا للجميع.

لا تفكك الويب

قد تسمع بمصطلح آخر يتعلق بمعايير ويب هو "لا تفكك الويب"، ويعني ذلك أنّ أيّ تقنية جديدة في عالم الويب لا بد وأن تكون متوافقةً مع ما بُني سابقًا -أي يجب استمرار مواقع الويب القديمة بالعمل-، ومع ما سيُبنى لاحقًا -أي أن التقنيات التي ستظهر لاحقًا لا بد أن تبقى متوافقة مع التقنيات الحالية-، ومع تقدمك في مسيرتك في التعلم ستعرف كيف يتحقق ذلك من خلال التصميم والتنفيذ الذكي لهذه المفاهيم.

من الجيد أن تكون مطور ويب

تُعَدّ صناعة الويب سوقًا ملفتًا ومهمًا إذا كنت تبحث عن عمل، وتشير الأرقام الحالية إلى وجود أكثر من 19 مليون مطور ويب في العالم، وسيتضاعف هذا العدد في العقد القادم، وفي الوقت ذاته، هناك نقص في الخبرات ضمن هذه الصناعة، لذلك فالوقت الآن مناسب جدًا من أجل تعلم تطوير مواقع ويب.

لا تتعلق صناعة الويب فقط بأمور الترفيه والألعاب، وإنما يزداد تعقيد بناء مواقع الويب عما كان عليه، إذ عليك قضاء المزيد من الوقت في دراسة التقنيات المختلفة التي ستستخدِمها، وجميع الأساليب والممارسات العملية التي يجب تعلمها، والنماذج التقليدية التي سيطلب منك إنجازها، فقد تحتاج أشهرًا عدة لتبدأ باستيعابها، وبعد ذلك عليك الاستمرار في تعلم المزيد لكي تبقى معلوماتك مواكبةً لآخر التطورات بما في ذلك الأدوات والميزات الجديدة التي تظهر على منصات عمل ويب، كما عليك التمرن أكثر لصقل مهاراتك في هذه المهنة.

هل يبدو الأمر صعبًا؟ نسعى في هذا السياق إلى منحك كل الإمكانات لتنطلق ومن ثم ستسهل بقية الأمور عليك، فحالما تعتنق مفهومَي التغيُّر والشك في عالم ويب، فستستمتع بما تفعله، وعلى أساس أنك فرد في مجتمع ويب، فستجد شبكةً كاملةً من المعارف والمواد القيّمة التي ستساعدك وسترى الإمكانات الإبداعية التي يوفّرها هذا العمل، كما ستغدو مبدعًا في العالم الرقمي، فاستمتع إذًا بهذه التجربة وبالمكاسب المحتملة التي ستحققها في تجربتك في تطوير الويب.

نظرة على بعض تقنيات ويب العصرية

لا بد أن تتعلم عددًا من التقنيات إذا قررت أن تصبح مطورًا للواجهات الأمامية، لذلك سنصف في هذه الفقرة هذه التقنيات باختصار.

المتصفحات

ربما تستخدِم الآن متصفحًا لقراءة هذا المقال، فالمتصفحات هي برمجيات يستخدِمها الناس ليستعرضوا محتويات الويب ويتفاعلوا معها مثل فايرفوكس وكروم وأوبرا وسفاري وإيدج.

بروتوكول HTTP

يُعَدّ بروتوكول نقل النص التشعبي Hypertext Transfer Protocol واختصارًا HTTP بروتوكولًا لنقل الرسائل التي تسمح للمتصفح بالتواصل مع خوادم ويب (المكان الذي تُثبت عليه مواقع الويب)، إذ تجري المحادثة النمطية بين المتصفح والخادم بصورة تشبه التالي:

"Hello web server. Can you give me the files I need to render bbc.co.uk"?

"Sure thing web browser — here you go"

[Downloads files and renders web page]

لا يمكن للبشر بالطبع قراءة الصيغة الفعلية لرسائل التواصل والتي تُدعى طلبات واستجابات، لكن قد يعطيك مثالنا السابق تصوّرًا عن العملية.

HTML و CSS وجافاسكربت

وهي التقنيات الرئيسية الثلاث التي سنستخدِمها لبناء مواقع ويب:

  • HTML لغة ترميز النصوص التشعبية Hypertext markup language: وهي لغة ترميزية تتكون من عناصر مختلفة يمكن أن تُغلِّف محتوى ويب ضمنها وتوضِّح معناها وهيكليتها، إذ تبدو شيفرة HTML البسيطة قريبة من التالي:
<h1>This is a top-level heading</h1>

<p>This is a paragraph of text.</p>

<img src="cat.jpg" alt="A picture of my cat">

يمكنك تشبيه اللغة إذا وازنتها مع بناء سكني بأساسات وجدران المنزل التي تعطيه شكله وتجعله متماسكًا.

  • CSS التنسيقات المورثة Cascading Style Sheets: وهي لغة مبنية على قواعد مخصصة لتطبيق تنسيقات معينة على عناصر HTML مثل ضبط ألوان النصوص والخلفيات وإضافة الأطر وتحريك الأشياء أو تخطيط الصفحة بطريقة معينة، وإليك مثالًا بسيطًا يحوِّل نصوص الفقرات <p> في HTML إلى اللون الأحمر:
p  {
  color: red;
}

ووفقًا لتشبيه المنزل السكني، فستكون CSS بمثابة الطلاء وورق الجدران والسجاد واللوحات التي تضعها داخل المنزل.

  • جافاسكربت JavaScript: هي لغة البرمجة التي تستخدِمها لإضافة التفاعل في مواقع الويب، ابتداءً بالتغيير الديناميكي للتنسيق إلى إحضار البيانات من الخادم مرورًا بتنفيذ الرسوميات ثلاثية الأبعاد، إذ ستخزِّن شيفرة جافاسكربت التالية على سبيل المثال مرجعًا إلى عنصر الفقرة <p> ومن ثم تغيّر النص الموجود ضمنه:
let pElem = document.querySelector('p');
pElem.textContent =  'We changed the text!';

وبالعودة لتشبيه المنزل السكني، فستكون جافاسكربت بمثابة الطباخ أو التلفاز أو مجفف الشعر، أي الأشياء التي تزيد من إمكانات منزلك.

الأدوات

حالما تتعلم التقنيات الأساسية التي تُستخدم في بناء صفحات الويب، فستبدأ بالتعرف على أدوات عديدة تُسهِّل عملية بناء الصفحات وتجعلها أكثر فاعليةً، وإليك بعض الأمثلة:

  • أدوات مطوري ويب الموجودة في المتصفحات العصرية والتي تُستخدم في تنقيح شيفرتك.
  • أدوات الاختبار التي تُستخدم في تنفيذ اختبارات تظهر سلوك شيفرتك إذا حققت المطلوب أم لا.
  • المكتبات وأطر العمل frameworks المبنية على أساس جافاسكربت والتي تسمح بتطوير أنواعًا مختلفةً من مواقع الويب بطرق أسرع وأكثر فاعليةً.
  • المنقِّحات Linters التي تحدِّد مجموعةً من القواعد وتدقق شيفرتك بحثًا عن أيّ خرق لهذه القواعد.
  • المُصغِّرات Minifiers التي تزيل المساحات الفارغة من الشيفرة لتبدو أقل حجمًا، وبالتالي ستزداد سرعة تنزيلها من خوادم الويب.

اللغات التي تنفذ ضمن الخوادم وأطر العمل المتعلقة بها

تُعَدّ HTML و CSS وجافاسكربت لغات تعمل في الواجهة الأمامية (من جهة العميل)، أي أنها تُنفَّذ باستخدام المتصفحات لتظهر صفحة الويب كما يراها المستخدِم.

هناك أيضًا مجموعة أخرى من لغات البرمجة تُدعى لغات الواجهة الخلفية (من جهة الخادم) أي أنها تُنفّذ على الخادم قبل أن تًرسل نتيجة التنفيذ إلى المتصفح لعرضها، إذ يقتصر الاستخدام النمطي لهذه اللغات على الحصول على بعض البيانات من قواعد البيانات ومن ثم توليد شيفرة HTML لاحتواء هذه البيانات وإرسالها إلى المتصفح ليعرضها للمستخدِم، ونذكر من هذه اللغات ASP.NET و Python و PHP و NodeJS.

أفضل الممارسات عند تطوير مواقع الويب

تحدثنا بإيجاز عن التقنيات التي ستستخدِمها في بناء مواقع الويب، وسنتحدث الآن عن أفضل الممارسات العملية التي عليك تبنيها لتتأكد من استخدام تلك التقنيات بأفضل طريقة ممكنة.

سيأتي المصدر الأساسي لعدم الثقة عندما نتحدث عن تصميم مواقع ويب من عدم معرفتك بمجموعة التقنيات التي يعتمد عليها المستخدِمين في تصفح موقعك:

  • قد يستخدِم أحدهم جهاز آيفون بشاشة صغيرة وضيقة.
  • قد يستخدِم آخر حاسوبًا محمولًا بنظام ويندوز له شاشة عرض واسعة.
  • أما الثالث فقد يكون ضريرًا ويستخدم قارئًا آليًا لمحتوى الشاشة.
  • وقد يستخدم الرابع حاسوبًا مكتبيًا قديمًا لا يستطيع تشغيل أية متصفحات حديثة.

عليك تصميم موقعك وفق الآلية الدفاعية بما أنك لا تعرف ببساطة كيف سيتصفحه المستخدِم، ف، لذا اجعل موقعك مرنًا قدر الإمكان لكي يتمكن جميع المستخدِمين من الوصول إلى محتواه بصرف النظر عن اختلاف تجربتهم له، أي عليك باختصار إفادة الجميع من الويب قدر المستطاع، كما ستصادف في مرحلة ما من رحلتك التعليمية المفاهيم التالية:

  • التوافق مع متصفحات مختلفة Cross-browser compatibility: وهو أسلوب يحاول التأكد من عمل صفحة الويب بالصورة المطلوبة ضمن أكبر عدد ممكن من المتصفحات، ويتضمن ذلك استخدام تقنيات تدعمها معظم المتصفحات، وتقديم تجربة تصفح أفضل في المتصفحات القادرة على التعامل مع هذه التقنيات (تحسين مستمر)، وكتابة شيفرة يمكن اختزالها بسهولة إلى صيغة أبسط تستطيع المتصفحات القديمة عرضها لإعطاء تجربة تصفح مفيدة (تراجع رشيق graceful degradation)، كما يتضمن الأمر الكثير من الاختبارات لمتابعة أي مشاكل على متصفح محدد، ومن ثم العمل أكثر على إصلاح تلك المشاكل.
  • تصميم متجاوب للصفحات Responsive web design: وهو أسلوب لخلق مرونة من الناحية الوظيفية والتخطيطية للصفحات بحيث تتلاءم تلقائيًا مع المتصفحات المختلفة، ومثالنا على ذلك صفحة ويب تُعرَض بتخطيط معيّن على شاشة واسعة لمتصفح حاسوب ومن ثم تأخذ تخطيطًا متجاوبًا مع حجم الشاشة مثل تخطيط العمود الواحد على متصفح هاتف محمول، إذ يمكنك تجريب أيّ موقع على الأحجام الصغيرة بتصغير حجم نافذة المتصفح وملاحظة سلوكه المتجاوب مع الأحجام الصغيرة
  • الأداء Performance: ويستهدف تحميل صفحة ويب بالسرعة الممكنة مع المحافظة على وضوحها وسهولة استخدامها لكي لا يشعر المستخدِم بالإحباط ويغادرها.
  • سهولة الوصول Accessibility: ويعني إمكانية استخدام الموقع من قِبَل أكبر عدد ممكن من الأشخاص المختلفين من جميع النواحي وترتبط بمفاهيم مثل التنوع، والشمولية، والتصميم الشمولي، كما يتضمن ذلك أشخاصًا ذوي إعاقة بصرية أو سمعية أو إدراكية أو حركية، ويتعدى الأمر مفهوم الإعاقة إلى السن والثقافة والتجهيزات المستخدَمة والمحدودية التقنية مثل الاتصال البطيء بالإنترنت.
  • التدويل Internationalization: ويعني ذلك إمكانية استخدام موقع الويب من قِبَل أشخاص ينتمون إلى ثقافات مختلفة أو يتكلمون لغات مختلفة عن لغتك، وهنالك اعتبارات تقنية للموضوع مثل تبديل تخطيط الصفحات ليتلاءم مع اللغات التي تُكتَب من اليمين إلى اليسار أو مع اللغات التي تكتب عموديًا، واعتبارات إنسانية مثل استخدام لغة بسيطة وواضحة بعيدة عن اللهجات، ليزداد احتمال فهم الأشخاص الذين يتكلمون لغتك على أساس لغة ثانية أو ثالثة لما تعرضه.
  • الخصوصية والأمان Privacy & Security: يرتبط المفهومان ببعضهما لكنهما مختلفان، إذ تعني الخصوصية السماح للأشخاص بتنفيذ ما يريدونه دون أن تتجسس على نشاطاتهم أو تجمع أية بيانات أكثر مما تحتاجه فعلًا، بينما يعني الأمان بناء موقعك بطريقة لا تُمكّن المستخدِمين المشبوهين من سرقة المعلومات التي يضمها الموقع عنك أو عن عملائك.

الانطلاق في عالم ويب

سنعرض في هذا المقال بعض المهارات العملية اللازمة لتنطلق في عالم تطوير ويب مثل اختيار البرمجيات التي تعمل عليها والأدوات اللازمة لبناء صفحات ويب بسيطة ونشرها وكتابة شيفرتها، كما سنفرد لاحقًا لكل العناوين التي نمر عليها مقالات خاصةً لشرح مستفيض أكثر.

عليك الكثير لتتعلمه وتفعله حتى تصل إلى مرحلة تطوير موقع ويب احترافي، فإذا كنت حديث العهد في هذا المجال، فسنشجِّعك على البدء بموقع بسيط، ولن تكون جاهزًا مباشرةً لتبني موقع فيسبوك جديد، لكنك ستكون قادرًا على بناء مواقع بسيطة ونشرها، وبالاطلاع على المقالات التي سنشير إليها باختصار والعمل بمضمونها، ستنتقل من الصفر إلى نشر أول موقع بسيط لك على الإنترنت، فلنبدأ جولتنا.

تثبيت البرمجيات الأساسية

هناك الكثير من الأدوات والبرمجيات التي تُستخدَم في بناء وتطوير مواقع ويب، وقد تربكك بالفعل كثرة محررات الشيفرة وإطارات العمل وأدوات الاختيار، إذ سنرشدك في مقال تثبيت البرمجيات الأساسية خطوةً بخطوة إلى تثبيت البرمجيات التي تحتاجها لتبدأ عملية بناء مواقع ويب بسيطة.

التفكير بالمظهر العام لموقع الويب الذي تبنيه

عليك التخطيط لمظهر ومحتوى موقعك قبل الشروع في كتابة الشيفرة، فما هي المعلومات التي سيعرضها؟ وما هي خطوط الكتابة والألوان التي ستستخدِمها؟

التعامل مع الملفات

يتكون موقع ويب من ملفات عدة: نصية وشيفرات وأوراق تنسيق ووسائط متعددة وغيرها. لا بد إذًا من تنظيم هذه الملفات وفق هيكلية منطقية عندما تبدأ بناء موقعك وأن تتأكد من ترابط هذه الملفات مع بعضها.

أساسيات HTML

تُستخدَم شيفرة HTML في هيكلة محتوى ويب وتعطيه المعنى والغاية، أي هل المحتوى الذي تقدِّمه على سبيل المثال سيكون مقطعًا نصيًا أم قائمة نقطية؟ هل ستزوِّد صفحتك بالصور؟ هل ستعرض جداول تضم بيانات؟

أساسيات CSS

تُعَدّ التنسيقات المورثة Cascading Style Sheets واختصارًا CSS شيفرةً خاصةً بتنسيق صفحات ويب، فهل سيكون نص ما مثلًا أسود أم أحمر؟ في أيّ مكان من الصفحة ستعرض محتوًى معينًا؟ ما الصورة التي ستضعها في خلفية الصفحة؟ أو ما الألوان التي ستختارها لموقعك؟

أساسيات جافا سكربت

جافا سكريبت هي لغة البرمجة التي تستخدمها لإضافة ميزات تفاعلية إلى موقعك مثل الألعاب أو الأشياء التي تحدث عند النقر على زر أو عندما تُدخل نصًا في نموذج أو عندما تُحدث تأثيرات حركية في تنسيق العناصر أو عند تصميم الرسوميات المتحركة وغيرها الكثير.

نشر موقعك على شبكة الإنترنت

عندما تُنهي كتابة شيفرة موقعك وتنظيم جميع الملفات التي يضمها، سيحين الوقت لنشره على شبكة الإنترنت ليطَّلع عليه الناس.

كيف يعمل الويب

قد لا تكون لديك فكرة عن الأشياء المعقدة التي تجري خلف الستار عندما تتصفح مواقعك المفضلة، لكننا سنختصر ما يحدث في جزئية لاحقة من هذه السلسلة عندما تستعرض صفحة ويب في متصفح حاسوبك.

ختامًا، قد يهمك مقال آلية عمل شبكة الإنترنت؟، وقد ترغب بالاطلاع أكثر على تاريخ الشبكة العنكبوتية العالمية، وننصحك أيضًا بالرجوع إلى مقالة المدخل الشامل لتعلم تطوير الويب

ترجمة -وبتصرف- للمقال The web and webstandards.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...