اذهب إلى المحتوى

لا شك أن هندسة الذكاء الاصطناعي أصحبت مجالًا رائدًا ومرتفع الطلب وترجع أهميتها لأهمية تخصص الذكاء الاصطناعي الذي اختصر علينا نحن البشر كثيرًا من العمل، ووفر الكثير من وقتنا وجهدنا في مختلف المجالات مثل دعم عملية التعليم، وإدارة العمليات التجارية، وتشخيص الأمراض، وتصميم الصور وصناعة مقاطع الفيديو وغيرها الكثير، فما هي هندسة الذكاء الاصطناعي؟ وما أهميتها؟ وما طرق درستها المختلفة؟ وما أهم تطبيقاتها العملية؟ هذا ما سنعرفه في مقال اليوم.

ما هو تخصص الذكاء الاصطناعي؟

قبل التعرف على هندسة الذكاء الاصطناعي لنوضح بداية ما هو الذكاء الاصطناعي الذي يعد مجالًا حديثًا يهتم ببناء آلات وحواسيب وأنظمة تستطيع التعلم والتفكير ومحاكاة الأدمغة البشرية، وتستطيع تأدية الوظائف التي كانت تتطلب ذكاءً بشريًا للتعامل معها، بل وصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك فصارت الآلات والحواسيب المبنية بالذكاء الاصطناعي قادرة على التعامل مع بيانات ضخمة لم يكن البشر ليتعاملوا معها ويستطيعوا تحليلها لضخامة حجمها، فساعد الذكاء الاصطناعي على تحليلها والخروج بنتائج مفيدة منها.

ويعتمد تخصص الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي على البيانات، إذ يتعلم منها ويكتسب خبراته من تحليل أحجام ضخمة من البيانات واكتشاف ما تخفيه هذه البيانات من أنماط وعلاقات بالاعتماد على خوارزمية الذكاء الاصطناعي.

ما هي هندسة الذكاء الاصطناعي

هندسة الذكاء الاصطناعي AI-Engineering أحد التخصصات الهندسية الرائدة التي تهدف إلى تصميم وتطوير وإدارة الأنظمة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، فهي مجال حيوي يهتم باستخدام الأساليب الحديثة والأدوات المتطورة لتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي وحل المشكلات المعقدة وأتمتة العمليات في مختلف الصناعات كالتعليم والنقل والتمويل والرعاية الصحية.

وهي تخصص حديث ومهم يجمع بين عدة مجالات رئيسية من بينها هندسة البرمجيات وعلوم الحاسوب وعلم البيانات والتحليل الإحصائي، ويركز بشكل خاص على على برمجة الآلات وجعلها قادرة على التفكير بطريقة مشابهة لطريقة الدماغ البشري. ويعنى بتطوير خوارزميات ونماذج تعلم الآلة ML وبناء أدوات وحلول قائمة على الذكاء الاصطناعي لمنح الآلات قدرة على التفكير واتخاذ القرارات المنطقية بكفاءة.

تختلف هندسة الذكاء الاصطناعي عن الهندسة التقليدية لأن الأنظمة الذكية تعتمد على البيانات لتحديد سلوكها النهائي فهي تتعلم من البيانات وتحسن أدائها بمرور الوقت، ولا تعتمد على البرمجة الصريحة المباشرة، وما يميز مهندسي الذكاء الاصطناعي عن مهندسي البرمجيات التقليديين هو قدرتهم على العمل مع هياكل البيانات المعقدة والشبكات العصبية وشبكات التعلم العميق، ونماذج تعلم الآلة المتطورة والاستفادة من قدراتها لحل المشكلات بدل طرق البرمجة التقليدية العادية.

كما تهتم هندسة الذكاء الاصطناعي بإجراء الأبحاث الأساسية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وتبني جسرًا بينها وبين العلوم الهندسية، وتسعى لجعل تخصصات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة سهلة الاستخدام وتضمن تطبيقها الآمن والفعال في مختلف المجالات.

تخصصات هندسة الذكاء الاصطناعي

تتضمن هندسة الذكاء الاصطناعي العديد من التخصصات الفرعية، ومن أهمها:

  • تعلم الآلة Machine Learning: يركز هذا التخصص على جعل الأجهزة ذكية وقابلة للتعلم من البيانات وتحسين أدائها تلقائيًا دون برمجة صريحة وهو يستخدم في التنبؤ وتصنيف البيانات وأنظمة التوصية.
  • التعلم العميق Deep Learning: فرع متقدم من تعلم الآلة يحاكي عمل الدماغ البشري من خلال استخدام شبكات عصبية اصطناعية متعددة الطبقات، ويستخدم في تطبيقات التعرف على الوجوه، وتحويل النصوص المكتوبة إلى كلام منطوق، وتشخيص الأمراض.
  • التعلم بواسطة التعزيز  Reinforcement Learning: أحد أساليب تعلم الآلة يركز على تدريب الأنظمة على اتخاذ القرارات والتعلم بالاعتماد على أسلوب المكافأة والعقاب لتحسين سلوكها، وهو يستخدم في تطوير الألعاب والتحكم الآلي والتنبؤات المالية.
  • معالجة اللغات الطبيعية Natural language processing: يركز هذا التخصص على تمكين الآلات من فهم ومعالجة وإنتاج اللغة البشرية ويستخدم في الترجمة الآلية وأنظمة الدردشة الذكية وتحليل المشاعر.
  • الرؤية الحاسوبية Computer Vision: يهتم بتمكين الأجهزة من فهم وتحليل الصور والفيديو يستخدم في التعرف على الوجوه والسيارات ذاتية القيادة والفحص الطبي.
  • علم الروبوتات Robotics: يهتم بدمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الفيزيائية للتفاعل مع العالم الحقيقي ويستخدم في التصنيع والرعاية الصحية.

مهام مهندس الذكاء الاصطناعي

تتضمن المهام الرئيسية لمهندسي الذكاء الاصطناعي تصميم وبناء تطبيقات ونماذج ذكية يمكنها معالجة كميات ضخمة من البيانات، والتعلم منها لاتخاذ عن قرارات صائبة باستخدام لغات برمجة الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية التي تحلل هذه البيانات وتستخرج الأنماط والتنبؤات منها، بالإضافة إلى نشر التطبيقات الذكية في بيئات الإنتاج وصيانة وتحديث أنظمة الذكاء الاصطناعي بصورة مستمرة وتحسين أدائها لضمان فعاليتها وملاءمتها.

من الأمثلة على التطبيقات التي يمكن لمهندس الذكاء الاصطناعي تطويرها تطبيقات الترجمة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وروبوتات الدردشة الذكية مثل ChatGPT، وتطبيقات الرؤية الحاسوبية التي تتعرف على الوجوه أو الصور، وتطبيقات تحليل المشاعر، وأنظمة التوصية التي تقترح الأفلام أو المنتجات بناءً على تفضيلات المستخدم والألعاب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي تتكيف مع أساليب اللعب المختلفة وتحسن تجربة اللاعبين وغيرها الكثير.

مهارات هندسة الذكاء الاصطناعي

تحتاج دراسة هندسة الذكاء الاصطناعي لامتلاك العديد من المهارات التقنية من أهمها:

  • إلمام بمبادئ علوم الحاسوب وأساسيات لغات البرمجة مثل بايثون Python أو R أو جافا Java
  • معرفة بخوارزميات تعلم الآلة والتعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية لبناء واختبار النماذج المناسبة واستخدامها في مشاريعهم وتطبيقاتهم
  • خبرة في استخدام أطر عمل ومكتبات الذكاء الاصطناعي مثل بايتورش PyTorch   وتنسرفلو TensorFlow التي تسهل تنفيذ النماذج.
  • امتلاك أساس في الإحصاء والجبر الخطي لفهم أنماط البيانات وإجراء التنبؤات.
  • الإلمام بمفاهيم قواعد البيانات لإدارة واسترجاع البيانات بكفاءة.
  • بالإضافة المهارات التقنية، هناك عدة مهارات شخصية للنجاح في مجال هندسة الذكاء الاصطناعي كالتفكير الإبداعي وحل المشكلات وفهم مجال العمل التي يحتاج لأن يطور لها أنظمة ذكية.
  • أخيرًا يحتاج مهندس الذكاء الاصطناعي لفهم أساسيات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع لتطوير مشاريع ذكاء اصطناعي آمنة وموثوقة.

مستقبل هندسة الذكاء الاصطناعي

تزداد سرعة تطور الذكاء الاصطناعي يومًا بعد الآخر من تقنيات ومسائل أمنية وأخلاقية ووظائف، وتتحسن أدواته وتزيد دقتها، بل تظهر أدوات جديدة هي أكثر تطورًا من سابقاتها وتزداد الحاجة إلى تطوير حلول ذكية قابلة للتطبيق في مختلف المجالات.

وهذا سيفتح المجال لظهور فرص واسعة للمهندسين والمبرمجين الخبراء بتطوير التطبيقات والأدوات الذكية والقادرين على استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ولغات البرمجة، وهياكل البيانات بكفاءة لبناء واختبار ونشر نماذج ذكاء اصطناعي عالية الكفاءة وقادة على أداء المهام التي تتطلب ذكاءً مشابهًا للذكاء البشري.

فدراسة هندسة الذكاء الاصطناعي خيار مثالي لضمان مستقبل واعد والمساهمة الفعالة في التطور التقني وهي تفتح أمامك الكثير من الفرص والإمكانيات وتعزز فرصة حصولك على وظيفة مرموقة تضمن مستقبلك وتوفر لك راتبًا مرتفعًا . فإذا كنت شغوفًا بالتقنية ومهتمًا بتخصص الذكاء الاصطناعي، فابدأ من الآن بدراسة هذا التخصص الرائد وحقق طموحك المهني.

طرق دراسة هندسة الذكاء الاصطناعي

إذا قررت دراسة الذكاء الاصطناعي وتعلم التقنيات الضرورية لهذا التخصص فأمامك مساران:

  • الدراسة الجامعية: تتميز بوضوح المسار والمنهج وتوافر الدعم من الأساتذة الخبراء، وكذلك وجود مجتمع من الأصدقاء الداعمين السائرين في نفس الطريق، وسهولة الالتزام والاستمرارية في هذا المسار، وتحصيل شهادة مهنية تشهد لك بدراستك للمجال، أما عيوبها فطول مدة الدراسة، ونظرية المناهج دون التركيز على التطبيق العملي وسوق العمل.
  • الدراسة الذاتية: تتفوق على الدراسة الجامعية في المرونة والقدرة على انتقاء الأستاذ الذي تعجبك طريقته، وتتميز أيضًا بالتركيز على سوق العمل والتطبيقات العملية المفيدة، وأنَّ مدة دراستها أقل من مدة الدراسة الجامعية، ولكن يعيب الدراسة الذاتية صعوبة الانضباط، وصعوبة الوصول الدائم إلى خبير يرشدك ويعينك في طريقك.

واحرص أثناء دراسة هندسة الذكاء الاصطناعي على تطوير مشاريع ذكاء اصطناعي والتطبيق العملي على كل ما تدرسه، فأصل دراسة المجالات التقنية عمومًا هو التطبيق العملي. وإن أردت الجمع بين مميزات الدراسة الجامعية من دعم ومنهج واضح والتزام وشهادة معتمدة ومميزات الدراسة الذاتية من تطبيق عملي ومرونة ومواكبة لسوق العمل؛ فستساعدك دورة الذكاء الاصطناعي من أكاديمية حسوب على دراسة المجال من الصفر حتى الاحتراف مع مدربين محترفين يجيبون على كل تساؤلاتك ويشرحون لك ما يصعب عليك فهمه.

وكذلك ستجد في أكاديمية حسوب مصادر عديدة مجانية تساعدك على البدء في تعلم هندسة الذكاء الاصطناعي من مقالات ودروس متخصصة، وكتبٍ شاملة، وإن كان التشتت والخشية من البداية الخاطئة ، ولا تدري أين نقطة البداية في هذا المجال الفسيح، فابدأ من صفحة تعلم الذكاء الاصطناعي التي تحوي جميع المعلومات والإرشادات التي تحتاجها للبداية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتذكر أن الذكاء الاصطناعي هو مجال سريع التطور لذا من الضروري متابعة آخر التطورات، بما في ذلك نماذج تعلم الآلة الجديدة، وتقنيات تطوير الذكاء الاصطناعي، وتتابع أحدث التقنيات الناشئة وتوظفها في عملك.

الخلاصة

تعرفنا في مقال اليوم على هندسة الذكاء الاصطناعي وطرق دراسته المختلفة ومستقبله المتوقع ، فإن كنت مهتمًا بهذا المجال الحيوي فلا تتردد في البدء في دراسة المجال أو أدواته وتطبيقاته في مجالك، وتجهيز نفسك لمستقبل مهني مشرق يسوقه أصحاب المهارات التقنية الذكية ويفضلون على غيرهم من الموظفين في سوق العمل.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...