محمد أمين بوقرة
الأعضاء-
المساهمات
33 -
تاريخ الانضمام
-
تاريخ آخر زيارة
نوع المحتوى
ريادة الأعمال
البرمجة
التصميم
DevOps
التسويق والمبيعات
العمل الحر
البرامج والتطبيقات
آخر التحديثات
قصص نجاح
أسئلة وأجوبة
كتب
دورات
كل منشورات العضو محمد أمين بوقرة
-
كانت لغة جافاسكربت عند إنشائها موجّهةً للعمل على متصفّحات الويب، لكنّها تطوّرت مع مرور الوقت وصارت لغة متعدّدة الاستخدامات والمنصّات. قد تكون المنصّة التي تستضيف جافاسكربت متصفّحا أو خادم ويب أو حتى آلة صنع القهوة، وتوفّر كلّ منها وظائف خاصّة بها. تسمّى هذه المنصّة وفقًا لمواصفة لغة جافاسكربت بالبيئة المضيفة (host environment). توفّر البيئة المضيفة كائنات ودوالَّ خاصّة بها زيادةً على ما يوجد في اللغة نفسها. فيٌتيح المتصفّح مثلا وسائل للتحكّم في صفحات الويب، وتقدّم Node.js مزايا لإنشاء تطبيقات تعمل في جانب الخادم، إلى غير ذلك. هذه نظرة عامّة عمّا يكون لدينا عندما تعمل جافاسكربت على متصفّح ويب: في أعلى الصّورة كائن "جذر" اسمه window (بمعنى نافذة)، وله دوران: اﻷوّل أنّه كائن عامّ، كما عٌرّف ذلك في مقال الكائن العامّ. و الثاني أنّه يمثّل "نافذة المتصفّح" ويوفّر توابع للتحكّم فيها. هذا مثال عن استعماله ككائن عامّ: function sayHi() { alert("Hello"); } // الدوالّ العامّة هي توابع للكائن العامّ window.sayHi(); See the Pen JS-P2-01-browser-environment-ex01 by Hsoub (@Hsoub) on CodePen. وهذا مثال عن استعماله كنافذة متصفّح، لمعرفة مقدار ارتفاع النافذة: alert(window.innerHeight); // ارتفاع النافذة الداخلي See the Pen JS-P2-01-browser-environment-ex02 by Hsoub (@Hsoub) on CodePen. هناك المزيد من الخاصّيّات والتوابع المتعلّقة بكائن window، سنستعرضها لاحقًا. نموذج كائن المستند (DOM) يمثّل نموذج كائن المستند (Document Object Model أو DOM باختصار) جميع ما تحتويه الصفحة بواسطة كائنات قابلة للتعديل. يٌعدّ كائن document (أو المستند) "نقطة الدخول" الرئيسية للصفحة، إذ يمكن من خلاله تغيير أو إنشاء أي شيء عليها. على سبيل المثال: // جعل الخلفية حمراء اللون document.body.style.background = "red"; // إرجاعها كما كانت بعد ثانية واحدة setTimeout(() => document.body.style.background = "", 1000); See the Pen JS-p2-01-browser-environment-ex03 by Hsoub (@Hsoub) on CodePen. استعملنا هنا خاصيّة document.body.style، غير أنّ هناك المزيد والمزيد من الخاصّيّات والتوابع التي يمكن الاطلاع على جميعها في مواصفة DOM: DOM Living Standard على https://dom.spec.whatwg.org/ لا يختص DOM بالمتصفحات تبيّن مواصفة DOM بنية المستند وتوفّر كائنات لمعالجته. ويجدر بالذكر أنه يمكن ﻷدواتٍ أخرى غير المتصفّح أن تستخدم DOM. فعلى سبيل المثال، يمكن لسكربتات جانب الخادم التي تحمّل صفحات HTML وتعالجها أن تستخدم DOM أيضًا، غير أنّها قد لا تدعم إلاّ جزءًا من المواصفة فقط. CSSOM هو للتنسيق تٌنظَّم قواعد CSS وصفحات اﻷنماط (stylesheets) تنظيمًا مختلفًا عن تنظيم HTML. لذا فإن لها مواصفة منفصلة، تُسمّى نموذج كائن CSS (أو CSSOM اختصارًا لـ CSS Object Model)، تبيّن كيفيّة تمثيلها بكائنات وكذا كيفيّة كتابتها وقرائتها. يستعمل CSSOM و DOM معًا لتغيير قواعد تنسيق المستند، غير أنّه عمليًّا، قلّ ما يُحتاج إلى CSSOM بحكم أنّ قواعد التنسيق ساكنة في العادة. فبالرغم من أنّه يندر أن يُحتاج لإضافة أو إزالة قواعد CSS من خلال جافاسكربت إلا أنّ ذلك ممكن. نموذج كائن المتصفح (BOM) يمثّل نموذج كائن المتصفّح (Browser Object Model أو BOM باختصار) كائنات أخرى يوفّرها المتصفّح (البيئة المضيفة) للتعامل مع كلّ ما عدا المستند. على سبيل المثال: يعطي كائن navigator (بمعنى ملّاح) معلومات أساسيّة عن المتصفّح ونظام التشغيل، وله عدّة خاصّيات لكنّ أشهرها: navigator.userAgent المتعلّقة بالمتصفّح المستخدَم، و navigator.platform المتعلّقة بنظام التشغيل (قد تساعد في التمييز بين ويندوز ولينكس وماك وغيرها). يمكّن كائن location (بمعنى موقع) من معرفة الرابط (URL) الحاليّ، كما يُمكنه أيضا إعادة توجيه المتصفّح إلى رابط آخر. يمكن مثلا استعمال كائن location كالتالي: alert(location.href); // عرض الرابط الحالي if (confirm("هل تودّ زيارة ويكيبيديا؟")) { location.href = "https://wikipedia.org"; // إعادة توجيه المتصفّح لرابط آخر } See the Pen JS-p2-01-browser-environment-ex04 by Hsoub (@Hsoub) on CodePen. تُعدّ كلٌّ من دوالّ alert و confirm و prompt كذلك جزءا من BOM، فهي لا تتعلّق بالمستند تعلّقًا مباشرًا، بل تمثّل توابع متصفّح خالصة للتواصل مع المستخدم. عن المواصفات يعدّ BOM جزءا من مواصفة HTML العامّة. نعم، لم تتوهّم سماع ذلك. لا تقتصر مواصفة HTML على "لغة HTML" (من وسوم وسمات)، بل تشمل كذلك عدّة كائنات و توابع وامتدادات DOM خاصّة بالمتصفّح، وهو " HTML بمعناه العامّ". كما أنّ لبعض اﻷجزاء الأخرى مواصفات مستقلّة كذلك وهي مدرجة هنا https://spec.whatwg.org. الخلاصة بالحديث عن المعايير، يمكن الخلوص إلى ما يلي: مواصفة DOM: تبيّن بنية المستند، وطرق معالجته، وما يتعلّق بالأحداث (events). للاطلاع عليها https://dom.spec.whatwg.org/. مواصفة CSSOM: تبيّن صفحات اﻷنماط وقواعد التنسيق، و كيفيّة استخدامها للمعالجة، وكذا ارتباطها بالمستند. للاطلاع عليها https://www.w3.org/TR/cssom-1/. مواصفة HTML: تبيّن لغة HTML (كالوسوم مثلا)، كما تبيّن نموذج كائن المتصفّح BOM وما يوفّره من مختلف الدوالّ مثل setTimeout و alert و location وغيرها. تعدّ هذه المواصفة توسعة لمواصفة DOM بمزيد من الخاصيّات والتوابع. للاطلاع عليها https://html.spec.whatwg.org. إضافة لما سبق، بعض اﻷصناف لها مواصفاتً مستقلّة تُبيّنها. للاطلاع عليها https://spec.whatwg.org. يُرجى الاعتناء بهذه الروابط، إذ هناك الكثير من اﻷمور لتعلمّها، ويستحيل الوقوف عند جميعها فضلا عن حفظها. لدراسة خاصّية أو تابع ما، يعدّ دليل موزيلا https://developer.mozilla.org/ar/docs/Learn من أحسن المصادر لذلك، لكن قراءة المواصفة أفضل رغم تعقيدها وطولها، إذ من شأنها أن تورث معرفة تامّة وسليمة. لإيجاد شيء ما، يُستحسن البحث في الانترنت على النّحو التالي: "[مصطلح البحث] WHATWG" أو "[مصطلح البحث] MDN" ،على سبيل المثال: https://google.com?q=whatwg+localstorage ،https://google.com?q=mdn+localstorage. في ما يلي، سنشرع في تعلّم DOM، فللصفحة (أي document) دور محوري في واجهة المستخدم. ترجمة -وبتصرف- للفصل Browser environment, specs من كتاب Browser: Document, Events, Interfaces
-
إذا كان المنتج جميلا ولكن يحلّ مشكلةً ليست لدى أحد فإنّ مصيره الفشل. أمّا إن كان المنتج قبيحا ويحلّ المشكلة الحقيقيّة فالنّجاح على اﻷرجح حليفه. لقد كان هناك تجاوب جميل مع مقال ”لماذا لا يُعدّ ما يُنشر على Dribbble تصميما حقيقيّا“. الكثير من النّاس وافقوا على الطرح وعملوا على إثرائه، بينما البعض منهم خالفوا الرأي وأبدوا وجهات نظر مغايرة. بودّي هنا أن أجيب عن تلك التّعليقات، وأوضّح الدافع الأصليّ لكتابة المقال (الذي لم يكن عن Dribbble خصوصًا)، كما أودّ أيضا أن أتحدّث عن الطّريقة السّليمة لتوظيف المصمّمين. توجد حلقة مفرغة للفهم السّيء لماهية التّصميملعدّة أعوام مضت، ظلّت أهميّة التّصميم الجيّد في تطوير البرمجيّات مُساءً فهمُها ومُقلَّلا من شأنها. كان المصمّمون يُؤسف لحالهم حيث يَطلُب منهم زملاؤهم في الهندسة وإدارة المنتجات أن يقوموا بالمعالجة المرئيّة لشيءٍ قد تمّ الانتهاء من تحديد معالمه بالكامل. لقد كانوا يُطلقون على أنفسهم سخريّةً "قردة الفوتوشوب". كان المصمّمون الّذين في دور "قرد الفوتوشوب" دائمي البحث عن فريق جديد، وعمل جديد. لقد كانوا على علم بأنّ ذاك لم يكن هو التّصميم حقّا. عمل الكثير من النّاس لعدّة أعوام على تغيير هذا التّصور الخاطئ، وتبيين أنّ التّصميم لا يعنى فقط بمظاهر اﻷشياء، ولكن أيضا بكيفيّة عملها. لقد قالها ستيف جوبز بشكل أفضل: ببطءٍ ولكن بثباتٍ، أدركت شركات البرمجيّات أنّ الشّركات التي اعتنت بالتّصميم كانت تتفوق على المنافسين، مع كون آبل أوضح مثال على ذلك. هذا الارتفاع في إدراك أهميّة التّصميم الجيّد أدّى إلى خلق المزيد من وظائف التّصميم، والمزيد من الشّركات التّي تعي بأنّها في حاجة إلى التّصميم الجيّد حتّى تتمكّن من المنافسة. لكن في المقابل، نفس تلك الشّركات لا تدرك تماما مالذي تحتاجه، كونه مجالا جديدا عنها، فتذهب إلى أماكن مثل Dribbble لإيجاد "مصمّمين جيّدين". لكنّ Dribbble ليس ممثّلا لما يعنيه التّصميم حقيقة، فتنشأ هنا حلقة مفرغة: حاصل هذه الحلقة المفرغة هو الدفع بحرفتنا إلى الوراء لإنّها تُبقي على التصوّر الخاطئ للتّصميم بأنّه يعني في المقام اﻷوّل بالجانب الجماليّ. تقوم تلك الشّركات بتوظيف مصمّمي مرئيّاتٍ، ظنًّا منهم بأنّهم سيقومون بتصميم منتجاتٍ جيّدة، حاكمين بذلك على الجميع بالفشل. التصميم المرئيّ لا يوجد في الفراغفي المقال السّابق، مررت على أربع طبقات للتّصميم: النّتيجة المرجوّة من التّصميم (The intended outcome of the design work)تصميم اﻷجزاء اللازمة (The design of the required components)تفصيل التفاعلات (The detailed interactions)الطّبقة المرئيّة (The visual layer)أعتقد أنّه لا يمكن أن توجد أيٌّ من هذه الطّبقات بمفردها. أفضل المصمّمين يفهمون جميع الطّبقات اﻷربع، وأفضل مصمّمي المرئيّات يعرفون كيفيّة تصميم التفاعلات بشكل جيّد. من خلال تجربتي، أفضل المصمّمين الذين عملت معهم كانوا متألقين في واحدة أو اثنتين من هذه الطّبقات، وكانوا بارعين جدا في البقيّة. القدرة على التصميم على طبقات مختلفة أفضل بكثير منها على أجزاء منفردة. قيّم المصمّمين باعتبار الطّبقات التي تحتاجهاعندما أوظّف مصمّمين، فإنّي عادة أبحث عن أناس ممتازين في اثنتين من هذه الطّبقات، مع امتلاك رغبة وحماس كبيرين لمعرفة المزيد عن الطّبقات اﻷخرى. مؤخّرًا، كنت أودّ توظيف مصمّم بملفٍّ كهذا: في شكله القاعدي، مصمّم المرئيّات يشبه نحوًا من هذا: قبل قولك "نحتاج مصمّما!"، فكّر في أيّ صنفٍ من المصمّمين تحتاج. بالنّسبة للشّركات النّاشئة، سيحتاج مديرٌ تنفيذيٌّ ذو مُيولٍ إلى تصميم المنتجات شيئا مختلفا عمّا سيحتاجه مدير يميل نحو التمويل/التحليل. وبالمناسبة، قبل أن تخلُص إلى قول أنّك تحتاج كلَّ شيء عليك أن تعلم بأنّ هذا الشّخص نادر بشكل لا يُصدّق: لا يُمكن الفصل ما بين تصميم المرئيّات وتصميم التّفاعلاتتصميم المرئيّات متشابك مع تصميم التّفاعلات. توجد هناك حلقات تكرارٍ وتغيّرٌ في الحالات والبيانات. ليس هذا تصميمَ مطبوعات. يجب أن يخدم مظهرُ الشّيء آليةَ عمله. إذا كنت مصمّمَ مرئيّاتٍ وتودُّ أن تفهم طبقة التفاعل بشكل أفضل، فإنّي أنصح بشدّةٍ بكتاب دان سافرMicrointeractions. بعض المعلّقين قالوا بأنّ التصميم المرئيّ هو أوّل ما يجذب النّاس نحو المنتج فهو بالتّالي يُعدّ الطّبقة الأهمّ. لا أعتقد أنّ اﻷمر كذلك. التّصميم المرئيّ مهمّ جدّا بلا شكّ، ولكنّ النّاس أيضا ينجذبون نحو أشياء تُنِمُّ عن قيمةٍ متوقّعة – حقيقة المنتج، الفائدة التّي يقدّمها – بعبارة أخرى، العمل الذي تؤدّيه الطّبقات العليا للتّصميم. لقد شهدنا منتجات قبيحة المظهر تحقّق نجاحا (Craigslist على سبيل المثال)، ومنتجات بهيّة المظهر تؤول إلى الفشل (Color على سبيل المثال). قد تجذب المنتجات التي تبدو جميلة النّاس نحوها، لكنّ أولئك النّاس لن يبقوا حولها طويلا إذا كانت اﻷمور فيما عدا الطّبقة المرئيّة مصمّمة بشكل سيّء. كلّ الطّبقات مهمّة بشكل حسّاس. ليس Dribbble ما يقوله النّاس عنه ولكن ما يستعملونه من أجلهأخيرًا لنتحدّث عن Dribbble بشكل خاصّ. لم يكن المقال اﻷوّل هجومًا على Dribbble كمنتج، وإنّما كان المقصدُ هو الموضوع بشكل أعمّ. إنّها الحلقة المُفرغة للتّصور الخاطئ للتّصميم التي يجب أن تُكسر. بخصوص ردود الدّاعمين لـ Dribbble ، النّقطة الرّئيسية بالنّسبة لي هي أنّ Dribbble ليس ما يقوله النّاس عنه، ولكن ما يستعملونه من أجله. كما يعلم ذلك كلّ من يعمل على بناء منصّةٍ للتّعبير/النّشر، لا يمكن التّنبؤ بكيفيّة استعمال النّاس لها. تتجاوب المنصّة بعدها وتتكيّف وتتطوّر. يقول النّاس أنّ Dribbble هو "موقع استعراض"، "موقع لعرض اﻷشياء والإخبار عنها"، "تويتر للمصمّمين"، "مكانٌ للتّصميم لا تهتمّ فيه للقيود التي يفرضها العالم الحقيقيّ". لا أجد ﻷيٍّ من هذه التّفسيرات كثير معنًى. إذا كان يُقصد به فعلًا عرضٌ موجزٌ ﻷعمالٍ طورَ الإنجاز، فإنّي أتوقّع أن أرى خربشاتٍ ومسوّداتٍ وأمورًا غير ناضجة. لكنّ أكثر ما يوجد على Dribbble هي تصاميم مُتقنة الإنجاز إلى حد البيكسل. أمّا إن كان يُقصد به الإلهام البصريّ، فهذا حسنٌ لكنّه فنٌّ أكثر ممّا هو تصميم، وبالتّأكيد لا يُعدّ بذلك المكانَ اﻷمثلَ لإيجاد مصمّمين جيّدين. بالطّبع، رسّامين ماهرين وفنّانين مبدعين، ولكن ليس مصمّمين. أفضل تفكيرٍ رأيته هو أن يُعدّ Dribbble بمثابة إعلانٍ يتمّ عن طريقه توجيه الموظِّفين إلى موقعك الشّخصيّ – الذي يُظهر منهجيّتك و مسودّاتك وآليّة عملك. شعبيّتك في Dribbble لا تجعل منك مصمّما جيّداهناك بالتأكيد بعض المصمّمين الممتازين على Dribbble، وأمثلة ﻷعمالٍ يتمّ فيها التّركيز على غير الطّبقة المرئيّة. لكنّ تلك تُعدّ استثناءً. في أغلب الحالات، معرض أعمالٍ ذو شعبيّة في Dribbble ما هو إلّا دليل على أنّك خبير في برامج الرّسم، بأنّك مُطّلع على آخر توجّهات التّصميم المرئي، وفي بعض الحالات بأنّك تُحسن إحدى الطّبقات اﻷربع. لكن لا توجد هناك علاقة سببيّة بين الشّعبية في Dribbble والقدرة على تقديم أعمال تصميم جيّدة. كلّ ما يُهمّ هنا هو أن نكسر الحلقة لا أهتمّ كثيرا لـ Dribbble ، أو أيّ موقع لعرض اﻷعمال. ما يهمّني أكثر هو أن تُكسر تلك الحلقة المفرغة. أخشى أن لا يتعرّض المصمّمون الشّباب لحقيقة التّصميم الجيّد. أهتمّ لهؤلاء المصمّمين الشّباب حتّى لا يتمّ وضعهم في وظائف تؤدّي بهم إلى الفشل، حتّى لا يقوموا من غير علمٍ بتصميم منتجات لا أحد يحتاجها أو تصميم تفاعلات لا أحد يفهمها. أهتمّ للشّركات التّي تستثمر في التّصميم حتّى لا تفشل بسبب عدم فهم ما تحتاجه. هذا كلّه للتّعليم، وفوق كلّ شيء، لإيصال فكرة أنّ التّصميم يعني أساسا بآلية عمل اﻷشياء، لا بمظهرها. ترجمة -وبتصرّف- للمقال: How To Hire Designers لصاحبه بول أدامز.
-
- شركة ناشئة
- موظف
- (و 6 أكثر)
-
لرسائل البريد الإلكترونيِّ المكتوبة بشكل سيء تأثيرٌ مماثلٌ لتأثيرِ رسالةِ رومانسية عنوانها "إلى من يهمّه اﻷمر". لا تضيّع وقتك في كتابتها. لكتابة رسائل البريد الإلكترونيّ بعض اﻷساسيّات والقواعد البسيطة التي إن اتُّبعت فإنّها تُنمّي فُرصَ البريد في أن يُفتح، يُنقر على روابطه، ويُحققّ جدواه في النّهاية (التّحويل). يعتمد هذا المقال على معطياتٍ أتاحتها إليزابيث يِن، مؤسِّسة ومديرة شركة LaunchBit. أساسيّات نسبة الفتح open rate تُعدّ نسبة الفتح open rate جيّدةً إذا جاوزت العشرين في المئة، حسَبَ المحتوى. لكن على أحسن تقدير، تُعتبر نسبةُ الفتح لعبة حظٍّ. إذ أنّها تعتمد على قيام عميل البريد الإلكترونيّ الذي يستخدمه المُستقبِل بتحميل صورة gif بحجم بكسلٍ واحد من الخادوم، وهو أمرٌ يتغيّر بتغيُّرِ العديد من العوامل كتطبيق البريد الإلكتروني الذي يستخدمه المُستقبِل والمتصفِّح وكون عنوان المُرسل في قائمة جهات الاتّصال الخاصّة بالمُستقبِل. تتيحُ النُّسخ الحديثة من تطبيقات البريد الإلكترونيّ معاينةً مسبقةً واضحةً تُمكِّن في الغالب من قراءة البريد دون الحاجة إلى "فتحه"، ما يجعل تتبُّع عدد مرّات الفتح غير ممكن أيًّا كانت الطريقة المستخدمة. كما قد قلت آنفًا، لعبةُ حظّ. بإمكانك بلوغ نسبة فتحٍ جيّدة أيًّا كان طول قائمة البريديّة. لكن على أيّة حال، كلّما ازداد عدد المشتركين في القائمة فإنّ ذلك دليل على أنّ النّاس يفتحون الرّسائل، إلّا إذا كنت تعتمد على الاحتيال لدفع النّاس للاشتراك. وفي نفس الصّدد، إذ سجّلت نسبة الفتح لديك انخفاضًا حادًّا فإنّ ذلك مدعاةٌ للقلق ويتوجّب عليك البحث عن أسبابه، فليس ذلك مجرّد شيءٍ عاديّ يحصل نتيجةً لتوسّعك ولكبر حجم قائمتك البريدية. سيبتعد القرّاء مع مرور الوقت لكن في المقابل، إعياء القرّاء reader fatigue أمرٌ مُتوقّع عند العمل على تنمية قائمة مشتركين. قد يشعر مُشترك ما كان قبل ستة أشهر يمعن النّظر في كلّ كلمة تكتبها، أنّك بعد أربع وعشرين رسالة أصبحت تُطنب وتكرّر نفس المعلومات، بل تفقد مهارتك على التّواصل. لا توجد طريقة سهلة أو سريعة لمجابهة هذا اﻷمر، الحلّ الوحيد هو أن تبقي رسائلك دائمًا ذات صلة. ستحسّن بعض الخطط من نسبة الفتح لديك. أفضل الأسلحة هو عنوان الموضوع وخانة المُرسِل. تمكّن فريق حملة باراك أوباما من تحقيق نتائج باهرة باستخدام عناوين للرسائل مثل "Today’s decision" (قرار اليوم)، "I wanted you to be the first to know" (أردت أن تكون أوّل من يعلم)، أو ربّما أفضل ما قاموا به هو مجرّد تحيّة شخصيّة "Hey" (مرحبا). هناك حلول سّريعة أخرى تتضمن أفكارًا مثل استعمال أحرف متميّزة في عنوان الموضوع، تغيير اسم المرسِل لتجنّب الرّتابة، أو تبديل وقت الإرسال. لكن تذكّر بأنّ كافّة طرق التّسويق ستفضي في الأخير إلى نسبة نقرٍ ضئيلة لا محالة. تعمل في أوّل اﻷمر بشكل جيّد، ثم تتوقف. أسباب النّقر على الرّوابط بالإضافة إلى إعياء القرّاء، يوجد أيضا إعياء النّقر ليُأخذ في الحسبان. وبالرّغم من أنّ نسب النّقر click-through rates أدقّ بكثير من نسبة الفتح، لا توجد نسبة مقبولة بشكل شامل طالما أنّ هناك الكثير من الطّرق لوضع الرّوابط. لحسن الحظّ، توجد بعض المبادئ التّوجيهيّة الجيّدة. أوّلا، يؤدي الرابطان اﻷوّل والثّاني إلى الغالبيّة السّاحقة من النّقرات. الاستنتاج الظاهر لهذا هو أن لا تقوم بدفن الدّعوة إلى الإجراء Call to action في الرّابط السّابع أسفل الصّفحة. لا تقم بدفن الرّوابط المهمّة. تُستثنى من هذا النّشرات الموجزة والرّسائل الإخبارية التّي تُنقر الرّوابط فيها على التّساوي وتمثّل كلُّها نفسَ الدّعوة إلى الإجراء (اذهب هنا، واقرأ هذه). ثانيًا، الرّسائل التّي تكون على شكل نشرات موجزة بروابط واضحة اﻷماكن لها نسبة نقرٍ أكبر بكثير ممّا إذا كانت الرّوابط مبعثرة هنا وهناك. شكل الرّسالة يهمّ أسلوب الرّوابط يهمّ ثالثا، من اﻷسباب التّي تقلّل نسبة النّقر هو عدم وضوح الرّوابط. كما هو مبيّن أدناه، يؤدّي التّنسيق السّيء للرّابط إلى تقليص نسبة النّقر عليه إلى النّصف. تأكّد إذًا من أنّ الرّوابط واضحة، وفضّل الوضوح على الجمال؛ مهمّتك هو الحصول على النّقرات وليس أن تصير خبير جماليّات. حفّزهم ليقوموا بالنّقر أخيرًا، الشّي الذي ينساه الجميع هو أنّه لا قيمة لكلّ هذه الأمور إذا لم تكن قد أقنعت قرّاءك بقيمة أن يقوموا بما تطلبه منهم. أكبر مشكلة أراها في الرّسائل الإلكترونيّة التي يرسلها أصحاب منتجات الويب هو إبقاء التركيز أبدًا على أنفسهم وعلى منتجاتهم بدل عملائهم. لا ينبغي للأمر أن يكون عمّا تودّ أن تقوله أنت ولكن عمّا يريدون أن يعرفونه هم. ينصح أسطورة التّسويق درايتن بيرد أن تسأل نفسك في آخر كلّ جملة تكتبها: "مالذي قد يودّ القارئ أن يعرفه بعد هذا؟" واعتمد على ذلك في كتابة جملتك التّالية. يمكنك بسرعةٍ معرفة ما إذا كانت الرسالة ستبلي البلاء الحسن عن طريق تجربتها مع عميل أو قارئ لا تعرفه. اقرأها عليه. فإن وجدّته غير مهتم، فالرّسالة غير مثيرة للاهتمام. وإذا كانت غير مثيرة للاهتمام فلن تجدي. وإذا كانت لن تجدي فلا ترسلها. تعمل الرّسائل الرّديئة على تقليص قائمتك البريدية، وأيضا على تضييع وقت الجميع. اجتهد أكثر. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Email 101: Opens, Clicks, Conversions لصاحبه Des Traynor (مُؤسّس خدمة Intercom).
-
واحدة فقط من تطبيقات الطّقس هذه تسعى لحلّ المشكلة الحقيقيّة: أمورٌ متباينة تقع وسط مجتمع التصميم. لدينا من جهةٍ كتاباتٌ بديعة من أمثال راين سينقر وجولي شو، تدفع بحرفتنا قُدُمًا. ولدينا من الجهة المقابلة عدد متزايد ممّن يضعون أعمالهم ويتناقشونها على Dribbble، ما مُجمل حصيلته الدفع بحرفتنا إلى الوراء. ليس هذا المقال عن Dribbble نفسه، ولكن عمّا يُجلّه مجتمع Dribbble. سأستعمل في ما يأتي مصطلح "تصميم المنتجات" Product Design، ولكنّ ذلك يشمل أيضا تصميم تجربة المستخدم UX وتصميم التفاعل Interaction Design. ”يبدو مذهلًا!“ هي ما يكافئ به مجتمع Dribbble العملَ السّطحيّ خلال مراجعتي ﻷعمال تصميم العديد من المُتقدّمين إلى وظائف التّصميم العام الماضي، لدى فيس بوك والآن في إنتركوم، لاحظت نمطًا مثيرا للقلق. يقوم كثيرٌ من المصمّمين بالتّصميم فقط لينالوا إعجاب نُظرائهم بدل أن يعالجوا مشاكل عمليّة حقيقيّة. طويلا ما كان يمثّل هذا الأمر مشكلة في مجال الإعلان الإبداعيّ (حيث كثيرا ما يميل العمل الإبداعيّ إلى نيل الجوائز أكثر من تحقيق اﻷهداف التّجارية اﻷساسيّة للعملاء) وهو الآن يبرز أكثر فأكثر في مجال تصميم المنتجات. الكثير من أعمال تصميم المنتجات التي رأيت مؤخرا كانت سطحيّة، ومنجزة بعين صوب Dribbble. أشياءٌ تبدو رائعة ولكن لا تعمل بشكل جيّد. تنفيذٌ متقن لبكسلات التّصميم المسطّح، ولكن عملٌ لا يستهدف أغراضا تجارية حقيقية، لا يحلّ مشاكل يواجهها النّاس يوميًّا، ولا يأخذ بعين الاعتبار نظاما تجاريّا بشكل كليّ. Dribbble نفسه يساهم في صياغة الحوار إلى حدٍّ ما، بكونه الواسطة التي تتشكّل من خلالها تلك الرسائل، وبإبرازه للواحات الألوان وغيرها من التفاصيل السّطحية الشائعة في مجال تصميم واجهة المستخدم. النّاس يلاحظون ويقلّدون. الأغلبية السّاحقة من أعمال تصميم المنتجات في Dribbble تبدو متطابقة. سواءً كان برنامجا اجتماعيا، برنامج محاسبة، موقعًا للتسويق، أو تطبيق طقس، يتمّ اعتماد نفس الأساليب. أغلق عينيك قليلا ثمّ حاول أن تحدد الفرق بين هذه التّطبيقات: أهمّ أعمال تصميم المنتجات هي عادةً أشدُّها قبحا في المقابل، أفضل طالبي الوظائف الذين رأيتهم قاموا بإرسال منهجيّة تفكيرهم. رسومات و مخططات بيانية، إيجابيات وسلبيات، مشاكل حقيقية، مساومات وحلول. نماذج مبدئية Prototypes تبين كيفية التفاعل والحركة. أشياء تنتقل، تتغير، وتتحرك. أشياء تستعمل بيانات حقيقية. أسوء المتقدمين أرسلوا ملفات PNG مسطحة. ملفات PDF مليئة بالإطارات الشبكية Wireframes. لا فيها تعبير عن السياق ولا عن المشكل الذي يُقصد حلّه. قد تبدو ملفات PNG المتقنة تلك رائعة على Dribbble، لكنها ستفقد من قيمتها إذا اتُّخذت كأداة تصميم أساسيّة في بيئة صنع منتجات حقيقية. لهذا السبب يُعدّ قيام بعض المُصمّمين بإعادة تصميم أعمال شركات أخرى ونشرها مضيعة وقت (كأن يقترح مُصمم ما إعادة تصميم لموقع أو لشعار)، كما هو الحال في اقتراحات إعادة تصميم شعار ياهوو، نظام iOS، إعادة تصميم واجهة فيس بوك، أو تويتر أو حتّى إعادة تصميم شعار الخطوط الجوية الأمريكية، وغيرها الكثير. لا يدرك الناس السّياق ولا منهجيّة اتخاذ القرارات في تلك المشاريع، ليسوا على علم بالمتطلبات و القيود، ولا بسياسة الشركة. باعتبار أنّ تصميم المنتجات يرمي إلى حلّ مشاكل لمُستخدمين في إطار قيود تجارة معينة، فالأمر ببساطة أنّ الكثير ممّن يطلقون على أنفسهم مصمّمي منتجات/واجهة المستخدم هم في الحقيقة يمارسون الفنّ الرقمي Digital Art. هم فنانون ينجزون أشياء جميلة المظهر، ما يعدّ بالتأكيد مهارة مهمّة، لكنهم ليسوا يمارسون تصميم المنتجات. تصميم المنتجات يُعنى بمهمّة، برؤية، و بهندسة بدءا من التصور العامّ ونزولا إلى تفاصيل مستوى البكسلات، يجب على المصمّمين أن يضعوا نصب أعينهم مهمّة شركتهم، رؤيتها، وهندسة منتجها. يجب أن يمرّ كل شيء يقومون به من خلال هذا الطّريق. ينشأ التصميم من أعلى الشّركة ابتداءً بمهمّتها، ومن ثَمّ برؤيتها. من الصّعب جدّا إنجاز تصميم جيّد في غياب مهمّة ورؤية واضحتين. لا تستهن أبدًا بأهميّة هذا اﻷمر. إذا كانت شركتك تفتقر إلى مهمّة واضحة، فيجدر بك المبادرة إلى خلق واحدة. بعد المهمّة و الرؤية تأتي هندسة المنتج. ليست الهندسة التقنيّة، وإنّما باﻷحرى أجزاء المنتج وعلاقة بعضها ببعض. هي النظام في حدّ ذاته. في صباح أوّل يوم عملٍ لي في فيس بوك، قام كريس كوكس (نائب رئيس المنتجات) بإلقاء كلمة تقديميّة رائعة (بإمكانكم مشاهدة بعض منها هنا). بحضور مُوظّفين من أقسام متنوّعة في الشّركة، وبينما كان بإمكانه الحديث عن الكثير من الأمور، أخذ يركّز على شرح هندسة المنتج، وعلاقته بمهمّة الشّركة. بالنّسبة لفيس بوك، تلك الهندسة هي عبارة عن مجلّد ضخم يضمّ مجموعة من اﻷشخاص، وأصدقائهم، واهتماماتهم؛ يضمّ أيضا مجموعة من الشّركات، ابتداءً من كبرى الشّركات ونزولا إلى المتاجر المحليّة الصّغيرة. وفوق ذلك المجلّد خارطة تظهر العلاقة بين تلك اﻷشياء كلّها. إنّه وصف واضح وضوح الشّمس لهندسة المنتج، ومرتبط مباشرة بمهمّة الشّركة. حسب تجربتي، من الصّعب جدّا القيام بتصميم جيّد في ظلّ غياب هندسة منتج واضحة المعالم. في العديد من الأحيان، وتماما كما هو الحال مع المهمّة، يجدر بالمصمّم أن يساعد على تحديد هذه الهندسة و تطويرها. عندما كنت أصف فيس بوك للشّركاء الخارجيّين، كثيرا ما أرسم على السّبورة مخططات بيانية كهذا: ليست هندسة المنتج هي هندسة معلومات. ليست مجموعة صفحات مرتبطة ببعضها البعض، أو شيئا يظهر النوافذ الفرعية ويشرح ما تفعله اﻷزرار. سيلبّي النموذج المبدئي هذا الغرض بشكل أفضل. هندسة المنتج مستوى أعمق من هذا. إنّها البنية. إنّها اللّبنات. هي تظهر اﻷشياء في النّظام والعلاقة فيما بينها. في انتركوم نتصوّر التصميم وفق هندسة منتجنا: لا أذكر أنّه سبق لي رؤية هندسة منتج على Dribbble. لا زال من النّادر أن ترى مصمّما يتحدث عن كيفيّة ارتباط عمله بمهمّة ما، عن كيفيّة سيره وفق رؤية ما، أو عن موقعه من هندسة منتج ما. يجب أن تكون هذه هي القاعدة وليس الاستثناء. بمجرّد أنّ تكون لديك مهمّة واضحة، ورؤية، وهندسة منتج، بإمكانك أن تبدأ التّفكير في باقي التّفاصيل. في اﻷهداف التي لدى النّاس، فيما يسعدهم، يلبّي احتياجاتهم، ويساهم في نجاحهم. كذلك في الوظيفة التي يؤديها منتجك لهم، أين يعمل بشكل جيد، وأين لا يعمل. الرسومات والخربشات القبيحة والمبعثرة التي تصوّر هذه اﻷشياء هي أهمّ بكثير من ملفّات PNG و PDF التي ينتهي بها المطاف في Dribbble. بالنّسبة لي، ملفّات فوتوشوب و PNG هي الجانب اﻷقلّ أهميّة في العمليّة كلّها من البداية و إلى غاية تقديم منتج جاهز. ما يهمّ أكثر هو حينما تُناقش الإيجابيّات والسّلبيات، حينما تُربط اﻷفكار برؤية الشّركة، أو تُطوّر اﻷشياء بناء على هندسة المنتج. كلّ تلك المخطّطات على السّبورة، كلّ تلك الرّسومات اليدويّة وحلول المشاكل على ظهر المنديل، هي ما يجدر بالمصمّمين أن ينشروه على Dribbble. أروني ذلك. بل إنّ وصفا مكتوبا لما يُقصد بناؤه هو أهمّ بكثير من ملفّات الـ PNG أو PDF. فكّر في أربع طبقات للتّصميم التّصميم عمليّة متعدّدة الطّبقات. من خلال خبرتي، يوجد ترتيب مثاليّ للانتقال بين تلك الطّبقات. أبسطها هو أن تنظر إليها كأربعة طبقات: أرى المصمّم تلو المصمّم يركّزون على الطّبقة الرّابعة دون أن يولوا اهتماما بالطّبقات الأخرى. يعملون من اﻷسفل إلى اﻷعلى، بدل العكس. تُعدّ الشبكة، و نوع الخطّ، و اﻷسلوب الجماليّ أمورا غير مهمّة إذا أُهملت الطّبقات اﻷخرى. يدّعي كثيرٌ من المصمّمين أنّهم يقومون بجميع الطبقات لكّنهم لا يثبتون ذلك تطبيقا، ذلك ﻷنّ رسم صور جميلة والانغماس وسط البكسلات هو أكثر متعة من التّعامل مع قرارات تجاريّة معقّدة وأشخاص بآراء مختلفة. لا بأس في أن تبقى في الطّبقة الرّابعة، لكنّ هذا يعدّ فنًّا لا تصميما. أنت بهذا فنّان ولست مصمّما. سيزداد تصميم اﻷنظمة أهميّة مع وصول الويب إلى المزيد من اﻷشياء سيكون لاختراع الويب أكبر تأثير على المجتمع منذ الثورة الصّناعية. يبلغ الويب كلّ شيء. إنّه في منازلنا، في أماكن عملناـ، عند أسرّتنا حال نومنا، و في جيوبنا أينما ذهبنا. الويب معنا في جميع اﻷوقات. هو ينتقل إلى سيّاراتنا، إلى ملابسنا، إلى اﻷشياء التي نملك، وإلى متابعة صحّتنا. بحلول عام 2020، وإن لم يكن قبله، ستكون جميع الشّركات مبنيّة على الويب. كما قال شارل إيمس مرّة،" في النهاية، كل الأشياء ستتصل ببعضها". تصميم صفحات ويب ساكنة ومرتبطة بعضها ببعض هي مهنة في طريقها إلى الموت. الصّعود الباهر للتكنولوجيات الهواتف والأجهزة المُتحرّكة، واجهات برمجة التطبيقاتAPI ، حزمات تطوير البرمجيّات SDK ، والشّراكات المفتوحة بين مختلف المنصّات والمنتجات يرسم صورة واضحة لمستقبل سنقوم فيه جميعنا بتصميم أنظمةٍ متكاملة. ملفاتُ PDF المليئة بالإطارات الشّبكية هي تسليماتdeliverable في طريقها للاضمحلال، فوتوشوب هو أداة تصميم منتجات في طريق الاضمحلال أيضا. المصمّمون الذين يدفعون حقّا بحرفتنا إلى اﻷمام ينتقلون بين الرّسومات، والسبّورات، وأدوات تصنيع النّماذج اﻷوليّة (Quartz Composer، After Effects، Keynote ، CSS/HTML). هذه إحدى الأسباب للاعتقاد بأنّه يجب على المصمّمين أن يبرمجوا. سواءً وافقت على هذا أم لم توافق، يجب على المصمّمين حتما تحديد المشكلة وحلّها ليس عن طريق البكسلات، ولكن بوصف ما يحصل بين أجزاء النّظام، ثمّ الشّروع في البرمجة وبناء نماذج أوّليّة، ليكون بعدها التّعديل الدّقيق كلّما أظهرت البيانات أمورا لم تكن في الحسبان. يعطي العمل على التّفاعل مع بيانات حقيقيّة تصوّرا أفضل لما عليه اﻷمور. تصميمنا يدور حول الوظائف في انتركوم، نتّبع إطار عمل كلاي كريستنسن للوظائف لتصميم المنتجات. نعمل على حصر كل مشكلة تصميم في وظيفة، مركّزين في ذلك على الحدث المسببّ، على الدافع والغاية، والنتيجة المرجوّة: عندما _______ ، أودّ أن _______ ، حتّى أتسطيع أن _______ . على سبيل المثال: عندما يسجّل مستخدم جديد، أودّ أن أُنبَّه بذلك، حتّى أستطيع أن أبدء معه محادثة. هذا يعطينا وضوحا، ويمكنّنا من ربط هذه الوظيفة بالمهمّة وإعطائها أولويّةً بشكل مناسب. هذا يضمن لنا كذلك التّفكير باستمرار في طبقات التصميم اﻷربع، ويتيح لنا رؤية أجزاء النّظام المتعلّقة بهذه الوظيفة والعلاقات والتفاعلات اللّازمة لتسهيلها. يمكنّنا هذا من التّصميم من اﻷعلى إلى اﻷسفل، مرورا بالنتيجة، فالنظام، فالتفاعلات، قبل الوصول إلى التصميم المرئيّ. بالإضافة إلى استعمال الوظائف، نحن نعمل أيضا على بناء مكتبة أنماط تعكس الطّبيعة المتعلّقة بالنّظام في أعمال تصميمنا. سنقوم بالتّصميم أكثر فأكثر باستخدام شيفرات من المكتبة بدل الاعتماد على الفوتوشوب. ليست هذه الطّريقة مثاليّة، لكنّنا نعمل على تحسينها باستمرار. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Dribbblisation of Design لصاحبه: Paul Adams. tuto-gratuit-photoshop-les-dents-de-la-mer.zip
-
أوّلَ ما أطلقت شركتي الأولى، كنت في سنّ الواحدة والعشرين، كنتُ أصلع، وكانت لي ثقةٌ اجتماعيةٌ بالنّفس مُماثلة لتلك التي تجدها لدى فأر حقول موبوء. لحسن الحظّ، بدأت شركتي مع مدير مبيعاتٍ فائق الثّقة بالنّفس، تبيّن للأسف أنّه ميؤوس منه ومختلٌّ تمامًا. لقد لكمني في وجهي عند ثاني اجتماعٍ لمجلس إدارتنا. عند تقديمنا لأحد أوّل عروض البيع pitches لبعض الزّبائن المحتملين، أخذ يتفاخر بأنّه "ليس شخصًا ذي ميولات تقنية" وأنه "لا يعرف كيف يستخدم البريد الإلكتروني". لم تكن تلك كلماتٍ مُلهمةً تصدُر من شركة تصميم ويب متطوّرة. إذًا حتّى أضمن لُقمة العيش، تعلّمت بسرعةٍ فن المبيعات. تحصّلت في عامنا اﻷوّل على عقود حكوميّة وزبائن من بين قائمة FORTUNE 500، كلّ ذلك بدون مال وبمكتبٍ بحجم الثلّاجة. دعوني أخبركم كيف فعلت ذلك. المصداقيّة أوّلا وقبل كل شيءلا تملكُ النّشاطات/الشّركات التّجارية الجديدة سُمعة. إذًا في البداية، تكون المصداقيّة كلّها مبنيّة عليك أنت، المؤسّس. من جهتي، أنشأت مواقع ويب لمّا كنت لا أزال طالبا. أحد هذه المواقع كان شبكة اجتماعية لجامعتي، نمت لتضمّ آلاف مستخدمين النّشِطين، وكان يُحدث الكثير من الضجّة في الحرم الجامعي. بنيت أشياء كهذه ﻷنّني -ببساطة- أردت ذلك، وكانت نتيجة شغفي. عندما لا تستطيع العثور على عمل مأجور، ابنِ أشياء بدون مُقابل. العمل المجّانيُّ هو طريقك للتّمهيد للمصداقيّة، ولا تحتاج إذن أحد للحصول عليه. الحماس + المعرفةلم أكن رجلَ مبيعات اعتياديًّا، بشعرٍ أسود مُرجّل وبدلات فاخرة. غير أنّي كنت متحمّسًا بشدّة وعلى قدر كبير من المعرفة. وتبيّن أن ذلك هو أكثر ما كان يهمّ. النّاس تشتري من النّاس. قد لا يُعجبك ذلك، لكنّك ستؤثّر فيهم بشكل أقلّ بالخصائص التي تقدّمها أو بالمطويّات الإعلانية التي توزّعهما عليهم. سيقيّمونك كشخص، فيحسُن بذاك الشخص أن يكون مقنعا. إن تحدّثت بشكل مثير وبإخلاص عن كلّ اﻷشياء الرائعة التّي بإمكانك أن تُقدّمها لهم، فحماسُك هذا سيُقنع الكثير من النّاس. وعلى مصداقيّتك أن تقوم بالباقي. الثّقة بالنفس تأتي مع الوقت، لكنّ أفضل طريقة لبناء الثقة بالنفّس هي أن تُتقن شيئا ما ثم تظهر به أمام أناس يقدّرونه. تواصل مع جميع من تعرفأوّل عملية بيع لي – موقع بقيمة 3000 جنيه استرليني (5000 دولار) – كان للإقامة الجامعيّة التّي كنت أسكن فيها كطالب. هؤلاء كانوا أناسًا أعرفهم. حجزت لنفسي اجتماعًا معهم وأقنعتهم بما يُمكنني تقديمه لهم. لقد كنت أعرفهم وأعرف ما الذي يريدون؛ لقد اقتنعوا، ولعبت الشبكة الاجتماعية التّي سبق لي وأن أطلقتها دورًا كبيرًا في ذلك، إضافة إلى كونهم يعرفونني. هذا هو المفتاح. النّاس يشترون ممّن يعرفون. قد لا يروقك سماع هذا، لكن هذا لا يعني أنّه غير صحيح. يكفي فقط أن يعرفك شخص يعرف شخصًا آخر لكي تُفتح لك أبواب مُعظم اﻷماكن. بعتُ للكليّة التي درست فيها في الجامعة. قدّمت عرَضًا للبيع في الشّركة التي كان أصدقائي يعملون فيها. كلّ شخص عرفته، مهما كانت درجته تبدو صغيرة، كان طريقا محتملة لفرصة أخرى. هذا الأمر سمح لي بتحقيق مبيعات قدرها 3 ملايين لشركةٍ ضمن قائمة FORTUNE 500 في عامنا اﻷول. تعرف لاحقًا على "أحداث التعارف" (networking events)، لكنّي لم أستعن بأيّ منها خلال السّتة أعوام اﻷولى من نشاطي التّجاري. أفضل الأبواب التي تطرقها لتحقيق مبيعات هي تلك الأبواب (الأشخاص) التي تعرفها، وأعظم خطأٍ يقع فيه النّاس هو أن يظنّوا أنّهم لا يعرفون أحدًا. بادر بالوصول إلى الأسماء الكبيرةسمحت لي أول عملية بيع صغيرة لقسمٍ بالجامعة بأن أقول "لقد صمّمت موقعا لهذه الجامعة". لا بأس إن كان مشروعا صغيرا؛ أو حتّى لو نفّذت المشروع مجانًّا. أقوى مؤشّر لمصداقيّتك ليس هو عملك، وإنّما اﻷسماء التي بإمكانك أن تربطها به. أحد أكبر الآثار الجانبيّة للأسماء الكبيرة هي أنّها تميل إلى امتلاك العديد من المُوظّفين، الّذين قد ينتقلون إلى مؤسّسات أخرى وينصحون بخدماتك. أحدُهم في تلك الجامعة انتقل للعمل في مجلس بلديّ، فتحصّلت بعدها بقليل على أوّل زبون حكوميّ. موظّف آخر أيضًا غيّر مكان العمل فتحصّلت على زبون آخر. اﻷسماء الكبيرة تجذب اﻷسماء الكبيرة. شيءٌ آخر يجب الانتباه إليه بخصوص اﻷسماء الكبيرة – بإمكانك النّمو من خلالها. خلال الخمس سنوات التي تلت، سمح لنا موقع الكليّة الصّغير ذاك بتقديم عرض بيع في القسم التي تتبعه الكليّة، وفي الأخير لكلّ الجامعة – أكثر من 20,000 صفحة والمزيد من الأموال. لم نخسر ذاك العقد أبدًا لمدّة عشر سنوات. أكتب وتحدّث بشكل جيّدبإمكانك الظّهور بشكل لائق، بالطّبع، لكن لا تُعلّق كلّ آمالك على مظهرك. لن يُكسبك مظهرُك الكثير من المبيعات، لكن المظهر السّيّء سيكلّفك بالتّأكيد بعضًا منها. لا تكن ذلك الشّخص المُتحاذق الذي لا يدرك (أو يتجاهل) أنّه بحاجة إلى قصّة شعر، إلى استحمام أو إلى مزيلٍ للعرق. أتقن التّحدث و الكتابة بوضوح. جودة تواصلك هي واحدة من أقوى المؤشرات التي سيعتمد عليها النّاس عند الحكم عليك؛ قد تجعل شخصًا ذكيّا يبدو أحمقًا، وقد تجعل أحمقا يبدو ذكيّا بعض الشيء. إذا كنت لا تحسن استعمال علامات التّرقيم مثلًا، فيجدر بك أن تعلم أن النّاس الذين يولونها اهتمامًا سيُقلّلون من شأنك بسببها. ولن يخبروك أبدا بذلك. لا تُخلط التواصل الاحترافي بالكلمات المزخرفة والجمل الطويلة. إذا كنت تستطيع أن تقول الكثير بكلمات قليلة، ففُرصُك أحسن بكثير في أن تُسمع وتُحترم. لا تُقلّد ما تقوم به الشّركات الكُبرىإذا كانت خطّة مبيعاتك تتعلّق بتحسين محرّكات البحث أو "التّسويق الاجتماعي"، فاعتمد خطّة مغايرة. اسأل النّاس الّذين يستخدمون هذه الاستراتيجيات، وسيخبرونك بأنّها مفيدة على المدى البعيد فقط، ويُمكن اعتبارها من الكماليات التي يُمكن للشركات الضّخمة القيام بها. أنت لست كوكاكولا، خطّط وِفق ما يتناسب مع ذلك. الإعلانات بشكل عام مقبرة تدفن فيها أموالك. انظر إلى الشركات التي تُضاهيك حجمًا ونموًا، كيف يُعلنون وإن كانت إعلاناتهم تُحقّق فوائد. إذا قرّرت أن تُعلن فأعلن بشكل لا يُرهق ميزانية شركتك. لا تضيّع المال على توافه وشراء ألقاب ومُقتنيات سابقة ﻷوانها. ليس لإضاعة اﻷموال لشراء مُقتنيات فاخرة (ساعة/سيارة/مكتب)، أية عوائد أو تأثير مُباشر على مبيعاتك. قد تعطيك إحساسًا رائعًا، لكنّها بالكاد تؤثّر على مبيعاتك. لم أملك سيّارة خلال أوّل خمس سنوات من نشاطي التّجاري وتمكّنت من افتكاك عقود بـ 100 ألف جنيه استرليني (160 ألف دولار) في السّنة. ملخّص* إذا لم تكن لك سُمعة، فاعمل مجّانا. * النّاس يشترون من النّاس، فكن مُتحمّسا وواسع الاطّلاع والمعرفة. * تواصل مع جميع معارفك * بيع صغير لاسم كبير هو دعامة تبني سمعتك عليها. * المؤسّسات الكبيرة ستتكلّم عنك بشكل أسرع بكثير. * اعتن بمظهرك فهو مُهم، ولكن أكثرَ أهميّةً، أكتب جيّدا وتحدّث جيّدا. * لا تتوقّع النّتائج من خلال تحسين محركات البحث، من الإعلانات ولا من المظاهر. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to win your first clients لصاحبه أوليفر إمبرتون
- 1 تعليق
-
- 1
-
نشرت مؤخّرًا مجلّة Inc لقاءً قلتُ فيه بأنّنا لاحظنا ارتباطًا بين امتلاك المؤسّسين لُكنات أجنبيّة قويّة (very strong foreign accents ) وبين أداء شركاتهم السّيّء. حمل بعضهم هذا القول على أنّ فيه رُهابًا من اﻷجانب، أو حتّى أنه عنصريّ – وكأنّني قلت أن امتلاك لُكنة أجنبيّة أمرٌ سيّء مطلقًا. لكن ليس هذا ما قلته، ولا ما أعتقده. لا أحد هنا في وادي السيليكون يعتقد هذا. العديد من أنجح المؤسّسين هنا يتحدّثون بلُكنات. الحالة التي كنت أتحدّث عنها هي عندما يكون للمؤسّسين لُكنات قويّة لدرجة أن يصعب على النّاس فهم ما يقولونه. ليست المشكلة فيما تُرسل تلك اللكنات من إيحاءات، ولكن عمليّا في صعوبة النّهوض بشركة ناشئة عندما لا يستطيع النّاس فهمك. لقد وضّحت هذا من قبل عندما تحدّثت حول هذه المشكلة مع مراسل صحيفة New York Times : هل استوعب الجميع هذا؟ هل اتّفقنا على أنّه لا بأس باللكنات؟ المشكل عندما لا يستطيع النّاس فهمك. لدينا العديد من اﻷدلّة التّجريبية على أنّه يوجد حدٌّ إن تجاوزته صعوبة فهم المدير التّنفيذي فإنّها تضرّ بآفاق الشّركة. وفي حين أنّنا لا نعلم بالضّبط كيفيّة ذلك، إلّا أنّني متأكّد أن المشكل لا يكمن فقط في صعوبة فهم المستثمرين لعرض اليوم التجريبيّ للشّركة. يدوم عرض اليوم التجريبيّ دقيقتين وثلاثين ثانية فقط. مع عرض بهذا القِصر، بإمكانك فقط أن تحفظ طريقة نطقه. المحادثة هي المشكلة الأكبر، بحسب ما أعلم من خلال خبرتي في القيام بالكثير من ساعات المكتب. نتحدّث في ساعات المكتب office hours حول العديد من النقاط الدّقيقة. (بل إنّ الحديث عبر الهاتف عوض المقابلة الشّخصية يُحدث تدهورا مُعتبرا. لذا نحن نُصرّ على أن تنتقل الشّركات التّي نموّلها إلى وادي السيليكون خلال فترة احتضانها فيYC). أعلم أنّني لا أتعمّق كثيرا مع المجموعات التي لا تحسن التّحدث باللغة الإنجليزية، إلّا أنّه بإمكاني أن ألمس ذلك؛ نحن فقط لا نستطيع التّواصل بشكل جيّد بما فيه الكفاية. وغالبًا لمّا أشعر بأنّ ذلك حاصل، أحذّر المؤسّسين من الأمر، لأنّ غالبيّة النّاس الذين يلاقونهم لن يَجِدُّوا في فهمهم كما أفعل أنا. مؤسّس شركة ناشئة هو مندوب للمبيعات بدوام كامل. فهو لا يبيع بشكل مُباشر للزبائن، ولكن للموظّفين، للشّركاء وللمستثمرين، الحاليّين والمرتقبين، وللصّحافة أيضًا. وبما أنّه لا يسهل التّفريق عادة بين أفضل أفكار الشّركات النّاشئة وأشدّها سوءًا، فلا مجال لسوء التّفاهم. بل إنّ الكثير من النّاس الذين تلاقيهم كمؤسّسٍ يكونون غير مُبالين في البداية، إن لم يكونوا متشكّكين. هم لا يعلمون بعد أنّك ستصبح عظيما. أنت فقط أحد اﻷشخاص الذين التقوا بهم في ذلك اليوم. لن يعملوا بجدٍّ كي يتمكّنوا من فهمك. إذًا لا يحسُن بك أن تجعل إمكانيّة فهمك تتطلّب جهدا. لقد فكّرت في مجرّد ترك هذا الجدل ليتلاشى. لكنّي تذكّرت سبب قولِ ما قلته عند اللقاء في المقام اﻷوّل: مساعدةُ المؤسّسين. (لقد ذكرت ذلك في اللقاء، لكن تمّ قطعه من النّسخة التي نُشرت). هاهُنا رسالة مهمّة أودّ أن أوصلها للمؤسّسين، ولا يكمن خطر تحريف ما قلته فقط في تلقّي المؤسّسين نسخة تهكُّمية، ولكن في ضياع الرّسالة الأصليّة. تحدّثت قبل أعوام مع امرأة ضمن نوعٍ من البرامج الرّيادية في وسط أوروبا. سألتني مالذي يمكنها فعله لإعداد النّاس ليتم قبولهم في ـ Y Combinator. أعتقد أنّها كانت تأمل أنّني سأخبرها عن كيفيّة تعليمهم عن الشّركات النّاشئة. لكن كما قد كنت كتبت في موضع آخر، الطّريقة المُثلى للتّعلم عن الشّركات النّاشئة هو إنشاء واحدة. أخبرتها أن أهمّ شيء يمكنها فعله هو أن تتأكّد بأنّهم يُحسنون التّحدث باللغة الانجليزية. ما يهمّني هو إيصال هذه الرسالة إلى روّاد الأعمال الذين يرغبون في القدوم من بلاد أخرى إلى وادي السّيليكون. لا بأس أن تكون لك لُكنة، لكن يجب عليك أن تُمكِّن الناس من فهمك. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Founders' Accents لصاحبه بول جراهام مؤسس حاضنة واي كومبينايتور
-
لا تحتاجُ إلى مؤهّلاتٍ ولا إلى المال، لا إلى دماغٍ بحجم كوكب ولا حتّى إلى فكرة جيّدة بشكل خاصّ. كلّ ما يحتاج رائد اﻷعمال القيام به هو بناء شيءٍ يُدِرٌُ المال باستمرار. يجب أن تنظر إلى الشّركة على أنّها آلة تُصمّمها وتبنيها. مثل آلة ماكدونالدز التّالية: لآلتِك تلك أجزاءُ معيّنة. تبيع شيئًا ما لشخص ما، وتعيد استثمار جزءٍ منه لتحقيق أرباح أكثر في المستقبل. ما يبقى هو ربحٌ للمالك. هذه آلة Google: إذا كنت تستطيع تصميم، صُنع، امتلاك والاعتناء بآلة مماثلة، فبإمكانك فعلاً أن تصبح ثريًّا للغاية. هذا لا يعني أن اﻷمر سهل، و لكنّ معظم الحواجز التي تظنّ أنّها ستوقفك لن توقفك. هل أنت مُهتم؟ لنتحدّث عنكهل أنت شابّ، فقير، غير مُؤهل – طالب، أو تكره عملك الحاليّ؟ ربّما متمرّد بعض الشّيء؟ ممتاز. ليست لديك عادات سيئة، ومستعدٌّ لكي تعمل حتّى تتساقط أظافرك، وتتدحرج مُقَل عينيك على المكتب. العالَم بانتظارك. ربما أنت أكبر سنًّا من ذلك، أرجح عقلًا، تملك بعض النّقود المدّخرة، وبعض الخبرة في عملٍ مستقرّ؟ ربّما يثقل كاهلك رهن أو دين ولديك أولاد؟ مُهمّتك أصعبُ نوعًا ما لكن يمكن القيام بها أيضًا، بالرّغم من أنها قد تُشعرك أنّك تحاول الرّقص إلى الخلف فوق رمال متحرّكة. أهمّ الصّفات التي يُمكن لرائد اﻷعمال الجيّد أن يتحلّى بها: الحيويّةُ والإصرار/التّصميم. إن كانت لديه القدرة على الإقناع فهذا أمر إيجابي أيضًا، وإن لم تكن لديه فيُمكنه تعلّم ذلك؛ بدأتُ كطالبٍ مجتهد خجول في سنّ الواحدة والعشرين، تعلّمت بعد ذلك بقليل فنّ المبيعات لأنني كُنت مُضطرًا للقيام بذلك لإعالة نفسي.. طالت المُقدّمة كثيرًا، لنتعرّف كيف يُمكنك تحقيق ثروة هائلة.. الفكرةانسَ كلّ اللغط الذي يُثار حول قيمة اﻷفكار. اﻷفكار رخيصة ولا قيمة لها؛ قيمة الفكرة الواحدة أقل بكثير من قيمة شطيرةٍ أُكِل نصفها، على اﻷقلّ تستطيع أكلَ نصف الشّطيرة الآخر. بالطّبع أنت بحاجةٍ إلى فكرة. لكن ينبغي عليك أن تعيَ أنّ أكثرَ الشّركات نجاحًا لم تُبنَ على أفكار مذهلة. اختارت ستاربكس الطريق السَّمِج ببيع القهوة في سياتل. فيس بوك بَنَت نسخة أفضل من شبكة ماي سبيس. Google أرادت أن توفّر مُحرّك بحثَ أفضل من ياهوو. مايكروسوفت قلّدت آبل والتي قلّدت بدورها زيروكس. اﻷفكار اﻷصليّة مبالغٌ في تقييمها. في المُقابل الأهم من ذلك (وما لا يُمكن القول بأنّه مُبالغ في تقييمه) هو التّوقيت المُناسب. اختارت Google التّوقيت المثاليَّ لصُنع محرّك بحثٍ أحسن (القيام بذلك الآن يُعتبر ضربًا من ضروب المُستحيل). ما تودّ فعله إذًا هو أن تكون فطنًا وتُدرِكَ الاحتياجات التي لم يُلبّها السّوق بعد. عليك تحديدُ منتَجٍ أو خدمةٍ يُمكنها أن تُحقّق رواجًا سواء كان المُنتج أصيلًَا أو تقليدًا. إنّ تنقيح فكرة موجودة غير مكتملة الإنجاز أيسرُ في العادة من خلق فكرة جديدة من الصّفر. يتردّد النّاس في إطلاق مشاريع تجارية في المجالات التي تكون فيها المنافسة حاضرة، لكن قد تكون المنافسةُ عاملًا جيّدًا. أحسنُ مكانٍ لافتتاح مطعم جديد هو بجانب مطعم آخر ناجح ؛ فلقد تكفّلوا بتنفيذ العمل الشاقّ بدلًا عنك، وبنو جمهورًا من المُستهلكين في ذلك المكان. العديدُ من المشاريع الرّابحة قام نجاحُها على إنجازاتِ مشاريع أخرى. وجود منافسين في العادة خيرٌ من انعدام المُنافسة. عليكَ أن تكون أفضلَ من منافسيك بنسبة عشرةٍ في المئة فقط. شخصيًّا أحثُّ على محاولة تقديم شيءٍ سترغب أنتَ وأصدقاؤك في الحصول عليه بمُجرّد أن تقع أعينكم عليه. ستعرف أكثرَ عن مجال اهتمامك، ستفهم زبائنك بشكل أفضل، وستكون مولعًا بما تقوم به. إذا كنت تستطيع أن تجعل شركتك تعنى بـ "لماذا" وليس "ماذا" ستُلهِم نفسك والذين من حولك. وحتّى تتمكّن من البقاء حيًّا في الخطوة التّالية ستحتاج رشّةً مُعتبرةً من الإلهام. البدايةإنّ إنشاء شركة يُشبه قليلًا تربية اﻷولاد؛ الكلُّ يظنُّ أنّك تَعلَمُ ما تقوم به، ولكن لا يرافق اﻷولاد ولا الشّركاتُ كُتيّبات للتّعليمات. ستتعثّرُ قليلًا خلال العملية لكن ستتعلّم مع مرور الوقت. من المُرجّح جدّا أن تتعرّض للفشل مع البداية. أنت تَطمحُ إلى بناءِ آلة سحرية تضخ لك الأموال، لكن من المُحتمل أنّك لا تملك جميع مكوّنات هذه الآلة، وقد تُكلِّفك بعض المُكوّنات أكثرَ ممّا تملك. يُحتمل أيضا أنّ نصفَ فكرتك خاطئ، ولكنّك لا تعلم أيَّ نصف هوَ النّصف الخاطئ. كلُّ هذا عاديّ. إحدى ركائز إنشاء شركةٍ هو إقناع النّاس أن يثقوا بك وأن يؤمنوا بك حتّى قبل أن ينبغي عليهم ذلك. لمّا أسّس ستيف جوبز شركة آبل، لم يكُن لديه المال ولا الزّبائن؛ ما قام به حينها هو السّمة المُميّزة لرائد اﻷعمال النّاجح. عمِل أوّلًا على إقناع متجرٍ محليٍّ للحواسيب أن يقدّموا طلبًا لشراء حواسيب لم يتم تصنيعها بعد، مع الدّفع له عند التّسليم. بعدها قام بإقناع مزوّدٍ للمكوّنات الإلكترونية أن يبيعه المُكوّنات التي احتاجها لصُنع تلك الحواسيب، مُستخدما الطّلب الذي تحصّل عليه من متجر الحواسيب كضمان على قدرته على دفع ثمن ذلك. عَمِل بعدها جوبز وفريقُه الصّغير في مُستودعهم على صُنع هذه الحواسيب وسلّموها في الوقت المحدّد، وتحصّلوا بذلك على ربحٍ محترم. يُمكن القول بأنه تم إطلاق آبل من لاشيء. يقوم مُعظم رُوّاد اﻷعمال الجُدد بمثل هذه المناورات في البداية. إن كانت تبدو مخيفة، فلأنّها فعلًا مُخيفة. كان عليَّ مرّة أن أدفع رواتب الطّاقم من بطاقاتي الائتمانية المُثقلة باﻷعباء، لمّا فَشِلت إحدى الطّلباتُ المبكّرة. يجب عليك أن تتظاهر بالأمر إلى غاية أن تُحقّقه You fake it until you make it. خلال قيامك بذلك، ستحتاج أن توازن بين رغبتك في بناء شركة رائعة (مثالية) ودفعِك للفواتير (واقعيّة). غياب أحد هذين الطّرفين (المثالية/ الواقعيّة) سيقضي عليك وعلى شركتك النّاشئة. أعتقد أنّ هذا هو سببُ شيوع الشّراكات ما بين شخص مثالي وآخر واقعي في عالم اﻷعمال. لا تحاول أن تتوسّع بشركتك النّاشئة قبل أن تنضج. لا تحاول أن تُصبح شركة كبيرة بشكلٍ سابقٍ لأوانه لكن ذلك لا يمنعك من أن تضع هذا الهدف نصب عينيك. تمهّل في الإنفاق والتّوظيف في البداية. لا تُضيّع الوقت في كتابة أهداف الشّركة mission statements وتحديد القوانين الدّاخليّة policy documents. أنت صغير، خفيف وفي مهمّة بناء مُنتجات وبيعها. سيكون هناك وقتٌ لقسم الموارد البشريّة لاحقًا. لا تتفاجأ إذا غيّرتَ الشّركة كليًّا. يندُر أن تنجوَ الشّركات بعد أن تطلق مُنتجاتها وتوصلها إلى المُستخدمين. مع ذلك حاول تفادي تغيير الشّركة بشكل مُتواصل فمن النّادر أن يوصل ذلك إلى نتيجة. اصمد لوقتٍ كافٍ، أعِد استثمار أرباحك الضّئيلة وضاعفها. في النّهاية، يُمكنك المرور إلى النّقطة التّالية. شركة لا تعتمد بشكل أساسي على مُؤسّسهاهذه الخطوة تفشل الكثير من الشّركات الصّغيرة في القيام بها. أن لا تعتمد بشكل أساسي على مؤسسها. إلى الآن، تتضمّن آلتُك السّحريةُ بالتّأكيد جزءًا غيرَ قابلٍ للتغيير: أنت. إذا كانت خلفيّتك في المُحاسبة، فأنت على اﻷرجح رئيس المحاسبين. إذا كنت مُبرمجًا، فمن المُحتمل أنّك أحسن مبرمج في الفريق. أيًّا كان ما تفعله، فلا بدّ أن تَشعُر بأنّك ضروريّ ومُنهكٌ بعض الشّيء. هذا هو الجزء اﻷصعب: تحتاج أن تجعل نفسك قابلًا للاستبدال. إذا حدث لك مكروه، فلا بدّ لشركتك أن تواصل العمل بشكل عاديّ. ينبغي أن تقضيَ كلّ وقتك في العمل على شركتك، وليس العمل في شركتك، لأنّك إن لم تقم بذلك فهذا يعني أنّك تعمل أعمالًا حرّة (تعمل لدى نفسك) ووظّفتك مُساعدين لمُساعدتك. لا تستطيع بعض الشّركات الهرب من هذه المِصْيَدة. إذا كنت مُسوّقا بارعًا مثلًا فإنّه سيشقّ عليك ذلك. هذا ﻷنّ ما يجعل شركتك ناجحةً هو أنت، وإن لم تتمكّن من بناء شركة لا تكون أنت ركيزتها الأساسية، فلن تستطيع النُّموّ. بنت ماكدونالدز شركة تعمل حتّى لو لم يقوموا بتوظيف سوى العمّال ذوي الأجر الأدنى. آليّتهم تجعلُها تعمل: يتم تحضير كل وجبة بشكل فعّال وبشكل لا يُمكن تمييزها عن الباقي، ولا مكان للحظ أو الصُدفة معهم. علامتها التّجارية قويّة لدرجةِ أنّ النّاس يصطفّون حول العالم للأكل هناك. قد تكون شركتك مختلفةً جذريًّا، لكن عليها أن تكون متينةً بشكلٍ مُماثل. إذا حقّقت هذا، فأنت تملكُ الآن شيئًا مكتفيا ذاتيّا. ينبغي أن تتمكّن من تخصيص راتب مُجزٍ لك حتى لو لم تكن تذهب إلى العمل مطلقًا. وقتُك الآن متاحٌ للتّعديل على شركتك وتحسينها، وجعلِها شيئًا أفضل. والآن لِتَسُودَ العالم، كلُّ ما تحتاجه هو التّوسّع. التوسّع Scaleتُشبِه الخطوة اﻷخيرة قليلًا لعِبَ "من سيربح المليون". كلُّ سؤالٍ تجيب عنه بشكلٍ صحيح يضاعِف أرباحك، وإلّا فإنّك ستعود أدراجك إلى المنزل. لا ترتكب ذلك الخطأ السّاذج باعتقاد أنّ الشّركة الكبيرة هي كشركةٍ صغيرة لكن أكبرَ حجمًا. مع نموّ الشّركة، قد تتغيّر قواعدك وثقافتك كليّةً. بل قد تجدُ أنّك تُبغض الشّركة التي أنشأتها بنفسك (كثيرٌ من المؤسّسين يشعرون بتضاربٍ مثلِ هذا، في النّهاية). إذا كنت قد وصلت إلى هذا الحدّ، فلديك عدّةُ خيارات: إمّا توظيف من يُساعدك على إدارة الشّركة، أو البيع، أو المجازفةُ ومشاهدتُها إلى أين ستأخذك. تذكّر أنّه لا يُمكن لشركة أن تنموَ بشكل لا نهائي. تكون مُعظمُ الصّناعات أكثرَ فعاليّةً عند أحجامٍ مختلفة – من السّهل أن تكون شركةَ سَمكَرةٍ من شخصين، لكنّه يستحيل تقريبًا أن تبنيَ شركة سمكرةٍ بألف رجل. اعلم حدود نفسك مُسبقًا. البرمجيّات مثالٌ عن صناعةٍ تتوسّع كثيرًا بشكل جيّد، لهذا السّبب هي تخلق العديد من الأثرياء الشّباب. وأخيرًالم يسبق أبدًا أن كان إنشاءُ شركةٍ أسهلَ ممّا هو عليه حاليًّا. بإمكانك خلقُ منتجك الخارق في غرفتك في الإقامة الجامعيّة بدون تسجيلها كشركة ذات كيان قانوني، وهذا بالفعل ما قامت به فيس بوك. أعتقد أن ريادة اﻷعمال هي نوعٌ من القِمار المثقّف. المهارة والإصرار عوامل مُهِمّة، لكنّ الحظَّ يلعب دورًا كبيرا. لكن طالما تستطيع النّهوض كلّما سقطت، تُجرّب أشياءَ مختلفة وتستمرُّ في التّعلم، فالفرصُ في صالحك. عليك فقط أن تتجرّأ على أخذها. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The ultimate guide to becoming an entrepreneur لصاحبه: Oliver Emberton
-
عندما يقوم المشاركون في بناء منتج ما باستخدامه بشكل دائم، يُقال عنهم بأنّهم يقومون بالـ dogfooding (يستخدمون مُنتجهم الخاص). يساعد الـ dogfooding على اتّخاذ قرارات تصميم جيّدة، ولكن له أيضا جوانب سلبيّة. مثلما أشار إليه جارد سبوول، عندما تقوم فرق العمل بتصميم وبناء مُنتجات تستفيد منها وستخدمها بشكل مُباشر، فإنّها تعمل دائمًا على تحسين المهام التي يقومون بها بشكل متكرر، ولكنّهم يُهملون المهام الحسّاسة ويندر تكرارها. أكثر هذه المهام عرضة للإهمال هو عملية تسجيل مستخدم جديد والتحاقه أو ما يُعرف بـ onboarding . الكلّ يقوم بهذا مرّة واحدة ووحيدة، لذا فلا يكشف الـ dogfooding عن أيّة إمكانيّةٍ لتحسينها. لكنّ إهمال تجربة الالتحاق هو كإعادة تزيين المطعم من الداخل مع تجاهل الجُثّة المُلقاة على عتبة الباب. قد تتعجّب من عدم قدوم الضّيوف، لكن لا أحد غيرك يعجب من ذلك. إليك بعض العلامات التّي تدلّ على أنّك تُفرط في استخدام الـ dogfooding. 1. جولة المُنتَج منتهية الصّلاحيّةعند مرحلةٍ ما من خارطة طريق منتجك، قام أحدهم بتصميم جولةٍ للمنتج product tour لاستعراض كلّ المزايا التي كانت لديك. لقد كانت على اﻷرجح تعمل بشكل رائع مع كلّ مستخدم جديد حصلت عليه حينها. بعد ذلك تغيّرت واجهة المستخدم. تمّ إضافة المزيد من المزايا، ومن المُفترض أنّه تمّ التّخلّص من أخرى. و صار تحديث جولة المنتج عملًا روتينيّا مُملًّا، تمّ إهماله لصالح الجديد من المزايا والمزيد من الإشراق. يأتي الآن مستخدم جديد، فلا يستطيع أن يجد معنًى لما يحصل. أمر ما كان في قائمة الخيارات هو الآن في قسم الإعدادات. بعض الشّاشات اختفت نهائيًا، وبعضها يبدو مختلفا تمامًا. لا يرى المستخدمون الجدد أنّ جولة المنتج هذه منتهية الصلاحية فحسب وإنما ستُصيبهم بالحيرة. فبدل أن يتّصلوا بخدمة العملاء فإنّهم سيتذمّرون فقط ويتذكّرون كم من الوقت مضى منذ أن وجدوا مُنتجًا جيّدًا. وهو ما يُشكّل خسارة مُحتملة للزّبون. 2. التوثيقات وتسجيلات الشّاشة لم تعد ذات صلةبالإضافة إلى إهمال تجربة الالتحاق، لا يقوم فريق مُنتجك بقراءة التوثيقات documentation أو مشاهدة تسجيلات الفيديو الخاصّة بالمُنتج screencasts بشكل منتظم. لماذا سيقومون بذلك؟ هم يعرفون كيفيّة عمل كلّ شيئ بالضّبط، بل هم الذين بنوه بأنفسهم. إذا لا أحد يدرك أن صلاحية التوثيقات قد انقضت بشكل مُحبط. لا أحد يلاحظ أن تسجيلات الفيديو تحمل الشّعار القديم، وتُبيّن كيفيّة استخدام المُنتج لكن بنسخة قديمة من واجهة المستخدم والتي لم تعد متوفرة أصلًا. للمستخدمين الجدد، هذه التوثيقات عديمة الفائدة أكثر ممّا هي عليه جولة المنتج. تسجيلات الفيديو رائعة لكنّ المستخدمين لا يتمكّنون من إيجاد الشّاشات التي تظهرها، أيًّا كانت التبويبات التي ضغطوا عليها، هم حائرون. نحن نعرف ما يفعله المستخدمون الحائرون. سيعودون من حيث أتوا، وهو ما يُشكّل خسارة مُحتملة للزّبون 3. تواصل سيّئ عند الالتحاق رسائل دورة الحياة، حملات drip marketing، التسويق الآلي – سمّها ما شئت، هي أيضا تتقادم كلّما ازداد المنتج نضجا. بل بإمكانها أن تصبح فوضى: قد تؤدّي أزرار Call to actions في رسائلك الإلكترونيّة إلى صفحات 404، قد لا تبقى بعض الخصومات الخاصّة صالحة، لقطات الشاشة و الشّروحات تنقضي صلاحيتها... هناك الكثير من المحتوى الذي ينبغي أن يبقى مُحدّثًا هنا، و لكنّ المشكلة أنّ فريق العمل لا يستقبلون الرّسائل التي تُرسل إلى المُستخدمين الجُدد بعد اليوم الثّالث من تسجيلهم. فهم يستخدمون المُنتج منذ أزيد من 300 يومًا . إذًا من سيلاحظ أن هذه الرّسائل منتهية الصلاحية؟ المستخدمون من سيُلاحظ ذلك، ومن جديد، عِوض أن يُبلغوا عن ذلك، سيقومون فقط بالضغط على إلغاء الاشتراك. تمّت خسارة مستخدم محتمل. قم بالتّسجيل في منتجك كل أسبوعالطريقة الوحيدة لتلاحظ أيّا من هذه المشاكل هي أن تجعل "الالتحاق" onboarding أمرًا تختبره بشكل منتظم. ستتدارك اﻷمور وستتمكّن من تحديثها قبل أن تخرج عن سيطرتك. هذا عمل شاقّ، لكنّ إطلاق مُنتج جيّد ليس سهلًا بالضّرورة. هذه المهام الإضافيّة هي ما يدفع الشّركات النّاشئة أن تحنّ إلى اﻷيّام التي كانوا يضيفون فيها العديد من المزايا الجديدة كلّ أسبوع. لم تكن هناك توثيقات، أو تسجيلات فيديو، أو دليلٌ للمنتج، و لا رسائل دورة الحياة. بالتأكيد، كان المنتج أصغر، و لكن أكثر أهميّةً، لم تكن هناك موادّ تسويقيّة لتُصان. لم يكن هناك مستخدمون للتّواصل معهم أو لتبيع لهم مُنتجًا. كان هناك فقط "أضف هذه الخاصّيّة ثمّ لاحظ إن كانت ستعمل بشكل جيّد". أمّا الآن فصارت "وثّقها، حدّث جولة المنتج، عدّل تسجيلات الفيديو، أعد كتابة رسالة التّرحيب، ثم أضفها". أعلم ما تُفكّر به: البرمجة أيسر بكثير عندما لا يكون لديك مستخدمون لتهتمّ لأمرهم. إلى الشّركات النّاشئة التي تقول أنّها تعتمد الـ dogfooding على الدّوام، أقول أنّ هذا جيّد. لكن تذكّروا، أنهّ يجب أن تقوموا ذلك بشكل مُستمر. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Danger of Dogfooding لصاحبه Des Traynor (داس ترينور هو مُؤسّس خدمة intercom)