لقد أدى الازدياد الهائل للمعلومات والبيانات الرقمية في عالم الإنترنت، إلى ازدياد عدد الشركات والاستشاريين العاملين في مجال تحسين محركات البحث (أو السيو كما تسمى في العامية) على نحو كبير وملحوظ، كما ازدادت أيضًا نسبة وعي وخبرات أخصائيي التسويق الرقمي وبقية مجالاته الفرعية.
نتيجةً لهذا التطور، أصبح النجاح في مجال تحسين محركات البحث أقل تعلقًا بأساليب واستراتيجيات التحسين العامة، حيث أصبح مرتبطًا أكثر بوضع استراتيجيات مخصصة تستفيد من نقاط القوة المميزة الخاصة بنشاطك التجاري (شركتك).
سنستعرض في هذا المقال كيف يمكنك أن تتجاوز التفكير في استراتيجيات وحيل تحسين محركات البحث، لتذهب إلى أبعد من ذلك، وتبدأ في التركيز على كيفية تطوير استراتيجيات مخصصة تقوم على مزايا التنافسية والفريدة لشركتك.
الركائز الثلاث لمحسنات محركات البحث
قبل البدء في فهم استراتيجيات تحسين محركات البحث على مستوى أعلى مما اعتدنا عليه، يجب أن يتوفر فهم قوي للمفاهيم الأساسية، فعندما نتحدث عن تحسين محركات البحث، يمكننا تقليص الأساسيات إلى ثلاث ركائز رئيسية كالآتي:
- العلاقات العامة الرقمية وبناء الروابط: وهي تشير إلى الجهود المبذولة للحصول على إحالات من مواقع الإنترنت الموثوقة إلى موقعك، وتحسين ظهور علامتك التجارية في الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام.
- استراتيجية المحتوى (أي التطوير والتسويق): والتي تشير إلى الإنشاء المنتظم للمحتوى ذي صلة والمحسّن بهدف إثراء موقعك الإلكتروني، أو صفحات الهبوط التي لديك.
- الإجراءات الفنية: والتي تشير إلى سلسلة المهام التي يجب أن تجريها لتساعد خوارزميات جوجل في الزحف إلى موقعك الإلكتروني وفهمه على نحو صحيح، بما في ذلك الارتباط الداخلي Internal Linking وتخطيط هيكلية الموقع وتحسين سرعته.
حيث تختصر كل استراتيجية تحسين، بغض النظر عن مدى تعقيدها أو نوع مُحسّنات محرّكات البحث التي تشير إليها، في هذه الركائز الثلاث بدرجات واختلاطات متفاوتة.
لذلك عندما يتربع موقع إلكتروني منافس لك في تصنيف أعلى من موقعك، فعادةً ما يكون ذلك بسبب إجرائه تحسينات على ركيزة واحدة أو عدة ركائز، لتصبح أفضل مما لدى موقعك.
اقتباسملاحظة: يجدر الذكر أن أول من أتى بهذه المفاهيم هو بول شابيرو، وهو أحد رواد تحسين محركات البحث، والتي قد تحدث عنها في مؤتمر موزكون في عام 2019.
مواءمة إستراتيجية التحسين مع ما تعرفه مسبقا
من أجل فهم نوع استراتيجيات التحسين التي يجب أن يتبناها نشاطك التجاري، يجب أن تحدد نقاط القوة التي يتميز بها.
وهذا يجعلنا نقترب ولو بشيء يسير من المفاهيم الكلاسيكية لاستراتيجيات الأعمال والتجارة، وبالتحديد من مدرسة مايكل بورتر الفكرية، أي بإمكان شركة ما أن تصل إلى أداء مالي أعلى إن كان بإمكانها تنمية ميزة تنافسية وتطويرها، أي أنك بالموازنة مع منافسيك، ستعمل بتكاليف أقل أو تحصل على سعر أعلى أو كلاهما.
يُعَد هذا الأمر غايةً في الأهمية، لأن العديد من اختصاصيي التسويق وتحسين محرّكات البحث قد تقبلوا حقيقة أن الشركة لديها أولويات لا حصر لها، وأن تحسين البحث ليست المهمة الوحيدة التي يجب العمل عليها، بل لديهم التزامات أخرى تحتاج التركيز وعملاء للتحدث معهم، وعمليات داخلية لتحسينها، والعديد من مسؤوليات التسويق الأخرى. وهذا يعني شيئًا واحدًا، أنه ولكي تنجح الجهود الموظفة في تحسين محركات البحث، فهم بحاجة لأن يتلاءموا مع كيفية عمل شركاتهم من ناحية التسويق، ومن النواحي العامة.
فمثلًا، في حال كانت الميزة التنافسية لشكرتك هي قدرتها على دعم قاعدتها الجماهيرية من العملاء الأوفياء والمخلصين، فإن فريق تحسين محركات البحث سيستفيد من التفاعل مع مستخدميه في المحتوى الذي ينشؤونه، وفي استطلاعات الرأي التي يمكن تطويرها إلى تقارير، حيث يُعَد هذا أمرًا أساسيًا، لأن جهود تحسين محركات البحث ستكون متوافقةً على نحو مباشر مع ما يميز الشركة وأسلوب عملها على مستوى العمل اليومي، بدلاً من الاضطرار إلى تجربة حملة جديدة لا تمتلك الشركة خبرة فيها.
هذا وببساطة، يُعَد واقعًا يتعين على العديد من الاستشاريين والشركات والفرق الداخلية التعامل معه، أي أنه يجب دفع الشركة إلى الالتزام بخطة تحسين محركات البحث أو خطة تسويق رقمي، مع التراضي أيضًا من حيث مقدار الجهود المطلوب من الشركة ككل.
وهنا بالضبط تكمن الاستفادة من الركائز الثلاث في عملية تحسين محركات البحث. وهنا قد تسأل عن كيفية حدوث ذلك، والجواب هنا هو أن الأمثلة الثلاثة التي نحن بصدد الغوص فيها ستوضح لك ما نقصده.
الركيزة الأولى: موجهة للشركات ذات العلامة التجارية الكبيرة والحضور الإعلامي القوي
في حال تمكنت من بناء علامة تجارية قوية وحضور إعلامي مميز لنشاطك التجاري، فيجب أن يكون كل من إنشاء الروابط link building والإحالات referring domains صديقين مرافقين لك في هذا الصدد، أي في الحالات الآتية:
- في حال كان لعملك علاقات وثيقة مع مجالات صناعية وتجارية.
- في حال بنيت جهات اتصال صحفيةً وإعلاميةً تتحدث بانتظام عن شركتك.
- في حال فازت شركتك بجوائز وحصلت على مزيد من التقدير المجتمعي.
إذًا فشركتك تتمتع بميزة تنافسية فريدة عندما يتعلق الأمر بالركيزة الأولى لتحسين محركات البحث.
في الواقع، قد تكون عملية بناء الروابط إحدى أصعب جوانب تحسين محرّكات البحث، وذلك لأنها تعتمد على قدرتك على الحصول بنجاح على روابط من مواقع خارجية، والتي ستجد أنها ليست شيئًا يمكنك فعله بين عشية وضحاها؛ على الجهة الأخرى، فإن بناء الروابط يتطلب بناء علاقات ذات مغزى وتقديم قيمة مضافة، لتكون أحد رواد الفكر الإبداعي الخلاق في مجال عملك.
لذا، إن كانت شركتك تستفيد فعليًا من التواجد القوي لعلامتها التجارية كما ناقشنا أعلاه، فإن أفضل خيار لك هو مضاعفة استراتيجية بناء الروابط والانخراط فيها، وذلك عبر السعي لنيل جوائز أكثر، وزيادة الحضور في وسائل الإعلام، والترويج لأعمالك بمنشورات، والتحدث في بودكاست وإجراء مقابلات، والمزيد من الأساليب التي تزيد من تواجدك على شبكة الإنترنت.
إليك مثالًا حيًا ورائعًا لشركة تطوير البرمجيات فينسنت، حيث حصلت على جائزة أفضل مكان عمل في فنلندا وأوروبا، ويصادف أن فنلندا هي الدولة الأسعد في العالم وفقًا لتقرير ترعاه الأمم المتحدة، لذا يمكن القول مَجازيًا، أن شركة فيسنت تغلبت على حدائق الألعاب في إسعاد موظفيها؛ حيث تتبنى الشركة إستراتيجيةً للابتكار وتحسين بيئة العمل وجعلها أكثر ملاءمةً لموظفيها (في صفحة About في موقع الشركة الإلكتروني تجد عبارةً تقول: "أهدافنا هي سعادة الموظف وسعادة العميل"). وإلى جانب أن هذه السمة تساعدهم على جذب أفضل المواهب على نحو دائم، إلا أنه وعلى مستوى تحسين محركات البحث، يترجم هذا الأمر على شكل إحالات تأتيهم من الجوائز التي حصلوا عليها والميزات التي عملوا على تنميتها، والمقالات التي تتحدث حول كيف استطاعوا تطوير ثقافتهم بهذا الشكل.
اقتباسسيساعدك تبني هذا الأسلوب على تعزيز إستراتيجية بناء الروابط وزيادة معدل الإحالات من المواقع الأخرى، والتي لا تزال واحدةً من أفضل الاستراتيجيات المتبعة في الشركات لتتميز عن بقية المواقع الأخرى على شبكة الإنترنت.
يعود سبب ذلك إلى أن بناء الروابط لا يزال أصعب جزء في مُحسّنات محرّكات البحث، خاصةً عندما نتحدث عن أساليب القبعة البيضاء (أي الأساليب البعيدة عن الاحتيال والخداع). لكن لماذا؟ لأنه عند تحسين مُحسّنات محرّكات البحث، يكون الجزء الأسهل هو إجراء تعديلات أو إضافة محتوى إلى موقعك؛ أما الجزء الأشد صعوبةً، فيتجلى في جعل موقع يتبع لجهة خارجية، ويضيف رابطًا يوجه الزوار به إلى موقعك.
في صورة الشاشة التالية نرى تحليل أداة Ahrefs المتخصصة في التسويق الإلكتروني، حيث يظهر فيها موقع صعّد من جهود عملية بناء الروابط، مما أدى إلى زيادة كبيرة في معدل إحالات المواقع:
لذا، سواءً كنت تتبنى مثل هذه الإجراءات لنشاطك التجاري، أو كنت تشعر بوجود إمكانية للعمل على هذا النمط، فإنه يُفضّل أن تطور استراتيجيات تحسين محركات البحث تتناسب مع مجال عملك، وإن كنت بحاجة إلى القليل من الأفكار التي تلهمك، فإليك بعض الأفكار الممكنة لحملات بناء الروابط:
امتلك خطة عمل أو خبرة مثيرة للاهتمام: بناء الروابط عبر أفكار الإبداعية
يُعَد بناء الروابط من خلال الأفكار الإبداعية والرؤى المستقبلية أحد أكثر أشكال بناء الروابط أهميةً، وذلك لأنها لا توفر روابطًا فحسب، بل تعطيك أيضًا إبداءً أكبر للعيان ومصداقية. ورغم ذلك، لدى العديد من الشركات متلازمة المحتال Imposter syndrome حول هذه الاستراتيجية. أي أنهم حتى قبل أن يحاولوا تجربة الأمر، يرفضون الفكرة لأنهم يشعرون أن شركاتهم ليست جيدةً بالمقدار الكافي. وهذا بإجابة مختصرة غير صحيح، فهناك العديد من الفرص التي يمكن للأعمال التجارية أن تقدم أفكارًا إبداعيةً فيها دون الحاجة إلى أن تكون في طليعة مجالها. ستفهم المقصود إن كنت قد حضرت يومًا إحدى الندوات، إذ يخرج فيها أشخاص من الجمهور ويتحدثون عن أي شيء يظنون أنه يستحق الحديث، والمقصود هو أن الحاضرين لا يهتمون بإنجازات المتحدث، طالما أن لديه القدرة على إيصال المعلومات القيمة إليهم.
في النهاية، تُعَد الأفكار الإبداعية طريقةً رائعةً لبناء الروابط، عبر مساهمتك بمنشورات أخرى والمشاركة في تدوينة صوتية (بودكاست) ومشاركة قصصك وأفكارك في مقابلات.
هل لديك سمات مميزة لعلامتك التجارية؟ استمتع بإنشاء محتوى إبداعي
لا يجب أن تكون الجدية مسيطرةً دائمًا على الجو في عملك بحيث لا تفكر بشيء سواه، فبعض أفضل المحتوى على شبكة الإنترنت هو المضحك والمسلي، لذا إذا وجدت نفسك يومًا تجري اختبارًا على الفيسبوك لترى أيًا من شخصيات مسلسل معين تشبهك أكثر، فستفهم جيدًا المقصود.
يحب الناس مشاركة المحتوى الترفيهي على مدوناتهم ومواقعهم وعلى حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وإذا كان بإمكان شركتك التعبير عن سماتها في محتواها، فاستخدم ذلك في إنشاء الروابط، وإليك هذا المثال الناجح الذي سيدهش عقلك من كمية الإبداع التي وظفت به إحدى شركات البرمجيات التي تدعى زن ديسك Zendesk، وهي شركة متخصصة في بناء برامج في مجال خدمة العملاء والتسويق.
واجهت الشركة مشكلةً في بداية إقلاع الشركة، حيث كان الناس يبحثون في جوجل عن الكلمة المفتاحية "Zendesk Alternative"، أي يبحثون عن حلول بديلة لخدمات شركة زن ديسك، بدلًا من الدخول إلى موقع الشركة. لذا وبدلًا من اتخاذ المسار المعتاد لحل مشكلة كهذه، فما فعلته الشركة أنها أنشأت موقعًا مصغرًا لفرقة وهمية تعزف موسيقى الروك وسمتها ZenDesk Alternative، ثم وضعوا في الصفحة الرئيسية رابطًا يعود بالزوار إلى موقعهم الحقيقي ZenDesk. أول ما فعلته هذه الخطوة الذكية، هي رفع تصنيف الموقع ليصبح في المرتبة الأولى في تصنيف جوجل وتحقيق معدل تحويل بنسبة 95%، بالإضافة إلى تحقيق شهرة بين رواد الإنترنت، حيث ما يزال الموقع المزيف يعمل حتى اليوم.
اعتراف الصناعة والمجتمع؟ استمر في التقدم
تنال بعض الشركات قدرًا كبيرًا من التقدير و له مبرراته بالطبع، حيث يمكن أن يكون لأسباب عديدة، مثل المشاركات المجتمعية والتقنية والثقافية وما إلى ذلك. وبغض النظر عن السبب، فهي طريقة رائعة لبناء الروابط، أكثر من مجرد الحصول على رابط إحالة من الجهة التي قد تقدم جائزةً للشركة، وذلك لإسهامها في مجال ما، فكتّاب المنشورات المجتمعية والصناعية مثلًا، يحبون الحديث عن هذه الجوائز.
إذا فازت شركتك بجائزة المجتمع لمشاركتها العامة مثلًا، فمن المحتمل جدًا أن تكون القصة محل اهتمام الصحف المحلية ومحطات الأخبار والمدونات، كما أنه سيُترجم بسهولة إلى أفكار إبداعية ورؤى مستقبلية، لأن الناس سيرغبون في معرفة كيف حققت ذلك الإنجاز، لذا سيتسنى لك الخروج إلى الملأ والتحدث. بمعنى آخر، ستتوفر لك المزيد من فرص بناء الروابط.
ما يجب التأكيد عليه هو أن حصول شركتك على تغطية صحفية أو الفوز بجوائز، لا يعني أنك فعلت ما يكفي، إذ لا يعني ذلك أنك ستكتسب تلقائيًا قيمةً تضاف إلى تحسين محركات البحث. ولكي نكون صادقين، لن يؤدي ذلك غالبًا على نحو مباشر إلى هذا الأمر، إذ يشير ذلك إلى أن عملك في وضع رائع، وأنه يجب عليك استثماره لتذهب إلى أبعد ما يمكن في مسيرة نشاطك التجاري، وأنه لا بد لك من مضاعفة جهودك في بناء الروابط لتكسب قيمةً أكبر في تحسين محركات البحث.
الركيزة الثانية: موجهة للشركات الصغيرة التي تبدأ من الصفر
إذا وصلت في القراءة إلى هنا، فقد تفكر في قرارة نفسك أنه من السهل التحدث عن شركة مشهورة تحصل على جوائز، ولكن معظمنا لم يصل في عمله إلى هذا المستوى بعد.
عندما يتعلق الأمر بالمؤسسات الصغيرة التي ترغب في النجاح في مجال مُحسّنات محرّكات البحث، ولكن ليس لديها علاقات تجارية أو صناعية كافية لتطوير استراتيجية قوية لبناء الروابط؛ فإن الاستثمار في تطوير المحتوى وتسويقه، عادةً ما يكون طريقًا أكثر حكمةً، والسبب بسيط للغاية، إذ يُعَد المحتوى أحد أسرع الطرق التي يمكن للشركات أن تعزز به جهود تحسين محركات البحث، فعلى عكس مجالات بناء الروابط والإحالة التي تعتمد على نحو كبير على موقع إلكتروني، يعطيك هذا فرصةً لإضافة رابط موقعك الإلكتروني على موقعهم، بحيث يكون المحتوى شيئًا مستقلًا تمامًا، ويتحكم به داخليًا على نحو كامل 100%، حيث يمكنك متى أردت إضافة صفحات ومحتوى جديد إلى موقع شركتك، لأنك المشرف على الموقع والمتحكم في جميع جوانبه.
اقتباسملاحظة: في تجربة الكاتب مع الشركات الكبيرة، غالبًا ما يكون لديهم الكثير من الإجراءات التي يمكن أن تبطئ سير الأمور وتعرقلها، حيث على جميع المعنيين (بما في ذلك القانونيين) أن يتحققوا من المقالة قبل نشرها ويكون أمام فريق الكتابة العديد الموافقات من الإدارات المختلفة. لذا، فإن لم تكن عملية إنشاء المحتوى مدمجةً فعليًا في استراتيجية الشركة، فلن تصل إلى أقصى استفادة من عملية إنشاء المحتوى، ناهيك عن أتمتة المحتوى لمعرفة الوقت المناسب لنشره. ولهذا السبب تُعَد هذه النصيحة مناسبةً أكثر للشركات الصغيرة والشركات الناشئة.
يعرض الرسم البياني أدناه تقريرًا عبر أداة Search Console، المخصصة لمساعدة أصحاب المواقع على تحليل أداء موقعهم، لموقع يبدي نموًا سليمًا لصفحاته والمحتوى:
لسبب ما لا تزال العديد من الشركات وأخصائيو التسويق يستهينون من قيمة المحتوى وكيف يمكن أن يؤثر على حضور العلامة التجارية في عمليات البحث. الأمر مشابه تمامًا لصفحات الشبكات الاجتماعية النشطة التي تحدثها باستمرار وتضيف قيمةً لها، فالمحتوى هو شيء يمكن أن يساعد على نحو كبير مُحسّنات محرّكات البحث لديك.
تُعَد عملية إنشاء صفحة هبوط وجعلها في المرتبة الأولى رحلةً طويلةً في العديد من مجالات تحسين محركات البحث SEO، لذلك تختار الكثير من الشركات أن تكون لديها مكتبات محتوى كاملة مخصصة لمواضيع وكلمات مفتاحية معينة. إذا شعرت بأعراض متلازمة المحتال أثناء رؤيتك لمنافسيك ينالون تغطيةً إعلاميةً كبيرةً أو يصبحون أكثر شراسةً في المنافسة، فيمكنك اتباع طريق بديل، عبر العثور على المزيد من الكلمات المفتاحية المتخصصة، والتنافس مع زيادة إمكانياتك على توسيع نطاق المحتوى لديك.
على سبيل المثال، كلمة ecommerce development أو تطوير التجارة الإلكترونية، هي الكلمة المفتاحية ذات تنافسية عالية، وهي معركة قد يصعب على الشركات دخولها بسبب وكالات التطوير وشركات عالمية، مثل شوبيفاي وماجنتا والمقالات التعليمية التي تندرج تحت عنوان اصنعها بنفسك DIY، ولكن إذا تعمقت أكثر، يمكنك أن تجد منافسةً أقل، وذلك عبر اختيارك لكلمات مفتاحية أكثر خصوصيةً، مثل WooCommerce Development، والتي تعني تطوير التجارة الإلكترونية في ووردبريس، أو في ناسداك مثل BigCommerce Development، وما إلى ذلك من كلمات. ومن خلال تضييق نطاقها، ستتمكن من التركيز على الكلمات المفتاحية الأقل تنافسيةً، وتجميع موارد المحتوى على نحو أكثر فعاليةً، ليزداد مستوى تصنيفك بالنسبة لكلمة مفتاحية معينة.
في نقطة هامة أخرى، تجدر الإشارة إلى أنه لدى العديد من الشركات الكبرى تحول بطيء عندما يتعلق الأمر بتنمية موقعها الإلكتروني، وذلك نظرًا لأن الأمر يتطلب الكثير من الموافقات وتدخل العديد من المعنيين؛ أما بالنسبة لمالكي الشركات الصغيرة، فلن يواجهوا هذه المشكلة، ليكون أسهل عليهم مضاعفة جهودهم في تطوير المحتوى وتنمية موقعهم على شبكة الإنترنت.
الركيزة الثالثة: وهي موجهة للعلامات التجارية ذات القدرات الفنية القوية
تستفيد بعض الشركات، تلك التي تتمتع بقدرات تقنية قوية، من قدرتها على توسيع موقعها الإلكتروني وتنميته بسرعة.
ومن الأمثلة على ذلك، نجد مواقع الإنترنت التي تعرض مجموعةً متنوعةً من المنتجات أو الخدمات، أو المواقع التي تعتمد على المحتوى الذي يصدر من وسائل التواصل الإجتماعي، والذي ينشئه المستخدمون في موضوعات عديدة. إن كان هذا هو حال موقعك الإلكتروني، فسيكون تحسين محركات البحث من الجهة الفنية، هو الحل الذي يناسبك.
قدرات المحتوى الذي ينشئه المستخدم
في حال كان موقعك الإلكتروني ينمو بوتيرة سريعة (أو لديه إمكانية ذلك) نظرًا للعدد المتزايد من الأشخاص الذين يسجلون الدخول ويتفاعلون مع المحتوى الذي تقدمه، فلديك إذًا أصول قيّمة من المصادر بين يديك، والتي يمكنك استخدامها من أجل النجاح في تحسين محركات البحث.
اقتباسبدلاً من أن يحاول عضو أو اثنان من أعضاء الفريق تولي مسؤولية تطوير المحتوى داخليًا، سيكون لديك الآلاف من المستخدمين الذين يمكنهم المساهمة في إثراء موقعك عبر المحتوى الذي ينشؤونه.
الجدير بالذكر هنا، هو حاجتك إلى مجهود ووقت كبيرين لتصل إلى هذه المرحلة، فالحصول على محتوى من إنشاء المستخدم قد يكون أمرًا في غاية الصعوبة، ناهيك عن محاولة اكتساب المستخدمين أولًا، ولكن بمجرد الوصول إلى هذه المرحلة، ستكون قادرًا على استغلال هذا الأمر لصالحك باستخدام المحتوى الذي ينشره المستخدمون لتحسين موقعك الإلكتروني.
وكلما زاد المحتوى الذي تضيفه، زاد حجم موقعك، وزادت فرصتك في الحصول على إحالات من مواقع أخرى. في النهاية، سينمو موقعك نموًا عضويًا Organic، أي دون الحاجة إلى استخدام أساليب مدفوعة، كما سيساعدك استخدامك للجوانب الفنية من محسنات محركات البحث على الاستفادة من هذا النمو والنجاح في تحسين محرّكات البحث. لكن كيف يحدث هذا؟ لنشرح ذلك أكثر، ستضمن جهود مُحسّنات محرّكات البحث الفنية أن خوارزميات جوجل يمكنها الزحف بشكل صحيح إلى جميع الصفحات الجديدة التي تنشئها، بالإضافة إلى فهم كل صفحة وتصنيفها، وفهرستها في النهاية.
رغم أن هذا الأمر قد يبدو وكأنه استراتيجية لا تحتاج إلى حنكة وخبرة لتنفيذها، إلا أن هناك عيوبًا مرتبطةً بها، وأحدها هو أنك قد تحتاج إلى أن تضمن أن جوجل ستفهرس الأجزاء التي تريدها في موقعك، أي قد ينشر المستخدمون محتوى يكون بالنسبة لجوجل متعارضًا مع سياستها أو غير مرغوب فيه، أو غير مناسب، لذا فإن كان هذا هو الحال في معظم الأحيان، فقد ينتهي الأمر بتلقي موقعك عقوبة من جوجل.
اقتباسملاحظة: لقد تعاملت مع هذه النقطة مع مواقع شبيهة بالمنتديات. ووجدت أن المحتوى الذي ينشئه المستخدمون يصبح ممارسات فنية أكثر من كونه محتوى لأن معظمه لا يطور داخليًا، بل من خلال المستخدمين. لذا فإن مهمة تحسين محركات البحث تدور هنا حول التأكد من تحسين وفهرسة المحتوى الذي أنشئ بواسطة المستخدمين.
موقع ديناميكي ينمو مع نمو قاعدة بياناته
لتحقيق ذلك يجب وجود موقع إنترنت ديناميكي بقدر كاف، لإنشاء صفحات جديدة بناءً على تفاعلات المستخدمين.
- مثال 1: تطبيق عن التغذية يستخدمه الناس لتتبع سعراتهم الحرارية، ويحوي إمكانية إنشاء خط تعتمد على الأطعمة الفريدة أو عدد محدد من الوجبات، أو كميةً محددةً من السعرات الحرارية. ولذا يجب أن يكون الموقع قادرًا على السماح للمستخدمين بإدخال بيانات فريدة لإعطائهم خططًا مخصصةً تناسبهم.
- مثال 2: موقع للتجارة الإلكترونية مثل إيباي، يستطيع فيه المستخدمون سرد المنتجات أو العروض الجديدة بأنفسهم، وهو أمر شائع في مواقع الإنترنت التي تحتوي على قواعد بيانات ضخمة، والتي يمكنها إنشاء عدد لا حصر له من التنويعات وإنشاء صفحات على نحو فوري بالتزامن مع بحث المستخدمين عنها أو إضافة معلوماتهم الخاصة.
يخلق هذا الأمر ميزةً كبيرةً للشركات التي يمكنها زيادة حجم موقعها بهذا الشكل، حيث يسمح لها بوضع نفسها في تصنيف عالٍ بالنسبة لمختلف الكلمات المفتاحية.
لكن المشكلة هنا هي أنه من أجل ضبط عملية النمو هذه والتأكد من أن خوارزميات جوجل يمكنها قراءة جميع هذه الصفحات، فإن العديد من مواقع الإنترنت التي تنمو بمعدل سريع للغاية، يمكن أن تواجه مشكلات كبيرة في هذه الخوارزميات الزاحفة التي تمشط الموقع، لينتهي الأمر بها بوجود أقسام كاملة من الموقع غير قابلة للاسكتشاف. يرجع سبب ذلك إلى مشكلة تتعلق بميزانية الزحف، حيث يكون لبرامج الزحف الخاصة بجوجل عدد أو "ميزانية" محددة للصفحات التي تزحف إليها في يوم واحد. وبمجرد أن يصلوا إلى هذا الرقم، يتوقفون ويبدؤون من جديد في اليوم التالي. وفي حال كان أحد المواقع لا يحسن التعامل مع ميزانية الزحف على نحو صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى جعل الخوارزميات تزحف إلى نفس الصفحات مرارًا وتكرارًا، بحيث لا يرى محرك بحث جوجل الصفحات الجديدة أو يفهرسها مطلقًا.
من الحالات الشائعة التي قد يحتاج فيها الموقع إلى معالجة هذا الأمر، هي مواقع البيع بالتجزئة التي تطلق عروضًا أو منتجات موسمية جديدة. حيث أنهم بحاجة إلى التأكد من إمكانية الزحف إلى هذه الصفحات وفهرستها بسرعة لتحقيق صدى أكبر بين جمهورها.
إذًا، في حال كانت هذه النقاط هي نقاط القوة في موقعك أو ما يميزه، فيمكنك عبر ضمان زيادة ميزانيات الزحف إلى أقصى حد ووضع هياكل الارتباط الداخلية على نحو صحيح، النجاح في عملية تحسين محرّكات البحث. أي بعبارة أخرى، عبر الخبرة الفنية وموقع إلكتروني سريع النمو.
ركيزة إضافية: التعامل مع محسنات محركات البحث المحلية
رغم أنها لا تُعَد ركيزةً من ركائز محسنات محركات البحث، إلا أن مُحسنات محركات البحث المحلية أصبحت أكثر استخدمًا من أي وقت مضى في عالم التسويق الرقمي، لدرجة أنه يمكن عدّه ركيزةً إضافيةً في عملية تحسين محركات البحث.
نتيجةً لعمليات البحث المتزايدة محليًا، ومع استمرار الطلب على خدمات مثل توصيل الطعام والبقالة، أصبحت الاعتبارات المحلية والجغرافية أكثر أهميةً. وبناءً على ذلك، تُعَد مُحسّنات محرّكات البحث المحلية مجالًا آخر يمكن لشركتك التنافس ضمنه، بشرط أن يتناسب مع نقاط قوتها.
تعتقد الكثير من الشركات أنه في عالم متقدم رقميًا، يمكنهم خدمة العالم بأسره، وذلك بغض النظر عن الموقع الجغرافي للعميل. قد يكون هذا صحيحًا بالنسبة للعديد من الشركات، إلا أن ذلك لا يعني أنه يجب عليك تجاهل جميع العوامل المحلية، بل على العكس، إذ أن العديد من عمليات البحث على جوجل أصبحت محلية، مما جعل النتائج المحلية جزءًا كبيرًا من العديد من نتائج عمليات البحث، والتي لها تأثيرين رئيسيين هما:
- لقد تسبب إعطاء العديد من الكلمات المفتاحية نفي الحصول على تائج مختلفة بحسب المدينة أو المنطقة المحلية في بلد معين أو في العالم، مما يعني أنه بدلًا من كلمة مفتاحية واحدة، أصبح هنالك عدد لا حصر له بناءً على الموقع الجغرافي.
- خففت من المنافسة، حيث أن تقسيم الكلمات المفتاحية بحسب الموقع، خفف من عدد المنافسين لكل عملية بحث محلي طبيعًا.
لذلك، عند تطوير خطة تحسين محركات البحث، من المفيد دائمًا إجراء بعض الأبحاث والتفكير فيما إذا كان الاستثمار في استراتيجية محلية يمكن أن يكون وسيلةً للنجاح في تحسين محركات البحث أم لا:
حيث أن كل منطقة جغرافية تختلف عن الأخرى وتجلب تحديات فريدة. تُعَد بعض المناطق أكثر تنافسيةً من غيرها، وبعض المقاطعات أو المدن لها أسماء طويلة تؤثر على عناصر تحسين محركات البحث.
إن كانت لشركتك جذور وعلاقات قوية داخل المجتمع وكنت مؤثرًا كبيرًا في بقعتك الجغرافية المحلية، فإن تطوير خطة تحسين محركات البحث المحلية يمكن أن يكون طريقًا مناسبًا لك لتتبعه، وذلك لسبب بسيط، هو أن شركتك قد أجرت العمل اللازم لتأسيس كيانها في المجتمع، بحيث يصبح من الأسهل عليك بناء سمعة والأصول اللازمة للحصول على تصنيف عال محليًا.
بالإضافة إلى ما سبق، ونظرًا لكون مُحسّنات محرّكات البحث المحلية ذات قدر أقل على المنافسة، فإن النجاح لن يستغرق وقتًا طويلًا كما هو الحال مع المكونات الأخرى لتحسين البحث، وستتوفر لك مزايا من العملاء المحتملين المحليين.
باختصار، يمكن أن يمنحك النجاح في مُحسّنات محرّكات البحث المحلية، العائد الاستثماري الذي تحتاجه لإعادة الاستثمار في مجالات أكبر.
أفكار نهائية حول تطوير استراتيجية تحسين محركات البحث الناجحة
هناك عبارة تقول:
اقتباسعندما تدعي أنك شخص آخر، سينتهي بك الأمر دائمًا بالخسارة.
هذه واحدة من تلك العبارات المبتذلة التي سمعناها جميعًا من قبل، ولكنها صحيحة وتنطبق أيضًا على عالم تحسين محركات البحث SEO، فعندما تحاول الشركات التنافس في تحسين محركات البحث عبر تبني إستراتيجيةً غير أصيلة ولا تناسب علامتها التجارية، فستواجه صعوبةً أكبر في رؤية النتائج والالتزام بخطتها التسويقية.
لذلك فإن أفضل طريقة النجاح هي التأكد من أن استراتيجيتك عضويةٌ ومتكاملةٌ مع أسلوب عمل شركتك، حتى تتمكن من الاستفادة من عملك الحالي في النجاح في مُحسّنات محرّكات البحث.
ولنلخص ما سبق، يمكننا القول أنه إذا كانت شركتك:
- تتمتع بتواجد قوي لعلامتها التجارية، أو حصلت على عدد كبير من الجوائز أو شهدت نموًا ملحوظًا في تقدير المجتمع لها، فيجب أن تستثمر في الركيزة الأولى، أي بناء الروابط والإحالات والعلاقات العامة الرقمية.
- لا تزال صغيرة أو ليس لديها هوية تجارية قوية حتى الآن، فيجب عليك الاستثمار في الركيزة الثانية، أي تطوير المحتوى وتسويقه.
- لديها قدرات فنية داخلية قوية، فيجب أن تستثمر في الركيزة الثالثة، أي محسنات محركات البحث الفنية.
بالإضافة إلى الركيزة الرابعة غير الرسمية، ألا وهي تحسين محركات البحث المحلية، والتي سيساعدك تضمينها على النمو داخل منطقتك الجغرافية والتي، كما تعلم، أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى.
ترجمة وبتصرّف للمقال SEO Strategies Based on Your Business’ Unique Competitive Advantages لصاحبه Jason Khoo.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.