لدى كل منا أهدافه الخاصة التي يسعى إليها، سواءً في العمل أو في الحياة الشخصية، مثل شراء منزل أو إنشاء شركة جديدة أو إدارة فريق أو غيرها من الأهداف المختلفة.
ضع في ذهنك الآن الأهداف التي تطمح إليها وفكِّر: هل هي أهداف قابلة للتحقيق أم أنها مجرد حلم تتمنى تحقيقه؟ سنناقش في هذا المقال كيفية تحديد أهداف جيدة تساعدك على التطور الشخصي والمهني.
سواءً كان الأمر يتعلق بإطلاق منتج جديد مع فريقك أو بناء منزل أحلامك أو تحقيق أهداف كبيرة أخرى، فمن المنطقي أن تشعر بالإرهاق عندما يكون الهدف كبيرًا وغامضًا؛ لذا يمكن أن يساعدك تحديد أهداف قصيرة المدى في رحلة الوصول إلى أهداف أكبر وإحراز تقدم نحو النتيجة المرجوة.
ما هو الهدف قصير المدى؟
الهدف قصير المدى هو الهدف الذي تريد تحقيقه في المستقبل القريب، مثل الأسبوع القادم أو في الشهر المقبل، وغالبًا ما يكون على شكل خطوات نحو أهداف أكبر، ولكنه ليس كذلك دائمًا، إذ يمكنك استخدام الأهداف قصيرة المدى من أجل المشاريع أو الأفكار الصغيرة. وبالعموم، تميل الأهداف قصيرة المدى إلى أن تكون سهلة التحقيق.
أمثلة على الأهداف قصيرة المدى
كما ذكرنا سابقًا، قد ترتبط الأهداف قصيرة المدى بطموحات شخصية أو بطموحات مهنية، وإليك فيما يلي 10 أمثلة لأهداف مهنية قصيرة المدى:
- إدارة المشروع في الربع السنوي الثالث Q3 من البداية وحتى النهاية.
- الحصول على شهادة في إحدى أدوات إدارة المشاريع بحلول نهاية العام.
- زيادة صافي نقاط الترويج NPS بمقدار خمس نقاط خلال هذا الربع السنوي.
- تعزيز الوصول على الشبكات الاجتماعية من خلال مشاركة خمسة منشورات على موقع لينكدإن يوميًا، ولمدة ثلاثين يومًا.
- تحديد مواعيد ثلاث جلسات مناقشة مع الموظفين خلال فترات الغداء هذا الشهر.
- التواصل مع 50 من العملاء المحتملين خلال هذا الربع السنوي.
- الانصراف من العمل في الساعة 6:00 مساءً من كل يوم خلال هذا الأسبوع.
- التقليل من تراكم طلبات التصميم الإبداعية بنسبة 10% في الربع الأول من السنة.
- نشر ستة مقالات على المدونة الجديدة خلال الشهرين القادمين.
- تحديث معرض الأعمال بتصاميم جديدة بحلول نهاية الشهر القادم.
هذه كانت بعض الأمثلة على أهداف مهنية قصيرة المدى، والآن إليك 10 أمثلة على أهداف شخصية قصيرة المدى:
- ادخار 5% من الدخل الشهري ابتداءً من الشهر المقبل.
- تناول وجبات عشاء خالية من اللحوم في يوم واحد من الأسبوع وبدءًا من اليوم.
- قراءة كتابين هذا الشهر.
- تقليل متوسط الوقت اليومي لمشاهدة الشاشة بمقدار 15 دقيقةً هذا الأسبوع.
- تتبع الإنفاق المالي لمدة 30 يومًا.
- الاتصال بصديق صباح كل يوم سبت هذا الشهر.
- المشي لمدة 15 دقيقةً كل يوم بدءًا من الأسبوع المقبل.
- التدرب على التنفس العميق يوميًا خلال الشهرين القادمين.
- قراءة مجلة لمدة 20 دقيقةً في كل يوم أحد ابتداءً من الشهر المقبل.
- اللعب مع الأطفال لمدة 30 دقيقةً كل ليلة بدءًا من اليوم.
لاحظ أن لجميع هذه الأهداف إطار زمني محدد، وهو ما يجعل هدفك أكثر قابليةً للتحقيق، وهذا من خلال ربط المهام بفترة زمنية محددة.
ما هي فوائد تحديد الأهداف قصيرة المدى؟
يمكن استخدام الأهداف قصيرة المدى في تجزئة الأهداف الكبيرة والعامة، فهي لا تحل مكان هذه الأهداف الكبيرة والشاملة، ولكنها تساعدك على تحقيقها، ومن فوائد تحديد الأهداف قصيرة المدى:
- معرفة ما يمكنك تحقيقه اليوم واتخاذ الإجراءات اللازمة.
- الحصول على آراء وملاحظات سريعة من الآخرين.
- بداية أسرع.
- تحديد مواعيد التسليم النهائية.
- إدارة المهام وتحديد أولوياتها.
الفرق بين الأهداف قصيرة المدى والأهداف طويلة المدى
يمكن تشبيه الهدف طويل المدى بالنجم الشمالي، فهو الهدف الأكبر الذي تريد تحقيقه؛ أما الأهداف قصيرة المدى، فهي مختلفة بعض الشيء، إذ تركز على جزء أصغر من العمل في إطار زمني أقصر.
يمكنك من خلال تقسيم الهدف طويل المدى إلى العديد من الأهداف قصيرة المدى أن تحد من مشكلة التسويف، مع قدرة أكبر على التركيز على المهمة التي تقوم بها؛ وإليك فيما يلي مثالًا عن هدف طويل المدى مقسّم إلى عدد من الأهداف الأصغر وقصيرة المدى:
- الهدف طويل المدى: يتطلع فريق المبيعات المركزي إلى تحقيق مبيعات جديدة بقيمة 500 ألف دولار في العام المقبل.
- الهدف قصير المدى: يرغب فريق المبيعات الفرعي في تحقيق مبيعات جديدة بقيمة 50 ألف دولار في الربع الأول من السنة.
يمكنك بعد ذلك تقسيم الهدف قصير المدى إلى أهداف أصغر وأكثر تحديدًا لكل مندوب مبيعات، فعلى سبيل المثال، يهدف أنس إلى تحقيق مبيعات جديدة بقيمة 8000 دولار خلال كل شهر من الربع الأول من السنة.
إستراتيجيات تحديد الأهداف قصيرة المدى
ستساعدك إستراتيجيات تحديد الأهداف في زيادة التركيز على أهدافك، وبالتالي سيكون من المرجح أن تتمكن من تحقيق أهدافك. إليك فيما يلي بعض الإستراتيجيات التي يمكن تجربتها لوضع أهداف أكثر تحديدًا وقابليةً للتحقيق.
إستراتيجية الأهداف الذكية SMART goals
تُعَد إستراتيجية الأهداف الذكية SMART goals أسلوبًا شائعًا في تحديد الأهداف، إذ يشير كل حرف من حروف كلمة SMART إلى عنصر من عناصرها، وهي على النحو التالي:
- S = Specific: محددة.
- M = Measurable: قابلة للقياس.
- A = Achievable: قابلة للتحقيق.
- R = Realistic: واقعية.
- T = Time-bound: ذات إطار زمني محدد.
إن ضمان احتواء أهدافك على كل جانب من جوانب الأهداف الذكية سيساعدك على توضيح الأمور التي تريد تحقيقها، والطريقة التي ستنفذ من خلالها، وكذلك الإطار الزمني الذي ستحقق ضمنه الأهداف.
إستراتيجية الأهداف والنتائج الرئيسية OKRs
عند تحديد أهداف قصيرة المدى، من المهم ربط أهدافك بمهام محددة. يمكنك من خلال تحديد نقاط انطلاق فعالة أن تضع خطةً قويةً لتحقيق أهدافك، سواءً على المدى القصير أو المدى الطويل.
يمكنك رؤية هذا النهج في العمل على إستراتيجية الأهداف والنتائج الرئيسية OKRs، فالأهداف هي الطموحات التي تريد تحقيقها؛ أما النتائج الرئيسية، فالمقصود بها المقاييس التي يمكنك من خلالها قياس تقدمك نحو تلك الأهداف.
مثال على كيفية تحديد الأهداف قصيرة المدى
لنفترض أن هدف فريق وسائل التواصل الاجتماعي لديك هو زيادة عدد المتابعين بنسبة 400% في هذه السنة. لا توجد خطة واضحة لكيفية الوصول إلى هذه النسبة، لذا سيجتمع الفريق معًا لتبادل الأفكار حول الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لزيادة عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.
سيقترح أحد أعضاء الفريق تقديم الجوائز للمتابعين مرتين في الربع السنوي، وسيقترح عضو آخر في الفريق استخدام الإعلانات المدفوعة لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، بينما سيقترح عضو آخر التسويق عبر المؤثرين أسبوعيًا للترويج للعلامة التجارية.
كل هذه الأفكار الثلاثة هي خيارات جيدة، ويمكن استخدامها كلها كأهداف قصيرة المدى لتحقيق الهدف الرئيسي، وإليك ما ستبدو عليه هذه الأهداف الثلاثة:
- تقديم الجوائز للمتابعين مرتين في كل ربع سنوي.
- زيادة 250 متابعًا من خلال الإعلانات المدفوعة كل ثلاثة أشهر.
- الترويج لحساباتك من خلال قناة أحد المؤثرين مرةً واحدةً في الأسبوع.
يركز كل هدف من هذه الأهداف القصيرة على مهمة محددة تساهم في تحقيق هدف الشركة على المدى الطويل. تُعَد ملاءمة المهام مع أهداف الفريق الصغيرة وأهداف الشركة الأكبر جانبًا أساسيًا لبناء هرم الوضوح.
سيساعدك هرم الوضوح على ربط عملك اليومي بالأهداف قصيرة المدى. وبهذه الطريقة، سيعمل فريقك بالكامل لتحقيق ذات الهدف، مما يزيد من فرصة تحقيقه.
تتبع تقدم الهدف
سواءً كان هدفًا مهنيًا طويل المدى أو هدفًا شخصيًا قصير المدى، فإن تتبع الهدف أمر ضروري لضمان إحراز تقدم. فحسب استطلاع حديث أجرته Asana، فإن لدى 26% فقط من الموظفين فهم واضح لكيفية مساهمة عملهم في تحقيق أهداف الشركة. إذا لم يعرف أعضاء فريقك الأهداف التي يساهمون في تحقيقها، فلن يتمكنوا من تقديم عمل يساعد على تحقيق أهداف الشركة الكبيرة.
يساعدك تتبع الهدف في معرفة مدى تأثير الأعمال التي يؤديها أعضاء فريقك في تحقيق الهدف الأكبر، ولكن كيف يمكن أن تتأكد من عمل فريقك بانتظام لتحقيق هذه الأهداف؟ فيما يلي بعض الإستراتيجيات المهمة:
- التواصل بوضوح حول التقدم: عندما يرى الجميع كيفية تقدم العمل، لن يكون لديهم أي شك حول مدى تأثير أعمالهم في تحقيق الأهداف.
- إنشاء معالم المشروع والاحتفال بها: من المهم الاحتفال بكل إنجاز أو تقدم تدريجي يحققه فريقك، إذ يجنبهم ذلك الشعور بالإحباط في منتصف الطريق كما يساعدهم على البقاء في أعلى مستويات التركيز.
- إدارة الأهداف بالبرمجيات: اربط عمل فريقك بأهداف شركتك في مكان واحد، وذلك باستخدام برامج وأدوات إدارة المشاريع المتاحة، مثل أداة أنا، بحيث يكون لدى فريقك مصدر واحد لتتبع جميع الأعمال.
تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية لتتبع الهدف في أنه يمنحك رؤيةً واضحةً حول مدى فاعلية الاستراتيجيات التي تستخدمها. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تراقب المقاييس الرئيسية بنشاط ولم تصل إلى النتائج المرجوة، فيمكنك تكثيف البحث لاكتشاف الجوانب التي تعيق التقدم.
يمكنك أن تفكر وتتساءل: هل يتحمل أحد أعضاء فريقك الكثير من المهام؟ هل هناك نقص بفاعلية إحدى إستراتيجيات على عكس ما كنت تتوقع؟ تمنحك مراقبة التقدم فرصةً لتحسين أساليبك في العمل عندما لا تسير الأمور وفقًا للخطة.
استخدام الأهداف قصيرة المدى للتطور المهني
قد لا تكون قادرًا على التحكم في كل تفصيلة في حياتك المهنية، لكن سيساعدك تحديد الأهداف على الاستفادة مما يمكنك التحكم فيه، فسواءً كنت تستعد لمراجعة حالتك المهنية بعد ستة أشهر، أو لأخذ دورة عبر الإنترنت، أو لإجراء تغيير مهني كامل، تأكد أنه يمكن للأهداف قصيرة المدى أن تساعدك على التوجه في حياتك المهنية.
إدارة أهداف الفريق
بصفتك مديرًا، قد يكون من الصعب تحديد أهدافك دون النظر إلى الأهداف الفردية لفريقك، إذ يجب أن تتماشى الأهداف التي تضعها مع قدرات الموظفين وأهدافهم.
لذلك، قبل تحديد أهدافك الشخصية كمدير، انظر إلى أهداف فريقك، وضع أهدافك على أساس العمل الذي يؤديه أعضاء فريقك، حتى يعمل الجميع وفق خطة واحدة ويحرزوا تقدمًا واضحًا.
مراقبة التطور المهني الشخصي بأهداف قصيرة المدى
علاوةً على استخدام الأهداف المهنية قصيرة المدى لمراقبة تقدم فريقك أو شركتك، يمكنك أيضًا تتبع تطورك الشخصي أو التطور الشخصي لأعضاء فريقك من خلال استخدام الأهداف قصيرة المدى. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تطور مهارات جديدة، فيمكنك أن تراقب تأثير هذه المهارات على تحقيق أهدافك.
لنلقي نظرةً على مثال افتراضي: ياسر هو مسؤول تطوير المبيعات في إحدى الشركات التي تقدم البرمجيات كخدمة SaaS. في الواقع، هم لا يستمتعون كثيرًا بإجراء مكالمات المبيعات، لكنهم اكتشفوا العديد من الأدوات التي تساعدهم على أتمتة رسائل البريد الإلكتروني لتصل إلى عملائهم المحتملين.
لاحظ مدير ياسر أنهم لا يُجرون العدد المطلوب من مكالمات المبيعات، لكنهم ما زالوا يحققون أهداف مبيعاتهم، نظرًا لفاعلية رسائل البريد الإلكتروني في تحويل العملاء المحتملين.
رأى مدير ياسر أن هذه فرصةً مناسبةً للنمو، وسأل ياسر عما إذا كان يرغب وفريقه في الانتقال إلى دور يسمح لهم باستغلال المزيد من فرص التسويق عبر البريد الإلكتروني في الفريق، وبهذا تمكن مدير ياسر من توفير فرص التطور التي تناسب مهارات أعضاء فريقه، من خلال مراقبة أداء ياسر وكيفية تقدمه نحو أهدافه.
وضع الأهداف للتطور الشخصي
يمكنك استخدام الأهداف لمساعدتك على التطور الشخصي. إذا كان لديك أهداف طويلة المدى في الحياة، فيمكنك وضع أهداف شخصية قصيرة المدى كما هو الحال مع الأهداف المهنية. ضع أهدافًا قابلةً للقياس لتكون بمنزلة نقاط انطلاق صغيرة.
يمكنك استخدام الأهداف الشخصية قصيرة المدى لتحقيق مجموعة متنوعة من الطموحات المختلفة، فعلى سبيل المثال، يمكنك إعداد أهداف مالية صغيرة لتحقيق هدف أكبر يتمثل في تقليل الديون المتراكمة، أو ربما تستخدم الأهداف الأسبوعية لتطوير لياقتك البدنية ونحو ذلك. يمكن أن يكون لهذه الأهداف القصيرة والمحددة أثر كبير في حياتك اليومية.
فيما يلي مثال على كيفية وضع هدف شخصي وتقسيمه إلى أهداف أصغر:
- هدف شخصي بعيد المدى: التمكن من قطع نصف ماراثون راكضًا خلال 6 أشهر.
-
الأهداف قصيرة المدى:
- الركض لمسافة ميل دون توقف بحلول نهاية الأسبوع الثاني.
- الركض لمسافة 5 كيلومتر بنهاية الشهر الأول في أقل من 35 دقيقةً.
- الركض لمسافة 10 كيلومتر بحلول نهاية الشهر الثاني في أقل من ساعة.
كما ترى، فإن الأهداف قصيرة المدى تدريجية، لكنها ستؤدي بالنهاية إلى تحقيق الهدف الكبير، وهو قطع نصف الماراثون راكضًا.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال The importance of setting short-term goals (with examples) لصاحبته Sarah Laoyan.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.