اذهب إلى المحتوى

محاسن ومساوئ مدير المنتجات الجديد وكيفية ضبط التوقعات


محمد ناولو2

ماذا يعني أن تصبح مدير منتجات وكيف من الممكن أن تضبط توقعاتك للنجاح في أيامك الأولى وذلك وفقًا لآراء 5 مديري منتجات جدد.

يبذل الناس الكثير من الجهد لكي يكونوا مديري منتجات، فجميع الناس تطمح بأن تكون ذلك الشخص متعدد المواهب والقادر على حل جميع المشكلات وإنجاز الأمور، وعندما يحصلون على الوظيفة، فإن ذلك يعني لهم شيئًا عظيمًا، ويشعرون براحة وسعادة بالغة، كما لو أنهم أُلقوا في الماء البارد.

فجأةً يبدو الأمر كما لو أنك في قطار الملاهي، لقد اشتريت تذكرتك فعليًا، وهو ينطلق أسرع بمرتين مما كنت تتوقع قبل صعودك إليه بناءً على ما رأيتَه من الخارج.

التوقعات: يُعَد دور مدير المنتجات واحدًا من أكثر المهن شهرةً وتميزًا في الوقت الحالي، فوفقًا لصحيفة وول ستريت Wall Street Journal، فإن هذه الوظيفة كانت عام 2016 الوظيفة التي يحلم بها غالبية خريجي ماجستير إدارة الأعمال.

ولكن كيف تبدو وظيفة الأحلام هذه على أرض الواقع؟ بمجرد حصولك على الوظيفة أخيرًا، ما الذي تتوقعه بالضبط وكيف يمكنك النجاة من تجربة "قطار الملاهي"؟ هذا ما كنت أسأل عنه نفسي، والآن شعرت بالحاجة للكتابة عن هذا الموضوع بعد أن تمكنت أخيرًا من أن أصبح مدير منتجات، سواءً لإعطاء هيكل لأفكاري، أو لتقديم فائدة لمديري المنتجات الطموحين الجدد، ولكن من أجل أن يكون هذا العمل دقيقًا أكثر، فقد أدركت أني بحاجة إلى الاعتماد أكثر على أفكاري وخبرتي، فقد كنت بحاجة إلى توسيع وجهة نظري لإضفاء الحيوية على هذا المقال، وجعله ذا قيمة حقيقية لمن يقرأه منكم.

تعرفت على ألكساندرا بيوواريك Aleksandra Piwowarek وبشرى النخلاني Busra Al Nakhlani وإيفيلينا شوبرت Evelina Schubert ولويزا جونكالفيس Luisa Goncalves، فهن أربع سيدات مميزات ومديرات منتجات رائعات وشغوفات، وقد انتقلن مؤخرًا إلى إدارة المنتجات من مناصب وظيفية مختلفة جدًا، مخططاتٍ بذلك لتغيير حياتهن المهنية لكي يصبحن مديرات منتجات.

أُشارك في الجزء الأول من هذا المقال خبرتنا الجماعية فيما يتعلق بالتوقعات حول دور مدير المنتجات، بينما يقدم الجزء الثاني دليلًا عمليًا لاجتياز تلك التوقعات، فهذه هي آراؤنا الفعلية لما عشناه، وكيف أن التحول إلى مدير منتجات أصبح أكثر بكثير مما كنا نتوقعه.

لندخل في صلب الموضوع ونتحدث عن التوقعات

إذا كنت تقرأ هذا المقال، فمن المحتمل أنك تحلم بأن تصبح مدير منتجات، أو أنك مدير منتجات بالفعل، هل تتذكر ما الذي دفعك في المقام الأول نحو هذه الوظيفة بالذات؟ ما الذي تخيلت أنه سيحصل بمجرد حصولك عليها؟

اقتباس

تعود بشرى Busra في ذاكرتها وتقول: "كنت أتخيل مدير المنتجات على أنه الشخص الذي لديه جميع الإجابات، والشخص الذي تقصده كلما أردت القيام بشيء ما، فهو أفضل من يحل المشكلات، لذا أردت أن أكون ذلك الشخص أيضًا".

تضيف لويزا Luisa: "أردت أن أعرف كيف يمكنني أن أجعل الأشياء تحدث، لقد كانت هذه الفكرة الرائعة في الحصول على نظرة شاملة وفي ذات الوقت تكون خبيرًا، أردت أن أكون ذلك الشخص الذي يربط النقاط ببعضها، ذلك ما جذبني إلى هذه الوظيفة، إضافةً إلى القدرة على ترجمة متطلبات العمل إلى منتجات فعلية بسرعة وبكفاءة".

هل يذكرك ذلك بشيء ما؟ من المؤكد أنها ذكرتني بشيء عندما أجريت مقابلةً مع بشرى ولويزا وسمعت عن أحلامهما وتوقعاتهما، فكلنا نريد أن نكون ذلك الشخص، لقد أردتُ ذلك وأراهن أنك تريده أيضًا.

إن كونك مدير منتجات يعني تمتعك بدرجة كبيرة من الذكاء والفطنة، وهذا ما يدفعنا ويعِدنا بتحقيق البعدين التاليين:

  • إثبات الذات: نريد أن نفعل شيئًا مهمًا له تأثير واضح وقابل للقياس، علاوةً على ذلك، نريد أن نتحمل المسؤولية بالكامل وأن يكون كلامنا ذا قيمة، كما نريد أن نكون في مقاعد الصف الأول، أولئك الذي يقودون العملية الشاملة، من التفكير إلى مرحلة الاكتشاف والاختبار، وصولًا إلى التسليم الملموس ومن ثم إلى الحل. باختصار، نريد أن نكون بطل القصة وأن نؤثر بفاعلية على القرارات والنتائج.
  • اعتراف الناس الآخرين: هل تذكر عبارة "وأن يكون كلامنا ذا قيمة" من النقطة أعلاه؟ حسنًا، لا يكفي أن يكون الأمر مهمًا بالنسبة لنا فقط، إذ نريده أن يكون ذا قيمة للناس الآخرين أيضًا.

المحاسن

هل تتذكر تلك اللحظة الجميلة عندما حصلت على الوظيفة وشعرت وكأنك مدير منتجات للمرة الأولى، لقد عاشت بشرى تلك اللحظة تمامًا، إذ تقول: "بعد أن سمعت عن الصعوبات التي واجهها مهندسونا، فقد خطر على ذهني أننا كنا نحاول التقيد ببعض الأمور القديمة التي من الواضح أنها لم تَعُد تناسب احتياجاتنا، لذا يجب علينا التعاون معًا لاكتشاف أسلوب عمل جديد لمساعدة فريقنا على التحسن، كانت هذه لحظتي المميزة كمديرة منتجات".

عاش كل فرد منا بما تسميه بشرى "لحظة مدير المنتجات"، ذلك الشعور بأنك قد أحدثت فرقًا بالفعل من خلال مشاركتك الخاصة، وأنك قد قدمت شيئًا ذا قيمة لفريقك أو لعملائك، تلك اللحظة أشبه بإدمان أي مُخدر، فأنت تريد معاودة تجربته مهما كلف الثمن. إذا كنت مديرًا للمنتجات، فإن وجود مكاسب سهلة أمر نادر وقليل، لذا فإن لكل انتصار مذاق خاص.

كونك مدير منتجات يمكن أن يكون حقًا أحد أكثر الخيارات المهنية إرضاءً وعطاءً، فالمكاسب التي تقدمها لك هذه المهنة كثيرة ومتنوعة، وأنا شخصيًا أرى أن إدارة المنتجات أفضل بكثير مما كنت أتخيل، إنها مثيرة ومبهجة ومحفزة، وإليك بعض الأمور التي يمكن أن تحققها لك إدارة المنتجات بناءً على تجاربنا الجماعية.

الاستقلالية والمسؤولية الذاتية

كونك مدير منتجات يعني أنك صانع القرار، أي أنك الشخص الذي يتحمل المسؤولية عندما يتعلق الأمر بالمنتج، فأنت مطالب بأن تقرر الاتجاه الذي يجب أن تسلكه، وفي النهاية فإن قرارك هو الذي سيحدد مصير المنتج، إما تطويره أو انهياره. هذه ليست صُدفةً بأن يُشار غالبًا إلى مدير المنتجات باسم "المدير التنفيذي للمنتج".

القيادة والشهرة

كونك مدير منتجات، يعني امتلاكك لقدر كبير من الشهرة، إذ يعرف كل شخص داخل مؤسستك تقريبًا من أنت، وخاصةً إذا كانت المؤسسة صغيرة، وغالبًا ما تُسلط عليك الأضواء، قد يكون شيئًا جيدًا أو سيئًا بالنسبة لك، إذ يعتمد الأمر على شخصيتك، لكن بالنسبة لمعظمنا، هو أحد الأسباب الرئيسية خلف رغبتنا في أن نصبح مديري منتجات.

أنت الشخص المقصود، فرغم عدم امتلاكك لأي سلطة أو ألقاب رفيعة رسمية، فأنت من يوجه منظمتك وفريقك من خلال تأثيرك عليهم والاحترام الذي اكتسبته بمجهودك، كما تقول إيفيلينا: "حقيقة أن القيادة تُكتسب لا تُمنح هو ما يجعلها ممكنة".

التواصل

كونك مدير منتجات، فإنه يُتوقع منك أن تتواصل مع الجميع، وأن تنخرط مباشرةً مع العملاء وكذلك مع الزملاء الأقل خبرةً منك، كما أنك تمتلك الفرصة لمقابلة أشخاص جدد باستمرار وتكوين علاقات قائمة على الاحترام والإعجاب المتبادل.

وفيما يتعلق بالقيادة، فهي أيضًا قد تكون حسنةً أو سيئةً اعتمادًا على شخصيتك، فهي بالنسبة لي أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتني أرغب في أن أصبح مديرة منتجات في المقام الأول، وأن أُحاط بأشخاص أذكياء ومُلهِمين، والسيدات اللواتي سُعدت بمقابلتهن هنّ أفضل مثال عن ذلك.

التعلم المستمر والتطور

إن طبيعة الوظيفة واسعة للغاية وقابلة للتغير، لذا عليك مواكبتها دومًا من خلال معرفة التطورات باستمرار، فبصفتك مدير منتجات، فإنك بحاجة إلى أن تكون متعدد المواهب، وأن تعرف القليل أو الكثير اعتمادًا على وضعك الخاص، وذلك في مجالات هندسة البرمجيات والتصميم والأعمال، إضافةً إلى بعض المهارات الاجتماعية.

وفقًا لألكساندرا، فإن كونك مدير منتجات يمنحك أعظم هدية على الإطلاق، فهو يدفعك إلى النمو باستمرار، ويمنحك العديد من الفرص لإعادة اكتشاف نفسك ووظيفتك وحياتك المهنية، فإن كنت تبحث عن الحماس والمغامرات وعن وظيفة تحتوي على أشياء كثيرة ولكنها غير مملة أبدًا، فإدارة المنتجات هي الوظيفة المناسبة.

اقتباس

تقول إيفلينا: "كنت متحمسةً جدًا في أول يوم عمل لي، فقد شعرت بالشرف والتقدير كوني مُنحت تلك الثقة، وما زلت أشعر كل يوم وكأنه بداية جديدة، وأعلم أنه سيكون يومًا مليئًا بالمفاجآت".

المجتمع وإطار العمل

تُشبه إدارة المنتجات الدخول إلى نادٍ خاص، إذ يمكنك الوصول إلى مجتمع كبير ونشط وداعم، ولم يفاجئني هذا الأمر كونها مهنة تتطلب الكثير وغالبًا ما تحتاج دعمًا قويًا.

يُعَد تكوين المجتمعات القوية إحدى الطرائق التي يُفضلها مديرو المنتجات في التعامل مع المسؤولية والتحديات التي يواجهونها يوميًا، سواءً على المستوى المحلي أم على المستوى الدولي.

اقتباس

يقول أليكس: "رأيت مجتمع إدارة المنتجات مُتماسكًا أكثر مما كنت أتخيل، كما أن إدارة المنتجات لديها الكثير لتقدمه، فهي أشبه نظام يمكنك تطبيقه على كل موقف، حتى في حياتك الخاصة".

في الحقيقة، يحب مديرو المنتجات مشاركة أفضل الممارسات والأدوات وطرائق العمل لديهم، وذلك لتسهيل مهام الأشخاص الآخرين، فكما تقول إيفيلينا: "لكيلا تضطر إلى إعادة اختراع العجلة مرارًا وتكرارًا".

صندوق باندورا

بصفتك مدير منتجات، فإن الفضول يجب أن يكون اسمك الأوسط، تلك الإثارة الناتجة عن الكشف عن التعقيدات، والتحقيق بحثًا عن حل ومن ثم ترجمته إلى متطلبات قابلة للتنفيذ، وهذا ما أُطلِق عليه شخصيًا اسم "صندوق باندورا Pandora’s Box".

اقتباس

تقول لويسا: "لم أكن أتوقع أنه من أجل القيام بعملي، سأضطر إلى معرفة وتعلم الأشياء التي اعتقدت أنها ليست ذات صلة بعملي".

بصفتك مدير منتجات، فإنك ستشعر بالإثارة عند اكتشاف حل الألغاز التي لا علاقة لها ببعضها البعض، كما أن الأمر محفز عقليًا ويؤدي إلى التطور المستمر، فكل يوم يبدو مختلفًا عن الذي يسبقه وبذلك تزداد الإثارة.

التأثير وإثبات الذات

من خلال نظام العمل القائم على التسليم المستمر، فإنك ترى نتائج أعمالك وقراراتك بسرعة كبيرة، وقليلة هي الأعمال التي لا يمكنك رؤية ثمارها بسرعة على نحو ملموس، وذلك لأنها عملية مستمرة، بغض النظر عن كونها أعمالًا صغيرةً وليست مجرد حدث واحد كبير يُكشَف في نهاية الرحلة.

هذا النوع من الأعمال مُرضي للغاية ويُضفي لنا إحساسًا بالقوة وتحقيق الذات، وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نحب هذه المهنة كثيرًا، فعندما نعرف أننا قادرون على إحداث تغيير في حياة الآخرين وجعلها أفضل مما كانت عليه من قبل، فهو شعور يستحق الاجتهاد.

الصعوبات

هل رأيت كل تلك الصفات الجيدة للوظيفة، أو إذا كنت مدير منتجات أساسًا، فعلى الأرجح أنك قد كتبت واحدةً أو اثنتين بنفسك، الأمر الذي يُؤكد وجود العديد من الجوانب الجميلة، مثل قيادة فريق متنوع وأخذ الأفكار وصقلها إلى حلول، وإنشاء خارطة طريق للعمل والعديد من الميزات ذات المستوى العالمي.

هناك خبران أحدهما جيد والآخر سيئ، فأما الخبر السار، فهو أن كل الصفات الرائعة التي ذكرتها صحيحة؛ أما الخبر السيء، فهو أن للوظيفة بعض الأوصاف السيئة التي لم تُذكر بعد، فصحيح أن وظيفة مدير المنتجات هي واحدة من أكثر الوظائف إرضاءً ومكافأةً، إلا أنها قد تكون أيضًا واحدةً من أكثر الوظائف إرهاقًا وإثارةً للغضب في بعض الأحيان.

لقد علمت في يومي الأول أن وظيفة مدير المنتجات أصعب مما كنت أتوقعه، فقد كان ذلك خلال أول مواجهة لي عندما رأيت السعادة والآمال في أعين فريق المهندسين، كما لو أنني أملك القدرة على حل جميع مشكلاتهم وتحقيق كل توقعاتهم، لقد شعرت بالإرهاق والضغط والرعب في نفس الوقت.

بدا كل شيء جديدًا ولامعًا في أول 30 دقيقة لي بصفتي مدير منتجات، وشعرت بالطموحات التي ترتقي نحو الأعلى، فقد قضيت 15 دقيقة من استراحة الغداء في أول يوم لي في الحمام كي أقوم بتمارين التنفس والاسترخاء، والحقيقة أنني ما زلت أفعل ذلك في بعض الأحيان.

الإحساس العاطفي

قد لا تأتي إدارة المنتجات مع دليل تعليمات ولكنها تأتي بالتأكيد مع كم كبير من المسؤولية والكثير من أساليب العمل والتدريبات الجيدة، ومن المفارقات أن ما يجعلها رائعةً هو أيضًا ما يجعلها صعبةً، ومع وجود الكثير من الأدوات المتاحة، كيف يمكنك أن تعرف ما الذي عليك تطبيقه في كل حالة معينة؟ تشارك بشرى تجربتها الشخصية: "كنت أشك في كل ما أفعل، فهل يجب علي أن أُعيد بعض الأعمال؟ لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت لأدرك أنه لا يوجد أمر صائب وآخر خاطئ، فكل ما احتجته هو أن أثق بنفسي جيدًا لأستفيد من كل ما تعلمته ولكي ألائمه مع وضعي، عوضًا عن اتباع الأشياء مثل العمياء".

خرافة التركيز على العملاء

اقتباس

يقول أليكس: "هناك الكثير من الجدل حول أهمية العملاء، وكيف يجب أن يكونوا مركز جميع تصرفاتنا وأفكارنا بصفتنا مديري منتجات، ففي الحقيقة لا تعمل جميع الشركات بهذه الطريقة، وخاصةً عند تطوير منتجات لعملاء هم بالأساس موظفون في شركتك. تبدو إدارة المنتجات أحيانًا وكأنها مثالية، لكن عندما تبدأ بالعمل وتدرك أن لها قيودًا مثل أي مهنة أخرى، يكون ذلك أشبه بتنبيه لليقظة".

لا تختلف خرافة التركيز على العملاء من شركة إلى أخرى فحسب، بل إنها تختلف من فريق إلى آخر أيضًا، فبالنسبة للبعض، تُعَد كلمة "عميل" كلمةً مقدسةً، وبالنسبة للبعض الآخر هي أقل من ذلك، حيث يجب على مديري المنتجات الذين يركزون على العملاء الداخليين مراعاة احتياجات العمل أيضًا.

تُعَد معرفة كيفية التنازل للعميل أحد أكبر التحديات، إذ يُتوقع منك تقديم قيمة لكليكما، ولكن قد يكون من الصعب الخوض في هذا المنهج، إذ تقول لويزا: "أنا أعمل في نظام داخلي لمراقبة الأداء، وأحيانًا أشعر وكأنني أكتب قصصًا تجاريةً عوضًا عن كتابة قصص المستخدمين، كيف يمكنني تبرير إنشاء أداة للمستخدمين بينما يستخدمونها لأنهم بحاجة لها".

مصنع التسليم

يرجع مصنع التسليم -كما أحب تسميته- إلى الخلل بين العمل واحتياجات العملاء، فهل ما تقدمه مفيد لهم فعلًا، أم أنك تقدم ميزات لمجرد إظهار شيء ما في النهاية؟ كيف توازن بين الخطة الزمنية للأعمال وبين التوقعات والوقت اللازم لتحقيق منتج سليم؟ هل تتخلى عن رأي عميلك وعن سمعة منتجك كي تركز على تقديم شيء ما؟ أي شيء، المهم أن يحصل مهندسوك على عمل وأن تُنهي بعض المهمات، فهل تُسعَد بهذا العمل؟

نظرًا لكوننا نعمل باتباع عملية تدريجية، سيُتوقع منا تقديم شيء ما أسبوعيًا، إذ لن تنتهي الأشياء أبدًا، وقد تتعرض لخطر خسارة الصورة الأكبر في ظل جميع عمليات التسليم الصغيرة. لقد عملت شخصيًا في مصنع توصيل حقيقي سابقًا في بداية مسيرتي المهنية، وقد استخدمنا حينها كانبان واستخدمنا مخططات جانت Gantt Charts، وقد عملنا باستخدام عمليات التسليم الإضافية لأننا كنا بحاجة في نهاية كل أسبوع إلى تقديم كمية محددة من المنتجات، فحين ننظر إلى الماضي يبدو الأمر متشابهًا إلى حد كبير.

خرافة المرونة

قد تضطر إلى التعامل مع تفكير مُنغلق جاد اعتمادًا على حجم مؤسستك، إذ تقول إيفلينا: "يمكن أن تكون المرونة والسرعة في التغيير مجرد خرافة، فما تفعله يؤثر على العديد من الفرق، ومنه فإن إشراك الجميع في التغييرات السريعة يمكن أن يشكل تحديًا كبيرًا".

على العكس من ذلك، إذا كنت تعمل في مؤسسة صغيرة فقد لا تمتلك الموارد اللازمة للتكيف بسرعة، لأنه يُتوقع منك بصفتك مدير منتجات أن تواكب التغيرات السريعة للاستجابة لاحتياجات السوق، ولسوء الحظ هناك احتمالات مرتفعة لتواجه خرافة المرونة، إما بسبب نقص الموارد أو بسبب التبعيات داخل المنظمة.

من هو مدير المنتجات؟

اقتباس

يقول أليكس: "لا يُدرك الجميع معنى مدير المنتجات وما السر وراء وجودنا في المقدمة، فأنت لست مطورً افعليًا ولست مصممًا، كما أنك لا تملك أي سلطة رسمية ولكن يُتوقع منك أن تقود فريقًا في بعض الحالات، هذا الدور واسع ومليء بالغموض، فقد لا يبدو دورك واضحًا تمامًا، والأسوأ من ذلك أنه لا يمكنك معرفة ذلك أحيانًا".

بما أن المسؤولين في مؤسستك لا يفهمون دورك وما الذي تُقدمه، فإنهم إما سيتجاهلونك، أو على العكس تمامًا سيحاولون جعلك الرجل الذي يسد الثغرة في مؤسستك، كما تقول بشرى: "أن تكون مدير منتجات هو أمر مرهق ومُتطلِب لأن الناس يتوقعون منك أن تحل جميع المشكلات، لكن الإبداع يكمن في إيجاد المشكلات الصحيحة لحلها".

يمكن أن يكون الحد الفاصل بين كونك الرئيس التنفيذي لمنتجك وبين كونك مالئ الثغرة في مؤسستك صغيرًا للغاية، إذ يُعَد التعامل مع المسؤولين في مؤسستك جزءًا مُهمًا من وظيفة مدير المنتجات، ففي الحقيقة قد ينتهي بك المطاف إلى تكوين علاقات عامة لكي تكون فيما بعد مدير منتجات، لذا فقد تصبح الاجتماعات وظيفتك اليومية، ويصبح الإقناع والمفاوضات المستمرة هي وظيفتك الثانية.

في الختام

هل تحققت توقعاتنا الأولية قبل أن نصبح مدير منتجات؟ نعم، وأكثر من ذلك، فأنا شخصيًا أشعر بالرضا عن وظيفتي أكثر من أي وقت مضى، وكان لهذا أثر إيجابي كبير على حياتي. وبالإضافة إلى ذلك، تشرفت بلقاء بعض المهنيين الجيدين الذين يمنحونك الإلهام وقد أصبحوا قدوةً لي، كما أن الوظيفة جعلتني جزءًا من مجتمع كريم وداعم، فقد منحتني الفرصة لأمارس أكثر الهوايات التي أحبها، وهي الكتابة وكذلك التواصل مع السيدات الرائعات اللواتي ساعدنني في صياغة هذه القصة.

هل كان دورنا كمديري منتجات مختلفًا عن توقعاتنا في البداية؟ نعم في الحقيقة، لقد كان أصعب بكثير، إذ لم ندرك أنه علينا مواجهة التحديات التي تأتي مع وظيفة تتطلب الكثير، وكما يقول المثل: "كلما زادت الصعوبات والتحديات، زادت السعادة عند وصولك إلى القمة".

ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Joys and the Struggles of a New Product Manager - How To Manage Expectations لصاحبته Sara Tortoli.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...