اذهب إلى المحتوى

ما الذي تعلمته في أول عام لي كمدير منتجات


محمد ناولو2

يتحدث يحيى خوجة Yehia Khoja عما تعلمه في عامه اﻷول بصفته مدير منتجات، إذ كان لديه بعض التوقعات لكنه تلقى الكثير من المفاجآت، كما أنه تعلم الكثير أيضًا، وقد تلقى بعض التدريبات والدروس، وقرأ بكثرة حول هذا الموضوع، لكن ما من شيء أعده لهذا الدور كما فعلت التجربة المباشرة، كما هو الحال مع الأبوة والأمومة.

بدا الأمر في بعض الحالات كما كان يتوقعه، لكن في حالات أخرى كان الأمر مفاجئًا، لذا يأمل أن تساعد تجربته الشخصية الأشخاص الجدد في مجال إدارة المنتجات.

ما هي إدارة المنتجات؟

كان كل عمل يحيى خوجة Yehia Khoja خلال العام الأول عبارةً عن تحديد ما يجب تصميمه لإسعاد العملاء، وهذا ما كان يتوقعه، لكن القيام بذلك بفعّالية منحه صورةً أوضح، ففي بعض الأحيان لم يكن يتعمق في شخصيات المستهلكين بدقة كافية، وفي أحيان أخرى فشل في حساب متطلبات معينة، أو لم تعبّر رسائله بوضوح عن قيمة المنتج الحقيقية، ومع كل هذا كان سر التعلم دومًا أن يستمر في التقدم والتأقلم مع الحال، إذ أصبح ذلك أسلوب عمله في إدارة المنتجات.

العمل مع المستهلكين

بالانتقال إلى هذه المهمة، توقَّع أن يتفاعل مع المستهلكين بشدة لدرجة أن يعتقدوا أنه ظلهم، فقد قرأ أنه يتوجب عليه مقابلة 10 مستهلكين أسبوعيًا إذا ما أراد أن يكون ناجحًا، لكنه بالكاد كان يجري مقابلةً واحدةً أسبوعيًا، وبالنظر إلى العام الماضي، قد لاحظ أنه كان لديه بعض المشكلات في التعامل مع العملاء.

لم يكن يحدد نطاق الأشياء بما فيه الكفاية

لقد كانت لديه مهمة واحدة وهي تغطية وجهه استحياءً، فبعد أشهر من المعاناة في جمع معلومات حول المستهلكين، أخيرًا أدرك أنه لم يكن يقدّر حجم المشكلة بما فيه الكفاية، فقد كانت إما كبيرةً جدًا، والأمر الذي يجعل المحادثة جافةً ومملة؛ أو أنها صغيرة جدًا، مما يجعل مقابلةً تمتد لساعة مليئةً بالصمت المُحرج، لكنه حالما بدأ بتحديد نطاق الأشياء بدقة، أصبح قادرًا على جمع معلومات أفضل حول المستهلكين.

اﻻعتماد على مقابلات شخص لشخص فقط

على الرغم من أهمية مقابلات شخص لشخص إلا أنها تستغرق وقتًا طويلًا، كما أنها لا تُقدم مقياسًا جيدًا، إذ يمر الوقت الثمين قبل الحصول على نتائج، إضافةً إلى ذلك، يزداد الوقت المطلوب مع كل مُنتج جديد، وفي النهاية هناك العديد من الوسائل التي يمكنك القيام بها، على سبيل المثال:

  1. قراءة المستندات المهمة أو الأسبوعية التي ينشرها المستهلك.
  2. فهم طبيعة عمل المستهلك.
  3. سؤال المستهلك مباشرةً عبر منصة سلاك Slack أو عبر أي منصة أخرى مماثلة.
  4. إرسال الاستطلاعات إليه.
  5. استخدم المُنتَج بنفسك.

كما يمكنك اختيار وسائل مختلفة اعتمادًا على الموضوع، فالهدف النهائي هو أن تصبح الوكيل الأساسي للمستهلك، لذا عليك أن تكون قادرًا على فهمه والتعاطف معه، وكذلك تنفيذ احتياجاته.

العمل مع أعضاء الفريق

لقد سمع فكرتين أساسيتين حول العمل مع أعضاء الفريق قبل دخوله في هذا المجال وهما:

  1. مديرو المنتجات لا يصنعون المنتجات بأنفسهم.
  2. يحتاج مديرو المنتجات أن يكونوا مؤثرين دون امتلاكهم سلطة.

كلاهما كان صحيحًا بناءً على ما رآه في عامه الأول، إذ يؤثر جميع أعضاء فريق العمل على المنتج، فكل فرد منهم يمتلك دورًا فريدًا ومحددًا في نجاح المنتج.

المهندسون

في الحقيقة، المهندسون هم من يصنعون المنتج، لذا من المهم أن تبقى على تزامن معهم، ومما يساعد على توطيد الثقة مع فريق المهندسين أمرين اثنين:

  1. اطلب مساعدتهم في فهم التفاصيل الفنية للمنتج: لقد تعلم يحيى خوجة Yehia Khoja الكثير عن إدارة غيت Git وريبو Repo وكوبيرنيتس Kubernetes وآرغو Argo، إضافةً إلى تعلمه قواعد البيانات وأنظمة الإنشاء وأشياء أخرى، وقد أدرك من خلال ذلك مدى تعقيد منتجهم، مما ساعده على مراعاة المتطلبات والقيود المختلفة.
  2. دع المهندسين يشاركون في اكتشاف المنتج: مما يسمح للمهندسين بالاستماع إلى آراء العملاء مباشرةً، كما أنه يتيح لهم إمكانية رفع مخاطر الجدوى التقنية مبكرًا.

وقد اكتشف بمرور الوقت أن المستندات التي كتبها كانت بحاجة إلى تضمين عدة أشياء لتحقيق التطوير الفعال، وهي:

  1. قصص المستهلكين: لمعرفة ما يحاول المستهلك فعله وما الكيفية وما هو السبب.
  2. احتياجات المستهلكين: أي تجريد الطلبات من الأسباب الرئيسية للطلب.
  3. متطلبات المنتج: حدد المواصفات التي يجب تقديمها.
  4. نموذج تجريبي: وضح كيف سيبدو المنتج، وتحقق من جودته مع المستهلكين.

المصممون

يقدم المصممون الكثير من الأشياء للمنتج، وأهم الأشياء التي يقدمونها:

  1. دراسة المستهلك باستمرار: يمتلك المصممون الخبرة في الأساليب والتقنيات المختلفة لمعرفة آراء المستهلكين ووجهات نظرهم، لذا فقد تعلّم عن دراسة اليوميات وتحليل كانو Kano، والكثير من الأشياء الأخرى.
  2. ضمان الاستخدام السهل للمستهلك: لا أحد يحب منتجًا يصعب استخدامه، حتى صفحة تسجيل الدخول غير الملائمة يمكن أن تخيف المستخدمين الجدد وتبعدهم عن المنتج، وهذا ما يهتم به المصممون، إذ يقضون وقتهم في مراعاة تجربة المستخدم في كل التفاصيل.

مدير البرنامج

إذا كان مدير المنتج مسؤولًا عن توجيه سفينة المنتج، فإن مدير البرنامج هو ملاحها، فهو يدك اليمنى في معرفة المناظر الطبيعية، واكتشاف حواجز الطرق، وسبيلك لتجاوز القضايا والمشكلات، إذ يمتلك مديرو البرامج رؤيةً شاملةً حول جميع أعمال المنظمة، ويتواصلون من خلال الفريق وفقًا لذلك.

المبيعات

لن يصل منتجك إلى المستهلكين إلا إذا كنت تحقق أرباحًا، ولا يمكن تحقيق تلك الأرباح دون مبيعات، إذ يأتي ذلك مع ضغط طبيعي، فقد يرغب البائعون في بيع المنتجات والميزات التي لم تُطوّر بعد، بينما يحتاج المنتَج وقتًا كي يتطور.

يتحقق التوازن المثالي من خلال تعاون الاثنان معًا، إذ يجب أن يُدرك البائعون بخريطة طريق المنتج وتعقيد التنفيذ، كما يجب أن يُدرك فريق المنتج بجميع مشاركات العملاء وآرائهم.

التسويق

لن يشتري المستهلكون منتجًا لا يُدركون ماهيته، لذا يمكن لفريق التسويق مساعدتك في صياغة رسائل واضحة تنقل قيمة المنتج بدقة، وقد يحتاج الأمر بعض التجارب لاكتشاف الكلمات المناسبة، لذا اختبر تلك الرسائل باستمرار، وشارك رسائل المنتج مع عميل جديد، وشاهد كيف يستجيب.

المعالجة والتواصل

يمكن أن يمضي مدير المنتجات الكثير من الوقت في مناقشة أسئلة ما، على سبيل المثال "هل هذه الميزة مفيدة للمستهلك؟" وكذلك "ماهي إمكانية حدوث ذلك مرةً أخرى؟" والعديد من الأسئلة الأخرى، إذ يزداد الوقت المطلوب بازدياد حجم الفريق، وهذا يوضح لنا سبب كون المعالجة الواضحة والتواصل أمرين ضروريين، وإليك بعض الأشياء التي تساعدك على المعالجة والتواصل:

  1. أدوات لإدارة المهام: سواءً كانت مشكلات أم كانت طلبات خاصة أم كانت مهامًا هندسيةً مخططةً، فمن الضروري تدوينها منهجيًا، إذ يمكنك من خلال هذه الطريقة تحديد أولويات العمل وكذلك مراقبة التقدم.
  2. تمشيط الأعمال المتراكمة أسبوعيًا: سيزداد عدد المهام تدريجيًا، لذا فأنت تحتاج إلى التمشيط بانتظام وتحديد الأولويات.
  3. اجتماعات أسبوعية للتخطيط: تساعد هذه الاجتماعات في تحديد أولويات الفريق ذات المستوى العالي للأسبوع، والذي بدوره يساعد على تحديد مهام كل فرد.
  4. التخطيط من خلال الفريق: ربما يكون فريقك واحدًا من بين العديد من الفرق الأخرى لمنتج ما في مؤسستك، لذا فإنك تحتاج للتأكد من كونك تحافظ على قصة نجاح منتج متماسك ككل.

إطلاق المنتج

يُعَد هذا الأمر أساسيًا لأي مدير منتجات، سواءً كان مبتدئًا أم كان شخصًا يقوم بذلك لسنوات، وقد كان مدير المنتجات الذي تكلمنا عنه سابقًا محظوظًا للمشاركة في إطلاق منتج خلال عامه الأول، وقد تعلم بذلك الكثير من الأشياء.

اختيار العميل الأول بحكمة

قد لا يبدو ذلك متوقعًا، لأنك تريد العثور على عميل فحسب، لكن العثور على شريك استراتيجي سيكون قرارًا مهمًا مما يساعدك على استمرارية منتجك ونجاحه، وقد تعلّم هذا الأمر من الأعضاء الأكثر خبرة في الفريق.

يُدرك الشريك الاستراتيجي أن هذا هو الإصدار الأول للمنتج، لذا يُحتمل أن تكون به بعض مكامن الخلل، وسيسعده تقديم آرائه وملاحظاته، مما يساعد على تطوير منتجك بسرعة.

ركز على أن تنفذ الميزات الأساسية بجودة عالية

اختر المبادئ الأساسية للمنتج، وأعد تكرارها مرات عديدة لجعلها خاليةً من العيوب، واختبرها مرارًا وتكرارًا مع أشخاص جدد للحصول على آراء ووجهات نظر جديدة، إذ يمكنك بهذه الطريقة تضمين وظائف أكثر تقدمًا أو ميزات جديدة في الإصدارات المستقبلية.

التواصل المتقدم

من الممكن أن يكون تحديد موعد نهائي لإطلاق المنتج أمرًا مرهقًا للفريق بأكمله، إذ لا يُفضِل أحد أن يُستدعى في اللحظات الأخيرة لعمل المعجزات للحصول على المنتج في شكله النهائي.

من المهم التخطيط للأسابيع التي تسبق الإصدار النهائي بأحداث واضحة، لذا امتلك تسجيلات وصول منتظمة، ومن ثم تأكد من أن تاريخ الإصدار يمنح فريقك وقتًا كافيًا لتحديد نطاق المنتج واختباره وتثبيته وتشغيله مع العميل قبل تاريخ الإصدار.

حدد طريقك

أصبح العديد من الناس مديري منتجات وهم قادمون من خلفيات مهنية مختلفة، مثل الهندسة والاستشارات والتمويل وغيرها، وبما أنك الآن مدير منتجات، فمن المهم جدًا تحديد دورك ومسارك، رغم وجود مسؤوليات واضحة.

ما الذي يعنيه لك كونك مدير منتجات؟ تساعدك الإجابة عن هذا السؤال على أن تصبح أكثر راحةً في اتخاذ القرارات واختبار الأفكار والانطلاق بمفردك، لذا فإن كل مدير منتجات بحاجة إلى الإجابة عن هذا السؤال في حياته المهنية، كما يتطلب الأمر القيادة والثقة، لأنك ستتعامل مع الكثير من الأشياء دون امتلاكك سلطة رسمية.

في الختام

قد تبدو إدارة المنتجات تحديًا كبيرًا، إلا أنها تستحق ذلك أكثر من أي مهنة أخرى، فأنت تتفاعل مع الناس وتحل المشكلات وتتعلم الكثير على طول الطريق.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال What I Learned in My First Year as a Product Manager لصاحبه Yehia Khoja.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...