اذهب إلى المحتوى

ما هي إدارة المنتجات؟


أكاديميّة حسوب

تحظى إدارة المنتجات بدعمٍ كامل من طرف شركات التقنية الأكثر نجاحًا في العالم، لكن بعض الشركات الأخرى لم تعتمد هذا النهج حتى الآن، رغم أنها قادرةٌ على تحقيق فائدةٍ كبيرة من إدارة المنتج. ولهذا السبب، سنشرح لك في هذا المقال أهميتها، وحاجتك إليها في شركتك التقنية أو الرقمية.

إدارة المنتج ليست نهجًا جديدًا، فقد كانت بدايتها نحو العام 1931، انطلاقًا من مذكرات نيل ماكيلروي في شركة بروكتر وغامبل P&G، والتي تتحدّث عن حاجة الشركة إلى تعيين أشخاصٍ يمتلكون علاماتٍ تجاريةٍ فرديّة ويفهمون المنتجات التي تقدمها الشركة كليًا، حيث اعتمدت شركة هيولت-باكارد لاحقًا هذا النهج، فكوّن جزءًا رئيسًا من نجاح الشركة، بالإضافة إلى دمجه مع طرق كايزن (التحسين المستمر) المُستمدّة من نهج شركة تويوتا.

مؤخرًا، ساهم بيان منهجية التطوير السريع في تطوير وظيفة إدارة المنتج، واعتمدت شركات عديدة -مثل جوجل وAirbnb وفيسبوك ونيتفلكس وغيرها- على منهجية التطوير السريع بصورةٍ كبيرة، وقد أصبحت إدارة المنتجات وظيفةً مستقلةً إلى جانب وظائفَ أخرى، مثل الهندسة والتسويق (بدلًا من أن تنضوي تحت أقسامٍ أخرى)، وكثيرًا ما يرفع التقارير إلى المدير التنفيذي مباشرةً.

فما هي إدارة المنتجات إذًا؟ اقرأ هذا التعريف البسيط قبل التعرّف على أهمية وظيفة مدير المنتج.

ما هي إدارة المنتجات؟

اقتباس

إدارة المنتج هي منهجٌ يركّز على ابتكار المنتجات أو الخدمات القيّمة (التي يشتريها المستهلكون أو يستخدمونها)، والمنتجات النافعة والصالحة للاستعمال (التي يستطيع المستخدم معرفة كيفية استخدامها)، والمنتجات العملية (يستطيع المهندسون والموظفون توفيرها بفضل مؤهلاتهم). المصدر: Marty Cagan.

إن جوهر هذا التعريف هو الطبيعة الشاملة لعدّة قطاعاتٍ في إدارة المنتجات، والتي تشمل الهندسة والتقنيّة واستراتيجيّة دخول السوق وقابليّة الاستخدام ونماذج الأعمال، وتُوجد نظمٌ ووظائفٌ وأدوار تركّز على كل عنصرٍ من الوظائف المطلوبة في الشركات التي لا تمتلك إدارة منتجات، لكنّ غياب هذه الوظيفية يؤدّي إلى فقدان هذا الجمع الشامل للوظائف.

تُوفّر ويكيبيديا تعريفًا مفصلًا لإدارة المنتجات يركّز على نشاطاتٍ معينة، ويُساعدك على إدراك ماهيتها، ويعرفها على أساس: "إدارة المنتجات وظيفةٌ مؤسساتيةٌ داخل الشركة، تتعامل مع تطوير المنتجات الجديدة ومبررات بدء الأعمال والتخطيط والتوثيق والتنبؤ وسياسة التسعير وإطلاق المنتج وتسويق المنتج، وتشمل هذه الوظائف كامل مراحل دورة حياة المنتج".

مع ذلك كثيرًا ما يخطئ البعض في فهم معنى إدارة المنتجات ويختلط الأمر مع مفهوم دراسات الجدوى، إذ يعتقد الكثيرون أنهما نفس الشيء، وهما ليسا كذلك لذا يمكن توضيح الفرق بينهما في الجدول الآتي:

أوجه الاختلاف إدارة المنتجات دراسات الجدوى
إنطلاقها ونهايتها تبدأ قبل بدء العمل على المنتج (عندما يكون مجرد فكرة) وتستمر خلال دورة حياته كاملة قبل بدء العمل على المنتج (عندما يكون مجرد فكرة تنتهي وهو ما يزال فكرة بظهور النتائج اانظرية التقديرية المتعلقة بنجاح المشروع أو فشله (قبل بدء دورة حياة المنتج)
أساسها نظري + تطبيقي نظري فقط
نتائجه دقيقة إلى حد ما افتراضية غالبًا ما تبتعد عن الواقع
تناسبه مع أنواع المنتجات يتناسب مع كل المنتجات لا يتناسب مع كل أنواع المنتجات
نوع الخبرات اللازمة للقيام بها (للمشاريع المتوسطة أو الكبيرة) تتطلب فريق عمل كامل من مختلف التخصصات تحتاج إلى متخصص في المالية والأعمال وقوانين الأعمال
الجهة المسؤولة عن العمل على المنتج إدارة المنتجات مسؤولة عن العمل على المنتج دراسات الجدوى غير مسؤولة عن العمل على المنتج
المرونة مرونة جيدة بما أنها تقوم على مراقبة المنتج خلال دورة حياته بالتالي إعادته للمسار المطلوب كلما انحرف لا توجد مرونة كافية إذ تنتهي قبل التطبيق الفعلي للمنتج، بالتالي قد تحدث متغيرات كثيرة لم تتطرق لها دراسة الجدوى

من ناحية أخرى، يخطئ الكثيرون أيضًا وحتى بعض الشركات في التمييز ما بين إدارة المنتجات وإدارة المشاريع، لذا فلتسهيل فهم هذين المصطلحين، يمكن اختصار الفرق بينهما في كون أن العمل على المنتج يتطلب عدة مشاريع تحتاج بدورها إلى إدارة، ولتوضيح هذا الفرق بالتفصيل، ننصحك بالاطلاع على المقالة مقارنة بين مدير المنتج ومدير المشروع لتكون الصورة أمامك أوضح أكثر بهذا الخصوص.

ما أهمية إدارة المنتجات

يجب عليك تعيين مدير منتجات إذا أردت الالتزام بعرض القيمة للعملاء حصريًا، أو عرض القيمة المنتجات بصورةٍ أساسية، حيث تُعَد منصات المواقع والتطبيقات وواجهة برمجة التطبيقات منتجًا بحد ذاته بنظر الكثير من الشركات، إذ يشتري العملاء والمستخدمون تلك المنتجات بصورةٍ أساسية، ويتفاعلون مع الشركة ويجربون منتجاتها عبر تلك القنوات.

يتطلب ذلك امتلاك نهج الأخذ بحاجات العملاء (أو المستخدمين أو المواطنين)، بالإضافة إلى المعرفة التقنيّة التي تتماشى مع حاجات مشروعك التجاريّ، ويُطلق على هذا النهج إدارة المنتجات، ويُؤدّي فقدان هذا النهج (أو الوظيفة) إلى اتباع منهجٍ مفكّك، حيث:

  • تأخذ أقسام المبيعات والتسويق والدعم بوجهة نظر المستهلك، لكنّها تُعاين وجهة نظر المستهلك، وذلك انطلاقًا من الأهداف والمشكلات التي تواجهها، ولا تملك فكرةً واضحة عمّا يمكن تحقيقه باستخدام التقنية.
  • تعمل الهندسة والتقنية والعمليات على تصميم المنتجات، لكنّها ليست ضليعةً بما يريده العميل.
  • يضع المشروع التجاري والفريق التنفيذي أهدافًا وغاياتٍ معيّنة. مع ذلك، قد لا تأخذ بالحسبان رأي العميل أو تهتم به، وربما لا تُقدَّر جدوى المنتج بنظر العميل.

لتعزيز هذه الفكرة، إليك مثالًا عمليًا عن قيمة نهج إدارة المنتجات الذي يقدّمه للشركات والمؤسسات، إذ تسمح تلك الشركات والمؤسسات لعملائها بتخصيص وإعادة تسمية الحملات التسويقية لرسائل البريد الإلكتروني التي ترسلها الشركة، فينخرط الفريق والإدارة في تلبية المتطلبات المُعدّة مسبقًا، وهو أمرٌ يستغرق عدة شهور، بهدف تقديم خيارات تخصيصٍ كاملة والتي يتطلّب بعضها مواجهة تحدياتٍ تقنيةٍ جادّة.

لنفترض أن مدير منتجاتٍ خبير التحق بالفريق، أجرى مقابلاتٍ مع العديد من عملاء الشركة، فاستطاع تقليص خارطة طريق العمل إلى طلبٍ واحد، وهو السماح للعملاء بتغيير شعار الشركة، حيث تُعَد تلك عمليةً سهلة التنفيذ، وسيحبها العملاء بشدّة، لأنها أتاحت لهم إمكانية تخصيص الشعار كيفما يشاؤون، لكنّ العملاء أرادوا الحصول على الشعار فقط، لا إجراء تغييراتٍ على الخطوط أو الألوان أو التخطيط، فكان العملاء بحاجةٍ إلى هذا التخصيص قبل أن يُتاح لهم استخدام المنتج.

يتجسّد مثالٌ آخر عن قيمة إدارة المنتجات في الأهداف التجاريّة للشركة، أي رغبة الشركة في طرح المنتج ضمن سوقٍ محدّدة ومتكاملة، وتريد الشركة في هذه الحالة بيع المنتج للعملاء مباشرةً، بدلًا من بيعه للشركات التجاريّة الأخرى، حيث أن الأمرَ منطقيٌ بالنسبة للشركة، وعلى مستوى الاقتصاد الجزئي، حيث يُمكنها في هذه الحالة تأسيس علاقةٍ مع العميل، واستغلال إمكاناتها التشغيليّة في نشاطٍ ماليٍ واسع النطاق.

مع ذلك، يكشف النهج التخصصي في إدارة المنتجات عن وجود تحدياتٍ تقنيّة، وحاجةٍ إلى إمكاناتٍ تشغيليّةٍ لخدمة العملاء الذين لم تَحسب الشركة حسابهم، حيث أدّت إدارة المنتجات إلى فجوةٍ كبيرةٍ بين الاستراتيجيّة التي يود المشروع التجاري اتباعها من جهة، ورغبة العملاء المستهلكين من جهةٍ أخرى.

عملية إدارة المنتجات

تمر عملية إدارة المنتجات بعدة مراحل بحسب المرحلة التي نحن بها من تطوير المنتج، بحيث تحوي كل مرحلة منها عدة جوانب، ويمكن توضيحها في الآتي:

قبل بدء العمل على المنتج (المنتج هنا ما يزال فكرة)

خلال هذه المرحلة يكون من الضروري اختيار المنهج الموحد الذي سيُتبع في الإدارة، ونجد هنا منهجين رائجين هما:

  • المنهجية الرشيقة أجايل Agile
  • منهج تدفق المياه waterfall

وهنا يمكن انتقاء المنهجية الأنسب انطلاقًا من نوع منتجك.

وإلى جانب ذلك، لا بد من تحديد الأدوات اللازمة للقيام بإدارة المنتج خلال مختلف مراحله؛ بعد ذلك لا بد من وضع المعالم الرئيسية للمنتج، وذلك من خلال الآتي:

  • البحث والتخطيط: هنا يجب تحديد الحصة السوقية المتوقعة لمنتجنا، والمنافسين الموجودين حاليًا في السوق مع مختلف بياناتهم اللازمة لمتابعتهم وتحديد ميزاتهم التنافسية وأسعارهم، وغيرها من الأمور المهمة لمنتجنا أيضًا.
  • تحديد متطلبات المنتج وتصميمه: يجب هنا مستلزمات إنتاج المنتج نفسه وكيف يكون شكله.

عند بدء العمل على المنتج (قبل إطلاقه)

في هذه المرحلة يتم العمل على تطوير المنتج وإنتاجه ومتابعة مساره وملاحظة ما يناسبه فعليًا وما يمكن تعديله للوصول إلى الهدف الأساسي منه.

بعد العمل على النسخة الأولى من المنتج (بعد إطلاقه)

لا يكفي أن تكون هناك متابعة للمنتج فقط عندما يكون فكرة أو قيد الإنتاج، بل لا بد من متابعته خلال مسار دورة حياته في السوق أيضًا، وذلك من خلال التعرف على آراء المستخدمين حوله، والعمل على تطويره وإضافة ميزات وخصائص تتماشى واحتياجات السوق والمستهلكين أكثر، إلى جانب إدارة دورة حياته نفسها.

مهارات إدارة المنتجات

تحتاج إدارة المنتجات إلى بعض المهارات الأساسية التي تسهم في إنجاح عملية تطوير المنتج وإدارته، وتتمثل هذه المهارات في:

  • اكتساب المعرفة والمهارة اللازمة لإجراء أبحاث السوق.
  • القدرة على بناء الاستراتيجيات للعمل على المنتج.
  • القدرة على التعامل مع المنهجية المناسبة للمنتج.
  • التخطيط للمنتج وخارطة طريق المنتج.
  • مهارات التحليل السليم وحل المشكلات التي تصادف المنتج خلال تطويره وخلال دورة حياته.
  • تقييم تطور المنتج ومساره.
  • القدرة على التفاوض.
  • التواصل الجيد.
  • المهارات قيادية.

أدوات إدارة المنتج

تتطلب عملية إدارة المنتجات وتطويرها مجموعةً من الأدوات التي تختلف حسب طبيعة المنتج، وحجم الموارد المخصصة له ومدى انتشاره؛ مع ذلك ثمة بعض الأمور المشتركة التي لا بد وأن تتوفر في كل عملية إدارة منتج، والتي سنذكرها في الآتي:

  • أدوات البحث عن المنافسين وتحليلهم: يعتمد البعض للبحث عن المنافسين على أدوات سهلة ومجانية، مثل بحث جوجل للمنتجات الرقمية، والذي يساعدهم على تحديد أبرز المنافسين على اختلاف أنواعهم انطلاقًا من نتائج البحث لديهم، كما يلجأ البعض إلى أدوات تحليل هؤلاء المنافسين خاصةً عندما تكون المنتجات رقمية، فيلجؤون إلى أدوات تساعد على قياس سرعة مواقع المنافسين وقوتها من ناحية السيو والزوار مثلًا إذا كان المنتج الرقمي هو موقع إلكتروني مخصص لشيء معين.
  • أدوات إدارة المشاريع وخرائط المنتجات: تحتاج إدارة المنتجات بصفة عامة إلى مجموعة من الأدوات التي تساهم في إدارة سير العمل وإنشاء خرائط منتجات متوافقة مع خصائص المنتج، ومن بين هذه الأدوات يمكن ذكر: "أداة أنا" وهي أداة باللغة العربية مخصصة لإدارة المشاريع وفرق العمل، والتي يمكن تخصيصها لبناء خرائط منتجات متوافقة مع طبيعة المنتج والمنهج المستخدم في إدارته وكذا أهدافه؛ أيضًا يمكن استخدام بعض الأدوات الاخرى الشائعة للمشاريع الكبيرة نوعًا ما، مثل أداة Roadmunk
  • أدوات تصميم المنتج: يحتاج المنتج أيا كان نوعه إلى وجود تصميم معين له، وبطبيعة الحال تختلف الأدوات المستخدمة للتصميم على اختلاف الميزانيات والخبرات والمتطلبات اللازمة للعمل على المشروع، حيث يستخدم البعض أدوات مجانية في حين يستخدم البعض الآخر أدوات مدفوعة؛ كما يستخدم البعض أدوات بسيطة إذا كانت المتطلبات بسيطةً أيضًا، أو يلجؤون إلى أدوات معقدة تحتاج إلى خبرات عالية بالعمل.
  • أدوات التواصل بين فريق العمل: يحتاج فريق العمل على المنتج إلى وسيلة محددة للتواصل فيما بينهم، فهم فريق متعدد التخصصات والالتزامات، لذا فاستخدام وسيلة واضحة موحدة للتواصل سيكون مهمًا جدًا، وهنا يمكن اعتماد البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي مثلًا، لكن هذه التواصلات ستكون خارجية ومتعبة بالإدارة أحيانًا، لذا يمكن اعتماد أدوات تساهم في تقليل التنقلات مع إمكانية الاستفادة منها بأكثر من وجه، وهنا يمكن استخدام أداة أنا مثلًا التي سبق وذكرناها أعلاه، من أجل إضافة التواصلات اللازمة بين أعضاء الفريق بسلاسة.
  • أدوات عرض المنتج وتقديمه: يحتاج العمل مع فريق متنوع على المنتج إلى وجود أدوات عرض مناسبة تستخدم للعروض التقديمية في الاجتماعات من أجل شرح الأفكار وتقدم العمل ومثال هذه الأدوات نذكر شرائح البروبوينت، كما يمكن أن يكون هناك استخدام للأدوات من أجل عرضها أمام مستثمرين؛ وأخيرًا العرض على العملاء. تختلف الأداة هنا حسب اختلاف نوع العرض من بسيط إلى احترافي، كما قد تختلف الجهة القائمة عليها، حيث يمكن اللجوء في الحالات التي تتطلب احترافيةً عالية إلى استخدام قوالب جاهزة بجودة عالية تمكن من الوصول إلى الأهداف المطلوبة مثل اقتناء قوالب جاهزة من بيكاليكا، كما قد تتطلب الحصول على قوالب احترافيةً مخصصة يمكن تحصيلها من مواقع العمل الحر مثل مستقل أو خمسات.
  • أدوات تحليل الزوار والمستخدمين: تستمر إدارة المنتجات إلى ما بعد إطلاق المنتج وخلال كل دورة حياته، وبطبيعة الحال عملية الإدارة ستحتاج إلى وجود بيانات قابلة للقياس لتحسين مسار المنتج في كل مرة وفهم المستخدمين، وهنا يمكن الاعتماد على أدوات تحليل معينة يتم اختيارها انطلاقًا من طبيعة المنتج. نذكر هنا على سبيل المثال أدوات التحليل من جوجل google analytics الذي يسمح بمعرفة معلومات تفصيلية عن المستخدمين زوار المواقع، كما يمكن الاعتماد الاستبيانات الإلكترونية، أو على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة آراء المستخدمين ومتطلباتهم.

أسئلة متكررة

إذا كنت وزملاؤك تتساءلون عن قيمة إدارة المنتجات في الشركة، فإليك بضع أسئلةٍ متكرّرة عن الموضوع، ومآخذَ شائعة على إدارة المنتج.

  1. لا نتعامل مع عملاء، بل مع المواطنين أو أعضاء مؤسساتٍ ومنظماتٍ أخرى: لا تُؤثّر نوعية العملاء الذين تتعامل معهم على حاجتك إلى نهج إدارة المنتجات، لذا ركّز القواعد التي تعلّمتها على هؤلاء المواطنين (أو الأعضاء) بدلًا من العملاء.
  2. العميل أو المنتج مملوكٌ لقسمٍ آخر: قد تُواجه بعض الفرق الرقميّة التي تحاول تطبيق أفضل الممارسات، مشكلةً تتمثل بامتلاك الأقسام الأخرى مدير منتجاتٍ مسؤول عن المنتج، وفي مثال عن ذلك،نجد المصارف، أين يكون مدير المنتجات مسؤولًا عن بطاقة الائتمان، وفي هذه الحالات، لا تزال بحاجةٍ إلى نهج إدارة المنتجات في الفرق الرقمية المسؤولة عن تلك المنتجات الرقميّة، وبهذا يكون المنتج الرقمي في أغلب الأحوال، سبيلًا لتفاعل العميل، أو مفتاح حصوله على التفويض، حيث يُفيد الاستثمار في إدارة المنتجات حينها في التأكّد من أن العنصر الرقمي الذي تُقدّمه يعمل بأفضل صورة، بافتراض أنّك تواجه خطرًا من ناحية الإيرادات والفرص.
  3. لدينا مدير منتجاتٍ يهتم بتحليل XYZ: تتمحّور إدارة المنتجات حول التأكّد من أداء العمل على نحوٍ صحيح، بينما تركّز إدارة المشاريع بشدّة على ضمان سير العمل على أكمل وجه، إذ يُكمّل كل منهما الآخر، وتحتاج إليهما معًا لتحقيق نتائجَ موفّقة.

كيفية دخول مجال إدارة المنتج

  • بدء شركتك الشخصية: لا شيء أفضل من بدء شركتك لتعلّم إدارة المنتجات، والسبب هو أن مؤسس الشركة يؤدي كافة الأشياء بنفسه (في مرحلة البداية على الأقل). وعندما تُؤسس شركتك، ستكون مسؤولًا عن تحليل البيانات والتسويق وإدارة المنتج وخدمة العملاء وما إلى ذلك، وستصبح قادرًا على إنجاز كافة أنواع العمل، حتى لو لم تتقنها باحترافيّة، وهذا هو السبب الذي سيجعلك مدير منتجاتٍ متفوّق، لأنك ستتفاعل يوميًا مع عددٍ متنوعٍ من أصحاب المصلحة؛ مع أنها تجربة متقلبة تحمل في طياتها الكثير من الخبرات التي ستتعلمها في هذه الرحلة، إلا أنها رحلةٌ مكلّفةٌ نوعًا ما، خصوصًا إذا كان هدفك النهائي هو إتقان إدارة المنتجات، ومع ذلك، إذا حصلت على هذه الفرصة وكنت مُؤهلًا للتحدّي، ننصحك بتجربة ريادة الأعمال ولو مرةً واحدة. فإذا بدأت شركتك الناشئة، ستتعلم الكثير من هذه العملية، خصوصًا تلك الجوانب أو الأشياء التي تُمنى بالفشل، والتي تضعك -في نهاية المطاف- على المسار الصحيح لاكتشاف الأشياء الناجحة.
اقتباس

"أنا لم أفشل، بل وجدت 10.000 طريقةٍ لا يمكن للمصباح العمل بها"

- توماس أديسون

  • برامج دراسية أو برامج التدريب للحصول على وظيفة مساعد مدير منتج: يناسب هذا المسار خريجي الجامعات الجُدد، حيث تقدّم الشركات الكبرى -مثل فيسبوك وجوجل وأمازون وآبل ومايكروسوفت، وغيرها- برامج مساعد مدير المنتج التي تُهيّئ أيّ شخصٍ لا يملك خبرةً لدخول مجال إدارة المنتج، كما وتساعدك هذه البرامج الدراسية على التعلّم بسرعة لأنها تتميّز بمنهجٍ دراسيٍ مصمّم بعناية، ويشمل العمل على منتجاتٍ ذات قاعدة مستخدمين حيّةٍ وضخمة، والحصول على الإرشاد والتدريب، ودوران الموظف في عددٍ مختلف من شركات المنتجات، بالإضافة إلى فرصة بناء شبكةٍ اجتماعية، مع أن تلك البرامج الدراسية تتميّز بكونها شديدة المنافسة، إذ يمكنك اتباع مسارٍ آخر، عبر الانخراط في برنامج تدريبٍ صيفي تُقيمه إحدى الشركات الكبرى.

كيفية دخول مجال إدارة المنتجات

مصدر الصورة: RocketBlocks

  • الانتقال داخل الشركة: يُعَد الانتقال إلى وظيفة مدير المنتج داخل الشركة التي تعمل لديها أحد أسهل الطرق لدخول المجال من دون إنفاق الأموال، وذلك بصرف النظر عن الوظيفة التي تشغلها حاليًا، فلا شكّ أن وظيفتك تتطلب مسؤولياتٍ معينةٍ قابلة لإعادة الصياغة بصورةٍ مشابهة لمسؤوليات مدير المنتج، وإذا لم تستطع ذلك، يُمكنك التقرّب من فريق المنتجات في الشركة التي تعمل لديها. اجتمع مع مدير المنتجات لتفهم الدور الوظيفي الذي يلعبه، وقدّم له المساعدة قدر الإمكان، وعبّر عن رغبتك في الانضمام إلى الفريق، حيث ينتقل الموظفون إلى إدارة المنتجات قادمين من أقسامٍ مختلفة كليًا، مثل التسويق وخبرة العملاء والعمليات والتحليلات والهندسة، لذا تأكّد أن بمقدورك فعل ذلك.
اقتباس

"إذا أردت فعل شيءٍ ما، ستجد الوسيلة؛ وإذا لم ترغب، فستجد عذرًا."

- جيم رون

  • ماجستير في إدارة الأعمال: يسعى الكثير من الأشخاص إلى الحصول على درجة ماجستير في إدارة الأعمال، للوصول إلى منصب كبير مديري المنتجات أو مدير منتجاتٍ أوسط في الشركات الضخمة، والتي تدفع بدورها أجرًا محترمًا للخريجين الجدد الذين يحملون درجة الماجستير، حيث تُوظف الشركات المُدرجة ضمن قائمة فورتشن 500 حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال مباشرةً بعد التخرج، في حين تبحث شركاتٌ أخرى عن هؤلاء لملء شواغر وظيفيةٍ في منصب مدير المنتجات، فما السبب وراء هذا التهافت على حملة الماجستير؟ أحد الأسباب الرئيسة هي امتلاك هؤلاء فرصةً للتفاعل مع العديد من الأشخاص ذوي الخلفيات المتنوّعة إبان فترة دراستهم، والعمل معهم على طيفٍ واسع من المشاريع، وتقديم العروض ودراسة مواد أو مساقاتٍ إلزامية، مثل التمويل والاستراتيجيات والعمليات وتحليل البيانات وغيرها، لهذا السبب، تُعَد درجة الماجستير في إدارة الأعمال بمثابة حزمةٍ شاملة، وتُساعدك في الحصول على وظيفةٍ في إدارة المنتجات. في المقابل، تكون تكلفة هذه الدراسة كبيرة، لذا يجب عليك التفكير إذا كنت بحاجةٍ إلى درجة الماجستير أم لا.
اقتباس

"التعليم هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحدٍ أن يسلبه منك."

- نومار غارسيابارا

  • برامج أو مخيمات تدريبية لإدارة المنتجات: تُوفّر بعض الشركات برامجًا أو مخيماتٍ تدريبيّة في مجال إدارة المنتجات، مثل شركة Product School أو جنرال أسمبلي General Assembly، وتُعَد تكلفة تلك البرامج وورشات العمل أقل بكثير من تكلفة دراسة الماجستير في إدارة الأعمال، كما وتشهد اليوم رواجًا لدى الراغبين في تعلّم إدارة المنتجات، وقد تُوفّر تلك البرامج عونًا لمَنْ يرغب بالانتقال إلى منصب مدير المنتج داخل الشركة ولا يمتلك المهارات المطلوبة، أو لا يرغب في إنفاق كمٍّ هائلٍ من المال على الدراسات العليا، إذ تُساعدك المخيمات التدريبية على اكتساب المهارات والمعرفة المطلوبة في إدارة المنتجات، عبر إنشاء منتجاتٍ رقمية والحصول على الإرشاد ودراسة حالاتٍ فردية، لذا فأفضل ما يمكن أن تقدّمه تلك البرامج والمخيمات هو المساقات التعليميّة التي يدرّسها مدربون ومعلمون من شركاتٍ مُدرجة ضمن قائمة فورتشن 500.
اقتباس

"الاستثمار في المعرفة يجلب أفضل الفوائد."

- بنجامين فرانكلين

مصادر أخرى كي تتمكن من دخول إدارة المنتجات

تحتاج الخطوات السابقة إلى بعض التنظيم والوقت حتى تتمكّن من تنفيذها؛ مع ذلك، لا يوجد ما يمنعك من تعلّم مدخلات ومخرجات إدارة المنتجات، كما أن هناك الكثير من الكتب التي ألفها رواد الأعمال، بعضها غني بالمعلومات والمصادر التي تُساعدك على اكتساب فكرةٍ أوضح عن مسؤوليات مدير المنتج وكيفية إجراء مقابلة عملٍ ناجحة، وإن رغبت في تعلمها باحترافية، فننصحك بالانضمام إلى دورة إدارة تطوير المنتجات المقدمة من أكاديمية حسوب.

ترجمة -وبتصرُّف- للمقالين What Is Product Management And How It Can Help You Drive Growth لصاحبها Scott Middleton و‎5 Ways And Resources to Get Into Product Management لصاحبها Bisman Singh.

اقرأ أيضًا

تم التعديل في بواسطة رقية بورية


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...