اذهب إلى المحتوى

وظيفة مدير المنتج وما عليك فعله لتحصل عليها


زياد اليوسف

هذه المقالة هي الجزء الأول من سلسلة من الصفر إلى مدير المنتج، وهي مجموعةٌ من المقالات التي تُساعدك على تبوّأ وظيفة مدير المنتجات. سنشرح في هذه المقالة عمل مدير المنتج، واختلاف دوره الوظيفيّ حسب اختلاف مجال الشركات، وسنتحدث أيضًا عن أفضل الصفات التي تجعل منك مدير منتجاتٍ متفوّق.

هل تطمح إلى تغيير مسارك المهني والعمل كمدير منتجات، لكنك لا تدرك كيفية بدء هذا التحوّل؟ الجواب في هذه المقالة. لقد شهد دور مدير المنتج صعودًا بارزًا في مدةٍ لا تزيد عن 20 سنة، لذا من الطبيعي ألا تملك فهمًا واضحًا عن الدور الذي يلعبه مدير المنتج، وإليك هذا التعريف المثالي من شركة أتلاسيان للبرمجيات Atlassian، والذي يُوفر فهمًا أساسيًا حول وظيفة مدير المنتج.

اقتباس

مدير المنتج هو الشخص المسؤول عن التعرّف على حاجات المستهلكين وأهداف المشروع التجاري الكبرى التي يُحققها المنتج أو العلامة، وتوضيح ماهية هذا النجاح الذي سيحققه المنتج، وحشد الفريق لتحويل هذه الرؤية إلى واقع.

شريف منصور على موقع Atlassian.

سنوفّر لك خطواتٍ وأدواتٍ بسيطة تتيح لك ارتقاء هذا المسار المهني المشوّق، حيث ستدرك بعد قراءة هذه المقالة المعرفة الكاملة حول ماهية مدير المنتج، والوظائف التي لا يؤديها، إضافةً إلى الأنواع الأربعة من مديري المنتجات، وهم مدير منتجات المستهلك ومدير المنتجات الداخليّة ومدير منتجات التعاملات بين الشركات ومدير المنتجات التقنيّة، كما سنتعرّف على الصفات الأربع التي يتسم بها مدير المنتجات المتفوّق وهي التواصل والمعرفة التقنية وعقلية حلّ المشكلات والقيادة.

وظائف مدير المنتج أصبحت رائجة أكثر من أي وقت مضى

نقتبس مقولةً رائعة من إحدى المقالات على موقع Productboard:

اقتباس

نعيش في العصر الذهبي لإدارة المنتجات

كان هذا المسمى الوظيفي مبهمًا لفترةٍ ليست بالبعيدة، ولم يكن بمقدور الناس وضع تعريفٍ له؛ أما اليوم، فقد أصبح مدير المنتج أكثر الوظائف رواجًا في السوق، فعلى سبيل المثال، نَمَت نسبة وظائف مدير المنتج في الولايات المتحدة بنسبة 32%، منذ شهر أغسطس عام 2017 وحتى شهر يونيو عام 2019، وهذا النمو أعلى بمعدل 5 مراتٍ موازنةً بنمو باقي الوظائف إجمالًا (وفق دراسة أجراها نيل آير ونشرها على ميديام). أظهرت وظائفُ معينةٌ نسبًا مختلفة، فتزايد متوسط الاهتمام الشهري بمنصب مدير المنتج بنسبة 425% على مدار السنوات الخمس الماضية، وفق ما أظهرته مؤشرات جوجل (حسب منظمة Product-Led)

01.png

مصدر الصورة: نيل آير على ميديام

اقتباس

حققت وظائف إدارة المنتج في الولايات المتحدة نموًا بنسبة 32%، وهي زيادة أعلى بـ 5 مراتٍ من معدّل نمو إجمالي الوظائف الأخرى.

قبل التعرّف على النصائح التي ستتيح لك الحصول على منصبٍ وظيفيٍ في إدارة المنتج، لنتعرّف على وظيفة مدير المنتج ونحدّد دوره.

وظائف لا يؤديها مدير المنتج

بعد أن تعرّفنا على وظائف مدير المنتجات، سنتطرّق للأمور التي لا تُعَد من واجباته وما ليس عليه القيام به.

مدير المنتج ليس مديرا

لنبدأ بالدور الأكثر غموضًا، إذ لا يبدو الفرق واضحًا من ناحية المسمى الوظيفي، لكنّ مدير المنتج ليس مديرًا (إذا أخذنا المصطلح التقليدي للمدير بالحسبان)، حيث لا تتمحور وظيفة مدير المنتج الرئيسة حول إدارة الفريق ونموّه فحسب، بل يهتم بإدارة ونمو المنتج، وتشمل وظيفة مالك المنتج تعظيم قيمة المنتج، وفقًا لما جاء بموقع scrum.org. لو عملت مدير منتجات، ستدرك فورًا أن مهنتك تتطلب امتلاك فريقٍ مُتحفّز يحقّق مستويات أداءٍ عالية، فمن الضروري حينها أن يشعر أعضاء الفريق بقيمة الإنجازات التي يحققونها في العمل، والشغف بالمهمة التي يؤدونها.

مدير المنتج ليس مهندسا

جاء هذا التصوّر الخاطئ من حقيقةٍ مفادها أن معظم أرباب العمل ومنشورات الوظائف أيضًا، يطلبون من المتقدمين امتلاك درجةٍ جامعيةٍ في علوم الحاسوب، وينطبق هذا الأمر على نوعٍ محدّد من مديري المنتجات الذين سنتحدث عنهم لاحقًا، حيث يُعَدّ امتلاك خلفيةٍ تقنيةٍ قويةٍ ميّزةً إضافيةً بارزة عند التقدّم للوظيفة، وتساعدك الخلفية التقنية على فهم كيفية إنجاز المنتج، والعراقيل المحتملة التي قد تواجهها.

مع ذلك، مدير المنتج ليس مهندسًا، فهو مسؤولٌ عن ماهية المنتج، لا كيفية عمله، ويحدّد مدير المنتج نوع المنتج الذي ترغب الشركة في إنجازه لتعظيم قيمته بنظر المستخدمين، وفي المقابل، تقع مسؤولية تنفيذ المنتج وإنجازه على عاتق فريق التطوير، بالإضافة إلى اختيار التقنية المستخدمة لتنفيذ هذا المنتج.

اقتباس

مدير المنتج ليس مهندسًا، فهو مسؤولٌ عن ماهية المنتج، لا كيفية عمله.

مدير المنتج ليس مصمما

يحتاج مدير المنتج الكفء إلى فهم احتياجات المستخدم، فيساعد امتلاك خلفيةٍ كافية في تجربة المستخدم على تصميم منتجٍ مشابهٍ لما يطلبه المستخدمون؛ مع ذلك، لا يحتاج مدير المنتج إلى إتقان التصميم أو احتراف برامج أدوبي وسكتش، لكن يُمكن لمدير المنتج، حسب الشركة التي يعمل ضمنها والدور المنوط به، تفويض مصمّمي واجهة المستخدم وتجربة المستخدم لأداء هذه المهمات.

02.png

مصدر الصورة: AltexSoft

الفروقات في أدوار مدير المنتج بين مختلف الشركات

سنوضح في هذا القسم الالتباس بين وظيفة مدير المنتج لدى شركات البرمجيات، والوظيفة التقليديّة لمدير المنتج لدى شركات السلع الاستهلاكيّة سريعة التداول، حيث يعمل الأخير ضمن قسم التسويق، كما لا يملك مدير المنتج -والمسؤول عن خط إنتاج مستحضر غسول الشعر (شامبو) لدى شركة لوريال مثلًا- أدنى فكرة عن مبادئ تطوير البرمجيات أجايل أو تجربة المستخدم أو مفهوم تعظيم قيمة المنتج بنظر المستخدم.

بدلًا من ذلك، يستطيع مدير المنتج هذا إخبارك عن سوق مستحضرات غسول الشعر وآخر الحملات التسويقيّة للشركة أو استراتيجية البيع بالتجزئة التي تتبعها الشركة على سبيل المثال، إذ يرتقي مدير المنتج هذا في السلم الوظيفي ليحصل على منصب مدير خط الإنتاج، مثل (منتج HairColor من لوريال باريس)، ثم يحصل أخيرًا على ترقيةٍ وظيفيّة ليصبح مدير علامةٍ تجارية (علامة لوريال باريس)، حيث يعمل مدير المنتج هنا ضمن مسارٍ مهنيٍ ينتمي إلى قسم التسويق، ومع أن المسمى الوظيفي هو ذاته، لكن يختلف دوره بشدّة عن دور مدير منتج أجايل مثلًا، والذي يعمل غالبًا لدى شركات البرمجيات، وهو الدور الوظيفي الذي سنتحدث عنه في مقالتنا.

من هو مدير المنتج؟

مدير المنتج هو الشخص المسؤول عن نجاح المنتج، وقد يكون هذا المنتج تطبيقًا أو خطًا من المنتجات أو قسمًا فرعيًا من المنتج (قسم من الموقع الإلكتروني).

إليك أيضًا بضع مسؤوليات يتحملّها مدير المنتج:

الأنواع الأربعة من مديري المنتجات

هناك أربعة أنواع من الوظائف التي يؤديها مديرو المنتجات؛ تختلف تلك الأنواع حسب نوع المنظمة التي يعمل مدير المنتج لديها، والمنتجات التي توفرها تلك المنظمة.

1. مدير منتجات المستهلك

وهو المسؤول عن تصميم المنتجات لعموم المستهلكين، حيث يُعَد تطبيق تيك توك مثالًا عن تلك المنتجات.

مسؤولياته الرئيسة

  • خلق الأفكار.
  • الاختبار والتجريب.
  • تحليل البيانات.
  • بحث المستخدم لترتيب أولويات العمل على المزايا الجديدة.

2. مدير المنتجات الداخلية

يصمّم المنتجات للمستخدمين داخل الشركة ذاتها، مثل البرمجيات التي يستخدمها قسم خدمة العملاء.

مسؤولياته الرئيسية

  • إدارة المشاريع.
  • التنفيذ.
  • لا يحتاج إلى الكثير من التصميم، بافتراض أن البرنامج داخلي.

3. مدير منتجات التعاملات بين الشركات

يصمّم هذا المدير المنتجات التي ترغب شركاتٌ أخرى باستخدامها، ويُعَد مدير المنتجات في منصة هبسبوت HubSpot مثالًا ملائمًا، وهي منصة تسويقٍ ضمنيٍ مؤتمتة. وتتسم منتجات التعاملات بين الشركات بالمزايا الرئيسية التالية:

  • التداول المحدود والتكلفة العالية، والبيع عبر فرق المبيعات.
  • عددٌ أقل من المستخدمين النهائيين (موازنةً بمنتجات المستهلكين العاديين)، مع أن عدد المستخدمين النهائيين قد يكون ضخمًا لدى بعض الشركات الناجحة، مثل شركة سيلز فورس.
  • التركيز على الجانب التنفيذي.
  • التحدّي الرئيسي الذي يواجهه مدير المنتج هو اختلاف المستخدم النهائي للمنتج (المبيعات) عن صنّاع قرار الشراء (التمويل).

4. مدير المنتجات التقنية

يركّز على إدارة المنتج تقنيًا، ويُعَد مدير منتجات جوجل الذي يعمل على خوارزمية البحث مثالًا.

تخصصات مدير المنتج التقني

  • قد يكون التخصص نوعًا ثانويًا متفرعًا عن أنواع أخرى.
  • حل التحديات التقنيّة المعقّدة.

إليك هذا العرض البياني من شركة ماكنزي، والذي يقدّم تصنيفًا مختلفًا:

04.png

مصدر الصورة: Academy Xi

أربع صفات يتحلى بها مدير المنتج المتفوق

قرأنا سابقًا عن أنواع المختلفة لمديري المنتجات، وتعرّفنا على المهارات والخلفيات المتنوّعة التي يجب أن يمتلكها كلّ نوع، ومع ذلك، يجب على مدير المنتج أن يتحلّى ببعض الصفات الشاملة، والتي تساعد أيّ شخصٍ على تقلّد منصب مدير المنتج.

  • التواصل: يمكنك التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف أو الاجتماعات الشخصية، إذ يجب عليك إذا كنت تعمل مديرَ منتجات، التحدّث مرارًا مع أصحاب المصلحة الخارجيين والداخليين، بهدف جمع ردودهم والتعبير عن رؤيتك، وتذكّر أن أفضل المحاوِرين هم الأشخاص القادرون على الإصغاء.
  • المعرفة التقنية: لا يُشترط امتلاك درجةٍ جامعيةٍ في مجال الهندسة، لكن امتلاك المعرفة التقنية يُسهّل عمل مدير المنتج، ويحتاج الأخير إلى فهم التقنية ومصطلحاتها، والقدرة على التحدّث عن تلك التقنية مع أعضاء الفريق.
  • حل المشكلات: يجب على مدير المنتج امتلاك مهارة حل المشكلات، فهو يبحث عن التحديات المعقّدة التي تتطلب التفكير خارج الصندوق؛ فالابتكار والمرونة ليست مجموعةً من المهارات، بل هي عقليّةٌ وطريقة تفكير.
  • القيادة: صحيحٌ أن مدير المنتج ليس مديرًا، لكنه يتمتّع بمهارات القيادة؛ فالقائد البارع يحرص على الاستماع إلى الفريق والتعرّف على مخاوفه، ويتقبّل الانتقادات ويحاول تحسين دوره والمنتجَ المسؤول عنه، كما يطبّق القائد الشفافية داخل الفريق والمنظمة ككل، وهو الذي يتحمّل مسؤولية المنتج، إلى جانب حرصه أيضًا على تقدير جهود الآخرين حتى يتمكّن من تأسيس فريقٍ يتميّز بدرجةٍ عاليةٍ من التحفيز.

05.png

مصدر الصورة: Kent-Teach

نتمنى أن تساعدك المقالة في حال أردت الانتقال إلى منصب مدير المنتج. إذا كنت مهتمًا بتعلّم المزيد، اقرأ الجزأين الثاني والثالث من هذه السلسلة.

ترجمة -وبتصرُّف- لمقالة What Product Managers do and How to become one Part 1 — From Zero to Product Manager لصاحبها Eduardo Mignot.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...