اذهب إلى المحتوى

لقد أنشأت موقعك الإلكتروني ونشرت عليه المحتوى، ماذا بعد؟ أنت الآن بحاجة إلى اتخاذ بعض الخطوات لتحسين تجربة المستخدم، وذلك من خلال التأكد من أنه يمكن للمستخدمين الوصول إلى موقعك الإلكتروني بسهولة والعثور على محتواه بسرعة.

الجدير بالذكر هنا أنه لا يوجد فرق كبير بين تصميم تجربة المستخدم للمؤسسات وتصميم تجربة المستخدم للمستهلكين، ففي كلتا الحالتين، سيكون مستخدمو موقعك الإلكتروني أشخاصًا حقيقيين؛ لذا أيًا كان المستخدمون المستهدفون، فيجب عليك اتباع الإرشادات العامة لتصميم تجربة المستخدم.

حذف النصوص التي لا تقدم أي قيمة للمستخدم

أول شيء يجب أن تعرفه عن كتابة المحتوى هو أن مستخدمي المواقع الإلكترونية نادرًا ما يقرؤون صفحات الويب بأكملها. ففي معظم الحالات، يفحص المستخدمون صفحات الويب منتبهين إلى الكلمات والجمل الأساسية فقط.

لذلك، إذا كنت تسعى جاهدًا إلى تحسين تجربة المستخدم، فيجب عليك قص النص الذي لا يقدّم أي قيمة للمستخدمين، وكلما قل عدد الكلمات التي تتضمنها صفحتك، كان من الأسهل على المستخدمين تصفحها والعثور على المعلومات الضرورية، وإليك بعض القواعد الواجب اتباعها لإنشاء محتوى قابل للفحص:

  • الاهتمام بتقديم محتوى قابل للتطبيق العملي، عوضًا عن تقديم محتوى عام أو وصفي.
  • إضافة عناوين رئيسية وفرعية تساعد المستخدمين على تصفح المحتوى بسهولة.
  • استخدام القوائم المرتبة وغير المرتبة لتقديم معلومات سريعة ومهمة.
  • تسليط الضوء على الكلمات المفتاحية لتوجيه القراء.
  • تقديم فكرة واحدة في كل فقرة.
  • الابتعاد عن الحشو وعن الاختصار المبالغ فيه، أي تقديم الأفكار للقارئ بعدد كلمات مناسب.

وعلى كل حال، فإنه من السهل صف الكلام، لكن الصعوبة تكمن في مدى قدرتك على تطبيق ذلك عمليًا، فعلى الرغم من أن معظم المساهمين في المحتوى على دراية بالقواعد السابقة، إلا أنهم يفشلون في تطبيقها.

في كل مرة تنشئ فيها محتوًى جديدًا، يجب عليك أن تتأكد من كونه متوافقًا مع سهولة الاستخدام، ويمكنك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية: "هل هذه العبارة مهمة أم يمكن حذفها؟" وكذلك "هل يمكنني التعبير عن نفس الفكرة باستخدام كلمات أقل؟". تذكر أنه كلما تمكنت من تقديم المحتوى بطريقة موجزة ومختصرة، كان ذلك أفضل لتجربة المستخدم في موقعك الإلكتروني.

استخدام لغة بسيطة في الكتابة

عندما ينشئ الكتاب محتوًى للمواقع الإلكترونية الخاصة بالمؤسسات، فإنهم يسعون جاهدين إلى الكتابة بطريقة احترافية، لذا يستخدم الكتاب في كثير من الأحيان لغةً اختصاصيةً يصعب على عامة الناس فهمها.

يزور المواقع الإلكترونية أشخاص من خلفيات ثقافية متعددة، لذا لنفترض على سبيل المثال أنه لديك موقع إلكتروني خاص بشركتك، وسيزور هذا الموقع كل من الموظفين والعملاء وأصحاب الأنشطة التجارية الأخرى؛ لذا فإن استخدمت لغةً تحتوي على مصطلحات صعبة تخص الصناعة التي تعمل بها، فسيمكّن ذلك الموظفين من فهم هذه المصطلحات، ولكن بالمقابل، قد يجد العملاء صعوبةً في ذلك.

سيؤدي استخدام المصطلحات الاختصاصية إلى الإضرار بتجربة القراءة، مما يؤثر سلبًا على تجربة المستخدم، لذا احرص على جعل محتوى موقعك الإلكتروني متاحًا في متناول الجمهور العام، وذلك من خلال استخدام لغة بسيطة واختيار الكلمات بحكمة، وإليك بعض القواعد الأساسية التي يجب عليك اتباعها:

  • لا تستخدم مصطلحات معقدة إذا كان بالإمكان استبدالها بمرادفات أبسط.
  • تجنّب الكلمات التي لا يعرفها جمهور موقعك الإلكتروني، وإذا كنت مضطرًا إلى استخدامها، فاحرص على إرفاق شرح أو تعريف لهذه المصطلحات.
  • لا تستخدم الكلمات أو العبارات التي تحمل معاني مزدوجة وتُسبب إرباكًا لزوار موقعك الإلكتروني.
  • يعتمد تصميم تجربة المستخدم الفعال على البساطة، فكلما قدّمت محتوًى أبسط، زاد عدد زوار موقعك الإلكتروني.

استخدام أسلوب منطقي في الكتابة

يبالغ بعض كتاب المحتوى في فهم النصيحتين السابقتين ويفرطون في اتباعهما، ففي محاولة لكتابة محتوى مثالي من وجهة نظرهم، يحاول هؤلاء الكتاب الابتعاد عن أي مصطلح اختصاصي ويستخدمون لغةً مباشِرة، كما أنهم يحاولون كتابة جملهم بكلمات قليلة جدًا، لكنهم في الواقع يكتبون محتوًى ضعيفًا وغير احترافي، ولا يتطابق مع محتوى مواقع المؤسسات.

من الأفضل أن تتذكر أن لدى المستخدمين المستهدفين بعض الخبرة في المجال الذي تكتب فيه، فهم ليسوا أطفالًا في مرحلة ما قبل المدرسة، وبالتالي حاول أن تستخدم لغةً منطقيةً وبسيطةً دون أن تبالغ في تلك البساطة إلى حد تنخفض فيه جودة المحتوى.

من أهم القواعد التي يجب مراعاتها عند العمل على كتابة محتوى هي تحديد الجمهور المستهدف ومعرفة هدفك بوضوح. إضافةً إلى ذلك، يجب أن يوفر موقعك الإلكتروني مزيجًا من المحتوى التقني والإعلاني، مما يساعد على جذب المستخدمين ودفعهم إلى قراءة المزيد.

من الأمور التي يجب عليك تجنبها عند كتابة محتوى موقعك الإلكتروني هي التركيز الشديد على ملء المحتوى بالكلمات المفتاحية، لذا عوضًا عن ذلك، حاول أن تركز على تقديم محتوى قيم يساعد على جذب الأشخاص عن طريق سرد قصة وتقديم محتوًى فريد يجعل الناس يشعرون بأنك تسعى إلى إفادتهم.

قد تشعر أن الأمر صعب، لا سيّما عندما تحاول إيجاد التوازن المثالي بين البساطة وسهولة القراءة، والحل هنا هو أن تركز على بناء جملك بطريقة صحيحة من خلال تحديد احتياجاتك الأولية.

تذكر أنه يمكنك تقديم نسخة تجربة المستخدم UX للأشخاص المختصين في هذا المجال، إذ يمكنهم مساعدتك من خلال تقديم عدة اقتراحات لتحسين موقعك الإلكتروني؛ وأخيرًا، لا تنسَ أنك ستتطور دائمًا مع تحسين مهاراتك في الكتابة والتحليل.

تعزيز تجربة الاستخدام الأولى

يُعَد تصميم المواقع الإلكترونية الخاصة بالمؤسسات أكثر تعقيدًا من تصميم مواقع التجارة الإلكترونية والمواقع الأخرى، ولهذا السبب، عندما يزور المستخدمون موقعًا إلكترونيًا لمؤسسة ما للمرة الأولى، فإنهم ينشغلون بكمية المعلومات المقدمة لهم.

لذلك، ما الذي يمكنك فعله لتعزيز تجربة الاستخدام الأولى وتحفيز المستخدمين الجدد على زيارة محتوى موقعك الإلكتروني مرةً أخرى؟ إليك الإجابة عن ذلك في النقاط التالية:

  • لا تبذل مجهودًا كبيرًا في تقديم جميع مزايا موقعك الإلكتروني. عوضًا عن ذلك، حاول أن تقدّم المعلومات الأساسية التي يحتاجها المستخدمون لبدء استخدام موقعك الإلكتروني؛ ولا تقلق، إذ سيتعلم المستخدمون المزيد عن منتجك أثناء زياراتهم اللاحقة.
  • سلّط الضوء على أصالة علامتك التجارية، إذ يمكنك استخدام اللغة وأسلوب الكتابة اللذين يتناسبان مع صورة علامتك التجارية، فهي طريقة رائعة لخلق تجربة استخدام أولى مميزة.
  • يمكنك أن تطلب من الزائرين للمرة الأولى ملء نموذج، لكن ضع في الحسبان أنه لا يمكنك طلب سوى المعلومات التي تحتاجها وستستخدمها فعلًا.
  • ضع في الحسبان إرسال بريد إلكتروني للمتابعة، وزوّدهم بمعلومات حول المحتوى الذي يمكنهم العثور عليه على موقعك الإلكتروني وكيفية استخدامه.

وفقًا لإحدى الدراسات، يقل احتمال عودة 88% من المستخدمين إلى موقعك الإلكتروني إذا كانت تجربة الاستخدام الأولى سلبيةً. ولمعالجة هذه المشكلة، لا يكفي إعادة النظر بتصميم تجربة المستخدم فحسب، بل يجب عليك مراجعة جميع إستراتيجياتك التسويقية، إذ يجب عليك تعديل طريقة تسجيل الدخول والتفكير في الاستفادة من التسويق عبر البريد الإلكتروني، إضافةً إلى استخدام أساليب تسويقية أخرى تؤثر بطريقة غير مباشرة في تجربة المستخدم.

مراعاة مستخدمي الهواتف المحمولة

تعمل مؤسستك في عصر الإنترنت عبر الهاتف المحمول، ولا يمكنك تجاهل هذه الحقيقة؛ فحسب الدراسات الأخيرة، يتوقع المستخدمون أن تعمل المواقع الإلكترونية على الهواتف المحمولة مثلما تعمل على الحواسيب، لذا عندما تعمل على تحسين تجربة المستخدم، يجب أن تفكر في تحسين نسخة الهواتف المحمولة من موقعك الإلكتروني.

يعتقد بعض المستخدمين أنه لن تختلف تجربة القراءة باختلاف نوع الجهاز الذي يستخدمونه لتصفح المواقع الإلكترونية، ولكن الواقع خلاف ذلك، فعندما يقرأ المستخدمون مقالًا عبر هاتف محمول، يقل إدراكهم وفهمهم للمقال مقارنةً مع خوضهم لنفس التجربة عبر الحاسوب، وكلما كان المقال أكثر تعقيدًا، قلّت المعلومات التي يمكن للقراء فهمها وحفظها.

بطبيعة الحال، لا يمكنك إجبار المستخدمين على تصفح محتوى موقعك الإلكتروني باستخدام حواسيبهم، ولكن يمكنك تعديل نسخة موقعك الإلكتروني على الهواتف المحمولة للتأكد من أن المستخدمين سيفهمون المحتوى جيدًا.

قد يكون من الصعب تعديل كامل محتوى موقعك الإلكتروني ليكون ملائمًا للهواتف المحمولة، لذا يمكنك اختيار أجزاء المحتوى الأساسية وتعديلها بطريقة صحيحة، فعلى سبيل المثال، يمكنك تحسين المقالات التي تشرح كيفية استخدام المزايا الرئيسية لموقعك الإلكتروني أو المنشورات التي تقدّم المعلومات الأساسية حول مؤسستك والتقنيات التي تستخدمها.

تعرف على المستخدمين لديك

هل بذلت الكثير من الجهد لتحسين تجربة المستخدم لكن لا شيء تغير للأفضل؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجياتك والرجوع إلى نقطة البداية، ألا وهي بحث المستخدم.

يجب عليك إجراء دراسة لمعرفة المزيد عن المستخدمين المستهدفين ومتطلباتهم، ويمكنك استخدام إحدى طريقتي البحث التاليتين أو كليهما:

  • البحث الكمي: باستخدام أدوات تحليل المواقع الإلكترونية، يمكنك جمع بيانات حول المستخدمين وسلوكهم ضمن موقعك. سيساعدك هذا البحث على فهم المحتوى الذي يجذب المستخدمين والمحتوى الذي يتسبب في ارتفاع معدل الارتداد.
  • البحث النوعي: إذا كنت تريد معرفة المزيد من التفاصيل عن مستخدمي موقعك الإلكتروني، فيمكنك إجراء استبيانات ومقابلات مع مستخدمين حقيقيين، إذ يمكن لهذا البحث أن يمنحك فهمًا متعمقًا للأمور التي تؤثر في تجربة المستخدم والتغييرات التي يجب عليك إجراؤها لإصلاح الموقف.

علاوةً على ذلك، يجب أن تأخذ بعض العوامل الأخرى في الحسبان عند إجراء بحث حول المستخدمين المستهدفين من خلال عدسة تحليل تجربة المستخدم، إذ يمكنك اكتشاف الكثير من المعلومات من خلال معرفة التركيبة السكانية للفئة المستهدفة.

إذا كنت تهدف إلى تحقيق أهداف فردية من محتوى موقعك الإلكتروني، فحاول تركيز جهودك حول قابلية الاستخدام، واسعَ إلى تقديم قيمة وفائدة للمستخدمين من خلال محتوى موقعك الإلكتروني.

يجب عليك الاهتمام بهيكل موقعك الإلكتروني، إذ يجب أن تحافظ على مصداقية الأشياء وإمكانية الوصول إليها. وعند الحديث عن جزئية المصداقية في تجربة المستخدم، يجب أن نؤكد على ضرورة تقديم المصادر والتفسيرات اللازمة.

يُعَد الاهتمام بالمستخدمين والتعرف عليهم أحد الجوانب المهمة في التسويق الرقمي في يومنا هذا، لأن ذلك يساعد على تحسين تجربة المستخدم في موقعك الإلكتروني. ومن الأمور التي يجب أن نشير إليها هنا، هي أنه يجب أن تتعلم كيفية فرز وتحليل معلوماتك بغض النظر عما إذا كنت تستخدم أساليب التحليل النوعي أو الكمي المذكورة في الأعلى.

إليك بعض الأسئلة المهمة التي يجب أن تطرحها على نفسك:

  • كيف يمكنني تلبية احتياجات المستخدمين، وما هي الموارد المطلوبة؟
  • ما هو المحتوى الذي يجعلني فريدًا، وكيف يمكنني الوصول إليه؟
  • ما هي منصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها معظم زوار موقعي الإلكتروني، وكيف يمكنني الإعلان عن محتوي موقعي الإلكتروني ضمنها.
  • ما هي الأخطاء التي أقع بها أثناء محاولة الوصول إلى جمهور أوسع؟
  • ما العوامل التي يمكن أن تساعد على تقليل المخاطر وزيادة قابلية استخدام محتوى موقعي الإلكتروني؟

عندما تتمكن من تحديد العوامل التي تؤثر في تجربة المستخدم في موقعك الإلكتروني، ستتمكن من تطوير حلول فعالة لتجربة المستخدم.

التركيز على التحسين المستمر

يمكننا وصف عملية تحسين تجربة المستخدم بأنها عملية مستمرة، ويمكن تفسير ذلك بأن تفضيلات المستخدمين تتغير باستمرار، لذا يجب عليك متابعة اتجاهات تصميم تجربة المستخدم وبذل قصارى جهدك لمواكبة هذه الاتجاهات.

يجب عليك التحقق من إستراتيجية محتوى موقعك الإلكتروني من وقت إلى آخر، بحيث تتأكد من كونها مواكبةً لآخر التوجهات.

يجب عليك التحلي بالصبر عندما تعمل على تحسين تجربة المستخدم وتذكّر أن الإستراتيجيات تستغرق وقتًا لكي تنجح، ولهذا السبب، يجب ألا تُصاب بالذعر عندما لا تنجح إستراتيجية ما على الفور.

على الرغم من تغير اتجاهات تجربة المستخدم بمرور الوقت، إلا أن ذلك لا يعني أن تغتنم الفرصة الأولى لإجراء تغييرات على إستراتيجياتك، لأن هناك مبادئ عمل أساسية يجب أن تبدأ بها.

اتبع خطتك التسويقية الخاصة وحافظ على المرونة، واسمح للمستخدمين بالتعبير عن آرائهم عن طريق إضافة عناصر تفاعلية إلى محتوى موقعك الإلكتروني، بما في ذلك الاستطلاعات أو عناصر الوسائط المتعددة، مما يجعل تحسين تجربة المستخدم أكثر سهولةً.

إذا تحليت بالمرونة وبذلت جهدك ووقتك على التحسين المستمر لتجربة المستخدم، فستُؤتي هذه الجهود ثمارها في النهاية، وستتمكن دائمًا من مواكبة اتجاهات تجربة المستخدم.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Improve the UX for Your Website Content?.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...