البحث في الموقع
المحتوى عن 'انتاجية'.
-
لا يخلو الإنترنت من المقالات التي تتحدّث عن مشكلة ضياع الأفكار أو غور أفكار الكاتب. تستطيع اعتبارها الترجمة المتواضعة لحالة الـ Writer's Block وهي تعني باللفظ عدم قدرة الكاتب على العثور على أفكار تصلح لصياغتها في تدوينات/مقالات. ككاتب مُستقل ليس لدي وقت للـ Writer's Block. فالناس تدفع لي مقابل الكتابة، لذلك أنا بحاجة إلى الوفاء بكل التزاماتي التي قطعتها مع عملائي حتى أستطيع الاستمرار في هذه المهنة. لن أكذب وأقول بأن الكتابة عملية سهلة، وأن الكلمات تأتي سريعًا، أو أن أيامي في الكتابة يُشبه بعضها بعضًا، لأنها ليست كذلك بالفعل. ولكن الثابت الآن هو أنني لديّ عمل لإنجازه، وكتابة محتوى جديد متجدد باستمرار يعتبر جزءًا كبيرًا من هذا العمل. كي تستطيع إنجاز مهام التدوين التي توكل إليك كل يوم، أحضرت لك الوصفة الخاصة بي في العمل – وهي مكونة من 6 خطوات– كي تضمن عدم انقطاع مشاريع الكتابة التي تحصل عليها، وورودها بشكل مُستمر: الخطوة الأولى: العصف الذهني، ثم العصف الذهني بالإضافة إلى العصف الذهني لقد جربت كل شيء تقريبًا لتوليد الأفكار، بداية من التشديد على تخصيص نصف ساعة يوميًا للعصف الذهني، لجلب أفكار تدوينات (وهي لم تعمل معي بالمناسبة)، حتى الاحتفاظ بجدول Excel أو حتى ملف على مستندات Google Docs مملوء بالأفكار، ثم إماطة اللثام عن إحدى الأفكار الرائعة لإخراجها والعمل عليها في منتصف الليل. ومع ذلك، فبالنسبة لي لا يوجد نظام مثالي للعصف الذهني Brainstorming. ولكن الأكثر أهمية من ذلك هو أنني دومًا أضع في اعتباري من أكتب لهم، وأحتفظ دائًما بخط إمداد دائم من الأفكار الجاهزة أعرضها عليهم لسد احتياجاتهم. تستطيع فعل ذلك على نحو منتظم (يومي، أسبوعي، أو حتى شهري)، أو حينما يسمح مزاجك بهذا. قبل كل شيء، داوم على توليد المزيد من الأفكار الجديدة، والعثور على مكان لنشرها فيه. الخطوة الثانية: دع الفكرة تنمو من النادر بالنسبة لي أن آتي بفكرة جديدة، ثم أجلس وأكتبها على الفور. هو شيء ممكن لكنّه نادر الحدوث معي، حيث أنّها ليست الطّريقة التي أعمل بها عادة. بدلاً من ذلك أقوم بفتح جدول الإكسل أو صفحة Google Doc وأجد العنوان والوصف الذي تم سبق لك كتابته، فلقد توصّلت إلى أن عقلي يعمل بأحسن حالاته حينما أقوم بالعمل على تدوينة تركت فكرتها تتخمّر في رأسي لأيّام، خاصة مع العملاء الجدد. عقلي يعمل – نوعًا ما– في الخلفية بشكل لاشعوري، ومن ثم سأقوم على أثره بتكوين أفكار مختلفة، خطوط عريضة، عناوين رئيسية، ...ألخ. هذا يعمل بشكل جيد حينما يأتي وقت الكتابة، حيث يدرك عقلي أي وجهة نظر تلك التي أريد عرضها في قطعة المحتوى التي أعتزم كتابتها، ثم تقوم أصابعي على لوحة المفاتيح بترجمة هذه الأفكار إلى كلمات جذابة. الخطوة الثالثة: ضع مخططًا لكل تدوينة كما أشرتُ من قبل، من الشائع بالنسبة لي أن أستخدم ملفًا على مستندات جوجل Google Doc لكل قطعة منفصلة من المحتوى، وأقوم بوضع الملاحظات التي أعثر عليها من خلال المصادر والأفكار التي أقوم باستخلاصها لأجل تلك القطعة. حتى ولو كنت أكتب التدوينة في المكان النهائي المخصص لها – لوحة التحكم Dashboard في مدونة الوردبريس– إلّا أنني أشرع في تخطيطها أوّلا على Google Docs. لقد كتبت هذه التدوينة بالكامل بهذه الطريقة. إن لم تكن مستخدمًا مُنتظمًا لمستندات جوجل، فهناك أمر قد يزعجك، وهو أن التنسيق غالبًا ما يُفقد حال النسخ من مستندات جوجل Google Docs واللصق في لوحة التحكم في مدونة الوردبريس Wordpress. هي ليست مشكلة كبيرة في الواقع، فعادة تتم إضافة مسافات بين الفقرات، ولسبب ما يتم جعل الفقرة الأخيرة سميكة Bold، حيث أقوم في النهاية بالذهاب إليها وإصلاحها. بغض النظر عن المكان الذي أكتب فيه التدوينة، فأن يكون لديك مكان مخصص تضع فيه ملاحظاتك وما يُستجد في ذهنك من أفكار بشأن موضوع مُعيّن، تُعد لتصبح مشروع تدوينة، فهذا أمر مفيد للغاية. جعلني هذا الأمر منظمًا إلى أبعد الحدود، وأن أقوم باستمرار بدعم تلك التدوينة بالكثير من الأفكار والإضافات الثرية. الخطوة الرابعة: ابدأ بالكتابة وأخيرًا، جاء الوقت الذي تجلس فيه على مقعدك أمام شاشة حاسوبك لتجمع قطع الأحجية في شكل مفهوم. إذا استطعت اتباع الخطوات الموضحة بالأعلى، سيكون من المستحيل بالنسبة لي أن أجلس محدقًا في شاشة الحاسوب أعاني من حالة Writer's Block. إن لم أكن حقًا في مزاج يسمح لي بالكتابة، أحيانًا أنتظر حتى اليوم التالي لتحسن حالتي المزاجية. منذ أن أعتدت أن أعطي نفسي متسعًا من الوقت للكتابة قبل المواعيد النهائية لتسليم عملي، فأنا عادة لا أشعر بالكثير من الضغط للكتابة حينما لا أشعر برغبة في ذلك. على سبيل المثال، إن لم أنم في الليلة السابقة بشكل كاف، وكان عقلي يعلوه الضباب بعض الشيء، فأنا أقوم – بدلاً من ذلك– أحيانًا بعمل بعض المهام الأخرى التي لا تتطلب الكثير من التركيز في هذا اليوم. أو في بعض الأحيان الأخرى، يتطلب مني الأمر فقط الانغماس في الكتابة لبضع دقائق حتى أستعيد مزاج الكتابة المعتاد وأمارس عملي. كل يوم مختلف عن اليوم الذي قبله، ولم يُخلق أي منهم ليكون مشابهًا للآخر، ومنذ أن كنت أنا رئيس نفسي، بدون ضغط خارجي من رئيس عمل رقيب، فأنا أترك عملي وألهو مع مزاجي، بدلاً من إجبار نفسي على عمل لن أستطيع تأديته بشكل جيد بهذا المزاج. الخطوة الخامسة: راجع، عدّل، نقّح ربما تكون هذه عادة سيئة بالنسبة لي، ولكن من الشائع كذلك بالنسبة لي أن أعيد مراجعة كل تدوينة مرات عديدة. الطبيعي أن تقوم بمراجعة المقال مرة واحدة، وهي كافية نوعًا ما، ولكن حينما تكون أنت الكاتب – وليس شخصًا آخر– فمن الطبيعي أن عقلك لن يغفل عن كثير من الأشياء التي غفل عنها في المرة الأولى، ومن ثم من المفضل مراجعة نفس المقال مرة ومرات. ولهذا تكون المراجعة عدة مرات مفيدة. بل إنني أيضًا أقرأ المقال بصوت مرتفع إذا احتجت أن أكون أكثر اجتهادًا (خاصة إذا كان هذا هو المقال الأول لعميل جديد لديّ)، أو إذا كان عقلي مشوشًا بعض الشيء. إذا كنت حديث عهد بمهنتنا، أو تعمل بها بشكل موسمي، فإن قراءة عملك بصوت عال يعتبر تدريبًا جيّدًا لتندمج به. بهذه الطريقة سيكون من السهل للغاية تصحيح أي أخطاء شائعة قد تكون ارتكبتها وأنت لا تدري. الخطوة السادسة: وأخيرًا ... التوصيل أخيرًا! إنه الوقت الذي تنتظره لتقوم بتوصيل تلك القطعة من المحتوى إلى العميل. هذا أفضل جزء على الإطلاق بالنسبة لك، أليس كذلك؟ يوم الدفع أصبح قاب قوسين أو أدنى. كما أشرتُ سابقًا، كما أن العملاء مختلفون فهم كذلك يريدون توصيل المقالات/التدوينات لهم بطرق مختلفة. معظم عملائي يعطوني حسابات لتسجيل الدخول ونشر التدوينات، ومن ثم أختصر على نفسي الكثير من الوقت، وأقوم بحفظ التدوينة كنسخة مسودة Draft على لوحة التحكم الخاصة بي في الوردبريس، ثم أقوم بإرسال رسالة بريدية له أخبره فيها أن العمل قد تم. لبعض العملاء الآخرين، أقوم بإرسال العمل عبر مستندات جوجل Google Docs، بتحويلهم إلى مستندات ببرنامج ميكروسوفت ورد Word، وفي بعض الأحيان عبر ملف نصي عادي للغاية Test file. الشيء الهام الذي لا يجب أن تنساه خاصة إذا كُنت تتعامل مع الكثير من العملاء (خاصة أولئك الذين بدأت العمل معهم للتو) هي الطريقة التي يفضل بها هذا كل عميل توصيل العمل له. أنا أحتفظ بملف خاص لكل عميل من عملائي، به المعايير والسمات والإرشادات التي يحب تطبيقها في عمله. وسواء كنت جمعت هذه السمات التي يرغبون في تنفيذها في أعمالهم منهم بشكل مباشر، أو تلك التي جمعتها من النسخ واللصق عبر تبادل الرسائل البريدية فيما بيننا عما هو مهم بالنسبة لهم، فهذه السمات هي المفتاح الذي يساعدني على فهم كل عميل بشكل دقيق. وكما قلت من قبل، أن عملي هو جعل حياة عملائي أسهل بقدر الإمكان. في الختام كل كاتب لديه الوصفة الخاصة به كي يحتفظ بعقوده مع عملائه مستمرة لا تتوقف، ويتم تسليمها في الوقت المحدد. الوصفة الموضحة بأعلى بخطواتها الـ 6، هي الوصفة التي أفلحت معي، وقد تم تطويرها على مدار العام الماضي أو نحو ذلك. البدء بالعصف الذهني هو السر. أنت في حاجة إلى إخراج زحام الأفكار من رأسك أولاً، ثم تنقيح تلك الأفكار واختيار الأنسب منها. الخطوة التالية أن تقوم بالعمل على الأفكار المنتقاة ليوم أو يومين – إن استطعت– ثم قم بالتخطيط لكل تدوينة بإضافة الملاحظات التي ترد من المصادر والأفكار الإضافية المساندة، قبل أن تجلس وتبدأ الكتابة. بهذه الطريقة حينما تقوم بالتخطيط لميعاد تبدأ بالكتابة فيه، سيكون لديك القدرة على الغوص بشكل صحيح في أعماق الموضوع الذي تنوي كتابته، والخروج بأفضل قطعة محتوى في وقت قياسي. ويجب أن تكون بجودة مرتفعة كذلك. تذكر أن تقوم بالمراجعة مرات عديدة، وتلتزم بالمعايير القياسية التي يفرضها عليك عملائك، أو تلك التي استخلصتها من خلال تعاملك معهم، إن لم يصرحوا بها، قبل أن تقوم بإرسال عملك إليهم في النهاية. في الختام، قم بإرسال عملك إلى العميل بابتسامة ثقة، حيث تدرك لحظتها أنك قد بذلت ما في وسعك لإخراج هذا العمل على أفضل صورة ممكنة. ياله من إحساس رائع! هل تبدو المنهجية التي تعمل بها مع عملائك مختلفة عن خاصتي؟ كيف ذلك؟ وأين الاختلاف؟ ترجمة -وبتصرّف- للمقال: 6Steps to Keep Your Freelance Writing Assignments Flowing (And on Time.
-
تحدثنا في الأجزاء السابقة من سلسلة مقالات "كيف تُصبح مُستقلاً ناجحًا" عن العمل المُستقل عمومًا موضحين أبرز ميزاته، ثُمّ عرّجنا على الخطوات العملية الأولى للعمل المُستقل وتعرفنا على أدواته اللازمة وتوسعنا إلى مجموعة من الأساسيات للترويج عن الأعمال المُستقلة وأفضل الطرق لإيجاد العملاء. ثُمّ انطلقنا معكم مُرتكزين على توجيه العروض وسياسات التسعير المُتّبعة في هذا العمل، وشرحنا تفاصيل إدارة العمليات والحصول على التقييمات وطرق استقبال الأموال. وجاء المقال السابق من السلسلة لينقل لكم المشاكل التي تعترض العمل المُستقل والمُستقلين عمومًا موضحين أبرز الحلول التي يُمكن اتباعها في سبيل تخطي تلك المشاكل والعقبات. سنختتم سلسلة مقالاتنا بتوجيهات حول الآليات المُناسبة لإدارة وقتك كمُستقل ضمن فضاء الإتقان بالعمل لتحقيق مُحصلة تتمثل بأفضل قيمة للعمل ضمن أقل وقت تنفيذ. إدارة الوقت والإتقان في أي عمل قائم في هذه الحياة وأثناء نموه وتطوّره تتوارد لصاحبه ومضات تنبؤه بأهمية الوقت وأهمية استغلاله ضمن نطاقٍ سليم بهدف تنظيم الإنتاجية وبالتالي تحصيل عامل الإتقان الذي يُضفي إلى الربحية والمزيد منها. العمل المُستقل لا يخرج عن هذا السياق، على العكس فإن هذا النوع من الأعمال يحتاج إلى ضبط أكبر للوقت، وكما تحدثنا فيما سبق ضمن المشاكل العشرة الأبرز للعمل المستقل بأن أحد أكبر الفوارق بين العمل الحُر والعمل الوظيفي هو أن الأخير مُحدّد بساعات دوام، بينما العمل الحر يصعب تقييده بوقتٍ مُحدّد، إضافة إلى أن طبيعة العمل من خلال الانترنت تحديداً تفرض وجود طلبات شراء واتصالات من طرف الزبائن على مدار الساعة. لذلك إن لم تكن لديك كمُستقل قدرة عالية على ضبط الوقت والالتزام به فستخرج الأمور عن السيطرة وستكون النتيجة هي الفشل حتمًا. كيف أرتّب وقتي كمُستقل خلص معظم الناجحين في هذه الحياة إلى أن استغلال الوقت واستثماره بأفضل شكل يُعدّ (فنًا) وهو السر الكبير من أسرار النجاح والذي دفعنا إلى تخصيص هذا القسم من سلسلتنا لأهميته. حينما نتحدّث عن الوقت هُنا فنحن نربطه بشكلٍ مُباشر بالإنتاجية. فمعنى أن يكون وقت عملك مُمتلئ طوال اليوم فهذا لا يعني أبداً أن تكون مُنتجًا (قد تستغرق لإنجاز مُهمّة طيلة اليوم، وقد تُحسن التصرّف بالتركيز وتوزيع الوقت بشكل أنسب لأدائها وتُنجزها خلال وقتٍ أقل وبنفس الجودة). إذاً ليس بالضرورة أن من يعمل لوقتٍ أطول سيُنجز أكثر وهذا السر الذي لا يُمكن سوى أن يكون واضح تمامًا لأي إنسان ناجح في حياته العملية. نصائح في إدارة الوقت للمُستقلين 1. الوقت هو الكنز: عليك أن تُعوّد نفسك كمُستقل وأن تنسخ ذلك في ثنايا عقلك الباطن بأن أكبر قيمة لديك هي وقتك، بحيث تكون على تأهّب كامل بشكل لا شعوري، ويكون فقدانك لأي جزء من الوقت سببًا لإحساسك بالذنب والخسارة الحقيقية. 2. رتّب مهامك ونظّم أولويات عملك: الترتيب والتنظيم أساس لإنجاز أي عمل مُثمر. هُناك العديد من أساليب إدارة الوقت والتنظيم، كما أن نظريات ودراسات وتحليلات عديدة أطلقت في هذا السياق وأثبتت فضل انعكاس التنظيم على العمل. نصيحتنا الأساسية لك هي أن تكون وحدك مدير وقتك بحيث تضع الضوابط وفق ما يُناسبك، والأهم أن تلتزم بتلك الضوابط وأن تُقيمها بالتجريب وتصوبها إن اقتضت الحاجة. والتالي قائمة بتلميحات عامّة ستُرشدك بهذا السياق: قُم بإعداد قائمة بالمهام اليومية وقسّم تلك المهام طبقًا للأولويات. (لاحظ: في العمل المُستقل من خلال الإنترنت فإن المشروع صاحب أقرب وقت للتسليم يوضع على رأس أولويات الإنجاز، ثُمّ الذي يليه من حيث تاريخ التسليم ... وهكذا). راجع مهامك اليومية وأدائها خلال وقت مُحدّد من اليوم، وفكّر قبل النوم بمهام اليوم التالي. حدّد وقت لكل شيء ولا تخلط بين الأمور (وقت للعمل – وقت للراحة – وقت لتسويق خدماتك أو مُنتجاتك ...الخ). لا تُرهق نفسك في التشدّد في التنظيم وحاول أن تتدرّج بالموضوع. (لاحظ: إن الشدّة في التطبيق في الأيام الأولى قد تُرتّب عليك مفعولاً عكسيًا عند شعورك بالإرهاق أو الملل من النظام، لذلك حاول أن تجعل من الأمر عادة تُمارسها بالتدريج). 3. ابتعد عن المُلهيات: أصبحت حياتنا اليومية مليئة بالمُلهيات، وحتى إن استثنينا وجود أفراد العائلة (الإخوة، الزوجة، الأولاد، ...) في حالة المُستقلين الذين يعملون في منازلهم، فإن هُنالك العديد من المُلهيات التي تُضيّع أوقاتنا دون أن نشعر. التالي بعض النصائح البسيطة التي ندعوك لاتباعها أثناء العمل للتوصّل لأفضل أداء: اجعل مكان العمل مُنظمًا على الدوام، نظيف ومُريح نفسيًا وجسديًا. أغلق هاتفك المحمول أو أبعده تمامًا عنك أثناء العمل. ابتعد عن شبكات التواصل الاجتماعي تمامًا أثناء العمل. (نعم بشكلٍ قاطع). لا تستخدم الإنترنت أثناء العمل سوى لتلبية أمور مُتعلقة بالإنجاز، وأغلق أي شاشات عرض أثناء العمل. أغلق جميع الإشعارات الآلية التي من المُمكن أن تصلك من حاسبك أو هاتفك أو جهازك اللوحي. ضع جميع ما يُمكن أن تحتاجه أثناء عملك في مُتناول يدك. أبلغ من هم معك (في المنزل، في المكتب، ...) بأوقات عملك كي لا يترددوا إليك في هذه الأوقات ويشغلوا تركيزك. خذ فترات مُنتظمة من الراحة مُبتعداً فيها عن جو العمل تمامًا ومُمارسًا بها تمرينًا مُعينًا أو شيئًا تُحبه. 4. ساعد عميلك في الحفاظ على وقتك: إن كان لديك مُنتج جاهز يُباع بنسخ مُتعدّدة، أو خدمة تعمل على تنفيذها فإنه من الأفضل أن توفّر معلومات وافية حول هذه الخدمة أو هذا المُنتج. (وجود فيديو تعريفي يشرح الخدمة أو المُنتج هو أمر جيد، كذلك وجود سرد للمعلومات على شكل الأسئلة الشائعة FAQ هو جيّد وسيحدّ من هدر الوقت في الإجابة على الاستفسارات). 5. قلّص وقت التسليم بقدر المُستطاع بالتناسب مع تطوّرك: إن كان مجال عملك المُستقل في تقديم الخدمات فعليك مع زيادة الخبرة تقليص (تقريب) وقت التسليم بشكل تدريجي مع الحفاظ على الجودة ودون إغفال حجم الطلب المُتوقّع، وبالتالي استغلال فائض الوقت في أعمال أخرى أو في التسويق لأعمالك. 6. ركّز على مشروع واحد بقدر المُستطاع: حاول أن تنتهي من كل عمل تُنفذه بشكل كامل ثُمّ تنتقل للعمل الذي يليه. هذا الأمر سيضبط التركيز ويُحافظ على الوقت بالمُحصلة. مثال عملي إن كان عملك المُستقل في مجال تصميم المُنتجات واستقبلت خلال مرحلة زمنية مُعينة ثلاثة تصاميم جديدة لها أوقات تسليم مُتتابعة. أغلق أولاً إمكانية استقبال أي طلبات جديدة إن لم تكن لديك القدرة على تلبية المزيد أو عدّل في أوقات تسليم الطلبات الجديدة بزيادته ثُم قٌم على الفور بضبط المهام الواردة (التصاميم الثلاثة) وحدّد لها أوقات انتهاء تتناسب مع وقت تنفيذ كلٍ منها (اجعل لنفسك عامل أمان درءًا لأي إشكال قد يحصل) ثُمّ اعمل على تنفيذ التصاميم بحسب الخطة الموضوعة بحيث يتم البدء بالتصميم الأول والتركيز على أداءه وإنهاءه بشكل كامل وتسليمه، ثُمّ البدء في الثاني بعد انتهاء الأول، ثُمّ الثالث بعد انتهاء الثاني. (العمل على التصاميم الثلاثة في ذات الوقت سيُسبّب التشتّت وعدم الدقّة في العمل). 7. خصّص وقتًا لمُتابعة الطلبات والإشعارات: كعامل مُستقل من خلال الإنترنت سواء في بيع المُنتجات الجاهزة أو تنفيذ الخدمات فإنه من الطبيعي أن تتلقى مُراسلات دائمة من الزبائن والمُهتمين (بعضها قد تكون استفسارات بسيطة قبل الشراء، وبعضها الآخر قد يُناقش مُشكلة لدي الزبون ويقتضي التفرّغ لحلها ...الخ) تلك المُراسلات والإشعارات سواء أكانت واردة على منصات العمل الحُر أو على البريد الإلكتروني أو وسائل الاتصال الأخرى التي تستخدمها أثناء عملك تحتاج إلى تفرّغ بشكل خاص دون دمج مع العمل، لأنها قد تُسبّب التشتّت أثناء العمل وبالتالي ينعكس الأمر سلبًا على أداءه وبخاصة إن كانت أعمالك لها علاقة بالمجالات البرمجية أو الإبداعية. لذلك يُنصح دومًا بأن تُخصّص أوقات مُحدّدة خلال اليوم (مثلاً ساعة كل 6 ساعات) بحيث تتفحص خلالها المُراسلات والإشعارات وتُجيب عليها. 8. استفد من أدوات تنظيم الوقت: نظراً للأهمية الكبيرة في مجال إدارة الوقت فقد توفّرت مئات الأدوات المُفيدة التي بالإمكان استغلالها بغرض التنظيم والتي جاءت على شكل تطبيقات سطح مكتب، مواقع ويب وكذلك تطبيقات للهواتف الذكية. من الجيّد أن تبحث وتُجرّب ما يُناسبك وتعتمده لتنظيم أوقاتك. تلميح: رغم أننا نعيش في عصرٍ معلوماتي إلّا أن كثيراً من الأفراد ما زالوا يأنسون الورقة والقلم ويعتمدون عليهما في جدولة المهام، ولا نُنكر أبداً بأنها طريقة فعّالة ولا بأس أبداً باعتمادها. تبيع بكثرة؟ ليس بالضرورة أن تكون الأفضل! لا توجد مُشكلة مع العنوان... كعامل مُستقل فأنت تبني اسمك وسمعتك مع نجاح هذا العمل. من المُهم للغاية أن تكون أعمالك مُتقنة ومُنفّذة بشكل سليم في حال كُنت صاحب خدمات مهما صغُرت تلك الخدمات أو كبر حجمها، أيضًا في حال كُنت من أصحاب المُنتجات الإلكترونية ذات النُسخ المعروضة للبيع المُتكرّر فمن المُهم أن تكون تلك النُسخ ذاتية الصُنع غير منسوخة أو مُقرصنة، احترام اسمك واحترام المهنة سيفرضان عليك ذلك بالتأكيد. الاغترار بالبيع السريع (لدى نسبة سيئة من المُستقلين) لمُنتجات أو تقديم خدمات مُخالفة (اختراق مواقع، قرصنة ملفات وبيعها، ...) قد تُحقّق لهم ربحًا سريعًا على المدى القصير فقط، إلّا أن الأساس المغلوط سيُنهي الأمر وستنتهي معه سُمعة المُستقل. يُخبرنا أجدادنا بأن العمل من الشرف وأن بناء السُمعة قد تحتاج لأشهر وسنوات طويلة، إلّا أن هدمها قد لا يأخذ سوى دقائق معدودة، لذلك ندعو كافّة المُستقلين الجُدد بأن يُعبروا عن أنفسهم بأفضل شكل مُمكن وأن يكونوا مُعتزين بأعمالهم وخطواتهم الواثقة. الخاتمة كُنا معكم في سلسلة من مقالاتٍ ستّة جاءت تحت عنوان (كيف تُصبح مُستقلاً ناجحًا) ناقشت بشكلٍ عملي جميع المراحل التي يحتاجها الفرد بغرض وضع أول خطوة له في العمل المُستقل من خلال تعريفه بهذا النوع من الأعمال وأهميتها في وقتنا الراهن مرورًا بالأدوات اللازمة وطرق العمل والتسعير وآليات الترويج وتقديم العروض وغيرها من التفاصيل المطلوبة للسير وفق منهج صحيح، ثُمّ تطرقنا إلى جوانب أوسع بحيث وضحنا أبرز المشاكل والعقبات التي تعترض هكذا نوع من الأعمال وناقشنا الحلول لتخطيها، وانتهينا بتوضيح أهمية الإدارة الصحيحة للوقت في العمل المُستقل إضافة إلى إتقان العمل. كلمة الكاتب عليك أن تضع هدفك الواضح وتؤمن بقدراتك وإمكانياتك لتحقيق هذا الهدف، عليك أن تسعى وتجّتهد بسعيك بعد التوكّل على الله عزّ وجل. الإنترنت لم يعد مكانًا للعب وإضاعة الوقت وغُرفًا للدردشة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، الإنترنت بات الأرض الخصبة للعمل وبناء العلاقات، أرضًا تُعطي خيرًا وفيرًا لمن يزرع بذور الإرادة العالية والاجتهاد. لا تقل أبدًا نحن في وطنٍ عربيٍ لا يقدّر الكفاءات، اعمل وكُن أحد صُنّاع المُستقبل. لم يعد لديك أي عُذر فالباب مفتوح على مصراعيه أمامك. كُن مُستقلاً...
-
عندما بدأتُ العمل عن بُعد أصبحتُ أكثر إنتاجيّة، تعلّمتُ إنهاء أعمالي بسرعة، وأصبحتُ قادرًا على تحديد الأولويّات بشكل أفضل. كما تعلّمتُ كيف أعمل، ومتى أقدّم الأفضل. لا يناسب العمل عن بُعد جميع الأشخاص. ولكن إذا كنتَ من عشّاق المرونة والاستقلالية إليك أين، متى، لماذا، وكيف تجد الإعداد المثالي المناسب لعملك. أين تعمل: المكاتب الهادئة أفضل للتركيزمن المزايا الرائعة التي يمتلكها العاملون عن بُعد هي اختيارهم للمكان الذي يعملون فيه يوميًّا. ولكي تختار المكان المناسب يجب أن تعرف ما الذي يجعلك تعمل بشكل أفضل، وما الذي يُشتّتك ويؤثّر سلبًا على عملك. قد يحتاج الأمر بعض التجربة، لكن هنالك بعض النقاط التي تؤخذ في الاعتبار عندما تبحث عن مكان عملك: مستويات الضوضاءتشير إحدى الدراسات إلى أنّه إذا كنت تعمل على عمل إبداعيّ فمن الأفضل أن تكون مُحاطًا بالضوضاء المحيطة ambient noise. من الخيارات المثاليّة في هذه الحالة هي المقاهي أو أماكن العمل الجماعي. أمّا إذا كنت تعمل على مهمّة تحتاج إلى التّركيز فستحتاج إلى الهدوء، لأن الأماكن الهادئة تساعدنا على التركيز على المهام الدّقيقة. إذًا متى تستطيع تشغيل الموسيقى أو غيرها؟ عندما تعمل عملًا سهلًا. من المهام التي تستطيع إنجازها أثناء الاستماع إلى شيء ما دون أن تتشتّت هي معالجة البريد الإلكتروني، العمل على قوائم الحسابات، التخطيط لجدولك اليومي، وما شابه ذلك. التقطعات في العملإنّ المكان الذي تختار العمل فيه يمكن أن يغيّر أيضًا عدد مرّات مقاطعتك عن العمل. ربّما تقاطعك العائلة إذا كنت تعمل في المنزل، وهذا الشيء رائع لإجبارك على أخذ استراحة بين فترة وأخرى ولكّنه غير رائع في الأوقات التي تحتاج فيها إلى استحضار فكرك والتّركيز على العمل. وجد الكاتب Austin Kleon أنّ العمل من المنزل صعّب عليه التركيز على تأليف كتابه الأخير Show Your Work: المشكلة هي نفسها في أماكن العمل الجماعي إذا كنت تعمل في مكان مفتوح، مُحاطًا بأشخاص يتحدّثون، تستقبل مكالمات هاتفيّة، تأكل، تأتي، وتذهب. يمكنك تخيّل ما يعنيه هذا لشخص يحتاج إلى الهدوء والصّمت للتّركيز. من ناحية أخرى، من الممكن أن تكون أماكن العمل الجماعي جيّدة للتواصل وإيجاد مجتمع من الأشخاص المتشاركين في طريقة التّفكير. يفتقد العاملون عن بُعد إلى الكثير من التفاعلات الاجتماعية العَرَضيّة التي يحظى بها الموظّفون الذين يعملون في المؤسّسات. حيث أن رؤية الأشخاص من حولنا تساعد على تحسين المزاج حتّى وإن كنّا لا نتفاعل معهم بشكل مباشر. وهذا الأمر لا ينبغي تجاهله عند اتخاذ القرار حول مكان العمل. إذا أردتَ حلًّا وسطًا عليك أن تأخذ بالحسبان نوع العمل الذي تقوم به قبل أن تُقرر أين تعمل. تُعتبر أماكن العمل الجماعي خيارًا جيّدًا إذا كان العمل سهلًا أو على شكل دفعات صغيرة واستراحات كثيرة. أمّا بالنسبة للأعمال التي تحتاج إلى الهدوء والوقت غير المتقطّع فيمكنك العمل في مقهى أو في مكتبك المنزلي. التخطيطهنالك العديد من الأسباب المرتبطة بعملية التّخطيط التي يمكن أن تؤّثر على اختيارك لمكان العمل، مثل وقت الذهاب إلى العمل والعودة منه والكلفة. لا أحد منا يحب الصّعود في قطار مزدحم كلّ صباح. حتّى أنّ هنالك دراسات أظهرت أنّ الذهاب إلى عمل قريب وتقصير رحلة العمل اليومية يمكن أن تجعلنا أكثر سعادة. إذا اخترت تأجير مكتب، عليك بالتأكيد أن تشمل كلفة المكتب المشترك أو المكتب المستأجر، الجهود اللازمة لنقل معدّاتك وأدواتك، وكلفة شراء أدوات إضافية. ظروف العمليمكن للعمل أن يؤثّر على صحّتك البدنيّة. هنالك العديد من الخيارات المفيدة إذا كنت تبحث عن الإعداد المثالي؛ ككرات التمرين للجلوس عليها، المكاتب المدمجة بجهاز المشي الكهربائي، المكاتب الواقفة، الكراسي أو لوحات المفاتيح المريحة للجسم، حوامل الحواسيب الشخصيّة، استخدام شاشة ثانية إضافة إلى شاشة الحاسوب، وغيرها. يمكنك أن تقضي وقتك وتنفق مالك في سبيل الوصول إلى الإعداد المناسب لك. أشار David Smith، مطوّر iOS، إلى نصيحة كنتُ قد لاحظتها بنفسي في إحدى حلقات بودكاست Developing Perspective. طبقًا لما قاله David، أخبره أحد الأساتذة عندما بدأ دراسته الجّامعية أنّ الجزء الأهم من ظروف العمل هو شرب الماء (hydration). قد يبدو هذا الأمر غريبًا، لكنّ الفكرة هي أنّك عندما تشرب الكثير من السوائل خلال اليوم ستضطر إلى الذهاب إلى الحمام، وهذا يعتبر مفيدًا لجسدك. فبهذه الطريقة تريح عينيك من النظر المستمّر إلى الشّاشة أو الأشياء القريبة، تحرّك جسدك الذي من الممكن أنّه بقي ساكنًا لفترة بينما كنت تعمل، وتضبط وضعيّة جلوسك عندما تعود للعمل من جديد. أنا أجد أنّ إبقاء زجاجة مشروب على مكتبي يجعل من السهل عليّ شرب السوائل دون إدراك خلال اليوم مما يعني أخذ فترات استراحة دون الحاجة إلى تذكير نفسي بذلك. متى تعمل: الصباح المبكر ليس مناسبا للجميعأنا شخص "صباحي" بطبيعتي. أحب الاستيقاظ صباحًا، وأميل إلى فقدان طاقتي لعمل أي شيء يتطلّب التركيز في حدود السادسة مساءً. وهذا ما يبدو عليه يومي عادةً: هذا يعني أنّ أوقات العمل المناسبة لي هي من 9 صباحًا حتّى 5 مساءً. لكن بالطبع لا تناسب الجميع. يفضل بعض الأشخاص النوم في وقت متأخّر كل يوم ويجدون نشاطهم في الساعات المبكّرة من الصباح. يدعم العمل عن بُعد مختلف ساعات الجسم البيولوجية، مما يجعل الأشخاص الليليين يعملون وينامون في الأوقات التي تناسبهم أكثر وتجعلهم أكثر صحّة ونشاطًا في العمل. هنالك العديد من الأمور التي تؤخذ في الحسبان عندما تقرر الوقت الذي تعمل فيه، بغض النظر عن الوقت الذي تكون فيه أكثر إنتاجيّة. فقد تريد تخصيص بعض الوقت لقضائه مع العائلة، أو للإيفاء بالتزامات معيّنة. ويمكن أيضًا أن تحتاج إلى مراعاة الفارق الزمني إذا كنت تعمل مع زملاء من جميع أنحاء العالم. يعمل فريق Buffer جميعه عن بُعد، وأفراده موزّعون حول العالم. لذلك يعمل كل فرد من الفريق جاهدًا في جدولة أوقات يومهم لتتناسب مع أوقات الأفراد الذين يريد التّواصل معهم في اللحظة، أو العمل معهم بشكل مُباشر. وللتّعامل مع طبيعة توزيع الفريق، يعتمد Buffer بشكل كبير على الاتّصال غير المتزامن asynchronous communication، مثل المستندات التي يتم العمل عليها بشكل تعاوني، البريد الإلكتروني، أو لوحات المهام في تطبيق Trello. يمكن أن تكون عادات أفراد الفريق في العمّل متنوّعة عندما يعملون بالإعداد المثالي الخاص بهم، من الأمثلة على ذلك فريق Zapier. تتّسع الاختلافات بين عادات فريق Zapier من تشغيل الموسيقى الصاخبة والضرب الإيقاعي بأقدامهم، إلى العمل بصمت، إلى التّحدث عن المشاكل بالتفصيل مع أي شخص في الأرجاء. نحن جميعًا لدينا بعض التصرّفات أو السلوكيّات التي يجب كبحها عندما نعمل في المكتب معًا، لذلك أن يكون بإمكاننا إطلاق هذه التصرفات أو السلوكيّات عند العمل عن بُعد يمكن في بعض الأحيان أن يكون نعمة. بالنسبة لي، أميل إلى التحدّث بصوت مرتفع عندما اكتب الشفرات، وهذا يساعدني في العثور على المشاكل والتّفكير مليًّا بها وبسهولة. لا أستطيع أن أفعل ذلك عندما أعمل في مكان ما مما يستغرقني وقتًا أطول لمعالجة الشيء الذي أفكر حوله. لذلك أعتبر نفسي محظوظًا لأن أقرب زميل لي، وهو صبور جدًّا، يعمل في الطابق العلوي مشغّلًا الموسيقى في محاولة لطمس صوتي. كيف تعمل: البعض منا يحتاج إلى التفاعل أكثر من غيرهإنّ معرفة كيفيّة العمل يمكن أن يوضّح خياراتك حول مكان ووقت العمل. ولعلّ هذا هو العنصر الأصعب من الإعداد، ويمكن أن يأخذ الكثير من التجربة والخطأ للوصول إلى الخيار الصحيح. سيكون من السّهل تحديد أنماط العمل المناسبة لك في اللحظة التي تعرف فيها عن الشيء الذي تبحث عنه. مستويات الطاقةسألتني إحداهن مؤخّرًا عمّا تتوقّعه إذا قبلت عملًا عن بُعد للمرّة الأولى. أخبرتها أنّ أوّل شيء عليها التفكير به هو إلى أي درجة هي منفتحة أو انطوائيّة. الأشخاص المنفتحون يستمدّون الطاقة من تواجدهم مع الأشخاص حولهم. على العكس من الأشخاص الانطوائيين الذين يستمدّون الطاقة عندما يكونون لوحدهم. إنّ العمل عن بُعد يتيح لك فرص الحصول على القدر الذي تريده من الطّاقة، ولكنّه في نفس الوقت يضع عليك عبء التأكّد من حصولك على الطاقة. قد يكون التفاعل مع زملاء العمل غير كافٍ لإبقاء مستويات الطاقة عالية طوال اليوم بالنسبة للأشخاص المنفتحين جدًّا. وفي هذه الحالة يكون العمل في المقاهي أو أماكن العمل الجماعي مفيدًا أكثر. بالإمكان أيضًا جدولة مواعيد للغداء، حضور اجتماعات، أو عمل مكالمات هاتفيّة خلال اليوم. لذلك، عندما تختار وقتًا ومكان العمل، تأكّد من أنّك تحصل على التفاعل الكافي مع الأشخاص الآخرين إذا كنت منفتحًا، أو الوقت الكافي لوحدك إذا كنت انطوائيًّا في سبيل إبقاء مستوى طاقتك عالٍ. التواصليُعتبر التواصل تحدّيًا بالنسبة للفريق الذي يعمل عن بُعد. هنالك الكثير من الإشارات التي نستخدمها عندما نتواصل وجهًا لوجه حتّى دون أن ندرك ذلك، وهذا الإشارات غير موجودة عندما تعمل عن بُعد. خصوصًا إذا كنت تعتمد بشكل كبير على الاتّصال غير المتزامن؛ وهو أمر شائع لدى الفرق الموزّعة حول العالم. إنّ سدّ الفراغات في التواصل عبر النّصوص يتطلّب الكثير من الجهد. لذلك من الجيّد عمل نظام يعمل على جمع الفريق في وقت واحد وعلى صفحة واحدة. يستخدم فريق Zapier تطبيق Slack لإبقاء الجميع على اطّلاع على سير العمل، بينما يقوم فريق Stripe وفريق Buffer بمشاركة جميع رسائل البريد الإلكتروني الداخلية مع الفريق بأكمله. يمكن لاستخدام الرموز التعبيريّة، الصّور المتحرّكة gifs، أو الوجوه التعبيريّة أن يساعد في إضافة بعض الحس أو الحضور الشّخصي التي هي من المفقودات في التواصل غير المتزامن. وهذا الشيء مهم لبناء علاقات مع الزملاء البعيدين ولفهم لهجة رسائل الآخرين بشكل أفضل. لا يوجد بديل عن التّواصل المباشر. لقد وجدتُ من خلال التّجارب أنّ التّحدث مع الزملاء وجهًا لوجه على أساس منتظم يجعل عملي أسهل بكثير. وفي كثير من الأحيان يتلاشى الارتباك والإحباط الذي من الممكن أن يستمر لأيّام بإجراء مكالمة فيديو مع رئيسي أو زميلي في العمل. الحافزأنا أميل إلى أن أكون محفّزًا من الخارج وعرضة للإجهاد، وهذا يعني حاجتي إلى الكثير من ردود الأفعال والحوافز الخارجيّة، بالإضافة إلى التخطيط المنتظم لتجنّب انهماكي بقائمة المهام الخاصة بي. لا يعمل الجميع بالطريقة التي أعمل بها. ينبغي عليك معرفة الشيء الذي يساعدك على إنجاز عملك. إذا كنت تشعر بالحماس عند الانتهاء من مهمّة ما، بإمكانك كتابة قائمة المهام على ورقة وشطب كل بند عند الانتهاء لكي تحصل على حافز ملموس بشكل أكبر. أو يمكنك استخدام أداة مثل iDoneThis لمشاركة كل مهمّة منتهية مع فريقك. وإذا كنت تكافح للبقاء هادئًا عندما تتراكم عليك أعباء العمل، مثلي، حاول التخطيط لمهام اليوم في الليلة السابقة، أو استخدم تقنية الطماطم Pomodoro Technique لكي تبقى على المسار وتركّز على مهمّة واحدة في وقت واحد. ردود الفعلبعض الأشخاص يحتاج إلى حافز خارجي أكثر من الآخرين، وبعضهم يحتاج إلى ردود فعل أكثر من قبل رئيس العمل، وأنا من ضمنهم. أودّ أن اعرف فيما إذا كنت أسير في الاتّجاه الصحيح عند كلّ مُنعطف، لذلك من الأفضل أن أحصل على آراء أكثر. هذا يعني أنّني في كثير من الأحيان أحتاج إلى سؤال رئيس العمل أو رئيس التحرير مباشرةً عن رأيهم في عملي وأي الأجزاء تحتاج إلى تحسين. يقوم فريق Buffer بعمل مزامنة يوميّة، حيث يتم ربط كل فرد من الفريق بفرد آخر لتشكيل ثنائي لمدة أسبوع يتواصلان يوميًا عبر مكالمة فيديو للاطّلاع على تقدّمهم في العمل والحياة. وهذا يتيح لأفراد الفريق التواصل المباشر وتبادل الأفكار، بالإضافة إلى دعم بعضهم البعض في بناء عادات صحيّة. أمّا في Zapier، فكل فرد من أفراد الفريق لديه مقابلة شخصيّة شهريّة مع المدير التنفيذي للشركة، Wade Foster، لمناقشة ثلاثة أشياء: ما الذي يستطيع Wade القيام به لمساعدة ذلك الفرد على تحسين عمله.ما الذي يستطيع فعله ذلك القيام به للتحسّن في عمله.ما الذي تستطيع الشركة القيام به لغرض دفع الجميع إلى التحسّن.إنّ إبقاء مثل هذه اللقاءات منتظمة يعني أنّ كل موظّف يتوقع مقابلة كل شهر، وأنّه لديه الفرصة لمناقشة المشاكل التي يواجهها أو الأفكار التي يمتلكها لتطوير الشركة بشكل عام. لماذا اختيار العمل عن بعد؟يفضّل بعض الأشخاص الذهاب إلى العمل يوميًّا والعمل مع الزملاء في نفس المبنى أكثر من العمل مع الأجهزة. إنّ العمل عن بُعد لا يناسب جميع الأشخاص، لكن هنالك بعض المزايا التي لا يمكنك أن تجدها في العمل التقليدي. الحريةإنّ العمل عن بُعد يمكّنك من التحكّم في يومك وتنظيمه، وتستطيع أحيانًا أن تجعل العمل ينسجم مع نمط حياتك اليوميّة بشكل أسهل. فمثلًا لو أردت تحديد موعد مع طبيب أو لقاء بعد الظّهر، سيكون من الأسهل عليك استيعاب تلك الأحداث عندما لا يكون عليك المغادرة تاركًا وراءك مكتبًا مليئًا بالموظّفين. ولأنّ أوقات العمل اختياريّة، تستطيع أن تعمل متأخّرًا أو تقوم بعمل إضافي في عطلة نهاية الأسبوع إذا كنت تريد توفير بعض الوقت الذي تحتاجه لنفسك خلال الأسبوع. نذهب أنا وزميلي Josh في بعض الأحيان لتناول الطعام خلال أيام الأسبوع لأن هذا الوقت يناسبنا. لكن بطبيعة الحال تكون المقاهي أكثر هدوءً لتناول الطعام في نهاية الأسبوع. ولأنّني أعمل عن بُعد يمكنني تأجيل ساعات العمل لتتناسب مع خططي، حتّى لو قررنا الذهاب في اللحظة الأخيرة. ليست جميع الأعمال بتلك المرونة، لكنّها عادةً أكثر مرونة من الأعمال التقليديّة. التركيز على النتائجعندما تعمل في مكتب تقليديّ سيكون من الصعب تجاهل حقيقة أنّك تعمل في ساعات محدّدة وبذلك تركّز على إنجاز العمل في ذلك الوقت. بينما يعني العمل عن بُعد أنّه من الصعب على رئيسك أن يراقبك طوال الوقت وبذلك ستركّز على نتائج العمل أكثر من تركيزك على الوقت الذي تستغرقه لإنجاز العمل. الاستقلاليةالاستقلالية من الفوائد الأخرى لعدم وجود رئيسك ليراقبك باستمرار. تتكون فرق العمل عن بُعد عادةً من أشخاص مبادرين وجيّدين في التّنفيذ. ولذلك يثق مؤسسو فرق العمل عن بُعد بأن كل شخص في الفريق يستطيع إنجاز عمله على أكمل وجه. لأنّه لن يستطيع إدارة وتوجيه كل شخص من الفريق الموزّع حول العالم. كما يجب على أفراد الفريق أن تكون لديهم المقدرة على التّركيز على ما يجب إنجازه أوّلًا واتّخاذ القرارات بأنفسهم، لأن رئيس العمل يمكن أن يكون نائمًا أو خارج وقت العمل في الوقت الذي يعملون هم فيه. خاتمةآمل أنّ هذا المقال أعطاك لمحة عن العمل عن بُعد وفيما إذا كان يناسبك أم لا، إذا لم تجرّب هذا النوع من العمل بَعْد. أما إذا كنت تعمل عن بُعد بالفعل، فآمل أن تبدأ بعمل الإعداد المثالي الخاص بك. أعطِ قدرًا من الاهتمام لـ "كيف تعمل" واستخدم تلك الأفكار لمساعدتك على اتّخاذ القرار بشأن مكان ووقت العمل. والأهمّ من ذلك كلّه لا تخف من التّجربة. لأنّ التّجربة والخطأ من أصدقائك عندما تتّجه إلى المجهول. ترجمة-وبتصرّف-للمقال How to find the perfect remote working setup for you لصاحبه: Belle Beth Cooper. حقوق الصور: Buffer, Eric Murray, Brad, Fuzzy Science, Mamak Talk, Jeff Sheldon. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
-
إذا قرأت أيّ دليلٍ إرشاديّ لبدء العمل كمستقل فلا بدّ أن تجد فيه هذه النصيحة المكرّرة: "تأكّد من التزامك بروتينٍ يوميّ لتستطيع تحقيق التوازن بين حياتك وعملك ". أستطيع أن أفهم لماذا يتم تكرار هذه النصيحة بشكلٍ مستمر، لكن نظام الحياة والروتين اليومي يختلفان من شخصٍ لآخر. محاكاة جدول العمل للوظائف المكتبيّة (office jobs) قد يساعد في تخفيف صعوبة الانتقال للعمل الحرّ (freelancing) ويُسهّل على العملاء معرفة الأوقات التي يستطيعون فيها التواصل معك. كما أنّ ذلك أيضًا يُضفي المزيد من الطابع الاحترافيّ على المهنة التي لا يزال الكثير من الناس يتخيّلون أصحابها عبارة عن أشخاص ممدّدين على أريكة بملابس النوم ويُشاهدون Netflix لكنّني لا أزال أعتقد أنها نصيحةٌ سيّئة للذين يريدون البدء في العمل الحر. إذا كنت تفكّر الانتقال إلى العمل كمستقلّ بدوامٍ كامل، فأنت على الأرجح غير راضٍ عن بعض الجوانب المتعلّقة بعملك الحاليّ. إذًا لماذا، على الأقل في البداية، تريد أن تحاكي حياة العمل التي تحاول الهروب منها؟ العمل "الحُر" سمّي بذلك لسبب! ابدأ بإلقاء كتيب التعليمات بعيدا العمل الحر كان ولا يزال عنصرًا قيّمًا لتطوير الجانب الإبداعيّ لدي وهذا شيءٌ أعزوه في معظم الأحيان إلى تجربة وتحدّي ما اعتقدت أنّي أعرفه عن العمل في بداية مسيرتي المهنيّة. كلّ الأمر بدأ بتغيير عدد ساعات عملي. في فرنسا، عدد ساعات العمل الأسبوعيّة تبلغ 35 ساعة فقط، أما في بعض الأجزاء من الولايات المتّحدة الأمريكية (نيويورك مثلًا) فإنّ الوظيفة الذي تقلّ عدد ساعات العمل الأسبوعيّة فيها عن 50 ساعة تصنّف على أنّها وظيفة خفيفة. على كلّ حال، أرى أنّ يوم العمل بمفهومه الحديث تم تحديد عدد ساعاته اعتباطيًّا وبشكلٍ عشوائي، والأكثر أهمّية أنّها تحدّد باعتبار مصالح الشركات بدلًا من إنتاجيّة الموظّفين. مستمدًّا الإلهام من المقالات التي قرأتها على مدوّنات مثل Buffer و 99U عندما شرعت في العمل الحرّ عن بعد، بدأتُ رحلتي لفهم متى تكون أفضل ساعات العمل التي أكون فيها مبدعًا وخلّاقًا. ولأنّني كنت لا أزال في بداية رحلتي في العمل الحر، كان عبء العمل خفيفًا بما فيه الكفاية فلم أواجه مشكلةً في أن يتنوّع ويتفاوت جدولي من يومٍ لآخر. إليك بعض الأساليب والأوقات المختلفة للعمل التي جرّبتها عندما حاولت أن أجد ساعات العمل المُثلى لي: 1. ساعات العمل المماثلة لأسلوب الحياة المكتبية عندما بدأت في العمل الحر، ألزمتُ نفسي أن أحاكي يوم العمل بساعاته القياسيّة قدر الإمكان. كنت أمنح نفسي ساعةً لراحة الغداء lunch break وأعمل خلال الأوقات التي تنخفض فيها قابليّتي للإبداع والابتكار أو الـ creative blocks كما يسمونها إلى وقت انتهاء دوامي. النتيجة: هذا أصعب الأساليب التي جرّبتُها وأسوؤها أثرًا على قدراتي الإبداعيّة، كما أنّ هذا الأسلوب عزّز إيماني أن العمل الصباحيّ ليس مثاليًّا لي إن أردت أن أقوم بعملٍ خلّاق. 2. ساعات العمل المتأخرة بناءً على معرفتي أنّني لا أعمل على أكمل وجه في الصباح، قرّرت أن أجرّب ساعات العمل المسائيّة فقد تناسبني أكثر. كنت أفعل ما يحلو لي في الصباح وأبدأ العمل في الساعة الثانية عشرة أو الواحدة ظهرًا، وأنتهي ما بين السادسة والثامنة مساءً. في البداية، استمتعتُ حقًّا بساعات العمل تلك لأنّها جعلتني أشعر أنّني حرٌّ وأنّني أتحرّر من بعض القوانين المؤسسيّة بساعات عملي المتأخّرة. النتيجة: أصبحتُ أكثر إنتاجيّةً وكنت آخذ عددًا أقل من أوقات الراحة (والذي لم يكن شيئًا جيّدًا دائمًا). لكنّ هذا أيضًا كان له تأثيرٌ سلبي على جدول نومي. أصبحت أذهب للنوم في الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل وأنام إلى ظهر اليوم التالي أي تمامًا إلى غاية الوقت الذي يفترض فيه أن يبدأ يوم عملي. تأثّرت حياتي الاجتماعية أيضًا، كلّ أصدقائي كانوا يتّفقون على الخروج مساءً وكان عليّ عادةً أن أختار العمل بدلًا من علاقاتي الاجتماعيّة. 3. الورقة الرابحة عندما أخفقَ كلا الأسلوبين السابقين، عرفتُ أنّني اقتربتُ من اكتشاف الجدول الأنسب والأفضل لي. لكنّني لم أكن متأكّدًا ما هي خياراتي الأخرى. لذلك تخلّيت عن كل التوقّعات وعملتُ فقط عندما كنت أشعر بالدافعيّة والرغبة في العمل، أتوقّف عن العمل عندما أشعر أنّني لا أستطيع التفكير بشكلٍ جيّد وأبدأ من جديد عندما تعود دافعيّتي. النتيجة: تعلّمتُ أنّه لديّ الدافعيّة للعمل أكثر مما توقّعت. كما أنّ ساعات العمل المرنة هذه جعلتني أحدّد متى تزيد احتماليّة تدفّق الأفكار الإبداعيّة والخلّاقة لديّ. بعد عدّة أسابيع وجدتُ أنّني كنت أؤدّي أفضل عمل في أوقات الظهيرة والمساء، في الأوقات من الساعة 2 إلى4 ظهرًا ومن الساعة 6 إلى 9 مساءً. كنت دائمًا ما أعتقد أنّ "تدفّق الأفكار" للكاتب شيءٌ خارجٌ عن السيطرة -شيءٌ يأتي ويذهب بدون أن نستطيع التحكم فيه- لكن الفضل يعود للوقت الذي قضيتُه لاكتشاف نمط وإيقاع الإبداع لديّ في إدراكي لأنّي أستطيع باستمرار أن أصل لحالة تدفّق الأفكار في هذه الأوقات. إدراك جدول العمل هذا الذي كان متأصّلًا بي غيّر الطريقة التي أعمل بها بالكامل. معرفة الساعات التي أكون فيها في قمّة إبداعي ساعدني على أن أقوم بأعمالي بشكلٍ ممتاز وأسلّمها في الوقت المحدّد، لأنّني لم أكن في صراعٍ داخلي. كما أنّ قيامي بعملٍ ذي جودةٍ عالية في وقتٍ قصير ساعدني في زيادة قاعدة عملائي. بالطّبع، الحياة لا تسير دائمًا وفقًا لجدولٍ مسبق. وبينما كان هذا الأسلوب عظيمًا عندما كنت في بداية مسيرة العمل الحر، إلا أنّه عندما زاد عبء العمل أصبح هناك أيام يجب عليّ فيها ترك جدولي المثاليّ المحبّب لي. لكن معرفة كيف يكون أفضل أيام العمل بالنسبة لي جعل الأمور تحت السيطرة. إذا لم أستطع العمل بالطريقة التي أردتها، عرفتُ أن ذلك بسبب أنّني إمّا أكلّف نفسي الكثير من العمل أو أنّني أحتاج أن أرفع معدّل عملي أو أترك العمل مع بعض العملاء. جدولي أصبح مؤشّري الخاص لقياس التوازن بين العمل والحياة في عملي كمستقل. لكن ماذا عن جدول العميل؟ ساعات العمل المثالية التي اكتشفت أنّها تناسبني هي كما قلت: "مثالية". وكما يمكن أن يخبرك كلّ من يعمل كمستقل بدوامٍ كامل، العملاء غالبًا ما يتسبّبون في فشلنا في أن نجعل الأمور تسير بشكلٍ مثالي. في تجربتي، كان من حسن حظّي أنّ معظم عملائي لم يتفهموا أنّ معظم المستقلّين يعملون وفق ساعات عملٍ غير تقليديّة فحسب، بل لم يهتمّوا أيضًا بموعد تسليم العمل طالما كنت أقوم به على أكمل وجه. على كلّ حال، الطريقة الوحيدة لتصل لهذه الدرجة من التفاهم هي أن تتواصل مع العميل. كن واضحًا من البداية وحدّد الأوقات التي ستكون متوفّرًا فيها للتواصل. و في الحالات التي تطلّب وضوحًا أكبر (عندما تعمل مع عميلٍ جديد على سبيل المثال) يمكنك أن تكتب الساعات التي ستكون متوفّرًا فيها في الاتّفاق. أهم ما في التفاعل مع العملاء هو التحكم في توقّعاتك وتوقعاتهم. إذا وضعت معلوماتٍ واضحة من البداية حول الأوقات التي ستكون متوفّرًا فيها، فلن يكون هناك سببٌ يدعو العملاء لأن يُفسدوا نظام عملك. لا أقول أنّهم لن يفعلوا ذلك (فلسنا في عالمٍ مثاليٍّ بالطبع) لكن دائمًا يجب عليك أن تركّز على أن تضع نفسك في الموضع الملائم لأفضل علاقةٍ ممكنة مع العميل. ابحث عن الطريقة الأنسب لك لأداء العمل، اعرف "كيف" كما عرفت "متى" نظامُ يومِك وأسلوب عملك يعتمد على طريقة قيامك بالعمل والمكان الذي تعمل فيه كما يعتمد على الوقت الذي تؤدّي فيه العمل. عندما بدأت في العمل المستقل، شعرتُ دائمًا أنّ هناك طريقةٌ محدّدةٌ يجب اتباعها لتكون مبدعًا واحترافيًّا. يجب عليك أن تظهر بمظهرٍ معيّن، تتصرف بطريقةٍ معيّنة، وتعمل بطريقةٍ محدّدة. وذلك يعني أنّك يجب أن تمتلك مكتبًا منزليًّا home office مثل هذا: مصدر الصورة لكن لنكُن واقعيّين، لا يملك جميع المستقلون شققًا يمكنها أن تسع مكتبًا منزليًا. وعلى كلّ حال، أكثر طريقةٍ تُريحني الآن هو أن أعمل وأنا مستلقيةٌ على الأريكة. لكنّ هذه الطريقة غير التقليدية للعمل جعلتني أشعر على المدى الطويل بقدرٍ أقل من الاحترافيّة والمهنيّة. وفي يومٍ من الأيام، كنت أتصفّح كتاب Daily Rituals: How Artists Work وقرأت كيف كان Truman Capote يكتب وهو مستلقٍ! إذا كانت هذه الطريقة جيّدة بما فيه الكفاية لكتابة رواية In Cold Blood، فهي بالتأكيد جيّدةٌ لكتابة الرسائل التسويقية والمقالات العميقة. تعلّمتُ أيضًا أنّ مايا أنجلو لم تكن تعمل أبدًا في المنزل، لكنّها استعملت فندقًا قريبًا كمكتبٍ لها. هذا أعطى يوم عملها بدايةً ونهاية محدّدين. لذا فقد بدأت أعمل في الخارج (في المقاهي) في الأيام التي أشعر فيها أنّني بحاجةٍ للمزيد من النظام والتركيز، كأن يكون لديّ وقتٌ قليلٌ لإنجاز العمل مثلًا. الدرس المهم هو أنّه -كما بالنسبة لوقت العمل- عندما يتعلق الأمر بكيفية أدائك للعمل والمكان الذي تعمل فيه، الطريقة التي تناسبك -أيًّا كانت- هي الطريقة الصحيحة. عندما تعمل كمستقلّ فإنه لا توجد مقاييس يجب عليك أن تتبعها، أو قوانين تعسّفية يجب عليك الالتزام بها. إذا كانت الطريقة التي تناسبك "غريبةً" بعض الشيء بالنسبة للآخرين، فإنها مشكلتهم وليست مشكلتك. الفائدة المدهشة من عملك في أوقات تدفق أفكارك الإبداعية إذًا لماذا تبذل كل هذا الجهد لتكتشف الطريقة الأنسب لك للعمل؟ الإجابة الواضحة هي: لتحافظ على سلامتك وصحّتك النفسيّة، وإنتاجيّتك. لكن بعد عدّة شهور من العمل بهذه الطريقة، بدأت في رؤية الفوائد الأخرى غير المتوقّعة لها. لم أصبح أكثر إنتاجيّةً فحسب، لكن بتحدّي معتقداتي السابقة حول قدراتي الإبداعيّة، أصبحتُ أقوم بالعمل بجودةٍ أكبر. حتّى عندما أكون بصدد العمل على نفس النوع من الأعمال التي كنت أؤديها سابقًا، فقد أصبحت أؤديها بطرقٍ جديدةٍ وغير مألوفة. ولأنّني كنت أعمل دائمًا وفقًا لطاقتي، وجدتُ نفسي مهتمًا أكثر بالتفاصيل وأقلّ خوفًا من تجربة الأمور الجديدة. كان هذا عندما أدركتُ أنّ العمل الحر لم يكن وظيفةً فحسب، بل طريقة تفكيرٍ جديدة. ووفقًا لطبيعة العمل الحر، فإنّه يدعو للتحرّر من الأوضاع الراهنة. وبتبنّي نهج الأعمال الحرّة في النواحي المختلفة من حياتي ومسيرتي الإبداعية، لم ينمُ عملي فحسب، لكنّني تطوّرت أيضًا وتطوّرت شخصيّتي على الصعيد الإبداعي. بدأت في قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام التي تقبعُ خارج منطقة راحتي وحيّز معرفتي. انفتحتُ على مشاريع مميّزة في العالم الحر لم أكن لأفكّر فيها من الأساس إذا تمسّكتُ بالفكرة المسبقة عن الطريقة التي يجب أن يكون عليها "المستقل". عملُك يؤثّر على حياتك والعكسُ صحيح. لذلك فإنّ تجريب عدّة ساعات عمل مختلفة جعلني أكتشف جوانب أخرى من نفسي. بدلًا من أن أسأل نفسي ماذا يجب أن أفعل اليوم، وجدّتُ نفسي أتساءل "ماذا لو فعلتُ اليوم كذا". لا يوجد طريقةٌ صحيحة أو خاطئة للعمل الحر، وهذا ما يجعل الأمر مثيرًا، أنت تضع القواعد في عملك كمستقل. لا أقول أنّ اتباع نظام معين أمرٌ سيء. النظام كان ولا يزال أمرًا أساسيًّا للمحافظة على وظيفتي كمستقلّ في الخمس أعوام الأخيرة. لكنني أظنّ أنّ الأمر يستحق أن تقوم بهذا التغيير في أسلوب عملك لتعرف المزيد عن طريقة العمل المُثلى التي تناسبك وتخدم قدراتك الإبداعيّة. ما تتوصّل إليه قد يفاجئُك حقًا. ترجمة -وبتصرف- للمقال How to schedule around your natural creative flow لصاحبه DANIELLE SMALL.
-
أوليست الرّسائل الإلكترونيّة مزعجة بحقّ؟ أظنّ أنّ البريد الوارد الخاصّ بك يبدو وكأنّه منبع لا ينتهي من المطالب وهو عبارة عن قائمة محرِجة من أولويّات الآخرين .في عالم مثاليّ، من المفروض أن تكون جالسا لتحديد الأولويّات الخاصّة بك ولكن إذا كُنْتَ مثل معظم النّاس فبريدك الإلكتروني سيتحكم في حياتك العمليّة إلى حدّ كبير ويقرّر ما تفعله ومتى تفعله. في ما يلي ثلاث نصائح بسيطة وسهلة التّنفيذ لتغيير ذلك ولنحاول الاستفادة منها ابتداءًا من اليوم. ضع قواعد صارمةأتّبع عمليّة بسيطة من سبع خطوات كلّما فتحت صندوق البريد الوارد الخاصّ بي وهي كما يلي : افتح الرّسالة الأولى في صندوق بريدك الوارد.إذا كانت الرّسالة تحتاج قطعا لجواب فوريّ، تعامل مع الأمر.إذا كان يمكن التّعامل معها في أقلّ من دقيقتين فافعل.انتقل إلى الرّسالة التالية في صندوق البريد الوارد. كرّر الخطوات من 2 إلى 4 حتى تنتهي من كافّة رسائل البريد الإلكتروني.عد إلى الرّسالة الأولى في صندوق البريد الوارد الخاصّ بك وتعامل معها.استمر على نفس المنوال حتى تنتهي منها جميع أو لا يبقى لك متسع من الوقت.إنك تنجز ثلاثة أمور باتّباع العمليّة السّابقة تتمّ معالجة الرّسائل ذات الأهميّة البالغة أولّا من المفروض أن تتمكّن من مطالعة جميع رسائلك قبل أن ينفذ وقتك المخصّص لذلك (انظر التّالي) أنت لا تضيّع الوقت على رسائل البريد الإلكتروني ذات الأولويّة المنخفضة ممّا سيتيح لك القيام بأمور أكثر أهميّة. حدد "ميزانية للوقت" ولا تتجاوزها أبداتَعَامُلُ كثيرين منّا مع البريد الإلكتروني غير مثمر، واحد من أسباب ذلك هو كثرة الدّخول والخروج على هذا الأخير خلال اليوم حيث أنّنا نادرا ما نعطي أنفسنا الفرصة للوصول إلى حالة تركيز في التّعامل مع هذا البريد. مع أخذ ذلك في الاعتبار، استراتيجيّتي الثّانية بسيطة إذ تنصّ على تخصيص ميزانيّات للوقت للتّعامل مع بريدك الإلكتروني. لقد حدّدت شخصيّا لنفسي ثلاث حصص بمدة ثلاثين دقيقة لكل حصّة: في الصّباح، بعد الغداء وقبل أن تنتهي أعمال يومي. وفي عالم مثالي سيكون بمقدوري مُعالجة جميع الرّسائل الواردة في حصّتين فقط، وأهدف إلى أن أصل إلى حصّة واحدة في المُستقبل. تخصيص حصّة في نهاية يومي مُفيد لأن عدم مُعالجتي لجميع البريد الوارد سيدفعني للعمل عليه بعد الساعة الخامسة إلى أن تنهار قِوَايْ. أنصحك باحتساب الوقت الذّي تمضيه في قراءة البريد الوارد في الأسبوع الأول ثم تحديد ميزانيّة تخصم منها عشرين بالمئة من الوقت الذّي احتسبته. حدّد هذه الميزانية وكن واعيا بها وسترى كم ستندهش لسهولة إنجاز هذه الخطّة فمفتاح هذه الاستراتيجيّة هو التّمسك بها حقا. ضع لنفسك مؤقِتا إن لزم الأمر ولكن تأكّد من التّوقف عن العمل حين ينتهي الوقت المحدّد. القياس والتحسينأتمنّى أنّك في هذه المرحلة قد قست الوقت الذي تمضيه في قراءة بريدك الوارد بالفعل ولكن لا أريد منك أن تتوقّف عند هذا الحدّ، بل أريد منك أن تستمر في عملية القياس وتدخل في منافسة مع نفسك لتتفوّق على ميزانيّة الوقت التّي حدّدتها سابقا. في عالم مثاليّ، وقتك الذّي تمضيه في قراءة رسائلك سينخفض حيث ستصبح أكثر كفاءة وأكثر وعيا بهذا الوقت. ويُمكننا القول أن ما يحدث بأنه تحويل التّعامل مع البريد الإلكتروني إلى لعبة حتّى يصبح التّعامل معه أكثر مرحا. ماذا عنك؟ الخطوات الثّلاثة المذكورة أعلاه قد ساعدتني في خفض الوقت الذّي أمضيه في قراءة رسائلي الإلكترونيّة للنّصف، هل تستخدم طريقة مُشابهة؟ أم لديك أسلوب آخر؟ شاركنا به في التّعليقات ترجمة -وبتصرّف- للمقال: How to Halve Your Time Spent on Emails (In 3 Simple Steps) لصاحبه Tom Ewer.
- 1 تعليق
-
- بريد الكتروني
- وقت
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
استعرض مقال بول جراهام المُعنون: "افعل الأشياء التي لا يُمكن القيام بها على نطاق واسع (Do Things that Don't Scale) "الطّريقة التي تحتاج أن تُفكّر فيها لما تُدير شركة ناشئة. فلن تُحقّق أي شيء في شركتك الناشئة إلا إذا فعلت ما ينبغي عليك القيام به على أكمل وجه. وقد عنون جراهام على هذه المقالة بـ "افعل الأشياء التي لا يُمكنك فعلها على نطاق واسع" وذلك لأن الحجر الأساس للشّركات النّاشئة هي التكنولوجيات التي يُمكن استخدامها على نطاق واسع. فما الذي تغيّر؟ لعبة الشّركات النّاشئةأصبحت الشركات النّاشئة أمرًا شائعًا لدرجة أن بعض الجامعات شرعت في توفير برامج ريادة الأعمال، وكما هو الحال في جميع الأمور الشّائعة/الشّعبية، فإن هناك من يقوم بالأمر فعليّا (يبنون بالفعل شركاتهم النّاشئة)، وآخرون من يتظاهر فقط و"يلعب" لعبة الشّركات النّاشئة. تحتاج جميع الشركات النّاشئة في بداية الأمر إلى جذب مُستخدمين، فإن أطلقت شركة ناشئة فستفعل أي شيء للحصول على مُستخدمين جُدد حتى وإن تطلب الأمر الذهاب إلى منازلهم، والجلوس معهم، ومُساعدتهم في تهيئة خدمتك على حواسِبهم الشخصية بيديك أنت. ماذا عن الذي "يلعب" لعبة الشّركات النّاشئة؟ سيكتفي بإرسال رابط موقع "شركته النّاشئة". على الرغم من أن كلاهما يبدو في مرحلة الحصول على مُستخدمين، إلا أن الفريق الأول من الرّياديين الجادّين هم مَن سيحصل على مُستخدمين بالفعل، في حين أن الباقين يُرسلون روابط وفقط معتقدين بأن المُستخدمين سيُكلمون بقية الخطوات بأنفسهم. على الرغم من أن استهداف النّاس واستجدائهم كي يستخدموا خدمتك يبدو أمرًا غير مُحبّذ، إلّا أن ذلك بالضّبط ما قام به بعض أوائل الرياديين النّاجحين، على طريقة استهداف الباعة الجوّالة لزبائنهم، الاقتراب منهم، الندّاء بأعلى أصواتهم، وحتّى تقديم عيّنات مجّانية من مُنتجاتهم واستعراضها أمامك، بل وينظرون مُباشرة إلى عينيك، ويجرأ بعضهم على أن يضع سلعته مُباشرة في حقيبتك، فما الذي تغيّر؟ سهّلت التقنية المهمّة علينا، لكنها أضافت مسافة بين البائع والمشتري، لكن المُشترين ما زالوا يأملون في الحصول على ذاك الاهتمام الشّخصي الذي ألفوه، فلما لا تمنحهم إياه، فليس لديك ما تخسره الآن باعتبارك شركة ناشئة وليدة. مستوحى من مقالة بول جراهام: افعل الأشياء التي لا يمكن القيام بها على نطاق واسع. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Do Things That Don’t Scale In Startups.
-
- 1
-
- شركة ناشئة
- قرارات
-
(و 4 أكثر)
موسوم في: