اذهب إلى المحتوى

مقدمة إلى أطر عمل تطوير الويب من طرف العميل


Ola Abbas

سنبدأ مقالنا بإلقاء نظرة على تاريخ لغة جافاسكربت JavaScript وأطر العمل Frameworks، وسبب وجود هذه الأطر وفوائدها، وكيفية اختيار إطار عمل، وما هي البدائل المتاحة لأطر العمل من طرف العميل.

  • المتطلبات الأساسية: الإلمام بأساسيات لغات HTML و CSS و جافاسكربت.
  • الهدف: فهم أطر عمل جافاسكربت من طرف العميل والمشاكل التي تحلها وبدائلها وكيفية اختيارها.

لمحة تاريخية

ظهرت لغة جافاسكربت لأول مرة في عام 1996 والتي أضافت تفاعلًا إلى الويب الذي احتوى على مستندات ثابتة سابقًا، وبالتالي أصبح الويب مكانًا لفعل أشياء، وليس مجرد مكان لقراءة تلك الأشياء، كما زادت شعبية جافاسكربت، كما كتب المطورون الذين عملوا معها، أدوات لحل المشاكل التي واجهوها، وجمّعوها في حزم قابلة لإعادة الاستخدام سميّت بمكتبات Libraries ليتمكنوا من مشاركة حلولهم مع بعضهم البعض، إذ ساعد هذا النظام المجتمعي المشترك للمكتبات في تشكيل نمو الويب.

تُعَدّ لغة جافاسكربت الآن جزءًا أساسيًا من الويب، وتُستخدَم في 95% من مواقع الويب، كما أصبح المستخدِمون يكتبون أوراقًا papers، ويديرون ميزانياتهم، ويستمعون إلى الموسيقى، ويشاهدون الأفلام، ويتواصلون مع بعضهم البعض عن بعد فوريًا من خلال الدردشة النصية أو الصوتية أو المرئية، وبالتالي أتاح الويب تنفيذ أمور كانت ممكنةً سابقًا فقط في التطبيقات الأصيلة المثبَّتة على حواسيبنا، إذ يُشار إلى هذه المواقع الحديثة والمعقَّدة والتفاعلية باسم تطبيقات الويب Web Applications.

أدى ظهور أطر عمل جافاسكربت الحديثة إلى تسهيل إنشاء تطبيقات تفاعلية وديناميكية، فإطار العمل Framework هو عبارة عن مكتبة تقدّم آراءً لبناء البرمجيات، إذ تسمح هذه الآراء بإمكانية التنبؤ والتجانس في التطبيق، فالقدرة على التنبؤ تسمح للبرمجيات بالتوسع إلى حجم هائل مع بقائها قابلةً للصيانة، إذ تُعَدّ القدرة على التنبؤ وقابلية الصيانة أمران ضروريان لصحة البرمجيات وطول عمرها.

تعمل أطر عمل جافاسكربت على تشغيل الكثير من البرمجيات الرائعة على الويب الحديث، بما في ذلك العديد من مواقع الويب التي يُحتمَل استخدامها كل يوم، إذ تستخدِم صفحة توثيق الويب في MDN مثلًا إطار عمل React/ReactDOM لتشغيل واجهتها الأمامية، وتوجد هناك أطر عمل متعددة، ولكن "الأربعة الكبار" هي:

إمبر Ember

أُصدِر إطار عمل Ember في ديسمبر كانون الأول عام 2011 على أساس استمرار للعمل الذي بدأ في مشروع SproutCore، ويُعَدّ Ember إطار عمل قديم به عدد مستخدِمين أقل من البدائل الحديثة مثل React وVue، لكنه لا يزال يتمتع بقدر لا بأس به من الشعبية نظرًا لاستقراره ودعم المجتمع وبعض مبادئ البرمجة الذكية.

Angular

هو إطار عمل لتطبيق ويب مفتوح المصدر بقيادة فريق أنجولار Angular في جوجل ومجتمع من الأفراد والشركات، إذ نتج Angular عن إعادة كتابة AngularJS بالكامل من الفريق نفسه الذي بناه وقد أُصدِر أنجولار رسميًا في 14 سبتمبر أيلول من عام 2016، وهي إطار عمل قائم على المكونات، وتستخدِم قوالب HTML التصريحية Declarative، كما يترجم مصرّف إطار العمل القوالب إلى تعليمات جافاسكربت محسَّنة في وقت البناء وبشفافية عن المطورين، تستخدِم أنجولار لغة TypeScript، وهي مجموعة شاملة من لغة جافاسكربت التي سنلقي نظرةً عليها بمزيد من التفصيل لاحقًا.

Vue

أصدَر إيفان يو Evan You لأول مرة إطار عمل Vue في عام 2014 بعد العمل والتعلم من مشروع AngularJS الأصلي، إذ يُعَدّ Vue الأصغر بين الأربعة الكبار، لكنه تمتَّع مؤخرًا بشعبية متزايدة، كما يوسّع إطار عمل Vue مثل AngularJS لغة HTML بشيفرته، وهو يعتمد بصورة أساسية على لغة جافاسكربت المعيارية الحديثة.

React

أصدَرت شركة فيسبوك مكتبة React في عام 2013، إذ استخدِمت React قبل ذلك في حل العديد من مشاكلها داخليًا، ولا تُعَدّ React نفسها إطار عمل، وإنما مكتبةً لتصيير Rendering مكونات واجهة المستخدِم، كما تُستخدَم React جنبًا إلى جنب مع المكتبات الأخرى لإنشاء التطبيقات، إذ تُمكِّن React وReact Native المطورين من إنشاء تطبيقات للهاتف المحمول، في حين تمكِّن React وReactDOM المطورين من إنشاء تطبيقات الويب، وتُعرَف React بوصفها إطار عمل جافاسكربت نظرًا لاستخدام React وReactDOM معًا في كثير من الأحيان، كما توسّع React لغة جافاسكربت بصيغة تشبه لغة HTML، إذ تُعرَف هذه الصيغة باسم JSX.

سبب وجود أطر العمل

ناقشنا البيئة التي ألهمت إنشاء أطر العمل، ولكننا لم نناقش السبب الحقيقي لحاجة المطورين إلى إنشائها، إذ يتطلب استكشاف الأسباب فحص تحديات تطوير البرمجيات أولًا.

ضع في الحسبان نوعًا شائعًا من التطبيقات، وهو مُنشئ قائمة المهام To-do List Creator التي سننفِّذها باستخدام مجموعة متنوعة من أطر العمل لاحقًا، إذ يجب أن يسمح هذا التطبيق للمستخدِمين بتطبيق بعض الأمور مثل عرض قائمة المهام وإضافة مهمة جديدة وحذف مهمة، كما يجب أن ينفّذ ذلك أثناء تتبّع وتحديث بيانات التطبيق الأساسية بصورة موثوقة، إذ تُعرَف هذه البيانات الأساسية بالحالة State في تطوير البرمجيات.

هذه الأهداف بسيطة من الناحية النظرية بمعزل عن أهداف الأخرى، إذ يمكننا تكرار البيانات لتصييرها، كما يمكننا إضافة كائن لعمل مهمة جديدة، واستخدام معرِّف Identifier للعثور على مهمة أو تعديلها أو حذفها، إذ يجب أن يسمح التطبيق للمستخدِم بتطبيق كل هذه الأشياء من خلال المتصفح، ولكن قد تبدأ بعض المشاكل في الظهور، إلا أنّ المشكلة الحقيقية هي الحاجة إلى تحديث واجهة المستخدِم المناسبة في كل مرة نغيّر فيها حالة تطبيقنا، إذ يمكننا فحص صعوبة هذه المشكلة من خلال النظر إلى ميزة واحدة فقط من تطبيق قائمة مهام وهي عرض قائمة المهام.

تغيرات DOM المطولة

يستغرق إنشاء عناصر HTML وتصييرها في المتصفح في الوقت المناسب قدرًا كبيرًا من الشيفرة، ولنفترض أنّ حالتنا هي مصفوفة من الكائنات كما يلي:

const state = [
  {
    id: 'todo-0',
    name: 'Learn some frameworks!'
  }
]

يمكنك التساؤل عن كيفية عرض إحدى هذه المهام للمستخدِم، إذ نريد تمثيل كل مهمة بعنصر قائمة، أي العنصر <li> في لغة HTML ضمن عنصر القائمة غير المرتبة <ul> كما يلي:

function buildTodoItemEl(id, name) {
  const item = document.createElement('li');
  const span = document.createElement('span');
  const textContent = document.createTextNode(name);

  span.appendChild(textContent);

  item.id = id;
  item.appendChild(span);
  item.appendChild(buildDeleteButtonEl(id));

  return item;
}

استخدمنا التابع document.createElement()‎ لإنشاء العنصر <li> والعديد من أسطر الشيفرة لإنشاء الخصائص والعناصر الأبناء التي يحتاجها، في حين يشير جزء الشيفرة التالي إلى دالة بناء أخرى هي buildDeleteButtonEl()‎، والتي تتبع نمطًا مشابهًا للنمط الذي استخدمناه لبناء عنصر القائمة:

function buildDeleteButtonEl(id) {
  const button = document.createElement('button');
  const textContent = document.createTextNode('Delete');

  button.setAttribute('type', 'button');
  button.appendChild(textContent);

  return button;
}

لا ينفِّذ هذا الزر أيّ شيء حتى الآن، ولكنه سينفِّذ شيئًا ما لاحقًا عندما نقرِّر تنفيذ ميزة الحذف، كما يمكن أن تقرأ الشيفرة التي ستصيّر العناصر على الصفحة شيئًا كما يلي:

function renderTodoList() {
  const frag = document.createDocumentFragment();
  state.tasks.forEach(task => {
    const item = buildTodoItemEl(task.id, task.name);
    frag.appendChild(item);
  });

  while (todoListEl.firstChild) {
    todoListEl.removeChild(todoListEl.firstChild);
  }
  todoListEl.appendChild(frag);
}

لدينا الآن أكثر من ثلاثين سطرًا من الشيفرة المخصَّصة لواجهة المستخدِم فقط -أي إلى خطوة تصيير شيء ما في DOM- دون إضافة أصناف Classes التي يمكننا استخدامها لاحقًا لتصميم عناصر القائمة، كما يتطلب العمل مباشرةً مع نموذج DOM فهم أشياء كثيرة حول كيفية عمله مثل كيفية إنشاء العناصر، وتغيير خصائصها، وكيفية وضع العناصر ضمن بعضها البعض، والحصول عليها على الصفحة، فلا تعالج هذه الشيفرة تفاعلات المستخدِم أو إضافة مهمة أو حذفها، فإذا أضفنا هذه الميزات، فيجب علينا تذكّر تحديث واجهة المستخدِم في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة.

أُنشِئت أطر عمل جافاسكربت لتسهيل هذا النوع من العمل، إذ أُوجِدت لتوفير تجربة مطوِّر أفضل، فهي لا تضيف ميزات جديدة إلى جافاسكربت، وإنما تمنحك وصولًا أسهل لميزاتها لتتمكّن من بناء تطبيقات ويب بطريقة عصرية، فإذا أردت رؤية نماذج شيفرة هذا المقال عمليًا، فيمكنك التحقق من إصدار عامل من التطبيق على CodePen الذي يسمح للمستخدِمين بإضافة مهام جديدة وحذفها.

طريقة أخرى لبناء واجهات المستخدم

توفّر إطارات عمل جافاسكربت طريقةً لكتابة واجهات المستخدِم بطريقة تصريحية، أي أنها تسمح بكتابة الشيفرة التي توضِّح كيف يجب أن تبدو واجهة المستخدِم، كما يحقّق إطار العمل ذلك ضمن نموذج DOM في الخلفية، وكان فهم منهج جافاسكربت الصرفة Vanilla JavaScript لإنشاء عناصر DOM جديدة بطريقة تكرارية في لمح البصر أمرًا صعبًا، لكن يوضِّح الجزء التالي من الشيفرة الطريقة التي يمكنك من خلالها استخدام إطار عمل Vue لوصف قائمة من المهام:

<ul>
  <li v-for="task in tasks" v-bind:key="task.id">
    <span>{{task.name}}</span>
    <button type="button">Delete</button>
  </li>
</ul>

يختصر جزء الشيفرة السابق ما يقرب من اثنين وثلاثين سطرًا من الشيفرة في ستة أسطر، فإذا كانت الأقواس المعقوصة وسمات v-‎ غير مألوفة لك، فلا بأس بذلك، إذ سنتعرّف على الصيغة التي يستخدِمها إطار عمل Vue لاحقًا، كما تشبه الشيفرة السابقة واجهة المستخدِم التي تمثِّلها، في حين لا تشبه شيفرة جافاسكربت الصرفة ذلك.

يمكن عدم كتابة دوالنا لبناء واجهة المستخدم بفضل إطار عمل Vue الذي سيتعامل مع ذلك بطريقة مثلى وفعالة، فدورنا الوحيد هو شرحنا لإطار عمل Vue الشكل الذي يجب أن يبدو عليه كل عنصر، كما يمكن للمطورين الذين هم على دراية بإطار عمل Vue الانضمام إلى مشروعنا والعمل بسرعة على ما يجري، فاستعمال إطار العمل Vue -وأي إطار عمل آخر- يحسّن كفاءة الفريق وأعضائه.

يمكن تطبيق أشياء مشابهة في لغة جافاسكربت الصرفة، إذ تسهّل سلاسل القالب الحرفية Template literal strings كتابة سلاسل HTML التي تمثِّل الصورة التي سيبدو عليها العنصر الأخير، وقد يكون ذلك فكرةً مفيدةً لشيء بسيط مثل تطبيق قائمة المهام، ولكنه ليس قابلًا للصيانة للتطبيقات الكبيرة التي تتعامل مع آلاف سجلات البيانات، كما يمكن تصيير العديد من العناصر الفريدة في واجهة المستخدِم.

فوائد أطر العمل الأخرى

لنلقِ نظرةً على بعض المزايا الأخرى التي تمنحنا إياها أطر العمل، كما يمكن تحقيق مزايا الأطر في لغة جافاسكربت الصرفة، ولكن يزيح استخدام إطار العمل عبء ضرورة حل هذه المشاكل بأنفسنا.

الأدوات

يمتلك كل إطار من أطر العمل مجتمع مطورين كبير ونشط، لذلك يوفِّر النظام المجتمعي لكل إطار الأدوات التي تعمل على تحسين تجربة المطوِّر، إذ تسهّل هذه الأدوات إضافة أشياء مثل الاختبار للتأكد من عمل تطبيقك كما ينبغي، أو تدقيق الصياغة Linting للتأكد من خلو شيفرتك البرمجية من الأخطاء متجانسها من حيث الأسلوب.

اقتباس

ملاحظة: إذا أردت معرفة مزيد من التفاصيل حول مفاهيم أدوات الويب، فاطّلع على مقال فهم أدوات تطوير الويب من طرف العميل.

التجزئة Compartmentalization

تشجع معظم الأطر الرئيسية المطورين على تجريد الأجزاء المختلفة من واجهات المستخدِم إلى مكونات Components، إذ تُعَدّ هذه المكونات أجزاءً من شيفرة برمجية قابلة للصيانة وإعادة الاستخدام ويمكنها التواصل مع بعضها بعضًا، كما يمكن وضْع الشيفرة المتعلقة بمكوّن معيّن في ملف واحد أو ملفين محدَّدين، بحيث يعرف المطوِّر بالضبط إلى أين يذهب لإجراء تغييرات على هذا المكوّن، في حين سيتعيّن عليك في تطبيق مكتوب بلغة جافاسكربت الصرفة إنشاء مجموعة اصطلاحات لتحقيق ذلك بطريقة فعالة وقابلة للتوسيع، كما يمكن انتهاء المطاف بالعديد من مطوري جافاسكربت بنشر الشيفرة البرمجية المتعلقة بجزء واحد من واجهة المستخدِم في جميع أنحاء الملف أو في ملف آخر تمامًا.

التوجيه Routing

يتيح الويب للمستخدمين التنقل من صفحة إلى أخرى، إذ يُعَدّ شبكةً من الوثائق المترابطة، فإذا ضغطتَ على رابط في موقع الويب هذا، فسيتصل متصفحك بخادم ما ويجلب محتوًى جديدًا لعرضه لك، وبالتالي سيتغير عنوان URL في شريط العنوان، ويمكنك حفظ عنوان URL الجديد والعودة إلى الصفحة لاحقًا، أو مشاركته مع الآخرين ليتمكنوا من العثور على الصفحة نفسها بسهولة، كما يتذكر متصفحك سجل التنقل ويسمح لك بالتنقل ذهابًا وإيابًا، وهذا ما يسمى بالتوجيه من طرف الخادم Server Side Routing.

لا تجلب تطبيقات الويب الحديثة عادةً ملفات HTML الجديدة لتصييرها، وإنما تحمّل صفحة HTML واحدةً وتحدِّث نموذج DOM ضمنها باستمرار -ويشار إليها باسم تطبيقات الصفحة الواحدة Single Page Apps أو SPAs اختصارًا- دون انتقال المستخدِمين إلى عناوين جديدة على الويب، كما يطلَق عادةً على كل صفحة ويب وهمية Pseudo-Webpage جديدة اسم عرض View دون إجراء أيّ توجيه.

إذا كان تطبيق SPA معقدًا بدرجة كافية ويصيِّر عددًا كافيًا من العروض الفريدة، فيجب إدخال وظائف التوجيه في تطبيقك، وقد اعتاد الناس على القدرة على الارتباط بصفحات معينة في التطبيقات، والانتقال ذهابًا وإيابًا في سجل التنقّل وما إلى ذلك، ولكن تتأثر تجربتهم عند تعطل ميزات الويب المعيارية هذه، فإذا تعامل تطبيق عميل مع التوجيه بهذه الطريقة، فإنه يسمى بالتوجيه من طرف العميل Client Side Routing، كما يمكن إنشاء موجّه باستخدام إمكانيات جافاسكربت والمتصفح الأصيلة، لكن الأطر الشائعة والمطوّرة بطريقة نشطة لها مكتبات مرافقة تجعل التوجيه جزءًا أسهل في عملية التطوير.

أمور يجب مراعاتها عند استخدام الأطر

يفضِّل مطور الويب الفعال استخدام أنسب الأدوات لكل عمل، كما تسهّل أطر عمل جافاسكربت تطوير التطبيقات الأمامية، لكنها ليست حلًا سحريًا لحل جميع المشاكل، إذ سنوضِّح فيما يلي الأمور التي يجب مراعاتها عند استخدام الأطر، وضَع في الحسبان أنك قد لا تحتاج إلى إطار عمل إطلاقًا.

معرفة كيفية استخدام الأداة

تستغرق الأطر وقتًا للتعلم تمامًا مثل لغة جافاسكربت الصرفة، لذلك تأكد من امتلاكك الوقت لتعلّم ما يكفي من ميزات إطار العمل قبل أن تقرر استخدامه لمشروع ما ليكون مفيدًا لك بدلًا من أن يعيقك، وتأكد من راحة زملائك في الفريق في التعامل معه أيضًا.

الهندسة الفائقة Overengineering

إذا كان مشروع تطوير الويب ملفًا شخصيًا يتكون من بضع صفحات، وكانت هذه الصفحات ذات قدرة تفاعلية قليلة أو معدومة، فقد لا يكون إطار العمل وجافاسكربت ضروريين إطلاقًا، إذ لا تُعَدّ أطر العمل وحدةً مترابطةً، فبعضها أكثر ملاءمةً للمشاريع الصغيرة من غيرها، إذ كتبت سارة دراسنر Sarah Drasner في مقال لمجلة Smashing Magazine عن كيفية استبدال Vue بـ jQuery بوصفها أداةً لجعل أجزاء صغيرة من صفحة ويب تفاعلية.

قاعدة شيفرة أكبر وتجريد أكبر

تسمح لك أطر العمل بكتابة المزيد من الشيفرة البرمجية التصريحية -وأحيانًا مقدار أقل من الشيفرة البرمجية- من خلال التعامل مع تفاعلات DOM نيابةً عنك في الخلفية، ويُعَدّ هذا التجريد رائعًا لتجربتك بوصفك مطورًا، ولكنه ليس مجانيًا، إذ يجب على أطر العمل تشغيل شيفرتها البرمجية لترجمة ما تكتبه إلى تغييرات DOM، والتي بدورها تجعل الجزء الأخير من البرنامج أكبر وأكثر تكلفةً.

تُعَدّ الشيفرة البرمجية الإضافية أمرًا لا مفر منه، وسيسمح لك إطار العمل الذي يدعم تقنية هز الشجرة Tree-Shaking -أي إزالة أي شيفرة غير مُستخدَمة فعليًا في التطبيق أثناء عملية البناء- بالحفاظ على تطبيقاتك صغيرة، ولكن ذلك لا يزال عاملًا يجب وضعه في الحسبان عند التفكير في أداء تطبيقك، خاصةً على الأجهزة المقيَّدة بالشبكة أو بالتخزين مثل الهواتف المحمولة.

لا يؤثِّر تجريد الأطر على شيفرة جافاسكربت فحسب، وإنما يؤثِّر على علاقتك بطبيعة الويب ذاتها، فنتيجة تطبيقك النهائية أو الطبقة التي يتفاعل معها المستخدِمون في النهاية هي HTML بغض النظر عن كيفية بنائك لتطبيق الويب، إذ يمكن أن تجعلك كتابة تطبيقك بالكامل باستخدام لغة جافاسكربت غافلًا عن HTML والغرض من وسومها المختلفة، وتقودك إلى إنتاج مستند HTML غير دلالي Un-semantic ولا يمكن الوصول إليه، إذ يمكن كتابة تطبيق هش يعتمد كليًا على جافاسكربت ولن يعمل بدونه.

ليست الأطر مصدر مشاكلنا، إذ يمكن أن يكون أيّ تطبيق هشًا ومتضخمًا ولا يمكن الوصول إليه مع وجود أولويات خاطئة، ولكن يُعَدّ تضخم أطر العمل من أولويات المطورين، فإذا كانت أولوياتك هي إنشاء تطبيق ويب معقَّد، فيمكنك تنفيذ ذلك بسهولة، في حين إذا كانت أولوياتك هي عدم حماية الأداء وإمكانية الوصول، فستزيد أطر العمل من هشاشة تطبيقك وتضخمه وعدم إمكانية الوصول إليه، وقد أدّت أولويات المطور الحديثة التي ضخَّمتها أطر العمل، إلى قلب بنية الويب في مواضع مختلفة، إذ يضع الويب الآن جافاسكربت أولًا وتجربة المستخدِم أخيرًا في أغلب الأحيان بدلًا من إنشاء شبكة مستندات قوية وتعتمد على المحتوى.

إمكانية الوصول على شبكة ويب مقادة بأطر العمل

تتطلب إمكانية الوصول إلى واجهات المستخدِم بعض التفكير والجهد دائمًا، ويمكن أن تؤدي الأطر إلى تعقيد هذه العملية، إذ يجب استخدام واجهات برمجة تطبيقات إطار عمل متقدمة في أغلب الأحيان للوصول إلى ميزات المتصفح الأصيلة مثل مناطق ARIA الحية أو إدارة التركيز.

تخلق تطبيقات إطار العمل في بعض الحالات حواجز وصول غير موجودة في المواقع التقليدية مثل التوجيه من طرف العميل كما ذكرنا سابقًا، في حين تكون للتنقل عبر الويب باستخدام التوجيه التقليدي من طرف الخادم نتائج يمكن التنبؤ بها، إذ يعرف المتصفح كيفية ضبط التركيز على الجزء العلوي من الصفحة وستعلن التقنيات المساعدة عن عنوان الصفحة، إذ تحدث هذه الأمور في كل مرة تنتقل فيها إلى صفحة جديدة.

لا يحمّل متصفحك صفحات ويب جديدة باستخدام التوجيه من طرف العميل، لذلك لا يعرف أنه يجب عليه ضبط التركيز تلقائيًا أو الإعلان عن عنوان صفحة جديد، وقد كرّس مؤلفو أطر العمل وقتًا وعملًا هائلَين لكتابة شيفرة جافاسكربت التي تعيد إنشاء هذه الميزات، ولكن لم يطبّق أيّ إطار عمل ذلك بطريقة مثالية، وبذلك يجب عليك التفكير في إمكانية الوصول منذ بداية كل مشروع ويب، وضع في الحسبان أنه من المرجَّح معاناة قواعد الشيفرة المجردة التي تستخدِم الأطر من مشاكل الوصول الرئيسية إذا لم تفعل ذلك.

كيفية اختيار إطار العمل

يتّخذ كل إطار من أطر العمل التي ناقشناها سابقًا مناهج مختلفةً لتطوير تطبيقات الويب، إذ يتحسّن كل منها أو يتغير بانتظام، ولكل منها إيجابياته وسلبياته، كما يُعَدّ اختيار إطار العمل الصحيح عمليةً تعتمد على الفريق والمشروع، إذ يجب عليك إجراء بحث للكشف عمّا يناسب احتياجاتك، ولكننا حدّدنا بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها من أجل البحث في خياراتك بفعالية أكبر، وهي كما يلي:

  • ما المتصفحات التي يدعمها إطار العمل؟
  • ما اللغات الخاصة بالنطاق التي يستخدمها إطار العمل؟
  • هل يحتوي الإطار على مجتمع قوي وتوثيق جيد ودعم متاح؟

يوفِّر الجدول الموجود في هذا المقال ملخصًا سريعًا لدعم المتصفح الحالي الذي يقدِّمه كل إطار عمل، بالإضافة إلى لغات المجال المحدَّد Domain-specific Languages -أو DSLs اختصارًا- التي يمكن استخدامها، إذ تُعَدّ لغات المجال المحدَّد لغات برمجة مرتبطةً بمجالات محدَّدة من تطوير البرمجيات، كما تُعَدّ في سياق أطر العمل أنها أنواع من لغات جافاسكربت أو HTML التي تسهّل التطوير باستخدام هذا الإطار.

لا يتطلب أيّ إطار من أطر العمل مطوِّرًا لاستخدام لغة DSL معينة، ولكن صُمِّمت جميعها تقريبًا مع وضع لغة DSL محدَّدة في الحسبان، إذ يعني اختيار عدم استخدام لغة DSL المفضلة لإطار العمل أنك ستفقد الميزات التي من شأنها تحسين تجربة المطوِّر، كما يجب عليك التفكير بجدية في مصفوفة الدعم ولغات DSL الخاصة بإطار العمل عند اختيارك لأيّ مشروع جديد، إذ يمكن أن يكون دعم المتصفح غير المتطابق عائقًا أمام المستخدِمين، ويمكن أن يكون دعم لغة DSL غير المناسب عائقًا أمامك وأمام زملائك في الفريق.

إطار العمل دعم المتصفح لغة DSL المفضلة لغات DSL المدعومة
إطار العمل Angular المتصفح IE9+ لغة TypeScript لغات HTML-based وTypeScript
إطار العمل React متصفح IE9+ الحديث مع تعويض نقص دعم المتصفحات Polyfill صيغة JSX صيغة JSX ولغة TypeScript
إطار العمل Vue المتصفح IE9+ لغة HTML-based لغات HTML-based وJSX وPug
إطار العمل Ember متصفح IE9+ الحديث في إصدار Ember رقم 2.18 لغة Handlebars لغات Handlebars وTypeScript

وفي ملاحظة مهمة، تجدر الإشارة إلى أن لغات DSL التي وصفناها بأنها " لغات تستند إلى HTML أو HTML-based" لا تمتلك أسماءً رسميةً، فهي ليست لغات DSL حقيقية، ولكنها لغة HTML غير معيارية، لذا وجب الإشارة إلى هذه النقطة.

قد يكون مجتمع إطار العمل المقياس الأصعب في القياس، لأن حجم المجتمع لا يرتبط مباشرةً بالأعداد التي يسهل الوصول إليها، ويمكنك التحقق من عدد نجوم مشروع جيت هاب GitHub أو التنزيلات الأسبوعية من npm للحصول على فكرة عن شعبيته، ولكن أفضل ما يمكنك فعله في بعض الأحيان هو البحث في عدد قليل من المنتديات أو التحدث إلى مطوِّرين آخرين، إذ لا يتعلق الأمر بحجم المجتمع فحسب، وإنما يتعلق بشموليته ومدى جودة التوثيق المتاح.

هناك مناقشات كثيرة في جميع أنحاء الويب حول إطار العمل الأفضل، فقد اختارت مؤسسة ويكيميديا Wikimedia مؤخرًا استخدام إطار العمل Vue لواجهتها الأمامية، ونشرت طلبًا للتعليقات Request For Comments -أو RFC اختصارًا- حول اعتماد هذا الإطار، وقد استغرق إريك جاردنر Eric Gardner مؤلف RFC وقتًا لتوضيح احتياجات مشروع ويكيميديا وسبب كون بعض أطر العمل اختيارات جيدة للفريق، إذ يُعَدّ طلب التعليقات هذا مثالًا رائعًا لنوع البحث الذي يجب عليك تطبيقه بنفسك عند التخطيط لاستخدام إطار عمل للواجهة الأمامية.

يُعَدّ استبيان حالة جافاسكربت مجموعةً مفيدةً من ملاحظات مطوري جافاسكربت، كما يغطّي العديد من الموضوعات المتعلقة بجافاسكربت بما في ذلك البيانات حول استخدام أطر العمل ورأي المطورين بها، وهناك حاليًا مجموعة من البيانات المتاحة على مدى عدة سنوات، مما يسمح لك بالتعرف على شعبية إطار العمل، كما وازن فريق Vue بين Vue وأطر العمل الشائعة الأخرى، إذ قد يكون هناك بعض التحيز في هذه الموازنة، لكنها تُعَدّ موردًا قيّمًا.

بدائل لأطر العمل من طرف العميل

إذا أردت البحث عن أدوات لتسريع عملية تطوير الويب، وعلمتَ أنّ مشروعك لن يتطلب شيفرة جافاسكربت مكثفةً من طرف العميل، فيمكنك الوصول إلى أحد الحلول القليلة لبناء الويب مثل:

  • نظام إدارة المحتوى Content Management System.
  • التصيير من طرف الخادم Server-side Rendering.
  • مولّد موقع ساكن Static Site Generator.

أنظمة إدارة المحتوى

تُعَدّ أنظمة إدارة المحتوى Content Management Systems -أو CMSes اختصارًا- أدوات تسمح للمستخدِم بإنشاء محتوى للويب دون كتابة الشيفرة البرمجية مباشرةً، كما تُعَدً حلًا جيدًا للمشاريع الكبيرة وخاصةً المشاريع التي تتطلب مدخلات من كتّاب المحتوى الذين لديهم قدرةً محدودةً على كتابة شيفرة برمجية، أو للمبرمجين الذين يرغبون في توفير الوقت، إلا أنها تتطلب قدرًا كبيرًا من الوقت لإعدادها.

يعني استخدام نظام CMS أنك تتخلى على الأقل عن قدر من التحكم في ناتج موقعك النهائي على الويب، فإذا لم يؤلِّف نظام إدارة المحتوى الذي اخترته محتوًى يمكن الوصول إليه افتراضيًا على سبيل المثال، فسيكون تحسين ذلك أمرًا صعبًا في أغلب الأحيان، وتشمل الأمثلة المستخدَمة حاليًا ووردبريس Wordpress وجوملا Joomla ودروبال Drupal.

التصيير من طرف الخادم

يُعَدّ التصيير من طرف الخادم Server-side Rendering -أو SSR اختصارًا- بنية تطبيقات تكون مهمة الخادم فيها تصيير تطبيق مؤلف من صفحة واحدة، وهو عكس التصيير من طرف العميل Client-side Rendering، كما يُعَدّ الطريقة الأكثر شيوعًا والأكثر مباشرةً لبناء تطبيق جافاسكربت، إذ يكون التصيير من طرف الخادم أسهل على جهاز العميل، لأنك ترسل ملف HTML المُصيَّر إليه فقط، ولكن يمكن أن يكون إعداده صعبًا بالموازنة مع التطبيق المُصيَّر من طرف العميل.

تدعم جميع أطر العمل التي ذكرهانا في هذا المقال التصيير من طرف الخادم والتصيير من طرف العميل، كما يمكنك الاطلاع على Next.js لإطار العمل React وNuxt.js لإطار العمل Vue وFastBoot لإطار العمل Ember وAngular Universal لإطار العمل Angular.

اقتباس

ملاحظة: يكتب المجتمع بعض حلول التصيير SSR ويعمل على صيانتها، بينما تُعَدَ بعضها حلولًا رسميةً مقدمةً من مشرف إطار العمل.

مولدات الموقع الساكنة

تُعَدّ مولِّدات المواقع الساكنة Static Site Generators برامج تنشئ ديناميكيًا جميع صفحات الويب الخاصة بموقع متعدِّد الصفحات -بما في ذلك شيفرة جافاسكربت أو CSS ذات الصلة، بحيث يمكن نشرها في أماكن متعددة، كما يمكن أن يكون مضيف النشر فرعًا من صفحات جيت هاب أو مثيل Netlify أو أيّ خادم خاص من اختيارك مثلًا، ولهذا النهج مزايا متعددة فيما يتعلق بالأداء، فلا يبني جهاز المستخدِم الخاص بك الصفحة باستخدام جافاسكربت، فهو مكتمل فعليًا، والأمان، إذ تمتلك الصفحات الساكنة عددًا أقل من متجهات الهجوم، كما لا يزال بإمكان هذه المواقع استخدام شيفرة جافاسكربت حيثما يحتاجون إليها، لكنها لا تعتمد عليها، وتستغرق مولّدات المواقع الساكنة وقتًا لتعلّمها مثل أيّ أداة أخرى، كما يمكن أن تكون عائقًا أمام عملية التطوير.

يمكن أن تحتوي المواقع الساكنة على صفحات فريدة قليلة أو كثيرة حسبما تريد، كما تمكّنك أطر العمل من كتابة تطبيقات جافاسكربت من طرف العميل بسرعة، وتتيح لك مولّدات المواقع الساكنة طريقةً لإنشاء ملفات HTML بسرعة، كما تسمح مولّدات المواقع الساكنة للمطورين بكتابة المكوّنات التي تحدِّد الأجزاء المشتركة من صفحات الويب الخاصة بك، وتكوين هذه المكونات معًا لإنشاء صفحة نهائية، إذ تسمَّى هذه المكونات ضمن سياق مولّدات الموقع الساكنة قوالبًا Templates، ويمكن أن تكون صفحات الويب التي أنشأها مولِّد المواقع الساكنة موطنًا لتطبيقات إطار العمل إذا أردت صفحةً واحدةً محدَّدةً من موقع الويب المُولَّد بطريقة ساكنة لتشغيل تطبيق React عندما يزوره المستخدِم مثلًا.

مولّدات المواقع الساكنة موجودة منذ فترة طويلة، لكنها شهدت بعض التجدّد في تاريخ الويب الحديث، وتتوفر الآن منها مجموعة من الخيارات القوية مثل Hugo وJekyll وEleventy وGatsby، فإذا أردت معرفة المزيد حول مولّدات المواقع الساكنة، فراجع دليل تاتيانا ماك Tatiana Mac للمبتدئين في Eleventy، إذ تشرح في المقال الأول من السلسلة ما هو مولِّد الموقع الساكن، وكيفية ارتباطه بالوسائل الأخرى لنشر محتوى الويب.

الخلاصة

لم نعلّمك كتابة أيّ شيفرة برمجية حتى الآن، ولكن نأمل أننا قدّمنا لك خلفيةً مفيدةً حول سبب استخدامك لأطر العمل في المقام الأول وكيفية البدء في الاختيار، كما يبحث مقالنا القادم في أنواع محدَّدة من ميزات أطر العمل، وسبب عملها بطريقة معينة.

ترجمة -وبتصرُّف- للمقال Introduction to client-side frameworks.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...