حققت برامج التعلم العميق والذكاء الاصطناعي نموًا متزايدًا في الآونة الأخيرة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن القيمة السوقية لهذه التقنيات الحديثة قد تصل إلى 930 مليون دولار بحلول العام 2025م، كما ارتفع عدد الأعمال والوظائف التي تتطلب فهم مهارات الذكاء الاصطناعي بنسبة 450 % منذ تسع سنوات مضت. فما هو التعلم العميق Deep Leaning؟ وما هي تطبيقاته الأكثر استخدامًا في العالم؟
إليك قائمة محتويات المقال:
- مفهوم التعلم العميق
- كيف يعمل التعلم العميق؟
- الفرق بين تعلم الآلة والتعلم العميق
-
تطبيقات التعلم العميق
- الرعاية الصحية
- التعلم العميق في التسويق الإلكتروني
- البحث الصوتي والمرئي والدردشة الآلية
- التعلم العميق في التعليم
- عالم الترفيه
- تقصى الحقائق وكشف الأخبار المزيفة
- السيارات ذاتية القيادة
- الأرصاد والمناخ
-
تحديات التعلم العميق
- الجودة الضعيفة للبيانات
- خداع التعلم العميق
- عدم فهم السياق جيدًا
- ضغوط على المؤسسات
- قرصنة التعلم العميق
مفهوم التعلم العميق
التعلم العميق Deep Learning هو فئة فرعية من تعلم الآلة Machine Learning الذي يعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية إلى جانب التعلم التمثيلي. لذلك، فإنه عبارة عن تقنية حاسوبية تحاكي العقل البشري من خلال تصميم خوارزميات مستوحاة من بنية القشرة الدماغية ووظيفتها حتى يمكنها تقليد جميع قدرات الدماغ مثل فهم اللغة الطبيعية والأصوات ومحتوى الصور والقدرة على تنفيذ العديد من الأوامر والتعليمات كما يفعل الإنسان.
ويعد التعلم العميق من العلامات الفارقة المميزة في العصر الحديث، فقد نجح العلماء في إنشاء شبكات البرسبترون العصبونية Perceptron القائمة على فكرة وظائف الشبكات العصبية Neural network، فهو يتضمن بناء شبكات عصبية قادرة على معالجة البيانات المعقدة بدرجة أكثر شمولًا وتركيزًا من تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
كيف يعمل التعلم العميق؟
استطاع العلماء دراسة العقل البشري وكيفية عمل الأدمغة التي تحتوي على مليارات الخلايا العصبية المتشابكة معًا، وذلك بهدف إنشاء نموذج محاكاة من هذه الخلايا العصبية القادرة على تصفية المعلومات وتصنيفها ومعالجتها كما يحدث في دماغ الإنسان، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء خوارزميات التعلم العميق. ويطلق عليه التعلم العميق لأنه يستخدم الشبكة العصبية الاصطناعية العميقة.
وهذه الشبكة الاصطناعية تحتوي على خلايا عصبية تضم مجموعة من الطبقات المتصلة والمتراكمة فوق بعضها بعضًا، التي تبدأ بطبقة الإدخال المستوحاة من حواس الإنسان وتستقبل إشارات البيانات والمعلومات وتنتهي بطبقة الإخراج التي تظهر النتيجة النهائية للمعلومات، وبين هاتين الطبقتين توجد طبقات مخفية تكون مسؤولة عن تحليل البيانات للوصول إلى الاستنتاجات قبل استخراجها على هيئة معلومات مفيدة.
وكل طبقة في الشبكات العصبية العميقة Deep Neural Networks تكون مسؤولة عن التقاط أنماط معينة من البيانات أو معلومات محددة ومعالجتها باستخدام خوارزميات التعلم العميق. ويطلق على الخلية العصبية في هذه الشبكة اسم (عصبون) وكل خلية لها وزن يحدد أهمية كل عنصر على حدة، إضافة إلى إمكانية تعديل الأوزان أكثر من مرة لضمان الحصول على نتائج دقيقة في نهاية المطاف. وبذلك يمكن لخاصية التعلم العميق معالجة كمية هائلة من البيانات.
وتعد الشبكات العصبية التلافيفية Convolutional Neural Network التي تعرف اختصارًا CNN، من أبرز الشبكات العصبية العميقة المستخدمة في التعلم العميق، فإنها تشتمل على طبقات متعددة ذات بنية استثنائية بهدف معالجة بيانات غير منظمة غالبًا مثل الصور للتنبؤ بما فيها وقراءتها ومعرفة الميزات الفريدة بها.
ما الفرق بين تعلم الآلة والتعلم العميق؟
يظن الكثيرون من غير المتخصصين أن التعلم العميق وتعلم الآلة والذكاء الاصطناعي مفاهيم مترادفة وتُستخدم لتنفيذ الوظائف التقنية ذاتها، لكن الحقيقة عكس ذلك، لأن تعلم الآلة Machine Learning أحد فروع الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، وأعم وأشمل من التعلم العميق Deep learning.
ببساطة، يركز تعلم الآلة عمومًا على جعل الأجهزة الحاسوبية لديها القدرة على أداء المهام دون الحاجة إلى برمجة واضحة استنادًا إلى خوارزميات أكثر بساطة كتلك التي تعتمد على التوقع الخطي أو شجرة القرارات، أما التعلم العميق يستوجب إنشاء خوارزميات أكثر تعقيدًا وذات مستويات مختلفة مثل الشبكات العصبية الاصطناعية ANNs والشبكات العصبية التلافيفية CNN.
كما أن خوارزميات التعلم الآلي يمكن تغذيتها ببيانات منظمة من أجل تحليلها والوصول إلى استنتاجات مفهومة، أما التعلم العميق يحتاج إلى بيانات غير منظمة وأنماط معقدة مثل النصوص المكتوبة والصور ومقاطع الفيديو والأصوات واللغات.
كذلك، يتطلب التعلم العميق تدخلًا بشريًا أقل من تعلم الآلة، لكنه يحتاج إلى قوة حاسوبية وطاقة كبير للغاية من أجل المشكلات الأكثر تعقيدًا ومعالجة البيانات الضخمة باستخدام أجهزة وتقنيات معينة، على عكس تعلم الآلة الذي يتطلب كمية أقل من البيانات وقوة حاسوبية أقل أيضًا.
تطبيقات التعلم العميق
لا يقتصر استخدام تقنيات التعلم العميق على فهم الصور ومقاطع الفيديو فحسب، إنما يُستخدم على نطاق واسع في مجالات وقطاعات مختلفة، ونرى العديد من التطبيقات في حياتنا الراهنة خاصة مع تزايد حجم البيانات وبعدما أصبحت التكنولوجيا ميسورة التكلفة، فنلاحظ مثلًا أن النظام الأساسي في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لديه القدرة على معرفة أصدقائك وقراءة صورهم وتمييزها، وفيما يلي أهم تطبيقات التعلم العميق:
الرعاية الصحية
مع تطور الذكاء الاصطناعي، دخلت خوارزميات التعلم العميق في مجالات الطب والرعاية الصحية، ومكنت هذا القطاع من توفير القدرة على تحليل البيانات وفحصها بسرعة استثنائية، إضافة إلى دعم رعاية المرضى مع تقليل التكاليف وتحسين الكفاءات وتشخيص الأمراض. على سبيل المثال، تُستخدم أداة Aidoc في دعم الأطباء خاصة أنها تعتمد على خوارزميات تسرع تشخيص المريض وعلاجه مثل اكتشاف أماكن النزيف داخل الجمجمة والانسداد الرئوي، وغير ذلك.
وبفضل خوارزميات التعلم العميق، نجح فريق بجامعة كاليفورنيا في عام 2016م، بتطوير تقنية تصور الخلايا في عينات الدم بسرعة كبيرة دون أن تؤثر سلبًا على هذه الخلايا والاستفادة منها في التحليلات المستقبلية الأخرى. كما تُستخدم الشبكات العصبية التلافيفية CNN في معرفة نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة السينية.
وتوصلت دراسة -نُشرت نتائجها في المجلة العلمية Annals of Oncology- إلى أن خوارزميات الشبكات CNN قادرة على تحليل صور الأمراض الجلدية التي تحدد الإصابة بسرطان الجلد بدقة أكبر من الأطباء البشريين بنسبة 10%. لذلك أكد الفريق البحثي أن هذه الشبكات الاصطناعية تُعد أداة مناسبة للكشف عن سرطان الجلد.
لا تقتصر تطبيقات التعلم العميق في القطاع الطبي على ذلك، بل شملت الدخول في عالم الطب الدقيق واكتشاف وتصنيع الأدوية والتنبؤ بالوفيات في المستشفيات. على سبيل المثال، طور فريق من جوجل بالتعاون مع جامعات أمريكية تقنية تعتمد على خوارزمية التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية التي حللت ما يزيد عن 46 مليار نقطة بيانات في 216 ألف سجل صحي إلكتروني عبر مستشفيين. وساعدت هذه التقنية في التنبؤ بطول فترة إقامة المرضى واحتمالات الوفاة بينهم.
التعلم العميق في التسويق الإلكتروني
أصبح التعلم العميق جزءًا لا يتجزأ من التسويق الإلكتروني، إذ سخرت قنوات التسويق الرقمي مثل فيسبوك قدرات التعلم العميق لتقديم أفضل تجربة للمتسوقين والمعلنين، وذلك من خلال استخدام تحليلات النص العميق Deep Text الذي يعالج اللغة بالذكاء الاصطناعي ويفهمها مثل البشر، إضافة إلى تصفية "موجز الأخبار" الخاص بالمستخدمين واكتشاف المحتوى الجديد وفهم النصوص المرغوب فيها وتجنب غيرها.
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 51% من المسوقين يستثمرون تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق في حملات التسويق الإلكتروني للحصول على رؤى مستنيرة حول جمهورهم المستهدف في العام 2019، وفقا لما نقلته شبكة "businessinsider". بينما يرى 52% من جهات التسويق أن الذكاء الاصطناعي مهم لنجاح حملاتهم التسويقية ويؤكد 41% منهم أن تسريع نمو الإيرادات كان نتاجًا عن استخدام هذه الخوارزميات ويتوقع 80% منهم أتمتة أكثر من ربع مهامهم التسويقية خلال السنوات الخمسة المقبلة.
يوجد العديد من المسوقين الذين يستخدمون تقنيات تعلم الآلة والتعلم العميق في تقديم محتوى مخصص وتحليل الفيديو والوصول إلى جمهور أكثر استهدافًا وفقًا لتفضيلاتهم أو سلوكياتهم والتفاعل معهم بفاعلية والتنبؤ برغبات العملاء والاستفادة من البيانات لأداء عروض أسعار في الوقت الفعلي. على سبيل المثال وليس الحصر، تهتم منصة "Google Cloud Video Intelligence" بإنشاء تحليلات لمقاطع الفيديو وتتيح إعداد ملخصات آلية لمستخدميها.
البحث الصوتي والمرئي والدردشة الآلية
هناك العديد من الشركات التي تستخدم خاصية التعلم العميق في منتجاتها الرقمية، فنجد تطبيق المساعد الصوتي Apple Siri الذي ترجم الصوت البشري إلى أوامر حاسوبية تسمح لمالكي أجهزة آيفون الحصول على المعلومات بناءً على أسئلتهم، كما أن أداة البحث الصوتي التي تستخدم خوارزميات جوجل Google Voice Search تتيح البحث بالصوت بدلًا من النصوص المكتوبة. فهي أدوات قائمة على فهم الأوامر الصوتية التي يطلبها المستخدمين.
وهناك برامج سخرت التعلم العميق في البحث المرئي للجوال، مثل تطبيق "CamFind" الذي يتيح لمستخدميه التقاط صورة ما واستخدامها في إجراء عمليات البحث بدلًا من كتابة النصوص. إضافة إلى روبوتات الدردشة الآلية المستخدمة في حل مشكلات العملاء والتواصل معهم دون تدخل بشري، وهذه الروبوتات فعالة في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل مع العملاء وتقديم استجابات فورية لهم.
التعلم العميق في التعليم
يُستخدم تعلم الآلة والتعلم العميق في التعليم لمنح الطلاب تجربة تعليمية فردية وتحليل أدائهم وتعديل طرق التدريس والمناهج الدراسية استنادًا إلى البيانات التي يتم معالجتها في أثناء تجارب الطلاب، ويساعد على زيادة كفاءة المعلمين من خلال فهم إمكانات الطلاب وتقديم محتوى تعليمي ممتع يشجع المتعلمين على التعلم والمشاركة. كما يسهم في إجراء التحليلات المتقدمة والتنبؤية المتعلقة بالعملية التعليمية. ومِنْ ثَمَّ، اتخاذ القرارات والإجراءات الصحيحة الأكثر عقلانية.
توجد أمثلة عديدة لاستخدام التعلم العميق والتعلم الآلي في التعليم، مثل أداة "Quizlet" التي تتيح للمتعلمين تصميم الاختبارات والبطاقات التعليمية والرسوم البيانات وتضم ما يزيد عن 50 مليون مستخدم نشط. أما منصة "SchooLinks" فإنها تمكّن الطلاب من تصميم السير الذاتية ومعرفة الدورات التدريبية التي ينبغي الحصول عليها، وغيرها من الخدمات التي تتطلب استخدام خوارزميات التعلم الآلي. وغيرها من التطبيقات والأدوات التي تستعين بخوارزميات التعلم العميق والهادفة إلى جذب الطلاب وزيادة مشاركتهم وتنوع طرق التدريس.
عالم الترفيه
تُستخدم تطبيقات التعلم العميق والذكاء الاصطناعي في عالم الترفيه من أجل تقديم تجربة ممتعة للعملاء، فهناك شركات عالمية عديدة مثل يوتيوب وأمازون ونتفلكس تستغل خوارزميات الذكاء الاصطناعي في عرض الأفلام والأغاني ومقاطع الفيديو المختلفة بناءً على رغبات وسلوكيات وخيارات العميل التي نفذها سابقًا. كما يمكن الاستعانة بتقنيات التعلم العميق في تحويل أصوات الممثلين إلى ترجمات نصية تلقائية أو إدراج الأصوات في الأفلام السينمائية الصامتة.
وقد استخدمت بعض شركات الترفيه هذه الخوارزميات لإنشاء نمذجة التنبؤ في الوقت الفعلي اعتمادًا على الاتجاهات الحالية للعملاء التي تُجمع من مصادر البيانات، وذلك يساعد الشركات على التفاعل مع عملائهم بشكل فوري، وتوقع سلوكياتهم المستقبلية والتعرف على الأفلام ومقاطع الفيديو التي تستهلكها شرائح صغيرة من الجمهور في الوقت الحالي ومن المتوقع شهرتها مستقبلًا، فضلًا عن إمكانية إنتاج الموسيقى باستخدام نماذج قائمة على خوارزميات التعلم العميق.
تقصي الحقائق وكشف الأخبار المزيفة
لجأت غرف الأخبار وصالات التحرير إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق للتحقق من المعلومات المضللة وتقصي الحقائق، فقد طور باحثون من جامعة Waterloo الكندية نظام يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتعلم العميق لتقييم المقالات الإخبارية تلقائيًا بهدف تحديد المعلومات المضللة. وهناك منصات عديدة لتقصي الحقائق مثل Snopes و FactCheck.org، و PolitiFact تسخر الذكاء الاصطناعي في هذه المهمة.
وتعد تقنية التحليل الرقمي "InVID" من أبرز الأدوات التي تستخدم خوارزميات التعلم العميق والذكاء الاصطناعي في الكشف عن الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة، فهي تتضمن أكثر من 15 أداة لتقصي الحقائق، فمثلًا تسمح بتجزئة الفيديو إلى صور ثابتة لإجراء بحث عكسي عليها عبر محركات البحث العملاقة مثل Google و Yandex و Baidu، إضافة إلى استخراج البيانات الوصفية للفيديوهات وتحليلها والتعرف على ما إذا كانت الصور معدلة أم أصلية، وما إلى ذلك.
السيارات ذاتية القيادة
واحدة من تطبيقات التعلم العميق التي أدهشت العالم، هي السيارات ذاتية القيادة التي تعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية في القيادة وتحديد إشارات المرور واكتشاف الأشياء التي ينبغي تجنبها في أثناء القيادة دون أي تدخل بشري، إضافة إلى التعرف على وقت ضبط السرعة وتوجيهها بطريقة آمنة في الطرقات.
ففي عام 1989م، استخدمت أول سيارة ذاتية القيادة التي عرفت باسم ALVINN الشبكات العصبية لاكتشاف خطوط الممرات وتقسيم البيئة وإمكانية القيادة، وكانت النتيجة جيدة إلا أنها محدودة لعدم توافر البيانات وضعف المعالجة. والآن، أضحت هذه التجربة أفضل مما كانت عليه في الماضي، فقد استحوذت خوارزميات التعلم العميق على النواحي الفرعية للقيادة الذاتية، لا سيما في ظل توفر البيانات الضخمة والمعالجات القوية.
وتعتمد القيادة الذاتية على أجهزة الاستشعار المختلفة مثل الكاميرات أو GPS لجلب البيانات من البيئة المحيطة بالسيارة ومعالجتها باستخدام خوارزميات التعلم العميق من أجل اتخاذ القرارات المناسبة والجيدة وذات الصلة بالبيئة، وهذا يتطلب توافر فحص وفهم أربعة مكونات أساسية في هذه السيارات تتمثل في التصور والإدراك perception ومعرفة الخريطة والموقع المبدئي Localization والتنبؤ بالأشياء المحيطة Prediction وصناعة القرار Decision Making.
الأرصاد والمناخ
ساعدت تقنيات التعلم العميق على تحليل بيانات الأرصاد الجوية والأبحاث البيولوجية والتنبؤات المناخية ومعرفة أحوال الطقس مثل احتمالات سقوط الأمطار أو وقوع الزلازل واندلاع البراكين، مما يسهم في اتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة التي تحمي الناس من مخاطر هذه الكوارث الطبيعية. على سبيل المثال، ابتكر فريق بحثي في جامعة واترلو الكندية تقنية تعتمد على خوارزميات التعلم العميق للكشف عن نقاط التحول في التغير المناخي والعمل كنظام إنذار مبكر.
وإذا كنت ترغب في تطبيق هذه الخوارزميات في مشروعك أو خدماتك التقنية وتحتاج إلى بعض المساعدة، فإنه يمكنك الاستعانة بخدمات التعلم العميق التي توفرها منصة خمسات -أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة- وتضم لفيف من الخبراء العرب والمحترفين في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق ولديهم القدرة على تقديم الدعم لك على أكمل وجه.
تحديات التعلم العميق
على الرغم من الطفرة الهائلة التي أحدثتها خوارزميات التعلم العميق في مختلف القطاعات، فهو ليس حلًا سحريًا لمعالجة جميع المشكلات، لأن هناك تحديات صعبة تواجه هذه التقنيات الحديثة وتمنعها من منافسة العقل البشري. فعلى سبيل المثال، تستلزم عملية التعرف على صورة ما معالجة ملايين البيانات لتحديدها.
الجودة الضعيفة للبيانات
تتطلب تقنيات التعلم العميق استخدام بيانات عالية الجودة لاستخراج نتائج جيدة ودقيقة، أما البيانات الرديئة التي تحتوي على أخطاء كثيرة وقيم متطرفة وبيانات فوضوية، فلن تعمل خوارزميات التعلم العميق بصورة صحيحة. لذلك، يعكف الكثير من علماء البيانات على تنظيف البيانات وتنقيتها في أغلب أوقاتهم من خلال تجاهل القيم المتطرفة أو إصلاحها وملء البيانات المفقودة يدويًا.
خداع التعلم العميق
يظن البعض أن خوارزميات التعلم العميق لا يمكن خداعها، وهذا اعتقاد خاطئ تمامًا، لأنه من السهل نسبيًا استخدام الاحتيال مع هذه التقنيات. فقد أجرى باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT في عام 2017م، دراسة حول إمكانية خداع مصنف الصور InceptionV3 التابع لجوجل، وبعد التلاعب المتعمد في صورة سلحفاة ثلاثية الأبعاد، صنفتها الشبكة العصبية الاصطناعية على أنها بندقية وليست سلحفاة، وفي تجربة أخرى حدث خلط بين طائرة الهليكوبتر والبندقية.
عدم فهم السياق جيدا
تحتاج خوارزميات التعلم العميق إلى بيانات كافية لتعمل بطريقة صحيحة، فهي جيدة في ربط المدخلات مع المخرجات، لكنها لا تفهم سياق البيانات التي تتعامل معها بدقة في كثير من الأحيان. فكلمة "عميق" في مصطلح التعلم العميق تركز على بنية الخوارزميات وعدد الطبقات المخفية أكثر من مستوى فهمها لما تعالجه من بيانات. وتتطلب الشبكة العصبية الاصطناعية التدريب والتأقلم حتى تفهم السياق إذا حدثت أي تغيرات في البيانات.
ضغوط على المؤسسات
توصلت دراسة استقصائية أجريت في عام 2017 إلى أن 80% من المؤسسات تستثمر في الذكاء الاصطناعي رغم توقعها بوجود عوائق صعبة أمامها. وهذه النتيجة تشير إلى احتمالية وجود ضغط متزايد على الشركات ومطوريها للتركيز على تقنيات التعلم العميق وحلول الذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاجية والوصول إلى استنتاجات مستنيرة واتخاذ قرارات صائبة تدفع هذه الشركات للأمام.
قرصنة التعلم العميق
هناك تخوفات من أن تصبح الشبكات العصبية عرضة للقرصنة والهجمات الإلكترونية، على سبيل المثال، من المحتمل استغلال خوارزميات التعلم العميق في السيارات ذاتية القيادة لتغيير سلوكها بطريقة مؤذية، وهذا ما فعله باحثون في تجربة نُشرت نتائجها في دورية Nature، فقد تعمدوا تضليل الشبكات العصبونية بالسيارة ذاتية القيادة من خلال وضع ملصقات معينة على كلمة "توقف" إلا أن النظام أخطأ في قراءتها واعتبرها "الحد الأقصى للسرعة 45".
أخيرًا، هل يمكن القول بأن تجارب التعلم العميق محكوم عليها بالفشل؟ بالتأكيد لا، لأن تقنيات التعلم العميق تعمل بكفاءة عالية إذا ما توفرت البيانات الكافية وعالية الجودة، كما يكرس علماء البيانات والمطورون جهودهم من أجل التغلب على هذه التحديات وتحسين نماذج التعلم العميق وتطويرها وسط تخوفات من تهديد التعلم العميق النسيج الاجتماعي والاقتصادي من خلال دفع البشر إلى البطالة أو غير ذلك.
المراجع والمصادر
- What is Deep Learning and How Does It Works [Explained]
- The Best Introduction to Deep Learning - A Step by Step Guide
- Top 10 Deep Learning Applications Used Across Industries
- Deep Learning Tutorial for Beginners: Neural Network Basics
- Difference Between Deep Learning and Machine Learning Vs AI
- Are There Really as Many Neurons in the Human Brain as Stars in the Milky Way?
- How Many Neurons Are in the Brain?
- ما هو التعلم العميق؟
- Deep Learning vs. Machine Learning — What’s the Difference?
- Difference Between Machine Learning and Deep Learning
- Deep learning vs. machine learning – What’s the difference?
- The Amazing Ways Google Uses Deep Learning AI
- How is Machine Learning enhancing the Future of Education?
- Artificial intelligence may be set to reveal climate-change tipping points
- AI in Marketing: How brands can improve personalization, enhance ad targeting, and make their marketing teams more agile
- The 2021 State of Marketing AI Report
- MACHINE LEARNING IN EDUCATION: EXPLANATION, BENEFITS, CASE
- What Is Deep Learning and How Will It Change Healthcare?
- DEEP LEARNING IN HEALTHCARE – HOW IT’S CHANGING THE GAME
- Top Use Cases for AI in Media and Entertainment
- Deep learning won’t detect fake news, but it will give fact-checkers a boost
- Taking a Stance on Fake News: Towards Automatic Disinformation Assessment via Deep Bidirectional Transformer Language Models for Stance Detection
- Deep Learning in Self-Driving Cars
- Self-Driving Cars With Convolutional Neural Networks (CNN)
- 5 Challenges of Machine Learning!
- 5 Key Deep Learning/AI Challenges in 2018
- The limits and challenges of deep learning
- Turtle or rifle? Google AI tricked by MIT students
- مشكلةٌ عويصة تواجه تقنيات التعلم العميق
- The Complete Beginner’s Guide to Deep Learning: Artificial Neural Networks
- كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكل مستقبل تسويق المحتوى
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.