إنّ أحد أفضل الطرائق لزيادة الدخل هي أن يصبح الشخص كاتبًا مستقلًا إلى جانب عمله اليومي، وأن يعمل ليصبح مديرًا مسؤولًا عن عمله. ويُعَد الحصول على أول عميل للكتابة المستقلة علامةً فارقةً في هذا المسار، فهو يُحمّس الشخص ويُعَد شيئًا يدعو للفخر والاحتفال.
يمكن للعامل الحر الحصول على أموال مقابل فعل شيء يحبه وهو الكتابة، بحيث ينتابه شعور مذهل بأنه في طريقه ليصبح في النهاية عاملًا مستقلًا بدوام كامل. ويستطيع هذا العامل الحر تذكُّر المرة الأولى التي تلقى فيها أجرًا لكتابة منشور مدونة بصفته مستقلًا، وهو شعور مبهج، نظرًا للاحتمالات الرائعة التي يمثّلها العميل الأول، وإعطاء تصوّر لكيفية العمل في المستقبل؛ إذ يمكن للمستقل بناء عمل مستدام إذا عَمِل لحوالي العام ككاتب مستقل بدوام كامل.
يكون المستقل محظوظًا إذا عَمِل ككاتب مستقل لكل من الشركات الناشئة والعلامات التجارية المعروفة مثل لينكد إن LinkedIn و Zendesk و Intuit و Adobe و Vistaprint وغيرها.
توجد العديد من الطرائق ليكون الواحد كاتبًا مستقلًا. وتمامًا كما هو الحال مع المترجمين المستقلين الناجحين، يتطلب الأمر الكثير من الجهد والمحافظة على الوضع المالي، خاصةً في الأماكن ذات التكلفة المعيشية العالية؛ لذلك يشاركنا بوجدان Bogdan اليوم قصته والدروس التي تعلمها خلال رحلته ليصبح كاتبًا مستقلًا ويحصل على أول عميل له في مجال الكتابة المستقلة.
بوجدان زلاتكوف Bogdan Zlatkov هو كاتب مستقل ومسوّق بالمحتوى، يعيش في سان فرانسيسكو، ويُدرّس في GrowthHackYourCareer، وهذه هي صورته أمام وخلف الكاميرا:
قصة بوجدان
انطلق بوجدان ككاتب مستقل من مكان يشعر به بالإحباط والشك بالنفس، فقد عانى من أول أزمة في الربع الأول من عمره أي عندما كان في 26 من عمره، ووقتها طرح جميع أنواع الأسئلة على نفسه، مثل "هل هذا كل ما في الأمر؟ هل هذه سعادة حقيقية أم مجرد وهم؟"
لم يكن سعيدًا على الرغم من أن كل شيء كان جيدًا، وما يربكه أكثر هو كون جميع المؤشرات الخارجية تشير إلى أنه يجب أن يكون سعيدًا، فقد تقاضى أجرًا كثيرًا سمح له بالسفر حول العالم وتجربة العديد من المغامرات؛ كما كان يعمل كمصور فيديو في السفر، أي تقاضى رواتبًا للسفر إلى مدن مختلفة، والقيام بالعديد من المغامرات في تلك المدن (مثل القفز وركوب الخيل والتزلج على الجليد وتناول مختلف أصناف الطعام)، وتصوير ذلك للعملاء.
باختصار، كانت لديه الوظيفة التي يحلم الجميع بها، لكنه كان يشعر بالحزن عندما يجلس إلى مكتبه، وينظر إلى شاشة التعديل، ويتساءل عن مقاطع الفيديو التي يجب تعديلها. بقي حزينًا على الرغم من أنه حقق ما كان يحلم به، وهو السفر والتصوير والحصول على المال.
تبادرت أسئلة كثيرة إلى ذهنه: من قبيل "هل كنت جشعًا؟ وهل كنت ناكرًا للجميل؟ هل كانت المشكلة بشعوري وكأنني أعيش حياتي بتكرار؟" كانت حياته عبارة عن حلقة مغلقة يعيدها باستمرار، تشمل التحضير، ثم التصوير، ثم التعديل؛ بالتالي لم يعرف في ذلك الوقت كيفية كسر الحلقة، وكل ما أدركه أنه بحاجة لتغيير شيء ما، وعندها قرر أخيرًا تغيير مهنته تمامًا وليس فقط وظيفته، وذلك بعد شهور من التردد والإحباط.
قرر أن يبدأ من الصفر، من القاع، وأن يتسلق الجبل الوظيفي مرةً أخرى، فقد قرر أن يصبح كاتبًا مستقلًا وأن يدخل عالم العمل الحر.
الحصول على أول عميل للكتابة المستقلة
يحلم الأشخاص بالحصول على الأموال من خلال الكتابة، فقد يتخيل الفرد نفسه جالسًا على الشاطئ مع حاسوبه المحمول يصيغ أحدث مقال لديه، أو ربما يتخيل نفسه في مبنى شاهق مزدحم تحدث فيه قصة مثيرة لتحتل العناوين الرئيسية، رغم أنه لم يصل إلى هناك بعد في كلتا الحالتين في الواقع، وهذا الأمر طبيعي.
يرغب الكثير من الأشخاص في تعلّم كيفية التطور وتحقيق نجاح باهر مباشرةً للوصول إلى أهدافهم، فهم يعتقدون أنهم إذا عرفوا خدعةً واحدة فقط، فسيدفعهم ذلك إلى الأمام نحو النجومية وتحقيق الثروة.
قد يحدث هذا النوع من التحول في بعض الأحيان، ولكن هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن تحدث قبل هذا التحول السحري!
توجد ثلاث خطوات حاسمة يجب اتخاذها قبل متابعة العملاء، وذلك عندما يتعلق الأمر بالكتابة المستقلة، إذ يعتمد الحصول على أول عميل مستقل على تعلّم كيفية الاستفادة من المقاييس، ثم تقديم هذه المقاييس إلى العميل المحتمل. وهذه الخطوات هي:
1. بناء عادة الكتابة
يقول جوشوا ويتزكين:
اقتباسيعتقد معظم الأشخاص بأنهم يستطيعون انتظار اللحظات المهمة واستغلالها، في حين أنه من الصعب تحقيق ذلك إن لم يكن هذا الأسلوب جزءً من نمط الحياة حتى في اللحظات الصغيرة؛ إذ هناك المئات من اللحظات الصغيرة التي يتجاوز عددها اللحظات المهمة الكبيرة، لذلك فإن فرص الحصول على تلك اللحظات المهمة أقل بكثير.
تجدر الإشارة إلى أن جوشوا ويتزكين هو معلم شطرنج محترف، فقد شكّل أساسًا لفيلم البحث عن بوبي فيشر Searching for Bobby Fischer، ولديه حزام أسود في الجوجوتسو Jiu Jitsu، وبطل العالم في التاي شي Tai Chi.
من ناحية أخرى، يُعلّم جوشوا الآن بعد أن تقاعد عن كل ما سبق أصحاب الأداء المتميز كيفية إتقان أي موضوع، ويبدأ ذلك بالدرس الرئيسي الذي عادةً ما يتمثل في الممارسة، إذ لا يوجد فنان واحد من أفضل الفنانين في العالم لم يمارس حرفته أو صنعته.
أحد الأخطاء الرئيسية التي ارتكبها بوجدان عندما حاول تغيير مهنته لأول مرة هو التفكير بأنه ذكي، فقد درس الكتابة الإعلانية وله مهارات عملية قوية، كما يمكنه البدء بالكتابة عندما يحين الوقت؛ وقد وضّح جوشوا أن هذا هو أكبر سوء فهم يراه لدى الأشخاص الذين يدربهم، ووضّح أن الأشخاص يبحثون عن لحظة واحدة كبيرة ومهمة لتحقيق كل شيء، بدلًا من السعي إلى تحسين أنفسهم خلال اللحظات الصغيرة.
ويعني ذلك أنه لا يمكن للأشخاص الحصول على أول عميل للكتابة المستقلة -على الرغم من أنه سيكون لحظةً كبيرةً ومهمة- بدون تطوير مهارات الكتابة في اللحظات الصغيرة.
بناءً على ذلك، قرر بوجدان ممارسة الكتابة بانتظام ليصبح كاتبًا مستقلًا، كما أدرك أن البدء بمدونة خاصة سيكون مهمةً شاقة، إذ سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا منه لبناء قاعدة جماهيرية، وهو يريد أن يصبح كاتبًا وليس مسوقًا، كما أنه لم يتمكن من إنشاء موقع ويب؛ ليقرر في الأخير أن يبدأ مباشرةً وينشر مقالته الأولى على موقع ميديوم Medium، وهو مقال جيد، لكنه لا يستحق النشر على مواقع مثل فوربس Forbes أو Entrepreneur.
يعتقد معظم الناس أن الكتابة غير مجدية إذا لم يكن هناك أشخاص لقراءتها، ولذلك فهم لا يبدؤون أبدًا. الأمر هنا يشبه البدء بتعلّم العزف على البوق، فلن يرغب أحد في الاستماع في البداية، إذ يحتاج إلى التدريب لمدة عام على الأقل قبل أن يُستمع إليه؛ أما الخبر السار هنا فهو أنه إذا بدأ الشخص الكتابة اليوم، فسيكون على بعد يوم أقل من الوصول إلى هدفه.
فيما يلي بعض الأشياء التي يجب أخذها بالحسبان عندما يبدأ الشخص في ممارسة الكتابة:
- 1. نشر المنشور الأول على الفور: يجب وضع توقعات واقعية للمنشور الأول، وعدم محاولة كتابة أي شيء عميق، بل كتابة الأمور المُحبّبة، ثم النشر؛ كما لا يجب أن يكون المنشور الأول مثاليًا جدًا، إذ لن يقرأ الكثير من الناس هذا المنشور الأول، لذلك يجب البدء بالنشر وحسب.
- 2. البدء ببطء ولكن ليس ببطء كبير: الهدف هنا هو تحسين ممارسة الكتابة، وليس إتقانها، إذ يمكن نشر مقال واحد فقط في أول شهر، ومن ثم نشر مقالتين في الشهر الثاني، ونشر 2-3 مقالات في الأشهر التالية.
- 3. زيادة المتابعين مع تنمية المهارات: إنّ أفضل ما يمكن الحصول عليه ككاتب مستقل لأول مرة هو أحد المعجبين، لذلك يجب توزيع الكتابات بأسهل طريقة ممكنة للحصول على معجب واحد، إذ يحب الجميع نشر مقالاتهم على ميديوم Medium، وريديت Reddit، وكورا Quora ليحصلوا على تصويت الناس وتعليقاتهم على المقالات.
- 4- عدم حصر المواضيع في موضوع واحد فقط: يجب أن يبقى الشخص متفتحًا في البداية، وأن يكتب عن الأمور التي يُعجب بها، حتى تتكوّن لديه فكرة عن تخصصه، ويستطيع عندها تضييق نطاق كتاباته.
- 5- حذف ونقل المقالات إلى المسودة بدون رحمة: تكون الأشياء السيئة عادةً هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى الأشياء الجيدة، لذلك يجب الكتابة باستمرار وعدم الخوف من الفشل حتى لو بقيت بعض الكتابات في مجلد المسودات ولن تُنشر أبدًا.
تُعَد الخطوات الأولى ليصبح الواحد كاتبًا مستقلًا هشةً للغاية، كما تُعَد محاولة فعل شيء جديد تمامًا فكرةً مرعبةً إلى حدّ ما على الرغم من أنها مثيرة أيضًا.
لا توجد نصائح متعلقة بالكمية المناسبة للكتابة لأن لكل شخص قيود ومخرجات خاصة به، ولكن كل شخص أيضًا يستطيع تحقيق إنجاز أكثر مما يعتقد أنه سينجزه، المهم فقط هو المحافظة على الاستمرارية.
سيكون من المفيد للعامل الحر تخصيص الوقت لنفسه للجلوس والكتابة مرةً واحدةً على الأقل في الأسبوع لمدة 3-4 ساعات، وسيجعله ذلك يستكشف أفكارًا جديدةً ويحسّنه ككاتب.
توجد طريقة جيدة للتقييم الذاتي، وهي استخدام ميزة الإحصائيات على ميديوم Medium، بحيث يقسم جميع المنشورات حسب الشهر ليتمكن الشخص من تقييم اتساق مخرجاته، قد تحتوي بعض الأشهر على منشورات أكثر من غيرها، ولكن المهم أن متوسطها يصل إلى حوالي منشورين في الشهر، ويوجد توازن مهم لتحقيقه بين تخفيف الأمور على النفس وتشجيعها.
قد يستسلم الشخص في وقتٍ مبكرٍ جدًا إذا أرهق نفسه كثيرًا، لذلك يجب أخذ الوقت الكافي للعثور على التوازن الفريد.
2. اتخاذ نهج قائم على البيانات
أجرى بوجدان أكثر من 67 مقابلة مع أكثر من 22 شركة خلال العام الذي قضاه يبحث فيه عن وظيفة جديدة، كما قضى مئات الساعات يستعد ويقدّم نفسه في مجال بالكاد يعرفه؛ وسجّل كل هذه المقابلات لحسن الحظ وحولها إلى منشور مدونة، وبقي هذا المنشور هو الرقم 1 والأكثر قراءةً على المدونة، إذ عادةً ما تكون أكثر اللحظات صعوبةً أو إيلامًا هي الأفضل للكتابة.
وجد بوجدان عند انتقاله من مقابلة إلى أخرى أن أحد الأمور الشائعة بين الشركات هي أنها تهتم كثيرًا بالأدلة، فكان يسألهم في كل مقابلة عن سبب بحثهم عن كاتب محتوى جديد، وتلقى هذه الإجابة في أغلب الأحيان:
اقتباسكاتبتنا السابقة كانت كاتبةً جيدةً، لكنها كانت تكتب فقط عن مواضيع عشوائية ولم تقس عملها أبدًا، لذلك لم ينفع ذلك.
قياس العمل: قد يبدو أن الأعمال الإبداعية بعيدة عن حدود العلوم والرياضيات، ويُعَد هذا الأمر خاطئًا الآن، لذلك من المهم جدًا قياس العمل، فحتّى المتاحف الفنية أصبحت تقيس زوارها في كل خطوة في الوقت الحاضر.
التعمق في المقاييس: لم يقس بوجدان عدد المشاهدات التي حصل عليها فقط عندما كان يصوّر مقاطع الفيديو، بل قاس أيضًا المصادر التي جاءت منها هذه المشاهدات، والتركيبة السكانية، ومدة بقاء الأشخاص وهم يشاهدون الفيديو، وإلى أين انتقلوا بعد مشاهدة الفيديو، حيث قاس كل شيء حتى يتمكن من تحسين الفيديو التالي.
توجد عدّة طرق أساسية لقياس الأداء في الكتابة، ولعل الطريقة الأولى والأكثر وضوحًا هي معرفة عدد المشاهدات التي حصل عليها المنشور، كما يمكن أيضًا معرفة عدد الأشخاص الذين يقرؤون المقالة بالمقارنة مع مشاهدتها في حال استخدام منصة ميديوم Medium، وتوجد مقاييس أخرى مثل التوصيات والتعليقات التي يجب أخذها على محمل الجد.
توجد بعض الطرائق الأخرى لقياس المنشورات دون إنشاء موقع كامل وهي وضع روابط تتبّع في جميع أنحاء المقالة، وعندها سيعرف الكاتب إذا نُقِرت إحدى هذه الروابط، وسيعطيه ذلك نظرةً عمّا أثار فضول جمهوره.
يُعَد قياس الأداء المهارة الثانية الأكثر أهميةً بعد المهارة الفعلية للكتابة، وهي التي تفصل بين الكتّاب الجيدين والكتّاب العظماء، وهي التي تثبت للعملاء الجدد أن الكاتب يمكنه فعل ما يقول إنه يستطيع فعله.
3. الاستمرار بالبحث
توجد خطوة أخرى لعملها قبل المتابعة مع العملاء وهي حفظ جميع الأبحاث في ملف PDF أو ملف جوجل.
قام بوجدان بالكثير من الأبحاث بما يتعلق بإنشاء استراتيجية التسويق بالمحتوى عندما كان كاتبًا مستقلًا جديدًا، فقد أنشأ بسرعة قائمة طويلة من الإشارات المرجعية مع الأوراق البحثية ودراسات الحالة وأفضل الإجراءات والنصائح.
عندما طرح أحد العملاء المحتملين فيما بعد أسئلة عن سبب اتخاذ قرار معين، لم يكن بوجدان بحاجة إلى مجادلته، بل وجهه إلى دراسة حالة ليدركوا السبب.
سيتعلم الشخص عندما يبدأ أفضل الإجراءات، لذلك يجب اغتنام هذه الفرصة وحفظ الأبحاث من أجل أصحاب العمل المستقبليين، وليس فقط لحفظها عند تعلمها في بداية العمل.
4. الاختبار اللغوي: معرفة المصطلحات اللغوية الخاصة بالكتابة
شعر بوجدان بالإحباط في الماضي عندما كان بحاجة إلى تقديم أفكاره ضمن مجموعة مصطلحات أكاديمية لأخذها على محمل الجد، فلم يكن لديه علاقة جيدة مع كتابة المصطلحات.
لم يكن يستطيع القول للعملاء عند طرح فكرة فيديو جديدة:
اقتباسسيكون للفيديو صدًى عند الناس لأنه ممتع ومثير وجميل.
لا يجدي هذا القول نفعًا مع العملاء، إذ من الأفضل أن يشرح لهم بهذه الطريقة:
اقتباسسنعمل على زيادة نسبة النقر إلى الظهور CTR من خلال توليد عملاء محتملين ولديهم ولاء تجاه العلامة التجارية. ستجذب الدعوة إلى اتخاذ إجراء CTA الأشخاص إلى صفحة الهبوط LP من خلال رمز تتبّع الحملة UTM، إذ يمكننا رعايتهم بفعالية بعد ذلك من خلال مسار التحويل.
يجب تعلّم هذه المصطلحات الأكاديمية لاجتياز الاختبار، فهذه المصطلحات موجود لإبعاد المتصنعين. وفيما يلي أهم المصطلحات الشائعة التي يجب معرفتها واستخدامها:
- نسبة النقر إلى الظهور CTR: عدد الأشخاص الذين نقروا على المقالة.
- جذب العملاء المحتملينLead-Gen: عدد رسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها المقالة والتي يمكن لفريق المبيعات متابعتها.
- الدعوة إلى اتخاذ إجراء CTA: هي تعليمات واضحة تقع عادةً أسفل المقال، وهي تحث القرّاء على اتخاذ فعلٍ ما بعد القراءة، ومثال عن ذلك: سجّل في الموقع للحصول على كتاب إلكتروني/ اقرأ مقال آخر/ ارسل البريد الإلكتروني.
- مسار التحويل Conversion Funnel: هو مسار مجازي لأخذ عميل جديد لا يعرف شيئًا عن العلامة التجارية (الجزء العلوي من مسار التحويل) لشراء الخدمة أو المنتج (أسفل مسار التحويل)، وهو أمر مهم جدًا بالنسبة للشركات، كما يجب الحديث عنه بالتأكيد ضمن الكتابات.
- الروابط الخلفية Backlinks: تشير هذه الروابط إلى الموقع الإلكتروني أو المقال، تُعَد الإشارة إلى المقال من قِبل مواقع أخرى أمرًا مهمًا جدًا لتحسين محركات البحث SEO، لذلك يجب التعاون دائمًا مع مواقع أخرى لجذب الزيارات إلى الموقعين.
- تحسين محركات البحث SEO: يشير إلى الترتيب في جوجل أو أي محرك بحث آخر، حيث تسعى جميع الشركات إلى تحسين ترتيب المدونة، ولذلك يجب التحدّث دائمًا عن كيفية تحسين المقال ليناسب محركات البحث، كما يجب إعطاء أهمية كبيرة لتحسين محركات البحث.
- الكلمات المفتاحية Keywords: تتكوّن العبارة المفتاحية من كلمتين أو ثلاثة كلمات يركّز عليها المقال، حيث يركّز هذا المقال على سبيل المثال على الكلمات المفتاحية التالية "عمل مستقل" و"الكتابة" و"العملاء المحتملين"، لذلك يجب تعلّم كيفية البحث عن الكلمات المفتاحية واستخدامها قدر الإمكان، مع الحفاظ على صوت الشركة الطبيعي.
- الكلمات المفتاحية طويلة الذيل LTK: هي عبارات مرتبطة بالكلمات المفتاحية، تصف الموضوع بمزيدٍ من التفصيل، إذ يصعب ترتيب كلمة "أريكة" مثلُا، لكن ترتيبها يسهل عندما تكون "أريكة غرفة نوم حديثة"؛ بالتالي يجب استخدام الكلمات المفتاحية طويل الذيل من أجل تحسين محركات البحث SEO وخفض تكلفة النقرة CPC.
- تكلفة النقرة CPC: هي مقدار التكلفة في كل مرة ينقر فيها شخص ما على الإعلان، فمثلًا ستكون التكلفة مرتفعة جدًا لإعلانات كلمة مفتاحية مثل "مستقل"، وذلك نظرًا لوجود منافسة كبيرة على الكلمة، لذلك يجب إخبار العملاء بإمكانية خفض تكلفة النقرة.
- التقويم التحريري Editorial Calendar: يُستخدم هذا التقويم لتخطيط المدونة، ويجب التخطيط مسبقًا لمدة 3 أشهر على الأقل في حال العمل لأحد العملاء.
- UTM: هو رابط للتتبع، ويُستخدم لتحليلات جوجل، وهو عبارة عن نص يُضاف إلى نهاية الروابط لتتبع حركة الزوار لمنشورات المدونة، ويمكن استخدام Bitly لفعل ذلك بسهولة.
توجد العديد من المصطلحات الأخرى، لكن هذا هو الحد الأدنى الذي يجب معرفته، ويجب استخدام هذه المصطلحات بدقة وعند الضرورة وعدم المبالغة في استخدامها أثناء عملية الترويج مع العملاء المحتملين.
تعمل هذه المصطلحات على إقناع العملاء المحتملين بأن الشخص يعرف ما يقوله ويعنيه، أو على الأقل يفهم هذه الجملة:
اقتباسسنخطط لزيادة نسبة النقر إلى الظهور CTR وتحسين محركات البحث SEO من خلال تحسين الكلمات المفتاحية طويلة الذيل LTK والروابط الخلفية، ويجب أن يؤدي ذلك إلى تقليل تكلفة النقرة CPC كثيرًا مع زيادة عدد العملاء المحتملين والتحويلات زيادةً فعّالة على طول مسار التحويل باستخدام عبارات الدعوة لاتخاذ إجراء CTA، وسيُقاس كل شيء بالتأكيد باستخدام UTMs وضبط التقويم التحريري بناءً على ذلك.
5. صياغة العرض وتحديد العملاء
حان الوقت الآن للحصول على أول عميل مدفوع بعد العمل بجد في كتابة منشورات المدونة، إذ توجد طريقتان لاتباعهما هنا:
- البحث عن فرص بدوام كامل ومن ثم تحويلها إلى وظائف مستقلة: بحث بوجدان طويلًا عن عمل بدوام كامل عندما بدأ رحلته في الكتابة، فقد قضى حوالي 6 ساعات يوميًا في تحرير الفيديو و3 ساعات أخرى في التقدّم لوظائف الكتابة والتسويق بالمحتوى.
أصبح بوجدان جيدًا جدًا في إجراء المقابلات خلال 8 أشهر، وكتب منشورًا ضخمًا من 4500 كلمة حول كيفية التقدم للوظائف لتلخيص كل هذا، لكن الأمور لن تسير كما هو مخطط لها دائمًا، فقد كان من المفترض أن يكون عميل بوجدان المستقل الأول هو أول وظيفة بدوام كامل له، لكن هذا الأمر لم ينجح، وكان الافتقار إلى المال هو الذي يحدد مستقبله، كما يحدث غالبًا في الشركات الناشئة.
كانت الشركة التي تقدّم إليها تقترب من الربحية (بعد 5 سنوات من العمل الشاق) ولم تتمكن من تبرير أن إضافة موظفين أكثر يُعَد تكلفة للمستثمرين، وهنا شعر بوجدان بالإحباط عندما تلقى رسالة البريد الإلكتروني التي تفيد بعدم قدرة الشركة على تعيينه، وذلك بعد إجراء مقابلتين هاتفيتين و3 مقابلات شخصية، بما في ذلك مقابلة مع الرئيس التنفيذي للشركة.
لم يستطع بوجدان قبول أنه ليس لديه ما يعرضه مقابل كل هذا العمل الشاق، وتوصل إلى حلّ بإقناع الشركة بأن يكون كاتبًا مستقلًا حتى لا يخسر شهرين من الوقت والجهد المبذولين، وهنا طرح على الشركة فكرة أنه يستطيع العمل عملًا مستقلًا في الوقت الحالي حتى يتمكنوا من إحضاره كدوام كامل؛ وهكذا انتهى الأمر بأن استطاع بوجدان الحصول على بعض الدخل المتدفق أثناء بحثه عن عملاء مستقلين إضافيين.
بعد ذلك قرر بوجدان تجربة هذا النهج مع شركات أخرى أيضًا، فقد كان يتقدّم إلى وظائف بدوام كامل، ثم يطلب منهم العمل بطريقة مستقلة بدلًا من الدوام الكامل، وذلك بمجرد معرفته بأنهم يريدون توظيفه، وبطبيعة الحال، لم توافق كل الشركات على ذلك، مع ذلك تحول العمل مع تلك التي وافقت إلى علاقات عمل رائعة.
توجد طريقة رائعة للرد على الشركات التي لم توافق، وذلك بسؤالهم عمّا إذا كان يمكنهم تجربة ذلك لفترة تجريبية:
اقتباسلماذا لا نجرب هذا النهج لمدة 3 أشهر فقط، ويمكننا ألّا نتابع إذا لم ينجح الأمر.
- إتقان الاقتراح وتقديم العرض التقديمي: توجد طريقة رائعة أخرى لجذب العملاء، وهي التميّز عن حشد الكتّاب المستقلين الذين يروجون لعميل الأحلام، والارتقاء إلى القمة من خلال تقديم قيمة رائعة؛ لذلك يُوصى بإنشاء محتوى عالي الجودة (يمكن للعملاء أن يدفعوا مقابلًا له) ونشره أولًا على المدونة أو على ميديوم Medium، وذلك بدلًا من مجرد التقدّم بطلب للحصول على وظيفة كتابة مستقلة من خلال موقع الشركة على الويب أو إرسال بريد إلكتروني إلى مدير التوظيف؛ كما يُوصى بالإشارة والارتباط مع العملاء المراد التعامل معهم في المحتوى المكتوب.
يجب الترويج لهذه الكتابات بعد نشرها في معرض الأعمال وإظهار أنه يمكن الحصول على مشاركات اجتماعية وجذب الجمهور، لأن ذلك يمنح الفرصة للوصول إلى صانع القرار في شركة العميل المستهدف وإعلامها بميزات المنشور.
يختلف هذا النهج تمامًا عن الطريقة التي يحاول بها معظم الكتّاب المستقلين كسب عملاء جدد، إذ يُظهر بأن الشخص استباقي. وفيما يلي نموذج بريد إلكتروني بارد لتقديم العروض للعملاء المستقلين، وهو مصمم خصيصًا حسب كل عميل، وقد صُمِم هذا العرض التقديمي لمشروع مالي ناشئ لديه مجموعة من الأدوات للتمويل الشخصي ومدونة أيضًا.
سطر الموضوع: كتبت عن مزايا شركتك على مدونتي
نص البريد الإلكتروني:
مرحبًا [اسم العميل]،
لقد كنت مستخدمًا (وقارئًا) لشركة [اسم الشركة] لسنوات، ودائمًا ما أوصي بها للأصدقاء الذين يحاولون التعامل مع شؤونهم المالية.
أردت أن أنبهك بأنني عرضت [اسم الشركة] كمرجع في منشوري حول كيف تمكنت من توفير 500 دولار شهريًا، وقد تلقى المنشور استجابةً رائعةً من قرائي، على أمل أن يرسل لك هذا بعض الزوار والمستخدمين الجدد.
هل تستطيع إلقاء نظرة على المنشور عندما يكون لديك الفرصة لذلك لتتأكد من أنني أقوم بالربط مع موقعك بأفضل طريقة لك؟ كما يسعدني إجراء بعض التعديلات أو الارتباط بمقال آخر قد يكون مفيدًا لقرائي.
[اسمك]
يفتح هذا البريد الإلكتروني الحوار، ويقدّم قيمة للعملاء. نريد من الشخص في هذه المرحلة أن يفحص المنشور الذي يتضمن ميزته ليتمكن من رؤية جودة الكتابة، ومن ثم بناء علاقة مع الكاتب.
يمكن نقل المحادثة بمجرد عودة العميل وسؤاله عما إذا كان على استعداد للمساهمة في المدونة، ومعرفة ما إذا كانوا يدفعون للكتّاب المستقلين أم لا.
6. معرفة الأدوات وتحديد الأسعار
فيما يلي بعض الأدوات التي ستساعد على خلق مصداقية للكتابة:
-
Coschedule Headline Analyzer: تُستخدم هذه الأداة للتحقق من إمكانية النقر على العناوين الرئيسية، وكذلك لتبرير استخدام العناوين والموضوعات للعملاء المحتملين؛ ويمكن التقاط لقطات شاشة للبيانات التي يوفرها المحلل، ثم استخدامها لتحليل الاستراتيجية.
- Google Keyword Planner: يُعَد مخطِط الكلمات المفتاحية من جوجل طريقةً رائعةً للحكم على الطلب على الموضوع، فمن المهم قياس مقدار الطلب على موضوع معين عند البدء بالكتابة، والحكم على المنافسة بالإضافة إلى ذلك، إذ ستكون الكتابة عن موضوع مثل "كيف تبدأ العمل الحر" بمثابة صراع مع تحسين محركات البحث، لكن الكتابة عن شيء متخصص مثل "كيف تصبح بستانيًا مستقلًا للمنازل الصغيرة" قد يزيد من عدد النقرات.
- Alexa Chrome Extension: تُستخدم هذه الأداة لمعرفة المواقع التي تتمتع بسلطة عالية، إذ يساعد ذلك على معرفة من نستطيع الوصول إليه لنشر المنشورات، ومن الأفضل الوصول إلى مواقع أصغر في البداية لزيادة الفرصة في النشر. وتُقاس سلطة الموقع بعدد الروابط التي تشير إليه، كما تُخبرنا هذه الأداة عن المواقع المنافسة التي يمكن الوصول إليها أيضًا.
- Bitly: تُستخدم هذه الأداة لإنشاء عناوين URL قابلة للتتبع بسهولة، إذ ستتبع هذه الأداة الروابط تلقائيًا عند التسجيل للحصول على حساب، وهو أمرٌ أسهل بكثير من إعداد حساب تحليلات جوجل google analytics. ويرتبط تقليل حجم العمل ارتباطًا مباشرًا بمدى احتمالية النجاح في الحياة المهنية ككاتب مستقل.
- Momentum Dash: هذه الأداة بسيطة وجميلة وفعّالة جدًا، حيث تُستخدم لضبط التذكيرات بالكتابة، إذ تُرسل صورة جميلة مع تذكير ودود بأنه يجب الكتابة اليوم، وذلك عند فتح المتصفح.
-
تحديد الأسعار: يجب التأكد من أن العملاء المحتملين يدفعون ما يكفي لسداد تكاليف المعيشة، وذلك قبل التعمق في المحادثات معهم.
لا يُنصح بالتراجع عن معدل الساعة الحالي بناءً على الراتب، إذ يجب حساب الحد الأدنى من أجر الساعة للعمل المستقل عن طريق إضافة 25% على الأقل إلى الرقم الناتج للتعويض عن الالتزامات الضريبية الإضافية على هذا الدخل (ضريبة العمل الحر) والمزيد من النفقات الأخرى، مثل الرعاية الصحية والمكاتب والأدوات الإضافية عبر الإنترنت، والوصول إلى الإنترنت الأسرع ضمن المنزل، وارتفاع تكاليف المرافق في المنزل، وما إلى ذلك بمجرد الانتقال إلى العمل من المنزل بدوام كامل.
7. الحصول على العميل الأول
ستكون هناك العديد من التقلبات خلال رحلة الكتابة، فقد يميل الكاتب إلى العمل الجاد لتحقيق النجاح في أسرع وقتٍ عندما يبدأ بأن يكون كاتبًا مستقلًا، ولكن ذلك سيحرقه، لذلك يُنصح بعدم فعل ذلك.
يجب على الفرد أن يجد التوازن لنفسه ليبقى مستمرًا على المدى الطويل، وأن يكون على فهم جيد بأنه لا توجد طريقة لتحقيق الأحلام بين ليلة وضحاها أو في أسبوع أو حتى في عام.
تحقق نجاح بوجدان ككاتب مستقل بسرعة نسبيًا وتحوّل في عام واحد من عدم وجود عملاء إلى وظيفة كاتب مستقل، لكن بالعودة قليلًا إلى الوراء والنظر ما خلف السطور:
- أمضى عامين في الكلية يدرس الكتابة الإبداعية.
- أنشأ موقعًا على الإنترنت بعد الكلية، وكتب حوالي 20 مقال، لم تنجح هذه المقالات لكنها أضافت إلى تجربته.
- كتب على موقع ميديوم Medium كل شهر لمدة عام.
- درس التسويق بالمحتوى لمدة 3 ساعات في الأسبوع.
تساوي كل هذه الخبرة مجمعةً أكثر بكثير من العام الذي يراه أي مراقب خارجي.
غالبًا ما يكون العامل الحر يائسًا عندما يبدأ برحلته في الكتابة، وسيقول أشياءً لنفسه مثل: "لا أحد يقرأ كتاباتي، وربما لست جيدًا في الكتابة، وربما ليس هذا ما أريد أن أفعله"؛ وهنا سيميل إلى النظر إلى النقص الكبير في نجاحاته بدلًا من مئات من النجاحات الصغيرة. لذلك ولتفادي هذا اليأس، لا بد من ملاحظة تعليق أحد الأصدقاء على فيسبوك على المنشور، أو ملاحظة إعجاب شخصٌ ما للتغريدة على التويتر، وأيضًا لحظة الحصول على أول متابع على ميديوم Medium.
الطريقة الوحيدة ليصبح الشخص كاتبًا مستقلًا هي أن يبدأ العمل بمرور الوقت ولفترة طويلة، كما يجب عليه اكتساب قوة جذب، وقياس حركة الزوار وتحسين الكلمات المفتاحية، وإنشاء مقترحات استراتيجية والوصول إلى العامة، وفي النهاية أن يعترف بفوزه ونجاحاته جميعها.
ترجمة – بتصرّف – للمقال How to Become a Freelance Writer on the Side (and Land Your First Freelance Writing Client) للكاتب Bogdan Zlatkov
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.