ما الذي يجب أن تمنحه الأولوية عندما تبدأ عملك المستقل لأول مرة؟ هل هي العروض الترويجية والإعلانات؟ أم تقوية اسمك على الإنترنت؟ أم نشر المحتوى على مدونات الآخرين على أساس ضيف؟
لا شك أن كل الأشياء السابقة مهمة، ولكننا نسينا في خضم كل ذلك أن للتفاعل مع الآخرين أثرًا كبيرًا على الطريقة التي تبني بها حياتك المهنية المستقلة، فهناك من يتتبع أعمالنا، وهناك من يتصفح ملفات تعريفنا على وسائل التواصل الاجتماعي.
تشارك ستيفاني Stefanie سبب اختيارها بناء العلاقات على رأس أولوياتها، قائلةً:
اقتباسلدى المستقلين الكثير من الخيارات الصعبة التي يمكنهم القيام بها، ولا بد وأنك تساءلت يومًا ما عن معظم الأشياء التالية:
- ما هو التدريب الذي يجب أن أستثمر فيه أولًا؟ وهل يستحق أن أنفق عليه أموالي؟
- هل يجب أن أركز على موقعي الإلكتروني فورًا؟
- هل يجب أن أركز على الترويج والإعلانات؟
- هل يجب أن أنشر كضيف على مدونات الآخرين لكي أشهر اسمي؟
- هل يجب أن أكتب عينات تصف مدى جودة كتاباتي؟
- والسؤال الأهم، كيف تعرف أن الوقت قد حان لتبدأ العمل المستقل بدوام كامل؟
قرر كيف تستثمر وقتك وأموالك
يعتمد ترك عملك على أرض الواقع والانتقال إلى العمل الحر على الخيارات التي تتخذها، فإن كنت تريد أن تكون فعالًا، فإن الاختيارات الحكيمة مهمة للغاية، إذ أنك إن لم تكن حريصًا في اتخاذ قراراتك، فيمكن أن تمضي يومك في العمل على أشياء غير مجدية تمامًا، كما يمكن أن تنفق الكثير من الأموال على العديد من دورات التدريب التي لا تحتاجها، مما يترك لك صافي أرباح ضئيل جدًا موازنةً بالوقت الذي أمضيته وأنت تعمل.
كم عدد المنتجات الموجودة في بريدك الوارد الآن والتي تريد شراءها فعلًا؟ يمكنني أن أحصي بسهولة عشرة منتجات في بريدي الوارد، مع افتراض أني أملك الرقم الأدنى كوني عادةً محصن ضد التسويق. إذًا ما الذي يجب على المستقل أن يفعله، خاصةً عندما يكون قد بدأ عمله الحر منذ فترة وجيزة؟
لماذا يأتي بناء العلاقات على رأس أولوياتي؟
ربما نتفق جميعًا على أن إعادة الاستثمار في عملك أمر ضروري، ولكن في الأيام الأولى عندما يكون الوقت والموارد محدودين، فإن تحديد ما يجب أن تستثمر فيه أولًا يُعَد تحديًا لجميع المبتدئين.
لقد خصصت شخصيًا في بداية عملي 25% من إجمالي أرباحي لإعادة استثمارها، وقد اتخذت قرارًا مدروسًا لجعل بناء العلاقات على رأس أولويات عملي، وقد استثمرت بعض الأموال في تدريب إدارة الأعمال وفي التدريب على التفكير.
إليك قولان ساعداني كثيرًا في بناء عملي، وربما سمعتهما أيضًا، ولكن هل فكرت يومًا في معناهما الحقيقي؟
- إذا كنت أذكى شخص في الغرفة، فأنت في الغرفة الخاطئة.
- إذا كنت تريد أن تُحلّق مع النسور، فلا تطِر مع الديوك الرومية.
من المنطقي أن تحيط نفسك بأشخاص تطمح إلى أن تكون مثلهم وأن تتعلم منهم، فقد قرأت كتابًا للدكتور هنري كلاود Dr. Henry Cloud العام الماضي، وعنوانه "قوة تأثير الأشخاص الآخرين عليك"، وقد شرح ذلك المفهوم شرحًا وافيًا، لذا فإنه ليس لدي أدنى شك في أنني قمت بالاستثمارات الأولية الصحيحة.
ما هي قوة تأثير الأشخاص الآخرين؟
يصف الدكتور هنري كلاود علاقات القوة في حياتنا وأعمالنا، إذ يخلق النوع الصحيح من العلاقات تبادلًا للطاقة، وهو الأمر الذي يدفعنا أكثر نحو أهدافنا، وذلك موازنةً بما يمكننا فعله بمفردنا، ووفقًا لهنري كلاود، فإن هناك أربعة أنواع مختلفة من التواصل مع الآخرين، وهي:
- النوع الأول: الانعزال وعدم التواصل مع الآخرين.
- النوع الثاني: تواصل سيء مع الآخرين، أي أنه مليء بالقلق والشعور بالذنب والدونية والسلبية.
- النوع الثالث: تواصل جيد ولكنه غير مُجدٍ على المدى البعيد، كأن يكون مليئًا بالمجاملة والفراغ عمومًا.
- النوع الرابع: التواصل الجيد الحقيقي، وهو الذي ينفعك فيما بعد.
ويتصف النوع الرابع من التواصل -أي التواصل الجيد الحقيقي- ببعض السمات، وهي:
- الأصالة: أي أن تعترف بالحاجة، وأن تتلقى الآراء والملاحظات الصادقة، بعيدًا عن الكذب والتملق.
- النمو: إذ يؤدي التواصل الجيد إلى التعلم واكتساب الخبرات والازدهار.
- وقود للأداء: يمنحك التواصل الجيد الدافع والرغبة لتحقيق النجاحات، فهو أشبه بمحطة تملأ بها زادك وتستعيد بها طاقتك.
كيف تتواصل جيدا في علاقات العمل؟
فيما يلي بعض الطرائق لتطوير علاقاتك التجارية، ولتحسين التواصل مع عملائك، وقد كتبتها بناءً على خبرتي وتجربتي الشخصية.
التفاعل على مجموعات فيسبوك
عندما قرأت كتاب الدكتور هنري كلاود، أدركت أهمية التفاعل على مجموعات فيسبوك، إذ يساعدك الانضمام إلى مجموعات فيسبوك على التعرف على أصحاب الأعمال والمشاريع، وهو الأمر الذي يدفع عملك المستقل قُدمًا نحو الأمام.
هناك العديد من الطرائق للتفاعل على مجموعات فيسبوك:
- اطرح أسئلة، ولا بد أن هناك شخص ما لديه ذات السؤال تمامًا ويخشى طرحه.
- قدّم الدعم لزملائك الأعضاء، فقد سألني ذات مرة أحد الأشخاص عن سبب حصولي على عشرة عروض قوية في اليوم.
- تعاطف مع الحوادث المؤسفة، فقط أرسل رسالةً تواسي بها المُصاب.
- شارك نجاحاتك مع المستقلين الآخرين لتحفزهم وتشجعهم.
سوف تتعلم الكثير من المراقبة والاطلاع، ولكن كلما شاركت وتفاعلت أكثر، حققت علاقات أقوى مع الآخرين.
تخير شريكا ذا مسؤولية
تُعَد مجموعات الفيسبوك التي كنت نشطًا عليها مكانًا رائعًا للعثور على شريك ذي مسؤولية، أو شريكين أو ثلاثة، إذ يساعدك الشريك على الكثير من الأمور، ومنها:
- يتحدث معك حول المشكلات الذهنية التي تواجهها، ويمكن أن يساعدك الشريك الجيد على صياغة العروض التقديمية، كما أنه يلهمك أفكارًا حول المقالات التي تكتبها. وعلاوةً على ذلك، فإنه يساعدك على التحري عن أسباب المشكلات التي تواجهها، مما يساعدك على تجاوزها.
- يساعدك الشريك الجيد على تحديد أهدافك، ومن ثم يدفعك نحو تحقيقها، فقد أخبرت شركائي مثلًا، بأنني سأنتهي من دورة كتابة الإعلانات يوم الأربعاء القادم، وقد أنهيتها فعليًا.
- يمكن لشركائك أن يقرؤوا مقالاتك، ومن ثم يخبرونك عما إذا كانت جيدةً أم أنها تحتاج إلى بعض التعديلات، إذ يصعب عليك جدًا أن تحرر وتكتشف الأخطاء في المقالات التي كتبتها بيدك.
يجب عليك أيضًا أن تقدم لشريكك الدعم والحافز اللذان يحتاجهما، إذ يجب أن تكون شريكًا نافعًا ومنتفعًا في ذات الوقت.
استثمر وقتك وأموالك في التدريب
كانت جلسات التدريب أول ما استثمرت به وقتي وأموالي بعد دورة الكتابة، فقد أرشدني مدربي على أشياء كثيرة لم ألحظها، كما أنني لم أفكر بها أبدًا، على الرغم من أنها دائمًا ما كانت تحدق في وجهي.
لقد اخترت مؤخرًا الاستثمار في التدريب على التفكير، وهو الأمر الذي جعلني مستعدًا لتقديم معدلات أعلى في صناعة المحتوى، ومن المؤكد أنني سأظل أبحث عن تدريبات لأطور من نفسي، ولأكون رائدًا في مجال تخصصي، إذ يقدم المدرب الجيد الكثير من الفوائد لك، ومنها:
- يجيب عن أسئلتك الصعبة في العمل الحر، لذا دوّن جميع الأسئلة التي تخطر على بالك.
- يساعدك على رؤية الأشياء من منظور أفضل، فقد مر المدرب بتجارب كثيرة قبلك.
- يوفر لك الكثير من الوقت والجهد، لذا من الجيد أن تسارع في الالتحاق بتلك التدريبات.
هناك أنواع مختلفة من التدريبات التي تلبي الاحتياجات المختلفة، إذ لدينا جميعًا نقاط قوة ونقاط ضعف، وعين الحكمة أن تحدد نقاط ضعفك وأن تعرف مكامن ثغراتك، ومن ثم تسعى إلى ترميمها.
انضم إلى مجموعات الدعم والمساعدة
كنت أعرف في بداية عملي المستقل أن الانضمام إلى مجموعات الدعم فكرة جيدة، وعلى الرغم من أنني فكرت بالانضمام إليها، إلا أنني لم أمتلك الجرأة لاتخاذ تلك الخطوة، ولكن ما إن تلقيت بريدًا إلكترونيًا مفاده أن الأبواب مفتوحة للانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم، حتى سارعت بالانضمام إليها.
على الرغم من أنه كانت هناك أشياء أخرى في قائمتي لأستثمر فيها، إلا أن الانضمام إلى أحد مجموعات الدعم كان أمرًا لا يحتاج إلى تفكير، فقد كنت واثقةً حينها أنه أذكى استثمار اتخذته على الإطلاق.
تمنحك مجموعات الدعم إمكانية تقديم واكتساب الكثير من الخبرات مع المستقلين الآخرين، وقد كانت بالنسبة لي بمثابة فرصة للتعلم من رواد الأعمال الآخرين ذوي الإنجازات العالية، إلى جانب امتلاكهم الكثير من المهارات العالية، كما أن الانضمام إلى مجموعات الدعم مقدور عليه من الناحية المادية، إذ تتلقى الكثير من التدريبات والخبرات، كما أنك تحقق من خلال هذه المجموعات النوع الرابع من التواصل الذي تحدثنا عنه، أي التواصل الجيد والفعال.
في الختام
يستحق العمل الحر كل هذا العناء دون أدنى شك، فهو ليس بالأمر السهل دائمًا، خاصةً في بداية طريقك فيه، فالبدايات دائمًا ما تكون صعبة، إلا أنها تستحق كل ذلك.
وفي الأخير، تذكر أن العمل الحر يَسهُل مع مضي الوقت، إذ ينمو عملك شيئًا فشيئًا، لكن تَحلّ بالصبر، وتلقّ التدريبات المناسبة، وانضم إلى مجموعات الدعم.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال Why Relationship Building Should Be a Business Priority لصاحبته Gina Horkey.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.