مدير المنتجات الماهر هو الشخص الذي ينظر إلى العملية الإنتاجية بشمولية، فيركز على المنتج، ويفكر بطرق إبداعية من أجل تحسينه، ويبحث عن إجابات لأسئلة مثل: كيف يمكن جعل هذا التصميم أكثر حداثة؟ هل سيُسَر المستخدم بهذه الميزة؟ ما الذي يمكن فعله لزيادة ولاء المستخدم؟ وما إلى ذلك من أسئلة جوهرية، بحيث يرعى المنتج بكامل حيثياته وتفاصيله.
كما يذهب مدير المنتجات الذكي إلى أبعد من ذلك، فلا يقتصر تفكيره على المنتج، بل يدرس أيضًا البيئة التي تحتضنه، فيسعى لتحسين إستراتيجية العمل على المنتج، وإنتاجية الفريق الذي يعمل على بنائه، متسلحًا بخبرات ومهارات تقنية وهندسية تمكّنه من إيجاد الحل الأفضل والأمثل لمنتجه. باختصار، هو لا يرى المنتج على أنه كيان جامد؛ بل مغامرة لتطوير مشروع ناشئ تتحكم بها العديد من المتغيرات، التي يجب أن تتضافر معًا لضمان أقصى قدر من الإنتاجية وتحقيق أكبر قدر من الربح. يحرص مدير المنتجات الناجح على ضبط إستراتيجية خارطة طريق المنتج وجعلها متماشيةً مع خطط مشروعه.
اقتباسيضع إستراتيجية، يبني، يختبر، ويعيد تكرار العملية!
يجب أن ينمي مدير المنتجات الماهر بعض المهارات المادية والمعنوية لديه، وأن يكون بمثابة مدير تنفيذي للمنتج على نطاق ضيق، ولكي يحقق ذلك يجب أن يراعي الأمور التالية:
- التركيز على العملاء.
- مواءمة إستراتيجية الأعمال.
- المفاهيم التقنية.
- مهارات القيادة.
- المحافظة على رؤية المنتج.
التركيز على العملاء
يدرك مدير المنتجات المتميز أن نجاح المنتج يعتمد في النهاية على المستخدمين، لذا يحرص على ما يلي:
تحسين تجربة المستخدم
يتميز المنتج الناجح بالسلاسة وسهولة الاستخدام، لكن هذا لا يكفي، فلا بد أيضًا أن ينال رضا العميل وإعجابه. وبما أن تجربة المستخدم هي المعيار الأكثر الأهمية، فيجب عدم الاكتفاء بملاءمة الاستخدام، بل يجب إضفاء اللمسات الأخيرة التي تجعل واجهة المستخدم وتجربة المستخدم سلسة إلى أبعد الحدود، فتمنح المنتج قيمة مضافة قياسًا بالمنتجات المنافسة، مما يدفع المستخدمين إلى تفضيله.
وضع نفسه مكان المستخدم
يجب على مدير المنتجات أن يضع نفسه مكان العميل، كي يستطيع فهم جمهوره المستهدف على أكمل وجه.
بصفتك مديرًا للمنتج، فمن الضروري أن تستثمر جزءًا من وقتك في فهم قاعدة جمهورك المستهدف، وأن تسأل نفسك مرارًا وتكرارًا أسئلة من قبيل: كيف سيستخدم العميل المنتج؟ هل هناك أوقات محددة يكون فيها استخدام العميل للمنتج في ذروته؟ هل يحمل العميل عادةً حقيبة بيده الأخرى عند استخدام التطبيق على هاتفه المحمول؟ هل يتواجد العميل في مناطق يكون فيها استقبال الشبكة ضعيفًا أثناء استخدامه للتطبيق (في قطارات الأنفاق مثلًا)؟ هذا النوع من الأسئلة مهم جدًا، لأنه يساعدك على فهم قاعدة جمهورك المستهدف فهمًا واقعيًا.
ورغم أن استخدام طريقة مجموعات التركيز focus groups لتحسين واجهة المستخدم وتجربة المستخدم أمرٌ في غاية الأهمية، ويوفر البيانات اللازمة لضبط واجهة المستخدم وتوجيه العمل إلى الاتجاه الصحيح، إلا أن مديري المنتجات العظماء يحتاجون إلى الذهاب أبعد من ذلك ووضع أنفسهم مكان المستخدم.
مواءمة إستراتيجية الأعمال
يجب أن يحرص مدير المنتجات على الالتزام باستراتيجية العمل ومهمة المشروع أثناء إعداده خارطة طريق للمنتج. ولتحقيق هذه الغاية، عليه أن يتأكد من ضبط إستراتيجية خارطة طريق المنتج وجعلها متماشية مع خطط مشروعه.
فهم طبيعة الأعمال
يبدي مدير المنتجات المحترف اهتمامًا كبيرًا بفهم طبيعة العمل، لذا فهو يعمل بالتنسيق مع الفرق المسؤولة عن وضع إستراتيجيات العمل كي يفهم احتياجات السوق وتوجهاته وبياناته، بحيث يجمع البيانات اللازمة لفهم أمور مثل: المرحلة التي سيطلق فيها المنتج والمدى والانتشار المتوقع وتأثير السوق واعتماد المستخدم والوقت المتوقع للمستخدم لاعتماد المنتج، إلى جانب أرباح المنتج.
الإبداع في إيجاد الحلول
يتميز مدير المنتجات الناجح بالإبداع في أفكاره العملية، فهو يلائم نفسه مع إستراتيجية العمل، ويستخدم خياله للوصول إلى الحلول الأكثر فعاليةً وكفاءةً لمشاكل العمل، سواءً كان ذلك عبر تبني ميزات في المنتج تلبي احتياجات العملاء، أو عبر جعل واجهة المستخدم/تجربة المستخدم أكثر سلاسةً.
ويسأل مدير المنتجات الناجح نفسه باستمرار؛ ما هي المشكلة التي يحلها المنتج؟ ما هي حالات الاستخدام الإضافية التي يلامسها أثناء حل هذه المشكلة؟ وهل هذا المنتج سلس الاستخدام؟
كما يذهب إلى أبعد من احتياجات العمل، فيطرح أفكارًا ويصمم حالات استخدام مختلفة للمنتج، ثم يختبر هذه الأفكار والحالات ويحدد آثارها الجانبية، ثم يجمع أفضل الأفكار ويفاضل بينها ويدرسها من جوانب مختلفة من أجل تقديم حلول إبداعية وفعّالة ترفع من سوية العمل.
اقتباستحتاج عملية بناء المنتج إلى قدر كبير من الإبداع!
المفاهيم التقنية
عندما يتعلق الأمر بالمفاهيم التقنية، فإن رحلة التعلم لا تنتهي أبدًا؛ لذا يجب على مديري المنتجات المتميزين أن يوسعوا قاموس مصطلحاتهم التقنية باستمرار، وذلك لكي يتمكنوا من الاستفادة من أحدث التقنيات وأفضلها لبناء منتجاتهم.
يمكّن الأساس التقني القوي مديرَ المنتجات من تقييم إمكانية تنفيذ فكرة العمل من الناحية التقنية.
مهارات القيادة
يدرك مدير المنتجات الناجح أن المنتج يُبنى بسواعد موظفين يعملون تحت رايته، لذا فهو يسعى إلى تنمية مهاراته في القيادة وجعلها أفضل ما يمكن.
قائد وليس مدير
يعمل مدير المنتجات الناجح جنبًا إلى جنب مع الموظفين، فيساعدهم وييسر لهم عملهم، ويبتعد عن دور المدير المتسلط.
ولأن مدير المنتجات يعمل مع العديد من الفرق ومن مختلف التخصصات، مثل المهندسين والمطورين والمحللين، فيجب أن يكون على دراية تامة بالفروقات الدقيقة بين الأفراد، لتوفير بيئة عمل تشاركية فعالة.
ليس بالضرورة أن يقدم أعضاء الفرق المختلفة تقاريرهم إلى مدير المنتجات مباشرةً، ومع ذلك فإن مدير المنتجات الناجح قادر على مراقبة سير العمل والإشراف على هذه الفرق المختلفة عبر ما يسمى بالقيادة التعاونية، وتوطيد أواصر الثقة مع المجموعات المختلفة، والعمل باجتهاد لتمثيل قدوة حسنة. يترجَم كل ذلك إلى زيادة فعالية العمل مع الفرق، وضبط سير العمل وتوجيه أولوياته، وضمان تسليم المنتج في الوقت المحدد.
مندفع ذاتيا
مدير المنتجات المحترف شخص مندفع ذاتيًا، يتحمل كامل مسؤولية المنتج، وينظم توجهات الفرق المختلفة لضمان توافقها مع رؤية المنتج. بالإضافة إلى ذلك، فهو لا يحتاج إلى إشراف خارجي (وإن وُجد فيكون بالحد الأدنى)، فبوصلته موجهة نحو إستراتيجيات العمل ومتطلبات المشروع التي يدركها ويتوقعها بصورة مسبقة، يتميز بالمرونة في العمل والقدرة على إدارة الأعباء المترتبة عليه لتلبي احتياجات المشروع بأفضل شكل ممكن.
المحافظة على رؤية المنتج
كما شرحنا سابقًا، يتولى مدير المنتجات الناجح مسؤولية المنتج كاملةً ويحافظ على رؤيته، فلكل منتج رؤية تتطلب الحفاظ عليها، لذا فهو يحميها من التشوه الذي قد يصيبها جراء المداخلات المتعددة للجهات المختلفة، ويعيد التأكيد على رؤية المنتج مع جميع أعضاء المشروع للتأكد من أن جميع الفرق تتماشى معها. يُعَد مدير المنتجات هو المسؤول عن إحياء المنتج، وذلك بدءًا من مجرد فكرة وصولًا إلى منتج ملموس له مكانه في السوق.
ترجمة -وبتصرّف- للِمقال Top 5 Lessons in Product Management — How to be a great product manager! لصاحبه Prashant Ram.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.