بعد نجاحي في السنة الثالثة من الجامعة، قررت التوقف لمدة عام كامل، وأحد الأسباب التي دفعتني إلى ذلك، هو أنني أردت أن أكتشف المسار المهني الذي قد يناسبني بعد التخرج، فلا أحد يرغب بالعمل لمدة 8 ساعات في اليوم في وظيفة يكرهها أو مجال لا يعجبه.
من هم المؤهلون ليكونوا مديري منتجات؟
في الواقع، يمكن لأي شخص من أي خلفية مهنية، الدخول إلى مجال إدارة المنتجات، وذلك طالما أن لديه قابليةً لصقل قدراته في هذا المجال.
بالنسبة لي، لدي خبرة في تحليلات المشاريع وإدارة التقنيات، ففي العطلة الصيفية لسنتي الأولى في الجامعة، عملت في شركة تقدم منتجات برمجيةً تدعى فيديليتي إنفستمنت، وكنت محظوظة جدًا بالمشاركة في مشاريع من مختلف المجالات، بدءًا من تحليلات المشاريع، إلى أدوار أكثر تقنيةً مثل بناء برامج أتمتة.
ومع أنني أحببت المجال كثيرًا، إلا أنني سرعان ما أدركت أنني أفضّل العمل على الجانب الإستراتيجي من المشروع، كما أدركت أيضًا أنني أريد أن أكون أقرب إلى المستخدمين النهائيين، وهو الأمر الذي قد يمنحني فرصةً للتفاعل مع الجهات والأطراف المختلفة في عالم ريادة الأعمال.
في الوقت الحالي، أعمل مساعدة مدير منتجات متدربة في شركة GroveHR، وهي شركة تطور منتجات برمجية في مجال إدارة الموارد البشرية. لقد تعلمت الكثير عن إدارة المنتجات خلال عملي في الشركة، وأنصح المهتمين في هذا المجال بالبحث عن فرص تدريبية مثل هذه من أجل تنمية مهاراتهم وصقلها.
لا يمكن أن أقول عن نفسي أنني خبيرة في مجال إدارة المنتجات، فما زال أمامي الكثير لأتعلمه، لكنني أعتقد أن هناك أشخاصًا آخرين مثلي مهتمين بمجال إدارة المنتجات ولا يعرفون من أين يجب أن يبدؤوا، لذا كتبت هذا المقال ليكون ملخصًا سريعًا لبعض المفاهيم الأساسية، والمصادر التي استخدمتها وساعدتني على البدء.
اقتباسملاحظة مهمة: تختلف مسؤوليات وأدوار مديري المنتجات من شركة إلى أخرى، لكنهم يواجهون المشكلات نفسها في عملهم، فيتعاملون معها بحلول متنوعة.
إذًا ما هي بالضبط مهام ومسؤوليات مدير المنتجات؟ تختلف مسؤوليات مدير المنتجات باختلاف نوع المنتج الذي يبنيه أو المرحلة التي وصل إليها منتجه في دورة حياته، فغالبًا ما يطوَّر المنتج باستخدام منهجية أجايل، وهي ممارسة تركز على بناء منتج عبر تكرارات متعددة وفقًا لملاحظات المستخدم وآرائه.
هناك نوعان من مديري المنتجات: الأول يبني منتجًا داخليًا، والثاني يبني منتجًا خارجيًا. باختصار، المنتجات الداخلية هي تلك التي تستخدمها الفرق ضمن الشركة، ويرمز لها B2B؛ أما المنتجات الخارجية، فهي مخصصة للمستخدم النهائي (المستخدمين الخارجيين)، ويرمز لها B2C.
نظرًا لأن المنتج الذي كنت أعمل عليه يقع ضمن الفئة الأخيرة، فسأتحدث فقط عن النوع الثاني من مديري المنتجات.
ما مهام مدير المنتجات؟
يعمل مدير المنتج بالتنسيق مع الجهات والأطراف المعنية (مثل المصممين والمهندسين وموظفي المبيعات والتسويق وما إلى ذلك) للتأكد من تسليم المنتج بالحالة الصحيحة، ومع متطلباته الصحيحة، وذلك من أجل حل الاحتياجات الصحيحة للمستخدمين.
لنشرح سير العمل الأساسي لمدير المنتجات؛ افترض أنك تعمل على إنشاء ميزة جديدة لمنتجك، وسيكون سير العملية كما يلي: تبدأ بالبحث والتقصي، وهنا يتوزع العمل على اتجاهات مختلفة، منها الحس العام، وتصميم تجربة المستخدم، والبحث التنافسي، ويضاف إلى ذلك إجراء أبحاث عن السوق، وفهمه على نحو شامل وما إلى ذلك. كل هذه الممارسات من شأنها أن تساعدك على تحديد متطلبات الميزة التي تحاول بناءها. وبعد تحديد متطلبات هذه الميزة، تبدأ بإنشاء تدفق للمستخدم (مخطط يوضح كيف سيستخدم العميل هذه الميزة أو التطبيق)، والذي يساعدك على تقسيم عدد الأنشطة التي سيتمكن المستخدمون من أدائها باستخدام هذه الميزة الجديدة. الآن، وبعد أن أصبحت قادرًا على بناء تصور لكيفية عمل الميزة، ستنشئ إطارًا شبكيًا، وهو عبارة عن نموذج لواجهة المستخدم يساعدك على تحويل فكرة المنتج إلى شيء مفهوم مناسب بصريًا (عادةً ما أستخدم برنامج Balsamiq أو Sketch من أجل رسم الإطارات الشبكية). يحين بعد ذلك دور المصممين.
بعد أن تحدِّد عبر الإطارات الشبكية كيف سيبدو منتجك على أرض الواقع، تجلس مع المصممين للنقاش وتقديم الملاحظات، وهنا لن يجلس المصممون ليحكموا على مدى جمال واجهة المستخدم التي صُممت، لأنهم هم المسؤولون عن التصميم وليس مدير المنتج، بل سيقدمون ملاحظاتهم في مجال تجربة المستخدم، مثل إن كان يجب وضع هذا الزر هنا وليس هناك، أو إن كانت هناك حاجة إلى شريط تمرير، وما إلى ذلك من أمور قد يرونها مناسبةً، لذا تأكد من أنك على دراية كافية قبل إرسال الإطارات الشبكية إلى المصممين.
إن كان كل شيء على ما يرام، فسيأخذ المصممون النموذج الذي صممته ويبدأون بالعمل عليه كي يبدو بمظهر أفضل. بعدها سيحين وقت كتابة قصة المستخدم. وبعد أن أصبحت تعرف كيف تريد أن تبدو الميزة، فمن سيساعدك في بنائها؟ إنهم مهندسونا العظماء بالطبع.
قصة المستخدم هي حالة يصاغ فيها سيناريو من منظور المستخدم (أو أيًا كان من يستخدم هذه الميزة)، والنموذج الشائع لكتابة السيناريو هو:
اقتباسبصفتي[المستخدم]، أريد [حاجة]، من أجل [النتيجة].
على سبيل المثال، في حال صممت ميزة تساعد المستخدمين على متابعة الإعلانات الجديدة للشركة، فستكتب مثلًا: بصفتي موظفًا في الشركة، أريد مشاهدة قائمة بالأخبار الجديدة عند تسجيل الدخول إلى التطبيق، وذلك من أجل أن أبقى على دراية بكل التغييرات أو الإعلانات الجديدة.*
كما أنك في قصة المستخدم، ستحتاج إلى وضع معايير القبول، بحيث تكون واضحةً بنسبة 100%، حتى يتمكن المهندسون وفريق ضمان الجودة من بناء الميزة واختبار ما إذا كانت تسير بالشكل المطلوب.
عليك أيضًا بالطبع العمل مع فريق التسويق والمبيعات وجهات أخرى من الشركة، وذلك للتأكد من أن كل العمليات اللازمة لإطلاق المنتج إلى المستخدمين النهائيين تنفذ بطريقة صحيحة.
كما أنك بصفتك مديرًا للمنتج مسؤولٌ عن وضع رؤية لمنتجك، وبناء خارطة طريق له تلبي أهداف العمل في مراحله المختلفة، ووضع طريقة لقياس نجاح منتجك؛ والقائمة تطول بالطبع، لكن هذا هو المفهوم الرئيسي.
اقتباسملاحظة أخرى مهمة: مدير المنتجات لا يدير الأشخاص، بل يدير المنتج نفسه.
ما أهم المهارات التي يحتاجها مدير المنتجات؟
عند توجيه هذا السؤال إلى خبراء في مجال إدارة المنتجات، فإن كثيرًا منهم يقولون أن أي شخص من أي خلفية يمكنه اقتحام هذا المجال. بالنسبة لي، أعتقد أن مدير المنتجات الناجح يجب أن يمتلك خبرةً في هذه المجالات الثلاثة:
- ريادة الأعمال (وهي أهم مهارة من وجهة نظري).
- تصميم تجربة المستخدم (بالطبع لا داعي أن نذكر أن مدير المنتج يحتاج إلى فهم المستخدمين واحتياجاتهم).
- العمليات التقنية والفنية (لأن مدير المنتج يحتاج إلى التنسيق مع المهندسين والتواصل معهم وفهم المصطلحات التقنية).
المهارات الشخصية
بالنسبة للمهارات الشخصية أو ما يسمى بالمهارات الناعمة، فإن أهم ثلاث مهارات هي:
- فهم شعور المستخدمين: اسأل دائمًا لماذا وكيف وماذا، فهذا هو جوهر بناء أي منتج، إذ يمكن للمرء أن يضيع بسهولة في التفاصيل الكثيرة لعملية بناء المنتج، فينسى الهدف الأساسي من بنائه وكيف سيفيد المستخدمين.
- تحديد الأولويات والتفكير النقدي: معرفة الميزات والوظائف الأكثر أهمية، والتي يجب تضمينها في النموذج الأولي للمنتج، بدلًا من استثمار كل الوقت والمال والموارد البشرية دفعةً واحدةً لبناء منتج قد لا يحل بالفعل نقاط ألم المستخدمين.
- البحث: تكوين صورةً عامةً عن الحالة وفهم المنافسين لمعرفة حالة منتجك، بالإضافة إلى إنشاء قصة المستخدم ورحلة المستخدم لتوضيح فكرة منتجك، والأهم من ذلك، مساعدة أعضاء الفريق الآخرين في فهم الصورة العامة للعملية.
في الختام، يجدر القول أن هذا المقال كان عبارةً عن خلاصة قصيرة جدًا، كتبتها كي تكون مدخلًا مساعدًا لأولئك الذين ما زالوا حديثي العهد في مجال إدارة المنتجات.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال Breaking Into Product Management لصاحبه Tien Mai.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.