اذهب إلى المحتوى

يتحدّث الكاتب في هذا المقال عن تجربته الشخصية في الانتقال من الأعمال الخدمية إلى العمل مع المنتجات وإطلاق منتج جديد.

لماذا أردت العمل مع المنتجات؟

العمل في إدارة المنتجات

تلقيتُ -يقول الكاتب- عرضًا للانضمام إلى فريق سوق Tradalaxy في الشهر العاشر من سنة 2018، وعرفتُ مباشرةً أنه المكان المناسب لي، إذ لدي خبرة كبيرة في إطلاق أنواع مختلفة من الأسواق وهو شيء وجدته محفزًا وجذابًا دائمًا. كانت فرصةً أخرى للعودة إلى العمل مع إدارة المنتجات التي اشتقتُ إليها نوعًا ما، حيث كان آخر أعمالي فيها في سنة 2014 عندما عملت على تطبيق منصة إنترنت الأشياء للسيارات بما في ذلك خدمة الويب وتطبيقات الهاتف المحمول والعتاد، وكانت أول تجربة لي في العمل مع شركة ناشئة.

شغلت قبل الانضمام إلى شركة Tradalaxy مناصبًا على مستوى المديرين التنفيذيين في شركات خدمات وعملت مع فرق من مختلف المتخصصين من التنفيذيين إلى مديري المبيعات والمصممين والمطورين. كان عملائي من جميع أنحاء العالم وساعدتهم على جعل أعمالهم مربحة مثل المشاريع التقنية المالية وإنترنت العملاء والأسواق وما إلى ذلك، وكان كل شيء على ما يرام لولا فكرة واحدة، وهي أنني لا أنتمي إلى هذا العالم.

حصلت بعدها على فرصة للمساعدة في إنشاء المنتجات، حيث كانت لدي خبرة في الاستشارات وتطوير مشاريع العملاء، وأدركت أنني أفكر بصوت عالٍ، فقد أردت حقًا العودة لكوني مبدعًا أو مبتكرًا مرةً أخرى بدلًا من أكون منفّذًا فقط، وهنا بدت العودة إلى إدارة المنتجات خيارًا جيدًا، إذ يجب أن تستغل فرصتك في حال توفرها.

كذلك، أتاح لي الانتقال إلى العمل مع أحد المنتجات الابتعاد عن الحاجة المستمرة للمساومة الموجودة في الشركات الخدمية، إذ لن يسمح النقص في الوقت بالانغماس في التفاصيل بصورة كاملة. كل مشروع للعميل لديه نقطة بداية ونهاية، فهو مثلث متساوي الأضلاع كما تنص معايير PMI، حيث تمثل الأضلاع الثلاثة لهذا المثلث الميزانية والوقت ونطاق العمل.

تعزّز المواعيد النهائية تلك الفكرة، حيث تُعَد المواعيد النهائية عنصرًا ضروريًا في أي نوع من أنواع العمل، فالمشاريع التي بدون مواعيد نهائية عديمة الجدوى، إذ لن تُنجَز بدون هذه القيود الضرورية، لكن المواعيد النهائية تخلق مواقفًا تكون فيها الحلول المُقدَّمة (سواءً كانت متعلقةً بالتصميم أو البناء أو المشاكل التقنية) عبارةً عن تسويات.

لا تُعَد هذه الحلول شاملةً كما تحب أن تكون، إذ تُعَد القدرة على تتبّع ما إذا كانت هذه الحلول تساعد الأعمال أم لا الاستثناء وليست القاعدة، لأن سير العمل الطبيعي يتعلق أكثر بالوفاء بالتزامك تجاه العميل لإنشاء منتج X مثلًا في الإطار الزمني Y ضمن نطاق Z. يوجد نموذج فريق مُخصَّص في الأعمال الخدمية، والذي (وإن كان جزئيًا وليس دائمًا) يسمح للفريق بالعمل من منظور طويل الأمد ومراقبة فعالية الحلول المُقدَّمة، فقد أكسبني العمل مع المنتجات القدرة الدائمة على مراقبة فعالية الحلول، وهو ما أقدره حقًا.

من جهة أخرى، جذبتني احتمالية العمل مع مؤشرات الوحدات الاقتصادية التي لا يكشف عنها العملاء في الأعمال الخدمية، حيث كانت لدي رغبة في التعمق في احتياجات المستخدمين النهائيين والعمل مع مهامهم وتحدياتهم وتوقعاتهم والتحدث الفعلي معهم والتعاطف قدر الإمكان لفهم ما يزعجهم والسبب في ذلك؛ فقد رغبتُ في تجربة طرق إطلاق منتج لحساب النقطة التي يصل عندها إلى نقطة التعادل بلا ربح أو خسارة مثل نماذج أرباح التصميم وخيارات خارطة الطريق الافتراضية.

سمحت لي هذه الوظيفة بالعمل عن قرب مع الفريق بكل أدواره المختلفة، وصقلتُ هذه المهارة في مناصبي الإدارية السابقة وأردتُ تطويرها وتطبيقها بصورة أكبر، فنصيب الأسد من العمل على المنتجات يأخذه التواصل الذي له الأولوية الأكبر. ويتطلب التواصل بناء وتعديل العمليات والإجراءات المثلى للأدوار المختلفة في الفريق، وقد أفادتني تجربتي السابقة في عملي كوكيل.

يتضمن دوري في شركة Tradalaxy تطوير المنتجات وإدارتها. يُعَد تعريفي لمدير المنتجات مشابهًا لتعريف شركة Intercom الذي ينص على أن دور مدير المنتجات هو مزيج من تجربة المستخدم (تجربة التفاعل بالمعنى الواسع) والحلول التقنية والأعمال.

يعرف مدير المنتجات ما المشكلة ولمَن ولماذا صُمِّم المنتج لحلها، ويجب أن يفهم كيفية قياس الأداء وأين سيكون المنتج بعد فترة من الوقت، ولا أتفق مع فكرة أن مدير المنتجات يُعَد مديرًا تنفيذيًا صغيرًا. لقد جرى إضفاء الطابع العاطفي على مديري المنتجات بطريقة مفرطة في وسائل الإعلام، وهناك نقص معين في فهم المسؤولية الواقعة على عاتق الرئيس التنفيذي بما في ذلك الجانب المالي.

يُعَد مدير المنتجات -بالنسبة لي- وسيلة اتصال رئيسية بين المنطقتين الداخلية (مع الفريق) والخارجية (السوق وأصحاب المصلحة). ويكون مدير المنتجات مدافعًا عمّا يريده المستخدم، حيث يربط هذه المتطلبات مع الفريق ويقدّم حلولًا فعالة وأنيقة. مدير المنتجات هو اختصاص رائع يجمع بين العديد من الكفاءات في وقت واحد، حيث تتّحد مهاراته من خلال التواصل والقدرة على توصيل رسالة المنتج.

العلامة التجارية ونموذجها

يُعَد المنتج الجيد منتجًا له علامة تجارية رائعة، ويُرجَّح أن يشتري الناس المنتجات التي يحبونها ويفهمونها أو يرتبطون بها. لكن هناك رأي مثير للجدل إلى حدٍ ما مفاده أن المنتج ليس بأهمية العلامة التجارية، لذلك كانت إحدى مهامي الأولى في شركة Tradalaxy هي تطوير نموذج للعلامة التجارية.

يجب أولًا فهم مَن نحن ومَن هو جمهورنا وكيفية التواصل، وعندها نطور هويتنا البصرية ونطبّقها من خلال قنوات محددة. لقد تضمّن تطوير نموذج العلامة التجارية التواصلَ مع الشركات المحلية لفهم احتياجاتهم وتحليل منافسينا، وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة. وقد اكتشفنا من خلال هذه العملية أن أفضل وصف للعلامة التجارية لشركة Tradalaxy هو أنها دليل في بحر التجارة الدولية والصادرات والقوانين، لذا أصبح النجم الذي يرشد البحارة هو الرمز والعلامة البصرية الرئيسية للشركة.

أثبت هذا النموذج للعلامة التجارية أنه مثالي نظرًا للاهتمامات التجارية التي حددناها لجمهورنا المستهدف. تتمثل إحدى الاحتياجات المهيمنة لشركات التصدير في تلقي معلومات معقدة وغير واضحة حول التجارة والاقتصاد والظواهر المرتبطة بها بعبارات بسيطة وسهلة الفهم. يعجبني مفهوم البساطة الذي يحدده جيفري كلوغر Jeffrey Kluger: "شرح الأشياء المعقدة بلغة بسيطة"، وتتمثل مهمة منصة Tradalaxy في جعل التجارة الدولية أسهل.

قيمة تجربة المستخدم UX لإدارة المنتجات

تسمح أدوات تجربة المستخدم UX بالإدارة الفعالة لعرض قيمة المنتج أو جوهره، حيث يمكنك استخدام تجربة المستخدم لمساعدة المستخدم النهائي على رؤية قيمة المنتج وفهمه وتوظيف المنتج لإنجاز واجباته والاستمرار في استخدامه ومشاركته مع الآخرين، ويرتبط ذلك بالبحث عن جمهورك من العملاء.

يُعَد تطوير العملاء والمقابلات المتعمقة ومجموعات التركيز بعض الأساليب التي سنستخدمها، ويمكن أن تنجح مكالمة زووم Zoom قصيرة واستبيان موجز واجتماع ودي على فنجان من القهوة، بالرغم من أن هذه الأساليب يمكن ألّا تبدو أنيقةً (أو لا تحتوي على مصطلح رائع يثني عليه الآخرون على الإنترنت). لقد استمتعتُ بتطبيق هذه الأساليب لأنها تعطينا فهمًا أعمق لاحتياجات عملائنا، إذ يأتي سؤال لمَن هذا المنتج في المرتبة الأولى، ثم تليه كيفية إنشائه. وتتعلق مسألة الكيفية بملاءمة المنتج ووضوحه، إذ لا يمكن أن يكون المنتج المربك مناسبًا للاستخدام المنتظم. أعتقد أن الشركات التي تبخل على تجربة المستخدم ستخسر أمام الشركات التي تعطي الأولوية لتجربة المستخدم.

قيمة تجربة المستخدم UX لإدارة المنتجات

تتعلق تجربة المستخدم بإعطاء نقطة تركيز عاطفية في 0.02 ثانية أثناء تفكير المستخدم في منتجك، فالفوز بمعركة جذب الانتباه وجعل المنتج بديهيًا وجذابًا هو طموح أداة تجربة المستخدم، كما تتمحور تجربة المستخدم حول راحة المستخدم وجلب عمليات الشراء المتكررة والاحتفاظ بالعملاء أو معايير AARRR الأخرى، وتتعلق بتجميع مجموعة من المكونات من منظور الأعمال، مثل القوائم المنسدلة وخطوات الإعداد ومعلومات صفحة المنتج ضمن تنسيق واضح وموجز.

يجب أن تبسّط تجربة المستخدم الأشياء، فسبب وجود البساطة هو إحساس المستخدم بالراحة عند التفاعل مع منتجك من خلال واجهته وقائمته البريدية والمحتوى النصي، حيث يتعلق العمل على واجهة المنتج بتوفير تجربة مستخدم مريحة تؤمن الأمان والراحة ويمكن فهمها والتنبؤ بها، وهذه هي إحدى القواعد الأولى للخدمات والمبيعات التي علّمتُها للفرق التي عملت معها.

من جهة أخرى، استثمرنا بصورة كبيرة في تطوير استراتيجية اتصال لتشكيل صوتنا الذي يمثلنا بالإضافة إلى نموذج علامتنا التجارية وهويتنا المتناسقة والمميزة وتطوير عملائنا مع أبحاث السوق، فقد أنشأنا صورًا لعملائنا والتي بدورها شكلت الأساس لتصميم الواجهة وقوائم الاختبار، ثم حددنا الأشخاص الذين هم عملاؤنا فعليًا، ولكننا لا نعرفهم بعد. كذلك، جمّعنا الكلمات الرئيسية الدلالية لبناء دليل للمحتوى والعلاقات العامة PR والتسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي SMM، ولولا هذا النهج الشمولي، لكانت النتائج مجردة وغير واقعية.

كلما زاد البحث، زادت أهمية نتائجك، ولكن الأبحاث المختصة تتطلب جهودًا متفانيةً عوضًا عن الميزانيات الضخمة، إذ لا تُعَد متابعة الاتجاهات الرائجة أو إنفاق كميات هائلة من الموارد أمرًا ضروريًا.

لا تقتصر مسؤولياتي بصفتي مدير منتجات على المنتج والعلامة التجارية وتجربة المستخدم، فلدي مسؤوليات أيضًا في تصميم وتطبيق سير العمل الأمثل. أعتقد أن الخبرة الإدارية تمثل رصيدًا ضخمًا في تطوير المنتج وعمليات البناء في فرق هذا المنتج، ولدي هذه الميزة لحسن حظي، فقد كانت خبرتي السابقة في الأعمال الخدمية مفيدة جدًا. كذلك، يتعلق المنتج بالخدمة وبالقيمة المضافة التي يوفرها للمستخدم. وتعني القيمة الصفرية أن المنتج يفتقد شيئًا ما بصورة واضحة، لذا أشعر بالراحة في توجيه المنتج نحو حالة موجهة نحو تحقيق القيمة، ولدي حرية اتخاذ القرارات بناءً على رؤيتي التي تعكس ما يحتاجه المستخدمون، وأنا أتحمّل مسؤوليتها.

أخيرًا، أود أن أكرر أهمية الاستثمار في البحث، فبدونه لا يمكنك بناء منتج يحتاجه العملاء فعليًا، ويمثل ذلك العلامة الرئيسية للنجاح. اعتمِد على المحترفين في حل المشاكل التي ليس لديك خبرة فيها، ولا بأس في ألّا تعرف شيئًا ما، ولكن يجب أن يعرف كل محترف أين ينتهي مجال اختصاصه. لا تتجاوز نطاق خبرتك بالتوصيات والقرارات، ولكن اعمل جيدًا ضمنها.

ترجمة -وبتصرُّف- للمقال Maker vs Doer: How I Returned To Product Management) لصاحبه Taras Zherebetskyy.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...