اذهب إلى المحتوى

شاع في السنوات الماضية مع تطوّر التقنية في حياتنا ودخولها لكل جوانبها مصطلح الأمن السيبراني Cybersecurity، كما أن الطلب تزايد عليه بالنظر إلى أنّ أي مؤسسة تستخدم تقنيات الحاسوب بحاجة لحماية بنيتها التحتية ضدّ الهجمات الخبيثة والمخترقين.

تُشير بعض الإحصاءات التي أجرتها الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي ISSA عام 2021 آنذاك إلى أن 57 بالمئة من المؤسسات تعاني من نقص بخصوص مختصّي الأمن السيبراني، وإن دلّت هذه الأرقام على شيء فهي تدلّ على نموّ هذا المجال وتزايد الطلب عليه.

فما هو اختصاص الأمن السيبراني؟ وما هي مهام مختص الأمن السيبراني؟ وكيف يمكنك البدء بتعلم هذا المجال؟ هذا ما سنناقشه ضمن هذا المقال.

تاريخ الأمن السيبراني

كانت الحاجة للأمن السيبراني واضحة منذ ظهور شبكة الإنترنت وانتشارها في ثمانينيات القرن الماضي، إذ شهدنا ظهور مصطلحات متعلقة بهذا المجال مثل الفايروس Virus ومضاد الفيروسات Anti-virus وغيرها، إلا أن التهديدات السيبرانية لم تكن بالتعقيد والصعوبة التي هي عليه الآن.

أولى ظهور لبرمجية خبيثة malware كان في عام 1971 باسم كريبر Creeper إذ كان برنامجًا تجريبيًا كُتب بواسطة بوب توماس في شركة BBN، تلاه بعد ذلك ظهور أول مضاد فيروسات في عام 1972 باسم ريبر Reaper الذي أنشئ بواسطة راي توملنسون بهدف القضاء على البرمجية الخبيثة كريبر.

مع وصول شبكة الإنترنت إلى كافة بقاع العالم ومع التحول الرقمي الحاصل في كافة قطاعات الحياة اليوم أهمها قطاعات البنى التحتية المدنية من أنظمة تحكم وأنظمة الطاقة والاتصالات والمياه وقطاع الصحة والقطاعات المالية والمصرفية وقطاع النقل والطيران وغيرها، بدأت الهجمات السيبرانية تأخذ بعدًا آخر، فتخيل ماذا سيحصل إن حصل هجوم سيبراني على أحد تلك الخدمات المهمة المفصلية أو تخيل حصول هجوم سيبراني على أحد أنظمة إدارة السدود أو الطاقة في بلد ما، هذا لا يقاس مع حصول هجمات على أفراد التي تكون دائرة الضرر فيها صغيرة جدًا، إذ ممكن أن تؤدي إلى شلل في الحياة وهنالك الكثير من أمثلة تلك الهجمات لا يسع المقال لذكرها هنا.

أذكر مرة أنه حصل خلل في التراسل الشبكي في أنظمة إحدى المباني الخدمية مما أوقف العمل بشكل كامل في ذلك المبنى لتتراكم أعداد الناس وتشكل طوابير طويلة منتظرين عودة النظام للعمل أو ستتوقف معاملاتهم بالكامل، وأذكر مرة حصل خلل في نظام شبكة محطات الوقود لتخرج مجموعة كبيرة من المحطات عن العمل في المدينة وتصطف طوابير من السيارات منتظرة عودة الخدمة للعمل، وهذان مثالان عن عطل غير مقصود فما بالك لو كان مقصودًا وناجمًا عن هجوم سيبراني منظم؟ تخيل ماذا سيحصل، لذا كانت أهمية الأمن السيبراني بأهمية الحاجة إليه والضرر الحاصل دونه.

ما هو الأمن السيبراني؟

يُعرف الأمن السيبراني Cybersecurity بأنه عملية تأمين وحماية الأنظمة الرقمية والشبكات الإلكترونية وكل ما يتعلق بالأجهزة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات الرقمية ضدّ أي هجمات رقمية أو تسمى هجمات سيبرانية Cyber Attacks.

تستهدف الهجمات السيبرانية تخريب أو تعطيل أو سرقة شبكة أو نظام حاسوبي، أو دخولًا غير مصرّح به إليهما، وقد يكون الهدف من هذه الهجمات الوصول إلى بيانات ما لتعديلها أو تخريبها، أو ابتزاز الفرد أو المؤسسة مقابل هذه البيانات، أو أن تكون ذات هدف تخريبي تهدف لإيقاف عمل المؤسسة.

تمثل الأمن السيبراني

تأتي هنا مهمّة الأمن السيبراني ألا وهي وقف هذه الهجمات السيبرانية عن طريق الكشف عن الفيروسات الرقمية وتعطيلها وتأمين وسائل اتصال مشفّرة وآمنة تضمن تبادل البيانات الحساسة دون خطر تسريبها أو قدرة الوصول إليها من المخترقين. يستخدم مختصّ الأمن السيبراني لتحقيق ذلك مجموعة من الأدوات والتقنيات مثل جدران الحماية (النارية) Firewalls وأنظمة كشف التسلل Intrusion Detection Systems أو اختصارًا IDS، بالإضافة إلى إجراء اختبارات الأمان وتعريف حدود واضحة (صلاحيات المستخدم، أماكن تخزين البيانات الحساسة، …إلخ).

فوائد الأمن السيبراني

يستند الأمن السيبراني على ثلاث مبادئ وهي الخصوصية Confidentiality والسلامة Integrity والتوفر Availability، ويرمز إلى هذه المبادئ بشكل كامل بالاختصار CIA:

  • الخصوصية: ضمان الوصول إلى الأنظمة والبيانات فقط للأشخاص المُصرَّح بهم، بإجراء عمليات التعديل البيانات واستعادتها والاطّلاع عليها.
  • السلامة: ويُقصد بها سلامة البيانات وهي ضمان أن البيانات يمكن الاعتماد عليها بشكل دقيق وصحيح، دون أن تُغيَّر من قبل أطراف أخرى غير مصرّح لها بالتغيير (وهو ما يضمنه المبدأ السابق).
  • التوفر: ضمان أن الأطراف المُصرّح لها بالوصول إلى البيانات تستطيع الوصول إليها بأي وقت دون مشاكل وبشكل مستمرّ، وهذا يتطلب المحافظة على سلامة التجهيزات (العتاد الصلب) وسلامة البنية التحتية والنظام الذي يحتوي على البيانات ويعرضها.

التطبيق الصحيح للمبادئ الثلاث السابقة يضمن لنا حماية بياناتنا الشخصية ويوفّر بيئة عمل مريحة وآمنة في المؤسسات التي تعتمد على التقنيات والأنظمة الحاسوبية، مما ينعكس بالإيجاب على سمعة المؤسسة وأدائها. أضِف إلى ذلك تفادي الخسارات في حال وقوع هجوم سيبراني على المؤسسة، سواءً أكانت ماديّة (تعطّل بنى تحتية أو سرقة بيانات أو ابتزاز) أو معنويّة (خسارة المؤسسة سمعتها وثقة جمهورها).

إذ تُشير إحصاءات أجرتها مجلة Cybercrime المختصة بمجال الأمن السيبراني في عام 2021 إلى أن الجرائم السيبرانية تسببت بخسائر قيمتها 6 تريليون دولار أمريكي، دعونا نقارن هذا الرقم لفهم ضخامته، إذ أنه سيأتي ثالثًا إذا أردنا وضعه ضمن الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين! ومن المقدّر أن تزداد الخسائر باستمرار بحلول عام 2025 إلى 10.5 تريليون دولار أمريكي.

دعنا لا ننسى أيضًا مهمة مميزة للأمن السيبراني ألا وهي استرداد البيانات واسترجاعها إن حصلت عملية اختراق أو تخريب، إذ تُعدّ مهمة استعادة البيانات بسرعة من أهم مهام مختص الأمن السيبراني. وجود فريق أمن سيبراني مختص لصدّ الهجمات والتعرّف عليها أمر لا غنى عنه، خصوصًا في القطاعات الحساسة مثل المؤسسات الحكومية والبنوك وشركات الطيران.

لكن هل تحتاج جميع المؤسسات إلى الأمن السيبراني بقدر متساوٍ من الأهمية؟ في الحقيقة لا، فأهمية الأمن السيبراني بالنسبة لمدوّنة أو موقع شخصي ليست بقدرٍ مساوٍ لشركة طيران أو مؤسسة مصرفيّة. ألا أن هنالك قواعد عامّة يجب اتّباعها بغض النظر عن غرض المؤسسة وطبيعة نشاطها كإدارة البيانات الحساسة وحمايتها مثل كلمات المرور والمحافظة على آخر إصدار مستقر من العتاد البرمجي المُستخدم وأخذ نُسخ احتياطية من البيانات بشكل دوري.

ما هو الفرق بين أمن المعلومات والأمن السيبراني؟

قد تتساءل ما الفرق بين أمن المعلومات والأمن السيبراني؟ إذ كثيرًا ما يُطرح هذا السؤال وهو ما سنجيب عليه في هذه الفقرة.

يهتمّ الأمن السيبراني كما ذكرنا سابقًا بحماية الأنظمة والأجهزة الحاسوبيّة، ويتضمن ذلك أمن الشبكات والتطبيقات والسحابة cloud والبنية التحتية، وذلك بمنع الوصول غير المصرّح له لهذه الأنظمة بهدف التحكم بها أو الحصول على البيانات التي تحتويها.

أمن المعلومات مقابل الأمن السيبراني

يركّز مجال أمن المعلومات على المعلومات بذات نفسها وكيفية حمايتها بغض النظر عن الوسيط الذي يحتويها بخلاف الأمن السيبراني (النظام أو العتاد الصلب)، ويُعدّ مجال أمن المعلومات خط الدفاع الثاني في حال التعرض لهجوم سيبراني واختراقه بحيث لا يستفيد المخترق من البيانات حتى وإن كانت بحوزته (إذ أن خط الدفاع الأول هنا هو الأمن السيبراني).

مصطلحات شائعة في مجال الأمن السيبراني

نذكر هنا بعض أكثر المصطلحات شيوعًا في مجال الأمن السيبراني ومعناها بشرح مقتضب:

  • الجريمة السيبرانية Cybercrime: هي أي هجوم يقوم بها شخص أو مجموعة من الأشخاص ويكون الهدف فيها نظام حاسوبي بهدف التحكم به أو الحصول على بيانات بشكل غير مُصرَّح به، إما بهدف التخريب أو الابتزاز.
  • شبكة روبوتات Robot Network: تُعرف اختصارًا باسم Botnet وهي شبكة تتكون من آلاف أو ملايين الأجهزة المتصلة مع بعضها البعض والمصابة ببرمجية خبيثة malware، ويستخدم المخترقون هذه الشبكة لتنفيذ هجماتهم مثل هجمات الحرمان من الخدمة الموزّع DDoS attacks أو إرسال الرسائل المزعجة Spam.
  • ** خرق بيانات Data Breach**: هي الحادثة التي يحصل بها المخترق على بيانات ما بعد نجاح هجمة سيبرانية، وعادةً ما تكون هذه البيانات بيانات شخصية حساسة مثل كلمات المرور أو بيانات مصرفية وغيرها.
  • المخترق ذو القبعة البيضاء White hat وذو القبعة السوداء Black hat: يُقصد بهذين المصطلحين نيّة كل مخترق من عملية الاختراق إذ أن للمخترق ذو القبعة السوداء نيّة سيئة باستخدام البيانات التي يحصل عليها أو الثغرات الأمنية بالابتزاز المالي أو التخريب بينما يكون هدف المخترق ذو القبعة البيضاء الكشف عن هذه الثغرات وسدّها لحماية النظام بشكل أكبر وغالبًا ما تُدعى هذه الفئة من المخترقين بالمخترقين الأخلاقيين Ethical Hackers.

أنواع تهديدات الأمن السيبراني

على الرغم من تطوّر الهجمات السيبرانية مع مرور الوقت وزيادة تعقيدها إلا أن هناك العديد من أنواع التهديدات الشائعة التي يجب أن يكون مختصّ الأمن السيبراني ملمًّا بها وبطريقة تحصين النظام ضدها.

تهديدات الأمن السيبراني

نذكر من أشهر أنواع تهديدات الأمن السيبراني ما يلي:

  • التصيّد الاحتيالي Phishing: هي محاولة المخترق لخداع الضحية الهدف باتخاذ إجراءات غير آمنة وخاطئة، مثل إرسال رابط لصفحة دخول إلى موقع معيّن ومطالبتهم بتسجيل الدخول بحساباتهم في هذا الموقع، إلا أن الصفحة مُستنسخة وعملية التسجيل مزيّفة مما يسمح للمخترق بالحصول على بيانات حساب الضحية.
  • هجمات الحرمان من الخدمة الموزّعة Distributed Denial of Service: تُعرَف اختصارًا بهجمات DDoS، وهي هجمات تتمّ عن طريق إغراق خادم النظام بسيل من المعلومات غير اللازمة باستخدام مجموعة من الأجهزة Botnet وذلك بهدف تعطيل الخدمة أو إبطائها، مما يتسبب بحرمان استخدام الخدمة للمستخدم أو حجبها.
  • البرمجيات الخبيثة malware: هي برمجية يزرعها المهاجم في النظام الضحية بحيث تُنفّذ مجموعة من الأوامر والمهام غير المصرّح بها على جهاز الضحية، نذكر من هذه البرمجيات برمجيات الفدية ransomware التي تشفّر بيانات جهاز الضحية وتمنعه من الدخول إليها بهدف الحصول على مبلغ مالي، وبرمجيات التجسس spyware التي تراقب نشاط المستخدم على حاسبه بشكل سرّي وتسرق بيانات حساسة مثل كلمات السر.
  • هجمات كلمة المرور password attacks: هجوم يحاول فيه المخترق تخمين كلمة المرور لملفات أو نظام، وتتم عملية التخمين عادةً بمساعدة أدوات مخصصة وليس يدويًا. لذا يُنصح على الدوام بالابتعاد عن كلمات السر القصيرة والمُستخدمة بكثرة مثل password123 أو qwerty، والكلمات الموجودة في القاموس دون إضافة رموز وأرقام بينها (لأن هذه الأدوات تجرّب الكلمات الموجودة في القواميس).
  • هجوم الوسيط man-in-the-middle attack: هجوم يستطيع المخترق عن طريقه الوصول إلى البيانات المُرسلة بين المُرسل والمُستقبل عن طريق التنصّت إلى الاتصال ما بينهما، وتتضمّن معظم بروتوكولات نقل البيانات نوعًا من التشفير والمصادقة للحماية من هذا النوع من الهجمات مثل شهادة SSL في بروتوكول HTTPS.

أنواع الأمن السيبراني

ينقسم مجال الأمن السيبراني إلى عدّة مجالات فرعية أخرى، إذ يختص كل مجال بعيّن بجانب من الفضاء السيبراني. نذكر من هذه المجالات ما يلي:

  • أمن الشبكات Network Security: يُعنى هذا المجال بحماية شبكات الحاسوب ويُحقَّق ذلك عن طريق بعض التقنيات مثل منع فقدان البيانات Data Loss Prevention اختصارًا DLP وإدارة الوصول إلى الهوية Identitiy Access Managment اختصارًا IAM وغيرها من التقنيات التي تجعل من الشبكات فضاءً آمنًا لمشاركة البيانات.
  • أمن الهواتف المحمولة Mobile Security: عادةً ما يكون لهواتف موظّفي المؤسسة أو طاقمها وصول كامل لنظام المؤسسة وبياناتها، وبالنظر إلى أن الهواتف المحمولة هي الجهاز الأكثر استخدامًا عادةً لكل فرد فهذا يُضيف أهميّة زائدة على هذا المجال، إذ يجب تأمين هذه الأجهزة ضد الهجمات الخبيثة باستخدام مختلف التطبيقات (مثل تطبيقات المراسلة وغيرها).
  • أمن السحابة Cloud Security: بدأت كافة المؤسسات بتبني تقنيات السحابة مؤخرًا، مما جعل أمن السحابة مجالًا مهمًا. تتضمن عملية حماية السحابة شروط التحكم بها والوصول إليها وكيفية توزيع بياناتها وهيكلة البنية التحتية ويندرج كل ذلك فيما يدعى باستراتيجية أمن السحابة cloud security strategy.
  • أمن إنترنت الأشياء IoT Security: يُقصد بإنترنت الأشياء مجموعة الأجهزة التي تتواصل مع بعضها البعض وتراقب بيئتها المحيطة باستخدام الحساسات بالإضافة إلى إمكانية التحكم بها عبر الإنترنت. يحمي أمن إنترنت الأشياء هذه الأجهزة من استغلالها من طرف المخترقين عن طريق استخدام ثغرات في الأجهزة بذات نفسها أو وسيط الاتصال فيما بينها.
  • أمن التطبيقات Application Security: التطبيقات التي تستخدم اتصال الإنترنت معرّضة لخطر الاختراق كأي نظام آخر يستخدم شبكات الإنترنت. يعمل أمن التطبيقات على حمايتها عن طريق منع التفاعلات الخبيثة مع التطبيقات الأخرى أو الواجهات البرمجية API.

مجالات الأمن السيبراني

يحتوي مجال الأمن السيبراني على عدّة مسميات وظيفية فرعيّة مخصصة عنه، ولكل من هذه المسميات مهامها المحدّدة ومتطلباتها، نذكر منها أهم مجالات الأمن السيبراني مع شرح بسيط لكل منها.

مجالات العمل في الأمن السيبراني

كبير موظفي أمن المعلومات

كبير موظفي أمن المعلومات Chief Information Security Officer اختصارًا CISO هو موظف ذو خبرة كبيرة مسؤول عن أمان المعلومات ضمن المؤسسة بشكل كامل، وتضمن مهامه تطوير طرق حماية البيانات وصيانتها وإدارة برامج المخاطرة، وعادةً ما يشغل هذا المنصب شخصٌ له باعٌ طويل في مجال أمن المعلومات وعمل في واحدة أو أكثر من وظائف أمن المعلومات بحيث يمتلك على خبرة كافية تمكّنه من قيادة فريق الأمن السيبراني في المؤسسة.

مهندس الأمن

تتضمّن مهام مهندس الأمن Security Architect تصميم نظم الأمان المُستخدمة في الدفاع عن المؤسسة من هجمات البرمجيات الخبيثة، إذ يُجري مهندس الأمن اختبارات لكشف الثغرات ونقاط الضعف في النظام بالإضافة لتزويد المعلومات المهمة إلى أعضاء الفريق الأمني الآخرين. يتطلّب هذا العمل خبرة في مجال هندسة المعلومات والشبكات وإدارة المخاطر بالإضافة إلى بروتوكولات الأمن وتشفير المعلومات.

مهندس الأمن السيبراني

يعمل مهندس الأمن السيبراني Cybersecurity Engineer على الإجراءات اللازمة التي تمنع نجاح هجوم سيبراني على أنظمة المؤسسة من شبكات وأجهزة، إذ يعمل على تطوير أنظمة دفاع سيبرانية ويعمل بشكل وثيق مع باقي أقسام المؤسسة للحفاظ على أمنها العام.

يتطلّب هذا المنصب فهمًا جيدًا لكيفية عمل الشبكات وإدارة نظم التشغيل وهيكلتها بالإضافة إلى إتقان لغة البرمجة C‎ (لأن لغة C تتعامل مع الحاسوب بمستوى منخفض مما يمنحك أريحية التعامل مع نظام التشغيل ومكوناته مقارنةً بلغات البرمجة عالية المستوى الأخرى مثل جافاسكربت وبايثون).

محلل البرمجيات الخبيثة

يعمل محلل البرمجيات الخبيثة Malware Analyst على فحص وتحليل التهديدات السيبرانية مثل الفيروسات وأحصنة طروادة Trojan horses والروبوتات bots لفهم طبيعتها وتطوير أدوات حماية للمدافعة ضدها، بالإضافة إلى توثيق طرق الحماية ضد البرمجيات الخبيثة وتجنبها.

يتطلب هذا المنصب فهمًا لكل من نظام ويندوز ولينكس بالإضافة إلى معرفة بلغة البرمجة C/C++‎، واستخدام بعض الأدوات مثل IDA Pro وRegShot وTCP View.

مختبر الاختراق أو المخترق الأخلاقي

يُعرف مختبر الاختراق Penetration Tester بالمخترق الأخلاقي Ethical Hacker أيضًا، وهو مستشار أمني تتمثل مهامه باستغلال الثغرات الأمنية ونقاط الضعف في النظام بطريقة مماثلة لما سيفعله المخترق ذو النية السيئة التخريبية، إلا أن مختبر الاختراق يُطلِع فريق الأمان السيبراني في المؤسسة على الثغرات لتصحيحها، كما أنه يصمّم أدوات الاختراق ويوثّق نتائج الاختبار.

المحلل الجنائي الرقمي

يعمل المحلل الجنائي الرقمي Computer Forensics Analyst بعد حدوث هجوم سيبراني، إذ يجمع الأدلة الرقمية ويحاول استعادة البيانات المحذوفة أو المُعدَّل عليها أو المسروقة. يتطلّب هذا العمل معرفة بالشبكات والأمن السيبراني وفهم لقوانين الجرائم السيبرانية بالإضافة إلى مهارات تحليلية والانتباه للتفاصيل الدقيقة.

كيف أبدأ بتعلم تخصص الأمن السيبراني؟

إن أردت البدء بتعلم الأمن السيبراني، فهذا يعني أنه عليك أن تبدأ بتعلم بعض المفاهيم والأدوات الأساسية في هذا المجال ألا وهي:

  • تعلم أساسيات البرمجة، وذلك باختيار لغة برمجة معيّنة (يُفضّل البدء بلغة C أو C++‎ إن أردت دخول مجال الأمن السيبراني لأن اللغتين تتعامل مع الحاسوب على مستوى منخفض مما يمنحك أريحية التحكم بنظام التشغيل وأجزاء النظام الأخرى).
  • فهم كيفية عمل أنظمة التشغيل وبنيتها، ننصحُك هنا بقراءة كتاب أنظمة التشغيل للمبرمجين
  • كيفية عمل قواعد البيانات التي تخزّن بيانات أي نظام حاسوبي وعمليّة تصميمها، يمكنك الاطّلاع على كتاب تصميم قواعد البيانات للحصول على فهم أوّلي حول هذا الموضوع.
  • إتقان التعامل مع سطر الأوامر command line بمختلف أوامره البسيطة والمتقدمة.
  • فهم كيفية عمل الشبكات وكيف تتواصل الأجهزة مع بعضها البعض وتتبادل البيانات باستخدام بروتوكولات الاتصال المختلفة.
  • التعامل مع أحد توزيعات لينكس الموجهة للأمن السيبراني والاختراقات بتمرّس، ونذكر منها توزيعة ريدهات Redhat لإدارة الخوادم (التي ستمكنك من الحصول على شهادة RHCSA وشهادة RHCE) ولينكس كالي Kali Linux، إذ تحتوي هذه التوزيعات على أدوات أساسية للتعامل مع الشبكات ومهام الأمن السيبراني.

ماذا بعد؟ اختر مجالًا لتركّز عليه من المجالات السابقة التي ذكرناها، إذ أنّ مسار التعلم الخاص بك سيختلف بحسب توجهك، وهناك بعض الشهادات التي يجب أن تمتلكها لتزيد من فرصك في الحصول على عمل بحسب المجال الذي تختاره. على سبيل المثال تُعدّ شهادة CEH هامة لمختبر الاختراق -أو المخترق الأخلاقي- وشهادة CHFI هامة للمحلل الجنائي الرقمي.

نرشّح لك أيضًا كتاب دليل الأمان الرقمي للاستزادة وتعلّم المزيد بخصوص الأمن السيبراني والاختراق.

المصادر:

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...