بعد أن تعرَّفنا على جميع عناصر الحاسوب مع كيفيَّة عملها، سنبدأ في درسنا هذا تحليل الأعطال لتلك لعناصر ومعرفة كيفية إصلاحها؛ إن كنت تعمل في مجال الحاسوب أو الدعم الفني فلا بدَّ أن تواجه المشاكل والأعطال المتعلقة بعناصره ثمَّ يُطلب منك البحث عن العطل والمشكلة التي أدت لتوقف ذلك العنصر عن العمل وإصلاحها.
سنناقش في هذا الدرس أهمَّ الأعطال الشائعة لثلاثة عناصر وهي: اللوحة الأم، وذاكرة الوصول العشوائي، والمعالج مع ذكر طريقة صيانتها.
مشاكل وأعطال اللوحة الأم
اللوحة الأم هي العنصر الرئيسي في الحاسوب التي تتصل بها جميع العناصر الأخرى لذا ستجد أنَّ احتمالية تعطلها كبيرة ويؤدي ذلك إلى توقف الحاسوب عن العمل، وهذا الأمر يعقِّد عملية إصلاحها ويصعِّبها أيضًا لعدم التمكن من معرفة العطل مباشرةً. توجد دائمًا أمارات وعلامات تحذر بالمشكلة قبل وقوعها فإن انتبه لها المستخدم فيمكن حينئذٍ إصلاح العطل قبل تفاقمه وإن لم ينتبه لها أدى ذلك إلى مشكلة أكبر وضرر أوسع، ومن علامات تعطل اللوحة الأم:
- عدم التعرُّف على الأجهزة المحيطية الموصولة باللوحة الأم أو عدم إظهارها مثل عدم تعرُّف نظام التشغيل على القرص الصلب أو بطاقة الصوت.
- بطء عملية الإقلاع يشير إلى حالة سيئة للوحة الأم وقد يشير إلى تعطل عنصر آخر أيضًا.
- عدم تعرُّف الحاسوب على الأجهزة التي توصل بالمنافذ الخلفية.
- ظهور خطوط غريبة على الشاشة (إن كانت بطاقة العرض مدمجة مع اللوحة الأم).
- عدم بدء عملية الاختبار الذاتي للعناصر POST أي عمل الحاسوب والمراوح دون ظهور شيء على الشاشة (ظهور شاشة سوداء فقط).
- رائحة حريق أو علامات تدل على احتراق عنصر أو تغيُّر لونه نتيجة حرارة زائدة في مكان ما على اللوحة الأم.
- قِدَمُ اللوحة الأم إذ تُقيَّد بعض العناصر إلكترونيَّة بعمر تشغيلي محدَّد مثل تعطل المكثفات بعد فترة من العمل.
- انتفاخ أحد المكثفات أو تسرُّب مادته الكيميائيَّة.
- عمل الحاسوب بعد محاولات عدَّة لتشغيله.
- التوقف عن العمل أو إعادة التشغيل على نحو مفاجئ.
يجب أن نميز مرحلتين عند تحليل عطل اللوحة الأم وهما: المرحلة الأولى هي مرحلة تجاوز عملية الاختبار الذاتي للعناصر POST، والثانية هي عدم بدء تلك العملية أو عدم ظهور شيء على الشاشة.
في المرحلة الأولى، إن كان الحاسوب يتخطى عملية الاختبار الذاتي POST ويدخل إلى نظام التشغيل ثمَّ تظهر المشكلة فيجب فحص عناصر أخرى مثل القرص الصلب أو الذاكرة أو وحدة التغذية أو نظام التبريد ...إلخ. والتأكد من أنَّها سليمة؛ إن لم تُعرف المشكلة فيجب فحص اللوحة الأم.
تُقسم المرحلة الثانية إلى قسمين: الأول هو ظهور الشاشة السوداء مع عمل الحاسوب وسماع صوت صفير يصدره مكبر الصوت speaker الموجود داخل اللوحة الأم، وفي هذه الحالة تكون اللوحة الأم سليمة ويجب تمييز نوع الصفير لتحديد العطل؛ صدور صوت صفير يدل على أن البيوس بدأت بعملية الاختبار الذاتي POST بإرسال الإشارات إلى جميع العناصر للتأكد من سلامتها وعملها بالتتالي مثل البدء بفحص المعالج ثمَّ الذاكرة ثمَّ بطاقة العرض ثمَّ لوحة المفاتيح ...إلخ. إلى أن تفحص جميع العتاد، فإن وُجدت مشكلةٌ بأحد العتاد تتوقف العملية ويُرسل رمزٌ بالخطأ ويُصدر مكبر الصوت صوت صفير ذي طول وعدد محدَّد يشير إلى العطل مثل صدور صوت صفير مستمر وطويل يشير إلى عطل في الذاكرة فإمَّا أنَّها غير موجودة أو مركبة ولكن لا تعمل؛ تختلف رموز الخطأ وأصوات الصفير بحسب نوع الشركة المصنِّعة للبيوس.
القسم الثاني هو ظهور الشاشة السوداء دون سماع صوت صفير؛ نتأكد في هذه الحالة من عمل مكبر الصوت فقد لا يكون موجودًا أو لا يعمل؛ إن كان يعمل ولم يصدر أي صوت فالمشكلة هنا تكون في اللوحة الأم أو البيوس؛ مشكلة البيوس تُحل غالبًا بإعادة برمجتها أو تحديث محتواها، أمَّا اللوحة الأم فيجب فحص عناصرها الإلكترونيَّة (ظاهريًا على الأقل) والتأكد من عمل وحدة التغذية والمعالج والجسر الشمالي؛ طريقة فحص المعالج والجسر الشمالي أو أي دارة مدمجة هي بتشغيل الحاسوب فترةً من الزمن، ولنفترض 5 دقائق، ثمَّ نطفئه ونلمس سطح المعالج بعد إزالة المروحة عنه فإن كان ساخنًا أو حتى دافئًا بعض الشيء فهو يعمل، ونفعل الأمر ذاته مع الجسر الشمالي والدارات المتبقيَّة؛ إن كان الجسر الشمالي باردًا ولا توجد أي حرارة به فمن الممكن أنَّه انفصلت إحدى أرجله عن ناقلات اللوحة الأم بسبب الحرارة الشديدة ولإعادة وصلها نستخدم المحطة الحرارية.
قبل تعقيد الأمور وذهاب مخيلتنا إلى مشكلة خفية صعبة، نبدأ بأبسط الاختبارات للوحة الأم وهي نزع الذاكرة وتشغيل الحاسوب للتأكد من ظهور صوت الصفير، أو ننزع جميع العناصر عن اللوحة الأم مثل الذاكرة وبطاقة الشاشة والمعالج ونحاول إزالة الغبار عنها ثمَّ إعادة تركيبها، ويفضَّل استخدام بخاخ يحوي سائلًا مخصَّصًا لتنظيف العناصر الإلكترونيَّة، أو نعيد ضبط البيوس إلى إعداداتها الافتراضية بإزالة بطارية CMOS ووصل الناقلين أسفلها مع بعضهما وضغط زر التشغيل بضعة ثوانٍ؛ احتمال كبير أن تُحل المشكلة وتُعرف بأداء تلك الأمور فقد حُلَّت معي الكثير من المشاكل وعادت اللوحة الأم إلى العمل بإزالة العناصر وتنظيفها ثمَّ إعادة تركيبها بينما كان المستخدم يعتقد بوجود مشكلة كبيرة.
الفحص الظاهري للوحة الأم مهم جدًا للتأكد من أن المراوح تعمل أو للبحث عن عنصر تغيَّر لونه أو شكله مثل أنَّه قد احترق أو انفجر، والتأكد أيضًا من عدم وجود رائحة حريق والنظر لجميع العناصر بحثًا عن أرجل فُصلت عن نواقل اللوحة الأم ظاهريًا.
في اللوحات الأم الحديثة، تُرسل البيوس رسالة واضحة بالمشكلة إن كانت الشاشة تعمل مثل إظهار رسالة بأنَّ بطارية CMOS فارغة أو لوحة المفاتيح أو إحدى المراوح لا تعمل أو غير موصولة.
كلما تعقدت المشكلة ولم تحل زاد التأكد أنَّ المسبب هو أحد العناصر الإلكترونيَّة وحينئذٍ يجب الاستعانة بخبير في مجال الإلكترونيات لفحص اللوحة الأم؛ أغلب الأحيان لا تُصلَّح اللوحات الأم في مثل هذه الحالة مما يضطرنا لشراء واحدة جديدة.
نضيف أحيانًا عنصرًا جديدًا إلى اللوحة الأم ولكنه لا يظهر مطلقًا وكأنَّك لم تُركب شيئًا أو تحدث مشاكل أخرى بإضافته مثل توقف اللوحة الأم عن العمل أو ظهور الشاشة السوداء بعد تركيبه والسبب هو عدم التعرف عليه أو عدم التوافق مع اللوحة الأم؛ تظهر هذه المشكلة بكثرة كلما أصبحت اللوحة الأم قديمة ولحلها نعيد برمجة نظام البيوس (راجع درس اللوحة الأم: الجزء الثاني).
بطاقة فحص الأعطال
هي بطاقة توضع في أحد شقوق التوسعة وتؤدي مهام عدَّة لاكتشاف الأعطال مثل قياس الجهود والترددات للوحة الأم ومتابعة العملية POST لقراءة رمز الخطأ وإظهاره، وبالبحث عنه في دليل الاستخدام لهذه البطاقة يمكن إيجاد المشكلة بسهولة.
مشاكل وأعطال ذاكرة الوصول العشوائي
أعطال الذاكرة قليلة الحدوث وهي غير شائعة بالموازنة مع العناصر الأخرى نظرًا لأنَّها لا تحوي أجزاءً ميكانيكية؛ أعراض تعطل الذاكرة هي:
- ظهور الشاشة الزرقاء أو شاشة الموت -كما يسميها مستخدمو نظام التشغيل ويندوز- فجأة ثمَّ إعادة تشغيل الحاسوب؛ قد تكون الشاشة الزرقاء علامة على تعطل عنصر آخر غير الذاكرة.
- إعادة تشغيل الحاسوب أو جمود الحاسوب فجأة.
- انخفاض أداء الحاسوب تدريجيًا بعد تشغيله إذ يكون الأداء جيدًا في البداية ثمَّ يتهاوى تدريجيًا.
- فشل عملية تثبيت تطبيق جديد أو نظام تشغيل على الحاسوب لسبب مجهول.
- صدور صوت صفير مستمر أو متقطع ومستمر.
- عمل الحاسوب مع ظهور شاشة سوداء، وهذه العلامة تسبقها غالبًا إضافة ذاكرة جديدة.
يجب تمييز مرحلتين عند التعامل مع مشاكل الذاكرة؛ الأولى هي وجود مشكلة في الذاكرة مع استمرار عمل الحاسوب والدخول إلى نظام التشغيل وهذا يتمثل في الأعراض من 1 إلى 4؛ في هذه الحالة، لا يمكن الجزم بأنَّ المشكلة هي في الذاكرة إذ يُحتمل أن تكون الفيروسات أو نظام التشغيل سبب ذلك، لذا نفحص الذاكرة باستخدام برامج فحص وتحليل الذاكرة مثل البرنامج memtest86 أو memtest86+ أو Windows Memory Diagnostics الذي توفره شركة مايكروسوفت على أنظمتها ويمكن بدء هذا البرنامج بفتح مربع الحوار "تشغيل" (run) عبر الاختصار "Ctrl+R" وكتابة "mdsched.exe" حيث تبدأ عملية فحص الذاكرة بعد إعادة تشغيل الحاسوب، وتتواجد نسخ إقلاعية من البرامج السابقة لا تتطلب نظام تشغيل.
الحالة الثانية هي عدم عمل إكمال العملية POST وإصدار صوت صفير أو عدم إصداره، ويكون السبب غالبًا هو إضافة ذاكرة إلى الحاسوب لم تتوافق مع الذاكرة الموجودة أو لم تتعرف عليها البيوس؛ نتأكد في هذه الحالة من توافق ترددات الذاكرات أو نغير مكانها بأن نضع كلتا الذاكرتين على شقي توسعة من اللون ذاته؛ يمكن أن لا تدعم لوحة الأم هذه الذاكرة لذا نلجأ إلى تحديث نظام البيوس. إن لم تُحل المشكلة، نتأكد من عمل مقبس الذاكرة بإعادة تركيب الذاكرة على مقبس آخر أو تنظيف نواقل الذاكرة والمقبس ببخاخ لإزالة الغبار وهذه الحالة كثيرة الحدوث.
وجود عطل في إحدى خلايا الذاكرة يضطرنا إلى استبدالها لذا نجد أن الحل الوحيد لإصلاح الذاكرة هي استبدالها. في حال كان الحاسوب يحوي أكثر من ذاكرة واحدة فنزيلهم جميعًا ونركب واحدة تلو الأخرى لفحصها؛ إن كانت جميعها لا تعمل فقد يكون المقبس هو السبب لذا نجرب الذاكرة على لوحة أخرى للتأكد من أن العطل ليس منه وتعطل المقبس نادر الحدوث.
إذا تكرر العطل عشوائيًّا فاحتمال أن تكون المشكلة في نظام التبريد أو وحدة التغذية، أمَّا إذا تكررت المشكلة بانتظام فالأغلب أنَّ العطل في الذاكرة؛ إن كان لديك نظاما تشغيل وكانت المشكلة تظهر في أحدهما دون الآخر فالمشكلة ليست في الذاكرة.
مشاكل وأعطال المعالج
إن كانت أعطال الذاكرة قليلة الحدوث فإن أعطال المعالج شبه نادرة، وإذا كان المعالج لا يعمل فلا خيار سوى استبداله.
مشكلة المعالج الشائعة هي الحرارة بالإضافة إلى العطل أو الضرر الفيزيائي للمعالج مثل أن تنكسر إحدى أرجله إن كان من نوع "PGA" نتيجة تركيبه على المقبس بطرقة خاطئة أو سقوطه أثناء حمله.
الحرارة الزائدة هي السبب الرئيسي التي تؤثر سلبًا على أداء المعالج و تقلل من عمره وتوقفه عن العمل فجأةً إن تجاوزت الحدود المسموحة؛ من أعراض ارتفاع الحرارة أثناء العمل هي إعادة التشغيل أو توقف الحاسوب عن العمل على نحو مفاجئ؛ يجب في هذه الحالة مراقبة حرارة المعالج عبر البرامج مثل برنامج "CPU-Z" أو عبر الدخول إلى إعدادات البيوس، وتوفر شركة Intel أداة لتحليل أعطال معالجاتها وهي "Processor Diagnostic Tool" التي توفر الكثير من المزايا لفحص المعالج، بالإضافة إلى توافر نسخة إقلاعية منها لاستخدامها إن كان النظام لا يعمل.
قد تكون المروحة هي السبب في ارتفاع الحرارة مثل انخفاض أدائها نتيجة تكتل الغبار والأوساخ عليها، أو عدم عمل نظام التبريد ككل بكفاءة أو ترقية المعالج أو كسر سرعته دون تغيير المروحة أو زيادة سرعتها؛ توفر بعض صناديق الحاسوب فتحات لتركيب مراوح إضافية يمكن استغلالها.
يعتقد بعض المستخدمين أنَّ فتح غطاء صندوق الحاسوب يزيد من كفاءة التبريد، ولكنَّ ذلك خاطئ إذ يُعطل نظام التبريد بدلًا من زيادة كفاءته؛ مكان وضع صندوق الحاسوب قد يؤدي إلى زيادة الحرارة مثل وضعه في مكان تُغلق فيه بعض فتحات التهوية خصوصًا الخلفية منها.
في حال عمل الحاسوب مع ظهور الشاشة السوداء ودون صدور صوت صفير، نترك الحاسوب يعمل فترة من الزمن ثمَّ نطفئه ونلمس سطح المعالج للتأكد من وجود حرارة؛ إن لم توجد حرارة نحاول تجريب هذا المعالج على لوحة أخرى للجزم بعمله أو تعطله، وإن كان هو السبب نستبدل به معالجًا جديدًا.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.