في أواخر سبعينيات القرن الماضي أهدر المترجمون العاملون في المفوضية الأوروبية أوقاتا ثمينة في إعادة ترجمة مصطلحات ومقاطع تُرجمَت من قبل، فتعالت الأصوات المنادية برقمنة هذه النصوص التي سبق العمل عليها لكي يعاد استخدامها في الترجمات اللاحقة بسهولة، ولم يكن يعني ذلك أن يترك المترجمون عجلة القيادة للآلة وأنظمة الحاسوب، بل كان المقصود هو تطوير برامج ترجمة بمساعدة الحاسوب (Computer Assisted Translation - CAT) مهمتها معاونة المترجمين في عملهم، وهو ما قد كان.
بالانتقال إلى عصرنا الحالي تشترط 95% من إعلانات وظائف الترجمة الاحترافية إجادة استخدام برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب بعدِّها مهارة أساسية في عمل المترجم. ولكن ما هي برامج CAT وما هي التغييرات الجذرية التي تحملها في طياتها لمساعدة المترجمين في عملهم؟ هذا ما سنتناوله في هذه السلسة من المقالات التي تهدف لأن تكون دليلا عربيا متكاملا حول برامج CAT وكيفية استعمال أحد برامجها المجانية وهو omegaT.
سنتناول في المقال الأول من السلسلة شرح مفهوم برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب وآلية عملها وموازنة بينها وبين الترجمة الآلية ثم نأخذ لمحة سريعة عن برنامج omegaT باعتباره أداة مجانية من برامج CAT.
ما هي برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT
برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT هي برامج تنشئ ذاكرة ترجمة Translation Memory لمستند مترجم والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لتسهيل ترجمة المستندات المستقبلية التي بينها وبين الأول تشابة كبير. تمثل بيئة عمل يمارس في أجوائها المترجم مهامه مستعينا بإمكانياتها ووظائفها المتنوعة التي تهدف إلى الترجمة على نحو أكثر كفاءة، يستخدمها المترجمون لزيادة إنتاجيتهم والعمل بشكل أكثر دقة وسرعة، وتصحيح الأخطاء تلقائيا وتحقيق درجة أعلى من التناسق في النص النهائي.
تعتمد في آلياتها على الجمع بين إمكانيات الآلة والجهد البشري للمترجم، وتعيد توظيف الترجمات السابقة التي أنتجها المترجم بنفسه -أو بواسطة مترجمين آخرين ممن شاركوا ترجماتهم- في المشروعات الجديدة ليصبح العمل أكثر سهولة وسرعة، وتأتي بإمكانيات عملية عديدة مدمجة مثل الترجمة الآلية وتنزيل القواميس أحادية وثنائية اللغة والتصحيح والتدقيق الإملائي والمشاركة السحابية.
شاع استخدام هذه البرامج في أوساط المترجمين المحترفين مع بداية القرن الحادي العشرين وأصبحت أكثر برامج الترجمة تخصصا وتطورا، ومنها برامج يتم تثبيتها على أجهزة الحاسوب ومنها ما يتم استخدامه عبر الويب، وتأتي في حزم سعرية مختلفة بعضها مجاني مثل OmegaT والبعض الآخر مدفوع مثل SDL Trados Studio وMemoQ.
كيف تعمل برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب
وفقا لمقياس برامج الترجمة تنتمي برامج CAT إلى فئة الترجمة البشرية بمساعدة الآلة Human Aided Machine Translation - HAMT، والتي تعتمد في المقام الأول على الجهد البشري للمترجم مع استخدام الآلة في دعم عملية الترجمة.
تقسّم برامج CAT النص المطلوب ترجمته إلى مقاطع أصغر، ثم تحفظ أزواج الترجمة التي تتكون من المقاطع المترجمة إلى جانب النصوص الأصلية في قاعدة بياناتها لتتيح إعادة استخدام الترجمات السالفة في أي وقت إما في المستند نفسه أو في مستند آخر.
بشكل أكثر تبسيطا لنفترض أن برامج CAT تعمل عمل المساعد لك كمترجم، يسجل كل شاردة وواردة في عملك ويحفظها في ذهنه، ليسارع بتقديم الاقتراحات والمعونة في ضوء عاداتك التي حفظها عن ظهر قلب.
ويرتكز عمل هذه البرامج بشكل أساسي على تقنيتين أساسيتين هما ذاكرة الترجمة وقواعد بيانات المصطلحات:
أ- ذاكرة الترجمة Translation Memory
هي ملف محفوظ في البرنامج يحتوي على أزواج مترجمة بالفعل بواسطة مترجمين بشريين تشمل كل من النص الأصلي والمترجم، وأثناء عمل المترجم يبحث البرنامج تلقائيا في جميع ملفات ذاكرة الترجمة المتوفرة، وإذا وجد تشابها في النص بين المصدر الحالي والمُخزَّن يقترح على المترجم الترجمة السابقة المناسبة.
تخزن ذاكرة الترجمة جملا كاملة وفقرات وعناوين، وتعتمد الاقتراحات التي تعرضها على موازنة لسلاسل أحرف كلمات النص الحالي والمُخزَّن من حيث الشكل فقط دون اعتداد للسياق أو الدلالات، مع مدى تطابق يتراوح بين 70 - 100 %.
وتترك القرار للمترجم في تحديد مستوى التشابه الذي يرغب به، على سبيل المثال يمكنه أن يقرر عرض البرنامج اقتراحات للمقاطع المشابهة للنص الحالي بنسبة لا تقل عن 90%. وإذا لم يجد البرنامج تشابها يخزن الترجمة الجديدة التي كتبها المترجم مضيفا إياها إلى ذاكرة الترجمة بعدِّها تغذية جديدة.
يتضح مما سبق أن ذاكرة الترجمة هي عملية بناء تراكمية تلقائية من حصيلة الترجمات السابقة، مع السماح للمترجم بإعادة استخدام الترجمات المناسبة كما هي أو إجراء تعديلات طفيفة عليها. ويتفق غالبية المترجمين أنها تعمل على تسريع وتحسين الترجمة.
ب- قاعدة بيانات المصطلحات Terminology Databases
هي مكان لتخزين المصطلحات وترجماتها بما في ذلك الشروحات والأمثلة، وتندمج بحيوية في عملية الترجمة إما بالبحث اليدوي بواسطة المترجم في قاعدة البيانات أو بالعرض التلقائي في نافذة البرنامج كاقتراح أثناء العمل، وتعمل مثل بديل تفاعلي عن القواميس والمعاجم. وكما هو الحال مع ذاكرة الترجمة تتمثل الوظيفة الرئيسية لقاعدة بيانات المصطلحات في توفير الوقت والحصول على ترجمات متناسقة بأقل مجهود.
تتيح قاعدة بيانات المصطلحات للمترجم إدراج المصطلحات -والتي عادة تتكون من كلمات مفردة أو تعبيرات قصيرة- التي يرغب بتخزينها إلى جانب الترجمة المناسبة التي يراها، ليس هذا فحسب بل تتيح أيضا إضافة العديد من المعلومات المختلفة مثل الملاحظات وقواعد استخدام المصطلح والسياقات المناسبة والترجمة المعتمدة والترجمة المرفوضة، وبعض البرامج تتيح إضافة صورة توضح المصطلح كذلك.
لذلك فهي على خلاف ذاكرة الترجمة لا تبني نفسها بنفسها وإنما تتطلب بذل جهد من المترجم في إدراج المصطلحات بنفسه والتفكير جيدا في الترجمة الصحيحة، ولكنها تمنحه قيمة كبيرة توفر عليه مجهودا ضخما لاحقا.
برامج CAT بعيون محايدة: مزايا وتحديات
يشمل مجال الترجمة مهاما متنوعة ومشاريع مختلفة يعمل عليها المترجمون، فهل تناسب برامج CAT كل المهام والمشاريع أم لا؟ في السطور التالية سنضع برامج CAT على طاولة التشريح لنتعرف على المزايا التي تقدمها والتحديات التي تحملها كي تتبين إلى أي مدى يمكنك تحقيق فائدة منها.
أولا: مزايا برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب
1. توفير وقت الترجمة
هي الميزة الأهم لبرامج CAT، لن تحتاج إلى قضاء أوقات طويلة في تصفح القواميس أو إعادة ترجمة عبارات ومصطلحات عملت عليها من قبل أو البحث في ملفاتك القديمة عن ترجمات سابقة. توفر لك خاصيتي "ذاكرة الترجمة" و"قاعدة بيانات المصطلحات" اقتراحات تلقائية مناسبة أثناء العمل على النص الجديد، لن تضطر معها إلى إعادة كتابة عبارات ومصطلحات متكررة، لتتم الترجمة في أقصر وقت ممكن وتزداد إنتاجيتك بالتبعية.
2. جودة أعلى للنص المترجَم
تقلل برامج CAT من الأخطاء التي تقع بسبب السهو أو التناقضات غير المنطقية -على سبيل المثال تباين الأرقام وعلامات الترقيم بين النص الأصلي والمترجم- فضلا عن برامج التدقيق الإملائي، بما يكفل الوصول إلى نص مترجم على درجة عالية من الجودة.
3. ضمان التناسق
تساعد برامج CAT المترجم على تحقيق التناسق في ترجمة المصطلحات -خاصة المصطلحات التقنية والأكاديمية- داخل الوثيقة الواحدة، إذ تضمن توحيد ترجمة المصطلح في أماكن مختلفة من الوثيقة، قد يحدث بدونها اختلاف ولو طفيف في ترجمة المصطلح ذاته في مواضع مختلفة بسبب إعادة تفكير المترجم في الترجمة المناسبة في كل مرة.
4. إنجاز أسرع للمشاريع الكبرى والمشاريع التقنية
تحقق برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب ميزة تنافسية كبيرة في مشاريع الترجمة التي تتضمن نصوصا ووثائق طويلة جدا إذ تزيد من سرعة الإنجاز، أما في مشاريع الترجمة المتخصصة ذات الطبيعة الفنية كثيفة المصطلحات -على سبيل المثال: القانون، الإدارة، الطب، التسويق.. إلخ- فتحقق نتائج رائعة وتوفر على المترجم جهد البحث المتكرر عن الترجمة الدقيقة للمصطلحات.
5. تنوع في الأسعار والخصائص
تتوفر برامج CAT على الإنترنت بسهولة لكل من يبحث عنها، جاهزة للتثبيت على أنظمة التشغيل المختلفة دون الحاجة لخبرات تقنية محددة، وتستطيع معالجة مدى واسع من أنواع الملفات (PDF ،doc ،html ،ppt..إلخ)، مع باقات سعرية متفاوتة تناسب كل الاحتياجات، وخصائص متنوعة تتوائم مع كل أنماط مشاريع الترجمة الفردي منها والمشترك.
فمثلا في المشروعات المشتركة يستطيع كل أعضاء الفريق معرفة مدى التقدم الذي تم في ترجمة نص معين، والتغييرات الجديدة التي طرأت، وتمنح صلاحية إدارة المشروع برمته إلى شخص واحد (مدير المشروع مثلا).
6. وظائف ذكية
تعتمد برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب على ذكاء الآلة كمساهم أساسي في الترجمة بالاقتراح والتصحيح، ولكنها فضلا عن ذلك تقوم بوظائف ذكية أخرى مثل تحذير المترجم عند ظهور اختلاف بين الترجمة الحالية والمحفوظة في السابق، والإشارة إلى أجزاء النص صعبة الترجمة أو الأكثر صعوبة من الباقي، استخراج النصوص من ملفات الوسائط المتعددة ليسهل العمل عليها مقطعا تلو الآخر في هيئة نص عادي، تتبُّع إحصائيات الاستخدام، دمج الترجمة الآلية مثل ترجمة جوجل، والبحث عن العبارات والنصوص.
ثانيا: تحديات برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب
1. تتطلب مهارة في الاستخدام
برامج CAT هي مجرد برامج تقنية تساعد المترجم وفعاليتها تعتمد على مهارة العنصر البشري الذي يستخدمها، يحتاج المترجم إلى ضبط إعدادات البرنامج لتناسب كل مشروع ترجمة يعمل عليه على حدة، ولذلك ينبغي أن يمتلك المترجم مهارة تعديل البرنامج بحيث يناسب احتياجات كل مشروع.
2. فهم غائب للسياق
تجهل برامج CAT فهم السياق العام للنص، وتتوقف وظائفها مع مواجهة الغموض أو عدم الوضوح، لا تفهم اللهجات العامية ولا التعبيرات الاصطلاحية، وبسبب تجزئة النص أثناء عملية الترجمة تحتاج من المترجم إلى خبرة وفهم للحفاظ على الترابط بين الفقرات والجمل وصيانة السياق الثقافي للنص الأصلي.
3. فعالية ضعيفة في النصوص الإبداعية
إذا كان جل مشاريعك ترجمات لنصوص إبداعية مثل المواد الإعلانية، المؤلفات الأدبية مثل الروايات والقصص، فبرامج CAT لن تحقق لك فائدة ملموسة في عملك. تتعلق هذه البرامج بالترجمات الرسمية أكثر من الترجمات المرنة.
إذ تحتاج ترجمة النصوص الإبداعية ذات الحساسية اللغوية والثقافية مثل المحتوي التسويقي والنصوص الأدبية إلى معرفة المترجم لكل من ثقافة اللغة الأصلية واللغة الهدف، والقدرة على إظهار الترجمة في شكل طبيعي يشعر معه القارئ بالراحة، وهي السمات التي تفتقر لها برامج CAT حتى الآن، وعلى المدى المنظور أيضا.
موازنة بين برامج CAT وبرامج الترجمة التقليدية
من المهم الآن التمييز بين برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب وبرامج الترجمة الآلية وهي الأدوات التي يميل الكثيرين إلى الخلط بينهما، إذ تختلفان في المخرجات وتستخدمان لأغراض مختلفة:
الترجمة الآلية تتجاهل العنصر البشري
يعمل برنامج الترجمة الآلية بمنزلة آلة الخياطة التي تجمع أجزاء النصوص معا وتحولها إلى جمل معقولة، تستغل قدرة الآلة على معالجة النص المصدر وتقسيمه إلى عناصر يمكن ترجمتها بسهولة ثم صياغة نص بالبنية نفسها في اللغة الهدف. تعتمد كليا على قدرات الحاسوب والقواميس الضخمة متعددة اللغات دون أي مشاركة من الإنسان. فيما تعتمد برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب على الجهد البشري بعدِّه عنصرا لا غنى عنه فتستجيب بفعالية أكبر للاحتياجات المطلوبة، أضف إلى ذلك شمولها لأدوات الترجمة الآلية المشهورة مثل ترجمة Google وYandex Translate.
أداء سريع للترجمة الآلية ولكنه غير قابل للاستخدام على الفور
في غضون ثوان معدودة ستمنحك برامج الترجمة الآلية نصوصا باللغة التي ترغب بها، ولكنها حافلة بالدلالات الخاطئة وتفتقر إلى الدقة والأسلوب الطبيعي في اللغة، تتحسن هذه البرامج على مر السنين إلا أن تعقد اللغة وديناميكيتها يزيد من صعوبة أن تستطيع تحديد الفروق الدقيقة في كل لغة ونقل المعنى إلى لغة أخرى.
وبالتالي تتطلب التحرير اللاحق للترجمة لتدارك الأخطاء وإنتاج نص عالي الجودة بما يستغرق وقتا إضافيا. على الناحية الأخرى تنتج الترجمة بمساعدة الحاسوب مخرجات أحسن بفعل تدخل المترجم في العملية، بما يكفل إنتاج نص يمكن لأي شخص فهمه.
الترجمة الآلية الخيار الأفضل عندما..
إذا كنت ترغب بفهم السياق العام للنص فقط أو مضغوطا في الوقت ولا تملك فرصة لتوظيف مترجم محترف، أو تود الحفاظ على خصوصية بياناتك الحساسة وعدم الكشف عنها لأي شخص، فستكون الترجمة الآلية الخيار الأفضل لك، سوى ذلك تعد الترجمة بمساعدة الحاسوب هي الورقة الرابحة على كل الأصعدة إذ يقرأ المترجم النص ويستنتج معناه من اللغة الأصلية وينقله إلى اللغة الهدف بنفسه.
أشهر برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب
SDL Trados Studio
هو أعرق وأضخم برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب، يحتل المركز الأول في عدد المبيعات متفوقا على البرامج الأخرى ويعتبر الخيار الأكثر شعبية لدى المحترفين. يتميز بكونه أداة شاملة تساعد المترجم في أداء مهامه من مكان واحد عبر تطبيق سطح مكتب بسيط، ويدعم أكثر من 70 نوعا من أنواع الملفات، ويتكامل بسهولة مع العديد من الأدوات الهامة مثل Google Drive وMicrosoft Office. تفسر هذه الخصائص المتقدمة السعر المرتفع الذي يتطلبه شراء البرنامج.
Wordfast
منذ عام 1999 نما Wordfast ليصبح ثاني أكثر برامج الترجمة استخداما في العالم مع ميزة رئيسية وهي التكلفة المعقولة التي تجعله خيارا مناسبا للمترجمين المستقلين. كما يوفر Wordfast حلا مجانيا من خلال أداة "Wordfast Anywhere" للترجمة عبر الإنترنت والتي يمكن استخدامها عبر الأجهزة اللوحية والهواتف. ويدعم طيفا واسعا من أنواع الملفات النصية الرئيسية فضلا عن ملفات Java و InDesign و pdf القابل للتحرير.
MemoQ
هو أحد أقوى برامج CAT، ويأتي في المرتبة الثالثة من حيث الاستخدام. يمزج بين العمل كبرنامج سطح المكتب وبين العمل عبر الإنترنت. وبالإضافة إلى المزايا التقليدية لبرامج الترجمة بمساعدة الحاسوب يقدم MemoQ مزايا عديدة للمترجمين مثل مراقبة الجودة للتركيز على مهام سير عمل محددة -مثل التحقق من علامة التنسيق أو الالتزام بمصطلحات معينة- وقوالب المشروع. ومثل SDL Trados Studio يندرج MemoQ ضمن قائمة برامج CAT عالية التكلفة.
omegaT
فضلا عن برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب السابقة، يبدو omegaT خيارا ممتازا لبدء استخدام هذه النوعية من برامج، فهو مجاني ومن السهل نسبيا تعلمه ويعمل على أنظمة التشغيل الرئيسية MAC وLinux وWindows. ستتمكن فور تنزيل البرنامج عبر الموقع الرسمي من تثبيته في لحظات بعد اتباع التعليمات المتتابعة السهلة التي ستظهر بمجرد النقر على ملف exe الذي اعتدنا عليه. وتنقسم واجهة البرنامج إلى 3 أجزاء رئيسية: قسم مسرد المصطلحات وقسم التحرير وقسم التطابقات الجزئية.
لبدء استخدام omegaT ستحتاج إلى إنشاء مشروع يحتوى على جميع ملفاتك ذات الصلة مثل الملف الأصلي وذاكرات الترجمة وقواعد بيانات المصطلحات وفي النهاية سيكون موطنا للملف المترجم، ثم اختر لغة الملف الأصلي ولغة الترجمة. سيجزّئ البرنامج النص الأصلي إلى مقاطع، لتتمكن من ترجمة مقطع واحد في كل مرة، وبعد الفراغ منه ستنتقل إلى المقطع التالي تلقائيا.
فور الانتهاء من الترجمة، سيتم إنشاء الملف المترجم في مجلد مشروعك تلقائيا. وسيُنتج omegaT ملف "ذاكرة الترجمة" في المجلد نفسه لتتمكن من مشاركته مع الآخرين أو مع omegaT نفسه بالمشاريع المستقبلية التي ستعمل عليها. وحينها سيبحث تلقائيا عن مقاطع مماثلة ليعرضها في قسم التطابقات الجزئية.
كما يمكنك إضافة مصطلحات جديدة إلى قواعد بيانات المصطلحات ليبحث تلقائيا عن الكلمات الواردة في النص المطلوب ترجمته وتظهر في قسم مسرد المصطلحات. ستتمكن طوال الاستخدام من البحث في أي وقت عن أي عبارة أو كلمة باستخدام مربع البحث.
خاتمة
لا تتقادم الترجمة بظهور العولمة أو غيرها من مظاهر الذوبان في ثقافة واحدة، وتبقى مجالا حاسما في التنافس بين الدول منذ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحتى الآن في أوروبا، بما يستوجب من المترجمين متابعة كل التقنيات الجديدة التي من شأنها تحسين ترجماتهم ومن ثم تحسين مستقبل أممهم، من هنا تأتي أهمية إتقان استخدام برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب لتحسين واقع الترجمة من وإلى اللغة العربية وهو ما كان محفزا على إطلاق هذه السلسلة من المقالات.
سنتعرف في المقال التالي على الخطوات التفصيلية على كيفية تنزيل وتثبيت وبدء استعمال برنامج omegaT ونشرح واجهة الاستخدام وأهم الخصائص بمزيد من التفصيل.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.