اذهب إلى المحتوى

يشهد عالم البرمجة في عصرنا تطورًا هائلاً لا حدود له، إذ يُركز المطورين والمبرمجين على تحسين أداء الأعمال البرمجية من أنظمة، وبرامج، ومواقع وغيرها، وراحة المستخدم في التعامل معها، ومن أهم وأبرز عناصر وأركان هذا التطور سرعة استجابتها وأدائها.

intro.gif

لاحظ الفرق في الصورة السابقة بين الحالتين، إذ تجد إحداها أسرع في العرض عند طلبها من الأخرى، والسبب في ذلك تطبيق تقنية prefetching فيها.

تكمن تقنية prefetching (الجلب أو الاحضار المسبق) في تجهيز وتحميل الملف أو مجموعة الملفات قبل البدء بفتحها واستخدامها، وهي معروفة في كثير من مجالات البرمجة، حيث تستخدم في المعالجات لتسريع جلب البيانات والتعليمات قبل الحاجة لها، وفي ذاكرة DDR SDRAM، وفي أنظمة تشغيل الحاسوب، وفي المواقع الإلكترونية وهي من أبرز تطبيقاتها. سيكون الحديث هنا مقيدًا في مجال المواقع.

المقصود من prefetching في مجال المواقع: تنقل أسرع بين صفحات الموقع من خلال تحميل الصفحات أو جزء منها قبل الشروع باستخدامها، أي بكل بساطة نخبر المتصفح بجلب الموارد قبل فتحها، وعند طلب المستخدم فتح الصفحة فإنها تُعرض مباشرةً كونها جاهزة للعرض كما ظهر في الصورة السابقة.

كيفية إضافة هذه تقنية والاستفادة منها

يستفاد من هذه تقنية في تسريع عرض صفحات الموقع أو جزءٍ منها كملفات JavaScript أو ملفات CSS (من أبرزها الخطوط حيث يتم عرض الخطوط من دون انتظار تحميل DOM و CSSOM)، أو الوسائط (صور ومقاطع مرئية وصوتية)، أو المستندات.

يمكن إضافتها بعدة طرق، الأكثر شيوعًا باستخدام الوسم link في لغة HTML، وذلك بإدراجه في الصفحة السابقة للمراد تطبيق تقنية فيها، وفيه rel من نوع prefetching كما يلي:

<link rel="prefetch" href="URL">

يوضع مكان URL رابط الملف المراد تحميله سابقًا وتجهيزه للعرض مباشرةً عند طلب المستخدم فتحه.

نظرة أعمق لآلية عمل prefetching

عند اكتمال تحميل الصفحة التي تحوي الوسم link من النوع prefetching (للمراد تطبيق تقنية الجلب المسبق فيها)، يرسل طلب تحميل الملف (المطبق عليه تقنية) بواسطة ترويسة HTTP التالية:

Link: </js/chat-widget.js>; rel=prefetch

بعدئذٍ يتم تحميل الملف وتخزينه في ذاكرة المتصفح المؤقتة، ومن المهم معرفته أنها تأخذ أقل أولوية بالتحميل (priority:lowest)، ويتم حفظها مدة لا تتجاوز الخمسة دقائق، خلال هذه المدة تكون جاهزة للعرض وما إن يقوم المستخدم بطلب فتح الصفحة تظهر مباشرةً، وتنتقل إلى إعدادات وقواعد cache-control الافتراضية لأي صفحة عادية، وإن لم يفعل وانتهت المدة يتم حذفها وتفقد هذه تقنية.

تحديد الصفحة الأنسب والأولى بالتحميل المسبق

تضاف هذه التقنية إلى الصفحات التي تملك الاحتمال الأكبر من انتقال المستخدم إليها، على سبيل المثال عند فتح موقع في صفحته الرئيسية يمكن للمستخدم أن ينتقل إلى 20 صفحة ثانوية، ولكن إحدى هذه الصفحات هي الأهم وأغلب المستخدمين ينتقلون إليها مباشرة عند فتح الموقع. ويتم إضافة تقنية إلى الصفحة التي من المؤكد انتقال المستخدم إليها كخطوة تالية، على سبيل المثال عند دخول إلى موقع تظهر في البداية صفحة إدخال بيانات شخصية وعند إتمام ذلك يتم الانتقال إلى الصفحة الرئيسية.

وهذا يتطلب معرفة جيدة لوظيفة الموقع وطريقة استخدامه من قبل الزائرين، ومعرفة الصفحات الأكثر زيارة، ومما يساعد على ذلك الأداة Next Page Predictor فهي أداة تقترح الصفحة التالية التي تناسب تطبيق التقنية عليها.

NextPagePredictor.jpg

ولكن عند التعمق والتشعب أكثر في الموقع تصبح عملية اختيار الصفحة المناسبة لذلك أكثر صعوبة، ولكن من الممكن باستخدام بيانات إضافية التنبؤ بالصفحة الأنسب لإضافة التقنية، فعند فتح أي رابط URL من الموقع تحديد الصفحة التالية الأنسب لذلك وإضافة لها الوسم <link rel="prefetch" href="URL"‎>، مما يضفي لمسة تقنية أفضل أداءً للموقع كامل، ويمكن التعديل على الاختيارات يدويًا، وهذا ما تقدمه مكتبة Guess المعدة من قبل فريق تابع لجوجل، والتي تستند في نتائجها على استخدام الموقع (عدد الدخولات على الصفحات، وتحليلات جوجل) وعلى التعلم الآلي (Machine Learning) والتنبؤ بالصفحات التالية ذات الصلة بالحالية، وتقوم أيضًا بتجميع مصادر JavaScript المتوفرة بالصفحة الحالية والتي تلزم ببناء الصفحة التالية.

توخي الحذر عند استخدام prefetching

قد لا يتم الاستفادة من البيانات المحملة مسبقًا، بسبب عدم استخدامها وفتحها أو لانتهاء مدة تخزينها المؤقت أو غيرها من الأسباب، مما يتسبب بسحب وتبديد لبيانات الإنترنت من دون فائدة، وهذا قد يؤثر تأثير كبير على بعض المستخدمين الذين يملكون بيانات محدودة وشحيحة متاحة للسحب من الانترنت.

يمكن التخفيف من هذه المشكلة بمعرفة نوع الشبكة بواسطة لغة JavaScript مع navigator.connection.effectiveType، حيث يقوم بإعطاء نوع الشبكة، فمثلا إن كانت الشبكة 4G على الأقل يتم تطبيق التقنية.

ومن المشاكل التي قد ترتبط بهذه التقنية، طلب المستخدم فتح الصفحة قبل اكتمال الجلب المسبق لها، فذلك يؤدي إلى حذفها وإعادة تحميلها من جديد، لذا يفضل أن يحرص المبرمج على عرض جزء منها للمستخدم قبل حذفها.

وعلى المبرمج أن يتنبه إلى أن التخزين المؤقت للملفات المالكة لهذه التقنية محدود، لذا يفضل عدم إدراج التقنية إلى ملفات كبيرة الحجم، بل إنه قد يعطي الخطأ:

Failed to load resource: net::ERR_CACHE_WRITE_FAILURE

وذلك لأن حجم الملف المطلوب جلبه مسبقًا كبير بشكل لا يمكن تخزينه في ذاكرة المتصفح المؤقتة.

أمثلة عملية

  • الموقع الياباني Nikkei: عندما وثقوا بانتقال المستخدمين إلى صفحات معينة، لم يتركوا المستخدم ينتظر تحميل الصفحة عند طلبها، بل قاموا بإدراج تقنية prefetching إلى تلك الصفحات مما أدى إلى تخفيض الوقت الكلي لعملية الانتقال إلى الصفحات من 880 ملي ثانية إلى 37، أي تخفيضها بنسبة 96% وهو فرق شاسع.
  • شركة Netflix إذ قامت باستثمار هذه التقنية بتسهيل التنقلات إلى الصفحات.
  • موقع Craigslist استفاد من هذه التقنية في تسهيل الوصول إلى صفحات نتائج البحث.
  • موقع IndieGogo استفاد من هذه التقنية في تسهيل التعامل مع صفحات بطاقات الائتمان قبل الدخول إليها.

المتصفحات التي تدعم هذه التقنية

في ما يلي شكلٌ توضيحي من CanIUse للإصدارات التي تتيح تطبيق تقنية prefetching (الإصدار المظلل باللون الأخضر يدعم تقنية prefetching، والإصدار المظلل باللون الأحمر لا يدعمها):

browsers.PNG

مراجع

تم التعديل في بواسطة جميل بيلوني


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...