اذهب إلى المحتوى

يعدُّ التحضير لأسئلة المقابلة في مجال هندسة البرمجيات عملًا بدوام كامل تقريبًا، إذ هناك مصادر لا حصر لها على الإنترنت وغالبًا ما تكون هائلة عندما تبدأ العملية، ومن الطبيعي أن تكون متوترًا وخائفًا عند التقدم لمنصبٍ ما، لأنك تواجه خطر الحكم والرفض وهذا يكفي لإثارة قلق أي شخص.

ومع ذلك فإن أفضل طريقة لتهدئة أعصابك هي الاستعداد الكامل حتى تعرف أنك تعطي نفسك أفضل فرصة للحصول على وظيفتك المثالية، ستقلل الممارسة والتحضير من الإحساس بالغموض وتساعد على تحضير نفسك للنجاح.

إذا كنت مهندس برمجيات متخرج وتستعدّ لمقابلات العمل الأولى لك، فإليك المجالات المختلفة التي يجب التركيز عليها.

كيف تحضر للمقابلة.jpg

أسئلة حول المعلومات الأساسية الخاصة بك

يجب أن تكون مستعدًا للإجابة على الأسئلة المتعلقة بمعلوماتك الأساسية، خبرتك، مشاريعك السابقة ومعرفتك. تكون هذه الأسئلة عادةً مفتوحة وتمنحك فرصةً جيدةً لاختيار ما الذي تريد التحدث عنه، بعض الأمثلة على هذه الأسئلة يمكن أن تكون:

  • أخبرني عن مشروع عملت عليه، وما الذي جعلك تستمتع أو لا تستمتع؟
  • أخبرني ماذا تعلّمت من العمل على هذا المشروع
  • هل يمكنك التحدّث عن بعض الصعوبات التي واجهتها؟
  • كيف نسّقت المهام بين أعضاء الفريق؟
  • إذا قمت بإعادة هذا المشروع ثانيةً، هل ستفعل شيء ما بشكلٍ مختلفٍ؟

يمكنك التحدّث عن المشاريع التي عملت عليها خلال فترات التدريب أو خلال توظيفك في خبرة عملية أو خلال العمل في مقرر جامعي اعتمادًا على خبرتك، أيّ تجربة مررت بها لها قيمتها فلا تستخف بالمعرفة التي اكتسبتها من خلالها، عند الحديث عن تلك المشاريع السابقة ستكون الإجابة رائعة عندما تتضمن وصف وأهداف المشروع وأصحاب المصلحة فيه وتأثيره أو إجابة على الأسئلة "ماذا"، "مَن"، "كيف" و"لماذا". سيساعدك هذا في إثبات أنَّ لديك فهمًا جيدًا للعملية بأكملها وليس فقط للجانب التقني للأمور. ومن الجيّد أن تُدرج مقاييس النجاح إذا كانت ذات صلة، مثلًا: "هذا ساعد الناس على القيام بالمهمة x بشكلٍ أسهل"، "قمت بأتمتة هذه العملية مما وفر مقدارًا من الوقت للفريق" وغير ذلك. هذا يُظهر مدى اهتمامك بتأثير عملك.

اقتباس

يبدأ المقابلون بصفحة فارغة بالكامل ولديهم فترة زمنية قصيرة

حتى لو كان هناك شيئًا يبدو عديم الأهمية بالنسبة لك، تذكر أن الشخص الذي يقابلك لا يعرف عنك شيئًا، إنّهم يبدؤون بصفحة فارغة بالكامل ولديهم فترة زمنية قصيرة ليفهموا كيف تتفاعل مع الأشخاص، ما الذي يثيرك في عملك وكيف تهدف لتحقيق النجاح.

اغتنم الفرصة للتفكير في خبراتك وتحديد مجالات النمو للحديث عنها. يدرك المقابِلون أنّ لا أحد مثالي لكنهم يقدرون عقلية النمو. هل حددت بعض العمليات التي يمكن ضبطها؟ ربما كان تواصلك كان يمكن أن يكون أفضل في حالة معينة؟

أسئلة حول الشركة

سيسألك المقابِلون سؤالًا اعتياديًّا عن العوامل التي جذبتك إلى الشركة وإلى المنصب الذي تتقدم إليه، من الضروري القيام ببعض الأبحاث حول الشركة مسبقًا وتحضير إجابات للأسئلة مثل:

  • ما الذي يثير اهتمامك في صناعتهم؟
  • ما الذي جعلك مهتمًا بالشركة؟
  • ما الذي تتوقع تحقيقه من خلال العمل هناك؟
  • كيف تتناسب معرفتك مع ما يقومون به؟
  • ما الذي جعلك تعتقد أنك ستكون مناسبًا لثقافتهم؟

المعرفة المسبقة حول المنتجات التي يبنونها يمكن أن تأخذك شوطًا طويلًا، يتضمن ذلك فهم فضاء المنتج والاطّلاع قليلًا على مجموعة التقنيات. إذ أستفيد عادةً من الاستعدادات للمقابلة كفرصة لتعلّم شيء جديد وفهم ما إذا كنت مهتمًا بالمساهمة في ذلك. بعدها أكون قادرًا على طرح المزيد من الأسئلة ذات الصلة في المقابلة، بالإضافة إلى ذلك أجد أنّه من الأسهل بكثير أن أكون ناجحًا في مجال يثير اهتمامي.

لا تقلق بشأن عدم معرفة جميع التقنيات التي يستخدموها. الانفتاح حول ما لا تعرفه (حتى الآن) يبدو جيدًا لمعظم المقابِلين. إظهار الاهتمام بتعلّم مجالهم حتى قبل توفير الوظيفة يبدو أفضل.

بالنسبة للأسئلة الثقافية، يتوقع المقابِل أن يرى كيف تتفاعل مع الأشخاص الآخرين. إذا كانت لديك تجربة تدريب، فقد يسألونك عن كيفية تعاونك مع زملائك. مثلًا الوصول إلى المساعدة عندما تحتاجها، قضاء بعض الوقت في مساعدة الآخرين، التغلب على التحديات وتلقي أو تقديم التغذية الراجعة هي بعض مجالات المواضيع المحتملة.

أسئلة المقابلة العامة

بالنسبة للجانب التقني للأشياء فإنَّ إدراك مبادئ تطوير البرمجيات مثل البرمجة كائنية التوجه والتطوير الموجه بالاختبار والتركيب المتواصل وأنماط التصميم والتحكم بالنسخة هو أمرٌ أساسيٌّ. قد تكون محتاج أيضًا لتعلّم أساسيّات الشبكات أو قواعد البيانات أو الأنظمة حسب طبيعة المنصب الذي تتقدم له.

اقرأ وصف الوظيفة بدقة، وحضّر نفسك لتكون قادرًا على إعطاء التعريفات والتحدّث حول المزايا الأساسية. قد لا تملك خبرة عمليّة، ولكن من الجيد أن تكون قادرًا على شرح لماذا هذه التقنيات مهمة ومناقشة بعض اتجاهات الصناعة.

اقتباس

أخبرني مرشدي الأول أنّني يجب أن أتقدّم لمنصب ما بالاعتماد على ما الذي أريد أن أكون عليه، بدلًا من الذي أنا حاليًا عليه.

ليس عليك أن تعرف كل المتطلبات الموجودة في وصف العمل. أخبرني مرشدي الأول أنّني يجب أن أتقدّم لمنصب ما بالاعتماد على ما الذي أريد أن أكون عليه، بدلًا من الذي أنا حاليًا عليه. إذا كان لديك القليل من وقت الفراغ، فإن محاولة بناء بعض المشاريع الجانبية الصغيرة لتحسين معرفتك بتقنية جيدة هي فكرة رائعة أيضًا.

حل المشاكل

يأتي هنا الجزء الذي يقلق معظم الأشخاص بسببه. جلسات "حل المشاكل"، التي تختبر فهمك لبنى المعطيات والخوارزميات والتعقيد.

خلال مرحلة التحضير

هناك مواد غير محدودة على الإنترنت تساعدك على التحضير. الكتاب التقليدي الذي يعطّل العملية ويوفر المشاكل والحلول هو كتاب Cracking the Coding Interview لـ Gayle Laakmann McDowell. المصادر على الإنترنت مثل LeetCode وHackerRank هي بدائل جيّدة.

يجب عليك معرفة ما هي الأعمال الأفضل لك بينما أنت تدرس. شخصيًّا أفضّل حل المشاكل والتحديات الصغيرة، مثل code katas أو advent of code. ومع ذلك يمكن أن يكون مضيعة للوقت. لذا عندما أريد أن أتعلّم أسرع، أجد الحلول على الإنترنت وأطبّقها بنفسي لفهم الخوارزمية. هناك الكثير من مقاطع الفيديو على اليوتيوب تشرح كيفية عمل خوارزمية معينة يمكنك أن تستخدمها.

عندما تطبّق حلّ ما، خذ بعض الوقت لتقوم بدفعه (push) إلى حسابك على Github. لن يكون مفيدًا فقط إذا احتجت إليه مرة أخرى لاحقًا، لكن سيساعدك أيضًا في بناء معرض أعمالك.

خلال المقابلة نفسها

  • تأكد من أنّك فهمت المشكلة بشكلٍ كامل. اطلب من الشخص الذي يقابلك توضيح الأسئلة للتأكد من أنّك تعرف المطلوب منك.
  • لا تنتقل إلى كتابة الشيفرة بدون أن يكون لديك معلومات كافية. مثلًا، يجب أن تتأكد من أنّك تعرف من أين تقرأ الدخل، ما هو تنسيق الدخل وحجم البيانات.
  • ابدأ مع حل "القوة العنيفة" (brute force) ولا تفكر في الأداء بعد. اتركه بسيطًا. اشرح للمقابِل طريقة تفكيرك واذكر أنّك ستجرب حل القوة العنيفة أولًا.
  • لا تقلل من صعوبة المهمة. فحتى الاختبارات التي تبدو بسيطة مثل اختبار FizzBuzz) يمكن أن تعطي انطباعًا سريعًا عن كيفية تحليل المشكلة وفهمها. يبدأ عادةً الاختبار يبدأ بسيطًا ويتقدم تدريجيًا.
  • اذكر أيّة افتراضات تقوم بها. إذا كنت تستخدم توابع مكتبة للغةٍ ما من اختيارك، اسأل إذا كان يجب عليك تنفيذها. مثلًا الترتيب متوفر في معظم لغات البرمجة.
  • بينما تتابع حل المشكلة، اشرح كيف تنقل بياناتك وأين تخزّنها وكيف تعالجها. يوضح هذا أنّك تفهم جيّدًا البيانات التي تتعامل معها ولا تحاول فقط تجربة الأشياء التي رأيتها حولك.
  • يمكنك تقسيم مشكلتك إلى دوال أصغر بأسماء واضحة ثم المضي قدمًا والبدء بتنفيذ كلّ منها.

غالبًا، يتوقع منك المقابِلون تنفيذ الحل البسيط أولًا، ثم سيسألونك عن التعقيد. حاول تحديد الحلقات المضمنة، والعمليات لحساب التعقيد. أبقِ تعقيد المساحة والزمن في عقلك. ما مقدار الذاكرة التي تحتاجها لتخزين الأشياء مقارنةً بدخلك وكم عدد العمليات التي تحتاج أن تقوم بها لتحصل على النتيجة.

ذكّر نفسك بدرجة تعقيد الخوارزميات القياسية مثل خوارزمية الترتيب والبحث وغيرها ثم حاول معرفة أين يمكن تحسين الأشياء. ربما يمكنك استخدام بنية معطيات مختلفة؟ المصفوفات المترابطة (HashMaps) والمجموعات والقوائم المرتبطة هي بُنى نموذجية تستخدم لتحسين التعقيد اعتمادًا على المشكلة. من الجيد أن تكون هذه البنى بين يديك لتستخدمها في المشكلة الصحيحة.

إذا كنت تعرف المشكلة والحل الأكثر فعاليةً مسبقًا، تابع العمل ولكن خذ بعض الوقت لشرح سبب كونه الحل الأمثل. إذا أبدى المقابِل أي رأي فكر بها جيّدًا. في معظم الأحيان، يكون المقابل يعرف الحل مسبقًا ويريد أن يساعدك لذا فإنّ اقتراحاته تستحق التفكير.

ماذا لو لم تحلّ المشكلة؟ هل يعني هذا أنّك فشلت في المقابلة؟

ليس بالضرورة. المقابِل مهتم أكثر بطريقة تفكيرك. من تجربتي يركز المقابِلون على:

  • ماذا تفعل عندما تكون عالقًا؟ هل أنت قادر على توضيح لماذا أنت عالقٌ، هل سيثقون بك عند إعطائك مهمة ويعرفون أنّك ستطلب المساعدة عندما تحتاجها؟
  • هل أنت قادر على فهم عمل بنى المعطيات أو هل تستخدمهم كمربع أسود؟ مثلًا استخدام المصفوفات المترابطة بدون سبب معيّن لذلك أو بدون توضيح لماذا يحسّن استخدامها من الأداء؟
  • هل أنت تتواصل جيّدًا بشكلٍ عامٍ؟ هل تتقبّل التغذية الراجعة أو تتحمس لحلك فقط؟
  • هل أحرزت أيّ تقدّم خلال المقابلة؟
  • هل يمكنك أن تعمل تحت الضغط أو تتوقف نهائيًا؟

أسئلة حول المقابِلين

من الجيّد أن تحضّر بعض الأسئلة للمقابِلين أيضًا. تذكّر أنّه من المهم معرفة ما إذا كانت الشركة مناسبة لك أم لا. كلّما ازدادت المعلومات التي تعرفها، كان من الأسهل عليك اتخاذ القرار. عادةً أحضّر بعض الأسئلة للمقابلة مسبقًا، مثل:

  • كيف تُنظَّم فرق الهندسة؟ كيف توزَّع المهام على الفريق؟
  • كيف يمكنك اختبار منتجاتك؟
  • ما الفريق الذي يحتمل أن أعمل معه؟
  • كيف تدعمون الأشخاص أثناء التدريب؟ كم يستغرق عادةً الشخص الجديد للتدريب؟
  • ما الذي يمكن أن يكون مثالًا لمهمة أعمل عليها؟
  • ما هي التقنيات الرئيسية التي تستخدمونها لهذا المشروع؟
  • ما الفرص المتاحة للعمل على مشاريع مختلفة؟
  • كيف يمكنك إجراء مراجعات الأداء؟ كيف يبدو التقدم الوظيفي لهذا المنصب تحديدًا؟

فكّر في يوم عملك المثالي - ما الذي تريد أن تعرفه عنه؟ يقيّم الأشخاص المختلفون أشياء مختلفة في العمل. مثلًا، قد تفضّل بيئة متغيرة ديناميكية توفر مزيدًا من الحرية، أو قد تشعر بالإنتاجية في بيئة أكثر تنظيمًا. قد ترغب في العمل بطريقةٍ استقلاليةٍ أو تفضّل أن تكون جزءًا من فريق.

إنّها فكرةٌ جيّدة أن تعرف البيئة التي تساعدك على أداء الأفضل وتبحث عن الشركات التي تمنحك هذه الفرصة. إذا شعرت بأن المقابِل قد غطّى معظم أسئلتك فلست مضطرًا لأن تسأل لمجرد النقاش فقط.

طريقة التفكير مهمة

بالطبع، تعد مهاراتك التقنية مهمة جدًا لمقابلات هندسة البرمجيات، ولكن لا تقلل من أهمية مهاراتك الشخصية. سيعمل معك الأشخاص يوميًا لذا يجب أن يشعروا بأنّك شخص لطيف للعمل معه. هناك جزء كبير من العمل لا يتعلق بكتابتك للشيفرة البرمجية، إنّما بالتعاون مع المبادئ والفرق الأخرى.

جمع وفهم المتطلبات، والقدرة على التعبير عن المشكلة بطرق تقنية وطرق غير تقنية، إبلاغ أصحاب المصلحة حول التقدم والمشاكل ليست سوى جزء منها. إذا كنت تعتقد أنّ لديك مصدر قوة في شخصيتك فحاول أن تظهر ذلك خلال العملية.

اهدف للتحسين المستمر

لا تنسَ أن إجراء المقابلات، مثله مثل أي شيء آخر، هو مهارة تتحسن مع الخبرة. لا تقلق بشأن الفشل، ركّز على ما تعلمته والقيام بأداء أفضل في المرة القادمة. عندما تكتسب بعض الخبرة ستصبح أقل توترًا وبالتالي سيكون من الأسهل أن تنجح. إنّها عملية من التطوير المستمر، يجب أن تتحسن في كل مرة تجري فيها مقابلة، لذا استمر في التحضير وفي تحسين مهارات التواصل لديك ومهاراتك التقنية. البحث الصحيح عن المعلومات هو المفتاح للتحضير الجيّد، ومراجع مثل موقع Quora أو حتى غوغل فقط هي مصادر جيّدة لأسئلة المقابلة الشائعة للشركات.

اقتباس

القليل من التحضير المركّز يقطع شوطًا طويلًا، لكن لا تبالغ فيه

قد تكون كل هذه المعلومات هائلة، لكنك لن تُسأل كل هذه الأسئلة في كل مقابلة. حاولت أن أجمع الأشياء المختلفة التي لاحظتها حتى الآن لأعطيك بعض المجالات لتستكشفها. القليل من التحضير المركّز يقطع شوطًا طويلًا، لكن لا تبالغ فيه. من السهل أن تفكر كثيرًا في مقابلة وتربط نفسك بعقد. حظًا سعيدًا، اذهب إلى هناك وكن رائعًا!

هل لديك أيّة خطوات أخرى تستخدمها أثناء التحضير؟ شاركها معنا في التعليقات.

ترجمة -وبتصرف- للمقال How to prepare for software engineering interview questions‎ لصاحبته Sofia Tzima


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...