نصائح في التسويق الرقمي للشركات الصغيرة

أظهرت الإحصائيات أنّ نحو 21.5% من الشركات الصغيرة تغلق خلال السنة الأولى من انطلاقها، وذلك وفقًا لدراسة قام بها موقع fortunly.com، أما الشركات التي نجت، فتُغلق نصفها تقريبًا بحلول الخمس سنوات التالية، ولكن ما السبب؟

هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء إغلاق هذه الشركات، إذ تُعد عدم الكفاءة، والخلافات بين الشركاء، وقلة الظهور في السوق من الأسباب الرئيسية لإغلاق الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الخمس الأولى.

لا يمكننا حل الخلافات بين الشركاء، أو التخلص من عدم الكفاءة في كل شركة، لكن يمكننا تقديم المعلومات اللازمة للشركات لمساعدتها في الحصول على ظهور مناسب في الأسواق.

يجب أن نفهم قبل ذلك أهمية استراتيجية التسويق الرقمي المناسبة لمساعدة الشركات في اجتياز سنواتها الأولى بسمعة ممتازة. كان التسويق في البداية علمًا مخصصًا للشركات الكبيرة فقط، ولكن مع الانتشار الكبير للمواقع الإلكترونية في التسعينات، أصبح تكيّف الشركات مع السوق العالمية عاملًا حاسمًا لنجاح الشركة.

تحتاج كل شركة في يومنا هذا إلى استراتيجية تسويق رقمي للقيام بثلاثة أمور:

1. تعزيز ترتيب موقع العلامة التجارية على جوجل.
2. المساعدة في رفع الوعي لمنطقة معينة أو لجمهور مستهدف.
3. تقديم معلومات مهمة عن العلامة التجارية.

يوجد العديد من الفوائد والتطبيقات الأخرى لاستراتيجية التسويق الرقمي الفعّالة، ولكن هذه هي الأكثر شيوعًا. لا تقتصر استراتيجية التسويق الرقمي على مجرد تحسين الوعي، بل تساعد أيضًا في تتبع المقاييس المهمة التي تؤثر في النهاية في العائد على الاستثمار ROI.

إنّ هذا المؤشر مهم في التسويق الرقمي بالنسبة للشركات الصغيرة لأنه يزيد من كيفية استخدام الشركات لميزانياتها، ومن الأشياء العظيمة الأخرى في التسويق الرقمي أنه يساعد على جمع المعلومات وليس تقديمها فقط. يمكن تحديد المؤشرات الأساسية لسلوك المستهلك باستخدام الأساليب التقنية مثل ملفات تعريف الارتباط للمتصفح Cookies لتذكّر عنوان IP الذي سجّل المستخدم الدخول من خلاله إلى موقع الويب. لكن كيف يجب أن تخطط شركة صغيرة أو متوسطة الحجم لاستراتيجيتها، وما هي أهم النصائح المرتبطة بالتسويق الرقمي للشركات الصغيرة؟

1. البحث عن الاتجاه العام

أول نصيحة نقدّمها لأي شركة سواءً كانت صغيرة أم متوسطة أم كبيرة هي تحديد الاتجاه العام أو الرؤية لاستراتيجية التسويق الرقمي. يتضمن ذلك صورة مفصّلة عن كيفية تخطيط الشركة لزيادة الوعي عنها وعن صوت العلامة التجارية التي ترغب بالظهور به، إذ تريد العديد من الشركات الصغيرة الظهور كشركات متميزة وبأسعار معقولة وهذا ما يُعد الخيار الأفضل.

تؤكد الشركات الكبيرة أو المتوسطة أنها كيان مسؤول يقدّر الآثار طويلة الأمد لعمله على رأس المال الناتج عن هذا العمل. على الرغم من أن الاتجاه يجب أن يعتمد على العديد من العوامل مثل عمر الشركة ونوع السوق الذي تلبي احتياجه، فإنه من الضروري وجود اتجاه عام ليكون لكل إجراء يتّخذه قسم التسويق الرقمي تأثير فعّال للتأكد من تقديم الصورة المناسبة.

2. فهم السوق

يمكن تقسيم فهم السوق إلى عنصرين رئيسيين: الجمهور المستهدف والمنافسين، ومن الضروري بالنسبة لكل شركة فهم هذين الأمرين إذ يتعلقان بأصحاب المصلحة الرئيسيين الذين يدور حولهم رأس المال.

السوق المستهدف

يُستخدم مصطلح السوق المستهدف أو الجمهور المستهدف لتحديد العملاء المثاليين، ويختلف ذلك بحسب نوع المنتج الذي تملكه الشركة. على سبيل المثال، غالبًا ما تُوجّه الملابس الرياضية إلى الأشخاص النشطين بانتظام أو الأشخاص الذين يحاولون أن يصبحوا أكثر نشاطًا.

تتمحور العلامة التجارية نايكي Nike حول الأشخاص الذين يشاهدون الرياضة أو يشاركون فيها، وربما هذا هو الشيء الأول الذي أعطى نايكي الاتجاه الذي سارت عليه اليوم.

يمكن للشركة من خلال معرفة السوق المستهدف تحديد ما تريد أن تمثله، وهذا ما سيحدث الفرق بعد بضع سنوات.

منافسة السوق

تُعد مراقبة السوق ومشاهدة ما يقوله المنافسون للجمهور المستهدف جانبًا آخر مهم لإيجاد الاتجاه الصحيح. يمكن استخدام هذه المعلومات بطريقتين، الطريقة الأولى هي طريقة النسخ، إذ تدّعي العلامة التجارية أنّ لها نفس التأثيرات والفائدة التي يتمتع بها المنافس، وهذا ما يجعل العلامتين التجاريتين متساويتين تمامًا.

أما الطريقة الثانية فتتمثل في تحليل صوت المنافس وإعطاء العلامة التجارية اتجاهًا يسبق المنافسين بخطوة، ويمكن لأي شركة من خلال القيام بذلك الاستفادة من هذا الفرق والاستيلاء على حصة أكبر في السوق.

3. تحديد تجربة المستخدم UX

بما أننا نتحدث عن التسويق الرقمي للشركات الصغيرة فيجب الإشارة إلى الآثار المترتبة على وجود تجربة مستخدم جيدة على القنوات الرقمية مثل المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

تتمثل الخطوة الأولى ببساطة في جعل العلامة التجارية متوفرة عبر الإنترنت، أما الخطوة الثانية فهي تصميم جميع المنشورات على الإنترنت والمتعلقة بالعلامة التجارية لتبقى متوافقة مع الاتجاه العام لتلك الشركة.

إنّ التصميم الرائع لتجربة المستخدم يجعل المستخدم أو العميل المحتمل أكثر ميلًا للموافقة على العلامة التجارية أو شراء منتجها، وهو سبب آخر للتأكيد على أهمية تصميم تجربة المستخدم. عند تصميم تجربة المستخدم لموقع أو القنوات الرقمية الأخرى للعلامة التجارية يجب ألّا يشعر المستخدم بأنّ الموقع لا يعمل بطريقة صحيحة أو أنه لا يظهر بشكل ملائم.

4. التركيز على استخدام تحسين محرك البحث SEO

يُعرّف مصطلح تحسين محرك البحث بأنه الطريقة العلمية أو المحسوبة والمستخدمة لتحسين ترتيب موقع الويب على صفحات نتائج محرك البحث جوجل SERPs. يتضمن ذلك العديد من الجوانب المختلفة التي تخلق تأثيرًا مركبًا لإثبات شرعية الشركة.

تتمثل الميزة الرئيسية لتحسين محرك البحث SEO في إظهار جوجل لموقع الشركة أو صفحة الويب كخيار أول يقترحه للعميل المحتمل الذي يبحث عن مصطلحات متعلقة بمجال عمل تلك الشركة.

المحتوى

لا تكتمل استراتيجية تحسين محرك البحث بدون العديد من الأمور، وأولها محتوى ملائم لمحركات البحث. يتضمن ذلك محتوى الإعلانات أو الحملات الإعلانية للعلامة التجارية، أو محتوى موقع الويب الذي يقدّم معلومات قيّمة مرتبطة بمجال العمل، أو أي محتوى نصي منشور على منصات مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. إذ يمكن للشركات التأثير على آراء العملاء المحتملين وزيادة الوعي بالعلامة التجارية باستخدام محتوى جيد.

الروابط الخلفية

الروابط الخلفية هي عنصر أساسي آخر لاستراتيجية تحسين محرك البحث SEO في التسويق الرقمي للشركات الصغيرة. الروابط الخلفية هي روابط داخلية أو خارجية توجّه العميل أو المستخدم من صفحة ويب إلى أخرى عند النقر عليها. يمكن زيادة احتمالية الحصول على ترتيب أعلى في صفحة نتائج محرك البحث من خلال ربط صفحة الويب بصفحات لمواقع أخرى ضمن نفس مجال العمل. ذلك لأن جوجل تأخذ في الحسبان عند حساب ترتيب صفحات نتائج البحث كمية المعلومات القيّمة التي تُقدّم للعميل المحتمل.

5. استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

إنّ الحجم الهائل للأشخاص الذين يتصلون بالإنترنت كل يوم هو ما يجعل من مواقع التواصل الاجتماعي أداة ذات تأثير فعّال للترويج للعلامة التجارية والحصول على ظهور أقوى. يستخدم حوالي 1.9 مليار شخص خدمات فيسبوك، بالإضافة إلى 500 مليون مستخدم نشط يوميًا على إنستغرام، أي ما مجموعه 2.5 مليار شخص من الممكن أن يتأثروا بحملة التسويق الصحيحة كل يوم.

هذه هي قوة مواقع التواصل الاجتماعي باختصار، وهذا هو السبب في أن العديد من الشركات تولي اهتمامًا كبيرًا للتسويق الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الخمسة الماضية.

يمكن لأي شركة نقل رسالتها وتقديم حملاتها الإعلانية الإبداعية على أي مستوى، فقط من خلال البقاء نشطة على منصات التواصل الاجتماعي مثل لينكد إن، وتويتر، ويوتيوب، وفيسبوك، وإنستغرام.

تسمح هذه المنصات للشركات باستهداف الجماهير بناءً على مكانهم وميزانياتهم، مع ضمان أن الشركات تدفع مقابل النقر فقط، بدلًا من الدفع مقابل فرصة نشر الحملات الإعلانية. يساعد ذلك في استخدام أصغر ميزانية بأفضل الطرائق. إنّ الإيرادات البسيطة هذه هي ما جعلت فيسبوك عملاقًا عالميًا، وهو أيضًا سبب لاستخدام معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة التسويق عبر فيسبوك وانستغرام للترويج لمنتجاتها.

6. تقديم محتوى الفيديو

اكتسب محتوى الفيديو شعبية متزايدة، وهو ما يمكن استنتاجه من خلال دراسة منصات مثل يوتيوب وتيك توك، في حين أن المحتوى النصي بدأ يتراجع خلال العصر الرقمي.

يساعد الفيديو في تقديم المحتوى بطريقة إبداعية، كما يعد فعّالًا للترويج للعلامة التجارية بوقت قليل جدًا نسبيًا بالموازنة مع الوقت الذي يأخذه المحتوى المكتوب للترويج. يساعد ذلك الشركات في جذب انتباه الجمهور وإقناعهم بالشراء أو اتخاذ إجراء ما عن طريق صناعة محتوى إبداعي.

يتوجّه التسويق الرقمي في الشركات الصغيرة في هذا اليوم وهذا العصر إلى محتوى فيديو متحرك، إذ يكون من السهل إنتاجه وكذلك تحريره في مرحلة ما بعد الإنتاج. تمكنت العديد من الشركات من إعادة استخدام المفاهيم الموجودة ضمن مقاطع فيديو سابقة لتحديث محتوياتها، وهذا يحقق شيئين: أولًا، يساعد في الحفاظ على تناسق صوت وصورة العلامة التجارية خلال العروض الترويجية، وثانيًا، يحد من وقت إنشاء محتوى الفيديو للعلامة التجارية.

7. قوة المؤثرين

تبلغ قيمة التسويق عبر المؤثرين حاليًا نحو 16.4 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 41.9 مليار دولار بحلول عام 2027، وهو ما يعكس الإمكانات التي تراها الشركات في التسويق عبر المؤثرين.

لكن من هو المؤثر؟ وما هو التسويق عبر المؤثرين؟

التسويق عبر المؤثرين هو ببساطة استخدام شخصيات عامة مشهورة من أجل الترويج لمنتجات جديدة أو موجودة، وهو أمر مشابه للدفع للمشاهير لارتداء المنتجات والترويج لها عند ظهورهم في أماكن عامة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للشركات الصغيرة أن تتحمل دفع المبالغ الباهظة لاستخدام أحد المشاهير؟

يمكن الجواب في خلاصة الانستغرام التي تجدها عند فتح التطبيق. إذا طلب شخصٌ ما من الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي استخدام رمز الخصم، فهذا يعني أن هذا الشخص وصل للشركة من خلال التسويق عبر المؤثرين، وهي طريقة رائعة للترويج للعلامة التجارية لأنها قابلة للتطور تمامًا. مهما كان حجم العمل، فهناك احتمال كبير لأن يكون هناك مؤثر نشط من الجمهور المستهدف وبأسعار معقولة تناسب ميزانية الشركة.

8. التسويق عبر الدفع مقابل النقرة PPC

بدأت الشركات بعد الأحداث التي شهدها العامان 2020 و2021 بفهم جانب أساسي من جوانب التسويق الرقمي للشركات الصغيرة وهو التسويق عبر الدفع مقابل النقرة. إنّ طريقة التسويق هذه هي طريقة رائعة للحصول على ضجة كبيرة عند الترويج لمنتج أو خدمة ما. يعتمد هذا النوع من التسويق على الدفع مقابل كل نقرة تتلقاها منصات العلامة التجارية على الإنترنت، ويمكن للشركات باستخدام هذه الطريقة زيادة عدد الأشخاص الذين يصلون إليهم مقابل كل دولار.

الخاتمة

على الرغم من أن التسويق الرقمي في الشركات الصغيرة كان ينمو ويتطور قبل انتشار الأوبئة في العالم، إلا أنّ محدودية التحرّك والتواصل على أرض الواقع بالنسبة للأفراد والشركات أصبح حافزًا لينمو التسويق الرقمي بطريقة سريعة جدًا. ارتفعت القيمة العالمية للتسويق الرقمي حاليًا إلى 350 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل إلى قيمة 4786.2 مليار بحلول عام 2026.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال Digital Marketing for Small Business: 8 Tips لصاحبه Nathan Enoch Burridge.

اقرأ أيضًا

• خطوات نجاح المزيج التسويقي الرقمي
• ما هي أفضل استراتيجية تسويق رقمي؟
• كيف يضاعف ترابط التسويق الرقمي الخاص بك من تأثير النتائج