نعرف جميعًا ما تعنيه العلامة التجارية، وقد يصدف أنك تسوق بالفعل لعلامات تجارية ضمن أعمالك، لكن هل فكرت في بناء علامة تجارية شخصية؟ عليك فعل ذلك لأنه أمر مهم أكثر مما تتصور.
ينمو مجتمع المستقلين بسرعة، وأصبح بإمكان أي شخص يستخدم الإنترنت أن يبني قاعدة من المتابعين عندما يعرض خبراته بالطريقة المناسبة. تمثل العلامة التجارية الشخصية كل شيء فهي سمعتك وكيف ينظر إليك الناس وكم يثمنون معرفتك. وباختصار: سيتيح بناءك لعلامة تجارية شخصية مميزة فرصًا احترافية، وهي الطريقة الوحيدة التي تميزك عن منافسيك على المدى الطويل. بتأسيسك لعلامة تجارية شخصية ستكون قادرًا على بناء مجتمع لمتابعيك.
كيف ستبني مجتمعا مزدهرا لمتابعيك من خلال التسويق عبر البريد الإلكتروني؟
قد يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي أولًا: لماذا سأختار التسويق عبر البريد الإلكتروني بدلًا من وسائل التواصل الاجتماعي؟ يؤمن البعض بعدم جدوى البريد الإلكتروني بالتحديد، لكنها رؤية خاطئة ببساطة. فلن يمنحك البريد الإلكتروني قيمة عالية لعائد الاستثمار ROI وحسب فامتلاك جميع الأشخاص الراشدين لحسابات بريد إلكتروني سيعني انتشارًا أوسع من أي وسيلة للتواصل الاجتماعي.
هل تعلم أنّ معدل فتح البريد الإلكتروني يصل إلى 22%؟ وتصل النسبة إلى 10% على إنستغرام، أي أن 10% فقط من متابعيك سيرون منشوراتك. ويسوء الأمر على فيس بوك لتصل النسبة إلى 6% فقط.
ووفقًا لموقع Statista، يتحقق حوالي 82% من بريدهم الإلكتروني مرة في اليوم على الأقل، وتقرأ 50% من هذه الرسائل باستخدام الهواتف المحمولة.
باختصار: البريد الإلكتروني من أفضل الطرق للوصول إلى جمهورك.
كيف تستغل التسويق عبر البريد الإلكتروني لبناء علامة تجارية شخصية؟
نستطيع ذلك عبر اتباع ما يلي:
1. اجعله شخصيا
إنّ تجزئة قوائم البريد الإلكتروني هي المفتاح إلى التسويق الناجح، حيث تساعدك هذه العملية في إرسال المحتوى المناسب لكل مشترك. فلقد اشترك هؤلاء في قوائم بريدك الإلكتروني لأنهم أحبوا ما تقوله وما تقدمه وسيساندون شركتك في تحقيق أهدافها.
بالطبع لن يناسب محتوى ما كل المشتركين، لذلك ينبغي تقسيمها ضمن مجموعات اعتمادًا على معايير محددة مثل الجنس والموقع الجغرافي وغيرها لكي توجه بريدك الإلكتروني وتخصصه وفقًا لهذه المعايير. سيساعدك ذلك على بناء علاقات شخصية مع عملائك ويشعرون بمكانتهم.
بمجرد أن تنفذ تجزئة القوائم، فكر في استقطاب هذه القوائم بالشكل الذي يظهر شخصيتك. فصحيح أنك صاحب أعمال، لكن كيف ستكيف نفسك مع أعمالك؟ فلو كنت تبني شركة تديرها النساء مثلًا، فكّر بشرح القيم التي تمثلها هذه الشركة لشريحة النساء.
ولم نقل هذا لنمنعك من تكرار الأمر ذاته مع بقية الشرائح، لكن التفكير بجمهورك سيزيد فرصك في تقديم محتوى موجّه بعناية إلى الأشخاص المناسبين. ويمكنك أيضًا -على سبيل المثال- تقديم رابط إلى مقالة تتحدث عن انطلاقتك في عالم الأعمال وكيف يمكن للنساء الأخريات أن يحذين حذوك.
2. عزز وعي العملاء بعلامتك التجارية
تمنحك رسائل البريد الإلكتروني إمكانية تقديم نفسك إلى جمهورك وزيادة معرفتهم بعلامتك التجارية. فباستطاعتك أن تحضّر كل أسبوع أو كل شهر رسالة إخبارية تتضمن معلومات تتعلق بك وبعلامتك التجارية وتوصلها إلى جمهورك، وبالتالي ستُبقي متابعيك على اطلاع بكل جديد يتعلق بعلامتك التجارية. يلعب المحتوى دورًا مهمًا في كل ذلك عندما يكون ممتعًا ومتناغمًا وموجهًا ليلبي حاجاتهم، وبهذا ستضمن قراءة أكبر لرسائلك.
ستعزز علامتك التجارية في كل مرة ترسل فيها بريدًا إلكترونيًا، لكنها فرصة أيضًا لتطور نفسك. فبدلًا من أن ترسل بريدك باسم الشركة، فكر أن ترسله باسم محدد (مثل أحمد من شركة حاسوب). أرسل لهم طرفة قد حصلت معك شخصيًا أو لمحة قد تهمهم عنك فقد يعزز هذا التواصل، فإن شعر العملاء أنهم قريبين منك، سيزيد اهتمامهم بشركتك.
3. حضر حملات دعائية أفضل
إنّ حصولك على أفكار قيمة عن مشتركيك هو أحد الفوائد الجوهرية من استخدام البريد الإلكتروني. إذ يقدم لك العديد من برامج التسويق عبر البريد الإلكتروني معلومات وأفكار على مختلف الصعد. فستعطيك هذه البرامج فكرة عن تعامل مشتركيك مع الرسائل سواء فتحوها أو نقروا ضمنها أو فتحوا أية ملفات مرفقة معها.
يشير معدل فتح الرسائل إلى النسبة المئوية لعدد المشتركين الكلي الذين فتحوا رسائلك الإلكترونية، بينما يشير معدل النقر ضمن الرسالة إلى النسبة المئوية للمشتركين الذين نقروا رابطًا واحدًا على الأقل ضمن رسالتك.
يمكنك استخدام هذه البيانات لتنفيذ حملات دعائية أفضل، حيث ستدرك حينها المحتوى الذي ينجح والذي سيفشل. وبالتالي ستوجه نشاطك باتجاه مزيد من تحفيز العملاء على اتخاذ قرار الشراء.
إحدى التلميحات المهمة: قد تكون رسائل البريد الإلكتروني مثيرة للإهتمام
يعتقد معظم الأشخاص أن رسائل البريد الإلكتروني ليست بإثارة سناب شات أو إنستغرام مثلًا. فعلى الرغم من كل شيء، لن يقدم البريد الإلكتروني مرشحات أو قصصًا، فهو ببساطة طريقة معيارية للتواصل. لكن ذلك لا يعني إطلاقًا أنه ليس جزءًا قيّمًا من استراتيجية تسويقك أو علامتك التجارية. إذ يتحقق أغلب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10- 40 عامًا من صناديق بريدهم الإلكتروني عدة مرات في اليوم، ذلك أنه جزء من عاداتنا اليومية وبإمكانه أن يغدو مهمًا وممتعًا باستخدام الأدوات الصحيحة.
ستجد في الواقع عددًا هائلًا من القوالب والمخططات الجاهزة التي تُستخدم في إنشاء البريد الإلكتروني، وستجد أيضًا صيغًا رائعة لأسطر العناوين التي تزيد من إمكانية فتح الرسالة.
صمم عنوانا ملفتا
إنّ سطر العنوان شديد الأهمية كما أسلفنا، فهو ما تعتمد عليه لزيادة معدل فتح الرسائل. لهذا السبب خذ وقتك في إنشاء سطر عنوانٍ يثير اهتمام جمهورك، واجعله قصيرًا ويوحي بمضمونه، واجعله موجهًا لفئة من عملائك لتحصد أفضل نتيجة.
تجاوز فكرة الترويج وحسب
إن استخدمت البريد الإلكتروني لمجرد الترويج لعلامتك وحسب فلن تقدم شيئًا لمشتركيك وسيرون أنّ علامتك التجارية مهتمة بالمبيعات فقط. ركّز على زيادة قيمة المحتوى الذي ترسله بدلًا من توجيهه للبيع فقط. كيف؟ بعرض حلول لمشاكل مشتركيك. خذ بعين الاعتبار تقديم مقالات مفيدة وقدم لهم منصة دعم يسهل الوصول إليها وبادرهم بسلوك يجعل العميل في المقام الأول.
لا تبالغ في استخدام الرسوميات
استخدم الصور والألوان والخطوط والصور المتحركة التي تناسب مظهر علامتك التجارية، لكن لا تبالغ في ذلك. حيث يستخدم معظم مشتركيك هواتفهم المحمولة للتحقق من بريدهم الإلكتروني، فعليك إذًا أن تجعل الرسائل سريعة التحميل. بالإضافة إلى الرسوميات سريعة التحميل، يمكنك أن تستخدم دائمًا جملًا قصيرة بحجم عريض لتدفع المتابع إلى النقر على زر تنفيذ عملية الشراء.
استراتيجيات لشق طريقك في التسويق عبر البريد الإلكتروني
تقتضي الخطوة الأولى التي تسبق استخدام البريد الإلكتروني كأداة لترويج علامتك التجارية الحصول على عناوين للبريد الإلكتروني. هنالك طريقتان لذلك، عن طريق عملائك أو عن طريق زوار موقعك اﻹلكتروني. ستكون الخطوة التي تلي تجميع العناوين هو اتخاذ قرار حول طبيعة الرسائل التي سترسلها، فلا بدّ من خطة أولًا.
ابدأ بتقديم نفسك
عليك أن تظهر كبشري عند إرسالك لبريدك الأول، إذ ينبغي أن تكون جملك طبيعية وأن تبدأ بتقديم نفسك. لا تحاول بيع أي منتج أو خدمة بعد. أظهر لهم قدرًا من الانفتاح وأخبرهم ما الذي تفعله وما الذي سيتوقعونه منك، حدثهم عن أهدافك كي يتعرفوا تمامًا على الشخص الذي يراسلهم عندما تصلهم الرسائل التالية منك.
يفضل الناس التواصل مع إنسان بدلًا من عمل. تمثل الصورة التالية رسالة ترحيب من Girls Night IN وتعتبر مثالًا ممتازًا عن الترويج لعلامة تجارية مزودة بمعلومات عن المؤسس وسترى أنّ المتابعين سيعرفون ما الذي ستوصله رسائل هذه المجموعة إليهم:
سوق لعلامتك التجارية مثل خبير تاليا
ينبغي أن يثقف المحتوى الذي ترسله عبر البريد الإلكتروني جمهورك. وعليك أن تفكر في المجال الذي تعتبر نفسك خبيرًا فيه وما الذي يريده الجمهور الذي تستهدفه. جد مجالًا تختص به وابدأ بإيصال أفكارك. قد لا تقود رسائلك التثقيفية مشتركيك إلى شراء منتجاتك أو خدماتك مباشرة، لكنك ستكسب الثقة من خلال المحتوى القيِّم الذي تقدمه.
رفه جمهورك وألهمه
ينبغي أن يكون دافعك الرئيسي ترفيه جمهورك وإلهامه من خلال رسائلك الإلكترونية. تواصل مع حس الفكاهة الذي يحملونه، مع قلقهم ومخاوفهم واهتماماتهم. فإن كان المحتوى الذي ترسله قيّمًا وفي التوقيت المناسب، سيبقى جمهورك متلهفًا لكل جديد ترسله.
تحضر للانطلاق
تذكر أن تستمر حالما تحترف كل التقنيات التي تحدثنا عنها. قد يبدو إنشاء محتوى جديد كل أسبوع كمهمة، لكن بمساعدة بعض الأدوات وبالاستفادة قليلًا من أتمتة المهام، سترفع مستوى رسائلك الإخبارية خلال وقت قصير.
ترجمة -وبتصرف- للمقال How to use email marketing for building a personal brand لصاحبه Nilam Oswal.
اقرأ أيضًا
- الدليل الشامل للمبتدئين في التسويق عبر البريد الإلكتروني
- التسويق بالبريد الإلكتروني وأهم الخطوات اللازمة لتنفيذ حملة تسويقية ناجحة
- 4 أدوات تسهل عليك مهمة بناء حملتك التسويقية عبر البريد الإلكتروني
- خمس إستراتيجيات متقدّمة للتسويق عبر البريد الإلكتروني
- 5 دروس سوف تتعلمها عندما تصبح مسوق من خلال البريد الإلكتروني
- كيف تقيس نجاح حملات البريد الإلكتروني التسويقية
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.