اذهب إلى المحتوى

هل من السّهل البدء بالعمل كمدوّن مستقل بينما لا تزال في الجامعة؟ ربما تعتقد أنّه أمر بسيط، مسلٍّ وفي ذات الوقت مفيد لمستقبلك المهني. لا.. فالحقيقة ليست وردية دائما. لا تعتقد لوهلة أنّ كتابة تدوينة أو مقال لن يأخذ من وقتك سوى 5 دقائق فحسب، إذ أنّ التنقّل ما بين حصصك الدراسية، وظائفك وعملك سيجعل نهارك حافلا لدرجة أنّك ستشعر أنّه لن ينتهي مطلقا.

student-freelancer-writer.thumb.png.8f52

إنّني أدرك تماما صعوبة الأمر لكن إيّاك وأنّ تستسلم فأنّت قادر على القيام بكلّ تلك الأعمال، ما تحتاجه هو فقط القليل من المساعدة والّتي يؤمّن الإنترنت قدرًا وافرًا منها عبر العديد من النّصائح للطلاب الّتي تساعدهم على تحقيق طموحهم المستقبلي، فكل ما عليك هو أن تباشر العمل وحسب.

ولكن لن تفيدك أيّ من هذه النّصائح ما لم تكن قادرا على تحقيق التّوازن بين العمل والدّراسة، ولهذا سأستعرض هنا بعض الخطوات العمليّة والنّصائح التي منحتني إيّاها خبرتي كوني طالبة جامعيّة ومدوّنة مستقلّة في الوقت ذاته، استخدم ما يناسبك منها وتذكّر أنّها لن تؤتي أُكُلها ما لم تثق بنفسك وقدراتك.

والآنّ ليس لديك أيّة أعذار،فابدأ بالقراءة.

1. نظم جدولا زمنيا لعملك

استفد من التّقويم الذي تستخدمه عادة لتنظيم أوقات دراستك، حلقات البحث، الوظائف، النّوادي والكثير من الأمور الأخرى استخدمه في تنسيق ساعات الفراغ الأكثر لديك والتي ستصادفك بعد الحصص الدراسية، قبل أو بعد الغداء، في العطل أو أي وقت فراغ آخر، وإذا ما شعرت بالملل غيّر الوقت الذي تستخدمه كلّ أسبوع لتحافظ على صفاء ذهنك.

2. استفد من الفواصل الدراسية

تستخدم عقولنا وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط أثناء الدّراسة مستغّلة الفواصل التي نأخذها وذلك عبر تحويل اهتمامنا إلى مواضيع أخرى، لذا تستطيع اغتنام تلك الفرصة في كتابة نص، مراسلة عميل أو إضافة عمل آخر إلى قائمتك.ثم وقبل العودة للدراسة انتظر عدّة دقائق لتستعيد التركيز.

3. قم ببعض المهام الصغيرة خلال حصصك الدراسية

قد تُتاح أمامك 5 دقائق قبل أن تبدأ أستاذتك الدّرس مع أوقات ضائعة أخرى يمكنك استغلالها في مهام سريعة كوضع مخطط للعمل، تدوين فكرة، وضع علامة على منشور أو حتّى البدء بمسودّة عمل وهذا سيسهّل عملك لاحقا.

4. قم بتفريغ أفكارك على ورق أثناء الوجبات

عندما لا تكون قائمة الطّعام مزدحمة اترك جهازك اللوحي قريبا بحيث تتمكّن من تسجيل أيّة فكرة قد تخطر لك، وهكذا ستحصل على مجموعة من الأفكار التي ستستفيد منها لاحقا عندما تحتاج إلى الغوص في المدوّنات والمجلّات

5. ضع ملاحظات جانبية خلال فترات الدراسة

قد يلهمك ما تدرسه أو تحلُّه الكثير من الأفكار، قم بكتابتها كملاحظة جانبية دون أن تضطر إلى مقاطعة دروسك كي تتذكّرها لاحقا، لأنّ مثل هذه الأفكار قد تمنحك موضوعا جيدا للكتابة أو عملا تدوينيًا آخر.

لو اطّلعت على كتبي لوجدتها مليئة بالخربشة... فخربش أنت أيضا!

6. قم بالتسويق قبل النوم أو أثناء السفر والتنقل

يمكنك إرسال منشور، تصفًّح البريد والرّد على أغلب الرّسائل الملحّة في الحافلة، بين الحصص، أثناء انتظار القطار أو قبل النّوم دون أنّ تخصّص المزيد من الوقت لهذه الأنشطة، أما إن كنت تعاني من الأرق فلا تقم بذلك قبل النّوم مباشرة.

7. قلل من النشاطات الإضافية لتزيد أوقات عملك

إنّ تأسيس عمل لك كمدوّن مستقل يتطلب وقتا وجهدا وهذا لا يعني أن تستغني عن ذهابك للنّوادي أو الاستمتاع بوقتك، كما لا يعنى أن تتوقّف عن التّسكع مع أصدقائك، جلُّ ما أريده هو أن تعيد النّظر في جدولك وتقوم بحذف الأنشطة الّتي لا تهمّك حقّا وبذلك ستحظى بمتّسع من الوقت للكتابة.

8. خذ كفايتك من النوم

لا يمكن للجسم أن يقاوم بلا راحة فعاجلا أم آجلا سينهار تحت الضغط، لذا اعتنِ بصحتك، اعمل بجد دون أن تحطم نفسك.

9. اغتنم الفرص التدريبية لتغني خبراتك

ستمنحك الفرص التدريبية وإن كانت في الغالب غير مأجورة خبرة في العمل يمكنك إضافتها إلى سيرتك الذاتية كمدوّن، كما لا تنس أن تحتفظ بنسخة عن كلّ عمل تقوم به إذ عادة ما تطلب الشركات خبرات سابقة في مجال التّحرير الكتابة، التّسويق أو إدارة المبيعات وكونك طالب يسهل عليك الحصول على مثل هذه الفرصة فاغتنمها لأنّها ستفيدك في المستقبل.

10. عهد إلى صديقك المقرب بعض المهام الصغيرة غير الكتابية

يمكنك الاستعانة بصديقك المقرّب لإنجاز بعض المهام، فقد يساعدك في موقعك على الانترنت إن كانت لديه معرفة في برمجة HTML أوCSS أوفي مراجعة وكشف الأخطاء التي قد تقع أثناء الكتابة عدى أنّه سيمنحك المزيد من الوقت لتنجز عملك بإتقان.

11. خصص مكانا للكتابة في المكتبة

بين رفوف الآداب العظيمة أو بين طيّات علوم الأعمال جِد لنفسك زاوية مريحة في مكتبة الجامعة، خصّصها للكتابة وليس لأيّ شيء آخر، ففي كثير من الأحيان يجعلك التأقلم مع المكان تندمج مع عملك بسلاسة.

12. أحدث توازنا

قد تنسى عملك إذا ما كنت مندمجا بالدّراسة وكذلك الأمر بالنّسبة للدّراسة إن كنت تعمل على مشروع ممتع في التّدوين المستقل، لذا ذكّر نفسك دوما أنّك يجب أنّ تنجزهما كلاهما ولتتمكن من ذلك، عليك أنّ تركز كثيرا على فكرة الموازنة بين الدّراسة والعمل (وكل شيء في حياتك بما في ذلك الراحة).

13. اطلع على جدول الفصل الدراسي المقبل ونظم أمور عملك

لتحقق التّوازن المذكور في الخطوة #12 ينبغي أنّ تطّلع مسبقا على جدولك الدّراسي المقبل وتتكيّف مع الأوقات الفائضة لديك، ففي حال طرأ أي واجب دراسي (امتحان أو جلسة مخبر...) ينبغي أنّ تغير هذه الأوقات بما يتلاءم وحاجتك.

وإن أردت نصيحتي فالاكتفاء بالقراءة لن ينفعك، أحضر حالا ورقة وقلم وابدأ بتنظيم كلّ الأمور التي تخصّ حياتك، هيا انطلق.

14. أضف أو احذف بعض الأعمال

عندما تجد متّسعا من الوقت في مخطط الدّراسة، أو تصادفك عطلة على الأبواب سيكون الوقت الأنّسب لكي تنهض، تسوّق لنفسك وتتواصل مع مقدمي فرص العمل، لكن بالعكس إن ازدحم جدولك الدراسي لا تأخذ أية أعمال أخرى واكتفي بتلك التي لديك حتّى يقل الضّغط الدّراسي من جديد.

15. انهض مبكرا (إن كان بالإمكان)

إذا خلدت للنوم في ساعة أبكر، ستكون قادرا على الاستيقاظ مبكرا والقيام بعملك قبل بداية برنامجك الدراسي، وبذلك تكون قد أدّيت إحدى المهام الملقاة على عاتقك وتفرّغت للدراسة دون أن يلهث عقلك بفكرة أنه (لدي عمل يجب أنّ أنّجزه) ولكن من الأفضل أن تنام إن كنت بحاجة لذلك (الخطوة 8) لكي تستطيع التّركيز في دراستك ومن ثمّ العمل مساءً.

16. روج لنفسك وحدد أجورك

يمكنك أن تصنع لنفسك اسما لامعا وتعرض انجازاتك أو أجورك عبر التواصل مع الأشخاص الذين يحتاجون إلى محرّر نظامي أومن ينّشر على مدوّناتهم، وتذكر أنّ توائم بين سعرك وهدفك، فمثلا، عندما تساعد قرنائك من الطلاب اجعل سعرك في أقلّ الحدود الّتي الممكنة ولكن إيّاك أنّ تبخس فيه، أمّا إن كنت تستهدف الشّركات اطلب سعرا عالياً.

17. حدد شروط الدفع لديك

ينبغي أن تضع قيمة عددية دنيا للأجور وألّا ترضى بأقلّ منها فهذا لا يتنافى أبدا مع مرونتك في التعامل، هناك شيء يجب أن يدركه عملاؤك هو أنّك تستحق هذا المال وعندما يقومون بتأدية ما عليهم من أجور فهم لا يسدون صنيعا، إذ قد يصادفك من يقترح عليك بأنّ أجرتك ستكون عبر نشر مقالتك على مدوّنته بحجة أنّك تحظى بنشر مجاني وهذا عرض مرفوض فهل سيقبل ميكانيكي مثلا أن تكون أجرته هو أنّ يشاهدك تركب سيّارتك الّتي قام بإصلاحها .

قد يكون التّدوين المستقل عسيرا عليك كطالب ولكنّ أوّل تجربة فعليّة لي في هذا المجال علّمتني أن أستغلّ كلّ دقيقة من وقتي. أما بالنسبة للعمر، فلا تصغ لمن يخبرك بأنّك صغير جدا على هذا العمل Onibalusi Bamidele بدأت العمل في السادسة عشر من العمر، Gloson في العاشرة أما بالنسبة لي فقد بدأت في سن 19،عليك أنّ تعلم أنّ الشّباب هي ميزة وليست عائقا، كما أنّ كلّ ما يهم زبائنك هو أن تكون مفعما بالطّاقة، الإيجابية وأن تكون شخصا يمكن الاعتماد عليه. ختاما، دعني أخبرك أنّ حلمك بأن تكون مدوّنا مستقلا سيبقى مجرد حلم ما لم تباشر العمل الآن.

إذا أخبرنا أنت عن استراتيجيتك في الموازنة بين الدّراسة والعمل كمدوّن مستقل؟

ترجمة -وبتصرّف- للمقال: 17 Productivity Tips for Freelance Bloggers in College، لصاحبه: Luana Spinetti.

حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

Huthaifa Mady

نشر

جميل جدًا .. بالفعل التدوين والدراسة أمران قمة في الروعة، إلا أن تجربتي في التدوين أثبتت لي مدى صعوبته، وأنه بمقام البرمجة والتصميم من ناحية التخطيط والترويج والإعداد والتحرير .. الخ الخ. 

فأنا مبرمج ومدوّن، فعندما أريد أن أختار بين صناعة برنامج وكتابة تدوينة، أحيانًا أهرول نحو البرمجة .. لأنها في نظري حينها تكون أصعب من كتابة الأكواد وإصلاحها، ولكل أمرٍ تفاصيله. 

تحياتي ،،

fatima69A

نشر

انا حاليا اعاني من هذه المشكلة ... في الحقيقة الموازنة بين الدراسة و العمل مهمة شاقة .

شكرا مقالة رائعة 



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...