اذهب إلى المحتوى

يتشابه الاستعداد لمقابلة عمل مع الاستعداد لعرض مبيعات، إذ لا يمكنك في الحالتين التحكم في النتيجة، لكن يمكنك التحكم في الاستعدادات المسبقة، وسوف يميزك عن منافسيك هذا الاستعداد المسبق، والاهتمام باللوجيستيات، ومعرفة ما يمكن توقعه، كما سيضعك في أفضل وضع ممكن لتدهش علامتك الشخصية مُحاوريك، وسنعرض فيما يلي عشر خطوات يمكن أن ترشدك خلال التحضير والمتابعة بعد كل مقابلة عمل.

فيما يلي أهم عشر خطوات لمقابلة عمل ناجحة، سنذكر بعدها كل واحدة منها بالتفصيل:

  1. الاستعداد للإظهار والبيع.
  2. قبول وتأكيد مقابلة العمل.
  3. البحث حول الشركة.
  4. التدرب على حديث المصعد لعلامتك Elevator Pitch.
  5. تحضير إجاباتك عن أسئلة المقابلات الشائعة.
  6. تحضير أسئلتك وإجاباتك.
  7. التحضير للوجيستيات.
  8. تحضير هندامك.
  9. إنشاء علاقة شخصية خلال المقابلة.
  10. المتابعة باستمرار.

1. الاستعداد للإظهار والبيع

يكون المفتاح في العرض التقديمي للمبيعات هو جعل منتجك ينبض بالحياة من خلال عرضه بطريقة تشرك جمهورك، وينطبق الشيء نفسه على مقابلة العمل، إذ لا يتعلق الأمر فقط بسيرتك الذاتية، بل ينبغي أن تظهر للمُحاور أمثلةً عن العمل الذي أنجزته، وتساعده على تصور العمل الذي يمكنك تقديمه لشركته، كما يمكنك البدء في التحضير لهذا الآن إذا كنت طالبًا. أحضر حافظة أعمالك في كل مقابلة.

2. قبول وتأكيد مقابلة العمل

عندما تتصل إحدى الشركات المستهدفة أو ترسل رسائل بريد إلكتروني لتقدم لك مقابلةً، فلا تترك أي شيء للصدفة، بل دوِّن بالقلم والورقة، أو على هاتفك المعلومات التي ستحتاج إلى معرفتها في يوم المقابلة، وتأكد مما يلي:

  • هل دوَّنت اليوم والوقت الصحيحين؟
  • هل تعرف اسم ولقب وموقع مكتب الشخص الذي ستجري مقابلةً معه؟
  • هل لديك اتجاهات لموقع الشركة؟

ضع في حسبانك أن البحث عن عنوان الشركة على خرائط جوجل Google Maps في يوم مقابلتك قد لا يوصلك إلى المكان الذي تريد أن تذهب إليه، فقد يكون للشركات حرم جامعي كبير به عدد من المباني، ولن تتمكن الخريطة من إخبارك بكيفية العثور على المدخل الصحيح للمبنى الصحيح، وكيفية العثور على مكتب الشخص الذي اتصل بك بمجرد وصولك إلى هناك، لذلك اعتنِ بالتفاصيل اللوجستية مثل هذه مسبقًا، لئلا يبطئك أي شيء يوم المقابلة.

وطالما لديك جهة اتصال من الشركة عبر الهاتف، اغتنم الفرصة لتسأل عما إذا كان هناك وصف للوظيفة على موقع الشركة الإلكتروني، بحيث يمكنك مراجعته قبل المقابلة، كما يُفضل أن تسأل عن عنوان الوظيفة التي ستجري مقابلةً من أجلها، وأسماء وألقاب الأشخاص الذين ستجري معهم المقابلات، كما يجب عليك أيضًا أن تطلب رقم هاتف الشخص الذي يجري المقابلة وبريده الإلكتروني، واحفظهما على هاتفك، وفي ورقة تحملها معك لتتمكن من الاتصال يوم المقابلة حال وقوع طارئ يؤخرك. أرسل كذلك رسالةً إلكترونيةً إلى المُحاور قبل المقابلة بعدة أيام لتأكيد موعدك، أو اتصل به في اليوم السابق، إذ يوضح هذا احترافك ويضمن أن كل شيء سيمضي بسلاسة.

3. البحث حول الشركة

تمامًا كما لا تتصور دخول مندوب مبيعات عرض مبيعات تقديميًا دون أي بحث حول شركة العميل المرتقب، فلا يجب أن تدخل مقابلة عمل أبدًا دون نفس النوع من التحضير، لذا ابدأ بمراجعة وصف الوظيفة على موقع الشركة الإلكتروني إذا كان متاحًا، ثم اقضِ بعض الوقت على الموقع، وابحث في بيان مهمة الشركة ووصفها، وإذا كنت تعرف القسم الذي قد تعمل فيه، فعليك الانتباه جيدًا إلى أي تفاصيل محددة يمكنك التعرف عليها حول هذا القسم من الموقع الإلكتروني، وهذه بعض المعلومات التي يتوقع أصحاب العمل منك معرفتها:

  • عدد موظفي الشركة، وعدد مواقعها.
  • هل بيئة عملها تعتمد على البيع من الشركة للمستهلك B2C أم البيع من الشركة لشركة أخرى B2B؟
  • منذ متى بدأت الشركة تعمل؟ وهل جرى دمجها مع شركة أخرى أو الاستيلاء عليها مؤخرًا؟
  • هل تتوسع الشركة عالميًا؟
  • هل لدى الشركة أي منتجات أو خدمات جديدة؟
  • هل كرّمت الشركة الرئيس التنفيذي أو غيره لأية إنجازات أو منشورات مؤخرًا؟

انتقل بعدها إلى ما هو أبعد من البحث في المواقع الإلكترونية، إذ يعرف محاوِرُك بالتأكيد ما يحتويه موقع شركته الإلكتروني، لذلك لا تكرر فقط المعلومات التي تجدها هناك، بل أظهر له دوافعك واحترافك من خلال الاستعداد بأبحاثك الخاصة، لذا استخدم منتج الشركة أو خدمتها، وتحدث إلى أشخاص آخرين يستخدمون المنتج أو الخدمة، وتصفح الإنترنت لقراءة ما يقوله العملاء عن الشركة، وجرّب عملية الشراء من الشركة حتى تتمكن من فهم كيف تجري أعمال الشركة من وجهة نظر العميل، واقرأ أي بيانات صحفية أو تغطية صحفية حديثة حول الشركة.

لا تنسَ البحث حول مُحاورك أيضًا الذي من المحتمل أن يكون لديه ملف تعريف على لينكد إن LinkedIn حتى تتمكن من الحصول على نظرة عنه، وحتى معرفة شكله، ولا تنسَ أيضًا إجراء بحث حوله على جوجل، إذ يمكنك التعرف على هواياته الشخصية وغيرها من المعلومات المهمة.

4. التدرب على حديث المصعد لعلامتك Elevator Pitch

لا تتفاجأ إذا كان أحد الأسئلة الأولى التي يطرحها مُحاورك هو شيء آخر على غرار "أخبرني عن نفسك"، فهذا سؤال افتتاحي شائع، والغاية من طرحه عادةً إراحة المرشحين للوظائف، لكن يمكن أن يكون أحد أصعب الأسئلة التي يجب الإجابة عليها، إذ تقول أليسين فوستر Alysin Foster، وهي المستشارة والشريكة الإدارية في مركز الإدارة الإستراتيجية: "يُعَد امتلاك حديث مصعد جيدًا أداةً مهمةً في البحث عن الوظائف"، كما تقول: "أحيانًا يكون كل ما تحتاج إليه هو 30 ثانيةً لتترك انطباعًا جيدًا".

راجع جزئية "بيع نفسك" للتأكد من أن حديث المصعد هو أقوى نقطة انطلاق لديك، ثم تمرن عليه حتى يبدو الأمر طبيعيًا لتستعمله ردًّا على السؤال الأول المقلق: "أخبرني عن نفسك".

"أخبرني عن نفسك": استمع إلى بيل خبير الشركات -كما يسمي نفسه على اليوتيوب- وهو يشرح كيفية الإجابة على سؤال: "أخبرني عن نفسك" بإعادة النظر إلى السؤال من زاوية أخرى.

5. تحضير إجاباتك عن أسئلة المقابلات الشائعة

يُعَد سؤال "أخبرني عن نفسك" واحدًا فقط من عدد من أسئلة المقابلات الشائعة التي يجب أن تستعد لها قبل الذهاب إلى المقابلة، وعلى الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لمعرفة الأسئلة التي ستواجهها، إلا أنه يمكنك أن تكون متأكدًا نسبيًا من أن المُحاور سيطرح واحدًا أو اثنين على الأقل من الأسئلة الشائعة؛ لذا سيمكّنك تحضير إجابات لأسئلة المقابلات الشائعة مسبقًا من الرد بوضوح واتزان.

يقول بيل ماكجوان Bill McGowan، مؤسس كلاريتي ميديا جروب Clarity Media Group: "ما يحبس الكثير من الناس هو أنهم يفكرون ويتحدثون في نفس الوقت، ويُفضل أن تعرف مسار محادثتك"، وتُعَد أفضل طريقة لإجراء محادثة قوية، هي مراجعة نقاط تحديد موقع علامتك الشخصية، والتي يمكن تضمينها في الإجابة على أي سؤال مقابلة، لذا تدرّب على سرد قصصك بصوت عالٍ بحيث تكون موجزةً ومركزةً، لكنها تبدو طبيعيةً.

بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها المُحاورون وبعض المؤشرات للتوصل إلى إجابة موضحة أدناه.

أسئلة شائعة في مقابلات العمل

اذكر بعض نقاط قوتك

يجيب أغلب المترشحين عن هذا السؤال بعبارات عامة مثل: "أنا عصامي ذو همة"، أو "أنا مهووس بالتنظيم". أنت تملك سلفًا نقاط موقع علامتك الشخصية وقصصًا تتماشى معها، فلم لا تستخدمها؟ يمكنك التميز عن غيرك بتوضيح قواك عبر التعابير التي أعددتها مسبقًا، مثل قولك: "مهاراتي القيادية من أهم نقاط قوتي، فحين عملت رئيس النادلين في مطعم خمس نجوم، جدولت مواقيت الندلاء، وحللت مشاكل خدمة العملاء خلال ورديتي، كما كانت تقييمات رضا العملاء هي الأعلى خلال سنتي عملي هناك".

اذكر بعض نقاط ضعفك

لا يبحث المُحاور عن بعض الاعترافات الدفينة عند طرحه هذا السؤال، والسر في الإجابة هو استخدام نقاط ضعفك لصالحك، لذلك إذا قلت مثلًا إن لديك مشكلةً مع التنظيم، فأتبع هذا بذكر أن التنظيم ليس مهارةً متأصلةً فيك، لذا تحرص في بداية كل مشروع جديد على التخطيط لأهدافك، ولا تكتفِ بذكر نقطة ضعفك وأنك ستحاول تصليحها، إذ يعطي هذا انطباعًا سيئًا عنك، فلا بد من الصراحة عند الرد على سؤال نقاط الضعف، لذا لا تحاول ادعاء أنك معصوم عن الخطأ، فلن يبدو ذلك جيدًا أيضًا.

هل تناوشت يومًا مع مديرك؟

يسمى هذا بالسؤال التصرفي، إذ يحاول المُحاور هنا رؤية كيف تتصرف في موقف معين، لذا بدل ذكر حالة معينة، أو ادعاء أنك لم تتناوش يومًا مع مديرك، يمكنك التركيز على كيف تصرفت حين واجهت اختلافًا مع مديرك، وماذا فعلت لحل الاختلاف، فتقول مثلًا: "نعم، كانت هناك مناوشات مع مديري، لكن لم تكن أشياء كبيرةً، فقد ظهرت اختلافات لا بد من حلها، وقد وجدت أنه إذا حدث اختلاف ما، فمن المفيد فهم موقف الطرف الآخر، لذا أحرص على الاستماع إلى وجهة نظره، والخروج بحل تعاوني".

ماذا ستقدم للشركة؟ أو لماذا ترى نفسك مناسبًا لها؟

هذا أحد الأسئلة التي يساعدك فيها بحثك المسبق، إذ يعتمد المفتاح في الإجابة على هذا السؤال بالتساوي على كفاءتك من جهة، وعلى معلوماتك عن الشركة من جهة أخرى. وكما يقول إستراتيجي المسارات المهنية جي. تي. أودونيل J.T. O"Donnell: "يمكنك تركيب إجابة أفضل بسؤال نفسك ماذا تريد الشركة منك، ولماذا"، بعد ذلك اسأل نفسك كيف تتوافق قصتك وقصة الشركة، وهذا أشبه بعرض الفوائد المركزة على العميل في منتجك خلال عرض مبيعات تقديمي، لذا جهّز قصةً توضح تمامًا ما يمكنك تقديمه.

لماذا تريد العمل هنا؟

يُعَد هذا السؤال فرصةً أخرى لعرض أبحاثك حول الشركة، لذا ضع في حسبانك ما تعرفه عن أي تحديات أو قضايا تواجهها الشركة، وكيف ستكون مهاراتك وخبراتك مفيدةً، إذ يمكن الإجابة سؤال مثل: "ما هي خبرات خدمة المجتمع أو التربص الذي قدمته وقد يكون مفيدًا هنا؟" بأن تقول مثلًا: "أعلم أن شركتك على وشك إطلاق أولى حملاتها التسويقية عبر البريد الإلكتروني، وأود حقًا أن أشارك عندما يبدأ هذا المشروع. لقد كنت مسؤولًا في العام الماضي عن كتابة الرسائل الإخبارية عبر البريد الإلكتروني لبنك الطعام المحلي، وتوسيع قائمة المشتركين فيه، وأتطلع إلى وضع هذه التجربة في العمل الاحترافي".

لماذا ينبغي عليَّ أن أوظفك؟

يمكن أن يكون هذا سؤالًا صعبًا، لكن لن يكون كذلك إذا كنت مستعدًا للإجابة، لذا تابع النصائح التي تقدمها قناة خبير الشركات The Companies Expert بخصوص الإجابة على سؤال "لماذا ينبغي علينا أن نوظفك؟".

ما هي حملتك الإعلانية المفضلة (أو أي عنصر آخر خاص بالصناعة)؟

هذا مثال عن سؤال مقابلة خاص بالصناعة قد تسمعه إذا كنت تجري مقابلةً لوظيفة تسويقية، لذا أيًا كان المجال الذي تعمل فيه، تأكد من إجراء البحث وفهم الصناعة حتى تتمكن من الرد على الأسئلة الخاصة بالصناعة، لذلك إذا كنت تجري مقابلةً مثلًا للحصول على وظيفة في مجال الإعلان، فكُن على دراية بالحملات الإعلانية الكبرى، وكن مستعدًا لمناقشة ما تفضله، ولماذا تعتقد أنه ينجح.

أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟

لن يرغب المُحاوِر في سماع أن هدفك لمدة خمس سنوات هو العمل في صناعة مختلفة، لذا تحدث عن أهدافك الشخصية المتعلقة بالوظيفة، إذ سيوضح هذا أنك تفهم الشركة وأنك متحمس للنجاح هناك.

ما هي توقعاتك بشأن الراتب؟

هذه مشكلة يجب تجنب الاستجابة لها مباشرةً إن أمكن، إذ سيكون الرد الجيد هو صرف النظر عن السؤال: "أتوقع تعويضًا يقع في نطاق الراتب القياسي لهذه الصناعة"، ويُفضل أن تبحث عن نطاقات الرواتب لمجال عملك حتى تكون مستعدًا للتفاوض عند الخوض في موضوع الراتب، لكن دع صاحب العمل يقترح رقمًا أولًا، وإذا شعرت أنه يتعين عليك الرد على هذا السؤال بإجابة مباشرة، فكن حذرًا فقط، إذ لا يمكنك أن تتوقع من صاحب العمل -بمجرد تحديد رقم- أن يعرض عليك أكثر من ذلك إذا قررت تولي الوظيفة.

كم عدد سنوات الخبرة التي تمتلكها في استخدام برنامج إكسل Excel (أو برامج أخرى)؟

لا تريد أن يضيع عليك سؤال مثل هذا المنصب، لا سيما بالنظر إلى أنه يمكن تعلم العديد من البرامج أثناء العمل، لذا لا تقدم معلومات خاطئةً، لكن يمكنك محاولة الرد بسؤال من عندك، مثل السؤال عن كم ومستوى الخبرة المطلوبين للوظيفة، وإذا كانت لديك فكرة أكثر تحديدًا عن الإجابة التي يبحث عنها المُحاور، فيمكنك تقديم إجابة أكثر إقناعًا حول سبب وجوب النظر في الوظيفة، حتى إذا كانت إجابتك لا تتطابق تمامًا مع ما يبحث هو عنه.

ما الشيء الذي لم ينل إعجابك في وظيفتك الأخيرة؟

كثيرًا ما يطرح المُحاورون هذا السؤال لحثك على الكشف عن الخلافات، لذا تجنب السير في هذا الطريق، إذ يجب في البحث عن عمل ألا تكشف أبدًا عن أي شيء سلبي عن صاحب عمل سابق، ومهما ذكرت في إجابتك، اختر شيئًا لا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالوظيفة التي تتقدم لها، وتأكد من إنهاء ردك بملاحظة إيجابية: "أنا مستعد لمواجهة تحديات وظيفتي الجديدة".

6. تحضير أسئلتك وإجاباتك

سيسألك المُحاور عند اقتراب نهاية المقابلة عما إذا كانت لديك أي أسئلة تطرحها عليه، لذا تأكد من أن لديك ثلاثة أو أربعة أسئلة في البال، إذ سيُظهر إعدادك هذه الأسئلة مسبقًا للمُحاور أنك فكرت في المنصب والشركة، وفيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعدك:

  • ما هي الفرص التي ستتعدى هذا المنصب في الشركة؟
  • كيف سيبدو الشخص المثالي لهذا المنصب؟
  • ما هي بعض التحديات التي تواجه القسم في الأشهر الثلاثة القادمة؟ وما هو الدور الذي سيؤديه شاغل هذا المنصب في مواجهة هذه التحديات؟
  • كيف تصف ثقافة شركتك؟
  • ما هي الخطوات التالية في عملية التوظيف؟

كن مستعدًا للمتابعة بعد أن يستجيب المُحاور، وذلك من خلال إعادة ذكر نقاط قوتك، لذلك إذا سألت مثلًا عن الصفات التي يجب أن يتمتع بها المرشح المثالي لهذه الوظيفة، فقد يذكر المُحاوِر شيئًا لم تفكر في ذكره سابقًا، ويمكنك الرد بإخبار قصة ذات صلة بوقت محدد تغلبت فيه على عقبة أو ساعدت زميلًا في حل مشكلة ما.

يمكنك طرح هذه الأسئلة حتى لو كنت تعرف الإجابة فعلًا، لذلك إذا أجريت مقابلةً مع عدة أشخاص في المؤسسة، فلا بأس من طرح نفس السؤال عدة مرات، إذ سيساعدك ذلك في الحصول على مجموعة متنوعة من وجهات النظر، وتذكر أن الأسئلة التي تطرحها هي أيضًا طريقة لعرض تجربتك ومعرفتك حول الشركة.

لديك القوة: نصائح حول البحث عن عمل

متى أسأل عن الراتب؟

إذا كانت لديك أسئلة حول الراتب والمزايا، فلا تسألها الآن، بل أجِّل دومًا المحادثة حول الراتب لأطول فترة ممكنة، فلن تقدم في عرض المبيعات مثلًا جدول الأسعار قبل أن يظهر عميلك اهتمامًا جديًا بالشراء، لذا لا تنطبق الفكرة ذاتها على الراتب في مقابلة العمل، ويُفضل ترك المُحاوِر يفتح موضوع الراتب، وهو أمر قد يتأخر إلى المقابلة الثانية أو الثالثة، لذا كن صبورًا، فكلما تعرف عليك الموظِّف المرتقب أكثر، أُتيحت لك فرص أكثر لتأكيد لماذا أنت إضافة مناسبة للشركة، وإذا بعت نفسك جيدًا خلال مرحلة المقابلات، فربما تحصل على عرض راتب أكبر مما كنت تتخيل.

شاهد بيل يقدم نصائح مفصلةً حول كيفية الإجابة عن سؤال: "ما هو توقعك حول الراتب؟".

7. التحضير للوجيستيات

اعتنِ باللوجستيات قبل إجراء المقابلة تمامًا كما تفعل مع أي عرض تقديمي للمبيعات، وتحكم في الأشياء التي يمكنك التحكم فيها بحيث يمكنك التركيز على أدائك أثناء المقابلة، وتحقق جيدًا من أنك تعرف المكان الذي ستذهب إليه، مع منح نفسك وقتًا إضافيًا للتنقل في حالة حدوث اختناق مروري، وتأكد من أنك تعرف عنوان الوظيفة التي ستجري مقابلةً لأجلها. تذكر أيضًا أن تجمع ما تحتاجه في الليلة السابقة للمقابلة، واجعل عينات عملك جاهزةً لوضعها في محفظة، مع طباعة أربع نسخ إضافية على الأقل من سيرتك الذاتية.

أحضر هذه الملخصات الإضافية في محفظتك. فعلى الرغم من أن المُحاوِر قد تلقى سيرتك الذاتية بالفعل، إلا أنه قد لا تكون في متناول يده، لذا يجب أن تكون دائمًا على استعداد في حال طُلبت منك مقابلة أي شخص لم يكن موجودًا في جدول المقابلة الأصلي، واحرص على الوصول مبكرًا للتعود على المكان، وتدارك أية أخطاء في الأوراق، أو مشاكل مع الهندام، والاستعداد لتقديم مقابلة مميزة.

8. تحضير هندامك

يُعَد هندامك جزءًا من علامتك الشخصية، لذا تأكد من ارتداء ملابس مهنية احترافية عندما تذهب إلى مقابلتك، حتى لو كنت تجري مقابلةً في صناعة غير رسمية:

  • احرص دائمًا على ارتداء ملابس متحفظة، لذا اختر بدلةً بألوان داكنة أو محايدة، وتجنب الملابس المفرطة أو الملابس التي تعطي انطباعًا، وتجذب انتباهًا زائدًا عن المطلوب.
  • تأكد من أن بدلتك أو لباسك يناسبك جيدًا.
  • ارتدِ حذاءً مناسبًا مهنيًا نظيفًا ولامعًا، ويجب تجنب الأحذية الرياضية.
  • ارتدِ أيضًا الملحقات المناسبة، وتجنب المجوهرات أو الساعات البراقة، واحمل محفظةً أو حقيبة يد احترافيةً، وليس حقيبة ظهر، أو حقيبة سفر؛ وتذكر أن ملحقاتك هذه جزء هي الأخرى من علامتك الشخصية.
  • تأكد من كي ملابسك، وافعل هذا في الليلة السابقة للمقابلة، مع تجهيز تلك الملابس في مكان واضح لئلا تكلف نفسك عناء البحث عنها صباحًا.
  • تأكد من أن قصة شعرك محافظة ومقبولة، ولا تنسَ مزيل العرق، ومعطر الفم، إذ يمكن لرائحة الجسم أو رائحة الفم الكريهة أن تكون مؤثرةً في مقابلة.

9. إنشاء علاقة شخصية خلال المقابلة

ابذل جهدًا ليرتاح لك المُحاوِر، إذ يريد الناس توظيف الأشخاص الذين يعجبونهم، لذلك ابتسم وتواصل بالعين واستقبله بمصافحة قوية، مع السماح لنفسك بالاسترخاء، وابدأ المحادثة ببعض الأحاديث القصيرة، ولاحظ البيئة المحيطة في مكتب المُحاور. هل لديه تذكارات مدرسية أو صور عائلية أو أدوات رياضية أو صور إجازة؟ حاول اكتشاف القواسم المشتركة التي تسمح لك بإنشاء علاقة شخصية، وتذكر أن تبتسم وتحافظ على التواصل البصري، وعندما تنتهي المقابلة، تأكد من إخبار المُحاور أنك تريد الوظيفة، والأهم من ذلك أن تسترخي وتستمتع بالمحادثة وتكون على طبيعتك.

10. المتابعة باستمرار

لا تتباطأ في معاودة الاتصال، فلا بد أن تتابع مع مُحاورك بينما لا تزال حديثًا في ذهنه، لذا اكتب رسالة شكر عبر البريد الإلكتروني في نفس اليوم، ورسالة شكر أخرى مكتوبةً بخط اليد، فقلة هم من يرسلون بطاقات الشكر المكتوبة بخط اليد، لذا ستجعلك هذه اللمسة الإضافية مميزًا.

يجب أن تطلب من المُحاوِر أثناء مقابلتك تحديد إطار زمني حتى تعرف متى تتوقع الرد، ولا تنسَ رقم هاتفه، إذ يُحتمل ألا تحصل على رد، لذا يُعَد سؤال المُحاور الخاص بك للحصول على إطار زمني أمرًا ضروريًا للمتابعة، فإذا لم يكن يخطط لاتخاذ قرار التوظيف لمدة أسبوعين آخرين، فسيكون الاتصال به بعد أسبوع واحد أمرًا مزعجًا.

كن مثابرًا، لكن تذكر أن هناك خطًا رفيعًا بين المثابرة والمضايقة، إذ تُعَد متابعة الاتصال بالهاتف دليلًا على اهتمامك بالمنصب، وقد تتأخر قرارات التوظيف بسبب المشكلات التي تطرأ على الشركة، لذا فعدم الحصول على رد بحلول التاريخ الذي كنت تتوقعه لا يُعَد بالضرورة مؤشرًا على رفض توظيفك.

دروس مستخلصة

  • مقابلة العمل أشبه بعرض المبيعات التقديمي، لذا تحتاج الكثير من التحضير لتنجح فيها.
  • كن مستعدًا دائمًا لمقابلة عمل بحافظة أعمال وبدلة وحذاء احترافيين.
  • عند تلقيك اتصالًا حول مقابلة عمل، دوّن الوقت والتاريخ والمكان، وعنوان الوظيفة، وأسماء ومناصب الأشخاص الذين سيحاورونك.
  • أجرِ أبحاثك حول الشركة ومنتجاتها وخدماتها وعملائها ومنافسيها، ويُعَد موقع الشركة الإلكتروني مكانًا جيدًا لبدء أبحاثك، كما يمكنك شراء منتجها أو خدمتها لاختبار تجربة المستخدم.
  • تجهز للأسئلة التي ستُطرح عليك، ولعل من بينها: "أخبرني عن نفسك". راجع نقاط علامتك الشخصية، والقصص التي تريد سردها للرد على الأسئلة الشائعة.
  • جهز أسئلةً تطرحها على المُحاور خلال المقابلة.
  • أجّل حوار الراتب قدر الإمكان، ودع المُحاور يفتحه لا أنت.
  • تبسّم وكن على طبيعتك خلال المقابلة، فأفضل طريقة لبيع نفسك هي أن تكون نفسك.
  • تابع بعد اللقاء برسالة شكر.

تمارين

  • اختر شركةً من قائمتك وأجرِ بحثًا مفصلًا عنها بزيارة موقعها الإلكتروني ومواقع منافسيها، وباستخدام منتجها أو خدمتها، والتواصل معها عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف على أنك عميل، وكذلك بقراءة آراء الناس حولها وحول منافسيها في الأخبار والمدونات ومواقع التواصل الاجتماعي، ثم وضّح:
    • ماذا تعلمت من معلومات جديدة حول الشركة من خلال بحثك؟
    • اكتب ثلاثة أسئلة -بناءً على ما اكتشفته- يمكنك طرحها خلال مقابلة عمل.
  • مثّل مقابلة عمل بأداء دور المُحاور أو المترشح، واطلب أداء الدور الثاني من أحد زملائك، واستعملا في المقابلة الأسئلة الشائعة المذكورة في هذا المبحث.
  • حدد طريقتين يمكن استعمالهما للمتابعة بعد مقابلة عمل، واذكر متى ينبغي استخدام كل منهما.

ترجمة -بتصرّف- لكتاب "The Power of Selling" الفصل العاشر "The Presentation: The Power of Solving Problems" المبحث السادس "Selling U: Selling Yourself in an Interview".

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...