اذهب إلى المحتوى

تتمتع وظيفة إدارة المنتجات بجاذبية خاصة، وذلك نتيجةً للتقييمات الإيجابية التي تحصل عليها كل مرة ضمن أفضل الوظائف المعاصرة، وكذا فرص النمو الوظيفي التي تمنحها لممارسي هذا النشاط، إلى جانب تنوع المهارات الذي تتيحه؛ ولهذا يتجه الكثير من الأشخاص من خلفيات تقنية أو غير تقنية إلى إدارة المنتجات سعيًا لتطوير مهاراتهم وصقل مسيراتهم الوظيفية. وتُعَد أوتشينا آنجل كالو أودوما Uchenna Angel Kalu-Uduma واحدةً من أولئك الأشخاص، ففي الشهر العاشر من سنة 2019، قررت -بتوجيه من أحد الزملاء- أن تصبح مديرة منتجات، وبدأت أول خطوة بالدخول إلى دورة تكوينية والحصول على شهادة في إدارة المنتجات لجمع المعارف التي ستحتاجها لبناء مسيرتها المهنية من جديد، ورسم طريقها فيها من البداية إلى القمة؛ وهذا ما فعلته، فقد تحولت من وظيفتها العادية كمساعد تنفيذي، والتي كانت جيدة من عدة نواحي، سوى أنها لم تكن محفزةً من الناحية الإبداعية. ومنذ ذلك الوقت، تولت وظيفتين كمديرة منتجات عن بعد كطريقة لتكثيف معارفها حول مناهج أجايل في إدارة المنتجات، وقد كانت إحدى هذه الوظائف متعلقةً بشركة استشارات لبرمجيات الحاسوب، أما الأخرى فكانت شركةً مختصةً في المنتجات المرتكزة على التكنولوجيا المالية. وقد كانت تجربتها في كل واحدة من هذه الشركات جد مختلفة عن الأخرى فيما يتعلق بمقاربة دور مدير المنتجات وفريق العمل والمخرجات.

سنشارك في هذا المقال 16 درسًا من تجربة أوتشينا في التحول الوظيفي من خلفية في عالم الأعمال إلى مديرة منتجات تتعلق ببرمجيات الحاسوب.

1. إدارة المنتجات مشابهة لبصمات الأصابع في اختلافها بين الأشخاص

يمكن القول أن كل تجربة في مجال إدارة المنتجات فريدة من نوعها، فالشركات لا تختلف فقط من ناحية شكلها القانوني أو مجال نشاطها، بل أيضًا من ناحية خصائص المنتجات التي تطرحها وعقلية إدارتها، وينبغي على مدير المنتجات أن يتعامل مع كل وظيفة وكل عميل بعقلية منفتحة ومختلفة. تقول أوتشينا في هذا الصدد:

"أدير حاليًا منتجًا في شركة ناشئة مختصة في التكنولوجيا المالية، ويتمثل هدفنا الحالي في إطلاق منتج الحد الأدنى MPV وضم مستخدمين جدد إلى المنصة، بينما نقدم في الشركة الأخرى التي أعمل على إدارة منتجها -وهو عبارة عن برنامج الحاسوب الخاص بالاستشارات- منتجات عديدة لعملاء مختلفين على مدى فترات زمنية جد قصيرة، وتختلف هذه الخدمات بين التكنولوجيا المالية وإدارة الموارد البشرية وكل ما يقع بينها. عدد أفراد فريق العمل في هذه الشركة هو ضعف عدد أفراد فريق عمل المؤسسة الناشئة الأخرى التي أعمل معها، إلا أنهم أقل تركيزًا على مجال الأعمال وأكثر ميولًا إلى الجوانب التقنية، كما أن معدل استنفاذ رأس مال هذه الشركة أسرع كذلك من نظيره في المؤسسة الناشئة، وتوجد فروقات قليلة بين الشركتين، إلا أن العبرة هنا في أنه رغم أن الأدوات قد تكون متشابهةً في بعض الحالات، فإن دور مدير المنتجات يختلف كثيرًا في كل شركة".

2. تعرف على قدراتك الاستثنائية واستخدمها يوميا

يستطيع كل فرد أن يقدم إضافته الشخصية في وظيفة إدارة المنتجات، إذ أنها تعتمد على الخلفيات والشخصيات والخبرات المهنية السابقة، والتعليم الأكاديمي وغير ذلك؛ وبالتالي، كل واحد منا يضيف خليطه الخاص والفريد من المهارات إلى هذه الوظيفة، وعليه، من المهم أن تتعرف على قدراتك الاستثنائية وتتأكد من استخدامها في نشاطاتك اليومية كمدير منتجات، تؤكد Uchenna Angel Kalu-Uduma في هذا السياق بأنها وجدت نفسها قد اكتسبت نتيجةً لعملها السابق كمساعدة تنفيذية في مجال الصناعات التكنولوجية والمالية في القطاعين العام والخاص، بعض المهارات التي كانت مهمة في هذه الوظائف السابقة، مثل مهارات التواصل والطيبة والمعرفة بمجال الأعمال والقدرة على التأقلم، ولذا بدا لها أن هذه المهارات تشكّل قدراتها الاستثنائية كل يوم، فقد ساعدتها على جعل عملها في إدارة المنتجات أكثر إثارةً للاهتمام وأقل صعوبةً بالنسبة لشخص جديد في المجال.

3. دورات إدارة المنتجات هي فقط حجر الأساس وتختلف كثيرا عن الممارسة الميدانية

الأمر أشبه بالأمور التي درسناها في الجامعة مقارنةً بتطبيقاتها في العالم الحقيقي، فهما عالمان مختلفان. وكما تقتصر المدرسة على تزويدك بالمعرفة الأساسية في مجال معين، فإن دورات إدارة المنتجات ولو أنه لا بد من الانضمام لإحداها، إلا أنها ستزودك في النهاية بمصطلحات المجال والمعلومات والأطر الأساسية التي تحتاجها لاحقًا عند العمل، لكن تطبيقها النظري يختلف عن التطبيق الفعلي، والذي يتضمن مجموعةً مختلفةً من المهارات التي لا تعلمك إياها المدرسة عادةً، مثل مهارات التعامل مع الأشخاص المختلفين، والعمل الجماعي، والتواصل، والقدرة على أداء عدة أدوار مختلفة، وبعض الدبلوماسية.

4. يوجد ثلاثة أنواع من مديري المنتجات، أيهم أنت؟

يوجد مديرو منتجات من خلفية تقنية، سواءً كانت أكاديميةً أو خبرةً مهنيةً، ومديرو منتجات من خلفية مجال الأعمال، وآخرون من مجالات أخرى من الدراسة أو الخبرة المهنية، وهو أمر عادي، فكل ما يهم هو أن تكون منفتحًا على التعلم وقادرًا على أداء العمل.

اقتباس

قرأت مؤخرًا مقالًا متوسط الطول عن شخص يحمل شهادة الدكتوراه تحول من كونه دكتورًا في الرياضيات إلى مجال إدارة المنتجات، ففي الحقيقة لا يهم من أين أتيت، ما يهم هو ما تفعله في الوقت الحاضر والذي سيحدد مستقبلك، على الأقل هذا ما كنت أتمنى، أي أن لا تكون خلفيتي من عالم الأعمال غير التقنية عائقًا خلال مرحلة حساسة من انتقالي في مسيرتي المهنية إلى مجال إدارة المنتجات.

أوتشينا آنجل

5. سماتك الشخصية أهم مما تعتقد

إدارة المنتجات هي وظيفة تتمحور حول الأشخاص بقدر تمحورها حول أي شيء آخر، لذا ينبغي أن تكون ذلك الشخص الذي لا يخاف طرح الأسئلة على المستخدمين وفريق العمل وحتى المسؤولون عنه، فلا مجال للخجل هنا، لأن الأشخاص لديهم حدس قوي وعادةً ما يستطيعون معرفة أن الأمور لا تسير على ما يرام، كما أن فإن مهارات الأشخاص والالتزام بالنمو والتطوير الشخصي هي أيضًا سمات شخصية يمكنها تحديد مصيرك كمدير منتجات جديد.

6. احرص على التواصل: كن مثل مدبر المنزل أو مسؤول العمارة السكنية

حجم التنسيق والتواصل الذي يحرص عليه مدير المنتجات يجعله شبيهًا بوظيفة مدبر المنزل أو العمارة السكنية، الذي يحيط بكل ما يحصل فيها.

اقتباس

شاهدت مؤخرًا فلمًا، ولاحظت أثناء مشاهدتي أن السيدة مدبرة المنزل تؤدي أساسًا دور مدير المنتجات، إذ أنها تراقب مجموعة الموظفين والأشياء داخل القصر وهو نفس ما يقوم به مدير المنتجات ولكن داخل فريق تسليم منتج معين، وها هو جوهر الوظيفة في الحقيقة، أي الربط بين المستخدمين وفريق التطوير، وبين الإدارة العليا والمنتج والعكس، وكذا بين أفراد فريق العمل من أجل تحقيق تسليم سلس وفعال للمنتج.

أوتشينا آنجل

7. لا أحد يحب الإدارة التفصيلية

يشعر الأشخاص بدعم وحماس أكبر عندما يرون أنك تثق بأنهم سيفعلون الشيء الصحيح دون أن يضطروا إلى البقاء في حالة حذر شديد طيلة الوقت، ودون أن تزعجهم باستمرار بحجة متابعة العمل. سيقدّرك الأشخاص أكثر إذا اكتفيت بإعلامهم بما تتوقع منهم وإعطائهم أجلًا معينًا لإنجاز العمل، وتذكيرهم قبل تاريخ الموعد النهائي لتسليم عملهم، إلى جانب سؤالهم عما إن كانوا يواجهون أية صعوبات؛ كما يمكنك تجربة المنتج معهم لفحص العمل الذي تم إنجازه، وغير ذلك من صور المتابعة التي لا تتضمن إدارةً تفصيليةً.

8. كن أصيلا وصادقا

تُعد هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك أن تكتسب من خلالها ثقة الناس وتدفعهم لتقديم أحسن عمل ممكن، إذ من المهم أن يحترمك الآخرون داخل فريق العمل وألا يكرهوك -على الأقل-، لأن ذلك سيؤثر على العمال بطريقة أو بأخرى.

هناك حكم مسبق شائع بخصوص إدارة المنتجات لم تكن أوتشينا تعرفه حتى بدأت عملها في المجال/، حيث انضمت إلى ذلك الجانب من منصة Twitter الذي يناقش هذا التخصص، وقد تعرفت على ذلك في أول أسبوع لي في العمل "أنت تعرف أن الناس لا يحبون مدير المنتجات، صحيح؟" وبهذا الصدد تقول:

اقتباس

حسب رأيي، فإن وظيفتك هي أن تدفع أفراد الفريق إلى تقديم أحسن ما لديهم، وليس أن يحبوك، ولكن سيساعدك ألا تكون -على الأقل- العدو الأول للجميع.

أوتشينا آنجل

9. المستخدمون هم الأهم

الأولوية القصوى في قرارات المنتج ليست لما يعتقد العميل أنه خاصية عظيمة، ولا ما يعتقد مدير المنتجات أنه ضروري، بل لما يحتاجه المستخدمون، وبإمكانك بعدها أن تضيف التحسينات الأخرى بناءً فقط على آراء المستخدمين وليس على رأيك الشخصي.

11. من الصعب تكميم قيمة عمل إدارة المنتجات، لذا سامح أولئك الذين لا يرونها

إذا كنت تبدأ للتو عملك كمدير منتجات، فعلى الأرجح ستتلقى أجرًا يتناسب وهذا النقص في فهم القيمة، فأنت لست مصممًا أو مطورًا، أنت فقط تسأل عن تواريخ الآجال القصوى للتسليم وتتابع العمل، وأنت الوحيد الذي يعرف مدى صعوبة جمع مجموعة من الأشخاص ذوي الشخصيات والخلفيات والأخلاقيات المهنية المختلفة حول هدف واحد وباستمرار. من المهم ألا تستمع إلى ذلك الجزء من نفسك الذي يخبرك بأنك يجب أن تخرج عن دورك الطبيعي لتثبت قيمتك. وهنا عليك أن تنجز عملك بدافع حبك له، وليس من أجل المكافآت.

11. أتقن حيل العمل

يزيد العمل في مجالات إدارة المنتجات الرقمية خاصةً من سرعة التعلم، لأنه عبارة عن دائرة متكررة باستمرار، فإذا أردت أن تزيد نشاطك بسرعة، فهو مجال ملائم لك، ولكن عليك أن تستعد إلى التعامل مع كل أنواع الأشخاص، بما في ذلك العملاء المزعجين وأولئك البغيضين الذين يكررون باستمرار كيف أنهم دفعوا مقابل خدماتك؛ وبالتالي سيكون عليك التعامل مع هذه الوضعيات. عادةً ما يفيد أن تكون قد عملت من قبل مع مثل هؤلاء الأشخاص، فحينها لن تحطم هذه المواقف من تقديرك لذاتك، كما يجب أن تحب عملك لتتمكن من تجاوز مثل هذه الأيام الصعبة بسرعة.

12. اقرأ واكتب وأنشئ علاقات وكأن حياتك تتوقف على ذلك

لا نريد المبالغة في الأمر ولكن مسيرتك الوظيفية تتوقف فعلًا على هذه الأمور الثلاث.

أولًا، اقرأ! اقرأ الكتب ومنشورات المدونات وتغريدات مديري المنتجات الآخرين الذين يسبقونك من ناحية تقدمهم في مسيرتهم المهنية.

ثانيًا، استخدم منصة Twitter وابن علاقات، إذ يتيح لك التعلم والتعرف على مديري منتجات آخرين. انضم إلى مجموعات إدارة المنتجات على منصة Slack أو على المنصات الأخرى، إذ تؤكد أوتشينا آنجل أنها قد تحصلت على وظيفتها كمديرة منتجات في شركة استشارات برامج حاسوب من خلال تغريدة نشرتها حول أمنيتيها في الحصول على فرصة للتعلم أكثر حول إدارة منتجات برامج الحاسوب من منظور تطبيقي، وأنها متأكدة بأن هذا الأمر لم يكن ليحصل لو أنها تابعت على منصة التواصل الاجتماعي المعنية أنواعًا أخرى من الحسابات.

ثالثًا، اكتب! اكتب حول تجربتك كمدير منتجات، والمنتجات التي سلمتها. هل تخيلت من قبل منتجات بخصائص أخرى غير الموجودة حاليًا؟ اكتب حولها!

13. تعلم المزيد من المهارات لتبقى ملائما ومرنا في عالم التكنولوجيا

قد تحتاج إلى اكتساب مهارة أو مهارتين إضافيتين لتسمح لك بالتأقلم سريعًا مع عالم الصناعات التكنولوجية سريع التغير، ومساعدتك على تحقيق تواصل أفضل مع المنتجات، وبالتالي أن تصبح أفضل في عملك كمدير منتجات.

14. يجلب الأفراد شخصياتهم معهم إلى العمل ومهمتك هي فهم هذه الشخصيات

يُعَد الإدراك أمرًا جوهريًا في هذا السياق، إذ ينبغي أن تتعرف على ما يحفز كل فرد في فريق العمل، وما الذي يتضمنه دوره، وما نوع المزاح الذي يفضلونه، وطريقة كلامهم، وشخصياتهم، ومقاربتهم للتفاعل داخل مكان العمل وما إلى ذلك. تقول Uchenna في هذا الخصوص:

"خلال الشهرين الأولين لعملي كمديرة منتجات شعرت بأن هناك بعض الأفراد في فريق العمل يرفضون وجودي والتعاون معي، وهو ما دفعني إلى القلق لأنني لم أستطع إنجاز عملي بفعالية، فقررت أن أدرس كل فرد في الفريق، واستنتجت أن بعضهم لم يتقبل وجودي بعد؛ أما البعض الآخر، فكان انطوائيًا بطبيعته، وبالتالي فإن المماطلة التي لاحظتها لم تكن مقصودةً ولا شخصيةً".

ينبغي أن تكون قادرًا على قراءة الغرفة وتدرك متى يكون لدى شخص معين خط دفاعي، وهو ما يؤثر عادةً على العمل لذلك ينبغي أن تفعل شيئًا ما بخصوصه.

15. إدارة المنتجات هي فقط البداية

يزداد عمل مدير المنتجات بعد إطلاق منتج الحد الأدنى إلى أضعاف ما كان عليه قبل إطلاقه، لذا ابق مستعدًا.

16. الحقيقة المرة: أنت لست مديرا عاما

لا تخدع نفسك، فأنت لست مسؤولًا ذا سلطة على فريق العمل، لذا لا تتعامل مع أفراده باستبداد، لأن ذلك لن يفسد فقط عقليتك الخاصة، بل كذلك حركة العمل في الفريق ومعنوياته، وبالتالي سيؤثر سلبًا على مخرجات المنتج. ابق داخل تخصصك وكن دائمًا متواضعًا.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال 16 Valuable Lessons From My Career Transition To Product Management.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...