تؤثر بيئة سطح المكتب المستخدمة في توزيعة لينكس على تجربة المستخدم الكلية من ناحية الإنتاجية وسهولة الاستخدام وبالتالي سير العمل، كما تؤثر على واجهة المستخدم الرسومية GUI كونها تُشكَّل من البيئة مع مجموعة من التطبيقات.
يتوفر العديد من خيارات بيئة سطح المكتب ولكن تحظى كل من KDE Plasma و GNOME بالشعبية الأكبر ولكل واحدة ما يميزها، لذا يتناول هذا المقال الاختلافات الرئيسية بينهما لمساعدة القارئ على اتخاذ القرار.
اقتباسملاحظة: كدي هي مظلة تنضوي تحتها عدة مشاريع يعمل عليها أشخاص كثر، من بين هذه المشاريع بلازما Plasma وهو بيئة سطح المكتب التي نتحدث عنها هنا. سنقارن بين بلازما وغنوم، لكننا سندعو بيئة سطح المكتب بكدي KDE للسهولة
واجهة المستخدم: الفعالية مقابل الجمالية
تتضمن واجهة المستخدم الرسومية بشكل عام نوع النسق والرموز والسمات وعناصر واجهة المستخدم وبعض المكونات الأخرى.
يوفر سطح مكتب بلازما نسق تقليدي ومشابه لتصميم ويندوز مما يجعله مريح لمعظم مستخدمي ويندوز السابقين ومع ذلك لا يهمل الفعالية حيث يتميز بالتناسق المستمر بين العاملين حتى مع كل التحسينات التي تطرأ عليه على مر السنين، توضح الصورة التالية واجهة المستخدم في بلازما:
استوحى ويندوز من KDE في الواقع بعض تحسينات واجهة المستخدم الخاصة به مثل القدرة على ضبط مستوى الصوت عن طريق تمرير رمز الصوت في شريط المهام كما يظهر:
أما غنوم فيعتبر أكثر جاذبية كونه يوفر تجربة سطح مكتب فريدة بتصميم واجهة مستخدم مختلف وحديث كون الرموز والسمات والخلفيات أفضل فيما يتعلق بالمعايير الحديثة، وتوضح الصورة التالية واجهة المستخدم في غنوم:
يصعب على المستخدمين المُعتادين على النسق التقليدي الشبيه بنظام ويندوز التأقلم معه، حيث لا يوجد في غنوم شريط مهام ولا زر إبدأ أو تطبيق أو قائمة، بل يجب النقر على "نظرة عامة حول النشاط" للوصول إلى مساحات العمل الخاصة بالمستخدم أو بيئة سطح المكتب الوهمية أو قائمة التطبيقات.
لا تعتبر واجهة المستخدم في غنوم فعالة ووافرة بالعناصر مقارنة بواجهة KDE، فمثلًا توفر عناصر واجهة المستخدم الموجودة في قائمة الوصول السريع للنظام system tray خيارات أكثر مما توفره التطبيقات المصغرة في غنوم.
لذلك فيما يتعلق بواجهة المستخدم لا تتفوق أي منهما على الأخرى بشكل واضح، ويبقى الأمر متروكًا لتفضيلات المستخدم.
تكامل تطبيقات المنظومة
يوفر KDE الوصول إلى عدد لا يحصى من الخدمات والتي قد تكون زائدة عن حاجة المستخدم ويبرز العديد من هذه التطبيقات المتاحة مثل كريتا Krita و Kdenlive و محرر Kate وغيرها، ويبقى مجتمع KDE بأكمله مشغول دومًا للغاية بإضافة تطبيقات وأدوات جديدة إلى المستودع.
يوفر غنوم افتراضيًا العديد من التطبيقات والتي تعد كافية لمعظم المستخدمين ولكنها تبقى قليلة العدد وتحصل على تحديثات أقل مقارنةً بعدد وتحديثات تطبيقات KDE.
قابلية التخصيص
يتيح KDE للمستخدم حرية أكبر في التخصيص حيث يسمح بالتعديل والتحكم في تجربة المستخدم من حيث تغيير السمة واللون وتأثيرات مساحة العمل وإدارة النوافذ وغيرها دون الحاجة إلى أي تطبيق أو إضافة محددة.
أما في غنوم فيمكن تخصيص التجربة إلى حد جيد ولكن من دون الكثير من عناصر التحكم الجاهزة بل يجب على المستخدم الاعتماد على تعديلات أو امتدادات (إضافات) غنوم لإجراء التغييرات، ويستمر بالتحسين في المظهر والتجربة إصدارًا بعد إصدار مثلًا جرى إضافة الوضع الليلي على مستوى النظام.
يناسب KDE المستخدمين الذي يفضلون المزيد من خيارات التحكم والتخصيص أما غنوم فيناسب المستخدمين الذين لا يريدون العديد من الخيارات ويفضلون ما يقدمه غنوم.
القدرات الإضافية
يقدم غنوم امتدادات (إضافات) لإضافة المزيد من الفعالية إلى إعدادات الضبط الحالية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التوجه إلى موقع الويب الخاص بامتداد صدفة غنوم لاستكشاف الخيارات المتاحة ويظهر التالي:
يتوفر جميع أنواع الإضافات التي تسهل القيام بمجموعة من الأمور مثل أتمتة مساحة العمل التي سيشغلها التطبيق الذي سيفتح تاليًا من خلال إضافة auto-move window، ومع ذلك تعتمد الإضافات على إصدار صدفة غنوم وبسبب التغييرات الجذرية من إصدار إلى آخر يمكن أن تتوقف إضافات غنوم عن العمل في الإصدارات المستقبلية.
يقدم KDE حقيبة مليئة بالإضافات وعناصر واجهة المستخدم وإضافات خاصة بالتطبيقات كأدوات KDE Connect التي تصل الهاتف المحمول بجهاز الحاسوب.
على عكس طريقة غنوم غير المريحة لإضافة ملحقات من متصفح (باستخدام إضافات متصفح آخر)، يمكن الوصول إلى الإمكانات الإضافية لـ KDE باستخدام مركز اكتشاف البرمجيات Discover Software مباشرة مما يسهل تجربة إضافة قدرة أو سمة دون اتباع مجموعة منفصلة من الخطوات.
يمكن بشكل عام زيادة القدرات في كليهما ولكن يوفر KDE خيارات أكثر من غنوم.
خيارات سهولة الاستخدام
على الرغم من كفاءة عمل KDE في العوامل المذكورة سابقًا، إلا أن القدرات المتاحة لتسهيل الوصول واستخدام سطح المكتب محدودة للغاية مثل عدم وجود قارئ شاشة مع النظام والذي توضحه الصورة التالية:
قد يختبر المطورون فعالية قارئ الشاشة باستخدام تطبيق Orca Screen Reader الذي يفحص بعض العناصر السمعية والبصرية لسطح المكتب ولكن مع إصدار KDE Plasma 5.24 فلا يعتبر هذا الخيار مفيدًا أو كافيًا.
أما غنوم فيوفر قارئ الشاشة والتنبيهات المرئية ولوحة مفاتيح الشاشة ومفاتيح الصوت ومساعد النقر والمزيد من الخيارات لذا في حال كان المستخدم يعتمد على خيارات سهولة الوصول لاستخدام سطح المكتب فيجب اختيار غنوم.
السرعة
لابد لإنجاز مهام متعددة من توفر بيئة سطح مكتب تعمل بكفاءة مع موارد النظام المتاحة، لذلك يعد KDE أسرع من معظم بيئات سطح المكتب الأخرى كونه قليل الاستخدام للموارد.
ولتوضيح الأمور تم إنشاء جهازين وهميين Fedora 35 إصدار المستخدم KDE Neon، تتشابه إعدادات كل منهما في ضبط الموارد والتي تتضمن تخصيص نواتين وذاكرة 8 جيجابايت.
الصورة السابقة التي توضح استخدام الموارد عبارة عن توضيح للبيانات المعروضة على الشاشة مع عدم تشغيل أي شيء في الخلفية مباشرة بعد تشغيل الجهاز الوهمي.
أثبتت توزيعة KDE Neon التي تدعمها KDE استهلاكها أقل من 1 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي RAM بدون أن يكون تطبيق spectacle الخاص بلقطة الشاشة يعمل في الخلفية.
ولتوضيح الفكرة أكثر يوجد العديد من التقارير القديمة مثل تقرير جايسون الذي ذكر أن KDE هي بيئة سطح المكتب الأصغر حجمًا حتى أكثر من واجهة XFCE أيضًا.
التوزيعات المتاحة
تعتمد بعض توزيعات لينكس الشائعة مثل فيدورا وأوبنتو و Pop! _OS على غنوم كبيئة سطح المكتب الافتراضية أو حتى الوحيدة وتتوفر غنوم فيها بإصدارات مختلفة.
أما بالنسبة إلى KDE فلا تتوفر كخيار افتراضي لمعظم التوزيعات السائدة ولكن يمكن تجربتها في Kubuntu مثلًا.
ما هو الخيار الأفضل بينهما؟
يعتبر KDE الخيار الأنسب للمستخدم الذي يريد البساطة والأداء بالإضافة لتعدد الخيارات والأدوات، أما المستخدم الذي يريد مظهرًا حديثًا فبيئة غنوم هي الأفضل له، وعلى الرغم من عدم منح غنوم للمستخدم قدرًا كبيرًا من التحكم إلا أنه يمكنه القيام بأشياء كثيرة وتعد توزيعة Pop! _OS مثالاً على وجود غنوم كبيئة سطح مكتب مع احتوائها على إضافات تجعلها بيئة مميزة لسطح المكتب.
بعض الأسئلة الشائعة
1. لماذا لا تمتلك KDE شعبية كبيرة؟
لأنها ليست الخيار الافتراضي للتوزيعات الشائعة مثل أوبنتو وفيدورا و Pop! _OS، ولكنها تعد ثاني أكثر بيئة سطح مكتب شعبية بعد غنوم.
2. هل يعتبر غنوم أكثر استقرارًا من KDE؟
تم إنشاء كل من غنوم و KDE بواسطة فريق ماهر من المطورين مع قيامهم بإصلاحات وتحسينات منتظمة، وقد خضع غنوم لتغييرات جذرية متعددة حتى الآن لذلك يعتبر KDE تجربة أكثر اتساقًا واستقرارًا.
3. من الأسرع بينهما؟
تعتمد سرعة الأداء على موارد النظام المتاحة وأنشطة المستخدم، فالنسبة لبعض المستخدمين تعتبر البيئة الأقل استهلاكًا للموارد هي الأفضل وبالنسبة لآخرين تتلاشى الاختلافات بينهما عند توفر المزيد من الموارد.
4. هل KDE أفضل من غنوم؟
لا يمكن تحديد الأفضل بينهما حسب مزايا بيئة سطح المكتب لأن القرار يختلف تبعًا لتفضيلات المستخدم، حيث تتميز KDE بمزيد من التطبيقات وخيارات التخصيص وفعالية أكبر وهو أمر جيد ومع ذلك قد يكون صعبًا على المستخدمين الجدد أو الذين لا يرغبون في هذه القدر من التحكم، أما إذا كان المستخدم يفضل تجربة مستخدم مرتبة توفر مظهر عصري فيعتبر غنوم الاختيار أفضل.
ترجمة -وبتصرف- للمقال KDE vs GNOME: What’s the Ultimate Linux Desktop Choice? لصاحبه Ankush Das.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.