اذهب إلى المحتوى

ما هو نظام لينكس ولماذا توجد 100 توزيعة منه؟


سامر سليمان

توجد العديد من المقالات التي تناقش نظام التشغيل الأفضل بالنسبة للمستخدمين، يعد نظام التشغيل ويندوز Windows الأكثر شيوعًا بين المستخدمين حول العالم. تطور نظام التشغيل لينكس بشكل كبير في السنوات الأخيرة فعلى الرغم من أنه كان نظام التشغيل الأنسب للخوادم بسبب أداءه وموثوقيته العالية إلا أنّه أصبح اليوم مناسبًا لجميع المستخدمين بعد أن امتلك واجهات رسومية مناسبة ودعم العديد من الخدمات التي يحتاجها المستخدمون.

تذكر العديد من المقالات أن نظام لينكس أفضل من ويندوز فهو أفضل من ناحية الأمان كما أن المستخدم ليس بحاجة إلى شراء رخصة وتجديدها باستمرار. يجد المستخدم عند رغبته بتثبيت نظام التشغيل لينكس على حاسبه العديد من الإصدارات المختلفة والتي يُطلق عليها اسم التوزيعات فمنها نجد توزيعة أوبونتو Ubuntu وتوزيعة فيدورا Fedora وتوزيعة مينت Mint وغيرها من التوزيعات التي يبلغ عددها المئات. نستنتج من هذا التنوع أمرًا مهمًا حول ماهية لينكس الحقيقية إذ أنّه عبارة عن نواة لنظام التشغيل وليس نظام تشغيل كما يعتقد الكثيرون.

too-many-linux-choices.png

نقدم في هذا المقال تشبيهًا ليساعد المستخدم أن يفهم الفارق بين نواة نظام التشغيل والنظام بحد ذاته. على الرغم أن التشبيه مناسب لطرح الفكرة فهو يبقى توضيحًا ومساعدًا لفهم المبدأ وبالطبع لن نجد سؤالًا عن هذا التشبيه في امتحان رسمي أو في مقابلة عمل.

لينكس عبارة عن نواة نظام تشغيل فقط

اقتباس

لينكس ليس نظام تشغيل وإنما فقط نواة

تعتبر هذه العبارة واضحة وصحيحة ولكن إذا بحثنا في الكتب أو المقالات التقنية فقد نجد شكلًا يوضح بنية نواة لينكس كما في الشكل التالي:

Linux_Kernel_structure.png

نشبه نظم التشغيل وكأنها مركبات مهما يكن نوعها، تمتلك أية مركبة محرك والذي يمثل أساس هذه المركبة والتي يمكن أيضًا أن نسميها النواة ومن البديهي أنه لا يمكن استخدام المركبة دون هذا الجزء الأساسي.

operating_system_analogy.png

على الرغم من أهميته إلا أنّ المستخدم لا يستطيع أن يقود المحرك مباشرة فهو بحاجة إلى العديد من الأدوات كي تتفاعل مع المحرك ليصل إلى الهدف المرغوب وهو قيادة المركبة، فهو بالحاجة إلى العجلات والمقود وعلبة السرعة والمكابح والكثير من الأدوات التي يتعامل معها مباشرة دون أن يتعامل مع المحرك بشكل مباشر.

كذلك الأمر لا يمكن استخدام نواة نظام التشغيل بمفردها وإنما يحتاج المستخدم العديد من الأدوات ومنها الغلاف shell والأوامر والواجهات الرسومية والتي يشير إليها البعض باسم بيئة سطح المكتب وغيرها من الأدوات الأساسية التي يحتاجها المستخدم في أعماله اليومية.

اقتباس

يمتلك نظام التشغيل ويندوز وجميع أنظمة التشغيل أنوية أيضًا

يعتمد نظام التشغيل ويندوز على نواة اسمها Windows NT kernel بينما تعتمد أنظمة macOS على نواة XNU

التفكير بنظم التشغيل على أنها مركبات

نعتبر شركة مايكروسوفت Microsoft بأنها شركة تصنيع سيارات مخصصة لجميع الأغراض والذي يمثل نظام تشغيل ويندوز. تسيطر هذه السيارات على السوق المحلية والعالمية والتي تتضمن محركاتها المحمية ببراءات اختراع والمطورة ضمن الشركة نفسها والتي لا يستطيع أي شخص إنتاجها أو تعديلها دون موافقة الشركة، أي لا تسمح الشركة بتخصيص المحرك مثلًا كما يرغب المستخدم.

وبالطبع توجد شركة أبل Apple لتصنيع السيارات أيضًا والتي تقدم السيارات الفخمة باهظة الثمن وفي حال واجهت المستخدم أية مشكلة فيستطيع الاتصال بالدعم الفني والذي يستبدل غالبا السيارة بأخرى.

أما بحالة لينكس وتحديدًا محرك لينكس فلا توجد براءة اختراع تحمي هذا المحرك وتقيد المستخدم من تنفيذ التعديلات وعليه يمكن لأي مستخدم تعديل وبناء السيارات بشكل مجاني والتي تمثل أنظمة التشغيل الخاصة بالحواسب المكتبية والدراجات والتي تمثل الأنظمة الصغيرة المضمنة ضمن تجهيزات أخرى مثل الألعاب والتلفاز وغيرها إضافة إلى إنتاج الشاحنات القوية والتي تمثل الخوادم والطائرات النفاثة والتي تمثل الحواسب الفائقة.

linux-kernel-as-engine.png

نلخص ما سبق بالقول:

  • النواة = المحرك
  • نواة لينكس = نوع محدد من أنواع المحركات
  • أنظمة التشغيل للحواسب المكتبية = السيارات
  • أنظمة التشغيل للخوادم = الشاحنات القوية
  • الأنظمة المضمنة = الدراجات
  • بيئة سطح المكتب = جسم السيارة إضافة إلى الأجزاء الداخلية الخاصة بها.
  • السمات themes والأيقونات = طلاء السيارة وجميع المزايا القابلة للتخصيص من قبل المستخدم
  • التطبيقات = الملحقات التي يمكن استخدامها لغرض محدد مثل نظام الموسيقا.

لماذا توجد العديد من توزيعات/نظم تشغيل لينكس المتشابهة؟

بالعودة إلى التشبيه السابق فنطرح السؤال لماذا توجد الكثير من أنواع السيارات فتكون الإجابة ببساطة لأنه يوجد عدد كبير من مصنعي السيارات والذين يستخدمون ما أسميناه محرك لينكس وتختلف كل سيارة عن الأخرى بالنوع والغاية منها، وبما أن هذا المحرك متاح للاستخدام والتطوير بشكل مجاني فيستطيع أي شخص بناء مركبة بالاعتماد عليه ولهذا السبب توجد التوزيعات الشهيرة اليوم مثل أوبونتو Ubuntu وديبيان Debian وفيدورا Fedora ومانجارو Manjaro وغيرها من نظم التشغيل أو تسمى بالتوزيعات المعتمدة على نواة لينكس.

يستطيع المستخدم أن يلاحظ بسهولة التشابه الكبير بين بعض التوزيعات المبنية على أساس نواة لينكس. يوضح الشكل مقارنة بين نسخة فيدورا بإصدار GNOME ونسخة ديبيان بإصدار GNOME والتي تبين أنهما متشابهان إلى حد كبير.

fedora-gnome-vs-debian-gnome.jpg

ندعو المكون الذي يعطي لينكس مظهره باسم بيئة سطح المكتب وبالعودة إلى التشبيه الذي اعتمدناه فتمثل هذه البيئة الهيكل الخارجي للسيارة والأجزاء الداخلية الموافقة له. تتيح توزيعات لينكس المختلفة العديد من البيئات وتعرفنا في المثال السابق على إحداها والتي اسمها GNOME وتوجد أيضًا KDE وCinamon وMATE وغيرها.

linux_suv_analogy.jpg

اقتباس

تستهلك بعض السيارات المزيد من الوقود، تستهلك بيئات سطح المكتب المزيد من ذواكر RAM

تستخدم الأنواع المختلفة من السيارات لأغراض مختلفة، فالسيارات الصغيرة مناسبة للاستخدام ضمن المدينة بينما تستخدم السيارات ذات الدفع الرباعي ضمن الأماكن الوعرة. يختلف استهلاك الوقود بين الأنواع السابقة وعلى المستخدم أن يختار ما يناسبه وفقًا لأهدافه. كذلك الأمر بالنسبة لبيئات سطح المكتب فالبيئة GNOME تتطلب أن يمتلك الحاسب ذاكرة RAM بحجم أكبر من 4 غيغابايت، بينما تتطلب البيئة Xfce حجم ذاكرة أقل ويبلغ 1 غيغابايت إلا أنه لا يعد الأفضل من حيث المظهر وخصوصًا مقارنة ببيئة GNOME.

ارجع إلى مقال KDE Plasma مقابل GNOME: مقارنة بين أشهر بيئات سطح المكتب في لينكس الذي يعرض مقارنة بين أشهر بيئات سطح المكتب في لينكس لمزيد من التفصيل.

هل تأتي بيئة سطح المكتب من ضمن التوزيعة أم يجب تثبيتها بشكل منفصل؟

يستطيع المستخدم تثبيت بيئة سطح المكتب التي يفضلها حتى ولو لم تُضمن بشكل مسبق في التوزيعة ونظرًا لأن لينكس مجاني فيستطيع أي مستخدم إجراء أي تعديل يرغب به ولكن بالطبع يجب أن يكون خبيرًا أو أنه قادر على التعلم بسرعة.

تجدر الإشارة أن تثبيت بيئة سطح المكتب لن تتشابه في تجربتها مع بيئة أخرى أو بيئة قديمة استخدمتها بشكل كلي فيمكن أن يوجد اختلاف ببعض تطبيقات بيئات سطح المكتب وللأسف يمكن أن تظهر بعض المشاكل أيضًا فعلى سبيل المثال يمكن أن يختفي مؤشر البطارية أو غيرها. بالطبع يمكن أن يبذل المستخدم مجهودًا إضافيًا لحل هذه المشاكل إذا وجدها المستخدم مزعجة ولم يستطع التأقلم معها.

تتعامل توزيعات لينكس بشكل مختلف مع التطبيقات

تختلف التوزيعات عن بعضها بطريقة تعاملها مع إدارة الحزم البرمجية، تعني إدارة الحزم البرمجية كيفية الحصول على البرامج الجديدة والتحديثات الخاصة بها وبنظام التشغيل. تعود مسؤولية إتاحة التحديثات الأمنية والصيانة على نظام تشغيل/توزيعة لينكس.

تتيح بعض نظم تشغيل لينكس البرمجيات الجديدة فور توفرها مباشرة بينما تستغرق بعض التوزيعات وقتًا أطول لاختبار البرمجية. تتيح بعض التوزيعات مثل أوبونتو وسائل مريحة لتثبيت البرمجيات بينما تكون هذه العملية معقدة شوي لبعض التوزيعات مثل غينتوو Gentoo.

الخاتمة

يعد اختيار توزيعة لينكس مناسبة أمرًا محيّرًا نظرًا للخيارات العديدة المتاحة، وقد تضمن المقال ذكر بعض العوامل الأساسية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الاختيار. نضيف إلى العوامل سابقة الذكر الدعم الفني، فمما لا شك فيه أن أي مستخدم يرغب بوجود دعم فني قادر على حل المشاكل التي تواجهه وهذا ما ينطبق على لينكس فالتوزيعات مثل أوبونتو تمتلك دعمًا رسميًا مناسبًا إضافة إلى وجود موقع الكتروني يتيح طرح أي استفسار وحل أي مشكلة تواجه المستخدم

ترجمة وبتصرف للمقال What is Linux and Why There are 100’s of Linux Distributions? لصاحبه Abhishek Prakash.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...