اذهب إلى المحتوى

تسمى المرحلة الثالثة في عملية التفكير التصميمي بمرحلة التفكير Ideation Stage. وفيها يطلق مفكرو التصميم أفكارهم على شكل أسئلة وحلول عبر أنشطة إبداعية وفضولية، مثل أسلوب العصف الذهني وأسلوب أسوأ فكرة ممكنة. سنقدم لك في هذا المقال بعضًا من أفضل أساليب التفكير والقواعد التي من شأنها أن تساعد في تسيير جلسات التفكير وإنجاحها وتشجيع الأعضاء على التفاعل وتقديم مداخلاتهم.

عندما تُيسّر مرحلة التفكير بطريقة ناجحة، يصبح التفكير والإتيان بأفكار جديدةً أمرًا مثيرًا ومحفزًا للأفكار. حيث أن الهدف من هذه العملية هو توليد عدد كبير من الأفكار التي من المحتمل أن تعطينا حلولًا أفضل، ومن ثم يمكن لفريق التصميم أن يختار أفضل هذه الحلول وأكثرها ابتكارًا وعمليةً.

اقتباس

"التفكير هو أحد مراحل عملية التصميم التي نركز فيها على توليد الأفكار. وهي تعني من الناحية الذهنية توسيع المفاهيم والمخرجات العقلية، لتكون مثل الوقود والمواد اللازمة في عملية بناء نماذج أولية والحصول على حلول مبتكرة لإطلاقها إلى المستخدمين". مدرسة ستانفورد للتصميم - مقدمة في دليل عملية التفكير التصميمي.

إن الهدف الرئيسي من مرحلة التفكير هو توظيف الإبداع والابتكار من أجل تطوير حلول. ومن خلال توسيع رقعة هذه الحلول، سيتمكن فريق التصميم من النظر إلى ما وراء الطرق التي اعتادوا عليها في حل المشكلات ليجدوا حلولًا أفضل وأكثر أناقةً ومرضيةً لحل المشكلات التي تؤثر على تجربة المستخدم.

01image.png

غالبًا ما تأتي مرحلة التفكير بعد المرحلتين الأولى والثانية من عملية التفكير التصميمي، وهما مرحلة التعاطف ومرحلة تحديد المشكلة. وهناك تداخل كبير بين مرحلتي تحديد المشكلة ومرحلة التفكير، لأن تفسير المعلومات وتحديد المشكلة والتفكير هي ممارسات تؤدي جميعها إلى توليد حلول للمشكلة المطروحة. يعبَّر عن هذا التداخل في الأساليب التي تستخدمها فرق التصميم خلال هاتين المرحلتين، مثل أسلوب العصف الجسدي وأسلوب (كيف يمكننا) المستخدمين خلال كلتا المرحلتين.

ويُعَد العصف الجسدي تقنيةً تُستخدم في المرحلة الأولى من عملية التصميم، بحيث تأخذ وجهة نظر العميل في الحسبان، ليتصرف فريق التصميم كما لو أن المنتج موجود فعليًا، بدلًا من محاولة تصوره أو تخيل كيف سيُستخدم هذا المنتج. وبهذه الطريقة يمكن خلق تجربة مستخدم أكثر سهولة عبر توظيف جرعة من الخيال.

أما أسلوب "كيف يمكننا"، فيستخدم في التفكير التصميمي لأنه يعني ببساطة أن الحل ممكن، ولأنه يوفر لك فرصةً لإيجاد هذا الحل بعدة طرق. لا يقترح هذه الأسلوب حلاً معينًا بحد ذاته، بل يقدم لك إطارًا مثاليًا يسمح لك بالتفكير الإبداعي.

تساعد مرحلة التفكير على:

  • طرح الأسئلة الصحيحة والابتكار.
  • تخطي الحلول الواضحة وبالتالي زيادة إمكانات الابتكار في الحل الذي لديك.
  • الجمع بين وجهات النظر ونقاط القوة لأعضاء الفريق.
  • اكتشاف مجالات الابتكار غير المتوقعة.
  • إنشاء حجم وتنوع في خيارات الابتكار المتاحة لك.
  • الخروج عن نسق الحلول الإعتيادية، وذلك لدفع فريقك إلى أبعد منها.

أشهر أساليب التفكير

هناك المئات من أساليب التفكير التي يمكن ممارستها لتوليد أفكار مبتكرة. بعضها أعيد تسميتها أو اقتبست من تقنيات أخرى. سنعرض لك نظرةً موجزةً عن بعض أفضل الأساليب المستخدمة:

  • العصف الذهني Brainstorm.
  • التفريغ الذهني Braindump.
  • الكتابة الذهنية Brainwrite.
  • المشي الذهني Brainwalk.
  • افتراضات التحدي Challenge Assumptions.
  • أسلوب سكامبر SCAMPER.
  • الخريطة الذهنية Mindmap.
  • التخطيط Sketch.
  • الأسلوب القصصي Storyboard.
  • التشبيهات Analogies.
  • التحفيز Provocation.
  • الأسلوب الحركي Movement.
  • العصف الجسدي Bodystorm.
  • التلعيب Gamestorming.
  • أسلوب Cheatstorm (الذي يقوم على تجميع الأفكار بدل من توليدها).
  • العصف الجماعي Crowdstorm.
  • ورش العمل المشتركة Co-Creation Workshops.
  • بناء النماذج الأولية Prototype.
  • الوقفة الإبداعية Creative Pause.

تسيير جلسات التفكير بأسلوب فعال

على الرغم من أن الكثيرين منا ربما قد شاركوا سابقًا في جلسات العصف الذهني، إلا أنه ليس من السهل دائمًا الحصول على أفكار مثمرة فعليًا في هذه الجلسات، وهو ما قد يكون السبب وراء التجارب سلبية للعديد منا في الماضي. لكن بالرغم مما سبق، يمكن لجلسات التفكير أن تكون ممتعةً ومثيرة، لكنها ستتطلب الكثير من التحضير، وتركيزًا من أعضاء الفريق حتى تكون مثمرةً. أي أن الجلوس مع الفريق ووضع ورقة بيضاء أمامكم لن يجعلكم تأتون بأفكار مبتكرة، وسيؤدي على الأرجح إلى الفشل. وبالمثل أيضًا، في حال جعلت الجميع يصرخون بأعلى صوتهم في كل مرة تحضرهم فكرة جديدة.

يحتاج الناس إلى التوجيه والإلهام وممارسة الأنشطة بطريقة جسدية ومعرفية، وذلك من أجل بدء بعملية التفكير، حيث أن التفكير هو عملية إبداعية ومركزة تحتاج إلى توفر بيئة منفتحة تسهل عملية تبادل الأفكار بحرية.

من المهم في جلسات التفكير أن تتوفر البيئة الملائمة، لتساعد في إنشاء ثقافة عمل إبداعية في جو مركز ينتابه الفضول والشجاعة، كما يجب أن تكون ضمن مساحة عمل يتساوى فيها الجميع، بدلًا من الجلوس على طاولة اجتماعات يجلس فيها المدير التنفيذي على رأس تلك الطاولة. يجب أن تحتوي غرفة التفكير أو المكان التي ستكون به الجلسة على مساحة كافية يشعر فيها الجميع بالارتياح، ولا ينبغي أن يكون الجو سلبيًا، أو أن يضطر أعضاء الفريق إلى الصراخ حتى يُسمعوا. يجب أيضًا تعيين شخص ما لتدوين أفكار المساهمين ورسمها أو كتابتها على لوح مخصص، وفي حال بدأت وتيرة العملية في التباطؤ وبدا لك أن الأشخاص يواجهون طريقًا مسدودًا، فيجب على الميسر فرض قيود، مثل: "ماذا لو لم يحتوي برنامجنا على شريط تنقل عالي المستوى؟" أو "كيف يمكننا إنجاز المهمة لو كنا بعمر 8 سنوات؟". يمكنك أيضًا وضع أهداف للفريق مثل أن يملؤوا ورقة العصف الذهني التي أمامهم خلال عشر دقائق فقط.

ولكي نبدأ في فهم ما يلزم من أجل تسيير جلسة أفكار ناجحة، سنلقي نظرةً فاحصةً على أفضل قواعد العصف الذهني.

قواعد العصف الذهني

تتضمن جلسة العصف الذهني في أبسط مستوياتها ضرورة إنبات النقاط ذات الصلة من فكرة مركزية. والعصف الذهني هو أحد الأساليب الأساسية المستخدمة خلال مرحلة التفكير التي تُعَد إحدى مراحل عملية التفكير التصميمي، كما يُعَد العصف الذهني طريقةً رائعةً لتوليد العديد من الأفكار عبر الاستفادة من التفكير الجماعي للمجموعة وتفاعلهم مع بعضهم البعض، والبناء على أفكار قديمة. يتضمن أسلوب العصف الذهني أيضًا، التركيز على مشكلة أو تحدٍ واحد في كل مرة، بحيث يبني أعضاء الفريق أفكارهم على أفكار بعضهم البعض لإنشاء أكبر عدد ممكن من الحلول. يمكن بعد ذلك تنقيحها وتضييق نطاقها للوصول إلى حلول أفضل، ثم يجب على المشاركين اختيار أفضل تلك الأفكار وأكثرها عمليةً أو ابتكارًا من بين الخيارات التي توصلوا إليها.

02image.png

سنعرض لك الآن أفضل الممارسات والقواعد لتسيير جلسة عصف ذهني ناجحة، والتي لخصناها لك من القواعد التي وضعها كل من معهد التصميم في ستانفورد d.school وشركة التصميم الناجحة IDEO التي تُعَد من رواد التفكير التصميمي:

  1. ضع حدًا زمنيًا.
  2. إبدأ ببيان مشكلة: أو وجهة نظر أو أسئلة محتملة أو خطة أو هدف، واستمر في التركيز على الموضوع. حدد الموضوع الأساسي أو الهدف الرئيسي. على سبيل المثال، ما الذي تحاول تحقيقه؟ هل تحاول تحسين ميزة معينة في منتجك؟ هل تركز على طرق تحسين تجربة المستخدم على نحو عام؟ أي اختصر المسألة الرئيسية التي أمامك ببيان المشكلة واجعلها على شكل جملة قصيرة تبدأ بكيف يمكننا..، وقد تتمكن حتى من اختصار المسألة كلها في كلمة واحدة، كما يجب أن تتفرع أفكارك دائمًا من عبارة "كيف يمكننا".
  3. التركيز على الموضوع: من السهل أن تنحرف عن الموضوع وتسلك اتجاهات مختلفة أثناء جلسات العصف الذهني، خاصةً عندما تحاول أن تكون منفتح الذهن وغير مقيّد في جهودك للتوصل إلى أفكار، كما أنه من المهم أن يركز الأعضاء على الموضوع، فالتركيز ضروري وإلا قد تصبح العملية مربكة؛ أو يمكن أن تصبح الأفكار مشوشةً وتتقاطع مع حلول مشاكل أخرى. يجب أن يبذل الميسر جهوده ليبقي تركيز الأعضاء على الموضوع الرئيسي والهدف. ويمكنك اختيار شخص من بين أعضاء الفريق ليكون مسؤولًا عن الحفاظ على تركيز أعضاء الفريق ومنعهم من الانحراف عن المسار.
  4. تأجيل الحكم أو النقد: لن يكون الوقت مناسبًا للجدال أو التشكيك في أفكار الأعضاء الآخرين أثناء جلسة العصف الذهني، حيث يجب أن يتحمل كل عضو مسؤولية تعزيز العلاقات التي تزيد من كفاءة الجلسة. ولهذا السبب يجب أن يأتي الحكم على الأفكار لاحقًا. أي بدلًا من رفض فكرة ما، يجب أن تملك أنت وأعضاء فريقك الشجاعة الكافية لابتكار أفكاركم الخاصة التي تنبثق من تلك التي قدمها الأعضاء الآخرون.
  5. تشجيع الأفكار الغريبة والجامحة: يمكننا أن نقول مرةً أخرى أن العصف الذهني هو نشاط إبداعي، ويترتب على كل عضو أن يشجع الأعضاء الآخرين ويخلق بيئةً يشعرون فيها بالراحة في التعبير عن أفكارهم. قد تنتج عن التفكير الحر بعض الأفكار البعيدة كل البعد عن الواقع، لكن العصف الذهني يتعلق بوضع أكبر عدد ممكن من الأفكار، والتي ترشح بعد ذلك ليبقى في النهاية أفضلها.
  6. الكم أهم من النوع: العصف الذهني هو ممارسة إبداعية فعالة، يُشجع فيها مفكري التصميم على إطلاق العنان لمخيلتهم، بحيث ينصب التركيز على كمية الأفكار وليس جودتها في هذه المرحلة.
  7. البناء على أفكار بعضهم البعض: عادةً ما تأتي الأفكار من أفكار أخرى. ومن خلال النظر في أفكار وآراء أعضاء الفريق الآخرين أثناء جلسة العصف الذهني، يمكن الوصول إلى رؤى ووجهات نظر جديدة، والتي من شأنها إثراء أفكار الفرد. وبالتالي سيستمر الفريق في بناء الأفكار التي نأمل أن تصبح تدريجيًا أكثر دقةً في استهدافها للقضية المركزية.
  8. استخدام أساليب بصرية: إن الأنشطة المادية المتمثلة في كتابة أو رسم صورة تعبر عن فكرة ما، تلعب دورًا كبيرًا في مساعدة الأفراد على التفكير وتوليد أفكار جديدة أو عرض نفس الأفكار بطريقة مختلفة، حيث أنه من المحتمل أن تتطور جلسة العصف الذهني كلما ازداد تصور أعضاء الفريق للأفكار وجعلوها تنبض أكثر بالحياة، بدلًا من الاعتماد على المناقشة وحدها.
  9. التركيز على مسألة واحدة: يجب أن يركز المفكرون على نقطة واحدة أو محادثة واحدة في كل مرة حتى لا يفسدوا تفكيرهم ويغفلوا عن الموضوع أو الهدف الحالي.

طرق المستخدمة في عملية اختيار الأفكار

بمجرد الانتهاء من جلسة التفكير، يجب جمع الأفكار وتصنيفها وصقلها وتضييق نطاقها، ليتمكن الفريق من اختيار أفضل الحلول والأفكار والاستراتيجيات. اطرق التالية من شأنها أن تساعدك في اختيار أفضل فكرة في نهاية جلسة التفكير:

  • التصويت بالملصقات أو النقاط.
  • طريقة الفئات الأربع.
  • اختيار البينغو.
  • خرائط التقارب.
  • مصفوفة Now Wow How.
  • قبعات التفكير الست.
  • لوح التحقق من الأفكار الناشئة، الذي جاءت به شركة Lean Startup Machine.
  • معايير اختيار الفكرة.

سنناقش باختصار في الفقرات التالية أفضل أساليب اختيار الأفكار والتفكير.

التصويت بالملصقات أو النقاط

03image.png

في هذه الطريق يُمنح الأعضاء عددًا من الأصوات (ثلاثة أو أربعة أصوات تعد كافيةً) من أجل التصويت لاختيار أفكارهم المفضلة، حيث تُدوّن الأفكار التي تولدت في جلسات التفكير على وريقات الملاحظات اللاصقة، ليصوت عليها الأعضاء عبر وضع ملصقات صغيرة أو وضع نقطة على الوريقة التي تحوي الفكرة التي أعجبتهم. تتيح هذه العملية قابلية أن تكون لكل عضو فرصة متساوية في اختيار الأفكار.

طريقة الفئات الأربع

04image.png

تتضمن هذه الطريقة تقسيم الأفكار وفقًا لتجريدها النسبي، بدءًا من الاختيار الأكثر عقلانية إلى الخيار البعيد المدى. لتكون الفئات الأربعة المكونة لهذه الطريقة هي الاختيار الأكثر عقلاني والاختيار الأكثر احتمالًا للسعادة والاختيار المحبوب والاختيار بعيد المدى، ثم يختار الأعضاء فكرةً واحدةً أو اثنتين لكل فئة من هذه الفئات. تضمن هذه الطريقة أن يغطي الفريق كل شيء بدءًا من الأفكار الأكثر عمليةً إلى الأفكار ذات الإمكانات الأكبر لتقديم حلول مبتكرة.

اختيار البينغو

05image.png

يشبه هذا الأسلوب طريقة الفئات الأربع، حيث يعتمد على تقسيم الأفكار، لكن الاختلاف هنا يكمن في أن التقسيم يكون وفقًا لعوامل الشكل، كأن يقسم تطبيق ما على شكل نموذج أولي فيزيائي وآخر رقمي ونموذج أولي تجريبي.

في الختام

غالبًا ما يكون التفكير هو المرحلة الأكثر إثارة في مشروع التفكير التصميمي، وذلك بسبب إتاحة فرصة لممارسة التفكير الحر غير المقيد في مجال معين. في مرحلة التفكير يكون الهدف هو توليد عدد كبير من الأفكار، وهي الأفكار التي من المحتمل أن تنتج عنها حلول جديدة وأكثر ملائمةً للمشكلة المطروحة، والتي يمكن للفريق بعد ذلك تنقيحها واختيار أفضلها وأكثرها عمليةً وابتكارًا. وكما رأينا، هناك العديد من الطرق الرائعة التي من شأنها أن تساعد فريق التصميم في جلسات التفكير.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال Stage 3 in the Design Thinking Process: Ideate لصاحبيه Rikke Friis Dam وTeo Yu Siang.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...