لقد وجدنا أن كثيرًا من الباحثين في تصميم تجربة المستخدم لديهم أسئلة ومخاوف مماثلة، لذا اصطفينا أكثر الأسئلة شيوعًا للإجابة عنها في هذا المقال، من خلال تقديم بعض المبادئ المفيدة لتحسين البحث في تصميم تجربة المستخدم، وهو بالطبع ليس دليلًا كاملًا للبحث عن تجربة المستخدم، فهناك بعض المجلدات الضخمة التي تتحدث عن ذلك، ولكنه بمثابة خطوة جيدة للإجابة عن بعض الأسئلة التي تواجه باحثي تجربة المستخدم.
أهم المبادئ التوجيهية اللازم اتباعها من طرف الباحثين في تصميم تجربة المستخدم
امزج الأدوات معا
لا يكتفي أفضل الباحثين بأداة واحدة لإجراء أبحاثهم، فهم يأخذون مجموعةً من الأساليب والأدوات المختلفة، ومن ثم يمزجونها معًا، مما يمنحهم فرصةً أكبر في العثور على المشكلات الفعلية ومن ثمة القدرة على إصلاحها.
اكتشف أخطاءك
يمكن أن يساعدنا البحث سريعًا في معرفة ما إذا كان لدينا خطأ ما، فإذا أضفت ميزةً جديدةً وقد اشتكى منها أول خمسة مشاركين في البحث، فمن المحتمل أن تكون هناك مشكلة ما، لذا اسعَ إلى حلها فورًا.
الاختبار مع مستخدم واحد ليس بلا فائدة
تشيع بين الناس فكرةً مفادها أن الأبحاث يجب أن تُجرى على عينة كبيرة من المستخدمين، لكن هذا ليس صحيحًا دائمًا؛ تخيل أنك تنشئ حزمةً جديدةً لمعالجة الكلمات، هنا سيكون مستخدم واحد كافيًا لإخبارك عن مدى فاعلية أداتك، فعندما يحاول على سبيل المثال حفظ مستند وترى أن العملية قد فشلت، فإن هذا سيكون كافيًا ليخبرك بأن هناك مشكلةً ما، لذا فإن بعض المشكلات لا تتطلب سوى مستخدم واحد للإشارة إليها.
زيادة أحجام العينات
لا تصلح بعض الأبحاث لأن تُجرى على مستخدم واحد، إذ تحتاج بعض الأبحاث إلى عينة كبيرة، لذا فإنه كلما زاد حجم عينة بحثك، زادت دقة بياناتك، وهناك قاعدة عامة تقول أنه إذا أردت زيادة دقة نتائج بحثك بمقدار الضعف، فيجب عليك زيادة حجم العينة بمقدار أربعة أضعاف.
يمكن أن تتغلب العشوائية على عيوب تصميم البحث
إذا كان بإمكانك تغيير ترتيب الأسئلة والإجابات عنها وتغيير منهج العملية، فافعل ذلك، لأنه كلما كان المسار الذي تسلكه عشوائيًا أكثر، زاد ذلك من احتمالية حصولك على تناسق أكبر، كما تساعدك العشوائية أحيانًا على تقليل عيوب تصميمك.
نتائج البحث
في الواقع، كل تلك البيانات التي تجمعها ليست لك، كما أنها ليست لفريقك، فهي تابعة للشركة بأكملها، لذا يجب أن تستفيد جميع أقسام الشركة من نتائج بحثك، فكلما أجريت أبحاثًا حول تجربة المستخدم في الشركة ككل، زاد ذلك من احتمالية أن تبدأ شركتك في وضع احتياجات ورغبات المستخدمين على رأس أولوياتها.
نوع المقياس الذي يجب أن تتبعه
يختلف الناس كثيرًا حول ماهية المقياس الأفضل، فترى كثيرًا من الآراء حول كون المقياس X أكثر دقةً من المقياس Y، كما أنك ستواجه جدلًا كبيرًا حول التصنيف الذي يجب أن تتبعه، لذا يجب عليك ألا تقلق حيال كل تلك الأمور، واختر مقياسًا تراه مناسبًا وابدأ مباشرةً بإجراء بحثك.
اختر المستخدمين المستهدفين
يجب عليك أن تنتقي جمهورك المستهدف في بحثك، فليس جميع الأشخاص مستخدمين محتملين لمنتجك، لذا أجرِ دراسةً عن شخصيات المستخدمين قبل اتخاذك أي خطوة في بحثك، إذ تمنحك هذه الطريقة فرصةً أكبر في الحصول على نتائج تتعلق جيدًا بالمستخدمين المستهدفين، وتذكر أنه لا يمكنك إرضاء جميع الأشخاص طوال الوقت، كما أنه لا ينبغي أصلًا لمحترفي تجربة المستخدم أن يسعوا إلى ذلك.
ماذا يقول المستخدمون أم ماذا يفعلون؟
كثيرًا ما يُقال إن ما يفعله الناس هو أهم مما يقولونه، لكن هذا غير صحيح دائمًا ولا داعي للاتفاق حتى مع تلك الفكرة، فأنت بحاجة إلى قياس ما يقوله الناس وإلى قياس ما يفعلونه على حد سواء، ومن ثم يجب عليك أن تفتش عن أسباب اختلاف أقوالهم عن أفعالهم، حيث سترى أن بعض الناس يَصدقون في أقوالهم ويريدون فعلًا تنفيذها، ولكن هذا الأمر لا يحدث دائمًا، لذا فإن معرفة متى تنطبق أقوال المستخدمين على أفعالهم أمر مهم جدًا لتجربة المستخدم.
حافظ على تنمية مجموعة أدواتك
سيُطرح عليك دائمًا أفكارًا وأساليبًا جديدةً، لذا لا ترفض تلك الأفكار والأدوات مباشرةً، حتى وإن بدت لك سيئةً من النظرة الأولى، إذ تختبئ أحيانًا الكثير من الفوائد خلف الأدوات الغامضة، كما أنه يمكنك الاستفادة من الأدوات السيئة إذا عرفت كيف تتعامل معها بالطريقة الصحيحة.
قابلية الاستخدام
يستحيل علينا قياس قابلية الاستخدام، فهي تختلف بين منتج ومنتج، ومن مستخدم إلى لآخر، كما أنها تختلف بين باحثي تجربة المستخدم UX، لكن ما يمكننا فعله هو البحث عن المشكلات والتمحيص عنها، فهي الغاية الحقيقة التي يدور حولها البحث؛ فكما نعلم، تُعَد أن محاولة إظهار المنتج وكأنه خالٍ من المشكلات أمرًا أصعب بكثير من محاولة البحث والتفتيش عن المشكلات والعيوب التي يحتويها.
طول التقرير
يجب عليك أن تتخيّر طولًا مناسبًا للتقرير الذي ستكتب فيه نتائج بحثك، فعلى الرغم من أنك بذلت جهودًا كبيرةً وخرجت بنتائج مذهلة، لكن ذلك لا يعني أن تكتب كتابًا كاملًا لتوضح به النتائج التي توصلت إليها، اكتفِ بتقرير قصير تشرح فيه أفكارك دون حشوه بكلمات لا أهمية لها، وهذا سيجعل تقريرك ذا قيمة في شركتك، ولكن احذر أن تبالغ في اختصار التقرير فيدفعك ذلك إلى التخلي عن أفكار مهمة، لكن إن كنت تنوي نشر نتائج بحثك مثل نشاط تجاري، فحينها لا مشكلة بإصدار كتاب كامل تُفصّل فيه أفكارك التي توصلت إليها.
في الختام
تتغير قواعد تجربة المستخدم من حين إلى آخر، فهناك الكثير من محترفي تجربة المستخدم في الماضي لم يعودوا محترفين في يومنا هذا، في حين هناك الكثير من محترفي تجربة المستخدم اليوم لن يكونوا محترفين في المستقبل إذا لم يواكبوا التغيرات. لذا اسعَ لأن تُطوّر من نفسك، وأن توسع دائرة معرفتك، وتذكر أنه لا توجد طريقة مثالية محددة لتكون باحثًا ناجحًا في تجربة المستخدم، لذا تجاهل الأمور المعيقة، واكتشف الأشياء الصحيحة بنفسك.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال 15 Guiding Principles for UX Researchers.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.