تقع تجربة المستخدم في صميم جميع قرارات المشروع التجاري، وسواءً كنت تُجري أبحاث المستخدم أو تستخدم الإرشادات لتصميم تطبيق أو موقع إلكتروني، فستساعدك طريقة البحث الصحيحة على اتخاذ قرارات أفضل اعتمادًا على البيانات المتوفرة.
لنلقِ نظرةً على أشهر الطرائق المستخدمة في إجراء أبحاث تجربة المستخدم:
- الاستطلاعات والاستبيانات.
- الاستعلام السياقي والتعلم بالمراقبة shadowing.
- مقابلات المستخدمين (مقابلات فردية مع المستخدم).
- اختبار قابلية الاستخدام (اختبار للعديد من المستخدمين من خلال تسجيل فيديو أثناء تجريبهم للمنتج أو الخدمة، ويدعى أيضًا التقييم الإرشادي).
فكّر في أداتك الرقمية المفضلة، مثلًا خرائط جوجل أو منصة سلاك Slack أو إنستجرام. غالبًا ما يكون السبب الذي يدفعك لاستخدامها هو أنها تحل لك مشكلةً ما، والفضل يعود لمطوري مثل هذه التطبيقات الذين أمضوا وقتًا طويلًا في إجراء أبحاث المستخدمين ليتمكنوا من جعل الواجهة مفهومةً وسهلة الاستخدام، والأهم من ذلك هو أنها تحل مشاكل المستخدمين، وهو جوهر أبحاث المستخدمين بجميع أشكالها؛ أي فهم ما يقود إلى حل مشاكل المستخدمين، ثم تصميم تجربة سلسة وبديهية وفقًا لذلك.
تُعَد أبحاث المستخدمين جزءًا أساسيًا من عملية تطوير المنتج، وذلك لأنها تساعد على فهم كيفية حل مشاكل المستخدمين وتصميم تجارب مفهومة، كما تساعد أبحاث المستخدمين على اتخاذ قرارات أفضل لمشروعك، لأنها تمكّنك من كشف أية عقبات قد تحُول دون اختيار المستخدمين لمنتجك.
يتناول هذا الدليل أساسيات أبحاث تجربة المستخدم، من تحديد للطريقة المناسبة وفقًا لاحتياجاتك، إلى إجراء مقابلات المستخدمين وتحليل المعطيات، وأخيرًا إلى مشاركة النتائج مع الأطراف المعنية الرئيسية. سنتطرق إلى أهمية أبحاث تجربة المستخدم، وأشهر طرائق إجراء هذه الأبحاث، وكيفية تحديد الطريقة الأنسب وفقًا لاحتياجاتك.
توسع مجال تجربة المستخدم في السنوات القليلة الماضية ليشمل مجموعةً من الأساليب المختلفة، لكنه لا يزال يتمحورًا حول فهم المستخدمين للتمكن من إنشاء منتجات رقمية مناسبة لهم. لذا فسواءً كنت تُنشئ موقعًا أو تطبيقًا من الصفر أو تعيد تصميم نسخة سابقة، فإن إجراء أبحاث المستخدمين يساعدك على ضمان الحصول على نتيجة يرغب الناس باستخدامها باستمرار.
اعتمادًا على موقعك من دورة حياة تطوير المنتج، تتوفر عدة أنواع مختلفة من اختبارات المستخدم، وتتضمن اختبار قابلية الاستخدام والمقابلات (عن بُعد أو وجهًا لوجه)، بالإضافة إلى الاستطلاعات وفرز البطاقات. يساعد كل نوع من هذه الاختبارات على الكشف عن حقائق مختلفة تتعلق بكيفية تفاعل الناس مع الموقع أو التطبيق.
قبل الخوض في طرائق إجراء أبحاث المستخدمين، لنعرّج أولًا على أهميتها.
لماذا تجرى أبحاث تجربة المستخدم؟
الجواب بسيط جدًا، إذ تحتاج لإجراء أبحاث تجربة المستخدم لأنها تساعد على إنشاء منتجات وخدمات وتجارب أفضل للمستخدمين.
عند إجراء هذه الأبحاث كما يجب، فإنها تساعدك على بناء منتجات أسهل استخدامًا وأكثر تفاعليةً؛ كما تساعد على معرفة كيفية تحسين المنتجات أو الخدمات الحالية على ضوء التلميحات التي تتعلق باحتياجات المستخدمين ودوافعهم، والتي يمكن الحصول عليها عبر إجراء أبحاث مثل مقابلات المستخدمين أو جلسات اختبار قابلية الاستخدام.
تشمل فوائد إجراء أبحاث المستخدمين:
- فهم احتياجات الجمهور المستهدف أكثر من أجل بناء منتجات مصممة خصيصًا بما يوافق متطلباتهم.
- التقييم المبكر للأفكار المطروحة قبل استثمار الوقت والمال في تطويرها.
كيف تجد مشاركين في أبحاث المستخدمين؟
- حدّد عميلك المستهدف: مع أن العميل المستهدف مفهوم أساسي، إلا أنه لا يوجد تعريف موحد لهذا المفهوم، وهو ما يجب أن يدركه باحثو تجربة المستخدم. على سبيل المثال، لنفترض أنك تُجري دراسةً على الأشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل العامة يوميًا، سيختلف جمهورك المستهدف في هذه الحالة عما إذا كنت تُجري دراسةً على أشخاص يستخدمون وسائل النقل العامة في بعض الأحيان فقط.
-
ابحث عن المواصفات المشتركة:
- ابحث عن أوجه التشابه: إذا كنت تعمل على إنشاء تطبيق مخصص لفئة معينة من الناس (مثل تطبيق مشاركة السيارات)، فمن المفيد أن تبحث عن مشاركين يشبهون بظروفهم العملاء المستهدفين؛ أما إذا كنت تعمل على إنشاء تطبيق يمكن أن يستخدمه أي شخص يحمل هاتف آيفون، فيجب أن تبحث عن أشخاص يستخدمون هواتف آيفون ويرغبون بالمشاركة في جلسات أبحاث قابلية الاستخدام.
- ابحث عن الاختلافات: عندما تكون لديك مجموعة متنوعة من المشاركين، فحاول عندها تحديد العامل المشترك بينهم وما يميزهم عن بقية الأفراد أو المجموعات، فقد يكون هذا مفيدًا أيضًا لأبحاثك. على سبيل المثال، إذا كنت تختبر نسختين مختلفتين من تصميم موقعك الإلكتروني على مجموعتين من المستخدمين كل منهما تعيش في بلد مختلف، فمن المفيد المقارنة بين ملاحظاتهم وآرائهم حول خصائص معينة، مثل تخطيط الموقع أو معرفة ما الذي يرجحونه بين سهولة التنقل وسرعة الوصول، بدلًا من الاقتصار على جمع آرائهم العامة حول موقعك، فربما يستخدمون الميزات بطريقة مختلفة بسبب الفروقات الثقافية بين مجموعتي الدراسة.
كيف توظف مشاركين في مجموعات التركيز؟
تحتاج بعد ذلك إلى نموذج مفصل للفحص، وهو نموذج يملؤه المشاركون قبل دعوتهم إلى الدراسة، ويجب أن يدور حول الدراسة وأن يكون سهل الإتمام على المشاركين؛ لذا يفضل أن يكون قصيرًا. يتضمن النموذج أسئلةً عن المعلومات الديموغرافية، مثل العمر والجنس، وتفاصيل حول المنتج أو الخدمة قيد الاختبار (مثل كم مرة تستخدم تطبيقًا معينًا)، وأي تجربة ذات صلة مع العلامة التجارية أو موضوع الدراسة، وما إذا كان المشاركون قد سمعوا عن أفكار مشابهة، ودرجة اهتمامهم بالمشاركة.
كلما كان نموذج الفحص أكثر دقة، سيساعدك أكثر على تحديد الأشخاص الأنسب لمشروعك وما الذي يحتاجونه، مما يمكّنك من اتخاذ قرارات أفضل لاحقًا في مرحلتَي التوظيف والاختبار.
اختر طريقة التوظيف التي تناسب احتياجاتك وميزانيتك
يتحرى الباحث الجيد في تجربة المستخدم الدقة والاحترافية والتأني في كيفية توظيف المشاركين الأنسب لأبحاثه. وسواءٌ كنت تُجري أبحاث مستخدم نوعية أم كمية، فإن إيجاد مشاركين مناسبين لاحتياجاتك قد يكون أمرًا صعبًا، لكن هناك الكثير من الطرائق المساعدة على ذلك.
تتباين تكاليف توظيف مشاركين حسب الطريقة التي تختارها. فعلى سبيل المثال، قد تكون مجموعات التركيز على الإنترنت مجانية، في حين أن توظيف شخص معين من الشبكات الاجتماعية ليعمل مشرفًا على المقابلات قد يكلّف مئات الدولارات يوميًا، لذا يجب أن تفكر مليًا بالطريقة الأنسب لمشروعك وميزانيتك قبل أن تخوض في الأمر.
احرص على أن تكون طريقة التوظيف التي تختارها موافقةً لأهداف البحث من خلال مراعاة النقاط الثلاثة التالية:
- التكلفة: ما هي الميزانية المتوفرة لديك؟ هل الطريقة التي وقع عليها الاختيار مناسبة للميزانية؟ هل هناك تكاليف إضافية لاحقة تتطلبها هذه الطريقة؟ ما الذي سيحدث إذا لم تتمكن من تمويل الطريقة التي اخترتها؟
- السرعة: متى تستطيع أن تبدأ بهذه الطريقة؟ هل هناك حاجة لترتيبات سابقة (مثل حجز مكان للقاء)؟
- إمكانية الوصول: هل يستطيع جميع أفراد فريقك الوصول إلى هذه الأداة بسرعة (مثلًا هل يستطيع جميعهم الاتصال بالإنترنت)؟ هل يحتاج أحدهم إلى مساعدة خاصة للتدريب على كيفية استخدام الطريقة بفعالية (مشرفون عن بُعد)؟
كيف تحدد الطريقة الأنسب لإجراء أبحاث تجربة المستخدم وفقا لاحتياجاتك الخاصة؟ وما الأسئلة التي يجب أن تطرحها؟
من المهم أولًا أن تفهم المشكلة التي تحاول إيجاد حل لها (مثل معرفة ما إذا كان المستخدمون يفضلون تصميمًا على آخر)، ثم تحدد من سيستخدم منتجك أو خدمتك (مثلًا جيل الألفية أو الأمهات)، ثم تركز على أهداف المشروع التي تحاول تحقيقها باستخدام هذا المنتج أو الخدمة، وأن تحدد أخيرًا جوانب تجربة المستخدم التي تحتاج إلى تحسين عاجل:
- تجربة المستخدم: هل يجد المستخدم إكمال المهمات سهلًا أم صعبًا؟ ما مدى رضاه عن تفاعله مع موقع الويب أو التطبيق؟ وما الذي سيُشعِره بالمزيد من الرضا؟
- قابلية الاستخدام: هل يتمكن المستخدم من التنقل بسهولة عبر كل أقسام موقع الويب أو التطبيق؟ هل يمكنه فهم آلية إجراء الأمور بمجرد النظر إليها للمرة الأولى؟ هل يعرف كيف يصل بسهولة إلى أقسام مثل الدعم أو سياسة الخصوصية في موقع الويب؟ إذا كان الجواب لا، فيجب إعادة تصميم هذه الأقسام ليتمكن المستخدم من العثور عليها بسرعة دون أن يلتبس عليه مكان هذه المعلومات الأساسية عند تصفح الموقع.
- إمكانية الوصول: ما مدى سهولة الوصول إلى هذا الموقع أو التطبيق على الأجهزة المختلفة (هواتف محمولة أو حواسيب مكتبية أو محمولة)؟ وهل يوافق إرشادات إمكانية وصول محتوى الويب WCAG بالنسبة لدرجة تباين الألوان بين العناصر النصية والخلفية وإمكانية قراءة حجم الخط للأشخاص الذين يعانون من مشاكل بصرية؟
ما الأدوات اللازمة للبدء؟
قد تتساءل الآن عن الأدوات التي تحتاجها للبدء بالأبحاث، سنستعرض فيما يلي لمحةً عامةً عن أشهر طرائق إجراء الأبحاث والأدوات اللازمة لها.
بالنسبة لأبحاث المستخدمين واختبارات قابلية الاستخدام، فإنها تجرى عادةً في حوار فردي مباشر تتحدث فيه مع المستخدم عن احتياجاته وسلوكه وتوقعاته فيما يخص المنتج أو الخدمة. يمكنك أيضًا تسجيل المحادثة باستخدام برنامج تسجيل صوتي، مثل زوم أو كتابة النقاط المهمة على ورقة أثناء إجراء المقابلة (وهو ما يعرَف بتدوين الملاحظات السردية).
تتيح لك بعض الأدوات إمكانية مشاركة الملفات أو الملاحظات بسهولة مع أفراد الفريق أو الأطراف المعنية الأخرى عبر الخدمات السحابية، مثل دروب بوكس وجوجل درايف وغيرها، ليتمكن جميع الأفراد من الوصول إلى جميع المصادر من جميع الأجهزة. ومن الأمثلة على الأدوات شائعة الاستخدام:
- زوم Zoom: منصة الاتصالات المرئية المستخدمة لإجراء مقابلات عن بُعد مع مشاركين متعددين.
- سلاك Slack: تطبيق اتصالات يجمع أفراد الفريق للتعاون في مكان واحد.
خاتمة
إن معرفة كيفية اختيار المشاركين أمر أساسي لإجراء أبحاث المستخدمين، وكلما تمكنت من جمع المزيد من المعلومات عن عملائك المستهدفين، تزداد فرصة حصولك على نتائج أفضل.
أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي إنشاء نموذج مفصل للفحص الأولي للمشاركين يساعد على اختيار الأنسب منهم للمشاركة في الدراسة، بعدها يمكنك اتخاذ القرار حول طريقة التوظيف التي تناسب احتياجاتك وميزانيتك (قد يكون توظيف أشخاص على أرض الواقع خيارًا غير متاح في حال كانت الميزانية محدودة).
ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Complete Guide to UX Research Methods.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.