البحث في الموقع
المحتوى عن 'بناء العلاقات'.
-
استيقظتُ من النوم في منتصف ليلة الاثنين التي توافق اليوم الرابع والعشرين من شهر آب 2015 م، وكنت أعاني من ألم في البطن. لم يختفِ الألم مهما حاولت أن أستلقي، أو أجلس، أو أقف. لقد ذكرني هذا الألم بتقلّصات الولادة، ولكن الفارق أنّ الألم لم يتوقّفْ أبدًا. خلال مكالمتي الهاتفيّة مع خط التمريض بالمستشفى (بينما كان زوجي يبحث بجنون عن أعراضي على جوجل)، قررتُ أن أذهب إلى غرفة الطوارئ بغض النظر عمّا أخبرني به. وافقتني الممرضة، وقد وصلتْ أمي لرعاية أطفالنا الصغار، بينما نقلني زوجي ويد للمستشفى المحلي القريب. بعد أقل من خمس ساعات كنت أتماثل للشفاء بدون مبالغة. بينما بدأ التخدير يتلاشى، تساءلت عمّا إذا ما كان ذلك كلّه حُلمًا؟ لم يتطلّب الأمر سوى إلقاء نظرة سريعة على ثوب المستشفى للتأكد من أنّه لم يكن كذلك. بعد مضي ما يزيد عن أسبوع من الجراحة والتي تركت ثلاث ندبات جديدة على بطني، أجلس هنا للكتابة وأشعر بأنني سليمة وطبيعيّة كالمعتاد. لا أشارك قصتي من أجل التعاطف، وإنّما أتمنى أن أُهيّئك بطريقة أفضل للتعامل مع أحداث الحياة غير المتوقعة بصفتك تعمل مستقلًا. إليكَ أفضل ثلاث نصائح: 1. التقدُّم في إنجاز العمل لنواجهْ الأمر، الحالات طارئة دائمًا طارئة! فهي ليست أحداثًا مخططًا لها مُسبقًا، وإنّما غير متوقعة، وغالبًا ما تحدث في أكثر الأوقات غير المناسبة. ولكن إليكَ هذا الأمر: إذا كنت معتادًا على التقدُّم في إنجاز أعمالك كجزء من روتين عملك المستقل العادي، فإنّ هذ يمنحك ميزة إضافية (أو فرصة للمُناورة) إن حدث وتعرّضت لأي موقف مفاجئ وغير متوقّع. صدقًا، إنّ هذا ما أنقذني أثناء حالتي الطارئة التي تعرضت لها. أحاول بجد أن أنجز غالبية أعمالي في الكتابة (مشاريع العملاء، ومدونتي ومشاريعي الخاصّة) في النصف الأوّل من الشهر، وبالتالي عندما دخلت المستشفى فجأةً، كانت مواعيد تسليم الأعمال النهائيّة أبعد ما يكون عن تفكيري. نصيحة إضافية: إذا لم تتعرّض لأي حدث مفاجئ خلال الأسبوعين الأخيرين من الشهر، يمكنك الاستفادة من الوقت الإضافي لتسويق نفسك عند عملاء جُدُد، أو عرض أفكار جديدة للعملاء الحاليين، أو العمل على مشاريعك الخاصّة التي تستهويك (والتي رُبّما لن تجدَ لها وقتًا آخر أبدًا). ثقْ بي، إنّه شعور رائع أن تمتلك أسبوعًا أو أسبوعين من الوقت الإضافي بعيدًا عن مشاريع العملاء. 2. التواصل أديرُ أعمالًا مستقلة متنوعة؛ فأعمل كاتبة، ومُساعدَة افتراضيّة، ومدربة أعمال، كما وأُقدّم دورة تشمل مجموعة نشطة على موقع الفيس بوك. رغم أنّني علقتُ في أعمال الكتابة، إلّا أنّه لا يزال علي إنجاز مهام والالتزام بمواعيد محدّدة في تقويم عملي الخاصّ والتي تحتاج للاهتمام وإعادة الجدولة. لحسن حظي، فإنّ هذا عزّز تواصلي الدائم مع جميع عملائي في مجال التدريب والمساعدة الافتراضيّة، ممّا يجعل هذا الموقف أسهل قليلًا. لقد أرسلت رسالة نصية لعملائي الاثنين في وظيفة المساعدة الافتراضيّة، ونشرت رسالة في مجموعة الفيس بوك الخاصّة بالدورة (والتي يُعد أيضًا عملائي في التدريب جزءًا منها). لقد تمكنت من استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لصالحي، والإبلاغ عن عدم توفري للعمل في أقل من خمس دقائق. أُوصي بأن تحافظ على تواصلك الدائم مع عملائك المستقلين أيضًا. أنشِئ علاقةً شخصيةً (عندما يكون ذلك منطقيًا) واحرص على توفير طرق اتصال متعددة معهم (على سبيل المثال الهاتف، والبريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي). كثيرًا ما تضيع معظم جهات الاتصال في البريد الإلكتروني، ولكن إذا وجّهتها عبر تويتر أو أشرت إليها في إحدى منشورات الفيس بوك أو الرسائل، فمن المحتمل أن يشاهدوها. 3. التواصل مع الزملاء الآخرين النصيحة الأخيرة التي أقدمها لك أن تسعى للتواصل مع المستقلين الآخرين بطريقة لائقة. فأنت لا تعرف بتاتًا متى قد تحتاج إلى المساعدة. إذا كنت تشارك في مشاريع بالفعل، سيكون من الأسهل أن تثق بهم للتعامل مع عملائك في حال تخلفت عن تحقيق التزاماتك تجاه العميل. قد يكون هدفك أن تُنمّي نشاطك التجاري من عمل منفرد إلى وكالة، أو قد ترغب في أن تبقى كما أنت. أيًا كان هدفك، فإنّ تكوين صداقات مع زملائك "رُوّاد الويب" أمرٌ منطقيٌ جيد. لم أضطر إلى التواصل مع أحد زملائي في أي مشروع لي (لحسن الحظ كانت مدة إقامتي في المستشفى أقل من 24 ساعة، وعملي لا يحتاج لجهد بدني)؛ لكن إذا اضطررت لذلك فإنّني أعرف بالضبط لمن ألجأ اعتمادًا على عميل المشروع. هذا يجعلني أشعر بالرضا تجاه عملي والتخطيط لما هو غير متوقع. كما وإنّني أحب أيضًا امتلاك شبكة بديلة توفر لي إحالات العمل أو العملاء - كخدمة أحاول أن أردها قدر الإمكان. الخُلاصة لا بُدّ من التعرُّض لأحداث مفاجئة، والتي يمكن أن تكون حالة طبيّة طارية، أو توترًا في العلاقة، أو أي شيء آخر. قد تحتاج حقًا لمجرّد استراحة من العمل المستقل من وقتٍ لآخر. ابذل قصارى جهدك للتخطيط لما هو غير متوقع من خلال إنجاز العمل مسبقًا، والبقاء على اتصال مستمر مع عملائك، وإنشاء العلاقات مع المستقلين الآخرين ذوي الصلة. أنت لا تعرف أبدًا متى يمكن لواحدة من هذه النصائح (أو الثلاث) أن تنقذ عملك المستقل في المستقبل. هل سبق لك أن تعرضت لحدث غير متوقع في حياتك نحّاك بعيدًا عن عملك المستقل لفترة من الوقت؟ أخبرنا عن ذلك في قسم التعليقات أدناه. ترجمة –بتصرّف- لمقال 3 Tips for Handling an Unexpected Life Event as a Freelancer لكاتبته Gina Horkey
-
- 1
-
- إدارة الأزمات
- طوارئ
-
(و 3 أكثر)
موسوم في:
-
أليست العلاقات صعبة؟ واجه جميعنا تحديات في حياتنا مثل التعرّف إلى شخص ما للمرّة الأولى، والعمل مع شخص بوجهة نظر مختلفة، وحلّ النزاعات، وربما مجرد أن نتعلم أن نثق بشخص ما، إذن ليس من المفاجئ أن نجد أشخاصًا وقد كرّسوا حياتهم لدراسة طبيعة العلاقات البشرية، فالبشر كائنات معقدة، ونحن نعتقد أن من المدهش التعلم عنهم! سنحت في وقت سابق من هذا العام فرصة رؤية Esther Perel المعالجة النفسية البارزة والمؤلفة صاحبة أكبر مبيعات، وهي تحلّل نظام علاقاتنا المعقّد، بناءً على حقيقتها الثابتة التي تقول أن طبيعة علاقاتك هي ما يحدّد طبيعة حياتك، جامعة في دراستها لا العلاقات بين الأشخاص المحبّبين فقط، بل كشفت أيضًا عن التعقيدات وراء العلاقات الاحترافية بين الزملاء، وأيقظت كلمات Esther القوية اهتمامًا عميقًا في داخلنا بمفهوم جديد غير معهود: الذكاء العلائقي. ما ستتعلمه في هذه المقالة: ما يعنيه الذكاء العلائقي. أهمية بناء علاقات في محيط العمل. التوفيق بين تكوين العلاقات وإنجاز المهمات. تمارين لبناء شبكة اتصالات أقوى في عملك. كيف تقيس الذكاء العلائقي بالنسبة لفريقك. ما هو الذكاء العلائقي؟ يوجد عدة طرق لتعريف الذّكاء العلائقي، لكن مما لا يدعو إلى الدهشة أن أفضل طريقة هي من كتاب Esther: ربّما سمعت بالذكاء العاطفي من قبل، وقد تتسائل ما علاقته بالذكاء العلائقي، والأمر من منظورنا، هو أن الذّكاء العاطفي القوي يُعزّز الذكاء العلائقي ويطوّره ويوسّع نطاقه، فعندما تكون قادرًا على تشخيص وفهم مشاعرك والآخرين، تكون أكثر جاهزيّة لبناء العلاقات معهم. في عالم الأعمال الجديد، حيث تتقدم المهارات السلوكية على المهارات التقنية من حيث الأولوية، فإن الذكاء العلائقي نقطة قوة في التنافس في العمل، وعلى الرغم من أنها عُدّت يومًا ما "مهارات شخصية" (أو كما يفضل أن يسميها Josh Bersin، علّامة الموارد البشرية، "مهارات القوة")، فإنها اليوم، متمثلة في قدرتنا على التواصل الفعّال، والتأثير، وبناء الثقة، وحل الخلافات، أصبحت مهمة أكثر من أي وقت مضى، لذا دعونا نخوض أكثر فيها. ما أهمية الذكاء العلائقي في محيط عملنا؟ يتطور محيط العمل على نحو مذهل، ويصعب على المنظمات والأفراد اللحاق بالرّكب، فحتى بينما تستمر مؤسسة Gallup ببثّ أبحاثها، فإن السؤال ليس ما إذا كانت هذه التغييرات ستحدث، بل كيف نتعامل معها. يظهر العديد من الدراسات، أنه بينما نحن متواصلون أكثر في العالم الرقمي، فإننا نواجه صعوبة في إيجاد مثل هذا التواصل على أرض الواقع، فكما تعزّز علاقاتنا حيواتنا الشخصية، فإنها كذلك تُعزّز الأداء والنجاح في العمل. تؤدي العلاقات الأمتن إلى المزيد من النقاشات الجادّة، والحلول الإبداعية، وفي نهاية المطاف، دخولٍ أعلى. مؤشر العلاقة المتينة أثره على العمل الانفتاح ومشاركة الأفكار بصدق إزالة العوائق التي تجعل المحادثات صعبة أو حساسة، ويزداد التماسك بين الزملاء رغبة الجميع بمشاركة الخبرات والمعلومات لإفادة الغير كسر الحواجز بين الزملاء وتوحيد أهدافهم وتحقيقها أسرع وأكفأ تجربة الأفكار الجديدة على مستوى الفرد والجماعة والتفكير الإبداعي التخلص من الخوف من الفشل ودعم الابتكار والإبداع table { width: 100%; } thead { vertical-align: middle; text-align: center; } td, th { border: 1px solid #dddddd; text-align: right; padding: 8px; text-align: inherit; } tr:nth-child(even) { background-color: #dddddd; } كما تقول Esther Perel: وتحث المنظمات على إعادة ترتيب استثماراتهم للوقت والمصادر وتسليط الضوء أكثر على جودة العلاقات في محيط العمل. لكن ماذا بشأن العمل؟ دعونا نرجع خطوة للخلف لنرى الإشكالية هنا، والتي تتمثل في السؤال: ألن يؤدي التركيز أكثر على العلاقات إلى المجازفة بمدى إنجاز العمل؟ لدى المدراء الكثير من الواجبات لإنجازها، وقد تحتار بين إعطاء الأولوية لاحتياجات فريقك وتطوير الذكاء العلائقي، واحتياجاتك رئيسك، لكن لدينا أخبار سارة هنا وهي أن بناء العلاقات لا يجب أن يكون على حساب أداء الفريق، بل على العكس. يُنظر أحيانًا إلى القيادة المتمركزة حول إنجاز الأهداف بأنها نقيض تلك المتمركزة حول العلاقات، إلا أننا نؤمن بقوة بأنهما لا يتناقضان بالضرورة، فالتركيز على العلاقات وتعزيزها يمكن أن يؤدي إلى أداء وإنتاج أفضل على المدى البعيد، كما يقولون: لا يعني التركيز على العلاقات محاولة جعل الجميع أصدقاء، أو ضمان أنه لن يحدث أي انزعاجات أو خلافات، بل يُفترَض بالبناء الصحيح للعلاقات ألّا يثبّط الخلافات نفسها بل يشجع المنافسة بين الأفكار والعمل بالتكيف مع الخلافات، حتى تُحلّ عندما تظهر، مؤدية إلى مردود إيجابي. لا يساهم وجود ذكاء علائقي قوي في فريقك في بناء ثقافة الاندماج فقط، بل أيضًا إلى توليد أفكار إبتكارية أفضل كَمًا ونوعًا، وتعزيز روح الحيوية والتعاون في الفريق، وتقوية الإحساس بالأهداف والغايات المشتركة. لهذا فإنه من الضروري للمدراء تشجيع وتبني هذه الروابط داخل وخارج الفريق، ولا تقلق، فنحن هنا للمساعدة في هذا بالضبط. كيفية بناء الذكاء العلائقي إذًا، كيف تبني الذكاء العلائقي، سواء لك أم لفريقك؟ لا يوجد وصفة سرية لذلك، لكن أفضل بداية هي أن الاستماع بإنصات وبفضول من الصميم. تمكنّا في ورشة عمل الذكاء العلائقي في مؤتمر Montreal C2 لعام 2019 من إيجاد تواصل حقيقي خلال 90 دقيقة فقط بين أناس لم يعرفوا شيئًا عن بعضهم قبل المؤتمر، واختبر الحضور كيف ساعدهم التمرن على الإنصات المصاحب بحُبّ التعارف في أداء نفس المهام أفضل في نهاية الورشة من أدائهم في بدايتها. تمارين لممارسة حب التعارف والاستماع المنصت في مجموعة جرب هذه التمارين مع فريقك للمساعدة في تحقيق التواصل الصادق: الاستماع دون النظر ادعُ مجموعة من 3 أو 4 أشخاص واطلب منهم إغلاق أعينهم والحديث لمدة 5 دقائق، محاولين إيجاد 3 أشياء مشتركة بينهم وتميزهم عن المجموعات الأخرى. قد يكون هذا غير مريح في البداية، لكن فقدان التواصل البصري يدفع الناس إلى التركيز أكثر على ما يُقال. بدء المحادثات اجعل الجميع يجلسون في مجموعة واختر بعض الأسئلة التي يمكنهم أن يسألوا بعضهم، يمكنك البدء بأسئلة خفيفة مثل: هل يمكنك أن تخبرنا عن شخص واحد أثر في حياتك؟ هل تظن أن العالم سيكون أفضل أم أسوأ بعد 100 عام من الآن؟ ما الشيء الجديد الذي تعلمت فعله العام السابق؟ هل يمكنك أن تشاركنا ذكرى عزيزة لك؟ هناك مئات الأسئلة المشابهة ليسألها الناس بعضهم البعض، ويمكنك أيضًا أن تدعو الناس إلى إضافة أسئلتهم الخاصة، فالتواصل يبدأ من المعرفة البسيطة التي يتبادلها الناس عن أنفسهم بين بعضهم. الواقعية والاستماع المنصت ادعُ الناس لممارسة الاستماع المنصِت في أزواج، واطلب من شخص واحد -المتكلم- أن يشارك وضعًا ما يمر به الآن ولم يتخذ قرارًا بشأنه بعد، وأن يشاركه بينما يستمع شريكه (المستمع). بعد ثلاث دقائق، اطلب من المستمعين أن يستمعوا بأسلوب مختلف، إما بالبقاء صامتين أو بتوجيه أسئلة حادة، وشدّد على أن على المستمع أن يقاوم رغبته في التدخل بأفكاره محاولًا التخفيف عن الطرف الآخر. إليك أمثلة على أسئلة حادّة يمكن توجيهها: ما هو شعورك حيال هذا الوضع؟ لمَ يؤثر فيك؟ ما الذي تهتم فيه من أعماقك؟ ما هو أكثر شيء تحتاجه؟ ممّ أنت خائف؟ ماذا تعلمك هذه التجربة عن نفسك؟ ما الذي قد يعطيك بعض الدافعية للأمام؟ ما هو تصورك لأفضل سيناريو يمكن أن يحصل؟ اجعل الأزواج يتبادلون الأدوار، واستخلص من الجميع رأيهم في تجربة الاستماع ومدى جودتها وأثرها على المتكلم. نصيحة إدارية: لبناء ذكاءك العلائقي الخاص، تمرن على تنفيذ الفكرة من هذه التمارين من يوم لآخر، فمثلًا، وجه بعض الأسئلة الحادة في محادثات تدريبية، أو وجهًا لوجه مع زملائك الموظّفين. كيف يمكنك أن تقيم جودة علاقاتك مع من تعمل معهم؟ جودة العلاقات كجميع العلوم الإنسانية، سهلة القياس، لكن تحديد ذلك القياس بدقة أمر صعب. يمكنك أن تعبر عن علاقاتك بتعبيرات مثل أنكم "تتماشون جيدًا" أو "تتناغمون مثاليًا" لكنك لن تسمع أبدًا أحدًا يقول أنه يحب زوجته بمقياس 8 من 10، إذ لا يمكن وضع رقم لقياس لهذه الأمور، لذا، فمن الأسهل تمثيلها بشيء ملموس. عندما يستطيع المدراء تحديد المجالات التي يختبرها الموظفون والتي تتحرك فيها الفِرَق والتي تحتاج إلى العناية بها، يكونون أفضل استعدادًا للتصرف بفعالية. ساعدنا العلم في تحديد المكونات الرئيسية التي تسهم في اندماج الموظفين، ومن بينها، العلاقات بين الأقران ومع المدير، ويمكن الوصول إلى فهم أفضل للعناصر لنميز بدقة الجيد منها وما يحتاج إلى تحسين، من خلال توجيه أسئلة محددة. إليك بعض الأسئلة التي تُسأل لتقييم العلاقات بين أقران العمل عبر استبيان Plus Survey: هل تحترم الناس الذين تعمل معهم؟ هل تشعر أن أقرانك يساهمون في تحقيق أهداف الفريق؟ هل تشعر بأنك جزء من فريق؟ هل يرحب أقرانك بالآراء المخالفة لهم؟ هل يمكنك الاعتماد على أقرانك عندما تحتاج مساعدة؟ هل تثق بأقرانك؟ الخلاصة في النهاية، العلاقات الإنسانية معقدة، وتتطلب العمل الجاد والكثير من الوقت لبنائها، لكن عندما تكون صادقة، عميقة وذات مغزى، فإنها تسمو بحياتنا إلى مستوى آخر تمامًا، ففي عالم تطغى عليه التكنولوجيا، من الضروري لجميعنا أن يتمهل قليلًا ويتواصل مع من حوله، لأنهم هم من يشاركوننا حياتنا، ويملكون خبرات معبرة، وينتجون منتجات رائعة أو يزوّدوننا بخدمات استثنائية. عندما نستثمر في علاقات محيط العمل، نصبح أكثر من مجرد أشخاص يعملون معًا، بل فريقًا متماسكًا يبني يدًا بيد وموحد الهدف والمغزى. ترجمة وبتصرف للمقال Building Great Relationships at Work with Relational Intelligence لصاحبيه Julie Jeanotte و Valerie Gobeil
-
- الذكاء العاطفي
- الذكاء العلائقي
- (و 3 أكثر)
-
يمكنني القول بصراحةٍ أنني موظفٌ من النوع الذي يجب أن يُحاط بزملاءٍ يُكِنُّ لهم المودة حتى يؤديَ عمله بشكل أفضل؛ إن العمل بين أُناسٍ أُحبهم بصدق يجعل عملي أسهل بألفِ مرة. إني أرى أنّ وُجود أصدقاءٍ جيّدين في العمل يمكنُ أن تكونَ له فائدةٌ كبيرة، فهذا أمرٌ قد يُخفِّفُ بعضًا من التّوترِ الناتجِ عن ساعاتِ العملِ الطِّوال كما يمكن أن يُسهِّل التعامل مع الحالات والمواقف ذات الضغط العالي. لقد وجدنا إحصائيات رائعة تُثبتُ أنّ العمل مع مجموعة جيدة من الأصدقاء ليس فقط أمرًا جميلًا الحصولُ عليه بل يُمكن أن يجعل الجميع يعمل بشكل أفضل. 1. حياةٌ عمليّةٌ أفضل كثيرًا ما تكلمت سابقًا عن ضرورة موازنة حياتك في العمل مع حياتك خارجه وهذا لأنك إن استطعت فعل هذا، فسَتُخفف من وطأة التوتر بدرجةٍ كبيرة وسيصير المزجُ بين الحياتيْنِ سلِسًا، فكأنك المُحارب في ساحات الوغى تخوضُ كلما أشرقت الشمس معركةً ثم تخوض بعد ذلك مع زملائك في العمل دردشةً ليست بالضرورة مرتبطةً به. هذه الطبقة الإضافية من الراحة تجعل عملك أسهل. أنصحك أيضًا بقراءة كيف سيتغير مكان العمل خلال العقود المقبلة. 2. وجودُ الأصدقاء سيُحسّنُ من نسبة الاحتفاظ بالموظفين لن تهجُر مجموعة أصدقاءٍ تُحبهم صحيح؟ لن تقبل بعملٍ حتى ولو كان بأجرٍ مُرتفعٍ إن كنت لن تتآلف مع زملائك في العمل، مُعظم الذين جرت عليهم الدراسة بيّنوا أن قيمة العمل مع مجموعةٍ جميلةٍ متآلفةٍ من الأصحاب تعلو قيمة الأجرِ المرتفع. يمكنني القول إذن أن تكوين علاقات صداقة وثيقة داخل مكان العمل مع بناء ثقافة شركة جيدة أمرٌ جميل لاستبقاء الموظفين لديك، ومن أجل هذا احرص على أن تبذل قُصارى جُهدك في توظيف أشخاصٍ يتمتعون بملائمة ثقافية كبيرة. 3. تزيدُ من رضا الموظفين كما ترفع معنوياتهم عندما تكونُ بين الأصدقاء، ستعمل بشكلٍ أفضل وسترتفع معونياتك كما أنك ستجد نفسك قادرًا على أن تكون أكثر إنتاجيةً في العمل. أعتقد أن مجرد حقيقة أنه يمكنك مُداولةُ العمل باللعب مرةً سيجعلك أكثر إنتاجية، فمثلا أنا وشريكي التأسيسي دان نعملُ بجدٍّ كل يوم ولكننا لا ننسَ أخذ استراحةٍ قصيرة في منتصف النهار للاستمتاع قليلًا؛ أحيانًا تجدُنا نلعبُ تنس الطاولة وأحيانًا ألعاب الفيديو وأحيانًا أخرى نتكلم عما حدث ونتدارك ما فاتنا من أخبارٍ وشؤون حياةِ كلٍ منّا الشخصية، هذا يُخفف من شدة الإرهاق العقليّ الناتج عن الجلوس أمام الحاسوب طوال اليوم. 4. أصدقاءٌ أفضل = بناء ثقافة أفضل في الشركة كما أشرت سابقًا، كلما زاد عدد الأصدقاء في العمل، كانت ثقافة الشركة أو المكتب أفضل. يُمكن القولُ إذن أن كل العلاقات التي تعقدها في مكان العمل لا تجعل حياتك أفضل فحسب بل تُحسن بطريقة غير مباشرة ثقافة شركتك. 5. أفضل علاقات الصداقة تبدأ من مكان العمل فمثلا نحن مدمني العمل في مكتبنا كوّنا صداقاتٍ مع زملائنا في المكتب، ويمكنني القول أن جميع أفراد الفريق مقربون لبعضهم بعضًا ويربطنا رباطٌ وثيقٌ جدا. كان هناك فترةٌ من الزمنِ اعتقدت فيها أن مجموعة أصدقائي قد اكتملت في الكلية ولكني كُنت مخطئًا تمامًا، فتكوين الصداقات في العمل أمرٌ رائعٌ، لأنه على أعضاء الفريق التعرف على بعضهم بعضًا جيدًا حتى يَسهُل عليهم حلُّ المشكلات وإتمام العمل. 6. ثناءٌ أكثر من الزملاء كلما زاد عدد أصدقائك في مكان العمل، زاد الثناء. ثناءُ الزُّملاء يفعل العجب عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بمجهوداتك المبذولة، وبدلًا من أن يأتي الثناءُ من الإدارة، يأتي من زُملائك من حولك، طبعا هذا لا يأخذ مكان إعتراف الإدارة فقيمة ثناءها لها وزنٌ أكبر ولكن اعتراف الزُّملاء يخدُمُ غرضًا قيِّمًا أيضًا. 7. وجود أصدقاء في مكان العمل أمرٌ جيدٌ لتنمية شخصك وجود أصدقاء في مكان العمل يُساعدك على النموّ كشخص وكمِهني، هذا طبعًا لوجود أشخاص يُحفِّزونك ويُشعرونك بالراحة أيضًا. لذلك أبقِ أصدقاءك في العمل قريبًا منك لأنهم يُساعدونك في النمو كشخص وكموظف. 8. جودةُ عملٍ أفضل نعم هذا صحيح، العمل مع الأصدقاء يُحسّنُ من جودة عملك. سأفترض أن هذا يحدُث بسبب مراجعة ونقد أقرانك في العمل كما يمكن أن يحدُث لأنك تُريدُ أن تُريَهم بأن أدائك جيد فتتفوق في أداء المهمات الموكلة إليك، فآخر شيءٍ تُريده هو أن تكونَ أنت العضو المترهّل في المجموعة. من المؤكد إذن أن وُجود أصدقاءٍ في العمل سيُساعدك على التفوق وتقديم أفضل ما لديك. 9. ستتلقّى ردود فعلٍ أكثر على الأقل هنا في مكتبنا، نُبقي ردودَ الفعلِ مستمرة؛ فإن وجدنا شيئًا يُمكنُ تحسينه، نبذل قُصارى جهدنا في إصلاحه واختباره. هنا في المكتب، نستخدم ملاحظات الموظفين للحفاظ على سيرِ الأمور، أراه من المهم جدًّا الحصول على رأي وملاحظات أقرانك لتتفوق وتُنجز أكثر، لقد اكتشفنا أننا بالمحافظة على النقد المستمر نحن أكثر حماسًا وإبداعًا وابتكارًا. 10. كسبُ احترامٍ أكبر من الزُّملاء لأنك تعملُ بين الأصدقاء، ستميل إلى احترامهم، ولن تسوء الأمور إلا إذا كنتم تتابعون نفس دوري كرة القدم، ولكن عدا هذا ستكون الأمور على ما يُرام. فأنت عندما تعمل مع زُملاءٍ تُحبهم سيكون الاحترامُ متبادلًا؛ تمنحه وتتلقاه، وإذا طلبت من أحدهم إتمام مهمة فكأنك طلبت منه إسداء خدمةٍ أو معروفٍ إليك، لذلك أبقِ بيئة العمل وكأن مجموعة من الأصدقاء يعملون على مشروعٍ مشترك. 11. ستستمتع أكثر وأنت في العمل أكثر من ضعف الأشخاص الذين تمت عليهم الدراسة قالوا أنه لديهم الفرصة لتقديم أفضل ما لديهم كل يوم. إن المعادلة بسيطة؛ عندما تعمل مع الأصدقاء فإنك ستستمتع أكثر بهذه الوظيفة، ولا يوجد أي عيبٍ في هذا. لنتكلم بصراحة، كثيرٌ من الوظائفِ مملةٌ ومرهقة ولكن إن نحن خُضناها مع الأصدقاء فستصير أسهل. لماذا قد تقضي وقتك في عملٍ لا تستمتع به؟ أو مع زملاءٍ لا تُحبهم حقًّا؟ ابدأ في تكوين صداقاتٍ في مكان عملٍ واخلق بيئة رائعة وممتعة تُسهّل على الجميع العمل. ترجمة بتصرف لمقال Why Having Friends at Work is Important للكاتب Jeff Fermin
-
- 3
-
- تكوين الصداقات
- بيئة العمل
- (و 4 أكثر)
-
إذا كنت مديرًا، فإن أساس نجاحك في عملك هو بناء علاقاتٍ قويَّةٍ وموثوقةٍ مع زملائك ومرؤوسيك. أهم عامل في تحقيق ذلك بكفاءة هو إدراك أن الطريقة التي تتواصل بها في مكان العمل تؤثِّر تأثيرًا مباشرًا على نوعية العلاقات التي تقيمها، وأن ما تقوله ليس هو فقط المهم، بل كيفيَّة قوله أيضًا. هل تعلم أننا نتواصل على الدوام، حتى حين لا نستخدم الكلمات؟ هذه اللغة التي لا تعتمد على الكلمات تسمى "التواصل غير اللفظيّ" (Nonverbal communication)، وهي تشكِّل نحو 60-75 في المئة من التواصل بيننا. هذا يعني أن كلماتك المنتقاة بعناية ليست هي أهم عنصر من عناصر التواصل، بل الانطباعات التي تتركها. يؤثِّر التواصل غير اللفظيّ بقوّة على صورتنا في أذهان الآخرين، ومدى احترامهم لنا وثقتهم بنا. المشكلة هي أننا لا ننتبه باستمرار للرسائل غير اللفظيّة التي نرسلها. لا داعي للقلق، سنساعدك على التحكم فيها عن طريق تطوير وعيك الذاتيّ كقائد ومُحاور. من الضروري أن تهتم ببناء هذا المجال الأساسي من ذكائك العاطفي. من بين مجالات الذكاء العاطفي الخمس المذكورة أدناه، يعتبر الوعي الذاتي هو القاعدة لها جميعًا. حين يكون لديك وعيًا ذاتيًا عاليًا، سيكون من السهل عليك أن تفهم الآخر. سيساعدك هذا على تنمية العلاقات بناء على الثقة، فتحصل بذلك على أقصى إخلاص وإنتاجية من فريقك. المجالات الخمسة للذكاء العاطفي وتعريفاتها هي: ستتعلم في هذا المقال: ما هو التواصل غير اللفظيّ ولماذا هو مهم كيف يعمل التواصل غير اللفظيّ المشكلات التي قد تحدث من التواصل غير اللفظيّ كيف تحسن من التواصل غير اللفظيّ عن طريق إتقان الوعي الذاتي 4 نصائح رائعة تتعلق بالتواصل غير اللفظيّ للمديرين ما هو التواصل غير اللفظيّ ولماذا هو مهم؟ يقول بيتر دروكر، التواصل غير اللفظيّ هو طريقة لتوصيل المشاعر أو المعلومات دون استخدام كلمات. إنه يتضافر مع التواصل اللفظيّ لخلق النظام اللغوي، لكن هناك فروق جوهرية بين الاثنين. يشمل التواصل غير اللفظيّ: لغة الجسد (الوقفة، الحركات، الإيماءات) التواصل بالعين نبرة الصوت المسافة بين المتحدثين استخدام اللمس المظهر (الألوان، الرموز، .. إلخ) تلك الإشارات ذات أهمية لأنها أقوى ب 12 أو 13 مرة من الكلمات. معنى هذا أنه بينما يستمع زملاؤك ومرؤوسوك لما تقوله، فإن إيماءاتك ونبرة صوتك ووقفتك ونظرات عينيك تحدث أثرًا أكبر من كلماتك. يستخدم الناس الإشارات غير اللفظيّة كخريطة طريق لاكتشاف نواياك ومدى مصداقيتك ثم يتكون لديهم استنتاجات عنك. إذا استخدمت التواصل غير اللفظيّ استخدامًا صحيحًا، سوف تترك انطباعًا إيجابيًا عند الآخرين، دون أن يعرفوا السبب. سيساعدك ذلك على كسب الاحترام، وتكوين العلاقات، وتثبيت سلطتك في مكان عملك. المشكلة هي أننا لا نتحكم في التواصل غير اللفظيّ سوى بقدر ضئيل، ذلك لأنه يحدث لا شعوريًا، ذلك لأن التواصل غير اللفظيّ يحدث طبيعيًا، فهو أول وسيلة تواصل نستخدمها للتعبير عن احتياجاتنا، أما اللغة، فهي تحتاج إلى تعلُّم. هل انتبهت مرة في منتصف مناقشة وقلت لنفسك، "عليّ ألا أشبّك ذراعي لكي أبدو أكثر انفتاحًا" أو "يجب أن أتوقف عن التجول بنظري في أنحاء الغرفة، وأفعّل التواصل بالعين"؟ في البداية، فلنحاول أن نفهم كيف يعمل التواصل غير اللفظيّ. يعمل التواصل غير اللفظيّ على 3 مستويات أساسية: 1- تدعيم التواصل اللفظيّ يمكن للإشارات غير اللفظيّة أو الإيماءات أن تكمّل أو تبرز الرسائل اللفظيّة. على سبيل المثال، حركة مثل الطرق على المكتب في أثناء الصراخ تبرز شدة الشعور بالغضب. أما على الجانب الإيجابي، يمكنك استخدام يديك خلال شرح مشروعك أو تقديم محاضرة لتوضيح مدى حماسك. استخدامك ليديك يجعل الجمهور يتذكر كلماتك أكثر. 2- تعويض التواصل اللفظيّ يمكن للإشارات غير اللفظيّة أن تقوم مقام الرسائل اللفظيّة. لا نحتاج دائمًا إلى الكلام كي نوصِّل رسالة ما. هناك مثل يقول "الصورة تساوي ألف كلمة"، وهو يشرح هذا المفهوم. تعبيرات الوجه عالمية. يمكننا قراءة تعبيرات الوجه بدقة كبيرة، حتى أننا نستطيع أن نعرف ما إذا كانت الابتسامة حقيقية أم مصطنعة. إذا كنت مديرًا، يجب عليك أن تكون على وعي بالإشارات التي ترسلها. إذا كنت تبدو زائفًا في أعين زملائك، فلن تستطيع أن تحركها في الاتجاه الذي تريده. يفيد الوعي الذاتي في فهم وقراءة رسائل الآخرين غير اللفظيّة، مما يساعد على بناء علاقات حقيقيّة والحفاظ عليها. نصيحة: ابتسم حين تلقى زملائك في العمل في الصباح. ربما لا يكون لديك الوقت لتجاذب أطراف الحديث، لكن حين يعرف الناس أنك سعيد بالعمل معهم سينتقل إليهم الشعور الإيجابيّ ويساعدهم على تكوين انطباعٍ جيدٍ دون النطق بكلمةٍ واحدة. 3- التعارض مع التواصل اللفظيّ يمكن للإشارات غير اللفظيّة أن تتعارض مع الرسائل اللفظيّة. هذا ما يحتاج المديرين إلى الانتباه إليه بصورةٍ خاصةٍ في العمل، ذلك لأن التواصل المتضارب يؤدي إلى انعدام الثقة ويجعل مرؤوسيك يتشككون في مصداقيتك. لا أحد يحب الرسائل المختلطة، خاصة من القائد. من أهم مسؤوليّات القائد التعبير عن النفس بوضوح وإيصال رسائل متَّسقة مع بعضها. من أسوأ الممارسات القياديّة قول شيء وفعل عكسه، وهذا ما نريد أن نساعدك على تجنبه. يخبرنا موقع هارفارد بزنس ريفيو: على سبيل المثال، إذا كنت تريد حثَّ فريقك على تبني التغييرات الجديدة في الشركة، عليك أن تبدو متحمسًا لتلك الخطوة. إذا كنت تتحدث بصوت منخفض، وأنت تشبك ذراعيك، وتسند ظهرك على الكرسي كالذي يبدو عليه النعاس، ستكون النتيجة أن فريقك لن يتبنى تلك التغييرات، وسيعتبرون رسالتك المختلطة علامة على أنك لست أهلًا للثقة. نصيحة: أولى خطوات التواصل غير اللفظيّ السليم هي إدارة التوتر. حين نكون متوترين، تكون أجسادنا صورة لمشاعرنا الداخلية، مما يؤثر على لغة الجسد والرسائل التي ترسلها. مشكلات التواصل غير اللفظيّ التواصل غير اللفظيّ أداة فعالة، لكنها سلاح ذو حدين. إليك بعض المشكلات التي قد تحدث بسبب التواصل غير اللفظيّ الخاطئ: الانطباعات الخاطئة يمكنك أن تعطي انطباعات عن غير قصد. على سبيل المثال، إذا كان أحد الموظفين يسند رأسه على راحة يده في أثناء اجتماع، سيبدو وكأنه يشعر بالملل، بينما في الحقيقة ربما يكون شعوره على النقيض من ذلك. ربما يكون متعبًا، أو أن هذا الوضع يساعده على التركيز. يشير هذا المثال إلى التسرع في إصدار الأحكام، وإلى أن علينا ألا نحكم بالمظاهر. لا تصدق كل ما يخطر ببالك. تحطيم المصداقية إذا كانت رسائلك غير اللفظيّة تتعارض مع كلامك، أي معضلة الرسائل المختلطة، ربما يشكك الناس في مصداقيتك. إذا كنت تثني على أداء لأحد الموظفين بينما تتحدث بصوت منخفض، بنبرة رتيبة، فإنه على الأرجح لن يصدق كلامك، وسيفقد الثقة فيك. حين تستثمر بعض الوقت في جعل رسائلك غير اللفظيّة متسقة مع كلماتك حين تثني على أداء أحد الموظفين، ستجد النتائج رائعة. إذا كنت تريد إبلاغ شخصًا ما بأخبار سارة، تحدَّث وأنت تجلس منتصبًا وابتسم وأنت تتحدَّث! إذا صدّق الموظفون مديحك، سيشجّعهم ذلك على الاهتمام بالعمل أكثر. لا تقلق، سوف نلقي الضوء على كل نوعٍ من أنواع التواصل غير اللفظيّ بحيث تستطيع أن تضمن النجاح في كل لقاء شخصيّ. سر النجاح في التواصل غير اللفظيّ هل تستطيع أن تعرفه؟ إنه الوعي الذاتيّ. فهو اللبنة الأولى في مجال الذكاء العاطفي. إذا كنت قائدًا، فإن مهارات التواصل مع الناس، أو الذكاء العاطفي، ستكون لها أهميّة كبرى في نجاحك، أكثر بكثيرٍ من معدل الذكاء المنطقي-الرياضي لأن محور عملك هو التعامل مع الناس، الذين هم قلب كل مؤسَّسة. الخطوة الأولى هي فهم الذات. كل منا يحب أن يعتقد أن لديه فهم جيد لمشاعره، وكيفية التعامل معها، وكيف تؤثر على الآخرين، لكن في الواقع اكتساب الوعي الذاتي ليس عملاً سهلاً. إنه أمر مهمٌّ للغاية ويمكننا تعلُّمه. وفقًا لجامعة هارفارد، فإن أساس الذكاء العاطفيّ المرتفع هو الوعي الذاتيّ. إن لم تستطع فهم دوافعك وسلوكياتك، فمن المستحيل أن تفهم الآخرين. إن كنت تريد أن ترسل رسالة غير لفظيّة صحيحة، عليك أن تدرك في البداية ماهيّة مشاعرك وكيف تؤثّر عليك، من الداخل والخارج. على سبيل المثال، نحن نعلم أن التوتُّر الداخلي يؤثِّر على لغة الجسد. إذا تعلمنا كيف يكون لدينا إدراك لمشاعرنا وما الذي يثير التوتُّر لدينا، فسيساعدنا ذلك على التحكُّم فيها، وكذلك التحكُّم في تفاعل أجسادنا مع تلك المشاعر. يرى دانيل غولمان، مؤلف كتاب "الذكاء العاطفيّ"، أن الانتباه إلى إشارات أجسادنا هو من الطرق العملية لبناء الوعي الذاتيّ. حين تنشط المشاعر، تصاحبها تغيّرات جسدية. قد تكون هذه التغيّرات في سرعة التنفس، أو الشدّ في العضلات، أو سرعة ضربات القلب. الوعي الذاتيّ العاطفيّ هو في جانب منه وعي الإنسان بجسده. من أجل أن تبدأ في بناء وعيك الذاتي، يقترح غولمان أن تتفاعل مع تجربتك الحسية. انتبه للتأثير الفيسيولوجي لمشاعرك، لكي تستطيع التحكم في لغة الجسد. نصيحة: سل نفسك أسئلة مثل: ما الذي يحرك مشاعرك؟ ما هي المواقف التي تثير فيك مشاعر معينة؟ هل تتغير لغة جسدك مع تلك المشاعر؟ دون هذه المشاعر في مذكرات يومية ثم ابحث عن الأنماط. الفهم هو أول خطوة في التطور. فوائد بناء وعيك الذاتي ستتمكن من إرسال إشارات غير لفظية تتناسب مع رسائلك اللفظيّة، مما يؤدي إلى الاتساق بين الاثنين ويبعث على الثقة. هذا وضع مثالي بالنسبة لكل القادة. ستتعلم كيف تقرأ الرسائل غير اللفظيّة الصادرة من المرؤوسين وبذلك تتفهم مشاعرهم واحتياجاتهم فهمًا أفضل. على سبيل المثال، ستتعلم أن ردًا مثل، "لا بأس، لستُ متضايقًا”، في سياق الخلاف بين الموظفين أو توجيه الانتقاد إلى أحدهم، يحتاج إلى المزيد من الاستقصاء والاهتمام. 4 نصائح تتعلق بالتواصل غير اللفظيّ للمديرين 1- انتبه للغة الجسد (وضع الجسد، الإيماءات، الحركت) تنقل لغة الجسد معانٍ عاطفية لجمهورك. إنها تخبر المتلقي ما إذا كنت منفتحًا أو منغلقًا بالنسبة له ولأفكاره. إذا كنت ترغب في بناء علاقة ثقة إيجابية مع زملائك ومرؤوسيك، يجب أن تكون لغة الجسد هي الدليل البصري على ذلك. 5 نصائح تتعلق بلغة الجسد لبناء الثقة 1- اجعل جسدك يميل إلى الأمام في أثناء التحدث والاستماع لإظهار الاهتمام 2- أومئ برأسك لتظهر أنك تستمع 3- اجلس جلسة منتصبة، الوضع المتهدل يعكس عدم الاهتمام 4- لا تشبِّك ذراعيك، ولا رجليك، وتوجه نحو محدثك بجسدك حتى تظهر انفتاحك له 5- باعد بين قدميك مقدار المسافة بين كتفيك، فهذه الوقفة تظهر الثقة نصيحة: يمكنك استخدام “التقليد" كوسيلة للتواصل مع المرؤوسين. إذا قلدت لغة الجسد لمحدثك لإظهار تعاطفك معه وتفهمك لمشاعره، سيؤدي هذا إلى تواصل إيجابي. 2- انظر إلى عيني محدثك (التواصل بالعين) يقولون أن العين مرآة الروح. يمكننا تفهم مشاعر الناس عن طريق التواصل بالعين. إن إدامة النظر في عين محدثيك، سواء كانوا زملاء أو مرؤوسين، يساعدك على بناء الثقة والاحترام، فهذا يعكس اهتمامك بالحديث. بالإضافة إلى ذلك، يعطي التواصل بالعين انطباعًا بأنك تثق في ما تقول. يبدو ذلك بسيطًا للغاية، لكن انتباهنا قد يتشتت بسهولة، وتسرح نظرتنا، لذلك فإن بذلك الجهد في إدامة النظر في عين محدثك هو بداية جيدة لبناء علاقة قوية. 3- انتبه لنبرة صوتك معلومة طريفة: يتدرب السياسيون على ضبط نبرة صوتهم لضمان إيصال الرسالة المطلوبة إلى الجمهور. تنقل نبرة صوتك معلومات كثيرة، فهي الحماس أو عدم الاهتمام أو الغضب. حاول أن تلاحظ كيف تؤثر نبرة صوتك في استجابة الآخرين لك، وحاول استخدام نبرة الصوت للتأكيد على الأفكار التي تود طرحها. على سبيل المثال، إذا كنت تريد أن تظهر اهتمامًا حقيقيًا، عبر عن اهتمامك باستخدام نبرة صوت مفعمة بالحيويّة. نصيحة: تجنب نبرة السؤال. حين تستخدم نبرة السؤال في الجملة الخبريّة، ستبدو كما لو كنت غير واثق في نفسك، مما ينعكس سلبًا على صورتك كقائد. 4- ضع يديك حيث يستطيع محدِّثك أن يراهما صدق أو لا تصدق، لكن أول ما يراه الناس حين ينظرون إليك هو يديك، وليس وجهك. تظهر أيدينا الكثير من المعلومات عنا. فاليدان المكشوفتان، على سبيل المثال، علامة على الأمانة، بينما اليدان المختبئتان تعطيان انطباعًا أن لديك شيئًا لتخفيه أو أنك تحجب بعض المعلومات. في تعاملاتك اليومية في مكان عملك، سواء كنت تخبر موظفًا برأيك في أدائه أو تعرض سياسة العمل الجديدة على فريقك، من الأفضل وضع يديك في مكان يراه الجميع، فهذا يبعث على الثقة. تقدم هارفارد بزنس ريفيو نصائح مفيدة لاستخدام حركات اليدين بالصورة الصحيحة. استخدم كل منها في الموقف المناسب لها، وبما يتناسب مع الرسالة التي تريد إيصالها لمحدثيك: تظاهر بأنك تمسك بكرة سلة: هذا يعكس الثقة والتحكم لا تكثر الحركة بلا داعٍ: اجعل يديك مسترخيتان في شكل هرمي اكشف عن راحتيك: هذه علامة على المصداقية والانفتاح والأمانية اجعل راحتي يديك إلى الأسفل: هذا يدل على القوة والثقة في النفس ربما لا يكون التواصل غير اللفظيّ عاملاً حاسمًا في نجاحك كقائد، لكنك إن استثمرت بعض الوقت في زيادة وعيك بمشاعرك ولغة الجسد التي تتولَّد عنها، فإن ذلك سوف يساعدك حتمًا على بناء علاقات أفضل في العمل. مترجم بتصرف عن Leveraging Your Nonverbal Communication At Work بقلم Alison Robins
- 1 تعليق
-
- 1
-
- التواصل غير اللفظي
- لغة الجسد
- (و 2 أكثر)